Syarh Ushul Ats Tsalatsah (syaikh Shalih Al Fauzan).doc

  • Uploaded by: Annida Meliana
  • 0
  • 0
  • July 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Syarh Ushul Ats Tsalatsah (syaikh Shalih Al Fauzan).doc as PDF for free.

More details

  • Words: 65,065
  • Pages: 129
‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫فضيلة العلماة ماعالي الدكتور‬ ‫صالح بن فوزان الفوزان‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫‪1‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫مقدمة الشرح‬

‫الحمد ل رب العالمين والصلةا والسلما على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬ ‫فبين أيدينا هذه الرسالة ‪ -‬رسالة ثالثاة الصول ‪ -‬وهي رسالة جليلة مختصسرةا مؤيسدةا بالدألسة م ن كتساب اس وسسنة‬ ‫رسوله ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪. -‬‬ ‫وهذه الرسالة في أصل عظيم من أصول السلما وهو العقيدةا ‪ ،‬وكان العلماء يهتمون بهذه المختصرات يؤلفونها ‪،‬‬ ‫ويتعبون على اختصارها وتهذيبها ثام يحفظونها لطلبتهسسم ؛ لتبقسسى أصسسول عنسسدهم وذخيسسرةا عنسسدهم يسسستفيدون منهسسا‬ ‫ويفيدون منها ‪.‬‬ ‫والبداءةا بهذه المختصرات هي الساس لطلبة العلم ‪ ،‬فطالب العلسسم يبسسدأ بسالتعلم شسسيئا فشسسيئا يأخسسذ مسسن مبسادأئ العلسسم‬ ‫وأصوله ‪ ،‬ويتدرج فيه ‪.‬‬ ‫فهذه المختصرات طريق المطولت ‪ .‬ل يمكن أن تفهسم المطسولت إل بعسد فهسم المختصسرات والتسدرج منهسا شسيئئا‬ ‫ب نوببنما سكدنتسدم تنددسرسسونن ]آل‬ ‫فشيئئا ؛ ولهذا قالوا في معنى قوله تعالى ‪ :‬نولنبكدن سكوسنوا نربَبانبليينن ببنما سكدنتسدم تسنعللسمونن ادلبكنتا ن‬ ‫عمران ‪ [ 79 :‬إن الربانيين هم الذين يبدؤون بصغائر مسائل العلم قبل كباره ‪ ،‬يربون أنفسهم وطلبهم ابتسسداء مسسن‬ ‫المسائل الصغيرةا إلى المسائل الكبيرةا ‪ ،‬وهذا شيء طبيعي ؛ لن كل الشياء تبدأ من أصولها وأساسسساتها ثاسسم تكسسبر‬ ‫وتعظم بعد ذلك ‪.‬‬ ‫فأما الذي يهجم على العلم هجوما من أعله ‪ ،‬فهذا يتعب ول يحصسسل علسسى شسسيء ‪ ،‬بينمسسا السسذي يبسسدأ مسسن الصسسول‬ ‫ويتدرج هذا هو الذي ‪ -‬بإذن ا ‪ -‬يسير مع الطريق الصحيح والتجاه السليم ‪.‬‬ ‫ك نعبن ادلنبهلبَبة قسدل بهني نمنوابقي س‬ ‫س ادلببرِر ببأ ندن تنسسأدستوا ادلبسيسسسو ن‬ ‫ت بمسسدن ظسسهوبرهنسسا نولنبكسسبَن‬ ‫قال تعالى ‪ :‬يندسأ نسلونن ن‬ ‫س نوادلنحلج نولندي ن‬ ‫ت بللبَنا ب‬ ‫ادلبببَر نمبن اتبَنقى نودأستوا ادلبسسيو ن‬ ‫ت بمدن أندبنواببنها ] البقرةا ‪ [ 189 :‬هؤلء سألوا ع ن الهلسة ‪ ،‬لمساذا يبسدأ الهلل صسغيرا ثاسم‬ ‫يكبر ثام يكبر حتى يتكامل ثام يصغر حتى يعودأ هلل ؟ فعتب اسس عليهسسم ‪ ،‬ووجههسسم أن يسسسألوا عمسسا ينفعهسسم ‪ ،‬وأن‬ ‫يأتوا بيوت العلم من أبوابها ‪.‬‬ ‫أما السؤال عن الهلل وأحواله وصغره وكبره ‪ ،‬فهذا ل فائدةا لهم فيسسه ‪ ،‬بسسل الفائسسدةا هسسي أن يسسسألوا عمسسا يحتسساجون‬ ‫إليه ‪ ،‬وهو معرفة فوائد الهلة ولهذا قال ‪ :‬قسدل بهني نمنوابقي س‬ ‫س بين لهم فوائدها ‪ ،‬وهي أن ا جعلها مواقيت‬ ‫ت بللبَنا ب‬ ‫للناس يعرفون بها العبادأات والمعاملت والجال ‪ ،‬وغير ذلك ‪.‬‬ ‫فأرشدهم إلى فوائد الهلة ‪ ،‬ولم يجبهم عن سؤالهم عن حقيقة الهلة ‪ ،‬لنه ليس لهم في ذلك فائدةا وليوجههم إلى ما‬ ‫ينبغي أن يسألوا عنه ‪ ،‬وهو أبواب العلم ل ظهور العلم والمسائل الفضولية التي ل يحتسساجون إليهسسا ‪ ،‬وإن احتسساجوا‬ ‫إليها فهي حاجة قليلة ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫مقدمة المؤلف‬ ‫‪2‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫قال رحمه ا ‪ :‬بسم ا الرحمن الرحيم ] ‪[ 1‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 1‬ابتدأ رحمه ا هذه الرسالة بالبسملة اقتداء بكتساب اس ‪ -‬عسز وجسل ‪ ، -‬فسسإن أول مسا يقسسع عليسسه بصسرك فسسي‬ ‫المصحف وقبل كل سورةا منه " بسم ا الرحمن الرحيم " ‪.‬‬ ‫فالبداءةا بها في الرسائل وفي الكتب وفي المؤلفات اقتداء بكتاب ا ‪ -‬عز وجل ‪ ، -‬وكذلك النبي ‪ -‬صسسلى اسس عليسسه‬ ‫وسلم ‪ -‬كان يكتبها في أول رسائله حينما يكتب إلى المراء والرؤساء وإلسسى مسسن فسسي أقطسسار الرض يسسدعوهم إلسسى‬ ‫السلما يبدأ كتابته " ببسم ا الرحمن الرحيم " ‪.‬‬ ‫وكان ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪ -‬يفتتح أحادأيثه وكلمه " ببسم ا الرحمن الرحيم " مما يدل علسسى أن البسداءةا " ببسسسم‬ ‫ا الرحمن الرحيم " سنة الرسول ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪ ، -‬كما أن سليمان ‪ -‬عليه السلما ‪ -‬لمسسا كتسسب إلسى بلقيسس‬ ‫ملكة سبأ بدأ كتابه " ببسم ا الرحمن الرحيم " ‪ :‬نقالن د‬ ‫ب نكبريسمم إببَنسهس بمسدن سسسلندينمانن‬ ‫ي بكنتسا م‬ ‫ت نيا أنرِينها ادلنمنلس إبلني أسدلقبني إبلن بَ‬ ‫نوإبنبَهس ببدسبم بَ‬ ‫ي نودأستوبني سمدسلببمينن ] النمل ‪- 29 :‬سس ‪ [ 31‬ينبغسسي‬ ‫اب البَردحنمبن البَربحيبم سورةا النمل الية ‪ 31‬أنبَل تندعسلوا نعلن بَ‬ ‫البدء " ببسم ا الرحمن الرحيم " في كل أمر له أهمية وكل مؤلف له أهمية وله قيمة ‪ ،‬وكل رسالة ‪.‬‬ ‫وعلى هذا فالذين ل يبدءون مؤلفاتهم ورسائلهم " ببسم ا الرحمن الرحيم " هؤلء تركوا السسسنة النبويسسة والقتسسداء‬ ‫بكتاب ا ‪ -‬عز وجل ‪ ، -‬وربما بسبب ذلك أن كتبهم هذه ورسائلهم ليسسس فيهسسا بركسسة وليسسس فيهسسا فائسسدةا ؛ لنهسسا إذا‬ ‫خلت من " بسم ا الرحمن الرحيم " فإنها منزوعة الفائدةا ‪.‬‬ ‫لماذا تركوا " بسم ا الرحمن الرحيم " ؟ إنما تركوها لنها سسنة ‪ ،‬وهم ينفرون من السنة ‪ ،‬أو يقلدون من ينفر مسسن‬ ‫السنة ‪ ،‬فينبغي التنبه لمثل هذا ‪.‬‬ ‫فمعنى " بسم ا الرحمن الرحيم " ‪ :‬الستعانة باسم ا ‪.‬‬ ‫فقوله ‪ :‬بسم ا ‪ :‬جار ومجرور متعلق بمحذوف ‪ ،‬تقديره ‪ :‬أستعين بسم اس الرحمسن الرحيسم ‪ ،‬أو أبتسدئ ببسسم اس‬ ‫الرحمن الرحيم تبركا بها واستعانة بال ‪ -‬عز وجل ‪. -‬‬ ‫فهي مطلع عظيم للكلما وللكتب والرسائل ‪ ،‬فالنسان يستعين بال في بدايتها ويتبرك باسمه سبحانه وتعالى ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫الرسالة الولى‬ ‫‪3‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫المسائل الربع التي تضمنتها سورةا العصر‬ ‫العلم‬ ‫ا]‪[2‬‬ ‫ك س‬ ‫اعدلنسسم رحبنم ن‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [2‬قوله ‪ :‬اعلم ‪ :‬كلمة تشير إلى الهتماما بالموضوع فإذا قسال اعلسم ‪ :‬فمعنساه أن المسر السذي سسيلقيه عليسك أمسر‬ ‫مهم ‪ ،‬فهذه الكلمة تدل على أهمية الموضوع التي يبدأ بها فيه ‪.‬‬ ‫ومعنى اعلم ‪ :‬فعل أمر من العلم ‪ ،‬أي تعلم ‪ ،‬والعلم ‪ :‬هسو إدأراك الشسيء علسسى مسسا هسو عليسه فسي الواقسع أو تصسسور‬ ‫الشيء على طبق الواقع ‪.‬‬ ‫وإدأراك الشيء على خلف ما هو عليه في الواقع أو تصور الشيء على خلف الواقع فهو الجهل وهو ضد العلم ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬رحمك ا ‪ :‬هذا دأعاء لطالب العلم ‪ ،‬فالشيخ يدعو لطلبة العلم بأن يرحمهم ا ‪ ،‬وأن يلقسسي عليهسسم رحمتسسه ‪-‬‬ ‫سبحانه وتعالى ‪ -‬فهذا فيه التلطف من المعلم بالمتعلم ‪ ،‬وأنه يبدأ بالكلما الطيب والدعاء الصالح حتى يؤثار ذلك فيه‬ ‫‪ ،‬ويقبل على معلمه ‪.‬‬ ‫أما إذا بدأ المعلم بالكلما القاسي والكلما غير المناسب فإن هذا سينفره ‪ ،‬فالواجب على المعلم وعلى من يدعو إلى ا‬ ‫‪ ،‬وعلى من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر التلطف بمن يخاطبه بالسسدعاء والثنسساء عليسسه والكلما الليسسن فسسإن هسسذا‬ ‫أدأعى للقبول ‪.‬‬ ‫ب إببَل ببالبَبتي بهني أندحنسسسسن إببَل البَسسبذينن‬ ‫أما المعاند والمكابر فهذا له خطاب آخر قال ا سبحانه ‪ :‬نونل تسنجابدأسلوا أندهنل ادلبكنتا ب‬ ‫ظنلنسموا بمدنهسدم نوسقوسلوا آنمبَنا ببالبَبذي أسدنبزنل إبلنديننا نوأسدنبزنل إبلنديسكدم نوإبلنهسننا نوإبلنهسسكدم نوابحمد نونندحسن لنهس سمدسلبسمونن ] العنكبوت ‪. [ 46 :‬‬ ‫فالذين ظلموا من أهل الكتاب وعاندوا وكابروا هؤلء ل يخاطبون بالتي هي أحسن بل يخاطبون بما يردأعهم ‪ ،‬قال‬ ‫تعالى ‪ :‬نيا أنرِينها النبَببرِي نجابهبد ادلسكبَفانر نوادلسمننافببقينن نوادغلس د‬ ‫صسيسر ] التوب ة ‪، [ 73 :‬‬ ‫ظ نعلنديبهدم نونمسأدنواهسدم نجهنبَنسسم نوببدئس ن‬ ‫س ادلنم ب‬ ‫المنافقون ل يجاهدون بالسلحا ‪ ،‬وإنما يجاهدون بالحجسة والكلما والسردأ عليهسم بالغلظسة ردأعسا لهسم وتنفيسسرا للنسساس‬ ‫عنهم ‪ ،‬وقال تعالى فيهم ‪ :‬نوقسدل لنهسدم بفي أندنفسبسبهدم قندوئل بنبليئغا ] النساء ‪ ، [ 63 :‬هؤلء لهسسم خطسساب خسساص ؛ لنهسسم‬ ‫أهل عنادأ ومكابرةا ول يريدون الحق بل يريدون تضليل الناس فهؤلء يخاطبون بما يليق بهم ‪.‬‬ ‫أما الطالب المسترشد فهذا يخاطب بالرفق والرحمة واللطف ؛ لنه يريد الحق ويريد العلم والفائدةا ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬اعلم رحمك ا ‪ :‬دأعاء لك بالرحمة ‪ ،‬فإذا رحمك ا فإنك تكون سعيدا بها فسسي السسدنيا والخسسرةا ‪ .‬إذا دأخلسست‬ ‫في رحمة ا ‪ ،‬وهذا دأعاء ومن عالم جليل ورجل صالح يرجى له القبول إن شاء ا ‪.‬‬ ‫*********‬ ‫أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل ] ‪[ 3‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 3‬قوله ‪ :‬يجب ‪ :‬الواجب ‪ :‬هو ما يثاب فاعله ويعاقب تاركه ‪ ،‬والمسسستحب ‪ :‬هسسو مسسا‬ ‫يثاب فاعله ول يعاقب تاركه ‪ ،‬والمباح ‪ :‬ل ثاواب في فعله ول عقاب في تركه ‪.‬‬ ‫فقوله ‪ :‬يجب ‪ :‬يعني أن هذا المسر ليسس م ن المسستحب ‪ ،‬ول مسن المبساح بسل هسو م ن‬ ‫الواجب العيني ‪.‬‬ ‫فإذا تركنا تعلم هذه المسائل فإننا نأثام لن هسسذا شسسأن السسواجب ‪ ،‬لسسم يقسسل يسسستحب لنسسا أو‬ ‫يستحسن لنا بل قال يجب علينا وجوبسسا ‪ ،‬والوجسسوب معنسساه الحتسسم ‪ ،‬مسن تركسسه يسسأثام ‪ ،‬ولن‬ ‫العلم ل يحصل عليه إل بالتعلم ‪ ،‬والتعلم يحتاج إلى عناية وجهد ووقت ‪ ،‬ويحتسساج إلسسى فهسسم‬ ‫وإلى حضور قلب ‪ ،‬هذا هو التعلم ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬أربع ماسائل ‪ :‬يعني مباحث ‪ ،‬سإميت مسائل لنها يجب أن ييسأل عنها وأن ييعنى‬ ‫بها ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫*********‬ ‫الولى ‪ :‬العلم ] ‪[ 4‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 4‬قوله ‪ :‬العلم ‪ :‬المراد بالعلم هنا هو العلم الشرعي ؛ لنه هو الذي يجب تعلمسسه ‪،‬‬ ‫وهذه المسائل يجب تعلمها على كل مسلم من ذكر أو أنثى أو حر أو عبد أو غنسسي أو فقيسسر‬ ‫أو ملك أو صأعلوك ‪ ،‬كل مسلم يجب عليه أن يتعلم هذه المسائل الربع ‪.‬‬ ‫وهذا ما يسميه العلماء بالواجب العيني ‪ ،‬وهو الذي يجب علسى كسل أحسسد مسن المسسلمين ‪،‬‬ ‫فالصلوات الخمس على الرجال والنساء ‪ ،‬وصألة الجماعة في المساجد على الرجال هسسذا‬ ‫واجب على كل فرد من المسلمين أن يتعلمها ؛ ولذلك قال ‪ :‬يجب علينا ‪ ،‬ولم يقل ‪ :‬يجب‬ ‫على بعضنا ‪ ،‬وإنما قال ‪ :‬يجب علينا ‪ ،‬يعني معشر المسلمين ‪ ،‬فهذا من العلم السسذي يجسسب‬ ‫تعلمه على العيان ؛ لن العلم على قسمين ‪:‬‬ ‫الوأل ‪ :‬ما يجب تعلمه على العيان ‪ ،‬فل يعذر أحد بجهله وهو ما ل يستقيم السسدين إل بسسه ‪،‬‬ ‫مثل أركان السإلما الخمسة التي هي ‪ :‬الشهادتان ‪ ،‬وإقاما الصلة ‪ ،‬وإيتاء الزكسساة ‪ ،‬وصأسسوما‬ ‫رمضان ‪ ،‬وحج بيت الله الحراما ‪ ،‬ل يجوز لمسلم أن يجهلها بل ل بد أن يتعلمها ‪.‬‬ ‫لن تعلم معنى الشهادتين إنما هو تعلم العقيدة ‪ ،‬يتعلم المسلم العقيدة مسسن أجسسل العمسسل‬ ‫بها ‪ ،‬ويتعلم ما يضادها من أجل أن يتجنبه ‪ ،‬هذا مضمون الشسهادتين ‪ ،‬كسذلك يتعلسسم أركسسان‬ ‫الصلة وشروط الصلة ‪ ،‬وواجبات الصلة ‪ ،‬وسإنن الصلة ‪ ،‬يتعلم بالتفصسسيل هسسذه المسسور ‪،‬‬ ‫ليس مجرد أنه يصلي وهو ل يعرف أحكاما الصلة ‪ .‬كيف يعمل النسسان عمل وهسو ل يعلسم‬ ‫هذا العمل الذي يؤديه ؟ كيف يؤدي الصلة وهو جاهل بأحكامها ؟ فل بسسد أن يتعلسسم أحكسساما‬ ‫الصلة ‪ ،‬ومبطلت الصلة ‪ ،‬ل بد من تعلم هذا ‪.‬‬ ‫كذلك يتعلم أحكاما الزكاة ‪ ،‬ويتعلم أحكاما الصياما ‪ ،‬ويتعلم أحكاما الحج ‪ ،‬فسسإذا أراد أن يحسسج‬ ‫ب عليه تعلم أحكاما الحج وأحكاما العمرة ‪ ،‬من أجل أن يؤدي هذه العبادات على السسوجه‬ ‫ج ب‬ ‫وب ب‬ ‫المشروع ‪.‬‬ ‫وهذا القسم ل يعذر أحد بجهله ‪ ،‬وهو ما يسمى بالواجب العيني على كل مسلم ‪.‬‬ ‫القسم الثاني مان أقسام العلم ‪ :‬فهو ما زاد عن ذلسسك مسسن الحكسساما الشسسرعية السستي‬ ‫تحتاجها المة بمجموعها وقد ل يحتاجه كل أحد بعينه مثل أحكاما البيع وأحكاما المعاملت ‪،‬‬ ‫وأحكاما الوقاف والمواريث والوصأايا ‪ ،‬وأحكاما النكحة ‪ ،‬وأحكاما الجنايات ‪ ،‬هذه ل بد منها‬ ‫للمة ‪ ،‬لكن ل يجب علسسى كسسل فسسرد مسسن المسسة أن يتعلمهسسا بسسل إذا تعلمهسسا مسسن يحصسسل بسسه‬ ‫المقصود من العلماء كفى هذا ؛ ليقوموا بحاجة المسلمين من قضاء وإفتسساء وتعليسسم وغيسسر‬ ‫ذلك ‪ ،‬هذا يسمى واجب الكفاية الذي إذا قاما به من يكفي سإقط الثاسسم عسسن البسساقين ‪ ،‬وإذا‬ ‫تركه الجميع أثاموا جميعا ‪.‬‬ ‫ل بد للمة من أناس يتعلمون هذا القسم لنهم بحاجة إليه ؛ لكن ما يقال لكل واحد ‪ :‬يجب‬ ‫عليك أن تتفقه في هذه البواب ؛ لنه قد ل يتأتى هذا لكل أحسسد ‪ ،‬وإنمسسا يختسسص هسسذا بأهسسل‬ ‫ض المسسة قسساما بسسالواجب ‪ ،‬بخلف‬ ‫القدرة وأهل السإتطاعة من المة ‪ ،‬ولنه إذا تعلم هذا بع ي‬ ‫القسم الول فكل واحد مسؤول عنه في نفسه ‪ ،‬لنه ل يمكن أن يعمسسل هسسذه العمسسال إل‬ ‫عن علم ‪ ،‬ولهذا قال الشيخ ‪ :‬يجب علينا ‪ ،‬ولم يقل ‪ :‬يجب على المسلمين ‪ ،‬أو يجب علسسى‬ ‫بعضهم ‪ ،‬بل قال ‪ :‬يجب علينا ‪ ،‬أي على كل واحد منا وجوبا عينيا ‪.‬‬ ‫ولنعلم أيضا قبل الدخول في المسائل أن المراد بالعلم الذي يجب على المسسة إمسسا وجوبسسا‬ ‫عينيا أو كفائيا أنه العلم الشرعي الذي جاء به الرسإول ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪. -‬‬ ‫‪5‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫حبرف والحساب والرياضيات والهندسإة ‪ ،‬فهذا العلسسم‬ ‫أما العلم الدنيوي كعلم الصناعات وال ح‬ ‫مباح يباح تعلمه وقد يجب إذا احتاجت المة إليه ‪ ،‬يجب على من يسسستطيع لكسسن ليسسس هسسو‬ ‫العلم المقصود في القرآن والسنة والذي أثانى الله تعالى على أهله ومدحهم والسسذي قسسال‬ ‫فيه النبي ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ : -‬العلماء ورثاة النبياء ‪ 1‬المراد العلم الشرعي ‪.‬‬ ‫وأما العلم الدنيوي فمن جهله فل إثام عليه ‪ ،‬ومن تعلمه فهو مبسساح لسسه ‪ ،‬وإذا نفسع بسه المسسة‬ ‫فهو مأجور عليه ومثاب عليه ‪ ،‬ولو مات النسان وهو يجهل هذا العلم لم يؤاخذ عليسسه يسسوما‬ ‫القيامة لكن من مات وهو يجهل العلم الشرعي خصوصأا العلم الضروري فإنه يسسسأل عنسسه‬ ‫م تسأل ؟ الذي يقسسول إذا وضسسع فسسي قسسبره ‪ :‬ربسسي اللسسه‬ ‫م تتعلم ؟ لماذا ل ب م‬ ‫م لب م‬ ‫يوما القيامة ‪ ،‬ل ح ب‬ ‫صلت‬ ‫والسإلما ديني ونبيي محمد ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ -‬هذا ينجو ‪ ،‬يقال له ‪ :‬من أين ح ص‬ ‫هذا ؟ يقول ‪ :‬قرأت كتاب الله وتعلمته ‪.‬‬ ‫أما الذي أعرض عن ذلك فإنه إذا سإئل في قبره فإنه يقسسول ‪ :‬هسساه هسساه ل أدري ‪ ،‬سإسسمعت‬ ‫الناس يقولون شيئا فقلته ‪ ،‬فهذا يؤجج عليه قبره نارا ‪ -‬والعياذ بسسالله ‪ -‬ويضسسيق عليسسه فيسسه‬ ‫حتى تختلف أضلعه ‪ ،‬ويصبح في حفرة من حفر النار ؛ لنه ما درى ول تل فيقسسال لسسه ‪ :‬ل‬ ‫قت بد ح بأهل العلم ‪ ،‬وإنما هو ضائع في حياته ‪،‬‬ ‫دأريت ول تليت ] أو ل تلوت [ ‪ 2‬فهو لم يتعلم ولم ي ب م‬ ‫فهذا الذي يؤول إلى الشقاء والعياذ بالله ‪.‬‬ ‫فقوله ‪ :‬العلم ‪ :‬هذا هو العلم الشرعي المطلوب منا جماعة وأفرادا ‪ ،‬وهو معرفة اللسسه‬ ‫بأسإمائه وصأفاته ‪ ،‬ومعرفة حقه علينا وهو عبادته وحده ل شريك له ‪ ،‬فأو ي‬ ‫ل ما يجسسب علسسى‬ ‫ة ربه ‪ -‬عز وجل ‪ -‬وكيف يعبده ‪.‬‬ ‫العبد هو معرف ي‬ ‫********‬ ‫وهو معرفة ا ‪ ،‬ومعرفة نبيه ] ‪[ 5‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 5‬قوله ‪ :‬وهو معرفة ا ‪ :‬كيف يعرف العبد ربه ؟ يعرفه بآياته ومخلوقاته فمن آياته الليل والنهار ‪ ،‬ومن‬ ‫مخلوقاته الشمس والقمر ‪ ،‬كما يأتي بيان هذا إن شاء ا ‪.‬‬ ‫يعرف الله بآياته الكونية وآياته القرآنية ‪ .‬إذا قرأ القرآن ‪ ،‬عسسرف اللسسه ‪ -‬سإسسبحانه وتعسسالى ‪-‬‬ ‫أنه هو الذي خلق السماوات والرض ‪ ،‬وأنه هو السسذي سإسسخر مسسا فسسي السسسماوات والرض ‪،‬‬ ‫وأنه هو الذي يحيي ويميت وهو على كل شسسيء قسسدير ‪ ،‬وأنسسه الرحمسسن الرحيسسم ‪ .‬فسسالقرآن‬ ‫يعرف بالله ‪ -‬عز وجل ‪ ، -‬وأنه هو الذي أنعسسم علينسسا بجميسسع النعسسم ‪ ،‬وأنسسه هسسو السسذي خلقنسسا‬ ‫ورزقنا ‪ ،‬فإذا قرأت القرآن عرفت ربك ‪ -‬سإبحانه وتعالى ‪ -‬بأسإمائه وصأفاته وأفعاله ‪.‬‬ ‫وإذا نظرت في الكون عرفت ربك ‪ -‬سإسسبحانه وتعسسالى ‪ -‬أنسسه هسسو السسذي خلسسق هسسذا الخلسسق ‪،‬‬ ‫وسإخر هذا الكون وأجراه بحكمته وعلمه ‪ -‬سإبحانه وتعسسالى ‪ ، -‬هسذا هسو العلسسم بسالله ‪ -‬عسز‬ ‫وجل ‪. -‬‬ ‫قوله ‪ :‬وأماعرفة نبيه ‪ :‬هو محمد ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ -‬لنه هو المبلغ عن الله ‪ -‬عسسز‬ ‫وجل ‪ ، -‬وهو الواسإطة بيننا وبين الله ‪ -‬عز وجسسل ‪ -‬فسسي تبليسسغ الرسإسسالة ‪ ،‬ل بسسد أن تعرفسسه ‪،‬‬ ‫‪ ()1‬أخرجه البخاري تعلي ق‬ ‫علم قبل القول وأالعمل‪ ،‬بإثر الحديث )‪ ،(67‬وأأبو داوأوأد )‬ ‫علم‪ ،‬باب‪ :‬ال ع‬ ‫قا في كتاب ال ع‬ ‫‪ (3641‬وأابن مااجة )‪ ،(223‬وأالترماذي )‪ (2682‬مان حديث أبي الدرداء رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫مان حديث أنس رضي‬ ‫مان حديث أنس )‪ ،(1338‬وأأخرجه ماسلم ماختصقرا أي ق‬ ‫ضا ع‬ ‫‪()2‬أخرجه البخاري ماختصقرا ع‬ ‫الله عنه )‪ ،(2870‬وأأخرجه أبو داوأوأد مان حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الطويل )‪(4753‬‬

‫‪6‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫تعرف من هو ؟ وتعرف نسبه وتعرف بلده ‪ ،‬وتعرف ما جاء به ‪ -‬صألى الله عليه وسإسسلم ‪، -‬‬ ‫تعرف كيف بدأه الوحي ؟ وكيف قاما بالدعوة إلى الله ‪ -‬عسسز وجسسل ‪ -‬فسسي مكسسة والمدينسسة ‪،‬‬ ‫تعرف سإيرة الرسإول ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ -‬ولو باختصار ‪.‬‬ ‫الرسإول ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ -‬هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلسسب بسسن هاشسسم بسسن‬ ‫عبد مناف إلى آخر النسب النبوي الذي ينتهي إلى إبراهيم عليه الصلة والسلما ‪ ،‬وتعسسرف‬ ‫كيف عاش قبل البعثة ‪ ،‬وكيف جاء الوحي من الله ‪ -‬عز وجل ‪ ، -‬وماذا عمل ‪ -‬عليه الصلة‬ ‫والسلما ‪ -‬بعد بعثتسسه ‪ ،‬تعسسرف ذلسسك بدراسإسسة سإسسيرته ‪ -‬صأسسلى اللسسه عليسسه وسإسسلم ‪ -‬ول يليسسق‬ ‫بالمسلم أن يجهل الرسإول ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ -‬كيف تتبع شخصا وأنست ل تعرفسسه ؟ !‬ ‫هذا غير معقول ‪.‬‬ ‫********‬ ‫ومعرفة دأين السلما ] ‪[ 6‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 6‬قوله ‪ :‬ماعرفة دين السإلم ‪ :‬الذي هسو ديسسن هسذا الرسإسسول ‪ -‬صأسلى اللسه عليسه‬ ‫وسإلم ‪ -‬بل هو دين الله ‪ -‬عز وجسسل ‪ -‬السسذي أمسسر بسسه عبسساده ‪ ،‬والسسذي أمسسرك باتبسساعه وأنسست‬ ‫مطالب به ل بد أن تعرف هذا الدين والسإلما هو دين جميسسع الرسإسسل ‪ ،‬كسسل الرسإسسل دينهسسم‬ ‫السإلما بالمعنى العاما ‪ ،‬فكل من اتبع رسإول من الرسإل فهو مسلم لله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬منقاد‬ ‫له ‪ ،‬موحد له ‪ ،‬هذا السإلما بمعناه العاما ‪ ،‬إنه دين الرسإل جميعا ‪ ،‬فالسإلما هو السإتسسسلما‬ ‫لله بالتوحيد والنقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك وأهله ‪.‬‬ ‫أما السإلما بمعناه الخاص فهو الذي بعث الله به نبيه محمدا ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ -‬لنه‬ ‫بعد بعثة الرسإول ‪ -‬صألى اللسسه عليسسه وسإسسلم ‪ -‬ل ديسسن إل دينسسه ‪ -‬عليسسه الصسسلة والسسسلما ‪، -‬‬ ‫والسإلما انحصر في اتباعه ‪ -‬صألى الله عليسسه وسإسسلم ‪ -‬فل يمكسسن لليهسسودي أن يقسسول ‪ :‬أنسسا‬ ‫مسلم ‪ ،‬أو النصراني يقول ‪ :‬أنا مسلم ‪ ،‬بعد بعثة النبي ‪ -‬صألى اللسسه عليسسه وسإسسلم ‪ -‬وهسسو ل‬ ‫يتبعه ‪ ،‬فالسإلما بعد بعثة النبي هو اتباعه ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ -‬قال تعسسالى ‪ :‬قيسس م‬ ‫ن‬ ‫ل إح م‬ ‫ه ] آل عمران ‪ [ 31 :‬هذا هو السإلما بمعنسساه العسساما‬ ‫م تي ح‬ ‫ه بفات صب حيعوحني ي ي م‬ ‫حببو ب‬ ‫م الل ص ي‬ ‫حب حب مك ي ي‬ ‫ن الل ص ب‬ ‫ك ين مت ي م‬ ‫وبمعناه الخاص ‪.‬‬ ‫********‬ ‫بالدألسة ] ‪[ 7‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 7‬قوله ‪ :‬بالدألة ‪ :‬ل بالتقليد وإنما بالدألة من القرآن ومن السنة هذا هو العلم ‪.‬‬ ‫قال ابن القيم في الكافية الشافية ‪:‬‬ ‫العلـــم قــال اللــه قــال رســوله‬ ‫ما العلم نصبك للخلفا سفاهة‬

‫قـال الصحابـة هـم أولـو العرفـان‬ ‫بيــن النصــوص وبيـن رأي فلن‬

‫هذا هو العلم ‪ ،‬العلم هو علم الكتاب والسنة ‪ ،‬أما أقوال العلماء فهي تشرحا وتوضح فقط كلما ا وكلما رسوله ‪-‬‬ ‫صلى ا عليه وسلم ‪ -‬وقد يكون فيها أو في بعضهما خطأ ‪ ،‬والدألة ليست كلما العلماء إنما الدألة هي اليات‬ ‫القرآنية والحادأيث النبوية ‪ ،‬وأما كلما العلماء فهو شارحا وموضح ومبين لذلك ل أنه دأليل في نفسه ‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫هذه هي المسألة الولى وهي الساس ‪ ،‬بدأ بها الشيخ ‪ -‬رحمه ا ‪ -‬لنها هي الساس وإنما سيبدأ بالعقيدةا وبالساس‬ ‫بالتعلم والتعليم والدعوةا إلى ا ‪ -‬عز وجل ‪ ، -‬يبدأ بالعقيدةا لنها هي الصل وهي الساس ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫العمل بالعلم‬ ‫الثانية ‪ :‬العمل به ] ‪[ 8‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 8‬قوله ‪ :‬العمل به ‪ :‬أي بالعلم لنه ل يكفي أن النسان يعلم ويتعلم بل ل بد أن يعمل بعلمه ‪ ،‬فالعلم بدون عمل‬ ‫إنما هو حجة على النسان ‪ ،‬فل يكون العلم نافعا إل بالعمل ‪ ،‬أما من نعلبسسنم ولسسم يعمسسل فهسسذا مغضسسوب عليسه ؛ لنسسه‬ ‫عرف الحق وتركه على بصيرةا ‪.‬‬ ‫والناظم يقول ‪:‬‬ ‫وعــالم بعلمـه لـم يعملـن‬

‫معذب من قبل عبادأ الوثن‬

‫وهذا مذكور في الحديث الشريف ‪ :‬إن من أول من تسعر بهم النار يوما القيامة ‪ ،‬عالم لم يعمل بعلمه ‪ 3‬العلم‬ ‫مقرون بالعمل ‪ ،‬والعمل هو ثامرةا العلم ‪ ،‬فعلم بل عمل كشجرةا بل ثامر ‪ ،‬ل فائدةا فيها ‪ ،‬والعلم إنما أنزل من أجل‬ ‫العمل ‪.‬‬ ‫كما أن العمل بدون علم يكون وبال وضلل على صاحبه ‪ ،‬إذا كان النسان يعمل بدون علم فإن عمله وبال وتعسسب‬ ‫على صاحبه ‪ ،‬قال ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪: -‬‬

‫من عمل عمل ليس عليه أمرنا فهو ردأ ‪.4‬‬

‫عر بهم النار يوم‬ ‫‪ ()3‬أخرجه الترماذي )‪ (2382‬وأهو حديث طويل وأفيه ‪" :‬أوألئك الثلثة أوأل خلق الله تتس ع‬ ‫مان حديث أبي هريرة رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫القياماة" ع‬ ‫‪ ()4‬أخرجه البخاري تعلي ق‬ ‫قا قبل الحديث )‪ ،(7350‬وأماسلم )‪ (1718) (18‬مان حديث عائشة رضي الله عنها‪،‬‬ ‫وأأخرجه البخاري )‪ ،(2697‬وأماسلم )‪ (1718) (17‬عن عائشة رضي الله عنها‪ ،‬قالت‪ :‬قال رسإول الله ‪" : ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪. "           ‬‬

‫‪8‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫صنرا ن‬ ‫صنرا ن‬ ‫ط البَبذينن أندننعدم ن‬ ‫ب نعلنديبهدم‬ ‫ط ادلسمدستنبقينم‬ ‫ت نعلنديبهدم نغديبر ادلنمدغ س‬ ‫ولهذا نقرأ في الفاتحة في كل ركعة ادهبدننا ال ل‬ ‫ضو ب‬ ‫ب‬ ‫ضاللينن ] الفاتحسسة ‪ . [ 7-6 :‬فسسمى اس السسذين يعملسون بسدون علسسم الضسسالين ‪ ،‬والسسذين يعلمسون ول يعملسون‬ ‫نونل ال بَ‬ ‫بالمغضوب عليهم ‪ ،‬فلنتنبه لذلك فإنه مهم جدا ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫الدعوة إلى العلم‬ ‫الثالثة ‪ :‬الدعوةا إليه ] ‪[ 9‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 9‬قوله ‪ :‬الدعوة إليه ‪ ،‬أي ل يكفي أن يتعلم النسان ويعمل في نفسه ‪ ،‬ول يدعو إلى ا ‪ -‬عز وجل ‪ ، -‬بل ل‬ ‫بد أن يدعو غيره فيكون نافعا لنفسه ونافعا لغيره ‪ ،‬ولن هذا العلسسم أمانسسة ‪ ،‬ليسسس بملسسك لسسك تخسستزنه وتحسسرما النسساس‬ ‫منه ‪ ،‬والناس بحاجة إليه ‪ ،‬فالواجب عليك التبليغ والبيان ودأعوةا الناس إلى الخير ‪ ،‬هذا العلم السسذي حملسسك اسس إيسساه‬ ‫ليس وقفا عليك ؛ وإنما هو لك ولغيرك ‪ ،‬فل تحتكره على نفسك وتمنع الناس من النتفاع به ‪ ،‬بل ل بد مسسن تبليغسسه‬ ‫ول بد من بيانه للناس ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬نوإبدذ أننخنذ بَ‬ ‫س نونل تندكتسسمسسوننهس ] آل‬ ‫اسسس بميثنسسا ن‬ ‫ق البَسسبذينن سأوتسسسوا ادلبكتنسسا ن‬ ‫ب لنتسبنيلنسنبَسسهس بللنبَسسا ب‬ ‫عمران ‪. [ 187 :‬‬ ‫هذا ميثاق أخذه ا على العلماء أن يبينوا للناس ما علمهم ا مسسن أجسسل أن ينشسسروا الخيسسر ‪ ،‬ويخرجسسوا النسساس مسسن‬ ‫الظلمات إلى النور ‪ ،‬وهذا عمل الرسل ‪ -‬عليهم الصلةا والسلما ‪ -‬ومسسن اتبعهسسم ‪ ،‬قسسال تعسسالى ‪ :‬قسسسدل هنسسبذبه نسسسببيبلي‬ ‫صينرةةا أنننا نونمبن اتبَبننعبني نوسسسسدبنحانن بَ‬ ‫أنددأسعو إبنلى بَ‬ ‫ابسس نونمسسا أنننسسا بمسسنن ادلسمدشسسبربكينن ] يوسسسف ‪ [ 108 :‬هسسذه طريقسسة‬ ‫اب نعنلى بن ب‬ ‫الرسول ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪ -‬وطريقة أتباعه ‪ ،‬العلم والعمل والدعوةا إلى اسس ‪ -‬عسسز وجسسل ‪، -‬‬

‫فمسسن لسسم يسسدع‬

‫وهو قادأر على الدعوةا وعنده وكتمه ‪ ،‬فإنه يلجم بلجاما من نار يوما القيامة ‪ 5‬كما في الحديث ‪.‬‬ ‫مان حديث أبي هريرة رضي‬ ‫‪ ((5‬أخرجه أبو داوأوأد )‪،(3658‬‬ ‫وأالترماذي )‪ ،(2649‬وأابن مااجه )‪ (261‬ة)‪ (266‬ع‬ ‫‪‬‬ ‫الله عنه قال‪ :‬قال رسإول الله ‪   (   )   "               " : ‬‬ ‫‪                   " :     :      ‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪. "    ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪9‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫الصبر على الذأى فيه‬ ‫الرابعة ‪ :‬الصبر على الذى فيه ] ‪[ 10‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 10‬قوله ‪ :‬الصبر على الذأى فيه ‪ :‬معلوما أن من دأعا الناس وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر فإنه سيتعرض‬ ‫للذى من الشرار ؛ لن كثيرا من الناس ل يريدون الخير بل يريدون الشسسهوات والمحرمسات والهسواء الباطلسة ‪،‬‬ ‫فإذا جاء من يدعوهم إلى ا ويردأهم عن شهواتهم فل بد أن يكون منهم ردأ فعسسل بسسالقول أو بالفعسسل فسسالواجب علسسى‬ ‫من يدعو إلى ا ويريد وجه ا أن يصبر على الذى وأن يستمر في الدعوةا إلى اسس ‪ ،‬وقسسدوته فسسي ذلسسك الرسسسل ‪-‬‬ ‫عليهم الصلةا والسلما ‪ -‬وخيرتهم وخاتمهم محمد ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪. -‬‬ ‫ماذا لقي من الناس ؟ وكم لقي من الذى بالقول والفعل ؟ قالوا ‪ :‬ساحر وكذاب ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬مجنون ‪ ،‬وقسسالوا فيسسه مسسن‬ ‫القوال التي ذكرها ا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬في القرآن ‪ ،‬وتناولوه بالذى ‪ ،‬قذفوه بالحجارةا حتى أدأمسسوا عقبسسه ‪ -‬صسسلى اسس‬ ‫عليه وسلم ‪ -‬لما دأعاهم إلى ا ‪ -‬عز وجل ‪ ، -‬وألقوا سل جزور على ظهسسره وهسو سسساجد عنسسد الكعبسسة ‪ ،‬وتوعسسدوه‬ ‫بالقتل وهددأوه ‪ ،‬وفي غزوةا أحد جرى عليه وعلى أصحابه مسسا جسسرى ‪ ،‬عليسسه الصسسلةا والسسسلما ‪ ،‬كسسسروا ربسساعيته‬ ‫وشجوه في رأسه ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪ -‬وقع في حفرةا ‪ ،‬وهو نبي ا ‪ ،‬كل هسسذا أذى فسسي السسدعوةا إلسسى اسس ‪ -‬عسسز‬ ‫وجل ‪ -‬لكنه صبر وتحمل وهو أفضل الخلق ‪ -‬عليه الصلةا والسلما ‪ ، -‬فل بد للذي يقوما بهذه السسدعوةا أن يتعسسرض‬ ‫للذى على حسب إيمانه ودأعوته ؛ ولكن عليه أن يصبر ‪ ،‬ما دأاما أنه على حق فإنه يصبر ويتحمسسل فهسسو فسسي سسسبيل‬ ‫ا وما يناله من الذى فهو في كفة حسناته أجر من ا ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪. -‬‬ ‫********‬ ‫‪10‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫صدوا ببادلنح ل‬ ‫والدليل قوله تعالى ‪ :‬نوادلنع د‬ ‫ق‬ ‫صبر إببَن ا د بلدننسانن لنبفي سخدسةر إببَل البَبذينن آنمسنوا نونعبمسلوا ال بَ‬ ‫ت نوتننوا ن‬ ‫صالبنحا ب‬ ‫صدببر ] سورةا العصر [ ] ‪[ 11‬‬ ‫صدوا ببال بَ‬ ‫نوتننوا ن‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 11‬هذه المسائل الربع يجب أن تتعلمها بالتفصيل ‪ ،‬هل من دليل على ما قاله الشيخ‬ ‫؟ إن هذه المسائل الربع يجب علينا تعلمها ‪ ،‬وهو وعدنا أنه ل يقول شيئا إل بسسدليل ‪ ،‬فسسأين‬ ‫ن‬ ‫ن الصر ح‬ ‫صسسرح إ ح ص‬ ‫سسم ح الصلسهح الصر م‬ ‫الدليل ؟ قال ‪ :‬الدليل على ذلك قوله تعالى ‪ :‬ب ح م‬ ‫ح ب‬ ‫حيسم بوال معب م‬ ‫مس ح‬ ‫صب مرح إل‬ ‫في ي‬ ‫حا ح‬ ‫مينوا وبع ب ح‬ ‫سرر إ حصل ال ص ح‬ ‫ن لب ح‬ ‫وا حبال م ب‬ ‫صال ح ب‬ ‫سا ب‬ ‫خ م‬ ‫امل حن م ب‬ ‫نآ ب‬ ‫وا حبال ص‬ ‫وا ب‬ ‫وا ب‬ ‫ميلوا ال ص‬ ‫صأ م‬ ‫حقق وبت ب ب‬ ‫صأ م‬ ‫ت وبت ب ب‬ ‫ذي ب‬ ‫الذين آمنوا ‪ :‬هذه هي المسألة الوألى ‪ :‬العلم ‪ ،‬لن اليمان ل يكون إل بعلم وهو معرفة‬ ‫الله ‪ -‬عز وجل ‪ ، -‬ومعرفة نبيه ‪ ،‬ومعرفة دين السإلما بالدلة ‪.‬‬ ‫المسألة الثانية ‪ :‬وعملوا الصالحات ‪ ،‬هذا العمل بالعلم ‪.‬‬ ‫المسألة الثالثة ‪ :‬وتواصأوا بالحق ‪ ،‬فهذه الدعوة إلى العلم والعمل ‪.‬‬ ‫المسألة الرابعة ‪ :‬وتواصأوا بالصبر على الذى في سإبيل الدعوة إلى العلم والعمل ‪.‬‬ ‫فقوله سإبحانه ‪) :‬والعصر( ‪.‬‬ ‫الواو ‪ :‬واو القسم ‪ ،‬والعصر اسإم مقسسسم بسسه مجسسرور وعلمسسة جسسره الكسسسرة والمسسراد بسسه‬ ‫الوقت والزمان ‪.‬‬ ‫أقسم الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬بالزمان والوقت وهو مخلوق ‪ ،‬والله ‪ -‬جل وعل ‪ -‬يقسم بما شاء مسسن‬ ‫الخلق ‪ ،‬والمخلوق ل يقسم إل بالله ‪ ،‬والله ل يقسم إل بشيء له أهمية ‪ ،‬وفيه آية من آياته‬ ‫ سإبحانه وتعالى ‪ -‬فهذا الزمان فيه عبرة وله أهمية ‪ ،‬ولذلك أقسم الله بالعصر ‪ ،‬وبالليسسل‬‫إذا يغشى ‪ ،‬وأقسم بالضحى ‪.‬‬ ‫أما المخلوق فإنه ل يقسم إل بالله ‪ ،‬ول يجوز لنا أن نحلسسف بغيسسر اللسسه ‪ ،‬قسسال ‪ -‬صأسسلى اللسسه‬ ‫عليه وسإلم ‪ : -‬من حلف بغير ا فقد كفر أو أشرك ‪ ، 6‬وقال ‪ :‬من كان حالفا فليحلف بسسال أو ليصسسمت‬ ‫‪.7‬‬ ‫فالله يقسم بما شاء ول يقسم إل بما له أهمية وفيه عبرة ‪ ،‬ما هي العبرة في هذا الزمسسان‬ ‫؟ العبر عظيمة تعاقب الليل والنهار ‪ ،‬وتقارضهما ‪ ،‬هذا يأخذ من هذا ‪ ،‬وهذا يأخذ من هسسذا ‪،‬‬ ‫يطول هذا ‪ ،‬ويقصر هذا ‪ ،‬تعاقبهما على هذا النظاما العجيب الذي ل يتخلف ول يتغير ‪.‬‬ ‫هذا دليل على قدرة الله ‪ -‬سإبحانه وتعالى ‪ ، -‬ثام ما يجري في هسسذا السسوقت مسسن الحسسوادث‬ ‫والكوارث ومن المصائب ومن النعم ومن الخيرات ‪ ،‬ما يجسسري فسسي هسسذا السسوقت هسسذا مسسن‬ ‫ل الل صي مسس ب‬ ‫جعب ب‬ ‫ل‬ ‫العبر ‪ ،‬وكذلك فإن الليل والنهار مجال للعمل الصالح قال تعالى ‪ :‬وبهيوب ال ص ح‬ ‫ذي ب‬ ‫ب‬ ‫ة أي يتعاقبان يخلف هذا هذا ل حم ب‬ ‫ش ي‬ ‫ن ي بذ صك صبر أ بوم أ ببراد ب ي‬ ‫كوةرا ] الفرقسسان‬ ‫خل م ب‬ ‫ف ة‬ ‫بوالن صبهابر ح‬ ‫ن أبراد ب أ م‬ ‫ب م‬ ‫ب‬ ‫‪ [ 62 :‬وفي بعض القراءات ‪ :‬ل حم ب‬ ‫ن ي بذ صك صبر ‪.‬‬ ‫ن أبراد ب أ م‬ ‫ب م‬ ‫فالليل والنهار كسب عظيم لمن اسإتغلهما في طاعة الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬ومجسسال العمسسل هسسو‬ ‫الليل والنهار ‪ ،‬ما عندك غيسر الليسل والنهسار ‪ ،‬همسا مجسسال العمسل والكسسسب الطيسسب للسسدنيا‬ ‫والخرة ‪ ،‬في الليل والنهار عبر وفوائد لذلك أقسم الله بالعصر ‪.‬‬

‫‪ ((6‬أخرجه أبو داوأوأد )‪ ،(3251‬وأالترماذي )‪ (1535‬مان حديث ابن عمر رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((7‬أخرجه البخاري )‪ ،(6108‬وأماسلم )‪ (3) (1646‬مان حديث ابن عمر رضي الله عنه ‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫سرر النسان جميع بني آدما لسسم‬ ‫في ي‬ ‫ن لب ح‬ ‫سا ب‬ ‫ماا هو جواب القسم ؟ هو قوله ‪ :‬إ ح ص‬ ‫خ م‬ ‫ن امل حن م ب‬ ‫يستثن أحدا ل الملوك ول الرؤسإاء ‪ ،‬ول الغنياء ‪ ،‬ول الفقراء ‪ ،‬ول الحرار ‪ ،‬ول العبيسسد ‪ ،‬ول‬ ‫الذكور ول الناث ‪ .‬فس " أل " في النسان للسإسستغراق ‪ ،‬كسسل بنسسي آدما فسسي خسسسر ؛ أي فسسي‬ ‫خسارة وهلك إذا ضيعوا هذا الوقت الثمين ‪ ،‬واسإتعملوه في معصية الله ‪ ،‬وفيما يضرهم ‪.‬‬ ‫وهذا الوقت الذي هو رخيص عند كثير من الناس يطول عليهم السسوقت يملسسون ويقولسسون ‪:‬‬ ‫نريد قتل السسوقت ‪ ،‬يسأتون بالملهيسسات ‪ ،‬أو يسسافرون للخسارج لقضساء العطلسسة والسسوقت ‪ ،‬أو‬ ‫يضحكون ويمزحون لقطع الوقت ‪ ،‬فهؤلء الذين قطعوه وضيعوه سإيكون خسارة وندامسسة‬ ‫عليهم يوما القيامة ‪ ،‬وهو مصدر سإعادتهم لو حافظوا عليه ‪.‬‬ ‫فجميع بني آدما في خسسارة وهلك إل مسن اتصسسف بسأربع صأسسفات هسسي ‪ :‬العلسسم ‪ ،‬والعمسسل ‪،‬‬ ‫والدعوة إلى الله ‪ ،‬والصبر على الذى ‪.‬‬ ‫فمن اتصف بهذه الصفات الربع نجى من هذه الخسارة ‪.‬‬ ‫ول يمكن اليمان بالله إل بالعلم الذي هو معرفة الله‪.‬‬ ‫ت ‪ :‬أي عملوا العمال الصالحة من واجبسسات ومسسستحبات ‪ ،‬فاسإسستغلوا‬ ‫حا ح‬ ‫وبع ب ح‬ ‫صال ح ب‬ ‫ميلوا ال ص‬ ‫وقتهم بعمل الصالحات بما يفيدهم في دينهم ودنياهم‪ ،‬حتى العمسسل للسدنيا فيسه خيسر وفيسه‬ ‫أجر إذا قصد به السإتعانة على الطاعة ‪ ،‬فكيف بالعمل للخرة ‪ ،‬المهم أنك ل تضيع الوقت‬ ‫بل تستعمله في شيء يفيدك وينفعك ‪.‬‬ ‫حقق ‪ :‬أمروا بالمعروف ‪ ،‬ونهوا عن المنكر ‪ ،‬ودعوا إلسسى اللسسه ‪ -‬عسسز وجسسل ‪-‬‬ ‫وا حبال م ب‬ ‫وا ب‬ ‫صأ م‬ ‫وبت ب ب‬ ‫وعلموا العلم النافع ‪ ،‬ونشروا العلم والخير في الناس أصأبحوا دعاة إلسسى اللسسه ‪ -‬عسسز وجسسل‬ ‫‪.‬‬‫صب مرح ‪ :‬صأبروا على ما ينالهم ‪ ،‬والصبر في اللغة ‪ :‬الحبس ‪ ،‬والمراد به هنا ‪:‬‬ ‫وا حبال ص‬ ‫وا ب‬ ‫صأ م‬ ‫وبت ب ب‬ ‫حبس النفس على طاعة الله ‪ ،‬وأهو ثلثة أنواع ‪:‬‬ ‫الوأل ‪ :‬صأبر على طاعة الله ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬صأبر عن محارما الله ‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬صأبر على أقدار الله ‪.‬‬ ‫فالوأل ‪ :‬صأبر على طاعة الله ‪ ،‬لن النفس تريد الكسل وتريد الراحة ‪ ،‬فل بد أن يصبرها‬ ‫النسان على الطاعة وعلى الصلة وعلى الصياما وعلى الجهاد في سإسسبيل اللسسه وإن كسانت‬ ‫تكره هذه المور ‪ ،‬يصبرها ويحبسها على طاعة الله ‪.‬‬ ‫وأالثاني ‪ :‬صأبر على محارما الله ‪ ،‬النفس تريد المحرمات والشهوات ‪ ،‬تميل إليهسسا وتنسسزع‬ ‫إليها ‪ ،‬فل بد أن يربطها ويحبسسسها عسسن المحرمسسات ‪ ،‬وهسسذا يحتسساج إلسسى صأسسبر ‪ ،‬وليسسس مسسن‬ ‫السهل منع النفس عن الشهوات المحرمة ‪ ،‬من ليس عنده صأبر فإن نفسسسه تتغلسسب عليسسه‬ ‫وتجنح إلى المحرمات ‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬الصبر على أقدار الله المؤلمة ‪ :‬المصائب التي تصيب النسان من موت قريسسب‬ ‫‪ ،‬أو ضياع مال ‪ ،‬أو مرض يصيب النسان ‪ ،‬ل بد أن يصبر على قضسساء اللسسه وقسسدره ل يجسسزع‬ ‫ول يتسخط بل يحبس اللسان عن النياحة والتسخط ويحبس النفس عن الجزع ‪ ،‬ويحبسسس‬ ‫الجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب ‪ .‬هذا هو الصبر على المصائب ‪.‬‬ ‫أما المعائب فل يصبر عليها بل يتوب إلى الله وينفسسر منهسسا ؛ ولكسسن عنسسد المصسسائب السستي ل‬ ‫دخل لك فيها ‪ ،‬بل هي من الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬قدرها عليك ابتلء وامتحاةنا أو عقوبة لك علسسى‬

‫‪12‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫ب‬ ‫و ب‬ ‫فسسو‬ ‫م وبي بعم ي‬ ‫ت أميسس ح‬ ‫م ح‬ ‫م ح‬ ‫ما ك ب ب‬ ‫ديك ي م‬ ‫سب ب م‬ ‫صيب بةر فبب ح ب‬ ‫ن ي‬ ‫صأاب بك ي م‬ ‫ب ب‬ ‫ما أ ب‬ ‫م م‬

‫ذنوب فعلتها ‪ ،‬كما في قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ن ك بحثيرر ] الشورى ‪. [ 3 :‬‬ ‫عب م‬ ‫فسإذا حصسسلت للمسسلم مصسيبة فسي نفسسسه أو مساله أو ولسسده أو قريبسه أو أحسد إخسسوانه مسن‬ ‫المسلمين فعليه بالصبر والحتساب قال تعالى ‪ :‬ال صذين إ ب ب‬ ‫صيب ب ة‬ ‫ة بقايلوا إ حصنا ل حصلسسهح‬ ‫م ح‬ ‫م ي‬ ‫صأاب بت مهي م‬ ‫ذا أ ب‬ ‫ح ب ح‬ ‫ة وبيأول بئ ح ب‬ ‫ن يأول بئ ح ب‬ ‫ن ] البقرة ‪:‬‬ ‫م ة‬ ‫ت ح‬ ‫دو ب‬ ‫مهمت ب ي‬ ‫م وببر م‬ ‫جيعو ب‬ ‫م ال م ي‬ ‫ك هي ي‬ ‫ح ب‬ ‫ن برب قهح م‬ ‫وا ة‬ ‫ك ع بل بي مهح م‬ ‫وبإ حصنا إ حل بي مهح برا ح‬ ‫م ب‬ ‫م م‬ ‫صأل ب ب‬ ‫‪ [ 157 ، 156‬هذا هو الصبر ‪ ،‬ومن ذلك الصبر على الذى في الدعوة إلى الله ‪ -‬عز وجل‬ ‫ فإن هذا من المصائب فعليك أن تصبر على مسسا تلقسسى مسسن الذى فسسي سإسسبيل الخيسسر ‪ ،‬ول‬‫تنثني عن فعل الخير ؛ لن بعض الناس يريد فعل الخير لكن إذا واجهه شيء يكرهه قسسال ‪:‬‬ ‫مسسا ‪،‬‬ ‫ليس من الواجب علي أن أدخل نفسي في هذه المور ‪ ،‬ثام يترك التعليم إن كسسان معل ة‬ ‫يترك الدعوة إلى الله ‪ ،‬يترك الخطابسسة إن كسان خطيسب مسسجد ‪ ،‬يسسترك إمامسسة المسسسجد ‪،‬‬ ‫يترك المر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪ ،‬هذا لم يصبر على ما ناله من الذى ‪.‬‬ ‫وإذا كنت مخطةئا عليك بالرجوع إلى الحق والصواب ‪ ،‬أما إن كنت علسسى حسسق ولسسم تخطسسئ‬ ‫فعليك بالصبر والحتساب واسإتشعر أن هذا في سإبيل الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬وأنك مأجور عليسسه‬ ‫‪ ،‬وتذكر ما حصل للنبياء ‪ -‬عليهم الصلة والسلما ‪ -‬من الذى وكيف صأسسبروا وجاهسسدوا فسسي‬ ‫سإبيل الله حتى نصرهم الله ‪ -‬عز وجل ‪. -‬‬ ‫********‬ ‫قال الشافعي رحمه ا ‪ :‬لو ما أنزل ا حجة على خلقه إل هذه السورةا لكفتهم ] ‪[ 12‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 12‬قوله ‪ :‬الشافعي ‪ :‬هو الماما محمد بن إدريس الشافعي نسبة إلى جده الرابع‬ ‫اسإمه شافع ‪ ،‬وهو من قريش ‪ ،‬من بني المطلب ‪ ،‬توفي سإسسنة ‪204‬هسسس ‪ ،‬وهسسو أحسسد الئمسسة‬ ‫الربعة ‪ ،‬وقال هذه المقالة ؛ لن اللسسه بيسسن فسسي هسسذه السسسورة أسإسسباب الشسسقاوة وأسإسسباب‬ ‫السعادة ‪.‬‬ ‫فأسإباب السعادة ‪ :‬أن يتصف النسان بهذه الصفات الربع ‪ :‬العلسسم ‪ ،‬والعمسسل ‪ ،‬والسسدعوة ‪،‬‬ ‫والصبر على الذى في سإبيل الله تعالى ‪ ،‬فقامت الحجة من الله على خلقه بهذه السسسورة‬ ‫‪ ،‬إن الله سإبحانه يقول لهم أني قد بينت لكم أسإباب السعادة في هسسذه السسسورة القصسسيرة‬ ‫المختصرة ‪.‬‬ ‫والقرآن كله والسنة هما تفاصأيل لهذه المسائل الربع ‪ ،‬لكن هسسذه السسسورة بينسست أسإسسباب‬ ‫صسسبلة‬ ‫السعادة مجملة ‪ ،‬فقامت بها الحجة على الخلق ‪ ،‬وبقية نصسسوص القسسرآن والسسسنة مف ق‬ ‫ومبينة لهذه المسائل الربع ‪ ،‬وليس معنى كلما الشافعي أن هذه السورة تكفسسي النسساس ‪،‬‬ ‫لو ما أنزل الله غيرها ؛ لكنهسا أقسامت الحجسسة عليهسسم لن اللسسه بيسسن فيهسسا أسإسباب السسعادة‬ ‫وأسإباب الشقاوة ‪ ،‬فل أحد يوما القيامة يقسسول ‪ :‬أنسسا ل أعسسرف أسإسسباب السسعادة ول أعسرف‬ ‫أسإباب الشقاوة وهو يقرأ هذه السورة المختصرة الوجيزة ‪.‬‬ ‫********‬ ‫وقال البخاري رحمه ا تعالى ‪ :‬باب العلم قبل القول والعمل ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫بفاع مل ب ب‬ ‫فمر حلسذ بن مب ح ب‬ ‫ن ] محمسد ‪ [ 19 :‬فبسسدأ‬ ‫والدليل ‪:‬‬ ‫مسؤ م ح‬ ‫سإست بغم ح‬ ‫ه بوا م‬ ‫ك وبل حل م ي‬ ‫ه إ حصل الل صسس ي‬ ‫ه بل إ حل بسس ب‬ ‫م أن ص ي‬ ‫م‬ ‫محني ب‬ ‫بالعلم قبل القول والعمل ] ‪[13‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 13‬البخاري ‪ :‬هو الماما محمد بن إسإماعيل بن إبراهيم البخاري ‪ ،‬نسبة إلى بخارى‬ ‫بلدة في المشرق ‪ ،‬إماما أهل الحديث وجبل الحفظ ‪ -‬رحمه الله ‪ ، -‬صأاحب الصحيح السسذي‬ ‫هو أصأح الكتب بعد كتاب الله ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬العلم قبل القول والعمل ؛ لن العمل ل ينفع إل إذا كان مبنيا على علم ‪ ،‬أما العمسسل‬ ‫المبني على جهل فإنه ل ينفع صأاحبه بل يكون وباةل وضسلةل عليسه يسوما القيامسة ‪ ،‬فل بسد أن‬ ‫يقدما تعلم العلم قبل العمل ‪.‬‬ ‫بفاع مل ب ب‬ ‫فمر‬ ‫قوله ‪ :‬والدليل ‪ :‬أي على هذه الترجمة قوله تعالى ‪:‬‬ ‫سإسست بغم ح‬ ‫ه بوا م‬ ‫ه إ حصل الل صسس ي‬ ‫ه بل إ حل بسس ب‬ ‫م أن ص ي‬ ‫م‬

‫ل حذ بن مب ح ب‬ ‫فمر هذا هو العمل فبدأ سإبحانه بالعلم قبل‬ ‫ك حيث بدأ بالعلم وقوله تعالى ‪:‬‬ ‫سإت بغم ح‬ ‫بوا م‬ ‫العمل ؛ لن العمل إذا كان على جهل فإنه ل ينفع صأسساحبه ‪ ،‬فيبسسدأ النسسسان بسسالعلم أوةل ثاسسم‬ ‫يعمل بما علمه ‪ ،‬هذا هو السإاس ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫‪14‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫الرسالة الثانية‬ ‫ثلثا مسائل يجب على المسلم تعلمها والعمل بها‬ ‫اعلم رحمك ا ] ‪[ 1‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 1‬قوله ‪ :‬اعلم ‪ :‬هذه الكلمة قلنا فيما سبق أنها كلمة يؤتى بها للهتماما بما بعدها ومعناها ‪ :‬تعلم وافهم وتيقن ‪.‬‬ ‫ضا كما سبق في أن المعلم ينبغي أن يتلطف مسسع المتعلسسم ‪ ،‬وأن‬ ‫قوله ‪ :‬رحمك ا ‪ :‬هذا دأعاء لك بالرحمة ‪ ،‬وهذا أي ئ‬ ‫يدعو له ويرغبه فإن هذا من أعظم وسائل التعليم ‪ ،‬ول ينبغي له أن يقابسسل المتعلسسم بالقسسسوةا والشسسدةا والغلظسسة ؛ لن‬ ‫ضا يدل على النصح من الشيخ ‪ -‬رحمه ا ‪ ، -‬وأنه يريد النصيحة والمنفعة والتوجيه‬ ‫هذا ينفر عن العلم ‪ ،‬ثام هذا أي ئ‬ ‫السديد ‪.‬‬ ‫********‬ ‫أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثالثا هذه المسائل والعمل بهن ] ‪[ 2‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫] ‪ [ 2‬قوله ‪ :‬أنه يجب ‪ :‬الوجوب معروف عند الصأوليين والواجب هو الشيء السسذي ل‬ ‫بد منه ‪ ،‬وقد عرفه الصأوليون بأنه ما يثسساب فسساعله ويعسساقب تسساركه ‪ ،‬وأصأسسل الوجسسوب فسسي‬ ‫بفسإ ح ب‬ ‫ذا‬ ‫اللغة ‪ :‬الثبوت والسإتقرار يقال ‪ :‬وجب كذا أي ثابت واسإتقر قال تعالى في البدن ‪:‬‬ ‫ب‬ ‫مسسوا‬ ‫جينوب يبها أي سإقطت على الرض واسإتقرت ميتة بعد ذكائها فبك ييلوا ح‬ ‫ت ي‬ ‫وب ب‬ ‫من مهبسسا وبأط معح ي‬ ‫جب ب م‬ ‫] الحج ‪. [ 36 :‬‬ ‫فقوله ‪ :‬يجب ‪ ،‬علينا يدل على أن المر ليس من بسساب السإسستحباب ‪ ،‬مسسن شسساء فعسسل ومسن‬ ‫شاء ترك ‪ ،‬بل المر من باب اللزاما من الله ‪ -‬سإسبحانه وتعسالى ‪ -‬ليسس هسذا اليجساب مسن‬ ‫قبل الشيخ ‪ ،‬وإنما هو من قبل الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬فيما أنزل في الكتسساب والسسسنة مسن إلسسزاما‬ ‫العباد بهذه المسائل ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬يجب على كل ماسلم وأماسلمة ‪ :‬أي يجب على كل ذكر وأنثى من المسسسلمين‬ ‫دا أو ذكسوةرا أو إناثا ةسسا ‪ ،‬لن المسرأة تشسارك الرجسسل فسي كسثير مسن‬ ‫سإواء كانوا أحراةرا أو عبيسس ة‬ ‫الواجبات إل ما خصه الدليل بالرجال ‪ ،‬فإنه يختص بهسسم مثسسل وجسسوب صأسسلة الجماعسسة فسسي‬ ‫المساجد ‪ ،‬وصألة الجمعة ومثل زيسسارة القبسسور فإنهسسا خاصأسسة بالرجسسال ‪ ،‬ومثسسل الجهسساد فسسي‬ ‫سإبيل الله فإنه خاص بالرجال ‪.‬‬ ‫فما دل الدليل علسسى اختصاصأسسه بالرجسسال فسسإنه يختسسص بهسسم ‪ ،‬وإل فسسإن الصأسسل أن الرجسسال‬ ‫والنساء سإواء في الواجبات وتجنب المحرمات وسإائر التكاليف ‪ ،‬ومن ذلك أن تعلم العلم‬ ‫واجب على الرجال والنساء لنه ل يمكن عبادة الله ‪ -‬جل وعل ‪ -‬التي خلقنسسا مسسن أجلهسسا إل‬ ‫‪15‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫بتعلم العلم الذي نعرف به عبادة ربنا ‪ ،‬فهذا واجب على الرجال والنساء أن يتعلمسسوا أمسسور‬ ‫دينهم ل سإيما أمور العقيدة ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬ثلثا ماسائل ‪ :‬التعلم هنا معناه ‪ :‬التلقي عن العلماء والحفظ والفهم والدراك ‪،‬‬ ‫هذا هو التعلم ‪ ،‬ليس المراد مجرد قراءة أو مطالعة حرة كما يسمونها هذا ليس تعلما إنما‬ ‫مسا ‪ ،‬هسذا هسو التعلسم‬ ‫التعلم هو ‪ :‬التلقي عن أهل العلم مع حفظ ذلسك وفهمسه وإدراكسه تما ة‬ ‫الصحيح ‪ ،‬أما مجرد القراءة والمطالعة فإنها ل تكفي في التعلم وإن كانت مطلوبة ‪ ،‬وفيها‬ ‫فائدة لكنها ل تكفي ‪ ،‬ول يكفي القتصار عليها ‪.‬‬ ‫ول يجوز التتلمذ على الكتب كما هو الواقع في هذا الوقت ‪ ،‬لن التتلمذ على الكتب خطير‬ ‫جدا يحصل منه مفاسإد وتعالم أضر من الجهل ‪ ،‬لن الجاهل يعرف أنه جاهسسل ويقسسف عنسسد‬ ‫حده ‪ ،‬لكن المتعالم يرى أنه عالم فيحل ما حرما الله ‪ ،‬ويحرما ما أحل الله ‪ ،‬ويتكلم ويقول‬ ‫على الله بل علم فالمسألة خطيرة جدا ‪.‬‬ ‫فالعلم ل يؤخذ من الكتب مباشرة إنما الكتب وسإائل ‪ ،‬أما حقيقسسة العلسسم فإنهسسا تؤخسسذ عسسن‬ ‫العلماء جيةل بعد جيل والكتب إنما هي وسإائل لطلب العلم ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫ابليممان ببأ مان ا‬ ‫ا مخلممقنا مومرمزقممنا وملم يمتترركُمنا مهمملل‬

‫الولى ‪ :‬أن ا خلقنا ورزقنا ولم يتركنا همل ] ‪[ 3‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 3‬قوله ‪ :‬الولى ‪ :‬أن ا خلقنا ‪ :‬أي أوجدنا من العدما فنحن من قبل أن يخلقنا لم نكن شيئئا ‪ ،‬كما قال تعالى ‪:‬‬ ‫ك‬ ‫ك نقانل نررِب ن‬ ‫هندل أننتى نعنلى ا د بلدننسابن بحيمن بمنن البَددهبر لندم ينسكدن نشديئئا نمدذسكوئرا ] النسان ‪ ، [ 1 :‬وقال سبحانه ‪ :‬نقانل نكنذلب ن‬ ‫ك بمدن قندبسل نولندم تن س‬ ‫ك نشديئئا ] مريم ‪ [ 9 :‬كان النسان قبل أن يخلق ليس بشيء ‪ ،‬والذي أوجده‬ ‫ي هنيلمن نوقندد نخلندقتس ن‬ ‫هسنو نعلن بَ‬ ‫وخلقه هو ا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬قال تعالى ‪ :‬أندما سخلبسقوا بمدن نغديبر نشديةء أندما هسسم ادلنخالبسقونن ]الطور‪. [35 :‬‬ ‫قوله ‪ :‬ورزقنا ‪ :‬لما كنا نحتاج إلى الرزق إلى الطعاما والشراب والملبس والمساكن والمراكسسب والمصسسالح ‪ ،‬علسسم‬ ‫سبحانه حاجتنا سخر لنا ما في السماوات والرض كله لمصسسالحنا مسسن أجسسل بقائنسسا علسسى قيسسد الحيسساةا ومسسن أجسسل أن‬ ‫نستعين بذلك على ما خلقنا لجله ‪ ،‬وهو عبادأةا ا ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪. -‬‬ ‫قوله ‪ :‬ولم يتركُنا هملل ‪ :‬الهمل ‪ :‬هو الشيء المهمل المتروك الذي ل سيعبأ به فال خلقنا ورزقنا لحكمسسة ‪ ،‬مسسا خلقنسسا‬ ‫عبثا ول سدى قال تعالى ‪ :‬أنفننحبسدبتسدم أننبَنما نخلندقنناسكدم نعبنئثا نوأننبَسكدم إبلنديننا نل تسدرنجسعونن ] المؤمنون ‪. [ 115 :‬‬ ‫ك نس د‬ ‫ك سسئدى أنلندم ينسس س‬ ‫ق فننسسسبَوى‬ ‫وقال سبحانه ‪ :‬أنيندحنس س‬ ‫طفنسسةئ بمسسدن نمنبسسيي يسدمننسسى ثاسسسبَم نكسسانن نعلنقنسسةئ فننخلنسس ن‬ ‫ب ا د بلدننساسن أندن يسدتنر ن‬ ‫]القيامة ‪. [ 38 - 36 :‬‬ ‫ك ن‬ ‫ظرِن البَبذينن نكفنسروا فننوديمل لبلبَبذينن نكفنسروا بمسسنن النبَسسابر ] ص ‪:‬‬ ‫ض نونما بنديننهسنما نبابطئل نذلب ن‬ ‫وقال ‪ :‬نونما نخلندقننا البَسنمانء نوادلندر ن‬ ‫‪. [ 27‬‬ ‫ا إنما خلقنا وخلق لنا هذه الرزاق والمكانيات لحكمة عظيمة وغاية جليلسسة وهسسي أن نعبسسده ‪ -‬سسسبحانه وتعسسالى ‪-‬‬ ‫ولم يخلقنا كالبهائم التي خلقت لمصالح العبادأ ثام تموت وتذهب ؛ لنها ليسسست مكلفسسة ول مسسأمورةا ول منهيسسة ‪ ،‬إنمسسا‬ ‫خلقنا لعبادأته كما قال تعسالى ‪ :‬نونمسا نخلندقس س‬ ‫ق نونمسا أسبريسسد أندن‬ ‫ت ادلبجسبَن نوا د بلدنس ن‬ ‫س إببَل لبيندعسبسسدوبن نمسا أسبريسسد بمدنسهسدم بمسدن بردز ة‬ ‫يس د‬ ‫طبعسموبن إببَن بَ‬ ‫ان هسنو البَربَزا س‬ ‫ق سذو ادلقسبَوبةا ادلنمبتيسن ] الذريات ‪ [ 58 - 56 :‬ولم يخلقنسا لهسذه الحيساةا السدنيا فقسط نعيسش‬ ‫فيها ‪ ،‬ونسرحا ونمرحا ونأكل ونشرب ونتوسع فيها ‪ ،‬وليس بعدها شيء ‪ ،‬وإنما الحياةا مزرعة وسوق للدار الخسسرةا‬ ‫نتزودأ فيها بالعمال الصالحة ‪ ،‬ثام نموت وننتقل منها ثام نبعث ثام نحاسب ونجازى بأعمالنا ‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫هسذه هسي الغايسة مسن خلسق الجسن والنسس ‪ ،‬والسدليل علسى ذلسك آيسات كسثيرةا تسدل علسى البعسث والنشسور والجسزاء‬ ‫والحساب ‪ ،‬والعقل يدل على هذا ‪ ،‬فإنه ل يليق بحكمة ا ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬أن يخلسسق هسسذا الخلسسق العجيسسب ‪ ،‬وأن‬ ‫يسخر هذا الكون لبني آدأما ثاسسم يسستركهم يموتسسون ويسسذهبون بسسدون نتيجسسة ‪ ،‬هسسذا عبسسث ‪ ،‬فل بسسد أن تظهسسر نتائسسج هسسذه‬ ‫العمال في الدار الخرةا ‪.‬‬ ‫ولهذا قد يكون من الناس من يفني عمره في عبادأةا ا وفي طاعته ‪ ،‬وهو في فقر وفي حاجة ‪ ،‬وقسسد يكسسون مظلوئمسسا‬ ‫مضغو ئ‬ ‫طا عليه ومضيئقا عليه ول ينال شيئئا من جزاء عمله في هذه الدنيا ‪ ،‬وعلسسى العكسسس يكسسون مسسن النسساس كسسافر‬ ‫ملحد شرير يسرحا ويمرحا في هذه الحياةا ‪ ،‬ويتنعم ويعطى ما يشتهي ويرتكب ما حرما ا ‪ ،‬ويظلسسم العبسسادأ ويعتسسدي‬ ‫عليهم ويأكل أموالهم ‪ ،‬ويقتل بغير حق ‪ ،‬ويتسلط ويتجبر ثام يموت على حاله ‪ ،‬ما أصابه شيء مسسن العقوبسسة ‪ ،‬هسسل‬ ‫يليق بعدل ا ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬وحكمته أن يترك هذا المطيع بدون جزاء ‪ ،‬وأن يترك هذا الكافر بدون مجسسازاةا ‪،‬‬ ‫هذا ل يليق بعدله ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬ولذلك جعل دأائرا أخرى يجازى فيهسسا المحسسسن بإحسسسانه والمسسسيء بإسسساءته ‪،‬‬ ‫فتظهر فيها ثامرات العمال ‪.‬‬ ‫ئ‬ ‫فالدنيا دأار عمل ‪ ،‬وأما الخرةا فهي دأار جزاء إما جنة وإما نار ‪ ،‬ولم يتركنا همل كما يظن الملحدةا والسسدهريون ‪،‬‬ ‫قال تعالى ‪ :‬نونقاسلوا نما بهني إببَل نحنياتسننا الرِددننيا ننسمو س‬ ‫ك بمسسدن بعدلسسةم إبدن هسسسدم إببَل‬ ‫ت نونندحنيا نونما يسدهلبسكننسسا إببَل السسبَددهسر نونمسسا لنهسسسدم ببسسنذلب ن‬ ‫ينظسرِنونن ] الجاثاسية ‪ [ 24 :‬هذه مقالة الملحدةا الذين ل يؤمنون بالبعث والنشور ‪.‬‬ ‫ف تندحسكسمسسونن ] القلسسم ‪، 35 :‬‬ ‫وقد أنكر ا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬عليهم فقال ‪ :‬أنفننندجنعسل ادلسمدسلببمينن نكادلسمدجبربمينن نما لنسكدم نكدي ن‬ ‫ت نسسسنوائء نمدحينسساهسدم‬ ‫ت أندن نندجنعلنهسدم نكالبَبذينن آنمسنوا نونعبمسلوا ال بَ‬ ‫‪ [ 36‬وقال تعالى ‪ :‬أندما نحبس ن‬ ‫صسسالبنحا ب‬ ‫ب البَبذينن ادجتننرسحوا البَسيلنئا ب‬ ‫نونمنماتسهسدم نسانء نما يندحسكسمونن ] الجاثاسية ‪. [ 21 :‬‬ ‫ض أندما نندجنعسسسل ادلسمتبَقبيسسنن نكادلفسبَجسسابر ]ص‪:‬‬ ‫وقال تعالى ‪ :‬أندما نندجنعسل البَبذينن آنمسنوا نونعبمسلوا ال بَ‬ ‫صالبنحا ب‬ ‫ت نكادلسمدفبسبدينن بفي ادلندر ب‬ ‫‪ . [ 28‬فهذا ل يمكن ول يكون أبئدا ‪.‬‬ ‫********‬ ‫بل أرسل إلينا رسوئل ] ‪. [ 4‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫] ‪ [ 4‬لما كانت العبادة ل يجوز أن نأخذها من اسإتحساننا أو تقليد فلن وعلن من الناس‬ ‫؛ أرسإل الله إلينا رسإةل تبين لنا كيف نعبسسده ؛ لن العبسسادات توقيفيسسة ل يجسسوز أن يعبسسد اللسسه‬ ‫بشيء إل بما شرعه ‪.‬‬ ‫فالعبادات توقيفية على ما جاءت به الرسإسسل ‪ -‬عليهسسم الصسسلة والسسسلما ‪ ، -‬فالحكمسسة مسسن‬ ‫إرسإال الرسإل أن يبينوا للناس كيف يعبدون ربهم ‪ ،‬وينهونهم عن الشسسرك والكفسسر بسسالله ‪-‬‬ ‫عز وجسسل ‪ -‬هسسذه مهمسسة الرسإسسل ‪ -‬عليهسسم الصسسلة والسسسلما ‪ ، -‬ولهسسذا يقسسول عليسسه الصسسلة‬ ‫والسسسلما ‪ :‬مسسن عمسسل عمئل ليسسس عليسسه أمرنسسا فهسسو ردأ ‪ 8‬فالعبسسادة توقيفيسسة ‪ ،‬والبسسدع مسسردودة ‪،‬‬ ‫والخرافات مردودة ‪ ،‬والتقليد العمى مرفوض ل تؤخذ العبادات إل من الشريعة التي جاء‬ ‫بها الرسإول ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪. -‬‬ ‫قوله ‪ :‬بل أرسإل إلينا رسإوقل ‪ :‬هسسو محمسسد ‪ -‬صأسسلى اللسسه عليسسه وسإسسلم ‪ -‬خسساتم النسسبيين‬ ‫أرسإله ليبين لنا لماذا خلقنا ؟ ويبين لنا كيف نعبد الله ‪ -‬عسسز وجسسل ‪ ، -‬وينهانسسا عسسن الشسسرك‬ ‫والكفر والمعاصأي ‪ ،‬هذه مهمة الرسإول ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ -‬وقد بل صسسغ البلغا المسسبين ‪،‬‬ ‫وأدى المانة ‪ ،‬ونصح المة ‪ -‬عليه الصلة والسلما ‪ ، -‬وبين ووضسسح ‪ ،‬وتركنسسا علسسى المحجسسة‬ ‫‪ ((8‬سإبق تخريجه ص ‪8‬‬

