Subul Al-salam 11 - Jinayat

  • May 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Subul Al-salam 11 - Jinayat as PDF for free.

More details

  • Words: 23,449
  • Pages: 30
‫سبل السلم‬ ‫شرح بلوغ المرام‬ ‫للصنعاني‬

‫كتاب الجنايات‬

‫هي جمع جناية مصدر من جنى الذنب يجنيه جناية أي جرّه إليه وجمعت وإن كانت مصدرا لختلف أنواعها‬ ‫فإنها قد تكون في النفس وفي الطراف وتكون عمدا وخطأ‪.‬‬ ‫ع ْن هُ قالَ‪ :‬قالَ رَ سُولُ اللّ هِ صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪" :‬ل َيحِلّ دَ مُ ا ْمرِى ٍء مُ سْل ٍم َيشْ َهدُ‬ ‫سعُو ٍد رَضي ال َتعَالَى َ‬ ‫ن اب نِ مَ ْ‬ ‫عَ ِ‬ ‫س بِالنّفْ سِ‪ ،‬والتّار كِ ِلدِينِ ِه المُفَار قِ‬ ‫ل بِإحْدَى ثَل ثٍ‪ :‬ال ّثيّ بِ الزّا ني‪ ،‬وَالنّفْ ِ‬ ‫َأ نْ ل إلَه إل اللّ هُ وَأَ ني رَ سُولُ اللّ هِ إ ّ‬ ‫عةِ" ُمتّ َفقٌ عََل ْيهِ‪.‬‬ ‫جمَا َ‬ ‫ل ْل َ‬ ‫ش َهدُ أ نْ ل‬ ‫(عن ابن مسعود رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪ :‬ل َيحِلّ دَ مُ ا ْمرِىءٍ مُ سِْلمٍ َي ْ‬ ‫حدَى ثَل ثٍ‪ :‬ال ّثيْ بِ الزّا ني) أي المح صن بالر جم‬ ‫ل اللّ هِ) هو تف سير لقوله م سلم (إل ِبِإ ْ‬ ‫إل هَ إل اللّ هُ وأنّ ي رَ سُو ُ‬ ‫جمَاعَةِ" متفق عليه)‪.‬‬ ‫ق ل ْل َ‬ ‫ك ِلدِينِهِ) أي المرتد عنه (ا ْلمُفار ِ‬ ‫س بالنّفْسِ‪ ،‬والتّار ِ‬ ‫(والنّفْ ِ‬ ‫فيطه دليطل على أنطه ل يباح دم المسطلم إل بإتيانطه بإحدى الثلث والمراد مطن النفطس بالنفطس القصطاص بشرططه‬ ‫وسيأتي‪.‬‬ ‫والتارك لدينه يعم كل مرتد عن السلم بأي ردّة كانت فيقتل إن لم يرجع إلى السلم‪.‬‬ ‫وقوله‪ :‬المفارق للجماعة يتناول كل خارج عن الجماعة ببدعة أو بغي أو غيرهما كالخوارج إذا قاتلوا وأفسدوا‪.‬‬ ‫وقطد أورد على الحصطر أنطه يجوز قتطل الصطائل وليطس مطن الثلثطة‪ .‬وأجيطب بأنطه داخطل تحطت قوله‪" :‬المفارق‬ ‫للجماعة" أو أن المراد من هؤلء من يجوز قتلهم قصدا والصائل ل يقتل قصدا بل دفعا‪.‬‬ ‫وفيه دليل على أنه ل يقتل الكافر الصلي لطلب إيمانه بل لدفع شره وقد بسطنا القول في ذلك في حواشي ضوء‬ ‫النهار‪.‬‬ ‫وقد يقال إن الكافر الصلي داخل تحت التارك لدينه لنه ترك فطرته التي فطر عليها كما عرف في محله‪.‬‬ ‫ث خِصَالٍ‪" :‬زَا نٍ ُمحَصَنٍ‬ ‫حدَى ثَل ِ‬ ‫ل َقتْلُ مُسْل ٍم إل بإ ْ‬ ‫ل ال صَلّى ال عََليْ هِ وَسَلّم قَالَ‪" :‬ل َيحِ ّ‬ ‫عنْ رَسُو ِ‬ ‫عنْ عا ِئشَةَ َ‬ ‫وَ َ‬ ‫ب أَوْ‬ ‫ن ال سْلمِ فَ ُيحَار بُ اللّ َه َورَ سُوَلهُ َفيُ ْقتَلُ َأ ْو يُ صْلَ ُ‬ ‫خرُ جُ مِ َ‬ ‫ل مُ سْلِما ُم َت َعمّدا َفيُ ْقتَلُ‪َ ،‬و َرجُلٍ َي ْ‬ ‫َف ُيرْجَ مُ‪َ ،‬و َرجُلٍ يَ ْقتُ ُ‬ ‫ححَ ُه ا ْلحَاكِمُ‪.‬‬ ‫صّ‬ ‫ُينْفَى ِمنَ الرْضِ" رَوَاهُ َأبُو دَاودَ وَال ّنسَائيّ َو َ‬ ‫حدَى ثَل ثِ‬ ‫ل ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم قَالَ‪" :‬ل َيحِلّ َقتْلُ مُ سْل ٍم إل بإ ْ‬ ‫ن رَ سُو ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن عا ِئشَ َة ر ضي ال عن ها َ‬ ‫ع ْ‬ ‫(وَ َ‬ ‫ل مُ سْلِما ُم َت َعمّدا) قيد ما أطلق في الحديث‬ ‫ن ُمحَ صَنٍ) يأتي تفسيره ( َفيُ ْرجَ مُ‪َ ،‬و َرجُلٍ يَ ْقتُ ُ‬ ‫خِ صَالٍ) بينها بقوله‪( :‬زَا ٍ‬ ‫ن الرْ ضِ" رَوَا ُه َأبُو‬ ‫ب أَ ْو ُينْفَى ِم َ‬ ‫ل َيخْرُ جُ مِ نَ ال سْل ِم فَ ُيحَار بُ اللّ هَ َورَ سُولَ ُه َفيُ ْقتَلُ أَ ْو يُ صْلَ ُ‬ ‫الول ( َفيُ ْقتَلُ‪َ ،‬و َرجُ ٍ‬ ‫ححَهُ ا ْلحَا ِكمُ)‪.‬‬ ‫صّ‬ ‫دَاودَ وَال ّنسَائيّ َو َ‬ ‫الحديث أفاد ما أفاده الحديث الول الذي قبله‪.‬‬ ‫وقوله‪ :‬فيحارب ال ورسطوله بعطد قوله‪ :‬يخرج مطن السطلم بيان لحكطم خاص لخارج عطن السطلم خاص وهطو‬ ‫المحارب وله حكم خاص هو ما ذكر من القتل أو الصلب أو النفي فهو أخص من الذي أفاده الحديث الذي قبله‪.‬‬ ‫والنفي الحبس عند أبي حنيفة وعند الشافعي النفي من بلد إلى بلد ل يزال يطلب وهو هارب فزع وقيل‪ :‬ينفي‬ ‫من بلده فقط‪.‬‬ ‫وظاهر الحديث والية أيضا أن المام مخير بين هذه العقوبات في كل محارب مسلما كان أو كافرا‪.‬‬

‫ل اللّ ِه صَلّى ال عََليْ ِه وَ سَلّم‪َ" :‬أوّلُ مَا يُقضَى َبيْ نَ النّا سِ َيوْ مَ ا ْل ِقيَامةِ في‬ ‫ن مَ سْعُو ٍد قَالَ‪ :‬قالَ رَ سُو ُ‬ ‫ع ْبدِ اللّ ِه ب ِ‬ ‫ع نْ َ‬ ‫وَ َ‬ ‫الدّماءِ" ُمتّ َفقٌ عََليْهِ‪.‬‬ ‫ن النّاسِ‬ ‫ل مَا يُقضَى َبيْ َ‬ ‫ل اللّ ِه صَلّى ال عََل ْيهِ وَسَلّم‪" :‬أَوّ ُ‬ ‫عنْ ُه قَالَ‪ :‬قالَ رَسُو ُ‬ ‫سعُودٍ َرضِيَ الّلهُ َ‬ ‫ن مَ ْ‬ ‫ع ْبدِ اللّهِ ب ِ‬ ‫عنْ َ‬ ‫(وَ َ‬ ‫َي ْومَ الْ ِقيَام ِة في الدّماءِ" ُمتّ َفقٌ عََليْهِ)‪.‬‬ ‫فيه دليل على عظم شأن دم النسان فإنه ل يقدم في القضاء إل الهم‪.‬‬ ‫ولكنه يعارضه حديث‪" :‬أول ما يحاسب العبد عليه صلته" أخرجه أصحاب السنن من حديث أبي هريرة‪.‬‬ ‫ويجاب بأن حديطث الدماء فيمطا يتعلق بحقوق المخلوق وحديطث الصطلة فيمطا يتعلق بعبادة الخالق وبأن ذلك فطي‬ ‫أولية القضاء والخر في أولية الحساب‪.‬‬ ‫كما يدل له ما أخرجه النسائي من حديث ابن مسعود بلفظ‪" :‬أول ما يحاسب عليه العبد صلته وأول ما يقضى‬ ‫بين الناس في الدماء" وقد أخرج البخاري من حديث علي رضي ال عنه وغيره‪" :‬أنه رضي ال عنه أول من‬ ‫يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة في قتلى بدر طططط الحديث"‪.‬‬ ‫فبين ف يه أول قض ية يق ضي في ها و قد ب ين الخت صام حد يث أ بي هريرة‪" :‬أول ما يق ضى ب ين الناس في الدماء‪،‬‬ ‫ويأتي كل قتيل قد حمل رأسه يقول‪ :‬يا رب سل هذا فيم قتلني طططط الحديث"‪.‬‬ ‫وفي حديث ابن عباس يرفعه‪" :‬يأتي المقتول معلقا رأسه بإحدى يديه مَُلبّبا قاتله بيده الخرى تشحط أوداجه دما‬ ‫حتى يقفا بين يدي ال تعالى" وهذا في القضاء في الدماء‪.‬‬ ‫وفي القضاء بالموال ما أخرجه ابن ماجه من حديث ابن عمر يرفعه‪" :‬من مات وعليه دينار أو درهم قضى من‬ ‫حسناته"‪.‬‬ ‫وفي معناه عدة أحاديث وأنها إذا فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه طرح عليه من سيئات خصمه وألقي في‬ ‫النار‪.‬‬ ‫وقطد اسطتشكل ذلك بأنطه كيطف يعططى الثواب وهطو ل يتناهطى فطي مقابلة العقاب وهطو يتناهطى؟ يعنطي على القول‬ ‫بخروج الموحدين من النار‪.‬‬ ‫وأجاب البيهقي‪ :‬بأنه يعطى من حسناته ما يوازي عقوبة سيئاته من غير المضاعفة التي يضاعف ال تعالى بها‬ ‫الح سنات لن ذلك من م حض الف ضل الذي ي خص ال تعالى به من يشاء من عباده وهذا في من مات غ ير ناو‬ ‫لقضاء دينه‪ .‬وأما من مات وهو ينوي القضاء فإن ال يقضي عنه كما قدمناه في شرح الحديث الثالث من أبواب‬ ‫السلم‪.‬‬ ‫جدَع‬ ‫ع ْبدَ هُ َقتَ ْلنَا هُ‪َ ،‬ومَ نْ َ‬ ‫ن َقتَلَ َ‬ ‫ل اللّ هِ صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪" :‬مَ ْ‬ ‫ل رَ سُو ُ‬ ‫عنْ هُ قالَ‪ :‬قا َ‬ ‫س ُمرَةَ رَض يَ اللّ ُه َتعَالَى َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫وَ َ‬ ‫ختُلِ فَ في‬ ‫س ُمرَةَ َو َقدْ ا ْ‬ ‫ع نْ َ‬ ‫ن ا ْلبَ صْريّ َ‬ ‫سنَ ُه التّ ْر ِم ِذيّ وَ ُهوَ من رواية الحَ سَ ِ‬ ‫ل ْر َبعَةُ َوحَ ّ‬ ‫ح َمدُ وا َ‬ ‫عنَا هُ" رَوَا ُه َأ ْ‬ ‫جدَ ْ‬ ‫ع ْبدَ هُ َ‬ ‫َ‬ ‫صحّحَ ا ْلحَا ِكمُ َهذِ ِه ال ّزيَادَةَ‪.‬‬ ‫صيْنَاهُ" َو َ‬ ‫خ َ‬ ‫ع ْبدَ ُه َ‬ ‫سمَاعِ ِه ِمنْهُ‪ ،‬وَفي روَايةِ أبي دَاودَ وال ّنسَائيّ بزيَادَةِ‪َ " :‬و َمنْ خَصى َ‬ ‫َ‬ ‫جدَ عَ) بالجيم‬ ‫ع ْبدَ ُه قَتَلْناه‪ .‬و َم نْ َ‬ ‫(وعن سمرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم‪" :‬مَ نْ َقتَلَ َ‬ ‫عنَا هُ" رواه أحمد والربعة وحسنه الترمذي وهو من رواية الحسن البصري عن سمرة‬ ‫جدَ ْ‬ ‫ع ْب َد ُه َ‬ ‫والدال المهملة ( َ‬ ‫وقد اختلف في سماعه منه) على ثلثة أقوال‪ .‬قال ابن معين‪ :‬لم يسمع الحسن منه شيئا وإنما هو كتاب وقيل‪:‬‬ ‫سمع منه حديث العقيقة وأثبت ابن المديني سماع الحسن من سمرة (وفي رواية أبي داود والنسائي بزيادة‪ :‬ومن‬ ‫خصى عبده خصيناه وصحح الحاكم هذه الزيادة)‪.‬‬ ‫والحديث دليل على أن السيد يقاد بعبده في النفس والطراف إذ الجدع‪ :‬قطع النف أو الذن أو اليد أو الشفة كما‬ ‫في القاموس‪.‬‬ ‫ويقاس عليه إذا كان القاتل غير السيد بطريق الولى والمسألة فيها خلف‪.‬‬ ‫ذهطب النخعطي وغيره إلى أنطه يقتطل الحطر بالعبطد مطلقا عملً بحديطث سطمرة وأيده عموم قوله تعالى‪{ :‬النفطس‬ ‫بالنفس}‪.‬‬ ‫وذهب أبو حنيفة إلى أنه يقتل به إل إذا كان سيده عملً بعموم الية وكأنه يخص السيد بحديث‪" :‬ل يقاد مملوك‬ ‫من مالكه ول ولد من والده" أخرجه البيهقي‪.‬‬ ‫إل أنه من رواية عمر بن عيسى يذكر عن البخاري أنه منكر الحديث‪.‬‬ ‫وأخرج البيه قي أيضا من حد يث ا بن عمرو في ق صة زنباع ل ما جب عبده وجدع أن فه أ نه صلى ال عل يه وآله‬ ‫وسلم قال‪" :‬من مثل بعبده وحرق بالنار فهو حر وهو مولى ال ورسوله" فأعتقه صلى ال عليه وآله وسلم ولم‬ ‫يقتص من سيده إل أن فيه[تض] المثنى بن الصباح[‪/‬تض] ضعيف‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ورواه عن الحجاج بن أرطاة من طريق آخر ول يحتج به‪.‬‬ ‫وفي الباب أحاديث ل تقوم بها حجة وذهبت الهادوية و الشافعي ومالك وأحمد إلى أنه ل يقاد الحر بالعبد مطلقا‬ ‫مستدلين بما يفيده قوله تعالى‪{ :‬الحر بالحر} فإن تعريف المبتدأ يفيد الحصر وأنه ل يقتل الحرّ بغير الحرّ‪.‬‬ ‫ولنه تعالى قال في صدر الية‪{ :‬كُتب عليكم القصاص} وهو المساواة {الحر بالحر} تفسير وتفصيل لها وقوله‬ ‫تعالى في آ ية المائدة‪{ :‬الن فس بالن فس} مطلق وهذه ال ية مقيدة مبي نة وهذه صريحة لهذه ال مة وتلك سيقت في‬ ‫أهل الكتاب‪.‬‬ ‫وشريعتهم وإن كانت شريعة لنا لكنه وقع في شريعتنا التفسير بالزيادة والنقصان كثيرا فيقرب أن هذا التقييد من‬ ‫ذلك وفيه مناسبة إذ فيه تخفيف ورحمة‪.‬‬ ‫وشريعة هذه المة أخف من شرائع من قبلها فإنه وضع عنهم فيها الصار التي كانت على من قبلهم‪.‬‬ ‫والقول بأن آية المائدة نسخت آية البقرة لتأخرها مردود بأنه ل تنافي بين اليتين إذ ل تعارض بين عام وخاص‬ ‫ومطلق ومقيد حتى يصار إلى النسخ ولن آية المائدة متقدمة حكما فإنها حكاية لما حكم ال تعالى به في التوراة‬ ‫وهي متقدمة نزولً على القرآن‪.‬‬ ‫وأخرج ا بن أ بي شي بة من حد يث عمرو بن شع يب عن أب يه عن جده‪" :‬أن أ با ب كر وع مر كا نا ل يقتلن ال حر‬ ‫بالعبد"‪.‬‬ ‫وأخرج البيهقطي مطن حديطث علي رضطي ال عنطه‪" :‬مطن السطنّة أن ل يقتطل حرّ بعبطد" وفطي إسطناده[تطض] جابر‬ ‫الجع في[‪ /‬تض] ومثله عن[ تض] ا بن عباس [‪ /‬تض]وف يه ض عف وأ ما حد يث سمرة ف هو ضع يف أو من سوخ ب ما‬ ‫سردناه من الحاديث‪.‬‬ ‫هذا وأما قتل العبد بالحرّ فإجماع وإذا تقرّر أن الحر ل يقتل بالعبد فيلزم من قتله قيمته على خلف فيها معروف‬ ‫ولو بلغت ما بلغت وإن جاوزت دية الحر وقد بيناه في حواشي ضوء النهار‪.‬‬ ‫وأما إذا قتل السيد عبده ففيه حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪" :‬أن رجلً قتل عبده صبرا متعمدا فجلده‬ ‫النبي صَلّى ال عََليْهِ َوسَلّم مائة جلدة ونفاه سنة ومحا سهمه من المسلمين ولم يقده به وأمره أن يعتق رقبة"‪.‬‬ ‫ل اللّ ِه صَلّى ال عََليْهِ وَسَلّم يَقُولُ‪" :‬ل يُقَادُ الْوَال ُد بالولد"‬ ‫س ِمعْت رَسُو َ‬ ‫ع ْنهُ قَالَ‪َ :‬‬ ‫خطّابِ رضي اللّهُ َ‬ ‫عمَ َر بْنِ ا ْل َ‬ ‫عنْ ُ‬ ‫وَ َ‬ ‫ن ا ْلجَارُودِ وَا ْل َب ْيهَ ِقيّ َوقَالَ ال ّترْ ِم ِذيّ‪ :‬إّنهُ ُمضْطربٌ‪.‬‬ ‫ححَ ُه ابْ ُ‬ ‫ح َمدُ وَال ّت ْرمِذيّ وابنُ مَاجَ ْه وَص ّ‬ ‫رَواهُ َأ ْ‬ ‫ل اللّ ِه صَلّى ال عََليْهِ وَسَلّم يَقُولُ‪" :‬ل يُقَادُ الْوَال ُد بالولد"‬ ‫س ِمعْت رَسُو َ‬ ‫ع ْنهُ قَالَ‪َ :‬‬ ‫خطّابِ رضي اللّهُ َ‬ ‫عمَ َر بْنِ ا ْل َ‬ ‫عنْ ُ‬ ‫وَ َ‬ ‫ن ا ْلجَارُودِ وَا ْل َب ْيهَ ِقيّ َوقَالَ ال ّترْ ِم ِذيّ‪ :‬إّنهُ ُمضْطربٌ)‪.‬‬ ‫ححَ ُه ابْ ُ‬ ‫ح َمدُ وَال ّت ْرمِذيّ وابنُ مَاجَ ْه وَص ّ‬ ‫رَواهُ َأ ْ‬ ‫قال الترمذي‪ :‬وروي عن عمرو بن شعيب مرسلً وهذا حديث فيه اضطراب والعمل عليه عند أهل العلم انتهى‪،‬‬ ‫وفي إسناده عنده الحجاج بن أرطأة‪.‬‬ ‫وجه الضطراب أنه اختلف على عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فقيل‪ :‬عن عمر وهي رواية الكتاب وقيل‪:‬‬ ‫عن سراقة وقيل‪ :‬بل واسطة وفيها[تض] المثنى بن الصباح[‪/‬تض] وهو ضعيف‪.‬‬ ‫قال الشافعي‪ :‬طرق هذا الحديث كلها منقطعة‪ ،‬وقال عبد الحق‪ :‬هذه الحاديث كلها معلولة ل يصح فيها شيء‪.‬‬ ‫والحديث دليل على أنه ل يقتل الوالد بالولد‪.‬‬ ‫قال الشافعطي‪ :‬حفظطت عطن عدد مطن أهطل العلم لقيتهطم أن ل يقتطل الوالد بالولد‪ .‬وبذلك أقول‪ .‬وإلى هذا ذهطب‬ ‫الجماهير من الصحابة وغيرهم كالهادوية والحنفية والشافعية وأحمد وإسحاق مطلقا للحديث‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬لن الب سطبب لوجود الولد فل يكون الولد سطببا لعدامطه وذهطب البتطي إلى أنطه يقاد الوالد بالولد مطلقا‬ ‫لعموم قوله تعالى‪{ :‬النفس بالنفس} وأجيب بأنه مخصص بالخبر‪ ،‬وكأنه لم يصح عنده‪.‬‬ ‫وذهب مالك إلى أنه يقاد بالولد إذا أضجعه وذبحه قال‪ :‬لن ذلك عمد حقيقة ل يحتمل غيره فإن الظاهر في مثل‬ ‫استعمال الجارح في المقتل هو قصد العمد والعمدية أمر خفي ل يحكم بإثباتها إل بما يظهر من قرائن الحوال‪.‬‬ ‫وأما إذا كان على غير هذه الصفة فيما يحتمل عدم إزهاق الروح بل قصد التأديب من الب وإن كان في حق‬ ‫غيره يحكم فيه بالعمد‪ .‬وإنما فرق بين الب وغيره لما للب من الشفقة على ولده وغلبة قصد التأديب عند فعله‬ ‫ما يغضب الب فيحمل على عدم قصد القتل وهذا رأي منه وإن ثبت النص لم يقاومه شيء‪.‬‬ ‫وقد قضى به عمر في قصة المدلجي وألزم الب الدية ولم يعطه شيئا وقال‪ :‬ليس لقاتل شيء‪ .‬فل يرث من الدية‬ ‫إجماعا ول من غيرها عند الجمهور‪ .‬والجدّ والم كالب عندهم في سقوط القود‪.‬‬ ‫حّبةَ َو َبرَأَ‬ ‫غ ْيرَ ا ْل ُقرْآنطِ؟ قَالَ‪ :‬ل‪ ،‬واّلذِي فَلَق َط ال َ‬ ‫ع ْن َدكُم ْط شيءٌ مِن َط الْوَحْي َ‬ ‫حيْفَ َة قالَ‪ :‬قُلْتُط ِلعَليطَ‪ :‬هَلْ ِ‬ ‫جَ‬ ‫وَعَن ْط أَبطي ُ‬ ‫صحِيفةِ‪ ،‬قُلْ تُ‪ :‬وَمَا في هذِ ِه ال صّحِيفَةِ؟ قَالَ‪:‬‬ ‫سمَةَ‪ ،‬إل َفهْما ُي ْعطِي هِ اللّ هُ َتعَالَى َرجُلً في الْقُرآ نِ وَمَا في َهذِ ِه ال ّ‬ ‫النّ َ‬ ‫‪3‬‬

