كلام هادئ عن موضوعة

  • Uploaded by: Abu Al Haq
  • 0
  • 0
  • May 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View كلام هادئ عن موضوعة as PDF for free.

More details

  • Words: 3,694
  • Pages: 10
‫كتابات أبو الحق‬ ‫لكل يوم من كل عام‬ ‫لوجه ربي العظيم‬

‫كلم هادئ عن موضوعة " العصمة"‬

‫قيل الكثير الكثير عن موضوعة " العصمه" ‪ ,‬من قبل مؤيدي وجود هكذا‬ ‫ميزة لبعض البشر‪ ,‬بقدر ما قيل خلف ذلك من قبل من ل يؤيدون هذا‬ ‫العتقاد ‪ ,‬وأنا شخصيا أفتخر بأنني من الصنف الثاني ‪ ,‬فقد أعثرتني‬ ‫قراءتي المستمرة والمتأنية بحمد ال لكتابه الكريم إضافة إلى التعمق في‬ ‫نصوص تأريخية كثيرة ‪ ,‬على نصوص متعددة تدعم ما أؤمن به‪ ,‬وخذ هذه‬ ‫النصوص على سبيل المثال ل الحصر‪:‬‬ ‫أول‪ .‬أبو النبياء والبشر‪ ,‬آدم عليه السلم ‪ ,‬وكل الناس تعرف معصيته‬ ‫لمر ال تعالى ‪.‬أرجو أل تؤخذ كلماتي هنا على أنها تجاوز بهيئة"إدانة"‬ ‫لخطيئة أبو البشر آدم عليه السلم ‪ ,‬فأنا ل أجرؤ أن أضع أبي البايولوجي‬ ‫الفعلي في ميزان التمحيص والتقييم ‪ ,‬فكيف لي أن أفعل ذلك مع أبي‬ ‫القصى في سلسلة التناسل‪ ,‬أول إنسان خلقه ال؟ أنا مدرك بعون ال تعالى‬ ‫لدور هذه الخطيئة في خلق الكون كله ‪ ,‬ول رأي لي مقابل إرادة ال تعالى ‪,‬‬ ‫لكنها "معصية" من آدم ‪ ,‬كما وصفها ال تعالى‪.‬‬ ‫ثانيا‪ .‬موسى عليه السلم قتل مصريا دون وجه حق قبل فترة النبوة الخاصة‬ ‫به‪:‬‬ ‫" وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا"‪ - 40...‬طه ‪,‬‬ ‫واعترف بذنبه هذا أمام رب العالمين ‪ ,‬أمام فرعون نفسه بعد أن واجهه به‬ ‫فرعون نفسه في أول لقاء بينهما‪:‬‬ ‫" وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين * قال‬ ‫فعلتها إذا وأنا من الضالين"‪ - 20/19...‬الشعراء‪.‬‬ ‫ومرة أخرى ‪ ,‬أرجو الخذ بنظر العتبار أنني ل أتعمد التقليل من نبي من‬ ‫أولي العزم كسيدنا موسى عليه السلم ‪ ,‬أنا أدرك أنها كانت حركة من وزن‬

‫ما تصفه مرافعات القرن العشرين في محاكم الغرب ب "‬ ‫" وليس قتل متعمدا مع سبق الصرار‬ ‫والترصد ‪ ,‬لن النوع الثاني من أفعال القتل يجعل انتقاء موسى لدور النبي‬ ‫الذي هو كليم ال تعالى ‪ ,‬ضربا من الل معقول والل مقبول ‪:‬‬ ‫" إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران‬ ‫على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع‬ ‫عليم)‪ -34......‬آل عمران‪.‬‬ ‫ثالثا‪ .‬داود و سليمان عليهما السلم ‪ ,‬في الحادثة التي تسور فيها عليه‬ ‫المحراب ملكان بهيئة رجلين ‪ ,‬والمحاورة التي تلت ذلك‪:‬‬ ‫" وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب‪ -21.. "...‬ص‬ ‫وحادثة فوات موعد الصلة بمغيب الشمس فيما سليمان يتأمل الجياد‪:‬‬ ‫"إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد "‪ - 31‬ص ‪.‬‬

‫‪,‬‬

‫رابعا‪ .‬يونس عليه السلم ‪ ,‬و قضية مغادرته لقومه والتقام الحوت له‪ ,‬حيث‬ ‫لم ينقذه من البقاء في جوف الحوت إل دعاء الستغفار المميز له الذي أقر‬ ‫فيه بأنه كان من الظالمين‪ " :‬وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن‬ ‫لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن ل اله إل أنت‬ ‫سبحانك إني كنت من الظالمين"‪ - 87.....‬النبياء‪.‬‬ ‫خامسا‪ .‬محمد صلى ال عليه و سلم ‪ ,‬يقول له ال تعالى ‪":‬‬ ‫"واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات‪ -19....." ...‬محمد‬