‫‪17‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫البيضاء ليلها كنهارها ل يزيغ عنها إل هالك ‪ ،‬وهذا كما في قوله تعالى ‪ :‬ال ميو ب‬ ‫م‬ ‫ب م ب‬ ‫ت ل بك ي م‬ ‫مل م ي‬ ‫ما أك م ب‬ ‫ب‬ ‫ما حديةنا ] المائدة ‪. [ 3 :‬‬ ‫محتي وببر ح‬ ‫سإبل ب‬ ‫م امل ح م‬ ‫ت ل بك ي ي‬ ‫ضي ي‬ ‫م ن حعم ب‬ ‫ت ع بل بي مك ي م‬ ‫م ي‬ ‫م م‬ ‫م وبأت م ب‬ ‫حدين بك ي م‬ ‫********‬ ‫فمن أطاعه دأخل الجنة ‪ ،‬ومن عصاه دأخل النار ] ‪[ 5‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫] ‪ [ 5‬قوله ‪ :‬مان أطاعه ‪ :‬أي فيما أمر به دخل الجنة ‪.‬‬ ‫وأقوله ‪ :‬وأمان عصاه ‪ :‬أي فيما نهى عنه دخل النار ‪.‬‬ ‫قد م أ ب ب‬ ‫سإو ب‬ ‫ه ] النساء ‪:‬‬ ‫ل فب ب‬ ‫ن ي يط ححع الصر ي‬ ‫طاع ب الل ص ب‬ ‫وهذا مصداقه كثير في القرآن قال تعالى ‪ :‬ب‬ ‫م م‬ ‫‪ ، [ 80‬وقال تعالى ‪ :‬و ب‬ ‫ل إ حصل ل حي ي ب‬ ‫ن الصلسهح ] النسساء ‪، [ 64 :‬‬ ‫سإل مبنا ح‬ ‫ن بر ي‬ ‫ما أمر ب‬ ‫ب ب‬ ‫طاع ب ب حإ حذ م ح‬ ‫سإو ر‬ ‫م م‬ ‫ب‬ ‫سإو ب‬ ‫ل‬ ‫دوا ] النور ‪ ، [ 54 :‬وقال تعالى ‪ :‬وبأ ح‬ ‫ن تي ح‬ ‫طييعوه ي ت بهمت ب ي‬ ‫وقال سإبحانه ‪ :‬وبإ ح م‬ ‫طييعوا الصر ي‬ ‫ن ] النور ‪ ، [ 56 :‬فمن أطاعه اهتدى ودخسسل الجنسسة ‪ ،‬ومسسن عصسساه ضسسل‬ ‫مو ب‬ ‫م ت يمر ب‬ ‫ح ي‬ ‫ل بعبل صك ي م‬ ‫ودخل النار ‪ ،‬قال ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ : -‬كلكم يدخل الجنة إل من أبى ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا رسول ا ومن‬ ‫يأبى ؟ قال ‪ :‬من أطاعني دأخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ‪. 9‬‬ ‫فقوله ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ : -‬أبى ‪ ،‬أي أبى أن يدخل الجنة ‪.‬‬ ‫وقال ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ : -‬ل يسمع بي يهودأي ول نصراني ثام ل يؤمن بالسذي جئست بسه إل دأخسل‬ ‫النار ‪ . 10‬فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النسسار ‪ ،‬وهسسذا هسسو الفسسارق بيسسن المسسؤمن‬ ‫والكافر ‪.‬‬ ‫********‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫سإسسوةل ب‬ ‫ن‬ ‫سإسسل مبنا إ حل بسسى فحمرع بسسوم ب‬ ‫شسساه ح ة‬ ‫مسسا أمر ب‬ ‫م بر ي‬ ‫والدليل قوله تعالى ‪ :‬إ حصنا أمر ب‬ ‫م كب ب‬ ‫دا ع بل بي مك يسس م‬ ‫سإل مبنا إ حل بي مك ي م‬ ‫رسإوةل فبعصى فرعون الرسإو ب ب‬ ‫خ ة‬ ‫ذا وبحبيةل ] المزمل ‪.[ 6 ] [ 16 ، 15 :‬‬ ‫خذ مبناه ي أ ب م‬ ‫ل فبأ ب‬ ‫ح م ب م ي ص ي‬ ‫ب ي‬ ‫ب ب‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 6‬قوله ‪ :‬وأالدليل ‪ ،‬أي ‪ :‬على إرسإال الرسإول ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫سإوةل ب‬ ‫سإسسوةل‬ ‫سإسسل مبنا إ حل بسسى فحمرع بسسوم ب‬ ‫شاه ح ة‬ ‫ن بر ي‬ ‫مسسا أمر ب‬ ‫م بر ي‬ ‫قوله تعالى ‪ :‬إ حصنا أمر ب‬ ‫م كب ب‬ ‫دا ع بل بي مك يسس م‬ ‫سإل مبنا إ حل بي مك ي م‬ ‫فبعصى فرعون الرسإو ب ب‬ ‫خ ة‬ ‫ذا وبحبيةل ‪ ،‬قوله تعالى ‪ :‬إنا ‪ :‬الضمير راجسع إلسى اللسه ‪-‬‬ ‫خذ مبناه ي أ ب م‬ ‫ل فبأ ب‬ ‫ح م ب م ي ص ي‬ ‫ب ب‬ ‫سإبحانه وتعالى ‪ ، -‬وهذا ضمير المعظم نفسه ‪ ،‬لنه عظيم ‪ -‬سإبحانه وتعالى ‪. -‬‬ ‫أرسإلنا ‪ :‬كذلك هذا ضمير العظمة ‪ ،‬ومعنى أرسإلنا ‪ :‬بعثناه وأوحينا إليه ‪.‬‬ ‫إليكم ‪ :‬يا معشر الثقلين الجن والنس ‪ ،‬خطاب لجميع الناس ؛ لن رسإسسالة هسسذا الرسإسسول‬ ‫عامة لجميع الناس إلى أن تقوما الساعة ‪.‬‬ ‫رسإوقل ‪ :‬هو محمد ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪. -‬‬ ‫‪ ((9‬أخرجه البخاري )‪ (7280‬مان حديث أبي هريرة رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((10‬أخرجه ماسلم )‪ (153‬مان حديث أبي هريرة رضي الله عنه ‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫دا عليكم ‪ :‬أي عند الله ‪ -‬سإبحانه وتعالى ‪ -‬يوما القيامة بأنه بلغكم رسإالة الله وأقاما‬ ‫شاه ق‬ ‫ن ل حئ بصل ي ب ي‬ ‫مب ب ق‬ ‫ة‬ ‫الحجة عليكم كما قال تعالى ‪:‬‬ ‫جسس ة‬ ‫ح ص‬ ‫س ع ببلى الل صسسهح ي‬ ‫كو ب‬ ‫ير ي‬ ‫ن وب ي‬ ‫سإةل ي‬ ‫من مذ ححري ب‬ ‫ري ب‬ ‫ش ح‬ ‫ن حللصنا ح‬ ‫ل ] النساء ‪ [ 165 :‬فل أحد يوما القيامة يقول ‪ :‬أنا لم أ بد مرح أني مخلوق للعبادة ‪،‬‬ ‫ب بعمد ب البر ي‬ ‫سإ ح‬ ‫ب‬ ‫أنا لم أ بد مرح ماذا يجب علي ‪ ،‬ولم أد مرح ماذا يحرما علي ‪ ،‬ل يمكن أن يقول هسسذا ‪ ،‬لن الرسإسسل ‪-‬‬ ‫عليهم الصلة والسلما ‪ -‬قد بلغتهم ‪ ،‬وهذه المة المحمدية تشهد عليهسسم ‪ ،‬قسسال تعسسالى ‪:‬‬ ‫ك جعل مناك ي ي‬ ‫ب‬ ‫سإ ة‬ ‫طا ل حت ب ي‬ ‫سإسسو ي‬ ‫م ب‬ ‫كوينوا ي‬ ‫دا‬ ‫م ة‬ ‫شسسحهي ة‬ ‫س وبي بك يسسو ب‬ ‫شه ب ب‬ ‫ن الصر ي‬ ‫ة وب ب‬ ‫ل ع بل بي مك يسس م‬ ‫مأ ص‬ ‫وبك بذ بل ح ب ب ب ب م‬ ‫دابء ع بلى الصنا ح‬ ‫] البقرة ‪. [ 143 :‬‬ ‫فهذه المة تشهد على المم السسابقة يسسوما القيامسسة أن رسإسلها بلغتهسسا رسإسالت اللسسه ‪ ،‬بمسا‬ ‫يجدونه من كتاب الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬لن الله قص علينا نبأ المم السابقة والرسإل وما قالوه‬ ‫لممهم ‪ .‬كل هذا عرفناه من كتاب الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬الذي ل يأتيه الباطل من بيسسن يسسديه ول‬ ‫من خلفه ‪ ،‬تنزيل من حكيم حميد ‪.‬‬ ‫دا ‪،‬‬ ‫وأيكون الرسإول ‪ :‬وهو محمد ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ -‬عليكم ‪ ،‬يسسا أمسسة محمسسد شسسهي ة‬ ‫يشهد عليكم عند الله أنه أقاما عليكم الحجة وبلغكم الرسإالة ‪ ،‬ونصحكم في الله فل حجسسة‬ ‫لحد يوما القيامة بأن يقول ‪ :‬ما بلغني شيء ‪ ،‬ما جاءني من نذير ‪ ،‬حسستى الكفسسار يعسسترفون‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫عندما يلقون في النار ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬ك يل ص ي‬ ‫ذيةر‬ ‫م ب‬ ‫م نب ح‬ ‫ما أل م ح‬ ‫ي حفيبها فبوم ة‬ ‫ج ب‬ ‫م ي بأت حك ي م‬ ‫خبزن بت يبها أل ب م‬ ‫سإأل بهي م‬ ‫ب‬ ‫ق ب‬ ‫شسسيرء إ ب‬ ‫ما ن بصز ب‬ ‫ه ح‬ ‫جابءبنا ن ب ح‬ ‫م إ حصل فحسسي ب‬ ‫ن ب م ح م‬ ‫بقايلوا ب ببلى قبد م ب‬ ‫ن أن مت يسس م‬ ‫ل الل ص ي‬ ‫ذيةر فبك بذ صب مبنا وبقيل مبنا ب‬ ‫ضسبل ر‬ ‫م م‬ ‫ل ك بب حيسسرر‬ ‫] الملك ‪ [ 9 ، 8 :‬يقولون للرسإل ‪ :‬أنتم في ضلل فهم يكذبون الرسإل ويضللونهم ‪.‬‬ ‫هذه الحكمة في إرسإال الرسإل ؛ إقامة الحجة على العباد ‪ ،‬وهداية مسن أراد اللسه هسدايته ‪،‬‬ ‫الرسإل يهدي الله بهم من يشاء ‪ ،‬ويقيم الحجة على من عاند وجحد وكفر ‪.‬‬ ‫كما أرسإلنا إلى فرعون رسإوقل ‪ :‬الرسإسسول هسسو موسإسسى ‪ -‬عليسسه الصسسلة والسسسلما ‪، -‬‬ ‫وفرعون هو الملك الجبار في مصر الذي ادعى الربوبية ‪ ،‬وفرعون ‪ :‬لقب لكسسل مسسن ملسسك‬ ‫ل أ ببنسا برب ب ي‬ ‫قسا ب‬ ‫م‬ ‫مصر يقال له فرعون ‪ ،‬المراد بسه هنسا فرعسون السذي أدعسى الربوبيسة ‪ :‬فب ب‬ ‫كس ي‬ ‫امل بع مبلى ] النازعات ‪. [ 24 :‬‬ ‫فعصى فرعون الرسإول ‪ :‬هو موسإى ‪ ،‬كفر به فرعون كما قص الله في كتابه ما جرى‬ ‫بين موسإى وفرعون ‪ ،‬وما انتهى إليه أمر فرعون وقومه ‪.‬‬ ‫فأخذناه ‪ ،‬أي ‪ :‬أخذنا فرعون بالعقوبة وهو أن الله أغرقه هو وقومه في البحر ثام أدخلهم‬ ‫ي‬ ‫خيلوا بناةرا ] نوح ‪ . [ 25 :‬فصار في النار في السسبرزخ ‪،‬‬ ‫النار ‪:‬‬ ‫ما ب‬ ‫م أ يغ مرحيقوا فبأد م ح‬ ‫خ ح‬ ‫ح‬ ‫طيبئات حهح م‬ ‫م ص‬ ‫شويا ] غسسافر ‪ . [ 46 :‬هسسذا فسسي السسبرزخ قبسسل‬ ‫ن ع بل بي مبها غ يد يووا وبع ب ح‬ ‫ضو ب‬ ‫قال تعالى ‪ :‬الصناير ي يعمبر ي‬ ‫حا ومساء إلى أن تقوما الساعة ‪ ،‬وهذا دليل علسسى عسسذاب‬ ‫الخرة ‪ ،‬يعرضون على النار صأبا ة‬ ‫خيلوا آ ب‬ ‫شد ص ال معب ب‬ ‫ن أب ب‬ ‫ب ] غافر ‪[ 46 :‬‬ ‫ما ت ب ي‬ ‫ة أ بد م ح‬ ‫ساع ب ي‬ ‫ل فحمرع بوم ب‬ ‫قو ي‬ ‫القبر ‪ ،‬والعياذ بالله ‪ ،‬وبي بوم ب‬ ‫ما ال ص‬ ‫ذا ح‬ ‫هذه ثلثة عقوبات ‪:‬‬ ‫الوألى ‪ :‬أن الله أغرقهم ومحاهم عن آخرهم في لحظة واحدة ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬أنهم يعذبون في البرزخ إلى أن تقوما الساعة ‪.‬‬ ‫الثالثة ‪ :‬أنهم إذا بعثوا يوما القيامة يدخلون أشد العذاب ‪ ،‬والعياذ بالله ‪.‬‬ ‫دا ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ -‬فإن مآله أشد من مآل قسسوما فرعسسون ؛‬ ‫وكذلك من عصى محم ة‬ ‫دا هو أفضل الرسإل فمن عصاه تكون عقوبته أشد ‪.‬‬ ‫لن محم ة‬ ‫‪19‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫خسسذ ي برب قسس ب‬ ‫وبك بسسذ بل ح ب‬ ‫ك إح ب‬ ‫ي‬ ‫خسسذ ب ال م ي‬ ‫ذا أ ب ب‬ ‫ك أب م‬ ‫قسسبرى وبه حسس ب‬

‫أخ ق‬ ‫دا قويسسا ل هسسوادة فيسسه ‪،‬‬ ‫ذا وأبيل ‪ ،‬أي ‪ :‬شدي ة‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫م ب‬ ‫ديد ة ] هود ‪. [ 102 :‬‬ ‫ن أب م‬ ‫م ة‬ ‫ش ح‬ ‫ة إح ص‬ ‫خذ به ي أحلي ة‬ ‫ظال ح ب‬ ‫فهذه الية دليل على منة الله علينا بإرسإال الرسإول محمد ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ -‬إلينسسا‬ ‫‪ ،‬وأن الغرض من إرسإاله أن يبين لنا طريق العبادة ‪ ،‬فمن أطاعه دخل الجنة ‪ ،‬ومن عصاه‬ ‫دخل النار كما دخل آل فرعون النار لما عصوا رسإولهم موسإى عليه الصلة والسلما ‪.‬‬ ‫وكذلك أعداء الرسإل كلهم هذا سإبيلهم وهذا طريقهم ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫ا‬ ‫شمركَ معه في بعمبامدأته أممحد‬ ‫ضى أتن ير ت‬ ‫ا ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪ -‬ل يمتر م‬ ‫المسألة الثانية ‪ :‬أن ا ل يرضى أن يشرك معه أحد غيره في عبادأته ] ‪[ 7‬‬ ‫] ‪ [ 7‬هذه المسألة متعلقة بالمسألة الولى لن الولى ‪ :‬هي بيان وجوب عبادأةا ا واتباع الرسول ‪ -‬صلى ا عليه‬ ‫وسلم ‪ -‬وهو معنى الشهادأتين معنى شهادأةا أن ل إله إل ا ‪ ،‬وشهادأةا أن محمئدا رسسسول اسس ‪ ،‬والمسسسألة الثانيسسة ‪ :‬أن‬ ‫العبادأةا إذا خالطها شرك فإنها ل تقبل ؛ لنه ل بد أن تكون العبادأةا خالصة لوجه ا ‪ -‬عز وجل ‪. -‬‬ ‫فمن عبد ا وعبد معه غيره فعبادأته باطلة ‪ ،‬وجودأها كعدمها ‪ ،‬لن العبادأةا ل تنفع إل مع الخلص والتوحيسسد فسسإذا‬ ‫ك لنئبدن أندشنردك ن‬ ‫ك نولنتنسكسسوننبَن‬ ‫ت لنيندحبنطنسسبَن نعنملسسس ن‬ ‫ك نوإبنلى البَبذينن بمدن قندبلب ن‬ ‫خالطها شرك فسدت كما قال تعالى ‪ :‬نولنقندد سأوبحني إبلندي ن‬ ‫بمنن ادلنخابسبرينن ] الزمر ‪. [ 65 :‬‬ ‫‪20‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫وقال سبحانه ‪ :‬نولندو أندشنرسكوا لننحببطن نعدنهسدم نما نكسساسنوا يندعنملسسسونن ] النعسساما ‪ . [ 88 :‬فالعبسسادأةا ل تسسسمى عبسسادأةا إل مسسع‬ ‫التوحيد ‪ ،‬كما أن الصلةا ل تسمى صلةا إل مع الطهارةا ‪ ،‬فإذا خالط الشرك العبسسادأةا أفسسسدها ‪ ،‬كمسسا أن الطهسسارةا إذا‬ ‫خالطها ناقض من نواقض الوضوء أفسدها وأبطلهسسا ‪ ،‬ولهسذا يجمسع اس فسسي كسسثير مسن اليسسات بيسن المسسر بعبسادأته‬ ‫والنهي عن الشرك ‪.‬‬ ‫ان نونل تسدشبرسكوا بببه نشديئئا ] النساء ‪ . [ 36 :‬وقال ‪ :‬نونما أسبمسروا إببَل لبيندعبسسسسدوا بَ‬ ‫قال تعالى ‪ :‬نوادعبسسدوا بَ‬ ‫صسسينن‬ ‫انسس سمدخلب ب‬ ‫ك بمدن نرسسوةل إببَل سنوبحي إبلنديبه أننبَهس نل إبلنهن إببَل‬ ‫لنهس اللدينن سحنننفانء ] البينة ‪ ، [ 5 :‬وقال ‪ -‬عز وجل ‪ : -‬نونما أندرنسدلننا بمدن قندبلب ن‬ ‫أنننا نفادعبسسدوبن ] النبياء ‪ . [ 25 :‬فقوله تعالى ‪ :‬ل إله إل أنا ‪ ،‬فيه أمران ‪ :‬فيه نفي الشرك ‪ ،‬وفيه إثابسسات العبسسادأةا لسس‬ ‫تعالى ‪.‬‬ ‫ك أنبَل تندعبسسدوا إببَل إببَياهس ] السراء ‪ . [ 23 :‬نولنقندد بننعدثننا بفي سكلل أسبَمةة نرسسوئل أنبن اسدعبسسدوا بَ‬ ‫ضى نررِب ن‬ ‫وقال تعالى ‪ :‬نوقن ن‬ ‫ان‬ ‫نوادجتننبسبوا ال بَ‬ ‫طاسغو ن‬ ‫ت ] النحل ‪ . [ 36 :‬قرن بين عبادأةا ا واجتناب الطساغوت ؛ لن عبسادأةا اس ل تكسون عبسادأةا إل‬ ‫مع اجتناب الطاغوت وهو الشرك ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫صانما لننها ] البقرةا ‪.[256 :‬‬ ‫نل ادنفب ن‬

‫فننمدن يندكفسدر ببال بَ‬ ‫ك ببسسادلسعدرنوبةا ادلسسسودثانقى‬ ‫ت نويسدؤبمدن ببابَلب فنقنبد ادستندمنسسس ن‬ ‫طاسغو ب‬ ‫نونمسسا يسسسدؤبمسن‬

‫فاليمان بال ل يكفي إل مع الكفر بالطاغوت ‪ ،‬وإل فالمشركون يؤمنون بسسال لكنهسسم يشسسركون بسسه ‪،‬‬ ‫أندكثنسرهسدم ببابَلب إببَل نوهسدم سمدشبرسكونن ] يوسسسف ‪ . [ 106 :‬بيسسن سسسبحانه أن عنسسدهم إيمسسان بسسال ولكسسن يفسسسدونه بالشسسرك‬ ‫والعياذ بال ‪.‬‬ ‫ئ‬ ‫هذا معنى قول الشيخ ‪ ،‬أن من عبد ا وأطاع الرسول فإنه ل يشرك بال شيئا ‪ ،‬لن ا ل يرضسسى أن يسشسسرك معسسه‬ ‫أحد في عبادأته ‪.‬‬ ‫أنا أغنسى الشسركاء عسن الشسرك ‪،‬‬

‫قال ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪ -‬فيما يرويه عن ربه ‪ -‬عز وجل ‪ -‬قال ا تعالى ‪:‬‬ ‫من عمل عمئل أشرك معي فيه غيري تركته وشركه ‪ 11‬هناك قوما يصلون ويشهدون أن ل إله إل ا وأن محمئدا‬ ‫رسول ا ‪ ،‬ويكثرون من ذلك ويصومون ويحجون لكنهم يدعون الضرحة ‪ ،‬ويعبدون الحسن والحسين والبسسدوي‬ ‫وفلئنا وعلئنا ‪ ،‬ويستغيثون بالموات ‪ ،‬هؤلء عبادأتهم باطلة ‪ ،‬لنهم يشركون بال ‪ -‬عز وجل ‪ ، -‬يخلطون العبسسادأةا‬ ‫بالشرك ‪ ،‬فعملهم باطل حابط حتى يوحدوا ا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬ويخلصوا له العبادأةا ويتركوا عبادأةا ما سواه ‪.‬‬ ‫وإل فإنهم ليسوا على شيء فيجب التنبيه لهذا ‪ ،‬أن ا ل يرضى أن يشرك معه في عبادأته أحد كائنئسسا مسسن كسسان ‪ ،‬ل‬ ‫يرضى سبحانه بمشاركة أحد مهما كان ؛ لئل يقول أحد أنا أتخذ من الوليسساء الصسسالحين والطيسسبين شسسفعاء ‪ ،‬أنسسا ل‬ ‫أعبد الصناما والوثاان كما هو في الجاهلية ‪ ،‬أنا أتخذ هؤلء شفعاء فنقول له ‪ :‬هذه مقالة الجاهلية اتخسسذوهم شسسفعاء‬ ‫عند ا لنهم صالحون وأولياء من أولياء ا ‪ ،‬وا ل يرضى بهذا ‪.‬‬ ‫********‬ ‫ل ملك مقرب ول نبي مرسل ] ‪[ 8‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 8‬قوله ‪ :‬ل مالك ماقرب وأل نبي مارسإل ‪ :‬الملك المقسسرب هسسو أفضسسل الملئكسسة‬ ‫مثل ‪ :‬جبريل ‪ -‬عليه السلما ‪ ، -‬وحملة العرش ومن حوله ‪ ،‬والملئكة المقربون من اللسسه ‪-‬‬ ‫سإبحانه وتعالى ‪ ، -‬فمع قرب المكان من الله ‪ -‬عز وجسسل ‪ -‬وقسسرب العبسسادة والمكانسسة عنسسد‬ ‫الله ‪ ،‬لو أشركهم أحد مع الله في العبادة فإن الله ل يرضى بأن يشرك معسسه ملسسك مقسسرب‬ ‫مان حديث أبي هريرة رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((11‬أخرجه المسلم )‪ (2985‬ع‬

‫‪21‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫ول نبي مرسإل كمحمد ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ -‬وعيسى ونوح وإبراهيسسم أولسسي العسسزما ‪ ،‬ل‬ ‫يرضى أن يشرك معه أحد ولو كان من أفضل الملئكة ‪ ،‬ولو كان من أفضل البشر ‪.‬‬ ‫فهو ل يرضى أن يشرك معه أحد من الملئكة ول من الرسإل ‪ ،‬فكيف بغيرهم مسسن الوليسساء‬ ‫والصالحين ‪ ،‬فغير الملئكة والرسإسسل مسسن بسساب أولسسى ل يرضسسى اللسسه بإشسسراكهم معسسه فسسي‬ ‫العبادة ‪ ،‬وهذا رد على أولئك الذين يزعمون أنهم يتخذون الصالحين والولياء شسسفعاء عنسسد‬ ‫م إ حصل ل حي ي ب‬ ‫الله ليقربوهم عند الله زلفى ‪ ،‬كما قال أهل الجاهلية ‪:‬‬ ‫ققريبون بسسا إ حل بسسى الل صسسهح‬ ‫ما ن بعمب يد يهي م‬ ‫ب‬ ‫فى ] الزمر ‪ . [ 3 :‬وإل فهم يعتقدون أن هؤلء ل يخلقون ول يرزقون ول يملكون موةتا‬ ‫يزل م ب‬ ‫ول حياة ول نشورا ؛ وإنما قصدهم التوسإط عند الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬؛ ولذلك صأرفوا لهم شيةئا‬ ‫من العبادة تقرةبا إليهم ‪ ،‬ذبحوا للقبور ‪ ،‬ونذروا للقبور ‪ ،‬واسإتغاثاوا وهتفوا بالموات ‪.‬‬ ‫********‬ ‫والدليل قوله تعالى ‪ :‬نوأنبَن ادلنمنسابجند ببَلب فننل تنددسعوا نمنع بَ‬ ‫اب أننحئدا ] الجسن ‪[ 9 ] . [ 18 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 9‬ل يرضى الله بمشاركة أحد كائةنا من كان ‪ ،‬وهذا صأريح في القرآن والسسسنة ‪ ،‬لكسن‬ ‫لمن يعقل ويتدبر وينبذ التقليد العمى ‪ ،‬والتعلل الباطل ‪ ،‬ويتنبه لنفسسسه والسسدليل علسسى أن‬ ‫ب‬ ‫عوا‬ ‫جد ب ل حل صهح فببل ت بد م ي‬ ‫الله ل يرضى أن يشرك معه أحد كائةنا من كان قوله تعالى ‪ :‬وبأ ص‬ ‫م ب‬ ‫سا ح‬ ‫ن ال م ب‬ ‫ب‬ ‫دا المساجد هي بيوت الله ‪ ،‬وهي المواطن المعدة للصلة ‪ ،‬وهي أحب البقسساع‬ ‫ح ة‬ ‫معب الل صهح أ ب‬ ‫ب‬ ‫إلى الله ‪ ،‬وهي بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسإمه ‪ ،‬يجب أن تكسسون هسسذه المسسساجد‬ ‫مواطنا لعبادة الله وحده ل يحدث فيها شيء لغير الله ‪ ،‬فل يبنى عليهسسا القبسسور والضسسرحة‬ ‫لن النبي ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ -‬لعن م ن فعسل ذلسك ‪ ،‬وأخسبر أن هسذا هسو فعسل اليهسود‬ ‫والنصارى ‪ ،‬ونهانا عن ذلك في آخر حياته ‪ ،‬وهو في سإكرات الموت عليه الصلة والسسسلما‬ ‫بقوله ‪ :‬أل إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ]هذا يقوله وهو في سإسسياق المسسوت[ أل فل‬ ‫تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك ‪ 12‬ويقول ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ : -‬لعنة اسس علسسى اليهسودأ‬ ‫والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ‪. 13‬‬ ‫فالمساجد يجب أن تطهر من آثاار الشرك والوثانية ‪ ،‬وأل تقسساما علسسى القبسسور أو يسسدفن فيهسسا‬ ‫الموات بعد بنائها بل تكون مواطن عبادة الله وحده ‪ ،‬تقاما فيها الصلة ويسسذكر فيهسسا اسإسسم‬ ‫الله ‪ ،‬ويتلى فيها القرآن ‪ ،‬وتقاما فيه السسدروس النافعسسة ‪ ،‬ويعتكسسف فيهسسا للعبسسادة هسسذه هسسي‬ ‫وظيفة المساجد ‪.‬‬ ‫أما أن تقاما فيها أوثااةنا تعبد من دون الله فهذه ليسسست مسسساجد ‪ ،‬هسسذه مشسساهد شسسرك وإن‬ ‫ب‬ ‫جد ب ل حل صهح أي ‪ :‬ل لغيسسره ؛ ولن المسسساجد هسسي محسسل‬ ‫سإماها أهلها أنها مساجد ‪ ،‬وبأ ص‬ ‫م ب‬ ‫سا ح‬ ‫ن ال م ب‬ ‫اجتماع الناس وتلقيهم ‪ ،‬فيجسب أن تكسون طساهرة مسن الشسرك والبسدع والخرافسات ‪ ،‬لن‬ ‫الناس يتلقون فيها العلم والعبادة ‪ ،‬فإذا وجدوا في المساجد شيةئا من الشرك والخرافسسات‬ ‫تأثاروا بذلك ونشروه في الرض ‪ ،‬فيجب أن تكون المساجد مطهرة من الشرك ‪.‬‬

‫مان حديث جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((12‬أخرجه ماسلم )‪ (532‬ع‬ ‫مان حديث عائشة وأابن عباس رضي الله عنهما ‪.‬‬ ‫‪ ((13‬أخرجه البخاري )‪ (436 ،435‬وأماسلم )‪ (531‬ع‬

‫‪22‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫وأعظمها المسجد الحراما كما أمسسر اللسسه ‪ -‬جسسل وعل ‪ -‬بتطهيسسره قسسال تعسسالى ‪ :‬وبإ حذ م ب بوصأ من بسسا‬ ‫ب‬ ‫ي حلل ص‬ ‫م ب‬ ‫شسرح م‬ ‫ك حبسي ب‬ ‫ن بل ت ي م‬ ‫ن بوالبرك ص حع‬ ‫ن بوال م ب‬ ‫قسائ ح ح‬ ‫طسائ ح ح‬ ‫ن ال مب بميس ح‬ ‫حل حب مبرا ح‬ ‫تأ م‬ ‫كسا ب‬ ‫م ب‬ ‫هيس ب‬ ‫مي ب‬ ‫في ب‬ ‫شسي مةئا وبط بقهسمر ب بي محتس ب‬ ‫جود ح ] الحج ‪ . [ 26 :‬طهره من ماذا ؟ طهره من الشرك والبدع والخرافات كما أنسسه‬ ‫س ي‬ ‫ال ب‬ ‫ضا ييطهر من النجاسإات والقاذورات ‪.‬‬ ‫أي ة‬ ‫فقوله تعالى ‪ :‬ل تدعوا ‪ :‬ل ناهية ‪ ،‬وتدعو ‪ :‬فعسسل مضسسارع مجسسزوما بل الناهيسسة وعلمسسة‬ ‫جزمه حذف النون لن أصأله تدعون فدخل عليه الجازما وهو ل الناهية ‪.‬‬ ‫دا ‪ ،‬ل تستغيثوا بأحد مع الله ؛ كأن يقول ‪ :‬يا الله يا محمد ‪،‬‬ ‫فل تدعوا أيها الناس مع الله أح ة‬ ‫يا الله يا عبد القادر ‪ ،‬أو يقول ‪ :‬يا عبد القادر يا محمد ‪ ،‬أو ما أشبه ذلك ‪ ،‬فإن الله ل يرضى‬ ‫بذلك ول يقبله ‪.‬‬ ‫دا " ‪ :‬نكرة في سإياق النهي فتعم كسسل أحسسد ‪ ،‬ل يسسستثنى أحسسد ‪ ،‬ل ملسسك‬ ‫وقوله تعالى ‪ " :‬أح ة‬ ‫مقرب ‪ ،‬ول نبي مرسإل ‪ ،‬ول صأنم ول وثان ول قبر ول شيخ ول ولي ول حسسي ول ميسست كائن ةسسا‬ ‫من كان ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫دا فسسدلت هسسذه اليسسة علسسى أن‬ ‫فهي تعم كل من دعي من دون الله فببل ت بد م ي‬ ‫ح ة‬ ‫معب الل صهح أ ب‬ ‫عوا ب‬ ‫العبادة ل تنفع إل مع التوحيسد ‪ ،‬وأنه ا إذا خالطه ا الشسرك فإنهسا تبطسل وتكسون وبساةل علسى‬ ‫ب‬ ‫جد ب ل حل صهح يجب أن تبنى بنية خالصة ل يكسسون القصسسد‬ ‫صأاحبها ‪ ،‬ثام قوله تعالى ‪ :‬وبأ ص‬ ‫م ب‬ ‫سا ح‬ ‫ن ال م ب‬ ‫من بنائها الرياء والسمعة وتخليد الذكر كما يقولون وتكون آثاارا إسإلمية هذا كله باطل ‪.‬‬ ‫ضسسا‬ ‫المساجد تبنى للعبادة وبقصد العبادة وتكون النية فيها خالصسسة للسسه ‪ -‬عسسز وجسسل ‪ ، -‬وأي ة‬ ‫‪14‬‬ ‫تبنى من كسب طيب ‪ ،‬ل تبنى من كسب حراما لنها لله ‪ -‬عز وجل ‪ ، -‬ا ل يقبل إل طيئبا‬ ‫فتبنى المساجد من نفقة حلل ‪ ،‬وتكون نية بانيها خالصة لوجه الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬ل يريد من‬ ‫دا لسسذكره ‪ ،‬أو ريسساء أو سإسسمعة فسسإن بنسساء المسسساجد عبسسادة‬ ‫حا مسسن النسساس ‪ ،‬أو تخليسس ة‬ ‫بنائه مد ة‬ ‫والعبادة يجب أن تكون خالصة لله ‪ -‬عز وجل ‪. -‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫مان حديث أبي هريرة رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((14‬أخرجه ماسلم )‪ (1015‬ع‬

‫‪23‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫المولء موالبممراء‬

‫الثالثة ‪ :‬أن من أطاع الرسول ‪ ،‬ووحد ا ‪ ،‬ل يجوز له موالةا من حادأ ا ورسوله ولو كان أقرب قريب ] ‪[ 10‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 10‬ل يجوز لمن فعل ذلك موالةا من حادأ ا ورسوله ولو كان أقرب قريب ‪.‬‬ ‫هذه مسألة الولء والبراء وهي تابعة للتوحيسسد ‪ ،‬مسسن حقسسوق التوحيسسد السسولء لوليسساء اسس والسسبراء مسسن أعسسداء اسس ‪،‬‬ ‫والموالةا والولء بمعنى واحد ‪ ،‬والولء يرادأ به المحبة بالقلب ‪ ،‬ويرادأ به المناصرةا والمعاونة ‪ ،‬ويسسرادأ بسسه الرثا‬ ‫والعقل في الديات ‪.‬‬ ‫فالمسلم يوالي أولياء ا بمعنى أنه يحصر محبته على أولياء ا ويناصرهم ‪ ،‬فالمسلم يكون مع المسسسلمين بعضسسهم‬ ‫ب بَ‬ ‫اب ] النفال ‪ . [ 75 :‬فالتعاقسسل فسسي‬ ‫من بعض ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ :‬نوسأوسلو ادلندرنحابما بندع س‬ ‫ض بفي بكنتا ب‬ ‫ضهسدم أندونلى بببندع ة‬ ‫دأيات الخطأ يكون بين المسلمين ‪ ،‬وهو ما يسمى بالتكافل ‪ ،‬كل هذا يدخل في الولء ‪ ،‬فل يكون بين مسلم وكسسافر ‪،‬‬ ‫والمحبة والنصرةا والميراثا والعقل وولية النكاحا وولية القضاء إلسسى غيسسر ذلسسك ‪ ،‬فل يكسسون بيسسن مسسسلم وكسسافر ؛‬ ‫وإنما يكون هذا بين المسلمين لقوله تعالى ‪ :‬نولندن يندجنعنل بَ‬ ‫اس لبدلنكافببرينن نعنلى ادلسمدؤبمبنينن نسببيئل ] النسسساء ‪. [ 141 :‬‬ ‫هكذا يجب أن يتميز المؤمنون عن الكفار ‪ ،‬فل يجوز لمن وحد ا وأطاع الرسول ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪ -‬مسسوالةا‬ ‫من حادأ ا ‪.‬‬ ‫والمحادأة معناها ‪ :‬أن يكون النسان في جانب ‪ ،‬وا ورسوله والمؤمنون فسسي جسسانب ‪ ،‬ويكسسون المحسسادأ فسسي جسسانب‬ ‫الكفار هذه هي المحادأةا ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬ولو كُان أقرب قريب ‪ :‬أي نسئبا ‪ ،‬فإذا كان قريبك محادأا ل ورسوله فيجب عليك محسسادأته ومقسساطعته ‪ ،‬ومسسن‬ ‫كان وليا ل ورسوله وجب عليك أن تحبه وتواليه ‪ ،‬ولو كان بعيئدا من النسب عنسسك ‪ ،‬لسسو كسسان أعجميسسا أو أسسسودأ أو‬ ‫أبيض أو أحمر يجب عليك أن تواليه وأن تحبه سواء كان من بلدك أو من أقصى الشسسرق أو مسسن أقصسسى الغسسرب ‪،‬‬ ‫قال تعسسالى ‪ :‬نوادلسمدؤبمنسسسونن نوادلسمدؤبمننسسا س‬ ‫ض ] التوبسسة ‪ ، [ 71 :‬أي ‪ :‬بينهسسم المحبسسة والتناصسسر‬ ‫ت بندع س‬ ‫ضسسهسدم أندولبينسساسء بندعسس ة‬ ‫والتعاون ‪ ،‬وبينهم اللفة هذا بين المؤمنين ‪.‬‬ ‫********‬ ‫والدليل قوله تعالى ‪ :‬نل تنبجسد قندوئما يسدؤبمسنونن ببابَلب نوادليندوبما ادلبخبر يسنوارِدأونن نمدن نحابَدأ بَ‬ ‫ان نونرسسولنهس نولندو نكاسنوا آنبانءهسدم أندو‬ ‫ت تندجبري بمدن تندحتبنها‬ ‫أندبننانءهسدم أندو إبدخنواننهسدم أندو نعبشينرتنهسدم سأولنئب ن‬ ‫حا بمدنهس نويسددبخلسهسدم نجبَنا ة‬ ‫ك نكتن ن‬ ‫ب بفي قسسلوبببهسم ا د بلينمانن نوأنيبَندهسدم ببسرو ة‬ ‫ب بَ‬ ‫ب بَ‬ ‫ضني بَ‬ ‫اب هسسم ادلسمدفلبسحونن ] المجادألة ‪:‬‬ ‫ك بحدز س‬ ‫اس نعدنهسدم نونر س‬ ‫ضوا نعدنهس سأولنئب ن‬ ‫اب أننل إببَن بحدز ن‬ ‫ادلندننهاسر نخالببدينن بفينها نر ب‬ ‫‪[ 11 ] . [22‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 11‬قوله تعالى ‪ ) :‬ل تجد ( ‪ :‬هذا خطاب للنبي ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪ ، -‬أي ‪ :‬ل يقع هذا ول يكسسون موجسسوئدأا‬ ‫أبئدا أن يكون مؤمن بال ورسوله يحب الكفار ‪ ،‬فإن أحبهم ؛ فإنه ليس بمؤمن ‪ ،‬ولو كان يدعي ذلك ‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ‪ -‬رحمه ا ‪ -‬في الكافية الشافية ‪:‬‬ ‫أتحب أعداء الحبيب وتدعي‬ ‫وكُـذا تعـادأي جـاهلدا أحبابـه‬

‫حبـــا لـــه مــا ذأاكَ بإمكــان‬ ‫أين المحبة يا أخا الشيطان‬

‫فهذا ل يمكن أبئدا أن يحب الكفار ‪ ،‬يقول ‪ :‬أنا أحب ا ورسوله لقوله تعالى ‪:‬‬ ‫‪24‬‬

‫نيا أنرِينها البَبذينن آنمسنوا نل تنتبَبخسذوا‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫نعسدلوي نونعسدبَوسكدم أندولبنيانء تسدلسقونن إبلنديبهدم ببادلنمنوبَدأبةا ] الممتحنة ‪ [ 1 :‬إلى قوله تعالى ‪ :‬قندد نكانن د‬ ‫ت لنسكدم أسدسنوةام نحنسننةم بفي‬ ‫إبدبنرابهينم نوالبَبذينن نمنعهس إبدذ نقاسلوا لبقندوبمبهدم إببَنا بسنرآسء بمدنسكدم نوبمبَما تندعبسسدونن بمدن سدأوبن بَ‬ ‫اب نكفندرننا ببسكدم نوبنندا بنديننننا نوبنديننسكسم ادلنعندانوةاس‬ ‫ضاسء أنبنئدا نحبَتى تسدؤبمسنوا ببابَلب نودحندهس ] الممتحنة ‪ . [ 4 :‬وقوله ‪ :‬نونما نكانن ادستبدغنفاسر إبدبنرابهينم بلنببيبه إببَل نعدن‬ ‫نوادلبندغ ن‬ ‫نمدوبعندةةا نونعندنها إببَياهس فنلنبَما تنبنيبَنن لنهس أننبَهس نعسدوو ببَلب تنبنبَرأن بمدنهس إببَن إبدبنرابهينم نلنبَواهم نحبليمم ] التوبة ‪ . [ 114 :‬هذه ملة إبراهيم‬ ‫تبرأ من أبيه ‪ ،‬أقرب الناس إليه لما تبين له أنه عدو ا ‪.‬‬ ‫ضا على أن محبة الكافر تتنافى مع اليمان بال واليوما الخر ‪ ،‬إما مع أصله أو مسسع كمسساله ‪ ،‬لكسسن إن‬ ‫ودألت الية أي ئ‬ ‫كانت محبتهم معها تأييد لمذهبهم وكفرهم فهذا خروج عن السلما ‪ ،‬أما إن كان مجردأ محبة من غير مناصرةا لهسسم‬ ‫صا لليمان وفسئقا ومضعئفا لليمان ‪.‬‬ ‫فهذا يعتبر منق ئ‬ ‫قيل ‪ :‬إن هذه الية نزلت في أبي عبيدةا بن الجراحا رضي ا تعالى عنه ‪ -‬لما قتل أباه يوما بدر ؛ لن أباه كان علسسى‬ ‫الكفر ‪ ،‬وكان يريد أن يقتل ابنه أبا عبيدةا ‪ ،‬فقتله أبو عبيدةا ‪ -‬رضي ا عنه ‪ -‬لنه عدو ا ولم يمنعه أنه أبسسوه ‪ ،‬لسسم‬ ‫يمنعه ذلك من قتله غضئبا ل ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪. -‬‬ ‫ك ‪ :‬أي الذين يبتعدون عن محبة ومودأةا من حادأ ا ورسوله ‪.‬‬ ‫قوله تعالى ‪ :‬سأولنئب ن‬ ‫ب بفي قسسلوبببهسم ا د بلينمانن ‪ :‬أي أثابت ا في قلوبهم ورسخ ا في قلوبهم اليمان ‪.‬‬ ‫قوله تعالى ‪ :‬نكتن ن‬ ‫ت تندجبري بمدن تندحتبنها ادلندننهاسر ‪ :‬التأييد معناه التقويسسة ‪ ،‬قسسواهم بسسروحا‬ ‫حا بمدنهس نويسددبخلسهسدم نجبَنا ة‬ ‫قوله تعالى ‪ :‬نوأنيبَندهسدم ببسرو ة‬ ‫منه ‪ ،‬والروحا لها عدةا إطلقات في القرآن ‪ ،‬منها الروحا التي هي النفس التي بهسسا الحيسساةا ‪ ،‬ومنهسسا السسوحي كمسسا فسسي‬ ‫ك سروئحا بمدن أندمبرننا ] الشورى ‪ [ 52 :‬ومنهسسا جبريسسل ‪ -‬عليسسه السسسلما ‪ -‬أنسسه روحا‬ ‫ك أندونحديننا إبلندي ن‬ ‫قوله تعالى ‪ :‬نونكنذلب ن‬ ‫القدس ‪ ،‬والروحا المين ‪.‬‬ ‫ق لبيسثنبل ن‬ ‫ك ببادلنح ل‬ ‫ت البَبذينن آنمسنوا نوهسئدى نوبسدشنرى لبدلسمدسلببمينن ] النحل ‪[ 102 :‬‬ ‫س بمدن نربل ن‬ ‫قال تعالى ‪ :‬قسدل ننبَزلنهس سروسحا ادلقسسد ب‬ ‫وقال تعالى ‪ :‬نننزنل بببه الرِروسحا ادلنبميسن ] الشعراء ‪ [193 :‬ومنها ما في هذه الية وهي القوةا ‪.‬‬ ‫ت جمسسع جنسسة ‪،‬‬ ‫فأيدهم بروحا منه أي بقوةا منه سبحانه وتعالى ‪ ،‬قوةا إيمان في الدنيا ‪ ،‬وفي الخرةا نويسددبخلسهسدم نجنبَسسا ة‬ ‫والجنة في اللغة البستان ‪ ،‬سمي جنة لنه مجتسسن بالشسسجار ‪ ،‬أي ‪ :‬مسسستتر ومغطسسى بالشسسجار الملتفسسة ‪ ،‬لن الجنسسة‬ ‫ظلل وأشجار وأنهار وقصور وأعلها وسقفها عرش الرحمن سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫قوله تعالى ‪ :‬تندجبري بمدن تندحتبنها ادلندننهاسر نخالببدينن بفينها أي‪ :‬باقين فيها ل يتحولون عنهسسا قسسال تعسسالى ‪ :‬نل يندبسغسسونن‬ ‫نعدننها بحنوئل ] الكهف ‪ [ 108 :‬ل يخافون من موت ول يخافون من أحد يخرجهم ويطردأهم ‪ ،‬مثل مسسا فسسي السسدنيا ‪،‬‬ ‫قد يكون النسان في الدنيا في قصور لكن ل يسلم من الموت فيخرج منها ‪ ،‬ول يسلم مسسن العسسداء يتسسسلطون عليسسه‬ ‫ويخرجونه ‪ ،‬النسان في الدنيا دأائئما خائف ‪.‬‬ ‫ضني بَ‬ ‫ضوا نعدنهس ‪ :‬لما أغضبوا أقرباءهم من الكفار وعادأوهم منحهم ا الرضا منسسه‬ ‫اس نعدنهسدم نونر س‬ ‫قوله تعالى ‪ :‬نر ب‬ ‫سبحانه وتعالى جزائء لهم ‪ ،‬فهم عوضوا بإغضابهم لقاربهم الكفار ‪ ،‬عوضوا برضا ا سسسبحانه وتعسسالى ‪ ،‬رضسسي‬ ‫ا عنهم ورضوا عنه ‪.‬‬ ‫ب بَ‬ ‫ك‬ ‫ك بحدز س‬ ‫اب أي ‪ :‬جماعة ا ‪ ،‬وأما الكفار فهم حزب كمسسا قسسال اسس تعسسالى عنهسسم ‪ :‬سأولنئبسس ن‬ ‫قوله تعالى ‪ :‬سأولنئب ن‬ ‫ب البَشدي ن‬ ‫طابن ] المجادألة ‪ [ 19 :‬أي جماعة الشيطان وأنصار الشيطان ‪ ،‬أما هؤلء فهم أنصار الرب ‪.‬‬ ‫بحدز س‬ ‫فهذه المسألة تتعلق بعداوةا الكفار وعدما موالتهم ‪ ،‬وهي ل تقتضي أننا نقاطع الكفار في المور والمنافع الدنيويسسة ‪،‬‬ ‫بل يستثنى من ذلك أمور ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬أنه مع بغضنا لهم وعداوتنا لهم يجب أن ندعوهم إلى ا سبحانه وتعسسالى ‪ ،‬يجسسب أن نسسدعوهم إلسسى اسس ول‬ ‫نتركهم ونقول هؤلء أعداء ا وأعداؤنا ‪ ،‬يجب علينا أن ندعوهم إلى ا لعل ا أن يهديهم ‪ ،‬فإن لم يستجيبوا فإنسسا‬ ‫نقاتلهم مع القدرةا ‪ ،‬فإما أن يدخلوا في السلما ‪ ،‬وإما أن يبذلوا الجزية إن كانوا من اليهودأ والنصسارى أو المجسوس‬ ‫‪25‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫وهم صاغرون ‪ ،‬ويخضعون لحكم السلما ‪ ،‬ويتركون على ما هم عليه ‪ ،‬لكن بشرط دأفع الجزية وخضوعهم لحكم‬ ‫السلما ‪ ،‬أما إن كانوا غير كتابيين وغير مجوس ففي أخذ الجزية منهم خلف بين العلماء ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬ل مانع من مهادأنة الكفار عند الحاجة ‪ ،‬إذا احتساج المسسلمون لمهسادأنتهم لك ون المسسلمين ل يقسدرون علسى‬ ‫قتالهم ويخشى على المسلمين من شرهم ‪ ،‬ل بأس بالمهادأنة إلى أن يقسسوى المسسسلمون علسسى قتسسالهم أو إذا طلبسسوا هسسم‬ ‫المهادأنة نوإبدن نجننسحوا بللبَسدلبم نفادجنندح لننها ] النفسال ‪ [ 61 :‬فيهسادأنون ‪ ،‬لكسن ليسس هدنسة دأائمسة ‪ ،‬إنمسا هدنسة مؤقتسة‬ ‫مؤجلة إلى أجل حسب رأي إماما المسلمين ‪ ،‬لما فيه من المصلحة ‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬ل مانع من مكافأتهم على الحسان إذا أحسنوا للمسسسلمين ‪ ،‬ل مسسانع أنهسسم يكسسافئون علسسى إحسسسانهم قسسال اسس‬ ‫طوا إبلنديبهسسدم إببَن بَ‬ ‫تعالى ‪ :‬نل يندننهاسكسم بَ‬ ‫اس نعبن البَبذينن لندم يسنقاتبسلوسكدم بفي اللديبن نولندم يسدخبرسجوسكدم بمدن بدأنيابرسكدم أندن تنبنرِروهسدم نوتسدقبس س‬ ‫انسس‬ ‫ب ادلسمدقبسبطينن ] الممتحنة ‪. [ 8 :‬‬ ‫يسبح رِ‬ ‫صسسديننا ا د بلدننسسسانن‬ ‫رابلعا ‪ :‬الوالد الكافر يجب على ولده المسلم أن يبر به ‪ ،‬لكنه ل يطيعه في الكفر لقوله تعسسالى ‪ :‬نونو بَ‬ ‫صيسر سسسورةا لقمسسان اليسسة ‪15‬‬ ‫صالسهس بفي نعانمديبن أنبن ادشسكدر بلي نولبنوالبنددي ن‬ ‫ببنوالبندديبه نحنملندتهس أسرِمهس نودهئنا نعنلى نودهةن نوفب ن‬ ‫ك إبلن بَ‬ ‫ي ادلنم ب‬ ‫ب‬ ‫س لن ن‬ ‫ك نعلى أندن تسدشبر ن‬ ‫نوإبدن نجاهنندا ن‬ ‫صابحدبهسنما بفي الرِددننيا نمدعسروئفا نواتبَببدع نسسسببينل نمسسدن أنننسسا ن‬ ‫ك بببه بعدلمم فننل تسبطدعهسنما نو ن‬ ‫ك ببي نما لندي ن‬ ‫ي ] لقمان ‪ [ 15 ، 14 :‬الوالد له حق وإن كان كافئرا ‪ ،‬لكن ل تحبه المحبة القلبية ‪ ،‬بل تكافئه على تربيته لك ‪،‬‬ ‫إبلن بَ‬ ‫وأنه والد وله حق تكافئه على ذلك ‪.‬‬ ‫سا ‪ :‬تبادأل التجارةا معهم والشراء منهم ‪ ،‬شراء الحاجات منهم واستيرادأ البضائع والسلحة منهم بالثمن ل بأس‬ ‫خام ل‬ ‫بذلك ‪ ،‬وقد كان النبي ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪ -‬يتعامل مع الكفار وكذلك عامل ‪ -‬صلى ا عليه وسسسلم ‪ -‬أهسسل خيسسبر‬ ‫وهم يهودأ على أن يزرعوا الرض بجزء ممسسا يخسسرج منهسسا ‪ ،‬ليسسس هسذا مسسن المسوالةا والمحبسسة ‪ ،‬وإنمسا هسو تبسادأل‬ ‫مصالح ‪ .‬يجب أن نعرف هذه المور ‪ ،‬وأنها ل تدخل في الموالةا ‪ ،‬وليس منهيا عنها ‪.‬‬ ‫كذلك الستدانة منهم ‪ ،‬النبي ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪ -‬استدان من اليهودأي طعائمسسا ‪ ،‬ورهسسن دأرعسه عنسده ومسسات ‪-‬‬ ‫صلى ا عليه وسلم ‪ -‬ودأرعه مرهونة عند يهودأي بطعاما اشتراه لهله ‪ ،‬ل مانع من هذا ؛ لن هذه أمور دأنيويسسة‬ ‫ومصالح ‪ ،‬ول تدل على المحبة والمودأةا في القلوب ‪ ،‬فل بد أن نفرق بيسسن هسذا وهسذا ‪ ،‬لن بعسض النساس إذا سسمع‬ ‫نصوص العداوةا للكفار وعدما محبتهم قد يفهسسم أنسه ل يتعامسسل معهسسم ‪ ،‬ول يتصسسل بهسسم نهائيئسسا ‪ ،‬وأن تكسون مقاطعسسة‬ ‫نهائية ‪ .‬ل ! هذا محددأ بأحكاما وبحدودأ وبشروط معروفة عند أهل العلسسم ‪ ،‬مسسأخوذةا مسسن كتسساب اسس وسسسنة رسسسوله ‪-‬‬ ‫صلى ا عليه وسلم ‪. -‬‬ ‫سا ‪ :‬أباحا ا التزوج من نساء أهل الكتاب بشرط أن يكن عفيفات في أعراضهن ‪ ،‬وأباحا ا لنا أكل ذبائحهم ‪.‬‬ ‫سادأ ل‬ ‫سابلعا ‪ :‬ل بأس بإجابة دأعوتهم ‪ ،‬وأكل طعامهم المباحا كما فعل النبي ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪. -‬‬ ‫ثاملنا ‪ :‬الحسان إلى الجيران من الكفار ؛ لن لهم حق الجوار ‪.‬‬ ‫ب بللتبَدقسنوى‬ ‫تاســلعا ‪ :‬ل يجسوز ظلمهسم قسال تعسالى ‪ :‬نونل يندجبرنمنبَسكسسدم نشسننآسن نقسدوةما نعنلسى أنبَل تندعسبدسلوا ادعسبدسلوا سهسنو أندقسنر س‬ ‫] المائدةا ‪. [ 8 :‬‬ ‫********‬ ‫اعلم أرشدك ا لطاعته ] ‪[ 12‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 12‬قوله ‪ :‬اعلم أرشدك الله ‪ :‬هذا كأنه بداية رسإالة ثاالثة لنه مضسسى رسإسسالتان ‪:‬‬ ‫الرسإالة الولى ‪ :‬المسائل الربع التي تضمنتها سإورة العصر ‪ ،‬والرسإالة الثانية ‪ :‬المسائل‬ ‫الثلث التي سإبقت ‪ ،‬والرسإالة الثالثة ‪ :‬هسسي هسسذه ‪ ،‬وسإسستأتي الرسإسسالة الرابعسسة وهسسي ثالثاسسة‬

‫‪26‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫الصأول ‪ ،‬فقوله ‪ -‬رحمه الله ‪ : -‬اعلم ‪ :‬تقدما الكلما على لفظها وبيان معناها ‪ ،‬والمقصسسود‬ ‫من التيان بها ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬أرشدك الله ‪ :‬هذا دعاء من الشيخ ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬لكسسل مسسن يقسسرأ هسسذه الرسإسسالة‬ ‫ما لها يطلب العمل بها بأن يرشده الله ‪ ،‬والرشاد هو الهداية إلى الصسسواب والتوفيسسق‬ ‫متفه ة‬ ‫ن البر م‬ ‫ي‬ ‫شد ي ح‬ ‫ن ال مبغسس ق‬ ‫م ب‬ ‫للعلم النافع والعمل الصالح ‪ ،‬والرشد ضد الغي ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬قبد م ت بب بي ص ب‬ ‫سإحبي ب‬ ‫ن ي ببرموا ك ي ص‬ ‫ل البر م‬ ‫شد ح بل‬ ‫ل آي بةر بل ي يؤ م ح‬ ‫مينوا ب حبها وبإ ح م‬ ‫] البقرة ‪ [ 256 :‬وقال تعالى ‪ :‬وبإ ح م‬ ‫ن ي ببرموا ب‬

‫خ ي‬ ‫سإحبيةل ] العراف ‪ [ 146 :‬والرشد هو دين السإلما ‪ ،‬والغي دين أبي جهل وأمثاله‬ ‫ي بت ص ح‬ ‫ذوه ي ب‬ ‫‪.‬‬ ‫قوله أرشدك الله لطاعته ‪ :‬هذا دعاء عظيم ‪ ،‬فسسإن المسسسلم إذا أرشسسده اللسسه لطسساعته‬ ‫فقد سإعد في الدنيا والخرة ‪ ،‬والطاعة هي امتثال ما أمر الله به واجتناب ما نهى الله عنسسه‬ ‫‪ ،‬هذه هي الطاعة ‪ ،‬أن تطيع الله في أوامره فتفعلها ‪ ،‬وف ي نسواهيه فتجتنبهسا امتثسال لمسر‬ ‫الله وابتغاء وجه الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬ترجو ثاوابه ‪ ،‬وتخسساف عقسابه ‪ ،‬فمسن وفسسق لطاعسسة اللسه ‪،‬‬ ‫وأرشد لطاعة الله فإنه يسعد في الدنيا والخرة ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫‪27‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫الرسالة الثالثة‬ ‫المحبنيفباية بمالة إبتبمرابهيم‬ ‫تعريف الحنيفية‬ ‫إن الحنفية ملة إبراهيم ] ‪[ 13‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 13‬قوله ‪ :‬إن الحنيفية ملة إبراهيم ‪ :‬أي الذي يجب أن تعلمه وأن تعرفه أن الحنيفية ملسسة إبراهيسسم ‪ ،‬والحنسسف‬ ‫في اللغة ‪ :‬الميل ‪.‬‬ ‫فمعنى الحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك إلى التوحيد ‪ ،‬وإبراهيم ‪ -‬عليه الصسلةا والسسلما ‪ -‬كسان حنيفسا مسسلما ‪،‬‬ ‫حنيفا أي مائل عن الشرك ومعرضا عنه إلى التوحيد والخلص ل ‪ -‬عز وجل ‪ ، -‬قال تعالى ‪ :‬إببَن إبدبنرابهينم نكانن‬ ‫أسبَمةئ نقانبئتا ببَلب نحبنيئفا نولندم ين س‬ ‫ك بمنن ادلسمدشبربكينن ] النحل ‪ [ 120 :‬فالحنيف من أوصاف إبراهيم ‪ -‬عليسسه السسسلما ‪ -‬بمعنسسى‬ ‫أنه معرض عن الشرك ومائل عنه بالكلية إلى التوحيد ‪ ،‬متوجه بكل وجهته إلى التوحيد والخلص ل ‪ -‬عز وجل‬ ‫ك أنبن اتبَببدع بملبَةن إبدبنرابهينم نحبنيئفا ] النحل ‪ [ 123 :‬وقال سبحانه ‪ :‬نما نكانن إبدبنرابهيسسسم‬ ‫ قال ا تعالى ‪ :‬ثاسبَم أندونحديننا إبلندي ن‬‫ينسهوبدأئييا نونل نن د‬ ‫صنرانبئييا نولنبكدن نكانن نحبنيئفا سمدسلبئما نونما نكانن بمنن ادلسمدشبربكينن ] آل عمران ‪. [ 67 :‬‬ ‫هذه أوصاف إبراهيم ‪ -‬عليه السلما ‪ -‬العظيمة ‪ ،‬منها أنه كان حنيفا ‪ ،‬وأن ملته الحنيفية هي الملة الخالصة ل ‪ -‬عز‬ ‫ك‬ ‫وجل ‪ -‬التي ليس فيها شرك ‪ ،‬وقد أمر ا نبيه ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪ -‬أن يتبع هذه الملة بقوله ‪ :‬ثاسبَم أندونحديننا إبلنديسس ن‬ ‫أنبن اتبَببدع بملبَةن إبدبنرابهينم نحبنيئفا نونما نكانن بمنن ادلسمدشبربكينن ] النحل ‪ [ 123 :‬وأمرنا نحن كذلك أن نتبع ملة إبراهيم ‪ -‬عليسسه‬ ‫ج بملبَةن أنببيسكدم إبدبنرابهيسسنم هسسسنو نسسسبَماسكسم ادلسمدسسسلببمينن‬ ‫السلما ‪ -‬قال تعالى ‪ :‬هسنو ادجتننباسكدم نونما نجنعنل نعلنديسكدم بفي اللديبن بمدن نحنر ة‬ ‫]الحج ‪ [ 78 :‬وهي دأين جميع الرسل ‪.‬‬ ‫ولكن لكون إبراهيم ‪ -‬عليه الصلةا والسلما ‪ -‬أفضل النبياء بعد نبينا محمد ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪ -‬لقى في سبيل‬ ‫الدعوةا إلى التوحيد من التعذيب ومن المتحان ما لم يلقه غيره ‪ ،‬فصبر على ذلك ‪ ،‬ولكونه أبا النبياء فسسإن النبيسساء‬ ‫الذين جاءوا من بعده كلهم من ذريته ‪ -‬عليه الصسسلةا والسسسلما ‪ -‬فالحنيفيسسة ملسسة جميسسع النبيسساء ‪ ،‬وهسسي السسدعوةا إلسسى‬ ‫التوحيد والنهي عن الشرك ‪ ،‬هذه ملة جميع الرسل ‪ ،‬لكن لما كان لبراهيم مواقسسف خاصسة نحسسو هسذه الملسة نسسسبت‬ ‫إليه ولمن جاء بعده ‪ ،‬والنبياء كلهم من بعده كسسانوا علسسى ملسسة إبراهيسسم ‪ ،‬وهسسي ملسسة التوحيسسد والخلص لسس ‪ -‬عسسز‬ ‫وجل‪. -‬‬ ‫ما هي هذه الملة التي أمر نبينا ‪ -‬صلى ا عليسه وسسسلم ‪ -‬باتباعهسسا وأمرنسسا باتبسساعه ؟ يجسسب علينسسا أن نعرفهسسا ‪ ،‬لن‬ ‫المسلم يجب عليه أن يعرف ما أوجب ا عليه من أجل أن يمتثله ‪ ،‬ومن أجسسل أن ل يخسسل بسسه ‪ ،‬ل يكفسسي النتسسساب‬ ‫بدون معرفة ‪ ،‬ل يكفي أن ينتسب للسلما وهو ل يعرفه ‪ ،‬ول يعرف ما هسسي نسسواقض السسسلما ‪ ،‬ومسسا هسسي شسسرائع‬

‫‪28‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫السلما ‪ ،‬وأحكاما السلما ‪ ،‬ول يكفي النتساب لملة إبراهيم وأنت ل تعرفها ‪ ،‬وإذا سسسئلت عنهسسا تقسسول ‪ :‬ل أدأري ‪،‬‬ ‫هذا ل يجوز ‪ ،‬يجب أن تعرفها جيدا من أجل أن تسير عليها على بصيرةا ‪ ،‬وأل تخل بشيء منها ‪.‬‬ ‫********‬ ‫أن تعبد ا وحده مخلصا له الدين ] ‪[ 14‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 14‬قوله ‪ :‬أن تعبد الله ماخلصا ل ه اللدين ‪ :‬هسسذه ملسسة إبراهيسسم ‪ ،‬أن تعبسسد اللسسه‬ ‫مخلصا له الدين ‪ .‬تجمع بين المرين ‪ :‬العبادة والخلص ‪ ،‬فمن عبسسد اللسسه ولسسم يخلسسص لسسه‬ ‫الدين لم تكن عبادته شيئا ‪ ،‬فمن عبد اللسسه ‪ ،‬فصسساما وحسسج وصأسسلى واعتمسسر وتصسسدق وزكسسى‬ ‫وفعل كثيرا من الطاعات ؛ لكنه لم يخلص لله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬فسسي ذلسسك ‪ ،‬إمسسا لنسسه فعسسل كسسل‬ ‫ذلك رياء أو سإمعة ‪ ،‬أو أنه خلط عمله بشيء من الشرك كالسدعاء لغيسسر اللسسه ‪ ،‬والسإستغاثاة‬ ‫بغير الله ‪ ،‬والذبح لغير الله ‪ ،‬فإن هذا لم يكن مخلصا في عبادته ‪ ،‬بل هسو مشسسرك ‪ ،‬وليسس‬ ‫على ملة إبراهيم ‪ -‬عليه الصلة والسلما ‪. -‬‬ ‫كثير ممن ينتسبون إلى السإلما اليوما يقعون في الشرك الكبر ‪ ،‬من دعاء غير الله وعبادة‬ ‫القبور والضرحة والذبح لها والنذر لها والطواف بها والتسبرك بهسا ‪ ،‬والسإستغاثاة ب الموات ‪،‬‬ ‫وغير ذلك ‪ ،‬وهم يقولون إنهم مسسسلمون ‪ ،‬هسسؤلء لسم يعرفسوا ملسة إبراهيسم ‪ -‬عليسه الصسلة‬ ‫والسلما ‪ -‬التي عليها نبيهم محمسسد ‪ -‬صأسسلى اللسسه عليسسه وسإسسلم ‪ -‬لسسم يعرفوهسسا ‪ ،‬أو عرفوهسسا‬ ‫وخالفوها على بصيرة والعياذ بالله ‪ ،‬وهذا أشد ‪.‬‬ ‫فملة إبراهيم ل تقبل الشرك بأي وجه من الوجوه ‪ ،‬ومن خلط عمله بشسسرك فليسسس علسسى‬ ‫ملة إبراهيم ‪ ،‬وإن كان ينتسب إليها ويزعم أنه مسلم ‪ ،‬فالواجب أن تعرف ملسسة إبراهيسسم ‪،‬‬ ‫وأن تعمل بها ‪ ،‬وأن تلتزمها بأن تعبد الله مخلصا له الدين ‪ ،‬ل يكون في عبادتك شيء مسسن‬ ‫الشرك الصأغر أو الكبر ‪.‬‬ ‫هذه ملة إبراهيم ‪ -‬عليه السلما ‪ : -‬الحنيفية التي أعرضت عسسن الشسسرك بالكليسسة ‪ ،‬وأقبلسست‬ ‫على التوحيد بكليتها ‪ ،‬أن تعبد الله مخلصا له الدين ‪.‬‬ ‫********‬ ‫وبذلك أمر ا جميع الناس ‪ ،‬وخلقهم لها ] ‪[ 15‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 15‬قوله ‪ :‬وأبذلك أمار الله ‪ :‬الشارة ترجع إلسسى قسوله ‪ :‬أن تعبسسد اللسسه مخلصسسا لسه‬ ‫الدين ‪ ،‬أي وبعبادة الله مخلصا له الدين أمسسر اللسسه جميسسع الخلسسق ‪ ،‬أمسسر اللسسه جميسسع النسساس‬ ‫عربهم وعجمهم ‪ ،‬أبيضهم وأسإودهم ‪ ،‬كل الناس من عهد آدما إلى آخسسر بشسسر فسسي السسدنيا ‪،‬‬ ‫ب‬ ‫دوا‬ ‫كلهم أمرهم الله بعبادته مع الخلص في العبادة ‪ ،‬قال الله تعالى ‪:‬‬ ‫س اع ميبس ي‬ ‫بيا أي ببها الصنا ي‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫جعبسس ب‬ ‫ض فحبرا ة‬ ‫شسسا‬ ‫م ت بت ص ي‬ ‫خل ب ب‬ ‫ذي ب‬ ‫ن ال صسس ح‬ ‫ن ح‬ ‫م بوال صسس ح‬ ‫م ال صسس ح‬ ‫ذي ب‬ ‫قسسو ب‬ ‫ل لكسس ي‬ ‫م ل بعبل صك يسس م‬ ‫ن قبب مل حك يسس م‬ ‫قك يسس م‬ ‫برب صك ي ي‬ ‫م المر ب‬ ‫مسس م‬ ‫ذي ب‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫مابء ب حبناةء وبأ بن مبز ب‬ ‫دا‬ ‫ماةء فبأ م‬ ‫مبرا ح‬ ‫ج ب حهح ح‬ ‫ل ح‬ ‫دا ة‬ ‫جعبيلوا ل حل صهح أمنسس ب‬ ‫م فببل ت ب م‬ ‫خبر ب‬ ‫ن ال ص‬ ‫بوال ص‬ ‫ت رحمزةقا ل بك ي م‬ ‫ن الث ص ب‬ ‫ماحء ب‬ ‫س ب‬ ‫س ب‬ ‫م ب‬ ‫م ب‬ ‫ب‬ ‫ن ) البقرة ‪ ( 22 ، 21‬أنه ل ند له ‪ ،‬ول شبيه له ‪ ،‬ول نظير له ‪ ،‬ول كفؤ لسسه ‪،‬‬ ‫مو ب‬ ‫م ت بعمل ب ي‬ ‫وبأن مت ي م‬ ‫فهذا نهي عن الشرك الكبر وعن الشرك الصأغر ‪ ،‬أمر الله بذلك جميع الناس مسسن أولهسسم‬ ‫إلى آخرهم ‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫قوله ‪ :‬وأخلقهم لها ‪ :‬أي لعبادته وحده ل شريك له سإسسبحانه ‪ ،‬خلقسسوا مسسن أجلهسسا ‪ ،‬ذلسسك‬ ‫ن ] الذاريات ‪ . [ 56 :‬وأمروا‬ ‫خل ب م‬ ‫ما ب‬ ‫س إ حصل ل حي بعمب ي ي‬ ‫ت ال م ح‬ ‫ق ي‬ ‫كما في قوله تعالى ‪ :‬وب ب‬ ‫ن بوامل حن م ب‬ ‫دو ح‬ ‫ج ص‬ ‫ب‬ ‫م ] البقسسرة ‪ [ 21 :‬هسسذا‬ ‫خل ب ب‬ ‫بذلك في قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ذي ب‬ ‫م ال صسس ح‬ ‫س اع مب ي ي‬ ‫قك يسس م‬ ‫دوا برب صك يسس ي‬ ‫بيا أي ببها الصنا ي‬ ‫معنى قول الشيخ ‪ :‬خلقهم لها وأمرهم بها ‪ ،‬جمع المرين في قوله ‪ :‬وبذلك أمر الله جميع‬ ‫ن ‪.‬‬ ‫خل ب م‬ ‫ما ب‬ ‫س إ حصل ل حي بعمب ي ي‬ ‫ت ال م ح‬ ‫ق ي‬ ‫الناس وخلقهم لها ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ :‬وب ب‬ ‫ن بوامل حن م ب‬ ‫دو ح‬ ‫ج ص‬

‫س الله هو الخالق ‪ ،‬هو الذي خلق الشسسياء كلهسسا ‪،‬‬ ‫خل ب م‬ ‫ما ب‬ ‫ت ال م ح‬ ‫ق ي‬ ‫فقوله تعالى ‪ :‬وب ب‬ ‫ن بوامل حن م ب‬ ‫ج ص‬ ‫ومن ذلك أنه خلق الجن والنس ‪ ،‬وأعطاهم العقول ‪ ،‬وكلفهم بعبادته وحده ل شريك لسسه ‪،‬‬ ‫خصهم بالمر بعبادته ؛ لن الله أعطاهم عقول ‪ ،‬وأعطاهم ما يميزون به بين الضار والنافع‬ ‫م‬ ‫سإسس ص‬ ‫‪ ،‬والحق والباطل ‪ ،‬وخلق الشياء كلها لمصالحهم ومنافعهم ‪ ،‬قال تعسسالى ‪ :‬وب ب‬ ‫خبر ل بك يسس م‬ ‫مب‬ ‫ه ] الجاثاسية ‪ [ 13 :‬كل مسسسخر لبنسسي آدما مسسن‬ ‫ميةعا ح‬ ‫ج ح‬ ‫مابوا ح‬ ‫ض ب‬ ‫ما حفي ال ص‬ ‫من م ي‬ ‫ت وب ب‬ ‫س ب‬ ‫ب‬ ‫ما حفي المر ح‬ ‫مسسا‬ ‫أجل أن يستعينوا به على ما خلقوا مسسن أجلسسه ‪ ،‬وهسسو عبسسادة اللسسه سإسسبحانه وتعسسالى ‪ ،‬وب ب‬ ‫ن ‪.‬‬ ‫خل ب م‬ ‫ب‬ ‫س إ حصل ل حي بعمب ي ي‬ ‫ت ال م ح‬ ‫ق ي‬ ‫ن بوامل حن م ب‬ ‫دو ح‬ ‫ج ص‬ ‫والجن عالم من عالم الغيب ل نراهم ‪ ،‬وهم مكلفون بالعبادة ‪ ،‬ومنهيون عن الشرك وعسسن‬ ‫المعصية مثل بني آدما ‪ ،‬لكن يختلفون عن بني آدما في الخلقة ‪.‬‬ ‫أما من ناحية الوامر والنواهي فهم مثل بني آدما مسسأمورون ومنهيسسون ‪ ،‬والجسسن عسسالم مسسن‬ ‫عالم الغيب ل نراهم لكنهم موجودون ‪ ،‬والنس هسسم بنسسو آدما ‪ ،‬سإسسموا بسسالنس لن بعضسسهم‬ ‫يأنس ببعض ‪ ،‬يجتمعون ويتآلفون ‪ ،‬والجن سإسسموا جنسا مسسن الجتنسسان وهسسو الختفساء ‪ ،‬ومنسسه‬ ‫الجنين في البطن ‪ ،‬لنه مختف ‪ ،‬وجنه الليل إذا سإتره ‪ ،‬والمجن الذي يتخذ دون السسسهاما ‪،‬‬ ‫فالجتنان والجنان هو الشيء الخفي المستتر ‪ ،‬فالجن مستترون عنا ل نراهم ‪.‬‬ ‫وهم عالم موجود من أنكرهم فهو كافر ؛ لنه مكسسذب للسسه ورسإسسوله ولجمسساع المسسسلمين ‪،‬‬ ‫فقد بين الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬أنه لم يخلق الجن والنس لشيء إل لعبسسادته ‪ ،‬فهسسو لسسم يخلقهسسم‬ ‫لجل أن ينفعوه أو يضروه ‪ ،‬أو يعتز بهم من ذلة ‪ ،‬أو يتكسسثر بهسسم مسسن قلسسة ‪ ،‬لنسسه غنسسي عسسن‬ ‫العالمين ‪ ،‬وما خلقهم لحاجة إليهم ‪ ،‬ما خلقهم لجل أن يرزقوه أو يكتسبوا له المسسوال ‪:‬‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ه هيسسوب السسصرصزاقي ي‬ ‫ن‬ ‫ذو ال م ي‬ ‫م ح‬ ‫ما أحريد ي ح‬ ‫ن إ ص‬ ‫مسسا أرحيسسد ي أ م‬ ‫قسسوصةح ال م ب‬ ‫ن الل صسس ب‬ ‫ن ي يط معح ي‬ ‫ق وب ب‬ ‫من مهيسس م‬ ‫ب‬ ‫مت حيسس ي‬ ‫مسسو ح‬ ‫مسس م‬ ‫ن رحمز ر‬ ‫] الذاريات ‪.[57 :‬‬ ‫فالله ليس بحاجة إلى الخلق ‪ ،‬وإنما خلق الجن والنس لشيء واحد فقط وهو أن يعبسسدوه‬ ‫‪ ،‬وهو ليس بحاجة إلى عبادتهم ‪ ،‬وإنما هم المحتاجون إليها ؛ لنهم إذا عبدوا اللسسه أكرمهسسم‬ ‫وأدخلهم الجنة ‪ ،‬فمصلحة العبادة راجعة إليهم ‪ ،‬ومضرة المعصية عائدة إليهم ‪ ،‬أمسسا اللسسه ‪-‬‬ ‫فيروا‬ ‫ن ت بك م ي‬ ‫جل وعل ‪ -‬ل تضره طاعة المطيع ول معصية العاصأي ‪ ،‬قال سإبحانه وتعالى ‪ :‬إ ح م‬ ‫ب‬ ‫مب‬ ‫ميسسد ة ] إبراهيسسم ‪ [ 8 :‬اللسسه ل تضسسره معصسسية‬ ‫ح ح‬ ‫ج ح‬ ‫ي ب‬ ‫ميةعا فبإ ح ص‬ ‫ض ب‬ ‫ن الل ص ب‬ ‫م وب ب‬ ‫أن مت ي م‬ ‫ه ل بغبن ح ي‬ ‫م م‬ ‫ن حفي المر ح‬ ‫العاصأي ول تنفعه طاعة المطيع ‪ ،‬وإنما هذا راجع إلى الخلق أنفسهم ‪ ،‬إن أطاعوه انتفعسسوا‬ ‫‪ ،‬وإن عصوه تضرروا بمعصيته ‪.‬‬ ‫********‬ ‫ومعنى يعبدون ‪ :‬يوحدون ] ‪. [ 16‬‬ ‫‪30‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 16‬قوله ‪ :‬وأماعنى يعبدوأن ‪ :‬يوحدون ‪ :‬أي يفردوني بالعبادة ‪ ،‬فالعبادة والتوحيسسد‬ ‫بمعنى واحد ‪ .‬التوحيد يفسر بالعبادة ‪ ،‬والعبادة تفسر بالتوحيد ‪ ،‬ومعناهما واحد ‪ ،‬ففي هذا‬ ‫رد على من فسر التوحيد بأنه القرار بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر ‪،‬‬ ‫فهذا ليس هو التوحيد الذي خلق الخلسسق مسن أجلسسه ‪ ،‬وإنمسا خلسسق الخلسسق مسن أجسسل توحيسسد‬ ‫العبادة ‪ ،‬وهو توحيد اللوهية ‪.‬‬ ‫أما من أقر بتوحيد الربوبية فقط فإنه ليس موحدا ‪ ،‬وليس من أهل الجنة ‪ ،‬بل هو من أهل‬ ‫النار ؛ لنه لم يأت بالتوحيد الذي خلق من أجله والعبادة ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫أعظم ما أمر ا به التوحيد‬ ‫وأعظم ما أمر ا به التوحيد ‪ ،‬وهو إفرادأ ا بالعبادأةا ] ‪[ 17‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 17‬قوله ‪ -‬رحمه ا ‪ : -‬أعظم ما أمر ا به التوحيد ‪ :‬هذا مهم جدا ‪ ،‬إن التوحيد أعظم ما أمسسر اسس بسسه ‪ ،‬كسسل‬ ‫الوامر التي أمر ا بها كلها بعد التوحيد ‪.‬‬ ‫ما الدليل على أن أعظم ما أمر ا به التوحيد قوله تعالى ‪ :‬نوادعبسسدوا بَ‬ ‫ان نونل تسدشسسبرسكوا ببسبه نشسسديئئا إلسسى آخسسر اليسسة‬ ‫] النساء ‪. [ 36 :‬‬ ‫هذه الية فيها عشرةا حقوق ؛ ولهذا تسمى آية الحقوق العشرةا ‪ ،‬أول هذه الحقوق حق ا سبحانه ‪ :‬نوادعبسسسسدوا بَ‬ ‫انسس‬ ‫نونل تسدشبرسكوا بببه نشديئئا نوببادلنوالبندديبن إبدحنسائنا هسسذا هسسو الحسسق الثسساني ‪ ،‬نوبذي ادلقسدربنسسى هسسذا هسسو الحسسق الثسسالث ‪ ،‬وذوو‬ ‫القربى هم الذين تجمعك بهم قرابة نسبية من جهة الب أو الما ‪ ،‬كالباء والجدادأ ‪ ،‬والعماما والعمات ‪ ،‬والخوال‬ ‫والخالت ‪ ،‬والخوةا والخوات ‪ ،‬وأولدأ الخوه والخوات ‪ ،‬وأولدأ العماما والعمسسات ‪ ،‬هسسؤلء هسسم ذوو القربسسى ‪،‬‬ ‫لهم حق القرابة ‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫نوادليننتانمى ( اليتاما من المسلمين ‪ ،‬وهم كل من مات أبوه وهو صغير ولم يبلغ وصسسار بحاجسسة إلسسى مسسن يسسسد‬ ‫)‬ ‫مسد أبيه في رعاية هذا الطفل تربية وإنفاقا والقياما بمصالحه ‪ ،‬ورفع ما يضسسره ؛ لنسسه ليسسس لسسه أب يحميسسه وينفسسق‬ ‫عليه ويدافع عنه ‪ ،‬فهو بحاجة إلى من يساعده ‪ ،‬لنه فقد أباه وعائله ‪ ،‬وله حق في السلما ‪.‬‬ ‫المهم أن ا بدأها بحقه سبحانه وتعالى قوله ‪ :‬نونل تسدشبرسكوا بببه نشديئئا لم يقتصر على قوله ‪ :‬نوادعبسسدوا بَ‬ ‫انسس لن‬ ‫العبادأةا ل تصح مع الشرك ول تنفع ‪ ،‬ول تسمى عبادأةا إل إذا كانت خالصة ل ‪ -‬عز وجل ‪ ، -‬إن كسسان معهسسا شسسرك‬ ‫فإنها ل تكون عبادأةا مهما أتعب النسان نفسه فيها ‪ ،‬قرن المر بالعبادأةا بالنهي عن الشرك ‪ ،‬إذ ل تصح العبادأةا مسسع‬ ‫وجودأ الشرك أبدا ‪.‬‬ ‫هذا دأليل على قول الشيخ ‪ :‬أعظم ما أمر ا به التوحيد ‪ ،‬حيث إن ا بدأ به في آيات كثيرةا منها هذه الية ‪ ،‬ومنهسسا‬ ‫ك أنبَل تندعبسسدوا إببَل إببَياهس ] السراء ‪ [ 23 :‬فبدأ سبحانه وتعالى بالتوحيد ‪ ،‬وهسسذا يسسدل علسسى‬ ‫ضى نررِب ن‬ ‫قوله تعالى ‪ :‬نوقن ن‬ ‫أنه أعظم ما أمر ا به ‪.‬‬ ‫ق ]النعاما‪:‬‬ ‫قسدل تننعالندوا أندتسل نما نحبَرنما نررِبسكدم نعلنديسكدم أنبَل تسدشبرسكوا بببه نشديئئا نوببادلنوالبندديبن إبدحنسائنا نونل تندقتسسلوا أندونلندأسكدم بمدن إبدمنل ة‬ ‫‪. [ 151‬‬ ‫هذا دأليل على ما يأتي أن أعظم ما نهى ا عنه الشرك ‪ ،‬إذا كان أعظم ما أمر اسس بسسه التوحيسسد فسسإنه يجسسب أن يبسسدأ‬ ‫النسان بتعلم العقيدةا قبل كل شيء ‪ ،‬العقيدةا هي السسساس ‪ ،‬فيجسسب أن يبسسدأ بهسسا بسسالتعلم والتعليسسم ‪ ،‬وأن يسسداوما علسسى‬ ‫تدريسها وبيانها للناس ؛ لنها هي أعظم ما أمر ا به ‪ ،‬فليس من المناسب أن تجعلها آخر الشياء ‪ ،‬أو ل يؤبه بها‬ ‫‪ ،‬لن الن هناك دأعاةا يزهدون فسي تعليسم التوحيسد والعقيسدةا ‪ ،‬فهنساك أنساس ابتلسوا بهسذا ‪ ،‬ولن الخلل بهسا إخلل‬ ‫بالدين كله فيجب العناية بها ‪.‬‬ ‫وما هو التوحيد ؟ هل هو أن تقر بأن ا هو الخالق الرازق المحيي المميت ؟ ل ؛ التوحيد هو إفسسرادأ اسس بالعبسسادأةا ‪،‬‬ ‫لن ا قال ‪ :‬نونما نخلندق س‬ ‫س إببَل لبيندعبسسدوبن ] الذاريات ‪ [ 56 :‬وقال أهل التفسير ‪ :‬يعبدون أي يوحدون‬ ‫ت ادلبجبَن نوا د بلدن ن‬ ‫‪ ،‬ففسروا التوحيد بالعبادأةا ‪.‬‬ ‫إئذا فالتوحيد هو إفرادأ ا بالعبادأةا وليس ‪ ،‬هو القرار بأن ا هو الخالق الرازق المحيي المميت المسسدبر ‪ ،‬لن هسسذا‬ ‫موجودأ في الفطر ‪ ،‬موجودأ في عقول العقلء ‪ ،‬ل يوجد عاقل فسسي السسدنيا يعتقسسد أن أحسسدا خلسسق السسسماوات والرض‬ ‫غير ا سبحانه وتعالى ‪ ،‬ل يوجد أحد في العالم كله وما فيه من الكفار والملحدةا يعتقد أن أحدا خلق بشرا نولنئبدن‬ ‫نسأ ندلتنهسدم نمدن نخلنقنهسدم لنينسقولسبَن بَ‬ ‫اس ] الزخرف ‪ . [ 87 :‬ل يوجد عاقل في العالم يعتقد أن بشرا يخلق بشرا إنسانا يمشسسي‬ ‫على الرض ويتكلم ويأكل ويشرب ‪ ،‬هل يوجد عاقل يعتقد هذا ؟ أندما سخلبسقوا بمسسدن نغديسسبر نشسسديةء أندما هسسسسم ادلنخسسالبسقونن أندما‬ ‫ض نبل نل سيوقبسنونن ] الطور ‪ . [ 36 ، 35 :‬توحيد الربوبية موجودأ في الفطر والعقول لكنه‬ ‫ت نوادلندر ن‬ ‫نخلنسقوا البَسنمانوا ب‬ ‫ل يكفي بدون توحيد العبادأةا ‪ ،‬وهو إفرادأ ا بالعبادأةا ‪.‬‬ ‫ولهذا قال الشيخ ‪ :‬التوحيد هو إفرادأ ا بالعبادأةا ‪ ،‬وليس هو إفرادأ ا بالخلق والرزق والحياء والماتة ‪ ،‬لن هسسذا‬ ‫شيء معروف ‪ ،‬ول يكفي توحيد الربوبية في تعريف التوحيد ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫‪32‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫أعظم ما نهى ا عنه الشركَ‬ ‫وأعظم ما نهى عنه الشرك ] ‪[ 18‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 18‬قوله ‪ -‬رحمه ا ‪ : -‬وأعظم ما نهى ا عنه الشركَ ‪ :‬هذه فائدةا عظيمسة ؛ لن بعسض النساس يعتقسدون أن‬ ‫هناك أشياء هي أعظم الجرائم ‪ ،‬وأعظم ما نهى ا عنه ‪ ،‬فيقول ‪ :‬الربسسا هسسو أعظسسم المحرمسسات ‪ ،‬الزنسسا هسسو أعظسسم‬ ‫المحرمات ؛ ولذلك يركزون على النهي عسن الربسا ‪ ،‬وعسن الزنسا ‪ ،‬وعسن فسسادأ الخلق ‪ ،‬ولكسن ل يهتمسسون بسسأمر‬ ‫الشرك ‪ ،‬ول يحذرون منه ‪ ،‬وهم يرون الناس واقعين فيه ‪ ،‬فهذا من الجهل العظيم بشريعة ا سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫فأعظم ما نهى ا عنه هو الشرك ‪ ،‬فهو أعظم من الربا ‪ ،‬وأعظم من شرب الخمر ‪ ،‬وأعظم من السسسرقة ‪ ،‬وأعظسسم‬ ‫من أكل أموال الناس بالباطل ‪ ،‬وأعظم من القمار والميسر ‪ ،‬هو أعظسسم المحرمسسات ‪ ،‬والسسدليل قسسوله تعسسالى ‪ :‬قسسسدل‬ ‫ق نندحسسسن نندرسزقسسكسسدم‬ ‫تننعالندوا أندتسل نما نحبَرنما نررِبسكدم نعلنديسكدم أنبَل تسدشبرسكوا بببه نشديئئا نوببادلنوالبندديبن إبدحنسسسائنا نونل تندقتسلسسسوا أندونلندأسكسسدم بمسسدن إبدمنل ة‬ ‫س البَبتي نحبَرنما بَ‬ ‫اس إببَل ببادلنح ل‬ ‫صاسكدم ببسسبه لننعلبَسكسسدم‬ ‫ق نذلبسكدم نو بَ‬ ‫ش نما ظنهننر بمدننها نونما بنطننن نونل تندقتسسلوا النبَدف ن‬ ‫نوإببَياهسدم نونل تندقنرسبوا ادلفننوابح ن‬ ‫تندعقبسلونن نونل تندقنرسبوا نمانل ادلينبتيبم إببَل ببالبَبتي بهني أندحنسسن إلى آخر اليات ‪ ،‬وهذه اليات تسمى بالوصايا العشر ‪ ،‬سورةا‬ ‫‪33‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫النعاما الية ‪ 151‬قسدل تننعالندوا أندتسل نما نحبَرنما نررِبسكدم نعلنديسكدم إلى قوله ‪:‬‬ ‫‪. [ 152 ، 151‬‬ ‫هذه المحرمات بدأها ا بقوله ‪ :‬أنبَل تسدشبرسكوا بببه نشديئئا فدل على أن الشرك هو أعظم ما نهى ا عنه ‪.‬‬ ‫وفي سورةا السراء قال ا تعالى ‪ :‬نل تندجنعدل نمنع بَ‬ ‫اب إبلنئهسا آنخسسنر فنتندقسعسسند نمسدذسموئما نمدخسسذوئل ]السسسراء ‪ . [ 22 :‬بسدأ‬ ‫بالنهي عن الشرك ‪ ،‬وختمها بالنهي عن الشرك فقال ‪ :‬نونل تندجنعدل نمنع بَ‬ ‫اب إبلنئها آنخنر فنتسدلنقى بفي نجهننبَنم نمسلوئما نمسسددسحوئرا‬ ‫صاسكدم بببه لننعلبَسكسسدم تندعقبلسسسونن ] النعسساما ‪:‬‬ ‫نذلبسكدم نو بَ‬

‫] السراء ‪ . [ 39 :‬فدل على أنه أعظم ما نهى ا عنه ‪ ،‬هذا يدل على قسسول الشسسيخ ‪ :‬وأعظسسم مسسا نهسسى اسس عنسسه‬ ‫الشرك ‪.‬‬ ‫وفي الحديث الصحيح أن النبي ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪ -‬سئل ‪ :‬أي الذنب أعظم قال ‪ :‬أن تجعل ل ندا وهو خلقك‪،‬‬ ‫‪15‬‬

‫قيل ‪ :‬ثام أي ؟ قال ‪ :‬أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك ‪ ،‬قيل ثام أي ؟ قال ‪ :‬أن تزني بحليلة جارك‬ ‫س البَتبسسي نحسسبَرنما بَ‬ ‫وأنزل ا تصديق ذلك في قوله ‪ :‬نوالبَبذينن نل ينددسعونن نمنع بَ‬ ‫اسسس إببَل ببسسادلنح ل‬ ‫ق‬ ‫اب إبلنئها آنخنر نونل يندقتسسلونن النبَدفسس ن‬ ‫ق أننثاائما ] الفرقان ‪ . [ 68 :‬فبدأ بالشرك فسسي قسسوله ‪ :‬أن تجعسسل لسس نسسدا ‪ -‬أي شسسريكا ‪-‬‬ ‫ك يندل ن‬ ‫نونل يندزسنونن نونمدن يندفنعدل نذلب ن‬ ‫وهو خلقك ‪ ،‬وقال ‪ :‬هو أعظم الذنوب ؛ لنه سئل أي الذنب أعظم ؟ فبدأ بالشرك ‪.‬‬ ‫وقال ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪: -‬‬

‫اجتنبوا السسبع الموبقسات ! قيسل ومسا ه ن يسا رسسول اس ؟ ! قسال ‪ :‬الشسرك بسال‬ ‫‪16‬‬

‫والسحر وقتل النفس التي حرما ا إل بالحق ‪ " .‬إلخ الحديث‬

‫إبنبَهس نمدن‬

‫بدأها بالشرك ‪ ،‬فدل على أن الشرك هو أعظم الذنوب ‪ ،‬ولذلك المشرك ل يدخل الجنة أبدا ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫اس نعلنديبه ادلنجنبَةن نونمأدنواهس البَناسر نونما بلل بَ‬ ‫يسدشبردك ببابَلب فنقندد نحبَرنما بَ‬ ‫صاةر ] المائدةا ‪ . [ 72 :‬المشرك ل يغفسسر اسس‬ ‫ظالببمينن بمدن أندن ن‬ ‫له ‪ :‬إببَن بَ‬ ‫ك لبنمدن يننشاسء ] النساء ‪ . [ 48 :‬فسدل ذلسسك علسى تحريسسم الجنسة‬ ‫ك بببه نويندغفبسر نما سدأونن نذلب ن‬ ‫ان نل يندغفبسر أندن يسدشنر ن‬ ‫على المشرك ‪ ،‬وأيضا أن ا ل يغفر له ‪ ،‬ودأل هذا على أن الشرك أعظسسم السسذنوب ‪ ،‬لن السسذنوب مسسا عسسدا الشسسرك‬ ‫قابلة للمغفرةا ‪ :‬إببَن بَ‬ ‫ك لبنمدن يننشاسء فالزنا والسرقة وشرب الخمر والربسسا‬ ‫ك بببه نويندغفبسر نما سدأونن نذلب ن‬ ‫ان نل يندغفبسر أندن يسدشنر ن‬ ‫كله دأاخل تحت المشيئة ‪ ،‬إن شاء ا غفر لصاحبه ‪ ،‬وإن شاء عذبه ‪.‬‬ ‫أما الشرك فإنه ل يغفر ‪ ،‬حكم ا أنه ل يغفره ‪ ،‬وكذا العاصي وإن كان عنده كبائر دأون الشرك فإنه ل تحرما عليسسه‬ ‫الجنة ‪ ،‬مآله إلى الجنة ‪ ،‬إما أن يغفر ا له مسسن أول وهلسسة ويسسدخله الجنسسة ‪ ،‬وإمسسا أن يخسسرج مسسن النسسار بعسسد تعسسذيبه‬ ‫ويدخل الجنة ‪ ،‬المؤمن مهما كان منه من الفسق والمعاصسي الستي دأون الشسرك فسإنه ل يقنسط مسن رحمسة اس ‪ ،‬ول‬ ‫يحرما من الجنة ‪ ،‬وهو دأاخل تحت المغفرةا بمشيئة ا سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫إببَن‬

‫أما المشرك فإنه محروما من ذلك كله والعياذ بال ‪ ،‬فسسدل علسسى أن الشسرك هسو أعظسم السذنوب ‪ ،‬قسال تعسالى ‪:‬‬ ‫ك لنظسدلمم نعبظيمم ] لقمان ‪. [ 13 :‬‬ ‫اللشدر ن‬ ‫ضنلئل‬ ‫وقال سبحانه ‪:‬‬ ‫ضبَل ن‬ ‫نونمدن يسدشبردك ببابَلب فنقنبد ادفتننرى إبدثائما نعبظيئما ] النساء ‪ . [ 48 :‬نونمدن يسدشبردك ببابَلب فنقندد ن‬

‫بنبعيئدا ] النساء ‪ [ 116 :‬كل هذا يدل على أن الشرك أعظم الذنوب ‪ ،‬وإذا كان الشسسرك أعظسسم السسذنوب فسسإنه يجسسب‬ ‫على العلمساء والمتعلميسن النهسي عنسه والتحسسذير منسه ‪ ،‬وأل يسسكتوا عسن التحسسذير مسن الشسسرك ‪ ،‬وأنسه يجسب جهسسادأ‬ ‫المشركين مع القدرةا كما جاهدهم رسول ا ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪. -‬‬ ‫قال تعالى ‪ :‬نفادقتسسلوا ادلسمدشبربكينن نحدي س‬ ‫صسسةد ] التوبسسة ‪[ 5 :‬‬ ‫ث نونجددتسسموهسدم نوسخسذوهسدم نوادح س‬ ‫صسروهسدم نوادقسعسدوا لنهسدم سكسسبَل نمدر ن‬ ‫فيجب التحذير من الشرك وبيانه للناس حتى يجتنبوه ‪ ،‬هذا الذي يجب ‪.‬‬ ‫مان حديث عبد الله بن ماسعود رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((15‬أخرجه البخاري )‪ ،(6861‬وأماسلم )‪ (86‬ع‬ ‫مان حديث أبي هريرة رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((16‬أخرجه البخاري )‪ ،(2766‬وأماسلم )‪ (89‬ع‬

‫‪34‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫أما أن يسكت عن الشرك ‪ ،‬ويترك الناس يهيمون في عبادأةا غير ا ‪ ،‬وهم يدعون السلما ‪ ،‬ول أحد ينهي ول أحد‬ ‫يحذر ‪ ،‬المر خطير جدا ‪ ،‬هناك ناس يتجهون إلى النهي عن الربا والزنا وفسادأ الخلق ‪ ،‬هذه أمور نعسسم محرمسسة‬ ‫وفسادأ ‪ ،‬لكن الشرك أعظم ‪ ،‬فلماذا ل يهتم بالنهي عن الشرك ‪ ،‬والتحذير من الشرك ‪ ،‬وبيان ما يقسع فيسسه كسثير مسن‬ ‫الناس في الشرك الكبر وهم يدعون السلما ؟‬ ‫لماذا هذا التساهل في أمر الشرك والتغافل عنه ‪ ،‬وترك الناس يقعون فيه ‪ ،‬والعلماء موجسسودأون ‪ ،‬بسسل يعيشسسون مسسع‬ ‫هؤلء ويسكتون عنهم ؟ الواجب أن يتجه أول إلى النهي عن هذا الخطر العظيم الذي فتك بالمة فتكا ذريعسسا ‪ ،‬كسسل‬ ‫ذنب دأونه فهو أهون منه ‪ ،‬والواجب أن يبدأ بالهم فالهم ‪.‬‬ ‫********‬ ‫وهو دأعوةا غيره معه ] ‪[ 19‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 19‬هذا تعريف الشرك ‪ :‬هو دعوة غيره معه ‪ :‬بمعنى أن ييصرف شيء من العبادة‬ ‫لغير الله من ملك من الملئكسسة أو نسسبي مسسن النبيسساء أو صأسسالح مسسن الصسسالحين أو بنيسسة مسسن‬ ‫البنيات أو غير ذلك من كل المخلوقات ‪ ،‬فمن صأرف شيئا من العبادة لغيسسر اللسسه فهسسذا هسسو‬ ‫أعظم ما نهى الله عنه ‪ ،‬هذا هو الشرك ‪.‬‬ ‫فاعرفوا تفسير التوحيد وتفسير الشرك ‪ ،‬لن هناك من النسساس مسسن يفسسسر التوحيسسد بغيسسر‬ ‫تفسيره ‪ ،‬ومن يفسر الشرك بغير تفسيره ‪.‬‬ ‫من الناس من يقولون إن الشرك هو الشرك في الحاكمية ‪ ،‬وهذا ظهر الن مسسع السإسسف ‪،‬‬ ‫الحكم بغير ما أنزل الله نوع من أنواع الشرك يسسسمى شسسرك الطاعسسة ‪ ،‬ل شسسك أن طاعسسة‬ ‫المخلوق في تحليل ما حرما الله أو تحريم ما أحل الله هذا نوع من الشرك ؛ لكن هناك مسسا‬ ‫هو أعظم منه وهسسو عبسادة غيسر اللسه ‪ -‬عسز وجسل ‪ -‬بالذبسسح والنسسذر والطسسواف والسإستغاثاة ‪،‬‬ ‫فالواجب أن يحذر من الشرك كله ل يؤخذ منه ويترك ما هو أعظم وأخطر منه ‪ ،‬فل يفسر‬ ‫الشرك بأنه شرك الحاكمية فقط أو الشسسرك السياسإسسي ‪ ،‬ويقولسسون الشسسرك بسسالقبور هسسذا‬ ‫شرك سإاذج ‪ ،‬أي هين ‪ ،‬هذه جراءة على الله سإبحانه وتعالى ‪ ،‬الشرك أعظم ما نهى اللسسه‬ ‫عنه ‪ ،‬وهو دعوة غيره معه ‪ ،‬هذا هو الشرك ‪.‬‬ ‫ومنهم من يقول الشرك هو محبة الدنيا ومحبة المال ‪ .‬المال جعله الله محبوبا حبا طبيعيسسا‬ ‫ما ب‬ ‫خي مرح أي المسسال ل ب ب‬ ‫ب ال م ب‬ ‫وبت ي ح‬ ‫شسس ح‬ ‫ديد ة‬ ‫ح ق‬ ‫ه لح ي‬ ‫حوبا ب‬ ‫ل ي‬ ‫حببو ب‬ ‫ما ] الفجر ‪. [ 20 :‬سس وبإ حن ص ي‬ ‫ج و‬ ‫ن ال م ب‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ن ب‬ ‫] العاديات ‪[ 8 :‬سس قي م‬ ‫م ] التوبسسة ‪:‬‬ ‫حسس ص‬ ‫م إلى قسسوله ‪ :‬أ ب‬ ‫كا ب‬ ‫ل إح م‬ ‫ب إ حل بي مك يسس م‬ ‫م وبأب مبناؤ يك ي م‬ ‫ن آبباؤ يك ي م‬ ‫‪. [ 24‬‬ ‫قال ‪ :‬أحب إليكم ‪ ،‬ما أنكر عليهم أنهم يحبونه ‪ ،‬لكن أنكر عليهم أنهم يقدمون محبته علسسى‬ ‫محبة الله ‪ ،‬محبة المال ليست شركا ؛ لن هذه محبة طبيعية ‪ ،‬الناس يحتاجون إلى المسسال‬ ‫ويحبونه ‪ ،‬محبة المال ليست شركا ‪ ،‬لنه من محبة المنافع التي ينتفع بهسسا النسسسان ‪ ،‬لكسسن‬ ‫هؤلء الذين يقولون هذه المقالت إما أنهم جهال لم يتعلموا التوحيد والشرك ‪ ،‬وإمسسا أنهسسم‬ ‫معرضون يريسدون صأسرف النساس ع ن هسذه الحقسائق إلسى أشسياء هسم يريسدونها ‪ ،‬ومسآرب‬ ‫يريدونها‪ ،‬والله أعلم بالمقاصأد ‪.‬‬ ‫المهم أن هذا ليس هو الشرك ‪ ،‬الشرك هو دعوة غير الله معه ‪ ،‬أو صأرف شيء من أنواع‬ ‫العبادة لغير الله كالذبح والنذر والدعاء والسإتغاثاة والسإتعانة واللتجاء والخسسوف والرجسساء‬ ‫وغير ذلك ‪ ،‬هذا هو الشرك الذي هو أعظم الذنوب ‪ ،‬دعوة غيره معه سإبحانه وتعالى ‪ ،‬لن‬ ‫ن ي بد م ي‬ ‫دون حهح‬ ‫ن ح‬ ‫حقق بوال ص ح‬ ‫ن ي‬ ‫عو ب‬ ‫ه د بع موبة ي ال م ب‬ ‫الدعاء هو أعظم أنواع العبادة كما قال سإبحانه ‪ :‬ل ب ي‬ ‫م م‬ ‫ذي ب‬ ‫‪35‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫م بح ب‬ ‫يرء ] الرعد ‪ . [ 14 :‬وقال ‪:‬‬ ‫م م‬ ‫بفاد م ي‬ ‫خل ح ح‬ ‫ه السس ق‬ ‫جييبو ب‬ ‫بل ي ب م‬ ‫ن ل بسس ي‬ ‫ه ي‬ ‫عوا الل ص ب‬ ‫ن ل بهي م‬ ‫ست ب ح‬ ‫ن وبل بسسوم‬ ‫دي ب‬ ‫صي ب‬ ‫ش م‬ ‫ك برحه ب ال م ب‬ ‫ن ] غافر ‪ . [ 14 :‬فدعاء غير الله هو الشرك الذي حرمه الله ورسإوله ‪ ،‬أما‬ ‫كافحيرو ب‬ ‫هذه الجزئيات التي يجعلونها هي الشرك فليس كذلك ‪ ،‬لكسسن يقسسال ‪ :‬إن بعضسسها جسسزء مسسن‬ ‫الشرك ؛ وإن هناك ما هو أخطر منه وأهم منه ‪ ،‬لن الشرك يتفاوت ‪ ،‬بعضه أشد من بعض‬ ‫والعياذ بالله ‪.‬‬ ‫********‬ ‫والدليل قوله تعالى ‪ :‬نوادعبسسدوا بَ‬ ‫ان نونل تسدشبرسكوا بببه نشديئئا ] النساء ‪[ 20 ] [ 36 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫شرح ي‬ ‫كوا ب حهح ب‬ ‫ه وببل ت ي م‬ ‫شي مةئا ‪ ،‬قلنا ‪ :‬إن‬ ‫] ‪ [ 20‬قوله ‪ :‬وأالدليل قوله تعالى ‪:‬‬ ‫بواع مب ي ي‬ ‫دوا الل ص ب‬ ‫شرح ي‬ ‫كوا ب حهح ب‬ ‫ه وببل ت ي م‬ ‫شسسي مةئا‬ ‫الدليل على أن أعظم ما أمر الله به هو التوحيد قوله ‪:‬‬ ‫بواع مب ي ي‬ ‫دوا الل ص ب‬ ‫ثام ذكر بقية الحقوق ‪ ،‬فكونه بدأ بالتوحيد والنهي عن الشرك ‪ ،‬هذا دليل على أن التوحيد‬ ‫شرح ي‬ ‫كوا ب حهح ب‬ ‫ه وأتبعه بقوله ‪ :‬وببل ت ي م‬ ‫شسسي مةئا‬ ‫هو أعظم ما أمر الله به ‪ ،‬لنه قال ‪:‬‬ ‫بواع مب ي ي‬ ‫دوا الل ص ب‬ ‫فهذا نهي ‪ ،‬فبدأ المر بالتوحيد والنهي عن الشرك ‪ ،‬فدل على أن أعظم ما أمسسر اللسسه بسسه‬ ‫التوحيد ‪ ،‬وأعظم ما نهسسى عنسسه الشسسرك ‪ ،‬لن اللسسه بسسدأ بسسذلك ‪ ،‬ول يبسسدأ سإسسبحانه إل بسسالهم‬ ‫فالهم ‪ ،‬هذا وجه الدللة من الية ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫الرسالة الرابعة‬ ‫الصأول الثلثة التي تجب معرفتها‬ ‫الصأل الول ‪ :‬معرفة ا عز وجل‬ ‫‪36‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫فإذا قيل لك ما هي الصول الثلثاة التي تجب معرفتها ؟ فقل ‪ :‬معرفة العبد ربه ‪ ،‬ودأينه ‪ ،‬ونبيه محمد ‪ -‬صسسلى اسس‬ ‫عليه وسلم ‪[ 1 ] -‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 1‬قوله ‪ :‬الصأول ‪ :‬جمع أصل ‪ ،‬والصل ما يبنى عليه غيسسره ‪ ،‬والفسسرع مسسا يبنسسى علسسى غيسسره ‪ ،‬فهسسذه سسسميت‬ ‫بالصول ‪ ،‬لنها يبنى عليها غيرها من أمر الدين ؛ فلذلك سميت أصول لنها يبنى عليها أمسسر السسدين ‪ .‬وكسسل السسدين‬ ‫يدور على هذه الصول الثلثاة ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬معرفة العبد ربه ‪ :‬ربه منصوب ‪ ،‬لنه مفعول لمعرفة ‪ ،‬لن المصدر ) معرفسسة ( أضسسيف إلسسى اسسسم الفاعسسل‬ ‫)العبد ( والمصدر إذا أضيف يعمل عمل فعله عند النحويين ‪ ،‬فالمصدر هنا أضيف فيعمل عمل الفعل ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬ودأينه ونبيه ‪ :‬معطوف عليه أي على المنصوب ‪ ،‬هذه أصسسول السسدين إجمسسال ‪ .‬وسسسيأتي تفصسسيلها فسسي كلما‬ ‫الشيخ ‪ -‬رحمه ا ‪ -‬إن شاء ا ‪.‬‬ ‫لماذأا خص هذه الصأول الثلثة ؟ لنها هي الساسات لدين السلما ‪ ،‬ولنها هسسي المسسسائل السستي يسسسأل عنهسسا العبسسد‬ ‫حين يوضع في قبره ‪ ،‬لن العبد إذا وضع في قبره وسوي عليه التراب وانصرف عنه الناس راجعين إلى أهلهم‬ ‫جاءه ملكان في القبر ‪ ،‬فتعادأ روحه في جسده ‪ ،‬ويحيا حياةا برزخية ‪ ،‬ليست حياةا مثل حيسساةا السدنيا ‪ ،‬حيساةا اسس أعلسسم‬ ‫بها ‪ ،‬فيجلسانه في قسسبره فيقسسولن لسسه ‪ :‬مسسن ربسسك ‪ ،‬ومسسا دأينسسك ‪ ،‬ومسن نبيسسك ؟ فسسالمؤمن يقسول ‪ :‬ربسسي اسس ‪ ،‬ودأينسسي‬ ‫السلما ‪ ،‬ومحمد ‪ -‬صسسلى اسس عليسه وسسسلم ‪ -‬نسسبيي ‪ ،‬فيقسسال لسسه ‪ :‬كيسسف عرفسست ؟ يقسسول ‪ :‬قسسرأت كتسساب اسس فسسدريت‬ ‫وعرفت ‪ ،‬فينادأي منادأ ‪ :‬أن صدق عبدي ‪ ،‬فأفرشوه من الجنة ‪ ،‬وافتحوا له بابا من الجنة ‪ ،‬ويوسع له فسسي قسسبره مسسد‬ ‫البصر ‪ ،‬فيأتيه من ريح الجنة وروحها ‪ ،‬فينظر إلى مسكنه في الجنة ‪ ،‬فيقول ‪ :‬يا رب أقم الساعة حستى أرجسسع إلسسى‬ ‫أهلي ومالي ‪.‬‬ ‫وأما المرتاب الذي عاش على الريبة والشك وعدما اليقين ‪ ،‬وإن كان يدعي السلما ‪ ،‬إذا كان عنده شكوك وعنسسده‬ ‫ريب في دأين ا كالمنافق فإنه يتلجلج ‪ ،‬فإذا قالوا له ‪ :‬من ربك ؟ يقول ‪ :‬ل أدأري ‪ ،‬وإذا قالوا ‪ :‬مسسا دأينسسك ؟ يقسسول ‪:‬‬ ‫ل أدأري ‪ ،‬وإذا قيل ‪ :‬من نبيك ؟ يقول ‪ :‬ل أدأري ‪ ،‬هاه هاه ل أدأري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ‪. 17‬‬ ‫يعني أنه في الدنيا يقول ما يقوله الناس من غير إيمان ‪ ،‬هذا المنافق والعياذ بال ‪ ،‬هذا المنافق الذي أظهسسر السسسلما‬ ‫وهو ل يعتقده في قلبه ‪ ،‬وإنما أظهره من أجل مصالحه الدنيوية ‪ ،‬فيقول في السسدنيا ‪ :‬ربسسي اسس ‪ ،‬وهسسو غيسسر مسسؤمن‬ ‫بها ‪ ،‬قلبه منكر والعياذ بال !! يقول ‪ :‬دأيني السلما وهو ل يؤمن بالسسسلما ‪ ،‬قلبسسه منكسسر !! يقسسول ‪ :‬نسسبيي محمسسد ‪-‬‬ ‫صلى ا عليه وسلم ‪ -‬وهو ل يؤمن برسالة محمد في قلبه ! ! إنما يقول بلسانه فقط ‪ ،‬هذا هو المنافق ‪ ،‬فيقسسال لسسه ‪:‬‬ ‫ل دأريت ول تليت ‪ ،‬فيضرب بمرزبة من حديد يصيح بها صيحة لو سمعه الثقلن لصعقوا ‪ ،‬يسمعها كل شسسيء إل‬ ‫النسان ‪ ،‬لو سمعه لصعق ‪ ،‬أي لمات من الهول ‪ ،‬ويضيق عليه في قبره حستى تختلسف أضسلعه ‪ ،‬ويفت ح لسه بساب‬ ‫إلى النار ‪ ،‬فيأتيه من سمومها وحرها ‪ ،‬فيقول ‪ :‬يا رب ل تقم الساعة ‪ ،‬هذه عيشته وحالته في القبر ‪ ،‬والعياذ بال ‪،‬‬ ‫لنه ما أجاب بالجواب السديد ‪.‬‬ ‫ولذلك ينادأي منادأ ‪ :‬أن كذب عبدي ‪ ،‬فأفرشوه من النار ‪ ،‬وافتحوا له بابا من النار ‪ ،‬والعيسساذ بسسال ‪ .‬فسسإذا كسسانت هسسذه‬ ‫المسائل بهذه الهمية وجب علينا أن نتعلمها وأن نعتقدها ‪ ،‬ول يكفي التعلم فقط ‪ ،‬بل نتعلمها ونعتقدها ‪ ،‬ونؤمن بها‬ ‫ت بَ‬ ‫‪ ،‬ونعمل بها ما دأمنا على قيد الحياةا ‪ ،‬لعل ا أن يثبتنا عند السؤال في القبر ‪ ،‬يقول ا تعسسالى ‪ :‬يسثنبلسس س‬ ‫اسسس البَسسبذينن‬ ‫اس ال بَ‬ ‫ظالببمينن نويندفنعسل بَ‬ ‫ضرِل بَ‬ ‫اس نما يننشاسء ] إبراهيم ‪. [ 27 :‬‬ ‫ت بفي ادلنحنيابةا الرِددننيا نوبفي ادلبخنربةا نويس ب‬ ‫آنمسنوا ببادلقندوبل البَثابب ب‬ ‫فهذه الصول الثلثاة لها أهمية عظيمة ‪ ،‬ولهذا ركز عليها الشيخ في هذه الرسالة ووضحها من أجسسل أن ندرسسسها ‪،‬‬ ‫ونتمعن فيها ونعتقدها ونعمل بها ‪ ،‬لعل ا أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياةا الدنيا وفي الخرةا ‪.‬‬ ‫********‬ ‫‪ ((17‬سإببق تخريجه ص ‪. 6‬‬

‫‪37‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫فإذا قيل لك ‪ :‬من ربك ؟ فقل ‪ :‬ربي ا الذي رباني وربي جميع العالمين بنعمه ] ‪[ 2‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 2‬لما بين الشيخ ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬الصأول الثلثاسسة مجملسسة أراد أن يبينهسسا مفصسسلة واحسسدا‬ ‫واحدا بأدلتها من الكتاب والسنة ‪ ،‬ومن آيات الله في الكون ‪ ،‬ومن الدلة العقليسسة ‪ ،‬وهكسسذا‬ ‫يجب أن تبنى العقائد على أدلة الكتاب والسنة ‪ ،‬وعلى النظر في آيسسات اللسسه الكونيسسة مسسن‬ ‫أجل أن ترسإخ وتثبت في القلب ‪ ،‬وتزول جميع الشبه ‪.‬‬ ‫وأما العقائد المبنية على الشبهات وعلى الشكوك وعلى أقسسوال النسساس والتقليسسد العمسسى‬ ‫فإنها عقائد زائلة ل تثبت ‪ ،‬وهي عرضة للنقض ‪ ،‬وعرضة للبطال ‪.‬‬ ‫فل تثبت العقيدة ول سإائر الحكاما الشسسرعية إل بأدلسسة الكتسساب والسسسنة ‪ ،‬وبالدلسسة العقليسسة‬ ‫المسلمة ‪ .‬ولهذا أكثر الشيخ ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬من سإياق الدلة على هذه الصأول الثلثاسسة ‪ ،‬فل‬ ‫يمر أصأل منها إل وقد دعمسسه بالدلسسة والسبراهين اليقينيسسة السستي تطسرد الشسسكوك والهسواء ‪،‬‬ ‫وترسإخ العقيدة في القلب ‪.‬‬ ‫قوله ‪ -‬رحمه الله ‪ : -‬فإذا قيل لك ‪ :‬أي سإئلت من ربك ؟ وهذا سإسسؤال وارد سإتسسسأل‬ ‫عنه في الدنيا والخرة ‪ ،‬فل بد أن تعرف ربك ‪ -‬عز وجل ‪ -‬وأن تجيب بجواب صأسسحيح مبنسسي‬ ‫على اليقين والبرهان ‪ ،‬فقل ‪ :‬ربي اللسسه ‪ -‬هسسذا هسسو الجسسواب ‪ -‬السسذي ربسساني ‪ ،‬وربسسى جميسسع‬ ‫العالمين بنعمه ‪ ،‬هذا اسإتدلل عقلي ‪.‬‬ ‫فالرب ‪ -‬جل وعل ‪ -‬هو الذي يربي جميع عباده بنعمه ‪ ،‬ويغذيهم برزقه ‪ ،‬يخلقهسسم ‪ -‬بعسسد أن‬ ‫لم يكونوا شيئا مذكورا‪ -‬في بطون أمهاتهم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثالث ‪ ،‬ويوصأسسل‬ ‫إليهم الرزق حتى في بطون أمهاتهم ؛ ولذلك ينمو جسم الجنين في بطن أمه ويكبر ‪ ،‬لنسه‬ ‫يصل إليه الرزق من الله سإبحانه وتعالى ‪ ،‬ويصل إليه الغذاء ‪.‬‬ ‫ثام تنفخ فيه الروح فيتحرك ويحيا بإذن الله ‪ ،‬هذه تربية في البطن ‪ ،‬ثام إذا خسسرج فسسإن اللسسه‬ ‫سإبحانه يربيه بنعمه بالصحة والعافية ‪ ،‬ويدر عليه لبن أمه ‪ ،‬فيتغذى إلسسى أن يأكسسل الطعسساما‬ ‫ويستغني عن الحليب ‪ ،‬ثام ينمو شيئا فشيئا ‪ ،‬عقله وسإمعه وبصره ‪ ،‬ينمو شيئا فشيئا حستى‬ ‫يبلغ الحلم ‪ ،‬ثام ينمو وينمو حتى يبلغ أشده ويبلغ أربعين سإنة ‪ ،‬ويكون في غاية القوة ‪.‬‬ ‫فمن الذي يغذيه من يوما أن خلقه في بطن أمه إلى أن يموت ‪ ،‬من الذي يغسسذيه ‪ ،‬ثاسسم مسسن‬ ‫الذي يسوغا هذا الطعاما وهذا الشراب في جسمه ‪ ،‬فيصل إلى كسسل خليسسة وعضسسلة ‪ ،‬وإلسسى‬ ‫كل مكان في جسمه ‪ ،‬من الذي يشهي إليه الطعاما والشراب ‪ ،‬من السسذي يصسسرفه ويخسسرج‬ ‫منه ضرره ‪ ،‬من الذي يفعل هذا ويربي هذا النسان ‪ ،‬أليس هو الله سإبحانه وتعالى ؟ هسسذا‬ ‫هو الرب سإبحانه وتعالى الذي يربي ‪ ،‬الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته ‪.‬‬ ‫كل ما على وجه الرض من العوالم الدميسسة والحيوانيسسة ‪ ،‬وعسسالم السسبر والبحسسر ‪ ،‬مسسن أكسسبر‬ ‫مخلوق إلى أصأغر مخلوق ‪ ،‬في البر والبحر ‪ ،‬كلها تتغسسذى بنعمسسه ورزقسسه ‪ ،‬قسسال تعسسالى ‪:‬‬ ‫ذا ال صذي يرزقيك يم إ ب‬ ‫ب‬ ‫س ب‬ ‫ن هب ب‬ ‫داب صسسةر فحسسي‬ ‫مسسا ح‬ ‫ن ب‬ ‫م ح م‬ ‫ح بم ي‬ ‫م ب‬ ‫ه ] الملك ‪ ، [ 21 :‬وقال ‪ :‬وب ب‬ ‫ك رحمزقب ي‬ ‫نأ م‬ ‫أ ص‬ ‫مسس م‬ ‫م م‬ ‫ب‬ ‫مب‬ ‫ن‬ ‫ست ب ب‬ ‫قصر ب‬ ‫م م‬ ‫م م‬ ‫ها وب ي‬ ‫م ي‬ ‫ض إ حصل ع ببلى الل صهح رحمزقيبها وبي بعمل ب ي‬ ‫سسست بومد بع ببها ] هسسود ‪ . [ 6 :‬وقسسال ‪ :‬وبك بسسأي ق م‬ ‫المر ح‬ ‫م ي‬ ‫م ] العنكبسسوت ‪ . [ 60 :‬هسسذا‬ ‫س ح‬ ‫ح ح‬ ‫ح‬ ‫داب صةر بل ت ب م‬ ‫ن ب‬ ‫م وبهيوب ال ص‬ ‫ميعي ال معبحلي ي‬ ‫ه ي بمريزقيبها وبإ حصياك ي م‬ ‫ل رحمزقببها الل ص ي‬ ‫م م‬ ‫دوه ي ] يونس ‪ [ 3 :‬أمسسا غيسسر اللسسه ‪ -‬جسسل وعل ‪-‬‬ ‫م بفاع مب ي ي‬ ‫ه برب بك ي م‬ ‫م الل ص ي‬ ‫هو الرب سإبحانه ‪ :‬ذ بل حك ي ي‬ ‫فل يملك من ذلك شيئا ‪ ،‬ل الصأناما ول غيرها ‪ ،‬ل أحسد يملسك مسن السسرزق شسسيئا ‪ ،‬وإنمسا هسو‬ ‫مرزوق ‪ ،‬مخلوق مثلك ‪.‬‬ ‫********‬ ‫‪38‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫وهو معبودأي ليس لي معبودأ سواه ] ‪[ 3‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 3‬قوله ‪ :‬وأهو ماعبودي ‪ :‬الرب الذي هذا شأنه هو الذي يستحق العبادة مني ومسسن‬ ‫غيري ‪ ،‬ثام أيضا نبه الشيخ ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬أنه ل يكفي القرار بالربوبية ‪ ،‬ل يكفسسي أن تقسسول‬ ‫ربي الله الذي رباني بنعمه ‪.‬‬ ‫هذا ل يكفي ‪ ،‬ل بد أن تعترف له بالعبودية ‪ ،‬وأن تخلص له بالعبادة ‪ ،‬وهذا هو الفرق ما بين‬ ‫الموحد والمشرك ‪ ،‬فالموحد يقر بربوبية الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬وبعبوديته وحسسده ل شسسريك لسسه ‪،‬‬ ‫والمشرك يقر بربوبية الله ‪ ،‬ولكنه مشرك في عبسسادته ‪ ،‬يشسسرك معسسه غيسسره فسسي عبسسادته ‪،‬‬ ‫يشرك معه من ل يخلق ول يرزق ول يملك شيئا ‪ ،‬هذا هو الفرق ما بين الموحد والمشسسرك‬ ‫؛ الموحد يقول ‪ :‬ربي الله ‪ ،‬وهو معبودي ‪ ،‬وليس لي معبود سإسسواه ‪ ،‬أمسا المشسسرك يقسسول ‪:‬‬ ‫ربي الله ؛ لكن العبادة عنده ليست خاصأة بالله ‪ ،‬فيعبد مع الله الشجار والحجار والولياء‬ ‫والصالحين والقبور ‪ ،‬فلذلك صأار مشركا ‪ ،‬ولم ينفعه القسسرار بالربوبيسسة ‪ ،‬ولسسم يسسدخله فسسي‬ ‫السإلما ‪.‬‬ ‫فقوله ‪ :‬وأهو ماعبودي ‪ :‬أي الله الذي أعبده ‪.‬‬ ‫وأقوله ‪ :‬ليس لي ماعبود سإواه ‪ :‬ل من الملئكة ول من الرسإسل ول م ن الصسالحين ول‬ ‫من الشجار والحجار ول من أي شيء ‪ ،‬ليس لي معبود سإواه سإبحانه وتعالى ‪ ،‬هذا تقرير‬ ‫التوحيد بالدليل ‪ ،‬وهذا دليل عقلي ‪ ،‬ثام ذكر الدليل النقلي من القرآن ‪.‬‬ ‫ن ] الفاتحة ‪. [ 2 :‬‬ ‫ب ال مبعال ب ح‬ ‫مد ي ل حل صهح بر ق‬ ‫والدليل قوله تعالى ‪ :‬ال م ب‬ ‫ح م‬ ‫مي ب‬ ‫هذه الية هي أول القرآن في المصحف ‪ ،‬ليس قبلها إل بسم الله الرحمن الرحيسسم ‪ ،‬وهسسي‬ ‫خر دع مواهي ب‬ ‫ن ] يونس ‪:‬‬ ‫آخر كلما أهل الجنة ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫ب ال مبعال ب ح‬ ‫مد ي ل حل صهح بر ق‬ ‫ن ال م ب‬ ‫ح م‬ ‫بوآ ح ي ب ب م‬ ‫مي ب‬ ‫مأ ح‬

‫ذي ب‬ ‫مسسد ي ل حل صسسهح ال صسس ح‬ ‫‪ ، [ 10‬واللسسه ‪ -‬جسل وعل ‪ -‬افتتسسح بهسا الخلسسق ‪ ،‬قسسال تعسسالى ‪ :‬ال م ب‬ ‫خل بسسقب‬ ‫ح م‬ ‫ب‬ ‫جع ب ب‬ ‫ت بوالبنوبر ] النعاما ‪ . [ 1 :‬وختم بها الخلق ‪ ،‬قال تعسسالى‬ ‫ما ح‬ ‫مابوا ح‬ ‫ض وب ب‬ ‫ال ص‬ ‫ل الظ بل ي ب‬ ‫س ب‬ ‫ت بواملمر ب‬ ‫حقق وبحقي ب‬ ‫ن ] الزمسسر ‪ [ 75 :‬فتسسح بهسسا الخلسسق‬ ‫ب ال معبسسال ب ح‬ ‫‪ :‬وبقي ح‬ ‫مد ي ل حل صهح بر ق‬ ‫ل ال م ب‬ ‫م حبال م ب‬ ‫ح م‬ ‫ي ب بي من بهي م‬ ‫مي ب‬ ‫ض ب‬ ‫وختم بها ‪ ،‬فهي كلمة عظيمة ‪.‬‬ ‫فقوله تعالى ‪ :‬الحمد ‪ :‬الثناء على المحمود مسسع محبتسسه وإجللسسه ‪ ،‬و)أل( ‪ :‬فسسي الحمسسد‬ ‫للسإتغراق ‪ ،‬أي جميع المحامد لله ملكا واسإتحقاقا ‪ ،‬فهو المستحق للحمد المطلق ‪ ،‬وأمسسا‬ ‫غيره فيحمد على قدر ما يفعل من الجميل ومن الخير ‪ ،‬وأما الحمد المطلق الكامسسل فهسسو‬ ‫لله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬لن النعم كلها منه ‪.‬‬ ‫وحتى المخلوق إذا أسإدى إليك شيئا من الحسان فإنه من الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬هو الذي سإخر‬ ‫لك هذا المخلوق ‪ ،‬وهو الذي مكنه من أن يحسن إليك ‪ ،‬فالحمسسد يرجسسع إلسسى اللسسه سإسسبحانه‬ ‫وتعالى ‪.‬‬ ‫وأقوله ‪ :‬لله ‪ :‬جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتسسدأ ‪ ،‬أي ‪ :‬الحمسسد كسسائن أو مسسستقر‬ ‫لله ‪ -‬عز وجل ‪. -‬‬ ‫والله ‪ :‬معناه ‪ :‬ذو اللوهية والعبودية على خلقه أجمعين ‪ ،‬وهذا السإم ل يسسسمى بسسه غيسسره‬ ‫سإبحانه ‪ ،‬ل أحد تسمى بالله ‪ ،‬حتى فرعون ما قال أنا الله ‪ ،‬لكنسسه قسسال ‪ :‬أنسسا ربكسسم ‪ ،‬فهسسذا‬ ‫السإم خاص بالله ‪ ،‬ل أحد يتسمى به أبدا ‪ ،‬ول أحد يجرؤ أن يقول أنا الله ‪.‬‬ ‫رب ‪ :‬نعت لسإم الجللة ‪ ،‬وهو مجرور ‪ ،‬وهو مضاف ‪.‬‬ ‫العالمين ‪ :‬مضاف إليه مجرور وعلمة جره الياء ؛ لنه ملحق بجمع المذكر السالم ‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫فواضح أن الحمد كله والثناء كله لله رب العالمين ‪.‬‬ ‫وعسسالم الملئكسسة وعسسالم الجمسسادات والطيسسور وعسسالم السسسباع وعسسالم الحيوانسسات وعسسالم‬ ‫الحشرات والذر ‪ ،‬عوالم في البر والبحر ل يعلمها إل الله ‪ ،‬ول يحصيها إل اللسسه ‪ ،‬كلهسسا اللسسه‬ ‫ربها ‪.‬‬ ‫رب العالمين ‪ :‬وهذا ل يقال إل على الله سإبحانه ‪ -‬عز وجل ‪ ، -‬ل يمكن لحد أن يقال له‬ ‫‪ :‬رب العالمين ‪.‬‬ ‫فسسإذا قيسسل ‪ :‬السسرب ‪ :‬فهسسذا ل يطلسسق إل علسسى اللسسه ‪ -‬جسسل وعل ‪ -‬ول ينصسسرف إل إليسسه ‪ ،‬أمسسا‬ ‫المخلوق فيقيد ‪ ،‬فيقال ‪ :‬رب الدار ‪ ،‬رب البهيمة ‪ ،‬أي ‪ :‬مالكها وصأاحبها ‪.‬‬ ‫********‬ ‫وكل ما سوى ا عالم وأنا واحد من ذلك العالم ] ‪[ 4‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 4‬ثام بين الشيخ ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬وجه السإتدلل بهذه الية ‪.‬‬ ‫فقوله ‪ :‬وكل ما سإوى الله عالم ‪ ،‬وأنا واحد من ذلك العالم ‪ :‬فيكسسون اللسسه ربسسي ؛ لن اللسسه‬ ‫رب العالمين ‪ ،‬وأنا واحد من العالمين ‪ ،‬فيكون الله ربي ‪ ،‬فل أحد يسسستطيع أن يقسسول ‪ :‬أنسسا‬ ‫لي رب غير رب العالمين ‪ ،‬ل الكافر ول المسلم ‪ ،‬هذا ل يمكن أبدا ‪ ،‬ول يقوله عاقل ‪ ،‬هسسذا‬ ‫دليل على ربوبية الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬وما داما أنه رب العالمين فهو المستحق للعبادة ‪ ،‬وهسسذا‬ ‫ك ن بعمب يسسد ي وبإ حي صسسا ب‬ ‫يبطل عبادة غيره سإبحانه وتعسسالى ‪ ،‬ولسسذلك قسسال بعسسدها ‪ :‬إ حي صسسا ب‬ ‫ن‬ ‫ك نب م‬ ‫سسست بحعي ي‬ ‫] الفاتحة ‪.[ 5 :‬‬ ‫وهذا يفيد الحصر ‪ ،‬لن تقديم المعمول ‪ -‬إياك ‪ -‬وتأخير العامل ‪ -‬نعبد ‪ -‬يدل على الحصسسر ‪،‬‬ ‫فإياك نعبد يختلف عن نعبدك ‪ ،‬لن نعبد هذا إثابات فقسط ‪ ،‬لك ن إيساك نعبسد يتضسمن النفسي‬ ‫والثابات ‪ ،‬أي ل نعبد غيرك ‪ ،‬والعبادة ل تصح إل مع النفي والثابسسات ‪ ،‬وهسسو معنسسى ل إلسسه إل‬ ‫الله ‪ ،‬فيها نفي وإثابات ‪ ،‬نفي اللوهية عما سإوى الله ‪ ،‬وإثاباتها لله ‪ -‬عز‬ ‫وجل ‪. -‬‬ ‫********‬ ‫فإذا قيل لك بما عرفت ربك ؟ فقل ‪ :‬بآياته ومخلوقاته ] ‪[ 5‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 5‬أنت قلت ‪ :‬ا ربي ‪ ،‬أو ربي ا الذي رباني بنعمه ‪ ،‬ما هو الدليل على أن ا ربك الذي رباك بنعمه ؟ جاء‬ ‫الشيخ بأدألة من الوحي ومن العقل كما سيأتي ‪ ،‬فإذا قيل لك ‪ :‬بم عرفت ربك ؟ لن مسن ادأعسى شسيئا فل بسد أن يقيسم‬ ‫الدليل على دأعواه ‪:‬‬ ‫والدعــاوى إذأا لـم يقيمـوا‬

‫عليها بينات أهلها أدأعياء‬

‫ل بد لكل مدع أن يقيم الدليل على دأعواه ‪ ،‬وإل كانت دأعواه غير صحيحة ‪ ،‬أنت قلت ‪ :‬ربي ا الذي رباني ‪،‬‬

‫‪40‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫وربى جميع العالمين بنعمه ‪ ،‬ما الدليل ؟ فقل ‪ :‬الدليل آياته ومخلوقاته ‪ .‬اليات ‪ :‬جمع آية ‪ ،‬والية لغة ‪ :‬العلمة‬ ‫على الشيء ‪ ،‬والدللة على الشيء ‪ ،‬كما قال ‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪ " : -‬آية المنافق ثالثا ‪ 18‬أي ‪ :‬علمته‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬بآياته ‪ :‬أي العلمات والدللت الدالة عليه سبحانه وتعالى ‪ .‬فجميع هذه الكائنات السستي ترونهسسا كلهسسا كسسانت‬ ‫معدومة ‪ ،‬ثام إن ا أوجدها وخلقها بقدرته سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫ومنها خلق يتجددأ مثل النبات والمواليد وأشسسياء مسسا كسسانت موجسسودأةا ثاسسم وجسسدت ‪ ،‬وأنتسسم تنظسسرون إليهسسا ‪ ،‬مسسن السسذي‬ ‫يخلقها؟ هو ا سبحانه وتعالى ‪ .‬هل تخلق نفسها ‪ ،‬هل أحد من البشسسر خلقهسسا ؟ ل أحسسد ادأعسسى هسسذا ول يسسستطيع أن‬ ‫يدعي ‪.‬‬ ‫ض بنسسل نل‬ ‫ت نوادلندر ن‬ ‫قال تعالى ‪ :‬أندما سخلبسقوا بمدن نغديبر نشديةء أندما هسسم ادلنخالبسقونن سورةا الطور الية ‪ 36‬أندما نخلنسقوا البَسسسنمانوا ب‬ ‫سيوقبسنونن ] الطور ‪، 35 :‬سس ‪ . [ 36‬هذه الشياء ما أوجدت نفسها ‪ ،‬أو أوجدها غيرها من المخلوقات ‪ ،‬أبدا مسسا أحسسد‬ ‫خلق شجرةا ‪ ،‬ما أحد خلق بعوضة أو ذبابا إببَن البَبذينن تنددسعونن بمدن سدأوبن بَ‬ ‫اب لندن يندخلسسقوا سذنبائبا نولنبو ادجتننمسعوا لنهس ]الحسسج‬ ‫‪. [ 73 :‬‬ ‫فهذا الخلق يدل على الخالق سبحانه وتعالى ‪ ،‬ولهذا لما قيل لعرابي على البديهة بسسم عرفسست ربسسك ؟ قسسال ‪ :‬البعسسرةا‬ ‫تدل على البعير والثار يدل على المسير ‪ ،‬أل يدل هذا الكون على اللطيف الخبير ‪.‬‬ ‫إذا رأيت أثار قدما على الرض أما يدلك هذا على أن أحدا مشى على هذه الرض ‪ ،‬إذا رأيت بعر بعيسسر ‪ ،‬أل يسسدلك‬ ‫هذا على أن هذه الرض فيها إبل ‪ ،‬أو مر عليها بعير ‪ ،‬البعرةا تدل على البعير ‪ ،‬والثار يدل على المسير ‪.‬‬ ‫********‬ ‫ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ‪ ،‬ومن مخلوقاته ‪ :‬السماوات السبع والرضون السبع وما فيهن وما بينهما‬ ‫]‪[6‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 6‬قوله ‪ :‬ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ‪ :‬فاليات على قسمين ‪:‬‬ ‫القسم الول‪ :‬آيات كونية تشاهد مثل السماوات والرض والنجسسوما والشسسمس والقمسسر والجبسسال والشسسجر والبحسسار ‪،‬‬ ‫سميت آيات ‪ ،‬لن بها دأللت على خالقها سبحانه وتعالى ‪ ،‬ولهذا يقول الشاعر ‪:‬‬ ‫ـه أم كُــيف يجحـده الجـاحد‬ ‫فيـا عجبـا كُيف يعصى اللـ‬ ‫تــــدل علــــى أنـــه واحـــد‬ ‫وفــي كُــل شــيء لــه آيـة‬ ‫وتسكينة في الورى شاهد‬ ‫وللــــه فـــي كُـــل تحريكـــة‬

‫فكيف يجحد أحد ا ‪ -‬جل وعل ‪ -‬ويقول ‪ :‬ليس هناك رب ‪ ،‬هذا الكون كله ‪ ،‬وهذه المخلوقات وجدت من غير‬ ‫خالق ‪ ،‬وإن وجدت بخالق فمن هو هذا الخالق غير ا ‪ -‬جل وعل ‪ -‬بين لي ؟ ل تجد خالقا غير ا سبحانه‬ ‫ق نعلنديبهدم قسبل بَ‬ ‫اس نخالب س‬ ‫وتعالى‪ :‬أندما نجنعسلوا ببَلب سشنرنكانء نخلنسقوا نكنخدلقببه فنتننشابنهن ادلنخدل س‬ ‫ق سكلل نشديةء نوهسنو ادلنوابحسد ادلقنبَهاسر ]الرعد‬ ‫‪. [ 16 :‬‬ ‫القسم الثاني ‪ :‬اليات القرآنية التي تتلى من الوحي المنزل على الرسول ‪ -‬صلى ا عليسسه وسسسلم ‪ -‬هسسذه كلهسسا أدألسسة‬ ‫على وجودأ الرب سبحانه وتعالى ‪ ،‬وعلى كماله وصفاته وأسمائه ‪ ،‬وعلى أنه مستحق للعبادأةا وحده ل شسسريك لسسه ‪،‬‬ ‫كلها تدل على ذلك ‪ ،‬اليات الكونية واليات القرآنية ‪.‬‬ ‫اليات الكونية تدل على خالقها وموجدها ومدبرها ‪ ،‬واليات القرآنية فيها المر بعبسسادأةا اسس ‪ ،‬وفيهسسا تقريسسر توحيسسد‬ ‫الربوبية ‪ ،‬والستدلل به على توحيد اللوهية ‪ ،‬والمر بعبادأةا اسس سسسبحانه وتعسسالى ‪ ،‬كسسل القسسرآن يسسدور علسسى هسسذا‬ ‫المعنى ‪ ،‬وأنزل من أجل هذا المعنى ‪.‬‬ ‫مان حديث أبي هريرة رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((18‬أخرجه البخاري )‪ (33‬وأماسلم )‪ (59‬ع‬

‫‪41‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ‪ ،‬هذه من أعظم آياته سبحانه وتعالى ‪ ،‬الليل المظلم الذي يغطي هذا الكون‬ ‫‪ ،‬والنهار المضيء الذي يضيء هذا الكون ‪ ،‬فينتشر الناس لشغالهم ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬قسدل أننرأنديتسدم إبدن نجنعنل بَ‬ ‫اسسس نعلنديسكسسسم‬ ‫ضنياةء أنفننل تندسنمسعونن قسدل أننرأنديتسدم إبدن نجنعنل بَ‬ ‫اللبَدينل نسدرنمئدا إبنلى يندوبما ادلقبنيانمبة نمدن إبلنهم نغديسر بَ‬ ‫اس نعلنديسكسم النبَنهانر نسدرنمئدا‬ ‫اب ينأدبتيسكدم بب ب‬ ‫إبنلى يندوبما ادلقبنيانمبة نمدن إبلنهم نغديسر بَ‬ ‫صسسسرونن نوبمسسدن نردحنمتبسسبه نجنعسسنل لنسكسسسم اللبَديسسنل نوالنبَهنسسانر‬ ‫اب ينسسأدبتيسكدم ببلنديسسةل تندسسسسكسنونن فبيسسبه أنفننل تسدب ب‬ ‫لبتندسسكسنوا بفيبه نولبتندبتنسغوا بمدن فن د‬ ‫ضلببه نولننعلبَسكدم تندشسكسرونن ] القصص ‪. [ 73 - 71 :‬‬ ‫هذا من أعظم آيات ا ‪ ،‬هذا الليل وهذا النهار ‪ ،‬ل السسوقت كلسسه ليسسل ‪ ،‬ول السسوقت كلسسه نهسسار ‪ ،‬لنسسه لسسو كسسان كسسذلك‬ ‫تعطلت مصالح العبادأ وتعبوا ‪.‬‬ ‫جعل ا لهم الليل والنهار يتعاقبان ‪ ،‬ثام إن الليل والنهار منتظمان ل يتخلسسف واحسسد منهمسسا ول يتغيسسر ‪ ،‬علسسى نظسساما‬ ‫واحد ‪ ،‬مما يدل على حكمة الحكيم سبحانه وتعالى ‪ ،‬أفعال العبادأ وصناعاتهم تخرب وتختلف مهما كانت وتتعطل‪،‬‬ ‫وأما مخلوقات ا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬فإنها ل تخرب إل في وقت يأذن ا فيه بخرابها ‪.‬‬ ‫فالليل والنهار مستمران ‪ ،‬لم يتعطل أحد فيهما ‪ ،‬بينما صناعة الخلق تتعطسسل وتخسسرب وتفنسسى ‪ ،‬وإن كسسانت قويسسة أو‬ ‫ضخمة ‪.‬‬ ‫كم تشاهدون من السيارات المرمية والطائرات والبواخر ‪ ،‬مع أنها قوية ومعتنى بها ‪ ،‬لكنها تخرب وتتعطسسل ‪ ،‬هسسل‬ ‫صدننع بَ‬ ‫اب البَبذي أندتقنسسنن سكسبَل نشسسديةء ] النمسل ‪:‬‬ ‫تعطل الليل أو تعطل النهار ؟ لن صانعه قدير حكيم ‪ -‬جل وعل ‪: -‬‬ ‫س‬ ‫‪. [ 88‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫الدليل على ربوبيته وإلهيته سبحانه وتعالى‬ ‫لس ابَلسبذي‬ ‫والدليل قوله تعالى ‪ :‬نوبمدن آنياتببه اللبَديسل نوالنبَنهاسر نوالبَشدم س‬ ‫س نونل لبدلقننمسبر نوادسسسجسدوا ب بَ ب‬ ‫س نوادلقننمسر نل تندسسسجسدوا بللبَشسدم ب‬ ‫نخلنقنهسبَن إبدن سكدنتسدم إببَياهس تندعبسسدونن ] فصلت ‪[ 7 ] [ 37 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫س نوادلقننمسر ‪.‬‬ ‫] ‪ [ 7‬هذا دأليل على ربوبيته وإلهيته سبحانه وتعالى ‪ :‬نوبمدن آنياتببه اللبَديسل نوالنبَنهاسر نوالبَشدم س‬ ‫الشمس والقمر ‪ :‬الشمس الكوكب العظيم الذي يضيء الكون سراجا وهاجسسا ‪ ،‬كمسسا قسسال اسس تعسسالى ‪ ،‬والقمسسر نسسور‬ ‫يضيء الليل ‪ ،‬ويضيء الطريق للناس ‪ ،‬ومسن مصسسالحهما أيضسسا إصسسلحا الكسسون بأشسسجاره وثامسساره وبحسساره ‪ ،‬فلسسو‬ ‫اختفت الشمس عن الكون لتضرر الكون وفسدت كثير من معايش الناس ومصسسالحهم ‪ ،‬ولسسو اختفسسى القمسسر كسسذلك ‪،‬‬ ‫القمر أيضا فيه منافع للثمار والشجار ‪ ،‬مع ما فيه أيضا من معرفة الحساب ‪ ، ،‬قال تعالى‪ :‬نوادلقننمنر سنوئرا نونقسسبَدنرهس‬ ‫ك نعبن ادلنبهلبَبة قسدل بهني نمسنوابقي س‬ ‫س‬ ‫يندسأ نسلونن ن‬ ‫ت بللبَنسا ب‬

‫ب ] يونس ‪ . [ 5 :‬وقال تعالى ‪:‬‬ ‫نمننابزنل لبتندعلنسموا نعندندأ اللسبنينن نوادلبحنسا ن‬ ‫نوادلنحلج ] البقرةا ‪. [ 189 :‬‬ ‫ففي الهلة مصلحة لمعرفة المواقيت والجال ‪ ،‬آجال الديون وآجسسال العسسددأ للنسسساء ‪ ،‬ومسسواقيت العبسسادأات والصسسياما‬ ‫والحج ‪ ،‬كلها تعرف بالحساب المبني على هذين النيرين الشسسمس والقمسسر ‪ ،‬فالحسسساب الشمسسسي والحسسساب القمسسري‬ ‫فيهما مصالح للخلق أجمعين ‪.‬‬ ‫ومن مخلوقاته السماوات السبع ‪ ،‬قال تعسالى ‪ :‬بَ‬ ‫ض بمدثلنسهسبَن ] الطلق ‪:‬‬ ‫اسسس ابَلسبذي نخنلس ن‬ ‫ق نسسدبنع نسسنمانوا ة‬ ‫ت نوبمسنن ادلندر ب‬ ‫ت بطنبائقا ] الملك ‪ . [ 3 :‬بعضها فوق بعض ‪ ،‬السسسماء السسدنيا ‪ ،‬ثاسسم السستي تليهسسا إلسسى‬ ‫‪.[12‬سس البَبذي نخلن ن‬ ‫ق نسدبنع نسنمانوا ة‬ ‫السابعة ‪ ،‬وفوق الجميع عرش الرحمن سبحانه وتعالى ‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫ض بمدثلنهسبَن فهي سبع طباق أيضا ‪ ،‬وكل طبقة من طبقات السسسماوات‬ ‫والرضين سبع كما قال تعالى ‪ :‬نوبمنن ادلندر ب‬ ‫السبع والرضين لها سكان وعمار ‪ ،‬ما في السماوات من الكواكب والفلك الشمس والقمر ‪ ،‬وما في الرض مسسن‬ ‫المخلوقات من الدواب باختلف أنواعها ‪ ،‬ومن الجبال والشجار والحجار ‪ ،‬ومن المعسسادأن ‪ ،‬ومسسن البحسسار ‪ ،‬هسسذه‬ ‫من آيات ا سبحانه وتعالى اليات الكونية التي ترى وتشاهد ‪.‬‬ ‫س نونل لبدلقننمسسبر‬ ‫قال ‪ -‬رحمه ا ‪ : -‬والدليل قوله تعالى ‪ :‬نوبمدن آنياتببه اللبَديسل نوالنبَنهاسر نوالبَشدم س‬ ‫س نوادلقننمسر نل تندسسسسجسدوا بللبَشسسدم ب‬ ‫نوادسسجسدوا ببَلب البَبذي نخلنقنهسبَن إبدن سكدنتسدم إببَياهس تندعبسسدونن ] فصلت ‪. [ 37 :‬‬ ‫من آياته الليل ‪ :‬يعني من علماته الدالة على الربوبيسسة وقسسدرته واسسستحقاقه للعبسسادأةا دأون سسسواه ‪ .‬الليسسل السسذي يظلسسم‬ ‫والنهار الذي يضيء الكون كله ‪ ،‬هذا من عجائب آيات ا سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫فمن الذي يجعل الكون كله مظلما في آن واحد ؟ ثام يجعل الكون كله مضيئا في آن واحد ؟ هو ا سبحانه وتعالى ‪،‬‬ ‫لو اجتمع الخلق على أن يضيئوا بقعة من الرض ما استطاعوا أن يضسسيئوا إل بقعسة محسسدودأةا ‪ ،‬لسو جسساءوا بمكسسائن‬ ‫الكهرباء التي في الدنيا كلها ل تضيء إل جزءا محدودأا من الرض ‪.‬‬ ‫أما الشمس والقمر فهم يضيئان الرض كلها ‪ ،‬الليل والنهار يتعاقبان والشمس والقمر كذلك ‪.‬‬ ‫س نونل لبدلقننمبر نوادسسجسدوا ببَلب البَبذي نخلنقنهسبَن إبدن سكدنتسدم إببَياهس تندعبسسدونن ] فصلت ‪. [ 37 :‬‬ ‫قال تعالى ‪ :‬نل تندسسجسدوا بللبَشدم ب‬ ‫هذا إبطال للشرك ‪ ،‬ل تسجدوا للمخلوقسسات ؛ لن مسن أعظسسم المخلوقسسات الشسسمس والقمسسر ‪ ،‬ولن المشسسركين كسسانوا‬ ‫يعبدون الشمس ويسجدون لها ‪ ،‬ومنهم من يعبد القمر والكواكب ‪ ،‬مثل قوما إبراهيم ‪ ،‬يبنون لها هياكل على صسسورةا‬ ‫س السسسجودأ معنسساه وضسسع الجبهسسة علسسى الرض خضسسوعا‬ ‫الكواكب ويعبدونها ‪ ،‬فقوله تعالى ‪ :‬نل تندسسجسدوا بللبَشسسدم ب‬ ‫للمعبودأ ‪ ،‬وهو أعظم أنواع العبادأةا ‪ ،‬ورسول ا صلى ا عليه وسلم يقول ‪" :‬‬

‫أقسسرب مسسا يكسسون العبسسد مسسن ربسسه‬

‫‪19‬‬

‫وهو ساجد ‪.‬‬ ‫فأعظم أنواع العبادأةا السجودأ على الرض ؛ لن وجهك الذي هو أعز شيء عندك وضعته لسس علسسى الرض تعبسسدا‬ ‫ل وتذلل بين يديه سبحانه وتعالى ‪ ،‬هذا هو السجودأ الحقيقي ‪ ،‬ول يليق التعبد به إل ل ‪.‬‬ ‫أما السجودأ للشمس والقمر فهو سجودأ لمخلوق ل يستحق ‪ ،‬فل يجوز السسسجودأ للمخلوقسسات ‪ ،‬وإنمسسا السسسجودأ لخسسالق‬ ‫المخلوقات ‪ ،‬أما المخلوقات فهي مثلك مخلوقة مدبرةا متصرف فيها ‪ ،‬وهل تسجد لمخلوق مثلك عاجز مثلسسك ‪ ،‬هسسذا‬ ‫ل يجوز ‪ ،‬أين ذهبت العقول ؟! ‪.‬‬ ‫السجودأ إنما يستحقه الخالق سبحانه وتعسسالى السسذي ل يعجسسزه شسسيء ‪ ،‬فالسسسجودأ حسسق لسس ‪ -‬عسسز وجسسل ‪ -‬وليسسس حقسسا‬ ‫س‬ ‫للمخلوق مهما كان ‪ ،‬هذا المخلوق من العظم والكبر فإنه مخلوق ضعيف مدبر متصرف فيه نل تندسسجسدوا بللبَشسسدم ب‬ ‫نونل لبدلقننمبر نوادسسجسدوا ببَلب البَبذي نخلنقنهسبَن إبدن سكدنتسدم إببَياهس تندعبسسدونن ] فصلت ‪. [ 37 :‬‬ ‫فالواجب أن ل نعبد إل ا ‪ ،‬فإذا سجدتم لسسه وسسسجدتم لغيسسره فسسإنكم ل تكونسسون عابسسدين لسس العبسسادأةا الصسسحيحة ‪ ،‬بسسل‬ ‫تعبدونه مع الشرك والشرك يفسد العبادأةا ‪.‬‬ ‫********‬ ‫وقوله تعالى ‪ :‬إببَن نرببَسكسم بَ‬ ‫ش يسدغبشي اللبَدينل النبَنهانر‬ ‫اس البَبذي نخلن ن‬ ‫ت نوادلندر ن‬ ‫ق البَسنمانوا ب‬ ‫ض بفي بستبَبة أنبَياةما ثاسبَم ادستننوى نعنلى ادلنعدر ب‬ ‫ين د‬ ‫ك بَ‬ ‫ت ببأ ندمبربه أننل لنهس ادلنخدل س‬ ‫ب ادلنعالنبمينن ] العراف ‪:‬‬ ‫اس نر رِ‬ ‫ق نوادلندمسر تننبانر ن‬ ‫س نوادلقننمنر نوالنرِسجونما سمنسبَخنرا ة‬ ‫طلسبسهس نحبثيئثا نوالبَشدم ن‬ ‫‪[ 8 ] [ 54‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 8‬إن ‪ :‬حرف توكيد ونصب ‪ ،‬وهي موطئة للقسم يقدر قبلها قسم تقديره وا ‪.‬‬ ‫مان حديث أبي هريرة رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((19‬أخرجه ماسلم )‪ (482‬ع‬

‫‪43‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫إن ربكم ‪ :‬فهي في جواب قسم مقدر ‪.‬‬ ‫إن ربكم ‪ :‬أي خالقكم ومربيكم بالنعم ‪.‬‬ ‫الله ‪ :‬ل غيره سإبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ض ] العسسراف ‪. [ 54 :‬‬ ‫ذي ب‬ ‫مابوا ح‬ ‫ثام ذكر الدليل على ذلك فقال ‪ :‬ال ص ح‬ ‫خل بسسقب ال ص‬ ‫سسس ب‬ ‫ت بواملمر ب‬ ‫هذا هو البرهان على ربوبية الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬أنه خلق السسسماوات والرض ‪ ،‬ول أحسسد خلسسق‬ ‫شيئا منهما ‪ ،‬ول أحد أعسانه سإسسبحانه وتعسسالى علسى ذلسسك ‪ ،‬بسسل هسسو المنفسسرد بخلقسسه‬ ‫ب‬ ‫خل بسسقب‬ ‫ب‬ ‫ض هل أحد من المشركين أو الملحدة عارض هذا وقال ‪ :‬ما خلسسق اللسسه‬ ‫مابوا ح‬ ‫ال ص‬ ‫س ب‬ ‫ت بواملمر ب‬ ‫السماوات والرض ‪ ،‬الذي خلقها هو فلن ‪ ،‬أو أنا الذي خلقتها ‪ ،‬أو خلقها الصسسنم الفلنسسي ؟‬ ‫هل قال هذا أحد من العالم قسسديما وحسسديثا ‪ ،‬مسسع أن هسسذه اليسسة تتلسسى ليل ونهسسارا ؟ ول أحسسد‬ ‫عارض فيها ‪ ،‬ول يستطيع أن يعارض أبدا ‪.‬‬ ‫في سإتة أيام ‪ :‬هذه المخلوقات الهائلة العظيمة خلقها الله فسسي سإسستة أيسساما ‪ ،‬وهسسو قسسادر‬ ‫على أن يخلقها في لحظة ‪ ،‬ولكنه خلقها في سإسستة أيسساما لحكمسسة يعلمهسسا سإسسبحانه وتعسسالى ‪،‬‬ ‫وسإتة الياما أولها يوما الحد وآخرها يوما الجمعة ‪ ،‬ففي يوما الجمعة تكامل الخلق ؛ ولسسذلك‬ ‫صأار هذا اليوما أعظم أياما السإبوع ‪ .‬وهو سإيد الياما وعيد السإبوع ‪ ،‬وهو أفضل الياما ‪.‬‬ ‫قال رسإول الله ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ : -‬خيسسر يسسوما طلعسست فيسسه الشسسمس يسسوما الجمعسسة ‪ 20‬لنه‬ ‫تكامل فيه خلق المخلوقسات ‪ ،‬وخلسق فيسه آدما ‪ ،‬وأدخسل الجنسة وأهبسط منهسا ‪ ،‬وفيسه تقسوما‬ ‫الساعة ‪ ،‬كل ذلك فسسي يسسوما الجمعسسة ‪ ،‬فهسسو أفضسسل اليسساما ‪ ،‬وهسسو آخسسر أيسساما الخلسسق ‪ ،‬خلسسق‬ ‫السماوات والرض وما فيهن ‪.‬‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ش حرف عطف وترتيب ‪ ،‬أي أن اسإتواءه على العرش جسساء بعسسد‬ ‫ما م‬ ‫ثا ي ص‬ ‫سإت ب ب‬ ‫وى ع بلى العبمر ح‬ ‫خلق السماوات والرض‪ ،‬لنه من صأفات الفعال التي يفعلها الله متى شاء ‪.‬‬ ‫وأماعنى اسإتوى ‪ :‬ارتفع وعل ‪.‬‬ ‫العرش ‪ :‬هو سإقف المخلوقات ‪.‬‬ ‫وأهو في اللغة ‪ :‬السرير ‪ ،‬وهو سإرير ذو قوائم تحمله الملئكة وهسسو أعظسسم المخلوقسسات‬ ‫وأعلى المخلوقات ‪.‬‬ ‫السإتواء ‪ :‬صأفة من صأفات الله الفعلية كما يليق بجلله سإبحانه وتعالى ‪ ،‬ليس كاسإسستواء‬ ‫المخلوق على المخلوق ‪ ،‬وليس هو بحاجة إلسسى العسسرش ؛ لنسسه هسسو السسذي يمسسسك العسسرش‬ ‫ك السماوات وامل برض أ بن تزوبل ول بئ حن زال بتا إن أ بمسك بهما م ب‬ ‫س ي‬ ‫ن‬ ‫حسسد ر ح‬ ‫م ح‬ ‫نأ ب‬ ‫ص ب ب ح ب م ب م بي‬ ‫وغيره إ ح ص‬ ‫ه يي م‬ ‫ن الل ص ب‬ ‫مسس م‬ ‫ب م ب ب ح م م ب ي ب ح م‬ ‫ب بعمد حهح ] فاطر ‪ [ 41 :‬فالعرش محتاج إلى الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬لنه مخلوق ‪ ،‬والله غنسسي عسسن‬ ‫العرش وغيره ‪ ،‬لكنه اسإتوى عليه لحكمة يعلمها سإبحانه وتعالى ‪ ،‬والسإتواء نوع من العلو‬ ‫‪ ،‬لكن العلو صأفة ذات ‪ ،‬وأما السإتواء فهو صأفة فعل يفعله إذا شاء سإبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫شي الل صي م ب‬ ‫ل الن صبهابر يغشي الليل بالنهار ‪ ،‬ويغطي النهسسار بالليسسل ‪ ،‬فبينمسسا تسسرون الكسسون‬ ‫ي يغم ح‬ ‫مضيئا يغطيه الليل فيصبح مظلما ‪ ،‬والليل يغطيه النهار فيصبح مضيئا ‪.‬‬ ‫ححثيةثا يأتي هذا بعد هذا مباشرة ول يتأخر ‪ ،‬فإذا أدبر الليل جاء النهسار ‪ ،‬وإذا أدبسسر‬ ‫ه ب‬ ‫ي بط مل يب ي ي‬ ‫النهار جاء الليل مباشرة ل يتأخر هذا عن هذا ‪ ،‬وهذا من كمال قسسدرته سإسسبحانه وتعسسالى ‪ ،‬ل‬ ‫يفتر هذا عن هذا ‪ ،‬والشمس هي الكوكب العظيم المعسروف ‪ ،‬والقمسر كسذلك كسوكب مسن‬ ‫الكواكب السبعة السيارة ‪ ،‬وكل منهما يجري ويدور على الرض ‪ ،‬والرض ثاابتة مستقرة ‪،‬‬ ‫مان حديث أبي هريرة‬ ‫‪ ()20‬أخرجه ماسلم )‪ ،(854‬وأأبو داوأوأد )‪ ،(1046‬وأالترماذي )‪ ،(488‬وأالنسائي ‪ 3/90‬ع‬ ‫رضي الله عنه ‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫جعلها قرارا ‪ ،‬أي قارة ثاابتة لمصالح العباد ‪ ،‬والشمس وسإائر الفلك تسسدور عليهسسا ‪ ،‬ل كمسسا‬ ‫يقوله المتخرصأون الن من الذين يسسدعون المعرفسسة يقولسسون ‪ :‬إن الشسسمس ثاابتسسة والرض‬ ‫بوال ص‬ ‫قرر ل بهبسسا ] يسسسس ‪:‬‬ ‫سسست ب ب‬ ‫تدور عليها هذا عكسسس مسسا فسسي القسسرآن ‪. . .‬‬ ‫س تب م‬ ‫م م‬ ‫ري ل ح ي‬ ‫شسس م‬ ‫م ي‬ ‫جسس ح‬ ‫‪ . [ 38‬وهسسم يقولسسون ‪ :‬الشسسمس ثاابتسسة ‪ ،‬يسسا سإسسبحان اللسسه ! وأالنجوم ‪ :‬هسسي الكسسواكب ‪،‬‬ ‫ماسخرات بأماره ‪ :‬مسخرات في الجريان والدوران دائما ل يفترن ‪ ،‬وهذا رد على السسذين‬ ‫يعبدون الشمس والقمر والكواكب بأنها مسخرة بأمر الله مسسأمورة ‪ ،‬اللسسه السسذي يجريهسسا ‪،‬‬ ‫والله الذي يوقفها إذا شاء سإبحانه وتعالى ‪ ،‬فهي مسخرة مدبرة ليس لها من المر شسسيء‬ ‫‪.‬‬ ‫يأمرها سإبحانه فتجري وتدور وتضيء بأمره الكوني سإسبحانه وتعسالى ‪ ،‬يطلسع هسذا ويغسرب‬ ‫هذا ويتعاقبان ‪ ،‬نصب الشمس والقمر والنجوما على العطف ‪ ،‬لن السماوات ‪ :‬منصسسوب ‪،‬‬ ‫لنه مفعول وعلمة نصبه الكسسسرة نيابسة عسن الفتحسسة ‪ ،‬لنسسه جمسع مسسؤنث سإسالم ‪ ،‬والرض‬ ‫منصوب بالفتحة ‪ ،‬ثام قال ‪ :‬والشمس والقمر معطوف على المنصوب ‪ ،‬والمعطوف على‬ ‫المنصوب منصوب ‪.‬‬ ‫ماسخرات ‪ :‬منصوب على الحال أي حال كونها مسخرات ‪ ،‬وعلمة نصسسبه الكسسسرة نيابسسة‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫مير ‪.‬‬ ‫ه ال م ب‬ ‫خل مقي بوامل م‬ ‫عن الفتحة ‪ ،‬لنه ملحق بجمع المؤنث السالم ‪ .‬قال أبل ل ب ي‬ ‫أل ‪ :‬أداة تنبيه وتقرير ‪ .‬له ‪ :‬سإبحانه وتعالى ل لغيره ‪.‬‬ ‫الخلق ‪ :‬وهو اليجاد ‪ ،‬فهو القادر على الخلق إذا أراد سإبحانه وتعالى يخلق ما شاء ‪.‬‬ ‫وأالمار ‪ :‬أمره سإبحانه وتعالى ‪ ،‬وهو كلمه سإبحانه وتعالى الكوني والشرعي ‪.‬‬ ‫قسسا ب‬ ‫ل ل بهبسسا‬ ‫أماره الكوني ‪ :‬الذي يأمر به المخلوقات فتطيعه وتستجيب له مثل قسسوله ‪ :‬فب ب‬ ‫مب‬ ‫ها ] فصلت ‪ . [ 11 :‬أمرهما سإبحانه ‪ ،‬وهذا أمر كسسوني أمسسر بسسه‬ ‫ض ا حئ مت حبيا ط بوم ة‬ ‫عا أ بوم ك بمر ة‬ ‫وبل حلمر ح‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫قو ب‬ ‫ذا أ ببراد ب ب‬ ‫ميره ي إ ح ب‬ ‫ن ] يسسسس ‪:‬‬ ‫ن يب ي‬ ‫ن فبي بك يسسو ي‬ ‫شي مةئا أ م‬ ‫ل ل بسس ي‬ ‫ما أ م‬ ‫السماوات والرض فتكونت إ حن ص ب‬ ‫ه ك يسس م‬ ‫‪ [ 82‬هذا أمر كوني ‪.‬‬ ‫أماا المار الشرعي ‪ :‬فهو وحيه المنزل الذي يأمر به عبساده ‪ ،‬يسأمرهم بعبسسادته ‪ ،‬يسأمرهم‬ ‫بالصلة ‪ ،‬يأمرهم بالزكاة ‪ ،‬يأمرهم ببر الوالدين ‪ ،‬هذا أمسسره الشسسرعي يسسدخل فيسسه الوامسسر‬ ‫والنواهي التي في القرآن الكريم وفي السنة النبوية ‪ ،‬هذا من أمر الله سإبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫إذا كان له الخلق والمر فماذا بقي لغيره سإبحانه وتعالى ؟ ولهذا يقول ابن عمسسر لمسسا قسسرأ‬ ‫هذه الية ‪ ،‬قال ‪ :‬من له شيء فليطلبه ‪ ،‬ودلت الية على الفرق بين الخلق والمسسر ‪ ،‬ففيسسه‬ ‫رد على من يقولون بخلق القرآن ‪ ،‬لن القرآن من المر ‪ ،‬وأمسسر اللسسه ليسسس مخلوقسسا ‪ ،‬لن‬ ‫الله غاير بين الخلق وبين المر ‪ ،‬فجعلهم شيئين متغايرين ‪ ،‬والقرآن داخل في المسسر فهسسو‬ ‫غير مخلوق ‪.‬‬ ‫وهذا ما خصم به الماما أحمد الجهمية لما طلبوا منه أن يقول بخلسسق القسسرآن ‪ ،‬قسسال ‪ :‬هسسل‬ ‫القرآن من الخلق أو من المر ؟ قالوا ‪ :‬القرآن من المر ‪ ،‬قال ‪ :‬المر غير مخلسسوق ‪ ،‬اللسسه‬ ‫غاير بينه وبين الخلق ‪ ،‬فجعل الخلق شيئا والمر شيئا آخر ‪.‬‬ ‫المر كلما ‪ ،‬وأما الخلق فهو إيجاد وتكوين ‪ ،‬يوجد فرق بينهما ‪.‬‬ ‫تبارك الللله ‪ :‬أي ‪ :‬تعسساظم السسذي هسسذه أفعسساله سإسسبحانه وتعسسالى ‪ ،‬وهسسذه قسسدرته ‪ ،‬وهسسذه‬ ‫مخلوقاته تبارك وتعالى ‪.‬‬ ‫وتبارك ‪ :‬فعل خاص به سإبحانه ‪ ،‬فل يطلق على غيره ‪ ،‬والبركة هي كسسثرة الخيسسر ونمسساؤه ‪،‬‬ ‫وبركات الله ‪ -‬جل وعل ‪ -‬ل تتناهى ‪ ،‬أما المخلوق فل يقال له تبارك ‪ .‬إنما يقال لسسه مبسسارك‬ ‫يعني ‪ :‬بارك الله فيه ‪ ،‬وجعله مباركا ‪ ،‬والبركة كلها من الله سإبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫رب العالمين ‪ :‬مثل ما سإبق ‪ ،‬ففي هذه الية تقرير التوحيسسد ‪ ،‬توحيسسد الربوبيسسة ‪ ،‬وتوحيسسد‬ ‫اللوهية كما سإبق ‪.‬‬ ‫********‬ ‫س ادعبسسدوا نرببَسكسم البَبذي نخلنقنسكدم نوالبَبذينن بمدن قندبلبسكدم لننعلبَسكدم تنتبَسقونن‬ ‫والرب هو المعبودأ ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪ :‬نيا أنرِينها البَنا س‬ ‫البَبذي نجنعنل لنسكسم ادلندر ن‬ ‫ت بردزئقا لنسكدم فننل تندجنعسلوا ببَلب‬ ‫ض فبنرائشا نوالبَسنمانء ببننائء نوأندننزنل بمنن البَسنمابء نمائء فنأ ندخنرنج بببه بمنن الثبَنمنرا ب‬ ‫أندنندائدأا نوأندنتسدم تندعلنسمونن ] البقرةا ‪[ 9 ] [ 22 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 9‬قوله ‪ :‬وأالرب هللو المعبللود ‪ :‬أي هسسو السسذي يسسستحق العبسسادة ‪ ،‬وأمسسا غيسسره فل‬ ‫يستحق العبادة ‪ ،‬لنه ليس ربا ‪ ،‬هسذا وجسسه كلما الشسسيخ ‪ -‬رحمسسه اللسسه ‪ -‬بقسسوله ‪ :‬السسرب هسو‬ ‫المعبود أي ‪ :‬هو الذي يستحق العبادة ‪ ،‬ثام أيضا ل يكفي أن النسان يقسر بالربوبيسة ‪ ،‬بسسل ل‬ ‫بد أن يقر بالعبودية لله سإبحانه وتعالى ‪ ،‬ويفعلها مخلصا له سإبحانه وتعالى ‪ ،‬فمسسا داما أقسسر‬ ‫أنه الرب فإنه يلزمه أن يقسسر أنسسه هسسو المعبسسود ‪ ،‬وأن غيسسره ل يسسستحق شسسيئا مسسن العبسسادة ‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ذي‬ ‫م ال صسس ح‬ ‫س اع مب يسس ي‬ ‫دوا برب صك يسس ي‬ ‫والدليل على أن العبادة خاصأة بالرب قوله تعسسالى ‪ :‬ي بسسا أي بهبسسا الن صسسا ي‬ ‫ب‬ ‫مابء ب حبناةء وبأ بن مبز ب‬ ‫جعب ب‬ ‫ض فحبرا ة‬ ‫ل‬ ‫م ت بت ص ي‬ ‫خل ب ب‬ ‫ب‬ ‫ن ال ص ح‬ ‫ن ح‬ ‫م بوال ص ح‬ ‫ذي ب‬ ‫قو ب‬ ‫شا بوال ص‬ ‫س ب‬ ‫ل ل بك ي ي‬ ‫م ل بعبل صك ي م‬ ‫ن قبب مل حك ي م‬ ‫قك ي م‬ ‫م املمر ب‬ ‫م م‬ ‫ذي ب‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ن ‪.‬‬ ‫ماةء فبأ م‬ ‫مبرا ح‬ ‫ج ب حهح ح‬ ‫ح‬ ‫مو ب‬ ‫دا ة‬ ‫جعبيلوا ل حل صهح أن م ب‬ ‫م فببل ت ب م‬ ‫خبر ب‬ ‫ن ال ص‬ ‫م ت بعمل ب ي‬ ‫دا وبأن مت ي م‬ ‫ت رحمزةقا ل بك ي م‬ ‫ن الث ص ب‬ ‫ماحء ب‬ ‫س ب‬ ‫م ب‬ ‫م ب‬ ‫يا أيها الناس ‪ :‬هذا نداء من الله لجميع الناس ‪ ،‬المسسؤمنين والكفسسار ‪ ،‬لن اللسسه ذكسسر فسسي‬ ‫هسسذه السسسورة ‪ ،‬سإسسورة البقسسرة ‪ ،‬انقسسساما النسساس إلسسى ثالثاسسة أقسسساما ‪ :‬القسللم الوأل ‪:‬‬ ‫المؤمنون الذين يؤمنون بالغيب ‪ ،‬ويؤمنون باليوما الخر ‪ ،‬ووصأسسفهم بسسأنهم هسسم المفلحسسون‬ ‫م وبيأول بئ ح ب‬ ‫يأول بئ ح ب‬ ‫ن ] البقرة ‪. [ 5 :‬‬ ‫م م‬ ‫في قوله ‪:‬‬ ‫دى ح‬ ‫حو ب‬ ‫فل ح ي‬ ‫ك ع ببلى هي ة‬ ‫م ال م ي‬ ‫ك هي ي‬ ‫ن برب قهح م‬ ‫م م‬ ‫فسسيروا‬ ‫ن كب ب‬ ‫ن ال صسس ح‬ ‫القسم الثاني ‪ :‬الكفار الذين أظهروا الكفر والعنسساد ‪ ،‬قسسال تعسسالى ‪ :‬إ ح ص‬ ‫ذي ب‬ ‫سإواةء ع بل بيهم أ بأ بنذ برته ب‬ ‫ن ] البقرة ‪. [ 6 :‬‬ ‫م بل ي يؤ م ح‬ ‫مينو ب‬ ‫مأ م‬ ‫م ت ين مذ حمرهي م‬ ‫ما ل ب م‬ ‫مح م م م بي م‬ ‫ب ب‬ ‫ن‬ ‫القسم الثالث ‪ :‬المنافقون الذين ليسوا مع الكفار وليسسسوا مسسع المسسؤمنين ‪:‬‬ ‫ي‬ ‫مذ بب مسسذ بحبي ب‬ ‫ن ذ بل ح ب‬ ‫ك بل إ حبلى هبؤ يبلحء وببل إ حبلى هبؤ يبلحء ] النساء ‪ . [ 143 :‬فهم مؤمنون في الظسساهر لكنهسسم‬ ‫ب بي م ب‬ ‫كفار في الباطن ‪ ،‬وهؤلء شر من الكفسسار المجسساهرين بكفرهسسم ‪ ،‬ولهسسذا أنسسزل فيهسسم بضسسع‬ ‫عشرة آية ‪ ،‬بينما أنزل في المؤمنين آيات قليلة وفي الكفسسار آيسستين ‪ ،‬أمسسا المنسسافقون فبسسدأ‬ ‫قو ي‬ ‫ن يب ي‬ ‫مصنا ] البقرة ‪ [ 8 :‬إلى قوله ‪ :‬ي بك بسساد ي ال مب بسسمرقي‬ ‫ذكرهم من قوله ‪ :‬وب ح‬ ‫لآ ب‬ ‫س ب‬ ‫م م‬ ‫م ب‬ ‫ن الصنا ح‬ ‫خط ب ي ب‬ ‫م ]البقرة ‪. [ 20 :‬‬ ‫يب م‬ ‫صابرهي م‬ ‫ف أب م ب‬ ‫هذا كله في المنافقين لشدة خطرهم وقبح فعلهم ‪ ،‬ولما ذكر هذه الصأسناف الثلثاسة ق ال ‪:‬‬ ‫ب‬ ‫س فهذا دعاء لجميع الصأناف المؤمنين والكفار والمنافقين ‪ ،‬قسسال العلمسساء ‪:‬‬ ‫بيا أي ببها الصنا ي‬ ‫ب‬ ‫م ] البقرة ‪. [ 21 :‬‬ ‫س اع مب ي ي‬ ‫دوا برب صك ي ي‬ ‫أول نداء في المصحف هو هذا بيا أي ببها الصنا ي‬ ‫اعبدوأا ‪ :‬فعل أمر ‪ ،‬أي أخلصوا له العبادة ‪ ،‬لماذا ؟ لنه ربكم ‪ ،‬والعبادة ل تصلح إل للسسرب‬ ‫م ‪.‬‬ ‫خل ب ب‬ ‫ذي ب‬ ‫سإبحانه وتعالى ‪ ،‬ثام ذكر الدليل على ذلك وهو قوله ‪ :‬ال ص ح‬ ‫قك ي م‬ ‫وأالذين مان قبلكم ‪ :‬من المم كلهم ‪ ،‬خلق الله سإبحانه وتعالى الملئكة والجن والنسسس‬ ‫‪ ،‬وجميع المخلوقات ‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫لعلكم تتقون ‪ :‬إذا تدبرتم هذا ‪ ،‬فلعل هذا أن يسسبب لكسم التقسوى إذا تسسدبرتم أنسه السذي‬ ‫خلقكم وخلق الذين من قبلكم ‪ ،‬لعلكم تتقونه سإبحانه وتعالى في عبادته ‪ ،‬لنه ل يقي مسسن‬ ‫عذابه إل طاعته سإبحانه وتعالى ‪ ،‬لعلكم تتقون عذابي وتتقون النار ‪ ،‬لنه ل يقيكم منهسسا إل‬ ‫عبادة ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫جعبسس ب‬ ‫ض‬ ‫ثام واصأل السإتدلل على ربوبيته وعبوديته سإسسبحانه وتعسسالى بقسسوله ‪:‬‬ ‫ب‬ ‫ل ل بك يسس ي‬ ‫م املمر ب‬ ‫ب‬ ‫سسا ة‬ ‫جعبسس ب‬ ‫فحبرا ة‬ ‫طا ] نسوح ‪ . [ 19 :‬أي مبسسوطة ‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ض بح ب‬ ‫ل ل بك يسس ي‬ ‫شا أي ‪ :‬بسساطا بوالل صسس ي‬ ‫م املمر ب‬ ‫وفراشا ‪ ،‬أي ‪ :‬تفترشونها ‪ ،‬تنامون عليها ‪ ،‬تبنون عليها ‪ ،‬تزرعون على ظهورهسسا ‪ ،‬تسسسيرون‬ ‫ب‬ ‫ض فببر م‬ ‫م‬ ‫عليهسسا فسسي سإسسفركم أينمسسا تريسسدون ‪ ،‬فسسالرض فسسراش ومهسساد ‪:‬‬ ‫شسسبنا ب‬ ‫ها فبن حعمسس ب‬ ‫بواملمر ب‬ ‫ن ] الذاريات ‪ [ 48 :‬لجل مصالحكم ‪.‬‬ ‫دو ب‬ ‫ماه ح ي‬ ‫ال م ب‬ ‫وأالسماء بناء ‪ :‬فالسماء سإقف الرض ‪ ،‬وفيها مصالح للعبساد وبأ بن مسسبز ب‬ ‫مساةء‬ ‫ل ح‬ ‫ن ال ص‬ ‫ماحء ب‬ ‫سسس ب‬ ‫مس ب‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ن ‪.‬‬ ‫فبأ م‬ ‫مبرا ح‬ ‫ج ب حهح ح‬ ‫مو ب‬ ‫دا ة‬ ‫جعبيلوا ل حل صهح أن م ب‬ ‫م فببل ت ب م‬ ‫خبر ب‬ ‫م ت بعمل ب ي‬ ‫دا وبأن مت ي م‬ ‫ت رحمزةقا ل بك ي م‬ ‫ن الث ص ب‬ ‫م ب‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫أنواع العبادأة التي أمر ا بها وأدألة كُل نوع‬ ‫قال ابن كثير ‪ -‬رحمه ا ‪ -‬تعالى ‪ :‬الخالق لهذه الشياء هو المستحق للعبادأةا ‪ .‬وأنواع العبادأةا التي أمر ا بهسسا مثسسل‬ ‫السلما واليمان والحسان ] ‪[ 10‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫‪47‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫س ادعبسسدوا نرببَسكسم البَبذي نخلنقنسكدم نوالبَبذينن‬ ‫نيا أنرِينها البَنا س‬

‫] ‪ [ 10‬لما بين الشيخ أن الرب هو المعبودأ واستدل بقوله تعالى ‪:‬‬ ‫بمدن قندبلبسكدم لننعلبَسكدم تنتبَسقونن استشهد بكلما ابن كثير ‪ -‬رحمسه اس ‪ -‬فسي تفسسيره لليسة ‪ ،‬وأرادأ أن يسبين أنسواع العبسادأةا ‪،‬‬ ‫وأدألة كل نوع ‪ ،‬فالعبادأةا في اللغة معناها ‪ :‬التذلل والخضوع ‪ ،‬ومنه طريق معبد ‪ :‬يعني مذلل مخضع بالمشي عليه‬ ‫‪.‬‬ ‫والعبادأة قسمان ‪ :‬القسم الول ‪ :‬عبادأةا عامة لجميع الخلق ‪ ،‬كلهم عبادأ ا ‪ ،‬المؤمن والكافر ‪ ،‬والفاسق والمنسسافق ‪،‬‬ ‫كلهم عبادأ ا ‪ ،‬بمعنى أنهم تحت تصرفه وقهره ‪ ،‬وأنهم تجسسب عليهسسم عبسسادأته سسبحانه وتعسالى ‪ ،‬هسسذه عبسسادأةا عامسة‬ ‫لجميع الخلق ‪ ،‬مؤمنهم وكافرهم ‪ ،‬كلهم يقال لهم عبادأ ا ‪ ،‬بمعنى أنهم مخلوقون له ‪ ،‬مذللون ‪ ،‬ل يخرج أحد منهسسم‬ ‫ض إببَل آتبسسي البَردحنمسسبن نعدبسسئدا ] مريسسم ‪:‬‬ ‫عن قبضته وسلطانه ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ :‬إبدن سكسسرِل نمسسدن فبسسي البَسسسنمانوا ب‬ ‫ت نوادلندر ب‬ ‫‪ . [ 93‬هذا يشمل كل من في السماوات والرض ‪ ،‬المؤمن والكافر ‪ ،‬كلهم يأتون يسسوما القيامسسة منقسسادأين لسس سسسبحانه‬ ‫وتعالى ‪ ،‬ليس لحد منهم شركة مع ا سبحانه وتعالى في ملكه ‪.‬‬ ‫ض هندونئسسا‬ ‫القســم الثــاني ‪ :‬عبودأيسة خاصسسة بسسالمؤمنين ‪ ،‬كمسا قسال ‪ :‬نوبعبنسساسدأ البَردحنمسسبن البَسسبذينن يندمسشسونن نعنلسى ادلندر ب‬ ‫ك نعلنديبهسدم سسسدل ن‬ ‫طامن ] الحجسر ‪ . [ 42 :‬قسال الشسيطان ‪ :‬إببَل‬ ‫س نلس ن‬ ‫] الفرقان ‪ ، . [ 63 :‬قال تعالى ‪ :‬إببَن بعنبابدأي لندي ن‬ ‫صينن ] الحجر ‪ . [ 40 :‬هذه عبودأية خاصة ‪ ،‬وهي عبودأية الطاعة والتقرب إلى ا بالتوحيد ‪.‬‬ ‫بعنباندأ ن‬ ‫ك بمدنهسسم ادلسمدخلن ب‬ ‫والعبادأةا في الشرع اختلف العلماء في تعريفها ‪ ،‬يعني اختلفت عباراتهم في تعريفها ‪ ،‬والمعنسسى واحسسد ‪ ،‬فمنهسسم مسسن‬ ‫يقول ‪ :‬العبادأةا غاية الذل مع غاية الحب ‪ ،‬كما قال ابن القيم في النونية ‪:‬‬ ‫وعبادأة الرحمن غاية حبه‬