‫خ َر‬ ‫ح َمدُ وََأبُو دَا ُودَ والنّ سَائي مِ نْ َوجْ هٍ آ َ‬ ‫خ َرجَ هُ َأ ْ‬ ‫ل مُ سِْلمٌ بِكافِرٍ" رَوَا ُه ا ْلبُخاريّ‪ ،‬وََأ ْ‬ ‫ن ل يُ ْقتَ َ‬ ‫ك ال سِير‪ ،‬وََأ ْ‬ ‫ا ْلعَقْلُ َوفِكا ُ‬ ‫عَ نْ عَل يٍ َرضِ يَ اللّ ُه َتعَالَى عَنْه َوقَالَ فِي هِ‪" :‬المؤ ِمنُو نَ َتتَكافُأ ِدمَاؤُهُ مْ‪َ ،‬ويَ سْعَى ِب ِذ ّم ِتهِ مْ َأدْناهُ مْ‪ ،‬وَهُ مْ َيدٌ عَلى مَ نْ‬ ‫ححَهُ الحا ِكمُ‪.‬‬ ‫صّ‬ ‫ع ْهدِهِ" َو َ‬ ‫ع ْهدٍ في َ‬ ‫ن بِكا ِفرٍ ول ذُو َ‬ ‫سِوَا ُهمْ‪ ،‬وَل يُ ْقتَلُ مُؤمِ ٌ‬ ‫غ ْيرُ القرآ نِ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬والذي فلق‬ ‫(وعن أبي جحيفة قال‪ :‬قال لعل يّ رضي ال عنه‪ :‬هل عندكم شيء من ال َوحْ يِ ٍ‬ ‫الحبة وبرأ النسمة إل فه مٌ) استثناء من لفظ شيء مرفوع على البدلية (يعطيه ال رجلً في القرآن وما في هذه‬ ‫ال صحيفة) أي الور قة المكتو بة‪( :‬قلت‪ :‬و ما في هذه ال صحيفة؟ قال‪" :‬ا ْلعَقْلُ) أي الد ية سميت عقل لن هم كانوا‬ ‫ل مُ سِْلمٌ ِبكَافِر" رواه‬ ‫ن ل يُ ْقتَ َ‬ ‫يعقلون البل التي هي دية بفناء دار المقتول (وفِكاك) بكسر الفاء وفتحها (ال سِير وأ ْ‬ ‫ن َتتَكافأُ‬ ‫البخاري وأخرجه أحمد وأبو داود والنسائي من وجه آخر عن عل يّ رضي ال عنه وقال فيه‪" :‬المْ ُؤ ِمنُو َ‬ ‫ن سِوَا ُهمْ ول يُ ْقتَلُ مُؤمِ نٌ بِكافِر‬ ‫سعَى ِب ِذمّتِه مْ َأ ْدنَاهُ مْ وَهُ مْ َيدٌ عَلى مَ ْ‬ ‫ِدمَاؤُهُ مْ) أي تتساوى في الدية والقصاص (ويَ ْ‬ ‫ع ْهدِهِ" وصححه الحاكم)‪.‬‬ ‫ع ْه ٍد في َ‬ ‫ول ذُو َ‬ ‫قال المصنف‪ :‬إنما سأل أبو جحيفة عليّا رضي ال عنه عن ذلك لن جماعة من الشيعة كانوا يزعمون أن لهل‬ ‫البيت عليهم السلم ل سيّما علي رضي ال عنه اختصاصا بشيء من الوحي لم يطلع عليه غيره وقد سأل عليا‬ ‫رضي ال عنه عن هذه المسألة غير أبي جحيفة أيضا‪.‬‬ ‫ثم الظا هر أن الم سؤول ع نه هو ما يتعلق بالحكام الشرعية من الو حي الشا مل لكتاب ال المع جز و سنة ال نبي‬ ‫صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم فإن ال تعالى سماها وحيا إذ ف سّر قوله تعالى‪{ :‬و ما ين طق عن الهوى} ب ما هو أع مّ من‬ ‫القرآن‪.‬‬ ‫ويدل عليه قوله‪" :‬وما في هذه الصحيفة؟" فل يلزم منه نفي ما نسب إلى عل يّ رضي ال عنه من الجفر وغيره‬ ‫وقد يقال‪ :‬إن هذا داخل تحت قوله‪" :‬إل فهم يعطيه ال تعالى رجلً في القرآن"‪.‬‬ ‫فإنه كما نسب إلى كثير ممن فتح ال عليه بأنواع العلوم ونوّر بصيرته أنه يستنبط ذلك من القرآن‪.‬‬ ‫والحديث قد اشتمل على مسائل‪:‬‬ ‫الولى‪ :‬العقل وهو الدية ويأتي تحقيقها‪.‬‬ ‫والثانية‪ :‬فكاك السير‪ ،‬أي حكم تخليص السير من يد العدو‪ ،‬وقد ورد الترغيب في ذلك‪.‬‬ ‫والثالثة‪ :‬عدم قتل المسلم بالكافر قودا وإلى هذا ذهب الجماهير وأنه ل يقتل ذو عهد في عهده‪ ،‬فذو العهد الرجل‬ ‫من أهل دار الحرب يدخل علينا بأمان فإن قتله محرّم على المسلم حتى يرجع إلى مأمنه‪.‬‬ ‫فلو قتله مسلم فقالت الحنفية‪ :‬يقتل المسلم بالذمي إذا قتله بغير استحقاق ول يقتل بالمستأمن‪.‬‬ ‫واحتجوا بقوله في الحد يث‪" :‬ول ذو ع هد في عهده" فإ نه معطوف على قوله‪ :‬مؤ من فل بد من تقي يد في الثا ني‬ ‫كما في الطرف الول فيقدر‪ :‬ول ذو عهد في عهده بكافر ول بد من تقييد الكافر في المعطوف بلفظ الحربي لن‬ ‫الذمي يقتل بالذمي ويقتل بالمسلم‪.‬‬ ‫وإذا كان التقي يد ل بد م نه في المعطوف و هو مطا بق للمعطوف عل يه فل بد من تقد ير م ثل ذلك في المعطوف‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫فيكون التقد ير‪ :‬ول يق تل مؤ من بكا فر حر بي ومفهوم حر بي أ نه يق تل بالذ مي بدل يل مفهوم المخال فة وإن كا نت‬ ‫ن الحديث يدل على أنه ل يقتل بالحربي صريحا‪.‬‬ ‫الحنفية ل تعمل بالمفهوم فهم يقولون إ ّ‬ ‫وأمّا قتله بالذمي فبعموم قوله تعالى‪{ :‬النفس بالنفس} ولما أخرجه البيهقي من‪ :‬أنه صلى ال عليه وآله وسلم قتل‬ ‫مسلما بمعاهد وقال‪" :‬أنا أكرم من وفى بذمّته" وهو حديث مرسل من حديث عبد الرحمن بن البيلماني وقد روي‬ ‫مرفوعا‪.‬‬ ‫قال البيه قي‪ :‬و هو خ طأ‪ ،‬وقال الدارقط ني‪ :‬ا بن البيلما ني ضع يف ل تقوم به ح جة إذا و صل الحد يث فك يف ب ما‬ ‫يرسله؟‪.‬‬ ‫وقال أبو عبيد القاسم بن سلم‪ :‬هذا الحديث ليس بمسند ول يجعل مثله إماما تسفك به دماء المسلمين‪.‬‬ ‫وذ كر الشاف عي في الم‪ :‬إن حد يث ا بن البيلما ني كان في ق صة الم ستأمن الذي قتله عمرو بن الضميري قال‪:‬‬ ‫فعلى هذا لو ثبت لكان منسوخا لن حديث‪" :‬ل يقتل مسلم بكافر" خطب به النبي صلى ال عليه وآله وسلم يوم‬ ‫الفتح كما في رواية عمرو بن شعيب وقصة عمرو بن أمية متقدمة قبل ذلك بزمان‪.‬‬ ‫هذا وأما ما ذكرته الحنفية من التقدير فقد أجيب عنه بأنه ل يجب التقدير لن قوله‪" :‬ول ذو عهد في عهده" كلم‬ ‫تام فل يحتاج إلى إضمار لن الضمار خلف الصل فل يصار إليه إل لضرورة فيكون نهيا عن قتل المعاهد‪.‬‬ ‫وقولهم‪ :‬إن قتل المعاهد معلوم وإل لم يكن للعهد فائدة فل حاجة إلى الخبار به‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫جوابه‪ :‬أنه محتاج إلى ذلك إذ ل يعرف إل بطريق الشارع وإل فإن ظاهر العمومات يقضي بجواز قتله ولو سلم‬ ‫تقديطر الكافطر فطي الثانطي فل يسطلم اسطتلزام تخصطيص الول بالحربطي لن مقتضطى العططف مطلق الشتراك ل‬ ‫الشتراك من كل وجه‪.‬‬ ‫ومعنى قوله‪" :‬ويسعى بذمتهم أدناهم" أنه إذا أمن المسلم حربيا كان أمانه أمانا من جميع المسلمين ولو كان ذلك‬ ‫المسلم امرأة كما في قصة أم هانىء ويشترط كون المؤمن مكلفا فإنه يكون أمانا من الجميع فل يجوز نكث ذلك‬ ‫وقوله‪" :‬وهم يد على من سواهم" أي هم مجتمعون على أعدائهم ل يحل لهم التخاذل بل يعين بعضهم بعضا على‬ ‫جميع من عاداهم من أهل الملل كأنه جعل أيديهم يدا واحدة وفعلهم فعلً واحدا‪.‬‬ ‫صنَعَ بِ كِ‬ ‫سأَلُوهَا‪ :‬مَ نْ َ‬ ‫ج َريْ نِ فَ َ‬ ‫حَ‬ ‫جدَ رَأ سُهَا َقدْ رُضّ َبيْ نَ َ‬ ‫عنْ هُ‪" :‬أَنّ جاريةً َو ِ‬ ‫س ب نِ مَالِ كٍ رَضي اللّ ُه َتعَالَى َ‬ ‫ع نْ َأنْ ٍ‬ ‫وَ َ‬ ‫ل اللّ ِه صَلّى ال عََليْ ِه وَ سَلّم‬ ‫خذَ ا ْل َيهُو ِديّ َفَأقَرّ‪َ ،‬فأَ َمرَ رَ سُو ُ‬ ‫سهَا‪َ ،‬فأُ ِ‬ ‫هذَا؟ فُل نٌ فل نٌ؟ حَتى َذ َكرُوا َيهُوديّا َفأَ ْو َمأَ تْ بَرأ ِ‬ ‫ظ ل ُمسْلمٍ‪.‬‬ ‫حجَريْنِ" ُمتّ َفقٌ عََليْهِ وَاللّ ْف ُ‬ ‫َأنْ ُيرَضّ رَأسُ ُه َبيْنَ َ‬ ‫صنَعَ بِ كِ هذَا؟‬ ‫ن َ‬ ‫ن فَ سَأَلُوهَا‪ :‬مَ ْ‬ ‫جرَيْ ِ‬ ‫حَ‬ ‫ن َ‬ ‫سهَا َقدْ رُضّ َبيْ َ‬ ‫جدَ رَأ ُ‬ ‫عنْ هُ‪" :‬أَنّ جاريةً َو ِ‬ ‫ن مَالِ كٍ رَضي اللّ هُ َ‬ ‫سبِ‬ ‫ع نْ َأنْ ٍ‬ ‫(وَ َ‬ ‫خذَ ا ْل َيهُو ِديّ َفأَ َقرّ‪َ ،‬فَأ َمرَ رَ سُولُ اللّ هِ صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم أَ نْ‬ ‫سهَا‪َ ،‬فُأ ِ‬ ‫ت بَرأ ِ‬ ‫ن فل نٌ؟ حَتى َذ َكرُوا َيهُوديّا َفأَ ْو َمأَ ْ‬ ‫فُل ٌ‬ ‫ظ ل ُمسْلمٍ)‪.‬‬ ‫حجَريْنِ" ُمتّ َفقٌ عََليْهِ وَاللّ ْف ُ‬ ‫ُيرَضّ رَأسُ ُه َبيْنَ َ‬ ‫الحديث دليل على أنه يجب القصاص بالمثل كالمحدّد وأنه يقتل الرجل بالمرأة وأنه يقتل بما قتل به فهذه ثلث‬ ‫مسائل‪:‬‬ ‫ل بهذا الحد يث‬ ‫الولى‪ :‬وجوب الق صاص بالمث قل وإل يه ذ هب الهادو ية و الشاف عي ومالك ومح مد بن الح سن عم ً‬ ‫والمعنى المناسب ظاهر قوي وهو صيانة الدماء من الهدار‪.‬‬ ‫ولن القتل بالمثل كالقتل بالمحدّد في إزهاق الروح‪.‬‬ ‫وذهب أبو حنيفة والشعبي والنخعي إلى أنه ل قصاص في القتل بالمثل واحتجوا بما أخرجه البيهقي من حديث‬ ‫النعمان بن بشير مرفوعا‪" :‬كل شيء خطأ إل السيف ولكل خطأ أرش" وفي لفظ‪" :‬كل شيء سوى الحديدة خطأ‬ ‫ولكل خطأ أرش"‪.‬‬ ‫وأجيب بأن الحديث مداره على جابر الجعفي وقيس بن الربيعة ول يحتج بهما فل يقاوم حديث أنس هذا‪.‬‬ ‫وجواب الحنفية عن حديث أنس بأنه حصل في الرض الجرح أو بأن اليهودي كان عادته قتل الصبيان فهو من‬ ‫الساعين في الرض فسادا‪ :‬تكلف‪.‬‬ ‫وأ ما إذا كان الق تل بآلة ل يق صد بمثل ها الق تل غالبا كالع صا وال سوط واللط مة ون حو ذلك فع ند الهادو ية و الل يث‬ ‫ومالك يجب فيها القود‪.‬‬ ‫وقال الشافعي وأبو حنيفة وجماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم‪ :‬ل قصاص فيه وهو شبه العمد‬ ‫وفيه الدية مائة من البل مغلظة فيها أربعون خلفة في بطونها أولدها لما أخرجه أحمد وأهل السنن إل الترمذي‬ ‫من حديث عبد ال بن عمرو أن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم قال‪" :‬أل وإن في قتل الخطإ شبه العمد ما‬ ‫كان بالسوط والعصا مائة من البل فيها أربعون في بطونها أولدها"‪.‬‬ ‫قال ابن كثير في الرشاد‪ :‬في إسناده اختلف كثير ليس هذا موضع بسطه‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬إذا صح الحد يث ف قد ات ضح الو جه وإل فال صل عدم اعتبار اللة في إزهاق الروح بل ما أز هق الروح‬ ‫أوجب القصاص‪.‬‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬قتل الرجل بالمرأة وفيه خلف ذهب إلى قتله بها أكثر أهل العلم وحكى ابن المنذر الجماع على‬ ‫ذلك لهذا الحديث‪ ،‬وعن الحسن البصري أنه ل يقتل الرجل بالنثى وكأنه يستدل بقوله تعالى‪{ :‬النثى بالنثى}‪.‬‬ ‫ور ّد بأ نه ث بت في كتاب عمرو بن حزم الذي تلقاه الناس بالقبول أن الذ كر يق تل بالن ثى ف هو أقوى من مفهوم‬ ‫الية‪:‬‬ ‫وذهبت الهادوية إلى أن الرجل يقاد بالمرأة ويوفى ورثته نصف ديته قالوا لتفاوتهما في الدية ولنه تعالى قال‪:‬‬ ‫{والجروح قصاص}‪.‬‬ ‫ور ّد بأن التفاوت في الدية ل يوجب التفاوت في النفس ولذا يقتل عبد قيمته ألف بعبد قيمته عشرون وقد وقعت‬ ‫المساواة في القصاص لن المراد بالمساواة في الجروح أن ل يزيد المقتص على ما وقع فيه من الجرح‪.‬‬ ‫المسألة الثالثة‪ :‬أن يكون القود بمثل ما قتل به وإلى هذا ذهب الجمهور وهو الذي يستفاد من قوله تعالى‪{ :‬وإن‬ ‫عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} وقوله‪{ :‬فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} وبما أخرجه البيهقي من حديث‬ ‫‪5‬‬

‫البراء ع نه صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم‪ " :‬من غرض غرض نا له و من حرق حرقناه و من غرق غرقناه" أي من اتخذه‬ ‫غرضا للسهام‪.‬‬ ‫وهذا يقيد بما إذا كان السبب الذي قتل به يجوز فعله‪.‬‬ ‫وأما إذا كان ل يجوز فعله كمن قتل بالسحر فإنه ل يقتل به لنه محرم وفيه خلف‪ ،‬قال بعض الشافعية‪ :‬إذا قتل‬ ‫باللواط أو بإيجار الخمر أنه يدس فيه خشبة ويوجر الخل وقيل يسقط اعتبار المماثلة‪.‬‬ ‫وذهب الهادوية والكوفيون و أبو حنيفة وأصحابه إلى أنه ل يكون القتصاص إل بالسيف واحتجوا بما أخرجه‬ ‫البزار و ابن عدي من حديث أبي بكرة عنه صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم أنه قال‪" :‬ل قود إل بالسيف" إل أنه ضعيف‬ ‫قال ابن عدي‪ :‬طرقه كلها ضعيفة‪.‬‬ ‫واحتجوا بالنهي عن المثلة وبقوله صَلّى ال عََليْهِ َوسَلّم‪" :‬إذا قتلتم فأحسنوا القتلة"‪.‬‬ ‫وأجيب بأنه مخصص بما ذكر‪.‬‬ ‫وفي قوله‪" :‬فأقر" دليل على أنه يكفي القرار مرة واحدة إذ ل دليل على أنه كرر القرار‪.‬‬ ‫غ ِنيَا َء َفأَتَوْا النبيّ صَلّى‬ ‫عنْ هُ‪ :‬أَنّ غُلما لنَا سٍ فُ َقرَاءَ قَطَ َع ُأذُ نَ غُل مٍ لنَا سٍ أَ ْ‬ ‫ن َرضِي اللّ هُ َ‬ ‫ن حُ صَيْ ٍ‬ ‫ن بْ ِ‬ ‫عمْرَا َ‬ ‫ع نْ ِ‬ ‫وَ َ‬ ‫سنَادٍ صَحيحٍ‪.‬‬ ‫ح َمدُ والثّلثةُ بإ ْ‬ ‫شيْئا" رَوَا ُه َأ ْ‬ ‫جعَلْ َل ُهمْ َ‬ ‫ال عََليْهِ َوسَلّم فََلمْ َي ْ‬ ‫غ ِنيَاءَ َفَأتَوْا النبيّ صَلّى‬ ‫عنْهُ‪َ :‬أنّ غُلما ِلُأنَاسٍ فُ َقرَاءَ َقطَعَ ُأذُنَ غُلمٍ لنَاسٍ َأ ْ‬ ‫صيْنٍ َرضِي اللّهُ َ‬ ‫ع ْمرَانَ ْبنِ حُ َ‬ ‫عنْ ِ‬ ‫(وَ َ‬ ‫سنَادٍ صَحيحٍ)‪.‬‬ ‫ح َمدُ والثّلثةُ بإ ْ‬ ‫شيْئا" رَوَا ُه َأ ْ‬ ‫جعَلْ َل ُهمْ َ‬ ‫ال عََليْهِ َوسَلّم فََلمْ َي ْ‬ ‫الحديث فيه دليل على أنه ل غرامة على الفقير إل أنه قال البيهقي‪ :‬إن كان المراد بالغلم فيه المملوك فإجماع‬ ‫أهل العلم أن جناية العبد في رقبته‪.‬‬ ‫فهو يدل وال أعلم أن جنايته كانت خطأ وأن النبي صلى ال عليه وآله وسلم إنما لم يجعل عليه شيئا لنه التزم‬ ‫أرش جنايته فأعطاه من عنده متبرعا بذلك‪.‬‬ ‫وقد حمله الخطابي على أن الجاني كان حرّا وكانت الجناية خطأ وكانت عاقلته فقراء فلم يجعل عليهم شيئا إما‬ ‫لفقرهم وإما لنه ل يعقلون الجناية الواقعة على العبد إن كان المجني عليه مملوكا طططط كما قال البيهقي‪.‬‬ ‫وقد يكون الجاني غلما حرّا غير بالغ وكانت جنايته عمدا فلم يجعل عليه في الحال أو رآه على عاقلته فوجدهم‬ ‫فقراء فلم يجعله عليه لكون جنايته في حكم الخطإ ول عليهم لكونهم فقراء وال أعلم انتهى‪.‬‬ ‫وقوله‪" :‬ولم يجعطل أرشهطا على عاقلتطه" هذا مذهطب الشافعطي أن عمطد الصطغير يكون فطي ماله ول تحمله العاقلة‬ ‫وقوله‪" :‬أو رآه على عاقلته" يعني مع احتمال أنه خطأ وهذا اتفاق‪ ،‬ومع احتمال أنه عمد كما ذهب إليه الهادوية‬ ‫و أبو حنيفة ومالك‪.‬‬ ‫ن رَجُلً ِب َقرْ نٍ في ُر ْكبَتِ ِه َفجَاءَ إلى النّبي‬ ‫طعَ َ‬ ‫ع ْن ُهمَا َأنّ َرجُلً َ‬ ‫جدّه رَضي ال َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع نْ َأبِي هِ عَ ْ‬ ‫ن شُعيْ بٍ َ‬ ‫عمْرو بْ ِ‬ ‫ع نْ َ‬ ‫وَ َ‬ ‫صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم فَقَالَ َأ ِقدْ ني‪ ،‬فَقَالَ‪" :‬حَ تى َت ْبرَأَ" ثمّ جَاءَ إَل ْي هِ فَقَالَ‪َ :‬أ ِقدْ ني َفأَقاده ثمّ جَاءَ إَل ْي هِ فَقَالَ‪ :‬يَا رَ سُولَ‬ ‫ل اللّ ِه صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم أ نْ‬ ‫ع َرجُ كَ" ثمّ َنهَى رَ سُو ُ‬ ‫ص ْيتَني فأَ ْب َعدَ كَ اللّ هُ َو َبطَلَ َ‬ ‫ع َرجْ تُ‪ ،‬فَقَالَ‪" :‬قَدْ َن َهيْت كَ فَعَ َ‬ ‫اللّ هِ َ‬ ‫ح َمدُ والدّارَ ُقطْني وَأُعِل بالرْسالِ‪.‬‬ ‫حبُهُ‪ .‬رَوَاهُ َأ ْ‬ ‫جرْحٍ حَتى َي ْبرَأَ صَا ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫ص مِ ْ‬ ‫يُ ْقتَ ّ‬ ‫ن رَجُلً ِب َقرْ نٍ في ُر ْكبَتِ ِه َفجَاءَ إلى النّبي صَلّى ال عََليْ هِ‬ ‫طعَ َ‬ ‫جدّه َأنّ َرجُلً َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع نْ َأبِي هِ عَ ْ‬ ‫ن شُعيْ بٍ َ‬ ‫عمْرو بْ ِ‬ ‫ع نْ َ‬ ‫وَ َ‬ ‫ع َرجْ تُ‪،‬‬ ‫ل اللّ هِ َ‬ ‫وَ سَلّم فَقَالَ َأ ِقدْ ني‪ ،‬فَقَالَ‪" :‬حَ تى َت ْبرَأَ" ثمّ جَا َء إَليْ هِ فَقَالَ‪َ :‬أ ِقدْ ني َفأَقاده ثمّ جَاءَ إَل ْي ِه فَقَالَ‪ :‬يَا رَ سُو َ‬ ‫ص مِ نْ‬ ‫ن يُ ْقتَ ّ‬ ‫ل اللّ ِه صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم أ ْ‬ ‫ع َرجُ كَ" ثمّ نَهَى رَ سُو ُ‬ ‫ص ْيتَني فأَ ْب َعدَ كَ اللّ هُ َو َبطَلَ َ‬ ‫فَقَالَ‪" :‬قَدْ َن َهيْت كَ َفعَ َ‬ ‫ح َمدُ والدّا َرقُطْني وَُأعِل بالرْسالِ‪.‬‬ ‫حبُهُ‪ .‬رَوَا ُه َأ ْ‬ ‫جرْحٍ حَتى َي ْبرَأَ صَا ِ‬ ‫ُ‬ ‫بناء على أن شعيبا لم يدرك جده وقد دفع بأنه ثبت لقاء شعيب لجده وفي معناه أحاديث تزيده قوة‪.‬‬ ‫وهو دليل على أنه ل يقتص من الجراحات حتى يحصل البرء من ذلك وتؤمن السّراية‪.‬‬ ‫قال الشافعي‪ :‬إن النتظار مندوب بدليل تمكينه صلى ال عليه وآله وسلم من القتصاص قبل الندمال‪.‬‬ ‫وذهب الهادوية وغيرهم إلى أ نه وا جب وإذنه صلى ال عل يه وآله وسلم بالقتصاص كان ق بل عل مه صَلّى ال‬ ‫عََليْهِ َوسَلّم بما يؤول إليه من المفسدة‪.‬‬ ‫صمُوا‬ ‫ختَ َ‬ ‫ط ِنهَا‪ .‬فا ْ‬ ‫حجَرٍ فَ َقتََل ْتهَا َومَا في بَ ْ‬ ‫خرَى ب َ‬ ‫ل فَ َرمَتْ إحْدا ُهمَا ال ْ‬ ‫ن مِ نْ ُه َذيْ ٍ‬ ‫ت امْرََأتَا ِ‬ ‫عنْ أَبي ُه َر ْيرَةَ قالَ‪ :‬اقْ َتتَل ْ‬ ‫وَ َ‬ ‫ع ْبدٌ َأوْ وَليدَةٌ‪،‬‬ ‫غرّةٌ َ‬ ‫جنِي ِنهَا ُ‬ ‫إلى رَ سُولِ اللّ ِه صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم فَقَضى رَ سُولُ اللّ ِه صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم أنّ ديَةَ َ‬ ‫ن النّابغ ِة ا ْل ُهذَليّ‪ :‬يَا ر سولَ اللّ ِه كَي فَ‬ ‫ن َم َعهُ مْ‪ ،‬فَقَالَ ح مل ْب ُ‬ ‫وَق ضى ِب ِديَ ِة ا ْل َمرْأَةِ عَلى عَاقَِلتِهَا وَ َورّثهَا وََلدَهَا َو َم ْ‬ ‫ل اللّ ِه صَلّى ال عََل ْيهِ وَسَلّم‪" :‬إ ّنمَا هذا‬ ‫س َتهَلّ؟ َف ِمثْلُ ذلك ُيطَلّ فَقَالَ رَسُو ُ‬ ‫ن ل شَربَ وَل َأكَلَ وَل َنطَقَ ول ا ْ‬ ‫ُي ْغرَمُ مَ ْ‬ ‫عبّا سٍ‪:‬‬ ‫ن حَدي ثٍ ابْ نِ َ‬ ‫خ َرجَ هُ َأبُو دَا ُودَ والن سَائي مِ ْ‬ ‫سجَعَ‪ُ ،‬متّفَ قٌ عََل ْي هِ‪ ،‬وََأ ْ‬ ‫جعِهِ الذي َ‬ ‫سْ‬ ‫ن إخْوَا نِ ال ُكهّا نِ" مِ نْ َأجْل َ‬ ‫مِ ْ‬ ‫‪6‬‬

