الأعمال الشعرية الكاملة 2007 للدكتور حسام الدين خلاصي

  • Uploaded by: Dr . Hussam Eddin Khalasi
  • 0
  • 0
  • October 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View الأعمال الشعرية الكاملة 2007 للدكتور حسام الدين خلاصي as PDF for free.

More details

  • Words: 12,451
  • Pages: 157
‫ابني‬ ‫رسم غابة على الورق‬ ‫ووضع فيها وردة‬ ‫رسم بيتاً على الورق‬ ‫وأسكنه عاشقين‬ ‫رسم سماءً على الورق‬ ‫ونزع منها حر الشمس‬ ‫رسم وجهاً على الورق‬ ‫وزرع ابتسامة الشهيد‬ ‫رسم أرض ًا على الورق‬ ‫ووضع جندياً منتصر‬ ‫ارسم ابني‬ ‫ستكبر لتحيا فيما رسمت‬ ‫د ‪ .‬حسام‬ ‫‪31/7/2007‬‬

‫‪1‬‬

‫‪S.O.S‬‬ ‫تماديت في الطيب والروح‬ ‫فجلبت ُالحسرة تلو الحسرة‬ ‫سخرت ُبصري للسماء‬ ‫فلم أر إل غيماً أسودًا ‪ ...‬وغربان‬ ‫نظفت ُقلبي كل يوم‬ ‫نقعته بكل المحاليل المطهرة‬ ‫وطلقت الكذب بالثلث‬ ‫فلم أصارع إل الشياطين‬ ‫أقسمت‬ ‫أني لن أكون إل هادئاً‬ ‫كموج الصيف‬ ‫كنسمة الربيع‬ ‫كابتسامة الطفال‬ ‫فما لقيت إل العاصفة‬ ‫أخبروني‬ ‫عن سبل لم أسلكها‬ ‫‪2‬‬

‫وعن ينابيع لم أردها‬ ‫وعن أطفال لم ألعبهم‬ ‫وعن نساء لم أنحن لهن‬ ‫أخبروني‬ ‫عن شيء لم أفعله بعد‬ ‫فأنا مللت من الزلزال‬ ‫من العواصف‬ ‫ظهري لم يعد يحتمل‬ ‫قفصي الصدري تهشم‬ ‫ودمي مصوه‬ ‫وسدوا أنفي‬ ‫أين تكمن الحقيقة‬ ‫أين هي مدن الخيال‬ ‫أين براعم الشجار‬ ‫يا مناصري الروح‬ ‫مزيداً من العون‬ ‫يا محازبي الخير‬ ‫ظمآئة هي الروح‬ ‫‪3‬‬

‫ثكلى هي الروح‬ ‫مدوا يدكم‬ ‫بشراً كنتم‬ ‫ملئكة كنتم‬ ‫فهنا أذوي بل أمل‬ ‫د ‪.‬حسام‬ ‫‪6/8/2007‬‬

‫‪4‬‬

‫ابنتي‬ ‫ليومي أقدم هذه الكلمات‬ ‫منذ بزوغ الفجر‬ ‫بدوت َ لي حزيناً شاحباً‬ ‫أوراق الشجار ساكنة‬ ‫كالميت كالجثة بل حراك‬ ‫السماء ليست زرقاء‬ ‫مصفرة‬ ‫كورق أشجار الخريف‬ ‫كطفلة فقدت للتو لعبتها‬ ‫الشارع خاو كجدول ماء‬ ‫تنتحب بجانبه حاملة الجرة‬ ‫يا يومي‬ ‫انتفاخ عيني‬ ‫يعني أني غالبت النوم في انتظارك‬ ‫أفهكذا تأتي‬ ‫صامت ًا كالنسمة‬ ‫لشراع يحتاج العاصفة‬ ‫يا يومي‬ ‫مالك والحزن يلفك‬ ‫كالعباءة السوداء‬ ‫وصوتك متلش‬ ‫كصوت باك على القبر‬ ‫أعود إلى داخل المنزل‬ ‫أعود إلى داخلي‬ ‫أنطوي على نفسي‬ ‫والتف كورق العنب‬ ‫هو يوم عصيب‬ ‫هو يوم في داخلي‬ ‫‪5‬‬

‫هو يوم مني‬ ‫ل ذنب للوقت ول للزمن‬ ‫هو ليس يومي‬ ‫هو أنا‬ ‫ومن قريب‬ ‫صوت ابنتي العطشى‬ ‫صباح الخير يا بابا‬ ‫أعادني للحياة‬ ‫د ‪ .‬حسام‬ ‫‪1/8/2007‬‬

‫‪6‬‬

‫أتحداكَ‬ ‫أتحدا َ‬ ‫ك‬ ‫أن تخبري عني أني‬ ‫ما كنت يوماً عاشقاً‬ ‫متيماً مسحورًا بكَ‬ ‫أتحدا َ‬ ‫ك‬ ‫أن تقول أن ما كان لم يكن رائعاً‬ ‫كلوحة تعبيرية‬ ‫ككتاب شعر بورق أصفر‬ ‫وبحبر أحمر‬ ‫أتحدا َ‬ ‫ك‬ ‫أن تنسي ألوان قوس قزح‬ ‫التي أهديتكَ‬ ‫أن تنسي كيف لففت القوس‬ ‫حول جيدك المرمري الملمس‬ ‫أتحدا َ‬ ‫ك‬ ‫أن تلوح بيوم واحد‬ ‫لم أغمركَ في بحر الحنان‬ ‫بيوم واحد لم أحاكي جلدك‬ ‫بأظافري التي كنت تهواها‬ ‫أتحدا َ‬ ‫ك‬ ‫لتوجدي لي كلمةَ َ حب واحدة‬ ‫لم أخبركَ بها‬ ‫بابتسامة واحدة بخلت بها‬ ‫عنك في أحلكَ ايامكَ‬ ‫أتحداكَ‬ ‫‪7‬‬

‫أن تخبرني متى عدت متعب ًا‬ ‫ولم تجد حضني دافئاً ‪ ...‬منتظراً‬ ‫ولقمة ً في صحن َ بيتك َالواسع‬ ‫كالغابة َ‬ ‫أتحدا َ‬ ‫ك‬ ‫هل تملكين دليلً واحداً‬ ‫على أني لم أكن أحبكَ‬ ‫أتحدا َ‬ ‫ك‬ ‫وهل تملك أنت َ‬ ‫من َ هذا الشيء قطرة‬ ‫أتحداكَ أن تتحداني‬ ‫أتحداكَ أن تتحديني‬ ‫هل مات الحب ؟‬ ‫هل توقف الزمن ؟‬ ‫هل نحن كما كنا ؟‬ ‫إذًا ‪ ......‬وداعاً‬ ‫وداعاَ‬ ‫ملحظة ( استمر هذا الحب ثلثة أزمنة ونصف زمن وأربعة أعشار الزمن )‬ ‫د ‪ .‬حسام ‪14/5/2007‬‬

‫‪8‬‬

‫أحبك ببساطة‬ ‫أحبك‬ ‫فل تعاند‬ ‫ول تكابر‬ ‫أحبك‬ ‫فل تمضي أبعد من ذلك‬ ‫أمهلني لحظة‬ ‫أمر بها على خدك‬ ‫ألمس مسامات جلدك‬ ‫أحبك‬ ‫نعم أحبك‬ ‫لست صغيرة‬ ‫ول طائشة‬ ‫أنا ياسمينة صفراء‬ ‫بل قرنفلة في كأسك‬ ‫أنا طفلة كبيرة‬ ‫قد أرهقني الشيب الجميل‬ ‫على رأسك‬ ‫وفوق جبال صدرك‬ ‫والتجاعيد‬ ‫التي تبدو كالموسيقا‬ ‫إني ببساطة‬ ‫أحبك‬ ‫د‪.‬حسام ‪23/03/2007‬‬

‫‪9‬‬

‫إزالة الشواك‬ ‫تمدد‬ ‫تمدد على الرض‬ ‫ببطء‬ ‫ل تستدر‬ ‫أنا قربك‬ ‫سأنزع عن ظهرك كل الشواك‬ ‫سأبدأ حالً‬ ‫بانجاز المهمة‬ ‫تمدد‬ ‫تمدد بهدوء وفكر‬ ‫بحبنا الذي يتألم‬ ‫بقلبي الذي ينفطر‬ ‫أحمل معك اللم‬ ‫أشاطرك إياه‬ ‫قد زرعوا في كل فتحة سم شوكة‬ ‫قد غرسوا الشوكة للنهاية‬ ‫لم يلتفتوا إليك‬ ‫أخبرك أني قربك‬ ‫وطويلة هي المعاناة‬ ‫سأطهرك‬ ‫من دنس أشواكهم‬ ‫من رعبهم‬ ‫من كل ما تمنوه لك‬ ‫أنت بين يدي‬ ‫اهدأ وتمسك بالصبر‬ ‫ستعود قوياً‬ ‫وستعود للرض التي خلقت من أجلها‬ ‫سأشفي جراحك‬ ‫أمهلني زمناً‬ ‫‪10‬‬

‫أطبع فيه مكان كل شوكة قبلة‬ ‫فتبرأ‬ ‫لك مني العهد‬ ‫أني أحبك‬ ‫فأنت وطني‬ ‫د ‪.‬حسام‬ ‫‪22/7/2007‬‬

‫‪11‬‬

‫استمرار‬ ‫جلستُ على الرمل َ الناعم َ‬ ‫الناعم َ كملمس َ جلدي المهمل ْ‬ ‫أشعلت ُ سيكارتي الخيرة‬ ‫وبدأت ُ حفلة َ التأمل ْ‬ ‫بدأت ُ أتأمل ُ الحصى‬ ‫فتذكرت ُ كثرة َ كلمات َ الحبَ‬ ‫التي فاحتْ يوماً ما منك َ‬ ‫انتقلت ُ للموج َ‬ ‫فتذكرت ُ هجرك َ وعودتك َ‬ ‫تذوقت ُ ملوحة َ الماء َ‬ ‫فتذكرت ُ أقسى كلمك َ‬ ‫علبة ُ السردين َ الفارغة َ‬ ‫والمرمية َ قربي‬ ‫ذكرتني بالبيت َ‬ ‫أكياس ُ النايلون َ المبعثرة َمن ْ حولي‬ ‫أوحت ْ إليً بالليالي التي قضيتها وحيدة ً‬ ‫الكراسي المبعثرة ُ على الشاطئ‬ ‫كانت ْ كأولدنا‬ ‫الطاولة ُ تشبه ُ أمي‬ ‫المظلة ُ تشبه ُ المرحوم َ أبي‬ ‫أصوات ُ السيارات َ القادمة َ‬ ‫منَ الشارع َ خلفي‬ ‫ذكرتني بصراخك َ‪...‬‬ ‫قبلَ كل َ احتفال ٍ دعوتني إليه َ على مضض ْ‬ ‫الطحالب ُ الطافية ُ‬ ‫على سطح َ البحر َ‬ ‫ردت ْ إليً صورة َ التردد َ قبل َ الزفاف َ‬ ‫السمكة ُ الميتة ُ‬ ‫‪12‬‬

‫ذكرتني بمحاولت َ انتحاري‬ ‫ها قد ْ انتهت ْ سيكارتي‬ ‫وانتهت ْ حفلة ُ التأمل َ‬ ‫وحده ُ صوت ُ فيروز َ‬ ‫القاد َم من ْبعيد ٍ‬ ‫من ْ مذياع َعربة َ بائع َ الذرة َ‬ ‫ونظرة ً واحدة ً إلى السماء َ‬ ‫من ْ أنقذني‬ ‫د‪.‬حسام‬ ‫‪17/5/2007‬‬

‫‪13‬‬

‫اسمح لي‬ ‫اسمح لي ‪...‬أن أتنفس‬ ‫اسمح لي ‪ ...‬أن أتكلم‬ ‫قد اشتقت للكلم‬ ‫اسمح لي أن ل أتبرج‬ ‫عشرون عاماً‬ ‫ولساني قيد العتقال‬ ‫ويداي تقرعان‬ ‫بقوة على الطناجر‬ ‫ومن وراء الباب‬ ‫كنت‬ ‫أشاهد ضيوفك المحترمين‬ ‫أطبخ وأغسل‬ ‫صحون همومي‬ ‫وأرتعد من وقع خطاك‬ ‫وأرقص هلعاً‬ ‫أتعطر كرهاً‬ ‫أتجمل نفاقاً‬ ‫عشرون عام ًا‬ ‫وأنت تزداد شباباً‬ ‫وأنت ملك العطور‬ ‫والناقة‬ ‫وداعية الحريات‬ ‫أكلت من المنابر‬ ‫أحذيتك قطعاً‬ ‫عشرون عاماً‬ ‫وتجاعيد وجهي عشرون‬ ‫ورجفة أناملي ستون‬ ‫هأنا أخبرك‬ ‫إني ذاهبة لنام‬ ‫د‪.‬حسام ‪23/03/2007‬‬ ‫‪14‬‬

‫اعتقدت أن السنونو ل يحب البحر‬ ‫قدماي ل تتعثران إل نادراً‬ ‫و قلبي دائم الخفقان‬ ‫عيناي ل تغمضان إل للنوم‬ ‫والسحابة التي ترافقني ‪ ...‬ل تنام‬ ‫هو الهدوء يلفني‬ ‫هي الدهشة تصاحبني‬ ‫ما أروع العشق وما أعظم الصمت‬ ‫هو صمت البحر‬ ‫هو صمت الموج و قرقعة الحصى‬ ‫خطواتي على الرمل‬ ‫ترسم أثاراً فتمحى ‪ .....‬ول أحزن‬ ‫هو قدر يمضي‬ ‫والسعادة تغمرني لني أسبقه‬ ‫أحببت كل أرض‬ ‫كل سماء‬ ‫وكل هواء تنشقته‬ ‫لم أدرك مدائن الكره‬ ‫مصحوب بعينيك‬ ‫كالقلعة أبدو محصناً‬ ‫وينتشلني الزمن كل مرة باتجاهك‬ ‫أنت الوحيدة التي عرفتها‬ ‫ومعك تعلمت كل اللغات‬ ‫وضحكت أجمل الضحكات‬ ‫ومنك ثملت كما الهواء ينتشي‬ ‫في البحر أرى امتدادي‬ ‫وللجبال عندي حكايات‬ ‫في تقاسيم وجه الجدات‬ ‫‪15‬‬

‫أعبر اليوم تلو اليوم‬ ‫ول أنحني‬ ‫ولكني ‪ ..‬اكتشفت سؤالً‬ ‫ولي في الحياة إجابات‬ ‫هو سؤال واحد‬ ‫أمام البحر أصرح به‬ ‫يا بحر‬ ‫أمن يترك المكان‬ ‫يعشق البحر‬ ‫أمن يهاجر من الزمان‬ ‫يعشق البحر‬ ‫يا بحر‬ ‫اعذرني‬ ‫في مفردات قاموسي‬ ‫ما عرفت هجراً وترك ًا للمكان‬ ‫سحابة من السنونو‬ ‫تظلل البحر ‪ ...‬بحري‬ ‫أو جزء البحر الخاص بي‬ ‫يا بحر هو السنونو‬ ‫يحضر ويغيب‬ ‫وأنا الذي اعتقدت‬ ‫أن السنونو ل يحب البحر‬ ‫ل تسمح له‬ ‫أخبره أنك الدفء‬ ‫أخبره‬ ‫أن الهجر خطيئة‬ ‫وأن العودة خطيئة أكبر‬ ‫بحري أنا‬ ‫حبي أنا‬ ‫أحبك‬ ‫في البرد‬ ‫‪16‬‬

‫في الحر‬ ‫ول أرحل‬ ‫ولني أحبك‬ ‫إن رحلت فلن أعود‬ ‫د‪.‬حسام‬ ‫‪27/04/2007‬‬ ‫مهداة إلى نيكول وعبق البحر‬

‫‪17‬‬

‫البرة‬ ‫أضحى صباحا ً كتفاحة خضراء غير ناضجة‬ ‫وتحت الشمس مضى‬ ‫مضى منذ الخيط البيض‬ ‫في كل التجاهات ‪...‬‬ ‫باحثاً عن إبرة‬ ‫في كومة القش‬ ‫فغاص غير مبال‬ ‫فالسباحة في القش ل تغرق‬ ‫هي مهمة للنجاز‬ ‫البحث عن إبرة في كومة القش‬ ‫سهلة صعبة هي المهمة‬ ‫يبحث ثم يبحث‬ ‫يتعب ثم يتعب‬ ‫يعرق ثم يعرق‬ ‫والبحث جار ٍ‬ ‫مازال البحث عن البرة جار ٍ‬ ‫أصابعه تتلمس كل قشة‬ ‫أفكاره تنحصر في القشة‬ ‫المل معقود على البرة‬ ‫الجوع يدفعه‬ ‫اللم يدفعه‬ ‫الولد والزوجة في المنزل‬ ‫هي البرة‬ ‫طامعاً في الجائزة الكبرى‬ ‫يغوص مع خلنه‬ ‫يغوص مع الكل‬ ‫للبحث عن البرة‬ ‫يا حظه يا سعده‬ ‫عن هو وجد البرة‬ ‫‪18‬‬

‫فالجائزة تنتظر‬ ‫والزوجة تنتظر‬ ‫والحياة تنتظر‬ ‫قبل اليأس‬ ‫قرر الغوص في القش ‪ ...‬لخر مرة‬ ‫إصبعه تنزف لقد وخزتها البرة‬ ‫قد وجد البرة‬ ‫صاح وجدت البرة‬ ‫ملكت البرة‬ ‫وتحول بعد التعب لتفاحة صفراء‬ ‫خرج من القش‬ ‫مملوء الرأس بالقش بالقش‬ ‫ها قد وجدت البرة‬ ‫باحثاً بعيونه على منصة التتويج‬ ‫وقف منتصراً‬ ‫ومده يده لقنص الجائزة‬ ‫متذكراً زوجته‬ ‫أولده‬ ‫كل الخاسرين قبله‬ ‫فقد وجد البرة‬ ‫هاهي الجائزة تأتي‬ ‫الجائزة‬ ‫إبرة‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪12/8/2007‬‬

‫‪19‬‬

‫المبراطور‬ ‫أنام كل يوم‬ ‫وأنا متعاقد مع النوم‬ ‫على حلم واحد‬ ‫أنام والعقد ساري المفعول‬ ‫هو اتفاق‬ ‫ما نكثت به‬ ‫وما خانني النوم مرة‬ ‫حلمي أحفظه عن ظهر قلب‬ ‫أن أكون المبراطور‬ ‫بعرش‬ ‫بشعب‬ ‫ولي الصولجان‬ ‫وعندي أميرة‬ ‫وطفل ملك‬ ‫ولي وزيران‬ ‫ووجه في المرآة منير‬ ‫وقدمان ورجلن‬ ‫ورأس بألف رأس‬ ‫ومليين العيون‬ ‫أني إمبراطور‬ ‫أملك مليين المهرجين‬ ‫ومليين المهجرين‬ ‫والراقصات و الراقصين‬ ‫والسفن و الجنود‬ ‫و عندي ذهب وفضة‬ ‫أني سورت البلد‬ ‫بسور‬ ‫أكبر من سور الصين‬ ‫كي أحمي عرشي‬ ‫‪20‬‬

‫أني عبأت الورود في زجاجات‬ ‫أفوح عطرها بمقدار‬ ‫وأنثره في عيد ميلدي‬ ‫طعام غداء للفقراء والمساكين‬ ‫كل ليلة نفس الحلم‬ ‫والمبراطورية تكبر كل ليلة‬ ‫كسرطان منتشر بل رحمة‬ ‫في الجسد‬ ‫في زمن العتمة‬ ‫ولكني لما أستيقظ‬ ‫أرى بجانبي‬ ‫حبوباً للنوم ومهدئات‬ ‫ومسكنات‬ ‫وجرائد محلية‬ ‫أسمع صوت الفقر‬ ‫في عيون أولدي‬ ‫وصوت الزوجة الملولة‬ ‫وخطابات من مذياع جيراني‬ ‫و زمامير أعراس لن أحضرها‬ ‫فأعود للنوم‬ ‫ولتعاقدي مع النوم‬ ‫ومن جديد‬ ‫أنا المبراطور‬ ‫د‪.‬حسام‬ ‫‪29/04/2007‬‬