‫مع ذأل عابده هما قطبان‬

‫فعرفها بأنها غاية الحب مع غاية الذل ‪.‬‬ ‫ومنهم من يقول ‪ :‬العبادأةا هي ‪ :‬ما أمر به شرعا من غير اطرادأ عرفي ول اقتضاء عقلي ‪.‬‬ ‫لن العبادأةا توقيفية ل تثبت بالعقل ول بالعرف ‪ ،‬وإنما تثبت بالشرع ‪ ،‬وهذا تعريف صحيح ‪.‬‬ ‫ولكن التعريف الجامع المانع هو ما عرفه بها شيخ السلما ابن تيمية ‪ -‬رحمه ا ‪ -‬حيث قال ‪ " :‬العبادأةا اسم جسسامع‬ ‫لكل ما يحبه ا من القوال والعمال الظاهرةا والباطنة " ‪.‬‬ ‫هذا التعريف الجامع المانع ‪ ،‬وهو أن العبادأةا اسم لجميع ما أمر ا به ‪ ،‬ففعل ما أمر ا بسسه طاعسسة لسس ‪ ،‬وتسسرك مسسا‬ ‫نهى ا عنه طاعة ل ‪ ،‬هذه هي العبادأةا ‪ ،‬ول تحصر أنواعها ‪ ،‬أنواعها كثيرةا ‪ ،‬كل ما أمر ا به فهو عبادأةا ‪ ،‬وكل‬ ‫ترك لما نهى ا عنه طاعة ل هو عبادأةا ‪ ،‬ول تحصر أنواعها ‪ ،‬أنواعها كثيرةا ‪ ،‬كل مسسا أمسسر اسس بسسه فهسسو عبسسادأةا ‪،‬‬ ‫وكل ما نهى ا عنه فتركه ‪ ،‬سواء كان ذلك ظاهرا على الجوارحا أو كسسان باطنسسا فسسي القلسسوب ‪ ،‬لن العبسسادأةا تكسسون‬ ‫على اللسان وتكون على القلب وتكون على الجوارحا ‪.‬‬ ‫تكون على اللسان مثل التسبيح والذكر والتهليل والنطق بالشهادأتين ‪ ،‬كل أقوال اللسسسان المشسسروعة مسسن ذكسسر اسس ‪-‬‬ ‫عز وجل ‪ -‬فإنها عبادأةا ‪.‬‬ ‫وكذلك كل ما في القلب من التقرب إلى ا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬فإنه عبادأةا كالخوف والرجاء والخشسسية والرغبسسة والرهبسسة‬ ‫والتوكل والنابة والستعانة ‪ ،‬كل هذه أعمال قلب ‪ ،‬اللجوء إلى ا بالقلب وخشية ا وخوفه ورغبته والرغبة إليسسه‬ ‫ومحبته سبحانه والخلص له والنية الصادأقة ل ‪ -‬عز وجل ‪ ، -‬كل ما في القلوب مسسن هسسذه النسسواع فهسسو عبسسادأةا ؛‬ ‫وكذلك تكون العبادأةا على الجوارحا مثل الركوع والسجودأ والجهادأ في سبيل ا والجهادأ بالنفس والهجرةا ‪ ،‬كل هسسذه‬ ‫عبادأات بدنية ‪ ،‬والصياما عبادأةا بدنية تظهر على الجوارحا ‪.‬‬ ‫فإذن العبادأةا تكون على اللسان ‪ ،‬وعلى القلب ‪ ،‬وتكون على الجوارحا ‪ ،‬ثام هذه العبادأةا تنقسم إلى عبسسادأةا بدنيسسة وإلسسى‬ ‫عبادأةا مالية ‪.‬‬ ‫العبادأة البدنية ‪ :‬هي الثلثاة النواع التي قلنا ‪ ،‬تكون على اللسان وعلى الجوارحا وعلى القلب ‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫نونجاهنسسسدوا‬

‫وتكون مالية ‪ :‬مثل إخراج الزكاةا ‪ ،‬مثل النفاق في سبيل ا ‪ ،‬وهو النفاق في الجهادأ قال ا تعالى ‪:‬‬ ‫بفي نسببيبل بَ‬ ‫اب ببأ ندمنوالببهدم نوأندنفسبسبهدم ] التوبة ‪ . [ 20 :‬قدما الموال على النفس ‪ ،‬فالجهسسادأ بالمسسال عبسسادأةا ماليسسة ‪ ،‬الحسسج‬ ‫يتكون من عبادأةا بدنية وعبادأةا مالية ‪ ،‬فأدأاء المناسك ‪ :‬الطواف والسعي ورمسسي الجمسسار والوقسسوف بعرفسسة والمسسبيت‬ ‫بمزدألفة عبادأةا بدنية ‪ ،‬أما النفاق فيه فهو عبادأةا مالية ؛ لن الحج يحتاج إلى نفقة ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫السلم واليمان والحسان ودأليل كُل‬ ‫‪49‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫وأنواع العبادة التي أمر الله بها مثل السإلما واليمان والحسان ] ‪[ 11‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 11‬والشيخ ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬أورد أمثلة للعبادة من باب التمثيل ل من باب الحصر ‪ ،‬لنها‬ ‫أكثر مما ذكره ‪ ،‬ول يمكن اسإتيعابها في رسإالة مختصرة ‪ ،‬لكن ذكر أمثلة ‪ ،‬ولشيخ السإلما‬ ‫رسإالة مستقلة اسإمها العبودية تبحث في العبادة ‪ ،‬وأنواع العبادة ‪ ،‬وبيان النحرافات التي‬ ‫حصلت من الصوفية وغيرهم في العبادة ‪ ،‬وهي رسإالة قيمة يحتاج طالب العلم أن يقرأها‬ ‫‪.‬‬ ‫قوله ‪ -‬رحمه الله ‪ : -‬ماثللل السإلللم وأاليمللان وأالحسللان ‪ :‬هسسذه النسسواع الثلثاسسة‬ ‫أعظم أنواع العبادات ‪ ،‬السإلما واليمان والحسسسان ‪ ،‬وسإسسيأتي شسسرحها فسسي كلما الشسسيخ ‪-‬‬ ‫رحمه الله ‪ -‬في الصأل الثسساني ‪ ،‬وذكرهسا هنسسا لنهسا مسن أنسسواع العبسسادة ‪ ،‬فالسإسلما بأركسانه‬ ‫الخمسة ‪ :‬الشهادتان وإقاما الصلة وإيتاء الزكاة وصأوما رمضان وحسسج بيسست اللسسه الحسسراما ‪،‬‬ ‫هذه كلها عبادات مالية وبدنية ‪ ،‬وكذلك اليمان بأركانه الستة ‪ ،‬وهو مسسن أعمسسال القلسسوب ‪:‬‬ ‫اليمان بالله وملئكته وكتبه ورسإله واليسسوما الخسسر ‪ ،‬واليمسسان بالقسسدر خيسسره وشسسره ‪ ،‬هسسذه‬ ‫عبادة قلبية ‪.‬‬ ‫كذلك الحسان ‪ ،‬وهو ركن واحد ‪ ،‬وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يسسراك‬ ‫‪ ،‬هذا أعلى أنواع العبادة‪ ،‬لن الحسان هو أعلى أنواع العبادة ‪ .‬وهذه تسمى مراتب الدين‬ ‫‪ ،‬لن مجموعها هو الدين ‪ ،‬لن جبريل لما سإأل النبي ‪ -‬صأسسلى اللسسه عليسسه وسإسسلم ‪ -‬بحضسسرة‬ ‫أصأحابه وأجابه النبي ‪ -‬صألى الله عليه وسإلم ‪ -‬عن السإلما واليمان والحسان قال ‪ :‬هسسذا‬ ‫جبريل أتاكم يعلمكم أمر دأينكم ‪ ،21‬فسمي هذه الثلثاة الدين ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫‪ ((21‬أخرجه البخاري )‪ ،(4777‬وأماسلم )‪ (8‬وأ)‪ (9‬وأ)‪ (10‬مان حديث أبي هريرة رضي الله عنه ‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫الدعاء أقسامه ودأليله‬ ‫ومنسسه السسدعاء ‪ ،‬والخسسوف ‪ ،‬والرجسساء والتوكسسل ‪ ،‬والرغبسسة ‪ ،‬والرهبسسة ‪ ،‬والخشسسوع ‪ ،‬والنابسسة ‪ ،‬والسسستعانة ‪،‬‬ ‫والستعاذةا ‪ ،‬والذبح ‪ ،‬والنذر ‪ ،‬وغير ذلك من أنواع العبادأةا التي أمر ا بها ‪ -‬كلها ل تعالى ] ‪[ 12‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 12‬قوله ‪ :‬ومنه الدعاء ‪ :‬أي ومن أنواع العبادأةا الدعاء ‪ ،‬بدأ به لنه أعظم أنواع العبادأةا ‪.‬‬ ‫والدعاء على قسمين ‪:‬‬ ‫دأعاء عبادأةا ‪ ،‬ودأعاء مسألة ‪:‬‬ ‫ب ادلنعالنبمينن البَردحنمبن البَربحيسسبم‬ ‫دأعاء العبادأة ‪ :‬هو الثناء على ا سبحانه وتعالى كما في أول الفاتحة ‪ :‬ادلنحدمسد ببَلب نر ل‬ ‫صسسنراطن‬ ‫ادهسسبدننا ال ل‬

‫ك نندسسستنبعيسن هسسذا كلسسه دأعسساء عبسسادأةا ‪،‬‬ ‫ك نندعبسسسسد نوإبيبَسسا ن‬ ‫نمالببك يندوبما اللديبن سورةا الفاتحة اليسسة ‪ 5‬إبيبَسسا ن‬ ‫ادلسمدستنبقينم إلى آخر السورةا هذا دأعاء مسألة ‪.‬‬ ‫ودأعاء المسألة ‪ :‬هو طلب شيء من ا ‪ -‬عز وجسسل ‪ -‬كطلسسب الهدايسسة ‪ ،‬وطلسسب السسرزق ‪ ،‬وطلسسب العلسسم مسسن اسس ‪،‬‬ ‫وطلب التوفيق ‪.‬‬ ‫********‬ ‫والدليل قوله تعالى ‪ :‬نوأنبَن ادلنمنسابجند ببَلب فننل تنددسعوا نمنع بَ‬ ‫اب أننحئدا ] الجسن ‪[ 13 ] [ 18 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 13‬المساجد ‪ :‬تطلق ويراد بها أماكن السجود والبقاع التي يصلى فيها ‪ ،‬وهي أحب‬ ‫البقاع إلى الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬قد جاء الترغيب في بنائها وإعدادها ‪ ،‬قسسال ‪ -‬صأسسلى اللسسه عليسسه‬ ‫‪. 22‬‬

‫وسإلم ‪ : -‬من بنى مسجدا ل كمفحص قطاةا أو أصغر بنى ا له بيتا في الجنة‬ ‫خرح ] التوبة ‪ [ 18 :‬والمسراد‬ ‫ن حبالل صهح بوال مي بومما ح امل ح‬ ‫م ب‬ ‫نآ ب‬ ‫جد ب الل صهح ب‬ ‫سا ح‬ ‫مير ب‬ ‫ما ي بعم ي‬ ‫يقول الله ‪ :‬إ حن ص ب‬ ‫م ب‬ ‫م م‬ ‫بالعمارة ‪ ،‬العمارة الحسية والمعنوية ‪ ،‬عمارتها بالطين وما تحتاج إليه حتى تأوي المصلين‬ ‫وتظلهم من الحر وتكنهم من البرد ‪ ،‬وعمارتها بالعبادة بالصلة وتلوة القرآن وذكسسر اللسسه ‪-‬‬ ‫عز وجل ‪. -‬‬ ‫وتطلسسق المسسساجد ويسسراد بهسسا أعضسساء السسسجود السسسبعة ‪ :‬وهسسي الجبهسسة والنسسف واليسسدان‬ ‫ب‬ ‫جد ب‬ ‫والركبتان ورءوس القدمين ‪ ،‬لنها تسجد لله ‪ ،‬والية تشتمل المعنيين ‪ :‬وبأ ص‬ ‫م ب‬ ‫سا ح‬ ‫ن ال م ب‬ ‫أي البقاع التي يصلى فيها ‪ ،‬وأعضاء السجود لله ‪ -‬عز وجل ‪. -‬‬ ‫ب‬ ‫دا ل تجعلوا هذه المساجد وهذه البقاع محول للشرك ودعسسوة غيسسر‬ ‫فببل ت بد م ي‬ ‫ح ة‬ ‫معب الل صهح أ ب‬ ‫عوا ب‬ ‫الله ‪ ،‬بل يجب أن تطهر المساجد من الشرك ‪ ،‬فل يكون فيها قبور ‪ ،‬ول يكسسون فيهسسا دعسساء‬ ‫لغير الله ‪ ،‬ول يكون فيها بدع ومحدثاات وحلقات صأوفية مبتدعة ‪.‬‬ ‫يجب أن تطهر المساجد عن البدع والشرك والمعاصأي لنها لله عز وجل ‪ ،‬فل يكسسون فيهسسا‬ ‫دا فسسي هسسذه المسسساجد ‪ ،‬أو تسسستخدموا‬ ‫إل ما يرضي الله عز وجل ‪ ،‬فل تسسدعوا مسسع اللسسه أحسس ة‬ ‫أعضاءكم بالسجود لغير الله عز وجل ؛ لن هذا شرك أكبر كالذي يسجد للصنم أو للقبر أو‬ ‫يسجد للوثان فهذا يسجد لغير الله عز وجل ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫دا أمر بإخلص الدعاء له وحده ‪.‬‬ ‫الشاهد في قوله ‪ :‬فببل ت بد م ي‬ ‫ح ة‬ ‫معب الل صهح أ ب‬ ‫عوا ب‬ ‫‪ ((22‬أخرجه أحمد ‪ (2157) 4/54‬مان حديث ابن عباس رضي الله عنهما‪ ،‬وأأخرجه ابن مااجه )‪ ،(738‬وأابن‬ ‫خزيمة )‪ (1292‬مان حديث جاعبر بن عبد الله رضي الله عنه ‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫ب‬ ‫دا ‪ :‬يعم كل مدعو من دون الله سإواء كان ملك ةسسا أو نبويسا أو ولويسا أو شسجةرا أو‬ ‫ح ة‬ ‫وقوله ‪ :‬أ ب‬ ‫ي من دون الله عز وجل فإنه يكون شر ة‬ ‫كا أكبر ‪.‬‬ ‫حجةرا ‪ ،‬يعم كل من د ي ح‬ ‫ع ب‬ ‫********‬ ‫ع نمنع بَ‬ ‫فمن صرف شيئئا منها لغير ا فهو مشرك كافر والدليل قوله تعالى ‪ :‬نونمدن يندد س‬ ‫اب إبلنئها آنخنر نل بسدرنهانن لنهس بببه‬ ‫فنإ بنبَنما بحنسابسهس بعدنند نربلبه إبنبَهس نل يسدفلبسح ادلنكافبسرونن ] المؤمنون ‪. [ 117 :‬‬ ‫وفي الحديث ‪ :‬الدعاء مخ العبادأةا ‪. 23‬‬ ‫والدليل قوله تعالى ‪ :‬سورةا غافر الية ‪ 60‬نونقسانل نررِبسكسسم اددأسعسوبني أندسستنبج د‬ ‫ب لنسكسدم إببَن البَسسبذينن يندسستندكببسرونن نعسدن بعبنسساندأبتي‬ ‫نسينددسخسلونن نجهننبَنم ندأابخبرينن ] غافر ‪[14] [ 60:‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫نونقانل نررِبسكسم ‪ :‬أي أمركم ربكم ‪ ،‬وقال ‪ :‬اددأسعوبني أندستنبج د‬ ‫ب لنسكدم أمر بدعائه سبحانه ووعد بالسسستجابة ‪،‬‬ ‫]‪[14‬‬ ‫وهذا من كرمه سبحانه وتعالى ؛ لنه غني عن دأعائنا ‪ ،‬ولكننا محتاجون لدعائه سبحانه وتعالى ‪ ،‬فهسسو يأمرنسسا بمسسا‬ ‫نحتاج إليه وبما يصلحنا ‪ ،‬وهو سبحانه يغضب إذا تركت سسسؤاله بينمسسا المخلسسوق يغضسسب إذا سسسألته ‪ ،‬ولهسسذا يقسسول‬ ‫الشاعر ‪:‬‬ ‫وبني آدأم حين يسأل يغضب‬ ‫اللـه يغضـب إن تـركُت سؤاله‬

‫ويقول آخر ‪:‬‬ ‫فلو سئل الناس التراب لوشكوا‬

‫إذأا قيـل هـاتوا أن يملـوا ويمنعـوا‬

‫فالناس أقسام ثلثة ‪:‬‬ ‫ئ‬ ‫الول ‪ :‬من ل يدعو ا أصل ‪ ،‬فيكون مستكبئرا عن عبادأةا ا ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬من يدعو ا ‪ ،‬ولكن يدعو معه غيره فيكون مشرئكا ‪.‬‬ ‫صا له الدعاء ‪ ،‬فهذا هو الموحد ‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬من يدعو ا مخل ئ‬ ‫في الحديث أن النبي صلى ا عليه وسلم قال ‪ :‬الدعاء مخ العبادأةا‬

‫وفي رواية ‪:‬‬

‫الدعاء هو العبادأةا ‪ 24‬فهسذا‬

‫يدل على عظيم الدعاء وأنه أعظم أنواع العبادأةا ؛ لن الرسول صلى ا عليسسه وسسسلم قسسال ‪:‬‬

‫مسسخ العبسسادأةا‬

‫وفسسي‬

‫رواية ‪ :‬الدعاء هو العبادأةا والرواية الثانية أصح من رواية ‪ :‬الدعاء مخ العبادأةا والمعنى واحد ‪.‬‬ ‫فالحديث بروايتيه يبين بع ن‬ ‫ظنم الدعاء ‪ ،‬وأنه هو النوع العظم من أنواع العبادأةا ‪ .‬كما قال صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬ ‫الحج عرفة ‪ 25‬بمعنى أن الوقوف بعرفة في الحج هو الركن العظم من أركان الحسسج ‪ ،‬وليسسس معنسساه أن الحسسج‬ ‫كله هو عرفة ‪ ،‬ولكن الوقوف بعرفة هو أعظم أركان الحج ‪ ،‬كسسذلك ليسسست العبسسادأةا محصسسورةا فسسي السسدعاء ؛ ولكسسن‬ ‫الدعاء هو أعظم أنواعها ‪ ،‬ولهذا قال ‪:‬‬

‫هو العبادأةا‬

‫من باب تعظيم الدعاء وبيان مكانته ‪.‬‬

‫مان حديث أنس بن ماالك رضي الله عنه‪ ،‬وأفي إسإناده ابن لهيعة‪ ،‬ضعيف يعتببر‬ ‫‪ ((23‬أخرجه الترماذي )‪ (3371‬ع‬ ‫مان هذا الزجه ل نعرفه إل حديث ابن لهيعة ‪.‬‬ ‫به‪ ،‬قال الترماذي‪ :‬هذا حديث غريب ع‬ ‫مان حديث النعمان بن بشير رضي‬ ‫‪ ((24‬أخرجه أبو داوأوأد )‪ ،(1479‬وأالترماذي )‪ ،(2969‬وأابن مااجه )‪ (3828‬ع‬ ‫الله نعنه‪ ،‬وأقال الترماذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح ‪.‬‬ ‫مان حديث عبد‬ ‫‪ ((25‬أخرجه أبو داوأوأد )‪ ،(3015‬وأالترماذي )‪ ،(889‬وأالنسائي )‪ ،(3016‬وأابن مااجه )‪ (3015‬ع‬ ‫عبر الديلي رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫الرحمن بن ي ب ب‬

‫‪52‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫ثام ذكر الشيخ رحمه ا أدألة أنواع العبادأةا التي ذكرها وهي ‪ :‬الخوف ‪ ،‬والرجاء ‪ ،‬والتوكل ‪ ،‬والرغبة ‪ ،‬والرهبسسة ‪،‬‬ ‫والخشوع ‪ ،‬والخشية ‪ ،‬والنابة ‪ ،‬والستعانة ‪ ،‬والستعاذةا ‪ ،‬والذبح ‪ ،‬والنذر ‪ ،‬وغير ذلسسك مسسن أنسسواع العبسسادأةا السستي‬ ‫أمر ا بها كلها ل فقال رحمه ا ‪:‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫الخوفا أنواعه ودأليله‬ ‫إبنبَنمسسا نذلبسكسسسم البَشسسدي ن‬ ‫طاسن يسنخسسلو س‬ ‫ف أندولبينسسانءهس فننل تننخسساسفوهسدم نونخسساسفوبن إبدن سكدنتسسسدم سمسسدؤبمبنينن ] آل‬

‫ودأليل الخوف قوله تعالى ‪:‬‬ ‫عمران ‪[15 ] . [175:‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [15‬الخوف نوع من أنواع العبادأةا وهو عبادأةا قلبية ‪ ،‬وكذلك الخوف والخشية والرغبة والرهبة والرجاء والتوكل‬ ‫كل هذه عبادأات قلبية ‪.‬‬ ‫والخوفا ‪ :‬هو توقع المكروه ‪ ،‬وهو نوعان ‪:‬‬ ‫خوف العبادأةا ‪ ،‬والخوف الطبيعي ‪.‬‬ ‫النوع الول ‪ :‬خوف العبادأةا ‪ ،‬هذا صرفه لغير ا شرك ‪ ،‬وذلك بأن يخاف غير ا فيما ل يقدر عليه إل ا ‪ ،‬كسسأن‬ ‫يخاف أحئدا أن يمرضه ‪ ،‬أو أن يقبض روحه ‪ ،‬أو يميت ولده ‪ ،‬كما يفعسسل كسسثير مسسن الجهسال ‪ ،‬يخسسافون علسسى حمسسل‬ ‫زوجاتهم وعلى أولدأهم مسسن الجسسن ‪ ،‬يخسسافون مسسن السسسحرةا ‪ ،‬أو مسسن المسسوتى ‪ ،‬فيعملسسون أعمسسائل شسسركية لجسسل أن‬ ‫يتخلصوا من هذا الخوف ‪ ،‬فهذا ل يقدر عليه إل ا ‪ ،‬المراض والموت والرزق وقطع الجل ‪ ،‬هذه أمور ل يقدر‬ ‫عليها إل ا عز وجل ‪ ،‬وكذلك إنزال البركة أو غير ذلك ‪ ،‬هذه أمور ل تكون إل من ا عز وجل فإذا خاف أحسسئدا‬ ‫في شيء ل يقدر عليه إل ا فهذا شرك أكبر ؛ لنه صرف نوئعا من أنسسواع العبسسادأةا لغيسسر اسس عسسز وجسسل ‪ ،‬كالسسذين‬ ‫يخافون من القبور ومن الضرحة ومن الجن ومن الشياطين أن تمسهم بسوء أو أن تنسسزل بهسسم ضسسرئرا ‪ ،‬فيسسذهبون‬ ‫يتقربون إلى هذه الشياء لدفع ضررها أو خوئفا منها ‪ ،‬هذا شرك أكبر ‪ ،‬يقول ‪ :‬أخاف إن لم أذبح له أن يصيبني أو‬ ‫ض آلبهنتبننسسا ببسسسسوةء يهسسددأونه‬ ‫ك بندع س‬ ‫يصيب أولدأي أو مالي أو ما أشبه ذلك ‪ ،‬كما قال قوما هودأ ‪ :‬إبدن ننسقوسل إببَل ادعتننرا ن‬ ‫بآلهتهم ويخوفونه بآلهتهم نقانل إبلني أسدشبهسد بَ‬ ‫ان نوادشهنسدوا أنلني بنبريمء بمبَما تسدشبرسكونن بمسسدن سدأوبنسبه فنبكيسسسدوبني نجبميئعسسا ثاسسسبَم نل‬ ‫ت نعنلى بَ‬ ‫تسدنبظسروبني إبلني تننوبَكدل س‬ ‫اب نرلبي نونربلسكدم ] هودأ ‪ [ 56 -54 :‬هذا هو التوحيد تحداهم كلهم هم وآلهتهم ‪.‬‬ ‫فنبكيسدوبني نجبميئعا ثاسبَم نل تسدنبظسروبني ل تمهلوني بل من الن ولم يقدروا عليه بشيء بل نصره ا عليهم ‪.‬‬ ‫فالذي يخاف من غير ا فيما ل يقدر عليه إل ا ‪ ،‬هذا يكون قد أشرك الشرك الكبر ‪ ،‬وهذا يسمى خسسوف العبسسادأةا‬ ‫وخوف الشرك كثير في الناس ‪ ،‬يخافون من القبور أو من الولياء ‪ ،‬يخافون مسسن الشسسيطان ‪ ،‬يخسسافون مسسن الجسسن ؛‬ ‫ولذلك يقومون بتقديم القربات لهم ‪ ،‬يقدمون لهسسم الذبائسسح والنسسذور والطعمسسة وغيسسر ذلسسك مسسن النقسسودأ يلقونهسسا علسسى‬ ‫أضرحتهم من أجل أن يسلموا من شرهم أو ينالوا من خيرهم ‪ ،‬فهذا هو خوف العبادأةا ‪.‬‬ ‫النوع الثاني ‪:‬‬ ‫الخوفا الطبيعي ‪ :‬وهو أن تخاف من شيء ظاهر يقدر على ما تخافه منه ‪ ،‬كأن تخاف من الحية أو العقرب أو من‬ ‫العدو ‪ ،‬هذه أمور ظاهرةا ومعروفة ‪ ،‬فالخوف منها ل يسمى شرئكا هذا خوف طبيعي مسسن شسسيء ظسساهر معسسروف ؛‬ ‫لنك تخاف من سبب ظاهر ومطلوب الوقاية منه ‪ ،‬والحذر منه ‪ ،‬تأخذ السلحا ‪ ،‬تأخذ العصا لقتل الحيسسة والعقسسرب‬ ‫وقتل السبع ؛ لن هذه أمور محسوسة ‪ ،‬وفيها ضرر معلوما ‪ ،‬فإذا خفت منها فهذا ل يسمى شسسرئكا بسسل يسسسمى خوفئسسا‬ ‫طبيعيا ‪.‬‬ ‫ب ] القصص ‪ [ 21 :‬خائئفا‬ ‫ولهذا قال ا في موسى عليه السلما ‪ :‬فننخنرنج بمدننها نخائبئفا أي من البلد‬ ‫نخائبئفا ينتننرقبَ س‬ ‫من أعدائه ؛ لنه قتل منهم نفئسا ‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫وهرب عليه عليه الصلةا والسلما إلى نمدديننن ‪ ،‬وكان يترقب ويخشى أن يلحقسسوه ‪ ،‬فهسسذا خسسوف طسسبيعي ‪ ،‬لكسسن تعلسسم‬ ‫النسان أن يعتصم بال عز وجل ويأخذ بالسباب التي تدفع عنه الضرر ‪ ،‬ويعتمد على ا عز وجل ويتوكل علسسى‬ ‫ا ‪ ،‬قال تعالى‪ :‬فننل تننخاسفوهسدم نونخاسفوبن إبدن سكدنتسدم سمدؤبمبنينن ] آل عمران ‪ [ 175 :‬هذه اليسة فسسي سسورةا آل عمسران‬ ‫في قصسة النسبي صسلى اس عليسه وسسلم مسع المشسركين يسوما أحسد لمسا توعسدهم المشسركون ‪ ،‬وقسالوا ‪ :‬نرجسع إليهسم‬ ‫ونستأصلهم فال جل وعل يقول ‪ :‬إبنبَنما نذلبسكسم البَشدي ن‬ ‫طاسن يسنخلو س‬ ‫ف أندولبنيانءهس فننل تننخاسفوهسدم نونخاسفوبن إبدن سكدنتسدم سمسسدؤبمبنينن ] آل‬ ‫عمران ‪ [ 175:‬أي ‪ :‬أن هذا التهديد وهذا الوعيد إنما هو من الشيطان ‪ ،‬أي ‪ :‬يخوفكم أولياءه أو يخوف من انقادأ له‬ ‫من الناس وخاف منه ‪ ،‬فإنه يتسلط عليهم ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫‪54‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫الرجاء ودأليله‬ ‫صالبئحا نونل يسدشبردك بببعنباندأبةا نربلبه أننحئدا ] الكهف‬ ‫فننمدن نكانن يندرسجوا لبنقانء نربلبه فندليندعنمدل نعنمئل ن‬

‫ودأليل الرجاء قوله تعالى ‪:‬‬ ‫‪. [16] [110 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [16‬قوله تعالى ‪ :‬من كُان يرجو ‪ :‬يعني يطمع في ثاواب ا عز وجل ورؤيته عيائنا يوما القيامة ‪ ،‬من كسسان يطمسسع‬ ‫في أن يرى ا عيائنا يوما القيامة فليعمل عمئل صالئحا ‪ ،‬يأتي بالسبب السسذي يسسؤهله لحصسسول هسسذا المطلسسوب ‪ ،‬وهسسو‬ ‫الثواب بدخول الجنة والنجاةا من النار ‪ ،‬والنظر إلى وجه ا ؛ لن هذا متلزما ‪ ،‬لن من دأخل الجنة فإنه يسسرى اسس‬ ‫صالبئحا هذا يدل على أن الرجاء وحسده ل يكفسي ‪ ،‬ل بسد مسن‬ ‫عز وجل ‪ .‬فننمدن نكانن يندرسجوا لبنقانء نربلبه فندليندعنمدل نعنمئل ن‬ ‫العمل ‪ ،‬أما أنك ترجو ا ولكنك ل تعمل فهذا تعطيل للسبب ‪ ،‬فالرجاء المحمودأ هو الذي يكون معه عمل صسسالح ‪،‬‬ ‫أما الرجاء غير المحمودأ فهو الرجاء الذي ليس معه عمل صالح ‪ ،‬والعمل الصالح ما توفر فيه شرطان ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬الخلص له عز وجل ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬المتابعة للرسول صلى ا عليه وسلم ‪.‬‬ ‫صا لسسوجه اسس ليسسس فيسسه شسسرك ‪ ،‬وأن يكسسون‬ ‫فالعمل ل يكون صالئحا إل إذا توفر فيه هذان الشرطان ‪ :‬أن يكون خال ئ‬ ‫صوائبا على سنة رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬ليس فيه بدعة ‪ ،‬فإذا توفر فيه الشرطان فهو صسسالح ‪ ،‬وإن اختسسل‬ ‫فيه شرط فإنه يكون عمئل فاسئدا ل ينفع صاحبه ‪.‬‬ ‫فالعمل الذي فيه شرك يردأ على صاحبه ‪ ،‬كذلك العمل الذي فيه بدعة يردأ على صاحبه ‪ ،‬قال صلى ا عليه وسلم‪:‬‬ ‫من عمل عمئل ليس عليه أمرنا فهو ردأ فهذه الية فيها الرجاء وأنه عبادأةا ا عز وجسسل ‪ ،‬وفيهسسا أن الرجسساء ل‬ ‫يصح إل مع العمل الصالح ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫‪55‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫التوكُل ودأليله‬ ‫ودأليل التوكل قوله تعالى ‪ :‬نونعنلى بَ‬ ‫اب فنتننوبَكسلوا إبدن سكدنتسدم سمدؤبمبنينن ] سورةا المائدةا ‪. [17] [ 23 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [17‬التوكل هو التفويض والعتمادأ على ا سسسبحانه وتعسسالى ‪ ،‬وتفسسويض المسور إليسسه سسسبحانه وتعسسالى هسسذا هسو‬ ‫التوكل ‪ ،‬وهو من أعظم أنواع العبادأةا ‪ ،‬ولهذا قال ‪ :‬نونعنلى بَ‬ ‫اب فنتننوبَكسلوا إبدن سكدنتسدم سمسسدؤبمبنينن قسسدما الجسسار والمجسسرور‬ ‫على العامل ليفيد الحصر ‪.‬‬ ‫نونعنلى بَ‬ ‫اب فنتننوبَكسلوا أي ‪ :‬عليه ل على غيره ‪ ،‬إبدن سكدنتسدم سمدؤبمبنينن فجعسسل مسسن شسسرط اليمسسان التوكسسل علسسى اسس‬ ‫سبحانه وتعالى ‪ ،‬ودأل على أن من لم يتوكل على ا فليس بمؤمن ‪ ،‬فالتوكل عبادأةا عظيمة ‪ ،‬فالمؤمن دأائئمسسا يتوكسسل‬ ‫على ا ‪ ،‬ويعتمد على ا عز وجل ‪ ،‬وا من أسمائه الوكيل ‪ ،‬أي ‪ :‬الموكول إليه أمسسور عبسسادأه سسسبحانه وتعسسالى ‪،‬‬ ‫فالتوكل ل يكون إل على ا ‪ ،‬ول يجوز أن يقول ‪ :‬توكلت على فلن ؛ لن التوكل عبادأةا ‪ ،‬والعبادأةا ل تكون إل ل‬ ‫‪.‬‬ ‫ئ‬ ‫ئ‬ ‫ئ‬ ‫أما إذا أسندت إلى أحد من الخلق تصرفا ‪ ،‬فهذا ل يسمى توكل إنما يسسمى تسسوكيل ‪ ،‬والوكالسة معروفسسة أنسك توكسسل‬ ‫أحئدا يقضي لك حاجة ‪ ،‬وقد وكل النبي صلى ا عليه وسلم من ينوبون عنسه فسي بعسض العمسال ‪ ،‬فالتوكيسل غيسر‬ ‫التوكل ‪ ،‬فالتوكل عبادأةا ل يكون إل ل ‪ ،‬ول يجوز أن تقول ‪ :‬توكلت على فلن ‪ ،‬وإنما تقول وكلت فلئنا ‪.‬‬ ‫ومع هذا أنت توكله ول تتوكل عليه ‪ ،‬وإنما تتوكل على ا سبحانه وتعالى ‪ ،‬فلحظوا الفرق بيسن المريسن التوكسل‬ ‫والتوكيل ‪.‬‬ ‫ومن صفات المؤمنين ما ذكره ا تعالى بقوله ‪ :‬إبنبَنما ادلسمدؤبمسنونن البَبذينن إبنذا سذبكنر بَ‬ ‫ت قسسلوبسهسدم نوإبنذا تسلبينسس د‬ ‫اس نوبجلن د‬ ‫ت نعلنديبهسسدم‬ ‫آنياتسهس نزاندأدتهسدم بإينمائنا نونعنلى نربلبهدم ينتننوبَكسلونن ] النفال ‪ [ 2:‬هذه من صفات المؤمنين ‪ ،‬فالتوكل عبادأةا عظيمة ل تكسسون‬ ‫إل ل عز وجل ؛ لنه هو القادأر على كل شيء ‪ ،‬وهو المالك لكل شيء ‪ ،‬وهو الذي يقدر أن يحقق لسسك مطلوبسسك ‪،‬‬ ‫أما المخلوق فإنه قد ل يقدر أن يحقق لك مطلوبك ‪ ،‬فإنك توكله في قضاء شيء من المور ‪ ،‬لكن تتوكسسل علسسى اسس‬ ‫في حصول ذلك الشيء ‪.‬‬ ‫ضا لنعلم أن التوكل ل ينافي الخذ بالسباب ‪ ،‬فيجمع المسلم بين التوكل على ا والخذ بالسباب ‪ ،‬ول تنافي‬ ‫ثام أي ئ‬ ‫س‬ ‫بينهما ‪ ،‬فأنت تعمل السباب التي أبمدر ن‬ ‫ت بعملها ‪ ،‬ولكن ل تعتمد على السباب ‪ ،‬وإنما تعتمد على ا ‪ ،‬أنت تسسزرع‬ ‫الزرنع في الرض ‪ ،‬هذا سبب ولكن ل تعتمد على زرعك وفعلك ‪ ،‬بل اعتمد على ا في نمو هذا السزرع وتثميسره‬ ‫وحمايته وإصلحه ‪ ،‬ولهذا يقول ‪ :‬أنفننرأنديتسدم نما تندحسرسثاونن أنأندنتسدم تندزنرسعوننهس أندما نندحسسسن البَزابرسعسسونن ] الواقعسسة ‪، 63 :‬‬ ‫‪ [ 64‬فالزارع الحقيقي هو ا أما أنت فقد فعلت سبئبا فقط قد ينتج هسسذا السسزرع وينبسست وقسسد ل ينتسسج ‪ ،‬وإذا نبسست قسسد‬ ‫يصلح وقد ل يصلح ‪ ،‬قد يصاب بآفة ‪ ،‬فيذهب ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬ ‫‪56‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫الرغبة والرهبة والخشوع ودأليل كُلّ‬ ‫ت نوينددسعوننننا نرنغبئسسا نونرهنبئسسا نونكسساسنوا‬ ‫إبنبَهسدم نكاسنوا يسنسابرسعونن بفي ادلنخدينرا ب‬

‫ودأليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى ‪:‬‬ ‫لنننا نخابشبعينن ] النبياء ‪.[18] [ 90 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [18‬الرغبة ‪ :‬هي طلب الشيء المحمودأ ‪.‬‬ ‫ي فنسسادرهنسبوبن ] البقسسرةا ‪ [ 40:‬وهسسي نسوع مسن‬ ‫الرهبة ‪ :‬هي الخوف مسن الشسسيء المرهسسوب ‪ ،‬قسسال تعسسالى ‪ :‬نوإبيبَسسا ن‬ ‫الخوف ‪ ،‬الرهبة والخوف بمعنى واحد ‪.‬‬ ‫الخشوع ‪ :‬نوع من التذلل ا عز وجل ‪ ،‬والخضوع والذل بين يديه سبحانه وتعالى وهو من أعظم مقامات العبادأةا‪.‬‬ ‫قوله تعالى ‪ :‬إبنبَهسدم الضمير يرجع للنبياء ؛ لن سورةا النبياء قد ذكر ا قصص النبياء فيها ثام قال ‪ :‬إبنبَهسدم نكاسنوا‬ ‫ت أي ‪:‬‬ ‫ت نوينددسعوننننا نرنغئبا نونرهنئبا نونكاسنوا لنننا نخابشبعينن فقوله تعالى ‪ :‬يسنسسسابرسعونن فبسسي ادلنخديسسنرا ب‬ ‫يسنسابرسعونن بفي ادلنخدينرا ب‬ ‫يتسابقون إليها ‪ ،‬ويبادأرون إليها ‪ ،‬هذه صفة النبيسساء عليهسسم الصسسلةا والسسسلما ل يتكاسسسلون ول يتعسساجزون ‪ ،‬وإنمسسا‬ ‫يسارعون إلى فعل الخيرات ويتسابقون إليها ‪.‬‬ ‫قوله تعالى ‪ :‬نوينددسعوننننا نرنغئبا أي ‪ :‬طمئعا لما عند ا عز وجل طمئعا في حصول المطلوب ‪.‬‬ ‫قوله تعالى ‪ :‬نونرهنئبا أي ‪ :‬خوئفا منا ‪ ،‬فيدعون ا أن يرحمهم ‪ ،‬ويدعونه أل يعذبهم ‪ ،‬وأل يؤاخذهم ‪ ،‬وأل يعسساقبهم ‪،‬‬ ‫ك البَبذينن ينددسعونن يندبتنسغونن إبنلى نربلبهسسسم ادلنوبسسسيلنةن‬ ‫فهم يطمعون في رحمة ا ويخافون من عذابه ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ :‬سأولنئب ن‬ ‫ضسسا طمئعسسا‬ ‫أنرِيهسدم أندقنر س‬ ‫ب نويندرسجونن نردحنمتنهس نويننخاسفونن نعنذابنهس ] السراء ‪ [ 57 :‬فهم يدعون ا خوئفا منه ‪ ،‬ويسسدعونه أي ئ‬ ‫فيما عنده ‪ ،‬يدعون ا أن يقدر لهسسم الخيسسر ويسسدفع عنهسسم الشسسر ‪ .‬نونكسساسنوا لنننسا نخابشسبعينن أي ‪ :‬خاضسسعين متسسذللين‬ ‫متواضعين ل عز وجل فجمعوا بين الصفات الثلثا ‪ :‬الرغبة والرهبة والخشوع ‪ ،‬هذه صفات النبيسساء صسسلى اسس‬ ‫عليهم وسلم ‪ ،‬وهذه النواع الثلثاة من أنواع العبادأةا ل عز وجل ‪.‬‬ ‫ئ‬ ‫وفيها ردأ على الصوفية الذين يقولون ‪ :‬نحن ل نعبد ا رغبة في ثاوابه ول خوفا من عقابه ‪ ،‬وإنما نعبسسده محبسسة لسسه‬ ‫فقط ‪ ،‬هذا كلما باطل ؛ لن النبياء يدعون ا رغئبا ورهئبا وهم أكمل الخلق ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫‪57‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫الخشية ودأليلها‬ ‫دأليل الخشية قوله تعالى ‪ :‬فننل تندخنشدوهسدم ] البقرةا ‪.[19] [ 150 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [19‬الخشية نوع من الخوف ‪ ،‬وهي أخص من الخوف ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الخشية ‪ :‬خوف يشوبه تعظيسسم ‪ ،‬قسسال تعسسالى ‪:‬‬ ‫فننل تندخنشدوهسدم نوادخنشدوبني أمر ا سبحانه وتعالى بخشيته وحده ‪.‬‬ ‫وقال تعالى في اليسة ‪ :‬فننل تندخنشسسدوهسدم نوادخنشسدوبني نوبلستبسسبَم نبدعنمبتسي نعلنديسكسدم نولننعلبَسكسسدم تندهتنسسسدونن فسسأمر بخشسسيته سسسبحانه‬ ‫ب نربلبهسسدم سمدشسسفبسقونن ] المعسسارج ‪ [ 27 :‬أي ‪ :‬خسسائفون ‪،‬‬ ‫وتعالى‪ ،‬وقال في صفة المصلين ‪ :‬نوالبَسسبذينن هسسسدم بمسسدن نعسسنذا ب‬ ‫هؤلء خواص الخلق يخافون ا عز وجل ‪ ،‬وقال عن الملئكة ‪ :‬يننخاسفونن نرببَهسدم بمدن فندوقببهدم نويندفنعسلونن نمسسا يسسسدؤنمسرونن‬ ‫]النحل ‪ [ 50:‬خواص الخلق من الملئكة والرسل والولياء والصالحين يكونون على غايسسة عظيمسسة مسسن خشسسية‬ ‫ا عز وجل والخوف منه سبحانه وتعالى والرهبة منه ‪ ،‬فالرهبة والخوف والخشية ‪ ،‬كلها بمعنسسى واحسسد وإن كسسان‬ ‫بعضها أخص من بعض ‪ ،‬إل أنها يجمعها الخوف من ا سبحانه وتعالى ‪ ،‬وهسسذه مسسن صسسفات النبيسساء وعبسسادأ اسس‬ ‫الصالحين ‪ ،‬وهي أنواع عظيمة من أنواع العبادأةا ‪ ،‬وهي من أعمال القلوب التي ل يعلمها إل ا سبحانه وتعالى ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫‪58‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫النابة ودأليلها‬ ‫ودأليل النابة قوله تعالى ‪ :‬نوأنبنيسبوا إبنلى نربلسكدم نوأندسلبسموا لنهس ] الزمر ‪.[20] [ 54 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [20‬النابة ‪ :‬الرجوع وهي بمعنى التوبة ‪ ،‬والتوبة والنابة بمعنسسى واحسسد ‪ .‬ولكسسن بعسسض العلمسساء يقسسول ‪ :‬النابسسة‬ ‫أخص من التوبة أي ‪ :‬آكد لنها توبة مع إقبال إلى ا عز وجل ‪ ،‬أي ‪ :‬توبة خاصسسة ‪ ،‬والنسسسان قسسد يتسسوب ويسسترك‬ ‫الذنب ول يعودأ إليه ‪ ،‬ويندما عليه ‪ ،‬ولكن قد يكون في القبال على ا إقبال ضعيف ‪ ،‬أما النابسسة فهسسي إقبسسال علسسى‬ ‫ا عز وجل ‪ ،‬ولهذا قال ‪ :‬نوأنبنيسبوا إبنلى نربلسكدم نوأندسلبسموا لنهس أي ‪ :‬ارجعوا له ‪ ،‬وأقبلوا عليه سبحانه وتعالى ‪ :‬بمدن‬ ‫صسرونن إذا جاء العذاب المهلك الماحق فإنها ل تقبل توبة من تاب عند ذلسسك ‪ :‬سسسورةا‬ ‫قندببل أندن ينأدتبينسكسم ادلنعنذا س‬ ‫ب ثاسبَم نل تسدن ن‬ ‫ي ] يسسونس ‪ [ 98 :‬هسسذا مسسستثنى وإل فسسإنه إذا‬ ‫س لنبَما آنمسنوا نكنشدفننا نعدنهسدم نعسسنذا ن‬ ‫يونس الية ‪ 98‬إببَل قندونما سيونس ن‬ ‫ب ادلبخسسدز ب‬ ‫صسرونن ‪.‬‬ ‫نزل العذاب المهلك فإنها ل تقبل التوبة ‪ ،‬ولهذا قال ‪ :‬بمدن قندببل أندن ينأدتبينسكسم ادلنعنذا س‬ ‫ب ثاسبَم نل تسدن ن‬ ‫فالتوبة والنابة لها أجل ولهما حد ‪ ،‬فهي ل تقبل توبة من نغدرنغنر أو من حضره الموت ‪ ،‬ول تقبل توبة من نزل به‬ ‫العذاب الماحق المهلك ‪ ،‬ول تقبل التوبة إذا خرجت الشمس من مغربها قبل قيسساما السساعة ‪ ،‬ل تقبسل التوبسة حينئسذ ‪،‬‬ ‫صسرونن ‪.‬‬ ‫فال يحث العبد على التوبة والنابة قبل انتهاء أجله ‪ :‬بمدن قندببل أندن ينأدتبينسكسم ادلنعنذا س‬ ‫ب ثاسبَم نل تسدن ن‬ ‫الشاهد قوله ‪ :‬نوأنبنيسبوا إبنلى نربلسكدم دأل على أن النابة نوع من أنواع العبادأةا ؛ لنه قال ‪ :‬إبنلى نربلسكسسدم فهسسذا يسسدل‬ ‫على أنها نوع من أنواع العبادأةا ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫‪59‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫الستعانة ودأليلها‬ ‫ك نندستنبعيسن ] الفاتحة ‪. [ 5 :‬‬ ‫ك نندعبسسد نوإببَيا ن‬ ‫ودأليل الستعانة ‪ :‬إببَيا ن‬ ‫وفي الحديث ‪ :‬إذا استعنت فاستعن بال ‪. [ 21 ] 26‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [21‬الستعانة ‪ :‬طلب العون ‪ ،‬وهي على نوعين ‪:‬‬ ‫النوع الول ‪ :‬الستعانة بشيء ل يقدر عليه إل ا ‪ ،‬فهذه صرفها لغير ا شرك ‪ ،‬من استعان بغير ا في شيء ل‬ ‫يقدر عليه إل ا فإنه قد أشرك ؛ لنه صرف نوئعا من أنواع العبادأةا لغير ا عز وجل ‪.‬‬ ‫النوع الثاني ‪ :‬الستعانة فيما يقدر عليه المخلوق ‪ ،‬فأنت تستعين بأحسسد أن يبنسسي معسسك الجسسدار ‪ ،‬أو أن يحمسسل معسسك‬ ‫متاعك ‪ ،‬أو أن يعينك على مطلوب مباحا ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ :‬نوتننعانوسنوا نعنلى ادلببلر نوالتبَدقنوى نونل تننعسسانوسنوا نعلنسسى ا د بلدثاسسبم‬ ‫نوادلسعددنوابن ] المائدةا ‪ [ 2 :‬فالستعانة في المور العادأية التي يقدر عليها الناس ‪ ،‬هذا النوع ل بأس فيه ؛ لنسسه مسسن‬ ‫التعاون على البر والتقوى ‪ ،‬وقال صلى ا عليه وسلم ‪ :‬وا في عون العبد ما دأاما العبد في عون أخيه ‪. 27‬‬ ‫أما الستعانة بالمخلوق في شيء ل يقدر عليه إل ا ؛ مثسل جلسب السرزق ودأفسع الضسرر ‪ ،‬فهسذا ل يكسون إل لس ‪،‬‬ ‫كالستعانة بالموات ‪ ،‬والستعانة بالجن والشياطين ‪ ،‬والستعانة بالغائبين ‪ ،‬وهسسم ل يسسسمعونك تهتسسف بأسسسمائهم ‪،‬‬ ‫هذا شرك أكبر ؛ لنك تستعين بمن ل يقدر على إعانتك ‪.‬‬ ‫ك نندستنبعيسن ‪.‬‬ ‫ك نندعبسسد نوإببَيا ن‬ ‫فقوله تعالى ‪ :‬إببَيا ن‬ ‫إياكَ نعبد ‪ :‬هذا فيه تقديم المعمول على العامل ‪ ،‬المعمول إياك في محل نصب ‪ ،‬ونعبد هذا هو العامل الذي نصسسب‬ ‫إياك ‪ ،‬وتقديم المعمول على العامل يفيد الحصر ‪.‬‬ ‫فمعنى إياكَ نعبد ‪ :‬أي ل نعبد غيرك ‪ ،‬فحصر العبادأةا في ا عز وجل ‪.‬‬ ‫وإياكَ نستعين ‪ :‬حصر الستعانة بال عز وجل وذلك في المور التي ل يقدر عليها إل ا سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫وفي قوله ‪ :‬إياك نستعين ‪ ،‬براءةا من الحول والقوةا ‪ ،‬وأن النسان ل قوةا له إل بسسال ول يقسسدر إل بسسال عسسز وجسسل ‪،‬‬ ‫وهذا غاية التعبد ل إذا تبرأ من الشرك وتبرأ من الحول ومن القوةا فهذا غاية التعبد ل عز وجل ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫مان حديث ابن عباس رضي الله عنهما ‪.‬‬ ‫‪ ((26‬أخرجه الترماذي )‪ (2516‬ع‬ ‫مان حديث أبي هريرة ‪.‬‬ ‫‪ ((27‬أخرجه ماسلم )‪ (2699‬ع‬

‫‪60‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫الستعاذأة ودأليلها‬ ‫ق ] الفلق ‪[22] . [ 1 :‬‬ ‫ودأليل الستعاذةا قوله تعالى ‪ :‬قسدل أنسعوسذ ببنر ل‬ ‫ب ادلفنلن ب‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [22‬الستعاذأة ‪ :‬طلب اللتجاء إلى من يمنعك من محذور تخافه من أجسسل أن يسسدفع عنسسك هسسذا الشسسيء ‪ ،‬هسسذه هسسي‬ ‫الستعاذةا ‪.‬‬ ‫والستعاذةا نوع من أنواع العبادأةا ‪ ،‬ل يجوز أن تستعيذ بغير ا عز وجل ‪ ،‬فمن استعاذ بقبر أو بوثان أو بأي شسسيء‬ ‫س ينسعسسوسذونن بببرنجسساةل‬ ‫غير ا عز وجل فإنه يكون مشرئكا الشرك الكبر ‪ ،‬وقال تعالى ‪ :‬نوأننبَهس نكانن برنجامل بمسسنن ا د بلدنسس ب‬ ‫بمنن ادلبجلن فننزاسدأوهسدم نرهنئقا ] الجسن ‪. [ 6 :‬‬ ‫كان العرب في جاهليتهم إذا نزلوا في مكان من الرض يقول أحدهم ‪ :‬أعوذ بسيد هذا الوادأي ‪ ،‬أي ‪ :‬كسسبير الجسسن ‪،‬‬ ‫يستعيذ به من شر سفهاء قومه ‪.‬‬ ‫فقال النبي صلى ا عليه وسلم مبطئل لذلك ومبيئنا لما يشسسرع بسسدله ‪ :‬مسسن نسسزل منسسزئل فقسسال ‪ :‬أعسوذ بكلمسسات اسس‬ ‫التامات من شر ما خلق ‪ ،‬لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ‪. 28‬‬ ‫هذا هو البديل الصحيح ‪ ،‬الستعاذةا بكلمات ا التامات بدئل من الستعاذةا بالجن ‪.‬‬ ‫ق ‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪ :‬قسدل أنسعوسذ ببنر ل‬ ‫ب ادلفنلن ب‬ ‫الفلق ‪ :‬هو الصبح ‪ ،‬ورب الفلق ‪ :‬هو ا سبحانه وتعالى كما قال تعالى ‪ :‬نفالب س‬ ‫ق ا د بل د‬ ‫حا ] النعاما ‪ [ 96 :‬أي‪:‬‬ ‫صنبا ب‬ ‫مظهر نور الصبح في ظلما الليل ‪ .‬من الذي يقدر على هذا إل ا سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫ق أي ‪ :‬رب الصبح إذا أصبح ‪ ،‬المالك المتصرف فيه القادأر عليه ‪.‬‬ ‫أنسعوسذ ببنر ل‬ ‫ب ادلفنلن ب‬ ‫ق ‪ :‬هذا يشمل شر جميع المخلوقات ‪ ،‬يستعيذ بال من شر جميع المخلوقات ‪.‬‬ ‫بمدن نشلر نما نخلن ن‬ ‫ب ‪.‬‬ ‫ق إبنذا نوقن ن‬ ‫هذا يكفيك عن كل استعاذةا أو تعوذ مما يفعله الناس نوبمدن نشلر نغابس ة‬ ‫الغاسق ‪ :‬هو ظلما الليل ؛ لن ظلما الليل تخرج فيه الوحوش والسباع ‪ ،‬فأنت تقع في خطر ‪ ،‬تستعيذ بال من شسسر‬ ‫هذا الظلما وما تحته من هذه المؤذيات ‪.‬‬ ‫ت بفي ادلسعقنبد وهي السواحر تستعيذ بال من السحر وأهله ؛ لن السحر شر عظيم ‪.‬‬ ‫نوبمدن نشلر النبَبَفانثاا ب‬ ‫نوبمدن نشلر نحابسةد إبنذا نحنسند ‪.‬‬ ‫الحاسد ‪ :‬هو الذي يتمنى زوال النعمة عن الغير ‪ ،‬إذا رأى على أحسسد نعمسسة فسسإنه يغتسساظ ويتمنسسى زوال هسسذه النعمسسة‬ ‫ضسسا علسسى اسس ‪ ،‬وفيسسه إسسساءةا إلسسى‬ ‫حسئدا وبغئيا ‪ -‬والعياذ بال ‪ ، -‬وهو من أعظم الخصال المذمومة ؛ لن فيسسه اعترا ئ‬ ‫الخلق ‪.‬‬ ‫ويدخل فيه العائن ‪ ،‬السسذي يصسسيب بنظرتسسه ؛ لن الصسسابة بسسالعين نسسوع مسسن الحسسسد ‪ ،‬فسسأنت تسسستعيذ بسسال مسسن هسسذه‬ ‫الشرور‪ ،‬فدل على أن الستعاذةا عبادأةا ل يجوز أن تصرف لغير ا ‪ ،‬فل تستعيذ بسالمخلوق وم ن اسستعاذ بمخلسوق‬

‫مان حديث خولة بنت حكيم السلمية رضي الله عنها ‪.‬‬ ‫‪ ((28‬أخرجه ماسلم )‪ (2708‬ع‬

‫‪61‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫فقد أشرك بال عز وجل ‪ ،‬والنبي صلى ا عليه وسلم يقول لعبد اللهبن عباس ا عنهما ‪:‬‬

‫وإذا استعنت فاسسستعن‬

‫بال ‪. 29‬‬ ‫********‬ ‫س ] الناس ‪.[23] [ 1 :‬‬ ‫وقوله تعالى ‪ :‬قسدل أنسعوسذ ببنر ل‬ ‫ب البَنا ب‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫ب‬ ‫]‪ [23‬وفي قوله تعالى ‪ :‬قي م‬ ‫ن ب‬ ‫شسسقر‬ ‫ل أب ي‬ ‫س ح‬ ‫مل حسس ح‬ ‫عوذ ي ب حبر ق‬ ‫س ب‬ ‫مسس م‬ ‫س إ حلسسهح الن صسسا ح‬ ‫ك الن صسسا ح‬ ‫ب الن صسسا ح‬ ‫س أمسسر اللسسه عسسز‬ ‫س ال م ب‬ ‫س ح‬ ‫س ال ص ح‬ ‫صأ ي‬ ‫ذي ي يوب م‬ ‫ال موب م‬ ‫ن ال م ح‬ ‫س حفي ي‬ ‫سإوح ي‬ ‫م ب‬ ‫سإ ب‬ ‫جن صةح بوالن صسسا ح‬ ‫دورح الصنا ح‬ ‫خصنا ح‬ ‫وا ح‬ ‫وجل بالسإتعاذة برب الناس ملك الناس إله الناس ‪ ،‬هذه كلها أسإماء وصأفات لله عز وجل‬ ‫‪ ،‬وفيها أنواع التوحيد الثلثاة ‪ ،‬توحيد الربوبية ‪ ،‬وتوحيد اللوهية ‪ ،‬وتوحيد السإماء والصسسفات‬ ‫‪.‬‬ ‫وسإواس وهو الشيطان ‪ ،‬أمسسا‬ ‫اسإتعذت بالله وبهذه السإماء والصفات ‪ ،‬اسإتعذت من شر ال ب‬ ‫س ‪ ،‬أمسسا الوبسإسسواس فهسسذا اسإسسم مسسن أسإسسماء‬ ‫س ي يوب م‬ ‫وسإواس بالكسر فهو مصدر وب م‬ ‫سإوح ي‬ ‫سإوب ب‬ ‫ال ح‬ ‫الشيطان ؛ لنه يوسإوس للنسان ويخيل إليه ‪ ،‬ويشغله من أجل أن يلقي في قلبه الرعسسب‬ ‫صأا في أمر العبادة ‪ ،‬فسإن الشسيطان يوسإسوس للنسسان‬ ‫والتردد والحيرة في أموره ‪ ،‬خصو ة‬ ‫في العبادة حتى يلبس عليه صألته أو عبادته ‪ ،‬ثام ينتهي به المر إلى أن يخرج مسسن الصسسلة‬ ‫ويعتقد أنها بطلت ‪ ،‬أو يصلي ثام يعتقد أنه على غير وضوء ‪ ،‬أو أنه مسسا قسساما لكسسذا أو أنسسه مسسا‬ ‫فعل كذا ‪ ،‬ويصبح في وسإواس ول يطمئن إلى عبادته ‪.‬‬ ‫فالله جل وعل أعطانا الدواء لهذا الخطر وذلك بأن نستعيذ بالله من شر هذا الوسإواس ‪.‬‬ ‫الخناس ‪ :‬الذي يتخلف ويبتعد ‪ ،‬فهو يوسإسسوس إذا غفلسست عسسن ذكسسر اللسسه ‪ ،‬ويخنسسس ‪ ،‬أي ‪:‬‬ ‫يتأخر إذا ذكرت الله عز وجل ‪ ،‬فهو وسإواس مع الغفلة ‪ ،‬وخناس عند ذكر الله عز وجل ‪.‬‬ ‫س ‪ :‬كأن المعنى ‪ -‬والله أعلسسم ‪ -‬أنسسه‬ ‫س ح‬ ‫ال ص ح‬ ‫صأ ي‬ ‫ذي ي يوب م‬ ‫ن ال م ح‬ ‫س حفي ي‬ ‫سإوح ي‬ ‫م ب‬ ‫جن صةح بوالصنا ح‬ ‫دورح الصنا ح‬ ‫هناك موسإوسإين من الجن ومن النس يوسإوسإون للنسساس ‪ ،‬يسسأتون النسساس ويشسسككونهم ‪،‬‬ ‫فكما أن للجن شياطين يوسإوسإون فكذلك للنسسس شسسياطين يوسإوسإسسون ‪ ،‬فسسأنت تسسستعيذ‬ ‫بالله من شر القبيلين ‪.‬‬ ‫ولهذا يقول النبي صألى الله عليه وسإلم ‪ :‬مسسا تعسسوذ متعسسوذ بمثلهمسسا ‪ 30‬أي ‪ :‬هاتين السسسورتين‬ ‫فينبغي للمسلم أن يقرأهما في أدبسسار الصسلوات ويكررهمسا ويقرأهمسا عنسسد النسوما مسع آيسة‬ ‫الكرسإي وسإورة الخلص ‪.‬‬ ‫يقرأ آية الكرسإي ‪ ،‬وسإورة الخلص والمعوذتين ‪ ،‬يقرؤهما دبر كسسل صأسسلة ويكررهمسسا ثالثا ةسسا‬ ‫بعد المغرب وبعد الفجر ‪ ،‬وكذلك يقرؤهما عند النوما من أجل أن يبتعد عنسسه الشسسيطان فل‬ ‫يكدر عليه نومه ويزعجه بالحلما ‪.‬‬ ‫الشاهد من هاتين السورتين أن الله أمسسر بالسإسستعاذة بسسه وحسسده فسسدل علسسى أن السإسستعاذة‬ ‫بغيره من الجن أو من النس أو من أي مخلوق أنه ل يجوز ؛ لنها نوع من أنواع العبادة ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫‪ ((29‬سإببق تخريجه ص ‪. 52‬‬ ‫مار‬ ‫مان حديث عقبة بن عا ع‬ ‫‪ ((30‬أخرجه أبو داوأوأد )‪ ،(1463‬وأالنسائي ‪ ،8/253‬وأأحمد ‪ (17297) 28/530‬ع‬ ‫رضي الله عنه ‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫الستغاثة ودأليلها‬ ‫ب لنسكدم ] النفال ‪. [24] [9 :‬‬ ‫ودأليل الستغاثاة ‪ :‬إبدذ تندستنبغيسثونن نرببَسكدم نفادستننجا ن‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [24‬الستغاثة ‪ :‬هي نوع من أنواع العبادأةا ‪ ،‬وهي طلب الغوثا ‪ ،‬وهي ل تكون إل عند الشدةا ‪ ،‬إذا وقسسع النسسسان‬ ‫في شدةا فإنه يطلب الغوثا من ا والنجاةا من هذه الشدةا ‪.‬‬ ‫والستغاثة على نوعين ‪:‬‬ ‫النوع الول ‪ :‬الستغاثاة بالمخلوق فيما ل يقدر عليه إل ا عز وجل وهذا شرك ‪ ،‬فمن استغاثا بغيسسر اسس مسسن جسسن‬ ‫أو إنس أو غائبين أو أموات فإن هذا شرك بال عز وجل ‪.‬‬ ‫فالستغاثاة بالموات وبالغائبين من الشياطين والجن هذا شرك بال عز وجل ‪.‬‬ ‫النوع الثاني ‪ :‬الستغاثاة بالمخلوق الحاضر الحي فيما يقدر عليه ‪ ،‬هذا جائز‪.‬‬ ‫قال تعالى في قصة موسى ‪ :‬نفادستننغاثانهس البَبذي بمدن بشينعتببه نعنلى البَبذي بمدن نعسدلوبه ]القصص ‪.[15 :‬‬

‫*‬

‫*‬

‫‪63‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫الذبح أقسامه ودأليله‬ ‫ودأليل الذبح قوله تعالى ‪:‬‬

‫ب ادلنعالنبمينن ] النعاما ‪. [ 162:‬‬ ‫ي نونمنمابتي ببَلب نر ل‬ ‫صنلبتي نونسسسبكي نونمدحنيا ن‬ ‫قسدل إببَن ن‬

‫ومن السنة ‪ :‬لعن ا من ذبح لغير ا ]‪.[25‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [25‬الذبح على أربعة أقساما ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬الذبح على وجه التقرب والتعظيسم لحسد مسا ‪ ،‬وهسذا ل يجسوز إل لس سسبحانه وتعسالى ؛ لنسه مسن العبسادأات‬ ‫المالية‪ ،‬فل يجوز الذبح للجن ول للشياطين ول للملوك والرؤساء تعظيئما لهم ؛ لن هذه عبادأةا ل تجوز إل لسس عسسز‬ ‫وجل ‪.‬‬ ‫فالذين يذبحون للجن من أجل السلمة من شرهم ‪ ،‬أو من أجل شفاء المرضى ‪ ،‬كما يفعله الكهان والمنجمون السسذين‬ ‫يدعون العلج ويقولون للناس ‪ :‬اذبحوا كذا لجل شسفاء مريضسسكم ‪ ،‬ول تسسذكروا اسسسم اسس عليسه ‪ ،‬هسسذا شسرك أكسسبر‬ ‫ي نونمنمسسابتي‬ ‫صنلبتي نونسسسسسبكي نونمدحينسسا ن‬ ‫مخرج من الملة ‪ ،‬وهذا الذي قال ا تعالى محذئرا من فعله لغير ا ‪ :‬قسدل إببَن ن‬ ‫ك نوادننحدر ] الكوثار ‪ [ 2:‬أي ‪ :‬واذبح لربك ‪.‬‬ ‫ببَلب نر ل‬ ‫صلل لبنربل ن‬ ‫ب ادلنعالنبمينن ] النعاما ‪ [ 162:‬وقال ‪ :‬فن ن‬ ‫الثاني ‪ :‬الذبح من أجل أكل اللحم ‪ ،‬هذا ل بأس به ؛ لنه ما ذبح من أجل التقرب والتعظيم لحسسد ‪ ،‬وإنمسسا‬ ‫ذبح لحاجة‪ ،‬والكل منه ‪ ،‬فهذا ل بأس به ؛ لنه ليس نوئعا من العبادأةا ويذبح لبيع اللحم ‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬الذبح على وجه الفرحا والسرور ‪ ،‬بمناسبة زواج أو مناسبة نزول مسسسكن جديسسد ‪ ،‬أو قسسدوما غسسائب ‪ ،‬أو مسسا‬ ‫أشبه ذلك بجمع القارب ‪ ،‬ويذبح من باب إظهار الفرحا والسرور بما حصل له ‪ ،‬هسذا ل بسأس بسسه ؛ لنسسه ليسس فيسسه‬ ‫تعظيم لحد ول تقرب لحد ‪ ،‬وإنما هو من باب الفرحا والسرور في شيء حصل ‪.‬‬ ‫الرابع ‪ :‬الذبح من أجل التصدق باللحم على الفقراء والمساكين والمعوزين هذا يعتبر سنة وهو دأاخل في العبادأةا ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫‪64‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫النذر ودأليله‬ ‫ودأليل النذر ‪ :‬سيوسفونن ببالنبَدذبر نويننخاسفونن يندوئما نكانن نشرِرهس سمدستنبطيئرا ] النسان ‪.[26] [ 7 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [26‬النذر ‪ :‬هو إلزاما النسان نفسه بشيء لم يلزمه بأصل الشرع ‪ ،‬كأن ينذر أن يصوما ‪ ،‬أو ينذر أن يتصدق بكذا‬ ‫‪ .‬فيلزمه الوفاء بنذره ؛ لقول النبي صلى ا عليه وسلم ‪ :‬من نذر أن يطيع اسس فليطعسسه )‪ (31‬والنسسذر نسسوع مسسن‬ ‫أنواع العبادأةا ل يجوز إل ل ‪ ،‬فمن نذر لقبر أو صنم أو غير ذلك فقسسد أشسسرك بسال عسز وجسل ‪ ،‬وهسو نسذر معصسية‬ ‫وشرك ‪ ،‬وقد قال النبي صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬

‫*‬

‫ومن نذر أن يعصي ا فل يعصه ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫مان حديث عائشة رضي الله عنها ‪.‬‬ ‫‪((31‬أخرجه البخاري )‪ (6696‬وأ)‪ (6700‬ع‬

‫‪65‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫الصأل الثاني ‪ :‬معرفة دأين السلم‬ ‫تعريف الدين‬ ‫الصأل الثاني ‪ :‬معرفة دأين السلما بالدألة ]‪. [27‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [27‬لما فرغ الشيخ من بيان معرفة الصل الول وهو معرفة ا سبحانه وتعالى بالدألة ‪ ،‬انتقل إلى بيان الصل‬ ‫الثاني ‪ ،‬وهو معرفة دأين السلما بالدألة ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬الصأل الثاني ‪ :‬معرفة دأين السلم بالدألة ‪ ،‬ثام عرفه وبين معناه ثام ذكر مراتبه ‪.‬‬ ‫وقوله رحمه ا ‪ :‬معرفة دأين السلم ‪ :‬الدين يرادأ به الطاعة ‪ ،‬يقال ‪ :‬دأان له إذا أطاعه فيما أمر وترك ما نهى ‪.‬‬ ‫ويطلق الدين ويرادأ به الحساب ‪ ،‬كما في قوله ‪ :‬نمالببك يندوبما اللديبن ويقال ‪ :‬دأانه إذا حاسسسبه ‪ ،‬كمسسا قسسال تعسسالى ‪:‬‬ ‫ك نما يندوسما اللديبن ] النفطار ‪، 17 :‬سس ‪ [ 18‬أي ‪ :‬يوما الحسسساب ينسسدونما نل تندملبسس س‬ ‫ك‬ ‫ك نما يندوسما اللديبن ثاسبَم نما أنددأنرا ن‬ ‫نونما أنددأنرا ن‬ ‫س نشديئئا نوادلندمسر يندونمئبةذ ببَلب ] النفطار ‪. [ 19 :‬‬ ‫نندف م‬ ‫س لبنندف ة‬ ‫قوله ‪ :‬بالدألة ‪ ،‬أي‪ :‬أن معرفة دأين السلما ل تكون بالتقليد أو تكون بالتخرص من عند النسان ‪ ،‬السسدين ل بسسد لسسه‬ ‫من أدألة من الكتاب والسنة ‪ ،‬أما النسان الذي ل يعرف دأينه وإنما يقلد النسساس ‪ ،‬ويكسسون إمعسسة مسسع النسساس فهسسذا لسسن‬ ‫ي به أنه إذا سئل عنه في القبر أن يقول ‪ :‬هسساه ‪ ،‬هسساه ‪ ،‬ل أدأري ‪ ،‬سسسمعت النسساس يقولسسون شسسيئئا‬ ‫يعرف دأينه نونحبر و‬ ‫فقلته ‪ ، 32‬فواجب على النسان أن يعف دأينه بالدألة من كتاب ا وسنة رسوله صلى ا عليه وسسسلم ول يعسسرف‬ ‫هذا إل بالتعلم ‪.‬‬ ‫********‬ ‫وهو الستسلما له بالتوحيد والنقيادأ له بالطاعة والبراءةا من الشرك وأهله ]‪. [28‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫‪ ()32‬انظر ماا سإلف ص ‪6‬‬

‫‪66‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫]‪ [28‬السلما مأخوذ من أسلم للشيء إذا انقادأ له ‪ ،‬أسلم نفسه للقتل أي ‪ :‬خضع للقتل ‪ ،‬فأسلم نفسه للشيء إذا انقادأ‬ ‫له ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ن حدين ةسسا ح‬ ‫نأ م‬ ‫نأ م‬ ‫ح ب‬ ‫سإسسل ب ب‬ ‫م ص‬ ‫فالسإلما هو إسإلما الوجه والقصد والنية له عسسز وجسسل ‪ :‬وب ب‬ ‫مسس م‬ ‫سسس ي‬ ‫مسس م‬ ‫فا ] النساء ‪ . [125 :‬ببلى م ب‬ ‫ه‬ ‫ححني ة‬ ‫مل ص ب‬ ‫ة إ حب مبرا ح‬ ‫ن بوات صب بعب ح‬ ‫ح ح‬ ‫م وب م‬ ‫ب‬ ‫م ب‬ ‫م م‬ ‫وب م‬ ‫نأ م‬ ‫جه ب ي‬ ‫سإل ب ب‬ ‫هي ب‬ ‫ه ل حل صهح وبهيوب ي‬ ‫جهب ي‬ ‫ب م‬ ‫س ة‬ ‫ل حل صهح ] البقرة ‪ [ 112 :‬أي أخلص عمله لله عسسز وجسسل ‪ ،‬وانقسساد للسسه عسسن طواعيسسة واختيسسار‬ ‫ورغبة ومحبة ‪.‬‬ ‫السإتسلم لله بالتوحيد ‪ ،‬وهو إفراد الله جل وعل بالعبادة ‪ ،‬وهذا هسسو معنسسى التوحيسسد ‪،‬‬ ‫فمن عبد الله وحده ل شريك له فقد اسإتسلم له ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬وأالنقياد له سإبحانه بالطاعة ‪ :‬فيما أمرك به وما نهاك عنسسه ‪ ،‬فمسسا أمسسرك بسسه‬ ‫تفعله ‪ ،‬وما نهاك عنه تجتنبه طاعة لله سإبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬وأالبراءة مان الشرك وأأهله ‪ :‬البراءة معناها النقطاع والعتزال ‪ ،‬والبعسسد عسسن‬ ‫الشرك وأهسسل الشسسرك ‪ ،‬بسسأن تعتقسسد بطلن الشسسرك فتبتعسسد عنسسه ‪ ،‬وتعتقسسد وجسسوب عسسداوة‬ ‫المشركين ؛ لنهم أعداء الله عز وجل فل تتخذهم أولياء ‪ ،‬إنما تتخذهم أعداء ؛ لنهم أعداء‬ ‫لله ولرسإوله ولدينه فل تحبهم ول تواليهم ‪ ،‬وإنما تقاطعهم في الدين وتبتعد عنهم ‪ ،‬وتعتقد‬ ‫بطلن ما هم عليه ‪ ،‬فل تحبهم بالقلب ول تناصأسسرهم بسسالقول والفعسسل ؛ لنهسسم أعسسداء لربسسك‬ ‫وأعداء لدينك ‪ ،‬فكيف تواليهم وهم أعداء السإلما ؟! ‪.‬‬ ‫ل يكفي أنك تستسلم لله وتنقاد له بالطاعة ‪ ،‬وأنت ل تتبرأ من الشرك ول من المشسسركين‬ ‫ما حتى تتصف بهذه الصفات ‪.‬‬ ‫‪ ،‬هذا ل يكفي ‪ ،‬ول تعد مسل ة‬ ‫أوأقل ‪ :‬السإتسلما لله بالتوحيد ‪.‬‬ ‫ثانقيا ‪ :‬النقياد له بالطاعة ‪.‬‬ ‫ثالقثا ‪ :‬البراءة مما يضاد التوحيد ويضاد الطاعة وهو الشرك ‪.‬‬ ‫عا ‪ :‬البراءة من أهل الشرك ‪.‬‬ ‫راب ق‬ ‫ما‬ ‫ما ‪ ،‬أما إذا نقصت صأفة واحدة منها فإنك ل تكون مسسسل ة‬ ‫بتحقيق هذه الصفات تكون مسل ة‬ ‫‪ ،‬فبهذه الكلمات الثلث لخص الشيخ تعريف السإسسلما ‪ ،‬وكسسم مسسن إنسسسان ل يعسسرف معنسسى‬ ‫حا ‪.‬‬ ‫السإلما ؛ لنه لم يتعلم هذا الشيء ‪ ،‬ولو قيل له ‪ :‬ما هو السإلما ؟ لم يجب جواةبا صأحي ة‬

‫*‬

‫*‬

‫‪67‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫مراتب الدين‬ ‫المرتبة الولى السلم‬ ‫وهو ثلثا مراتب ‪ :‬السلما ]‪[29‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [29‬معنى المراتب ‪ :‬الدرجات ؛ لننسسا قلنسسا أن السسدين ثالثا دأرجسسات بعضسسها أعلسسى مسسن بعسسض ‪ ،‬أول مرتبسسة مسسن‬ ‫مراتب الدين هي السلما ‪ ،‬ثام بعدها اليمان ‪ ،‬ثام بعدها الحسان فالسلما أوسع ‪ ،‬واليمسسان أضسسيق مسسن السسسلما ‪،‬‬ ‫والحسان أضيق من اليمان ‪.‬‬ ‫فدائرةا السلما واسعة ‪ ،‬المنافقون يدخلون فيها إذا انقادأوا إلى السلما وأظهروه والتزموا به ظاهرا ‪ ،‬إذا صلوا مسسع‬ ‫المسلمين وزكوا وعملوا العمال الظاهرةا ‪ ،‬يسمون مسلمين ‪ ،‬وتطبق عليهسسم أحكسساما المسسلمين فسي السدنيا ‪ ،‬فلهسم مسسا‬ ‫للمسلمين وعليهم ما على المسلمين ‪ ،‬لكنهم في الخرةا في الدرك السفل من النار ؛ لنهم ليس عندهم إيمسسان وإنمسسا‬ ‫عندهم إسلما ظاهري فقط ‪.‬‬ ‫********‬ ‫واليمان ‪ ،‬والحسان ]‪. [30‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [30‬قوله ‪ :‬اليمان ‪ :‬هذه هي المرتبة الثانية ‪ ،‬والمؤمنون يتفاوتون ؛ منهم المقربون‬ ‫‪ ،‬ومنهم البرار ‪ ،‬والمقربون هم أصأحاب أعلى الدرجات ‪ ،‬والبرار دونهم ‪ ،‬ومنهسسم الظسسالم‬ ‫لنفسه وهو المرتكب للكبائر التي هي دون الشرك ‪ ،‬فهو مؤمن فاسإق ‪ ،‬أو مسسؤمن نسساقص‬ ‫اليمان ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬ثا ي ب‬ ‫م ل حن ب م‬ ‫صأط ب ب‬ ‫ن ح‬ ‫سسسهح‬ ‫ف ح‬ ‫عبباد حن بسسا فب ح‬ ‫في مبنا ح‬ ‫ب ال ص ح‬ ‫م أومبرثا مبنا ال مك حبتا ب‬ ‫م ظ بسسال ح ة‬ ‫من مهيسس م‬ ‫ص‬ ‫نا م‬ ‫م م‬ ‫ذي ب‬ ‫ن الل صهح ذ بل ح ب‬ ‫ض ي‬ ‫ل ال مك بحبيير ] فاطر ‪. [ 32 :‬‬ ‫ك هيوب ال م ب‬ ‫م م‬ ‫سإاب حقة حبال م ب‬ ‫خي مبرا ح‬ ‫صد ة وب ح‬ ‫قت ب ح‬ ‫وب ح‬ ‫ف م‬ ‫م ب‬ ‫من مهي م‬ ‫م ي‬ ‫من مهي م‬ ‫ت ب حإ حذ م ح‬ ‫‪68‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫قوله ‪ :‬الحسان ‪ :‬هذه هي المرتبة الثالثة هي الحسسسان ‪ ،‬وهسسي أن يحسسسن العبسسد فيمسسا‬ ‫بينه وبين الله ‪ ،‬في عبادة الله عز وجل ‪ ،‬وذكر النبي صألى الله عليه وسإلم الحسان فقال‬ ‫‪33‬‬ ‫م ا يقينويسا أن‬ ‫‪ :‬الحسان أن تعبد ا كأنك تراه ‪ ،‬فإن لم تكن تراه فإنه يسسراك ‪ .‬أي ‪ :‬يكون عنسدك عل ة‬ ‫الله يراك أينما كنت ‪.‬‬

‫********‬ ‫وكل مرتبة لها أركان ]‪. [31‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [31‬قوله ‪ :‬وأكل مارتبة لها أركان ‪ :‬والركان جمع ركن ‪ ،‬وهو ما يقوما عليه الشسسيء‬ ‫‪.‬‬ ‫فأركان الشيء جوانبه التي يقوما عليها ول يقسوما بسسدونها ‪ ،‬وتكسون بسداخل الشسيء ‪ ،‬خلف‬ ‫الشروط فهي تكون خارج الشيء ‪ ،‬مثل شروط الصلة فهسسي خسسارج الصسسلة قبلهسسا ‪ ،‬وأمسسا‬ ‫أركان الصلة فإنها بداخلها ‪ ،‬مثل تكبيرة الحراما وقراءة الفاتحة ‪ ،‬فسسإذا اختسسل شسسيء منهسسا‬ ‫فإن الصلة ل تصح ‪ ،‬كما لو فقد شيء من أركان البنيان فإنه ل يقوما ول يعتمد ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫أركُان السلم‬ ‫شهادأة أن ل إله إل ا وأن محمدا رسول ا‬ ‫معناها ودأليلها‬ ‫فأركُان السلم خمسة ‪ :‬شهادأةا أن ل إله إل ا وأن محمدا رسسسول اسس ‪ ,‬وإقسساما الصسسلةا ‪ ،‬وإيتسساء الزكسساةا ‪ ،‬وصسسوما‬ ‫رمضان ‪ ،‬وحج بيت ا الحراما ‪[32] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [32‬ل يقوما السلما إل علسسى هسسذه الركسسان ‪ ،‬إذا فسقبسسند د‬ ‫ت فسسإن السسلما ل يسستقيم ‪ ،‬وبقيسة الطاعسسات مكملت لهسسذه‬ ‫الركان ‪ ،‬كل الطاعات وأفعال الخير كلها مكملت لهذه الركان ‪ ،‬ولهذا سأل جبريسسل عليسسه السسسلما رسسسول اسس‬ ‫صلى ا عليه وسلم بحضرةا الصحابة قال ‪ :‬أخبرني عن السلما ‪ ،‬قسسال ‪ :‬السسسلما أن تشسسهد أن ل إلسسه إل اسس وأن‬ ‫محمدا رسول ا ‪ ،‬وتقيم الصلةا ‪ ،‬وتؤتي الزكاةا ‪ ،‬وتصوما رمضان ‪ ،‬وتحج البيت إن استطعت إليه سبيئل ‪.34‬‬ ‫ففسر السلما بأنه هذه الركان الخمسة ‪ ،‬لكن حديث ابن عمر بين أن هذه الخمسة هي مباني السلما فقال ‪:‬‬

‫بني‬

‫السلما على خمس ‪ 35‬أي‪ :‬أن هذه الخمس ليست هي السلما كله لكنها أركسسانه ومبسسانيه السستي يقسسوما عليهسسا وبقيسسة‬ ‫المشروعات مكملت ومتممات لهذه الركان ‪.‬‬ ‫********‬ ‫مان حديث أبي هريرة رضي الله‬ ‫مان حديث طويل أخرجه البخاري )‪ (50‬وأأخرجه ماسلم )‪ (10,9‬ع‬ ‫‪ ((33‬جزء ع‬ ‫عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((34‬سإبق تخريجه ص ‪45‬‬ ‫مان حديث ابن عمر رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((35‬أخرجه البخاري )‪ (8‬وأأخرجه ماسلم )‪ (16‬ع‬