‫حمَلُ بن النّا ِبغَةِ فَقَالَ‪ُ :‬كنْتُ‬ ‫جنِي نِ؟ قالَ‪ :‬فَقَامَ َ‬ ‫شهِد َقضَاءَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى ال عََليْ هِ وَسَلّم في ال َ‬ ‫ل مَ نْ َ‬ ‫سأَ َ‬ ‫ع َمرَ َ‬ ‫"أَنّ ُ‬ ‫حبّانَ والحاكِمُ‪.‬‬ ‫ن ِ‬ ‫ححَ ُه ابْ ُ‬ ‫صّ‬ ‫ختَصَرا َو َ‬ ‫خرَى" َف َذكَرَ ُه ُم ْ‬ ‫ض َربَتْ إحْدا ُهمَا ال ْ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫ن يَدي ا ْمرَأَ َتيْ ِ‬ ‫َبيْ َ‬ ‫(وعن أبي هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬اقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداهما الخرى بحجر فقتلتها وما في‬ ‫بطنها فاختصموا إلى رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم فقضى رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم‪" :‬أَنّ‬ ‫ع ْبدٌ أَ ْو ولِيدَةٌ) هما بدل من غرة وأو للتقسيم ل للشك‬ ‫غرّةٌ) بضم الغين المعجمة وتشديد الراء منون ( َ‬ ‫ِديّ َة جَنينها ُ‬ ‫(وقضى بدية المرأة على عاقلتها وورثها ولدها من معهم)‪.‬‬ ‫في سنن أبي داود أن المرأة التي قضى عليها بالغرة توفيت فقضى رسول ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم أن ميراثها‬ ‫لبنيها والعقل على عصبتها‪ ،‬ومثله في مسلم فضمير "ورثها" يعود إلى القاتلة وقيل‪ :‬يعود إلى المقتولة وذلك أن‬ ‫عاقلتها قالوا‪ :‬إن ميراثها لنا فقال‪ :‬ل فقضى بديتها لزوجها وولدها‪.‬‬ ‫(فقال حمل) بفتح الحاء المهملة وفتح الميم (ابن النابغة) بالنون بعد اللف موحدة فغين معجمة وهو زوج المرأة‬ ‫القاتلة‪( :‬الهذلي‪ :‬يا ر سول ال ك يف يغرم من ل شرب ول أ كل ول ن طق ول ا ستهل) ال ستهلل ر فع ال صوت‬ ‫ير يد أ نه لم تعلم حيا ته ب صوت ن طق أو بكاء (فم ثل ذلك ُيطَلّ) بالمثناة التحت ية مضمو مة وتشد يد اللم على أ نه‬ ‫مضارع مجهول من طل ومعناه يهدر ويلغى ول يضمن‪.‬‬ ‫ويروى بالموحدة وتخف يف اللم على أ نه ماض من البطلن (فقال ر سول ال صلى ال تعالى عل يه وآله و سلم‪:‬‬ ‫"إ ّنمَا هذَا) أي هذا القائل (مِنْ إخوَانِ ا ْل ُكهّانِ" من أجل سجعه الذي سجع‪ .‬متفق عليه)‪.‬‬ ‫وفي الحديث مسائل‪:‬‬ ‫الولى‪ :‬ف يه دل يل على أن الجن ين إذا مات ب سبب الجنا ية وج بت ف يه الغرّة مطلقا سواء انف صل عن أ مه وخرج‬ ‫ميتا أو مات في بطنها‪ .‬فأما إذا خرج حيا ثم مات ففيه الدية كاملة ولكنه ل بد أن يعلم أنه جنين بأن تخرج منه‬ ‫يد أو رجل وإل فالصل براءة الذمة وعدم وجوب الغرة وقد فسر الغرة في الحديث بعبد أو وليدة وهي المة‪.‬‬ ‫قال الشعبيّ‪ :‬الغرة خمسمائة درهم‪ ،‬وعند أبي داود والنسائي من حديث بريدة مائة شاة وقيل خمس من البل إذ‬ ‫هي الصل في الديّات وهذا في جنين الحرة وأما جنين المة فقيل‪ :‬يخصص بالقياس على ديتها فكما أن الواجب‬ ‫قيمتها في ضمانها فيكون الواجب في جنينها الرش منسوبا إلى القيمة‪.‬‬ ‫وقياسه على جنين الحرة فإن اللزم فيه نصف عشر الدية فيكون اللزم فيه نصف عشر قيمتها‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬قوله‪" :‬وقضى بدية المرأة على عاقلتها" يدل على أنه يجب القصاص في مثل هذا وهو من أدلة من يثبت‬ ‫شبه العمد وهو الحق‪ ،‬فإن ذلك القتل كان بحجر صغير أو عود صغير ل يقصد به القتل بحسب الغلب فتجب‬ ‫فيه الدية على العاقلة ول قصاص فيه‪.‬‬ ‫والحنفية تجعله من أدلة عدم وجوب القصاص بالمثقل‪.‬‬ ‫الثالثة‪ :‬في قوله‪ :‬على عاقلتها دليل على أنها تجب الدية على العاقلة‪ ،‬والعاقلة هم العصبة وقد فسرت بمن عدا‬ ‫الولد وذوي الرحام كما أخرجه البيهقي من حديث أسامة بن عمير فقال أبوها‪:‬‬ ‫إن ما يعقل ها بنو ها فاخت صموا إلى ر سول ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم فقال‪" :‬الد ية على الع صبة و في الجن ين غزة"‬ ‫ولهذا بوب البخاري‪" :‬باب جنين المرأة وأن العقل على الوالد وعصبة الوالد ل على الولد"‪.‬‬ ‫قال الشافعي‪ :‬ل أعلم خلفا في أن العاقلة العصبة وهم القرابة من قبل الب وفسر بالقرب فالقرب من عصبة‬ ‫الذكر الحر المكلف وفي ذلك خلف يأتي في القسامة‪.‬‬ ‫وظاهر الحديث وجوب الدية على العاقلة وبه قال الجمهور‪.‬‬ ‫وخالف جما عة في وجوب ها علي هم فقالوا‪ :‬ل يع قل أ حد عن أ حد م ستدلين ب ما ع ند أح مد وأ بي داود والن سائي‬ ‫والحاكم‪" :‬أن رجلً أتى إلى النبي صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم فقال له النبي صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم‪ :‬من هذا؟ قال‪ :‬ابني‬ ‫فقال له النبي صلى ال عليه وآله وسلم‪ :‬إنه ل يجني عليك ول تجني عليه" وعند أحمد وأبي داود والترمذي من‬ ‫حديث عمرو بن الحوص أنه صلى ال عليه وآله وسلم قال‪" :‬ل يجني جان إل على نفسه ول يجني جان على‬ ‫ولده"‪.‬‬ ‫وجمع بينهما وبين وجوب الدية على العاقلة بأن المراد به الجزاء الخروي أي ل يجني عليه جناية يعاقب بها‬ ‫في الخرة وعلى القول بأن الوالد والولد ليسا من العاقلة كما قاله الخطابي فل يتم به الستدلل‪.‬‬ ‫الرابعة‪ :‬قوله صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم‪" :‬إنما هو من إخوان الكهان من أجل سجعه الذي سجع" يظهر أن قوله من‬ ‫أجل سجعه مدرج فهمه الراوي ففيه دليل على كراهة السجع قال العلماء‪ :‬إنما كرهه من هذا الشخص لوجهين‬ ‫أحدهما‪ :‬أنه عارض به حكم الشرع ورام إبطاله‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫الثاني‪ :‬أنه تكلفه في مخاطبته وهذان الوجهان من السجع مذمومان‪.‬‬ ‫وأما السجع الذي ورد منه صلى ال عليه وآله وسلم في بعض الوقات وهو كثير في الحديث فليس من هذا لنه‬ ‫ل يعارض حكم الشرع ول يتكلفه فل نهي عنه‪.‬‬ ‫(وأخر جه أ بو داود والن سائي من حد يث ا بن عباس ر ضي ال ع نه أن ع مر سأل‪ :‬من ش هد قضاء ر سول ال‬ ‫صَلّى ال عََليْهِ َوسَلّم في الجنين؟ قال‪ :‬فقام حمل بن النابغة) المذكور في الحديث الذي قبله‪( :‬فقال‪ :‬كنت بين َي َديْ‬ ‫امرأتين فضربت إحداهما الخرى فذكره مختصرا وصححه ابن حبان والحاكم)‪.‬‬ ‫وأخرجه أبو داود بلفظ‪" :‬أن عمر سأل الناس عن إملص المرأة فقال المغيرة‪ :‬شهدت رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وآله وسلم قضى فيها بغرة عبد أو أمة فقال‪ :‬ائتني بمن يشهد معك قال‪ :‬فأتاه محمد بن مسلمة فشهد له"‪.‬‬ ‫س ّميَ إملصا لن المرأة تزلقه قبل وقت الولدة وكذلك كل‬ ‫ثم قال أبو داود‪ :‬قال أبو عبيد‪ :‬إملص المرأة إنما ُ‬ ‫ما زلق من اليد وغيرها فقد ملص انتهى‪.‬‬ ‫ول بد من أن يعلم أن الجنين قد تخلق وجرى فيه الروح ليتصف بأنه قتلته الجناية‪ ،‬والشافعية فسروه بما ظهر‬ ‫فيه صورة الدمي من يد وأصبع وغيرهما‪ .‬فإن لم تظهر فيه الصورة ويشهد أهل الخبرة بأن ذلك أصل الدمي‬ ‫فحكمه كذلك إذا كانت الصورة خفية‪.‬‬ ‫وإن شك أ هل ال خبرة لم ي جب ف يه ش يء اتفاقا‪ .‬وف يه دل يل على أن في الجن ين غرة ذكرا كان أو أُن ثى لطلق‬ ‫الحديث‪.‬‬ ‫سرَتْ َث ِنيّةَ جَاريَ ٍة فَطَلَبوا إَليْهَا ا ْلعَ ْفوَ فَأبَوْا فَ َعرَضوا‬ ‫ع ّم َت ُه طططط كَ َ‬ ‫س أَنّ ال ّر َبيّ عَ ِبنْ تَ النّ ضر طططط َ‬ ‫ن َأنَ ٍ‬ ‫ع ْ‬ ‫وَ َ‬ ‫ل اللّ ِه صَلّى ال عََليْ ِه وَ سَلّم‬ ‫الرْ شَ َفَأبَوْا‪َ ،‬فأَتَوْا رَ سُولَ اللّ ِه صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم َفَأبَوْا إل الْقِ صَاصَ‪َ ،‬فأَ َمرَ رَ سُو ُ‬ ‫ل اللّ هِ َأ ُتكْ سَرُ َث ِنيّ ُة ال ّر َبيّ عِ؟ ل‪ ،‬واّلذِي َب َعثَ كَ بالحَقّ ل ُتكْ سَرُ َث ِن ّي ُتهَا‪ ،‬فَقَالَ‬ ‫ن النّضر‪ :‬يَا رَ سُو َ‬ ‫بالْقِصاص‪ ،‬فَقَالَ َأنَ سُ ْب ُ‬ ‫ب اللّ ِه الْقِ صَاصُ" فَ َرضِي الْقَوْ ُم فَعَ َفوْا‪ ،‬فَقَالَ رَ سُولُ اللّ هِ صَلّى ال‬ ‫رسول اللّ ِه صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم‪" :‬يَا َأنَ سُ ِكتَا ُ‬ ‫ل َبرّهُ" متّ َفقٌ عََليْهِ والّل ْفظُ ل ْل ُبخَاريّ‪.‬‬ ‫سمَ عَلى اللّهِ َ‬ ‫عبَادِ اللّهِ َمنْ َلوْ َأ ْق َ‬ ‫ن مِنْ ِ‬ ‫عََليْهِ َوسَلّم‪" :‬إ ّ‬ ‫(و عن أ نس ر ضي ال ع نه أن ال ّر َبيّ عَ) ب ضم الراء والباء الموحدة المفتو حة فمثناة تحت ية مشدّدة مك سورة أ خت‬ ‫ع ْمتَ هُ) أي عمة أنس بن مالك وهي غير الربيع بنت معوّذ ووقع في سنن البيهقي بنت معوذ‬ ‫أنس ( ِبنْ تَ الّنضِر َ‬ ‫قال الم صنف‪ :‬إ نه غلط (ك سرت ثن ية جار ية) أي شا بة من الن صار ك ما في روا ية (فطلبوا) أي قرا بة الرب يع‬ ‫(إلي ها) أي إلى الجار ية (الع فو فأبوا فعرضوا الرش فأبوا فأتوا ر سول ال صلى ال عل يه وآله و سلم فأبوا إل‬ ‫القصاص فأمر رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم بالقصاص فقال أنس بن النضر‪ :‬يا رسول ال أتَكس ُر َث ِنيّةُ‬ ‫س ِكتَا بُ اللّ هِ‬ ‫الرب يع؟ ل؛ والذي بع ثك بال حق ل تك سر َث ِن ّيتُ ها فقال ر سول ال صلى ال عل يه وآله و سلم‪" :‬يّا َأنَ ُ‬ ‫سمَ عَلى اللّهِ‬ ‫ن لَ ْو َأقْ َ‬ ‫عبَادِ اللّ ِه مَ ْ‬ ‫الْقِصَاصُ" فرضي القوم فعفوا فقال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم‪" :‬إنّ ِمنْ ِ‬ ‫ل َبرّهُ" متفقٌ عليه واللفظ للبخاري)‪.‬‬ ‫فيه مسائل‪:‬‬ ‫الولى‪ :‬أن ف يه دليل على وجوب القت صاص في ال سن بأن كا نت بكمال ها ف هو مأخوذ من قوله تعالى‪{ :‬وال سن‬ ‫بالسن} وقد ثبت على قلع السن بالسن في العمد وأما كسر السن فقد دل هذا الحديث على القصاص فيه أيضا‪.‬‬ ‫قال العلماء‪ :‬وذلك إذا عر فت المماثلة وأم كن ذلك من دون سراية إلى غ ير الوا جب قال أ بو داود‪ :‬قلت لح مد‬ ‫طططط يريد أحمد بن حنبل طططط‪ :‬كيف في السن؟ قال تبرد أي يبرد من سن الجاني بقدر ما كسر من سن‬ ‫المجنيّ عليه وقال بعضهم‪ :‬إن الحديث محمول على القلع وأنه أراد بقوله كسرت‪ :‬قلعت وهو بعيد‪.‬‬ ‫وأما العظم غير السن فقد قام الجماع على أنه ل قصاص في العظم الذي يخاف منه ذهاب النفس إذا لم تتأت‬ ‫فيه المماثلة بأن ل يوقف على قدر الذاهب‪.‬‬ ‫وقال الليث والشافعي والحنفية‪ :‬ل قصاص في العظم غير السن لن دون العظم حائلً من جلد ولحم وعصب‬ ‫فيتعذر م عه المماثلة فلو أمك نت لحكم نا بالق صاص ول كن ل ن صل إلى الع ظم ح تى ننال ما دو نه م ما ل يعرف‬ ‫قدره‪.‬‬ ‫ل بأنه لم يرد به الحكم والمعارضة وإنما أراد‬ ‫الثانية‪ :‬قوله‪" :‬أتكسر ثنية الربيع" ظاهر الستفهام النكار وقد ُتؤُوّ َ‬ ‫به أن يؤكد للنبي صَلّى ال عََليْهِ َوسَلّم طلب الشفاعة منهم وأكد طلبه من النبي صَلّى ال عََليْ ِه َوسَلّم بالقسم‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬بل قاله قبل أن يعلم أن القصاص حتم وظن أنه يخير بينه وبين الدية أو العفو‪.‬‬ ‫وير شد إل يه قوله في جوا به‪ " :‬يا أ نس كتاب ال الق صاص" وق يل‪ :‬إ نه لم يرد النكار بل قاله توقعا ورجاء من‬ ‫فضل ال أن يلهم الخصوم الرضا حتى يعفوا أو يقبلوا الرش وقد وقع المر على ما أراد‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫وفي إلهامهم العفو وفي تقريره صَلّى ال عََليْ ِه َوسَلّم على الحلف دليل على أنه يجوز الحلف فيما يظن وقوعه‪.‬‬ ‫الثالثة‪ :‬قوله صَلّى ال عََليْهِ وَسَلّم‪" :‬كتاب ال القصاص" المشهور الرفع على أنه مبتدأ وخبر‪ .‬ويجوز النصب في‬ ‫الول على المصطدر وفعله محذوف أي كتطب كتاب ال وفطي الثانطي على أنطه مفعول للكتاب أو للفعطل المقدر‬ ‫ويحتمل وجوها أخر‪.‬‬ ‫قيل أراد بالكتاب الحكم أي حكم ال القصاص وقيل‪ :‬أشار إلى قوله تعالى‪{ :‬والجروح قصاص} أو إلى {فعاقبوا‬ ‫بمثل ما عوقبتم به} أو إلى {والسن بالسن}‪.‬‬ ‫و في قوله صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪" :‬إن من عباد ال من لو أق سم طططط إلى آخره" تع جب م نه صَلّى ال عََليْ هِ‬ ‫َوسَلّم بوقوع مثل هذا من حلف أنس على نفي فعل الغير وإصرار الغير على إيقاع ذلك الفعل‪.‬‬ ‫وكأن قضية العادة في ذلك أن يحنث في يمينه فألهم ال تعالى الغير العفو فبرّ قسم أنس‪ ،‬وأن هذا التفاق وقع‬ ‫إكراما من ال تعالى لنس ليبرّ في يمينه وأنه من جملة عباد ال الذين يعطيهم ال تعالى أربهم ويجيب دعاءهم‬ ‫وفيه جواز الثناء على من وقع له مثل ذلك عند أمن الفتنة عليه‪.‬‬ ‫ع ّميّا أَ ْو ِر ّميّا بحجَر أَوْ‬ ‫ع ْن ُهمَا قالَ‪ :‬قالَ رسولُ ال صَلّى ال عََليْهِ وَسَلّم‪" :‬مَنْ ُقتِلَ في ِ‬ ‫عبّاسٍ رضيَ ال َ‬ ‫ن ابنِ َ‬ ‫عْ‬ ‫وَ َ‬ ‫خ َرجَ ُه أَبُو دَا ُودَ‬ ‫ن حَالَ دُونَ ُه َفعََليْ ِه َل ْعنَةُ اللّ هِ" َأ ْ‬ ‫عمْدا َفهُوَ قَ َودٌ‪َ ،‬ومَ ْ‬ ‫سَ ْوطٍ َأوْ عَ صا َفعَقْلُ هُ عَقْلُ ا ْلخَطأِ‪َ ،‬ومَ نْ ُقتِلَ َ‬ ‫سنَادٍ قَوي‪.‬‬ ‫وال ّنسَائي وابْنُ مَاجَ ْه بإ ْ‬ ‫عمّيّا) بك سر الع ين‬ ‫ن ُقتِلَ في ِ‬ ‫(و عن ا بن عباس ر ضي ال ع نه قال‪ :‬قال ر سول ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪" :‬مَ ْ‬ ‫المهملة وتشد يد الم يم والياء المثناة من ت حت بالق صر فعيلى من العماء‪ .‬قوله‪( :‬أَ ْو رمّيّا) بزن ته م صدر يراد به‬ ‫ن حَالَ دو َن ُه فَعلَيْ ِه ل ْعنَ ُه اللّ هِ"‬ ‫عمْدا َفهُ َو قَ َودٌ و َم ْ‬ ‫ن قُتِلَ َ‬ ‫جرٍ َأوْ سَ ْوطٍ َأوْ عَ صا َفعَقْلُ هُ عَقْلُ ا ْلخَطَأ و َم ْ‬ ‫حَ‬ ‫المبال غة ( ِب َ‬ ‫أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه بإسناد قوي)‪.‬‬ ‫قال في النهاية في تفسير اللفظين‪ :‬المعنى أن يوجد بينهم قتيل يعمى أمره ول يتبين قاتله فحكمه حكم قتيل الخطأ‬ ‫تجب فيه الدية وتكون على العاقلة وظاهره من غير أيمان قسامة‪ .‬وقد اختلف في ذلك‪:‬‬ ‫فقالت الهادو ية‪ :‬إن كان الحاضرون الذ ين و قع بين هم الق تل منح صرين لز مت الق سامة وجرى في ها حكم ها من‬ ‫اليمان والدية‪.‬‬ ‫وإن كانوا غير منحصرين لزمت الدية في بيت المال‪.‬‬ ‫وقال الخطابي‪ :‬اختلف هل تجب الدية في بيت المال أو ل؟ قال إسحاق بالوجوب وتوجيهه من حيث المعنى أنه‬ ‫مسلم مات بفعل قوم من المسلمين فوجبت ديته في بيت مال المسلمين‪.‬‬ ‫وذ هب الح سن إلى أن دي ته ت جب على جم يع من ح ضر وذلك ل نه مات بفعل هم فل تتعدّا هم إلى غير هم وقال‬ ‫مالك‪ :‬إنه يهدر لنه إذا لم يوجد قاتله بعينه استحال أن يؤخذ به أحد‪.‬‬ ‫وللشاف عي قول‪ :‬إ نه يقال لول يه ادّ عِ على من شئت واحلف فإن حلف ا ستحق الد ية وإن ن كل حلف المدّ عى عل يه‬ ‫على النفي وسقطت المطالبة وذلك لن الدم ل يجب إل بالطلب‪.‬‬ ‫وإذا عر فت هذا الختلف وعدم الم ستند القوي في أي هذه القوال و قد عر فت أن سند الحد يث قوي ك ما قاله‬ ‫المصنف‪ :‬علمت أن القول به أولى القوال‪.‬‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬في قوله‪" :‬ومن قتل عمدا فهو قود" دليل على أن الذي يوجبه القتل عمدا هو القود عينا‪.‬‬ ‫وفي المسألة قولن‪:‬‬ ‫الوّل‪ :‬أ نه ي جب القود عينا وإل يه ذ هب ز يد بن علي وأ بو حني فة وجما عة ويدل له قوله تعالى‪{ :‬كُ تب علي كم‬ ‫القصاص} وحديث‪" :‬كتاب ال القصاص"‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬وأما الدية فل تجب إل إذا رضي الجاني ول يجبر الجاني على تسليمها‪.‬‬ ‫والثا ني‪ :‬للهادو ية وأح مد ومالك غير هم‪ .‬وقول للشاف عي إ نه ي جب بالق تل عمدا أ حد أمر ين‪ :‬الق صاص أو الد ية‬ ‫لقوله صلى ال تعالى عليه وعلى آله وسلم‪ :‬من قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يقيد وإما أن يدي" أخرجه‬ ‫أحمد والشيخان وغيرهم‪.‬‬ ‫وأج يب ع نه بأن المراد من الحد يث أن ولي المقتول مخ ير بشرط أن ير ضى الجا ني أن يغرم الد ية قالوا‪ :‬و في‬ ‫هذا التأويل جمع بين الدليلين‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬القتصار في الية وفي بعض الحاديث على بعض ما يجب ل يدل على أنه ل يجب غير ما قام الدليل‬ ‫على وجوبه‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫و قد أخرج أح مد وأ بو داود عن أ بي شر يح الخزا عي قال‪ :‬سمعت ر سول ال صلى ال تعالى عل يه وآله و سلم‬ ‫يقول‪" :‬من أصيب بدم أو خبل طططط والخبل الجراح طططط فهو بالخيار بين إحدى ثلث‪:‬‬ ‫إما أن يقتص أو يأخذ العقل أو يعفو‪.‬‬ ‫فإن أراد الرابعة فخذوا على يديه فإن قبل من ذلك شيئا ثم عدا بعد ذلك فإن له النار"‪.‬‬ ‫سكَ ال ّرجُلُ ال ّرجُلَ َو َقتَلَ ُه الخَ ُر يُ ْقتَلُ‬ ‫ن النّبيّ صَلّى ال عََليْهِ وَسَلّم قالَ‪" :‬إذا َأمْ َ‬ ‫ع ْن ُهمَا عَ ِ‬ ‫ع َمرَ رضيَ اللّهُ َ‬ ‫عنْ ابنِ ُ‬ ‫وَ َ‬ ‫ن الْ َقطّا نِ‪ ،‬وَرجَالُ ُه ثَقَا تٌ‪ .‬إل َأنّ‬ ‫صحّحَ ُه اب ُ‬ ‫سكَ" َروَا ُه الدّا َر ُقطْني مَوْ صُولً َو ُمرْ سَلً‪ ،‬وَ َ‬ ‫حبَ سُ الّذي َأمْ َ‬ ‫الذي َقتَلَ َو ُي ْ‬ ‫ح ا ْل ُمرْسَلَ‪.‬‬ ‫ا ْل ّب ْيهَ ِقيّ َرجّ َ‬ ‫خرُ‬ ‫سكَ ال ّرجُلُ ال ّرجُلَ َوقَتَلَ ُه ال َ‬ ‫ن النّبيّ صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم قالَ‪" :‬إذا َأمْ َ‬ ‫ع ْنهُمَا عَ ِ‬ ‫ع َمرَ رض يَ اللّ هُ َ‬ ‫ع نْ اب نِ ُ‬ ‫(وَ َ‬ ‫ححَ ُه اب نُ ا ْل َقطّا نِ‪ ،‬وَرجَالُ هُ ثَقَا تٌ‪ .‬إل‬ ‫صّ‬ ‫سكَ" رَوَا هُ الدّا َرقُطْني مَوْ صُولً َو ُمرْ سَلً‪ ،‬وَ َ‬ ‫حبَ سُ الّذي َأمْ َ‬ ‫ل الذي َقتَلَ َو ُي ْ‬ ‫يُ ْقتَ ُ‬ ‫ح ا ْل ُمرْسَلَ)‪.‬‬ ‫َأنّ ا ْل ّب ْيهَ ِقيّ َرجّ َ‬ ‫قال الحافظ ابن كثير في الرشاد‪ :‬وهذا السناد على شرط مسلم‪ .‬قلت‪ :‬إشارة إلى إسناد الدارقطني فإنه رواه من‬ ‫حديث أبي داود الحفري عن الثوري عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر أن رسول ال صَلّى ال عََليْهِ‬ ‫َوسَلّم‪" :‬الحديث" ثم قال‪:‬‬ ‫قال الحافظ البيهقي‪ :‬ما رواه غير أبي داود الحفري عن الثوري وغيره عن إسماعيل بن أمية مرسلً وهذا هو‬ ‫الصحيح‪.‬‬ ‫والحد يث دل يل على أ نه ل يس على المم سك سوى حب سه ولم يذ كر قدر مد ته ف هي راج عة إلى ن ظر الحا كم وأن‬ ‫القود أو الديطة على القاتطل وإلى هذا ذهبطت الهادويطة والحنفيطة والشافعيطة للحديطث ولقوله تعالى‪{ :‬فمطن اعتدى‬ ‫فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}‪.‬‬ ‫وذهب مالك والنخعي وابن أبي ليلى إلى أنهما يقتلن جميعا إذ هما مشتركان‪.‬‬ ‫وأج يب بأن ال نص م نع اللحاق فإن ح كم ذلك ح كم الحا فر للبئر والمردي إلي ها فإن الضمان على المردي دون‬ ‫الحافر اتفاقا ولكن الحديث التي دليل للولين‪.‬‬ ‫ن ال َبيْلمَانيّ َأنّ النّبيّ صَلّى ال عََليْ هِ وَسَلّم َقتَلَ مُسْلما ب ُمعَاهِدٍ َوقَالَ‪َ" :‬أنَا َأوْلى مَ نْ وفى ِب ِذ ّمتِ هِ"‬ ‫ع ْبدِ ال ّرحْمن بْ ِ‬ ‫عنْ َ‬ ‫وَ َ‬ ‫سنَا ُد المَ ْوصُولِ وَاهٍ‪.‬‬ ‫ع َمرَ فِيهِ وَإ ْ‬ ‫ع ْبدُ ال ّرزّاقِ ُم ْرسَلً وَ َوصَلَ ُه الدّا َرقُطني ِب ِذكْر ابْنِ ُ‬ ‫خ َرجَهُ َ‬ ‫َأ ْ‬ ‫(وعن عبد الرحمن بن البيلماني رضي ال عنه) بفتح الموحدة وسكون المثناة التحتية وفتح اللم ضعفه جماعة‬ ‫فل يحتج بما انفرد به إذا وصل فكيف إذا أرسل فكيف إذا خالف‪ ،‬وفيه إبراهيم بن محمد بن أبي ليلى ضعيف‬ ‫(أن ال نبي صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم ق تل م سلما بمعا هد وقال‪" :‬أ نا أَوُلَى َم نْ و في بِذ ّمتِ هِ" أخر جه ع بد الرزاق هكذا‬ ‫مرسلً ووصله الدارقطني بذكر ابن عمر فيه وإسناده الموصول واه) تقدم الكلم في الحديث قريبا‪.‬‬ ‫ص ّنعَاءَ لَ َقتَ ْل ُتهُ مْ بِ هِ" َأخْ َرجَ هُ‬ ‫ل َ‬ ‫ش َترَ كَ فِي هِ أَهْ ُ‬ ‫ع َمرُ‪ :‬لَو ا ْ‬ ‫ع ْن ُهمَا قَالَ‪ُ " :‬قتِلَ غُل مٌ غِيَلةً فَقَالَ ُ‬ ‫ع َمرَ رض يَ ال َ‬ ‫ع نِ ابْ نِ ُ‬ ‫وَ َ‬ ‫ا ْل ُبخَاري‪.‬‬ ‫(و عن ا بن ع مر ر ضي ال عنه ما قال‪ :‬ق تل غلم غيلة) بك سر الغ ين المعج مة و سكون المثناة التحت ية أي سرا‪:‬‬ ‫(فقال عمر رضي ال عنه‪ :‬لو اشترك فيه أهل صنعاء لقتلتهم به‪ .‬أخرجه البخاري) وأخرجه ابن أبي شيبة من‬ ‫وجه آخر عن نافع‪ :‬أن عمر قتل سبعة من أهل صنعاء برجل‪ ،‬وأخرجه في الموطإ بسند آخر من حديث ابن‬ ‫المسيب‪ :‬أن عمر قتل خمسة أو ستة برجل قتلوه غيلة وقال‪ :‬لو تمال عليه أهل صنعاء لقتلتهم به جميعا‪.‬‬ ‫وللحد يث ق صة أخرج ها الطحاوي والبيه قي عن ا بن و هب قال‪ :‬حدث ني جر ير بن حازم أن المغيرة بن حك يم‬ ‫الصنعاني حدثه عن أبيه‪" :‬أن امرأة بصنعاء غاب عنها زوجها وترك في حجرها ابنا له من غيرها غلما يقال‬ ‫ل فقالت له‪ :‬إن هذا الغلم يفضح نا فاقتله فأ بى فامتن عت م نه فطاوع ها‬ ‫له أ صيل فاتخذت المرأة ب عد زوج ها خلي ً‬ ‫فاجتمع على قتل الغلم الرجل ورجل آخر والمرأة وخادمها فقتلوه ثم قطعوا أعضاءه وجعلوه في عيبة وطرحوه‬ ‫في ركية في ناحية القرية ليس فيها ماء طططط وذكر القصة وفيها طططط فأخذ خليلها فاعترف ثم اعترف‬ ‫الباقون فكتب يعلى وهو يومئذ أمير شأنهم إلى عمر رضى ال عنه فكتب عمر بقتلهم جميعا وقال‪ :‬وال لو أن‬ ‫أهل صنعاء اشتركوا في قتله لقتلتهم أجمعين"‪.‬‬ ‫وفي هذا دليل أن رأي عمر رضي ال عنه أنه تقتل الجماعة بالواحد وظاهره ولو لم يباشره كل واحد ولذا قلنا‬ ‫إن فيطه دليلً لقول مالك والنخعطي وقول عمطر‪ :‬لو تمال أي توافطق دليطل على ذلك وفطي قتطل الجماعطة بالواحطد‬ ‫مذاهب‪:‬‬ ‫‪10‬‬

