الدكتور :فتحي أبو مغلي
النرجيلة عرفناها من كبار السن ،وكان استعمالها مقصورا عليهم ،ولم تكن في يوم من اليام عادة منتشرة ال في نطاق محدود وفي بعض المدن . في لبنان وفلسطين وسوريا . كان الكبار يدخنونا ويستمتع الصغار بقرقعة الماء في زجاجتها ،أن النرجيلة أو الرجيله أو ألهبلي ببلي ،كما سماها الجانب الذين تعرفوا عليها في بلدنا ،ولم يمارسوا تدخينها . فممارستها عادة تحتاج إلى وقت طويل ،ليس فقط لتحضيرها بل أن تدخينها له طقوس قد تستمر ساعات ،وهذا ترف يبدوا أن الجانب ل يطيقونه ول يقدروا عليه ،وبرغم أن مدخني النرجيلة يعتبرونها تسلية أقل خطرا من السيجارة على الصحة ،إل أن الدراسات والبحاث أثبتت أن النرجيلة ل تقل خطورة على الصحة عن السيجارة ،فهي تدخين للتبغ ،وقد تؤدي إلى الصابة بالسرطان وأمراض القلب والشرايين . والمدهش بل المذهل أن هذه العادة التي انحسرت في السبعينات والثمانينات من هذا القرن عادت للظهور وبقوة السنوات الخيرة وأصبحت مظهرا مألوفا على مقاهينا ومنتزهاتنا . ولكن المؤلم في هذا الظهور والنتشار الجديد للنرجيلة هو عشاقها الجدد الذين تتراوح أعمارهم بين الرابعة عشرة والعشرين . أي أن تنتشر بين أطفالنا وصغار شبابنا ونراها ونراهم ،ويراهم المسؤولون من دون أن يحركوا ساكنا . فهل رخصت صحة وحياة أطفالنا وشبابنا بنظرنا إلى هذا الحد . وهل ننتظر وينتظر المسؤولون حتى تظهر المراض وتتطور أساليب استعمال النرجيلة وتتحول المقاهي التي تقدمها إلى أوكار للمخدرات حتى نتحرك . أطرح تساؤلتي وأطلب من كل مسؤول أن يتحرك فالخطر موجود وبدء يتفاقم ! وذلك انطلقا من المثل القائل . ( الوقاية خير من قنطار علج ) الدكتور :فتحي أبو مغلي www.medicsindex.com