‫‪69‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫نشبهند بَ‬ ‫اس أننبَهس نل إبلنهن إببَل هسنو نوادلنمنلئبنكةس نوسأوسلو ادلبعدلبم نقائبئما ببادلقبدسبط نل إبلنهن إببَل هسنو ادلنعبزيسز ادلنحبكيسم ] آل‬ ‫فدليل الشهادأةا ‪:‬‬ ‫عمران ‪. [33] [ 18 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [33‬قوله تعالى ‪ :‬شهد ‪ ،‬أي حكم وقضى وأعلسسم وبيسسن وألسسزما ‪ ،‬فالشسسهادة مسسن اللسسه‬ ‫تدور على هذه المعاني الخمسة ‪ :‬الحكم والقضاء والعلن والبيان واللزاما ‪.‬‬ ‫فمعنى شهد ‪ ،‬أي ‪ :‬قضى سإبحانه وأعلم وأخبر وألزما عباده بذلك ‪ ،‬أنه ل إله إل هو ‪.‬‬ ‫ل إله ‪ :‬ل نافية تنفي جميع ما عبد من دون الله ‪.‬‬ ‫إل هو ‪ :‬مثبت العبادة لله وحده وأماعنى أنه ل إللله إل هللو ‪ :‬أي ل معبسسود بحسسق إل اللسسه‬ ‫سإبحانه وتعالى ‪ ،‬أما من عبد غير الله فإن عبادته باطلة لقوله تعالى ذ بلسس ب ب‬ ‫ح‬ ‫ك ب حسسأ ص‬ ‫ن الل صسس ب‬ ‫ه هيسسوب‬ ‫عون من دون حه هيو ال مباط ي ب‬ ‫ب‬ ‫ي ال مك بحبيير ] الحج ‪[ 62:‬‬ ‫ما ي بد م ي ب ح م ي ح ب ب ح‬ ‫ل وبأ ص‬ ‫حقب وبأ ص‬ ‫ال م ب‬ ‫ن الل ص ب‬ ‫ن ب‬ ‫ه هيوب ال معبل ح ب‬ ‫شهد لنفسه سإبحانه وتعالى بالوحدانية وهسسو أصأسسدق القسائلين ‪ ،‬وشسهادته سإسبحانه وتعسالى‬ ‫أصأدق الشهادات ؛ لنها صأادرة عن حكيم خبير عليم ‪ ،‬يعلم كل شيء فهي شهادة صأسسادقة‬ ‫‪.‬‬ ‫وأالملئكة ‪ :‬شهدوا أنه ل إله إل هو ‪ ،‬وهم عالم خلقهم اللسسه لعبسسادته ‪ ،‬ملئكسسة كسسراما عبسساد‬ ‫ضا خلقهم اللسه لتنفيسذ‬ ‫مكرمون خلقهم الله لعبادته ‪ ،‬يسبحون الليل والنهار ل يفترون ‪ ،‬وأي ة‬ ‫أوامره في الكون ‪ ،‬وكل إليهم تنفيذ ما يأمر به سإسسبحانه وتعسسالى مسسن أمسسور الكسسون ‪ ،‬فكسسل‬ ‫ملك منهم موكل بعمل ‪ ،‬وشهادتهم شهادة صأدق ؛ لنهم أهل علسسم وعبسسادة ومعرفسسة بسسالله‬ ‫عز وجل ‪ ،‬وهم من أفضل الخلق على الخلف ‪ ،‬هل صأالح البشسسر أفضسسل مسسن الملئكسسة أو‬ ‫الملئكة أفضل من صأالح البشر ‪ ،‬على خلف ‪.‬‬ ‫وأأوألو العلم ‪ :‬صأنفان ؛ الملئكة ‪ ،‬والصنف الثاني أولو العلم من البشسسر ‪ ،‬وأولسسو العلسسم ل‬ ‫يشهدون إل بما هو حق ‪ ،‬بخلف الجهال ل اعتبسسار بشسسهادتهم ‪ ،‬وكسسل عسسالم مسسن خلسسق اللسسه‬ ‫يشهد لله بالوحدانية وأنه ل إله إل هو ‪ ،‬وهذا فيه تشريف لهسسل العلسسم حيسسث إن اللسسه قسسرن‬ ‫شهادتهم مع شهادته سإبحانه وتعالى وشهادة ملئكته ‪ ،‬اعتبر شهادة أهل العلم من الخلسسق‬ ‫ودل على فضلهم وشرفهم ومكانتهم ‪ ،‬على أعظم مشهود به وهو التوحيد ‪.‬‬ ‫والمراد بأولي العلم ‪ ،‬أهل العلم الشرعي ل كما يقوله بعض الناس ‪ :‬إن أهل العلم المراد‬ ‫بهم أهل الصناعة والزراعة فهؤلء ل يقال لهم أهل العلم على وجسسه الطلق ؛ لن علمهسسم‬ ‫محدود مقيد ‪ ،‬بل يقال ‪ :‬هذا عالم بالحساب ‪ ،‬عالم بالهندسإة ‪ ،‬عالم بالطب ‪ ،‬ول يقال لهم‬ ‫ضا أكثر هؤلء أهسسل‬ ‫‪ :‬أهل العلم مطل ة‬ ‫قا ؛ لن هذا ل يطلق إل على أهل العلم الشرعي ‪ ،‬وأي ة‬ ‫دا‬ ‫علم دنيوي ‪ ،‬وفيهم ملحدة يزيدهم علمهم ‪-‬غالةبا‪ -‬جهةل بسالله عسسز وجسسل ‪ ،‬وغسسروةرا وإلحسسا ة‬ ‫كما تشاهدون الن في المم الكافرة ‪ ،‬متقدمون في الصناعات وفي الزراعة لكنهم كفسسار‬ ‫‪ ،‬فكيف يقال ‪ :‬إنهم أهل العلم الذين ذكرهم اللسسه فسسي قسسوله ‪ :‬وبيأول يسسو ال معحل مسسم ح هسسذا غيسسر‬ ‫معقول أبدا ‪.‬‬ ‫خ ب‬ ‫مايء ] فاطر ‪ [ 28 :‬المراد علماء الشسسرع‬ ‫ما ي ب م‬ ‫ن ح‬ ‫ه ح‬ ‫عبباد حهح ال معيل ب ب‬ ‫شى الل ص ب‬ ‫وكذلك قوله ‪ :‬إ حن ص ب‬ ‫م م‬ ‫الذين يعرفون الله حق معرفتسسه ويعبسسدونه حسسق عبسادته ويخشسسونه ‪ ،‬أمسسا هسسؤلء فسأغلبهم ل‬ ‫يخشون الله عز وجل بل يكفرون بالله ويجحدونه ‪ ،‬ويدعون أن العالم ليس له رب ‪ ،‬وإنما‬ ‫الطبيعة هي التي توجده وتتصرف فيسسه ‪ ،‬كمسسا هسسو عنسسد الشسسيوعيين ‪ ،‬إنهسسم ينكسسرون السسرب‬ ‫سإبحانه وتعالى مع أن عندهم علما دنيوويا كيف نقول ‪ :‬إن هؤلء هم أهل العلم ‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫هذا غلط ‪ ،‬فالعلم ل يطلق إل على أهله ‪ ،‬وهو لقب شريف ل يطلق على الملحدة والكفار‬ ‫‪ ،‬ويقال ‪ :‬هؤلء أهل العلم ‪.‬‬ ‫فالملئكة وأولو العلسسم شسسهدوا للسسه بالوحدانيسسة ‪ ،‬إ ة‬ ‫ذا ل عسسبرة بقسسول غيرهسسم مسسن الملحسسدة‬ ‫والمشركين والصابئين الذين يكفرون بالله عز وجل ‪ ،‬هؤلء ل عبرة بهم ول بقسسولهم ؛ لنسه‬ ‫مخالف لشهادة الله وشهادة ملئكته وشهادة أولي العلم من خلقه ‪.‬‬ ‫مسسا‬ ‫ما بالقسط " ‪ :‬منصوب علسسى الحسسال مسسن شسسهد ‪ ،‬أي ‪ :‬حالسسة كسسونه قائ ة‬ ‫وأقوله " قائ ق‬ ‫سإبحانه وتعالى ‪ ،‬والقسط ‪ :‬العدل ‪ ،‬أي أن الله سإبحانه وتعالى قائم بالعدل في كل شيء‬ ‫والعدل ضد الجور ‪ ،‬وهو سإبحانه وتعالى حكم عدل ل يصدر عنه إل العدل في كل شيء ‪.‬‬ ‫ل إله إل هو ‪ :‬تأكيد للجملة الولى ‪.‬‬ ‫العزيز الحكيم ‪ :‬اسإمان لله عز وجل يتضمنان صأفتين من صأفاته وهما العزة والحكمة ‪.‬‬ ‫********‬ ‫ومعناها ل معبودأ بحق إل ا ‪ ) ،‬ل إله ( نافئيا جميع ما يعبد من دأون ا ) إل ا ( مثبئتا العبادأةا له وحده ل شريك‬ ‫له في عبادأته كما أنه ليس له شريك في ملكه ‪[34] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [34‬قوله ‪ :‬ومعناها ل معبودأ بحق إل ا ‪ ،‬أي معنى ل إله إل ا ليس كما يقول أهل الباطل ‪ :‬ل خالق ول‬ ‫رازق إل ا ؛ لن هذا توحيد الربوبية يقر به المشركون ‪ ،‬وهم ل يقولون ‪ :‬ل إله إل ا ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬إبنبَهسدم‬ ‫نكاسنوا إبنذا بقينل لنهسدم نل إبلنهن إببَل بَ‬ ‫اس يندستندكببسرونن نوينسقوسلونن أنئببَنا لننتابرسكو آلبهنتبننا لبنشابعةر نمدجسنوةن ]الصافات ‪[ 36 - 35 :‬‬ ‫آلهتنا ‪ ،‬أي ‪ :‬معبودأاتنا لبنشابعةر نمدجسنوةن يعنون الرسول صلى ا عليه وسلم وصفوه بالشعر والجنون ؛ لنه قال‬ ‫لهم ‪ :‬قولوا ل إله إل ا ‪ ،‬ونهاهم عن عبادأةا الصناما ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫جع ب ب‬ ‫ذا ل ب ب‬ ‫ن هب ب‬ ‫ب‬ ‫ة إ حل بةها بوا ح‬ ‫ل املل حهب ب‬ ‫جا ة‬ ‫يةء ع ي ب‬ ‫دا إ ح ص‬ ‫ح ة‬ ‫ولما قال لهم ‪ :‬قولوا ل إله إل الله ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أ ب‬ ‫ش م‬ ‫] ص ‪ [ 5:‬يحسبون اللهة متعددة ‪.‬‬ ‫فدل على أن معناها ل معبود بحق إل الله ‪ ،‬ولو كان معناها ل خالق ول رازق إل الله ‪ ،‬فسسإن‬ ‫هذا يقرون به ول يمارون فيه ‪ ،‬فلو كان هذا معناها ‪ ،‬ما امتنعسسوا مسسن قسسول ل إلسسه إل اللسسه ؛‬ ‫لنهم يقولون إذا سإئلوا من خلق السماوات والرض يقولون ‪ :‬اللسسه ‪ ،‬إذا سإسسئلوا مسسن السسذي‬ ‫يخلق؟ من الذي يرزق؟ مسن السسذي يحيسسي ويميسست ؟ ويسسدبر الرض ؟ يقولسسون ‪ :‬اللسسه ‪ .‬هسسم‬ ‫يعترفون بهذا فلو كان هذا معنى ل إله إل الله لقروا بهذا ‪ ،‬لكسسن معناهسسا ل معبسسود بحسسق إل‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫لو قلت ‪ :‬ل معبود إل الله ‪ ،‬هذا غلط كبير ؛ لن المعبودات كلها تكون هي الله ‪-‬تعالى اللسسه‬ ‫عن هذا‪ -‬لكن إذا قيدتها وقلت ‪ :‬بحق ‪ ،‬انتفت المعبودات كلها إل الله سإسسبحانه وتعسسالى ‪ ،‬ل‬ ‫بد أن تقول ل معبود حق ‪ ،‬أو ل معبود بحق إل الله ‪ .‬ثام بين ذلك على لفظ الكلمة ‪.‬‬ ‫ل إله ‪ :‬النفي ‪ ،‬نفي للعبودية عما سإوى الله ‪.‬‬ ‫إل الله ‪ :‬هذا إثابات للعبودية لله وحده ل شريك له ‪.‬‬ ‫فل إله إل الله تشتمل على نفي وإثابات ‪ ،‬ول بد في التوحيد مسسن النفسسي والثابسسات ل يكفسسي‬ ‫الثابات وحده ‪ ،‬ول يكفي النفي وحده ‪ ،‬بل ل بد مسسن النفسسي والثابسسات كمسسا قسسال تعسسالى ‪:‬‬ ‫فمر حبال ص‬ ‫شرح ي‬ ‫طا ي‬ ‫كوا ب حهح ب‬ ‫ه وببل ت ي م‬ ‫شي مةئا‬ ‫ن حبالل صهح ] البقرة ‪[ 256 :‬‬ ‫ن ي بك م ي‬ ‫ت وبي يؤ م ح‬ ‫غو ح‬ ‫بواع مب ي ي‬ ‫دوا الل ص ب‬ ‫فب ب‬ ‫م م‬ ‫م م‬ ‫] النساء ‪. [ 36 :‬‬ ‫‪71‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫فلو قلت ‪ :‬الله إله ‪ ،‬هذا ل يكفي ‪ ،‬اللت إله ‪ ،‬والعزى إله ‪ ،‬ومناة إله ‪ ،‬كل الصأناما تسسسمى‬ ‫آلهة ‪.‬‬ ‫فل بد أن تقول ‪ :‬ل إله إل الله ‪ ،‬فل بد من الجمع بين النفي والثابات حسستى يتحقسسق التوحيسسد‬ ‫وينتفي الشرك ‪.‬‬ ‫********‬ ‫وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى ‪ :‬نوإبدذ نقانل إبدبنرابهيسم بلنببيبه نوقندوبمبه إبنبَبني بننرامء بمبَما تندعبسسدونن إببَل البَبذي فنطننربني‬ ‫فنإ بنبَهس نسيندهبديبن نونجنعلننها نكلبنمةئ نباقبينةئ بفي نعقببببه لننعلبَهسدم يندربجسعونن ] الزخرف ‪. [35] [28 ، 26 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫ن ‪ ،‬فل إله إل الله فسرها اللسسه فسسي القسسرآن ‪ ،‬وذلسسك فسسي‬ ‫]‪ [35‬خير ما يفسر القرآن القرآ ي‬ ‫قول الخليل عليه الصلة والسلما فيما ذكر الله عنه ‪ :‬إ حن صحني ب ببراةء هذا النفي ل إله ‪ ،‬إ حصل‬ ‫ذي فبط ببرحني ‪ :‬يعني إل الله ‪ ،‬هذا الثابات ‪.‬‬ ‫ال ص ح‬ ‫ما ‪.‬‬ ‫فهذه الية تفسير معنى ل إله إل الله تما ة‬

‫********‬ ‫ب تننعالندوا إبنلى نكلبنمةة نسنواةء بنديننننا نوبنديننسكدم أنبَل نندعبسند إببَل بَ‬ ‫ك بببه نشديئئا نونل ينتبَبخنذ‬ ‫ان نونل نسدشبر ن‬ ‫وقوله تعالى ‪ :‬قسدل نيا أندهنل ادلبكنتا ب‬ ‫ضا أندرنبائبا بمدن سدأوبن بَ‬ ‫اب فنإ بدن تننولبَدوا فنسقوسلوا ادشهنسدوا ببأ نبَنا سمدسلبسمونن ] آل عمران ‪. [36] [64:‬‬ ‫بندع س‬ ‫ضننا بندع ئ‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫ب تننعالندوا إبنلى نكلبنمةة نسنواةء بنديننننا نوبنديننسكدم أنبَل نندعبسسسند إببَل بَ‬ ‫ك ببسسبه نشسسديئئا‬ ‫انسس نونل نسدشسسبر ن‬ ‫]‪ [36‬وقوله تعالى ‪ :‬قسدل نيا أندهنل ادلبكنتا ب‬ ‫هذه الية من سورةا آل عمران نزلت فسسي وفسسد نجسسران النصسسارى السسذين قسسدموا علسسى النسسبي صسسلى اسس عليسسه وسسسلم‬ ‫وناظروه وسألوه ‪ ،‬وحصل بينهم وبينه كلما طويل ‪ ،‬وهم نصارى من نصارى العرب ‪ ،‬وفي النهايسسة طلسسب النسسبي‬ ‫صلى ا عليه وسلم منهم المباهلة ‪ :‬فنقسدل تننعالندوا نندد س‬ ‫ع أندبننانءننا نوأندبننانءسكدم نونبنسانءننا نونبنسانءسكدم نوأندنفسنسننا نوأندنفسنسسكدم ثاسسسبَم نندبتنبهسسدل‬ ‫فننندجنعدل لندعننةن بَ‬ ‫اب نعنلى ادلنكابذببينن ] آل عمران ‪. [ 61 :‬‬ ‫فلما طلب منهم المباهلة خافوا ولم يباهلوه عليه الصلةا والسلما ‪ ،‬ودأفعوا له الجزية ؛ لنهم يعلمون أنهم على باطل‬ ‫‪ ،‬وأنه رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪.‬‬ ‫نبتهل ‪ :‬أي ندعو باللعنة على الكاذب منا ‪ ،‬وكسسانوا يعلمسسون أنهسسم هسسم الكسساذبون ‪ ،‬ولسسو بسساهلوه لنزلسست عليهسسم النسسار‬ ‫وأحرقتهم في مكانهم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬لكن ندفع الجزية ول نباهلكم ‪ ،‬فقبل النبي صلى ا عليه وسسسلم منهسسم الجزيسسة ‪،‬‬ ‫لقد تبين أن ا أمره بما في هذه الية ‪.‬‬ ‫وهذه الية فيها معنى ل إله إل ا ‪ ،‬قوله ‪ :‬أل نعبد هذا النفي ‪ ،‬وقوله ‪ :‬إل ا هذا الثابات ‪ ،‬وهذا هسسو العسسدل السسذي‬ ‫قامت له السماوات والرض ‪ ،‬فالسماوات والرض قسسامت علسسى التوحيسسد والعسسدل ‪ ،‬ل نشسسرك فسسي عبسسادأته شسسيئئا ل‬ ‫المسيح الذي تزعمون أنه رب وتعبدونه من دأون ا ‪ ،‬ول غير المسيح ول محمد عليه الصلةا والسلما ‪ ،‬ول أحسسد‬ ‫من النبياء ول من الصالحين ول من الولياء ‪ ،‬أنبَل نندعبسند إببَل بَ‬ ‫ك بببه نشديئئا ‪.‬‬ ‫ان نونل نسدشبر ن‬ ‫ضا أندرنبائبا بمدن سدأوبن بَ‬ ‫اب كما اتخذتم الحبار والرهبان أربائبا من دأون اسس تعسسالى ‪ :‬اتبَنخسسسذوا‬ ‫نونل ينتبَبخنذ بندع س‬ ‫ضننا بندع ئ‬ ‫أندحنبانرهسدم نوسردهنباننهسدم أندرنبائبا بمدن سدأوبن بَ‬ ‫اب نوادلنمبسينح ادبنن نمدريننم نونما أسبمسروا إببَل لبيندعبسسدوا إبلنئها نوابحئدا ] التوبة ‪ [ 31 :‬واتخاذ‬ ‫الحبار والرهبان من دأون ا بينه رسول ا صلى ا عليه وسلم في أنه طاعتهم في تحليل ما حرما ا ‪ ،‬وتحريسسم‬ ‫‪72‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫ما أحل ا هذا معنى اتخاذهم أربائبا من دأون ا ‪ ،‬إذا كانوا يحللون ما حرما ا ويحرمون ما أحل ‪ ،‬فسإذا أطساعوهم‬ ‫في ذلك ‪ ،‬فقد اتخذوهم أربابا ؛ لن الذي يشرع للناس ويحلل ويحرما هو ا سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫فنإ بدن تننولبَدوا ‪ :‬ولم يقبلوا دأعوةا التوحيد ‪ .‬فنسقوسلوا ادشهنسدوا ببأ نبَنا سمدسلبسمونن أشسسهدوهم علسسى أنكسسم موحسسدون وأنهسسم‬ ‫كفار ‪ ،‬بينوا لهم بطلن ما هم عليه ‪ ،‬ففي هذه الية البراءةا مسسن دأيسسن المشسسركين والمصسسارحة بسسذلك ‪ ،‬اشسسهدوا بأنسسا‬ ‫مسلمون ففي هذا وجوب إعلن بطلن ما عليه المشركون وعدما السكوت عن ذلك ‪ ،‬والعلن عن بطلن الشسسرك‬ ‫والردأ على أهله ‪.‬‬ ‫والخلصة ‪:‬‬ ‫أن ل إله إل ا لها ركنان ‪ :‬هما النفي والثابات ‪ ،‬فإذا قيل لك ‪ :‬ما هي أركان ل إله إل ا ‪ ،‬فتقول النفي والثابات‪.‬‬ ‫وشروطها سبعة ل تنفع إل بهذه الشروط نظمها بعضهم بقوله ‪:‬‬ ‫علـم يقيـن وإخلص وصأدقك‬

‫مع محبة وانقيادأ والقبول لها‬

‫فالعلم ‪ :‬ضده الجهل ‪ ،‬فالذي يقول ‪ :‬ل إله إل ا بلسانه ويجهل معناها هذا ل تنفعه ل إله إل اله ‪.‬‬ ‫واليقين ‪ :‬فل يكون عنده شك ؛ لن بعض الناس قد يعلم معناها ولكن عنده شك في ذلك ‪ ،‬فليس علمه بصحيح ‪ ،‬ل‬ ‫بد أن يكون عنده يقين بل إله إل ا وأنها حق ‪.‬‬ ‫والخلص ‪ :‬ضده الشرك ‪ ،‬بعض الناس يقول ‪ :‬ل إله إل ا ؛ ولكنه ل يترك الشرك ‪ ،‬مثل ما هو الواقع الن عند‬ ‫عبادأ القبور ‪ ،‬هؤلء ل تنفعهم ل إله إل ا ؛ لن من شروطها ترك الشرك ‪.‬‬ ‫والصدق ‪ :‬ضده الكذب ؛ لن المنافقين يقولون ‪ :‬ل إله إل ا ؛ لكنهم كاذبون في قلوبهم ‪ ،‬ل يعتقدون معناها ‪ ،‬قال‬ ‫ك لننرسسولسهس نو بَ‬ ‫اب نو بَ‬ ‫ك لننرسسوسل بَ‬ ‫اس يندشهنسد إببَن ادلسمننافببقينن لننكابذسبونن‬ ‫اس يندعلنسم إبنبَ ن‬ ‫ك ادلسمننافبسقونن نقاسلوا نندشهنسد إبنبَ ن‬ ‫ا تعالى ‪ :‬إبنذا نجانء ن‬ ‫اتبَنخسذوا أندينماننهسدم سجنبَةئ ] المنافقون ‪. [ 2 ، 1:‬‬ ‫والمحبة ‪ :‬أن تكون مح يئبا لهذه الكلمة ول يئيا لهلها ‪ ،‬أما الذي ل يحبها أو ل يحب أهلها فإنها ل تنفعه ‪.‬‬ ‫والنقيادأ ‪ :‬ضد العراض والترك ‪ ،‬وهو النقيادأ لما تدل عليه من عبادأةا ا وحده ل شريك له ‪ ،‬وامتثال أوامسسره ‪،‬‬ ‫ما دأمت اعترفت وشهدت أنه ل إله إل ا يلزمك أن تنقادأ لحكامه ودأينه ‪ ،‬أما أن تقول ‪ :‬ل إلسسه إل اسس ‪ ،‬ول تنقسسادأ‬ ‫لحكاما ا وشرعه فإنها ل تنفعك ل إله إل ا ‪.‬‬ ‫والقبول ‪ :‬القبول المنافي للردأ ‪ ،‬بأن ل تردأ شيئئا من حقوق ل إله إل ا ‪ ،‬وما تدل عليه بل تقبل كل ما تدل عليه ل‬ ‫إله إل ا ‪ ،‬تتقبله تقبئل صحيئحا ‪.‬‬ ‫وزيد شرط ثاامن ‪:‬‬ ‫وزيــد ثامنهــا الكفــران بمــا‬

‫مع الله من الشياء قد ألها‬

‫أي ‪ :‬البراءةا من الشرك ‪ ،‬فل يكون موحئدا حتى يتبرأ من الشرك ‪:‬‬ ‫تندعبسسدونن ] الزخرف ‪. [ 26 :‬‬ ‫هذه شروط ل إله إل ا ‪ ،‬ثامانية شروط ‪.‬‬ ‫********‬

‫‪73‬‬

‫نوإبدذ نقانل إبدبنرابهيسم بلنببيبه نوقندوبمبه إبنبَبني بننرامء بمبَما‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫ص نعلنديسكدم‬ ‫ودأليل شهادأةا أن محمدا رسول ا قوله ‪ :‬لنقندد نجانءسكدم نرسسومل بمدن أندنفسبسسكدم نعبزيمز نعلنديبه نما نعنبترِدم نحبري م‬ ‫ببادلسمدؤبمبنينن نرسءو م‬ ‫ف نربحيمم ] التوبة ‪. [37] [ 128:‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [37‬الركن الول من أركان السلما مكون من شيئين ‪:‬‬ ‫الوأل ‪ :‬شهادة أن ل إله إل الله ‪.‬‬ ‫دا رسإول الله ‪.‬‬ ‫وأالثاني ‪ :‬شهادة أن محم ة‬ ‫فهما ركن واحد ‪ ،‬الشق الول ‪ :‬يعني الخلص في العبادة ‪ ،‬والشق الثسساني ‪ :‬يعنسسي متابعسسة‬ ‫الرسإول صألى الله عليه وسإلم ‪.‬‬ ‫سإو ة‬ ‫زيةز‬ ‫ن أ بن م ي‬ ‫وأدليل شهادة أن ماحمدا رسإول الله قوله ‪ :‬ل ب ب‬ ‫ف ح‬ ‫ل ح‬ ‫قد م ب‬ ‫م بر ي‬ ‫سك ي م‬ ‫جابءك ي م‬ ‫م م‬ ‫م عب ح‬

‫م وأدلة شهادة أن محمدا رسإسسول اللسسه‬ ‫ف بر ح‬ ‫ن بريءو ة‬ ‫مؤ م ح‬ ‫م ب‬ ‫حي ة‬ ‫م حبال م ي‬ ‫ص ع بل بي مك ي م‬ ‫ما ع بن حت ب م‬ ‫ع بل بي مهح ب‬ ‫ري ة‬ ‫محني ب‬ ‫ح ح‬ ‫كثيرة من الكتاب والسنة والمعجزات الباهرات الدالة على رسإالته صألى الله عليه وسإسسلم‬ ‫سإو ة‬ ‫مسسا‬ ‫ن أ بن م ي‬ ‫‪ ،‬ومن الكتاب هذه الية ‪ ،‬يقول تعالى ‪ :‬ل ب ب‬ ‫ف ح‬ ‫ل ح‬ ‫قد م ب‬ ‫م بر ي‬ ‫م ع بزحيسسةز ع بل بي مسسهح ب‬ ‫سسسك ي م‬ ‫جابءك ي م‬ ‫م م‬ ‫م ‪.‬‬ ‫ف بر ح‬ ‫ن بريءو ة‬ ‫مؤ م ح‬ ‫م ب‬ ‫حي ة‬ ‫م حبال م ي‬ ‫ص ع بل بي مك ي م‬ ‫ع بن حت ب م‬ ‫ري ة‬ ‫محني ب‬ ‫ح ح‬ ‫فهذه شهادة من الله لهذا الرسإول صألى الله عليه وسإلم بالرسإالة وبيان صأفاته ‪.‬‬ ‫قوله تعالى ‪ :‬لقد جاءكم ‪ :‬اللما هذه لما القسم ‪ ،‬ففيها قسم مقدر ‪ ،‬تقديره والله لقد‬ ‫جاءكم ‪.‬‬ ‫قد ‪ :‬حرف تحقيق وتأكيد بعد تأكيد ‪.‬‬ ‫جاءكم ‪ :‬أيها الناس ‪ ،‬هذا خطاب لجميع الناس ؛ لن رسإالته صألى الله عليه وسإسلم عامسة‬ ‫لجميع الثقلين ‪ ،‬النس والجن ‪.‬‬ ‫ة‬ ‫رسإول ‪ :‬هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ‪ ،‬سإمي رسإول ؛ لنه مرسإل من قبسسل اللسسه‬ ‫سإبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫مان أنفسكم ‪ :‬أي من جنسكم من البشر ‪ ،‬وليس مل ة‬ ‫كا مسسن الملئكسسة ‪ ،‬وهسسذه سإسسنة اللسسه‬ ‫سإبحانه وتعالى أنه يرسإل إلى البشر رسإةل منهم من أجل البيان ‪ ،‬ومن أجسسل أن يتخسساطبوا‬ ‫معهم ‪ ،‬ولنهم يعرفونه ‪ ،‬لو أرسإل إليهم ملكا ما اسإتطاعوا أن يتخاطبوا معسسه ؛ لنسسه ليسسس‬ ‫ضا ل يقدرون على رؤيسسة الملسسك ؛ لنسسه ليسسس مسسن جنسسسهم ‪ ،‬مسسن رحمتسسه‬ ‫من جنسهم ‪ ،‬وأي ة‬ ‫سإبحانه وتعالى أن أرسإل إلى الناس رسإوةل من جنسهم ‪ ،‬بسسل ومسسن العسسرب ومسسن أشسسرف‬ ‫بيوت العرب نسةبا ‪ ،‬من بني هاشم السذين هسم أشسرف أنس اب قريسش ‪ ،‬وقريسش أشسرف‬ ‫أنسسساب العسسرب ‪ ،‬فهسسو خيسسار مسسن خيسسار يعرفسسونه ‪ ،‬ويعرفسسون شخصسسه ‪ ،‬ويعرفسسون نسسسبه ‪،‬‬ ‫ويعرفون قبيلته ‪ ،‬ويعرفون بلده ‪ ،‬ولو كانوا ل يعرفونه فكيسسف يصسسدقونه ؟ ولسسو كسسان بغيسسر‬ ‫م ‪.‬‬ ‫ما ع بن حت ب م‬ ‫زيةز ع بل بي مهح ب‬ ‫لغتهم فكيف يفهمون كلمه ؟ ع ب ح‬ ‫فقوله ‪ :‬عزيز ‪ :‬يعني شاق عليه صألى الله عليه وسإلم ‪.‬‬ ‫ماا عنتم ‪ :‬يعني ما يشق عليكم ‪ ،‬العنت معناه ‪ :‬التعب والمشسسقة ‪ ،‬والرسإسسول صأسسلى اللسسه‬ ‫عليه وسإلم يشق عليه ما يشق على أمته ‪ ،‬وكان ل يريد لها المشقة وإنما يريد لهسسا اليسسسر‬ ‫والسهولة ‪.‬‬ ‫ولذلك جاءت شريعته صألى الله عليه وسإلم سإهلة سإمحة ‪ ،‬قال صألى الله عليه وسإلم ‪:‬‬ ‫‪36‬‬ ‫جعبسس ب‬ ‫ج ] الحسج ‪:‬‬ ‫بعثت بالحنيفيسسة السسسمحة‬ ‫ن ح‬ ‫ن ب‬ ‫م حفسي السس ق‬ ‫ما ب‬ ‫ل ع بل بي مك يسس م‬ ‫قال تعالى ‪ :‬وب ب‬ ‫مس م‬ ‫دي ح‬ ‫حسبر ر‬ ‫‪. [ 78‬‬ ‫مان حديث أبي أمااماة الباهلي رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((36‬أخرجه أحمد ‪ 623 /36‬ع‬

‫‪74‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫جع ب ب‬ ‫ج ] المائدة ‪ [ 6 :‬فشسسريعته سإسسهلة تتماشسسى‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫م ح‬ ‫ن ب‬ ‫ه ل حي ب م‬ ‫ل ع بل بي مك ي م‬ ‫ريد ي الل ص ي‬ ‫ب‬ ‫م م‬ ‫ما ي ي ح‬ ‫حبر ر‬ ‫مع قدرة الناس واسإتطاعة المكلفين ول تحملهم ما ل يطيقون ‪.‬‬ ‫ولهذا كان النبي صألى الله عليه وسإلم يحب لهم التيسير ‪ ،‬ومسسا خيسسر بيسسن أمريسسن إل اختسسار‬ ‫ما ‪ ،‬وكان يحب أن يأتي بالعمل ويتركه شفقة بسسأمته ‪ ،‬يسسترك العمسسل‬ ‫أيسرهما ما لم يكن إثا ة‬ ‫وهو يحب أن يأتي به من العمال الصالحة من أجل أن ل يشق على أمته ‪ ،‬هذه من صأفاته‬ ‫‪ ،‬أنه يشق عليه ما يشق على أمته ‪ ،‬ويسر بسرورها ‪ ،‬ويفسسرح بفرحهسسا ‪ ،‬ومسسن كسسانت هسسذه‬ ‫صأفته فل شك أنه ل يأتي إل بالخير والرحمة صألى الله عليه وسإلم ‪.‬‬ ‫حريص عليكم ؛ أي ‪ :‬على هدايتكم وإخراجكسسم مسن الظلمسسات إلسسى النسسور ‪ ،‬ولسسذلك كسسان‬ ‫يتحمل المشاق في دعوة الناس طلةبا لهدايتهم وإخراجهم من الظلمسسات إلسسى النسسور حسستى‬ ‫ك أ بصل ي ب ي‬ ‫سسس ب‬ ‫قال الله له ‪ :‬ل بعبل ص ب‬ ‫ن ] الشسسعراء ‪ [ 3 :‬أي لعلسسك مهلسسك‬ ‫خع ة ن ب م‬ ‫ك ببا ح‬ ‫مسسؤ م ح‬ ‫ف ب‬ ‫كون يسسوا ي‬ ‫محني ب‬ ‫نفسك أن ل يكونوا مؤمنين من أجل الحزن عليهسسم ‪ ،‬فل تحسسزن عليهسسم ‪ ،‬وهسسذا مسسن كمسسال‬ ‫نصحه صألى الله عليه وسإلم ‪.‬‬ ‫م ‪:‬‬ ‫ف بر ح‬ ‫ن بريءو ة‬ ‫مؤ م ح‬ ‫حي ة‬ ‫حبال م ي‬ ‫محني ب‬ ‫رءوأف ‪ :‬من الرأفة وهي الرفق واللطف ‪.‬‬ ‫ظا غ بحليسس ب‬ ‫ت فب و‬ ‫ظ‬ ‫مةر ح‬ ‫ما بر م‬ ‫م وبل بوم ك ين م ب‬ ‫ت ل بهي م‬ ‫ن الل صهح ل حن م ب‬ ‫ح ب‬ ‫رحيم ‪ :‬وصأفه بالرحمة فليس بغليظ فبب ح ب‬ ‫م ب‬

‫حومل ح ب‬ ‫ك ] آل عمران ‪. [ 159 :‬‬ ‫ب بلن م ب‬ ‫ال م ب‬ ‫ضوا ح‬ ‫ن ب‬ ‫ف ب‬ ‫قل م ح‬ ‫م م‬ ‫كان صألى الله عليه وسإلم متواضةعا لينسسا مسسع المسسؤمنين ‪ ،‬يخفسسض لهسسم جنسساحه ويسسستقبلهم‬ ‫بالبشر والمحبة والعطف والحسان ‪ ،‬هذه من صأفاته صألى الله عليه وسإلم ‪.‬‬ ‫ذكر الله خمس صأفات في هذا الرسإول صألى الله عليه وسإلم ‪.‬‬ ‫الوألى ‪ :‬أنه منكم ‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬عزيز عليه ما عنتم ‪.‬‬ ‫الثالثة ‪ :‬حريص عليكم ‪.‬‬ ‫الرابعة ‪ :‬بالمؤمنين رءوف ‪.‬‬ ‫الخاماسة ‪ :‬رحيم ‪.‬‬ ‫خمس صأفات من صأفات هسذا النسبي صأسلى اللسه عليسه وسإسلم ‪ ،‬وخ ص المسؤمنين بالرأفسة‬ ‫والرحمة ؛ لنه صألى الله عليه وسإلم كسسان غليظ ةسسا علسسى المشسسركين والمعانسسدين ‪ ،‬يغضسسب‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫جاه حسسد ح ال مك ي ص‬ ‫من بسسافح ح‬ ‫ي ب‬ ‫فسسابر بوال م ي‬ ‫قي ب‬ ‫لغضب الله سإبحانه وتعالى ‪ ،‬كما قال تعسسالى ‪ :‬ي بسسا أي بهبسسا الن صب حسس ب‬ ‫ظ عل بيهم و م‬ ‫صسسيير ] التوبسسة ‪ [ 73 :‬الرحمسسة والرأفسسة خاصأسسة‬ ‫م ح‬ ‫م ب‬ ‫س ال م ب‬ ‫جهبن صسس ي‬ ‫مسسأبواهي م‬ ‫بواغ مل ي م ب م ح م ب ب‬ ‫م وبب حئ مسس ب‬ ‫ل الل صه وال صسسذين معسس ب‬ ‫سإو ي‬ ‫داءي‬ ‫بالمؤمنين ‪ ،‬وهكذا المؤمنون بعضهم مع بعض ‪:‬‬ ‫هأ ح‬ ‫شسس ص‬ ‫م ب‬ ‫مد ة بر ي‬ ‫ح ب ح ب ب ب ي‬ ‫ح ص‬ ‫ي‬ ‫م ] الفتح ‪ [ 29 :‬هذه صأفاته صألى الله عليه وسإلم ‪.‬‬ ‫ع ببلى ال مك ي ص‬ ‫فارح ير ب‬ ‫مايء ب بي من بهي م‬ ‫ح ب‬ ‫*******‬ ‫ومعنى شهادأةا أن محمئدا رسول ا ‪ :‬طاعته فيما أمر ‪ ،‬وتصديقه فيما أخبر ‪ ،‬واجتناب ما عنه نهى وزجر ‪ ،‬وأن ل‬ ‫يعبد ا إل بما شرع ‪[38] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [38‬شهادأةا أن محمئدا رسول ا لها معنى ومقتضى ليست لف ئ‬ ‫ظا يقال فقط ‪ .‬فمعناها أن تعترف بلسانك وبقلبك أنسسه‬ ‫رسول ا ‪ ،‬تنطق بلسانك وتعتقد ذلك بقلبك أنه رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬أما التلفظ باللسان والنكار بالقلب‬ ‫‪75‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫اب نو بَ‬ ‫ك لننرسسوسل بَ‬ ‫ك‬ ‫اسسس يندعلنسسسم إبنبَسس ن‬ ‫ك ادلسمننافبسقونن نقاسلوا نندشهنسد إبنبَ ن‬ ‫فهذه طريقة المنافقين كما أخبرنا ا عنهم بقوله ‪ :‬إبنذا نجانء ن‬ ‫لننرسسولسهس نو بَ‬ ‫اسسس يندشسهنسد إببَن ادلسمننسافببقينن لننكسابذسبونن اتبَنخسسذوا أندينمسساننهسدم سجبَنسةئ ] المنسسافقون ‪، 1 :‬س ‪ [ 2‬جعلسوا أيمسسانهم ‪ ،‬أي ‪:‬‬ ‫شهادأاتهم سترةا يسترون بها ‪ ،‬فصدوا عن سبيل ا ‪ ،‬فدل على أن النطق باللسان ل يكفي ‪.‬‬ ‫ضا ل يكفي ‪ ،‬فإن المشركين يعلمون أنه رسول‬ ‫وكذلك اعتقادأ القلب مع عدما النطق باللسان لمن يقدر على النطق أي ئ‬ ‫ك‬ ‫ك البَسسبذي ينسقوسلسونن فنسسإ بنبَهسدم نل يسنكسسلذسبونن ن‬ ‫ا لكنهم يعاندون ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ :‬سورةا النعاما الية ‪ 33‬قندد نندعلنسم إبنبَهس لنيندحسزنسسس ن‬ ‫نولنبكبَن ال بَ‬ ‫ت بَ‬ ‫اب يندجنحسدونن ] النعاما ‪ . [ 33 :‬فهم بقلوبهم يعترفون بالرسالة ‪ ،‬ويعرفون أنه رسسسول اسس ‪،‬‬ ‫ظالببمينن ببآنيا ب‬ ‫لكن منعهم الكبر ومنعهم العنادأ من القرار برسالته ‪.‬‬ ‫وكذلك منعهم الحسد كما عند اليهودأ وعند مشركي العرب ‪ ،‬وكان أبو جهل عمرو بن هشسساما يعسسترف ويقسسول ‪ :‬كنسسا‬ ‫نحن وبنو هاشم متساوين في كل المور لكنهم قالوا ‪ :‬منا رسول وليس منكم رسول من أيسسن نسسأتي برسسسول؟ فلسسذلك‬ ‫أنكروا رسالته حسئدا لبني هاشم‪. 37‬‬ ‫ويقول أبو طالب في قصيدته ‪:‬‬ ‫ولقـد علمت بأن دأين محمد‬ ‫لـول الملمـة أو حذار مسبة‬

‫مــن خـير أدأيـان البريـة دأيلنـا‬ ‫لوجدتني سمحا بذاكَ مبينا‬

‫يعترف بقلبه برسالة محمد لكن منعته الحمية الجاهلية لقومه فلم يكفر بدين عبد المطلب الذي هو عبادأةا الصناما ‪،‬‬ ‫فهم يعترفون بنبوته بقلوبهم ‪ ،‬فل يكفي العتراف بالقلب أنه رسول ا بل ل بد أن ينطق بلسانه ‪.‬‬ ‫ثام ل يكفي النطق باللسان والعتراف بالقلب ‪ ،‬بل ل بد من أمر ثاالث وهو التباع ‪ ،‬قال ا تعسسالى فيسسه ‪ :‬نفالبَسسبذينن‬ ‫ك هسسسسم ادلسمدفلبسحسسونن ] العسسراف ‪ [ 157 :‬حسستى لسسو‬ ‫صسروهس نواتبَبنسعوا الرِنونر البَسسبذي أسدنسسبزنل نمنعسسهس سأولنئبسس ن‬ ‫آنمسنوا بببه نونعبَزسروهس نونن ن‬ ‫نصره مثل أبي طالب وحامى دأونه ‪ ،‬وهو يعرف أنه رسول ا لكن لم يتبعه ‪ ،‬فإنه ليس بمسلم حتى يتبعه ‪ ،‬ولهسسذا‬ ‫قال الشيخ ‪ :‬ومعنى شهادأةا أن محمئدا رسول ا طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر ‪ ،‬واجتناب ما نهى عنه وزجر‬ ‫‪ ،‬وأن ل يعبد ا إل بما شرع ‪.‬‬ ‫ئ‬ ‫ئ‬ ‫فل بد مع العتراف برسالته ظاهئرا وباطنا واعتقادأا ‪ ،‬ول بد من اتباعه صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬ويتلخسسص ذلسسك فسسي‬ ‫هذه الربع كلمات التي ذكرها الشيخ رحمه ا ‪:‬‬ ‫طسانع بَ‬ ‫الولى ‪ :‬طاعته فيما أمسر ‪ :‬يقسول اسس جسل وعل ‪ :‬نمسدن يسبطسسبع البَرسسسسونل فننقسدد أن ن‬ ‫انسس ] النسساء ‪ [ 80 :‬ويقسول‬ ‫طانع ببإ بدذبن بَ‬ ‫سبحانه‪ :‬نونما أندرنسدلننا بمدن نرسسوةل إببَل لبيس ن‬ ‫اب ] النساء ‪. [ 64 :‬‬ ‫اس نونرسسسولنهس‬ ‫ص بَ ن‬ ‫نونمسدن يندعس ب‬

‫فقرن طاعة الرسول مع طاعته سبحانه وتعالى ‪ ،‬وقرن معصية الرسول مع معصيته‬ ‫فنإ ببَن لنهس ننانر نجهنبَنسنم نخابلسبدينن بفينهسا أننبسئدا ] الجسسن ‪ [ 23 :‬وقسال ‪ :‬نوإبدن تسبطيسعسوهس تندهنتسسدوا ] النسور ‪ [ 54 :‬وقسال ‪:‬‬ ‫نوأنبطيسعوا البَرسسونل لننعلبَسكدم تسدرنحسمونن ] النور ‪ [ 56 :‬فل بد من طاعته صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬فالذي يشهد أنسه رسسسول‬ ‫ا تلزمه طاعته فيما أمر لقوله تعالى ‪ :‬نونما آنتاسكسم البَرسسوسل فنسخسذوهس نونما نننهاسكدم نعدنهس نفادنتنسهوا ] الحشر ‪. [ 7 :‬‬ ‫ب أنبليمم ] النسسور ‪ ، [ 63 :‬عسسن أمسسره ‪ :‬أي عسسن‬ ‫صيبنهسدم نعنذا م‬ ‫صيبنهسدم فبدتننةم أندو يس ب‬ ‫فندليندحنذبر البَبذينن يسنخالبسفونن نعدن أندمبربه أندن تس ب‬ ‫أمر الرسول فل بد من طاعة الرسول صلى ا عليه وسلم ‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬تصديقه فيما أخبر ؛ لن الرسول صلى ا عليه وسلم أخبر عن أمور كثيرةا مغيبة ‪ ،‬أخسبر ع ن اس وعسن‬ ‫الملئكة ‪ ،‬وأخبر عن أمور غائبة ‪ ،‬وأخبر عن أمور مستقبلة مسسن قيسساما السسساعة وأشسسراط السسساعة والجنسسة والنسسار ‪،‬‬ ‫‪ ((37‬انظر "السيرة النبوية" لبن هشام ‪ 1/251‬قصة اسإتماع قريش إلى قراءة النبي ‪‬‬

‫‪76‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫وأخبر عن أمور ماضية عن أحوال المم السابقة ‪ ،‬فل بد من تصديقه فيما أخبر ؛ لنسسه صسسدق ل كسسذب فيسسه ‪ ،‬قسسال‬ ‫تعالى ‪ :‬نونما يندنبط س‬ ‫ي سيونحى ] النجم ‪. [4 ، 3 :‬‬ ‫ق نعبن ادلهننوى إبدن هسنو إببَل نودح م‬ ‫الرسول صلى ا عليه وسلم ل يتكلسسم بهسذه الخبسسار أو هسسذه الوامسسر والنسواهي ‪ ،‬ل يتكلسسم بشسيء مسن عنسده عليسسه‬ ‫الصلةا والسلما ‪ ،‬إنما يتكلم بوحي من ا عز وجل فأخباره صدق ‪ ،‬ومن لم يصدقه فيمسسا أخسسبر فليسسس بمسسؤمن ول‬ ‫صادأق في شهادأته أنه رسول ا ‪ ،‬كيف يشهد أنه رسول ا ويكذبه في أخبسساره ؟ كيسسف يشسسهد أنسسه رسسسول اسس ول‬ ‫يطيع أمره؟! ‪.‬‬ ‫الثالثة ‪ :‬اجتناب ما نهى عنه وزجر ‪ :‬اجتنب ما نهاك عنه الرسول صلى ا عليه وسلم ؛ نهاك عن أقسسوال وأفعسسال‬ ‫وصفات كثيرةا ‪ ،‬ول ينهى صلى ا عليه وسلم إل عن شيء فيه ضرر وفيسسه شسسر ‪ ،‬ول يسسأمر إل بشسسيء فيسسه خيسسر‬ ‫ضسسا ‪،‬‬ ‫وفيه بر ‪ ،‬فإذا لم يجتنب ما نهى عنه رسول ا صلى ا عليه وسلم لم يكن شاهئدا له بالرسالة بل صار متناق ئ‬ ‫كيف يشهد أنه رسول ا ول يجتنب ما نهاه عنه الرسول صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬واسس تعسسالى يقسسول ‪ :‬نونمسسا آتنسساسكسم‬ ‫البَرسسوسل فنسخسسسذوهس نونمسسا ننهنسساسكدم نعدنسسهس فنسسادنتنسهوا ] الحشسسر ‪ [ 7 :‬قسسال صسسلى اسس عليسسه وسسسلم ‪ :‬إذا نهيتكسسم عسسن شسسيء‬ ‫فاجتنبوه ‪ ،‬وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ‪ 38‬فل بد من اجتناب ما نهى عنه صلى ا عليه وسلم ‪.‬‬ ‫الرابعة ‪ :‬أن ل سيعبد ا إل بما شرع ‪ :‬تقيد في العبادأات بما شرعه ا لرسوله صلى ا عليه وسلم فل تأت بعبسسادأةا‬ ‫لم يشرعها الرسول صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬وإن كان قصده حسئنا ‪ ،‬وإن كنت تريد الجر ‪ ،‬لكسسن هسسذا عمسسل باطسسل ؛‬ ‫لنه لم يأت به الرسول صلى ا عليه وسلم ‪ .‬النية ل تكفي بل ل بد من التباع ‪.‬‬ ‫فالعبادأات توقيفية ل يجوز التيان بعبادأات لم يشرعها رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬قال رسسسول اسس صسسلى اسس‬ ‫عليه وسلم ‪ :‬من عمل عمل ليس عليه أمرنا فهو ردأ ‪ 39‬وقال صسلى اس عليسه وسسلم ‪ :‬عليكسم بسسنتي وسسنة‬ ‫الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ‪ ،‬تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجسسذ ‪ ،‬وإيسساكم ومحسسدثاات المسسور ‪ ،‬فسسإن كسسل‬ ‫محدثاة بدعة ‪ ،‬وكل بدعة ضللة ‪. 40‬‬ ‫فالتيان بعبادأةا لم يشرعها رسول ا صلى ا عليه وسلم تعتسسبر بدعسة منكسسرةا منهيئيسسا عنهسسا ‪ ،‬وإن قسسال بهسسا فلن أو‬ ‫فلن ‪ ،‬أو فعلها من فعلها من الناس ما دأامت خارجه عن مسسا جسساء بسه الرسسسول صسسلى اسس عليسه وسسسلم فإنهسسا بدعسة‬ ‫وضللة ‪ ،‬فل يعبد ا إل بما شرع على لسان رسوله ‪ ،‬والمحدثاات والخرافات كلها عمسسل باطسسل ونقسسص وضسسلل‬ ‫على من أتى بها ‪ ،‬وإن كان يقصد بها الخير ويريد الجر ‪ ،‬فسسإن العسسبرةا ليسسست بالمقاصسسد ‪ ،‬وإنمسسا العسسبرةا بالتبسساع‬ ‫والطاعة والنقيادأ ‪ ،‬ولو كنا أحرائرا نأتي بما نشاء ونستكثر من العبادأات مسسا نشسساء لمسسا احتجنسسا إلسسى بعثسسة الرسسسول‬ ‫صلى ا عليه وسلم ‪.‬‬ ‫ولكن من رحمة ا بنا لم يكلنا إلى عقولنا ‪ ،‬ولم يكلنا إلسسى فلن وعلن مسسن النسساس ؛ لن هسسذه المسسور مردأهسسا إلسسى‬ ‫الشرع إلى ا ورسوله ‪ ،‬ول ينفع منها إل ما كان موافئقا لما شرعه ا ورسوله ‪ ،‬ففي هذا البتعادأ عن جميع البدع‬ ‫‪ ،‬ومن ابتدع شي ئئا في الدين لم يأت به الرسول صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬فإنه لم يشهد أنه رسول ا ‪ ،‬لم يشهد الشهادأةا‬ ‫الحقيقية ؛ لن الذي يشهد أنه رسول ا صلى ا عليه وسلم شهادأةا حقيقية يتقيد بما شسسرعه ‪ ،‬ول يحسسدثا شسسيئئا مسسن‬ ‫عنده أو يتبع شيئئا محدئثاا ممن سبقه ‪.‬‬ ‫هذا معنى شهادأةا أن محمئدا رسول ا ليست ألفا ئ‬ ‫ظا تقال باللسان فقط من غير التزاما ومن غير عمل ومن غيسسر تقيسسد‬ ‫بما جاء به هذا الرسول صلى ا عليه وسلم ‪.‬‬ ‫********‬

‫مان حديث أبي هريرة رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((38‬أخرجه البخاري )‪ ، (7288‬وأنسلم )‪ (1337‬ع‬ ‫‪ ((39‬سإبق تخريجه ص ‪. 8‬‬ ‫مان‬ ‫‪ ((40‬أخرجه أبو داوأوأد )‪ ،(4607‬وأالترماذي )‪ ،(2676‬وأابن مااجة )‪ ،(43،42‬وأأحمد ‪ (17144) 28/373‬ع‬ ‫حديث العرباض بن سإارية رضي الله عنه ‪.‬‬

‫‪77‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫ودأليل الصلةا والزكاةا وتفسير التوحيد قوله تعالى ‪ :‬نونما أسبمسروا إببَل لبيندعبسسدوا بَ‬ ‫صينن لنهس اللدينن سحنننفانء نويسبقيسموا‬ ‫ان سمدخلب ب‬ ‫ك بدأيسن ادلقنيلنمبة ] البينة ‪. [39] [ 5 :‬‬ ‫ال بَ‬ ‫صنلةان نويسدؤستوا البَزنكاةان نونذلب ن‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [39‬فالصلة هي الركن الثاني من أركان السإسسلما ‪ ،‬والزكسساة هسسي الركسسن الثسسالث وهسسي‬ ‫قرينة الصلة في كتاب الله ‪ ،‬الصلة عمل بدني ‪ ،‬والزكاة عمل مالي ‪.‬‬ ‫‪41‬‬ ‫وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ‪ " :‬والله لقاتلن من فرق بين الصلة والزكاة "‬ ‫لما امتنع أناس من دفع الزكاة بعد وفاة الرسإول صألى الله عليسسه وسإسسلم قسساتلهم أبسسو بكسسر‬ ‫رضي الله عنه وقال ‪ " :‬والله لقاتلن من فسسرق بيسسن الصسسلة والزكسساة ‪ ،‬واللسسه لسسو منعسسوني‬ ‫عقاةل ‪ -‬وفي رواية " عناةقا"‪ -‬كانوا يؤدونه لرسإول الله صألى الله عليه وسإلم لقاتلتهم عليه‬ ‫"‪.‬‬ ‫فالزكاة حق واجب في الموال ‪ ،‬وهي ركن من أركان السإلما ‪ ،‬وهسسي قرينسسة الصسسلة فسسي‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫مسسا أ ح‬ ‫مسسيروا إ حصل ل حي بعمب يسس ي‬ ‫دوا الل صسس ب‬ ‫كتاب الله عز وجل في كثير من اليسسات ومنهسسا هسسذه اليسسة ‪ :‬وب ب‬ ‫صبلة ب وبي يؤ ميتوا الصز ب‬ ‫كاة ب ‪.‬‬ ‫حن ب ب‬ ‫م م‬ ‫فابء وبي ي ح‬ ‫خل ح ح‬ ‫ن ي‬ ‫ه ال ق‬ ‫قي ي‬ ‫ن لب ي‬ ‫ي‬ ‫موا ال ص‬ ‫دي ب‬ ‫صي ب‬ ‫دليل التوحيد في أولها في قوله تعالى ‪ :‬و ي‬ ‫ن‬ ‫م م‬ ‫خل ح ح‬ ‫ما أ ح‬ ‫ه السس ق‬ ‫ميروا إ حصل ل حي بعمب ي ي‬ ‫ن بلسس ي‬ ‫ه ي‬ ‫دوا الل ص ب‬ ‫ب ب‬ ‫دي ب‬ ‫صي ب‬ ‫هذا هو تفسير التوحيد ‪ ،‬وهو عبادة الله مع الخلص لسسه وتسسرك عبسسادة مسسا سإسسواه ‪ ،‬فالسسدين‬ ‫ن أي ‪ :‬العبادة ‪ ،‬هذا تفسير التوحيسسد ‪،‬‬ ‫والتوحيد والعبادة بمعنى واحد ‪،‬‬ ‫م م‬ ‫خل ح ح‬ ‫ه ال ق‬ ‫ن لب ي‬ ‫ي‬ ‫دي ب‬ ‫صي ب‬ ‫ل كما يقوله علماء الكلما ‪ :‬أنه القرار بأن الله هو الخسسالق السسرازق المحيسسي المميسست هسسذا‬ ‫توحيد الربوبية ‪ ،‬والمطلوب هو توحيد اللوهية الذي دعت إليه الرسإل ‪ ،‬ول يصير المسسسلم‬ ‫ما إل إذا جاء به ‪.‬‬ ‫مسل ة‬ ‫ما بسسدليل أن المشسسركين يعتقسسدونه‬ ‫أما مسسن جسساء بتوحيسسد الربوبيسسة فقسسط فهسسذا ليسسس مسسسل ة‬ ‫وينطقون به ويعترفون به ولم يدخلهم في السإلما ‪ ،‬ولم يمنع من قتلهسسم وسإسسبي أمسسوالهم‬ ‫توحيدهم هذا ؛ لنهم ليسوا موحدين لما أشركوا بالله عز وجل في العبادة ‪ ،‬هذا هو تفسير‬ ‫التوحيد من كتاب الله ل من كتاب فلن وعلن كتاب "الجسسوهرة" أو كتسساب "المواقسسف" أو‬ ‫كتب علماء الكلما ‪ ،‬ل يؤخذ تفسير التوحيد من هذه الكتب وإنما يؤخذ من كتاب الله ومسسن‬ ‫سإنة رسإول الله صألى الله عليه وسإلم ‪ ،‬ومن كتب أهل السنة والجماعة الذين يتمسسسكون‬ ‫ي‬ ‫بكتاب الله وسإنة رسإول الله صألى الله عليه وسإلم ‪.‬‬ ‫صبلة ب والمعنى أن يأتوا بها كما أمسسر اللسسه عسسز‬ ‫ودليل الصلة في قوله تعالى ‪ :‬وبي ي ح‬ ‫قي ي‬ ‫موا ال ص‬ ‫وجل بشروطها وأركانها وواجباتها ‪ ،‬أمر مجرد صأورة الصلة فإنها ل تكفي ؛ ولهذا لم يقسسل‬ ‫‪ :‬ويصلوا ‪ ،‬بل قال ‪ :‬ويقيموا الصلة ‪ ،‬ول تكون الصلة قائمة إل إذا أتى بهسسا كمسسا أمسسر اللسسه‬ ‫سإبحانه وتعالى ‪ ،‬أما الذي يصلي مجرد صأورة في أي وقت يشاء أو بسسدون طهسسارة وبسسدون‬ ‫طمأنينة ‪ ،‬ول يأتي بمتطلبات الصلة ‪ ،‬هذا لم يصسسل ‪ ،‬ولهسسذا قسسال صأسسلى اللسسه عليسسه وسإسسلم‬ ‫للمسيء في صألته الذي ل يطمئن في صألته قال له ‪ :‬ارجسسع فصسسل فإنسسك لسسم تصسسل ‪ 42‬ليس‬ ‫دا صأورة الصلة من قياما وركوع وسإجود وجلوس فقط ‪ ،‬ليس هسسذا المقصسسود ‪ ،‬بسسل‬ ‫مقصو ة‬ ‫المقصود أن يؤتى بها كما شرع الله سإبحانه وتعالى مستوفية لكل متطلباتها الشرعية ‪.‬‬

‫‪ ((41‬أخرجه البخاري )‪ ،(1400‬وأماسلم )‪. (20‬‬ ‫‪ ((42‬أخرجه البخاري )‪ ،(757‬وأماسلم )‪ (397‬مان حديث أبي هريرة رضي الله عنه ‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫ثام ذكر دليل الزكاة بقوله تعالى ‪ :‬وبي يؤ ميتوا الصز ب‬ ‫كاة ب أي ‪ :‬يدفعوا الزكاة للمسسستحقين لهسسا ‪،‬‬ ‫ن ع بل بي مبهسسا‬ ‫ف ب‬ ‫ت ل حل م ي‬ ‫ن بوال مبعا ح‬ ‫سا ح‬ ‫م ب‬ ‫قبراحء بوال م ب‬ ‫صد ببقا ي‬ ‫الذين ذكرهم الله تعالى في قوله ‪ :‬إ حن ص ب‬ ‫ما ال ص‬ ‫محلي ب‬ ‫كي ح‬ ‫سإحبي ح ص‬ ‫مؤ بل ص ب‬ ‫ضسس ة‬ ‫ن الل صسسهح‬ ‫ة ح‬ ‫ب بوال مبغارح ح‬ ‫ري ب‬ ‫ن ال ص‬ ‫ن وبحفي ب‬ ‫فةح قييلوب يهي م‬ ‫بوال م ي‬ ‫م وبحفي القربقا ح‬ ‫مسس ب‬ ‫سسسحبي ح‬ ‫مي ب‬ ‫ل فب ح‬ ‫ل اللهح وبا حب م ح‬ ‫م ] التوبة ‪. [60:‬‬ ‫ح ح‬ ‫م ب‬ ‫كي ة‬ ‫ه ع بحلي ة‬ ‫بوالل ص ي‬ ‫ذكر ثامانية مصارف وحصرها بس ) إنما ( فل يكون صأرفها في غير هذه المصارف الثمانيسسة ‪،‬‬ ‫فمن صأرفها في غير مصارفها الثمانية لسسم يكسسن قسسد آتسى الزكساة ولسسو أنفسسق أمسسواةل طائلسسة‬ ‫مليين أو مليارات وسإماها زكاة ‪ ،‬ول تكون زكاة حتى توضسع ف ي مواضسعها الستي حصسرها‬ ‫ضا في وقتها ‪ ،‬أي ‪ :‬يخرجها وقسست وجوبهسسا ‪ .‬ل‬ ‫الله تعالى فيها ‪ ،‬هذا معنى إيتاء الزكاة ‪ ،‬وأي ة‬ ‫مسا أو خس ارة ‪ ،‬وإنم ا يعتبرهسا‬ ‫يتباطأ ويتأخر ويتكاسإل ‪ ،‬طيبة بها نفسه ‪ ،‬أي ل يعتبرها مغر ة‬ ‫ما له ‪.‬‬ ‫مغن ة‬ ‫مةح الدين ‪ :‬الملة ‪ ،‬القيمة ‪ :‬صأفة لموصأسسوف محسسذوف‬ ‫ن ال م ب‬ ‫هذه المور الثلثاة هي ‪:‬‬ ‫قي ق ب‬ ‫حدي ي‬ ‫تقديره دين الملة القيمة ‪ ،‬أي المستقيمة ‪.‬‬ ‫هذا دليل الصلة والزكاة وتفسير التوحيد ‪.‬‬ ‫********‬ ‫ب نعنلى البَبذينن بمدن قندبلبسكدم لننعلبَسكدم تنتبَسقونن ]البقرةا‪[183:‬‬ ‫ب نعلنديسكسم ال ل‬ ‫صنياسما نكنما سكتب ن‬ ‫نيا أنرِينها البَبذينن آنمسنوا سكتب ن‬

‫ودأليل الصياما ‪:‬‬ ‫]‪. [40‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [40‬الصياما ل يجب إل على المسلمين أما الكفار لو فعلوه ما صح منهم حتى يشهدوا أن ل إله إل ا وأن محمئدا‬ ‫رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬ما دأاموا على الكفر فإنهم ل تنفعهم العبادأات ل صياما ول غير صياما ‪ ،‬ولذلك‬ ‫خاطب به المؤمنين خاصة ؛ لنهم هم الذين يستجيبون ‪ ،‬وهم الذين يصح منهم الصياما ‪ ،‬ويقبل منهم الصياما ‪.‬‬ ‫قت بسسا ي‬ ‫ل‬ ‫م ال م ح‬ ‫ما معنى كتب ‪ :‬فرض ‪ ،‬مثل قوله تعسسالى ‪ :‬ك يت حسس ب‬ ‫ك يت ح ب‬ ‫صبيا ي‬ ‫ب ع بل بي مك يسس ي‬ ‫ب ع بل بي مك ي ي‬ ‫م ال ق‬ ‫]البقرة ‪ [216 :‬يعني فرض عليكم القتال ‪ ،‬فالكتب في كتاب الله معناه الفرض ‪.‬‬ ‫م أي ‪ :‬كما فرض على الذين من قبلكم من المم ‪ ،‬فدل‬ ‫ن ح‬ ‫ب ع ببلى ال ص ح‬ ‫ما ك يت ح ب‬ ‫ن قبب مل حك ي م‬ ‫كب ب‬ ‫م م‬ ‫ذي ب‬ ‫على أن الصياما كان معروةفا عند المم السابقة وفسسي الشسسرائع القديمسسة ‪ ،‬ولسسم تختسسص بسسه‬ ‫شريعة محمد صألى الله عليه وسإلم ‪.‬‬ ‫والنفس قد تتثاقل الصياما لما فيه من كبح جماحها ومنعها من الشهوات ‪ ،‬واللسسه جسسل وعل‬ ‫بين أنه سإنته في خلقه ‪ ،‬وأنه على جميع المم ‪ ،‬حتى في الجاهلية كسسان الصسسياما معروفةسسا ‪،‬‬ ‫كانوا يصومون يوما عاشوراء ‪.‬‬ ‫ن هسسذا بيسسان للحكمسسة مسسن الصسسياما ‪ ،‬فلعلكسسم تتقسسون ‪ :‬بيسسان للحكمسسة فسسي‬ ‫م ت بت ص ي‬ ‫قسسو ب‬ ‫ل بعبل صك ي م‬ ‫مشسسروعية الصسسياما ‪ ،‬وهسسو أنسسه يسسسبب التقسسوى ؛ لن الصسسياما يسسترك بسسه النسسسان مألوفسساته‬ ‫ضسسا‬ ‫وشهواته ومرغوباته تقرةبا إلى الله سإبحانه وتعالى فيكسبه التقوى ‪ ،‬كما أنسسه يكسسسر أي ة‬ ‫شسسهوة النفسسس وحسسدتها ؛ لن الشسسيطان يجسسري مسسن ابسسن آدما مجسسرى السسدما ‪ ،‬فمسسع تنسساول‬ ‫الشهوات يتسلط الشيطان ‪ ،‬ومع ترك الشهوات يضسسعف مجسسرى السسدما فيطسسرد الشسسيطان‬ ‫عن المسلم ‪ ،‬ففي الصياما حصول التقوى التي هي جماع الخير كله ‪.‬‬ ‫فهذه فائدة الصسسياما أنسسه يسسسبب التقسسوى ‪ ،‬تقسسوى اللسسه سإسسبحانه وتعسسالى ‪ ،‬واتقسساء المحسسارما‬ ‫والشهوات المحرمة ؛ لن النسان إذا ترك المباحات طاعسسة للسسه كسسان مسسن بسساب أولسسى أن‬ ‫‪79‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫يترك المحرمات ‪ ،‬الصياما يسدربه علسى تجنسسب الحسسراما ‪ ،‬ويسدربه علسى التمكسسن مسن نفسسه‬ ‫المارة بالسوء ‪ ،‬ويطرد عنه الشيطان ‪ ،‬ويلين قلبه للطاعسسة ‪ ،‬ولسسذلك تجسسد الصسسائم أقسسرب‬ ‫إلى الخير من المفطسسر ‪ ،‬تجسسده يحسسرص علسسى تلوة القسسرآن وعلسسى الصسسلة ‪ ،‬ويسسذهب إلسسى‬ ‫ن ‪.‬‬ ‫م ت بت ص ي‬ ‫قو ب‬ ‫المسجد مبكةرا ‪ ،‬الصياما لينه للطاعة وهذبه ‪ ،‬كل هذا داخل في قوله ‪ :‬ل بعبل صك ي م‬

‫ما هذا دليل على فرضية الصسسياما ‪ ،‬وفسسسره‬ ‫فالشاهد من الية قوله ‪ :‬ك يت ح ب‬ ‫صبيا ي‬ ‫ب ع بل بي مك ي ي‬ ‫م ال ق‬ ‫ذي أ ين مسسزح ب‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ل فحيسسهح ال م ي‬ ‫بقوله ‪:‬‬ ‫ن ال صسس ح‬ ‫ن ] البقسسرة ‪ [ 185 :‬لن قسسوله ‪ :‬ك يت حسس ب‬ ‫قسسمرآ ي‬ ‫ضا ب‬ ‫م ب‬ ‫شهمير بر ب‬ ‫ما مجمل فسره بقسسوله ‪:‬‬ ‫صبيا ي‬ ‫ع بل بي مك ي ي‬ ‫م ال ق‬ ‫‪.[ 185‬‬

‫م ال ص‬ ‫ن ب‬ ‫ه ] البقسسرة ‪:‬‬ ‫شسسهحد ب ح‬ ‫م ي‬ ‫صسس م‬ ‫من مك يسس ي‬ ‫فب ب‬ ‫شسسهمبر فبل مي ب ي‬ ‫مسس م‬

‫********‬ ‫طانع إبلنديبه نسببيئل نونمدن نكفننر فنإ ببَن بَ‬ ‫ت نمبن ادستن ن‬ ‫ان نغنبوي نعبن ادلنعالنبمينن‬ ‫س بحرِج ادلبندي ب‬ ‫ودأليل الحج ‪ :‬نوببَلب نعنلى البَنا ب‬ ‫عمران ‪. [41] [ 97 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [41‬ادعى اليهود أنهم مسلمون ‪ ،‬وأنهم على دين إبراهيم ‪ ،‬فامتحنهم الله جل وعل فسسي‬ ‫سإت ب ب‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫ه‬ ‫ن كب ب‬ ‫س ح‬ ‫ج ال مب بي م ح‬ ‫فبر فبسسإ ح ص‬ ‫ح ب‬ ‫طاع ب إ حل بي مهح ب‬ ‫نا م‬ ‫ن الل صسس ب‬ ‫سإحبيةل وب ب‬ ‫ت ب‬ ‫م م‬ ‫م ح‬ ‫هذه الية وقال ‪ :‬وبل حلهح ع بلى الصنا ح‬ ‫ن فإن كنتم مسلمين فحجوا ؛ لن الله فرض حج البيت على المسسلمين‬ ‫ن ال مبعال ب ح‬ ‫مي ب‬ ‫غ بن ح ي‬ ‫ي عب ح‬ ‫‪ ،‬فإذا لم تحجوا وأبيتم الحج فهسسذا دليسسل علسسى أنكسسم لسسستم مسسسلمين ‪ ،‬ولسسستم علسسى ملسسة‬ ‫ن ‪.‬‬ ‫ن كب ب‬ ‫ن ال مبعال ب ح‬ ‫فبر فبإ ح ص‬ ‫ن الل ص ب‬ ‫إبراهيم وب ب‬ ‫مي ب‬ ‫ه غ بن ح ي‬ ‫م م‬ ‫ي عب ح‬ ‫وألله ‪ :‬أي ‪ ،‬هذا فرض وحق وواجب لله سإبحانه وتعالى على الناس ‪.‬‬ ‫حج ‪ :‬معناه في اللغة ‪ :‬القصد ‪.‬‬ ‫الحج شرعا ‪ :‬قصسسد الكعبسسة المشسسرفة والمشسساعر المقدسإسسة فسسي وقسست مخصسسوص لداء‬ ‫عبادات مخصوصأة ‪ ،‬وهي مناسإك الحج ‪.‬‬ ‫حج البيت ‪ :‬أي ‪ ،‬الكعبة ‪ ،‬وما حولها من المشاعر تابع لها ‪.‬‬ ‫ماللن اسإللتطاع إليلله سإللبيل ‪ :‬هسسذا بيسسان شسسرط الوجسسوب ‪ ،‬وهسسو السإسستطاعة البدنيسسة‬ ‫والسإتطاعة المالية ‪ ،‬السإتطاعة البدنية بأن يكون قادرا على المشي والركوب والنتقسسال‬ ‫من بلده إلى مكة في أي مكان من الرض ‪ ،‬هسذه البدنيسة ‪ ،‬يخسرج العساجز عجسزا مسستمرا‬ ‫كالمريض مرضا مزمنا والكبير الهرما ‪ ،‬فهذا ليس عنده اسإتطاعة بدنية ‪ ،‬فإن كسسانت عنسسده‬ ‫اسإتطاعة مالية فإنه ينيب من يحج عه حجة السإلما ‪.‬‬ ‫أما السإتطاعة المالية فهي توفر المركب الذي ينقله ‪ ،‬الراحلسسة أو السسسيارة أو الطيسسارة أو‬ ‫الباخرة ‪ ،‬كل وقت بحسبه ‪ ،‬ويكون عنده مال يستطيع أن يوفر له المركب السسذي يمتطيسسه‬ ‫لداء الحج ‪ ،‬وأيضا الزاد يكون عنده زاد ونفقة له في السفر ذهابسسا وإيابسسا ‪ ،‬ولمسسن يمسسونهم‬ ‫يكون عندهم كفايتهم إلى أن يرجسع إليهسم ‪ ،‬فسالزاد معنساه أن يكسون عنسده مسا يكفيسه فسي‬ ‫سإفره ‪ ،‬ويكفي من يمون من أولده ووالديه وزوجته ‪ ،‬وكل من تلزمه نفقتسسه ‪ ،‬يسسؤمن لهسسم‬ ‫ما يكفيهم حتى يرجع إليهم بعد تأمين سإداد الديون إن كان عليه ديون ‪ ،‬يكسسون هسسذا المسسال‬ ‫فاضل بعد سإداد الديون ‪.‬‬ ‫] آل‬

‫‪80‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫‪43‬‬

‫كمسا فسي حسسديث ابسن عبساس‬

‫فإذا توفر هذا فيكون هذا هو السبيل ‪ " ،‬السسزاد والراحلسسة "‬ ‫رضي الله عنهما ‪.‬‬ ‫ومن لم يستطع ‪ :‬أي ‪ ،‬من ليس عنده زاد ول راحلة فليس عليه حج ؛ لنه غيسسر مسسستطيع ‪،‬‬ ‫فشرط وجوب الحج هو السإتطاعة ‪.‬‬ ‫ولما كان الحج يؤتى إليه من بعيد من كل أقطار الرض ‪ ،‬من كل فج عميق ‪ ،‬ويحتسساج إلسسى‬ ‫مؤنة ‪ ،‬وفيه مشقة وتعب ‪ ،‬وقد يحصل فيه أخطار ‪ ،‬فمن رحمة اللسسه أن جعلسسه فسسي العمسسر‬ ‫مرة واحدة ‪ ،‬وما زاد عليها فهو تطوع ‪ ،‬هذا من رحمة الله سإبحانه وتعالى حيث لم يسسوجبه‬ ‫على المسلم كل سإنة ‪ ،‬كما قال النبي صألى الله عليه وسإلم ‪ :‬إن ا فرض عليكم الحج فحجسسوا‬ ‫‪ ،‬قال القرع بن حابس رضي ا عنه ‪ :‬أكل سنة يا رسول ا ؟ فسكت عنه الرسسسول صسسلى اسس عليسسه وسسسلم ‪ ،‬ثاسسم‬ ‫أعادأ السؤال ‪ ،‬فسكت عنه النبي صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬ثام أعادأ السؤال ‪ ،‬فقال النبي صلى ا عليه وسسسلم ‪ :‬لسسو قلسست‬ ‫نعم لوجبت ‪ ،‬ولما استطعتم ‪ ،‬الحج مرةا واحدةا ‪ ،‬فما زادأ فهو تطوع ‪ ، 44‬هذا من رحمة الله‪.‬‬ ‫ن فيه دليل على أن من امتنع عسسن‬ ‫ن كب ب‬ ‫ن ال مبعال ب ح‬ ‫فبر فبإ ح ص‬ ‫ن الل ص ب‬ ‫وقوله سإبحانه ‪ :‬وب ب‬ ‫مي ب‬ ‫ه غ بن ح ي‬ ‫م م‬ ‫ي عب ح‬ ‫الحج وهو يقدر ولم يحج فإنه كافر ؛ لن الله قال ‪ ) :‬ومن كفسسر ( ‪ ،‬أي ‪ :‬مسسن أبسسى أن يحسسج‬ ‫وهو قادر على الحج ‪ ،‬فإن هذا كفر ‪ ،‬قد يكون كفرا أصأغر ‪ ،‬فمن تركه جاحدا لوجسسوبه هسسذا‬ ‫كفر أكبر بإجماع المسلمين ‪ ،‬أما من اعترف بوجوبه وتركه تكاسإل فهذا كفر أصأغر ‪ ،‬ولكن‬ ‫إذا توفي وكان له مال فإنه يحج من تركته ؛ لنه دين عليه لله عز وجل ‪ ،‬وهسسذه اليسسة فيهسسا‬ ‫وجوب الحج ‪ ،‬وهو ركن من أركان السإلما ‪ ،‬وبين الرسإول صألى الله عليه وسإلم أنه ركسسن‬ ‫من أركان السإلما في حديث جبريل‪ ، 45‬وفي حديث ابن عمر‪. 46‬‬ ‫وقد فرض الحج في السنة التاسإعة على قول ‪ ،‬ولم يحج النبي صألى الله عليه وسإسسلم فسسي‬ ‫هذه السنة ‪ ،‬وإنما حج في السنة التي بعدها في السنة العاشرة ‪ ،‬لماذا ؟ لنسسه صأسسلى اللسسه‬ ‫عليه وسإلم‬

‫أرسل عليا ينادأي في الناس في الموسم ‪ :‬أن ل يحج بعد هسسذا العسساما مشسسرك ‪ ،‬ول يطسسوف بسسالبيت‬

‫عريان ‪ ، 47‬فلما منع المشركون والعراة من الحج في العاما العاشر حسسج النسسبي صأسسلى اللسسه‬ ‫عليه وسإلم حجة الوداع ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫‪ ((43‬أخرجه الترماذي )‪ ،(813‬وأابن مااجة )‪ (2896‬مان حديث ابن عمر رضي اله عنهما‪ ،‬وأأخرجه ابن مااجة )‬ ‫‪ (2897‬مان حديث ابن عباس رضي الله عنهما ‪.‬‬ ‫مان حديث‬ ‫‪ ((44‬أخرجه الماام أحمد في "المسند" ‪ ،(2304) 4/151‬وأأبو داوأوأد )‪ ،(1721‬وأالنسائي ‪ 5/111‬ع‬ ‫ابن عباس رضي الله عنهما ‪.‬‬ ‫‪45‬‬ ‫ق تخريجه ص ‪. 63‬‬ ‫(( سإب ب ب‬ ‫‪46‬‬ ‫ق تخريجه ص ‪. 64‬‬ ‫(( سإب ب ب‬ ‫مان حديث أبي هريرة رضي الله عنهما ‪.‬‬ ‫‪ ((47‬أخرجه البخاري )‪ (369‬وأماسلم )‪ (1347‬ع‬

‫‪81‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫المرتبة الثانية ‪ :‬اليمان‬ ‫تعريف اليمان‬ ‫المرتبة الثانية ‪ :‬اليمان ‪ :‬وهو بضع وسبعون شعبة ‪ ،‬فأعلهسسا قسسول ‪ :‬ل إلسسه إل اسس ‪ ،‬وأدأناهسسا إماطسسة الذى عسسن‬ ‫الطريق ‪ ،‬والحياء شعبة من اليمان ‪[ 42 ] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫]‪ [42‬فاليمان أعم من السلما ‪ ،‬فكل مؤمن مسلم ‪ ،‬وليس كل مسلم مؤمنا ‪ ،‬فاليمان أعم من جهة نفسه ‪ ،‬وأخسسص‬ ‫من جهة أهله ‪.‬‬ ‫واليمان في اللغة ‪ :‬التصديق ‪ ،‬قال تعالى على لسان إخوةا يوسف ‪ :‬نونما أندن ن‬ ‫ت ببسمسسدؤبمةن لنننسسا ] يوسسسف ‪، [ 17 :‬‬ ‫أي‪ :‬بمصدق لنا ‪.‬‬ ‫وأما اليمان في الشرع ‪ :‬فهو كما فسره أهل السنة والجماعة ‪ :‬قول باللسان ‪ ،‬واعتقادأ بالقلب ‪ ،‬وعمل بسسالجوارحا ‪،‬‬ ‫يزيد بالطاعة ‪ ،‬وينقص بالمعصية ‪.‬‬ ‫وهو بهذا التفسير يكون حقيقة شرعية ؛ لن الحقائق ثالثا ‪ :‬حقيقة لغوية ‪ ،‬وحقيقة شرعية ‪ ،‬وحقيقة عرفية ‪.‬‬ ‫فتفسير اليمان بهذا التفسير هو حقيقة شرعية ‪ ،‬فاليمان نقل من المعنى اللغوي إلى المعنى الشرعي ‪.‬‬ ‫‪82‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫فاليمان ‪ :‬قول باللسان ‪ ،‬ل بد من النطق والعتراف باللسان ‪ ،‬واعتقادأ بالقلب ‪ ،‬ل بسسد مسن أن يكسون مسا ينطسق بسه‬ ‫س بفي قسسلوبببهدم ] الفتح ‪.[ 11 :‬‬ ‫بلسانه معتقدا له بقلبه ‪ ،‬وإل كان مثل إيمان المنافقين الذين ينسقوسلونن ببأ ندلبسننتببهدم نما لندي ن‬ ‫ول يكفي القول باللسان والعتقادأ بالقلب ‪ ،‬بل ل بد من العمل بالجوارحا أيضا ‪ ،‬ل بد من أدأاء الفرائسسض ‪ ،‬وتجنسسب‬ ‫المحرمات ‪ ،‬فيفعل الطاعات ‪ ،‬ويتجنب المحرمات ‪ ،‬كل هذا من اليمان ‪ ،‬وهو بهسسذا التعريسسف يشسسمل السسدين كلسه ‪،‬‬ ‫لكن هذه الطاعات والشرائع الكثيرةا منها ما هو جزء من حقيقة اليمان لليمان ‪ ،‬ومنها ما هو مكملت لليمان ‪.‬‬ ‫واليمان له أركان وله شعب ‪ ،‬وقد بينها النبي صلى ا عليه وسلم فسسي حسسديثين ‪ ،‬بيسسن أركسسان اليمسسان فسسي حسسديث‬ ‫جبريل ‪ ،‬وبين شعب اليمان في حديث اليمان بضع وسبعون شعبة ‪ ،‬وهذا يأتي إن شاء ا ‪.‬‬ ‫واليمان والسلما إذا ذكرا جميعا صار لكل واحد معنى ‪ ،‬وإذا ذكر منهما واحد فقط دأخل فسسي الخسسر ‪ ،‬فسسإذا ذكسسرا‬ ‫جميعا فسر السلما بالعمال الظاهرةا ‪ ،‬وهي أركان السسلما الخمسسة ‪ ،‬وفسسر اليمسان بالعمسال الباطنسة ‪ ،‬وهسي‬ ‫الركان الستة ‪ ،‬ومحلها القلب ‪ ،‬ول بد من اجتماعها في المسلم ‪ ،‬ل بد أن يكون مسلما مؤمنا ‪ ،‬يقيم أركان السلما‬ ‫‪ ،‬ويقيم أركان اليمان ‪ ،‬ل بد من اجتماعها ‪.‬‬ ‫قال صلى ا عليه وسلم ‪ :‬اليمان بضع وسبعون شعبة ‪ ،‬أو بضع وستون شعبة روايتان‪. 48‬‬ ‫قوله ‪ :‬بضع ‪ :‬البضع هو ما بين الثلثاة إلى التسعة ‪ ،‬فإذا قيل ‪ :‬بضعة عشر ‪ :‬هسو مسا بيسن ثالثاسة عشسر إلسى تسسعة‬ ‫عشر ‪ ،‬وإذا قيل ‪ :‬بضع فقط فهو ما بين الثلثاة إلى التسعة ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬شعبة ‪ :‬الشعبة هي القطعة من الشيء ‪ ،‬أي ‪ :‬أن الركان بضع وسبعون قطعة أو جزءا ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬أعلها ‪ :‬أي ‪ :‬أعلى هذه الشعب قول ‪ :‬ل إله إل ا ‪ ،‬فهسسي رأس السسسلما ‪ ،‬ورأس اليمسسان ‪ ،‬وهسسي الركسسن‬ ‫الول ‪ ،‬وهي مدخل الدين ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬أدأناها أي ‪ :‬آخرها وأقلها ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬إماطة الذأى عن الطريق أي ‪ :‬إزالة الذى عن الطريق المسلوك ‪ ،‬والذى كل ما يؤذي الناس من شوك أو‬ ‫حجر أو قاذورات أو مخلفات ‪ ،‬كل ما يؤذي الناس في طريقهم ‪ ،‬ووضع الذى في الطريسسق محسسرما ؛ لن الطريسسق‬ ‫للمارةا ‪ ،‬فالذى يعطل المارةا ‪ ،‬أو يعرضهم للخطر ‪ ،‬مثل أن يوقف سيارته في الطريق ‪ ،‬هسسذا مسسن الذى ‪ ،‬إرسسسال‬ ‫الماء من البيت في الطريق ‪ ،‬هذا من الذى ‪ ،‬وضع القمامات في الطريق ‪ ،‬هذا من الذى ‪ ،‬سواء كان الطريق في‬ ‫البلد أو في البر ‪ ،‬وضع الحجارةا ‪ ،‬وضسسع الخشسساب ‪ ،‬وضسسع الحديسسد بطرقسسات النسساس ‪ ،‬حفسسر الحفسسر فسسي طرقسسات‬ ‫الناس‪ ،‬كل هذا من الذى ‪.‬‬ ‫فإذا جاء مسلم وأزاحا هذا الذى ‪ ،‬أخلى الطريق منه ‪ ،‬فهذا دأليل على إيمانه ‪ ،‬فوضع الذى في الطريق من شسسعب‬ ‫الكفر ‪ ،‬وإزالة الذى عن الطريق من شعب اليمان ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬والحياء شعبة من اليمان ‪ :‬الحياء خلق يجعله ا في النسان ‪ ،‬يحمله على فعل ما يجمله ويزينه ‪ ،‬ويمنعه‬ ‫مما يدنسه ويشينه ‪ ،‬والحياء الذي يحمل صاحبه على الخير ‪ ،‬ويبعده عسن الشسسر ‪ ،‬هسسذا محمسسودأ ‪ ،‬أمسسا الحيسساء السسذي‬ ‫يمنع النسان من فعل الخير ‪ ،‬وطلب العلم ‪ ،‬والسؤال عما أشكل عليه ‪ ،‬فهذا حياء مذموما لنه خجل ‪.‬‬ ‫وشعب اليمان كثيرةا كما عرفتم ‪ ،‬بضع وسبعون ‪ ،‬وقد كتب الماما البيهقي مؤلفا كسسبيرا بيسسن فيسسه شسسعب اليمسسان ‪،‬‬ ‫وله مختصر مطبوع ‪.‬‬ ‫ومن أدألة العلماء على أن اليمان قول باللسان ‪ ،‬واعتقادأ بالقلب ‪ ،‬وعمل بالجوارحا ‪ ،‬قوله صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬ ‫أعلها ل إله إل ا ‪ ،‬هذا يدل على القول ‪ ،‬وقوله صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬

‫أدأناها إماطة الذى عسسن الطريسسق ‪،‬‬

‫هذا عمل دأل على أن العمال من اليمان ‪ ،‬وقوله صلى ا عليه وسلم ‪ . :‬الحياء شعبة من اليمسسان ‪ ،‬هسسذا فسسي‬ ‫القلب ‪ ،‬الحياء إنما يكون في القلب ‪ ،‬فهذا دأليل على أن اليمان قول باللسان ‪ ،‬واعتقادأ بالقلب ‪ ،‬وعمل بالجوارحا ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫مان حديث أبي هريرة رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((48‬أخرجه البخاري )‪ (9‬بلفظ‪) :‬وأسإتون( وأماسلم )‪ (35‬بروأايتيه ع‬

‫‪83‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫أركُان اليمان‬ ‫قال ‪ :‬وأركانه ستة ‪ :‬أن تؤمن بال ‪ ،‬وملئكته ‪ ،‬وكتبه ‪ ،‬ورسله ‪ ،‬واليوما الخسسر ‪ ،‬وتسسؤمن بالقسسدر خيسسره وشسسره ‪] .‬‬ ‫‪[43‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 43‬اليمان يتكون من أركان وشعب ‪ ،‬فما الفرق بينهما ؟‬ ‫الفرق أن الركان ل بد منها ‪ ،‬فإذا زال واحد منها زال اليمسسان ؛ لن الشسسيء ل يقسسوما إل علسسى أركسسانه ‪ ،‬فسسإذا فقسسد‬ ‫ركن من أركان الشيء لسسم يتحقسسق ‪ ،‬وأمسسا الشسسعب فإنهسسا مكملت ‪ ،‬ل يسسزول اليمسسان بسسزوال الشسسيء منهسسا ‪ ،‬لكنهسسا‬ ‫مكملت إما واجبات أو مستحبات ‪ ،‬فالواجبات لكمال اليمان الواجب والمستحبات لكمال اليمان المستحب ‪.‬‬ ‫فإذا ترك المسلم شيئا من الواجبات ‪ ،‬أو فعل شيئا مسسن المحرمسسات ‪ ،‬فسسإنه ل يسسزول إيمسسانه بالكليسسة عنسسد أهسسل السسسنة‬ ‫والجماعة ‪ ،‬ولكن يزول كماله الواجب ‪ ،‬فيكون ناقص اليمان أو فاسقا ‪ ،‬كما لو شرب الخمسسر أو سسسرق أو زنسسى ‪،‬‬ ‫أو فعل شيئا من الكبائر ‪ ،‬هذا يكون فاعل لمحرما وكبيرةا من كبائر الذنوب ‪ ،‬لكنسسه ل يكفسسر بسسذلك ‪ ،‬ول يخسسرج مسسن‬ ‫اليمان ‪ ،‬بل يكون فاسقا ‪ ،‬ويقاما عليه الحد إن كانت المعصية ذات حد ‪ ،‬وكذلك مسسن تسسرك واجبسسا ‪ ،‬كمسسن تسسرك بسسر‬ ‫الوالدين ‪ ،‬أو صلة القرابة ‪ ،‬هذه واجبات ‪ ،‬فمن تركها نقص إيمانه ‪ ،‬وكان عاصيا بترك الواجب ‪ ،‬فيكسسون عاصسسيا‬ ‫إما بترك الواجب ‪ ،‬وإما بفعل محرما ‪ ،‬وعلى كل حال ل يخرج من اليمان ‪ ،‬وإنما يكون مؤمنا ناقص اليمان ‪.‬‬ ‫‪84‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫هذا مذهب أهل السنة والجماعة ‪ ،‬خلفا للخوارج والمعتزلة السسذين يكفسسران مرتكسسب الكسسبيرةا ‪ ،‬فسسالخوارج يكفرونسسه‬ ‫ويخرجونه من الدين ‪ ،‬والمعتزلة يخرجونه من الدين ‪ ،‬لكن ل يدخلونه في الكفر ‪ ،‬وإنما يقولسسون ‪ :‬هسسو فسسي منزلسسة‬ ‫بين منزلتين ‪ ،‬ل هو مؤمن ‪ ،‬ول كافر ‪.‬‬ ‫هذا مذهبهم ‪ ،‬وهو مذهب مبتدع ‪ ،‬مخالف للدألة ‪ ،‬ومخالف لما هو عليه أهل السنة والجماعسة ‪ ،‬والسسبب فسي ذلسك‬ ‫تقصيرهم في الستدلل ‪ ،‬حيث أخذوا أدألة الوعيد ‪ ،‬وتركسسوا أدألسسة الوعسسد مثسسل قسسوله تعسسالى ‪ :‬إببَن بَ‬ ‫انسس نل يندغفبسسسر أندن‬ ‫ك لبنمدن يننشاسء ] النساء ‪ ، [ 48 :‬هذه من أدألة الوعسد ‪ ،‬دألست علسى أن العاصسي السذي لسم‬ ‫ك بببه نويندغفبسر نما سدأونن نذلب ن‬ ‫يسدشنر ن‬ ‫يصل إلى حد الشرك والكفر أنه مرجو له المغفرةا ‪ ،‬ومعرض للوعيد والعقوبة ‪.‬‬ ‫ص بَ‬ ‫ان نونرسسولنهس فنإ ببَن لنهس ننانر نجهننبَنم نخالببدينن بفينها أنبنسسئدا ] الجسسسن ‪ ، [ 23 :‬مسسن‬ ‫فإذا جمعت بين قوله تعالى ‪ :‬نونمدن يندع ب‬ ‫أخذ بظاهرها كفر بالمعصية مطلقا ‪ ،‬وإن ردأها إلى قوله تعالى ‪ :‬إببَن بَ‬ ‫ك‬ ‫ك بببه نويندغفبسر نما سدأونن نذلب ن‬ ‫ان نل يندغفبسر أندن يسدشنر ن‬ ‫لبنمدن يننشاسء ] النساء ‪ [ 48 :‬تبين له الحق ‪ ،‬وأنه ل يخرج من الدين ‪ ،‬ولكنه متوعد بالنار ‪ ،‬إن شاء اسس غفسسر لسسه ‪،‬‬ ‫وإن شاء عذبه ‪ ،‬فقد يأتي عليه مكفرات في الدنيا ‪ ،‬أو عذاب في القبر ‪ ،‬تكفر هسسذه السسسيئات ‪ ،‬والمكفسسرات كسسثيرةا ‪،‬‬ ‫يبتلى بمصائب ‪ ،‬يبتلى بعقوبات في الدنيا ‪ ،‬أو يعذب في قبره ‪ ،‬أو يؤجل إلى يوما القيامة ‪ ،‬ويكون تحت المشيئة ‪.‬‬ ‫هذا مذهب أهل السنة والجماعة ‪ ،‬وهذا هو الفرق بين الشعب والركان ‪ ،‬فمن ترك شيئا من الركسسان فسسإنه يكفسسر ‪،‬‬ ‫من جحد التوحيد وأشرك بال عز وجل هذا يكفر ؛ لنه ترك الركسن الول ‪ ،‬ومسن جحسد أحسد الرسسل يكفسر ؛ لنسه‬ ‫ترك ركنا من أركان السلما ‪ ،‬ومن جحد الملئكة يكفر ويخرج من الملة ‪ ،‬ومن كفسسر بسسالبعث ‪ ،‬أو جحسسد الجنسسة أو‬ ‫النار أو الصراط أو الميزان ‪ ،‬أو شيئا مما ثابت من أمور الخرةا ‪ ،‬فسإنه بسذلك يكفسر ؛ لنسه أنكسر ركنسا مسن أركسان‬ ‫اليمان ‪ ،‬كذلك مسسن جحسسد القسسدر وقسسال ‪ :‬المسسر أنسسف ‪ ،‬ولسسم يسسسبق قسسدر مسسن اسس ‪ ،‬إنمسسا هسسي المصسسادأفة ‪ ،‬والمسور‬ ‫بالصدفة ‪ ،‬وليس هناك قدر ‪ ،‬كما يقوله غلةا المعتزلة ‪ ،‬فإنه يكفر أيضا ؛ لنه جحد القدر ‪ ،‬أما من تسسرك شسسيئا مسسن‬ ‫الشعب فإن هذا ينقص إيمانه ‪ ،‬إما أن يكون نقصا لكماله الواجب ‪ ،‬أو نقصا لكماله المستحب ‪ ،‬لكنه ل يكفر بذلك ‪.‬‬ ‫وما دأليل الزيادأة والنقصان في اليمان ؟‬ ‫أما دأليل الزيادأة ‪ :‬إبنبَنما ادلسمدؤبمسنونن البَبذينن إبنذا سذبكنر بَ‬ ‫ت قسسلوبسهسدم نوإبنذا تسلبين د‬ ‫اس نوبجلن د‬ ‫ت نعلنديبهدم آنياتسهس نزاندأدتهسدم بإينمائنا ] النفال ‪:‬‬ ‫‪ ، [ 2‬فدل على أن اليمان يزيد بسماع القرآن ‪ ،‬وقوله تعالى ‪ :‬نوإبنذا نما أسدنبزلن د‬ ‫ت سسونرةام فنبمدنهسدم نمدن ينسقوسل أنرِيسكسسدم نزاندأدتسسهس‬ ‫هنبذبه بإينمائنا فنأ نبَما البَبذينن آنمسنوا فننزاندأدتهسدم بإينمائنا نوهسدم يندستندببشسرونن ] التوبة ‪. [ 124 :‬‬ ‫دأل على أن اليمان يزيد بنزول القرآن وسماعه وتدبره ‪ ،‬كمسسا فسسي قسسوله تعسسالى ‪ :‬نونمسسا نجنعدلننسسا أن د‬ ‫ب النبَسسابر إببَل‬ ‫صسسنحا ن‬ ‫ب نوينسسدزندأاندأ البَسسبذينن آنمنسسسوا بإينمانئسسا ] المسسدثار ‪:‬‬ ‫نمنلئبنكةئ نونما نجنعدلننا بعبَدتنهسدم إببَل فبدتننةئ لبلبَبذينن نكفنسروا لبيندستنديقبنن البَبذينن سأوتسسسوا ادلبكتنسسا ن‬ ‫‪ ، [ 31‬فدل على أن اليمان يزيد بالطاعات والتصديق ‪.‬‬ ‫وأما النقصان ‪ :‬فإن كل شيء يزيد فإنه ينقص ‪ ،‬كل شيء قابل للزيسسادأةا فسسإنه قابسسل للنقسسص ‪ ،‬هسسذا مسسن ناحيسسة ‪ ،‬ودأل‬ ‫عليه قوله صلى ا عليه وسلم في الحديث الصحيح ‪:‬‬