‫الول‪ :‬هذا وإليه ذهب جماهير فقهاء المصار وهو مروي عن علي رضي ال عنه وغيره وقد أخرج البخاري‪:‬‬ ‫"عن علي ر ضي ال عنه في رجلين شهدا على رجل بالسرقة فقط عه علي ر ضي ال عنه ثم أتياه بآ خر فقال‪:‬‬ ‫هذا الذي سرق وأخطأ نا على الول فلم ي جز شهادته ما على ال خر وأغرمه ما د ية الول وقال‪ :‬لو أعلم أنك ما‬ ‫تعمدتما لقطعتكما" ول فرق بين القصاص في الطراف والنفس‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬للناصر والشافعي وجماعة ورواية عن مالك أنه يختار الورثة واحدا من الجماعة وفي رواية عن مالك‬ ‫يقرع بينهم فمن خر جت عليه القرعة قتل ويلزم الباقون الحصة من الدية وحجتهم أن الكفاءة معتبرة ول تقتل‬ ‫الجماعة بالواحد كما ل يقتل الحر بالعبد وأجيب بأنهم لم يقتلوا لصفة زائدة في المقتول بل لن كل واحد منهم‬ ‫قاتل‪.‬‬ ‫والثالث‪ :‬لربيعة وداود أنه ل قصاص على الجماعة بل الدية رعاية للمماثلة ول وجه لتخصيص بعضهم‪ .‬هذه‬ ‫أقوال العلماء في المسألة‪.‬‬ ‫والظاهر قول داود لنه تعالى أوجب القصاص وهو المماثلة وقد انتفت هنا ثم موجب القصاص هو الجناية التي‬ ‫تزهق الروح بها فإن زهقت بمجموع فعلهم فكل فرد ليس بقاتل فكيف يقتل عند الجمهور وإنما يصح على قول‬ ‫النخعطي وإن كان كطل واحطد قاتلً بانفراده لزم توارد المؤثرات على أثطر واحطد والجمهور يمنعونطه على أنطه ل‬ ‫سبيل إلى معرفة أنه مات بفعلهم جميعا أو بفعل بعضهم فإن فرض معرفتنا بأن كل جناية قاتلة بانفرادها لم يلزم‬ ‫أنه مات بكل منها فل عبرة بالسبق كما قيل‪.‬‬ ‫وأما حكم عمر رضي ال عنه ففعل صحابي ل تقوم به الحجة‪ .‬ودعوى أنه إجماع غير مقبولة وإذا لم يجب قتل‬ ‫الجماعة بالواحد فإنها تلزمهم دية واحدة لنها عوض عن دم المقتول‪.‬‬ ‫وق يل‪ :‬تلزم كل وا حد ون سب قائله إلى خلف الجماع‪ .‬هذا ما قرّرناه ه نا ثم قوي ل نا ق تل الجما عة بالوا حد‬ ‫وحرّرنا دليله في حواشي ضوء النهار وفي ذيلنا على البحاث المسدّدة‪.‬‬ ‫ن ُقتِلَ لَ هُ قَتيلٌ َب ْعدَ‬ ‫ل اللّ هِ صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم‪َ " :‬فمَ ْ‬ ‫ع ْن ُه قَالَ‪ :‬قَالَ ر سُو ُ‬ ‫خزَاعِيّ رض يَ اللّ هُ َ‬ ‫ح ا ْل ُ‬ ‫ن أَ بي شُري ٍ‬ ‫ع ْ‬ ‫وَ َ‬ ‫حيْنِ‬ ‫ل أَ ْو يَ ْقتُلُوا" َأخْ َرجَ ُه َأبُو دَاودَ والنّسائي‪ ،‬وَأَ صْلُ ُه في الصحي َ‬ ‫مَقَالَتي هذِ ِه َفأَهْلُ هُ َب ْي نَ خِي َر َتيْ نِ‪ :‬إمّا أَن يَأخُذُوا ا ْلعَقْ َ‬ ‫ن حَديثِ أَبي ُه َر ْيرَةَ بم ْعنَاهُ‪.‬‬ ‫مِ ْ‬ ‫(و عن أ بي شر يح ر ضي ال ع نه) ب ضم الش ين المعج مة و سكون المثناة التحت ية فحاء مهملة (الخزا عي) ب ضم‬ ‫الخاء المعج مة فزاي ب عد اللف ع ين مهملة وا سمه عمرو بن خويلد وق يل غيره (قال‪ :‬قال ر سول ال صَلّى ال‬ ‫ن ُقتِلَ لَ هُ َقتِيلٌ َب ْعدَ مَقَالتي هذِ هِ َفأَهْلُ ُه َبيْ نَ خي َر َتيْ نِ) بالخاء المعجمة فراء تثنية خيرة‪ ،‬بينهما بقوله‪:‬‬ ‫عََليْ ِه وَ سَلّم‪" :‬فمَ ْ‬ ‫ل أَ ْو ي ْقتُلُوا" أخرجه أبو داود والنسائي‪ ،‬وأصله في الصحيحين من حديث أبي هريرة بمعناه)‪.‬‬ ‫خذُوا العقْ َ‬ ‫ن يأ ُ‬ ‫(إمّا أَ ْ‬ ‫أ صل الحد يث أ نه قال صلى ال عل يه وآله و سلم في أثناء كل مه‪ " :‬ثم إن كم مع شر خزا عة قتل تم هذا الر جل من‬ ‫هذيل وإني عاقله فمن قتل له طططط الحديث" وتقدم حديث أبي شريح فيه التخيير بين إحدى ثلث ول منافاة‪.‬‬ ‫قال في الهدي النبوي‪ :‬إن الوا جب أ حد الشيئ ين إ ما الق صاص أو الد ية والخيرة في ذلك إلى الولي ب ين أرب عة‬ ‫أشياء‪ :‬العفو مجانا‪ ،‬أو العفو إلى الدية أو القصاص‪ ،‬ول خلف في تخييره بين هذه الثلثة‪ .‬والرابعة المصالحة‬ ‫إلى أكثر من الدية وفيه وجهان‪.‬‬ ‫أحدهما‪ :‬أشهرهما مذهبا أي للحنابلة جوازه‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬ليس له العفو على مال إل الدية أو دونها وهذا أرجح دليل‪.‬‬ ‫فإن اختار الد ية سقط القود ولم يملك طل به ب عد وهذا مذ هب الشاف عي وإحدى الروايت ين عن مالك‪ .‬وتقدم القول‬ ‫الثاني أن موجبه القود عينا وليس له العفو إلى الدية إل برضا الجاني وتقدم المختار‪.‬‬ ‫باب الديات‬ ‫الديات بتخفيف المثناة التحتية جمع دية كعدات جمع عدة‪ .‬أصل دية ِودْية بكسر الواو مصدر ودي القتيل يديه إذا‬ ‫أعطى وليه ديته حذفت فاء الكلمة وعوّضت عنها تاء التأنيث كما في عدة‪ .‬وهي اسم لعم مما فيه القصاص‬ ‫وما ل قصاص فيه‪.‬‬ ‫ع ْنهُمْ أَنّ النّبيّ صَلّى ال عََليْهِ وَسَلّم َكتَبَ‬ ‫ي اللّهُ َ‬ ‫جدّ ِه رَض َ‬ ‫ن َ‬ ‫حزْم عَنْ َأبِيهِ عَ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عمْرو ْب ِ‬ ‫عَنْ أَبي َبكْر بْنِ مح ّمدَ بْنِ َ‬ ‫ن يرْضى َأوّلِياءُ المَ ْقتُولِ‪،‬‬ ‫ع نْ َب ّينَ ٍة فإنّ هُ قَ َودٌ إل أَ ّ‬ ‫ع َتبَ طَ مُؤمِنا َقتْلً َ‬ ‫إلى أَ ْهلِ ا ْل َيمَ نِ‪َ ،‬ف َذكَرَ ا ْلحَدي ثَ َوفِي هِ‪" :‬إنّ مَ نْ ا ْ‬ ‫ن ال ّديَةُ‪ ،‬وَ في اللّ سَان ال ّديَةُ‪،‬‬ ‫جدْعُ ُه ال ّديَةُ‪ ،‬وَفِي ال َع ْي َنيْ ِ‬ ‫ب َ‬ ‫وَإنّ في الّنفْ سِ ال ّديَ َة مَائَةً ِم نَ البِلِ‪ ،‬وَ في النْ فِ إذا أُوعِ َ‬ ‫صفُ ال ّديَةِ‪،‬‬ ‫ب ال ّديَةُ‪ ،‬وَفي ال ّرجْلِ الْوَاحِدةِ نِ ْ‬ ‫ض َتيْ نِ ال ّديَةُ‪ ،‬وَفي الصلْ ِ‬ ‫ن ال ّديَةُ‪ ،‬وَفي ال ّذكَر ال ّديَةُ‪ ،‬وَفي ال َب ْي َ‬ ‫وفَي الشّ َف َتيْ ِ‬ ‫‪11‬‬