‫" واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك‪ - 55....."...‬غافر‪ ,‬وأنا ل علم لي بماهية هذا الذنب‬ ‫ومع هذا أورد نص تفسير ابن كثير لكم لتراجعوه ‪:‬‬ ‫خبَار ِبَأنّهُ لَ إِلَهَ ِإلّ الُّ َولَ َيتََأتّى كَوْنه آمِرًا ِبعِلْ ِم ذَِلكَ وَِل َهذَا عَطَفَ عََليْ ِه قَوْله عَزّ‬ ‫(فَاعَْلمْ َأنّهُ لَ ِإلَهَ ِإلّ الُّ " َهذَا إِ ْ‬ ‫ن َيقُول " الّل ُهمّ‬ ‫س َتغْفِرْ ِلذَ ْنبِك َولِ ْلمُ ْؤ ِمنِينَ وَا ْلمُ ْؤ ِمنَات " َوفِي الصّحِيح أَنّ رَسُول الّ صَلّى الّ عََليْهِ َوسَلّ َم كَا َ‬ ‫جلّ" وَا ْ‬ ‫وَ َ‬ ‫ع ْمدِي‬ ‫طئِي وَ َ‬ ‫جدّي َوخَ َ‬ ‫غفِرْ لِي هَزْلِي وَ ِ‬ ‫جهْلِي َوإِسْرَافِي فِي َأمْرِي َومَا َأنْتَ أَعْلَ ُم بِ ِه ِمنّي الّلهُمّ اِ ْ‬ ‫اِغْ ِفرْ لِي خَطِيئَتِي َو َ‬ ‫سرَرْت‬ ‫ن يَقُول فِي آخِر الصّلَة " الّلهُمّ اِغْفِرْ لِي مَا َق ّدمْت َومَا َأخّرْت َومَا أَ ْ‬ ‫ع ْندِي " َوفِي الصّحِيح َأنّ ُه كَا َ‬ ‫ل ذَِلكَ ِ‬ ‫َوكُ ّ‬ ‫ل " يَا َأيّها النّاس‬ ‫س َرفْت َومَا َأنْتَ أَعْلَ ُم بِ ِه ِمنّي َأنْتَ إَِلهِي لَ إِلَه ِإلّ َأنْتَ " َوفِي الصّحِيح َأنّ ُه قَا َ‬ ‫َومَا أَعَْلنْت َومَا أَ ْ‬ ‫جعْفَر‬ ‫ح ّد َثنَا بْن َ‬ ‫حمَد َ‬ ‫لْمَام َأ ْ‬ ‫س ْبعِينَ مَرّة " َوقَالَ ا ِ‬ ‫س َتغْفِر الّ وََأتُوب إَِليْ ِه فِي ا ْليَوْم َأ ْكثَرَ مِنْ َ‬ ‫تُوبُوا إِلَى َربّكمْ َفِإنّي أَ ْ‬ ‫سرْخَس قَالَ َأ َتيْت َرسُول الّ صَلّى الّ عََليْهِ َوسَلّ َم َفَأكَلْت‬ ‫ل بْن َ‬ ‫عبْد ا ّ‬ ‫س ِمعْت َ‬ ‫لْحْوَل قَالَ َ‬ ‫ش ْعبَة عَنْ عَاصِم ا َ‬ ‫ح ّدثَنَا ُ‬ ‫َ‬ ‫ستَغْفِر لَك ؟ فَقَالَ رَسُول‬ ‫ل فَقَالَ صَلّى الّ عََليْهِ وَسَلّمَ" وَلَك " فَ ُقلْت َأ ْ‬ ‫غفَرَ الّ لَك يَا رَسُول ا ّ‬ ‫طعَامه َفقُلْت َ‬ ‫َمعَهُ مِنْ َ‬ ‫س َتغْفِرْ ِل َذنْبِك وَلِ ْلمُ ْؤ ِمنِينَ وَا ْلمُ ْؤمِنَات " ثُ ّم نَظَرْت إِلَى َبعْض َكتِفه‬ ‫سلّ َم " َنعَمْ وََلكُمْ " َوقَرَأَ " وَا ْ‬ ‫صلّى الّ عََليْهِ وَ َ‬ ‫الّ َ‬ ‫جمْع عََليْهِ الثّآلِيل وَرَوَا ُه مُسْلِم وَالتّ ْرمِذِيّ وَالنّسَائِيّ وَابْن‬ ‫ك فَِإذَا هُ َو َك َهيْئَةِ الْ ُ‬ ‫شّ‬ ‫ش ْعبَة اّلذِي َ‬ ‫لْيْسَر ُ‬ ‫لْ ْيمَن أَ ْو َكتِفه ا َ‬ ‫اَ‬