‫إن ا سسسبحانه وتعسسالى يسسوما القيامسسة يقسسول ‪ :‬أخرجسسوا مسسن‬

‫النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردأل من إيمان ‪ ، 49‬فسدل علسى أن اليمسان ينقسص حستى يكسون علسى وزن‬ ‫لينمابن ] آل عمسسران ‪ [ 167 :‬دأل علسسى أن‬ ‫خردأل في القلب ‪ ،‬وكذلك قوله تعالى ‪ :‬هسدم لبدلسكدفبر يندونمئبةذ أندقنر س‬ ‫ب بمدنهسدم لب د ب‬ ‫اليمان ينقص حتى يكون أقرب إلى الكفر ‪ ،‬وفي قوله صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬

‫من رأى منكم منكرا فليغير بيسسده ‪،‬‬

‫فإن لم يستطيع فبلسانه ‪ ،‬فإن لم يستطع فبقلبسسه ‪ ،‬وذلسسك أضسسعف اليمسسان ‪ 50‬دأل علسسى أن اليمسسان يضسسعف ‪ ،‬أي ‪:‬‬ ‫ينقص ‪ ،‬فاليمان إذا يزيد بالطاعة ‪ ،‬وينقص بالمعصية ‪.‬‬ ‫مان حديث أبي سإعيد الخدري رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((49‬أخرجه البخاري )‪ (22‬وأماسلم )‪ (184‬ع‬ ‫مان حديث أبي سإعيد الخدري رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((50‬أخرجه ماسلم )‪ (49‬ع‬

‫‪85‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫قوله ‪ :‬وأركُانه ستة ‪ ،‬أي ‪ :‬دأعائمه التي يقوما عليها ‪ ،‬ويفقد بفقدها أو بفقد واحد منها ستة أركان ‪ ،‬وهي ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬أن تؤمن بال ‪ :‬فالركن الول وهو اليمان بال ‪ ،‬يشمل أنواع التوحيسسد الثلثاسسة ‪ :‬اليمسسان بسسأن اسس سسسبحانه‬ ‫وتعالى واحد أحد فردأ صمد ‪ ،‬ل شريك له في ربوبيته ‪ ،‬ول في ألوهيته ‪ ،‬ول في أسمائه وصفاته ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬اليمان بالملئكة ‪ :‬والملئكة جمع ملك ‪ ،‬وأصله ملك ثام سهل وقيل ‪ :‬ملك ‪ ،‬والملئكة خلق من خلق اسس‬ ‫في عالم الغيب ‪ ،‬خلقهم ا لعبادأته ‪ ،‬ولتنفيذ أوامره سبحانه وتعالى في ملكه ‪ ،‬وهم أصناف ‪ ،‬كسسل صسسنف لسسه عمسسل‬ ‫موكل به ويقوما به ‪ ،‬ل يعصون ا ما أمرهم ‪ ،‬ويفعلون ما يؤمرون ‪ ،‬فمنهم من هو موكل بسالوحي ‪ ،‬وه و جبريسل‬ ‫عليه السلما ‪ ،‬وهو أشرف الملئكة ‪ ،‬وهو الروحا المين ‪ ،‬شديد القوي ‪ ،‬ومنهسسم مسسن هسسو موكسسل بحمسسل العسسرش‬ ‫ش نونمدن نحدولنهس ] غافر ‪ ، [ 7 :‬قال تعالى ‪ :‬نوادلنملن س‬ ‫ك فنسسدوقنهسدم‬ ‫ش نربلسس ن‬ ‫ك نعنلى أندرنجائبنها نويندحبمسل نعدر ن‬ ‫البَبذينن يندحبمسلونن ادلنعدر ن‬ ‫يندونمئبةذ ثاننمانبينةم ] الحاقة ‪. [ 17 :‬‬ ‫العرش هو أعظم المخلوقات ‪ ،‬ول يعلم عظمه إل ا عز وجل ‪ ،‬يحمله الملئكة ‪ ،‬وهذا دأليل على عظم الملئكسة ‪،‬‬ ‫ض نجابعبل ادلنمنلئبنكبة سرسسئل سأوبلي أندجنبنحسسةة نمدثننسسى‬ ‫وعظم قواهم وخلقهم ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬ادلنحدمسد ببَلب نفابطبر البَسنمانوا ب‬ ‫ت نوادلندر ب‬

‫نوثاسنل ن‬ ‫ق نما يننشاسء ] فاطر ‪ ، [ 1 :‬فمنهم من له ستمائة جناحا كجبريل عليه الصلةا والسلما ‪،‬‬ ‫ثا نوسرنبانع ينبزيسد بفي ادلنخدل ب‬ ‫فل يعلم عظم خلقتهم إل ا سبحانه وتعسسالى ‪ :‬بنسسدل بعبنسسامدأ سمدكنرسمسسونن نل يندسسسببسقوننهس ببسسادلقندوبل نوهسسسدم ببسسأ ندمبربه يندعنملسسسونن‬ ‫]النبياء ‪ ، [ 27-26 :‬ومنهم الموكل بالقطر والنبات ‪ ،‬وهو ميكائيل‪ ،‬ومنهم مسسن هسسو موكسسل بالنفسسخ فسسي الصسسور ‪،‬‬ ‫ت نونمدن‬ ‫وهو إسرافيل‪ ،‬ينفخ في الصور ‪ ،‬فيهلك كل شيء ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬نونسفبنخ بفي ال رِ‬ ‫صبع ن‬ ‫صوبر فن ن‬ ‫ق نمدن بفي البَسنمانوا ب‬ ‫ض إببَل نمدن نشانء بَ‬ ‫اس ‪ ،‬ثام ينفخ فيه مرةا ثاانية ‪ ،‬فتطير الرواحا في أجسادأها سثاسبَم نسبفسنخ بفيسبه أسدخسنرى نفسإ بنذا سهسدم‬ ‫بفي ادلندر ب‬

‫قبنيامما يندنظسسرونن ] الزمر ‪. [ 68 :‬‬ ‫تطير الرواحا من القرن وهو الصور إلى أجسادأها ‪ ،‬وتدخل فيها ‪ ،‬فيحيون بإذن ا ‪ ،‬ثام يسيرون إلى المحشر ‪.‬‬ ‫ومنهم من هو موكل بقبض الرواحا عند نهاية آجالها ‪ ،‬وهو ملك الموت‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬قسسسدل ينتننوفبَسساسكدم نملنسس س‬ ‫ت‬ ‫ك ادلنمسسدو ب‬ ‫البَبذي سولكنل ببسكدم ثاسبَم إبنلى نربلسكسسدم تسدرنجسعسسونن ] السسسجدةا ‪ ، [ 11 :‬ومعسسه أعسسوان مسسن الملئكسسة ‪ :‬تنسسنوفبَدتهس سرسسسسلسننا نوهسسسدم نل‬ ‫يسفنلر س‬ ‫طونن ] النعاما ‪ [ 61 :‬يعني أعوان ملك الموت‪ ،‬ومنهم من هو موكل بالجنة فسسي الرحسساما ‪ ،‬قسسال رسسسول اسس‬ ‫صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬

‫إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ‪ ،‬ثام يكون علقة مثل ذلك ‪ ،‬ثام يكسسون‬

‫مضغة مثل ذلك ‪ ،‬ثام يرسل إليه الملك الحديث‪ ، 51‬ومنهم الموكلون بحفظ أعمسسال بنسسي آدأما ‪ ،‬قسسال تعسسالى ‪:‬‬ ‫نعلنديسكدم لننحافببظينن بكنرائما نكاتبببينن ] النفطار ‪ ، [ 11 ، 10 :‬يلزمونكم بالليل والنهار ‪.‬‬

‫نوإببَن‬

‫قال صلى ا عليه وسلم ‪ :‬يتعاقبون فيكم ملئكة بالليل ‪ ،‬وملئكة بالنهسسار ‪ ، 52‬ويجتمعسسون فسسي صسسلةا الفجسسر ‪،‬‬ ‫وفي صلةا العصر ‪ ،‬ويشهدون للمصلين عند ا سبحانه وتعسسالى ‪ ،‬ولهسسذا قسسال تعسسالى ‪ :‬نوقسسسدرآنن ادلفندجسسبر إببَن قسسسدرآنن‬ ‫ادلفندجبر نكانن نمدشسهوئدأا ] السراء ‪ [ 78 :‬أي ‪ :‬يحضسره الملئكسة ‪ ،‬ملئكسة الليسل وملئكسة النهسار ‪ ،‬ومنهسم مسن هسو‬ ‫موكل بحفظ بني آدأما من المكاره ‪ ،‬يحفظونه من الفات ‪ ،‬ومسسن العسسداء ومسسن الهسسواما ومسسن السسسباع ومسسن الفسساعي‬ ‫والحيات ‪ ،‬ما دأاما له بقية حياةا فإن له ملئكة يحفظونه من الخطار ‪.‬‬ ‫يناما بين السباع وبين الحيات في البر ‪ ،‬من الذي يسدفع عنسه الحيسات والسسباع والهسواما ؟ معسه ملئكسة سسخرهم اس‬ ‫ظوننهس بمدن أندمبر بَ‬ ‫ت بمدن بنديبن ينندديبه نوبمدن نخدلفببه يندحفن س‬ ‫سبحانه وتعالى ‪ ،‬قال ا فيهم ‪ :‬لنهس سمنعقلنبا م‬ ‫اب ] الرعد ‪ ، [ 11 :‬أي‪:‬‬ ‫بأمر ا هؤلء يحفظون بني آدأما من المكاره والخطار إلى أن يحين الجل ‪ ،‬فإذا حان الجل تخلوا عنه ‪ ،‬فوقع ما‬ ‫قدر ا له من الموت أو الصابة التي تفضي إلى الموت ‪.‬‬ ‫مان حديث عبد الله بن ماسعود رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((51‬أخرجه البخاري )‪ ،(3208‬وأماسلم )‪ (2643‬ع‬ ‫‪52‬‬ ‫م‪ ،‬حديث أبي هريرة رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫(( أخرجه البخاري )‪ ،(555‬وأماسلم )‪ (632‬ع‬

‫‪86‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫ومنهم ملئكة موكلون بتنفيذ الوامر فسسي أقطسسار السسسماوات والرض ‪ ،‬ل يعلمهسسم إل اسس سسسبحانه وتعسسالى ‪ ،‬منهسسم‬ ‫ملئكة يطلبون مجالس الذكر ويحضرونها كما قال رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ :‬ما اجتمع قوما فسسي بيسست مسسن‬ ‫‪53‬‬

‫بيوت ا ‪ ،‬يتلون كتاب ا ‪ ،‬ويتدارسونه بينهم ‪ ،‬إل نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة ‪ ،‬وحفتهم الملئكة‬ ‫‪ ،‬ملئكة سياحون في الرض ‪ ،‬يطلبون حلق الذكر ويشهدونها ‪.‬‬ ‫ول يعلم الملئكة وأصنافهم وأوصافهم إل ا ‪ ،‬لكن ما جاء في النصوص القرآنيسسة والحسسادأيث النبويسسة الصسسحيحة‬ ‫أثابتناه واعتقدناه ‪ ،‬وما لم يذكر لنا نمسك عنه ول نبحث فيه ؛ لن هذا من علم الغيب الذي ل ندخل فيه إل بدليل ‪.‬‬ ‫فاليمان بالملئكة ركن من أركان السلما ‪ ،‬فمن جحد الملئكة وقال ‪ :‬ل يوجد ملئكة لننا ل نراهسم ‪ ،‬هسذا يكسون‬ ‫كافرا ملحدا زنديقا والعياذ بال ؛ لنه لم يؤمن بالغيب ‪ ،‬وكذلك الذي يؤول الملئكة فيقول ‪ :‬الملئكة إنما هي معان‬ ‫وليست أجساما ‪ ،‬وهسي الهسواجس الستي تسأتي علسى النسسان ‪ ،‬إن كسانت هسواجس خيسر فهسسي ملئكسة ‪ ،‬وإن كسانت‬ ‫هواجس شر فهي شياطين ‪ ،‬فهذا قول إلحادأي والعياذ بال ‪ ،‬ومع السف هو في " تفسير المنار " نقله محمد رشسسيد‬ ‫رضا عن شيخه محمد عبده ‪.‬‬ ‫وهذا كلما الفلسفة ‪ ،‬وهو كلما باطل ‪ ،‬من اعتقده فهو كافر ‪ ،‬لكن نرجو أنه نقله ولم يعتقده ‪ ،‬ولكن نقلسسه مسسن غيسسر‬ ‫تعقيب فيه خطورةا ‪ ،‬وهذا كلما باطل وكفر بالملئكة ‪ ،‬نسأل ا العافية والسلمة ‪.‬‬ ‫فالنسان ل يدخل بعقله وتفكيره ‪ ،‬أو ينقل عن الفلسفة أو عن الزنادأقة شيئا من أمور الدين وأمسسور الغيسب ‪ ،‬وإنمسا‬ ‫يعتمد على الكتاب والسنة ‪ ،‬هذا هو الواجب ‪ ،‬ويذكر في " تفسير المنار " أنه منقول من كتاب " إحياء علوما الدين‬ ‫" للغزالي ‪ ،‬وا أعلم ‪.‬‬ ‫وكتاب " إحياء علوما الدين " للغزالي فيه طواما وفيه بليا ‪ ،‬وإن كان فيه شيء من الخيسسر والفوائسسد ‪ ،‬لكسسن فيسسه مسسن‬ ‫المهلكات والسموما الشيء الكثير ‪ ،‬وهو كتسساب مختلسسط ‪ ،‬شسسره أكسسثر مسسن خيسسره ‪ ،‬فل يليسسق بالمبتسسدئ أو العسسامي أن‬ ‫يطالع فيه إل إذا كان عنده علم وتمييز بين الحق والباطل ‪.‬‬ ‫والملئكة ليسوا معان كما يقول ‪ ،‬بل الملئكة أجساما وأشكال ‪ ،‬يتشكلون بأشكال أعطاهم ا القسسدرةا عليهسسا ‪ ،‬ولهسسذا‬ ‫كان جبريل عليه السلما يأتي إلى النبي صلى ا عليه وسلم في صورةا رجل ‪ ،‬فأعطاهم ا القدرةا على التشكل في‬ ‫أشكال من أجل مصلحة بني آدأما ؛ لن بني آدأما ل يطيقون رؤية الملئكة على خلقتهم التي خلقهم ا عليهسسا ‪ ،‬وإنمسسا‬ ‫يأتون إلى النبي صلى ا عليه وسلم في صورةا رجل رفقا ببني آدأما ‪ ،‬ول يرون على صسسورتهم وحقيقتهسسم إل عنسسد‬ ‫العذاب ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬يندونما يننردونن ادلنمنلئبنكةن نل بسدشنرى يندونمئبةذ لبدلسمدجبربمينن ] الفرقان ‪ ، [ 22 :‬وعنسسد المسسوت يعسساينهم‬ ‫النسان ‪ ،‬يرى ملئكة الموت ‪ ،‬لكن في الدنيا وعلى قيد الحياةا ل يراهم ؛ لنسسه ل يطيسسق رؤيتهسسم ‪ ،‬خلقهسسم اسس مسسن‬ ‫نور ‪ ،‬وخلق الشياطين من نار كما في القرآن ‪ ،‬وخلق آدأما من تراب ‪ ،‬فال على كل شيء قدير ‪.‬‬ ‫والكفار يعتقدون أن الملئكة بنات ا ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬نونجنعسلوا ادلنمنلئبنكةن البَبذينن هسدم بعنباسدأ البَردحنمبن إبننائثاا أننشسسبهسدوا نخدلقنهسسسدم‬ ‫ب نشنهاندأتسهسدم نويسدسأ نسلونن ] الزخرف ‪. [ 19 :‬‬ ‫نستسدكتن س‬ ‫الثالث ‪ :‬اليمان بكتبه ‪ :‬وهي الكتب التي أنزلها اسس علسسى الرسسسول لهدايسسة البشسسر ‪ ،‬نسسؤمن بأنهسسا كلما اسس حقيقسة ‪،‬‬ ‫ونؤمن بما سمى ا منها وما لسسم يسسسم ‪ ،‬سسسمى اسس لنسسا منهسسا التسسوراةا والنجيسسل والقسسرآن العظيسسم وصسسحف إبراهيسسم‬ ‫وموسى والزبور ‪ ،‬فنؤمن بها ‪ ،‬ونسسؤمن بمسسا لسسم يسسسمه اسس منهسسا ‪ ،‬فاليمسسان بسسالكتب السسسابقة يكسسون إيمانسسا مجمل ‪،‬‬ ‫واليمان بالقرآن يكون إيمانا مفصل بكل ما فيه ؛ لنه كتابنا ‪ ،‬وأنزل على نبينا محمد صلى ا عليه وسسسلم ‪ ،‬فمسسن‬ ‫جحد آية أو حرفا من حروفه فهو كافر مرتد عن السلما ‪.‬‬ ‫وكذلك من آمن ببعض القرآن وكفر ببعض فهو كافر ‪ ،‬وكذلك من آمسسن ببعسسض الكتسسب وكفسسر ببعسسض فهسسو كسسافر ‪،‬‬ ‫ومن قال ‪ :‬أنا أومن بالقرآن ول أومن بالتوراةا والنجيل فهو كسافر ‪ ،‬أو قسال ‪ :‬أوم ن بسالتوراةا والنجيسل ول أوم ن‬ ‫بالزبور الذي أنزل على دأاودأ عليه السلما فهو كافر ‪ ،‬قال تعسسالى ‪ :‬نوآتنديننسسا ندأاسوندأ نزبسسسوئرا ] النسسساء ‪ ، [ 163 :‬أو‬ ‫أنكر صحف إبراهيم فهو كافر ؛ لنه مكذب ل عز وجل ‪ ،‬ومكذب لرسله ‪ ،‬فهو كافر لنه جحسسد ركنسسا مسسن أركسسان‬ ‫اليمان ‪.‬‬ ‫مان حديث أبي هريرة رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((53‬أخرجه ماسلم )‪ (2699‬ع‬

‫‪87‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫الرابع ‪ :‬اليمان برسله ‪ :‬اليمان بالرسل جميعهم من أولهم إلى آخرهم ‪ ،‬من سمى ا منهم ومسسن لسسم يسسسم ‪ ،‬نسسؤمن‬ ‫بهم جميعا ‪ ،‬وأنهم رسل ا حقا ‪ ،‬جاءوا بالرسالة ‪ ،‬وبلغوها لممهم ‪.‬‬ ‫فمن كفر بنبي واحد فهو كافر بجميع الرسل لقوله تعالى ‪ :‬إببَن البَبذينن يندكفسسرونن ببابَلب نوسرسسلببه نويسبريسدونن أندن يسفنلرسقوا بندينن‬ ‫بَ‬ ‫ك هسسسسم ادلنكسسافبسرونن نحقئيسسا‬ ‫ك نسسسببيئل سأولنئبسس ن‬ ‫ض نويسبريسدونن أندن ينتبَبخسسسذوا بنديسسنن نذلبسس ن‬ ‫ض نونندكفسسر بببندع ة‬ ‫اب نوسرسسلببه نوينسقوسلونن نسدؤبمسن بببندع ة‬ ‫ف سيسدؤبتيبهدم أسسجسونرهسدم‬ ‫ك نسسدو ن‬ ‫نوأندعتنددننا لبدلنكافببرينن نعنذائبا سمبهيئنا نوالبَبذينن آنمسنوا ببابَلب نوسرسسلببه نولندم يسفنلرسقوا بنديسنن أننحسةد بمدنسهسدم سأولنبئس ن‬ ‫نونكانن بَ‬ ‫اس نغسفوئرا نربحيئما ] النساء ‪. [ 152 - 150 :‬‬ ‫فالكفر بنبي واحد أو برسول كفر بالجميع ‪ ،‬ولهذا قال ‪ :‬نكبَذبن د‬ ‫حا ادلسمدرنسسسبلينن ] الشسسعراء ‪ ، [ 105 :‬مسسع‬ ‫ت قنسسدوسما سنسو ة‬ ‫أنهم كذبوا نوحا ‪ ،‬فتكذيبهم لنوحا صار تكذيبا لبقية المرسلين ‪ ،‬وكذلك مسسن كفسسر بعيسسسى ومحمسسد كسساليهودأ ‪ ،‬أو كفسسر‬ ‫بمحمد كالنصارى ‪ ،‬فإنه كافر بالجميع ‪ ،‬ل بد من اليمان بجميع الرسل عليهم الصلةا والسلما ‪ ،‬من سمى ا منهم‬ ‫ومن لم يسم ‪.‬‬ ‫ك‬ ‫ت نمدن نننشاسء إببَن نرببَ ن‬ ‫وقد سمى ا منهم كما في سورةا النعاما ‪ :‬نوتبدل ن‬ ‫ك سحبَجتسننا آتنديننانها إبدبنرابهينم نعنلى قندوبمبه نندرفنسع ندأنرنجا ة‬ ‫ف‬ ‫ب نوسيوسسسس ن‬ ‫نحبكيمم نعبليمم نونوهندبننا لنهس إبدسنحا ن‬ ‫ب سك يئل هنندديننا نوسنوئحا هنندديننا بمدن قندبسل نوبمدن سذلريبَتببه ندأاسوندأ نوسسلندينمانن نوأنرِيسسو ن‬ ‫ق نويندعسقو ن‬ ‫صسالببحينن نوإبدسسنمابعينل‬ ‫س سكسول بمسسنن ال بَ‬ ‫نوسمونسى نونهاسرونن نونكنذلب ن‬ ‫ك نندجبزي ادلسمدحبسسبنينن نونزنكبريبَسسا نويندحنيسى نوبعينسسسى نوإبدلنيسا ن‬ ‫س نوسلو ئ‬ ‫ضدلننا نعنلى ادلنعالنبمينن ] النعاما ‪ ، [ 86 - 83 :‬فذكر جملة منهم في هذه اليات ‪ ،‬وفي‬ ‫طا نوسكئيل فن بَ‬ ‫نوادليننسنع نوسيونس ن‬ ‫آيات أخرى ‪ ،‬فنؤمن بمن سمى ا منهم ‪ ،‬ونؤمن بمن لم يسم ا منهم ‪.‬‬ ‫الخامس ‪ :‬اليوم الخر ‪ :‬اليمان باليوما الخر هو الركن الخسسامس ‪ ،‬واليسسوما الخسر المسسرادأ بسسه يسوما القيامسة ‪ ،‬سسسمي‬ ‫باليوما الخر لنه بعد اليوما الول ‪ ،‬وهو يوما الدنيا ‪ ،‬الدنيا هي اليوما الول ‪ ،‬والقيامة هسسي اليسسوما الخسسر ‪ ،‬واليمسسان‬ ‫باليوما الخر هو اليمان بما بعد الموت من عذاب القبر ونعيمه ‪ ،‬وسؤال الملكيسسن فسسي القسسبر ‪ ،‬وكسسل مسسا يكسسون بعسسد‬ ‫القبر فهسسو مسسن اليمسسان بسساليوما الخسسر ‪ ،‬وكسسذلك اليمسسان بسسالبعث والنشسسور والمحشسسر والحسسساب ووزن العمسسال ‪،‬‬ ‫والصراط والميزان الذي توزن به الحسنات والسيئات ‪ ،‬والجنة والنار ‪ ،‬فتفاصيل ما يحصل في اليوما الخر نؤمن‬ ‫بها جملة وتفصيل ‪ ،‬بداية من الموت إلى أن يستقر أهل الجنة في الجنة ‪ ،‬وأهل النار في النسسار ‪ ،‬كسسل مسا صسسح مسن‬ ‫هذا نؤمن به ‪ ،‬ول نشك في شيء منه ‪ ،‬فمن شك في شيء منه فهو كافر مرتد عن السلما ‪ ،‬كسسل هسسذا يطلسسق عليسسه‬ ‫اليوما الخر وما فيه ‪.‬‬ ‫الركُن السادأس ‪ :‬تؤمن بالقدر خيره وشره ‪ :‬تؤمن بأن ما يجري في هذا الكون من خير أو شر ‪ ،‬من كفر وإيمان‪،‬‬ ‫من نعمة ونقمة ‪ ،‬من رخاء وشدةا ‪ ،‬من مرض وصحة ‪ ،‬من حياةا وموت ‪ ،‬كل ما يجري في هذا الكون فإنه مقدر ‪،‬‬ ‫لم يكن صدفة ‪ ،‬أو يكن أمرا مستأنفا ‪ ،‬أي ‪ :‬أنه مبتدأ لم يسبق أن قدر ‪ ،‬تسسؤمن بهسسذا كلسسه بسسأنه بقضسساء اسس وقسسدره ‪،‬‬ ‫وتؤمن بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك ‪ ،‬وما أخطأك لم يكن ليصيبك ‪ ،‬وأن هذا بقضاء ا وقدره ‪ ،‬قسسال تعسسالى ‪:‬‬ ‫ك نعلنسسى بَ‬ ‫ابسس ينبسسسيمر‬ ‫ب بمسدن قندبسسبل أندن نندبنرأنهنسسا إببَن نذلبسس ن‬ ‫ض نونل فبسسي أندنفسبسسسسكدم إببَل فبسسي بكتنسسا ة‬ ‫صا ن‬ ‫نما أن ن‬ ‫ب بمسدن سم ب‬ ‫صسسيبنةة فبسسي ادلندر ب‬ ‫] الحديد ‪ ، [ 22 :‬هذا هو اليمان بالقدر ‪.‬‬ ‫واليمان بالقدر يتضمن أربع دأرجات ‪ ،‬من لم يؤمن بها كُلها فليس مؤمنا بالقدر ‪:‬‬ ‫المرتبة الولى ‪ :‬العلم بأن ا علم كل شيء في الزل ‪ ،‬علم كل ما يجري ‪ ،‬ما كان ومسسا يكسسون إلسسى مسسا ل نهايسسة ‪،‬‬ ‫فال قد علمه في الزل قبل أن يكون وقبل أن يقع ‪ ،‬علمه سبحانه وتعالى بعلمه القديم الزلي الذي هو موصوف به‬ ‫أزل وأبدا ‪ ،‬هذه مرتبة العلم ‪ ،‬فمن جحدها فهو كافر ‪.‬‬ ‫المرتبة الثانية ‪ :‬مرتبة الكتابة في اللوح المحفوظ ‪ :‬وهي أن ا كتب كل شيء في اللسسوحا المحفسوظ ‪ ،‬فمسسا يجسسري‬ ‫شيء إل وهو مكتوب في اللوحا المحفوظ ‪ ،‬ليس هناك شيء يجري وهو غيسر مكتسوب ‪ ،‬ولهسذا قسال تعسالى ‪ :‬نمسا‬ ‫ب ] الحديد ‪ [ 22 :‬يعني اللوحا المحفوظ ‪ ،‬كتب اسس فيسسه‬ ‫ض نونل بفي أندنفسبسسكدم إببَل بفي بكنتا ة‬ ‫صا ن‬ ‫أن ن‬ ‫ب بمدن سم ب‬ ‫صيبنةة بفي ادلندر ب‬ ‫مقادأير كل شيء ‪ ،‬قال رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ :‬أول ما خلق ا القلم ‪ ،‬قال ‪ :‬اكتب ‪ ،‬قسسال ‪ :‬ومسسا أكتسسب ؟‬ ‫‪88‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫قال ‪ :‬اكتب ما هو كائن إلى يوما القيامة ‪ ، 54‬فمن جحد الكتابة ‪ ،‬وقال ‪ :‬اس يعلسسم كسسل شسيء ‪ ،‬لكنسسه لسم يكتسب فسسي‬ ‫اللوحا المحفوظ شيئا ‪ ،‬هذا كافر مرتد عن دأين السلما ‪.‬‬ ‫المرتبة الثالثة ‪ :‬مشيئة ا النافذة ‪ ،‬وهي أن ا سبحانه يشاء الشيء ويريده ‪ ،‬فما من شيء يحسسدثا إل وقسسد شسساءه‬ ‫ا وأرادأه كما في اللوحا المحفوظ ‪ ،‬وكما علمه سبحانه وتعالى ‪ ،‬يشاء كل شيء فسسي وقتسسه ‪ ،‬ويريسسد كسسل شسسيء فسسي‬ ‫وقت حدوثاه ‪ ،‬ل يقع شيء بدون مشيئة ا ‪ ،‬أو بدون إرادأةا ا ‪ ،‬فمن قال ‪ :‬إن الشياء تحدثا بدون أن يشسساءها اسس‬ ‫أو يريدها فهذا كافر ‪.‬‬ ‫المرتبة الرابعة ‪ :‬مرتبة الخلق واليجادأ ‪ ،‬ا خالق كل شسسيء ‪ ،‬إذا شسساءه وأرادأه خلقسسه سسسبحانه وتعسسالى وأوجسسده ‪،‬‬ ‫فكل شيء هو مخلوق ل سبحانه وتعالى ‪ ،‬وهو من خلق ا ‪ ،‬وهو فعل العبادأ وكسب العبادأ ‪.‬‬ ‫فهذه المراتب الربع ل بد من اليمان بها ‪ ،‬وإل لم يكن النسان مؤمنا بالقدر مرتبة العلسسم ‪ ،‬والكتابسسة ‪ ،‬والمشسسيئة ‪،‬‬ ‫والخلق واليجادأ ‪ ،‬كل هذه ل بد من اليمان بها ‪ ،‬فمن جحد شيئا منها فإنه كافر مرتد عن دأين السلما ؛ لنه جحسسد‬ ‫ركنا من أركان اليمان ‪ ،‬وهو اليمان بالقدر ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫الدليل على أركُان اليمان‬ ‫ب نولنبكبَن ادلببسسبَر نمسسدن‬ ‫لندي ن‬ ‫ق نوادلنمدغبر ب‬ ‫س ادلبببَر أندن تسنورِلوا سوسجوهنسكدم قببننل ادلنمدشبر ب‬

‫والدليل على هذه الركان الستة قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ب نوالنبَببليينن ] البقرةا ‪[ 44 ] . [ 177 :‬‬ ‫آنمنن ببابَلب نوادليندوبما ادلبخبر نوادلنمنلئبنكبة نوادلبكنتا ب‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 44‬لما ذكر الشيخ هذه الركان ذكر دأليلها من القرآن ومسسن السسسنة ؛ لن أي شسسيء مسسن أمسور السسدين والعبسسادأةا‬ ‫والعقيدةا وأمور الحكاما الشرعية يحتاج إلى دأليل ‪ ،‬وإن لم يكن له دأليل لم يكسسن صسسحيحا ‪ ،‬لمسسا ذكسسر الشسسيخ أركسسان‬ ‫اليمان الستة ذكر دأليلها من القرآن أول ثام من السنة ‪.‬‬ ‫س ادلبببَر أندن تسنورِلوا سوسجوهنسكدم‬ ‫فمن القرآن قوله تعالى ‪ :‬لندي ن‬ ‫البر ‪ :‬هو فعل الخير الذي يقرب من ا ‪ ،‬ويوصل إلى جنته ‪ ،‬فكل أفعال الخير هي من البر ‪ ،‬فالبر لفظ عاما يجمع‬ ‫جميع أنواع الخير ‪ ،‬وأنواع الطاعات كلها دأاخلة تحت مسمى البر ‪ ،‬وتحت مسمى التقوى ‪.‬‬

‫مان حديث عبادة بن الصامات رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((54‬أخرجه أبو داوأوأد )‪ ، (4700‬وأالترماذي )‪ (2155‬ع‬

‫‪89‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫س ادلبببَر أندن تسنورِلوا سوسجسوهنسكدم قببنسسنل‬ ‫فالبر والتقوى من السماء العامة التي تجمع كل خصال الخير ‪ ،‬وقوله تعالى ‪ :‬لندي ن‬ ‫ب هذا ردأ على اليهودأ السسذين اسسستنكروا تحويسسل القبلسسة مسسن بيسست المقسسدس إلسسى الكعبسسة المشسسرفة ‪،‬‬ ‫ق نوادلنمدغبر ب‬ ‫ادلنمدشبر ب‬ ‫استنكروا هذا وجحدوه مع العلم أنهم يعلمون أنه حق ‪ ،‬لكن جحدوه من باب العنادأ والمكسسابرةا والحسسسد للنسسبي صسسلى‬ ‫ا عليه وسلم ولهذه المة ‪.‬‬ ‫يقول ا ‪ :‬ليس البر أن تولوا وجوهكم جهة من الجهات من غير أمر من ا ‪ ،‬ولكن البر طاعة ا سبحانه وتعالى‬ ‫‪ ،‬إذا أمركم بأمر وجب عليكم امتثاله ‪ ،‬هذا هو البر ‪ ،‬فإذا أمركم باستقبال بيسست المقسسدس فسسالبر فسسي ذاك السسوقت هسسو‬ ‫استقبال بيت المقدس ؛ لنه طاعة ل عز وجل ‪ ،‬ثام إذا أمركم أن تستقبلوا الكعبة فالبر هسسو اسسستقبال الكعبسسة ‪ ،‬فسسالبر‬ ‫يدور مع أمر ا سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫أنتم عبيد يجب عليكم المتثال ‪ ،‬إذا أمركم ا أن تستقبلوا جهة من الجهات وجب عليكم المتثال ‪ ،‬أما أن تتعصسسبوا‬ ‫لجهة معينة وتقولوا ‪ :‬ل يصح إل استقبالها فهذا معناه اتباع الهوى والعصبية ‪ ،‬والعبد الصادأق يدور مع أوامر اسس‬ ‫حيث دأارت ‪ ،‬ول يعترض على أمر ا ؛ لن استقبال جهة بعد نسخ استقبالها ل يكون طاعة ل عز وجل ‪ ،‬فالعمل‬ ‫بالمنسوخ وترك الناسخ ليس طاعة ل عز وجل ‪ ،‬وإنما هو طاعة للهسسوى والعصسسبية ‪ ،‬فسسالبر متعلسسق بطاعسسة اسس ‪،‬‬ ‫ق‬ ‫فحيث وجهك تتوجه إن كنسست محقسسا فسسي عبودأيتسسك لسس عسسز وجسسل ‪ :‬لنديسس ن‬ ‫س ادلببسسبَر أندن تسنورِلسوا سوسجسوهنسكدم قببنسسنل ادلنمدشسسبر ب‬ ‫ب نولنبكبَن ادلبببَر نمدن آنمنن ببابَلب ] البقرةا ‪. [ 177 :‬‬ ‫نوادلنمدغبر ب‬ ‫********‬ ‫ودأليل القدر قوله تعالى ‪ :‬إببَنا سكبَل نشديةء نخلندقنناهس ببقنندةر ] القمر ‪. [ 45 ] . [ 49 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 45‬دليل الركن السادس من أركان اليمان ‪ :‬قوله تعالى ‪ :‬إ حصنا ك ي ص‬ ‫ل ب‬ ‫خل ب م‬ ‫يرء ب‬ ‫قبناه ي‬ ‫ش م‬ ‫قد برر ‪ ،‬أي ‪ :‬كل شيء خلقه الله فإنه مقدر في علمه وكتسسابته ومشسسيئته وإرادتسسه سإسسبحانه‬ ‫بح ب‬ ‫وتعالى ‪ ،‬وليس هو عفويا أو صأدفيا ‪ ،‬إنما هو أمر سإابق في علم الله ‪ ،‬ومكتوب في اللسسوح‬ ‫المحفوظ ‪ ،‬وسإابق في مشيئة الله وإرادته سإبحانه وتعالى ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫المرتبة الثالثة ‪ :‬الحسان‬ ‫تعريف الحسان‬ ‫المرتبة الثالثة ‪ :‬الحسان ‪ ،‬ركن واحد ‪ ،‬وهو " أن تعبد ا كأنك تراه ‪ ،‬فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ‪[ 46 ] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 46‬الحسان في اللغة ‪ :‬إتقان الشيء وإتمامه ‪ ،‬مأخوذ من الحسن ‪ ،‬وهو الجمال ‪ ،‬ضد القبح ‪ ،‬وهو ينقسم إلى‬ ‫أقساما ‪:‬‬ ‫أول ‪ :‬إحسان بين العبد وبين ربه ‪ ،‬وهذا هو المقصودأ ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬إحسان بين العبد وبين الناس ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬إحسان الصنعة وإتقانها ‪ ،‬إذا صنع النسان شيئا أو عمل عمل فإنه يجب عليه أن يتقنه ويتمه ‪.‬‬ ‫النوع الول ‪ :‬وهو الحسان بين العبد ورب ه ‪ ،‬بينسه الرسسول صسلى اس علي ه وسسلم‬

‫لمسا سسأله جبريسل بحضسرةا‬

‫الصحابة كما يأتي ‪ ،‬فقال ‪ :‬الحسان أن تعبد ا كأنك تراه ‪ ،‬فإن لم تكن تراه فإنه يراك ‪.‬‬ ‫‪90‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫فالحسان بين العبد وبين ربه هو إتقانه العمل الذي كلفه ا به ‪ ،‬بأن يأتي به صحيحا خالصا لوجه ا عز وجسسل ‪،‬‬ ‫عمل الحسان بين العبد وربه ما توفر فيه الخلص ل عز وجل ‪ ،‬والمتابعة للرسول صلى ا عليسسه وسسسلم ‪ ،‬وقسسد‬ ‫بين النبي صلى ا عليه وسلم أن الحسان على مرتبتين ‪ ،‬واحدةا أعلى من الخرى ‪.‬‬ ‫الولى ‪ :‬أن تعبد ا كأنك تراه ‪ ،‬بأن يبلغ بك اليقين واليمان بال كأنك تشاهد ا عيانسسا ‪ ،‬ليسسس عنسسدك تسسردأدأ أو أي‬ ‫شك ‪ ،‬بل كأن ا أمامك سبحانه وتعالى تراه عيانا ‪ ،‬فمن بلغ هذه المرتبة فقد بلغ غايسسة الحسسسان ‪ ،‬تعبسسد اسس كأنسسك‬ ‫تراه من كمال اليقين وكمال الخلص ‪ ،‬كأنك ترى ا عيانا ‪ ،‬وا جل وعل ل يرى فسي السسدنيا ‪ ،‬وإنمسا يسرى فسي‬ ‫الخرةا ‪ ،‬ولكن تراه بقلبسسك حسستى كأنسسك تسسراه بعينيسسك ‪ ،‬ولسسذلك يجسسازى أهسسل الحسسسان بسسالخرةا بسسأن يسسروه سسسبحانه‬ ‫وتعالى ‪ ،‬لما عبدوه وكأنهم يرونه في الدنيا جازاهم ا بأن أفسح لهم المجال بأن يروه بأبصارهم في دأار النعيم ‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪ :‬لبلبَبذينن أندحنسسنوا ادلسحدسننى نوبزنياندأةام ] يونس ‪ ، [ 26 :‬الزيادأةا هي النظر لوجه ا ‪ ،‬السسسبب أنهسسم أحسسسنوا‬ ‫في الدنيا ‪ ،‬فأعطاهم ا الحسنى ‪ ،‬وهي الجنة ‪ ،‬وزادأهم رؤية ا عز وجل ‪ ،‬تعبد ا كأنك تسسراه علسسى المشسساهدةا ‪،‬‬ ‫والمحبة والشوق إلى لقائه سبحانه وتعالى ‪ ،‬تتلذذ بطاعته ‪ ،‬وتطمئن إلسى طساعته سسسبحانه وتعسالى ‪ ،‬تشستاق إليهسسا ‪،‬‬ ‫هذه طريقة المحسنين ‪.‬‬ ‫المرتبة الثانية ‪ :‬إذا لم تبلغ هذه المرتبة العظيمة فإنك تعبده على طريقة المراقبة ‪ ،‬بأن تعلسسم أن اسس يسسراك ‪ ،‬ويعلسسم‬ ‫حالك ‪ ،‬ويعلم ما في نفسك ‪ ،‬فل يليق بك أن تعصيه ‪ ،‬وأن تخالف أمسسره ‪ ،‬وهسسو يسسراك ويطلسسع عليسسك ‪ ،‬وهسسذه حالسسة‬ ‫جيدةا ‪ ،‬ولكنها أقل من الولى ‪ ،‬وما دأمت أنك تعلم أنه يراك فإنك تحسن عبادأته وتتقنها ؛ لنك تعلم أن اسس يسسراك ‪،‬‬ ‫ول المثل العلى لو كنت أماما مخلوق له منزلة وأمرك بأمر ‪ ،‬وأنت تنفذ هذا المر أمامه وينظر إليسسك ‪ ،‬هسسل يليسسق‬ ‫بك أن يقع منك إخلل بهذا الفعل ؟‬ ‫الحاصأل ‪ :‬أن الحسان على مرتبتين ‪:‬‬ ‫مرتبة المشاهدة القلبية ‪ :‬وهي أن تعبد ا كأنك تراه من شدةا اليقين واليمان ‪ ،‬كأنك ترى ا عز وجل عيانا ‪.‬‬ ‫والمرتبة الثانية ‪ :‬وهي أقل منها ‪ ،‬أن تعبد ا وأنت تعلم أنسسه يسسراك ويطلسسع عليسسك ‪ ،‬فل تعصسسيه ول تخسسالف أمسسره‬ ‫سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫هذه مرتبة الحسان ‪ ،‬وهي أعلى مراتب الدين ‪ ،‬من بلغها فإنه بلغ أعلسسى مراتسسب السسدين ‪ ،‬وقبلهسسا مرتبسسة اليمسسان ‪،‬‬ ‫وقبلها مرتبة السلما ‪.‬‬ ‫فالدين دأوائر ‪:‬‬ ‫الدائرة الولى ‪ :‬السلما ‪ ،‬وهي واسعة حتى إنه يدخل فيها المنافق ‪ ،‬ويقسسال لسسه مسسسلم ويعامسسل معاملسسة المسسسلمين ؛‬ ‫لنه استسلم في الظاهر ‪ ،‬فهو دأاخل في دأائرةا السلما ‪ ،‬ويدخل فيها ضعيف اليمان الذي ليس معه من اليمسسان إل‬ ‫مثقال حبة خردأل ‪.‬‬ ‫الدائرة الثانية ‪ :‬وهي أضيق من الولى وأخص ‪ ،‬دأائرةا اليمسان ‪ ،‬وهسذه ل يسدخل فيهسا المنسافق النفساق العتقسادأي‬ ‫أبدا‪ ،‬وإنما يدخل فيها أهل اليمان ‪ ،‬وهم على قسمين ‪ :‬إيمان كامل ‪ ،‬وإيمان ناقص ‪ ،‬فيدخل فيها مؤمن فاسسسق ‪ ،‬أو‬ ‫مؤمن تقي ‪.‬‬ ‫الدائرة الثالثة ‪ :‬وهي أضيق من الثانية ‪ ،‬دأائرةا الحسان ‪ ،‬وهي كما بينها النبي صلى اسس عليسسه وسسسلم ‪ ،‬ول يسسدخل‬ ‫فيها إل أهل اليمان الكامل ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫‪91‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫دأليل الحسان‬ ‫والدليل قوله تعالى ‪ :‬إببَن بَ‬ ‫ان نمنع البَبذينن اتبَقندوا نوالبَبذينن هسدم سمدحبسسسسنونن ] النحسسل ‪ ، [ 128 :‬وقسسوله تعسسالى ‪:‬‬ ‫ك بفي البَسابجبدينن إبنبَسسهس هسسسنو البَسسسبميسع ادلنعلبيسسسم ] الشسسعراء ‪-217 :‬‬ ‫ك بحينن تنسقوسما نوتنقنرِلبن ن‬ ‫نعنلى ادلنعبزيبز البَربحيبم البَبذي يننرا ن‬ ‫‪ ، [ 220‬وقوله تعالى ‪ :‬نونما تنسكوسن بفي نشأدةن نونما تندتسلو بمدنهس بمدن قسدرآةن نونل تندعنمسلونن بمدن نعنمةل إببَل سكبَنسا نعلنديسكسسدم سشسسسهوئدأا إبدذ‬ ‫ض نونل بفي البَسنمابء نونل أن د‬ ‫ك نونل أندكبنسسنر إببَل فبسسي‬ ‫ضونن بفيبه نونما يندعسز س‬ ‫تسبفي س‬ ‫صسسنغنر بمسسدن نذلبسس ن‬ ‫ب نعدن نربل ن‬ ‫ك بمدن بمدثنقابل نذبَرةةا بفي ادلندر ب‬ ‫ب سمببيةن ] يونس ‪[ 47 ] . [ 61 :‬‬ ‫بكنتا ة‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 47‬هذا دأليل المرتبة الولى من الحسان ‪ :‬سورةا النحل الية ‪ 128‬إببَن بَ‬ ‫ان نمنع البَبذينن اتبَقندوا نوالبَبذينن هسدم سمدحبسسنونن‬ ‫نوتننوبَكسسدل‬

‫‪ ،‬دألت الية أن ا مع المحسنين وهم الذين عبدوا ا كأنهم يرونه ‪ ،‬فإن ا معهم معيسسة خاصسسة ‪ ،‬معيسسة النصسسرةا‬ ‫والتأييد والتوفيق ‪.‬‬ ‫‪92‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫ك بفسي البَسسابجبدينن هسذا دأليسل المرتبسسة‬ ‫ك بحيسسنن تنسقسوسما نوتنقنلرِنبس ن‬ ‫وقوله تعالى ‪ :‬نوتننوبَكدل نعنلى ادلنعبزيبز البَربحيبم البَبذي يننرا ن‬ ‫الثانية ‪ ،‬هذا دأليل قوله‪ " :‬فإنه يراك " ‪.‬‬ ‫وتوكُل ‪ :‬أي ‪ :‬فوض أمورك ‪.‬‬ ‫على العزيز الرحيم ‪ :‬وهو ا سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫حين تقوم ‪ :‬تقوما للعبادأةا والصلةا ‪.‬‬ ‫وتقبلك في الساجدين ‪ :‬يراك وأنت راكع ‪ ،‬وأنت ساجد ‪ ،‬يراك في جميسسع أحسسوال العبسسادأةا قائمسسا وراكعسسا وسسساجدا ‪،‬‬ ‫فهو يراك سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫إنه هو السميع العليم ‪ :‬السميع لقوالك ‪ ،‬العليم بأقوالك سبحانه وتعالى ‪ ،‬وقوله تعالى ‪ :‬نونما تنسكوسن فبسسي نشسسأدةن نونمسسا‬ ‫ضونن فبيسسبه هسسذا دأليسسل المرتبسسة الثانيسسة ‪ ،‬نونمسسا‬ ‫تندتسلو بمدنهس بمدن قسدرآةن نونل تندعنمسلونن بمدن نعنمةل إببَل سكبَنا نعلنديسكدم سشسهوئدأا إبدذ تسبفي س‬ ‫تنسكوسن بفي نشأدةن هذا خطاب للرسول صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬فسسي أي شسسأن مسسن أمسسورك ‪ ،‬مسسن أمسسور العبسسادأةا أو مسسن‬ ‫غيرها ‪ ،‬جميع أفعالك وتحركاتك ما تكون في شأن من الشئون ‪.‬‬ ‫نونما تندتسلو بمدنهس بمدن قسدرآةن أي ‪ :‬من ا لن القرآن من عند ا عز وجسسل ‪ ،‬أو الضسسمير راجسسع إلسسى الشسسأن ‪ ،‬أي ‪:‬‬ ‫ومن الشأن الذي تكون فيه تلوةا القرآن ‪.‬‬ ‫نونل تندعنمسلونن هذا لجميع المة ‪ ،‬للرسول صلى ا عليه وسلم وغيره ‪.‬‬ ‫بمدن نعنمةل أي ‪ :‬عمل من العمال خير أو شر ‪.‬‬ ‫إببَل سكبَنا نعلنديسكدم سشسهوئدأا نراكم ونبصركم ونشاهدكم ‪ ،‬هذا دأليل لقوله صلى ا عليه وسلم ‪ " :‬فإنه يراك " ‪.‬‬ ‫ضونن بفيبه تباشرونه وتعملونه ‪ ،‬فهذا يعطي دأليل على المرتبة الثانيسسة مسسن مراتسسب الحسسسان ‪ ،‬وأنسسه جسسل‬ ‫إبدذ تسبفي س‬ ‫وعل شهيد على كل عامل بعمله ‪ ،‬يراه سبحانه وتعالى ويعلمه ويبصره ‪ ،‬ول يغيب عنه ‪ :‬إببَن بَ‬ ‫ان نل يندخنفى نعلنديسسبه‬ ‫ض نونل بفي البَسنمابء ] آل عمران ‪. [ 5 :‬‬ ‫نشديمء بفي ادلندر ب‬ ‫وأما الحسان بين العبد والخلسق فمعنساه ‪ :‬بسذل المعسروف لهسم ‪ ،‬وكسف الذى عنهسم ‪ ،‬بسأن تطعسم الجسائع ‪ ،‬وتكسسو‬ ‫العاري ‪ ،‬وتعين بجاهك المحتاج ‪ ،‬وتشفع لمن احتاج الشفاعة ‪ ،‬تبذل المعسسروف ‪ ،‬جميسسع وجسسوه المعسسروف ‪ ،‬تكسسرما‬ ‫الضيف ‪ ،‬تكرما الجار ‪ ،‬ل يصدر منك إل خير لجارك ‪ ،‬وتكف أذاك عنه أيضا فل يصدر منك أذى له ول لغيسسره ‪،‬‬ ‫من الناس من ل يصدر منه إل أذى ‪ ،‬ومن الناس من يصدر منه أذى وخيسسر ‪ ،‬ومسسن النسساس مسسن ل يصسسدر منسسه إل‬ ‫خير ‪ ،‬فهذا في أعلى الطبقات ‪.‬‬ ‫بذل الخير للناس وكف الذى عنهم هو الحسان للناس ‪ :‬نوأندحبسسنوا إببَن بَ‬ ‫ب ادلسمدحبسبنينن ] البقرةا ‪، [ 195 :‬‬ ‫ان يسبح رِ‬ ‫حتى البهائم يجب أن تحسن إليها بأن تهيئ لها ما تحتاج إليه ‪ ،‬وتمنع الذى عنها ‪ ،‬وترفق بها ‪ ،‬هسسذا مسسن الحسسسان‬ ‫إلى البهائم ‪ ،‬حتى المستحق للقتل ل تعذبه ‪ ،‬بل تقتله قتلة حسنة ومريحة ‪ ،‬من وجب عليه القصاص ‪ ،‬ومسسن وجسسب‬ ‫عليه الحد ‪ ،‬فإنه ينفذ فيه برفق ‪ ،‬ل تمثيل ‪ ،‬ول تعذيب ‪ ،‬ول صبر ‪.‬‬ ‫قال صلى ا عليه وسلم ‪:‬‬

‫إن ا كتب الحسان على كل شيء ‪ ،‬فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ‪ ،‬وإذا ذبحتسسم فأحسسسنوا‬

‫الذبح ‪ 55‬في القصاص أو غير ذلك مما يلزما الحد ‪.‬‬ ‫فإذ ذبحتم ‪ :‬أي ‪ ،‬ذبحتم الحيوانات المأكولة ‪ ،‬فأحسنوا الذبحة ‪،‬‬ ‫حتى للبهائم ‪ ،‬وقد‬

‫وليحد أحدكم شفرته ‪ ،‬وليرحا ذبيحته ‪ ،‬فتحسسسن‬

‫غفر ا للبغي من بني إسرائيل بسبب أنها سقت كلبا رأته يلهث من العطش ‪ ،‬فسقته فشكر ا‬

‫مان حديث شداد عبن أوأس رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ()55‬أخرجه ماسلم )‪ (1955‬ع‬

‫‪93‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫لها ‪ ،‬فغفر ا لها ذنبها ‪ ، 56‬وهو ذنسب عظيسم ‪ ،‬وهسو البغساء ‪ ،‬أي ‪ :‬الزنسى ‪ ،‬فغفسر اس لهسسا بسسسبب ذلسسك ؛ لنهسا‬ ‫أحسنت إلى هذا البهيم العطشان ‪.‬‬ ‫فكيف بغير الكلب ؟ إذا أحسنت إلى جائع من المسلمين ‪ ،‬أو حتى من بني آدأما ولو كان كافرا ‪ ،‬إذا أحسنت إليه فسسإن‬ ‫ا جل وعل يشكر لك ذلك الحسان ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬نوأندحبسسنوا إببَن بَ‬ ‫ب ادلسمدحبسبنينن ] البقرةا ‪. [ 195 :‬‬ ‫ان يسبح رِ‬ ‫النوع الثالث ‪ :‬وهو إتقان العمل ‪ ،‬أي عمل تعمله يجب عليك أن تتقنه ‪ ،‬ل ليقال ‪ :‬إن فلنسسا يحسسن كسسذا ‪ ،‬وقسد جساء‬ ‫في الحديث ‪:‬‬

‫إن ا يحب إذا عمل أحدكم عمل أن يتقنه ‪. 57‬‬ ‫********‬

‫والدليل من السنة حديث جبريل المشهور عن عمر رضي ا عنه قال ‪:‬‬

‫بينما نحن جلوس عند رسول ا صلى‬

‫ا عليه وسلم إذ طلع علينا رجل ‪ ،‬شديد بياض الثياب ‪ ،‬شديد سوادأ الشعر ‪[ 48 ] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 48‬قد تقدما الكلما عن السإلما واليمان والحسان ‪ ،‬وأركان كل مرتبة ‪ ،‬وذكر الشيخ‬ ‫رحمه الله أدلة كل مرتبة من القرآن ‪ ،‬وهذا كله تقدما وانتهى ‪ ،‬ثام ذكر الشسسيخ رحمسسه اللسسه‬ ‫دليل هذه المراتب من السنة ‪ ،‬سإنة الرسإول صألى الله عليه وسإلم ‪ ،‬فذكر حسسديث جبريسسل‬ ‫وأنه أتى النبي صألى الله عليه وسإلم وهو مع أصأحابه ‪ ،‬أتاهم في صأورة رجل ‪ ،‬وجلس إلى‬ ‫النبي صألى الله عليه وسإسسلم ‪ ،‬وسإسسأله عسسن السإسسلما واليمسسان والحسسسان ‪ ،‬ثاسسم سإسسأله عسسن‬ ‫الساعة ‪ ،‬وسإأله عن أماراتها ‪ ،‬هذا ما يسمى بحديث جبريل أو حسسديث عمسسر ‪ ،‬وهسسو حسسديث‬ ‫ورد من عدة طرق عن جماعة من الصحابة ‪ ،‬فهو حديث صأحيح ‪ ،‬وذكر الشيخ رحمسسه اللسسه‬ ‫رواية عمر بن الخطاب في هذا الحديث مع اختلف في ألفاظ الحديث في طسسرق أخسسرى ‪،‬‬ ‫ولكن المعنى واحد ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬بينما نحن جلوس عند النبي صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬كان من عادتهم رضي اللسسه عنهسسم أنهسسم‬ ‫يجتمعون عند النبي صألى الله عليه وسإلم في المسجد ‪ ،‬ويتلقون عنه العلسم ‪ ،‬ويسسستمعون‬ ‫إلى أجوبته صألى الله عليه وسإلم على ما يرده من السإئلة ‪ ،‬فبينما هم كذلك على عادتهم‬ ‫إذ دأخل عليهم رجل من الباب ‪ ،‬رجل شديد بيسساض الثيسساب ‪ ،‬شسسديد سسسوادأ الشسسعر ‪ ،‬أي ‪ :‬أن جبريل عليه‬ ‫السلما تمثل في صأورة هذا الرجل ‪ ،‬ولم يأتهم بصورته الملكية ؛ لنهسسم ل يطيقسسون النظسسر‬ ‫إليه في صأورته الملكية ‪.‬‬ ‫********‬ ‫ل يرى عليه أثار السفر ‪ ،‬ول يعرفه منا أحد ‪ ،‬حتى جلس إلى النبي صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬فأسند ركبتيه إلى‬ ‫ركبتيه ‪ ،‬ووضع كفيه على فخذيه ‪ ،‬وقال ‪ :‬يا محمد أخبرني عن السلما ‪[ 49 ] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 49‬ل يرى عليه أثر السفر ‪ ،‬وأل يعرفه مانا ‪ -‬أي ‪ :‬مان الحاضللرين ‪ -‬أحسسد ‪،‬‬ ‫فهذا من العجائب أنه ليس قادما من سإفر حتى يقال ‪ :‬إنه من غير أهسسل المدينسسة ‪ ،‬وهسسم ل‬ ‫يعرفونه ‪ ،‬وهو ليس من أهل البلد حتى يعرفوه ‪ ،‬فتحيروا في شأنه ‪ ،‬ل هسسو قسسادما ‪ ،‬ول هسسو‬ ‫من أهل البلد ‪ ،‬لو كان قادما من سإفر لظهر عليسه أثاسسر السسسفر فسي ثايسابه وفسي لسونه ؛ لن‬ ‫مان حديث أبي هريرة رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((56‬انظر ماا أخرجه البخاري )‪ (3467‬وأماسلم )‪ (2245‬ع‬ ‫‪57‬‬ ‫مان حديث عائشة رضي الله عنها ‪.‬‬ ‫وأ )‪ (5314‬ع‬ ‫)( أخرجه البهقي في "شعب اليمان" ‪ (5313) 4/334‬ب‬

‫‪94‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫المسافر تظهر عليه آثاار السفر ‪ ،‬فل يعرفه أحد من الحاضرين ‪ ،‬فليس هو من أهل البلد ‪،‬‬ ‫وليس هو قادما من سإفر ‪ ،‬فمن أين يكون هذا الرجل ؟ هذا الذي اسإتغربوه ‪.‬‬ ‫فجلس إلى النبي صلى الله عليه وأسإلم بيسسن يسسديه جلسسوس المتعلسسم مسسن معلمسسه ‪،‬‬ ‫وأأسإند ركبتيه إلى ركبتي النبي صلى الله عليه وأسإلم ‪ ،‬أي ‪ :‬أنه قريب منه جسسدا ‪،‬‬ ‫وأوأضع يديه على فخذيه ‪ ،‬أي ‪ :‬فخذي النبي صألى الله عليه وسإلم ‪.‬‬ ‫فقال يا ماحمد ‪ :‬خاطبه باسإمه ‪ ،‬ولم يقل ‪ :‬يا رسإول الله ‪ ،‬ولعله فعل ذلك عليه السلما‬ ‫من أجل أن يظن الصحابة أنه من البادية ؛ لن من عادة أهل البادية أنهم يخسساطبون النسسبي‬ ‫صألى الله عليه وسإلم باسإمه ؛ لن أهل البادية على طسسبيعتهم وعسسادتهم ‪ ،‬وهسسو زيسسادة فسسي‬ ‫الغراب والتعمية حتى ل يعرفوه ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬يا ماحمد أخبرني عن السإلم ‪ ،‬أي ‪ :‬اشرح لي معنى السإلما ‪.‬‬ ‫********‬ ‫قال ‪ :‬أن تشهد أن ل إله إل ا ‪ ،‬وأن محمدا رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬وتقيم الصلةا ‪ ،‬وتؤتي الزكاةا ‪،‬‬ ‫وتصوما رمضان ‪ ،‬وتحج البيت إن استطعت إليه سبيل ‪ ،‬فقال ‪ :‬صدقت ‪ ،‬فعجبنا له يسأله ويصدقه ‪[ 50 ] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 50‬قال ‪ :‬السإلم أن تشهد أن ل إله إل الله ‪ ،‬وأأن ماحمدا رسإللول الللله ‪،‬‬ ‫وأتقيم الصلة ‪ ،‬وأتؤتي الزكاة ‪ ،‬وأتصوم رماضللان ‪ ،‬وأتحللج الللبيت إن اسإللتطعت‬ ‫إليه سإبيل ‪ :‬ذكر له النبي صألى الله عليه وسإلم أركان السإلما التي ل بد منها ‪ ،‬والتي إن‬ ‫تحققسست ووجسسدت تحقسسق السإسسلما ‪ ،‬ومسسا زاد عليهسسا مسسن المسسور الخسسرى فهسسي مكملت ‪،‬‬ ‫فالرسإول صألى الله عليه وسإلم اقتصر على بيان أركان السإلما ؛ لن الجسسواب كلمسسا كسسان‬ ‫مختصرا كان أسإهل على المتعلم والسامع ‪ ،‬وسإهل عليه حفظسسه ووعيسسه ‪ ،‬بينمسسا لسسو طسسول‬ ‫الجسسواب تشسعب علسى الحاضسسرين ‪ ،‬وربمسا أن أكسثرهم ل يسستوعبه ‪ ،‬فهسسذا دليسسل علسى أن‬ ‫المسئول ينبغي أن يتوخى الختصار مهما اسإتطاع ‪ ،‬ويقتصر على الشيء الضسسروري ‪ ،‬وإل‬ ‫فالسإلما أكثر من ذلك ‪ ،‬هذه أركانه ودعائمه التي يقوما عليها ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬صدقت ‪ :‬هذه عجيبة ثاانية ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فعجبنا له يسأله وأيصدقه ‪ :‬فدل على أنه عالم ‪ ،‬وأنه ل يسسسأل سإسسؤال جاهسسل ‪،‬‬ ‫وإنما يسأل وهو عالم بدليل أنه قال ‪ :‬صأدقت ‪ ،‬فدل على أنه عالم ‪ ،‬فلماذا يسأل ؟‬ ‫********‬ ‫قال ‪ :‬فأخبرني عن اليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬أن تؤمن بال ‪ ،‬وملئكته ‪ ،‬وكتبه ‪ ،‬ورسله ‪ ،‬واليوما الخر ‪ ،‬وتؤمن بالقدر‬ ‫خيره وشره ‪ ،‬قال ‪ :‬صدقت ‪[ 51 ] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 51‬قال ‪ :‬أخبرني عن اليمان ‪ ،‬قال ‪ :‬أن تؤمن بسسالله ملئكتسسه وكتبسسه ورسإسسله واليسسوما‬ ‫الخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ‪ ،‬فذكر له صألى الله عليسسه وسإسسلم أركسسان اليمسسان السسستة‬ ‫بعدما ذكر له أركان السإلما ‪ ،‬والسإلما واليمان إذا ذكرا جميعسسا فالسإسسلما معنسساه العمسسال‬ ‫الظاهرة ‪ ،‬واليمان هو العمسسال الباطنسة ‪ ،‬أعمسال القلسسوب ‪ ،‬ومسا يقسسوما بسه مسن التصسديق‬ ‫والعلم ‪ ،‬ول بد من السإلما واليمان جميعا ‪ ،‬السإلما العمال الظاهرة ‪ ،‬واليم ان العمسال‬ ‫‪95‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫الباطنة ؛ لقوله صألى الله عليه وسإلم ‪ :‬السلما علنية ‪ ،‬واليمان في القلب ‪ ،‬فإن ذكسسرا جميعسا‬ ‫صأار لكل واحد معنى خاص به ‪ ،‬وإذا ذكر واحسسد منهمسسا دخسسل فيسسه الخسسر ‪ ،‬إذا ذكسسر اليمسسان‬ ‫وحده دخل فيه السإلما ‪ ،‬وإذا ذكر السإلما وحده دخسسل فيسسه اليمسسان ؛ لنسسه ل يصسسح إسإسسلما‬ ‫بدون إيمان ‪ ،‬ول يصسسح إيمسسان بسسدون إسإسسلما ‪ ،‬ل بسسد مسسن الثانيسسن ‪ ،‬فهمسسا متلزمسسان ‪ ،‬ولهسسذا‬ ‫يقولسسون ‪ :‬إن السإسسلما واليمسسان مسسن السإسسماء السستي إذا اجتمعسست افسسترقت ‪ ،‬وإذا انفسسردت‬ ‫اجتمعت ‪ ،‬أي ‪ :‬يدخل بعضها في بعض لنهما متلزمان ‪ ،‬ل ينفك أحدهما عن الخر ‪.‬‬ ‫فسأله عن العمال الظاهرة والعمال الباطنة ‪ ،‬وبين له صألى الله عليه وسإلم أركان كسسل‬ ‫من السإلما واليمان ‪.‬‬ ‫********‬ ‫قال ‪ :‬أخبرني عن الحسان ‪ ،‬قال ‪ :‬أن تعبد ا كأنك تراه ‪ ،‬فإن لم تكن تراه فإنه يراك ‪ ،‬قال ‪ :‬فأخبرني عن‬ ‫الساعة ‪ ،‬قال ‪ :‬ما المسئول عنها بأعلم من السائل ‪. [ 52 ] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 52‬قال ‪ :‬فأخبرني عن الحسان ‪ ،‬قال ‪ :‬أن تعبد الله ‪ ،‬سإبق أن المحسن هو من يعبد‬ ‫الله على المشاهدة واليقين كأنه يرى الله ‪ ،‬أو يعبده علسسى المراقبسسة ‪ ،‬وهسسو يعلسسم أن اللسسه‬ ‫يراه فيحسن العمل ؛ لن الله مطلع عليه ‪ ،‬فالمحسن يعبد الله إمسسا علسسى المشسساهدة فسسي‬ ‫القلب ‪ ،‬وهذا أكمل ‪ ،‬وإما على المراقبة ‪ ،‬وأن يعلم أن الله يراه في أي مكان ‪ ،‬أو فسسي أي‬ ‫عمل يعمله ‪ ،‬هذا هو الحسان ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬صدقت ‪ ،‬فأخبرني عن الساعة ‪ ،‬أي ‪ :‬عن قياما الساعة متى ؟ ولما كسسان هسسذا‬ ‫السؤال ل يعلم أحد الجواب عنه إل الله سإبحانه وتعالى ؛ لن قياما الساعة ل يعلم تحديسسده‬ ‫إل الله عز وجل ‪.‬‬ ‫نحن نعلم أنها سإتقوما الساعة ل نشك في هذا ‪ ،‬من شك فسسي هسسذا فهسسو كسسافر ‪ ،‬نعلسسم أنهسسا‬ ‫سإتقوما الساعة ول بد ‪ ،‬ولكن الوقت الذي تقوما فيه الساعة الله عز وجل لم يخبرنا عنسسه ‪،‬‬ ‫سسساع بةح ] لقمسان ‪:‬‬ ‫عن مسسد به ي ح‬ ‫ه ح‬ ‫ولم يبينه لنا ‪ ،‬واسإسستأثار بعلمسسه ‪ ،‬قسال تعسالى ‪ :‬إ ح ص‬ ‫م ال ص‬ ‫عل مسس ي‬ ‫ن الل صسس ب‬ ‫ب‬ ‫سأ بيلون ب ب‬ ‫ها قي م‬ ‫عن مسسد ب برب قسسي بل‬ ‫مهبسسا ح‬ ‫مسسا ح‬ ‫سإا ب‬ ‫ساع بةح أصيا ب‬ ‫ممر ب‬ ‫ن ال ص‬ ‫‪ ، [ 34‬وقال تعالى ‪ :‬ي ب م‬ ‫عل م ي‬ ‫ل إ حن ص ب‬ ‫ن ي‬ ‫ك عب ح‬ ‫جقليبها ل حوبقمت حبها إ حصل هيوب ] العراف ‪ ، [ 187 :‬هو الذي يعلمهسسا سإسسبحانه ‪ ،‬وقسسال تعسسالى ‪:‬‬ ‫يي ب‬ ‫مبها إ حصل هيوب ] النعاما ‪ ، [ 59 :‬ومنها وقت قياما الساعة ‪.‬‬ ‫م ب‬ ‫وب ح‬ ‫فات ح ي‬ ‫ب بل ي بعمل ب ي‬ ‫عن مد به ي ب‬ ‫ح ال مغبي م ح‬ ‫********‬ ‫قال صلى ا عليه وسلم لجبريل ‪ :‬ما المسئول عنها بأعلم مسسن السسسائل ‪ ،‬أي ‪ :‬أنا وأنت سإسواء ل نعلسم‬ ‫متى تقوما الساعة ‪ ،‬الله جل وعل لم يطلع على هذا ل الملئكة ‪ ،‬ول الرسإل ‪ ،‬ول أحدا ‪ ،‬بل‬ ‫اسإتأثار بعلمها سإبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فأخبرني عن أماراتها ‪ ،‬قال ‪ :‬أن تلد المة ربتها ‪[ 53 ] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬

‫‪96‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫] ‪ [ 53‬قال ‪ :‬أخبرني عن أماراتها ‪ :‬المارات جمسسع أمسسارة ‪ ،‬وهسسي العلمسسة ‪ ،‬أمسسا المسسارة‬ ‫بالكسر فهي الولية ‪.‬‬ ‫أخبرني عن أماراتها ‪ ،‬أي ‪ :‬العلمات التي تدل على قرب قيامها ‪ ،‬نعم الساعة لها أمسسارات‬ ‫‪ ،‬وقد بينها اللسسه سإسسبحانه وتعسسالى ‪ ،‬منهسسا أمسسارات صأسسغيرة ‪ ،‬ومنهسسا علمسسات كسسبيرة ‪ ،‬ومنهسسا‬ ‫متوسإطة ‪ ،‬ومنها علمات مقاربة للساعة تكون عند قياما الساعة ‪ ،‬تكون قريبا من قيامهسسا‬ ‫‪ ،‬أما العلمات الخرى فإنها متقدمة ‪ ،‬العلماء يقولون ‪ :‬علمات الساعة على ثالثاة أنسسواع ‪:‬‬ ‫هي علمات صأغيرة ومتقدمة ‪ ،‬وعلمات متوسإطة ‪ ،‬وعلمات كبيرة ‪.‬‬ ‫العلمات الصغيرة والعلمات المتوسإطة كلها حصسسلت أو حصسسل معظمهسسا ‪ ،‬أمسسا العلمسسات‬ ‫الكبار ظهور الدجال ‪ ،‬ونزول عيسى عليه السلما ‪ ،‬وخروج الدابة ‪ ،‬وخروج يأجوج ومأجوج‬ ‫‪ ،‬فهذه تكون عند قياما الساعة وتتتابع ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬أخبرني عن أمااراتها ‪ :‬ولما كانت أماراتها معلومسسة أجسسابه الرسإسسول صأسسلى اللسسه‬ ‫عليه وسإلم قال ‪" :‬‬ ‫وربتها سإيدتها ‪.‬‬

‫أن تلد المة ربتها " هذا من علمات الساعة ‪ ،‬المسسة هسسي المملوكسسة ‪،‬‬ ‫********‬

‫وأن ترى الحفاةا العراةا العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ‪[ 54 ] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 54‬قال الشراح ‪ :‬معناه والله أعلم أنه في آخر الزمان يكثر التسري ‪ ،‬يعني يكثر وطء‬ ‫الماء ‪ -‬أي ‪ :‬المملوكات ‪ -‬فيلدن بنات ‪ ،‬تكون بنتها حرة ‪ ،‬وتكون سإيدة لمها ومالكة لهسسا ‪،‬‬ ‫وقيل ‪ :‬معناه أنه يكثر العقوق ‪ ،‬فتكون البنت كأنها سإيدة لمها ‪.‬‬ ‫وأأن ترى الحفاة ‪ :‬هذه علمة ثاانية ‪.‬‬ ‫الحفاة ‪ :‬الذين ليس لهم نعال من الفقر والفاقة ‪.‬‬ ‫العراة ‪ :‬الذين ليس لهم لباس ‪.‬‬ ‫العالة ‪ :‬الفقراء ‪.‬‬ ‫رعاء الشاء ‪ :‬جمع رارع ‪ ،‬الذين يرعون الغناما ‪ ،‬هؤلء كانوا في الصأل فسسي السسبراري فسسي‬ ‫بيوت ينتقلون من محل إلسسى آخسسر ‪ ،‬وفسسي آخسسر الزمسسان يسسستوطنون فسسي المسسدن ‪ ،‬ويبنسسون‬ ‫القصور والعمارات الشاهقة ‪ ،‬هذا من علمات الساعة ‪ ،‬إذا تحولت البادية إلسسى حاضسسرة ‪،‬‬ ‫وصأاروا يتطاولون في المباني ‪ ،‬ويتباهون بها وينمقونها ‪ ،‬وهم ليس من عادتهم ‪ ،‬يتحولسسون‬ ‫إلى أغنياء ‪ ،‬إلى أصأحاب ثاروة وأصأحاب مظاهر ‪ ،‬هذه من علمات الساعة ‪.‬‬ ‫وكما تعلمون فإن الرسإول صألى الله عليه وسإلم ل ينطق عسسن الهسسوى ‪ ،‬كمسسا تعلمسسون الن‬ ‫كيف حسسال النسساس ‪ ،‬لقسسد تغيسسرت الحسسوال وتحسسول الفقسسراء إلسسى أغنيسساء أصأسسحاب ثاسسروات ‪،‬‬ ‫وتحضرت البادية وبنوا وتطاولوا في البنيان ‪ ،‬وهذا مصداق ما قاله رسإول الله صأسسلى اللسسه‬ ‫عليه وسإلم ‪.‬‬ ‫********‬ ‫قال ‪ :‬فمضى ‪ ،‬فلبثنا مليا ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا عمر أتدري من السائل ؟ قلت ‪ :‬ا ورسوله أعلم ‪ ،‬قال ‪ :‬هذا جبريل أتاكم‬ ‫يعلمكم أمر دأينكم ‪[ 55 ] .‬‬ ‫‪97‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 55‬قال ‪ :‬ثم خرج وألبثنا ماليا ‪ :‬يعني وقتا قصيرا ‪.‬‬ ‫فقال النبي صلى الله عليه وأسإلم ‪ :‬يا عمر أتدري مان السائل ؟ أو أتدرون مسسن‬ ‫السائل ؟ وفي رواية أن النبي صلى ا عليه وسلم قال ‪ :‬علي بالرجل ‪ ،‬فطلبوه فلم يقدروا عليه ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمار دينكم ‪ :‬هذا الذي دخل وسإأل هذه السإسسئلة هسسو‬ ‫جبريل عليه السلما ‪ ،‬وجاء في صأورة رجل كما وصأف لغرض تعليم الحاضرين أمور دينهم‬ ‫على طريق السؤال والجواب ‪.‬‬ ‫فدل هذا الحديث على ماسائل عظيمة ‪:‬‬ ‫الوألى ‪ :‬أن الدين ينقسم إلى ثالثاة مراتسسب ‪ :‬السإسسلما واليمسسان والحسسسان ‪ ،‬كسسل مرتبسسة‬ ‫أعلسسى مسسن السستي قبلهسسا ‪ ،‬وأن كسسل مرتبسسة لهسسا أركسسان ‪ :‬أركسسان السإسسلما ‪ ،‬وأركسسان اليمسسان‬ ‫والحسان ركن واحد ‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬فيه التعليم بطريق السؤال والجواب ‪ ،‬وهذه طريقة تعليمية ناجحة ؛ لنها أدعسسى‬ ‫للنتباه وتلقي العلم ‪ ،‬كونه يسأل ويتهيأ ذهنه يتطلب الجواب ‪ ،‬ثام يلقي عليه الجواب وهسسو‬ ‫يتطلع إليه ‪ ،‬يكون هذا أثابت ‪.‬‬ ‫الثالثة ‪ :‬في الحديث دليسسل علسسى أن مسسن سإسسأل عسسن علسسم وهسسو ل يسسدري أن يقسسول ‪ :‬اللسسه‬ ‫ورسإوله أعلم ‪ ،‬يكل العلم إلى عالمه ‪ ،‬فل يتكلم بالجواب وهو ل يعرفه ويتخسسرص ‪ ،‬هسسذا ل‬ ‫يجوز ‪ ،‬والرسإول صألى الله عليه وسإلم لما سإسسئل عسن السساعة قسال ‪ :‬مسا المسسئول عنهسا‬ ‫بأعلم من السائل ‪ ،‬ولما قال للصحابة ‪ :‬أتدرون من السائل ؟ وهم ل يعرفونه قالوا ‪ :‬اللسسه‬ ‫ورسإوله أعلم ‪.‬‬ ‫فدل ذلك على أن مسائل الشسسرع ومسسسائل السسدين ل يجسسوز التخسسرص فيهسسا ؛ لن هسسذا مسسن‬ ‫التكلف ‪ ،‬ولكن من كان عنده علم فإنه يجيب ‪ ،‬ومن ليس عنده علسسم يقسسول ‪ :‬اللسسه أعلسسم ‪،‬‬ ‫ومن قال ‪ :‬ل أدري فقد أجاب ‪.‬‬ ‫قد سإئل الماما مالك رحمه الله عن أربعيسسن مسسسألة فأجسساب عسسن سإسست منهسسا ‪ ،‬وقسسال فسسي‬ ‫الباقية ‪ :‬ل أدري ‪ ،‬فقال له السائل ‪ :‬أنا جئت من كذا وكسسذا ‪ ،‬وسإسسافرت وأتعبسست راحلسستي ‪،‬‬ ‫وتقول ‪ :‬ل أدري ‪ ،‬قال ‪ :‬اركب راحلتك ‪ ،‬واذهب إلى البلد الذي جئت منسسه ‪ ،‬وقسسل ‪ :‬سإسسألت‬ ‫مالكا فقال ‪ :‬ل أدري ‪ ،‬هذا ليس عيبسسا أن النسسسان إذا كسسان ل يعسسرف الجسسواب فسسي المسسور‬ ‫الشرعية أنه يقول ‪ :‬ل أدري ولو كان عالما ‪ ،‬الرسإسسول صأسسلى اللسسه عليسسه وسإسسلم قسسال ‪ :‬مسسا‬ ‫المسئول عنها بأعلم من السائل ‪.‬‬ ‫وكان صألى الله عليه وسإلم إذا سإئل في بعض السإئلة ولم يكن عنده وحسسي مسسن اللسسه عسسز‬ ‫وجل ‪ ،‬انتظر حتى ينزل الوحي من الله عز وجل ‪ ،‬ألسسستم تقسسرءون ‪ :‬يسسسألونك عسسن كسسذا ‪،‬‬ ‫يسألونك عن كذا ‪ ،‬قل كذا ؟‬ ‫سأ بيلون ب ب‬ ‫سأ بيلون ب ب‬ ‫سرح قي م‬ ‫ن‬ ‫ن ال م ب‬ ‫مي م ح‬ ‫م ك بحبيةر ] البقرة ‪ ، [ 219 :‬ي ب م‬ ‫يب م‬ ‫ما إ حثا م ة‬ ‫ل حفيهح ب‬ ‫مرح بوال م ب‬ ‫خ م‬ ‫ك عب ح‬ ‫ك عب ح‬ ‫امل به حل صةح قي م‬ ‫ج ] البقرة ‪. [ 189 :‬‬ ‫ح ق‬ ‫س بوال م ب‬ ‫واحقي ي‬ ‫ي ب‬ ‫م ب‬ ‫ل هح ب‬ ‫ت حللصنا ح‬ ‫فالرسإول صألى الله عليه وسإلم كان إذا سإئل ولم يكن عنده جواب ينتظر حتى ينزل عليسسه‬ ‫الوحي من الله ‪ ،‬وكذلك غيره من باب أولى ينتظر حتى يسأل غيره ‪ ،‬أو غيسسره يبحسسث عسسن‬ ‫المسألة في كتب أهل العلم ليتحصسسل علسسى جسسواب‪ ،‬أمسسا أن يسسستعجل فهسسذا فيسسه خطسسورة‬ ‫عظيمة ‪ ،‬وفيه سإوء أدب مع الله عز وجل ؛ لن الذي يجيب يجيب عن شرع اللسسه ‪ ،‬يقسسول ‪:‬‬ ‫الله أحل كذا أو حرما كذا أو شرع كذا ‪ ،‬فالمر فيه خطورة جدا ‪.‬‬ ‫المسألة الرابعة ‪ :‬في الحديث دليسسل علسسى آداب المتعلسسم ‪ ،‬جبريسسل وهسسو سإسسيد الملئكسسة‬ ‫يجلس بين يدي الرسإول صألى الله عليه وسإلم وهو يسند ركبتيه إلى ركبتي الرسإول صألى‬ ‫‪98‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫الله عليه وسإلم ‪ ،‬ويضع يديه على فخذيه ‪ ،‬يسأل بأدب ‪ ،‬هذا من أجل أن يعلم الناس كيف‬ ‫يتأدبون مع العلماء ‪.‬‬ ‫هذا بعض ما يدل عليه الحديث وفيه ‪:‬‬ ‫ماسألة خاماسة ‪ :‬وهي بيان بعض علمات الساعة ‪ ،‬ذكر علمتين ‪ :‬أن تلسسد المسسة ربتهسسا ‪،‬‬ ‫وبعض العلماء يقول ‪ :‬معنى أن تلد المة ربتها أنه يكثر العقوق في آخر الزمان حتى تصبح‬ ‫البنت كأنها سإيدة على والدتها ‪ ،‬تأمرها وتنهاها وتغلظ عليها ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫الصأل الثالث ‪ :‬معرفة نبينا محمد صألى ا عليه وسلم‬ ‫اسمه ونسبه ونشأته‬ ‫الصأل الثالث ‪ :‬معرفة نبيكم محمد صلى ا عليه وسلم ‪[ 56 ] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 56‬قوله ‪ :‬الصأل الثالث ‪ :‬أي من الصول الثلثاة ؛ لن الشيخ رحمه ا ذكر في أول الرسالة أنه يجب علسسى‬ ‫كل مسلم ومسلمة معرفة هذه الصول الثلثاة ‪ ،‬وهي معرفة ا ‪ ،‬ومعرفة دأين السلما ‪ ،‬ومعرفة نبيه محمد صسسلى‬ ‫ا عليه وسلم بالدألة ‪.‬‬ ‫أما الصأل الول والثاني ‪ :‬فقد تقدما شرحهما وبيان أدألتهما ‪.‬‬ ‫الصأل الثالث ‪ :‬وهو معرفة النبي صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬لما كان النبي صلى ا عليه وسلم واسسسطة بيسسن اسس وبيسسن‬ ‫خلقه في تبليغ دأينه ورسالته وجب معرفته عليه الصسسلةا والسسسلما ‪ ،‬وإل كيسسف تتبسسع شخصسسا ل تعرفسسه ؟ فل بسسد أن‬ ‫تعرفه من حيث السم ‪ ،‬ومن حيث البلد الذي ولد ونشأ فيه ‪ ،‬والبلسسد السسذي هسساجر إليسسه ‪ ،‬وتعسسرف مسسدةا عمسسره عليسسه‬ ‫الصلةا والسلما ‪.‬‬ ‫وأقساما عمره عليه الصلةا والسلما ‪ ،‬وأقساما المدةا التي أقامها في هذه السسدنيا ‪ ،‬تعرفهسسا أيضسسا قبسسل النبسسوةا وبعسسدها ‪،‬‬ ‫وقبل الهجرةا وبعد الهجرةا ‪ ،‬تعرف كيف ابتدئ بالوحي عليه الصسلةا والسسلما ‪ ،‬ومسستى ابتسسدئ بسالوحي ‪ ،‬ومسا هسسي‬ ‫الية التي تدل على نبوته ‪ ،‬والية التي تدل رسالته ‪ ،‬تأتي باليات التي تدل على نبوته ‪ ،‬واليسسات السستي تسسدل علسسى‬ ‫إرساله ‪ ،‬فل بد أن تعرف هذا ‪ ،‬تعرف نسبه من أي قبيلة ؛ لن العرب قبائسل ‪ ،‬وهسو عربسي بل شسك ‪ ،‬فل بسد م ن‬ ‫معرفة هذه الشياء عن الرسول صلى ا عليه وسلم بأن تدرس اليات والحادأيث المتعلقة بهذه المسائل ‪ ،‬وتنظسسر‬ ‫‪99‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫في سيرةا الرسول صلى ا عليه وسلم ودأعوته ؛ لجل أن تعرف هذه المور عن نبيك الذي أنت مأمور باتبسساعه ‪،‬‬ ‫والقتداء به ‪.‬‬ ‫********‬ ‫وهو محمد بن عبد ا بن عبد المطلب بن هاشم من قريش ‪ ،‬وقريش من العرب ‪ ،‬والعرب من ذرية إسماعيل بن‬ ‫إبراهيم الخليل ‪ ،‬عليه وعلى نبينا أفضل الصلةا والسلما ‪[ 57 ] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 57‬هذا اسإمه ونسبه ‪ ،‬اسإمه محمد عليه الصلة والسلما ‪ ،‬وله أسإسسماء غيسسر محمسسد ‪،‬‬ ‫سإسسو ي‬ ‫ل‬ ‫م ب‬ ‫مسسد ة بر ي‬ ‫ح ص‬ ‫ي‬