‫‪21‬‬

‫الجهة الخرى‬ ‫أحمل إصبعي‬ ‫وأضغط على جرحي النازف‬ ‫من شدة اللم‬ ‫وأصغي إلى آهات قلبي‬ ‫وأمسح قطرات العرق‬ ‫من على جبهتي المجعدة‬ ‫أشكو انتقالي لعالم الضعفاء‬ ‫فاستمع إلى نحيبي‬ ‫واجعلني قديساً‬ ‫يحمل صليب عذاباته‬ ‫هي المكافأة‬ ‫ل أطمع إلهي بأكثر من ذلك‬ ‫قررت ونفذت‬ ‫انتميت إلى الجهة التي تحب‬ ‫فامسح بيدك المباركة جبيني‬ ‫وطهر قلبي أكثر‬ ‫وزودني بقلب آخر‬ ‫ودم جديد‬ ‫القادم مع الزمن القادم‬ ‫عسير‬ ‫عسير‬ ‫عسير‬ ‫الحاضر في هذا الزمن‬ ‫مر‬ ‫مر‬ ‫مر‬ ‫كسلحفاة بأقدام عارية‬ ‫على الزجاج والمسامير‬ ‫أمشي‬ ‫طير بأجنحة مقصوصة‬ ‫‪22‬‬

‫فوق النار أخفق‬ ‫علمني أن أصبر‬ ‫أن أعود إليك‬ ‫كلما حل الظلم‬ ‫أنا محتاج لك قربي‬ ‫حلب‬ ‫‪16/7/2007‬‬

‫‪23‬‬

‫الحب الحرام‬ ‫عشقَ الربي ُع خريفاً‬ ‫وانتهى المرُ‬ ‫هو المستحيلْ‬ ‫فل الصيف يغيرُ مكانه‬ ‫وبردُ الشتاء ل ينزوي‬ ‫يفصلُ بيننا الزمن‬ ‫منذ أصل الزمن‬ ‫منذ بدء الزمن‬ ‫حب محكوم بالنهاية‬ ‫فكري معي‬ ‫هل نلتقي‬ ‫وكيف نلتقي‬ ‫حب محال‬ ‫ووهج شمس ٍ خجولة ٍ‬ ‫أنا الربيع الزاهي‬ ‫وأنت الخريف الصفر اللماع‬ ‫أحبك أكثر من أزهاري‬ ‫وتحبيني أكثر من الغيوم‬ ‫أحيطي قلبي بأوراق شجر‬ ‫خبئيها بين الصخور‬ ‫فأرد لك الحب‬ ‫بنسغ ٍ ينطق من جذع شجرة ٍ‬ ‫ما أصعب الحب المستحيل‬ ‫قد تروضت ُ على أن ل نلتقي‬ ‫كما اللبوة الشرسة في السيرك َ‬ ‫بيننا الفصول تتجول‬ ‫والبرد والحر من النهاية والول‬ ‫يا حرقة القلب‬ ‫‪24‬‬

‫أنا الربيع كرهت ربيعي‬ ‫وكرهت ألوان الشجر الزاهية‬ ‫وأنت الخريف‬ ‫كرهت بردك َ اللطيف وغيومك‬ ‫إنه الحب الحرام‬ ‫إنه الحب المستحيل‬ ‫لكنه حب‬ ‫يبقى حب‬ ‫يبقى حب‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪20/11/2007‬‬

‫‪25‬‬

‫الخراف‬ ‫من كل شيء شيء‬ ‫ومن كل مكان مكان‬ ‫ومن كل إنسان إنسان‬ ‫فتت الصخر هنا تجده هناك‬ ‫ونظم النسل هنا تؤازرك قبيلة هناك‬ ‫ما أكثر النسخ‬ ‫وما أكثر النساخين‬ ‫ما أكثر الكلم‬ ‫وما أكثر المتحدثين‬ ‫وأنا منهم‬ ‫أنا لأبرىء نفسي‬ ‫ما أكثر الذبح وما أكثر الذابحين‬ ‫خراف في مسالخكم نثغي‬ ‫خراف في حظائركم ننمو‬ ‫وقبل ذبحنا فروة الجلد لكم‬ ‫وقبل فروتنا‬ ‫لعب أطفالكم بنا‬ ‫وقبل لعبهم نذوركم بنا تتحقق‬ ‫قد حكم علينا بأنا الخراف‬ ‫نعيش خرافاً ونموت خراف‬ ‫ما أكثر العشق‬ ‫و ما أكثر العاشقين‬ ‫متمردون على القوانين‬ ‫أول خطوات التمرد‬ ‫حب ونسيان العالم‬ ‫تلمس للطبيعة‬ ‫وعطف على المسكين‬ ‫شعر ونثر‬ ‫القلوب المحفورة على الشجار‬ ‫تراث عالمي‬ ‫‪26‬‬

‫التحدي والمل المفقود‬ ‫وبعد حين يا عشاقي‬ ‫أين يذوي كل هذا النتفاض‬ ‫يناسبنا من البراج‬ ‫برج الحمل‬ ‫لنه سيصبح خروفاً للذبح‬ ‫وأجمل ما في الخروف الرقبة‬ ‫هي طعام السادة‬ ‫هي طعام النخبة‬ ‫تعالوا ننتقي برج المارد‬ ‫المارد الخارج من الزجاجة‬ ‫أو برج البركان لننفجر شظايا‬ ‫فلقد طال زمن خورفتنا‬ ‫د ‪.‬حسام‬ ‫‪3/9/2050‬‬

‫‪27‬‬

‫الساحر‬ ‫أعتمر القبعة الطويلة‬ ‫ألهو بعصاي‬ ‫وكفوفي البيضاء أدخلها‬ ‫في يدي السوداء أ ُجَمَلـُها‬ ‫والبذلة النيقة المكوية‬ ‫على جسدي أسكبها‬ ‫فقلد خلعت ثيابكم‬ ‫ها أنا الساحر‬ ‫راقبوني جيدًا‬ ‫فبخفة سأرش الملح ليصبح ثلجاً‬ ‫سأرش الثلج ليصبح ذئباً‬ ‫يفترس أولدكم‬ ‫حدقوا ف ً‬ ‫ي‬ ‫سأشعل الورقة لتصبح سهماً‬ ‫سأصوب السهم نحو قلوبكم‬ ‫فأزيحوا الضلع كيل يجهد السهم‬ ‫إني الساحر‬ ‫تحبون السحر‬ ‫إليكم أجمل فقرة‬ ‫سأطير في الهواء‬ ‫سأنقض عليكم‬ ‫وسأشرب دمكم‬ ‫وأصير شبح خفاش ٍ‬ ‫أخيف صغاركم‬ ‫سأختزل الرقام وسأعد لكم أيامكم‬ ‫ثم أختفي‬ ‫‪28‬‬

‫تنتظرون مني العودة‬ ‫لكن‬ ‫ألم تعرفوا إني الساحر‬ ‫فالساحر يذهب لكنه ل يرجع‬ ‫أنتم تحبون السحر‬ ‫وأنا الساحر‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪2/8/2007‬‬

‫‪29‬‬

‫الضفدع‬ ‫في الليل ‪..‬‬ ‫في رطوبة الماء‬ ‫أنزلق ‪ ...‬ثم أنزلق‬ ‫فوق الطحالب المرة‬ ‫وركود الماء‬ ‫أنزلق ‪ ....‬ثم أنزلق‬ ‫على صوت طنين الرعاشات‬ ‫وعلى ابتسامة التأفف من السماك‬ ‫أنزلق ‪ ....‬أنزلق‬ ‫هل تسمعوني‬ ‫إني أنق ‪ ...‬أنق ‪ ....‬أنق‬ ‫ثم أنق ‪...‬‬ ‫نق ‪ ..‬نق ‪ ...‬نق‬ ‫هي آهاتي‬ ‫هي آلمي‬ ‫وأناتي‬ ‫إني أنق ‪ ...‬أنق ‪...‬أنق‬ ‫وحيداً في المستنقع‬ ‫متهماً ملعوناً وصياد حشرات‬ ‫أنا ضفدع‬ ‫في الليل‬ ‫نعم أنا ضفدع‬ ‫وفي النهار‬ ‫أنا إنسان !!!!‬ ‫‪30‬‬

‫أملك لعنة العرافات‬ ‫وقد حلت علي لعنة السحر‬ ‫أصير إنسانا‪ .ً ...‬طاووساً في النهار‬ ‫أتباهى أني ألعق أحذيةً‬ ‫وأنحني خمسون ألف مرة‬ ‫وأن جبهتي عريضة‬ ‫أني أوزع الصحف‬ ‫وأنشر البيانات‬ ‫أني أرمي التهم‬ ‫وأحكم على من أشاء‬ ‫وأغني ما أشاء‬ ‫وأمشي أين أشاء‬ ‫لكن في المساء‬ ‫وفقط في المساء‬ ‫أعود لمستنقعي‬ ‫ومن جديد‬ ‫أنا ضفدع‬ ‫أنق‪....‬أنق‪ .....‬أنق‬ ‫نق ‪ ....‬نق ‪ .....‬نق‬ ‫ألعب الطحالب‬ ‫وأذرف دمع الخجل‬ ‫وأنطوي تحت ورقة طافية‬ ‫ليبزغ الفجر‬ ‫وينتهي نقي‬ ‫نق ‪ ....‬نق ‪ ....‬نق‬ ‫د‪.‬حسام‬ ‫‪6/6/2007‬‬

‫‪31‬‬

‫الظنٌ‬ ‫هو أنتَ ل أح َد غيركَ‬ ‫ت فقطْ من أدركَ آخ َر تهالكَ ابتهالتي‬ ‫هو أن َ‬ ‫ت وحدكَ المقدسُ المباركُ‬ ‫هو أن َ‬ ‫لم يمسسني بشرٌ ول همس في أذنيّ ريحّ‬ ‫ت منْ ل يصدقني‬ ‫هو أن َ‬

‫مللتُ الشكَ‬ ‫ومللتٌ نظراتَ الرقابةَ المفضوحةَ‬ ‫ومللتٌ التعاليّ‬ ‫تنازلْ واقبلْ ارحمني‬

‫ن الخلصَ لكَ‬ ‫تم َ‬ ‫إني تعب ٌ‬ ‫أنا راحلةٌ‬ ‫إلى حبٍ‬ ‫يسمعني‬ ‫يهدئني‬ ‫ل يخوَنَني‬ ‫هو حبٌ ليس له طعم الشكَ‬ ‫ول الظنَ‬ ‫‪32‬‬

‫اعلم فقطْ‬ ‫أن كلّ نساءَ الرضَ اجتمعنَ في قلبي‬ ‫تهامسن كالبحرَ‬ ‫ن أنَ الحبَ مع الظنَ‬ ‫واتفق َ‬ ‫كما النارَ مع الماءَ‬ ‫فارح ْل بظنكَ‬ ‫فانا لمْ أعدْ مخلص ًة لكَ‬

‫‪10/5/2007‬‬ ‫د‪ .‬حسام‬

‫‪33‬‬

‫المتخلف‬ ‫في عينيه ابتسامه الرضى‬ ‫في كفيه برد العالم‬ ‫وفي قدميه أوحال الشوارع‬ ‫أُسرعُ الخطا‬ ‫فالحبُ في انتظاري‬ ‫والوردة ُ الحمراء ُ في يدي‬ ‫ثيابه ُ المهلهلة ُ‬ ‫أنفه الزرق ْ‬ ‫عيناه الغائرتان‬ ‫عطري يسبقني‬ ‫وربطة عنقي ‪ ...‬حمراء‬ ‫وثنية البنطال ‪...‬‬ ‫كما أوصت المراجع ُ‬ ‫علبته ُ على الكتف‬ ‫والزجاجات فيها وسخة‬ ‫والفرشاة تئن من القَدم َ‬ ‫أبعدت ُ بيدي تطفله‬ ‫يطاردني كشبح‬ ‫كرجل أمن‬ ‫واضح ُ المعالم‬ ‫يضيق الخناق عليّ‬ ‫وأنا أكاد أتحاشى الزمن‬ ‫يحاول المساكَ بقدمي‬ ‫يلحقها‬ ‫يغازلها‬ ‫يداعبها‬ ‫‪34‬‬

‫وعيوني تحدق في الزجاج َ‬ ‫القابعة َ خلفه ُ‬ ‫بالركلة خاطبته ُ‬ ‫إني نظيف‬ ‫إني تطهرت للقاء‬ ‫ابتعد ْ أيها القزم ُ‬ ‫حبيبتي تنتظر‬ ‫إني أراك َ جالسة‬ ‫خلف الزجاج‬ ‫تنتظريني‬ ‫توسلٌ ودمعة ْ‬ ‫اتركني‬ ‫حرقة ٌولوعة‬ ‫دعني‬ ‫ما أكرهَ العيش في بلدان العالم الثالث‬ ‫صار صوتي سلحي‬ ‫أبعدته‬ ‫ودخلت المقهى‬ ‫وقبلتك َ‬ ‫أمام النادل‬ ‫فالمقهى هذا قطعةٌ من الجنة َ‬ ‫تفصلني عن الرض‬ ‫وبطرف عيني‬ ‫لمحته ُ‬ ‫جلس على الرض‬ ‫يأكل بقايا طعام ‪ ...‬حذاء ٍ‬ ‫حقاً‬ ‫إنه متخلف‬ ‫د ‪.‬حسام ‪3/6/2007‬‬ ‫‪35‬‬

‫المرأة‬ ‫قربانًا للهوى أسميتـَني‬ ‫ت على جروحي وتركتني‬ ‫ولعب َ‬ ‫استعمرتني‬ ‫ووهبتك َ أعضائي وأولها القلب ُ‬ ‫لكنك َ‬ ‫كغمضةَ العين هجرتني‬ ‫هذه حروفٌ للعاشقين‬ ‫منذ نشوء الدمي‬ ‫القربان حواء‬ ‫أسمى القرابين‬ ‫والذكورة ل تنثني‬ ‫وأنا أقول‬ ‫إليك َ يا من عبدت ُ‬ ‫وأجاهرُ في عبادتي‬ ‫سلطان نورك َ‬ ‫يجعلني ل أنزوي‬ ‫خذيني كما الطفلُ بين نهديكَ‬ ‫أرتشفُ النومَ‬ ‫وأختبئ عن عيون الحراس َ‬ ‫فهم يبحثون عني‬ ‫ل يتعبونَ‬ ‫وأنا المتعب الهَرمُ‬ ‫فاسمي معمم في كل الشوارع والحانات‬ ‫أخفيني في قبضةَ يدكَ‬ ‫ل تفلتي‬ ‫حتى إذا أتوا إليكَ‬ ‫أخبريهم أني النبي‬ ‫يا حلوتي‬ ‫‪36‬‬

‫أنتَ اكتمال البدر‬ ‫وقوافي الشعر‬ ‫أنتَ ابتهالي‪ ....‬ورجائي‬ ‫وملذ ُ كل منتهي‬ ‫أنتَ المرأة البداية‬ ‫أنتَ نسيج الخيام الصحراوية‬ ‫أنتَ النخيل أنتَ السبيل‬ ‫ت عمامتي‬ ‫أن َ‬ ‫وحمامتي‬ ‫إليكَ أسكن وإليكَ أعود‬ ‫إليكَ أتوبُ‬ ‫وإليكَ أشكي وحدتي‬ ‫لفي عظامي بجلدي‬ ‫كي ل أنسلخ‬ ‫فمنكَ الثورة تستعر‬ ‫أنت المرأة التي عنوانها‬ ‫أرضي‬ ‫أمي‬ ‫أبي‬ ‫أختي‬ ‫حبي‬ ‫كل الوطن‬ ‫لكَ في الحب قصائ ٌد‬ ‫وفي الوطن منازلٌ‬ ‫لك في الدنيا رصيد‬ ‫أنتَ الحبيبة والتخليد‬ ‫اعصفي بهم‬ ‫كلما أتوا‬ ‫أنا من أحب الحرية‬ ‫لكن قبل الموت‬ ‫أخبرك أنكَ أنت َ حريتي‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي ‪4/11/2007‬‬ ‫‪37‬‬

‫رحلة إلى الداخل‬ ‫في طريقي‬ ‫وعلى القدام سائراً‬ ‫باتجاه المخبأ المسمى بيتي‬ ‫كنت ألهو بخطواتي‬ ‫وأهز الشجر بيدي‬ ‫وألوح للصدقاء بتأني‬ ‫في طريقي المعتاد‬ ‫نحو السكينة و الستسلم‬ ‫مددت ناظري‬ ‫فالشارع أصبح أطول‬ ‫والسفلت أصبح أنعم‬ ‫واختفى الناس‬ ‫وما عاد هناك ضجيج‬ ‫فأدركت أني أصبحت في داخلي‬ ‫في داخلي العالم أرحب‬ ‫ومن داخلي أراكم أكثر‬ ‫هنا قلبي‬ ‫وهنا غدد الدمع‬ ‫ومن بعيد يلوح القفص الصدري وهو يلهث‬ ‫وأرى قدماي تسير ول تتعثر‬ ‫ما أجمل ما أراه‬ ‫ما أروع العالم من الداخل‬ ‫ملون مزركش‬ ‫كما الخلق الول‬ ‫طيور من البهجة‬ ‫فراشات من الرحمة‬ ‫وزهرة في طرف الكبد‬ ‫تنمو وكأنها من الجنة‬ ‫زاهية ً ‪ ...‬حالمة‬ ‫‪38‬‬

‫أجلس أرتاح‬ ‫من عناء كل شيء‬ ‫هذا المكان لي ‪ ....‬معبدي‬ ‫أحتاجه فألقاه وفياً‬ ‫يا داخلي‬ ‫امسح عني كل اكتئابي‬ ‫وبارك كل انهياراتي‬ ‫بدد عني غيوم الشياطين‬ ‫وامسح بدمي جبهتي‬ ‫وبارك تلطفي‬ ‫وعمد محبتي للخضر‬ ‫أبدأ ٌ رحلة العودة َ‬ ‫أصوات وابتهالت‬ ‫غبار وتشنج في عضلت الرقبة‬ ‫صداع واهتزاز الغيوم‬ ‫والخليفة المتوكل‬ ‫ضاحكاً ينثر القدرية‬ ‫وأشعار نزار مخبأة في القبية‬ ‫وغادة السمان تغتصب‬ ‫وتملق المتنبي يعبأ في زجاجات‬ ‫وتهوي الثقافة كالقصر المشيد‬ ‫وتكثر الحبالى حباً في النتفاخ‬ ‫ويعود الشارع السفلتي خشناً‬ ‫بل نهاية‬ ‫إنه العالم الوسع من داخلي‬ ‫لكني مازلت مدركاً‬ ‫أن قلبي أوسع من جنان الرض‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪30/10/2007‬‬ ‫‪39‬‬

‫المضمومة‬ ‫اتساع الحدقة لديكم مرض‬ ‫وانحسار الرؤية لديكم مرض‬ ‫انتصاب القامة مرض‬ ‫الزحف على البطن مرض‬ ‫وفي كل تناقض يكمن المرض‬ ‫مهزوزاً أمشي‬ ‫مصاباً بالرعشة أمشي‬ ‫أصم ًا‬ ‫أبكماً‬ ‫زاحفاً‬ ‫متسلقاً‬ ‫كل شيء‬ ‫إل طائراً‬ ‫جربت ُ كل النساء َ‬ ‫جبت ُ كل َ البلدان َ والقرى‬ ‫شربت ُ حتى ثملت ُ‬ ‫أكلت ُ حتى انتفخت ُ‬ ‫قرأت ُ حتى محوت ُ أميتي‬ ‫خلعت ُ كل ثيابي فصرت ُ ملك العري‬ ‫ثم تكورت ُ كطابة َ الشوك َ‬ ‫وغفوت ُ في حضن َ ابنتي‬ ‫فبكت ْ ورمتني من الطابق العاشر َ‬ ‫تحررت ُ‬ ‫تقيدت ُ‬ ‫استطلت ُ‬ ‫انكمشت ُ‬ ‫تصوفت ُ‬ ‫كفرت ُ‬ ‫‪40‬‬

‫باختصار ٍ عشت ُ‬ ‫وما انتهيت ُ‬ ‫إني أخبركم‬ ‫حاذروا‬ ‫من التلون َ‬ ‫من التبدل َ‬ ‫من الهجر َ‬ ‫فهاأنا ابتعدت‬ ‫عن البر وعن البحر‬ ‫د‪.‬حسام‬ ‫‪8/6/2007‬‬

‫‪41‬‬

‫المعنى الخر للسرير‬ ‫في سريري أنكمش‬ ‫كقطعة الجبن المنسية‬ ‫في السقف أحدق‬ ‫مثل المومياء‬ ‫الخارجة للتو من هرمها‬ ‫أكمش وأشد على الغطاء‬ ‫خائفاً‬ ‫كخوف خفاش ٍ من ضوءٍ‬ ‫أرى ول أسمع إل قليلً‬ ‫جلدي كأرض أفريقية‬ ‫تضررت بالعطش‬ ‫عيناي غارتا‬ ‫كصغيري دب مختبئان في كهف‬ ‫إني باختصار بقايا جسد‬ ‫قلبي يدق‬ ‫ل بل يحاول أن يدق‬ ‫ل أسمع صوته‬ ‫آه كم كان يخفق عشقاً‬ ‫صرت وحدي في سرير‬ ‫في زنزانة من دون جدران‬ ‫إني وحدي‬ ‫تزورني البتسامات‬ ‫وتمسح رأسي أيدي باردة‬ ‫كالطفل عدت‬ ‫ل نفع لي‬ ‫إل اكتساب البركة‬ ‫مرت سنيني‬ ‫كبرق‬ ‫كخيل‬ ‫كغيمة‬ ‫كضوء‬ ‫‪42‬‬