‫ن أَصَابع‬ ‫عشْرَ َة منَ البِلِ‪ ،‬وفي كُلّ إصْبَ ٍع مِ ْ‬ ‫خمْسَ َ‬ ‫ث ال ّديَةِ‪ ،‬وَفي ال ُمنَقَّلةِ َ‬ ‫ث ال ّديَةِ‪ ،‬وَفي الجائِفَ ِة ثُلُ ُ‬ ‫وفي المَأمُومَ ِة ثُلُ ُ‬ ‫س مِ نَ البِلِ‪ ،‬وإنّ ال ّرجُلَ يُقْتَل‬ ‫خمْ ٌ‬ ‫ضحَةِ َ‬ ‫ن البِلِ‪ ،‬و في المُو ِ‬ ‫خمْ سٌ مِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن البِلِ‪ ،‬و في ال سّ ّ‬ ‫شرٌ مِ َ‬ ‫عْ‬ ‫ا ْل َيدِ وال ّرجْلِ َ‬ ‫ن الجارودِ وابْن‬ ‫خ َز ْيمَةَ وابُ ُ‬ ‫خ َرجَ ُه َأبُو دَا ُودَ في ال َمرَاسيلِ‪ ،‬وَالنسائي وا ْبنُ ُ‬ ‫ل الذّهَبِ أَلْفُ دينَار" َأ ْ‬ ‫بالمرْأَةِ‪َ ،‬وعَلى أَهْ ِ‬ ‫حتِهِ‪.‬‬ ‫صّ‬ ‫ختَلَفُوا في ِ‬ ‫ح َمدُ وَا ْ‬ ‫حبّانَ وََأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫(وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم) بالحاء المهملة مفتوحة وسكون الزاي وهو تابعي ولِ يَ القضاء في‬ ‫المدينة لعمر بن عبد العزيز اسمه كنيته (عن أبيه عن جده) عمرو بن حزم (أن النبي صلى ال عليه وآله وسلم‬ ‫ك تب إلى أ هل الي من فذكطر الحد يث) أوله " من مح مد ال نبي إلى شرحب يل بن ع بد كلل ونع يم بن ع بد كلل‬ ‫ع َتبَطَ) بالعين المهملة بعدها مثناة‬ ‫والحارث بن عبد كلل قيل ذي رعين أما بعد" إلى آخر ما هنا (وفيه‪" :‬أَنّ مَنِ ا ْ‬ ‫فوقية ثم موحدة آخرها طاء مهملة أي من قتل قتيلً بل جناية منه ول جريرة توجب قتله‪.‬‬ ‫ن َيرْضى أَوْلِيا ُء ا ْلمَ ْقتُول) فيه دليل على أنهم مخيرون كما قررناه‪.‬‬ ‫عنْ ب ْينَ ٍة فإنّ ُه قَ َودٌ إل أَ ْ‬ ‫( ُم ْؤمِنا َقتْلً َ‬ ‫ن البِلِ) بدل من الدية‪.‬‬ ‫ن في النّفس الدّية مِائ ًة مِ َ‬ ‫(وإ ّ‬ ‫جدْعُهُ) أي قطع جميعه (ال ّديَةُ‬ ‫لنْفِ إذَا أوعِبَ) بضم الهمزة وسكون والواو وكسر العين المهملة فموحدة ( َ‬ ‫(وفي ا َ‬ ‫ن ال ّديَةُ) إذا قطع من أصله أو ما يمنع منه الكلم‪.‬‬ ‫وفي اللسَا ِ‬ ‫(وفي الشّ َف َتيْنِ ال ّديَةُ‪ ،‬وفي الذكَر ال ّديَةُ) إذا قطع من أصله‪.‬‬ ‫صفُ ال ّديَةِ) إذا قط عت من‬ ‫حدَ ِة نِ ْ‬ ‫ن ال ّديَةُ‪ ،‬و في ال صّلْبِ ال ّديَةُ و في ا ْل َع ْينَيْ نِ ال ّديَةُ و في ال ّرجْلِ الْوَا ِ‬ ‫(و في ا ْل َب ْيضَتيْ ِ‬ ‫مفصل الساق‪.‬‬ ‫ث ال ّديَةِ)‪.‬‬ ‫(وفي الْمأمُومَةِ) هي الجناية التي بلغت أم الرأس وهي الدماغ أو الجلدة الرقيقة عليها‪( :‬ثُلُ ُ‬ ‫ث الدّيةِ)‪.‬‬ ‫(وفي ا ْلجَائِفَةِ) قال في القاموس‪ :‬هي الطعنة تبلغ الجوف ومثله في غيره‪( :‬ثُلُ ُ‬ ‫(وفي المنَقَّلةِ) اسم فاعل من نقل مشدد القاف وهي التي تخرج منها صغار العظام وتنتقل من أماكنها وقيل التي‬ ‫تنقل العظم أي تكسره‪.‬‬ ‫خمْ سٌ مِ نَ البلِ و في‬ ‫ن البِلِ و في ال سّنّ َ‬ ‫شرٌ مِ َ‬ ‫عْ‬ ‫صبَعٍ مِ نْ أ صَابع ا ْل َيدِ وال ّرجْلِ َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫ن البِل و في كُ ّ‬ ‫خمْ سٌ ِم َ‬ ‫(َ‬ ‫ا ْلمُوضِحَةِ) اسم فاعل من أوضح وهي التي توضح العظم وتكشفه‪.‬‬ ‫ف دينارٍ" أخرجه أبو داود في المراسيل والنسائي‬ ‫ب أَل ُ‬ ‫ل الذّهَ ِ‬ ‫ن البِل‪ ،‬وإنّ ال ّرجُلَ يُ ْقتَل بالمَرأةِ وعَلى أَهْ ِ‬ ‫خمْسٌ ِم َ‬ ‫(َ‬ ‫وابن خزيمة وابن الجارود وابن حبان وأحمد واختلفوا في صحته)‪.‬‬ ‫قال أبو داود في المراسيل قد أسند هذا ول يصح‪ .‬والذي قال في إسناده سليمان بن داود وهم‪ :‬إنما هو ابن أرقم‪.‬‬ ‫وقال أبو زرعة‪ :‬عرضته على أحمد فقال‪ :‬سليمان بن داود هذا ليس بشيء‪.‬‬ ‫وقال ابن حبان‪[ :‬تض]سليمان بن داود اليماني[‪/‬تض] ضعيف وسليمان بن داود الخولني ثقة وكلهما يرويان‬ ‫عن الزهري‪.‬‬ ‫والذي روى حديث الصدقات هو الخولني فمن ضعفه إنما ظنّ أن الراوي هو اليماني‪.‬‬ ‫وقال الشافعي‪ :‬لم ينقلوا هذا الحديث حتى ثبت عندهم أنه كتاب رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم‪.‬‬ ‫قال ا بن ع بد البر‪ :‬هذا كتاب مشهور ع ند أ هل ال سير معروف ما ف يه ع ند أ هل العلم معر فة تغ ني شهرت ها عن‬ ‫السناد لنه أشبه المتواتر لتلقي الناس إياه بالقبول والمعرفة‪.‬‬ ‫قال العقيلي‪ :‬حديطث ثابطت محفوظ إل أنطا نرى أنطه كتاب غيطر مسطموع عمطن فوق الزهري‪ .‬وقال يعقوب بطن‬ ‫سفيان‪ :‬ل أعلم في الك تب المنقولة كتابا أ صح من كتاب عمرو بن حزم فإن ال صحابة والتابع ين يرجعون إل يه‬ ‫ويدعون رأيهم‪.‬‬ ‫قال ابن شهاب‪ :‬قرأت في كتاب رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم لعمرو بن حزم حين بعثه إلى نجران وكان‬ ‫الكتاب عند أبي بكر بن حزم‪ ،‬وصححه الحاكم وابن حبّان والبيهقي‪.‬‬ ‫وقال أحمد‪ :‬أرجو أن يكون صحيحا‪.‬‬ ‫وقال الحا فظ ا بن كث ير في الرشاد ب عد نقله كلم أئ مة الحد يث ف يه ما لف ظه‪ :‬قلت وعلى كل تقد ير فهذا الكتاب‬ ‫متداول بين أئمة السلم قديما وحديثا يعتمدون عليه ويفزعون في مهمات هذا الباب إليه ثم ذكر كلم يعقوب بن‬ ‫سفيان‪.‬‬ ‫وإذا عرفت كلم العلماء هذا عرفت أنه معمول به وأنه أولى من الرأي المحض‪.‬‬ ‫وقد اشتمل على مسائل فقهية‪:‬‬ ‫‪12‬‬

‫الولى‪ :‬فيمن قتل مؤمنا اعتباطا أي بل جناية منه ول جريرة توجب قتله كما قدّمناه وقال الخطابي‪ :‬اعتبط بقتله‬ ‫أي قتله ظلما ل عن قصاص‪.‬‬ ‫و قد روى الغتباط بالغ ين المعج مة ك ما يفيده تف سيره في سنن أ بي داود فأ نه قال‪ :‬إ نه سئل يح يى بن يح يى‬ ‫الغساني عن الغتباط فقال‪ :‬القاتل الذي يقتل في الفتنة فيرى أنه في هدى ل يستغفر ال تعالى منه‪.‬‬ ‫فهذا يدل أنه من الغبطة الفرح والسرور وحسن الحال‪.‬‬ ‫فإذا كان المقتول مؤمنا وفرح بقتله فإنطه داخطل فطي هذا الوعيطد ودل على أنطه يجطب القود إل أن يرضطى أولياء‬ ‫المقتول فإنهم مخيرون بينه وبين الدية كما سلف‪.‬‬ ‫الثانية‪:‬أنه دل على أن قدر الدية مائة من البل‪.‬‬ ‫وفيه دليل أيضا على أن البل هي الواجبة وأن سائر الصناف ليست بتقدير شرعي بل هي مصالحة وإلى هذا‬ ‫ذ هب القا سم والشاف عي وأ ما أ سنانها ف سيأتي في حد يث ب عد هذا بيان ها إل أن قوله في هذا الحد يث "وعلى أ هل‬ ‫الذهب ألف دينار" ظاهره أنه أصل أيضا على أهل الذهب‪ ،‬والبل أصل على أهل البل‪.‬‬ ‫ويحتمل أن ذلك مع عدم البل وأن قيمة المائة منها ألف دينار في ذلك العصر‪.‬‬ ‫ويدل لهذا ما أخر جه أ بو داود والنسائي عن عمرو بن شعيب عن أب يه عن جده أن رسول ال صلى ال عل يه‬ ‫وآله وسلم كان يُ َقوّ ُم دية الخطأ على أهل القرى أربعمائة دينار أو عدلها من الورق ويقوّمها على أثمان البل إذا‬ ‫غلت رفع من قيمتها وإذا هاجت ورخصت نقص من قيمتها‪.‬‬ ‫ب امْرَأَتي َفظَا َهرْ تُ ِم ْنهَا فَا ْنكَشَ فَ لي‬ ‫عنْ ُه قالَ‪َ :‬دخَلَ َر َمضَا نُ َفخِفْ تُ َأ نْ أُ صِي َ‬ ‫خرٍ رَض يَ اللّ هُ َ‬ ‫ن صَ ْ‬ ‫ع نْ سََلمَ َة ب ِ‬ ‫وَ َ‬ ‫ك إل َرقَبَتي‪،‬‬ ‫شَيءٌ عََل ْيهَا َليَْلةً فَ َو َقعْ تُ عََل ْي هَ‪ ،‬فَقَالَ لي رَ سُولُ اللّ ِه صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪" :‬حَ ّررْ َرقَبَةً" فَقُلْ تُ‪ :‬مَا َأمْلِ ُ‬ ‫ستّينَ‬ ‫طعِ مْ َفرَقا ِم نْ َت ْمرٍ ِ‬ ‫صيّام؟ قَالَ‪" :‬أ ْ‬ ‫صبْتُ إل ِم نَ ال ّ‬ ‫صبْتُ الذي أَ َ‬ ‫ل أَ َ‬ ‫شهْ َريْ نِ ُم َتتَا ِبعَي نِ" قُلْ تُ‪ :‬وهَ ْ‬ ‫قَالَ‪" :‬فَ صُ ْم َ‬ ‫خ َزيْمَةَ وَا ْبنُ الْجارُودِ‪.‬‬ ‫ن ُ‬ ‫صحّحَ ُه ابْ ُ‬ ‫ح َمدُ وال ْر َبعَةُ إل النسائيّ َو َ‬ ‫خ َرجَ ُه َأ ْ‬ ‫ِمسْكينا" َأ ْ‬ ‫وبل غت على ع هد ر سول ال صلى ال عل يه وآله و سلم ما ب ين أربعمائة إلى ثمانمائة وعدل ها من الورق ثمان ية‬ ‫آلف درهم‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وقضى على أهل البقر مائتي بقرة ومن كان دية عقله في الشاء بألفَيْ شاة‪ .‬وأخرج أبو داود عن ابن عباس‬ ‫رضي ال عنهما‪" :‬أن رجلً من بني عدي قتل فجعل رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم ديته اثني عشر ألفا"‬ ‫ومثله عند الشافعي وعند الترمذي وصرح بأنها اثنا عشر ألف درهم‪.‬‬ ‫وع ند أ هل العراق أن ها من الورق عشرة آلف در هم ومثله عن[اث] ع مر[‪/‬اث] ر ضي ال ع نه وذلك بتقو يم‬ ‫الدينار بعشرة دراهم واتفقوا على تقويم المثقال بها في الزكاة‪.‬‬ ‫وأخرج أبو داود عن عطاء أن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم‪" :‬قضى في الدية على أهل البل مائة من‬ ‫البل وعلى أهل البقر مائتي بقرة وعلى أهل الشاء ألفي شاة وعلى أهل الحلل مائتي حلة وعلى أهل القمح شيئا‬ ‫لم يحفظه محمد بن إسحاق‪.‬‬ ‫وهذا يدل على تسهيل المر وأنه ليس يجب على من لزمته الدية إل من النوع الذي يجده ويعتاد التعامل به في‬ ‫ناحيته وللعلماء هنا أقاويل مختلفة وما دلت عليه الحاديث أولى بالتباع وهذه التقديرات الشرعية كما عرفت‪.‬‬ ‫و قد ا ستبدل الناس عرفا في الديات و هو تقدير ها ب سبعمائة قرش ثم إن هم يجمعون عروضا يق طع في ها بزيادة‬ ‫كثيرة في أثمانها فتكون الدية حقيقة نصف الدية الشرعية ول أعرف لهذا وجها شرعيا فإنه أمر صار مأنوسا‬ ‫ومن له الدية ل يعذر عن قبول ذلك حتى أنه صار من المثال "قطع دية" إذا قطع شيء بثمن ل يبلغه‪.‬‬ ‫المسألة الثالثة‪ :‬قوله‪" :‬وفي النف إذا أوعب جدعه" أي استؤصل وهو أن يقطع من العظم المنحدر من مجمع‬ ‫الحاجبين فإن فيه دية وهذا حكم مجمع عليه‪.‬‬ ‫واعلم أن النف مركب من أربعة أشياء‪ :‬من قصبة ومارن وأرنبة وروثة فالقصبة هي العظم المنحدر من مجمع‬ ‫الحا جبين والمارن هو الغضروف الذي يج مع المنخر ين والرو ثة بالراء وبالمثل ثة طرف ال نف و في القاموس‬ ‫المارن النف أو طرفه أو ما لن منه‪.‬‬ ‫واختلف إذا جنى على أحد هذه فقيل‪ :‬تلزم حكومة عند الهادي وذهب الناصر والفقهاء إلى أن في المارن دية لما‬ ‫رواه الشافعي عن طاوس قال‪ :‬عندنا في كتب رسول ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪" :‬في النف إذا قطع مارنه مائة‬ ‫من البل" قال الشافعي‪ :‬وهذا أبين من حديث آل حزم‪.‬‬ ‫و في الرو ثة ن صف الد ية ل ما أخر جه البيه قي من حد يث عمرو بن شع يب عن أب يه عن جده قال‪ :‬ق ضى ال نبي‬ ‫صلى ال عليه وآله وسلم إذا قطعت ثندوة النف بنصف العقل خمسون من البل أو عدلها من الذهب أو الورق‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫قال في النهاية‪ :‬الثندوة هنا روثة النف وهي طرفه ومقدمه‪.‬‬ ‫المسألة الرابعة‪ :‬قوله‪" :‬وفي اللسان الدية" أي إذا قطع من أصله كما هو ظاهر الطلق وهذا مجمع عليه وكذا‬ ‫إذا قطع منه ما يمنع الكلم‪.‬‬ ‫وأ ما إذا ق طع ما يب طل ب عض الحروف فح صته مع تبرة بعدد الحروف وق يل بحروف الل سان ف قط و هي ثمان ية‬ ‫عشطر حرفا ل حروف الحلق وهطي سطتة ول حروف الشفطة وهطي أربعطة‪ .‬والول أولى لن النططق ل يتأتطى إل‬ ‫باللسان‪.‬‬ ‫المسألة الخامسة‪ :‬قوله‪" :‬وفي الشفتين الدية" واحدتهما شفة بفتح الشين وتكسر كما في القاموس وح ّد الشفتين من‬ ‫تحت المنخرين إلى منتهى الشدقين في عرض الوجه وفي طوله من أعلى الذقن إلى أسفل الخدّين وهو مجمع‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫واختلف إذا قطع إحداهما فذهب الجمهور إلى أن كل واحدة نصف الدية على السواء‪.‬‬ ‫وروي عن[اث] زيد بن ثابت[‪/‬اث] أن في العليا ثلثا وفي السفلى ثلثين إذ منافعها أكثر لحفظها للطعام والشراب‪.‬‬ ‫السادسة‪ :‬قوله "وفي الذكر الدية" هذا إذا قطع من أصله وهو مجمع عليه فإن قطع الحشفة ففيها الدية عند مالك‬ ‫وبعطض الشافعيطة واختاره المهدي كمذهطب الهادويطة وظاهطر الحديطث أنطه ل فرق بيطن العنيطن وغيره والكطبير‬ ‫والصغير وإليه ذهب الشافعي‪.‬‬ ‫وعند الكثر أن في ذكر الخصي والعنين حكومة‪.‬‬ ‫السابعة‪ :‬قوله‪" :‬وفي البيضتين الد ية" وهو حكم مجمع عليه وفي كل واحدة نصف الدية‪ .‬وفي البحر عن[اث]‬ ‫علي[‪/‬اث] رضي ال عنه وعن ابن المسيب رضي ال عنه أن في البيضة اليسرى ثلثي الدية لن الولد يكون‬ ‫منها وفي اليمنى ثلث الدية‪.‬‬ ‫الثامنة‪ :‬أن في الصلب الدية وهو إجماع والصلب بالضم والتحريك عظم من لدن الكاهل إلى العجب بفتح العين‬ ‫المهملة وسكون الجيم أصل الذنب كالصالبة قال تعالى‪{ :‬يخرج من بين الصلب والترائب} فإن ذهب المني مع‬ ‫الكسر فديتان‪.‬‬ ‫التاسعة‪ :‬أفاد أن في العينين الدية وهو مجمع عليه وفي إحداهما نصف الدية وهذا في العين الصحيحة واختلف‬ ‫في العور إذا ذه بت عي نه بالجنا ية فذه بت الهادو ية والحنف ية والشافع ية إلى أ نه ي جب في ها ن صف الد ية إذ لم‬ ‫يفصل الدليل وهو هذا الحديث وقياسا على من له يد واحدة فإنه ليس له إل نصف الدية وهو مجمع عليه‪.‬‬ ‫وذهب جما عة من ال صحابة و مالك وأح مد إلى أن الوا جب في ها د ية كاملة لن ها في مع نى العين ين واختلفوا إذا‬ ‫جنى على عين واحدة فالجمهور على ثبوت القود لقوله تعالى‪{ :‬والعين بالعين} وعن أحمد أنه ل قود فيها‪.‬‬ ‫العاشرة‪ :‬قوله وفي الرجل الواحدة نصف الديّة وحدّ الرجل التي تجب فيها الدية من مفصل الساق فإن قطع من‬ ‫الركبة لزم الدية وحكومة في الزائد‪.‬‬ ‫واعلم أنه ذكر البيهقي عن الزهري أنه قرأ في كتاب عمرو بن حزم‪ :‬وفي الذن خمسون من البل قال‪ :‬وروينا‬ ‫عن عمر وعليَ أنهما قضيا بذلك‪.‬‬ ‫وروى البيه قي من حد يث معاذ أ نه قال‪ :‬و في ال سمع مائة من ال بل و في الع قل مائة من ال بل وقال البيه قي‪:‬‬ ‫إسناده ليس بقوي‪.‬‬ ‫قال ابن كثير‪ :‬لنه من رواية[تض] رشدين بن سعد المصري[‪/‬تض] وهو ضعيف‪.‬‬ ‫قال زيد بن أسلم‪ :‬مضت السنة أن في العقل إذا ذهب‪ :‬الدية‪ .‬رواه البيهقي‪.‬‬ ‫الحادية عشرة‪ :‬أنه دل على أن في المأمومة والجائفة وتقدم تفسيرهما في كل واحدة ثلث الدية قال الشافعي‪ :‬ل‬ ‫أعلم خلفا أن رسول ال صلى ال تعالى عليه وعلى آله وسلم قال‪" :‬قال في الجائفة ثلث الدية" ذكره ابن كثير‬ ‫في الرشاد وقال في نها ية المجت هد‪ :‬اتفقوا على أن الجائ فة من جراح الج سد ل من جراح الرأس وأ نه ل يقاد‬ ‫منهطا وأن فيهطا ثلث الديطة وأنهطا جائفطة متطى وقعطت فطي الظهطر والبططن واختلفوا إذا وقعطت فطي غيطر ذلك من‬ ‫العضاء فنفذت إلى تجويفه‪.‬‬ ‫فحكى مالك عن سعيد بن المسيب أن في كل جراحة نافذة إلى تجويف عضو من العضاء أ يّ عضو كان ذلك‬ ‫العضو ثلث الدية واختاره مالك‪.‬‬ ‫وأما سعيد فإنه قاس ذلك على الجائفة على نحو ما روي عن عمر رضي ال عنه في موضحة الجسد‪.‬‬ ‫الثانية عشرة‪ :‬وفي المنقلة خمس عشرة من البل وتقدّم تفسيرها‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫الثالثة عشرة‪ :‬أفاد أن في كل أصبع عشرا من البل سواء كانت من اليدين أو الرجلين فإن فيها عشرا وهو رأي‬ ‫الجمهور‪.‬‬ ‫وفي حديث عمرو بن شعيب مرفوعا بلفظ‪" :‬والصابع سواء" أخرجه أحمد وأبو داود‪.‬‬ ‫وقد كان لعمر في ذلك رأي آخر ثم رجع إلى الحديث لما روي له‪.‬‬ ‫الرابعة عشرة‪ :‬أنه يجب في كل سن خمس من البل وعليه الجمهور وفيه خلف ليس له دليل يقاوم الحديث‪.‬‬ ‫الخامسة عشرة‪ :‬أنه يلزم في الموضحة خمس من البل وإليه ذهب الهادوية والفريقان وفيه خلف ليس له ما‬ ‫يقاوم النص‪.‬‬ ‫"فائدة" روى البيهقي عن[اث] زيد بن ثابت[‪/‬اث] أن في الهاشمة عشرا من البل وحكاه البيهقي عن عدد من أهل‬ ‫العلم‪.‬‬ ‫وروى عبد ال بن أحمد أن عمر بن الخطاب رضي ال عنه قضى في رجل ضرب فذهب سمعه وبصره وعقله‬ ‫ونكاحه بأربع ديات‪ .‬رواه عبد ال بن أحمد‪.‬‬ ‫وروى الن سائي من حد يث عمرو بن شع يب عن أب يه عن جده‪ :‬أن ر سول ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم ق ضى في‬ ‫العين العوراء السادّة لمكانها إذا طمست بثلث ديتها وفي اليد الشلء إذا قطعت بثلث ديتها وفي السن السوداء إذا‬ ‫نزعت بثلث ديتها‪ .‬ذكره ابن كثير في الرشاد‪.‬‬ ‫وأما قوله‪ :‬وإن الرجل يقتل بالمرأة فتقدم الكلم فيه‪.‬‬ ‫جذَعَةً‬ ‫عشْرون َ‬ ‫ُونط حِ ّقةً وَ ِ‬ ‫شر َ‬ ‫عْ‬ ‫خمَاسطا‪ِ :‬‬ ‫طأِ َأ ْ‬ ‫خَ‬ ‫َسطلّم قَالَ‪" :‬دِيَ ُة ا ْل َ‬ ‫ْهط و َ‬ ‫صطلّى ال عََلي ِ‬ ‫َسطعُودٍ عطن النّبي َ‬ ‫ْنط م ْ‬ ‫َنط اب ِ‬ ‫وَع ِ‬ ‫خرَجَ ُه ال ْر َبعَةُ بِلَفْ ظِ‪:‬‬ ‫خ َرجَ ُه الدّارَ ُقطَ ني وَأ ْ‬ ‫عشْرو نَ َبنَا تِ َلبُون وعشرو نَ بَ ني َلبُو نٍ" َأ ْ‬ ‫ن َبنَا تِ َمخَا ضٍ وَ ِ‬ ‫وعشرو َ‬ ‫خرَ مَ ْوقُوفا وَ ُه َو أَ صَحّ‬ ‫ش ْيبَةَ ِم نْ َوجْ ٍه آ َ‬ ‫ن أَبي َ‬ ‫خ َرجَ هُ ابْ ُ‬ ‫ل َأقْوَى‪ ،‬وََأ ْ‬ ‫سنَادُ الوّ ِ‬ ‫ل "َلبُو نٍ" وإ ْ‬ ‫ن َبنُو مخَا ضٍ" َبدَ َ‬ ‫شرُو َ‬ ‫عْ‬ ‫"و ِ‬ ‫ع ْن ُهمَا َر َفعَهُ‬ ‫جدّ ِه رَضِيَ اللّهُ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عْ‬ ‫ن أَبيهِ َ‬ ‫ش َعيْبٍ عَ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫عمْرو بْ ِ‬ ‫خ َرجَ ُه َأبُو دَا ُودَ والتّ ْرمِذي مِنْ طَريقِ َ‬ ‫ن المَ ْرفُوع‪ ،‬وََأ ْ‬ ‫مِ َ‬ ‫جذَعَةً‪ ،‬وَأ ْربَعُونَ خَِلفَ ًة في ُبطُونها َأوْلدُهَا"‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫ن حِقّةً‪َ ،‬وثَلثُو َ‬ ‫"ال ّديَ ُة ثَلثُو َ‬ ‫خمَاسا)‬ ‫خطَأ أ ْ‬ ‫(وعن ابن مسعود رضي ال تعالى عنه عن النبي صلى ال تعالى عليه وعلى آله وسلم قال‪" :‬دية ا ْل َ‬ ‫ت َلبُو نٍ‬ ‫عشْرُو نَ َبنَا ِ‬ ‫شرُو نَ بنَا تِ َمخَا ضٍ و ِ‬ ‫عْ‬ ‫عةً و ِ‬ ‫جذَ َ‬ ‫عشْرُو نَ َ‬ ‫ن حِقّةً و ِ‬ ‫شرُو َ‬ ‫أي تؤ خذ أو ت جب‪ ،‬بي نه بقوله (ع ْ‬ ‫شرُو نَ بَ ني لبُو نٍ" أخر جه الدارقط ني وأخر جه الرب عة بل فظ‪ :‬وعشرون ب نو مخاض بدل ب ني لبون وإ سناد‬ ‫عْ‬ ‫وِ‬ ‫الول أقوى) أي مطن إسطناد الربعطة فإن فيطه خشطف بطن مالك الطائي قال الدارقطنطي‪ :‬إنطه رجطل مجهول وفيطه‬ ‫الحجاج بن أرطاة‪.‬‬ ‫ن جعله لبني اللبون غلط منه ثم قال البيهقي‪ :‬والصحيح أنه‬ ‫واعلم أنه اعترض البيهقي على الدارقطني وقال‪ :‬إ ّ‬ ‫موقوف على عبد ال بن مسعود‪.‬‬ ‫والصحيح عن عبد ال أنه جعل أحد أخماسها بني المخاض ل كما تَوَهم شيخنا الدارقطني رحمه ال تعالى‪.‬‬ ‫والحديث دليل على أن دية الخطأ تؤخذ أخماسا كما ذكر وإليه ذهب الشافعي ومالك وجماعة من العلماء وإلى‬ ‫أن الخامس بنو لبون‪.‬‬ ‫وعن أبي حنيفة أنه بنو مخاض كما في رواية الربعة‪.‬‬ ‫وذ هب الهادي وآخرون إلى أن ها تؤ خذ أرباعا بإ سقاط ب ني اللبون وا ستدل له بحد يث له لم يثب ته الحفاظ وذهبوا‬ ‫إلى أنها أرباع مطلقا‪.‬‬ ‫وذهب الشافعي ومالك إلى أن الدية تختلف باعتبار العمد وشبه العمد والخطأ فقالوا‪ :‬أنها في العمد وشبه العمد‬ ‫تكون أثلثا كما في الخطأ‪.‬‬ ‫وأما التغليظ في الدية فإنه ثبت عن[اث] عمر[‪/‬اث] و[اث]عثمان[‪/‬اث] رضي ال عنهما فيمن قتل في الحرم بدية‬ ‫وثلث تغليظ في الدية وثبت عن جماعة القول بذلك ويأتي الكلم فيه‪.‬‬ ‫(وأخرجه) طططط أي حديث ابن مسعود طططط (ابن أبي شيبة من وجه آخر موقوفا) على ابن مسعود (وهو‬ ‫أصح من المرفوع)‪.‬‬ ‫(وأخرجه أبو داود والترمذي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه) إلى النبي صلى ال عليه وآله‬ ‫ن جذعة وأ ْر َبعُو نَ خِلْ َف ًة في ُبطُونِها أوْلدُهَا") وقد تقدم تفسير هذه السنان في‬ ‫وسلم‪"( :‬ال ّديَةُ ثَلثُو نَ حق ًة وثلثُو َ‬ ‫الزكاة‪.‬‬ ‫ن َقتَلَ‬ ‫ن أَعتى النّاس عَلى اللّ هِ ثَلثةٌ‪َ :‬م ْ‬ ‫ن النّبي صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم قَالَ‪" :‬إ ّ‬ ‫ع ْن ُهمَا ع ِ‬ ‫ع َمرَ رَضي اللّ هُ َ‬ ‫ن اب نِ ُ‬ ‫عِ‬ ‫وَ َ‬ ‫ححَهُ‪.‬‬ ‫صّ‬ ‫حبّانَ في حَديثٍ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫خ َرجَهُ ابْ ُ‬ ‫غيْ َر قَاتِلِهِ‪َ ،‬أوْ ِل َذحْلِ ا ْلجَاهِِليّةِ" َأ ْ‬ ‫ح َرمِ اللّهِ‪َ ،‬أوْ َقتَلَ َ‬ ‫في َ‬ ‫‪15‬‬