‫حمّد بْن‬ ‫حدّ َثنَا مُ َ‬ ‫حدِيث الْخَر اّلذِي رَوَاهُ َأبُو َيعْلَى َ‬ ‫لْحْوَل بِهِ ‪َ ,‬وفِي ا ْل َ‬ ‫جَرِير وَابْن َأبِي حَاتِم مِنْ طُرُق عَنْ عَاصِم ا َ‬ ‫عنْهُ‬ ‫ضيَ الّ َ‬ ‫صدّيق رَ ِ‬ ‫عبْد ا ْل َغفُور عَنْ َأبِي نَصْر عَنْ َأبِي رَجَاء عَنْ َأبِي َبكْر ال ّ‬ ‫حدّ َثنَا َ‬ ‫ع ْثمَان بْن مَطَر َ‬ ‫ح ّدثَنَا ُ‬ ‫عَوْن َ‬ ‫س ِتغْفَار فََأ ْكثِرُوا ِم ْن ُهمَا فَإِنّ ِإبْلِيس قَالَ ِإّنمَا‬ ‫عَليْكُ ْم بِلَ إِلَه ِإلّ الّ وَالِ ْ‬ ‫سلّمَ َأنّ ُه قَالَ " َ‬ ‫عَنْ رَسُولِ الِّ صَلّى الّ عََليْهِ وَ َ‬ ‫سبُونَ َأّنهُمْ‬ ‫حَ‬ ‫س ِتغْفَار فََلمّا رََأيْت ذَِلكَ أَهَْلكْته ْم بِالَْهْوَا ِء َفهُ ْم يَ ْ‬ ‫أَهَْلكْت النّاس بِال ّذنُوبِ َوأَهَْلكُونِي بِلَ ِإلَهَ ِإلّ الَّ وَالِ ْ‬ ‫جسَاده ْم فَقَالَ‬ ‫لْثَر ا ْلمَرْ ِويّ" قَالَ ِإبْلِيس وَعِزّتك وَجَلَلِك لَ أَزَالُ أُغْوِيهِ ْم مَا دَامَتْ أَ ْروَاحه ْم فِي أَ ْ‬ ‫ُمهْ َتدُونَ " َوفِي ا َ‬ ‫جدّا َوقَوْله‬ ‫ستِغْفَار َكثِيرَة ِ‬ ‫س َتغْ َفرُونِي " وَالَْحَادِيث فِي فَضْل الِ ْ‬ ‫غفِر َل ُه ْم مَا اِ ْ‬ ‫الّ عَزّ َوجَلّ وَعِ ّزتِي وَجَلَلِي لَ أَزَالُ أَ ْ‬ ‫ستَقَرّك ْم فِي َليْلكُ ْم كَقَ ْولِ ِه تَبَا َركَ َو َتعَالَى‬ ‫صرّفكُ ْم فِي َنهَار ُكمْ َومُ ْ‬ ‫ي َيعْلَم تَ َ‬ ‫ل َيعْلَم ُمتَقَلّبكُمْ َو َمثْوَاكُمْ " أَ ْ‬ ‫َتبَا َركَ َو َتعَالَى" وَاَ ّ‬ ‫لْرْضِ ِإلّ عَلَى الِّ‬ ‫ن دَابّةٍ فِي ا َ‬ ‫سبْحَانَهُ َو َتعَالَى " َومَا مِ ْ‬ ‫حتُ ْم بِال ّنهَارِ " َوقَوْلُهُ ُ‬ ‫" وَهُوَ اّلذِي َيتَ َوفّاكُ ْم بِالّليْلِ َو َيعْلَ ُم مَا جَرَ ْ‬ ‫خ ِتيَارُ ِابْنِ جَرِيرٍ‬ ‫ج َريْجٍ وَ ُهوَ اِ ْ‬ ‫ب ُمبِينٍ " وَ َهذَا ا ْلقَوْل ذَهَبَ ِإَليْهِ ِابْن ُ‬ ‫ل فِي ِكتَا ٍ‬ ‫عهَا كُ ّ‬ ‫ستَ ْودَ َ‬ ‫ستَقَرّهَا َومُ ْ‬ ‫رِ ْز ُقهَا َو َيعْلَ ُم مُ ْ‬ ‫سدّيّ ‪ُ :‬متَقَّل َبكُ ْم فِي الدّ ْنيَا َو َمثْوَاكُمْ‬ ‫ع ْن ُهمَا ُمتَقَّل َبكُ ْم فِي الدّ ْنيَا َو َمثْوَاكُ ْم فِي الْخِرَةِ َوقَالَ ال ّ‬ ‫عبّاسٍ َرضِيَ الُّ َ‬ ‫وَعَنْ ِابْنِ َ‬ ‫ظهَرُ وَاَلُّ أَعْلَمُ ‪).‬‬ ‫فِي ُقبُو ِركُمْ وَالَْوّلُ أَوْلَى وَأَ ْ‬