‫كريح‬ ‫كصمت‬ ‫مرت سنيني‬ ‫والن وحدي‬ ‫صعبة وحدة الموت‬ ‫صعبة رفقة الوداع‬ ‫قاسية تكات الساعة‬ ‫تحفر في رأسي كالمطرقة‬ ‫حبيبتي‬ ‫سبقتني في الرحلة‬ ‫وبقيت وحدي‬ ‫ليس لي إل ضجيج الحفاد‬ ‫أنام أكثر من النوم‬ ‫وأصحو لتأكد أني هنا‬ ‫إني أشتاق إليك‬ ‫فأنا وحدي‬ ‫وحدي‬ ‫وحدي‬ ‫وحدي‬

‫د ‪ .‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪26/9/2007‬‬

‫‪43‬‬

‫المـُنـْتـَظَـرْ‬ ‫يا عاقد الحاجبين‬ ‫علم التجه ُم والحزن ُ‬ ‫والكل ُ قد رحل‬ ‫وأنت َ الباقي والمتبقي‬ ‫ل تحزنْ ول تنسى‬ ‫امض َ على أرض ٍ‬ ‫فيها حادي العيس‬ ‫وتصادق مع عروة بن الورد َ‬ ‫ب خيامك َ قرب عنترة َ‬ ‫واضر ْ‬ ‫واجمع حطباً لبن عبد العزيز َ‬ ‫وتساهل مع المعري‬ ‫فهو لم يبصر تقاطيع وجهك َ السمح َ‬ ‫ل تبق هنا‬ ‫غادرنا‬ ‫فالمتبقي طحالب هذا الزمن‬ ‫طحالب زرقاء‬ ‫طحالب جفت‬ ‫أرسل نفسك بالريح‬ ‫ول تنظر خلفك‬ ‫وابحث عن جنان الخلد‬ ‫في ديار غير هذي الديار‬ ‫إني ل أستبقيكَ‬ ‫ول أريدُ أن تعقدَ الحاجبين‬ ‫ل تتجهمْ‬ ‫خففْ عن نفسك بالرحيل َ‬ ‫هنا الرض أجردت ْ‬ ‫وإبـَلـُك َ ع ًز عليها المرعى‬ ‫وفرسانك اغتيلوا جماعات ٍ‬ ‫ونسائـُك َ في قفص السبي‬ ‫ل تؤاخذني أيها المُنـْتـَظـَر‬ ‫‪44‬‬

‫لسنا نحن من ننتَظر‬ ‫ول يحق لنا النتظار‬ ‫عـدْ لغيرنا‬ ‫أيُها المُنتـَظـَر‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪11/11‬م ‪2007‬‬

‫‪45‬‬

‫المهرج‬ ‫متبدل أنا‬ ‫في داخل صندوق اللعاب‬ ‫أتلوى ألماً‬ ‫وفي لحظة خروجي مهرج‬ ‫ألوان شتى على وجهي‬ ‫أرسم ابتسامة المبتهج‬ ‫فتضحكون‬ ‫من القلب تضحكون‬ ‫أرقص لكم‬ ‫أطقطق بأسناني‬ ‫أقف على رأسي‬ ‫فأنتم أتيتم لذلك‬ ‫اضحكوا ول تملوا‬ ‫متبدل أنا‬ ‫ول أحد يعرف كمية الحزن‬ ‫في قلبي‬ ‫متبدل أنا‬ ‫ول أحد يدرك ممالك القهر‬ ‫في جسدي‬ ‫متبدل أنا ول أحد يعرف‬ ‫إل حبيبتي‬ ‫كل يوم‬ ‫هو عملي‬ ‫أو ليس لكم أعمال‬ ‫أخبروني‬ ‫هل تتبدلون مثلي‬ ‫واجهوا أنفسكم بقسوة‬ ‫بلؤم وباقتدار‬ ‫‪46‬‬

‫هل أنتم متبدلون‬ ‫أنا لي سيركي الخاص‬ ‫فهل لكم سيرك خاص بكم‬ ‫أم في السيرك الكبر‬ ‫متبدل أنا ول حل آخر أقدمه‬ ‫مهمتي أن أضحككم‬ ‫حتى الموت‬ ‫حتى تنسوا لحظات تبدلكم‬ ‫فأنا في النهاية مهرج‬ ‫فمن أنتم‬ ‫من أنتم‬ ‫د ‪.‬حسام‬ ‫‪22/10/2007‬‬

‫‪47‬‬

‫الهدية‬ ‫للشمس و القمر‬ ‫للنهر والعطر وليالي السهر‬ ‫للقبلة الولى على خديك‬ ‫ولتلقي التراب مع حبات المطر‬ ‫للوردة القانعة في مسكنها‬ ‫عند جدتي أمام مدخل الدار‬ ‫للحمار السعيد بكومة القش‬ ‫للنجوم المختبئة خلف الغيوم‬ ‫للبحر وللطير‬ ‫والسماك التي لم يصطدها أحد بعد‬ ‫للعشاق الصادقين‬ ‫للطفال الخائفين‬ ‫للرجال العاملين تحت الشمس‬ ‫للحبالى بنتائج الحب‬ ‫للواثقين من طلوع الشمس‬ ‫للعارفين والعازفين‬ ‫لكل أشجار الغابة الباقية‬ ‫للنسمة‬ ‫للعراس قليلة التكاليف‬ ‫أهدي حبي‬ ‫أهدي صمتي‬ ‫فهم كلهم يعرفون‬ ‫أني أحبهم‬ ‫د ‪.‬حسام‬ ‫‪10/7/2007‬‬

‫‪48‬‬

‫الهزيمة والنتصار‬ ‫هاأنا هنا‬ ‫واقف كالشجرة‬ ‫كزيتونة منذ أيام الرومان‬ ‫أعطي زيتا ً وخشباً للدفء‬ ‫جالت في كل الفؤوس‬ ‫ومازلت واقفة ‪ ....‬شامخة‬ ‫كم مرت قربي من ريح عاصفة‬ ‫فيخشن جلدي‬ ‫يقوى عودي‬ ‫والعاديات لم تردني‬ ‫أنا النسان‬ ‫في قلبي‬ ‫حملت دفء كل المغارات‬ ‫وتضاريس الجبال والوديان‬ ‫في رأسي‬ ‫ابتسامة الطفال وعكازة الشيخ‬ ‫أجوب أصقاعكم أغمرها بالحب‬ ‫وأنتم لماذا يجف عودكم ل أدري‬ ‫نظفوا قلوبكم من السم و من الهذيان‬ ‫هي رحلة باتجاه واحد‬ ‫نحو مصير واحد‬ ‫فمن سيكون القربان‬ ‫أغني لكل الرمال العطشى‬ ‫واسقي كل العشاب البرية المهملة‬ ‫فقط لنها برية‬ ‫وأرقص فرحاً حول آلمكم لتبرؤا‬ ‫‪49‬‬

‫وأنتم تركضون تلهثون‬ ‫خلف سراب وزمن‬ ‫زمن دقات ساعته ليست لكم‬ ‫حتى لو ركبتم على عقاربها‬ ‫أفيقوا من غفوة تشبه الموت‬ ‫وأدركوا اقتراب هزيمتكم‬ ‫فأصفركم كأحمركم‬ ‫وأخضركم كأزرقكم‬ ‫كل اختلط ألوانكم نقمة‬ ‫هي لحظة لن تدركوا بعدها اللون البيض‬ ‫إني أحذركم من نار تحرق ممالككم‬ ‫وتيجانكم وصولجاناتكم اللمعة‬ ‫إني أحذركم من لحظة‬ ‫تبدو لي قريبة‬ ‫وأنا من هنا و على الضفة الخرى‬ ‫أناديكم أرمي لكم الحبل‬ ‫في وضح النهار‬ ‫لتأتوا من ضفة الهزيمة لضفة النتصار‬ ‫د ‪ .‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪2/8/2007‬‬

‫‪50‬‬

‫ألوان‬ ‫لون ُ التفكير َ أزر ْ‬ ‫ق‬ ‫لون ُ السمع َ أصفرْ‬ ‫لون ُ الكلم َ أحمرْ‬ ‫لون ُ التنهد َ برتقالي‬ ‫لون ُ التكبر َ أسودْ‬ ‫لون ُ رحيلي أبيضْ‬ ‫لون ُ الحب َ ورد ّ‬ ‫ي‬ ‫لون ُ الكره َ رماديّ‬ ‫لون ُ اللقاء َ أخضرْ‬ ‫البومة ُ محدقة ً تنظر ُ إلي ّ بشجن ٍ‬ ‫والبلبل ُ يغرد ُ في القفص َ‬ ‫بجناح ٍ مكسور ٍ‬ ‫يطرب ُ صاحبه ُ وأكثر ْ‬ ‫وزوجة ُ الصاحب َ تلهو بألوان ٍ أظافرها‬ ‫وأولده ُ يلعبون َ بالمسك َوالعنبرْ‬ ‫وصغار ُ الحي ّ يكبرون َ صغارًا‬ ‫وعلى خدهم ْ تفاحة ُ البرد َ الحمراء َ‬ ‫وأصابعهم ْ ألماً تتكسر ْ‬ ‫وأمهاتهم ْ بالنحيب َ على الراحل َ‬ ‫يملن َ جرار َ الدمع َ العصي ّ‬ ‫والقلب ُ يتمرمرُ يتمرمرْ‬ ‫أشجارنا ليست ْ زاهية َ اللوان َ‬ ‫وكتب ُ الطفال َ تمتلئ ُ بقصص َ الرعب َ‬ ‫وعلى الرصيف َ بقايا الهمبرغرْ‬ ‫وعلب ُ التنك َ الفارغة َ‬ ‫سرْ‬ ‫تنتظر ُ عشاق َ الجمع َ للمَكْ َ‬ ‫‪51‬‬

‫أحلمنا ل يوجد ُ أحدٌ فيها‬ ‫خاويةٌ مثل َ محطات َ السفر َ‬ ‫أقلمنا ناشفة ٌ من َ الحبر َ‬ ‫والبن َ واللبن َ والتين َ والزيتون َ‬ ‫والسكر ْ‬ ‫مُرَة ٌ هي كل ُ ابتساماتي‬ ‫إل وجهك َ المنير َ كقمر ٍ تكور ْ‬ ‫دُومي معي‬ ‫لك َ قلبي الملون َ بالعطر َ‬ ‫وقلبي كل ُ ما أملك ُ ول أملك ُ أكثر ْ‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪1/7/20072‬‬

‫‪52‬‬

‫الوطن‬ ‫ازرع فوق جلدي‬ ‫عشباً أخضراً‬ ‫ازرع فوق رأسي‬ ‫سنابل‬ ‫واحصد خبزًا وبشائر خير‬ ‫اكتب فوق جلدي‬ ‫قصائد‬ ‫روايات‬ ‫حكايات أطفال مفرحة‬ ‫وخذ مني ابتسامات‬ ‫وصدر للنساء قبل الرجال حرية‬ ‫ارسم على ظهري‬ ‫جدول ماء‬ ‫وعصافير بأجنحة مزركشة‬ ‫وفراشات‬ ‫غيماً ‪ ....‬مطراً‬ ‫وريحانة ً‬ ‫واجمع الولد واذهب في رحلةٍ‬ ‫أدخل في أذني‬ ‫دواوين عشق‬ ‫واسكب بعدها نبضك الصادق‬ ‫أمسك بأصابعي‬ ‫واعزف أجمل ألحانك‬ ‫وجه عيناي‬ ‫أينما تشاء‬ ‫وسدد خطاي‬ ‫كما تشاء‬ ‫فأنا أحبك‬ ‫فأنا الوطن‬ ‫د ‪ .‬حسام ‪19/7/2007‬‬ ‫‪53‬‬

‫إلى متى‬ ‫إلى متى‬ ‫يجافي المطر رمل الصحراء‬ ‫ويقاطع الظل ُ الهواء‬ ‫حزينة هي المسافات‬ ‫كئيبة هي الساحات‬ ‫خالية من كل زينة‬ ‫والمقاهي فارغة من التلقي‬ ‫حبلى بالناس‬ ‫وفارغة ً من الحب َ‬ ‫قد استقال كل الموظفون المحترمون‬ ‫وصار النهار أقصر‬ ‫والليل لم يعد للعشاق‬ ‫والخبز صار أبيض‬ ‫لم تلفحه الشمس كزند فلح‬ ‫النباتات من البلستيك‬ ‫والورد من المطاط‬ ‫والماء صار عصير‬ ‫واللحم أضحى في علبة ٍ‬ ‫والتف الولد في حلقة للرقص‬ ‫والخادمات المستوردات ترقبن المصير‬ ‫الهواء ل يقبل إل التكييف‬ ‫والمرآة صارت على البلط‬ ‫والجدات في دور للعجزة‬ ‫إلى متى‬ ‫قد كنا نلعق أصابعنا‬ ‫بعد الطعام‬ ‫واليوم نلعق الصحون‬ ‫كنا نقبل أيدي الجدات‬ ‫واليوم صرنا بخد واحد‬ ‫ل يصلح إل للكف‬ ‫‪54‬‬

‫فهربت إلى داخلي‬ ‫وتجولت في الشرايين الشوارع‬ ‫واستوقفتني الذاكرة‬ ‫وفي الدماغ بكيت روحي‬ ‫والصور الجميلة تتالت‬ ‫هنا بيتي‬ ‫هنا قريتي‬ ‫هنا النبع هنا الجدول‬ ‫هنا علمني جدي ركوب الحمار‬ ‫هنا ذبحنا النذور‬ ‫هنا خطوت للمدرسة‬ ‫وهناك عرفت حبي الول‬ ‫في داخلي كنوز‬ ‫لم أشأ أن أغادر داخلي‬ ‫لكن لكل رحلة نهاية‬ ‫غادرت قلبي حزيناً متحسراً‬ ‫إلى العالم السريع‬ ‫إلى المختبر الوضيع‬ ‫ل شوارع أمشيها‬ ‫ل أشجار‬ ‫ول نساء جميلت‬ ‫والولد كبار كبار‬ ‫الطفولة احترقت‬ ‫والغابة مسروقة‬ ‫والكل يسير إلى الخلف‬ ‫كل منا ظهره للخر‬ ‫هاأنا اصرخ‬ ‫إلى متى‬ ‫إلى متى‬ ‫د ‪ .‬حسام‬ ‫‪2007 / 8/ 15‬‬ ‫‪55‬‬

‫أنا العائد من الموت‬ ‫أنا الوحيد‬ ‫عدت من الموت‬ ‫مشتاق‬ ‫وفي رحلة العودة الشوق والذكريات‬ ‫أنا الوحيد المسموح لي‬ ‫بالحياة من جديد‬ ‫أهبط من السماء‬ ‫كريشة طير ذهبية‬ ‫أتسلل بين السحاب‬ ‫ملوحا بكلتا يديً‬ ‫أشتم رائحة مطر وثلج‬ ‫أهبط بوداعة‬ ‫كطفلة ترنو لحظة الولدة‬ ‫أتذكر من بكى علي‬ ‫وأتحسر على فراقي‬ ‫أرى صوراً سألقيها بلهفة‬ ‫ولدي زوجي‬ ‫مكتبي في العمل‬ ‫أشجار الحي‬ ‫وجارتنا الملطخة بالصراخ‬ ‫ورفاق العمر‬ ‫كم أنا مشتاق للنزهة‬ ‫بصحبتكم‬ ‫للرسم فوق كف ابنتي‬ ‫للماء‬ ‫للحب الرضي‬ ‫للسهر على كتابة قصيدة‬ ‫هأنا أقترب من الرض‬ ‫سأهبط قرب بيتي‬ ‫وبالتحديد فوق سطح البيت‬ ‫وكطائرة شراعية‬ ‫أصبحت منتصب القامة مبتهجاً‬ ‫‪56‬‬

‫الدرجات العشر لم يتغيرن‬ ‫باب البيت صار أزرق‬ ‫يفتح لي الباب ولدي ويعبر‬ ‫في صدر البيت‬ ‫وقور في بيجامتي يقرأ‬ ‫غرفة الجلوس صارت للطعام‬ ‫وزوجتي صارت بشعر أشقر‬ ‫وابنتي طويلة القامة تتبختر‬ ‫ل أحد يراني‬ ‫أصيح أنادي‬ ‫ول أحد يراني‬ ‫أنا عدت من الموت‬ ‫انتبهوا لعودتي‬ ‫لكن كل شيء قد تغير‬ ‫في الحارة أصوات النزاعات‬ ‫في الجرائد كذب وخداعات‬ ‫غبار يمل المكنة‬ ‫والمقاهي خاوية‬ ‫أصحابي‬ ‫أنقذوا عودتي‬ ‫واشياقي‬ ‫فأنا من الموت عدت لكم‬ ‫واعتماداً على دموعكم‬ ‫فأين أنتم‬ ‫قلبي ينفطر‬ ‫لن أغفر عودتي للموت‬ ‫لكني لوحدي لن أبقى‬ ‫سامحوني‬ ‫هأنا عائد للموت‬ ‫د ‪.‬حسام‬ ‫‪17/10/2007‬‬

‫‪57‬‬

‫انقسام‬ ‫كما الخلية‬ ‫انقسمت قسمين متساويين‬ ‫ل اختلف بينهما‬ ‫ثم انقسمت من جديد‬ ‫ومن جديد انقسمت‬ ‫وانقسام تلو انقسام‬ ‫وانقسام ل يحده إل النقسام‬ ‫حتى صار عددي ل متناهي‬ ‫أصبحت في العدم عددًا‬ ‫وفي الكم لم يحصوني‬ ‫وفي الكثرة كنت الملك‬ ‫من حولي الكل يشبهني‬ ‫لأميز أحدًا عن أحد‬ ‫ل أعرف ماالفرق بين الجسد والجسد‬ ‫إن ذهبت عدت‬ ‫وإن عدت ذهبت‬ ‫هكذا التشابه يضني‬ ‫من كثرتي‬ ‫أصبحت كلماتي متشابهة‬ ‫وألحاني متشابهة‬ ‫من كثرتي‬ ‫لقمتي مثل أية لقمة‬ ‫و أولدي كسائر الولد‬ ‫اللون واحد‬ ‫الطعم واحد‬ ‫الخير واحد‬ ‫الشر واحد‬ ‫توحد فيً كل شيء‬ ‫‪58‬‬

‫فأنا أشبه بعضي‬ ‫وبعضي يشبهني‬ ‫فأنا أشبهكم‬ ‫وتشبهوني أنتم‬ ‫هكذا هي ضريبة التوالد والنقسام‬ ‫انعدام انعدام‬ ‫ل نكهةً مميزة لحد‬ ‫ل ديناً‬ ‫ل صوتاً‬ ‫ل قوس قزح‬ ‫نشبه بعضنا‬ ‫مهما ابتعدنا‬ ‫هي الضريبة الحادية عشر‬ ‫أسأل‬ ‫أو ليس هناك طريقة أخرى للنقسام؟‬ ‫أم أننا تحنطنا‬ ‫ذكوراً و إناثاً‬ ‫بدون استفهام‬ ‫هكذا نرضي ال والوالي معاً‬ ‫فمن ل يسال ل يلم !!!!‬ ‫د‪.‬حسام‬ ‫حلب‬ ‫‪13/5/2007‬‬

‫‪59‬‬

‫إنه الحب ُ‬ ‫إني أهواك َ‬ ‫وأهوى الرض َ التي تمشين عليها‬ ‫إني أعشق ُ الحريرَ‬ ‫الذي يداعبُ مسامات جلدك‬ ‫واللؤلؤ والمرجان حول جيدكَ‬ ‫إني أحبكَ‬ ‫كما لم يوجد الحب ُمن قبل َ‬ ‫إني أهوى زفيرك وشهيقك‬ ‫وصعود صدرك نحو القمر‬ ‫إني من زمرة العشاق‬ ‫من فصيلة البشر المبعدين‬ ‫عن الديار‬ ‫من الذين تأكلهم النارُ‬ ‫ويبلعهم الطوفان والحصارْ‬ ‫إني أحيا بنظرتك‬ ‫كل مرة‬ ‫و يميتني ابتعاد الطرفَ‬ ‫أصحو على صورتك َفوق السرير‬ ‫أنام وأغرق في النوم‬ ‫لسرق الحلم بك َ‬ ‫إني مخلوق لك َ‬ ‫من أجلك َ‬ ‫فقط وحدك َ‬ ‫هي القصة ذاتها تتكرر‬ ‫و تتدور و تتمرمر‬ ‫وأوجاع في القلب‬ ‫تزيد وتكبر‬ ‫ترفقي بي‬ ‫‪60‬‬