‫(و عن ا بن ع مر ر ضي ال ع نه عن ال نبي صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم قال‪" :‬إنّ أَعْ تى) بف تح الهمزة و سكون الع ين‬ ‫ن َقتَلَ في حرَ مِ‬ ‫المهملة فمثناة فوقية فألف مقصورة اسم تفضيل من العتو وهو التجبر (النّا سِ عَلَى اللّ ِه ثَلثةٌ‪ :‬م ْ‬ ‫غ ْيرَ قَاتِلِهطِ‪ ،‬أَ ْو َقتَلَ ِلذَحْل) بفتطح الذال المعجمطة وسطكون الحاء المهملة الثأر وطلب المكافأة بجنايطة‬ ‫اللّهطِ‪ ،‬أَو َقتَلَ َ‬ ‫جنيت عليه من قتل أو غيره (ا ْلجَاهِِليّةِ"‪ .‬أخرجه ابن حبان في حديث صححه)‪.‬‬ ‫الحديث دليل على أن هؤلء الثلث أزيد في العتو على غيرهم من العتاة‪.‬‬ ‫الول من ق تل في الحرم فمع صية قتله تز يد على مع صية من ق تل في غ ير الحرم وظاهره العموم لحرم م كة‬ ‫والمدي نة‪ ،‬ول كن الحد يث ورد في غزاة الف تح في ر جل ق تل بالمزدل فة إل أن ال سبب ل ي خص به إل أن يقال‪:‬‬ ‫الضافة عهدية والمعهود حرم مكة‪.‬‬ ‫وقد ذهب الشافعي إلى التغليظ في الدية على من وقع منه قتل الخطأ في الحرم أو قتل محرما من النسب أو قتل‬ ‫فطي الشهطر الحرم‪ .‬قال‪ :‬لن الصطحابة غلظوا فطي هذه الحوال‪ .‬وأخرج السطدي عطن مرة عطن[اث] ابطن‬ ‫مسعود[‪/‬اث] قال‪:‬‬ ‫"ما من رجل يهم بسيئة فتكتب عليه إل أن رجلً لو هم بعدن أن يقتل رجلً بالبيت الحرام إل أذاقه ال تعالى من‬ ‫عذاب أليم"‪.‬‬ ‫وقد رفعه في رواية‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬وهذا مبنطي على أن الظرف فطي قوله تعالى‪{ :‬ومطن يرد بإلحاد بظلم نذقطه مطن عذاب أليطم} متعلق بغيطر‬ ‫الرادة بل باللحاد وإن كا نت الرادة في غيره وال ية محتملة‪ .‬وورد في التغل يظ في الد ية حد يث عمرو بن‬ ‫شعيب مرفوعا بلفظ‪" :‬عقل شبه العمد مغلظ مثل قتل العمد ول يقتل صاحبه وذلك أن ينزو الشيطان بين الناس‬ ‫فتكون دماء في غير ضغينة ول حمل سلح" رواه أحمد وأبو داود‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬من قتل غير قاتله أي من كان له دم عند شخص فيقتل رجلً آخر غير من عنده له الدم سواء كان له‬ ‫مشاركة في القتل أو ل‪.‬‬ ‫الثالث قوله‪" :‬أو ق تل لذ حل الجاهل ية" تقدم تف سير الذ حل و هو العداوة أيضا و قد ف سر الحد يث حد يث أ بي شر يح‬ ‫الخزاعي أنه صلى ال عليه وآله وسلم قال‪" :‬أعتى الناس من قتل غير قاتله أو طلب بدم في الجاهلية من أهل‬ ‫السلم أو بصر عينه ما لم تبصر" أخرجه البيهقي‪.‬‬ ‫ل اللّ هِ صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم قالَ‪" :‬أل إ نّ ِد َيةَ‬ ‫ع ْنهُ ما أَنّ رَ سُو َ‬ ‫ص رَ ضي اللّ هُ َ‬ ‫عمْرو بْ نِ ا ْلعَا ِ‬ ‫ع ْبدِ اللّ ِه بْ نِ َ‬ ‫ع نْ َ‬ ‫وَ َ‬ ‫خرَجَ ُه أبُو دَا ُودَ‬ ‫ل ِمنْهَا َأ ْر َبعْو نَ في ُبطُونِهَا أَوْلدُهَا" َأ ْ‬ ‫ن بِال سّ ْوطِ وَا ْلعَ صَا مِائ ٌة مِ نَ البِ ِ‬ ‫الخَطَأ َوشِبْه ا ْل َع ْمدِ مَا كَا َ‬ ‫حبّانَ‪.‬‬ ‫ن ِ‬ ‫ححَ ُه اب ُ‬ ‫والنسائي وابْنُ مَاجه َوصَ ّ‬ ‫شبْه ا ْل َع ْمدِ مَا‬ ‫خطَأ َو ِ‬ ‫ن ِديَ َة ال َ‬ ‫ل اللّ ِه صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم قالَ‪" :‬أل إ ّ‬ ‫ن ا ْلعَا صِ َأنّ رَ سُو َ‬ ‫عمْرو بْ ِ‬ ‫ع ْبدِ اللّ هِ بْ نِ َ‬ ‫ع نْ َ‬ ‫(وَ َ‬ ‫خ َرجَ ُه أبُو دَا ُودَ والن سائي وابْ نُ مَا جه‬ ‫ن في ُبطُونِهَا َأوْلدُهَا" َأ ْ‬ ‫ن البِلِ ِمنْهَا َأ ْر َبعْو َ‬ ‫كَا نَ بِال سّ ْوطِ وَا ْلعَ صَا مِائةٌ مِ َ‬ ‫حبّانَ)‪.‬‬ ‫ن ِ‬ ‫صحّحَ ُه اب ُ‬ ‫َو َ‬ ‫قال ابن القطان وهو صحيح ول يضره الختلف‪.‬‬ ‫وتقدم الكلم في الحديث وإنما ذكره المصنف تفسيرا للحديث الذي سلف من حديث عمرو بن شعيب وفيه تغليظ‬ ‫عقل الخطأ ولم يبينه هنالك فبيّنه هنا‪.‬‬ ‫صرَ وال ْبهَا مَ‪ ،‬رَوَا هُ ا ْلبُخاري‪.‬‬ ‫خنْ َ‬ ‫ن النّبي صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم قَالَ‪" :‬هذِ هِ وهذه سواءٌ" َيعْني ال ِ‬ ‫عبّا سٍ عَ ِ‬ ‫ن اب نِ َ‬ ‫عِ‬ ‫وَ َ‬ ‫حبّا نَ‪ِ " :‬ديَ ُة أَصابع‬ ‫سوَاءٌ"‪ ،‬وَلبْ نِ ِ‬ ‫ن سَوَاءٌ‪ ،‬ال ّث ِنيّةُ وَالضّرْ سُ َ‬ ‫وَلبي دَا ُودَ وال ّت ْر ِمذِيّ‪ِ " :‬ديَ ُة ال صَابعُ سَوَاءٌ‪ ،‬وَال سْنَا ُ‬ ‫صبَعٍ"‪.‬‬ ‫ل لِكلّ إ ْ‬ ‫شرَةٌ ِمنَ البِ ِ‬ ‫عَ‬ ‫سوَاءٌ‪َ :‬‬ ‫الْيديْنِ وَال ّرجَْليْنِ َ‬ ‫(وعن ابن عباس رضي ال عنهما عن رسول ال صلى ال تعالى عليه وآله وسلم قال‪" :‬هذِ هِ وهذِ ِه سَوَا ٌء َيعْني‬ ‫الْخنص َر والبهام" رواه البخاري ولبي داود والترمذي) أي من حديث ابن عباس ( ِديَ ُة ال صَابع سَوَاءٌ) هذا أعم‬ ‫ضرْ سُ سَواءٌ) فل يقال الد ية على قدر الن فع والضرس‬ ‫سنَانُ سَوَاءٌ" زاده بيانا بقوله‪( :‬ال ّث ِنيّ ُة وال ّ‬ ‫من الول "وال ْ‬ ‫شرَ ٌة مِ نَ البِلِ‬ ‫عَ‬ ‫ن سَواءٌ َ‬ ‫أن فع في الم ضغ (ول بن حبان) أي من حد يث ا بن عباس‪ِ ( :‬ديَ ُة أَ صَابع ا ْل َي َديْ نِ وال ّرجْلَيْ ِ‬ ‫صبَع) وقد قدمنا الكلم في هذا مستوفى‪.‬‬ ‫لإ ْ‬ ‫ِلكُ ّ‬ ‫طبّ بَ وَلَ مْ َيكُ نْ بالطّبّ َمعْرُوفا‬ ‫ع ْنهُ مْ َرفَعَ هُ‪ ،‬قَالَ‪" :‬مَ نْ َت َ‬ ‫جدّ ِه رَ ضي اللّ هُ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ش َعيْ بٍ عَ نْ َأبِي هِ عَ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫عمْرو بْ ِ‬ ‫ع نْ َ‬ ‫وَ َ‬ ‫غ ْيرِ ِهمَا‪،‬‬ ‫ع ْن َد أبي دَا ُودَ والنسائي وَ َ‬ ‫ححَه الحاكِمُ‪ ،‬وَهُوَ ِ‬ ‫خرَجَ ُه الدارقُطْني وَصَ ّ‬ ‫َفأَصَابَ نَفْسا َفمَا دُو َنهَا َفهُوَ ضَامِ نٌ" َأ ْ‬ ‫ن مَنْ َأ ْرسَلَ ُه َأقْوَى ممّنْ َوصَلَهُ‪.‬‬ ‫إل أَ ّ‬ ‫‪16‬‬