‫‪ ,‬ولكني لن أشكك أبدا في أن محمدا "بشر يوحى إليه"‪ ,‬فهكذا ورد وصفه‬ ‫في أواخر سورة الكهف ‪:‬‬ ‫"قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم اله‬ ‫واحد‪ –110.."..‬الكهف‬ ‫"قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم اله‬ ‫واحد‪ - 6.."..‬فصلت ‪,‬‬ ‫وليس أدعى من التسليم بأن له ذنب واحد على القل ‪ ,‬حتى ل نقع في‬ ‫شرك تلبيس إبليس ‪ ,‬من أن محمدا معصوم عن الزلل‪ ,‬ال تعالى وحده ل‬ ‫يزل ول يخطئ ‪ ,‬ل ينام ول يسهو ‪ ,‬هكذا أفهم إلوهية ال ‪ ,‬وكما سبق لي‬ ‫قوله مرة ما ‪ ,‬إن ال تعالى هو الرقم واحد في لتسلسلية فريدة حيث ل‬ ‫يعقبه فيها أحد‪ ,‬ل ثاني ول ثالث ول عاشر ول أية مرتبه أخرى ‪ ,‬حتى لو‬ ‫كانت المرتبة النونية ‪ ,‬فهو الول والخر والظاهر والباطن ‪ ,‬كما‬ ‫وصف ذاته العلية الجليلة بكتابه الكريم ‪ ,‬أبدا ل تقل " ال – محمد – علي‬ ‫"‪ ,‬انك تشرك بال هكذا ‪ ,‬ل تنسب الفضل لنور وجه النبي محمد كلما عاد‬ ‫التيار الكهربائي إليك بعد طول انقطاع ‪ ,‬كأن تقول " اللهم صلي على محمد‬ ‫" وتقصر رد فعلك على هذا فحسب ‪ ,‬أولى لك أن تقول ‪" :‬سبحان الله‪,‬‬ ‫الحمد لله " قبل أن تصلي على النبي الكريم ‪ ,‬فموضوعة عودة نعمة‬ ‫النور والتبريد أو التدفئة إلى بيتك تتطلب منك بالمقام الول أن تحمد ال‬ ‫أول ‪ ,‬ولك بعدها أن تصلي على النبي أو تقول ما تحب من عبارات الفضل‬ ‫والجر‪ .‬ل تتصور أن الموضوع ترف فقهي ‪ ,‬فمن هكذا ممارسات تولدت‬ ‫عبارات أكبر مثل الحلف بمحمد ‪ ,‬والحلف بعلي والئمة ‪ ,‬وال تعالى له‬ ‫غيرة على وحدانيته ل يستشعرها إل من يتمعن بتلوة الية التي يعاتب جل‬ ‫جلله فيها عيسى المسيح عليه السلم فيقول له ‪ " :‬يا عيسى ابن‬ ‫مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون‬ ‫الله"‪ ...,‬ال تعالى يعلم أن عيسى لم يقل للناس ذلك ‪ ,‬والسبب بسيط جدا‬

‫قد ل يتبادر إلى ذهن الكثيرين ممن يمرون على هذه الية العظيمة مر‬ ‫الغافلين ‪ ,‬ول أقول مر الكرام ‪ ,‬فعيسى المسيح انقضت فترة نبوته الحافلة‬ ‫بالمعجزات الخارقة ‪ ,‬دون أن يعبده أحد ‪ ,‬ل بل عومل بأسوأ مما يمكن لي‬ ‫نبي أن يعامل ‪ ,‬والتقديس المفرط الذي أفضى إلى عبادته هو وأمه السيدة‬ ‫العذراء وتأليههما ‪ ,‬إنما حصل بعد وفاتهما بزمن بعيد ‪ ,‬أنت تحس وأنت‬ ‫تقرأ هذه الية أن ال تعالى يخاطب نبيه عيسى عليه السلم في زمن ومكان‬ ‫غيرالذي نعرفه بما نسميه الحياة الدنيا ‪ ,‬فعيسى المسيح يقول لحقا لذلك ‪:‬‬ ‫"ما قلت لهم إل ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم‬ ‫وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت‬ ‫الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد"‪ - 117.....‬المائده‬ ‫ل أدري إن كان هذا يكفي لمن لديه شك فيما أقول ‪,‬أم أن علي أن أورد‬ ‫المزيد‪ ,‬العصمة كما يراها العقل ‪ ,‬تنازع ال تعالى في صفة "المثالية وعدم‬ ‫الخطأ‪ ,‬وهو نقيض ما جبلت البشرية كلها عليه ‪ ,‬لكن دعونا ننتقل إلى‬ ‫السؤال المهم الذي يتبادر إلى الذهن ‪...‬‬ ‫لماذا نناقش هذه الموضوعة التاريخية والخلفية التي شطرت المفكرين‬ ‫قديما إلى شطرين؟‬ ‫والجواب سيبين للقارئ أهمية دراسة هذا الموضوع ‪ ,‬فإضافة إلى كون‬ ‫البدع إنما هي مداخل للتحريف في شرع ال ‪ ,‬ومقدمات لزرع الوساوس في‬ ‫النصوص القرآنية والنبوية‪ ,‬بما يشكل خطرا كبيرا على النصوص‬ ‫الصلية‪ ,‬خصوصا في مجتمعات ضحلة الثقافة مثل التي نعيش فيها هذه‬ ‫اليام ‪ ,‬حيث عامة الناس يمثلون السواد العظم من كل مجتمع ‪ ,‬وهم بحكم‬ ‫الجهل المستشري فيهم ‪ ,‬ل يقرءون ول يعملون أي فكر تجاه أية مسالة ‪,‬‬ ‫ويصدق عليهم تشبيه قطعان الغنام التابعة للكبش ‪ ,‬تتبع المسار الذي يسلكه‬ ‫الكبش المتقدم أمامها ‪ ,‬ول تفكر في اختيار مسار غيره ‪.‬‬ ‫تصور أن شخصا ما ‪ ,‬يطمع بقيادة آلف مؤلفة من الناس ‪ ,‬بنهج ثيوقراطي‬ ‫‪ ,‬يعتمد شعارات الدين والمذهب لتوجيه الجموع وفق ما يرى ‪ ,‬هل هناك‬ ‫أقوى من أن يسبغ على نفسه مسوح التدين ليملي عليهم ما يريد ؟ وان كان‬ ‫هناك من يرون خلف ما يوجه به هذا المتسيد على قومه ‪ ,‬فليس أنجع من‬ ‫"إلحاق" ذاته بالذات اللهية ‪ ,‬عبر مسميات مثل‪:‬‬ ‫" سليل بيت النبوة" ‪ ,‬و‬ ‫" حفيد آل البيت"‪,‬‬