‫أنا من يراك أسطورة في الجمال‬ ‫لؤلؤة ً من كـَبـَر َ استدارتها‬ ‫تبدو كالمُحال‬ ‫خذيني إليك َ‬ ‫لمرة ٍ واحدة ٍ‬ ‫ضميني وأكثري من الزمن‬ ‫حطمي الساعات‬ ‫واصنعي آلة الزمن لتع َد القرون‬ ‫إني وهبتك َ كل يوم ٍ‬ ‫يومي المقبلَ‬ ‫إني ل أفكر إل بك َ‬ ‫هل أنا أهذي‬ ‫هل هذا هو الهذيان‬ ‫إنه الحب ُ‬ ‫إنه توق النسان إلى النسان‬

‫د ‪ .‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪10/12/2007‬‬

‫‪61‬‬

‫أيها المتمسك‬ ‫أيها الحمار الودود‬ ‫كفاك وداً‬ ‫أيها القرد الفرح‬ ‫كفاك هزلً‬ ‫أيها النمل الدؤوب‬ ‫كفاك كدحاً‬ ‫أيها النسان‬ ‫كفاك إنسانية‬ ‫فأنت ل تستحقها‬ ‫أو اغزل من الفشل‬ ‫سجادة صلة وانتحب‬ ‫لك الخيار‬ ‫فنم مهملً في زوايا الحانات‬ ‫وتطهر من كؤوس النعاس‬ ‫أو استلقى على شاطئ البحر الجاف‬ ‫واعبر كل يوم على درب آلمك الطويل‬ ‫وارجع إلينا‬ ‫ستجدنا نتمسك بالمل‬ ‫استنشق ما شئت‬ ‫من رئيتي‬ ‫هواءً ملوثاً‬ ‫برغبة الحرية‬ ‫تناول معي غذائي المعدل وراثياً‬ ‫باتجاه الشمال أو الجنوب‬ ‫سأشاركك المطاف والنعطاف‬ ‫أفلم تـُرد بعد أن تنسى في مكان ما‬ ‫أذنيك‬ ‫ونغمة الذل الرتيبة‬ ‫وتبعية الخاروف للجزار‬ ‫وتأتينا تريد الطهر‬ ‫‪62‬‬

‫أرجوك ساعدنا في حياكة السماء‬ ‫مد يدك أخيراً كي ل نرحل بدونك‬ ‫إننا نحبك‬ ‫د ‪ .‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪1/7/2007‬‬

‫‪63‬‬

‫تجنيت علي‬ ‫تجنيت علي‬ ‫وأقسى الكلم أسمعتني‬ ‫رغم أني مددت يدي للقاء‬ ‫وغدوت َ تختالي‬ ‫مزهوة ًكطير أسطوري في الخيال‬ ‫تجنيت َعلي‬ ‫ووقفت ُ أستجدي‬ ‫لقاءً و نظرةً‬ ‫وابتعدت باليد تلوحين أن ْ ل لقاء‬ ‫لم تفد نظرات مني ول كلم‬ ‫ول ذكريات المودة‬ ‫هي النهاية إذاً فلترحلي‬ ‫هي النهاية إذاً فلتقتلي‬ ‫قلباً تعذب في البحث عن اللقاء‬ ‫وعدت وحدي مستذكراً‬ ‫كل الذي كان‬ ‫وعدت وحدي مستذكراً‬ ‫كل الذي كان سيكون بيننا‬ ‫وأنت التي ما أخلفت موعدا‬ ‫وكان كل شيء ينتظر‬ ‫وكان وجهك وضاء‬ ‫وكنت آتي إلى اللقاء محملً‬ ‫شوق ًا وحباً و نقاء‬ ‫واليوم ماعادت تكتفي مني‬ ‫لحظات ابتعادك‬ ‫أردَتني بين العشب قتيلً‬ ‫‪64‬‬

‫كزهرة برية ‪ ....‬ل ماء‬ ‫حب ترعرع بين الدروب‬ ‫خلف أشجار الخرنوب‬ ‫ونما بكل عزة‬ ‫وكأنه الطفل الوحيد ‪ ..‬لمه‬ ‫واليوم يذوي‬ ‫وكأنه لم يكن كالسماء اتساعاً‬ ‫وكالبدر اكتمالً‬ ‫غابت عنه الناقة والتأني‬ ‫هيا ارحلي بل سبب‬ ‫فأنا لم أعد أريد أن أكون جزأً منك‬ ‫وما عادت لحظات البهجة تشدني‬ ‫يا لقلبي يا قلبي‬ ‫فيك وضعوا أحمالهم‬ ‫ومنك تنطلق سهامهم‬ ‫فأنت الذي رافقتني‬ ‫مرغما‬ ‫واليوم أنت في حل مني‬ ‫ومن ما مضى‬ ‫فلقد غادَرتني‬ ‫وبقيت ُ مكبلً‬ ‫فأعفو عني‬ ‫ول تتركني وحيداً‬ ‫أتضور كالجائع للقاء‬ ‫فأخر الدنيا عندي‬ ‫أن نفترق ‪ ...‬يا قلبي‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪29/10/2007‬‬ ‫كتبت ومهداة للسائق أبو عبدو‬ ‫‪65‬‬

‫ترفقي بي‬ ‫ترفقي بي‬ ‫فأنا لست خارج ًا عن القانون‬ ‫ولست سارقاً‬ ‫أنا ياحبيبتي عاشق‬ ‫ل تعلمين بحاله‬ ‫يذوب في خصل شعرك‬ ‫ويتنهد كلما بدأت بالكلم‬ ‫من طلعة الضوء على الكون‬ ‫عيوني تبحث عنك‬ ‫أمام منزلك أصلي الفجر و الظهر‬ ‫وانت في حالة النوم‬ ‫وما بين الصلتين‬ ‫أبيع الجرائد‬ ‫وأنظف الشارع بعيوني‬ ‫و أهمس للشجر والزهر‬ ‫إني هنا منتظر‬ ‫لن تجد عاشقاً مثلي ينتظر‬ ‫في زمن الل انتظار‬ ‫وتلوحين من مدخل الحي‬ ‫فأحبو ورائك‬ ‫كطفل يخطو للمرة الولى‬ ‫كل يوم أحبو ورائك‬ ‫وعطرك يخلفآثاره في النف‬ ‫ويدلني من أي طريق وإلى أي طريق‬ ‫أتبعك كالقمر يتبع الرض‬ ‫وكأوراق الشجار تلحق الريح‬ ‫وكطفل خلف جدته يطلب الحلوى‬ ‫وأصلي العصر أمام الدكان‬ ‫وأتناول كل أنواع المثلجات‬ ‫وأدخن ألف سيكارة‬ ‫‪66‬‬

‫وأبدو كمدخنة قطار قديم‬ ‫منتظرًا خروجك من ساحة العمل‬ ‫وأصلي المغرب‬ ‫أمام مغطس مياهك المعدنية‬ ‫وألمحك من خلف الزجاج السود‬ ‫ترقصين وتنحفين‬ ‫كزرافة رشيقة تقفزين‬ ‫وأنا كالدب أترهل في انتظار‬ ‫وأصلي العشاء‬ ‫تحت شرفتك عندما تعودين‬ ‫وأقضم بقايا الخبز من جيبي‬ ‫لعلك تخرجين‬ ‫فالجو حار‬ ‫والشرفة قصر للعاشقين‬ ‫إني أحبك‬ ‫وكل يوم هو كاليوم‬ ‫وكل ساعة تمضي ببطء حزين‬ ‫قولي لي بربك‬ ‫هل أنا من العابدين‬ ‫د ‪.‬حسام‬ ‫‪8/9/2007‬‬

‫‪67‬‬

‫تسألين من في الباب‬ ‫تسألين من في الباب‬ ‫وأنا القادم بعد غياب‬ ‫ل تفزعي‬ ‫ل ترتعشي‬ ‫هذا أنا خلف الباب‬ ‫سوروا منزلي‬ ‫بالضباب‬ ‫قاتلوا عريشتي‬ ‫بالكلب‬ ‫وتركوا لي زوجة‬ ‫خائفة من موتي‬ ‫وعدم عودتي‬ ‫لم تصدقي أني أنا‬ ‫لم تفهمي‬ ‫كيف يعود الميت من السماء‬ ‫تذكرت كم بكيت‬ ‫وكم تنهد الصغار في حجرك‬ ‫وما أنت بمصدقة حتى لثمتك‬ ‫البيت كما كان‬ ‫والكراسي والسرير‬ ‫يعبق برائحتي‬ ‫سامحني ما أردت أن ل أكون‬ ‫سامحيني‬ ‫سامحيني‬ ‫هم أدخلوني في الزجاجة السجن‬ ‫‪68‬‬

‫هم أوهموني أن الحياة توقفت‬ ‫وأنك مت وأبي وأختي‬ ‫وكل أنفاس القرية‬ ‫أضحت دماراً‬ ‫وانشطارًا نووياً‬ ‫كم عذبوني‬ ‫كم تلعبوا بي‬ ‫كم أرهقوني‬ ‫كم تغنوا باقتلع أظافري‬ ‫سامحني‬ ‫فمن الن لن أستطيع أن أدغدغك‬ ‫أغمضي عينيك‬ ‫كفي عن الدمع وصدقي‬ ‫ها قد أطلقوني‬ ‫صدقي‬ ‫ضميني‬ ‫ضميني‬ ‫بقوة وحب‬ ‫يجعلني أنسى الماضي‬ ‫وطعم الصراصير في فمي‬ ‫ومرري يدك الناعمة على وجهي‬ ‫علي أنسى‬ ‫صفعات يد المتكبر‬ ‫ل ولن أغادرك‬ ‫فقط قولي لي وصدقي‬ ‫أني انتصرت‬ ‫أني ما هزمت‬ ‫أني انتصرت على الحياة والموت معاً‬ ‫إني أحبك‬ ‫فلنغادر هذا الكون‬ ‫الذي رسموه في الجرائد المحلية‬ ‫‪69‬‬

‫وخططوا لغتيال العالم الكبر‬ ‫هيا نغادر وبسرعة‬ ‫وبخلسة‬ ‫عن العيون‬ ‫التي‬ ‫لن تنسى أني كنت وقد أعود‬ ‫د‪.‬حسام‬ ‫‪11/4/2007‬‬ ‫مهداة للخارجين عن القانون‬

‫‪70‬‬

‫تك‪ ..‬تك‬ ‫تك ‪ ..‬تك‬ ‫تك ‪ ..‬تك‬ ‫تك ‪ ..‬تك‬ ‫في قلبي ألم‬ ‫على وريد العنق خنجر‬ ‫إني أتمرمر‬ ‫يا ساعة ما أبشع التكات‬ ‫تكاتك ياساعة تحفر عظمي‬ ‫تك ‪ ..‬تك‬ ‫تك ‪ ..‬تك‬ ‫تك‪ ..‬تك‬ ‫أتوسل إلى عقاربك‬ ‫وإلى إله الزمن أشتكي‬ ‫قف يا زمن‬ ‫تـك ‪ ..‬تك‬ ‫تك ‪ ..‬تك‬ ‫ل تأبهين‬ ‫يا ساعة مالك ل تأبهين‬ ‫إني أتضور كمعدة جوفاء‬ ‫أتألم وأنت ترسلين التكة تلو التكة‬ ‫عيوني تراقب‬ ‫دورات العقارب والفاعي‬ ‫وأحس بها تخرج منك‬ ‫تزحف فوق جلدي‬ ‫الفعى اللزجة‬ ‫العقرب الصلب‬ ‫يسرحان فوق جلدي ويمرحان‬ ‫وأنا الزمن يقتلني رويداً رويداً‬ ‫‪71‬‬

‫تك ‪ ..‬تك‬ ‫تك ‪ ..‬تك‬ ‫أوقفي التكات أرجوك‬ ‫تحفرين في رأسي‬ ‫سراديب وخنادق‬ ‫ومهما دفنت رأسي في المخدة‬ ‫تمضين في التكات‬ ‫كالسكين المثلومة فوق عنقي‬ ‫وتنخرين العظم والشرايين‬ ‫تكة تلو تكة‬ ‫مثل القطار الضخم‬ ‫تمضين فوق جسدي‬ ‫تك ‪ ..‬تك‬ ‫تك ‪..‬‬ ‫تك ‪..‬‬ ‫تك ‪..‬‬ ‫تك ‪..‬‬ ‫تغيرين اليقاع‬ ‫ترأفين بالحال‬ ‫لن يتبدل الزمان‬ ‫هاأنت تمضين تكة تلو التكة‬ ‫ندمت ومن ثم ندمت‬ ‫كم كنت أستعجل تكاتك‬ ‫كم كنت استعجل التكات‬ ‫لحبيبة ألقاها‬ ‫لصباح خلفه الترحال‬ ‫لطعام يمل الجوف الفارغ‬ ‫لساعات المتحان‬ ‫كنت أستعجل التكات‬ ‫كم استحلفتك أن تركضي بالتكات‬ ‫كم استعطفتك أن تسارعي بالنبضات‬ ‫تك تك تك تك تك تك تك‬ ‫‪72‬‬

‫ما أجملها كانت التكات‬ ‫واليوم يا ساعة‬ ‫أستحلفك أستعطفك‬ ‫خففي التكات‬ ‫قفي إن أمكن بالزمان‬ ‫أأصابك الصمم‬ ‫أم أن مثلي لم يعد موجوداً‬ ‫تك ‪ ..‬تك‬ ‫تك ‪ ..‬تك‬ ‫تك ‪ ..‬تك‬ ‫هي النهاية إذاً يا ساعة‬ ‫يا ساعة‬ ‫ها أنا وحيداً‬ ‫أدفن رأسي تحت المخدة‬ ‫أدفن جسدي‬ ‫وأنزوي‬ ‫تكاتك تقتلني‬ ‫تكاتك تقتلني‬ ‫تك ‪ ..‬تك‬ ‫تك ‪ ..‬تك‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪25/11/2007‬‬

‫‪73‬‬

‫ثنائية‬ ‫توالى زمني وتعاقبت أيامي‬ ‫ولم أشعر بعد بالتوازن‬ ‫فالكون صمم جدلً‬ ‫وأنا أكثره جدلً‬ ‫وفي الكون يتناقض كل ثنائي‬ ‫وزاد ونقص ما حصل وما سيحصل‬ ‫وما زال التوازن مفقوداً‬ ‫هل أصاب التهلوس كل الكائنات‬ ‫هل تستمعون إلى هدير السماوات‬ ‫إلى أنين الجبال‬ ‫وصمت البحر وصخبه‬ ‫هل تشتمون رائحة الغيوم‬ ‫أفهل ترون زحف الزعتر‬ ‫وشموخ الليمون‬ ‫روحي تنادي جسدي‬ ‫وجسدي أضاع روحي‬ ‫أيها الجسم الغريب‬ ‫ارحل‬ ‫أحسك كتلة هلم‬ ‫أحسك حاجزاً أمنياً‬ ‫ل تفرق بينهما‬ ‫كم أشتاق‬ ‫لروحي ولجسدي‬ ‫كم أشتاق‬ ‫للنثى التي أرضعتني معنى الرجولة‬ ‫هل استقالت حواسكم‬ ‫وتركتموني وحيداً على سفينة نوح‬ ‫كيف استطعتم‬ ‫وتعلمون أن الكون ثنائي‬ ‫د‪.‬حسام ‪25/03/2007‬‬ ‫‪74‬‬

‫حبيبتي‬ ‫تعالي قربي أكثر‬ ‫التصقي بي‬ ‫فلقد اعتراني البرد ُ الشديد‬ ‫ردي شالي على رقبتي‬ ‫ضعي يدك في التكوير الذي أنشأته‬ ‫وشدي عظامي إلى عظامك َ‬ ‫ل عظمياً واحداً‬ ‫وكوني معي هيكي ً‬ ‫اشربي من نبيذي كأساً‬ ‫بل الزجاجة َ كلها‬ ‫ما أجملك َ في لحظات الحب َ‬ ‫تشبهين التفاحة َ‬ ‫ل بل الياسمينة َ‬ ‫تشبهين كل ما أشتهي‬ ‫وما أشتهي كثير‬ ‫تشبهين الكون َ‬ ‫والسماء َ وما وراء َ السماء َ‬ ‫اقتربي‬ ‫هنا موطنك َ‬ ‫ول تدعي اليام َ تختصرُ من فرحتنا‬ ‫امتلكيني كإسوراة ٍ فضية ٍ‬ ‫وضعيني في معصمك َ‬ ‫فل أفارق ُ جسدك َ‬ ‫في هذا الزمن َ المشوه َ‬ ‫أنت َ حاجتي القصوى‬ ‫أنت َ سَجادة ُ الصلة َ‬ ‫وأوتارُ العود َ ونغماته‬ ‫وريش ُ الطائر َ والتحليقَ‬ ‫‪75‬‬

‫خذيني بقوة ٍ‬ ‫كما لو قبضتَ على السيف َ‬ ‫كما لو عصرت َ برتقالة‬ ‫إني من جديد ٍ‬ ‫أصرح ُ ألوح ُ‬ ‫أحبك َ أحبك َ أحبك َ‬ ‫تقترب ُ أذني من شفتيك َ‬ ‫وأسمع ُ بالهمس َ‬ ‫وأنا أيضاً أ ُحَبـــــــُـــــــــــك ْ‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪15/11/2007‬‬

‫‪76‬‬

‫حرف الراء‬ ‫باستمرار باستمرار‬ ‫نغفو ليلً‬ ‫ونصحو في النهار‬ ‫هو تكرار هو تكرار‬ ‫كألم غرس المستبد‬ ‫في قدم مسيح‪...‬مسمار‬ ‫بل في يده ‪...‬مسمار‬ ‫وفي عينه ‪...‬مسمار‬ ‫باستمرار باستمرار‬ ‫و يبقى الشعب ‪ ..‬هدف الثوار‬ ‫مالي وحرف الراء‬ ‫أكتب راءاً باستمرار‬ ‫ماأسهل الشعر بحرف الراء‬ ‫كلمات كثيرة فيها حرف الراء‬ ‫أولها روح‬ ‫وآخرها حمار‬ ‫وفي خباياها تكمن النار‬ ‫فلبتعد برائي‬ ‫وانجو بحرف قد دمر قصيدتي‬ ‫فلست أنا بشاعر‬ ‫لن شاعر فيها حرف الراء‬ ‫د‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪3/10/2007‬‬

‫‪77‬‬

‫حريتي مرتين‬ ‫أسندت مرفقي على النافذة أنتظر‬ ‫ونظافة الزجاج ل تحجب عني الرؤية‬ ‫موعدي اقترب‬ ‫فرحة نظرتي لن تطول‬ ‫لم يرف لي جفن‬ ‫لني أخاف‬ ‫أنه في غمضة العين‬ ‫سيختفي‬ ‫سجينة الجدران‬ ‫وأرض الدار‬ ‫وتنظيف البيت‬ ‫وحيدة عن كل العالم مخبئة‬ ‫كقطعة كريستال أصلية‬ ‫كذهب أثري أحمر‬ ‫منذ الولدة مسجونة‬ ‫في رحم أمي مسجونة‬ ‫في سريري مسجونة‬ ‫في صفوفي الولى مسجونة‬ ‫مسحوبة من يدي‬ ‫مربوطة بدون حبل‬ ‫أسيرة البيت‬ ‫لكني جميلة‪....‬كالتحفة‬ ‫ل أعرف الهواء إل من أعلى‬ ‫ومدى عيوني جدران البيت‬ ‫السواد على عيني قسري‬ ‫وجلدي لم ير إل نور منزلنا‬ ‫الشمس من العلى أراها‬ ‫ولم أعرف مرة واحدة كيف يبدو الغروب‬ ‫أسندت مرفقي الثاني إلى النافذة‬ ‫ووضعت كفي أسفل خدي‬ ‫‪78‬‬

‫ومثل كل يوم‬ ‫أرمق مدخل الحارة‬ ‫بنظرة التحدي‬ ‫إني أتحرر‬ ‫إني أنتظر طلته‬ ‫إني أتحرر‬ ‫إني أحبه‬ ‫في كل مساء يعود‬ ‫مغبر الجبين‬ ‫منتصب القامة‬ ‫مشرق الوجه‬ ‫إني أحبه عن بعد‬ ‫وهم ل يعلمون‬ ‫قد طار قلبي إليه‬ ‫مرات ومرات‬ ‫لمس خده وتمرغ بجلده‬ ‫ورفعت عنه الغطاء‬ ‫وتأملت جسده الرائع‬ ‫إني أحبه‬ ‫من سجني أحبه‬ ‫أسمع وقع خطاه‬ ‫ها قد بدأ النور ينساب‬ ‫إلى الحارة‬ ‫من خلف النافذة حدقت‬ ‫كالعادة مثل البومة‬ ‫لكني رأيت ما أرعبني‬ ‫لم يكن ظلً واحداً‬ ‫كانا ظلين‬ ‫ظل له وظل لها‬ ‫يده في يدها‬ ‫عيناه تبرقان لها‬ ‫والضحك الخجول من شفتيها‬ ‫وحمرة خدها‬ ‫وطولها‬ ‫وعرضها‬ ‫‪79‬‬