‫طبّبَ) أي تكلف الطب ولم يكن طبيبا‬ ‫(وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي ال عنهم رفعه قال‪" :‬مَنْ َت َ‬ ‫كما يدل له صيغة تفعّل‪.‬‬ ‫ن بالطّبّ َم ْعرُوفا فأَ صَابَ نَفْسا فما دونَها َفهُ َو ضَامِ نٌ" أخرجه الدارقطني وصححه الحاكم وهو عند أبي‬ ‫(ولَ مْ َيكُ ْ‬ ‫داود والنسائي وغيرهما إل أن من أرسله أقوى ممن وصله)‪.‬‬ ‫الحديث دليل على تضمين المتطبب ما أتلفه من نفس فما دونها سواء أصاب بالسراية أو المباشرة وسواء كان‬ ‫ِيط على هذا الجماع وفطي نهايطة المجتهطد‪ :‬إذا أعنطت أي المتطبطب كان عليطه الضرب‬ ‫عمدا أو خططأ وقطد ادّع َ‬ ‫والسجن والدية في ماله وقيل‪ :‬على العاقلة‪.‬‬ ‫واعلم أن المتطبطب هطو مطن ليطس له خطبرة بالعلج وليطس له شيطخ معروف والططبيب الحاذق هطو مطن له شيطخ‬ ‫معروف وثق من نفسه بجودة الصنعة وإحكام المعرفة‪.‬‬ ‫قال ا بن الق يم في الهدي النبوي‪ :‬إن ال طبيب الحاذق هو الذي يرا عي في عل جه عشر ين أمرا و سردها هنالك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬والطبيب الجاهل إذا تعاطى علم الطب أو علمه ولم يتقدم له به معرفة فقد هجم بجهله على إتلف النفس‬ ‫وأقدم بالتّهور على ما ل يعلمه فيكون قد غرّر بالعليل فيلزمه الضمان وهذا إجماع من أهل العلم‪.‬‬ ‫لل‬ ‫قال الخطابطي‪ :‬ل أعلم خلفا فطي أن المعالج إذا تعدى فتلف المريطض كان ضامنا والمتعاططي علما أو عم ً‬ ‫يعرفه متعدّ‪ ،‬فإذا تولد من فعله التلف ضمن الدية وسقط عنه القود لنه ل يستبد بذلك دون إذن المريض‪ .‬وجناية‬ ‫الطبيب على قول عامّة أهل العلم على عاقلته اهط‪.‬‬ ‫وأما إعنات الطبيب الحاذق فإن كان بالسراية لم يضمن اتفاقا لنها سراية فعل مأذون فيه من جهة الشرع ومن‬ ‫جهة المعالج وهكذا سراية كل مأذون فيه لم يتعد الفاعل في سببه كسراية الحد وسراية القصاص عند الجمهور‬ ‫خلفا لبي حنيفة رضي ال عنه فإنه أوجب الضمان بها‪.‬‬ ‫وفرق الشاف عي ب ين الف عل المقدر شرعا كال حد وغ ير المقدر كالتعز ير فل يض من في المقدر ويض من في غ ير‬ ‫المقدر ل نه را جع إلى الجتهاد ف هو في مظ نة العدوان‪ .‬وإن كان العنات بالمباشرة ف هو مضمون عل يه إن كان‬ ‫عمدا‪ ،‬وإن كان خطأ فعلى العاقلة‪.‬‬ ‫ح َمدُ وال ْر َبعَةُ‪َ ،‬وزَادَ‬ ‫ن البِلِ" رَوَا ُه َأ ْ‬ ‫خمْ سٌ مِ َ‬ ‫س َ‬ ‫خمْ ٌ‬ ‫عنْ ُه أَنّ النّبيّ صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم قالَ‪ " :‬في ا ْلمَوَاضِ حِ َ‬ ‫وَ َ‬ ‫ن ا ْلجَارُودِ‪.‬‬ ‫خ َز ْيمَةَ وَابْ ُ‬ ‫ححَ ُه ابنُ ُ‬ ‫صّ‬ ‫ن البِلِ" َو َ‬ ‫شرٌ مِ َ‬ ‫عْ‬ ‫شرٌ َ‬ ‫عْ‬ ‫سوَاءٌ‪ :‬كُلهُنّ َ‬ ‫ح َمدُ‪" :‬وَالصَابعُ َ‬ ‫َأ ْ‬ ‫(وع نه) أي عن عمرو بن شع يب عن أب يه عن جده (أ نه صلى ال عل يه وآله و سلم قال‪ " :‬في ا ْلمَوَاضِح) ج مع‬ ‫شرٌ ِمنَ البِلِ"‬ ‫عْ‬ ‫شرٌ َ‬ ‫عْ‬ ‫ن البل" رواه أحمد والربعة‪ .‬وزاد أحمد "والصَابِعُ سَوَاءٌ كُّلهُنّ َ‬ ‫خمْسٌ مِ َ‬ ‫س َ‬ ‫خمْ ٌ‬ ‫موضحة ( َ‬ ‫وصححه ابن خزيمة وابن الجارود)‪.‬‬ ‫و هو يوا فق ما تقدم في حد يث كتاب عمرو بن حزم وموض حة الو جه والرأس سواء بالجماع إذ ه ما كالع ضو‬ ‫الواحد‪.‬‬ ‫ل المُ سِْلمِينَ" رَوَا هُ‬ ‫ل ال ّذمّةِ نِ صْف عَقْ ِ‬ ‫ل ال صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم‪" :‬عَ ْقلُ أَهْ ِ‬ ‫ع ْن ُه قَالَ‪ :‬قَالَ رَ سو ُ‬ ‫عنْ ُه ر ضي اللّ هُ َ‬ ‫وَ َ‬ ‫ل ا ْل َمرْأَةِ ِمثْلُ عَ ْقلِ ال ّرجُلِ حَتطى‬ ‫حرّ"‪ ،‬وللنّسطَائيّ‪" :‬عَق ُ‬ ‫ِصطفُ ديَ ِة ا ْل ُ‬ ‫ْظط أَبطي دَا ُودَ‪ِ " :‬ديّ ُة ا ْل ُمعَاهَدِ ن ْ‬ ‫ح َمدُ وَالرْ َبعَةُ‪ ،‬وَلَف ُ‬ ‫َأ ْ‬ ‫ن خُزيْمَةَ‪.‬‬ ‫صحّحَ ُه اب ُ‬ ‫ن د َي ِتهَا" َو َ‬ ‫ث مِ ْ‬ ‫َيبْلُغَ الثّلْ َ‬ ‫ل أَهْلِ ال ّذمّةِ‬ ‫ل ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪" :‬عَقْ ُ‬ ‫ل رَسو ُ‬ ‫ع ْن هُ) أي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (قَالَ‪ :‬قَا َ‬ ‫(وَ َ‬ ‫حرّ"‪ ،‬وللنّسطَائيّ‪" :‬عَقلُ‬ ‫ح َمدُ وَال ْر َبعَةُ‪ ،‬وَلَفْظُط أَبطي دَا ُودَ‪" :‬دِيّ ُة ا ْل ُمعَا َهدِ نِص ْطفُ ديَةِ ا ْل ُ‬ ‫ل المُس ْطِلمِينَ" رَوَاهُط َأ ْ‬ ‫نِصطْف عَقْ ِ‬ ‫ن خُز ْيمَةَ)‪.‬‬ ‫ححَهُ اب ُ‬ ‫صّ‬ ‫ن د َي ِتهَا" َو َ‬ ‫عقْلِ ال ّرجُلِ حَتى َيبْلُ َغ الثّلْثَ مِ ْ‬ ‫ا ْل َمرْأَ ِة ِمثْلُ َ‬ ‫لكنه قال ابن كثير‪ :‬إنه من رواية إسماعيل بن عياش وهو إذا روى عن غير الشاميين ل يحتج به عند جمهور‬ ‫الئمة وهذا منه‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬تعنتوا في إ سماعيل بن عياش إذا روى عن غ ير الشامي ين وقبوله في الشامي ين والذي ير جح ع ند ال ظن‬ ‫قبوله مطلقا لثقته وضبطه وأنه لذلك صحح ابن خزيمة هذه وهي عن إسماعيل عن ابن جريج وابن جريج ليس‬ ‫بشامي‪.‬‬ ‫واعلم أنه اشتمل الحديث على مسألتين‪ :‬الولى في دية أهل الذمّة‪ ،‬وههنا للعلماء ثلثة أقوال‪:‬‬ ‫الول‪ :‬أنها نصف دية المسلم كما أفاده الحديث‪ .‬قال الخطابي في معالم السنن‪ :‬ليس في دية أهل الكتاب شيء‬ ‫أبين من هذا وإليه ذهب عمر بن عبد العزيزو[اث] عروة بن الزبير[‪/‬اث] وهو قول مالك وابن شبرمة وأحمد بن‬ ‫حنبل‪.‬‬ ‫غير أن أحمد قال إذا كان القتل خطأ فإن كان عمدا لم يقد به وتضاعف عليه اثني عشر ألفا‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫وقال أصطحاب الرأي و سطفيان الثوري‪ :‬ديتطه ديطة المسطلم وهطو قول الشعطبي والنخعطي ويروى ذلك عطن[اث]‬ ‫عمر[‪/‬اث] و[اث]ابن مسعود[‪/‬اث] وقال الشافعي وإسحاق بن راهويه‪ :‬ديته الثلث من دية المسلم اهط‪.‬‬ ‫فعر فت أن دل يل القول الول حد يث الكتاب‪ ،‬وا ستدل للقول الثا ني و هو قول الحنف ية وإل يه ذ هب الهادو ية بقوله‬ ‫تعالى‪{ :‬وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله} قالوا‪ :‬فذكر الدية والظاهر فيها الكمال وبما‬ ‫أخرجه البيهقي عن ابن جريج عن الزهري عن أبي هريرة قال‪ :‬كانت دية اليهودي والنصراني في زمن النبي‬ ‫صلى ال تعالى عليه وعلى آله وسلم مثل دية المسلمين‪ ،‬الحديث‪.‬‬ ‫وأج يب بأن الد ية مجملة وحد يث الزهري عن أ بي هريرة مر سل ومرا سيل الزهري قبي حة وذكروا آثارا كل ها‬ ‫ضعيفة السناد‪.‬‬ ‫ودليل القول الثالث هو مفهوم قوله في حديث عمرو بن حزم‪" :‬وفي النفس المؤمنة مائة من البل" فإنه دل على‬ ‫أن غ ير المؤم نة بخلف ها وكأ نه ج عل بيان هذا المفهوم ما أخر جه الشاف عي نف سه عن ا بن الم سيب أن ع مر بن‬ ‫الخطاب رضي ال عنه قضى في دية اليهودي والنصراني بأربعة آلف وفي دية المجوسي بثمانمائة"‪.‬‬ ‫ومثله عن عثمان رضي ال عنه فجعل قضاء عمر رضي ال عنه مبينا للقدر الذي أجمله مفهوم الصفة‪.‬‬ ‫ول يخفى أن دليل القول الول أقوى ل سيما وقد صحح الحديث إمامان من أئمة أهل السنة‪.‬‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬ما أفاده قوله‪ :‬وللنسائي أي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪" :‬عقل المرأة مثل عقل‬ ‫الرجل حتى يبلغ الثلث من ديتها"‪.‬‬ ‫وهطو دليطل على أن أرش جراحات المرأة يكون كأرش الرجطل إلى الثلث ومطا زاد عليطه كان جراحتهطا مخالفطة‬ ‫لجراحاته‪.‬‬ ‫والمخالفة بأن يلزم فيها نصف ما يلزم في الرجل وذلك لن ديّة المرأة على النصف من دية الرجل لقوله صَلّى‬ ‫ال عََليْهِ َوسَلّم في حديث معاذ‪" :‬دية المرأة على النصف من دية الرجل"‪.‬‬ ‫وهو إجماع فيقاس عليه مفهوم المخالفة من أرش جراحة المرأة على الدية الكاملة‪.‬‬ ‫وإلى هذا ذهب الجمهور من الفقهاء وهو قول[اث] عمر[‪/‬اث] وجماعة من الصحابة‪.‬‬ ‫وذهب[اث] علي[‪/‬اث] رضي ال عنه والهادوية والحنفية والشافعية إلى أن دية المرأة وجراحاتها على النصف‬ ‫من دية الرجل‪.‬‬ ‫وأخرج البيهقي عن علي أيضا أنه كان يقول‪" :‬جراحات النساء على النصف من دية الرجل فيما قل وكثر"‪.‬‬ ‫ول يخ فى أ نه قد صحح ا بن خزي مة حد يث‪" :‬إن ع قل المرأة كع قل الر جل ح تى يبلغ الثلث" فالع مل به متع ين‬ ‫وال ظن به أقوى و به قال فقهاء المدي نة ال سبعة وجمهور أ هل المدي نة و هو مذ هب مالك وأح مد ونقله أ بو مح مد‬ ‫المقدسي عن[اث] عمر[‪/‬اث] وابنه وقال‪ :‬ل نعلم لهما مخالفا من الصحابة إل عن علي رضي ال عنه ول نعلم‬ ‫ثبوته عنه‪.‬‬ ‫قال ابن كثير‪ :‬قلت‪ :‬هو ثابت عنه‪ .‬وفي المسألة أقوال أخر بل دليل ناهض‪.‬‬ ‫حبُهُ‪ ،‬وذلِ كَ‬ ‫شبْ ِه ا ْل َعمْد ُمغَلّ ظٌ ِمثْلُ عَقْلِ ا ْل َع ْمدِ‪ ،‬ول يُ ْقتَلُ صا ِ‬ ‫عقْلُ ِ‬ ‫ل ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪َ " :‬‬ ‫عنْ ُه قالَ‪ :‬قالَ رَ سُو ُ‬ ‫وَ َ‬ ‫ضعّفَهُ‪.‬‬ ‫خ َرجَهُ الدّا َرقُطْني َو َ‬ ‫ل سلحٍ" َأ ْ‬ ‫حمْ ِ‬ ‫ضغِينةٍ وَل َ‬ ‫شيْطانُ َف َتكُونُ ِدمَاءٌ بين النّاسِ في غير َ‬ ‫َأنْ َي ْنزُ َو ال ّ‬ ‫شبْ ِه ا ْل َع ْمدِ‬ ‫عقْلُ ِ‬ ‫(وعنه) أي عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم‪َ " :‬‬ ‫عقْلِ ا ْل َع ْمدِ) بينه في حديث أبي داود بلفظ "مائة من البل منها أربعون في بطونها أولدها" وتقدم (ول‬ ‫ظ ِمثْلُ َ‬ ‫ُمغَلْ ٌ‬ ‫ش ْيطَا نُ) النزو بف تح النون فزاي فواو أي ي ثب ( َف َتكُو نَ‬ ‫ن ي ْنزُوَ ال ّ‬ ‫حبُهُ) وب ين ش به الع مد بقوله‪( :‬وذلِ كَ أَ ْ‬ ‫ل صَا ِ‬ ‫يُ ْقتَ ُ‬ ‫حمْلِ سِلحٍ" أخرجه الدارقطني وضعفه)‪.‬‬ ‫غيْر ضَغينَ ٍة ول َ‬ ‫ِدمَاءٌ َب ْينَ النّاسِ في َ‬ ‫وأخرجه البيهقي بإسناده ولم يضعفه‪ .‬والحديث دليل أنه إذا وقع الجراح من غير قصد إليه ولم يكن بسلح بل‬ ‫بحجر أو عصا أو نحوهما فإنه ل قود فيه وأنه شبه العمد فيلزم فيه الدية مغلظة كما تقدم في دية العمد‪.‬‬ ‫وقد تقدم أن الدية في العمد وشبه العمد تكون أثلثا عند الشافعي ومالك وأنها أرباع عند الهادوية وتقدم ذلك‪.‬‬ ‫وأما أنها تكون أخماسا كما أفاده حديث ابن مسعود الماضي في الخطأ فتقدم أنه قال به أصحاب الرأي وغيرهم‪،‬‬ ‫وفيه دليل على إثبات شبه العمد وقدمنا أنه الحق‪.‬‬ ‫جعَلَ النّبي‬ ‫ل اللّهِ صَلّى ال عََل ْيهِ وَسَلّم‪َ ،‬ف َ‬ ‫ع ْهدِ رَسُو ِ‬ ‫ل رَجُلً عَلى َ‬ ‫ع ْن ُهمَا قَالَ‪َ " :‬قتَلَ رجُ ٌ‬ ‫عبّاسٍ رَضي اللّهُ َ‬ ‫ن ابنِ َ‬ ‫عِ‬ ‫وَ َ‬ ‫شرَ أَلْفا" رَوَاهُ ال ْر َبعَةُ َو َرجّحَ ال ّنسَائي وَأَبو حَاتمٍ إ ْرسَالَهُ‪.‬‬ ‫عَ‬ ‫صَلّى ال عََليْهِ َوسَلّم ِد َيتَ ُه اثني َ‬

‫‪18‬‬

‫(وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬قتل رجل رجلً على عهد رسول ال صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم فجعل النبي‬ ‫صَلّى ال عََليْهِ وَسَلّم ديته اثنى عشر ألفا) بين البيهقي أن المراد درهما‪( .‬رواه الربعة ورجح النسائي وأبو حاتم‬ ‫إرساله)‪.‬‬ ‫وقد أخرج البيهقي عن علي رضي ال عنه وعائشة وأبي هريرة وعمر بن الخطاب رضي ال عنهم مثل هذا‪.‬‬ ‫وإنما رجح النسائي وأبو حاتم إرساله لما قاله البيهقي‪ :‬إن محمد بن ميمون رواه عن سفيان بن عيينة عن عمرو‬ ‫بن دينار عن عكر مة عن ا بن عباس‪ ،‬إن ما قال ل نا ف يه‪ :‬عن ا بن عباس مرة واحدة وأك ثر ما كان يقول‪ :‬عن‬ ‫عكرمة عن النبي صلى ال عليه وآله وسلم انتهى‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬وزيادة العدل مقبولة وكو نه مرة واحدة كاف في الر فع فإ نه لو اقت صر علي ها لح كم بر فع الحد يث فإر ساله‬ ‫مرارا ل يقدح في رفعه مرة واحدة‪ .‬وإلى هذا ذهب أكثر العلماء‪.‬‬ ‫وذ هب الهادو ية وأ هل العراق أن ها عشرة آلف در هم وا ستدل له في الب حر بقوله‪ :‬لقول علي به و هو توق يف‬ ‫انتهى‪ .‬إل أنه لم يطرد هذا فيما ينقله عن علي رضي ال عنه بل تارة يقول مثل هذا وتارة يقول إن قول عل يّ‬ ‫اجتهاد ول يلزمنا‪ ،‬ودعوى التوقيف غير صحيحة إذ مثل هذا فيه للجتهاد مسرح‪.‬‬ ‫ش َهدُ بِ هِ‪ ،‬قَالَ‪:‬‬ ‫ن هذَا؟" فَقُلْ تُ‪ :‬ابْني وََأ ْ‬ ‫ت النّبيّ صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم َو َمعِي ابْني‪ ،‬فَقَالَ‪" :‬مَ ْ‬ ‫ن أَبي ِر ْمثَ َة قالَ‪َ :‬أ َتيْ ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫وَ َ‬ ‫خ َزيْمَ َة وابْن ا ْلجَارَودِ‪.‬‬ ‫ن ُ‬ ‫صحّحَ ُه اب ُ‬ ‫جنِي عََل ْيكَ ول َتجْني عََليْهِ" رَوَا ُه ال ّنسَائي وََأبُو دَا ُودَ َو َ‬ ‫"َأمَا إّنهُ ل َي ْ‬ ‫(وعن أبي رمثة) بكسر الراء وسكون الميم وبالمثلثة اسمه رفاعة بن يثربي بفتح المثناة التحتية وسكون المثلثة‬ ‫فراء فموحدة فياء الن سبة‪ ،‬قدم على ال نبي صلى ال عل يه وآله و سلم وعداده في أ هل الكو فة‪( :‬قال‪ :‬أت يت ال نبي‬ ‫صلى ال عل يه وآله و سلم وم عي اب ني فقال‪" :‬مَ نْ هذَا؟" فقلت‪ :‬اب ني وأش هد به قال‪" :‬أَمَا إنّ ُه ل َيجْ ني عََليْ كَ ول‬ ‫َتجْني عََليْهِ" رواه النسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة وابن الجارود) وأخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه‬ ‫من حديث عمرو بن الحوص أنه شهد حجة الوداع مع النبي صلى ال عليه وآله وسلم فقال‪" :‬ل يجني جان إل‬ ‫على نفسه ول يجني جان على ولده"‪.‬‬ ‫في الباب روايات أخر تعضده‪.‬‬ ‫والجناية الذنب أو ما يفعله النسان مما يوجب عليه العقاب أو القصاص‪.‬‬ ‫وفيطه دللة على أنطه ل يطالب أحطد بجنايطة غيره سطواء كان قريبا كالب والولد وغيرهمطا‪ ،‬أو أجنطبيا‪ .‬فالجانطي‬ ‫يطلب وحده بجنايته ول يطالب بجنايته غيره‪.‬‬ ‫قال ال تعالى‪{ :‬ول تزر وازرة وزر أخرى} فإن قلت‪ :‬قطد أمطر الشارع بتحمطل العاقلة الديطة فطي جنايطة الخططأ‬ ‫والقسطامة‪ .‬قلت‪ :‬هذا مخصطص مطن الحكطم العام وقيطل‪ :‬إن ذلك ليطس مطن تحمطل الجنايطة بطل مطن باب التعاضطد‬ ‫والتناصر فيما بين المسلمين‪.‬‬ ‫باب دعوى الدم والقسامة‬ ‫القسامة بفتح القاف وتخفيف المهملة مصدر أقسم قسما وقسامة‪ .‬وهي اليمان تقسم على أولياء القتيل إذا ادّعوا‬ ‫الدم أو على المدعى عليهم الدم وخص القسم على الدم بالقسامة‪.‬‬ ‫قال إمام الحرمين‪ :‬القسامة عند أهل اللغة اسم للقوم الذين يقسمون وعند الفقهاء اسم لليمان‪.‬‬ ‫وفي القاموس‪ :‬القسامة الجماعة يقسمون على الشيء ويأخذونه أو يشهدون‪.‬‬ ‫ل من أهل البلد أو القرية التي يوجد فيها القتيل ل يعلم قاتله‬ ‫وفي الضياء‪ :‬القسامة اليمان تقسم على خمسين رج ً‬ ‫ول يدعي أولياؤه قتله على أحد بعينه‪.‬‬ ‫ن مَ سْعُودٍ‬ ‫حيّ صَ َة ب َ‬ ‫سهْلٍ َو ُم َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْبدَ ال ب َ‬ ‫ع نْ رجالٍ ِم نْ كُبراءِ قَ ْو ِم هِ َأنّ َ‬ ‫عنْ هُ َ‬ ‫ح ْثمَةَ رضي اللّ هُ َ‬ ‫ن أَبي َ‬ ‫سهْلِ بْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫عَ ْ‬ ‫عيْ نٍ‪َ ،‬فأَتى يهُودَ‬ ‫سهْلٍ َقدْ ُقتِلَ َوطُر حَ في َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْبدَ اللّ هِ ب َ‬ ‫حيّ صَةُ َفُأخْبر أَ نّ َ‬ ‫ج ْهدٍ أَصابهمْ َفُأتِ يَ ُم َ‬ ‫ن َ‬ ‫خ ْي َبرَ مِ ْ‬ ‫خرَجا إلى َ‬ ‫َ‬ ‫حيّ صَةُ‬ ‫ب ُم ِ‬ ‫ل فَذَهَ َ‬ ‫سهْ ٍ‬ ‫ن بْ نُ َ‬ ‫حمَ ِ‬ ‫ع ْبدُ ال ّر ْ‬ ‫ل هُوَ وَأخُو ُه حُ َويّ صَةُ وَ َ‬ ‫فَقَالَ‪َ :‬أ ْنتُ مَ واللّ هِ َقتَ ْل ُتمُو هُ‪ ،‬قالوا‪ :‬وَاللّ ِه مَا َقتَلْنَا هُ‪َ ،‬فَأقْبَ َ‬ ‫حيّ صَةُ‪ ،‬فَقَالَ رَ سُولُ‬ ‫ل اللّ ِه صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم‪َ " :‬كبّرْ َكّبرْ" يُريدُ ال سّنّ‪ ،‬فَ َتكَلّ مَ حُ َويّ صَ ُة ثمّ تَكلّ مَ ُم َ‬ ‫ِل َي َتكَلّم فَقَالَ رَسو ُ‬ ‫حبَكم وَإمّا أَ نْ َيَأ َذنُوا بحَر بٍ" َفكَتَ بَ إَل ْيهِ مْ في ذِل كَ‪َ ،‬ف َكتَبُوا‪ :‬إنّا واللّ هِ مَا‬ ‫ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪" :‬إمّا أَ نْ َيدُوا صَا ِ‬ ‫ح ِبكُمْ؟" قَالُوا‪ :‬ل‪ ،‬قَالَ‪:‬‬ ‫حمَن ِط بن ِط س َطهْلٍ‪َ" :‬أ َتحْلِفُونَط َوتَس ْطَتحِقّونَ دَمَط صطَا ِ‬ ‫ع ْبدِ ال ّر ْ‬ ‫حيّص َطةَ َو َ‬ ‫َقتَ ْلنَاهطُ‪ ،‬فَقَالَ لِح َويّص َطةَ َو ُم َ‬ ‫ع ْندَهِ‪َ ،‬ف َبعَثَ إل ْيهِمْ مَائة نَاقَةٍ‪،‬‬ ‫" َف َيحْلِفُ َلكُمْ َيهُودُ؟" قَالُوا‪َ :‬ليْسُوا مُسِْلمِينَ‪ ،‬فَ َودَاهُ رَسُول اللّ ِه صَلّى ال عََل ْيهِ وَسَلّم مِنْ ِ‬ ‫ح ْمرَاءُ‪ُ .‬متّ َفقٌ عََليْهِ‪.‬‬ ‫ضتْني ِم ْنهَا ناقَ ٌة َ‬ ‫سهْلٌ‪ :‬فَلَ َقدْ َركَ َ‬ ‫قَالَ َ‬ ‫‪19‬‬