‫وأمثال ذلك من التشبيهات التي لم يعرفها السلم في بداياته ولحد وفاة‬ ‫الرسول الكريم ( صلى ال عليه وسلم) ‪ ,‬وانتهى المر بهذه المتوالية من‬ ‫البتداعات إلى حد تسميات مثل‪:‬‬ ‫" آية ال " و‬ ‫" آية ال العظمى"‪ ,‬و‬ ‫" روح ال" ‪ ,‬و " حجة ال" ‪ ,‬ل بل وترحمات وتفخيمات ما أنزل ال بها‬ ‫من سلطان ‪ ,‬بدأت بعبارات جاهلية مثل‪ " :‬روحه الطاهرة "!!!! و‬ ‫" المغفور له" ‪ ,‬ليتولد عنها عبارات أكبر وأفحش قول ‪ ,‬ل تقلّ تعديا على‬ ‫شرع ال تعالى من تعدّي عبارات مثل " قدس سره "‪ ,‬وهكذا يجد المسلم‬ ‫الحقيقي الذي عاش هذه العصور المتأخرة أن دينه قد شهد " اختلفا‬ ‫كثيرا"‪ ,‬كما تنبأ بذلك الرسول الكريم عليه أفضل الصلة والتسليم ‪...‬الميت‬ ‫عندما يتوفاه ال ل يقال فيه أكثر من ‪":‬‬ ‫"‬

‫"‬

‫"‪ ,‬أما‬ ‫أن تتحور العبارة تدريجيا إلى " رحمه ال" فهذه صيغة فعل ماضي ل‬ ‫تعني كما أراها إل أن ال تعالى قد رحمه فعل ‪ ,‬بصيغة المر الواقع ‪ ,‬وهو‬ ‫ما يسيء للميت ‪ ,‬أن نمنحه فخرا لم يخولنا ال به‪ ,‬ل بل أنه قرار رباني‬ ‫مؤجل إلى يوم يبعثون ‪ ,‬وإل ففيم كانت معيشة البرزخ لحين قيام الساعة‬ ‫وبدء الحساب ‪ ,‬وفيم كانت وقفة الحساب ووضع الموازين القسط ‪ ,‬إذا كنا‬ ‫نقرر من جانبنا سلفا أن موتانا قد تمت تصفية ذنوبهم وألحقوا فور موتهم‬ ‫بالصالحين والنبياء ؟؟‪.‬‬ ‫ماذا يمكن أن يتولد عن مبدأ " العصمة" ‪ ,‬مما يشكل كفرا صريحا بنظر‬ ‫السلم؟‬ ‫تأملوا معي هذه التسلسلية الغريبة ‪:‬‬ ‫‪ .1‬رسول ال صلى ال عليه و سلم يعيش بين ظهراني المسلمين ‪ ,‬فل ترى‬ ‫أو تسمع بأي أثر يتطرق فيه إلى كلمة مثل " العصمه"‪,‬بخلف عبارة يتيمة‬ ‫هي " والله يعصمك من الناس"‪ - 67....‬المائدة ‪ ,‬وليس لذي لب أن‬ ‫يتوهم أن هذه العبارة تعني شيئا من وزن " العصمة التي تفترض عدم‬ ‫إمكانية ارتكاب الخطاء"‪ ,‬فالعبارة ل تعني أكثر من أن ال قد تكفل بحفظ‬ ‫رسوله من سطوة الناس من حوله‪ ,‬مثلها مثل قول ابن نوح لبيه في سورة‬ ‫أخرى ‪:‬‬