‫خطواتها الواثقة‬ ‫كل ذلك أرعبني‬ ‫شتتني‬ ‫أنزلت مرفقي الول ثم الثاني‬ ‫وأسدلت الستارة‬ ‫وبكيت ثم بكيت‬ ‫ولسجني عدت‬ ‫لرض الدار ولعالمي الصغير عدت‬ ‫ها قد فقدت مغامرتي‬ ‫ها قد فقدت حريتي‬ ‫د ‪ .‬حسام‬ ‫‪23/7/2007‬‬

‫‪80‬‬

‫حكاية شاعرين‬ ‫في داخلي بركان يتفجر‬ ‫وأنت كالفقمة فوق جليد القطب‬ ‫في داخلي سحر وشعوذة‬ ‫وصدرك ممتلىء باليمان‬ ‫في يدي باقة من الشوك الصحراوي‬ ‫وفي يدك ياسمين ونرجس‬ ‫في فمي لقمة غيري‬ ‫وفي فمك خبز مصنوع من الطهر‬ ‫وفي رأسي أفكار نارية شريرة‬ ‫وأنت ل تفكرين بل تحلمين‬ ‫هنا قال الشاعر‬ ‫ما جدوى الكتابة‬ ‫هنا أمسك الشاعر قلمه‬ ‫وحرمه من الكتابة‬ ‫هنا تنتهي القصيدة‬ ‫فل الشاعر أكملها‬ ‫ول أنا‬

‫د ‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪19/9/2007‬‬

‫‪81‬‬

‫حكايتي‬ ‫غفوت فحلمت أني أركض‬ ‫أركض وكأن قطارا يطاردني‬ ‫وقدماي موثوقتان‬ ‫إلى سكة القطار‬ ‫بانت نهاية السكة‬ ‫وفرحت أن عذاباتي انتهت‬ ‫فسقطت في البحر‬ ‫عميقاً‬ ‫وبدأت السباحة‬ ‫وورائي سمك القرش يلحقني‬ ‫فأسرعت للشاطىء فرحاً بنجاتي‬ ‫فجلست على الرمل‬ ‫مرتاحاً‬ ‫وورائي ثعبان أصفر‬ ‫يزحف نحوي ليغرس أسنانه‬ ‫فيسري السم في جسدي‬ ‫فزحفت مبتعداً‬ ‫وانتصبت قامتي‬ ‫وعدوت فلحقني ضبع‬ ‫فعدوت أسرع فلحقني نمر‬ ‫وطاردني فوق رأسي صقر‬ ‫وبشرتني بومة‬ ‫بجرذ يقرض ساقي‬ ‫فانتفضت وعدوت ثم عدوت‬ ‫وعلى صخرة استرحت‬ ‫تنهدت ثم تنهدت‬ ‫ثم تنهدت‬ ‫هاقد استراح المطاردون‬ ‫وأغمضت عيني تعباً‬ ‫وغفوت‬ ‫فحلمت أني أركض‬ ‫أركض وكأن قطارا يطارني‬ ‫‪82‬‬

‫وقدماي موثوقتان‬ ‫إلى سكة القطار‬ ‫بانت نهاية السكة‬ ‫وفرحت أن عذاباتي انتهت‬ ‫فسقطت في البحر‬ ‫عميقاً‬ ‫وبدأت السباحة‬ ‫وورائي سمك القرش يلحقني‬ ‫فأسرعت للشاطىء فرحاً بنجاتي‬ ‫فجلست على الرمل‬ ‫مرتاحاً‬ ‫وورائي ثعبان أصفر‬ ‫يزحف نحوي ليغرس أسنانه‬ ‫ليسري السم في جسدي‬ ‫فزحفت مبتعداً‬ ‫وانتصبت قامتي‬ ‫وعدوت فلحقني ضبع‬ ‫فعدوت أسرع فلحقني نمر‬ ‫وطاردني فوق رأسي صقر‬ ‫وبشرتني بومة‬ ‫بجرذ يقرض ساقي‬ ‫فانتفضت وعدوت ثم عدوت‬ ‫وعلى صخرة استرحت‬ ‫تنهدت ثم تنهدت‬ ‫ثم تنهدت‬ ‫هاقد استراح المطاردون‬ ‫وأغمضت عيني تعباً‬ ‫وغفوت‬ ‫وكل يوم أغفو‬ ‫ول أسيتقظ‬ ‫الحلم ساكن في عيوني‬ ‫فهل أعيد الحكاية‬ ‫أم اكتفيتم بهذا القدر‬ ‫د ‪.‬حسام‬ ‫‪13/9/2007‬‬ ‫جبلة‬ ‫‪83‬‬

‫حلم غير حقيقي‬ ‫كرائحة الموز‪ ...‬و الياسمين‬ ‫كملمس الدراق‪.....‬و الرمل‬ ‫كلوحة عالمية النتشار‬ ‫وجهك آية الجمال‬ ‫وخصرك جذع زيتونة طري‬ ‫جيدك كرقبة خروف فتي‬ ‫وشعرك كقماش العرس‬ ‫عيناك مثل القناديل البحرية‬ ‫وأظافرك قواقع وأصداف‬ ‫أنف كالسهل‬ ‫وفم مثل البركان‬ ‫أذناك غيمتان قبل الغروب‬ ‫والساقان نخلتان في الصحراء‬ ‫الظهر مضمار خيل‬ ‫والبطن غابة استوائية‬ ‫كتفان ول أحلى كالشرعة‬ ‫والترقوة مرساة من مرجان‬ ‫والكاحل غمزة المها‬ ‫والحاجب كمرسال للسلطان‬ ‫ما أجملك‬ ‫جزء من أحلمي أنت‬ ‫فقرة من كتابي‬ ‫‪84‬‬

‫أنشودة أطفال‬ ‫خلقت من نور‬ ‫مرة خلقت‬ ‫ولن تتكرري‬ ‫من أحلمي اقتطعتك‬ ‫وأوهمت نفسي‬ ‫على الورق أنك إنسان‬ ‫د‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪1/11/2007‬‬

‫‪85‬‬

‫دعوة للبكاء‬ ‫أبكي من حرقة قلبي‬ ‫استمع لتنهدي‬ ‫أبكي عليك وعلى كل ما كان‬ ‫وعلى أي شيء‬ ‫استمع لنحيبي‬ ‫إني أبكي و ل أخجل‬ ‫أنام وأصحو‬ ‫قد أعمل وقد ل أعمل‬ ‫المهم أني أبكي‬ ‫تعال وشاركني البكاء‬ ‫فأنت مثلي‬ ‫ولكنك ل تجرؤ على البكاء‬ ‫أتسألني لماذا نبكي‬ ‫اسأل قلبك ل تسألني‬ ‫أمهل نفسك ثم أمهلني‬ ‫ماذا فعلت هذا العام‬ ‫ماذا فعلت منذ أعوام‬ ‫أل تحس برغبة في البكاء‬ ‫هي وصفة لمن يحبون الحزن‬ ‫فالحزن وحده يمسك طرف الحقيقة‬ ‫أل تحس أن جلدك قد أصبح شفافاً‬ ‫ألم تدرك مثلي أن الهواء قد تلوث‬ ‫انظر لولدك‬ ‫وأخبرهم ماذا ستترك لهم‬ ‫في آخر النهار‬ ‫كيف تنظر لزوجك‬ ‫‪86‬‬

‫وماذا تعرف عنك‬ ‫أو لست الرجل الذي ل يقهر‬ ‫انظر كم أنت مقهور‬ ‫تعال نبكي كرجلين‬ ‫أمام كل النساء‬ ‫تعال نعلم كل الرجال‬ ‫كيف يكون البكاء والنحيب‬ ‫فنحن إن بكينا‬ ‫سنستحق الحياة‬ ‫فوحدهم الرجال يبكون‬ ‫ل تصدق روايات السحرة‬ ‫ول أهازيج الخرف‬ ‫البكاء‬ ‫البكاء‬ ‫دواء القلوب الطاهرة‬ ‫استمع إلي‬ ‫أنا اليوم سأبكي‬ ‫فابكي معي‬ ‫ل تتركني وحيداً‬ ‫فلدينا الكثير لنبكيه‬ ‫أرجوك ساهم معي بدموعك‬ ‫عسانا نغسل عارنا القديم‬ ‫ومن ثم نقسم‬ ‫أننا لن نبك من جديد‬ ‫د‪.‬حسام‬ ‫‪28/5/2007‬‬

‫‪87‬‬

‫رجعت ُ‬ ‫رجعت‬ ‫أتعبني السفر‬ ‫قد تخاصمت هناك مع ظلي‬ ‫مشيت على رصيف‬ ‫وظلي على الخر‬ ‫توسلته أن يعود إلي‬ ‫فإنسان بل ظل‬ ‫إنسان بل وطن‬ ‫تركت ظلي ورجعت‬ ‫عاري ًا بل ظل‬ ‫أمي ضميني إلى صدرك‬ ‫وكوني لي ظلً جديداً‬ ‫هنا وطني‬ ‫هنا حبوت ومشيت‬ ‫وهنا استقام الجسد‬ ‫وطني‬ ‫يا غصتي‬ ‫يا حبي المشوب بالمل‬ ‫رجعت قد أعياني السفر‬ ‫فقط أنت‬ ‫من داعب أجفاني‬ ‫وتسلل بين اللقم‬ ‫فكانت تكبر الغصة‬ ‫وتكبر حتى صارت كجبل‬ ‫حبي لك يتجدد‬ ‫فهل سيتسع صدرك لكل المحبين‬ ‫أنت الوحيد الذي كثيرون هم أحباؤه‬ ‫‪88‬‬

‫غادرتك كره ًا‬ ‫ونسيتك كرهاً‬ ‫وأعود طائعاً مستسلماً‬ ‫سامحني‬ ‫سامحني‬ ‫لكني عندي رجاء‬ ‫أن ل تغادرني‬ ‫د ‪.‬حسام‬ ‫‪26/8/2007‬‬

‫‪89‬‬

‫رحلة إلى الداخل‬ ‫في طريقي‬ ‫وعلى القدام سائراً‬ ‫باتجاه المخبأ المسمى بيتي‬ ‫كنت ألهو بخطواتي‬ ‫وأهز الشجر بيدي‬ ‫وألوح للصدقاء بتأني‬ ‫في طريقي المعتاد‬ ‫نحو السكينة و الستسلم‬ ‫مددت ناظري‬ ‫فالشارع أصبح أطول‬ ‫والسفلت أصبح أنعم‬ ‫واختفى الناس‬ ‫وما عاد هناك ضجيج‬ ‫فأدركت أني أصبحت في داخلي‬ ‫في داخلي العالم أرحب‬ ‫ومن داخلي أراكم أكثر‬ ‫هنا قلبي‬ ‫وهنا غدد الدمع‬ ‫ومن بعيد يلوح القفص الصدري وهو يلهث‬ ‫وأرى قدماي تسير ول تتعثر‬ ‫ما أجمل ما أراه‬ ‫ما أروع العالم من الداخل‬ ‫ملون مزركش‬ ‫كما الخلق الول‬ ‫طيور من البهجة‬ ‫فراشات من الرحمة‬ ‫وزهرة في طرف الكبد‬ ‫تنمو وكأنها من الجنة‬ ‫زاهية ً ‪ ...‬حالمة‬ ‫‪90‬‬

‫أجلس أرتاح‬ ‫من عناء كل شيء‬ ‫هذا المكان لي ‪ ....‬معبدي‬ ‫أحتاجه فألقاه وفياً‬ ‫يا داخلي‬ ‫امسح عني كل اكتئابي‬ ‫وبارك كل انهياراتي‬ ‫بدد عني غيوم الشياطين‬ ‫وامسح بدمي جبهتي‬ ‫وبارك تلطفي‬ ‫وعمد محبتي للخضر‬

‫أبدأ ٌ رحلة العودة َ‬ ‫أصوات وابتهالت‬ ‫غبار وتشنج في عضلت الرقبة‬ ‫صداع واهتزاز الغيوم‬ ‫والخليفة المتوكل‬ ‫ضاحكاً ينثر القدرية‬ ‫وأشعار نزار مخبأة في القبية‬ ‫وغادة السمان تغتصب‬ ‫وتملق المتنبي يعبأ في زجاجات‬ ‫وتهوي الثقافة كالقصر المشيد‬ ‫وتكثر الحبالى حباً في النتفاخ‬ ‫ويعود الشارع السفلتي خشناً‬ ‫بل نهاية‬ ‫إنه العالم الوسع من داخلي‬ ‫لكني مازلت مدركاً‬ ‫أن قلبي أوسع من جنان الرض‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي ‪30/10/2007‬‬ ‫‪91‬‬

‫سيد المقهى البطل‬ ‫في المقهى‬ ‫وبصحبة الصدقاء أتسامر‬ ‫ككل مساء ٍ‬ ‫أهز رجلي اليمنى كالعادة‬ ‫متوتراً‬ ‫أدخن ُ السيكارة السابعة‬ ‫من العلبة الثالثة لهذا اليوم‬ ‫ورأسي يدور في مكانه‬ ‫يبحث عن النادل البدين‬ ‫لطلب ما ًء وقهوة‬ ‫وخلفي من كانوا أصدقائي‬ ‫بعد أن اختلفنا في السياسة‬ ‫كثيراً ما أغير أصدقائي‬ ‫كلما تغيرت السياسة‬ ‫أمامي نافذةٌ واسعةٌ‬ ‫بعرض الشارع‬ ‫أراقب ُ من يمر في الشارع‬ ‫أراقب ُ النساء َ فقط‬ ‫وأتابع لعبة الشطرنج َ‬ ‫وانصح بالحركات َ الحلى‬ ‫وصديقي ل يخالفني الرأي‬ ‫فأنا و هو من نفس السياسة‬ ‫أمامي في المغلف َ‬ ‫أوراقٌُ وتقاريرٌ‬ ‫حول السياسة َ‬ ‫حول رفاقي في العمل َ‬ ‫وأحدد مصيرهم بكلماتي‬ ‫فأنا كائنٌراقي‬ ‫أنا أحسن رفاقي‬ ‫أحدد من البسيط ُ‬ ‫‪92‬‬

‫و من معنا ومن علينا‬ ‫فأنا السياسي‬ ‫أنا القدرُ المكلف ُ‬ ‫أحدد ُ المصائر‬ ‫والمقهى مرتعي‬ ‫وأساسي‬ ‫تمر ُ حسناءٌ‬ ‫تلحقها عيوني‬ ‫تمنيت لو أن لها حزبٌ‬ ‫أو انتماءٌ‬ ‫أعرفه أحدده ُ‬ ‫فأضمها إلى مغلفي‬ ‫لتصير من ممتلكاتي‬ ‫هاقد حضرت َ القهوة‬ ‫وكأس الماء َ بصحبتها‬ ‫ورجلي ما زالت تهتزُ‬ ‫كسوط ٍ يسلخ ظهر الحمار َ‬ ‫والنادل يرتجف ُ‬ ‫والقهوة تتراقص في الفنجان‬ ‫الكل يخاف مني‬ ‫من مغلفي‬ ‫يخاف أن أسجنه في مغلفي‬ ‫فأنا بطل المقهى‬ ‫وكل النساء َ من خلف الزجاج لي‬ ‫أ ُجـَمـَع ُ الناس في مغلفي‬ ‫ولكني لن أنسى‬ ‫أَني أنا سيد المقهى‬ ‫كنت ُ أسكن ُ في مغلف أكبر‬

‫د ‪ .‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪2007-12-06‬‬ ‫‪93‬‬

‫شقاؤك يا حبيبي‬ ‫تمنيت لو أن خدي‬ ‫أصبح وسادة لخدك المتعب‬ ‫لو أن يدي مظلة‬ ‫تبعد عنك وهج الشمس‬ ‫لو أن لساني‬ ‫تحول لمنديل رطب‬ ‫أجفف به عرقك‬ ‫لو أن دمي‬ ‫تحول لكأس ماء باردة‬ ‫تروي بها ظمأك‬ ‫لو أني قطعت من لحمي‬ ‫طعام غدائك‬ ‫إنك رجلي‬ ‫واعلم أني أحبك‬ ‫آه كم أحبك‬ ‫شقاؤك ‪ .....‬تعبك‬ ‫شقاؤك معبدي‬ ‫تعبك ترياقي‬ ‫تلون جسدك تحت الشمس‬ ‫عضلتك المفتولة‬ ‫كجبل صوان أشم‬ ‫كفك العريضة‬ ‫كطريق معبدة‬ ‫تجاعيد جبهتك‬ ‫كحرير ثوب نومي‬ ‫كثبان الرمل على جسدك‬ ‫وضربة معولك‬ ‫كمزار أقصدها للعبادة وإيفاء النذور‬ ‫كرشك َ الصغيرة َ المدورة‬ ‫كحبلى بمولود منتظر‬ ‫ما أجملك‬ ‫قبطان مركب حياتي‬ ‫‪94‬‬

‫ما أبهاك من رجل‬ ‫صوت خبطة قدمك‬ ‫من أول الحارة‬ ‫توقظ أنوثتي ‪ ..‬تداعبني‬ ‫حتى قبل أن أراك‬ ‫إنك رجلي‬ ‫اعلم أني أحبك‬ ‫آه كم أحبك‬ ‫وعندما ستعود في المساء‬ ‫سأرقص والولد احتفاءً بعودتك‬ ‫كما في كل مساء‬ ‫إني أحبك‬ ‫يا سيد حياتي‬ ‫د ‪.‬حسام‬ ‫‪25/7/2007‬‬

‫‪95‬‬

‫ضاع الوقت‬ ‫ضاع الوقت‬ ‫استغرقتَ زمناً كافياً للنهوض َ‬ ‫ومن قبيل الصدفةَ‬ ‫أن وجهي يشبه الساعة َ‬ ‫واقتربت المسافة بيننا‬ ‫حتى التصقنا‬ ‫كعودي كبريت مشتعلين‬ ‫جمرة ٌمن موق َد الحقيقةَ‬ ‫وضعتَها فوق قدميّ‬ ‫ت خمراً فوق جرحي‬ ‫وسكب َ‬ ‫وتوهجتَ كالبرق َ حينها‬ ‫ت الحقْ بي‬ ‫وقل َ‬ ‫على صوت منبه الجارة استفقتُ‬ ‫وأمامي هيكلك العظمي‬ ‫أي جسدكَ بل عيوب‬ ‫خاوية كالجرةَ‬ ‫ت بحالي ‪ ...‬المهملةَ‬ ‫فترفق ُ‬ ‫منذ ُ تلقينا‬ ‫وتكورت تحت اللحافَ خائفاً‬ ‫من لحظ َة الفراق َ‬ ‫فقد دَنتْ مُهـَمة ُ تسلق الجبال‬ ‫وفوق النهدين َ‬ ‫صعدتُ متعثراً بوجعي المزمن َ‬ ‫كعروةُ بن الوردَ صعلوكا ً نُعـَتُ‬ ‫وتحاملتُ على اللسنةَ والجراحَ‬ ‫لصلَ أذنيكَ وأهمسَ‬ ‫أني أحبكَ‬ ‫وأنت في بلد الواق َ الغائرة في البعدَ‬ ‫صممُ المشاعر َ‬ ‫‪96‬‬

‫وترفُ الفراق َ‬ ‫وكززتُ على أسناني‬ ‫وغادرتُ سريري ُبابتسامة المعدوم َ‬ ‫والباب ُ أخبرني‬ ‫والقفلُ ودعني بضمير ٍَ مستترْ‬ ‫هي النهاية ُ إذاً‬ ‫فل تبتأس‬ ‫فالناس للتو خرجوا من المساجد َ‬ ‫فاندسستُ بينهم في رحلة العودةَ‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪6/11/2007‬‬

‫‪97‬‬

‫ضعوا عنوانا يناسبكم‬ ‫غببت ُ آخر كأس ومضيت ُ‬ ‫أطبقت ُ باب الحانة َ ومشيت ُ‬ ‫الوقت ُ ليلٌ ‪...‬‬ ‫والبداية ُ كانت ْ منذ ُ بداية َ الضوء َ‬ ‫هاتفي الجوال ُ ‪ ...‬في جيبي‬ ‫يرن ُ‬ ‫وخمسةٌ عشرونَ ليرةٍ ‪ ...‬في يدي‬ ‫لسيارةَ الجرةَ‬ ‫نظارتي للقراءة رميتها‬ ‫وعلبة ُالسكائر الفارغةَ‬ ‫مللتُ منها‬ ‫بيتي من اليمين َ‬ ‫لكني ترنحت ُ يساراً‬ ‫الرصيف ُ كله لي‬ ‫فمشيتُ الشارعَ السفلتي‬ ‫القمر يصارع الغي َم‬ ‫وأنا أصارعُ السبابَ‬ ‫الدم يصعدُ ول يهبط ْ‬ ‫وأنا توقفتُ عن السير‬ ‫تذكرت ُ‬ ‫لماذا كنت في الحانةَ‬ ‫أطربُ واضحك ْ‬ ‫‪98‬‬

