Who Else But Him

‫كتابات أبو الحق‬ ‫الخامس من تشرين الول‬ ‫‪2007‬‬

‫ومن غيره بالمدح أجدر؟‬ ‫سألني ابني فقال‪ :‬لم ل أر الله؟‬ ‫فقلت له بعد تأمل غير وجيز‪:‬‬ ‫لن تراه بعينك القاصرة القدرة التي ل ترى‬ ‫تيار الكهرباء المولّد للنور الذي تنعم به ‪,‬‬ ‫ول تتحسس لحركة عقرب الساعات الصغير‬ ‫‪ ,‬لكن سترى أثره في جميل صنعته‬ ‫وخلقه‪...‬‬ ‫‪......‬أمعن النظر في روعة جناح الفراشة‬ ‫ي‬ ‫وانتبه لزخرفة فراء النمور ووحش ّ‬ ‫الحمار‪...‬أمعن البصر في زرقة ريش البلبل‬ ‫ضير واسأل‬ ‫الهزار وخضرة ريش أبو الخ ّ‬ ‫روحك بم يتغذّيان ليكتسبا هذا الجمال‬ ‫والسحر في اللون الذي تعجز كل خلطات‬ ‫اللوان عن تقليده ‪,‬هل غير التمرة‬ ‫والحبوب مما تدمنه البلبل؟؟‪....‬‬ ‫‪......‬ارقب البذرة كيف تنمو من مجرد ماء ل‬ ‫لون له ول طعم ‪ ,‬في تراب ل سحر فيه ول‬ ‫ذوق‪ ,‬وتذكر دوما أنك نموت هكذا من جنين‬ ‫صغير إلى البنية الكبر‪ ,‬من حليب وماء ل‬ ‫أكثر‪... ,‬‬

‫ور انّك ترمي بذور الذُرة نفسها في‬ ‫‪......‬تص ّ‬ ‫أي تربة كانت من كل بقاع الرض فل تخرج‬ ‫لك إل نبات الذرة بكفشته الملساء الخيوط ‪,‬‬ ‫مهما تنوعت معادن الترب ومغذياته‪ ,‬إن كان‬ ‫في العراق أو في أراضي الصين السوداء !‬ ‫س الله مطلوبا إن كانت لي‬ ‫قال ‪ :‬فأين أح ّ‬ ‫الرادة والقدرة خاصتي؟؟‬ ‫مة‬ ‫قلت له‪ :‬في الحاجة الحيويّة المه ّ‬ ‫والثيرة إليك الضائعة منك ‪ ,‬تكاد تنهار لعدم‬ ‫إيجادك لها‪ ,‬تدعو من ل تعرفه كي يعينك‬ ‫في إيجادها ‪...‬‬ ‫في لحظة الرهبة عند إقلع الطائرة وفوق‬ ‫السفينة عند هجمة الموجة العاتية‪..‬وأنت‬ ‫تدرك حينها فقط أل منجى من الله إل‬ ‫إليه‪...‬‬ ‫وت‬ ‫في اللحظة الحرجة وأنت تكاد تف ّ‬ ‫قطارك أو سفرة الطائره ‪ ,‬وكذا ترتجيه ل‬ ‫شعوريا أن يعينك وقتها ‪ ,‬عندما ل تعد‬ ‫ساقاك تقويان على بذل المزيد‪..‬‬ ‫في لحظات لم يكن لك أن تدركها وأنا‬ ‫أهرول بك حافيا إلى قسم النعاش بعدما‬ ‫ازرقت منك الطراف وغارت من وجهك‬ ‫العيون‪...‬فلم تقفز إلى شفاهي وشفاه‬ ‫أمك إل لفظة هي إحدى الحسنيات من‬ ‫أسمائه‪....‬‬ ‫في النقود التي تلقاها وجيبك خاو من أي‬ ‫منها ‪ ,‬وقد أنهكتك الخطوات الطويلة‬

‫والجوع الشديد ‪ ,‬ستجّربها حتما يوما ما كما‬ ‫عاشها الكثيرون وجّربتها مثلهم أنا‪...‬‬ ‫قال ‪ :‬فلم أحبه وأنا ل أدرك كنهه؟؟‬ ‫قلت له‪:‬‬ ‫تحبّه لنه أكثر ما يكون استغناءا عنك وعنّي‬ ‫جاك وهو عنك وعن‬ ‫‪ ,‬ومع هذا يكاد يتر ّ‬ ‫الخليقة كلّهم مستغن ‪ ,‬بكل لطفه المتأنّي‬ ‫‪ ,‬كيما تئوب إليه ‪ ,‬ل بل ويقرن رضاه عنك‬ ‫بأن تبّر أمك وتحرز الرضا عنك قبلها منّي‬ ‫تحبّه لنه أوجد لك منذ بدء الزل كل ما‬ ‫لزمك لتهنأ بالعيش اليوم من مواد ما كان‬ ‫للمخترعات أن تسود لول ما أودعه لها في‬ ‫هد لمليارات‬ ‫جوف الرض‪..‬قطران اسود م ّ‬ ‫الميال من الطرق المعبّدة ‪ ,‬وآلف مؤلّفة‬ ‫من أزاهير ونبتات حملت لحقا اصول‬ ‫الدواء قبل العطر لتشفينا‪..‬وغيرها وغيرها‬ ‫وغيرها‪...‬‬ ‫تحبّه لنه لم يوص إل بالحب ولم ينه إل عن‬ ‫كل ما هو قبيح ومنفر‬ ‫فكيف ل تحبه بعد كل هذا؟؟‬ ‫الهي البر التواب الرحيم ‪ ,‬يا منتهى الجمال الذي‬ ‫تلهث البشرية خلفه منذ أمد طويل‪ ,‬تأمل أن ترتوي‬ ‫منه في عطش سرمدي لرؤية جمال وجهه الجليل‪,‬‬ ‫في لوحة كل فنان ومعلقات الفحول من الشعراء‪,‬‬ ‫في كل سياحة وكل منظر جميل‬ ‫اقبل منّا صالح العمال وتجاوز لنا عن طالحها‬ ‫ب الكبير في قلوبنا زرعا‪ ,‬واطرد الحقاد‬ ‫ازرع الح ّ‬ ‫منها يا عظيم‬

‫السوي‬ ‫اعف عنا واغفر لنا واهدنا إلى صراطك‬ ‫ّ‬ ‫سر لنا أمورنا يا كريم‬ ‫وي ّ‬ ‫والطف بمن انقطعت به السبل إل من سبيلك ‪,‬‬ ‫وتفضل علينا بمنّك وإحسانك‬ ‫فكلنا عيالك جئناك نطلب فضلك ‪..‬ل تردّنا خائبين ‪,‬‬ ‫ل تجعلنا من رحمتك محرومين‬ ‫لك منتهى الحمد وغاية الشكر ‪ ,‬فكل مديح بحق‬ ‫إنعامك ل يوفّي‬ ‫ول تخزنا يوم القيامة يوم ل ينفع مال ول بنون إل‬ ‫من أتى الله بقلب سليم‬