‫"قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال ل عاصم‬ ‫اليوم من أمر الله إل‪ – 43.."..‬هود ‪ ,‬والمعنى ل يحتاج إلى كثير‬ ‫شرح وتفصيل‪.‬‬ ‫‪ .2‬يتوفى الرسول الكريم ويخلفه أربعة من أعمدة السلم ‪ ,‬يحكمون بخير‬ ‫ما حكم به أحد بعدهم ‪ ,‬برغم كل التباين الفردي في سيرة كل خليفة منهم‬ ‫ول تزال الحكاية هي هي ‪ ,‬ل شيء اسمه " العصمة"‪ ,‬فهم جميعا يجتهدون‬ ‫أن يفعلوا ما هو صواب في مرحلة من تطور العقل البشري أعقبت همجية‬ ‫البدو وغزو العشائر واستعباد البشر و وأد البنات ‪ ,‬لذا ل بد من تدرج‬ ‫التطور في إرساء نظريات الحكم والمامه خصوصا في مجتمع متنوع جدا‬ ‫من قبيلة إلى أخرى ‪ ,‬تنوع اللسنة والتقاليد الذين ل حد لهما‪..‬‬ ‫‪ .3‬تعقب ذلك عشرات السنين ‪ ,‬ول شيء مميز يتخللها أكثر وضوحا من‬ ‫دخول الفرس العاجم في هذا الدين ‪,‬وبأعداد مليونية ‪ ,‬فيستفزك أنهم‬ ‫يبتدعون نصرة ل سابق لها لحد سبطي الرسول الكريم ‪ ,‬نصرة من النوع‬ ‫الذي ل يهرقون فيه قطرة دم في سبيل القضية التي يتحدثون عنها ‪ ,‬وإنما‬ ‫يعملون السود في البيض ‪ ,‬لدس كتابات مفبركة حول حق الخلفة لل‬ ‫البيت ‪ ,‬والقضية المختلف فيها و عليها أصل هي مطمع بالحكم ‪ ,‬ل بأس‬ ‫من أن أقول أنا فيها أن حسينا خير من ألف يزيد فيها ‪ ,‬لكن الحسن‬ ‫والحسين نفسيهما لم يتخذا موقفا واحدا موحدا منها‪ ,‬فأحدهم صالح غريمه‬ ‫فيما الثاني خرج على غريمه‪ ,‬فأين العصمة لخوين إمامين معصومين كما‬ ‫تم وصفهما من موقفين متضادي التجاه؟؟‬ ‫‪.4‬وترى من تشيعوا لهم يأخذون آية من كتاب ال مثل الية‬ ‫الكريمة ‪:‬‬ ‫" يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك‪ – 67 "..‬المائده ‪,‬‬ ‫فيخترعون لها تفسيرا يناسب مبتغاهم ‪ ,‬وعندما يجابههم العباسيون‬ ‫بدعوى مقابلة ل قبل لهم بها ‪ ,‬من أن الخلفة إذا كانت حقا لعلي كونه‬ ‫ابن عم الرسول ‪ ,‬فعلى هذا الساس يكون العباس أحق بالخلفة من ابن‬ ‫العم علي لن العباس هو عم النبي ‪ ,‬فهو بذلك أقرب ‪ ,‬يحيرون فل‬ ‫تسمع منهم جوابا !!! اسمع البيت الذي أفحم متكلمة العلويين قرونا‬ ‫طويلة فلم يتجرأ أي منهم على الرد عليه‪:‬‬ ‫لبني العمام وارثة العمام‬ ‫أنى يكون ذاك وليس بكائن‬

‫وأن سألت ‪ :‬ما يكون رأيي أنا في هذه الخلفية لقلت لك ‪ :‬لو أن الزمان‬ ‫يمكن أن يتوقف و ينعكس للوراء ‪ ,‬بحيث يكون لختياراتنا تأثير ما ‪ ,‬لكان‬ ‫لي أن أصرح بما أرتأي ‪ ,‬وربما سيستغرب الكثير من الشيعة ممن يقرءون‬ ‫هذه المقالة عندما أقول أن رأيي كان سيوافق مطلب العلويين الذين ل‬ ‫ترضيهم موضوعة هذا البحث ‪,‬فأنا كمعظم أهل السنّه ‪ ,‬أجلّ عليا و بنيه‬ ‫لنهم بقية الدين بحق العلم الذي فاض منهم وطفح ‪ ,‬وليس لنهم سليلو‬ ‫الدوحة المحمديّه فحسب ‪ ,‬ولكن الخوض في هكذا أحداث مرت منذ قرون‬ ‫متعددة بحيث لم يعد ممكنا تحديد ورثة أولئك الئمة الطهار الفعليين ممن‬ ‫هم دجالون أدعياء ينسبون أنفسهم إلى الدوحة الشريفة وهم من أخس‬ ‫الصول وأرقعها ‪ ,‬ول يجدي نفعا كذلك النتصار لها والتماحك حولها في‬ ‫جدل بيزنطي ل ينتهي ‪ ,‬ل يختلف عن استعمال كلمة " لو" التي نهى‬ ‫عنها رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ,‬من حيث أنها تفتح عمل الشيطان ‪,‬‬ ‫الموضوع كما أراه ‪ ,‬ينحصر في جدلية أصغر مما يتصوروها بكثير ‪...,‬‬ ‫لدينا ثلثة صيغ من الفعال في اللغة العربية‪ ,‬الماضي والمضارع و‬ ‫المر‪ (,‬مقابل عدم وجود صيغة " فعل مستقبل" في لغتنا العربية‪ ,‬كما هو‬ ‫موجود في اللغة النكليزية )‪......‬‬ ‫وعودا على صيغ الفعال باللغة العربية ‪ ,‬فأن ما يميز أول صيغتين هو‬ ‫أنك ل تستطيع فعل شيء إزاء الفعل الماضي ‪ ,‬فأن قلت ‪":‬حكم علي‬ ‫العراق "‪ ,‬فان هذا يعني بالدرجة الولى أنك ‪ ,‬كمتكلم ‪ ,‬تعيش زمنا ل يمت‬ ‫بصلة لزمن علي ‪ ,‬وأنه ل مجال لتقويم وتعديل نظام حكم علي طالما أن‬ ‫المتحدث وعلي نفسه ل يشتركان بنفس الفترة الزمنية من عمر موضوعة‬ ‫"أن عليا حكم العراق" ‪ ,‬وهذا يضعك ببساطة "خارج دائرة الموضوعه"‪.‬‬ ‫أما أن تقول " يحكم علي العراق"‪,‬بصيغة المضارع ‪ ,‬فهذا يعني أنك ‪,‬‬ ‫كمتكلم ‪ ,‬تنتمي إلى نفس الزمن الذي يحكم فيه علي أرض السواد ‪ ,‬وعندها‬ ‫نقول أنك تنتمي إلى" زمن الموضوعه" ‪ ,‬وبالتالي فلك كلمة يمكنك أن‬ ‫تقولها‪ ,‬أن تدلي بدلوك فيها كما يقال ‪ ,‬أن تؤيد أو تعترض‪ ,‬أن تنتقد حكما‬ ‫لعلي في مسألة ما ‪ ,‬أو أن تزكي ذاك الحكم ‪.‬‬ ‫وهناك مقالة منطقية أجنبية معروفة للمفكرين الغربيين‪ ,‬المقولة تقول‪:‬‬ ‫هل الحياة جديرة بأن تعاش؟ انه سؤال ينبغي‬ ‫توجيهه لجنين في بطن أمه ‪ ,‬ل إلى شخص‬ ‫بالغ!!‬ ‫! أو كذا باللغة الم‬