‫ثم أبكي‬ ‫تذكرتُ‬ ‫لماذا‬ ‫تداعبني الكوارث‬ ‫وسرقتني الدموع‬ ‫إني افتقدك َ‬ ‫منذ الثامنة َصباحاً ‪ ....‬سرقتَ منا‬ ‫أنا والولد حقاً نفتقدك َ‬ ‫أعرف‬ ‫أنك َ لن تعودي مطلقاً‬ ‫ومازال الطريق طويلً‬ ‫إلى المنزل َ‬ ‫لقد نام َالولد عند خالتهم‬ ‫وسأنام الليلة‬ ‫وحدي ‪ ....‬وحدي‪ .....‬وحيداً‬ ‫أما أنا يا حبيبتي‬ ‫فلن أستعجلَ الوصولَ إلى البيت‬ ‫فأنت لستَ فيه‬ ‫وداع ًا‬ ‫لقد كنت َ‬ ‫د‪ .‬حسام‬ ‫‪29/5/2007‬‬

‫‪99‬‬

‫على يديك كانت الوليمة‬ ‫أذكر أني ابتهجت‬ ‫ولبست أجمل ثيابي‬ ‫والساعة الجدارية ملت انتظاري‬ ‫وحول جيدي لبست العقد الزرق‬ ‫وحول معصمي ربطت السوارة الزرقاء‬ ‫وقرطاي تدليا ككرمة بالعناقيد حبلى‬ ‫وثوبي الفضفاض الصيفي‬ ‫المخبأ لعينيك‬ ‫التصق بالخليا المتوهجات‬ ‫كنت فرحى بالموعد‬ ‫وكنت واسعة التخيل‬ ‫إني اذكر‬ ‫كم تجاهلت صيحات أمي‬ ‫وابتهالت أختي‬ ‫وتجهم أبي‬ ‫فقط أنت كنت في البال‬ ‫رقص الشارع تحت قدماي‬ ‫وتوهجت أكثر من الشمس‬ ‫وساقاي باعدت الخطو‬ ‫كغزالة تهفو للركض حرة‬ ‫أذكر أني كنت مشتاقة‬ ‫أكثر من أي شوق‬ ‫من شوق طفلة للعيد‬ ‫من شوق سنجابة للبندق‬ ‫من شوق سلحفاة للركض‬ ‫أذكر‬ ‫أن الشوارع التهمتها بسرعة‬ ‫‪100‬‬

‫لصل في الموعد‬ ‫أذكر‬ ‫كيف كان كل ذكور المدينة‬ ‫مثل الطواويس يدعونني للغرام‬ ‫وأنا غير آبهة إل بك‬ ‫وصورتك وحدها تسحبني كالسحر‬ ‫ووصلت قبلك‬ ‫وحجزت مكاني في المقهى‬ ‫بالتحديد على الطاولة الولى‬ ‫لطبع الشوق على يديك‬ ‫بأسرع ما يمكن‬ ‫والساعة تجر الزمن‬ ‫ووجودك ليس معي‬ ‫أنت تأخرت عن الوليمة‬ ‫ولني أحبك‬ ‫خلقت لك من العذار ما تشتهي‬ ‫أذكر أني طلبت الفنجان الرابع‬ ‫ولست هنا‬ ‫وباتصال منك هفا القلب‬ ‫وقلت لنفسي‬ ‫لربما أخطأت المكان‬ ‫لربما لم أتقن التوقيت‬ ‫لربما و لربما‬ ‫وفاجأني صوتك‬ ‫أنك لم تأتي‬ ‫لنك لن تأتي‬ ‫و بأن الوليمة ألغيت‬ ‫وبأنك اكتفيت‬ ‫هكذا وبدون مقدمات‬ ‫أنك ل تريد‬ ‫أذكر أنه‬ ‫بل ل داعي لن أتذكر‬ ‫‪101‬‬

‫ساقفل الذكرى‬ ‫وأبدأ ذكرى جديدة‬ ‫حلب ‪3/4/2007‬‬

‫‪102‬‬

‫عندي سؤال‬ ‫عندي سؤال‬ ‫أخبئه وأواريه عن النظار‬ ‫ألفه بالحرير‬ ‫وأراقبه كل دقيقة‬ ‫عندي سؤال‬ ‫هو محال‬ ‫هو سؤالٌ‬ ‫يشبهني ويشبه أختي الصغيرة‬ ‫يشبه جارتنا‬ ‫والدكان َ في أول الحارة‬ ‫طوله كأطول طول ٍ‬ ‫ومعناه يشبه حكايا الساحرات‬ ‫لونه كالماء‬ ‫وطعمه كالدواء‬ ‫عندي سؤال‬ ‫هو سؤالي‬ ‫هو سري للغاية‬ ‫تبحث عنه كل دوائر المن‬ ‫أقدس السؤال‬ ‫فأنا خلقت على صورة سؤال‬ ‫ل أريد إجابات‬ ‫أكتفي بأني عندي سؤال‬ ‫سحر السؤال‬ ‫يدرك نخاعي‬ ‫يداعب أحلمي‬ ‫حبيبتي يقتلها الفضول‬ ‫وأبي أغمض العينين ورحل‬ ‫ولم يعرف أين السؤال‬ ‫أنقله بين الشجار‬ ‫أحمله لكل الحبالى ‪ ...‬ليولد السؤال‬ ‫لينتشر كالنور‬ ‫‪103‬‬

‫كم حاصروني‬ ‫بوابل الجوبة أمطروني‬ ‫هددوني واغتصبوا كل أفكاري‬ ‫أرادوا إيجاد السؤال‬ ‫يا سؤالي‬ ‫انتظر‬ ‫اختصر الحرف دم مجهولً‬ ‫عزيزًا على العلن‬ ‫فـَهم إن عرفوك‬ ‫أوجدوا لك َ الجواب‬ ‫د ‪ .‬حسام‬ ‫‪28/8/2007‬‬

‫‪104‬‬

‫في سفري‬ ‫في سفري‬ ‫و ترحالي‬ ‫قطعت كل أوتاري‬ ‫في شوقي وانتظاري‬ ‫رميت كل ثيابي‬ ‫فقط خصلة شعر‬ ‫من حبيبتي‬ ‫اعزف عليها كل مساء‬ ‫فقط ربطة العنق‬ ‫التي أهديتني إياها قبل السفر‬ ‫أنا أحبكم‬ ‫ولي عندكم حكاية‬ ‫خبئوها قرب المدفأة‬ ‫اسمحوا لها بالحديث عني‬ ‫أنا أحبكم فتذكروني‬ ‫مازلت صغيرة بدونكم‬ ‫مازلت ضفائري بدون ربط‬ ‫وشعري جدلته كيفا اتفق‬ ‫طامعة بمشط الخشب‬ ‫بيدي جدتي‬ ‫أشتاق إليكم‬ ‫فل تناموا قبل ان تذكروني‬ ‫د‪.‬حسام‬ ‫‪11/4/2007‬‬ ‫ملحظة هذه الكلمات كتبتها الن وبدون مراجعة فاعذريني على الخ‬ ‫‪105‬‬

‫قائد الوطن‬ ‫من القلب محبة‬ ‫من العيون دمعة فرح‬ ‫من العقل ابتهاج المسافات‬ ‫من الروح نقدم أيادينا‬ ‫نمدها باتجاه الفارس المغوار‬ ‫قد توج قاسيون رأسه بالغار‬ ‫ومضى‬ ‫حضن الشام‬ ‫عشق الشام‬ ‫وقال يا شام اهنئي وقري بالمان‬ ‫قائدنا ملهم همام‬ ‫وحكت الغوطة‬ ‫أسرارها وزفت عريس النصر‬ ‫للجبهات الصامدات‬ ‫للعرب الشرفاء‬ ‫ليل نهار‬ ‫وبيدائنا وجبالنا‬ ‫تغني باسمك انتصاراً‬ ‫والشعب ما عاد يعنيه متجبر‬ ‫أو عدو غدار‬ ‫فيك المل‬ ‫يا قائد المة‬ ‫يا درع المة‬ ‫يا قائدنا بشار‬ ‫من حولك‬ ‫التف البطال‬ ‫الشرفاء‬ ‫الشهداء‬ ‫‪106‬‬

‫تمضي بهم‬ ‫لنتصار تلو انتصار‬ ‫غداً ليس ببعيد‬ ‫غداً لما تشرق الشمس‬ ‫على الجولن والجنوب وفلسطين‬ ‫وسدود الظلم تنهار‬ ‫ويطلع الفارس الصيل‬ ‫على جواده‬ ‫سيعرف العرب‬ ‫الفرق بين الهزيمة والنتصار‬ ‫د ‪ .‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪2007 / 7 / 30‬‬

‫‪107‬‬

‫قصاصة ورق‬ ‫للورق سحر و سر و دليل‬ ‫للورق صحبة و فرح وحزن‬ ‫للورق نسيج متماسك‬ ‫للورق عطر العاشقين‬ ‫للورق ليل وخمر‬ ‫للورق طهر القلوب‬ ‫للورق اتساع صدر المؤمنين‬ ‫للورق نكهة الموت‬ ‫للورق و دعوة العرس‬ ‫للورق رائحة المال‬ ‫للورق تطبيع الخائنين‬ ‫للورق صاحب ومصحوب‬ ‫للورق السالب والمسلوب‬ ‫للورق شوق وتمرد وأنين‬ ‫للورق أكتب‬ ‫أكتب له ول أكتب عليه‬ ‫للورق أصدقه القول‬ ‫ول أكذب عليه‬ ‫للورق أنحت كلماتي‬ ‫يا ورقي‬ ‫كم حملوك من آلم‬ ‫كم خطوا عليك جرائمهم‬ ‫و أحكام العدام‬ ‫يا ورقي‬ ‫‪108‬‬

‫كم من عاشق‬ ‫مزق الصفحات تلو الصفحات‬ ‫لينثر عشقاً ‪ ...‬وربما ابتعاداً‬ ‫يا ورقي‬ ‫كم من نار حوتك‬ ‫اضطهاداً‬ ‫وتردداً‬ ‫وخوفاً مزمناً‬ ‫يا ورقي‬ ‫كم بحثوا عنك في الدراج و في القبية‬ ‫كم لفقوا عليك من تهم‬ ‫يا ورقي‬ ‫كم كنت ناصع ًا‬ ‫كالحليب النظيف‬ ‫كالغيمة البيضاء‬ ‫كالقطن كالياسمين كالثلج في القطب‬ ‫كلحية الشيخ‬ ‫إليك يا ورقي أكتب‬ ‫إنك الوطن‬ ‫أنت الوطن‬ ‫دم لي ناصعاً‬ ‫د ‪ .‬حسام‬ ‫‪14/7/2007‬‬

‫‪109‬‬

‫قصتا حب‬ ‫قصة أولى‬ ‫على الطاولة‬ ‫كأس الشاي الباردة‬ ‫ملعقة السكر‬ ‫كأس العصير المتجرثمة‬ ‫فاتورة الحساب‬ ‫أعقاب السكائر الكثيرة‬ ‫مفرش الطاولة المنزاح‬ ‫قلم مكسور‬ ‫نظرات من في الجوار‬ ‫صدى الكلمات المتعبة‬ ‫وجريدة النهار المنصرم‬ ‫هذه بقايا الحوار‬ ‫قصة ثانية‬ ‫على الطاولة‬ ‫فنجان القهوة الساخن‬ ‫وكاس الشاي الدافئ‬ ‫ودفتر أشعاري‬ ‫صور رحلتنا‬ ‫الهاتف الجوال‬ ‫إشعار من البنك مدفوع‬ ‫نظارة شمسية‬ ‫قفازات حريرية‬ ‫الخاتم الهدية‬ ‫ابتسامات الزوار‬ ‫صدى الضحكات المفعمة‬ ‫وجريدة الغد‬ ‫هذه بقايا الحوار‬ ‫د ‪ .‬حسام ‪2007 /7 / 14‬‬ ‫‪110‬‬

‫قصيدة حية‬ ‫ألقيت ُالتحية مرتين َ‬ ‫ومَضيتُ‬ ‫وضَحكت ُ للوجوه َ العابسة َ‬ ‫ومضيت ُ‬ ‫فَـخَلت ُ نفسي غريباً‬ ‫وخبا توهجي‬ ‫وخجلتُ‬ ‫أشاحت ْ بالنظر َ عني وجهها‬ ‫وغاصت ْ وجنتاها‬ ‫من كثرةَ الضحك َ‬ ‫وارتد َ طرفي للسؤال َ‬ ‫فأردَتني السخرية ً‬ ‫تباً للعشق َ‬ ‫وتباً لمُحياها‬ ‫‪...............‬‬ ‫قرأ َ لي القصيدة َ واستقام‬ ‫وقال َ هذي عصارة ُ شعري‬ ‫حدقْ معي في المعنى‬ ‫ساعدني في الوزن َ والطول َ‬ ‫ساعدني في الهزج َ والتقاسيم َ‬ ‫إني شاعرٌ‬ ‫وأحس ُ أنك َ تدرك ْ‬ ‫قلبتُ الورقة َ كما الملفوفة ُ الخضراء ُ‬ ‫حارةٌ ودافئةٌ‬ ‫والحبر ُعذبٌ‬ ‫ومضيت ُ أقلب ُ المعاني‬ ‫وأرتبُ الصور ْ‬ ‫فوجدت ُ عينيه َ بين الحـُفر‬ ‫ورجفة الحب ُ تأخذ ُ ناظريه َ‬ ‫‪111‬‬

‫ها قد ْ دنت‬ ‫هي قربه ُ‬ ‫نهض َ ألقى التحية َ مرتين‬ ‫وضحك َ‬ ‫وتمددت فتحاتُ عينيه حتى الصين‬ ‫وحرك َ يديه َ ورجليه َ‬ ‫كالبطة َ هز جسمه ُ‬ ‫وانتفض َ كالديك َ‬ ‫يصرح ُ أنه ُ هنا‬ ‫ومـَضَت ْ هي‬ ‫كالرُمح َ عـَبْر َ قلبه َ‬ ‫غيرُ َ مُلحظٍ هو‬ ‫كما الخيال لشمعة ٍ خبا‬ ‫فطويت ُ القصيدة َ الورقْ‬ ‫وفتحتُ ديوان النسان‬

‫‪18/11/2007‬‬ ‫د‪.‬حسام الدين خلصي‬

‫‪112‬‬

‫كل شيء تبدل‬ ‫عندما وصلتُ لم تكن هناك‬ ‫كانت قد رحلت‬ ‫فجأة كل شيء تبدل‬ ‫حتى السماء‬ ‫واختلف العالم‬ ‫أنت تعرفين معنى الحقيقة‬ ‫لكلنا هي مهمة‬ ‫لم نكن بعد قد توصلنا‬ ‫للحقيقة‬ ‫فجأة كل شيء تبدل في حياتي‬ ‫كانت كل شيء‬ ‫وكل شيء تبدل‬ ‫سهل جداً أن أبدا من جديد‬ ‫كالمعتاد‬ ‫لكن هذه المرة‬ ‫فقدت شيئاً ما‬ ‫شيئاً عزيزًا على روحي‬ ‫ربما هو الحساس بالزمن‬ ‫هناك دائماً أشياء جديدة‬ ‫في العالم الواسع‬ ‫لكني أشفق على نفسي‬ ‫وأحياناً أبكي‬ ‫لنكَ ل تعوضين‬ ‫كل شيء أصبح مختلفاً‬ ‫حتى إيماني تبدل‬ ‫لقد وصلت ُ متأخراً‬ ‫وصلت ُ متأخراً عن الدراك‬ ‫‪113‬‬

‫لم يعد المكان ُ كما كان‬ ‫ولم يعد الهواء نقياً‬ ‫في المحطة ألمح ذيل القطار‬ ‫بدا لي كضبع ٍ يجر الغنيمة‬ ‫وأنتَ فيه‬ ‫كسردينة ٍ في علبة‬ ‫كماء َ جوز الهند‬ ‫لن أص َل إليكَ من جديد‬ ‫كل شيء تبدل‬ ‫المطر لم يبللني‬ ‫والريح لم تحمل شالي‬ ‫والموسيقا ضجيج‬ ‫وأنا لدي حياة واحدة لحياها‬ ‫ورغبت أن تكون معك َ‬ ‫ولكني تأخرتُ‬ ‫وكنتَ قد رحلت َ‬ ‫كل ُ شيءٍ تبدل‬ ‫ولكن هذه المرة إلى البد‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪29/11/2007‬‬ ‫مهداة إلى ابني‬

‫‪114‬‬

‫كم تمنيت‬ ‫كم تمنيت‬ ‫وتماديت في التمني‬ ‫كصبية قدها الشوق إلى الحرية‬ ‫كم تمنيت‬ ‫أن أكون كبيراً ‪..‬‬ ‫عندما كنت صغيرا‬ ‫أن أكون غير مرئي‬ ‫عندما كنت شائك الوجود‬ ‫كم تمنيت‬ ‫أن تحبني‬ ‫ابنة الجارة ‪.....‬أيام كان لنا جيران‬ ‫أن أسافر لبلد الهوى‬ ‫ول أعود‬ ‫كم تمنيت وكم زهوت‬ ‫بشبابي واضطرابي‬ ‫بالموسيقا التي أعرف‬ ‫بالشعر الذي أحفظ‬ ‫لم أترك أمنية حتى تمنينها‬ ‫صنعت دولة من التمني‬ ‫وسميتها دولة المنيات‬ ‫رئيسها أنا‬ ‫شعبها أنا‬ ‫هواءها‬ ‫جبالها‬ ‫بحارها‬ ‫غاباتها‬ ‫كل شيء فيها أنا‬ ‫وتمضي السفينة بشراعي‬ ‫تلطمها أمواج الساعات‬ ‫وأرسو هنا وأرسو هناك‬ ‫فل أرى أمنياتي‬ ‫‪115‬‬

‫كل شيء موجود‬ ‫وكما ذكر في المراجع‬ ‫إل أمنياتي‬ ‫آه ‪ ...‬يا أمنياتي‬ ‫خدعتني اليام‬ ‫وطحن عظامي الزمن‬ ‫خدعتني اليام وهي ضاحكة‬ ‫بأسنانها البيضاء‬ ‫يالهول المصيبة‬ ‫مصيبتي‬ ‫لم يعد لدي وقت‬ ‫حتى لتمنى‬ ‫د ‪.‬حسام‬ ‫‪30/9/2007‬‬

‫‪116‬‬

‫كون‬ ‫كنت فيه‬ ‫كانوا معي‬ ‫وكنت وحدي‬ ‫كنا كما كل كون‬ ‫كون من تكوين‬ ‫كونكم ليس كوني‬ ‫وكونها كون كائن‬ ‫وكلما تكون كون‬ ‫كنت أكون كوناً مماثل‬ ‫ول أقوى أن أكونه كما كنت‬ ‫كوني كما كنت‬ ‫ول تكوني كوناً آخر‬ ‫فاليوم كان كما كانوا يريدون‬ ‫وعسى تكوين الكون غداً‬ ‫يختلف بالتكوين‬ ‫د‪.‬حسام‬ ‫‪3/5/2007‬‬

‫‪117‬‬

‫ل تكثر الكلم‬ ‫ل تكثر الكلم‬ ‫فأنا أفهم‬ ‫من إشارة‬ ‫من نظرة‬ ‫فل تكثر الكلم‬ ‫أفصح‬ ‫أوجز‬ ‫فزمن الطالة قد ملكته‬ ‫وتلعبت َ بالثواني‬ ‫واليوم تأتي‬ ‫لتقتل الساعات والسنين‬ ‫أنا لم أعد أبالي‬ ‫مللت مني‬ ‫قد مللت منك‬ ‫أحببت غيري‬ ‫أحببت نفسي‬ ‫شبعت مني‬ ‫جائعة منك‬ ‫خجول‬ ‫سأساعدك‬ ‫هاأنا أنطقها بالنيابة عنك‬ ‫إنك لم تعد تحبني‬ ‫ها قد أوجزت لك الحكاية‬ ‫وداعاً‬ ‫د ‪.‬حسام ‪18/7/2007‬‬ ‫‪118‬‬