‫لكن أشهر أسإمائه محمد قد ذكر الله ذلك في القرآن فسسي عسسدة آيسسات ‪:‬‬ ‫سإس ي‬ ‫سإو ة‬ ‫ل ] آل‬ ‫ل قبد م ب‬ ‫ت ح‬ ‫م ب‬ ‫ن قبب مل حسسهح البر ي‬ ‫مد ة إ حصل بر ي‬ ‫خل ب م‬ ‫ح ص‬ ‫ما ي‬ ‫الل صهح ] الفتح ‪ ، [ 29 :‬وقوله ‪ :‬وب ب‬ ‫م م‬ ‫ب ب‬ ‫ما ب‬ ‫م ] الحسسزاب ‪، [ 40 :‬‬ ‫عمران‪ ، [ 144 :‬وقوله ‪:‬‬ ‫حد ر ح‬ ‫ن رح ب‬ ‫مد ة أببا أ ب‬ ‫م ب‬ ‫كا ب‬ ‫جسسال حك ي م‬ ‫ح ص‬ ‫ن ي‬ ‫ب‬ ‫مس م‬ ‫ما ن يقز ب‬ ‫م‬ ‫وقوله ‪:‬‬ ‫حق ب ح‬ ‫حا ح‬ ‫مينوا وبع ب ح‬ ‫بوال ص ح‬ ‫مد ر وبهيوب ال م ب‬ ‫م ب‬ ‫صال ح ب‬ ‫ن برب قهحسس م‬ ‫ح ص‬ ‫ل ع ببلى ي‬ ‫مينوا ب ح ب‬ ‫ت بوآ ب‬ ‫نآ ب‬ ‫ميلوا ال ص‬ ‫م م‬ ‫ذي ب‬ ‫] محمد ‪ ، [ 2 :‬فذكر الله اسإمه محمدا في عدة آيات ‪.‬‬ ‫ومن أسإمائه أحمد ‪ ،‬قد ذكره الله في قوله في بشارة المسيح عليسه الس لما ‪ :‬وبإ حذ م بقسا ب‬ ‫ل‬ ‫سإو ي‬ ‫سإبراحئي ب‬ ‫ح‬ ‫ن الت صسسومبراةح‬ ‫ن ي بسسد بيص ح‬ ‫ل إ حقني بر ي‬ ‫م بياب بحني إ ح م‬ ‫عي ب‬ ‫صد قةقا ل ح ب‬ ‫م ي‬ ‫ل الل صهح إ حل بي مك ي م‬ ‫ممري ب ب‬ ‫ن ب‬ ‫م ب‬ ‫مسس ب‬ ‫مسسا ب بي مسس ب‬ ‫سى اب م ي‬ ‫م‬ ‫شرا برسإول يأحتي من بعدي اسإم ب‬ ‫مد ي ]الصف ‪ ، [ 6 :‬فهو محمد وأحمد ‪ ،‬ومعنى‬ ‫ح م بم ح‬ ‫هأ م‬ ‫مب ب ق ة ح ب ي ر ب‬ ‫ح ب‬ ‫م ي ي‬ ‫وب ي‬ ‫ذلك أنه كثير المحامد عليسسه الصسسلة والسسسلما ‪ ،‬وكسسثير الصسسفات السستي يحمسسد عليهسسا ‪ ،‬ومسسن‬ ‫أسإمائه نبي الرحمة‪ ،‬ونبي الملحمة ‪-‬يعني الجهاد في سإسسبيل اللسسه‪ ، -‬والحاشسسر ‪ ،‬والعسساقب‬ ‫عليه الصلة السلما الذي يحشر الناس بعد بعثته ؛ لنه آخر الرسإل صألى الله عليه وسإلم ‪،‬‬ ‫فليسسس بعسسده إل قيسساما السسساعة ‪ ،‬فبعسسد رسإسسالته تقسسوما السسساعة ‪ ،‬ويحشسسر النسساس للجسسزاء‬ ‫والحساب ‪ ،‬ومن أراد أن يلم بهذه المور فليرجسسع إلسسى كتسساب " جلء الفهسساما فسسي الصسسلة‬ ‫والسلما على خير الناما " للماما ابن القيم رحمه الله ‪.‬‬ ‫وأما نسبه فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بسسن قصسسي بسسن‬ ‫كلب ‪.‬‬ ‫هو من قبيلة قريش التي هي أشرف القبائل ‪ ،‬وقريش من ذريسسة إسإسسماعيل عليسسه الصسسلة‬ ‫والسلما ‪ ،‬والعرب على قسمين في المشهور ‪:‬‬ ‫العرب العاربة ‪ ،‬وهم القحطانية والعرب المستعربة ‪ ،‬وهم العدنانيسسة مسسن ذريسسة إسإسسماعيل‬ ‫عليه السلما بن إبراهيم الخليل عليه السلما ‪ ،‬سإموا بالمستعربة لنهم تعلموا العربية مسسن‬ ‫العرب العاربة لما جاءت جرهم ‪ ،‬ونزلوا في مكة عند هاجر أما إسإماعيل وابنهسسا إسإسسماعيل‬ ‫وهو صأغير لما وجدوا ماء زمزما نزلوا ‪ ،‬واصأطلحوا مع هاجر أن ينزلوا عنسسدها ‪ ،‬وأن تسسسمح‬ ‫لهم أن يستقوا من الماء ‪ ،‬فإسإماعيل عليه السلما كان رضيعا فسسي ذلسسك السسوقت ‪ ،‬ثاسسم إنسسه‬ ‫تربى ونشأ وأخذ العربية عن جرهم وهي من العرب العاربة ‪ ،‬وتسسزوج مسن جرهسسم ‪ ،‬وجساءه‬ ‫ذرية تعلموا العربية ونشئوا مع العرب ‪ ،‬فصاروا عربا مستعربة وهي العدنانية ‪ ،‬أما العاربة‬ ‫فهم القحطانية أصألها من اليمن ‪.‬‬ ‫وبعض العلماء يقول ‪ :‬العرب العاربة على قسمين ‪ :‬عرب بائسسدة ‪ ،‬وعسسرب باقيسسة ‪ ،‬العسسرب‬ ‫البائدة هم الذين هلكوا ‪ ،‬وهم قوما نوح وعاد وثامود وشعيب‪ ،‬أما العرب الباقية فهم السسذين‬ ‫ينقسمون إلى عرب عاربة ‪ ،‬وعرب مستعربة وهي العرب الباقية ‪ ،‬والنبي من بني هاشسسم‬ ‫‪100‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫‪ ،‬وهاشم من ذرية إسإماعيل عليه الصلة والسلما ‪ ،‬واسإمه محمسسد بسسن عبسسد اللسسه بسسن عبسسد‬ ‫المطلب ‪ ،‬وعبد المطلب ليس هذا اسإمه ‪ ،‬اسإمه شسيبة ‪ ،‬ولكسن سإسمي عبسسد المطلسب لن‬ ‫عمه المطلب بن عبد مناف جاء به من المدينة وهو صأغير مسن أخسواله بنسي النجسار ‪ ،‬فلمسا‬ ‫رآه الناس أسإود من السفر ظنوا أنه عبد مملسسوك للمطلسسب ‪ ،‬فقسسالوا ‪ :‬عبسسد المطلسسب بسسن‬ ‫هاشم بن عبد مناف ‪ ،‬وعبد مناف له أربعسسة أولد ‪ :‬هاشسسم جسسد الرسإسسول صأسسلى اللسسه عليسسه‬ ‫وسإلم ‪ ،‬والمطلب ‪ ،‬وعبد شمس ‪ ،‬ونوفل ‪.‬‬ ‫بنو هاشم يقال لهم ‪ :‬الهاشميون ‪ ،‬وبنو المطلب يقال لهم ‪ :‬المطلبيون ‪ ،‬وأما عبد شمس‬ ‫فمنهم عثمان رضي الله عنه ومنهم بنو أمية ‪ ،‬هؤلء من بني عبد شمس ‪.‬‬ ‫ونوفل كذلك له ذرية منهم ‪ :‬جبير بن مطعسسم وحكيسسم بسسن حسسزاما ‪ ،‬وإبراهيسسم عليسسه الصسسلة‬ ‫والسلما له إسإسسماعيل وهسو الكسسبر ‪ ،‬وهسو جسد العسسرب العدنانيسة ‪ ،‬وإسإسسحاق وهسسو جسسد بنسي‬ ‫إسإرائيل ‪ ،‬وجميع النبياء كلهم من ذرية إسإحاق إل نبينا عليه الصلة والسلما فهو من ذرية‬ ‫إسإماعيل خاتم النبيين ‪.‬‬ ‫أما مولده فقد ولد صألى الله عليه وسإلم عاما الفيل ‪ ،‬وهو العاما الذي جاء فيه أبرهة ملسسك‬ ‫اليمن ‪ ،‬انتدبه ملك الحبشة ليهدما الكعبة ومعه فيه فيسسل عظيسسم ‪ ،‬فلمسسا وصأسسل إلسسى مكسسان‬ ‫يقال له ‪ :‬المغمس ‪ ،‬ولم يبق إل أن يدخل مكة ويهدما الكعبة ‪ ،‬وتفرق أهسسل مكسسة وصأسسعدوا‬ ‫الجبال ؛ لنهم ل طاقة لهم به ‪ ،‬فأراد أن يتوجه إلى الكعبة ‪ ،‬فانحبس الفيل وأبى أن يقسسوما‬ ‫من الرض ‪ ،‬حبسه الله ‪ ،‬فإذا وجهه إلى غير جهة مكة قاما وهسرول ‪ ،‬وإذا وجهسه إلسى جهسة‬ ‫مكة انحبس ولم يستطع المشي ‪ ،‬وبينما هم كذلك رأوا فرقان طير من قبسسل البحسسر معهسسا‬ ‫حجارة ‪ ،‬كل طائر معه حجران ‪ :‬حجر ف ي منقساره وحجسر ف ي رجليسه ‪ ،‬فرمتهسم فصسارت‬ ‫الحصاة تضرب هامة الرجل ‪ ،‬فتخرج من دبره وتشقه نصفين ‪ ،‬فأهلكهم اللسسه عسسز وجسسل ‪،‬‬ ‫ل رب ب ب‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫م ت ببر ك بي م ب‬ ‫ب ال م ح‬ ‫صأسس ب‬ ‫ف فبعب ب ب ب‬ ‫فأنزل الله في ذلك يذكر قريشا سإورة الفيل ‪ :‬أل ب م‬ ‫حا ح‬ ‫ك ب حأ م‬ ‫فيسس ح‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫م ط بي مةرا أ ببباحبي ب‬ ‫سإ ب‬ ‫جع ب م‬ ‫ل من‬ ‫م بح ح‬ ‫ن ح‬ ‫جابرةر ح‬ ‫ل ت بمر ح‬ ‫سإ ق‬ ‫ح ب‬ ‫م حفي ت ب م‬ ‫م يب م‬ ‫ل وبأمر ب‬ ‫ميهح م‬ ‫ل ع بل بي مهح م‬ ‫ل ك بي مد بهي م‬ ‫أل ب م‬ ‫جي ر‬ ‫م م‬ ‫ضحلي ر‬ ‫مأ م ي‬ ‫ل ] الفيل [ ‪ ،‬أصأبحوا مثسسل التبسسن السسذي أكلتسسه‬ ‫ص ر‬ ‫جهنم والعياذ بالله فب ب‬ ‫ف ب‬ ‫جعبل بهي م‬ ‫م ك بعب م‬ ‫كو ر‬ ‫الدواب وراثاته ‪.‬‬ ‫هذه قصة الفيل ‪ ،‬حمى الله بيته الحراما ‪ ،‬وأهلك هذا الجبار ‪ ،‬وفسي هسسذا العسساما ولسسد محمسسد‬ ‫صألى الله عليه وسإلم ‪ ،‬وظهر مع ولدته آيات ‪ ،‬حيسسث ظهسسر معسسه نسسور أشسسرقت لسسه قصسسور‬ ‫الشاما ‪ ،‬وفي ليلة ولدته ارتجت الصأناما ‪ ،‬وارتج إيوان كسرى وسإقطت منه شسسرفات فسسي‬ ‫ليلة ولدة النبي صألى الله عليه وسإلم ‪ ،‬هذه إرهاصأات لبعثة النبي صألى الله عليه وسإلم ‪،‬‬ ‫والجن والشياطين حصل عندهم ضجة في الليلة العظيمة ‪.‬‬ ‫ولد في مكان يقال له ‪ :‬شعب على مقربة من الكعبة ‪ ،‬ولد في مكة ‪ ،‬لكن ل يوجسسد تحديسسد‬ ‫ثاابت لموضع الدار ‪.‬‬ ‫********‬ ‫وله من العمر ثالثا وستون سنة ‪ ،‬أربعون قبل النبوةا ‪ ،‬وثالثا وعشرون نبيا رسول ‪ ،‬نبئ بس ) ادقنردأ ( ‪[58] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 58‬فهو ولد في مكة صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬واسترضع في بني سعد عند حليمة السعدية ‪ ،‬ومات عبد ا أبوه‬ ‫وهو في بطن أمه ‪ ،‬ثام ماتت أمه بعد ولته بقليل ‪ ،‬فحضنته أما أيمن الحبشية التي ورثاها عن أبيه ‪ ،‬وصار في كفالة‬ ‫جده عبد المطلب ‪ ،‬ثام مات عبد المطلب وانتقلت كفالته إلى عمه أبي طالب ‪ ،‬وعاش صلى ا عليه وسلم أربعين‬ ‫سنة قبل النبوةا معروفا بالمانة والصدق والكرما ‪ ،‬وتجنب عبادأةا الصناما ‪ ،‬وتجنب شرب الخمر ‪ ،‬ما كان يعمل ما‬ ‫‪101‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫يعمله أهل الجاهلية ‪ ،‬بل كان عليه الصلةا والسلما يخرج إلى غار حراء ويتعبد فيه الياما ذات العددأ ‪ ،‬يعبد ا‬ ‫على ملة إبراهيم على التوحيد ‪ ،‬ثام لما بلغ الربعين من عمره عليه الصلةا والسلما نزل عليه الوحي ‪ ،‬بأن جاءه‬ ‫جبريل وهو في غار حراء وقال له ‪ :‬اقرأ ‪ ،‬قال ‪ :‬ما أنا بقارئ ‪ -‬أي ‪ :‬ل أحسن القراءةا ‪ ، -‬فضمه ضمة شديدةا ‪ ،‬ثام‬ ‫أرسله وقال ‪ :‬اقرأ ‪ ،‬قال ‪ :‬ما أنا بقارئ ‪ ،‬ثام ضمه مرةا ثاانية ‪ ،‬ثام أرسله وقال له ‪ :‬اقرأ ‪ ،‬قال ‪ :‬ما أنا بقارئ ‪ ،‬فقال‬ ‫ق ] العلق ‪ 1‬س ‪. [ 2‬‬ ‫ق نخلن ن‬ ‫ك البَبذي نخلن ن‬ ‫له ‪ :‬ادقنردأ ببادسبم نربل ن‬ ‫ق ا د بلدننسانن بمدن نعلن ة‬ ‫هذه هي نبوته صألى الله عليه وسإلم ‪ ،‬نبأه الله باقرأ ‪ :‬أي جعله نبيا بسسذلك ‪ ،‬ثاسسم ذهسسب إلسسى‬ ‫بيته يرتجف من الخوف ؛ لنه لقي شيئا ما كان يعرفه من قبل ‪ ،‬أمرا هسسائل ‪ ،‬فوجسسد زوجسسه‬ ‫خديجة رضي الله عنها فغطته وهدأته ‪ ،‬وقالت له ‪ :‬كل واللسسه ل يخزيسسك اللسسه ‪ ،‬إنسسك لتصسسل‬ ‫الرحم ‪ ،‬وتقري الضيف ‪ ،‬وتحمل الكل ‪ ،‬وتعين على نوائب الدهر ‪ ،‬فوطأته وذهبت به إلسسى‬ ‫عمها ورقة بن نوفل ‪ ،‬وكان قد تحنث وقرأ في الكتب السابقة تعبدا للسسه عسسز وجسسل ‪ ،‬فلمسسا‬ ‫أخبره بما رأى قال ‪ :‬هذا هو الناموس الذي كان ينزل على موسإى ‪ ،‬يعنسسي ‪ :‬جبريسسل عليسسه‬ ‫الصلة والسلما ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫‪102‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫نزول الوحي عليه‬ ‫وأرسل بس " المدثار " ‪ ،‬وبلده مكة ‪ ،‬وهاجر إلى المدينسسة ‪ ،‬بعثسسه اسس بالنسسذارةا عسسن الشسسرك ‪ ،‬ويسسدعو إلسسى التوحيسسد ‪،‬‬ ‫ك فنطنهلدر نوالرِردجنز نفادهسجدر نونل تندمنسدن تندستندكثبسر‬ ‫ك فننكبلدر نوثابنيابن ن‬ ‫والدليل قوله تعالى ‪ :‬نيا أنرِينها ادلسمبَدثالسر قسدم فنأ ندنبذدر نونرببَ ن‬ ‫ك نفا د‬ ‫صببدر ] المدثار ‪[59] . [ 7-1 :‬‬ ‫نولبنربل ن‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 59‬ثام نزل عليه قوله تعالى ‪ :‬نيا أنرِينها ادلسمبَدثالسر قسدم فنأ ندنبذدر هذا هو الرسال وهذا معنى قول الشيخ ‪ :‬نبأه باقرأ‬ ‫وأرسله بالمدثار ‪.‬‬ ‫والفرق بين النبي والرسول أن النبي هو من أوحي إليه بشرع ولم يسسؤمر بتبليغسسه ‪ ،‬والرسسسول هسسو مسسن أوحسسي إليسسه‬ ‫بشرع وأمر بتبليغه ‪ ،‬وتوضيح ذلك أن الرسول تنزل عليه شريعة وكتاب فهو نبئ باقرأ وأرسل بالمدثار على رأس‬ ‫الربعين ‪ ،‬وكذلك النبياء ‪ ،‬والنبي يبعث بشرع من قبله ‪ ،‬وكتاب من قبلسسه ‪ ،‬ويسوفى إليسسه ببعسسض المسسسائل كأنبيسساء‬ ‫بني إسرائيل من بعد موسى ‪ ،‬والمدثار معناه الملتحف لنه صلى ا عليه وسلم أصسسابه شسسيء مسسن الفسسزع ‪ ،‬فقسسال ‪:‬‬ ‫ك فننكلبسدر أي ‪ :‬عظم ه‬ ‫دأثاروني دأثاروني ‪ -‬أي ‪ :‬غطوني ‪ -‬فأنزل ا عليه ‪ :‬نيا أنرِينها ادلسمسبَدثالسر سقسدم فنأ ندنسبذدر نونربَبس ن‬ ‫ك نخديمر‬ ‫ك فنطنهلدر أي ‪ :‬طهر أعمالك من الشرك ‪ ،‬فالعمال تسمى الثياب ‪ ،‬قال ا تعالى ‪ :‬نولبنبا س‬ ‫س التبَدقنوى نذلب ن‬ ‫نوثابنيابن ن‬ ‫] سورةا العراف ‪ ، [ 26 :‬سمى التقوى لباسا ‪.‬‬ ‫والرجز ‪ :‬الرجز معناه الصناما ‪.‬‬ ‫فاهجر ‪ :‬أي ‪ :‬اتركها وابتعد عنها ‪.‬‬ ‫فبعثه ا على رأس الربعين ‪ ،‬وبقي في مكة ثالثا عشرةا سنة يدعو الناس إلسسى التوحيسسد وتسسرك عبسسادأةا الصسسناما ‪،‬‬ ‫وحصلت مداولت بينه وبين المشركين ‪ ،‬حصل عليه أذى وعلى مسسن آمسسن بسسه واتبعسسه ‪ ،‬وحصسسلت مضسسايقات مسسن‬ ‫المشركين في خلل ثالثا عشرةا سنة ‪ ،‬وقبل الهجرةا بثلثا سنوات أسسسري بسسه إلسسى بيسست المقسسدس وعسسرج بسسه إلسسى‬ ‫السماء ‪ ،‬وفرضت عليه الصلوات الخمس فصلى بمكة ثالثا سنين ‪ ،‬ثام تآمرت قريش على قتله وعلسسى الفتسسك بسسه ‪،‬‬ ‫فأذن ا له بالهجرةا إلى المدينة فهاجر إلى المدينة ‪ ،‬بعدما التقسسى بالنصسسار فسسي بيعسسة العقبسسة الولسسى وبيعسسة العقبسسة‬ ‫الثانية ‪.‬‬ ‫هاجر إلى المدينة وأقاما بها عشر سنوات ‪ ،‬فالمجموع ثالثا وعشرون سنة ‪ ،‬بعد النبوةا عاش صلى ا عليسسه وسسسلم‬ ‫ثالثاا وعشرين سنة ‪ ،‬ثالثا عشرةا في مكة يؤسس دأعوةا التوحيد ‪ ،‬وعشر سنوات في المدينسسة ‪ ،‬ثاسسم توفسساه اسس علسسى‬ ‫رأس الثالثة والستين من عمره عليه الصلةا والسلما ‪ ،‬فمدةا عمره في الرسالة ثالثاة وعشرون سنة ‪ ،‬وهسسذه البركسسة‬ ‫التي أنزلها ا عز وجل عليسسه وهسسذا العلسسم الغزيسسر ‪ ،‬وهسسذا الجهسسادأ ‪ ،‬وهسسذا التمكيسسن فسسي هسسذه المسسدةا السوجيزةا ثالثا‬ ‫وعشرين سنة ‪ ،‬هذا من آيات ا سبحانه وتعالى ‪ ،‬ومن بركات هذا النبي صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬وبركات دأعسسوته ‪،‬‬ ‫وبركات الوحي الذي أنزل إليه ‪ ،‬وقبل هذا كله بإعانة ا عز وجسل ‪ ،‬وهسو السسذي أعسسانه ‪ ،‬وهسو السذي حمساه وأيسده‬ ‫ونصره حتى بلغت دأعوته المشارق والمغارب ‪ ،‬والحمد ل رب العالمين ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬بعثه ا بالنذارة عن الشركَ ويدعو إلى التوحيد ‪ :‬هذه دأعوته صلى ا عليسسه وسسسلم ‪ :‬النسسذارةا عسن الشسسرك‬ ‫والدعوةا إلى التوحيد ‪ ،‬وهذا الذي يجب أن يسير عليه الدعاةا في دأعوتهم ‪ ،‬أن يركزوا علسسى النسسذار عسسن الشسسرك ‪،‬‬ ‫والدعوةا إلى التوحيد قبل كل شيء ‪ ،‬وإل لم تكن دأعوتهم على منهج الرسول صلى ا عليه وسلم ‪.‬‬ ‫الرسول صلى ا عليه وسلم بعثه ا بالنذارةا عن الشرك والدعوةا إلى التوحيد ‪ ،‬فل بد من تأصيل هذا الشيء أول‬ ‫‪ ،‬ثام بعد ذلك يتجه إلى بقية المور ؛ لنها ل تصلح المور إل بوجودأ التوحيد ‪ ،‬لو أن الناس تركسسوا الزنسسا والخمسسر‬ ‫والسرقة واتصفوا بكل فضيلة من العمال والخلق ‪ ،‬لكنهسسم لسسم يسستركوا الشسسرك ‪ ،‬فل فائسدةا مسن هسسذه المسسور ول‬ ‫تنفعهم ‪ ،‬بينما لو سلم النسان من الشرك وعنده كبائر دأون الشسسرك فهسسو مرجسسو أن يغفسسر اسس لسسه ‪ ،‬أو يعسسذب بقسسدر‬ ‫ذنوبه ‪ ،‬ولكن مآله إلى الجنة لنه موحد ‪.‬‬ ‫فالتوحيد هو الصل والساس ‪ ،‬ول نجاةا إل بوجودأ التوحيد أول ‪ ،‬ولذلك يجب السستركيز عليسسه ‪ ،‬والعنايسسة بسسه دأائمسسا‬ ‫وأبدا ‪ ،‬ودأعوةا الناس إليه وتعليم الناس إياه ‪ ،‬وأن يبين لهم التوحيد ما معنى التوحيد ‪ ،‬وما معنى الشرك ‪ ،‬ل بسسد أن‬ ‫‪103‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫يعرف المسلم هذا المر ويتحقق منه ‪ ،‬ويتفقد نفسه حتى ل يقع في شيء من الشرك أو يخل بالتوحيسسد ‪ ،‬فل بسسد مسسن‬ ‫هذا المر ‪ ،‬ول بد أن تقوما الدعوةا على هذا الساس ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫‪104‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫مدة الدعوة في مكة‬ ‫أخذ على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد ‪[ 60 ] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 60‬قوله ‪ :‬أخذ على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد ‪ :‬أي ‪ :‬أخذ على دأعوةا الناس إلى التوحيد والنذار عن‬ ‫الشرك عشر سنين في مكة ‪ ،‬وهو يدعو إلى التوحيد وينهى عن الشرك ؛ لنهم كانوا يعبسسدون الصسسناما ‪ ،‬والحكمسسة‬ ‫ك‬ ‫ك سمدهلبسس ن‬ ‫نونما نكسسانن نررِبسس ن‬

‫أن ا بعثه في مكة لن مكة هي أما القرى التي ترجع إليها القرى ‪ ،‬وا جل وعل يقول ‪:‬‬ ‫ادلقسنرى نحبَتى يندبنع ن‬ ‫ث بفي أسلمنها نرسسوئل ] سورةا القصص ‪ ، [ 59 :‬والما هي المرجع الذي يرجع إليسسه ‪ ،‬الصسسل السسذي‬ ‫ب ]سورةا آل عمران ‪ ، [ 7 :‬أي ‪ :‬الصسسل السسذي تسسردأ إليسسه‬ ‫يرجع إليه ‪ ،‬هذا هو الما ‪ ،‬قوله تعالى ‪ :‬هسبَن أسرِما ادلبكنتا ب‬ ‫اليات المتشابهات ‪.‬‬ ‫كذلك مكة شرفها ا ‪ ،‬هي الصل الذي يرجع إليسه أهسل الرض ‪ ،‬والمسسلمون فسسي أقطسسار الرض يرجعسون إلسسى‬ ‫مكة‪ ،‬فهي أما القرى بمعنى هي المرجع ‪ ،‬ولذلك بعث ا نبيه صلى ا عليه وسلم من مكة لنها أما القرى ‪ ،‬ومكسث‬ ‫فيها ثالثا عشرةا سنة ‪ ،‬ينهى أهل مكة عن الشرك ويأمرهم بالتوحيسسد ؛ لن أهسسل مكسسة هسسم القسسدوةا لغيرهسسم ‪ ،‬ولهسسذا‬ ‫يجب أن تبقى مكة إلى قياما الساعة دأارا للتوحيد ومنارا للدعوةا إلى ا ‪ ،‬وأن يبعد عنها كل ما يخسسالف ذلسسك ‪ ،‬يبعسسد‬ ‫عنها الشرك والبدع والخرافات ؛ لن الناس ينظرون إليها دأائما وأبدا ‪ ،‬ما يفعل فيها ينتشر في العالم ‪ ،‬فإن كان مسسا‬ ‫يفعل فيها خيرا انتشر الخير ‪ ،‬وإن كان على عكس ذلك انتشر الشر ‪.‬‬ ‫فيجب أن تطهر مكة دأائما وأبدا ‪ ،‬ولهذا يقول جل وعل ‪ :‬نونعبهددننا إبنلى إبدبنرابهينم نوإبدسنمابعينل أندن طنهلنرا بنديتبني بلل بَ‬ ‫طائببفينن‬ ‫نوادلنعابكبفينن نوالرِربَكبع الرِسسجوبدأ ] البقرةا ‪ ، [ 125 :‬فيجب أن تطهر مكة من كل ما يخالف السلما حسستى يصسسدر منهسسا‬ ‫الدين والدعوةا إلى مشارق الرض ومغاربها ؛ لن ا بعث نبيه فيها ‪ ،‬وبدأ دأعسسوته فيهسسا عليسسه الصسسلةا والسسسلما ‪،‬‬ ‫مكث النبي صلى ا عليه وسلم في مكة ثالثا عشرةا سنة ‪ ،‬منها عشر يدعو إلى التوحيد وينهى عن الشسسرك ‪ ،‬ولسسم‬ ‫يؤمر بشيء غير ذلك ‪ ،‬لم يؤمر بصلةا ول زكاةا ول صياما ول حج ‪ ،‬بل كانت دأعوته مقتصرةا علسسى التحسسذير مسسن‬ ‫الشرك والمر بالتوحيد ‪ ،‬يقول لهم ‪ :‬قولوا ل إله إل ا تفلحوا ‪ ،‬وهم يقولون ‪ :‬أننجنعنل ادللبهنةن إبلنهئسسا نوابحسسئدا إببَن هنسسنذا‬ ‫ب ]ص‪.[5:‬‬ ‫لننشديمء سعنجا م‬

‫*‬

‫*‬

‫‪105‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫السراء والمعراج‬ ‫وبعد العشر عرج به إلى السماء ‪ ،‬وفرضت عليه الصلوات الخمس ‪ ،‬وصلى في مكة ثالثا سنين ‪[ 61 ] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 61‬قوله رحمه ا ‪ :‬وبعد العشر عرج به إلى السماء ‪ :‬بقي صلى ا عليه وسلم عشر سسسنين علسسى هسسذا ينهسسى‬ ‫عن الشرك ويدعو إلى التوحيد ‪ ،‬يؤسس هذا الساس ‪ ،‬ثام في السنة الحادأية عشرةا أسسسري بسسه مسسن المسسسجد الحسسراما‬ ‫صسسى‬ ‫إلى المسجد القصى ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫سسدبنحانن البَبذي أندسنرى ببنعدببدبه لنديئل بمنن ادلنمدسسسبجبد ادلنحسسنرابما إبلنسسى ادلنمدسسسبجبد ادلندق ن‬ ‫]السراء ‪، [ 1 :‬سس بينما هو صلى ا عليه وسلم نائم في بيت أما هانئ جاءه جبريل عليه الصلةا والسسسلما ومعسسه‬ ‫دأابة يقال لها ‪ :‬البراق ‪ ،‬أقل من البغل وفوق الحمسار ‪ ،‬ويقسع خطسوه عنسد مسد بصسره ‪ ،‬فسأركبه علي ه السسلما عليهسا‬ ‫وذهب به إلى بيت المقدس في الليل ‪.‬‬ ‫أسرى ‪ :‬من السرى وهو السير بالليل ‪ ،‬وهذا من خواصه صلى ا عليه وسلم ومن معجزاته عليه الصلةا والسلما‬ ‫‪ ،‬فالتقى هناك مع النبياء في بيت المقدس ‪ ،‬ثام إنه صلى ا عليه وسلم عسسرج إلسسى السسسماء ‪ ،‬يعنسسي رفسسع مسسن بيسست‬ ‫المقدس إلى السماء بصحبة جبريل ‪ ،‬ومعنى العروج الصعودأ ‪ ،‬فأسري به من مكة إلى بيت المقدس ‪ ،‬وعرج بسسه‬ ‫من بيت المقدس إلى السماء ‪ ،‬يعنسسي صسسعد بسسه جبريل عليسسه السسسلما ومسسر بأهسسل السسسماوات ‪ ،‬كسسل سسسماء يسسستفتح‬ ‫جبريل فيفتح له ‪ ،‬ثام انتهى إلى السماء السابعة ‪ ،‬ثام صعد فوق السماوات إلى سسدرةا المنتهسى ‪ ،‬وعنسدها كلمسه اس‬ ‫عز وجل من وحيه بما شاء ‪ ،‬ففرض عليه الصلوات الخمس ‪ ،‬فرضسسها فسسي اليسسوما والليلسسة خمسسسين صسسلةا ‪ ،‬ولكسسن‬ ‫موسى عليه السلما أشار على نبينا محمد صلى ا عليه وسلم بأن يسأل ربسسه التخفيسسف ‪ ،‬فسسإن أمتسسه ل تطيسسق‬ ‫خمسين صلةا في اليوما والليلة ‪ ،‬فما زال رسول ا صلى ا عليه وسلم يراجع ربسسه يسسسأله التخفيسسف حسستى انتهسست‬ ‫إلى خمس ‪.‬‬ ‫فقال ا عز وجل كما في حديث السراء والمعراج ‪:‬‬

‫أمضيت فريضتي ‪ ،‬وخففت عن عبادأي ‪ ،‬وأجزي الحسسسنة‬

‫هي خمس وهي خمسون ‪ 59‬أي ‪ :‬خمس في العمل ‪ ،‬وخمسون‬

‫عشرا ‪ 58‬وفي رواية أنس عن أبي ذر فقال ‪:‬‬ ‫في الميزان ‪.‬‬ ‫خمس صلوات في اليوما والليلة تعادأل خمسين صلةا في الميزان ؛ لن الحسنة بعشر أمثالها ‪ ،‬فالصلةا الواحدةا عن‬ ‫عشر صلوات ‪ ،‬فالسراء سذكر أول سورةا سبحان ‪ ،‬سورةا بني إسرائيل ‪ ،‬والمعراج ذكر أول سسسورةا النجسم نولنقنسسدد‬ ‫صسر نونما طننغى‬ ‫نرآهس نندزلنةئ أسدخنرى بعدنند بسددنربةا ادلسمدنتننهى بعدنندنها نجنبَةس ادلنمأدنوى إبدذ يندغنشى اللسددنرةان نما يندغنشى نما نزانغ ادلبن ن‬ ‫ت نربلبه ادلسكدبنرى ]النجم ‪ [ 18 - 13 :‬هذا في المعراج ‪.‬‬ ‫لنقندد نرنأى بمدن آنيا ب‬ ‫ثام إنه نزل من السماء إلى بيت المقدس ثام إنه رجع إلى مكة في ليلته ‪ ،‬فلما أصبح وأخبر النسساس بسسذلك ‪ ،‬المؤمنسسون‬ ‫زادأ إيمانهم ‪ ،‬وأما الكفار فزادأ شرهم ‪ ،‬وفرحوا بهذا وراحوا يشهرون به ‪ ،‬كيف يزعم صاحبكم أنه ذهب إلى بيسست‬ ‫المقدس ورجع منه في ليلة واحدةا ‪ ،‬ونحن نضرب أكبسسادأ البسسل إليهسسا شسسهرا ذهابسسا ‪ ،‬وشسسهرا إيابسسا ‪ ،‬يقيسسسون قسسدرةا‬ ‫الخالق بقدرةا المخلوق ‪ ،‬فكان السراء والمعراج امتحانا من ا عز وجل للناس ‪ .‬المشركون زادأ تنسسدرهم وشسسرهم‬ ‫وتنقصهم للرسول صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬والمؤمنون زادأ إيمانهم ‪.‬‬ ‫فلهذا لما قال المشركون لبي بكر الصديق رضي ا عنه ‪ :‬انظر إلى صاحبك ماذا قال ؟ قال ‪ :‬وماذا قال ؟ قالوا ‪:‬‬ ‫يزعم أنه ذهب به إلى بيت المقدس نوسعبرنج به إلى السماء ‪ ،‬وإنه جاء في ليلسة واحسدةا ‪ .‬قسال أب و بكسر الصسديق ‪ :‬إن‬ ‫كان قاله فهو كما قال ‪ .‬لقد صدق ‪ .‬قالوا ‪ :‬كيف ذلك ؟ قال ‪ :‬أنا أصدقه في ما هو أعظم من ذلسسك ‪ ،‬أنسسا أصسسدقه فسسي‬ ‫خبر السماء ينزل عليه فكيف ل أصدقه فسسي السسسراء إلسسى بيسست المقسسدس‪ . 60‬وهسسذا بقسسدرةا اسس عسسز وجسسل ل بقسسدرةا‬ ‫معراج ‪.‬‬ ‫مان حديث مااعلك بن صعصعة وأهو حديث طويل في ع‬ ‫صة ال ع‬ ‫‪ ((58‬أخرجه البخاري )‪ (3207‬وأ )‪ (3887‬ع‬ ‫ق ع‬ ‫مان حديث أنس عن أبي ذر رضي الله عنهما ‪.‬‬ ‫‪ ()59‬أخرجه البخاري )‪ (349‬ع‬ ‫مان حديث عائشة رضي الله عنها ‪.‬‬ ‫مستدبرك" ‪ (4407) 3/65‬ع‬ ‫‪ ()60‬أخرجه الحا ع‬ ‫كم في "ال ت‬

‫‪106‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫الرسول صلى ا عليه وسلم إنما هو بقدرةا ا عز وجل وهذا من معجزات هذا الرسول صلى ا عليه وسلم ومن‬ ‫كرامته عند ربه عز وجل ‪.‬‬ ‫ول بد من العتقادأات بأنه صلى ا عليه وسلم أسري وعرج بروحه وجسمه مئعا يقظة ل منائما ‪ ،‬لن بعض الناس‬ ‫يقولون ‪ :‬أسرى بروحه ‪ ،‬وأما جسده فلم يبرحا مكة وإنما أسري وعرج بروحه وهسسذا كلما باطسسل ‪ ،‬بسسل أنسسه أسسسري‬ ‫بروحه وجسده عليه الصلةا والسلما وحمل على البراق ‪ ،‬وكان ذلك يقظة ل منائما إذ لو كان بروحسسه فقسسط أو كسسان‬ ‫سسدبنحانن البَبذي أندسنرى ببنعدببدبه ] السراء ‪. [ 1 :‬‬ ‫منائما فما الفرق بينه وبين الرؤيا ‪ ،‬وا جل وعل يقول ‪:‬‬ ‫فالعبد يطلق على الروحا والبدن جميعا ل يطلق على الروحا وحندها أنها عبد ‪ ،‬ول يطلق على البدن وحده أنه عبد ‪،‬‬ ‫ل يطلق إل على مجموع الروحا والبدن ‪ ،‬لم يقل ‪ :‬سبحان الذي أسرى بروحا عبده ‪ ،‬بل قال ‪ :‬أسرى بعبده ‪ ،‬والعبد‬ ‫هو مجموع الروحا والبدن ‪ ،‬وا جل وعل ل يعجزه شيء وهو القادأر على كل شيء ‪.‬‬ ‫قال رحمه ا ‪ :‬وفرضت عليه الصلوات الخمس وصألى في مكة ثلثا سنين ‪.‬‬ ‫وكان يصليها ركعتين ركعتين فلما هاجر النبي صلى ا عليه وسلم أتمت الرباعية إلى أربع إل الفجر فإنها تطسسول‬ ‫فيها القراءةا ‪ .‬فبقيت ركعتين كما هي ‪ ،‬وإل المغرب فإنه ثالثا من أول ما فرضت لنها وتسسر النهسسار ‪ ،‬أمسسا الظهسسر‬ ‫والعصر والعشاء وكانت في مكة ركعتين ركعتين فلما هاجر النبي صلى ا عليه وسلم أتمت أربع ركعات ‪.‬‬ ‫كما في الحديث ‪:‬‬

‫أول ما فرضت الصلةا ركعتين فلما هاجر النبي صلى اسس عليسسه وسسسلم أتمسست صسسلةا الحضسسر‬

‫وبقيت صلةا السفر هذا بإجماع أهل العلم ‪ ،‬أن الصلةا فرضت بمكة ‪ ،‬وأن النبي صسسلى اس عليسه وسسلم صسلها‬ ‫بمكة ‪ ،‬لكن اختلفوا هل هي فرضت قبل الهجرةا بثلثا سنين ؟‬ ‫هذا هو الراجح ‪ ،‬كما ذكر الشيخ هنا ‪ ،‬وقيل ‪ :‬قبل الهجرةا بخمس سنين ‪ ،‬وقيل ‪ :‬قبل الهجرةا بسنة واحدةا ‪ ،‬وقيسسل ‪:‬‬ ‫بسنة ونصف ‪ ،‬لكن الراجح هو ما ذكره الشيخ أنها قبل الهجرةا بثلثا سنين ‪ ،‬وهل فرض مع الصسسلةا شسسيء آخسسر‬ ‫من أركان السلما ؟ هذا محسل خلف بيسن العلمساء ‪ ،‬منهسم م ن يسرى أن الزكساةا فرضست أيضسا بمكسة وإنمسا بينست‬ ‫أنصبتها ومقادأيرها وأهل الزكاةا في المدينة ‪ ،‬أما أصل فرضيتها فهو في مكة ‪.‬‬ ‫صابدأبه ] النعاما ‪ . [ 141 :‬والمرادأ بحقه هنا الزكاةا ‪ ،‬والسورةا مكية كلها‬ ‫والدليل قوله تعالى ‪ :‬نوآستوا نحقبَهس يندونما نح ن‬ ‫‪ ،‬وكذلك في قوله ‪ :‬نوالبَبذينن بفي أندمنوالببهدم نح و‬ ‫ق نمدعسلومما بللبَسائببل نوادلنمدحسروبما ] المعارج ‪. [ 25 - 24 :‬‬ ‫أيضا السورةا مكية ‪ ،‬والمرادأ بالحق المعلوما ‪ :‬الزكاةا ‪ ،‬ففرض أصلها في مكة ‪ ،‬لكسسن بينسست تفاصسسيلها بالمدينسسة هسسذا‬ ‫قول ‪.‬‬ ‫والقول الثاني ‪ :‬وهو الذي يظهر من كلما الشيخ هنا أن الزكاةا إنما فرضت في المدينة ‪ ،‬ولم يفرض في مكسسة غيسسر‬ ‫الركن الول وهو التوحيد ‪ ،‬والركن الثاني ‪ ،‬وهو الصلةا ‪ ،‬هذا ظاهر كلما الشيخ ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫‪107‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫الهجرة إلى المدينة‬ ‫وبعدها أمر بالهجرةا إلى المدينة ‪[ 62 ] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 62‬قوله رحمه ا ‪ :‬وبعدها أمر بالهجرة إلى المدينة ‪ :‬لما اشتد أذى قريش وزادأ شرهم بالصد عن سبيل ا‬ ‫ومضايقة المسلمين ‪ ،‬وتعسسذيب مسن ليسسس لسه جماعسسة تحميسسه مسسن مستضسسعفي المسسسلمين ‪ ،‬أذن اسس سسسبحانه وتعسسالى‬ ‫للمسلمين بالهجرةا إلى الحبشة ‪ ،‬الهجرةا الولى ؛ لن فيها نملبئكا ل يظلم أحد عنده وكان نصرانيا ولكنه كان عادأل ‪،‬‬ ‫هاجر منهم نفر كثير ‪ ،‬فلما علمت قريش بهجرتهم إلى الحبشة ‪ ،‬أرسلوا في طلبهم مندوبين من دأهاةا قريش أحدهما‬ ‫‪ :‬عمرو بن العاص ‪ ،‬ومعهما الهدايا للنجاشي ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬إن هؤلء فسسروا منسسا وهسم أقاربنسا نريسد أن يرجعسوا وإنهسسم‬ ‫أشرار ‪ ،‬ل يفسدون في بلدك ‪ . . .‬إلخ ‪.‬‬ ‫وأعطوه الهدايا التي معهم ليغروه ‪ ،‬ولكنه ‪ -‬رحمه ا ‪ -‬استدعى المهاجرين وسمع منهم ‪ ،‬وخيرهم فاختاروا البقاء‬ ‫في الحبشة ‪ ،‬فرجع المندوبان خائبين وبقي من بقي في الحبشة من المهاجرين ‪.‬‬ ‫ثام إن ا نمبَن على النجاشي فأسسسلم نونحسسسسنن إسسسلمه ‪ ،‬فلمسسا تسسوفي صسسلى عليسسه الرسسسول صسسلى اسس عليسسه وسسسلم هسسو‬ ‫وأصحابه صلةا الغائب ‪ ،‬فكان في هجرتهم إليه خير له أيضا هداه ا بسببهم فدخل في السلما ‪.‬‬ ‫ثام لقي النبي صلى ا عليه وسلم نفئرا من النصار في منى في موسم الحسسج ‪ ،‬وكسسان النسسبي صسسلى اسس عليسسه وسسسلم‬ ‫يعرض نفسه على القبائل في موسم الحج ‪ ،‬يذهب إلى منازل العرب في منى ويدعوهم إلى ا ‪ ،‬وصسسادأف أن لقسسي‬ ‫أنائسا من النصار فدعاهم إلى ا فعرض عليهسسم مسسا عنسسده ‪ ،‬فقبلسوا مسسن الرسسسول صسسلى اسس عليسه وسسسلم دأعسسوته ‪،‬‬ ‫وبايعوه على السلما ‪ ،‬ورجعوا إلى قومهم من موسم الحج فدعوهم إلى ا عسسز وجسسل ‪ ،‬فسسوافى فسسي الموسسسم السسذي‬ ‫بعده أكثر من الموسم الول ‪ ،‬جاء ناس من النصار وبايعوا النبي صلى اسس عليسسه وسسسلم بيعسسة العقبسسة الثانيسسة أي ‪:‬‬ ‫عند جمرةا العقبة ‪ ،‬بايعوه على السلما ‪ ،‬وعلى أن يناصروه إذا هاجر إليهم ‪ ،‬وأن يحموه مما يحمسون منسه أنفسسهم‬ ‫وأولدأهم ‪.‬‬ ‫فعند ذلك ‪ ،‬أي ‪ :‬بعد هذه البيعة المباركة أمر النبي صلى ا عليه وسلم من كان في مكة من المسلمين بالهجرةا إلى‬ ‫المدينة ‪ ،‬وهاجر من هاجر إلى المدينة ‪ ،‬وبقي الرسول وبعض أصحابه ‪ ،‬ثام إن ا أذن لنبيه صلى ا عليسسه وسسسلم‬ ‫بالهجرةا ‪ .‬فلما علمت قريش بهجرةا الصحابة إلى المدينة ‪ ،‬وعلموا بالبيعة التي حصلت بينه وبين النصار ‪ ،‬خافوا‬ ‫أن يلحق رسول ا صلى ا عليه وسلم بأصحابه في المدينة ‪ ،‬ويتكون له قوةا ‪ ،‬وتكون لهم منعة ‪ ،‬ففي هسسذه الليلسسة‬ ‫التي أرادأ النبي صلى ا عليه وسلم أن يخسرج إلسى الهجسرةا جساؤوا وحاصسروا السبيت ‪ ،‬ووقفسوا عنسد البساب معهسم‬ ‫أسلحتهم يريدون الفتك برسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬فأخبر ا نبيه صلى ا عليه وسلم فأمر النبي صسسلى اسس‬ ‫عليه وسلم عليا أن يناما على فراشه حتى يراه المشركون ويظنون أنه النبي صسسلى اسس عليسسه وسسسلم ‪ ،‬فنسساما علي‬ ‫رضي ا عنه على فراش رسول ا صلى ا عليه وسلم فتغطسسى بغطسساء الرسسسول صسسلى اسس عليسسه وسسسلم فصسسار‬ ‫المشركون ينتظرون خروجه على أنه الرسول صلى ا عليه وسلم وخرج النبي صلى اسس عليسسه وسسسلم مسسن بينهسسم‬ ‫وهم ل يشعرون ‪.‬‬ ‫أعمى ا بصائرهم عنه ‪ ،‬وأخذ ترابا وذبَره على رؤوسهم ‪ ،‬وخرج من بينهم ‪ ،‬وذهب إلى أبي بكــر رضسسي اسس‬ ‫عنه ‪ ،‬وخرجا فذهبا إلى غار ثاور ‪ ،‬فاختفيا فيه ثالثاة أياما ‪ ،‬وقريش تطلب من الناس العثور عليه بأي وسيلة ‪ ،‬حيسسا‬ ‫أو ميتا ‪ ،‬فلما يئسوا من العثور عليه بعد البحث والتنقيب ‪ ،‬أغروا بالجوائز من يأتي به صلى ا عليه وسلم حيا أو‬ ‫ميتا ‪ ،‬فلما أيسوا خرج رسول ا صلى ا عليه وسلم وصاحبه من الغار ‪ ،‬وركبوا الرواحل وذهبوا إلى المدينة ‪.‬‬ ‫********‬ ‫والهجرةا ‪ :‬النتقال من بلد الشرك إلى بلد السلما ‪[ 63 ] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫‪108‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫] ‪ [ 63‬الهجرة في اللغة ‪ :‬ترك الشيء ‪.‬‬ ‫أماا الهجرة في الشرع ‪ :‬فهي كمسسا عرفهسسا الشسسيخ ‪ :‬النتقسسال مسسن بلسسد الكفسسر إلسسى بلسسد‬ ‫السإلما ‪ ،‬وهذه هي الهجرة الشرعية ‪ ،‬والهجرة عمل جليل قرنه الله بالجهاد في كثير مسسن‬ ‫اليات ‪.‬‬ ‫لما هاجر النبي صألى الله عليه وسإلم إلى المدينة جاء المهاجرون الذين كانوا في الحبشة‬ ‫إلى المدينة واجتمع المسلمون في المدينة ‪ ،‬والحمد لله ‪ ،‬وتكسسونت للمسسسلمين دولسسة فسسي‬ ‫المدينة من المهاجرين والنصار ‪ ،‬ومن يسلم يأتي إليهم ‪ ،‬عند ذلك شرع الله بقيسسة شسسرائع‬ ‫الدين ‪ ،‬ففرض على نبيه صألى الله عليسسه وسإسسلم الصسسياما والزكسساة فسسي السسسنة الثانيسسة مسسن‬ ‫الهجرة ‪ ،‬وفرض عليه الحج في السنة التاسإعة من الهجرة على الصحيح ‪ ،‬وبذلك تكسساملت‬ ‫أركان السإلما‪ ،‬أولها الشهادتان ‪ ،‬وآخرها الحج إلى بيت الله الحراما ‪.‬‬ ‫والحاصأل من هذا أن نعلم أن التوحيد هو المهمة الولى في الدعوة إلسسى اللسسه عسسز وجسسل ‪،‬‬ ‫وأنه يبدأ الداعية به قبل أن يبدأ بالصلة والصياما أو الزكاة أو الحج ؛ لن النسسبي صأسسلى اللسسه‬ ‫عليه وسإلم بقي عشر سإنين يدعو إلى التوحيد ‪ ،‬وينهى عن الشسسرك ‪ ،‬ولسسم يسسؤمر بصسسلة ‪،‬‬ ‫ولم يؤمر بزكاة ول بحج ول بصياما ‪ ،‬وإنما فرضت عليه هذه الفرائض بعد أن تقرر التوحيسسد‬ ‫‪.‬‬ ‫فالنبي صألى الله عليه وسإلم كان إذا بعث الدعاة يأمرهم أن يدعو النسساس أول مسسا يسسدعون‬ ‫إلى التوحيد كما في حديث معاذ ‪:‬‬

‫إنك تأتي قوما من أهل الكتاب ‪ ،‬فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادأةا أن‬

‫ل إله إل ا وأن محمئدا رسول ا ‪ ،‬فإن هم أجابوا لذلك فأعلمهم أن ا افترض عليهم خمس صلوات ‪ . . .‬إلسسخ‬ ‫الحديث‪. 61‬‬ ‫فدل على أنه ل يؤمر بالصلة ول الزكاة ول بالصياما إل بعد تحقيق التوحيد ووجود التوحيد ‪،‬‬ ‫وأن من بدأ بغير التوحيد فإن دعوته فاشلة ومنهجه مخسسالف لمنهسسج الرسإسسل كلهسسم عليهسسم‬ ‫السلما ‪.‬‬ ‫الرسإسسل كلهسسم أول مسا يبسسدؤون بسسه التوحيسسد وإصأسسلح العقيسسدة ‪ ،‬وهسسذا منهسسج مهسسم معرفتسسه‬ ‫جا لنفسه‬ ‫ن يعكر على هذا المنهج فيغير هذا المنهج ويختار منه ة‬ ‫للسالكين ؛ لنه كثر اليوما ب‬ ‫م م‬ ‫من عنده ومن عند غيره من الجهلة ‪ ،‬ل بد من الرجوع إلى منهج الرسإول صألى اللسسه عليسسه‬ ‫وسإلم ‪ ،‬وهذه فائدة معرفسسة الرسإسسول صأسسلى اللسسه عليسسه وسإسسلم وسإسسيرته وجعسسل ذلسسك مسسن‬ ‫الصأول الثلثاة ‪ ،‬تعرف كيف دعا الناس ‪ ،‬وما منهجه صألى الله عليه وسإلم فسسي دعسسوتهم ؟‬ ‫حتى تسير عليه لنه هو القدوة عليه الصلة والسلما ‪.‬‬ ‫********‬ ‫فريضة على هذه المة من بلد الشرك إلى بلد السلما ‪ ،‬وهي باقية إلى أن تقوما الساعة ] ‪[ 64‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 64‬الهجرة قرينة الجهاد في سإبيل الله ‪ ،‬وهي فريضة باقية غير منسوخة ‪ ،‬يجب على‬ ‫كل مسلم يحتاج إلى الهجرة أن يهاجر ‪ ،‬ول يجوز للمسلم أن يقيم فسسي بلد الكفسسر وهسسو ل‬ ‫يقدر على إظهار دينه ‪ ،‬فيجب عليه أن يهاجر إلى بلد المسلمين فهي فريضة باقية لقسسوله‬

‫مان حديث ابن عباس رضي الله عنهما ‪.‬‬ ‫‪ ((61‬أخرجه البخاري )‪ (1395‬وأماسعلم )‪ (19‬ع‬

‫‪109‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫صألى الله عليه وسإلم ‪:‬‬

‫ل تنقطع الهجرةا حتى تنقطع التوبة ‪ ،‬ول تنقطع التوبسسة حسستى تخسسرج الشسسمس مسسن‬

‫مغربها ‪.62‬‬ ‫********‬ ‫والدليل قوله تعالى ‪ :‬إببَن البَبذينن تننوبَفاهسسم ادلنمنلئبنكةس ن‬ ‫ظالببمي أندنفسبسبهدم نقاسلوا بفينم سكدنتسدم نقاسلوا سكبَنا سمدستن د‬ ‫ض‬ ‫ضنعبفينن بفي ادلندر ب‬ ‫د‬ ‫ض بَ‬ ‫ك نمأنواهسدم نجهننبَسم نونسانء د‬ ‫صيئرا إببَل ادلسمدستن د‬ ‫ضنعبفينن بمنن اللرنجابل‬ ‫نقاسلوا أنلندم تنسكدن أندر س‬ ‫اب نوابسنعةئ فنتسنهابجسروا بفينها فنسأولنئب ن‬ ‫ت نم ب‬ ‫س‬ ‫اس أندن يندعفسنو نعدنهسدم نونكانن بَ‬ ‫ك نعنسى بَ‬ ‫اس نعفس يئوا نغسفوئرا‬ ‫نوالنلنسابء نوادلبودلندابن نل يندستنبطيسعونن بحيلنةئ نونل يندهتنسدونن نسببيئل فنأولنئب ن‬ ‫ض سمنرانغئما نكبثيئرا نونسنعةئ نونمدن يندخسردج بمدن بنديتببه سمنهابجئرا إبنلى بَ‬ ‫نونمدن يسنهابجدر بفي نسببيبل بَ‬ ‫اب نونرسسولببه ثاسبَم‬ ‫اب ينبجدد بفي ادلندر ب‬ ‫اب نونكانن بَ‬ ‫ت فنقندد نوقننع أندجسرهس نعنلى بَ‬ ‫يسددبردكهس ادلنمدو س‬ ‫اس نغسفوئرا نربحيئما ] النساء ‪. [ 65 ] . [ 100 - 97 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 65‬هاتان الياتان فيهما الوعيد على من ترك الهجسسرة وهسسو يقسسدر عليهسسا ‪ ،‬وأن مسسأواه‬ ‫جهنم وسإاءت مصيرا ‪ ،‬وإن كان ل يخرج من السإلما ‪ ،‬لكن هذه من نصسسوص الوعيسسد ‪ ،‬وإن‬ ‫كان ترك الهجرة فقد ترك واجةبا ‪ ،‬وكان عاصأةيا ‪ ،‬ولكن ل يخرج من السإلما بترك الهجسسرة ‪،‬‬ ‫ولكن عليه وعيد شديد ‪ .‬ثام بين الله بالية التي بعدها العذر الذي يسقط وجسسوب الهجسسرة ‪،‬‬ ‫ن يعنسسي الطفسسال بل‬ ‫ن ح‬ ‫ضسسعب ح‬ ‫سسساحء بوال موحملسس ب‬ ‫ن القر ب‬ ‫ست ب م‬ ‫ل بوالن ق ب‬ ‫م م‬ ‫قسسال تعسسالى ‪ :‬إ حصل ال م ي‬ ‫دا ح‬ ‫جسسا ح‬ ‫مسس ب‬ ‫في ب‬ ‫سإحبيةل ‪ ،‬أي ‪ :‬ما يعرفسسون الطريسسق‬ ‫حيل ب ة‬ ‫ن ح‬ ‫ست ب ح‬ ‫دو ب‬ ‫ة ‪ ،‬ما عندهم إمكانيات ‪ ،‬وببل ي بهمت ب ي‬ ‫طييعو ب‬ ‫ن ب‬ ‫يب م‬ ‫إلى البلد المدينة ؛ لن الهجرة تحتاج إلى سإفر ‪ ،‬وإل فإن النسسسان يهلسسك خلل الهجسسرة إذا‬ ‫كان ل يعرف الطريق ‪ ،‬فعذرهم في أمرين ‪:‬‬ ‫الوأل ‪ :‬ل يستطيعون حيلة ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬ول يهتدون سإبيل ‪ ،‬حسستى لسسو كسسان عنسسدهم إمكانيسسات ماديسسة ‪ ،‬ولكنهسسم ل يعرفسسون‬ ‫الطريق الذي يسلكونه ‪ ،‬من يدلهم هذا هو العذر الصحيح ‪.‬‬ ‫أما النسان الذي عنده إمكانيات ويعرف الطريق فهذا ل عذر له ‪.‬‬ ‫********‬ ‫ي نفادعبسسدوبن ] العنكبوت ‪. [ 56 :‬‬ ‫ضي نوابسنعةم فنإ ببَيا ن‬ ‫وقوله تعالى ‪ :‬نيا بعنبابدأ ن‬ ‫ي البَبذينن آنمسنوا إببَن أندر ب‬ ‫قال البغوي رحمه الله ‪ :‬سإبب نزول هذه الية في المسلمين الذين بمكسسة ولسسم يهسساجروا ‪،‬‬ ‫ناداهم الله باسإم اليمان ‪[ 66] .‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 66‬هذه الية من سإورة العنكبوت ‪ ،‬وفيها المر بالهجرة وأن أرض اللسسه واسإسسعة ‪ ،‬إذا‬ ‫كنت في بلد ل تتمكن من إظهار دينك فيها ‪ ،‬فهناك أرض الله واسإعة ‪ ،‬انتقل منهسا ‪ ،‬ل تبسقب‬ ‫في هذه البقعة السسسيئة بسسل اخسسرج منهسسا إلسسى أرض اللسسه الواسإسسعة ‪ ،‬قسسد وسإسسع اللسسه الرض‬

‫مان حديث ماعاوأية بن أبي سإفيان رضي الله‬ ‫‪ ((62‬أخرجه أبو داوأوأد )‪ ، (3479‬وأأحمد ‪ (16906) 28/111‬ع‬ ‫عنهما ‪.‬‬

‫‪110‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫سإبحانه وتعالى ‪ ،‬والدليل على الهجرة من السنة قوله صألى الله عليسسه وسإسسلم ‪:‬‬

‫ل تنقطسسع‬

‫الهجرةا حتى تنقطع التوبة ‪ ،‬ول تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ‪.63‬‬ ‫أما قوله صألى الله عليه وسإلم ‪ :‬ل هجرةا بعد الفتح ‪ 64‬ظاهر هذا الحديث أن الهجرة انتهت‬ ‫بعد فتح مكة ‪ ،‬وظن بعض الناس التعارض بين هذا الحسسديث وبيسسن قسسوله صأسسلى اللسسه عليسسه‬ ‫وسإلم ‪ ) :‬ل تنقطع الهجرةا حتى تنقطع التوبة ‪ ،‬ول تنقطع التوبة حتى تطلسسع الشسسمس مسسن مغربهسسا ( لكن‬ ‫أهل العلم أجابوا عن هذا الحسديث ‪ ،‬أن المسسراد ل هجسسرة بعسسد الفتسح أي ‪ :‬مسن مكسسة ‪ ،‬لنهسا‬ ‫صأارت بالفتح دار إسإلما ‪ ،‬يظنون أن الهجرة باقية من مكة بعد الفتسسح ‪ ،‬فيريسسدون تحصسسيل‬ ‫ثاواب الهجرة ‪ ،‬وأما الهجرة مسسن بلد الكفسسر فهسسي باقيسسة إلسسى أن تقسسوما السسساعة ‪ ،‬والسسدليل‬ ‫اليات السابقة والحديث النبوي السابق ‪ ،‬هذا هو الجواب على هذا الشكال ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫الستقرار في المدينة ونزول باقي الشرائع وإكُمال الدين‬

‫فلما استقر بالمدينة سأمر ببقية شرائع السلما ‪ ،‬مثل الزكاةا والصوما والحج والجهسسادأ ‪ ،‬والذان ‪ ،‬والمسسر بسسالمعروف‬ ‫والنهي عن المنكر ‪ ،‬وغير ذلك من شرائع السلما ‪،‬أخذ على هذا عشر سنين ‪ ،‬وبعدها توفي صلوات اسس وسسلمه‬ ‫عليه ‪ ،‬ودأينه باق وهذا دأينه ‪ ،‬ل خير إل دأل المة عليه ‪ ،‬ول شر إل حذرها منه ‪ ،‬والخير الذي دألها عليسسه التوحيسسد‬ ‫وجميع ما يحبه ا ويرضاه ‪ ،‬والشر الذي حذر منه الشرك وجميع ما يكرهه ا ويأباه ‪ ،‬بعثه ا إلى الناس كافة ‪،‬‬ ‫وافترض ا طاعته على جميع الثقلين الجن والنس ‪.‬‬ ‫س إبلني نرسسوسل بَ‬ ‫اب إبلنديسكدم نجبميئعا ] سورةا العراف ‪[ 67] . [ 158 :‬‬ ‫والدليل ‪ :‬قوله تعالى ‪ :‬قسدل نيا أنرِينها البَنا س‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 67‬هذا كما سبق بيانه أن الشريعة نزلت بالتدريج حتى تكاملت ‪-‬ول الحمد‪ -‬قبل وفسساةا النسسبي صسسلى اسس عليسسه‬ ‫ضي س‬ ‫ت لنسكدم بدأيننسكدم نوأندتنمدم س‬ ‫وسلم وأنزل ا عليه ‪ :‬ادليندونما أندكنمدل س‬ ‫ت لنسكسم ا د بلدسنلنما بدأيئنا وبعد نزول هذه‬ ‫ت نعلنديسكدم نبدعنمبتي نونر ب‬ ‫الية بمدةا يسيرةا توفي النبي صلى ا عليه وسلم ودأينه باق إلى أن تقوما الساعة ‪.‬‬ ‫********‬ ‫وأكمل ا به الدين ‪.‬‬

‫ب‬ ‫والدليل قوله تعالى ‪ :‬ال ميو ب‬ ‫م‬ ‫مت حسسي وببر ح‬ ‫ب م ب‬ ‫ت ل بك يسس ي‬ ‫ضسسي ي‬ ‫م ن حعم ب‬ ‫ت ع بل بي مك يسس م‬ ‫مسس ي‬ ‫م م‬ ‫م وبأت م ب‬ ‫م حدين بك يسس م‬ ‫ت ل بك يسس م‬ ‫مل م ي‬ ‫ما أك م ب‬ ‫ما حديةنا ] المائدة ‪[ 68 ] . [ 3 :‬‬ ‫سإبل ب‬ ‫امل ح م‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬

‫‪ ((63‬سإبق تخريجه ص ‪. 101‬‬ ‫مان حديث ابن عباس‬ ‫‪ ((64‬أخرجه البخاري )‪ ، (2783‬وأماسعلم )‪ (85) (1353‬قبل الحديث )‪ (86) (1864‬ع‬ ‫رضي الله عنهما ‪ ،‬وأأخرجه ماسلم )‪ (1864‬مان حديث عائشة رضي الله عنهما ‪.‬‬

‫‪111‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫] ‪ [ 68‬فلم يتوف صألى الله عليه وسإلم إل بعد أن أكمل الله به الدين وأتسسم بسسه النعمسسة ‪،‬‬ ‫ب‬ ‫وأنزل عليه قوله تعالى ‪ :‬ال ميو ب‬ ‫م‬ ‫مت حسسي وببر ح‬ ‫ب م ب‬ ‫ت ل بك يسس ي‬ ‫ضسسي ي‬ ‫م ن حعم ب‬ ‫ت ع بل بي مك يسس م‬ ‫م ي‬ ‫م م‬ ‫م وبأت م ب‬ ‫م حدين بك ي م‬ ‫ت ل بك ي م‬ ‫مل م ي‬ ‫ما أك م ب‬

‫ما حديةنا ] المائدة ‪. [ 3 :‬‬ ‫سإبل ب‬ ‫امل ح م‬ ‫نزلت هذه الية على رسإول الله صألى الله عليه وسإلم وهسسو واقسسف فسسي عرفسسة فسسي حجسسة‬ ‫الوداع من يوما الجمعة ‪ ،‬وعاش بعدها صأسسلى اللسسه عليسسه وسإسسلم مسسدة يسسسيرة وانتقسسل إلسسى‬ ‫الرفيق العلى ‪ ،‬وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ‪ ،‬ل يزيغ عنها إل هالك ‪.‬‬ ‫وفي هذه الية شهادة من الله سإبحانه وتعالى علسسى كمسسال هسسذا السسدين وشسسموله لمصسسالح‬ ‫العباد وحل قضاياهم ومشاكلهم إلى أن تقوما الساعة ‪ ،‬وهسسو صأسسالح لكسسل زمسسان ومكسسان ل‬ ‫يحتاجون بعده إلى شريعة أخرى ‪ ،‬أو إلى كتاب ينزل أو إلسسى رسإسسول يبعسسث بعسسد الرسإسسول‬ ‫صألى الله عليه وسإلم ‪ ،‬فما من قضية تجد وما نازلة تنزل إلى يوما القيامة إل وفي شريعة‬ ‫محمد صألى الله عليه وسإلم حلها والحكم فيهسسا ‪ ،‬ولكسسن الشسسأن فيمسسن يحسسسن السإسستنباط‬ ‫والسإتدلل في الحكاما والقضايا ‪ ،‬فإذا توفر أهل العلم وأهل الجتهاد السسذين تتسسوفر فيهسسم‬ ‫شروط الجتهاد فإن هذه الشريعة كاملة وفيها حل المشاكل كلها ‪ ،‬وإنمسسا يحصسسل النقسسص‬ ‫من ناحيتنا نحن ‪ ،‬من ناحية قصور العلم وعدما إدراك ما أنزل الله سإبحانه وتعالى ‪ ،‬أو مسسن‬ ‫ناحية الهوى بأن يكون هناك هوى يصرف عن الحق ‪ ،‬وإل فهذا الدين صأالح وشامل وكامل‬ ‫قد أغنى الله به المة السإلمية إلى أن تقوما الساعة إذا ما عملت به حق العمل ‪ ،‬ورجعت‬ ‫إليه في أمورها ‪.‬‬ ‫م حفي ب‬ ‫ل ] النسسساء ‪ [ 59 :‬السسرد‬ ‫يرء فبير ب‬ ‫قال تعالى ‪ :‬فبإ ح م‬ ‫دوه ي إ حبلى الل صسسهح بوالصر ي‬ ‫ن ت ببنابزع مت ي م‬ ‫سإسسو ح‬ ‫ش م‬ ‫إلى الله هو الرد إلى كتاب الله‪ ،‬والرد إلى الرسإول بعد وفسساته هسسو السسرد إلسسى سإسسنته ‪ ،‬قسسال‬ ‫ن ب‬ ‫ه إ حبلى الل صهح ]الشورى ‪[ 10 :‬فهسسذه اليسسة فيهسسا‬ ‫خت بل ب م‬ ‫ما ا م‬ ‫م حفيهح ح‬ ‫يرء فب ي‬ ‫م ي‬ ‫حك م ي‬ ‫فت ي م‬ ‫تعالى ‪ :‬وب ب‬ ‫ش م‬ ‫م م‬ ‫رد على الذين يرمون الشريعة السإلمية بالقصسسور أو النقسسص مسن الملحسسدة والزنادقسسة أو‬ ‫أنصسساف المتعلميسسن السسذين قصسسرت أفهسسامهم عسسن إدراك أسإسسرار هسسذه الشسسريعة ‪ ،‬فنسسسبوا‬ ‫القصور إلى الشريعة ولم يعلموا أن القصور مسسن عنسسدهم هسسم ‪ ،‬ففيهسسا رد علسسى مسسن اتهسسم‬ ‫الشريعة بالنقص ‪ ،‬وأنها لم تتناول حاجات العباد ومصالح العباد إلى أن تقسسوما السسساعة ‪ ،‬أو‬ ‫قسسال ‪ :‬إنهسسا مخصوصأسسة بالزمسسان الول ؛ لن كسسثيةرا مسسن الجهسسال إذا قيسسل لهسسم هسسذا الحكسسم‬ ‫الشرعي قالوا ‪ :‬هسسذا زمسسان الرسإسسول والزمسسان الول ‪ ،‬أمسا الن تغيسسرت الحسسوال وتبسسدلت‬ ‫المور ‪ ،‬والحكاما الشرعية هذه لناس مضوا ولمشساكل انتهست ‪ ،‬يقولسون هسذا وهسذا كفسر‬ ‫بالله عز وجل وتكذيب لقوله تعالى ‪ :‬ال ميو ب‬ ‫م أكمل اللسسه السسدين لهسسذه‬ ‫ب م ب‬ ‫م حدين بك ي م‬ ‫ت ل بك ي م‬ ‫مل م ي‬ ‫ما أك م ب‬ ‫المة إلى أن تقوما الساعة لكل زمان ولكل مكان ولكل جيسسل مسسن النسساس وفيهسسا رد أيضسسا‬ ‫على المبتدعة الذين يحدثاون عبادة من عند أنفسهم وينسبوها إلى الدين وليس لهسسا دليسسل‬ ‫من كتاب الله وسإنة رسإوله صألى الله عليه وسإلم ‪.‬‬ ‫وإنما ابتدعوها باسإتحسانهم أو بتقليدهم لمن يحسنون به الظن من المخرفيسسن وأصأسسحاب‬ ‫المطامع والشهوات ‪ ،‬فيحدثاون في الدين عبادة ما أنزل الله بها مسسن سإسسلطان ‪ ،‬وقسسد قسسال‬ ‫صألى الله عليه وسإلم ‪:‬‬ ‫والسلما ‪:‬‬

‫مسسن أحسسدثا فسسي أمرنسسا هسسذا مسسا ليسسس منسسه فهسسو ردأ ‪ 65‬وقال عليه الصسلة‬

‫وإياكم ومحدثاات المور فإن كل محدثاة بدعة وكل بدعة ضللة‬

‫‪ ((65‬سإلف تخريجه ص ‪. 8‬‬ ‫‪ ()66‬سإلف تخريجه ص ‪. 71‬‬

‫‪112‬‬

‫‪.66‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫فالذي يحدث عبادات ليس لها دليل من كتاب الله ول من سإنة رسإول الله فإنه متهم لهسسذا‬ ‫الدين بعدما التماما ‪ ،‬وهو يريد أن يكمل الدين من عنده ‪ ،‬ول يعترف بتكميل اللسسه لسسه ‪ ،‬فمسسا‬ ‫دا ‪ ،‬فهسسذا رد‬ ‫لم يكن ديةنا في عهد النبي صألى الله عليه وسإلم فإنه ل يكون من بعده ديةنا أب ة‬ ‫على هذه الطوائسسف ‪ ،‬الطائفسسة السستي تقسسول ‪ :‬إن السإسسلما ل يصسسلح لكسسل زمسسان ‪ ،‬أو السسذين‬ ‫يبتدعون البدع المحدثاات التي ليس لها دليل من كتاب الله وسإنة رسإسسوله وينسسسبونها إلسسى‬ ‫الدين ففي هذه الية رد عليهم لن الدين أكمله الله سإبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫فل مجال للزيادة فيه ‪ ،‬ول النقصسسان ‪ ،‬ول مجسسال للتشسسكيك والتلسسبيس بسسأنه ل يصسسلح لهسسل‬ ‫الزمان المتأخر ‪ :‬ال ميو ب‬ ‫م هسذا كلما اللسسه سإسسبحانه وتعسسالى وهسسو أصأسسدق‬ ‫ب م ب‬ ‫م حدين بك ي م‬ ‫ت ل بك ي م‬ ‫مل م ي‬ ‫ما أك م ب‬ ‫ب‬ ‫ما حدين ةسسا هسسذا آخسسر مسسا‬ ‫محتي وببر ح‬ ‫سإسسبل ب‬ ‫م امل ح م‬ ‫ت ل بك ي ي‬ ‫ضي ي‬ ‫م ن حعم ب‬ ‫ت ع بل بي مك ي م‬ ‫م ي‬ ‫م م‬ ‫القائلين وقال تعالى ‪ :‬وبأت م ب‬ ‫نزل على النبي صألى الله عليه وسإلم ‪ ،‬وهو شهادة من رب العاملين لهذا السسدين بالكمسسال‬ ‫والشمولية والصلحية لكل زمان ومكان ‪.‬‬ ‫فقوله تعالى خطاب لهذه المة من أولها إلى آخرها ليس خطاةبا للجيل الول فقط إنما هو‬ ‫خطاب لكل المة إلى أن تقوما الساعة ‪.‬‬ ‫أماا الجماع ‪ :‬فقد أجمعت المة على وفاته صألى الله عليه وسإلم لم يخالف فسسي هسسذا إل‬ ‫المخرفون الذين يقولون ‪ :‬إن الرسإول ما مات ‪ ،‬وينفون الموت عن الرسإسسول صأسسلى اللسسه‬ ‫عليه وسإلم ‪ ،‬هذا كلما سإاقط كلما مردود واضسسح ‪ ،‬يسسرده الحسسس والواقسسع ‪ ،‬فسسإن الرسإسسول‬ ‫صألى الله عليه وسإلم توفي بين أصأحابه وغسل وكفسسن وصأسسلي عليسسه ودفسسن عليسسه الصسسلة‬ ‫والسلما ‪ ،‬هل هذه العمال تعمل مع إنسان حي ؟ ! عومل صألى الله عليه وسإلم معاملسسة‬ ‫الموات غسل وكفن وصألي عليه ثام دفن صألى الله عليه وسإلم في قبره ‪.‬‬ ‫هذه سإنة الله عز وجل في خلقه ‪ ،‬ثام أين الرسإسسل السسذين مسسن قبلسسه ؟ سإسسنته سإسسنة الرسإسسل‬ ‫الذين من قبله وقد ماتوا وهو واحد منهم يموت ‪ ،‬هذا بإجماع أهسسل السسسنة والجماعسسة ولسسم‬ ‫يخسسالف فسسي هسسذا إل المخرفسسون السسذين يتعلقسسون علسسى الرسإسسول صأسسلى اللسسه عليسسه وسإسسلم‬ ‫ويستغيثون به من دون الله ويقولون ‪ :‬هو حي ‪.‬‬ ‫********‬ ‫ك نميل م‬ ‫ت نوإبنبَهسدم نميلستونن ثاسبَم إبنبَسكدم يندونما ادلقبنيانمبة بعدنند نربلسكدم‬ ‫إبنبَ ن‬

‫والدليل على موته صلى ا عليه وسلم قوله تعالى ‪:‬‬ ‫صسمونن ] سورةا الزمر ‪. [ 69 ] [ 31 - 30 :‬‬ ‫تندختن ب‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 69‬النبي صألى الله عليه وسإلم لما أكمل الله به الدين وأتم به النعمة توفاه إليه كما‬ ‫هي سإنة الله سإبحانه وتعالى في خلقه ‪ :‬ك ي ب‬ ‫س ب‬ ‫ت ] آل عمران ‪[ 185 :‬‬ ‫ذائ ح ب‬ ‫ل نب م‬ ‫ق ي‬ ‫موم ح‬ ‫ة ال م ب‬ ‫ف ر‬

‫والنبياء والرسإل داخلون في هذا العموما ‪ :‬ك ي ب‬ ‫س ب‬ ‫ت فسسالنبي صأسسلى اللسسه‬ ‫ذائ ح ب‬ ‫ل نب م‬ ‫ق ي‬ ‫موم ح‬ ‫ة ال م ب‬ ‫ف ر‬ ‫عليه وسإلم قد توفي وانتقل من هذه الدنيا إلى ربه عز وجل ‪ ،‬وهذا ثاابت بالنص والجمسساع‬ ‫والقياس ‪ ،‬أما النص ففي قوله تعسسالى ‪ :‬إ حن صسس ب‬ ‫ن هسسذا إخبسسار مسسن اللسسه‬ ‫مي قت يسسو ب‬ ‫م ب‬ ‫ت وبإ حن صهيسس م‬ ‫مي قسس ة‬ ‫ك ب‬

‫لرسإوله صألى الله عليه وسإلم أنه سإسسوف يمسسوت إ حن صسس ب‬ ‫ت أي ‪ :‬تمسسوت فيقسسال للسسذي‬ ‫مي قسس ة‬ ‫ك ب‬ ‫يموت ‪ ،‬هذا مقيت ‪ ،‬وأما الذي توفي بالفعسسل يقسسال لسسه ‪ :‬مي مسست بسسالتخفيف لقسسوله تعسسالى ‪:‬‬

‫‪113‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ن ب‬ ‫حي بي مبناه ي ] النعاما ‪ [ 122 :‬المميت هسسو السسذي فسسارقت روحسسه جسسسده أمسسا ‪،‬‬ ‫مي مةتا فبأ م‬ ‫كا ب‬ ‫ن ب‬ ‫أوب ب‬ ‫م م‬ ‫مقيت فهو الذي سإيموت في المستقبل ‪.‬‬ ‫ال م ب‬

‫*‬

‫*‬

‫‪114‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫خاتمة‬ ‫اليمان بالبعث‬ ‫بمدننها نخلندقنناسكدم نوبفينها نسبعيسدسكدم نوبمدننها نسدخبرسجسكدم نتانرةائ أسدخنرى ] طه ‪. [ 55 :‬‬

‫والناس إذا ماتوا يبعثون ‪ ،‬والدليل قوله ‪:‬‬ ‫] ‪[ 70‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 70‬انتقل إلى أصل آخر وهو اليمان بالبعث ‪ ،‬أي ‪ :‬أنه ليس المرادأ موت فقط ‪ ،‬نحسسن علمنسسا وكسسل يعلسسم حسستى‬ ‫الكفار والملحدةا والزنادأقة ‪ ،‬كلهم يعلمون أنه ل بد من الموت ‪ ،‬ل أحد ينكسسر المسسوت لنسسه شسسيء محسسسوس ‪ ،‬لكسسن‬ ‫الشأن في البعث بعد الموت ‪ ،‬هذا هو محل النزاع بين المؤمنين والكفار ‪ ،‬البعث بعد الموت ‪ ،‬وهو إعسسادأةا الجسسساما‬ ‫التي تفتت وصارت رميما وترابا وتفرقت في الرض ‪ ،‬تعادأ وتبنى كما كانت ؛ لن القادأر علسى إنشسسائها أول مسرةا‬ ‫قادأر على إعادأتها ‪ ،‬ثام تنفخ فيها الرواحا ثام تتحرك وتسير من القبور إلى المحشر لقوله تعسالى ‪ :‬ين دونما يندخسرسجسونن‬ ‫ضونن ] المعارج ‪. [ 43 :‬‬ ‫ب سيوفب س‬ ‫ثا بسنرائعا نكأ ننبَهسدم إبنلى نس س‬ ‫ص ة‬ ‫بمنن ادلندجندا ب‬ ‫ثا نكأ ننبَهسدم نجسنرامدأ سمدنتنبشسمر سمدهبطبعيسنن إبنلسى السبَدابعي ] القمسر ‪ [ 8 ، 7 :‬ل أحسد‬ ‫وقال تعالى ‪ :‬يندخسرسجونن بمنن ادلندجندا ب‬ ‫يتخلف ‪ ،‬فهذا البعث حق ل ريب فيه ‪ ،‬ومن أنكره فهو كافر بال عسسز وجسسل ‪ ،‬واليمسسان بسسالبعث هسسو أحسسد الركسسان‬ ‫الستة لليمان التي قال فيها النبي صلى ا عليه وسسلم ‪:‬‬

‫أن تسؤمن بسال وملئكتسه وكتبسه ورسسسله واليسوما الخسسر‬

‫وتؤمن بالقدر خيره وشره ‪ 67‬فمن لم يؤمن بالبعث واليوما الخر فإنه يكون كافئرا بال عز وجل ولو شسسهد بسسأن ل‬ ‫إله إل ا وأن محمئدا رسول ا ‪ ،‬ولو صلى وصاما وحج وزكى وفعل الطاعات ‪ ،‬فإذا أنكر البعث أو شك فيه فسسإنه‬ ‫يكون كافئرا بال عز وجل ‪.‬‬ ‫وأدألة البعث كثيرةا منها قوله تعالى ‪ :‬بمدننها نخلندقنناسكدم ] طه ‪ . [ 55 :‬يعني الرض حينما خلق آدأما عليه السلما أبا‬ ‫البشرية نوبفينها نسبعيسدسكدم يعني بعد الموت في القبور نوبمدننها نسدخبرسجسكدم نتانرةائ أسدخنرى هذا هسو البعسث ‪ .‬فهسذه اليسة‬ ‫تضمنت البدء والعادأةا ‪ :‬بمدننها نخلندقنناسكدم نوبفينها نسبعيسدسكدم نوبمدننها نسدخبرسجسكدم نتانرةائ أسدخنرى ‪.‬‬ ‫********‬ ‫نو بَ‬ ‫ض نننبائتا ثاسبَم يسبعيسدسكدم بفينها نويسدخبرسجسكدم إبدخنرائجا ] سورةا نوحا ‪] . [ 18 - 17 :‬‬ ‫اس أندنبنتنسكدم بمنن ادلندر ب‬

‫وقوله تعالى ‪:‬‬ ‫‪[ 71‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 71‬والل ص ب‬ ‫مب‬ ‫م حفيبها‬ ‫م ح‬ ‫م ي يحعيد يك ي م‬ ‫ض حينما خلق منها آدما عليه السلما ‪ ،‬ثا ي ص‬ ‫ه أن مب بت بك ي م‬ ‫ب ي‬ ‫م ب‬ ‫ن المر ح‬ ‫جا هذا هو البعث ‪ ،‬يخرجون من القبسسور ويسسسيرون‬ ‫م إح م‬ ‫أي ‪ :‬بالموت والقبور وبي ي م‬ ‫خبرا ة‬ ‫خرح ي‬ ‫جك ي م‬ ‫ن ] العراف ‪25 :‬‬ ‫إلى المحشر ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫من مبها ت ي م‬ ‫ن وب ح‬ ‫جو ب‬ ‫خبر ي‬ ‫مويتو ب‬ ‫حي بوم ب‬ ‫حفيبها ت ب م‬ ‫ن وبحفيبها ت ب ي‬ ‫[ أي تحيون على ظهرها ‪ ،‬وفيها تموتون ومنها تخرجون للبعث يوما القيامة ‪.‬‬ ‫هذه أدلة من القرآن على البعث ‪ ،‬أيضا دليل عقلي من القرآن نفسسسه وهسسو أن السسذي قسسدر‬ ‫م‬ ‫ذي ي بمبسد بأ ي ال م ب‬ ‫على البداءة قادر على العادة من باب أولى ‪ ،‬قال تعسالى ‪ :‬وب ي‬ ‫هسوب اصلس ح‬ ‫خملسقب يثاس ص‬ ‫ب‬ ‫مب‬ ‫ن ع بل بي مهح ول به ال ممث بسس ي ب‬ ‫م‬ ‫مابوا ح‬ ‫ض وبهيسسوب ال معبزحيسسيز ال م ب‬ ‫ي يحعيد يه ي وبهيوب أهموب ي‬ ‫ل املع مل بسسى فحسسي ال ص‬ ‫حك حيسس ي‬ ‫سسس ب‬ ‫ب ي ب‬ ‫ت بوالمر ح‬ ‫‪ ((67‬سإلف تخريجه ص ‪. 63‬‬