‫‪Is Life Worth Living? A Question To Be‬‬ ‫!!‪Directed To A Fetus , Not To An Adult‬‬ ‫ولو تأملت المقولة جيدا ‪ ,‬لدركت ما أقصد من كل ما دونته أعله ‪ ,‬أنت إن‬ ‫وجهت هكذا سؤال إلى شخص بالغ ‪ ,‬فما نفع أن تسأله وهو قد "خلق وقد‬ ‫ولد " أصل وحسم الموضوع الذي ل مجال للتراجع فيه؟؟ ‪ ,‬أي ل مجال‬ ‫للبالغ بالختيار‪ ,‬على خلف الجنين ‪ ,‬الشخص البالغ " ل ينتمي" إلى زمن‬ ‫الموضوعة‪ ,‬فيما الجنين غير المولود " ينتمي" إلى زمن الموضوعة‪.‬‬ ‫ولمن ل يألف مسألة الموضوعة هذه فدعوني أضرب له هذا المثل البسيط‬ ‫لمزيد من التوضيح‪ :‬أنا وأنت ننتمي لموضوعات مثل الغزو المريكي‬ ‫للعراق ‪ ,‬الغزو المريكي لفغانستان ‪ ,‬جنوح الحيتان على الشواطئ‬ ‫السترالية وغيرها‪ ,‬بالمقابل ‪ ,‬فإننا ل ننتمي إلى موضوعات مثل حادثة‬ ‫الفك ‪ ,‬الحروب الصليبية ‪ ,‬اكتشاف النار ‪ ,‬يوم ألقيامه‪... ,‬الخ‪ ,‬فنحن نقع‬ ‫داخل دائرة الزمان و‪ /‬أو المكان نفسها للموضوعة الولى ‪ ,‬فيما نقع خارج‬ ‫تلك الدائرة للموضوعات الثانية‪.‬‬ ‫وهذا يقودنا إلى نتيجة مفيدة ‪ ,‬أنك أصل غير مخول بمناقشة أمور عفا‬ ‫عليها الزمن ‪ ,‬إل بقدر استخراج العظة منها ‪ ,‬توخيا لتجنب الوقوع في نفس‬ ‫الخطاء ‪ ,‬ولتجاوز مراحل التطور الفكري والجتماعي والسياسي التي‬ ‫مرت سابقا ‪ ,‬بما يجعلنا نبدأ من حيث انتهى السابقون ‪ ,‬بدل من أن نبدأ من‬ ‫حيث بدءوا‪ ,‬لكن أن تناقش المور هذه معتبرا إياها كأنما هي دائرة الن‪,‬‬ ‫فهذا نقيض المنطق والعقل ‪.‬‬ ‫شيء آخر‪ ,‬كلمة " معصوم" ل ترد إل هكذا ‪ ,‬بصيغة " اسم المفعول "‪,‬‬ ‫مشتقة من الفعل المبني للمجهول‪ ,‬شأنها شأن صفات أخرى مثل " مقتول ‪,‬‬ ‫مسفوك ‪ ,‬محمود ‪ ,‬مأمول ‪ ,‬مصنوع ‪ ,"...... ,‬أي أن هناك من جعل‬ ‫الموصوف هكذا ‪ ,‬بخلف أسماء الفاعل من الصفات ‪ ,‬مثل " عاصم ‪ ,‬قاتل‬ ‫‪ ,‬رادع ‪ ,‬حامد ‪ ,‬شاكر‪ ,"......,‬ال تعالى هو الذي جعل المعصوم معصوما ‪,‬‬ ‫ل مجال للقول بخلف ذلك ‪ ,‬وعندما نتفق كلنا على أن ال تعالى هو الذي‬ ‫جعل المعصوم معصوما " إن كان هناك من شخص معصوم أصل " ‪,‬‬ ‫فمعنى ذلك أنه ل فضل كبير أو صغير للمعصومين بشيء ‪ ,‬فال تعالى‬ ‫جعلهم هكذا ‪ ,‬بزعم أتباع هذا المعتقد ‪ ,‬إذن فما فضل هؤلء المعصومين‬ ‫بالقياس إلى غير المعصومين ؟ إنها صفات تتفق مع الموروث الكسروي ‪,‬‬