‫ل تنظري إلي‬ ‫ل تنظري إلي‬ ‫ول تسدي الباب بيديك‬ ‫فأنا قررت الرحيل‬ ‫هي أزمان من البعد والعند‬ ‫هي معركة حسمت لصالح الجميع‬ ‫سأخرج من ثقب المفتاح‬ ‫ابتعدي فأنا مللت من العويل‬ ‫سأقاطع السهر والرق‬ ‫سأعشق وسادة تجلب لي أحلما جميلة‬ ‫وسأطارح الغرام فنجان قهوة منفرد‬ ‫قد مللت‬ ‫من العيش اللمشترك‬ ‫من القيود الزائفة والغيرة الصماء‬ ‫قد مللت‬ ‫من تقديم تقارير حسن النية‬ ‫ومن فساتينك الزاهية‬ ‫ومن زركشات مناديلك الورقية‬ ‫من الحفلت والرحلت‬ ‫مللت من شعرك المستعار‬ ‫ومن رموشك الصمغية‬ ‫من صدرك المنفوخ‬ ‫قد مللت من كل شيء‬ ‫من الهواء المبرد قسرا‬ ‫ومن السيارة الحمراء‬ ‫من المسبح المكشوف‬ ‫سأسبح عاريا‬ ‫في بحيرة الوحدة والشعر الذي تكرهين‬ ‫ل تقفي أمام الباب‬ ‫فخشبه يطعم عائلة بكاملها‬ ‫‪119‬‬

‫وخاتمك الماسي اللمع‬ ‫لم يعد يعمي أبصاري‬ ‫تبادلت َ معي الحب‬ ‫على أن أصبح بطلك الكرتوني المضحك‬ ‫المطيع‬ ‫البسيط‬ ‫الملون‬ ‫الساكت دوما‬ ‫لكني قبل أن أغادرك‬ ‫أخبرك‬ ‫السبب هو امرأة أخرى غيرك‬ ‫ل تشبهك‬ ‫امرأة تشبه كل شيء إل أنت‬ ‫امرأة تسكن في رأسي‬ ‫سأحررها‬ ‫لحيا من جديد‬ ‫أما الن‬ ‫لك البيت والسيارة‬ ‫وثياب بيير كاردان الفاخرة‬ ‫وفرشاة السنان الكهربائية‬ ‫والمسبح‬ ‫فدعيني أمر بسلم‬ ‫دعيني أعبر للضفة الخرى من البحر‬ ‫وانعمي‬ ‫بأنك كنت تملكين رج ً‬ ‫ل‬ ‫د ‪.‬حسام‬ ‫‪25/7/2007‬‬

‫‪120‬‬

‫للوراء‬ ‫أمشي للوراء‬ ‫أجتر طعامي‬ ‫وعيوني أغمضها‬ ‫بلصاقة جرح‬ ‫وآذاني أصمها‬ ‫بأصابع غريبة‬ ‫وآذاني أصمها‬ ‫بلسانكم‬ ‫أحس بأني قنفذ‬ ‫ابتلع للتو أشواكه‬ ‫هل تتخيلون قنفذًا أصلع‬ ‫أحس باني نملة‬ ‫فقدت للتو أرجلها‬ ‫هل تتخيلون نملة عرجاء‬ ‫أحس أني فقدت الحساس‬ ‫فل تضربوا قدماي‬ ‫كما لو أنكم تقرعون على الطبل‬ ‫فأنا سلحافة‬ ‫بومة‬ ‫قصاصة ورق‬ ‫بقايا كأس مكسورة‬ ‫ل تقسوا علي كثيراً‬ ‫فأنا مثلكم‬ ‫أتقدم إلى الوراء‬ ‫د‪.‬حسام ‪22/03/2007‬‬ ‫‪121‬‬

‫ما زلت أغني‬ ‫بالحجر بالسحر‬ ‫بالطول بالعرض‬ ‫بالجبل بالوادي‬ ‫بالحبل بالقفل‬ ‫بالنار بالماء‬ ‫أعلق جثتي‬ ‫عربون انتصار أو ربما هزيمة‬ ‫كيف تروني‬ ‫ماذا تعرفون عني‬ ‫إني المقتول القاتل‬ ‫إني المجيب والسائل‬ ‫تعالوا إلى مكاني وانظروا‬ ‫كيف تبدو المسائل‬ ‫الورد شوك‬ ‫العطر غاز دمار شامل‬ ‫النهر جف‬ ‫والحب خف‬ ‫والمقتول قاتل‬ ‫إني أكرر‬ ‫من مكاني تبدو الرؤية مختلفة‬ ‫فل ضباب‬ ‫ول سحاب‬ ‫ولن يشغلنكم شاغل‬ ‫إني أرى الدنيا كتاباً مزقت صفاحته‬ ‫ومرج ًا بل عشب‬ ‫ومرجاً ممتلئاً بالحلزونات الكبيرة‬ ‫والطحالب‬ ‫‪122‬‬

‫لماذا تغمضون العين البصائر‬ ‫وتسدون النوف الكبيرة‬ ‫عن شم رائحة الحقيقة‬ ‫كم هي فاضحة الحقيقة‬ ‫اقتربوا مني‬ ‫لمسوا جلدي‬ ‫كم هو خشن‬ ‫وفمي المغلق بالتراب‬ ‫فأنا الجثة غير المدفونة‬ ‫وأنا الحلم المدفونة‬ ‫احملوا نعشي بتأن ٍ‬ ‫وجثتي‬ ‫ادفنوها‬ ‫فقط دعوا رأسي فوق التراب‬ ‫فأنا ما زلت أغني‬ ‫د ‪.‬حسام‬ ‫‪2007 /12/8‬‬

‫‪123‬‬

‫ماسح الحذية البطل‬ ‫مع قضمة الفلفل‬ ‫بلعت الورق‬ ‫وفي الورق خبر‬ ‫عن مطرب الحي‬ ‫وبعض الصور‬ ‫ومسحت أنفي بكمي‬ ‫ولم ألحظ دمي‬ ‫فأنا أنزف منذ الصغر‬ ‫وإصبعي الخارج من الحذاء‬ ‫تجمد‬ ‫من شدة البرد تجمد‬ ‫وأنا من كنت‬ ‫أستطلع به عمق الحُفر‬ ‫وجلد الكفين‬ ‫كورق الزجاج الخشن‬ ‫وما أكثرها فيه البؤر‬ ‫في من كل المراض نموذج‬ ‫وفيرس وجرثومة‬ ‫ل ترضى أن تعيش في مختبر‬ ‫أنا ماسح الحذية في حيكم‬ ‫أنا من يسبب لكم البهجة‬ ‫عندما تنظرون للسفل‬ ‫صيفاً شتاءً‬ ‫شتاءً وصيفاً‬ ‫ل ربيع لي‬ ‫‪124‬‬

‫وآخر فصولي عندكم‬ ‫هو فصل الخريف‬ ‫د ‪.‬حسام‬ ‫‪22/10/2007‬‬

‫‪125‬‬

‫مانيكان‬ ‫في إصبعي‬ ‫خاتم يتدلى‬ ‫وسلميتان والثالثة ول أحلى‬ ‫في رقبتي سلسال‬ ‫وعلى وسطي حزام‬ ‫ويغلف أرجلي بنطال‬ ‫مثل قالب الحلوى أبدو‬ ‫قميصي من الحرير‬ ‫وشعري ملون بلونين‬ ‫عيوني كل يوم بلون‬ ‫وأنفي استقام‬ ‫وخدودي انتفخت‬ ‫ولينت ُ العظام‬ ‫إن مشيت ُ‬ ‫أبرقت ْ عيون‬ ‫وإن جلست ُ‬ ‫تمنعت ْ عن النوم‬ ‫خصري كرقبة َ الوزة‬ ‫ورأسي كالبرتقالة‬ ‫وقدمي كالكمان‬ ‫والثانية ناي‬ ‫ظهري مثل جزر الباهاما‬ ‫بطني ناطحات السحاب في دبي‬ ‫أذناي كأذني فيل‬ ‫أسمع بها الهمسات‬ ‫ومعسول الكلم‬ ‫‪126‬‬

‫مخلوقة من الروعة أنا‬ ‫وأضفت لنفسي الروع‬ ‫وزني كالريشة المذهبة‬ ‫وأسناني مرجان‬ ‫وشفتاي خوخ‬ ‫ولساني موز‬ ‫وأظافري لوز‬ ‫وكتفاي بركان‬ ‫من الخلف ملك‬ ‫ومن المام بستان‬ ‫أسطورة جمال أنا‬ ‫موسوعة جمال أنا‬ ‫لكني لم أعرف الجابة عن سؤال‬ ‫ولم أعرف في القواميس‬ ‫رغم بحثي‬ ‫عن معنى جملة‬ ‫سمعتها مرة‬ ‫من عابر سبيل‬ ‫هل أحبك َ ذات يوم إنسان‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪23/10/2007‬‬

‫‪127‬‬

‫مدي كل شيء‬ ‫مدي كل شيء‬ ‫مدي يدك وصافحيني‬ ‫مدي يديك وعانقيني‬ ‫مدي أشرعتك َ على الصواري‬ ‫حان وقت البحار‬ ‫أحضري كل قوارب النجاة‬ ‫وتزودي بالحبال‬ ‫فهناك العواصف قوية‬ ‫والريح لن ترحم أحداً‬ ‫فقبلي الجميع مودعة ً‬ ‫هي الرحلة الخيرة‬ ‫فإن وصلنا لن تعودي‬ ‫وإن لم نصل‬ ‫نموت سوية‬ ‫يا أمهاتنا ل تنـُحنَ‬ ‫عليها ول عليٌَ‬ ‫إن البكاء قد يفسد في الود قضية‬ ‫هي الحبيبة الغالية‬ ‫ومن بين النساء كلهن‬ ‫انتقيتها‬ ‫وسلمت لها القلب َ‬ ‫وأعددت قاربي وبحارتي‬ ‫وحشدت المؤن والتاريخ‬ ‫وسلخت جلدي تلو جلدي‬ ‫مستعداً لكل العذابات القادمة‬ ‫هي مقدمة معي على المغامرة الكبرى‬ ‫سأرحل بها حيث لن تجدوها‬ ‫هي الروح التي ستسافر معي‬ ‫هي الرفيقة‬ ‫هي روحي أنا‬ ‫د ‪ .‬حسام‬ ‫‪28/8/2007‬‬ ‫‪128‬‬

‫مصاص الدم‬ ‫جاءنا للحي‬ ‫ذكرٌ ونساؤه الربع ْ‬ ‫كما الشرع ُ أمرْ‬ ‫جاورنا ‪ .....‬ولطفنا‬ ‫ونساؤه غنين َ في احتفالتنا‬ ‫ينام ُ ويصحو على فرحنا‬ ‫وفي الحزن َ قلبه ُ اعتصر ْ‬ ‫بعباءة َ الطهر َ البيضاء َ‬ ‫يتكنى‬ ‫ونساؤه الربع ْ‬ ‫تتمنى‬ ‫للكل َ دوام َ الصحة َ‬ ‫مبتسمٌ دائمٌ كالملك َ‬ ‫والربع ُ من حوله َ يحلقن َ‬ ‫حاميات ٍ لعرشه َ المنتظر ْ‬ ‫ونحن الخراف ُ‬ ‫الوداعة ُ تقتلنا‬ ‫ولّنا ل نعرف ُ الكذب َ‬ ‫صدقنا وأمّنا‬ ‫أن الجزارَ أغفل َ صنعته ُ‬ ‫وتحول َ لمزين شعر ٍ‬ ‫في صوف َ أجسادنا يعلق ُ الزينات َ‬ ‫وأولدنا بيده َ‬ ‫مثل قطعة َ الحلوى‬ ‫مثل منحوتة َ المرمر ْ‬ ‫وفي الليل َ كشر َ عن أنيابه‬ ‫مصاصٌ دم ٍ‬ ‫يزرع في الجساد َ‬ ‫ريحاً وخراباً ومنكر ْ‬ ‫ونساؤه العاهرات َ تبسمن َ‬ ‫‪129‬‬

‫ومن خلف َ النياب َ‬ ‫ومن تحت الشفاه َ الملونة َ‬ ‫يبزغ ُ لسان ُ التنين َ‬ ‫وبأصابعهن َ دسسن َ السم َ‬ ‫في الدم‬ ‫وفي براءة الدم َ‬ ‫وفي لحظة ٍ‬ ‫تحول الطفال ُ‬ ‫لكبار ٍ هرموا‬ ‫وموتهم قد ْ دنا‬ ‫ثم استقام و نساؤه ُ‬ ‫وتلفت َ كالمجرم َ المنتشي بالنصر َ‬ ‫مصاص ُ الدم الحمر َ‬ ‫والعاهرات ُ الربع ُ‬ ‫في رقصة َ الغجرية َ الهمجية َ‬ ‫على قرع َ طبول َ البربر ْ‬ ‫ها قد تمت المهمة ُ‬ ‫بل عسكر ْ‬ ‫وفي غفلة ٍ من الرضوخ‬ ‫زُج ّ المصاص ُ ويديه َ الربع‬ ‫خلف القضبان َ‬ ‫ورقصَ الضمير ُ فر َحاً‬ ‫هاهي العذابات تدفن ُ‬ ‫وهاهي الجراح ُ تلتئم ُ‬ ‫والصغا ُر غنوا رغم َ الموت َ‬ ‫فرحاً بعدل ٍ‬ ‫شرّف َ بقدومه كل النهزامات َ‬ ‫وعاد َ الخطبوط ُ الكبر ْ‬ ‫من رحلة الستجمام َ‬ ‫وتفقد َ حضورَ المملكة َ‬ ‫نقصٌ في العدد َ‬ ‫‪130‬‬

‫مصاص ُ الدم َ غائبٌ والتابعات ُ الربع ْ‬ ‫فاستنفر وزمجرْ‬ ‫وصاح وتجبر ْ‬ ‫أخرجوا سحرتي من الكهف َ‬ ‫فاستجاب َ الرعاع ُ‬ ‫وبكى الطفال حرقة ً‬ ‫وتلوعت ْ قلوب ُ الحرار َ‬ ‫بدأ المزاد ُ‬ ‫فتح المزاد ُ‬ ‫ما بين أخذ ورد ٍ‬ ‫تطاولت أعناق الهزيمة َ‬ ‫مليون َ دولر ٍ‬ ‫مليون َ دولر ٍ ول قرش ٍ أكثرْ‬ ‫بيعت ْ دمائنا بالمزاد َ‬ ‫وحَللت ْ العمامات ُ سحرَ الساحر َ‬ ‫وباركت ْ امتصاص َ الدم َ‬ ‫ومات َ الطفال ُ ثانية ً‬ ‫بعناك َ دم ًا‬ ‫يا مولي الخطبوط‬ ‫مدعوٌ أنت لوليمة ٍ أخرى‬ ‫فل تتأخر ْ‬ ‫د ‪ .‬حسام‬ ‫‪18/7/2007‬‬

‫‪131‬‬

‫من المستحيل‬ ‫أنا أعرف أنه من المستحيل‬ ‫أن يلتقي القمر بالشمس‬ ‫وأن تشاهد تمساحاً في الصحراء‬ ‫وأن ينمو التفاح على العنب‬ ‫وأن تختفي النجوم في ليلة الصيف‬ ‫من المستحيل‬ ‫أن يطرب المرء لحمار‬ ‫وأن نشرب ماء البحر‬ ‫وأن يسير القطار على السفلت‬ ‫وأن يتمادى النهر على البحر‬ ‫لكنا صنعنا مستحيلنا بيدنا‬ ‫وغربنا النفس المطمئنة‬ ‫فنثرنا أولدنا في الشوارع‬ ‫كسيارات غير منمرة‬ ‫وأكلنا بقايا طعامنا‬ ‫وعدونا فسبقنا ظلنا ( اعذريني أم كلثوم )‬ ‫كالهاربين من الزمن‬ ‫أصنامنا مستحيلتنا نعبدها‬ ‫صناعة محلية متقنة‬ ‫من الجلد ومن العظم صنعت‬ ‫من كل خوف ثيابها نسجت‬ ‫أصنامنا آه يا خوفنا‬ ‫من المستحيل‬ ‫تقولون من المستحيل أن نقهر مستحيلنا‬ ‫يا صانعوا المستحيل أفيقوا‬ ‫فل الشمس تلتقي القمر‬ ‫ول النهر يتمادى على البحر‬ ‫لكننا‬ ‫نقدر على مستحيلنا‬ ‫فهو صناعة محلية‬ ‫د ‪.‬حسام ‪9/8/2007‬‬ ‫‪132‬‬

‫من كل شيء شيء‬ ‫من رأسي حتى أخمص قدمي‬ ‫من معابد الروح‬ ‫من رعشة الخوف والتردد‬ ‫من الموسيقا وأوتار العود‬ ‫من تنهدات الليالي و المسايا‬ ‫من الخطوات و الحكايا‬ ‫من ابتهالتي‬ ‫من أشعاري‬ ‫من كل صباح أعرفه‬ ‫من تفاصيل كل يوم‬ ‫من كل مساء أدركه‬ ‫من أحزان الفقراء‬ ‫من باب البيت والنوافذ‬ ‫من باب الحارة والشوارع‬ ‫من الشوارع والمدينة‬ ‫من المدينة والعالم‬ ‫من النجمة‬ ‫من الغيمة‬ ‫من البحر‬ ‫من الزهر‬ ‫من حب كل العاشقين‬ ‫من بوح كل المغرمين‬ ‫من عرق الجباه‬ ‫من لقمة الجياع‬ ‫من الفقر والمر‬ ‫من كل حبات المطر‬ ‫من كل شكايات القهر‬ ‫من الجدران والساحات‬ ‫من زينة العياد وفرحة الولد‬ ‫من تعثر الحب الول‬ ‫من إدمان التدخين‬ ‫من الموسيقا والهذيان‬ ‫من الغابة والبركان‬ ‫من عشق وعاشقين‬ ‫‪133‬‬

‫صنع قلبي‬ ‫ونقش عليه ( هو صناعة محلية )‬ ‫و أنا أهديك قلبي‬ ‫فهل تقبلين‬ ‫د ‪.‬حسام‬ ‫‪4/9/2007‬‬

‫‪134‬‬

‫منتحر‬ ‫على طاولتي كأس من الشاي الفارغة‬ ‫وأجهزة التحكم الكثير ة‬ ‫على طاولتي‬ ‫قلمي اليتيم‬ ‫وأوراق متناثرة‬ ‫سكائر وطنية‬ ‫إبريق ماء فارغ‬ ‫نظارتي‬ ‫قداحة تعشق كل شيء‬ ‫وزجاجة الدواء الفارغة‬ ‫هأ نا أعترف‬ ‫هذا آخر ما تراه عيوني‬ ‫د‪.‬حسام ‪23/03/2007‬‬

‫‪135‬‬

‫وحدي‬ ‫وحدي‬ ‫قرب النافذة الخشبية‬ ‫والزجاج رطب من زفيري‬ ‫وكأس الشاي الباردة‪ ...‬الفارغة‬ ‫تحدق في أنفي المتجمد من البرد‬ ‫تشتاق لصابعي‬ ‫للمسة الحب والحنان‬ ‫الستارة الممزقة تغازلني‬ ‫والطاولة المهتزة‬ ‫تاقت لنومي وغفوتي فوقها‬ ‫وأنا ل يشغلني‬ ‫في هذه الغرفة السوداء‬ ‫إل أنت َ‬ ‫أطلقت نظري خلف غيمة‬ ‫على هيئة وجهك َ‬ ‫توسلت لها أن تبقى أمامي‬ ‫فأنا كل شيء في َ يحبك‬ ‫حتى نخاع العظم‬ ‫حتى كرياتي الحمراء والبيضاء‬ ‫ولكن الغيمة غفت خلف جدار الجارة‬ ‫واختفت‬ ‫البارحة كان ثقيلً‬ ‫تركتني‬ ‫وحيداً أنظر كعب حذائك‬ ‫أسمعه يطقطق بشماتة‬ ‫ورأسك المدور الجميل‬ ‫لم يلتفت‬ ‫‪136‬‬

‫لم يكترث‬ ‫لدمعة خائفة في زاوية العين‬ ‫اليوم‬ ‫أنا بدونك َ وحيداً‬ ‫العصافير سجلت غائبة‬ ‫في سجل الحضور‬ ‫الشجار أسقطت أوراقاً‬ ‫في غير حينها‬ ‫بكت بأوراقها على حالي‬ ‫كأسك فارغة‬ ‫كرسيك فارغة‬ ‫قلبي فارغ‬ ‫أعرف أن الوحدة ستقتلني‬ ‫وأنك لن تعودي‬ ‫وأني أخطأت ُ‬ ‫و سأبقى بدونك َ‬ ‫مع ستارتي‬ ‫وكاسي الباردة‬ ‫وطاولتي المهتزة‬ ‫لن أسامح نفسي‬ ‫فسامحيني‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪27/11/2007‬‬