‫‪115‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫] الروما ‪ [ 27 :‬الذي قدر على إيجاد الناس من عدما قادر على إعسسادتهم بعسسد المسسوت مسسن‬ ‫باب أولى ‪ ،‬هذا دليل سإمعي عقلي ‪.‬‬ ‫ومن الدلة على البعث ما يحصل للرض من الحياة بالنبات ‪ ،‬أنت تسسرى الرض ميتسسة ليسسس‬ ‫فيها نبات جرداء ‪ ،‬ثام إن الله سإبحانه وتعالى ينزل عليه المطر ‪ ،‬ثام ينبت النبات الذي كان‬ ‫هشيما ميتا ‪ ،‬كذلك الجساما في الرض كانت مخزنة في الرض فينزل الله عليها مطسسةرا ‪،‬‬ ‫ثام تنبت الجساما وتتكامل ‪ ،‬ثام تنفخ فيها الرواح ‪ ،‬فأنتم ترون الرض كيف تكسسون قاحلسسة ‪،‬‬ ‫ن آي بسسات حهح أ بن صسس ب‬ ‫ك‬ ‫ثام تحيا بما نبت فيها ‪ ،‬الله جل وعل هو الذي يحيي الرض بعسسد موتهسسا ‪ :‬وب ح‬ ‫مسس م‬ ‫ب‬ ‫ة فبإ ب ب‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ض ب‬ ‫حبيا ب‬ ‫ن ال ص ح‬ ‫خا ح‬ ‫م م‬ ‫ذي أ م‬ ‫ت إح ص‬ ‫مومبتى إ حن ص ي‬ ‫ححيي ال ب‬ ‫ها ل ب ي‬ ‫ت وببرب ب م‬ ‫مابء اهمت بصز م‬ ‫ذا أن مبزل مبنا ع بل بي مبها ال م ب‬ ‫ت ببرى املمر ب‬ ‫شعب ة ح‬ ‫ع ببلى ك ي ق‬ ‫ل ب‬ ‫ديةر ]فصلت ‪ [ 39 :‬فالذي قدر على إحياء الرض بعد موتها قسسادر علسسى‬ ‫يرء قب ح‬ ‫ش م‬ ‫إحياء الجساما بعد موتها لن الكل أحياء بعد الموت ‪.‬‬ ‫ومن الدلة على البعث أنه لو لم يكن هناك بعث للزما أن يكون خلق الناس عبثا حيث إنهم‬ ‫يعيشون منهم المطيع المتقسي المسؤمن ب الله ورسإسله ‪ ،‬ومنهسم الكسافر الملحسد والزنسديق‬ ‫والجبار والمتكبر والعاصأي ‪ ،‬كلهم يعيشون ثام يموتون دون أن ينال هذا المؤمن شسيةئا م ن‬ ‫جزائه أو ينال هذا الكافر وهذا الزنديق وهذا الملحد وهسسذا الطاغيسسة المتجسسبر علسسى النسساس‬ ‫دون أن ينال جزاءه ‪.‬‬ ‫فهل يليق بالله أن يترك الناس هكذا دون أن يجازي أهل اليمان بإيمانهم ‪ ،‬وأهل الحسان‬ ‫بإحسانهم ‪ ،‬وأهل الجراما والكفر بإجرامهم وكفرهم ؟ هسسذا ل يليسسق بحكمسسة اللسسه سإسسبحانه‬ ‫وتعالى ‪ ،‬ولهذا قال ‪ :‬ول حل صه ما في السماوات وما فسي امل برض ل حيجسزي ال صسسذي ب‬ ‫مسا‬ ‫ص ب ب ح ب ب ح‬ ‫ب ح ب ح‬ ‫نأ ب‬ ‫سإسايءوا ب ح ب‬ ‫ح ب‬ ‫م ح ب م ح ب‬ ‫ع بميلوا ويجزي ال صذي ب‬ ‫سبنى ] النجم ‪ [ 31 :‬هذا ل يكسسون إل فسسي يسسوما القيامسسة‬ ‫ح‬ ‫سينوا حبال م ي‬ ‫نأ م‬ ‫ح م‬ ‫ح ب‬ ‫بب م ح ب ح ب‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫م ب‬ ‫من يسسوا‬ ‫كال صسس ح‬ ‫سي قبئا ح‬ ‫ب ال ص ح‬ ‫ح ح‬ ‫ن نب م‬ ‫تأ م‬ ‫جت ببر ي‬ ‫نا م‬ ‫س ب‬ ‫ما ب‬ ‫وكذلك في قوله سإبحانه ‪ :‬أ م‬ ‫حوا ال ص‬ ‫نآ ب‬ ‫جعبل بهيسس م‬ ‫ذي ب‬ ‫ذي ب‬ ‫ن ] الجاثاية ‪. [ 21 :‬‬ ‫حا ح‬ ‫وبع ب ح‬ ‫مو ب‬ ‫ما ي ب م‬ ‫م م‬ ‫صال ح ب‬ ‫م ب‬ ‫ت ب‬ ‫حك ي ي‬ ‫سإابء ب‬ ‫مات يهي م‬ ‫م ب‬ ‫م وب ب‬ ‫حبياهي م‬ ‫واةء ب‬ ‫ميلوا ال ص‬ ‫سإ ب‬ ‫ب‬ ‫مب‬ ‫ت ب‬ ‫جع ب ي‬ ‫ض‬ ‫م م‬ ‫س ح‬ ‫ف ح‬ ‫حا ح‬ ‫مينوا وبع ب ح‬ ‫ل ال ص ح‬ ‫صال ح ب‬ ‫ما ن ب م‬ ‫وقال سإبحانه وتعالى ‪ :‬أ م‬ ‫كال م ي‬ ‫نآ ب‬ ‫ميلوا ال ص‬ ‫دي ب‬ ‫ذي ب‬ ‫ن حفسسي المر ح‬ ‫فجار ] ص ‪ [ 28 :‬وقال سإبحانه وتعالى ‪ :‬أ بفبحسبت ب‬ ‫ب‬ ‫ن ب‬ ‫جع ب ي‬ ‫م‬ ‫خل ب م‬ ‫ما ب‬ ‫مت ص ح‬ ‫ما ن ب م‬ ‫أ م‬ ‫قبنساك ي م‬ ‫م أن ص ب‬ ‫ب ح مي م‬ ‫ل ال م ي‬ ‫قي ب‬ ‫كال م ي ص ح‬ ‫ع ببةثا وأ بنك يم إل بينا بل ترجعون ] المؤمنسسون ‪ [ 115 :‬وقسسال تعسسالى ‪ :‬أ بيحسسسب املنسسسا ب‬ ‫ن‬ ‫ب ب ص م ح مب‬ ‫نأ م‬ ‫ب م ب ي حم ب ي‬ ‫يم ب ي ب‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫م يب ي‬ ‫ي يت مبر ب‬ ‫جعبسس ب‬ ‫ه‬ ‫ن ع بل ب‬ ‫ك ن يط ب‬ ‫ة فب ب‬ ‫قسس ة‬ ‫ف ة‬ ‫ل ح‬ ‫ة ح‬ ‫وى فب ب‬ ‫م كسسا ب‬ ‫سإ ة‬ ‫خلسسقب فب ب‬ ‫ك ي‬ ‫من مسس ي‬ ‫من بسسى ثا يسس ص‬ ‫ي يي م‬ ‫ن ب‬ ‫دى أل م‬ ‫سسس ص‬ ‫من حسس ر‬ ‫م م‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫س ذ بل ح ب‬ ‫مومبتى ] القيامسسة ‪-36 :‬سس ‪[ 40‬‬ ‫ك بح ب‬ ‫ن يي م‬ ‫قاد حرر ع ببلى أ م‬ ‫الصزوم ب‬ ‫ي ال م ب‬ ‫ن الذ صك ببر بواملن مبثى أل بي م ب‬ ‫حي ح ب‬ ‫جي م ح‬ ‫ححيي ال معح ب‬ ‫يقسس م‬ ‫ذي‬ ‫م بقوله ‪:‬‬ ‫ورد على الكافر الذي قال ‪:‬‬ ‫ححييهبسسا ال صسس ح‬ ‫ي بر ح‬ ‫ل يي م‬ ‫ن يي م‬ ‫ظا ب‬ ‫مي ة‬ ‫ب‬ ‫ما وبه ح ب‬ ‫م م‬ ‫أ بن ب ب‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫جعب ب‬ ‫مصرةر وبهيوب ب حك ي ق‬ ‫ها أ بوص ب‬ ‫ضسسرح بنساةرا بفسإ ح ب‬ ‫ن ال ص‬ ‫م‬ ‫جرح ال م‬ ‫ل ب‬ ‫شأ ب‬ ‫م ح‬ ‫م ال ح‬ ‫م‬ ‫خ ب‬ ‫شس ب‬ ‫ذي ب‬ ‫ذا أن مت يسس م‬ ‫ل لك ي م‬ ‫ق ع بحلي ة‬ ‫ل ب‬ ‫م ب‬ ‫خل ر‬ ‫ن ] يس ‪ [ 80 -78 :‬الذي قدر على إخراج النار المحرقة من الشجر الخضر‬ ‫ح‬ ‫دو ب‬ ‫ه يتوقح ي‬ ‫من م ي‬ ‫الرطب الذي قدر على هذا أل يقدر على إحياء الموات ‪.‬‬ ‫ومن أدلة البعث السإتدلل بخلق السماوات والرض فالذي خلق هذه المخلوقسسات الهائلسسة‬ ‫العظيمة الكبيرة قادر على أن يعيد النسان ؛ لن القادر على الشيء العظيسسم يقسسدر علسسى‬ ‫ما دونه من باب أولى ‪.‬‬

‫‪116‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ض بح ب‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫ن يب م‬ ‫ذي ب‬ ‫خل يقب ح‬ ‫مابوا ح‬ ‫س ال ص ح‬ ‫قاد حرر ع ببلى أ م‬ ‫خل بقب ال ص‬ ‫مث مل بهي م‬ ‫س ب‬ ‫ت بواملمر ب‬ ‫أوبل بي م ب‬ ‫م ب ببلى وبهيسسوب‬ ‫ب‬ ‫مب‬ ‫ن ب م‬ ‫ق‬ ‫م ]يس‪ . [ 81:‬وقال تعسسالى ‪ :‬ل ب ب‬ ‫ال م ب‬ ‫ض أك مب بسسير ح‬ ‫مابوا ح‬ ‫خل مسسقي ال ص‬ ‫سسس ب‬ ‫خصلقي ال معبحلي ي‬ ‫مس م‬ ‫خلسس ح‬ ‫ت بوالمر ح‬ ‫الناس ول بك ب‬ ‫ن ]غافر‪. [57 :‬‬ ‫مو ب‬ ‫س بل ي بعمل ب ي‬ ‫ص ح ب ح ص‬ ‫ن أك مث ببر الصنا ح‬ ‫فهذه أدلة البعث التي تثبت أن الله سإبحانه وتعالى يبعث من في القبور ‪ ،‬وأنه يجازي كسسل‬ ‫عامل بعمله إن خيةرا فخير وإن شرا فشسسر ‪ ،‬فليكفسسر الكسسافر وليفسسسق الفاسإسسق والزنسسديق‬ ‫والملحد فإن أمامه البعث والنشور والجزاء والحساب ‪ ،‬أمسسا المسسؤمن المتقسسي السسذي يعبسسد‬ ‫دا يسوفيه اللسه فيسه عملسه‬ ‫الله ويتقرب إلسى اللسه فسإن عملسه ل ن يضسيع ‪ ،‬فسإن هنساك موعس ة‬ ‫ويضاعف له أجره ويعطيه ما لم يقع في ظنه وحسبانه‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫الحساب والميزان‬ ‫ي‬ ‫ض لبيندجسسبز ن‬ ‫وبعد البعث محاسبون ومجزون بأعمالهم ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪ :‬نوببَلب نما بفي البَسنمانوا ب‬ ‫ت نونمسسا فبسسي ادلندر ب‬ ‫ي البَبذينن أندحنسسنوا ببادلسحدسننى ] سورةا النجم ‪[ 72 ] . [ 31 :‬‬ ‫البَبذينن أننساسءوا ببنما نعبمسلوا نويندجبز ن‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 72‬من أعمال يوما القيامة ‪ ،‬الحساب والميزان ‪ ،‬الحساب بمعنى مناقشة أهل المعاصي ‪.‬‬ ‫فالمسلمون على أقساما يوما القيامة ‪:‬‬ ‫القسم الول منهم ‪ :‬من ل يحاسب ويدخل الجنة بل حساب ول عذاب كما في حسسديث السسسبعين ألفسسا السسذين يسسدخلون‬ ‫الجنة بل حساب ول عذاب‪. 68‬‬ ‫القسم الثاني من الناس ‪ :‬من يحاسب حسائبا يسيئرا وهو العرض فقط ‪ ،‬ل يحاسسسب حسسساب مناقشسسة وإنمسسا يحاسسسب‬ ‫ب بحنسسسائبا‬ ‫ف يسنحانسسس س‬ ‫حساب عرض فقط ‪ ،‬وهذا أيضا من السعداء ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬فنأ نبَما نمدن سأوتبني بكنتابنهس ببينبمينببه فننسسسدو ن‬ ‫ب إبنلى أندهلببه نمدسسروئرا ]النشقاق ‪. [ 9 - 7 :‬‬ ‫ينبسيئرا نويندنقنلب س‬ ‫القسم الثالث ‪ :‬من يحاسب حساب مناقشة وهذا تحت الخطر لقوله صلى ا عليسسه وسسسلم ‪:‬‬

‫مسسن نسسوقش الحسسساب‬

‫عذب ‪. 69‬‬ ‫أما الكفار فقد اختلف العلماء فيهم هل يحاسبون أو ل يحاسبون ‪ ،‬فمسسن العلمسساء مسسن يقسسول ‪ :‬إن الكفسسار ل يحاسسسبون‬ ‫لنهم ليس لهم حسنات وإنما يذهب بهم إلى النار لنهم ليس لهم حسنات ‪ ،‬ومن العلمسساء مسسن يقسسول‪ :‬إنهسسم يحاسسسبون‬ ‫حساب تقرير ‪ ،‬أي بأعمالهم وكفرهم وإلحادأهم ‪ ،‬ثام يذهب بهم إلى النار ‪.‬‬ ‫والميزان ‪ :‬معناه اللة التي توزن بها أعمال العبادأ توضع الحسنات في كفسسة والسسسيئات فسسي كفسسة ‪ ،‬قسسال تعسسالى ‪:‬‬ ‫ك هسسم ادلسمدفلبسحونن نونمدن نخفبَ د‬ ‫فننمدن ثانقسلن د‬ ‫ك ابَلسبذينن نخبسسسروا أندنفسنسسهسدم ] المؤمنسون ‪-102‬‬ ‫ت نمسنوابزينسهس فنسأولنبئس ن‬ ‫ت نمنوابزينسهس فنسأولنئب ن‬ ‫‪ [ 103‬فإذا ثاقلت السيئات خسر النسان وإذا ثاقلت الحسنات ربح النسان ‪.‬‬ ‫هذا الميزان ميزان العمال ‪ ،‬كذلك من أوتي كتابه بيمينه فحسابه يسير ‪ ،‬ومن أوتي كتابه بشماله فحسابه عسسسير ‪،‬‬ ‫وسيرى الهوال والخطار جسيمة ‪ ،‬ومن خطر إلى خطر في مواقف القيامة والحساب والحشر ‪ ،‬هذه أمور هائلسسة‬ ‫لو فكرنا فيها ‪.‬‬ ‫مان حديث عمران بن حصين رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((68‬أخرجه البخاري )‪ (5705‬وأماسلم )‪ (218‬ع‬ ‫مان حديث عائشة رضي الله عنها ‪.‬‬ ‫‪ ((69‬أخرجه البخاري )‪ (103‬وأماسلم )‪ (2876‬ع‬

‫‪117‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫********‬ ‫نزنعنم البَبذينن نكفنسروا أندن لندن يسدبنعسثوا قسدل بننلى نونرلبي لنتسدبنعثسبَن ثاسبَم لنتسننببَسؤبَن ببنما‬ ‫ومن كذب بالبعث كفر ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ك نعنلى بَ‬ ‫اب ينبسيمر ] التغابن ‪[ 73 ] . [ 7 :‬‬ ‫نعبمدلتسدم نونذلب ن‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 73‬قوله ‪ :‬من كذب بالبعث كفر ‪ :‬لنه جحد ركةنا من أركان اليمان ‪ ،‬ولنه مكذب للسسه‬ ‫ولرسإله ولكتبه ؛ لن الله جل وعل أخبر عن البعث ‪ ،‬والرسإل أخبرت عن البعث ‪ ،‬والكتسسب‬ ‫فسسيروا‬ ‫ن كب ب‬ ‫م ال صسس ح‬ ‫أخبرت عن البعث ‪ ،‬فمن أنكره فهو كسسافر والسسدليل قسسوله تعسسالى ‪ :‬بزع بسس ب‬ ‫ذي ب‬ ‫ب‬ ‫ن ي يب معبيثوا فدلت الية على أن إنكار البعث كفسسر ‪ ،‬يقولسسون ليسسس‬ ‫الزعم هو الكذب ‪ ،‬أ م‬ ‫ن لب م‬ ‫بعد الموت بعث ‪ ،‬المشركون وعبدة الصأناما في عهد النبي صألى اللسسه عليسسه وسإسسلم كسسانوا‬ ‫ع ب‬ ‫خبرة ة بقايلوا ت حل م ب‬ ‫ك إح ة‬ ‫أ بئ ح ب‬ ‫سإبرة ة ] النازعسسات ‪-11 :‬‬ ‫يجادلون بالبعث ‪:‬‬ ‫ذا ك بصرة ة ب‬ ‫ما ن ب ح‬ ‫ذا ك يصنا ح‬ ‫خا ح‬ ‫ظا ة‬ ‫م ] يسسس ‪ . [ 78 :‬ومسسن مجسسادلتهم ‪:‬‬ ‫‪ [ 12‬وقسسالوا ‪:‬‬ ‫ي بر ح‬ ‫ن يي م‬ ‫حي حسسي ال معحظ بسسا ب‬ ‫ميسس ة‬ ‫ب‬ ‫ما وبه حسس ب‬ ‫مسس م‬ ‫ظا ب‬ ‫أ بيعحدك ي ب‬ ‫م إح ب‬ ‫ن‬ ‫م م‬ ‫م ت يبراةبا وب ح‬ ‫ذا ح‬ ‫دو ب‬ ‫مسسا يتوع بسس ي‬ ‫جسسو ب‬ ‫خبر ي‬ ‫ت لح ب‬ ‫ت هبي مهبسسا ب‬ ‫ن هبي مهبسسا ب‬ ‫م ي‬ ‫ما أن صك ي م‬ ‫ع ب ة‬ ‫م وبك ين مت ي م‬ ‫مت ب م‬ ‫م أن صك ي م‬ ‫ب ي م‬ ‫] المؤمنون ‪ [ 36 ، 35 :‬إلى غيسسر ذلسسك مسسن مقسسالت الكفسسار مسسن المسسم السسسابقة ومسسن‬ ‫المشركين في عهد النبي صألى الله عليه وسإلم فمن كذب بالبعث فهو مع هؤلء الكفرة ‪.‬‬ ‫ل ينكر البعث إل كافر ‪ ،‬ولقد أمر الله جل وعل نبيه صأسسلى اللسسه عليسسه وسإسسلم أن يقسسسم بسسه‬ ‫على البعث ‪ ،‬قال ‪ :‬قي م‬ ‫م هذه الية‬ ‫ما ع ب ح‬ ‫م ل بت ين بب صؤ ي ص‬ ‫مل مت ي م‬ ‫ن بح ب‬ ‫ن ثا ي ص‬ ‫ل ب ببلى وببرقبي هذا قسم ‪ ،‬ل بت يب معبث ي ص‬ ‫إحدى اليات الثلث التي أمر الله نبيه فيها أن يقسم على البعث ‪.‬‬ ‫ل إي وربي إنه ل بحق و ب‬ ‫الية الوألى ‪ :‬في سإورة يونس ‪ :‬ويستنبيئون ب ب‬ ‫م‬ ‫بب م بمح ب‬ ‫كأ ب‬ ‫ما أن ميتسس م‬ ‫حقي هيوب قي م ح ب ب ق ح ص ي ب ي ب ب‬ ‫] يونس ‪. [53 :‬‬

‫ن‬ ‫معم ح‬ ‫بح ي‬ ‫زي ب‬ ‫ج ح‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ة قي م‬ ‫الثانية في سإورة سإبأ ‪ :‬وببقا ب‬ ‫ن كب ب‬ ‫م ب‬ ‫ساع ب ي‬ ‫ل ال ص ح‬ ‫فيروا بل ت بأحتيبنا ال ص‬ ‫ل ب ببلى وببرقبي ل بت بأت حي بن صك ي م‬ ‫ذي ب‬ ‫عال حم ح‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫مابوا ح ب‬ ‫ن ذ بل ح ب‬ ‫قا ي‬ ‫ك وببل أك مب بير إ حصل‬ ‫مث م ب‬ ‫صأغبير ح‬ ‫ه ح‬ ‫ب بل ي بعميز ي‬ ‫ل ذ بصرةر حفي ال ص‬ ‫س ب‬ ‫ب ع بن م ي‬ ‫ض وببل أ م‬ ‫ال مغبي م ح‬ ‫م م‬ ‫ت وبل حفي المر ح‬ ‫ت يأول بئ ح ب‬ ‫م‬ ‫مغ م ح‬ ‫حا ح‬ ‫مينوا وبع ب ح‬ ‫جزحيب ال ص ح‬ ‫صال ح ب‬ ‫ن ل حي ب م‬ ‫فسسبرة ة وبرحمزقة ك برحيسس ة‬ ‫م ب‬ ‫ك ل بهيسس م‬ ‫نآ ب‬ ‫ب ي‬ ‫ميلوا ال ص‬ ‫حفي ك حبتا ر‬ ‫ذي ب‬ ‫محبي ر‬ ‫] سإبأ ‪ [ 4 - 3 :‬فالله أمر نبيه أن يقسم به على البعث وعلى قياما الساعة ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ن ي يب معبث يسسوا قيسس م‬ ‫ل‬ ‫ن كب ب‬ ‫الية الثالثة ‪ :‬هي التي معنا من سإورة التغابن ‪:‬‬ ‫م ال ص ح‬ ‫فسسيروا أ م‬ ‫بزع ب ب‬ ‫ن ل بسس م‬ ‫ذي ب‬

‫م وبذ بل ح ب‬ ‫سسسيةر ] التغسسابن ‪ . [ 7 :‬فالحكمسسة‬ ‫ك ع ببلى الل صهح ي ب ح‬ ‫ما ع ب ح‬ ‫م ل بت ين بب صؤ ي ص‬ ‫مل مت ي م‬ ‫ن بح ب‬ ‫ن ثا ي ص‬ ‫ب ببلى وببرقبي ل بت يب معبث ي ص‬ ‫من البعث هي جزاء العباد على أعمالهم ‪ ،‬وقوله تعسسالى‪ :‬لتنسسبئن ‪ ،‬أي ‪ :‬لتخسسبرن بأعمسسالكم‬ ‫وتجازون بها ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫‪118‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫اليمان بالرسل‬ ‫س‬ ‫وأرسل ا جميع الرسل مبشرين ومنذرين ‪ ،‬والدليل قسسوله تعسسالى ‪ :‬سرسسسسئل سمبنلشسسبرينن نوسمدنسسبذبرينن لبئنبَل ينسكسسونن بللنبَسسا ب‬ ‫اب سحبَجةم بندعند الرِرسسبل نونكانن بَ‬ ‫نعنلى بَ‬ ‫اس نعبزيئزا نحبكيئما ] النساء ‪[ 74 ] . [ 165 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 74‬اليمان بالرسل هو أحسسد أركسسان اليمسسان السسستة ‪ ،‬قسسال صسسلى اسس عليسسه وسسسلم ‪:‬‬

‫اليمسسان أن تسسؤمن بسسال‬

‫وملئكته وكتبه ورسله ‪. 70‬‬ ‫فاليمان بالرسل هو أحد أركان اليمان ‪ ،‬فل بد من اليمان بالرسل جميعهسسم مسسن أولهسسم إلسسى آخرهسسم ‪ ،‬فمسسن جحسسد‬ ‫رسول واحئدا منهم فهو كافر بالجميع كما قال تعالى ‪ :‬إببَن البَبذينن يندكفسسرونن ببابَلب نوسرسسلببه نويسبريسدونن أندن يسفنلرسقوا بنديسسنن بَ‬ ‫ابسس‬ ‫ك هسسم ادلنكافبسرونن نح يئقا نوأندعنتسسددننا‬ ‫ك نسببيئل سأولنئب ن‬ ‫ض نويسبريسدونن أندن ينتبَبخسذوا بندينن نذلب ن‬ ‫ض نونندكفسسر بببندع ة‬ ‫نوسرسسلببه نوينسقوسلونن نسدؤبمسن بببندع ة‬ ‫لبدلنكافببرينن نعنذائبا سمبهيئنا ] النساء ‪ [ 151 - 150 :‬فل بد من اليمان بجميع الرسل من أولهم إلى آخرهم ‪ ،‬من سمى‬ ‫ا منهم في كتابه ومن لم يسم ‪ ،‬فإن الرسل كثيرون ؛ ولهسسذا جسساء فسسي الحسسديث ‪:‬‬

‫أن عسسددأهم مائسسة ألسسف وأربعسسة‬

‫وعشرون ألفا ‪ ،‬الرسل من ذلك ثالثامائة وخمسة عشر جما غفيرا ‪. 71‬‬ ‫فهم رسل كثيرون منهم من سمى ا في كتابه ومنهم من لم يسسسم ‪ ،‬فيجسسب علينسسا اليمسسان بجميعهسسم مسسن أولهسسم إلسسى‬ ‫آخرهم ‪.‬‬ ‫********‬

‫‪ ((70‬سإلف تخريجه ص ‪. 63‬‬ ‫مان حديث أبي أمااماة الباهلي رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((71‬أخرجه أحمد في "المسند" ‪ (22287) 619-36/617‬ع‬

‫‪119‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫وأولهم نوحا عليه السلما ‪ ،‬وآخرهم محمد صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬والدليل على أن أولهم نوحا عليه السلما قوله‬ ‫حا نوالنبَببليينن بمدن بندعبدبه ] النساء ‪[ 75 ]. [ 163 :‬‬ ‫تعالى‪ :‬إببَنا أندونحديننا إبلندي ن‬ ‫ك نكنما أندونحديننا إبنلى سنو ة‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫ب‬ ‫حي مبنا إ حل بي م ب‬ ‫ك هذا خطاب للنبي صألى‬ ‫] ‪ [ 75‬الدليل على أن أولهم نوح قوله تعالى ‪ :‬إ حصنا أوم ب‬ ‫ب‬ ‫الله عليه وسإلم ‪ :‬ك ب ب‬ ‫ب‬ ‫عي ب‬ ‫ل‬ ‫ما ح‬ ‫حي مبنا إ حبلى إ حب مبرا ح‬ ‫ن ح‬ ‫ن ب بعمد حهح وبأوم ب‬ ‫ما أوم ب‬ ‫م وبإ ح م‬ ‫سإسس ب‬ ‫هي ب‬ ‫ب‬ ‫م م‬ ‫ح بوالن صب حقيي ب‬ ‫حي مبنا إ حلى ينو ر‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫داويد ب بزيبسسوةرا‬ ‫حاقب وبي بعم ي‬ ‫س وب ب‬ ‫ط وب ح‬ ‫سإببا ح‬ ‫ن بوآت بي مبنا ب‬ ‫ما ب‬ ‫هايرو ب‬ ‫سى وبأبيو ب‬ ‫قو ب‬ ‫سإ ب‬ ‫ن وب ي‬ ‫عي ب‬ ‫ب بوامل م‬ ‫وبإ ح م‬ ‫سإل بي م ب‬ ‫ب وبييون ي ب‬ ‫ذكر الله جملة من أسإمائهم في هذه الية كما ذكر جملة من أسإمائهم في آيسسة النعسساما ‪:‬‬ ‫ب‬ ‫ن إلسسى آخسسر اليسسات ] النعسساما ‪:‬‬ ‫سإى وب ب‬ ‫سإ ب‬ ‫وب ح‬ ‫هايرو ب‬ ‫ن وبأبيو ب‬ ‫ما ب‬ ‫ن ذ يقري صت حهح ب‬ ‫مو ب‬ ‫ب وبييو ي‬ ‫داويد ب وب ي‬ ‫ف وب ي‬ ‫سإل بي م ب‬ ‫م م‬ ‫‪. [ 86 - 84‬‬ ‫ن ب بعمد حهح بعثه اللسسه إلسسى‬ ‫فأولهم نوح عليه الصلة والسلما بدليل قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ن ح‬ ‫م م‬ ‫بوالن صب حقيي ب‬ ‫قومه لما غلوا في الصالحين بعد أن كان الناس على ديسسن التوحيسسد منسسذ آدما عليسسه السسلما‬ ‫إلى عشرة قرون وهم على التوحيد ‪ ،‬فلما جاء قوما نوح كان فيهم رجال صأسسالحون ‪ ،‬فلمسسا‬ ‫دا ‪ ،‬فسسانتهز الشسسيطان هسسذه الفرصأسسة وقسسال لهسسم ‪:‬‬ ‫مات هؤلء الصالحون حزنوا حزن ةسسا شسسدي ة‬ ‫صأوروا صأور هؤلء الصالحين وانصبوها على مجالسكم ؛ مسسن أجسسل إذا رأيتسسم هسسذه الصسسور‬ ‫تتذكرون أحوالهم وتنشطون على العبادة ‪ ،‬فقاموا وصأوروا صأور هؤلء الموتى ‪ ،‬ونصسسبوها‬ ‫على المجالس ‪ ،‬فلم تعبد فسسي أول المسسر لوجسسود العلمسساء السسذين يسسبينون للنسساس التوحيسسد‬ ‫وينكرون الشرك ‪.‬‬ ‫فلما مات العلماء وذهب الجيل الول ‪ ،‬جاء جيل متأخر وقد مات العلمساء ‪ ،‬جساء الشسيطان‬ ‫إليهم فقال لهم ‪ :‬إن آباءكم ما نصبوا هذه الصور إل ليعبدوها ‪ ،‬وبها كانوا يسقون المطسسر ‪،‬‬ ‫فزين لهم عبادتها فعبدوها من دون الله ‪ ،‬ومن ثام حدث الشرك فسسي الرض ‪ ،‬فبعسسث اللسسه‬ ‫حا عليه الصلة والسلما يدعوهم إلى الله عز وجل ويردهم إلسسى التوحيسسد السسذي هسسو‬ ‫نبيه نو ة‬ ‫ن‬ ‫م وببل ت بسسذ بير ص‬ ‫دين أبيهم آدما عليه السلما لكنهم عاندوا واسإتكبروا ‪ :‬وبقبسسايلوا بل ت بسسذ بير ص‬ ‫ن آل حهبت بك يسس م‬ ‫سةرا ] نوح ‪ [ 23 :‬قال ابن عباس ‪ :‬هذه أسإسسماء رجسال‬ ‫وا ة‬ ‫عا وببل ي بيغو ب‬ ‫وب و‬ ‫ث وبي بيعوقب وبن ب م‬ ‫دا وببل ي‬ ‫سإ ب‬ ‫صأالحين ‪ ،‬صأوروا صأورهم ونصبوها على مجالسهم فآل بهم المر إلى أن عبدوها من دون‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫فلما جاءهم نوح عليه الصلة والسلما ونهاهم عن عبادتها ‪ ،‬وأمرهم بعبادة الله ‪ ،‬قسسالوا ‪ :‬ل‬ ‫تذرون آلهتكم ‪ ،‬ل تطيعوا نوحسسا ‪ ،‬واسإسستمروا علسسى كفرهسسم وطغيسسانهم وعنسسادهم ‪.‬هسسذا أول‬

‫شرك حدث في الرض ‪ ،‬وسإببه الصور ولذلك قال النبي صألى الله عليه وسإسسلم ‪:‬‬ ‫الناس عذابا عند ا يوما القيامة المصورون‬

‫وقال صألى الله عليسه وسإسلم ‪:‬‬

‫إن أشسسد‬

‫إن السسذين يصسسنعون هسسذه‬

‫الصور يعذبون يوما القيامة ‪ ،‬يقال لهم ‪ :‬أحيوا ما خلقتم يؤمرون بنفخ الروح في هذه الصور من باب‬ ‫التعجيز والتعذيب لهم والعياذ بالله ؛ لن التصوير وسإيلة مسسن وسإسسائل الشسسرك كمسسا حصسسل‬ ‫لقوما نوح ‪.‬‬ ‫فأول الرسإل نوح ‪ ،‬وأما خاتم الرسإل وآخرهم فهو محمسسد صأسسلى اللسسه عليسسه وسإسسلم ‪ ،‬قسسال‬ ‫ب ب‬ ‫ما ب‬ ‫سإو ب‬ ‫ن ] الحسسزاب ‪:‬‬ ‫تعالى ‪:‬‬ ‫ل الل صهح وب ب‬ ‫حد ر ح‬ ‫ن رح ب‬ ‫مد ة أببا أ ب‬ ‫م ب‬ ‫كا ب‬ ‫ن بر ي‬ ‫خات ب ب‬ ‫جال حك ي م‬ ‫ح ص‬ ‫ن ي‬ ‫ب‬ ‫م الن صب حقيي ب‬ ‫م وبل بك ح م‬ ‫م م‬ ‫‪ [ 40‬وقال صألى الله عليه وسإلم ‪:‬‬

‫وأنا خاتم النبيين ل نبي بعدي ‪.‬‬

‫‪120‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫فبه صألى الله عليه وسإلم ختمت الرسإالت السماوية فل يبعسسث بعسسده نسسبي إلسسى أن تقسسوما‬ ‫الساعة ‪ ،‬ولكن شريعته باقية إلى أن تقوما الساعة ‪ ،‬ودينه باق إلى أن تقوما السسساعة كمسسا‬ ‫سإبق ‪ ،‬فمن ادعى النبوة بعد محمد صألى الله عليه وسإسسلم فهسسو كسسافر ‪ ،‬ومسسن صأسسدقه فهسسو‬ ‫كافر بالله لنه ل نبي بعده صألى الله عليه وسإلم ‪.‬‬ ‫وقد ادعى النبوة بعده خلق كثير وفضحهم الله وأظهر كذبهم ‪ ،‬ومسسن آخرهسسم فيمسسا نعلسسم ‪،‬‬ ‫القادياني ‪ ،‬غلما أحمد القادياني الهندي ‪ ،‬الذي كان في الول يسسدعي العلسسم والعبسسادة ‪ ،‬ثاسسم‬ ‫ادعى أنه عيسى بن مريم ‪ ،‬ثام ادعى النبوة ‪ ،‬والن له أتباع يسمون بالقاديانية وقد كفرهم‬ ‫المسسسلمون ونابسسذوهم واعتسسبروهم فرقسسة كسسافرة خارجسسة عسسن السإسسلما ‪ ،‬وهسسم منابسسذون‬ ‫ومطاردون ‪ -‬ولله الحمد ‪ -‬من بلد المسلمين ‪ ،‬ولهم نشاط ‪ ،‬ولكن نشاطهم يبوء بالفشل‬ ‫‪ ،‬الحاصأل أنه ل نبي بعد رسإول الله صألى الله عليه وسإلم ‪ ،‬من ادعسسى النبسسوة فهسسو كسسذاب‬ ‫كما قال صألى الله عليه وسإلم ‪:‬‬

‫ل تقوما الساعة حتى يبعث دأجسسالون كسسذابون ‪ ،‬قريبسسا مسسن ثالثايسسن كلهسسم‬

‫يزعم أنه رسول ا ‪.‬‬ ‫********‬ ‫وكل أمة بعث ا إليهم رسول من نوحا إلى محمد يأمرهم بعبادأةا ا وحده وينهاهم عن عبادأةا الطاغوت ‪ ،‬والدليل‬ ‫ان نوادجتننبسبوا ال بَ‬ ‫قوله تعالى ‪ :‬نولنقندد بننعدثننا بفي سكلل أسبَمةة نرسسوئل أنبن اسدعبسسدوا بَ‬ ‫طاسغو ن‬ ‫ت ] النحل ‪[ 76 ] . [ 36 :‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 76‬المتنبئون كثيرون ؛ ولكن الله يفضح أمرهم ويكشف سإترهم ويبين خزيهم للناس‬ ‫م فهو كسسافر ‪ ،‬لنسسه مكسسذب للسسه ولرسإسسوله صأسسلى اللسسه عليسسه وسإسسلم ولجمسساع‬ ‫صأد صقبهي م‬ ‫‪ ،‬وب ب‬ ‫ن ب‬ ‫م م‬ ‫المسلمين على ختم النبوة بمحمد صألى الله عليه وسإلم ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬وأكل أماة بعث الله إليهم رسإول ‪ ،‬أي ‪ :‬كل أمة مسسن النسساس يبعسسث اللسسه إليهسسا‬ ‫رسإول ليقيم الحجة عليهم ‪ ،‬لئل يقولوا ‪ :‬ما جاءنا مسسن بشسسير ول نسسذير ‪ ،‬ولقسسوله تعسسالى ‪:‬‬ ‫سإوةل ] السإراء ‪ [ 15 :‬فكل أمة مسسن المسسم السسسابقة يبعسسث‬ ‫حصتى ن بب معب ب‬ ‫ن ب‬ ‫ث بر ي‬ ‫ما ك يصنا ي‬ ‫وب ب‬ ‫معبذ قحبي ب‬ ‫الله إليها رسإوةل كما قال تعالى ‪ :‬وإن م ي‬ ‫ذيةر ] فسساطر ‪ [ 24 :‬لكسسن‬ ‫مسسةر إ حصل ب‬ ‫خبل حفيهبسسا ن بسس ح‬ ‫نأ ص‬ ‫بح م ح م‬ ‫يجب أن نعرف ما هي دعوة الرسإل ؟ دعوة الرسإل كلهم من أولهم إلى آخرهم هسسي إلسسى‬ ‫ب‬ ‫قد بعث منا في ك ي ق ي‬ ‫جت بن حيبوا ال ص‬ ‫طسسا ي‬ ‫ت‬ ‫التوحيد ؛ لقوله تعالى ‪ :‬وبل ب ب م ب ب ب ح‬ ‫ه بوا م‬ ‫ن ا يع مب ي ي‬ ‫مةر بر ي‬ ‫غو ب‬ ‫دوا الل ص ب‬ ‫لأ ص‬ ‫سإوةل أ ح‬ ‫فكل ما عبد من دون الله طاغوت ‪ ،‬كما يأتي في أنواع الطواغيت أن من أنواعهم ما عبد‬ ‫من دون الله وهو راض بذلك كما سإيأتي ‪.‬‬ ‫جت بن حيبوا ال ص‬ ‫طا ي‬ ‫ت أي ‪ :‬اجتنبوا عب ادة الوثاسان والصأسناما والقبسور‬ ‫فمعنى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫بوا م‬ ‫غو ب‬ ‫والضرحة هذه هي الطواغيت فدلت الية الكريمة على أن دعوة الرسإل كلها تتركز علسسى‬ ‫التوحيد من أولهم إلى آخرهم ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫كما قال سإبحانه وتعالى ‪ :‬و ب‬ ‫ن قبب مل ح ب‬ ‫ه إ حصل أ ببنسسا‬ ‫ل إ حصل ينو ح‬ ‫ك ح‬ ‫سإل مبنا ح‬ ‫ن بر ي‬ ‫ما أمر ب‬ ‫ه بل إ حل ب ب‬ ‫حي إ حل بي مهح أن ص ي‬ ‫ب ب‬ ‫سإو ر‬ ‫م م‬ ‫م م‬ ‫ب‬ ‫ن ] النبياء ‪ [ 25 :‬وقوله ‪ :‬ي ين بقز ي‬ ‫ن يب ب‬ ‫ن‬ ‫مبلئ حك ب ب‬ ‫شسايء ح‬ ‫ح ح‬ ‫بفاع مب ي ي‬ ‫مرحهح ع بل بسسى ب‬ ‫نأ م‬ ‫ل ال م ب‬ ‫مس م‬ ‫مس م‬ ‫م م‬ ‫دو ح‬ ‫ة حبالبرو ح‬ ‫ب‬ ‫عباده أ ب ب‬ ‫ن ] النحل ‪. [ 2 :‬‬ ‫ه إ حصل أ ببنا بفات ص ي‬ ‫ح ب ح ح م‬ ‫ه بل إ حل ب ب‬ ‫ن أن مذ حيروا أن ص ي‬ ‫قو ح‬

‫‪121‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫فدعوة الرسإل كلهم إلى التوحيد ‪ ،‬وإفراد الله جسسل وعل بالعبسسادة ‪ ،‬والنهسسي عسسن الشسسرك ‪،‬‬ ‫هذه هي دعوة الرسإل ‪ ،‬ثاسسم بعسسد التوحيسسد تسسأتي الشسسرائع مسسن الحلل والحسسراما ‪ ،‬وتفاصأسسيل‬ ‫الشرائع تختلف باختلف المم وحاجة المم ‪ ،‬وينسخ الله منها ما يشاء ‪ ،‬ثاسسم نسسسخت كلهسسا‬ ‫بشريعة السإلما الحلل والحراما والحكاما والعبادات والوامر والنواهي ‪ ،‬أمسسا الصأسسل وهسسو‬ ‫التوحيد فهذا ل اختلف فيه ول نسخ ‪ ،‬هذا ديسسن واحسسد ديسسن الرسإسسل كلهسسم مسسن أولهسسم إلسسى‬ ‫آخرهم دينهم واحد ‪.‬‬ ‫كما قال تعالى ‪ :‬ل حك ي ر‬ ‫جا ] المائسسدة ‪ [ 48 :‬وديسسن التوحيسسد هسسو‬ ‫شمرع ب ة‬ ‫ة وب ح‬ ‫م ح‬ ‫جعبل مبنا ح‬ ‫من مبها ة‬ ‫ل ب‬ ‫من مك ي م‬ ‫عبادة الله بما شرع في كل وقت بحسبه ‪ ،‬فإذا نسخ هذا الشرع انتقل إلى الناسإسسخ ‪ ،‬فمسسن‬ ‫أصأر وبقي على المنسوخ وتسسرك الناسإسسخ فسسإنه يكسسون كسسافةرا بسسالله عسسز وجسسل ؛ لن السسدين‬ ‫المنسوخ ل يكون ديةنا بعد نسخه ‪ ،‬وإنما هو دين قبل أن ينسسسخ ‪ ،‬فسسإذا نسسسخ فل يكسسون دين ةسسا‬ ‫ويكون الدين هو الناسإخ ‪ ،‬فلهذا نسخت شريعة السإلما ما قبلها من الشسرائع ‪ ،‬فمسن بق ي‬ ‫على اليهودية أو النصرانية بعد بعثة محمد صألى الله عليسسه وسإسسلم فهسسو كسسافر ؛ لنسسه يعمسسل‬ ‫بدين منسوخ انتهى وقته ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫‪122‬‬

‫*‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬

‫الكفر بالطاغوت واليمان بال‬ ‫وافترض ا على جميع العبادأ الكفر بالطاغوت واليمان بال ] ‪[ 77‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 77‬قال الشيخ رحمه ا ‪ :‬وافترض ا على جميع العبادأ الكفسسر بالطسساغوت واليمسسان بسسال ‪ ،‬ثاسسم ذكسسر تعريسسف‬ ‫الطساغوت ‪ ،‬فالطساغوت ذكسره اس جسل وعل فسي آيسات كسثيرةا منهسا قسوله تعسالى فسي سسورةا البقسرةا فننمسدن يندكسفسدر‬ ‫ببال بَ‬ ‫بَ‬ ‫صانما لننها نو بَ‬ ‫اس نولبرِي البَسسبذينن آنمنسسسوا يسدخبرسجهسسسدم‬ ‫اس نسبميمع نعبليمم‬ ‫ت نويسدؤبمدن ببابَلب فنقنبد ادستندمنس ن‬ ‫ك ببادلسعدرنوبةا ادلسودثانقى نل ادنفب ن‬ ‫طاسغو ب‬ ‫ت يسدخبرسجوننهسدم بمنن الرِنوبر إبنلى ال رِ‬ ‫ت إبنلى الرِنوبر نوالبَبذينن نكفنسروا أندولبنياسؤهسسم ال بَ‬ ‫بمنن ال رِ‬ ‫طاسغو س‬ ‫ك أن د‬ ‫ب النبَسسابر‬ ‫صسسنحا س‬ ‫ت سأولنئبسس ن‬ ‫ظلسنمسسا ب‬ ‫ظلسنما ب‬ ‫صيئبا بمسسنن‬ ‫هسدم بفينها نخالبسدونن ] البقرةا ‪، 256 :‬سس ‪ [ 257‬وفي سورةا النساء ‪ ،‬قوله تعالى ‪ :‬أنلندم تننر إبنلى البَبذينن سأوستوا نن ب‬ ‫ت نوال بَ‬ ‫ت نوينسقوسلونن لبلبَبذينن نكفنسسسروا نهسسؤنلبء أندهسسندى بمسنن البَسسبذينن آنمنسسسوا نسسسببيئل ] النسسساء ‪[51 :‬‬ ‫طاسغو ب‬ ‫ب يسدؤبمسنونن ببادلبجدب ب‬ ‫ادلبكنتا ب‬ ‫وهذه الية في اليهودأ ‪.‬‬ ‫ك يسبريسسسدونن أندن‬ ‫ك نونما أسدنبزنل بمدن قندبلبسس ن‬ ‫ويقول سبحانه في المنافقين ‪ :‬أنلندم تننر إبنلى البَبذينن يندزسعسمونن أننبَهسدم آنمسنوا ببنما أسدنبزنل إبلندي ن‬ ‫ينتننحانكسموا إبنلى ال بَ‬ ‫ت نوقندد أسبمسروا أندن يندكفسسروا بببه ] النسسساء ‪ [ 60 :‬وفسسي سسسورةا النحسسل يقسسول جسسل وعل ‪ :‬نولنقنسسدد‬ ‫طاسغو ب‬ ‫ان نوادجتننبسبوا ال بَ‬ ‫بننعدثننا بفي سكلل أسبَمةة نرسسوئل أنبن اسدعبسسدوا بَ‬ ‫طاسغو ن‬ ‫ت ] النحل ‪ [ 36 :‬الطاغوت ‪ :‬مأخوذ مسسن الطغيسسان وهسسو‬ ‫مجاوزةا الحد ‪ ،‬يقال ‪ :‬طغى الماء إذا ارتفع منسوبه ‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪ :‬إببَنا لنبَما ن‬ ‫طنغى ادلنماسء نحنمدلنناسكدم بفي ادلنجابرينبة ] الحاقة ‪. [ 11 :‬‬ ‫********‬ ‫قال ابن القيم ‪ :‬معنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبودأ أو متبوع أو مطاع ] ‪[ 78‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 78‬أما معنى الطاغوت في الشرع فهو كما ذكسر اب ن القيسم رحمسه اللسه ونقلسه عنسه‬ ‫دا‬ ‫الشيخ هاهنا ‪ ،‬الطاغوت ‪ :‬ما تجاوز به العبد حده ‪ ،‬العبد له حد لنه عبد حدد الله له حسسدو ة‬ ‫يجب عليه أن يقف عندها ‪ ،‬فإذا تجاوزها فإنه يكون طاغوةتا ‪ ،‬فمن تجاوز حسسدود اللسسه السستي‬ ‫حددها لعباده وأمرهم أن ل يتجاوزوها وأل يقربوها فهو طاغوت ‪ ،‬فإذا عصسسى اللسسه وتجسساوز‬ ‫حدوده وطغى فإنه يسمى طاغوةتا لنه طغى وتعدى حدود الله ‪.‬‬ ‫فقوله ‪ :‬ماا تجاوأز به العبد حده مان ماعبود أوأ ماتبوع أوأ ماطاع ‪.‬‬ ‫هذا التعريف الشامل للطاغوت لن الله جل وعل أمر بعبسسادته وحسسده ل شسسريك لسسه ‪ ،‬وأمسسر‬ ‫باتباع رسإوله صألى الله عليه وسإلم ‪ ،‬وأمر بطاعته وطاعة رسإوله فيما حلل وحرما ‪ ،‬فمسسن‬ ‫تجاوز هذا المر فهو طاغوت ‪ ،‬من تجاوز حد العبادة التي أوجبها اللسسه واختسسص بهسسا ونفاهسسا‬ ‫عن غيره ‪ ،‬فعبد مع الله غيره فهسسو طسساغوت ‪ ،‬المشسسرك طسساغوت ؛ لنسسه تجسساوز الحسسد فسسي‬ ‫العبادة وعبد مع الله غيره ‪ ،‬صأرف العبادة لغير مستحقها ‪ ،‬وكذلك من عبد وهو راض ‪.‬‬ ‫الذي يعبده الناس بهذا ويفرح ويترأس بهذا الشيء ويسستزعم هسسذا طسساغوت ‪ ،‬مثسسل فرعسسون‬ ‫والنمرود ومشايخ الطرق الصوفية الغلة الذين يعبدهم أتباعهم ويرضون بذلك ‪ ،‬أو يدعون‬ ‫الناس إلى هذا ‪ ،‬أي إلى أن يعبدوهم كما سإيأتي ‪ ،‬فهذا طاغوت في العبادة ‪.‬‬ ‫دا صألى الله عليه وسإلم‬ ‫قوله ‪ :‬أوأ ماتبوع ‪ :‬الله جل وعل أمر جميع الخلق أن يتبعوا محم ة‬ ‫‪ ،‬فل يجوز لحد أن يتبع غيره عليه الصلة والسلما ‪ ،‬فمسسن اتبسسع غيسسر الرسإسسول صأسسلى اللسسه‬ ‫‪123‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫عليه وسإلم وزعم أن هذا جائز فإنه يكون طاغوةتا لنه اتبع غيسسر الرسإسسول صأسسلى اللسسه عليسسه‬ ‫وسإلم الذي أمر بإتباعه ‪ ،‬فالتباع خاص بالرسإول صألى اللسسه عليسسه وسإسسلم ‪ ،‬أمسا غيسسره مسسن‬ ‫العلماء والدعاة فهؤلء يتبعون إذا اتبعوا طريقة الرسإول صألى الله عليه وسإسسلم ‪ .‬فسسالمتبع‬ ‫هو الرسإول صألى الله عليه وسإلم ‪ ،‬أما هؤلء فإنهم مبلغون فقط يتبعون للحق وما وافقوا‬ ‫فيه اتباع الرسإول صألى الله عليه وسإلم ‪ ،‬وما خالفوا فيه الرسإول فل يجوز اتباعه ‪.‬‬ ‫مثال ذلك مشايخ الطرق الصوفية ‪ ،‬يتبعهم مريدوهم وعبيسسدهم فسسي غيسسر طاعسسة الرسإسسول‬ ‫صألى الله عليه وسإلم بل يقولون ‪ :‬إننا لسنا بحاجة إلى الرسإسسول صأسسلى اللسسه عليسسه وسإسسلم‬ ‫نحن نأخذ مما أخذ منه الرسإول صألى الله عليه وسإلم ونتلقى عن الله مباشرة ‪ ،‬الرسإسسول‬ ‫صألى الله عليه وسإلم يتلقى عن الله بالواسإطة ‪ ،‬بواسإطة جبريل‪ ،‬ونحن نتلقسسى عسسن اللسسه‬ ‫مباشرة ويقولون ‪ :‬أنتم تروون دينكم عن ميت ‪ ،‬ونحن نروي ديننا عن الله سإبحانه وتعالى‬ ‫‪ ،‬لنهم يزعمون أن شيوخهم يتصلون بالله ويتلقون من الله مباشرة ‪.‬‬ ‫بلغ بهم الحد إلى هذا الطغيان والعياذ بالله ‪ ،‬هذه طريقتهم ‪ ،‬ل شك أن هسسؤلء هسسم رؤوس‬ ‫الطواغيت والعياذ بالله ؛ لنه ل طريق إلى الله جل وعل إل باتباع رسإوله صأسلى اللسه عليسه‬ ‫وسإلم ‪ ،‬قال قي م‬ ‫ه‬ ‫م تي ح‬ ‫ه وبي بغم ح‬ ‫ه فبسسات صب حيعوحني ي ي م‬ ‫حببو ب‬ ‫ل إح م‬ ‫م بوالل صسس ي‬ ‫م ذ ين يسسوب بك ي م‬ ‫فسسمر ل بك يسس م‬ ‫م الل صسس ي‬ ‫حب حب مك يسس ي‬ ‫ن الل ص ب‬ ‫ن ك ين مت ي م‬ ‫حيم يقس م ب‬ ‫ب ال م ب‬ ‫سإسو ب‬ ‫ن ] آل‬ ‫غب ي‬ ‫ه بل ي ي ح‬ ‫لأ ح‬ ‫حس ب‬ ‫وا بفسإ ح ص‬ ‫ل بفسإ ح م‬ ‫ه بوالصر ي‬ ‫ن الصلس ب‬ ‫طييعسوا الصلس ب‬ ‫فوةر بر ح ة‬ ‫ري ب‬ ‫ن ت بوبصلس م‬ ‫كسافح ح‬ ‫عمران ‪. [ 32 ، 31 :‬‬ ‫فالذي يتبع غير الرسإول هذا يعتبر طاغوتا ‪ ،‬وكذلك من يدعو إلى اتباعه ويقول للناس ‪ :‬أنا‬ ‫آتيكم بالمر من الله مباشرة ‪ ،‬هذا أكبر الطواغيت في العالم والعياذ بالله ‪.‬‬ ‫قوله ‪ :‬أوأ ماطاع ‪ :‬الطاعة إنما هي لله ولرسإوله بما حلل وحرما ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬ي بسسا أ بي بهبسسا‬ ‫ال صذين آمنوا أ بطيعوا الل صه وأ بطيعوا الرسإو ب ي‬ ‫ب‬ ‫م حفي ب‬ ‫مرح ح‬ ‫ح ب ب ي‬ ‫يرء فبير ب‬ ‫م فبإ ح م‬ ‫ب ب ح ي‬ ‫ح ي‬ ‫ص ي‬ ‫دوه ي‬ ‫ن ت ببنابزع مت ي م‬ ‫من مك ي م‬ ‫ل وبأوحلي امل م‬ ‫ش م‬ ‫ب‬ ‫خرح ذ بل ح ب‬ ‫ن ت بأ محويةل ] النسسساء ‪:‬‬ ‫ك ب‬ ‫ن حبالل صهح بوال مي بومما ح امل ح‬ ‫م ت يؤ م ح‬ ‫خي مةر وبأ م‬ ‫مينو ب‬ ‫ل إح م‬ ‫ح ب‬ ‫إ حبلى الل صهح بوالصر ي‬ ‫ن ك ين مت ي م‬ ‫س ي‬ ‫سإو ح‬ ‫‪ [ 59‬فالحلل ما أحله الله ‪ ،‬والحراما مسسا حرمسسه اللسسه ‪ ،‬وليسسس لحسسد أن يشسسارك اللسسه فسسي‬ ‫التحليل والتحريم ؛ ولذلك حكم اللسسه علسى مسن حلسسل وحسسرما أو طساع مسن فعسسل ذلسك بسأنه‬ ‫مشرك ‪.‬‬ ‫م أ بصل‬ ‫مؤ م ح‬ ‫قال سإبحانه وتعالى ‪ :‬فبك ييلوا ح‬ ‫م الل صهح ع بل بي مهح إ ح م‬ ‫ما ذ يك حبر ا م‬ ‫ما ل بك ي م‬ ‫ن وب ب‬ ‫م حبآبيات حهح ي‬ ‫ن ك ين مت ي م‬ ‫سإ ي‬ ‫م ص‬ ‫محني ب‬ ‫م‬ ‫ص ب‬ ‫ن‬ ‫ت بأك ييلوا ح‬ ‫م إ حل بي مسسهح وبإ ح ص‬ ‫مسسا ا م‬ ‫مسسا ب‬ ‫حسسصر ب‬ ‫ما ذ يك حبر ا م‬ ‫ضسسط يرحمرت ي م‬ ‫م إ حصل ب‬ ‫ما ع بل بي مك يسس م‬ ‫م ب‬ ‫ل ل بك ي م‬ ‫سإ ي‬ ‫م ص‬ ‫م الل صهح ع بل بي مهح وبقبد م فب ص‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ن وبذ بيروا ب‬ ‫ن برب ص ب‬ ‫ه‬ ‫م ب حغبي مرح ح‬ ‫معمت ب ح‬ ‫ك بحثيةرا ل بي ي ح‬ ‫عل مم ر إ ح ص‬ ‫ضبلو ب‬ ‫ظاه حبر امل حثا مسسم ح وبب بسساط حن ب ي‬ ‫م حبال م ي‬ ‫ك هيوب أع مل ب ي‬ ‫وائ حهح م‬ ‫دي م ب‬ ‫ن ب حأهم ب‬ ‫ما ب‬ ‫كاينوا ي ب م‬ ‫م الل صسسهح‬ ‫ن وببل ت بأك ييلوا ح‬ ‫ن ي بك م ح‬ ‫ن ال ص ح‬ ‫قت برحيفو ب‬ ‫جبزوم ب‬ ‫سإي ي م‬ ‫سيبو ب‬ ‫إح ص‬ ‫م ي يسسذ مك برح ا م‬ ‫م ب‬ ‫سإسس ي‬ ‫مسسا ل بسس م‬ ‫م ص‬ ‫ن بح ب‬ ‫ن امل حثا م ب‬ ‫ذي ب‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫م إ حن ص ي‬ ‫ن ال ص‬ ‫م‬ ‫شبيا ح‬ ‫ه لب ح‬ ‫م وبإ ح م‬ ‫م ل حي ي ب‬ ‫حسو ب‬ ‫ن ل بييو ي‬ ‫سقة وبإ ح ص‬ ‫ف م‬ ‫كس م‬ ‫مسوهي م‬ ‫ن أط بعمت ي ي‬ ‫جساد حيلوك ي م‬ ‫ن إ حبلسى أومل حبيسائ حهح م‬ ‫ع بل بي مهح وبإ حن ص ي‬ ‫طي ب‬ ‫شرح ي‬ ‫م م‬ ‫ن ] النعاما ‪- 118 :‬سس ‪ [ 121‬لن أهل الجاهلية يقولون ‪ :‬الميتسسة حلل لن اللسسه‬ ‫كو ب‬ ‫لب ي‬ ‫هو الذي ذبحها ‪ ،‬فهي أولى بالحل مما ذبحتم وذكيتم ‪ ،‬فالله جسسل وعل يقسسول ‪ :‬ل تسسأكلوا إل‬ ‫ما ذكي ذكاة شرعية ‪ ،‬وحرما عليكم الميتة ‪.‬‬ ‫وهؤلء يقولون ‪ :‬ل الميتة حلل هي أولى بالحل من المذكاة لن المسذكاة ذكيتموهسسا أنتسسم ‪،‬‬ ‫وأما الميتة فالله هو الذي ذبحها ‪.‬‬ ‫م‬ ‫سسقة أي‬ ‫ه لب ح‬ ‫ولهذا رد على المشركين وقال ‪ :‬وببل ت بأك ييلوا ح‬ ‫ف م‬ ‫م ي يذ مك برح ا م‬ ‫م الل صهح ع بل بي مهح وبإ حن ص ي‬ ‫سإ ي‬ ‫ما ل ب م‬ ‫م ص‬ ‫ن ال ص‬ ‫ن إ حل بسسى‬ ‫شسسبيا ح‬ ‫حسسو ب‬ ‫ن ل بييو ي‬ ‫‪ :‬خروج عن طاعة الله سإبحانه عز وجل ‪ .‬وقسسال بعسسدها ‪ :‬وبإ ح ص‬ ‫طي ب‬ ‫ب‬ ‫م يقولون ‪ :‬الميتة ذبحها الله والمذكاة أنتم ذبحتموها فكيف تسسستحلون مسسا ذبحتسسم‬ ‫أومل حبيائ حهح م‬ ‫‪124‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫ول تستحلون ما ذبحه الله ؟ هذا مجادلة بالباطل ‪ ،‬ثام قال تعالى ‪ :‬وإ ب‬ ‫م‬ ‫بح م‬ ‫م إ حن صك يسس م‬ ‫موهي م‬ ‫ن أط بعمت ي ي‬ ‫شرح ي‬ ‫م م‬ ‫ن هذا من شرك الطاعة ‪ ،‬التحليل والتحريم حق لله جل وعل ‪.‬‬ ‫كو ب‬ ‫لب ي‬ ‫فل يجوز لحد أن يحلل أو يحرما من عند نفسه أو يطيع من حلل أو حرما من عنده نفسسسه ‪،‬‬ ‫ومن فعل ذلك فإنه طاغوت ومطيع للطواغيت الذين يحللون ويحرمون من دون الله هسسذا‬ ‫معنى قوله ‪ :‬أو مطاع ‪ :‬أي ‪ :‬مطاع في التحليل والتحريم ؛ لن التحليل والتحريم حق للسسه‬ ‫جل وعل ‪ ،‬والرسإول صألى الله عليه وسإلم مبلغ عن الله ما حلل وحرما ‪.‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫أنواع الطواغيت‬ ‫والطواغيت كثيرون ‪ ،‬ورؤوسهم خمسة ‪ ،‬إبليس لعنه ا ‪ ،‬ومن عبد وهو راض ] ‪[ 79‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 79‬قوله ‪ :‬والطواغيت كثيرون ‪ ،‬ورؤوسهم خمسة ‪:‬‬ ‫الطواغيت الذين ينطبق عليهم هذا التعريف ‪ :‬كل معبودأ أو متبوع أو مطاع كثيرون ؛ ولكن رؤوسهم خمسسة يعنسي‬ ‫أكابرهم خمسة ‪.‬‬ ‫الول ‪ :‬إبليس لعنه ا ‪ ،‬أي ‪ :‬طردأه ا وأبعده عن رحمته بسبب أنه امتنع مسسن السسسجودأ لدأما وعصسسى اسس سسسبحانه‬ ‫وتعالى وتكبر وقال ‪ :‬نقانل أنننا نخديمر بمدنهس نخلندقتنبني بمدن نناةر نونخلندقتنهس بمدن بطيسسةن ] ص ‪ [ 76 :‬فعصسسى أمسسر اسس وتكسسبر‬ ‫فلعنه ا وطردأه وأبعده ‪ ،‬وسمي إبليس قيل ‪ :‬لنه أبلس من الرحمة يعني يأس من الرحمسسة ‪ ،‬فسسادلسمدببلس هسسو اليسسائس‬ ‫من الشيء ‪ ،‬فإبليس لعنه ا رأس الطواغيت لنه هو الذي يسسأمر بعبسادأةا غيسسر اسس ‪ ،‬وهسو السذي يسسأمر باتبسساع غيسر‬ ‫رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬وهو الذي يأمر بطاعة غير ا بالتحليل والتحريم ‪ ،‬فإبليس هو مصدر الشر وهو‬ ‫رأس الطواغيت ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬من سعببند وهو راض ‪ ،‬أي ‪ :‬عبد وهو راض بعبادأةا الناس له فهو طاغوت ‪ ،‬أما مسسن عبسسد وهسسو غيسسر راض‬ ‫بذلك فل يدخل في هذا ؛ لن عيسى عليه الصلةا والسلما عبد من دأون ا ولكنه غير راض بذلك ‪ ،‬وأمسسه وعزيسسر‬ ‫والولياء والصالحون من عبادأ ا ل يرضون بهذا ‪ ،‬بل كانوا ينكرون هذا ويحاربون مسسن فعلسسه ‪ ،‬فمسسن عبسسد وهسسو‬ ‫غير راض بذلك فإنه ل يسمى طاغوتا ‪.‬‬ ‫ولذلك لما أنزل ا قوله ‪ :‬إبنبَسكدم نونما تندعبسسدونن بمدن سدأوبن بَ‬ ‫ب نجهننبَنم أندنتسدم لنهنسسا نوابرسدأونن ] النبيسساء ‪ [ 98 :‬فسسرحا‬ ‫ص س‬ ‫اب نح ن‬ ‫المشركون ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬نحن نعبد المسيح ونعبد ونعبد ‪ ،....‬إئذا هسسم معنسسا فسسي النسسار ‪ ،‬فسسأنزل اسس تعسسالى ‪ :‬إببَن البَسسبذينن‬ ‫ك نعدننها سمدبنعسدونن نل يندسنمسعونن نحبسينسنها نوهسدم بفي نما ادشتنهن د‬ ‫نسبنقن د‬ ‫ت أندنفسسسهسدم نخالبسدونن ] النبيسساء ‪:‬‬ ‫ت لنهسدم بمبَنا ادلسحدسننى سأولنئب ن‬ ‫‪. [ 102 - 101‬‬ ‫وفي الية الخرى قالوا ‪ :‬نونقاسلوا نأآلبهنتسننا نخديمر أندما هس نو ] الزخسرف ‪ [ 58 :‬يعنسون عيسسى عليسه السسلما ثاسم قسال ‪:‬‬ ‫صسمونن إبدن هسنو إببَل نعدبمد أندننعدمننا نعلنديبه نونجنعدلننسساهس نمثنئل‬ ‫ضنرسبوهس لن ن‬ ‫سورةا الزخرف الية ‪ 58‬نما ن‬ ‫ك إببَل نجندئل بندل هسدم قندومما نخ ب‬ ‫لببنبني إبدسنرابئينل ] الزخرف ‪ [ 59 ، 58 :‬فهو عبد ل ول يرضى أن يعبد من دأون ا بل بعثه ا بإنكار ذلك ‪:‬‬ ‫ت لنهسدم إببَل نما أننمدرتنبني بببه أنبن ادعبسسدوا بَ‬ ‫نما قسدل س‬ ‫ان نرلبي نونرببَسكدم ] المائدةا ‪ [ 117 :‬فالذي عبد وهسسو غيسسر راض بسسذلك ‪ ،‬ل‬ ‫‪125‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫يدخل في هذا الوعيد ول يكون طاغوئتا ؛ لنه منكر لذلك ؛ لن الطاغوت هو الذي يرضى بسسأن يعبسسد مسسن دأون اسس‬ ‫عز وجل ‪.‬‬ ‫********‬ ‫ومن دأعا الناس إلى عبادأةا نفسه ] ‪[ 80‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 80‬وأالثالث ‪ :‬مان دعا الناس إلى عبادة نفسه ‪ :‬مثل رؤوس المشركين الذين‬ ‫قا ب ب‬ ‫م امل بع مبلى ] النازعات‬ ‫يدعون الناس إلى عبادة أنفسهم مثل فرعون قال ‪ :‬فب ب‬ ‫ل أبنا برب بك ي ي‬ ‫‪. [ 24 :‬‬ ‫ومثل النمرود ومثل غلة الصوفية الذين يدعون الناس إلسسى عبسسادتهم حسستى إنهسسم يوصأسسون‬ ‫الناس أن يعبدوهم بعدما يموتون فيقول أحدهم ‪ :‬إذا أعيتكم المور فأتوا إلى قبري ‪ ،‬أي ‪:‬‬ ‫إذا أعجزتكم المور فأتوا إلى قبري ول يحسسول بينكسسم وبينسسي حفنسسة مسسن السستراب ‪ ،‬يوصأسسون‬ ‫الناس أن يأتوا إلى قبورهم ويعدونهم أنهم سإيقومون بحسسوائجهم ‪ ،‬فمسسن دعسسا النسساس إلسسى‬ ‫عبادة نفسه حيا وميةتا فهو من رؤوس الطواغيت ‪ ،‬وكذلك من دعا الناس إلى عبادة غيسسره‬ ‫مسسن الطسسواغيت وهسسم دعسساة الشسسرك ‪ ،‬هسسؤلء طسسواغيت ‪ ،‬السسذين يزينسسون الشسسرك للنسساس‬ ‫ويسمونه بغير اسإمه ويقولون هذا من باب التوسإل ‪ ،‬أو هذا من باب الشفاعة وهم كثير ‪.‬‬ ‫إن هؤلء طواغيت لنهم يدعون إلى الشرك ‪ ،‬فهم يدعون إلى عبسسادة غيسسر اللسسه ويسسسمون‬ ‫ذلك بغير اسإمه ‪ ،‬ويزينونه للناس بالشبهات وزخرف القول هسسؤلء هسسم الطسسواغيت ‪ ،‬دعسساة‬ ‫الشرك طواغيت ‪ ،‬وكل من عبد من دون الله ورضي بذلك أو دعا الناس إلى عبادة نفسسسه‬ ‫أو دعا الناس إلى عبادة غير الله فإنه من الطواغيت ‪ ،‬بل هو من رؤوس الطواغيت نسسسأل‬ ‫الله العافية ‪.‬‬ ‫********‬ ‫ومن ادأعى شيئا من الغيب ] ‪[ 81‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 81‬الرابع ‪ :‬ما ن ادعلى شليئا مالن عللم الغيلب ‪ :‬وهسسذا يسسدخل فيسسه السسسحرة‬ ‫والمنجمون والكهان والرمالون وكل من يدعي أنه يعلم الغيب ويقسسول للنسساس ‪ :‬سإيحصسسل‬ ‫لكم كذا وكذا ‪ ،‬أنت سإيحصل لك سإعادة أو يحصل لك شيء من التعب ‪ ،‬أو توفق في زواج‬ ‫أو ل توفق ‪ ،‬هؤلء يدعون علسسم الغيسب ‪ ،‬والغيسب ل يعلمسه إل اللسسه سإسسبحانه وتعسسالى ‪ ،‬قسال‬ ‫مب‬ ‫تعالى ‪ :‬قي م‬ ‫ه ] النمسسل ‪ [ 65 :‬وقسسال‬ ‫مابوا ح‬ ‫ض ال مغبي مسس ب‬ ‫ن حفي ال ص‬ ‫ب إ حصل الل صسس ي‬ ‫سسس ب‬ ‫م ب‬ ‫ل بل ي بعمل ب ي‬ ‫م م‬ ‫ت بوالمر ح‬ ‫ب‬ ‫ل ] الجن ‪26 :‬‬ ‫تعالى ‪:‬‬ ‫ب‬ ‫ضى ح‬ ‫ن امرت ب ب‬ ‫ح ة‬ ‫ب فببل ي يظ مهحير ع ببلى غ بي مب حهح أ ب‬ ‫ن بر ي‬ ‫دا إ حصل ب‬ ‫عال ح ي‬ ‫م ال مغبي م ح‬ ‫سإو ر‬ ‫م م‬ ‫م ح‬ ‫مسا‬ ‫م ب‬ ‫‪ [ 27 ،‬وقال تعالى ‪ :‬وب ح‬ ‫ما حفي ال مب بقر بوال مب ب م‬ ‫فات ح ي‬ ‫حسرح وب ب‬ ‫م ب‬ ‫مبها إ حصل هيوب وبي بعمل ب ي‬ ‫ب بل ي بعمل ب ي‬ ‫عن مد به ي ب‬ ‫ح ال مغبي م ح‬ ‫ب‬ ‫ت املمرض وببل برط مسس ر ب‬ ‫ق ي‬ ‫ب‬ ‫س ي‬ ‫مسسا ح‬ ‫ط ح‬ ‫مبها وببل ب‬ ‫تب م‬ ‫حب صةر حفي ظ يل ي ب‬ ‫ن وببرقبةر إ حصل ي بعمل ب ي‬ ‫س إ حصل فحسسي ك حت بسسا ر‬ ‫م م‬ ‫ب وبل ي بسساب ح ر‬ ‫ح‬ ‫ن ] النعاما ‪. [ 59 :‬‬ ‫ي‬ ‫محبي ر‬ ‫ل يعلمها إل هو ‪ :‬هذا حصر فل يعلم الغيب إل الله أو من أطلعسسه اللسسه علسسى شسسيء مسسن‬ ‫الغيب من رسإله لجل مصلحة البشر ومعجزة للرسإول ‪ ،‬لكسسن لسسم يعلسسم الغيسسب مسسن ذات‬ ‫نفسه وإنما علمه للغيب من تعليم الله له ‪ ،‬فل يعلم الغيب إل الله فمن ادعى علم الغيسسب‬ ‫‪126‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫كا لله فيما اختص به سإبحانه ‪ ،‬فيكون مشر ة‬ ‫فإنه يكون مشار ة‬ ‫كا وطاغوةتا وكافةرا ‪ ،‬وهذا مسسن‬ ‫أعظم أنواع الردة عن السإلما ‪.‬‬ ‫********‬ ‫ومن حكم بغير ما أنزل ا ] ‪[ 82‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 82‬الخاماس ‪ :‬مان حكم بغير ماا أنزل الله ‪ :‬ودليله قوله تعسسالى ‪ :‬يريسسدو ب‬ ‫ن‬ ‫نأ م‬ ‫ي ح ي ب‬ ‫موا إ حبلى ال ص‬ ‫طا ي‬ ‫ت ]النساء ‪ [ 60 :‬فالذي يحكم بغير مسسا أنسسزل اللسسه مسسستحل لسسذلك‬ ‫غو ح‬ ‫ي بت ب ب‬ ‫حاك ب ي‬ ‫يكون طاغوةتا ‪ ،‬والذي يقسسول ‪ :‬أنسسه يجسسوز أن يتحسساكموا إلسسى القسسانون أو إلسسى العوائسسد فسسي‬ ‫الجاهلية أو عوائد القبائل والبادية ويتركوا الشرع ‪ ،‬يقول ‪ :‬هذا حلل ‪ ،‬أو ‪ :‬هذا يسسساوي مسسا‬ ‫أنزل الله ‪ ،‬فإذا قال إنه أحسن مما أنزل الله ‪ ،‬أو يساوي ما أنزل اللسسه ‪ ،‬أو قسسال إنسسه حلل‬ ‫فقط ‪ ،‬ولم يقل ‪ :‬إنه يساوي ‪ ،‬ول أفضل ‪ ،‬قال ‪ :‬حلل جائز ‪ ،‬هذا يعتبر طاغوةتا ‪ ،‬وهذا بنص‬ ‫القرآن ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬يريدو ب‬ ‫موا إ حبلى ال ص‬ ‫طا ي‬ ‫ت سإمي طاغوةتا لنه تجاوز حده‬ ‫غو ح‬ ‫ن ي بت ب ب‬ ‫نأ م‬ ‫ي ح ي ب‬ ‫حاك ب ي‬ ‫‪ ،‬أما من حكم بغير ما أنزل الله وهو يقر أن ما أنزل الله هو السسواجب التبسساع والحسسق ‪ ،‬وأن‬ ‫غيره باطل ‪ ،‬وأنه يحكم بباطل ‪ ،‬فهذا يعتبر كافرا الكفر الصأغر الذي ل يخرج مسسن الملسسة ‪،‬‬ ‫لكنه على خطر عظيم ‪ ،‬على طريق قد يصل به إلى الكفر المخرج مسسن الملسسة إذا تسسساهل‬ ‫في هذا المر ‪.‬‬ ‫وأما من حكم بغير ما أنزل الله عن غير تعمد بل عن اجتهاد ‪ ،‬وهو مسسن أهسسل الجتهسساد مسسن‬ ‫الفقهاء واجتهد ولكن لم يصب حكم الله ‪ ،‬وأخطأ في اجتهاده فهذا مغفور له ‪ ،‬قسسال صأسسلى‬ ‫الله عليه وسإلم ‪:‬‬

‫إذا حكم الحاكم ‪ ،‬فاجتهد ‪ ،‬ثام أصاب ‪ ،‬فله أجران ‪ ،‬وإذا حكم فاجتهد ‪ ،‬ثام أخطأ ‪ ،‬فله أجر‬

‫‪ 72‬لنه لم يتعمد الخطأ هو يريد الحق ويريد موافقة حكم الله عز وجل ؛ لكنه لم يوفق له‬ ‫فهذا يعتبر معذوةرا ومأجوةرا ؛ ولكن ل يجوز اتباعه على الخطأ ‪ ،‬ل يجوز لنسسا أن نتبعسسه علسسى‬ ‫الخطأ ‪ ،‬ومن هذا اجتهادات الفقهاء التي أخطؤوا فيها أو اجتهسسادات القضسساة فسسي المحسساكم‬ ‫إذا اجتهدوا وبذلوا وسإعهم في طلب الوصأول إلى الحق ولكن لم يوفقوا فخطؤهم مغفور‬ ‫‪.‬‬ ‫********‬ ‫والدليل قوله تعالى ‪ :‬نل إبدكنراهن بفي اللديبن قندد تنبنيبَنن الرِردشسد بمنن ادلنغلي فننمدن يندكفسدر ببال بَ‬ ‫ك‬ ‫ت نويسدؤبمدن ببابَلب فنقنبد ادستندمنس ن‬ ‫طاسغو ب‬ ‫صانما لننها نو بَ‬ ‫اس نسبميمع نعبليمم ] البقرةا ‪[ 83 ] . [ 256 :‬‬ ‫ببادلسعدرنوبةا ادلسودثانقى نل ادنفب ن‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫ن البر م‬ ‫فسسمر‬ ‫ن ي بك م ي‬ ‫] ‪ [ 83‬قال سإبحانه وتعالى ‪:‬‬ ‫شد ي ح‬ ‫بل إ حك مبراه ب حفي ال ق‬ ‫ي فب ب‬ ‫مس م‬ ‫ن ال مبغس ق‬ ‫م ب‬ ‫ن قبد م ت بب بي ص ب‬ ‫دي ح‬ ‫حبال ص‬ ‫س ب‬ ‫طا ي‬ ‫م ل‬ ‫ك حبال معيمروبةح ال مويثا م ب‬ ‫ن حبالل صهح فب ب‬ ‫سإ ح‬ ‫قى بل ان م ح‬ ‫ت وبي يؤ م ح‬ ‫غو ح‬ ‫صا ب‬ ‫ه ب‬ ‫م ب‬ ‫قد ح ا م‬ ‫ميعة ع بحليسس ة‬ ‫ما ل ببها بوالل ص ي‬ ‫سإت ب م‬ ‫ف ب‬ ‫م م‬ ‫دا ل يكسره عل ى السدخول فسي السإ لما ؛ لن السدخول فسي‬ ‫إكراه في الدين ‪ ،‬معنساه أن أحس ة‬ ‫السإلما ل بد يكون عسسن اقتنسساع واعتقسساد بسالقلب ول يكسسره عليسسه أحسسد ‪ ،‬ل يمكسسن هسسذا ؛ لن‬ ‫مان حديث عمروأ بن العاص رضي الله عنه ‪.‬‬ ‫‪ ((72‬أخرجه البخاري )‪ ، (7352‬وأماسلم )‪ (1716‬ع‬

‫‪127‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫القلوب ل يتصرف فيها إل الله سإبحانه وتعسسالى ‪ ،‬ل يكسسره أحسسد إلسسى السإسسلما لننسسا ل نملسسك‬ ‫القلوب ‪ ،‬وإنما الله جل وعل هو السسذي يملكهسسا ويتصسسرف فيهسسا ولكسسن نحسسن نسسدعو للسإسسلما‬ ‫ونرغب فيه ‪ ،‬نجاهد في سإبيل الله من كفر لجل نشر السإلما وإتاحة الفرصأسسة لمسسن يريسسد‬ ‫أن يسلم ‪ ،‬ولجل قمع أعداء الله ‪ ،‬أما الهداية فهي بيد الله سإسسبحانه وتعسسالى ل أحسسد يكسسره‬ ‫على اليمان والسإلما ‪.‬‬ ‫ن البر م‬ ‫ي فالسإسسلما ‪-‬‬ ‫شسسد ي ح‬ ‫ن ال مغبسس ق‬ ‫مسس ب‬ ‫وإنما هذا شيء راجع إليه هو ‪ ،‬ثام قال تعالى ‪ :‬قبد م ت بب بي صسس ب‬ ‫ولله الحمد ‪ -‬ليس فيه ما يكره بل كله محبوب ومرغوب ‪ ،‬والكفر والشرك كله شسسر وكلسه‬ ‫مكروه ‪ ،‬قد تبين هذا من هذا ‪ ،‬تميز الرشد وهو الحق ‪ ،‬من الغي وهو الباطسسل ‪ ،‬والنسسسان‬ ‫ما‬ ‫عنده عقل وعنده تفكير يوازن بين الحق والباطل ‪ ،‬سإيهديه تفكيره إن كان سإليما وسإال ة‬ ‫من الهوى والدوافع ‪ ،‬سإيهديه تفكيره السليم إلى قبول الحق بسسدون أن يكسسره ‪ ،‬هسسذا قسسول‬ ‫في الية ‪.‬‬ ‫وأالقول الثاني ‪ :‬أن هذه الية نزلت في أهل الكتاب ‪ ،‬أن أهل الكتسساب ل يجسسبرون علسسى‬ ‫الدخول في السإلما ‪ ،‬بل إذا أرادوا البقاء على دينهسسم مكنسسوا مسسن ذلسسك بشسسرط أن يسسدفعوا‬ ‫الجزية للمسلمين وهم صأاغرون ‪ ،‬أما غيرهم من الكفسرة فل يقبسل منهسم غيسر السإسلما أو‬ ‫القتل ‪ ،‬لنهم ليس لهم دين والوثانية دين باطل ‪.‬‬ ‫وأالقول الثالث ‪ :‬أن هذه الية منسوخة بآية الجهاد ‪ ،‬هذه في أول المر قبسسل أن يشسسرع‬ ‫الجهاد ثام شرع الجهاد فنسخت هذه الية ‪.‬‬ ‫ولكن القول الول هو الصسسحيح أن اليسسة غيسسر منسسسوخة وأن السسدين ل يسسدخل فسسي القلسسوب‬ ‫بالكراه وإنما يدخل بالختيار ‪ ،‬لكن من لم يقبل الدين يعامل المعاملة اللئقة به مسسن قتسسل‬ ‫أو أخذ جزية مما شرع الله سإبحانه وتعالى في حقه ‪.‬‬ ‫فمر حبال ص‬ ‫طا ي‬ ‫ن حبالل صهح الطاغوت ‪ :‬المراد جميع الطواغيت فسسي العبسسادة أو‬ ‫ن ي بك م ي‬ ‫ت وبي يؤ م ح‬ ‫غو ح‬ ‫فب ب‬ ‫م م‬ ‫م م‬ ‫التباع أو في الطاعة لن كلمة الطاغوت هنا عامة ‪ ،‬قدما الكفسسر بالطسساغوت علسسى اليمسسان‬ ‫بسسالله لن اليمسسان بسسالله ل ينفسسع إل بعسسد الكفسسر بالطسساغوت ‪ ،‬فمسسن آمسسن بسسالله ولسسم يكفسسر‬ ‫بالطاغوت فإنه ل ينفعه إيمانه ‪ ،‬فالذي يقول ‪ :‬إنسسه مسسؤمن ويصسسلي ويصسسوما ويزكسسي ويحسسج‬ ‫ويفعل الطاعات لكنه ل يتبرأ من الشرك ول المشركين ويقول ‪ :‬ل دخل لي فيهم ‪ ،‬هسسذا ل‬ ‫ما لنه لم يكفر بالطاغوت ‪.‬‬ ‫يعتبر مسل ة‬ ‫فل بد من الكفر بالطاغوت وهو رفض الطاغوت واعتقاد بطلنه ‪ ،‬والبتعاد عنه وعن أهله ‪،‬‬ ‫ل بد من هذا ‪ ،‬فل يصح إيمان إل بعد الكفر بالطاغوت ‪.‬‬ ‫ب‬ ‫قد بعث منا في ك ي ق ي‬ ‫جت بن حب يسسوا الط صسسا ي‬ ‫ت‬ ‫وفي الية الخرى ‪ :‬وبل ب ب م ب ب ب ح‬ ‫ه بوا م‬ ‫ن ا يع مب يسس ي‬ ‫مةر بر ي‬ ‫غو ب‬ ‫دوا الل صسس ب‬ ‫لأ ص‬ ‫سإوةل أ ح‬ ‫] النحسسل ‪ [ 36 :‬فل تصسسح عبسسادة اللسسه إل باجتنسساب الطسساغوت ل يجتمسسع ضسسدان ‪ ،‬ل يجتمسسع‬ ‫اليمان والكفر في القلب ‪ ،‬اليمان والكفر الكبر ل يجتمعان في قلب ‪ ،‬أما الكفر الصأسسغر‬ ‫فقد يجتمع ‪.‬‬ ‫********‬ ‫وهذا هو معنى ل إله إل ا ‪ ،‬وفي الحديث ‪:‬‬

‫رأس المر السلما ‪ ،‬وعمودأه الصلةا ‪ ،‬وذروةا سنامه الجهادأ في‬

‫سبيل ا ‪[ 84 ] . 73‬‬ ‫مان حديث ماعاذ بن جبل‬ ‫‪ ((73‬أخرجه الترماذي )‪ (2616‬وأالنسائي في "الكبرى" ‪ (11330) 215-10/214‬ع‬ ‫رضي الله عنه ‪.‬‬

‫‪128‬‬

‫شبكة مشكاة السإلمية‬ ‫شرح الصأول الثلثاة‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫] ‪ [ 84‬قال الشيخ ‪ :‬وهذا معنى ل إله إل الله يعني الكفر بالطاغوت واليمان بالله ‪.‬‬ ‫السإلم ‪ :‬هو السإتسلما لله بالتوحيد والنقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك وأهلسسه ‪،‬‬ ‫هذا هو رأس أمر الدين ‪ ،‬الشسسهادتان همسسا رأس السإسسلما وهمسسا أصأسسل السإسسلما ‪ ،‬فل يسسدخل‬ ‫دا ‪ ،‬ل يكسسون النسسسان‬ ‫النسان في السإلما إل إذا أتى بالشهادتين نط ة‬ ‫ما وعمةل واعتقا ة‬ ‫قا وعل ة‬ ‫مسلما إل بذلك ‪ ،‬شبه الدين بالجسم الذي له رأس عمود وسإناما فإذا قطسسع السسرأس أو لسسم‬ ‫يكن هناك رأس فإنه ل بقاء للحياة ‪ ،‬كذلك بدون التوحيد ل بقسساء للسسدين ؛ لنسسه هسسو السسرأس‬ ‫الذي إذا قطع أو زال زالت الحياة وفسد البدن ‪.‬‬ ‫وعموده الذي يقوما عليه هو الصلة ‪ ،‬فبدون عمود ل يقوما السإسسلما ‪ ،‬مثسسل بيسست الشسسعر أو‬ ‫الخيمة إذا لم يكن هناك عمود تقوما عليها فإنها ل تقوما ‪ ،‬فل يقوما بيت إل بعمود فسسإذا فقسسد‬ ‫العمود ل يقوما البيت ‪ ،‬كذلك الصلة إذا فقدت فإن السإلما ل يقوما ‪ ،‬ولذلك قال العلمسساء ‪:‬‬ ‫إن من ترك الصلة تكاسإةل فإنه يكفر على الصحيح ولو كان يعترف بوجوبها ؛ لنه ل فائسسدة‬ ‫من العتراف بالوجوب مع عدما التطبيق وعدما العمل ‪ ،‬ل فائسدة مسن ذلسسك ‪ ،‬ولسسذلك حكسم‬ ‫دا ولو كان يقر بوجوبها ‪ ،‬أما من كان‬ ‫المحققون من أهل العلم بكفر من ترك الصلة متعم ة‬ ‫يجحد وجوبها فهذا كافر بإجماع المسلمين ‪.‬‬ ‫وذروة سإنامه الجهاد في سإبيل الله ‪ :‬ذروة سإناما المر وهو الدين ‪ ،‬الجهاد في سإسسبيل اللسسه‬ ‫فالجهاد دليل على قوة السإلما ‪ ،‬إذا وجسسد الجهسساد فسسي سإسسبيل اللسسه فهسسذا دليسسل علسسى قسسوة‬ ‫السإلما لن الجهاد ل يكون إل من قوة إيمان وقوة مادة‪.‬‬ ‫فالنبي صألى الله عليه وسإلم جعل ثالثاة أشياء للدين ‪ :‬الرأس ‪ ،‬والعمود ‪ ،‬والسناما ‪ ،‬فبعدما‬ ‫الرأس ل وجود للدين أصأةل فالذي ل يحقق الرأس وهو التوحيسسد ل ديسسن لسسه ‪ .‬واللسسه أعلسسم ‪،‬‬ ‫وصألى الله على نبينا محمد ‪.‬‬ ‫دا رسإسول اللسه ؛ لنسسه‬ ‫والذي ل يصلي ل يقوما له دين وإن شهد أن ل إلسسه إل اللسسه وأن محمس ة‬ ‫يحتاج إلى عمود يقيم عليه الدين وهو ل يوجد إل بالصلة ‪ .‬وإذا فقد الجهسساد فقسسدت القسسوة‬ ‫فا وصأسسار المسسسلمون مستضسسعفين ‪ ،‬فل قسسوة للسإسسلما‬ ‫ما ضسسعي ة‬ ‫فسسي السإسسلما وصأسسار إسإسسل ة‬ ‫والمسلمين إل بالجهاد في سإبيل الله عز وجل ‪ ،‬فهو علمة القوة ‪ ،‬وفقده علمة الضعف ‪.‬‬ ‫هذا وجه تشبيه الرسإول صألى الله عليه وسإلم لهذه المسسور الثلثاسسة بالنسسسبة للسسدين ‪ ،‬رأس‬ ‫وعمود وسإناما ‪ ،‬كما أن البعير إذا صأار له سإناما هذا يسسدل علسسى أنسسه قسسوي وإذا لسسم يكسسن لسسه‬ ‫سإناما فهذا يدل على أنه هزيل ضعيف ‪.‬‬ ‫كذلك المسلمون اليوما مستضعفين في الرض ولهذا في الحديث‬

‫إذا تبايعتم بالعينة ‪ ،‬وأخسسذتم‬

‫أذناب البقر ‪ ،‬وتركتم الجهادأ ‪ ،‬سلط ا عليكم ذل ل ينزعه منكم حتى ترجعوا إلى دأينكم ‪ 74‬فترك الجهاد ذل‬ ‫وضعف للمسلمين ‪ ،‬ووجوده دليل القوة والسمن ‪ ،‬كالسناما للحيوان ‪.‬‬ ‫وبهذا انتهى شرح هذا الكتاب المبارك ثالثاة الصأول ‪.‬‬

‫مان حديث ابن عمر رضي الله عنهما ‪.‬‬ ‫‪ ((74‬أخرجه أبو داوأوأد )‪ (3462‬ع‬

‫‪129‬‬

Related Documents


More Documents from "Ensiklopedia Pendidikan Malaysia"