‫ونظريات الحق الملكي ‪ ,‬والدم الزرق ‪ ,‬يؤمن بها كل داع للملكية‬ ‫والمبراطورية ‪ ,‬فيما هي من صنع مخيلت البشر!!‬ ‫والن لنتحرك نحو النتائج في أمثلة من الواقع الحي‬ ‫‪ .‬صاحبي كان يؤمن عمرا طويل أن التدخين ينقض الصوم ‪ ,‬وإذا بي أتفاجأ‬ ‫به ‪ ,‬في إحدى مواسم الصوم الرمضانية خلل التسعينيات السالفة ‪ ,‬وأنا أراه‬ ‫يدخن ويصر أمامي على أن ما يفعله ل يناقض الصوم!!! الموضوع بدر‬ ‫من أحد علماء الحوزة العلمية والدينية ممن يسمونهم " المقلدين"‪ ,‬أي من‬ ‫يحق لهم أن يجرفوا ورائهم تيارا من التباع ‪ ,‬ينسلخ من المعتقد العام ‪,‬‬ ‫بدعوى أن هذا المقلد معصوم ‪ ,‬أو بالحد الدنى ‪,‬عالم يعتد بعلمه و يتبع أحد‬ ‫المعصومين ‪ ,‬لذا فل مجال لمناقشة دعاواه ‪,‬وأن قلت له أن الئمة من أحفاد‬ ‫الرسول الكريم قد ماتوا منذ أمد بعيد ‪ ,‬قال لك أن هناك إماما غائبا‪ ,‬هو‬ ‫المام الثاني عشر ‪ ,‬وأن كل هؤلء اليات والحجج يلتقون بالمام الغائب‬ ‫في خلوات بجبل رضوى ل يعقلها العقل البشري الذي جبل على أن ينكر‬ ‫الخرافة وأشباهها‪ .‬وتتفاجأ بعد كل هذا عندما ترى فتوى تحليل التدخين‬ ‫أثناء الصوم تتلشى بعد أن عمرت موسما واحدا أو موسمين ‪ ,‬بعد بطلن‬ ‫أهليتها ‪ ,‬ويعود صاحبي المدخن إلى تحريم التدخين أثناء فترات الصيام ‪,‬‬ ‫وكأن شيئا لم يكن‪ ,‬وتتألم كيف أن العقل البشري لم يستفد من التجربة ‪ ,‬ول‬ ‫يكفر بالمعتقد الذي يتلعب بالنصوص ويتجرأ على أحكام ال ‪ ,‬فتمر‬ ‫الجريمة دون أدنى حساب أو عقاب ‪ ,‬ل بل من دون أي تقييم ومراجعه لما‬ ‫كان ولما جرى ‪ ,‬ل بل تعاود عملية " التجريب" على أحكام الدين في‬ ‫الموسم التالي ‪ ,‬وكأنما الشرع وأحكام العبادات مختبرهو حقل تجارب‬ ‫واختبارات !!‬ ‫العصمة ترمي ‪ ,‬ضمن جملة ما ترمي إليه ‪ ,‬إلى سحب الحاكمية من ال ‪,‬‬ ‫ومن كتاب ال ‪ ,‬وايداعها لبشر حذر القرآن والسنة النبوية المنقولة إلينا‬ ‫منهم ‪ ,‬لنهم( يحلون الحرام ويحرمون الحلل لتباعهم) ‪ ,‬فهذه كانت فحوى‬ ‫كلم الرسول الكريم مع عدي بن حاتم الطائي ‪ ,‬إنها بمثابة التفسير لما يقوله‬ ‫القرآن من أن النصارى واليهود اتخذوا أحبارهم ورهبانهم آلهة من دون‬ ‫ال‪ .‬وها أننا قد رأينا في مثال منفرد كما أوردت أعله ‪ ,‬كيف تلعب معمم‬ ‫واحد بعقول مليين ‪ ,‬لحظ أنه ل يجتهد و يفتي بشيء شديد الوطأة على‬ ‫نفس أتباعه ‪ ,‬انه ل يبتدع فتاوى تقلل من نوع الطعمة والشربة المتاحة‬ ‫لهم ‪ ,‬ول يقترح أنماطا من التصال الجسدي بين المتزوجين فيها تقنين و‬ ‫تحديد و حصر ‪ ,‬بل على العكس ‪ ,‬تأتي هذه الفتاوى والجتهادات لتفتح‬

‫البواب على مصراعيها أمام شهوات البطن والفرج ‪ ,‬لن هذا هو ما‬ ‫تأسست عليه عقيدة أحالة الحاكمية ل ‪ ,‬من ال تعالى إلى البشر‪ ,‬الخالق‬ ‫يشرع للبشرما هو حلل وما هو حرام ‪ ,‬فيأتي الطاغوت الرضي ليأخذ هذا‬ ‫المتياز و يطرح نفسه أمام الدهماء من المتبعين باعتباره المتنفس الوحيد‬ ‫أمامهم لتخفيف وطأة العبادات ‪ ,‬وهل يشتهي أي من أولئك الدهماء شيئا‬ ‫غير ذلك ‪ " ,‬ليسهل" عليهم أمور دينهم ودنياهم؟؟؟‬

More Documents from "Abu Al Haq"

April 2020 7
May 2020 6
May 2020 5
April 2020 8
April 2020 8
April 2020 8