‫‪137‬‬

‫نهاية حب‬ ‫عند ابتسامة الشمس‬ ‫توقفت ْ لحظة ٌ من النظر‬ ‫و تخلدت ْ ذكرى ابتعادك َ عني‬ ‫أتذكرُ منديلكَ الحريري‬ ‫مبللً بدمعي الممسوح َ عنوة ً‬ ‫آه كم كان َ رقيقاً على وجنتي‬ ‫أما كان بدٌ من البتعاد َ‬ ‫قرب الشاطئ‬ ‫هناك على طاولتنا التي ضمت حكايانا‬ ‫قررت َ أن البتعاد َ دواءٌ لقلبينا‬ ‫والسباب طويلة الشرح‬ ‫هو الزمن الطويل‬ ‫فيبدو أنه قد طال زمن تعارفنا‬ ‫فهكذا تموت القلوب‬ ‫ل جديد‬ ‫ل وليد‬ ‫أشجارنا ما عادت تنمو ول تزهر‬ ‫ورودنا ما عادت تفوح برائحة الشوق َ‬ ‫هو حبٌ معلوم ُ البداية والنهاية‬ ‫استسقى من حياتي ما استسقى‬ ‫ونما من دمي وسهري‬ ‫وأنت َ كنت تقدمين التوصيات‬ ‫شرحت ُ نفسي‬ ‫و تماديتُ في الشرح َ‬ ‫كنت َ تنصتين‬ ‫‪138‬‬

‫كعالم الطيور في الغابة‬ ‫كسمكة تهرب من مفترسها‬ ‫ما أجمل اليام التي كانت بيننا‬ ‫واليوم ذابت الحاديث ُ‬ ‫كجليد القطب‬ ‫يا حبي‬ ‫علم َ اعتذرت قبل الرحيل‬ ‫خبأتك َ الشمس المبتسمة‬ ‫عندما لوحت َ بمنديلكَ الحريري‬ ‫ووحدي على الطاولة تنهدت‬ ‫ذاكراً مستذكراً‬ ‫أني تمنيت بحرقة‬ ‫أن يطول زمن الحب بيننا‬ ‫وأن ننجب الصغار للعالم‬ ‫وأن نشيخ على طاولتنا‬ ‫لكنك قلت َ‬ ‫أن الحب َ يقتله طول الزمن‬ ‫د ‪ .‬حسام الدين خلصي ‪21/10/2007‬‬

‫‪139‬‬

‫هذا المساء‬ ‫هذا المساء‬ ‫على رمل ناعم أسود ابيض‬ ‫سأمشي‬ ‫هذا المساء‬ ‫من عطري‬ ‫سأرش نصف الزجاجة المتبقي‬ ‫كمن يسقي حديقته العطشى‬ ‫ومن ملبسي أبهاها‬ ‫كما يلبس السلطان العظيم‬ ‫ومن ربطات العنق أحلها‬ ‫وسأخرج الحذاء السود كالليل‬ ‫ومصروف الجيب للسبوع القادم‬ ‫وبسخاء سأنفق‬ ‫سأهذب شعر لحيتي البيضاء‬ ‫وأرتب خصلة شعري الطائر‬ ‫سألصقها كما الطابع البريدي‬ ‫وسأبتسم كزرافة تلقت مع أغصانها المورقة‬ ‫كأرجوحة تطرب لضحك الطفل‬ ‫سأشد ظهري‬ ‫الذي تحاملت عليه السنين‬ ‫سأنسى أني خمسيني‬ ‫وأن التجاعيد هي علمة مسجلة‬ ‫سأنسى أن الحب للصغار‬ ‫وأن الكبار يباركون الحب فقط‬ ‫وأن المشي على الرمل للرشقاء‬ ‫سأنسى أن النوم مبكراً يطيل العمر‬ ‫وأن طعام الليل ثقيل‬ ‫‪140‬‬

‫هو سيكون مسائي‬ ‫واعدتني في المساء‬ ‫قالت إن تأخرت فانتظر‬ ‫المساء حل‬ ‫المساء حل‬ ‫هاأنا في المكان‬ ‫ذهاباً إياب ًا‬ ‫إياباً ذهاباً‬ ‫ما توقفت عن عد الرمل‬ ‫مليون ألف حبة رمل ولم تأت‬ ‫بعيوني بحثت بين النساء‬ ‫عن جميلة‬ ‫قررت أن تبعد شبح الوحدة عني‬ ‫وفكت ْ أسر ابتساماتي‬ ‫واعدتني ‪ ...‬وتأخرتْ‬ ‫انتظرت أكثر من كل الناس‬ ‫أتت جميلتي‬ ‫بل حذاء تخطو على الرمل‬ ‫تسبقها الضحكة‬ ‫وأطراف ثوبها تغازل الهواء‬ ‫ملوحة بأصابع كريش النعام‬ ‫أني أتيت ‪ ....‬تأخرت لكني أتيت‬ ‫أمسكت ُ كفاً بكفي‬ ‫ورقصت ُ رقصة العائد َ إلى الحياة‬ ‫صفق الحضور كل الحضور‬ ‫الطير‬ ‫الموج‬ ‫الرمل‬ ‫الغيم‬ ‫الليل‬ ‫‪141‬‬

‫السكون‬ ‫العمر‬ ‫الجمال‬ ‫صفق كل الحضور‬ ‫هكذا بدا أول مساءاتي‬ ‫يا أول مساء ٍ‬ ‫انتظرتك َ خمسون عاماً‬ ‫يا أول مساء‬ ‫أهملتني خمسون عاماً‬ ‫فيا حبيبتي‬ ‫ل تجعليه آخر مساء‬ ‫د ‪.‬حسام‬ ‫‪21/7/2007‬‬

‫‪142‬‬

‫هذيان بالسريالية‬ ‫يفلت القلم من بين أصابعي‬ ‫وينسكب حليباً في تنور جدتي‬ ‫ويشرب ثم يشرب ثم يشرب‬ ‫فيكبر ليصبح نخلة في مصعد‬ ‫أوتار الكمان تنجدل حبل مشنقة ٍ‬ ‫تلف أذني فل أسمع صراخاً‬ ‫ول حتى نداء استغاثة‬ ‫وتبحر الوتار كسفن الملك الغائب‬ ‫إلى بلدك‬ ‫وعلى الشاطئ تقفين ملوحة‬ ‫للدم النازف من أنفي‬ ‫يصير للبقرة أجنحة فتطير‬ ‫ويحسدها الطير على وجبة الشعير‬ ‫والقهوة السوداء تضطهد‬ ‫وفي سجن خلف مكتب تسكب‬ ‫وصاحب الكرش ينحف‬ ‫وتراني في البنطال أتبختر‬ ‫كموزة عضها الثعبان‬ ‫تقشريني وبعضة واحدة اُلتهم‬ ‫و أغوص بل ‪O2‬‬ ‫وأعود لحيا معك‬ ‫وكلي كرامة‬ ‫خذوني من بلد الهوى‬ ‫وأهل الهوى‬ ‫فأنا سريالي‬ ‫ول أحب الواقعية‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪28/11/2007‬‬ ‫‪143‬‬

‫مجنون الحب‬ ‫هزيني كجذع النخلة‬ ‫أتساقط رطباً‬ ‫جدفي بذراعي‬ ‫أبحر في المحيط‬ ‫أشيدي منازلك تحت ظلي‬ ‫أمسك الشمس ليثبت الظل‬ ‫إني كلي لك َ‬ ‫كما تشتهي وتريدي‬ ‫إني أرجوحة َ طفولتك َ‬ ‫وشرائط َ شعرك َ المجدول َ‬ ‫إني المنديل ُ المعَطر ُ‬ ‫في َ حقيبة يدك َ الجلدية‬ ‫إني من قواميس ُ الحب َ والشوق َ‬ ‫ت واللهجات َ‬ ‫بكل اللغا َ‬ ‫نسجت ُ الشعرَ‬ ‫إني من حـُبك َ‬ ‫صنعت ُغيم ًا من الهواء َ‬ ‫ونثرته ُ فوق َ الحقول َ‬ ‫كغبار َ طلع ٍ‬ ‫كضوءٍ‬ ‫كحبات السبحةَ في يد َ المتعبد َ‬ ‫ما لي غي ُركَ‬ ‫وسادة ً لرأسي المتعب َ‬ ‫ولحافاً وردياً‬ ‫لكتفي المنهكين َ‬ ‫أقر ُ لك َ وأعترف ْ‬ ‫وأقسم ُ بكل أوثان َ البشرية‬ ‫أني ومنذ ُ ولدتي‬ ‫صممت ُ جلدي ليلمس َ جلدكَ‬ ‫وشكلت ُ عيوني لتراك َ‬ ‫‪144‬‬

‫ونصبت ُ قامتي لتحميك َ‬ ‫وأفرعتُ قدماي كالصاري لبحارك َ‬ ‫ونظمت ُ دقات َ قلبي لترقصي‬ ‫وأجريت ُ دمي كالنهر لتبحري‬ ‫قولي لي بربك َ‬ ‫هل عرفت َ مجنوناً‬ ‫غيري‬ ‫يحبك َ كما أنا أحبك َ‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪12/12/2007‬‬

‫‪145‬‬

‫هل أخبرك‬ ‫قد أتاني في المنام‬ ‫خبر‬ ‫فهل أخبرك عن صمت جديد ‪ ...‬يا صديقي‬ ‫صمت ل تسمع فيه حتى صوت دقات قلبك‬ ‫صمت لم يدركه أحد من الحياء بعد‬ ‫هو صمت الموت‬ ‫معزوفة جديدة‬ ‫دائمة‬ ‫مجهولة‬ ‫هو صمت الموت‬ ‫السيمفونية التي يتوق الجميع إليها‬ ‫سترتاح يا صديقي بالموت‬ ‫أما الن‬ ‫كن صبوراً‬ ‫فسيزعجك همس الطيور‬ ‫وصوت النسيم‬ ‫وغناء الزهر‬ ‫وبحة صوت الجداول‬ ‫‪146‬‬

‫كن صبوراً‬ ‫وإذا ما أزعجك صوت دقات قلبك‬ ‫فانفجر ول تنتظر‬ ‫د‪.‬حسام‬ ‫‪4/7/2007‬‬

‫‪147‬‬

‫هو التحدي‬ ‫هو التحدي‬ ‫كانَ وأنا انكسرت ُ‬ ‫هو التحدي عملقٌ بل منازع ٍ‬ ‫لقد انكسرتُ‬ ‫استسلمتْ‬ ‫انهزمت ُ‬ ‫نعم لقد هزمتُ‬ ‫افرحوا أيها الصغارُ ‪ ...‬الصغار‬ ‫وابتهجوا‬ ‫كراقصة رخيصة ٍ‬ ‫أخذت للتو دفعة ً على الحساب‬ ‫قد بعتكم صوتي وعزيمتي‬ ‫وحرقت ُ كل كل كتبي‬ ‫وصور الصدقاء َ‬ ‫لقد رهنت ُ عندكم أولدي‬ ‫كي تأمنوا جانبي‬ ‫أشجاري قطعتها‬ ‫وغللي أغرقتها بالطوفان‬ ‫فسدودي دمرتها‬ ‫وفقأت ُ عيناً واحدة‬ ‫وسددتُ فمي‬ ‫إني انكسر ُ‬ ‫ت‬ ‫دعوا جثتي‬ ‫تتعفن ُ بسلم‬ ‫تتعفن بسلم‬ ‫أم أن هذا‬ ‫أيضاً لديكم حرام‬ ‫د‪ .‬حسام الدين خلصي ‪17/12/2007‬‬ ‫‪148‬‬

‫هو جسد‬ ‫هو جسد‬ ‫فلتتعرفوا عليه‬ ‫هو جسد‬ ‫كانت تسكنه الحواس‬ ‫هل تذكرون ‪ ....‬الحواس‬ ‫هو جسد طيعٌ مرنٌ‬ ‫ل يرفض ُ‬ ‫كما تريدون ولطالما أردتم‬ ‫هو بل حواس‬ ‫كان يلمس جلد حبيبته‬ ‫من الوجنة َ حتى الخمص‬ ‫كان يلمس رأس أولده‬ ‫ليشعر بالدفء بعد يوم عمل‬ ‫كان يشْـتـَم ُ رائحة َ بساتين الليمون‬ ‫ويخبأها في صدره‬ ‫كان يشْـتـَ ًمُ عبق الياسمين‬ ‫من على جدران المدينة‬ ‫كان يستمع زقزقة العصافير‬ ‫ويستمع همس مياه البساتين‬ ‫يستمع لصوت السماء‬ ‫وخفقات قلوب الصبايا‬ ‫كان يتذوق الرحيق من على الزهار‬ ‫يتذوق عرق الحبيبة‬ ‫ويسكر ُ‬ ‫يتذوق ُ طعام أمه َ ويضحك‬ ‫كان يبصر ضوء الشمس‬ ‫ويبصر أضواء العراس‬ ‫‪149‬‬

‫ويرى آخر امتداد للضوء في السماء‬ ‫كان حاد البصر‬ ‫واليوم سقطت الحواس‬ ‫هل أنتم سعداء‬ ‫أيها السادة المغلفون بالنايلون‬ ‫أيها السادة‬ ‫أقرأ عليكم الوصية ‪:‬‬ ‫كانت لي حواسي‬ ‫ونعمت بها‬ ‫خذوا جسدي‬ ‫خذوا عظامي‬ ‫فلقد أخذت حواسي‬ ‫د ‪.‬حسام الدين خلصي‬ ‫‪3/12/2007‬‬

‫‪150‬‬

‫هي الدنيا‬ ‫إنها الدنيا‬ ‫تضاريس كل يوم تشبه الخرى‬ ‫وكأنها رحلة في الصحراء‬ ‫فالرمل يشبه الرمل‬ ‫اللون واحد‬ ‫الحجم واحد‬ ‫تعلو الكثبان و ل تعلو‬ ‫ولكنها من الرمل‬ ‫أشتاق لشجرة‬ ‫لظل شجرة‬ ‫لنبع الماء‬ ‫لوجه يبتسم‬ ‫لمنظر طفل يلعب الكرة‬ ‫لمنظر طفلة تلعق الثلج الملون‬ ‫لرؤية صبية تتبختر‬ ‫التشابه يعم المكان‬ ‫فل صبايا‬ ‫ول حكايا‬ ‫ول أعشاب ول مقاهي للعشق‬ ‫طويلة وطالت هي الرحلة‬ ‫ول يلوح لحصة من البصار‬ ‫إل السراب‬ ‫ول يبتل الريق إل بالريق‬ ‫ول يمسح الغبار إل بالغبار‬ ‫أسير ثم أسير‬ ‫حتى كا لسير صرت‬ ‫بل سجان‬

‫‪151‬‬

‫هي الدنيا‬ ‫تجرفني كالرمل تجرفه الريح‬ ‫ليلي بارد ونهاري ساخن‬ ‫مكررة هي الصفات‬ ‫طويلة هي الرحلة وستطول‬ ‫يا رحلتي الطويلة‬ ‫يا دمعتي القتيلة‬ ‫إني أرى أجساماً بقربي‬ ‫تتهاوى‬ ‫تتباكى‬ ‫إنهم رفاق الرحلة‬ ‫الكل يلهث ويعرق‬ ‫أطويلة أنت َ بعد‬ ‫هي الدنيا أضحت كئيبة‬ ‫أمكاني الذي حلمت ُ‬ ‫أدياري التي فارقتر ُ‬ ‫أقلب حبيبتي التي مضتْ‬ ‫أموجود أنا في الذاكرة‬ ‫أتعبني حمل العطش‬ ‫أرقني تتالي اليام المتشابهة‬ ‫أو ليس لكل بداية نهاية‬ ‫أيا دربي أين النهاية‬ ‫أين الموسيقا و التفاح الحمر‬ ‫أين الزهر والجداول المرمرية‬ ‫أنا اخترتك يا دربي‬ ‫فل تحملني وزرك‬ ‫فل وازرة تزر وزر أخرى‬ ‫هي الدنيا‬ ‫هي الحكاية‬ ‫أتعبني الرحيل‬ ‫اغمض الجفنين على العينين‬ ‫وأحلم أني‬ ‫أغادر الدنيا‬ ‫‪152‬‬

‫وأني أنتقل إلى الطرف الخر من العالم‬ ‫واستبدل الطيور الجوارح بالبلبل‬ ‫والشوك بالورد‬ ‫والسراب بالماء الجاري من تحتي‬ ‫والعلقم بالعنب‬ ‫والرمل بالعسب‬ ‫والكثبان بالوديان الخضراء‬ ‫أستبدل الدنيا بأسرها‬ ‫ومن أسير ٍ إلى ل أسير‬ ‫ومن متعبد إلى عابد‬ ‫ومن متأمل إلى مأمول‬ ‫هي الدنيا‬ ‫ومنها حلمي‬ ‫د ‪.‬حسام‬ ‫‪1/9/2007‬‬

‫‪153‬‬

‫هي ليست خيانة‬ ‫هي ليست خيانة‬ ‫هو التمادي سامحيني‬ ‫هو اشتعال جذوة الحب‬ ‫من جديد‬ ‫هو الشوق للحياة‬ ‫هي ليست خيانة‬ ‫أحسست للحظة‬ ‫أنها أنت َ‬ ‫أيام كنت كما كنت َ‬ ‫فعيونها لم تفارقني‬ ‫منذ تعارفنا‬ ‫وتنصت إلي باهتمام دائم‬ ‫أحسست أنها قطعة منك‬ ‫هي تشبهك تمام ًا‬ ‫كما في اللحظة الولى‬ ‫التي أحببتك فيها‬ ‫فشعرها هذبته لجلي‬ ‫خدها حمرته لجلي‬ ‫كفها ناعم ككفك‬ ‫وفمها كوردة انقسمت‬ ‫قرطاها كالعناقيد‬ ‫التي تدلت منك ذات يوم‬ ‫وكل ثيابها‬ ‫صممت لجلي‬ ‫وابتسامتها الخجولة‬ ‫كلما رأتني ‪....‬ينفك حصار خجلها‬ ‫هي تذكرني بك‬ ‫‪154‬‬

‫هي ليست خيانة‬ ‫كلما التقتني داعبتني‬ ‫وهمست في أذني‬ ‫مشتاقة أكثر من البارحة‬ ‫كلما التقتني أو ودعتني‬ ‫رافقتني بنظرة‬ ‫ل مجال أن أنساها‬ ‫تخبر الصحاب عني‬ ‫وعن عبثي وطفولتي‬ ‫وكتاباتي ولوحاتي‬ ‫هي‬ ‫تتباهى أني أحبها‬ ‫تشتري لي الهدايا الصغيرة‬ ‫وردة‬ ‫كتاب‬ ‫قلم‬ ‫عطر‬ ‫وتشتم رائحتي‬ ‫وتصحح أشعاري‬ ‫هي تذكرني بك‬ ‫هي ليست خيانة‬ ‫هي ليست خيانة‬ ‫فهل تذكرين كيف كنت‬ ‫د‪ .‬حسام‬ ‫‪20/5/2007‬‬

‫‪155‬‬

‫يبدأ اليوم استعراضي الخير‬ ‫يبدأ اليوم استعراضي الخير‬ ‫فل تفوتوا فرصة المشاهدة‬ ‫ستبدأ اليوم آخر أقوالي‬ ‫فأنصتوا جيداً‬ ‫عندي أسئلة‬ ‫عندي استغرابات كثيرة‬ ‫كم مرة ستشاهدون القمر مكتملً بعد‬ ‫كم موجة ستلمس أقدامكم الحافية‬ ‫كم رسالة ستكتبون‬ ‫كم فنجان قهوة ستحتسون‬ ‫كم تبقى لكم‬ ‫عندي أسئلة‬ ‫عندي استنتاجات كثيرة‬ ‫كم هو قصير زمن بقائكم‬ ‫كم هي قليلة لحظات سعادتكم‬ ‫كم مرة ستسافرون‬ ‫كم مرة سترجعون‬ ‫كم حباً ستدمرون‬ ‫كم قلباً ستجرحون‬ ‫انتبهوا‬ ‫لم يتبق زمن كاف‬ ‫لكل أحلمكم‬ ‫ولكل إهداءاتكم‬ ‫لم يتبق هناك وقت‬ ‫ربما اليوم أو غداً أو حتى الن‬ ‫‪156‬‬

‫ستنتهي مشاريعكم‬ ‫هل ينفعكم عدو الرانب‬ ‫هل ينفعكم بطء السلحفاة‬ ‫كل يوم هو آخر يوم‬ ‫كل ثانية هي الخيرة‬ ‫أحبائي‬ ‫ورغم ذلك‬ ‫تعتقدون أنكم باقون للبد‬ ‫سامحوني‬ ‫د‪.‬حسام ‪18/04/2007‬‬

‫‪157‬‬

Related Documents

2007
November 2019 81
2007
November 2019 100
2007
December 2019 81
2007
December 2019 56
2007
November 2019 60
2007
November 2019 56

More Documents from ""

October 2019 30
December 2019 13
October 2019 87
October 2019 24
Lab Report#4.docx
May 2020 15