‫( عن سهل بن أ بي حث مة) بف تح المهملة و سكون المثل ثة وا سم أ بي حث مة‪ :‬ع بد ال بن ساعدة بن عا مر أو سي‬ ‫حيّصَةَ) بضم الميم فحاء مهملة فمثناة تحتية مشددة‬ ‫سهْلٍ و ُم َ‬ ‫أنصاري (عن رجال من كبراء قومه أن عبد اللّهِ بنَ َ‬ ‫ج ْهدٍ) بضم الجيم وفتحها المشقة هنا (أصابهم فأتى مَحيّصة) مغير‬ ‫فصاد مهملة (ابن مسعود خرجا إلى خيبر من َ‬ ‫الصيغة (فأخبر أن عبد ال بن سهل قد قُتل وطُرح) مغيران أيضا (في عين فأتى) أي محيصة (يهود) اسم جنس‬ ‫ح َويّ صَةُ) بضم المهملة وفتح الواو‬ ‫يجمع على يهدان فقال‪ :‬أنتم وال قتلتموه قالوا وال ما قتلناه فأقبل هو وأخوه ُ‬ ‫فمثناة تحتية فصاد مهملة مشدّدة (وعبد الرحمن بن سهل فذهب محيصة ليتكلم) وكان أصغر من حويصة وفي‬ ‫رواية فبدأ عبد الرحمن يتكلم وكان أصغر القوم‪( :‬فقال رسول ال صلى ال وآله وسلم‪َ " :‬كّبرْ َكّبرْ") بلفظ المر‬ ‫ح َويّ صَةُ ثم‬ ‫فيه ما والثا ني تأك يد للول (ير يد ال سن) مدرج تفسير لقوله‪ :‬كبر أي يتكلم من كان أ كبر سنا (فتكلّم ُ‬ ‫تكلم محي صة فقال ر سول ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪" :‬إمّا َأ نْ َيدُوا) أي اليهود ( صاحبكُمْ) أي ع بد ال بن سهل‬ ‫(وإمّا أَ نْ يأ َذنُوا بحَرْ بٍ" َف َكتَ بَ) أي رسول ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪( :‬إليهم في ذلك) أي فيما ذكر من أنهم قتلوا‬ ‫عبطد ال (فكتبوا) أي اليهود‪( :‬إنطا وال مطا قتلناه فقال) أي النطبي صطلى ال تعالى عليطه وآله وسطلم‪( :‬لحويصطة‬ ‫ن دَ مَ صَاحِب ُكمْ" قالوا‪ :‬ل) وفي رواية عند مسلم‪ :‬قالوا‪ :‬لم‬ ‫س َتحِقّو َ‬ ‫ن وتَ ْ‬ ‫ومحيصة وعبد الرحمن بن سهل‪َ" :‬أ َتحْلِفُو َ‬ ‫نحضر ولم نشهد‪ .‬وفي بعض ألفاظ البخاري أنه قال لهم‪" :‬تأتون بالبيّنة؟ قالوا‪ :‬ما لنا بيّنة" فقال‪ :‬أتحلفون؟‬ ‫(قال‪" :‬فَ َتحْلِ فُ َلكُ مْ َيهُودُ" قالوا‪ :‬لي سوا م سلمين) و في ل فظ قالوا‪ :‬ل نر ضى بأيمان اليهود‪ .‬و في ل فظ‪ :‬ك يف نأ خذ‬ ‫بأيمان كفار (فوداه رسول ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم من عنده فبعث إليهم مائة ناقة‪ .‬قال سهل فلقد ركضتني منها‬ ‫ناقة حمراء‪ .‬متفق عليه)‪.‬‬ ‫اعلم أن هذا الحديث أصل كبير في ثبوت القسامة عند القائلين بها وهم الجماهير فإنهم أثبتوها وبينوا أحكامها‪.‬‬ ‫ونتكلم على مسائل‪:‬‬ ‫الولى‪ :‬أن ها ل تث بت الق سامة بمجرد دعوى الق تل على المد عى علي هم من دون شب هة إجماعا و قد روي عن‬ ‫الوزاعي وداود ثبوتها من غير شبهة‪ ،‬ول دليل لهما‪.‬‬ ‫واختلف العلماء في الشبهة التي تثبت بها القسامة فمنهم من جعل الشبهة اللوث وهو كما في النهاية أن يشهد‬ ‫شاهد واحد على إقرار المقتول قبل أن يموت أن فلنا قتلني أو يشهد شاهدان على عداوة بينهما أو تهديد له منه‬ ‫أو نحو ذلك‪.‬‬ ‫ومن اللوث التلطخ ومنهم من لم يشترطه كالهادوية والحنفية فإنهم قالوا‪ :‬وجود الميت وبه أثر القتل في محل‬ ‫يختص بمحصورين تثبت به القسامة عندهم إذا لم يدع المدعي على غيرهم‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬لن الحاديطث وردت فطي مثطل هذه الحالة‪َ ،‬و ُردّ بأن حديطث الباب أصطح مطا ورد وفيطه دليطل على اللوث‬ ‫وحقيقته شبهة يغلب الظن بالحكم بها كما فصله في النهاية وهو هنا العداوة‪.‬‬ ‫فلهذا ذ هب مالك والشافعي إلى أنه ل يثبت بهذا ق سامة إل إذا كان ب ين المقتول والمد عى عليهم عداوة كما كان‬ ‫في قصة خيبر قالوا‪ :‬فإنه يقتل الرجل الرجل ويلقيه في محل طائفة لينسب إليهم‪.‬‬ ‫وقد عدّوا من صور اللوث قول المقتول قبل وفاته‪ :‬قتلني فلن‪.‬‬ ‫وقال مالك‪ :‬إنه يقبل قوله وإن لم يكن به أثر أو يقول جرحني ويذكر العمد‪.‬‬ ‫واد عى مالك أ نه م ما أج مع عل يه الئ مة قديما وحديثا ورده ا بن العر بي بأ نه لم يقله من فقهاء الم صار غيره‬ ‫وتبعه عليه الليث‪.‬‬ ‫ي الرجل وأخبر بقاتله‪.‬‬ ‫حيِ َ‬ ‫واحتج مالك بقصة بقرة بني إسرائيل فإنه ُأ ْ‬ ‫وأجيب‪ :‬بأن ذلك معجزة لنبي وتصديقها قطعي‪.‬‬ ‫ل بعد موته وعين قاتله قلنا به ول يكون ذلك أبدا‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ولنه أحياه ال بعد موته فعين قاتله فإذا أحيا ال مقتو ً‬ ‫واح تج أ صحابه بأن القا تل يطلب غفلة الناس فلو لم يق بل خبر المجروح أدّى ذلك إلى إبطال الدماء غالبا وأن ها‬ ‫حالة يتحرى فيهطا المجروح الصطدق ويتجنطب الكذب والمعاصطي ويتحرّى التقوى والبر فوجطب قبول قوله‪ ،‬ول‬ ‫يخفى ضعف هذه الستدللت‪.‬‬ ‫وقد عدّوا صور اللوث مبسوطة في كتبهم‪.‬‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬أنه بعد ثبوت ما ذكر من القتل وكل على أصله تثبت دعوى أولياء القتيل القسامة فتثبت أحكامها‬ ‫فمن ها الق صاص عند كمال شروط ها لقوله في الحد يث‪" :‬ت ستحقون قتيل كم أو صاحبكم بأيمان خم سين من كم على‬ ‫رجل منهم فيدفع ِبرُ ّمتِ هِ وقوله‪" :‬دم صاحبكم" في لفظ مسلم‪" :‬يقسم خمسون منكم على رجل منهم فيدفع برمته"‬ ‫وإن كان قوله‪" :‬إما أن بدوا صاحبكم" الحديث‪ ،‬يشعر بعدم القصاص إل أن هذا التصريح في رواية مسلم أقوى‬ ‫‪20‬‬

‫في القول بالقصاص وهذا مذهب أهل المدينة فإن كانت الدعوى على واحد معين ثبت القود عليه وإن كانت على‬ ‫جماعة حلفوا وثبتت عليهم الدية عند الشافعية‪.‬‬ ‫وفي قول يجب عليهم القصاص والول الصحيح عنه‪.‬‬ ‫فإن كان الوارث واحدا حلف خمسطين يمينا فإن اليمان لزمطة للورثطة ذكورا كانوا أو إناثا عمدا كان أو خططأ‪،‬‬ ‫هذا مذهب الشافعي‪.‬‬ ‫ومن ها أن يبدأ بأيمان المدّ عي في الق سامة بخلف غير ها من الدعاوى ك ما في هذه الروا ية ويدل له حد يث أ بي‬ ‫هريرة‪" :‬البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه إل في القسامة" وفي إسناده لين إل أنه قد أخرجه البيهقي‬ ‫من حديث عمرو بن شعيب ولم يتكلم فيه‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬ولن جن بة المد عي إذا قو يت بشهادة أو شب هة صارت اليم ين له وه نا الشب هة قو ية ف صار المد عي في‬ ‫القسامة مشابها للمدعى عليه المتأيد بالبراءة الصلية‪.‬‬ ‫وذهبت الهادوية والحنفية وآخرون إلى أنه يحلف المدعى عليه ول يمين على المدعين فيحلف خمسون رجلً من‬ ‫أهطل القريطة مطا قتلناه ول علمنطا قاتله وإلى هذا جنطح البخاري وذلك لن الروايات اختلفطت فطي ذلك فطي قصطة‬ ‫النصار ويهود خيبر فيردّ المختلف فيه إلى المتفق عليه من أن اليمين على المدعى عليه‪.‬‬ ‫فإن حلفوا فهل تلزمهم الدية أم ل؟ ذهبت الهادوية إلى أنها تلزمهم الدية بعد اليمان‪.‬‬ ‫وذهب آخرون إلى أنهم إذا حلفوا خمسين يمينا برئوا ول دية عليهم وعليه تدل قصة أبي طالب التية‪.‬‬ ‫واستدل الجماعة المذكورة ومن معهم في إيجاب الدية بأحاديث ل تقوم بها حجة لعدم صحة رفعها عند أئمة هذا‬ ‫الشأن‪.‬‬ ‫وقوله‪ :‬فوداه رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم من عنده‪.‬‬ ‫وفي لفظ‪" :‬إنه وداه من إبل الصدقة" فقيل‪ :‬المراد به أنه اقترضها منها وأنه لما تحملها صلى ال تعالى تعالى‬ ‫وعلى آله وسلم للصلح بين الطائفت ين كان حكمها حكم القضاء عن الغارم لما غرمه ل صلح ذات البين فلم‬ ‫يأخذها صلى ال تعالى عليه وعلى آله وسلم لنفسه فإن الصدقة ل تحل له ولكن جرى إعطاء الدية منها مجرى‬ ‫إعطائها في الغرم لصلح ذات البين‪.‬‬ ‫وأمّا من قال‪ :‬إنه صلى ال تعالى عليه وعلى آله وسلم أعطى ذلك من سهم الغارمين فل يصح فإن غارم أهل‬ ‫الذمّة ل يعطى من الزكاة كذا قيل‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬وف يه ن ظر فإن اليهود لم تلزم هم الد ية ل نه لم يحلف المدعون ك ما عر فت ف ما وداه صلى ال تعالى عل يه‬ ‫وعلى آله و سلم إل تبرعا م نه لئل يهدر د مه‪ .‬وأ ما روا ية الن سائي‪ :‬أ نه صلى ال تعالى عل يه وعلى آله و سلم‬ ‫قسمها على اليهود وأعانهم ببعضها فقال ابن القيم‪ :‬إنّ هذا ليس بمحفوظ فإنه الدية ل تلزم المدعى عليهم بمجرد‬ ‫دعوى القتيل بل ل بد من إقرار أو بينة أو أيمان لمدعين ولم يوجد هنا شيء من ذلك‪.‬‬ ‫وقطد عرض رسطول ال صطلى ال تعالى عل يه وعلى آله وسطلم على المدعيطن أن يحلفوا فأبوا فكيطف يلزم اليهود‬ ‫بالدية بمجرد الدعوى؟ انتهى‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ويظ هر لي أ نه ل يس في هذا الحد يث ح كم م نه صلى ال تعالى عل يه وعلى آله و سلم بالق سامة أ صلً ك ما‬ ‫أفاده الحد يث وإن ما دل الحد يث على حكا ية للوا قع ل غ ير وذ كر ل هم صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم ق صة الح كم على‬ ‫التقديرين ومن ثمة كتب إلى يهود بعد أن دار بينهم الكلم المذكور وسيأتي تحقيقه‪.‬‬ ‫وقوله‪" :‬فكتبوا إنا وال ما قتلناه" فيه دليل على الكتفاء بالمكاتبة وبخبر الواحد مع إمكان المشافهة‪.‬‬ ‫"فائدة" اختار مالك إجراء هذه الدعوى في الموال فأجاز شهادة الم سلوبين على ال سالبين وإن كانوا مدع ين قال‪:‬‬ ‫لن قاطع الطريق إنما يفعل ذلك مع الغفلة والنفراد عن الناس انتهى‪.‬‬ ‫ول يخ فى أ نه ل ي تم هذا إل ب عد ثبوت أ نه صَلّى ال عََليْ ِه وَ سَلّم ح كم بالق سامة وعرّفناك ه نا عدم نهوض ذلك‬ ‫وسنزيده بيانا عن قريب‪.‬‬ ‫وإذا ثبت فهذا قياس من مالك مصادم لنص "البينة على المدعي واليمين على المنكر" إل أن يكون مذهبه جواز‬ ‫تخصيص عموم النص بالقياس وللعلماء كلم في حجية العام بعد تخصيصه‪.‬‬ ‫ن النْ صَار‪" :‬أَنّ رَ سُولَ ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم َأقَ ّر الْقَ سَامَةَ عَلى مَا كَانَ تْ عََل ْي ِه في الجاهِِليّةِ‬ ‫ن َرجُلٍ مِ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫وَ َ‬ ‫عوْهُ عَلى ا ْل َيهُودِ" رَوَا ُه ُمسْلمٌ‪.‬‬ ‫ن نَاسٍ ِمنَ ال ْنصَار في َقتِيلٍ ادّ َ‬ ‫َوقَضى بها َرسُولُ اللّ ِه صَلّى ال عََليْهِ َوسَلّم َبيْ َ‬ ‫ل ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم َأ َقرّ الْقَ سَامَةَ عَلى مَا كَانَ تْ عََليْ ِه في الجاهِِليّةِ‬ ‫ل مِ نَ النْ صَار‪" :‬أَنّ رَ سُو َ‬ ‫ع نْ َرجُ ٍ‬ ‫(وَ َ‬ ‫عوْهُ عَلى ا ْل َيهُودِ" رَوَا ُه ُمسْلمٌ)‪.‬‬ ‫ن نَاسٍ ِمنَ ال ْنصَار في َقتِيلٍ ادّ َ‬ ‫َوقَضى بها َرسُولُ اللّ ِه صَلّى ال عََليْهِ َوسَلّم َبيْ َ‬ ‫‪21‬‬

‫قوله‪ :‬على ما كانت عليه في الجاهلية كأنه أشار إلى ما أخرجه البخاري في قصة الهاشمي في الجاهلية وفيها‬ ‫"أن أبا طالب قال للقاتل‪ :‬اختر منّا إحدى ثلث‪ :‬إن شئت أن تؤدّي مائة من البل فإنك قتلت صاحبنا خطأ وإن‬ ‫شئت حلف خمسون من قومك أنك لم تقتله وإن أبيت قتلناك به"‪.‬‬ ‫وفيه دليل على ثبوت القتل بالقسامة واعلم أنا قد أشرنا إلى أنه لم يثبت القسامة إل الجماهير كما قررناه عنهم‪.‬‬ ‫وذ هب سالم بن ع بد ال وع مر بن ع بد العز يز وأ بو قل بة وا بن عل ية والنا صر إلى عدم شرعيت ها لمخالفت ها‬ ‫الصول المقررة شرعا‪.‬‬ ‫فإن الصل أن البينة على المدعى عليه‪.‬‬ ‫وبأن اليمان ل تأثير لها في إثبات الدماء وبأن الشرع ورد بأنه ل يجوز الحلف إل على ما علم قطعا أو شوهد‬ ‫حسا‪.‬‬ ‫وبأ نه صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم لم يح كم ب ها وإن ما كا نت حكما جاهليا فتل طف ب هم ر سول ال صَلّى ال عََليْ ِه وَ سَلّم‬ ‫ليريهم كيف ل يجري الحكم بها على أصول السلم‪ .‬وبيان أنه لم يحكم بها أنهم لما قالوا له‪ :‬وكيف نحلف ولم‬ ‫نحضر ولم نشاهد؟ لم يبين لهم أن هذا الحلف في القسامة من شأنه ذلك وأنه حكم ال فيها وشرعه بل عدل إلى‬ ‫قوله‪:‬‬ ‫يحلف لكم يهود؟ فقالوا‪ :‬ليسوا بمسلمين فلم يوجب صلى ال تعالى عليه وعلى آله وسلم عليهم ويبين لهم أن ليس‬ ‫ل كم إل اليم ين من المد عى علي هم مطلقا م سلمين كانوا أو غير هم بل عدل إلى إعطائه الد ية من عنده صلى ال‬ ‫عليه وآله وسلم‪.‬‬ ‫ولو كان الحكم ثابتا بها لبين وجهه لهم بل تقريره صلى ال عليه وآله وسلم لهم على أنه ل حلف إل على شيء‬ ‫مشاهد مرئي دليل على أنه ل حلف في القسامة‪.‬‬ ‫ولنه لم يطلب صلى ال عليه وآله وسلم اليهود للجابة عن خصومهم في دعواهم‪ .‬فالقصة منادية بأنه لم تخرج‬ ‫مخرج الحكم الشرعي إذا ل يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة فهذا أقوى دليل بأنها ليست حكما شرعيا‪.‬‬ ‫وإنما تلطف صلى ال عليه وآله وسلم في بيان أنها ليست بحكم شرعي بهذا التدريج المنادي بعدم ثبوتها شرعا‬ ‫وأقرهم صلى ال عليه وآله وسلم بأنهم ل يحلفون على ما ل يعلمونه ول شاهدوه ول حضروه‪.‬‬ ‫ولم يبين لهم بحرف واحد أن أيمان القسامة من شأنها أن تكون على ما ل يعلم‪.‬‬ ‫وبذا تعرف بطلن القول بأن في القصة دليلً على الحكم على الغائب إذ ل حكم فيها أصلً‪.‬‬ ‫وبطلن الجواب عن كونها مخالفة للصول بأنها مخصصة من الصول لن القسامة سنة مستقلة بنفسها منفردة‬ ‫مخصصة للصول كسائر المخصصات للحاجة إلى شرعيتها حياطة لحفظ الدماء وردع المعتدين‪.‬‬ ‫ووجه بطلنه أنه فرع ثبوت الحكم بها عن الشارع فلو ثبت الحكم بها لكان هذا جوابا حسنا‪.‬‬ ‫وأما ما في حديث مسلم أنه صلى ال عليه وآله وسلم‪" :‬أقرّ القسامة على ما كانت عليه في الجاهلية وقضى بها‬ ‫بين ناس من النصار في قتيل ادّعوه على اليهود" فهو إخبار عن القصة التي في حديث سهل بن أبي حثمة وقد‬ ‫عرفت أنه صلى ال عليه وآله وسلم لم يقض بها فيه كما قررناه‪.‬‬ ‫وقد عرفت من حديث أبي طالب أنها كانت في الجاهلية على أن يؤدي الدية القاتل ل العاقلة كما قال أبو طالب‪:‬‬ ‫(إما أن تؤدي مائة من البل) فإنه ظاهر أنها من ماله ل من عاقلته أو يحلف خمسون من قومك أو تقتل‪.‬‬ ‫وهنا في قصة خيبر لم يقع شيء من ذلك فإن المدعى عليهم لم يحلفوا ولم يسلموا الدية ولم يطلب منهم الحلف‬ ‫وليس هذا قدحا في رواية الراوي من الصحابة بل في استنباطه لنه قد أفاد حديثه أنه استنبط قضاء رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وآله وسلم بالقسامة من قصة أهل خيبر وليس في تلك القصة قضاء‪.‬‬ ‫وعدم صحة ال ستنباط جائز على ال صحابي وغيره اتفاقا وإن ما رواي ته للحد يث بلف ظه أو بمعناه هي ال تي يتع ين‬ ‫قبولها‪.‬‬ ‫وأما قول أبي الزناد‪" :‬قتلنا بالقسامة والصحابة متوافرون إني لرى أنهم ألف رجل فما اختلف منهم اثنان" فإنه‬ ‫قال في فتح الباري‪ :‬إنما نقله أبو الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابت كما أخرجه سعيد بن منصور والبيهقي في‬ ‫رواية عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه وإل فأبو الزناد ل يثبت أنه رأى عشرة من الصحابة فضلً عن ألف‬ ‫اهط‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫قلت‪ :‬ل يخفى أنه تقرير لما رواه أبو الزناد لثبوت ما رواه عن خارجة بن زيد الفقيه وإنما دلس أبو الزناد بقوله‬ ‫قتلنا‪ :‬وكأنه يريد معشر المسلمين وإن لم يحضرهم ثم ل يخفى أن غايته بعد ثبوته عن خارجة فعل جماعة من‬ ‫الصحابة وليس بإجماع حتى يكون حجة‪.‬‬ ‫ول شك في ثبوت فعل عمر بالقسامة وإن اختلف عنه في القتل بها وإنما نزاعنا في ثبوت حكمه صلى ال عليه‬ ‫وآله وسلم بها فإنه لم يثبت‪.‬‬ ‫باب قتال أهل البغي‬ ‫البغي مصدر بغى عليه بفتح المعجمة بغيا بفتح الموحدة وسكون المعجمة عل وظلم وعدل عن الحق وله معان‬ ‫كثيرة وذكر الشارح رحمه ال معناه الصطلحي هنا وساقه على اصطلح الهادوية وقد أبنّا ما فيه في حواشي‬ ‫ضوء النهار ولم نذكره هنا لعدم انطباق الحاديث عليه‪.‬‬ ‫س مِنّا"‬ ‫ح فَلَيْ َ‬ ‫حمَلَ عََليْنَا ال سّل َ‬ ‫ع ْنهُمَا قال‪ :‬قَالَ رَ سُولُ ال صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم‪" :‬مَ نْ َ‬ ‫ع َمرَ ر ضي اللّ هُ َ‬ ‫ن ابْ نِ ُ‬ ‫عَ ِ‬ ‫ُمتّفقٌ عََليْهِ‪.‬‬ ‫حمَلَ عََل ْينَا ال سّلحَ فََليْ سَ ِمنّا"‬ ‫ن َ‬ ‫ل ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪" :‬مَ ْ‬ ‫ع ْن ُهمَا قال‪ :‬قَالَ رَ سُو ُ‬ ‫ع َمرَ رضي اللّ هُ َ‬ ‫ن ابْ نِ ُ‬ ‫(عَ ِ‬ ‫ُمتّفقٌ عََليْهِ)‪.‬‬ ‫أي من حمله لقتال المسلمين بغير حق ُكنّ يَ بحمله عن المقاتلة إذ القتل لزم لحمل السيف في الغلب ويحتمل‬ ‫أنطه ل كنايطة فيطه وأن المراد حمله حقيقطة لرادة القتال ويدل له قوله‪" :‬علينطا" وقوله‪" :‬فليطس منطا" تقدم بيانطه بأن‬ ‫المراد ليس على طريقتنا وهدينا‪.‬‬ ‫فإن طريقته صلى ال عليه وآله وسلم نصر المسلم والقتال دونه ل ترويعه وإخافته وقتاله‪.‬‬ ‫وهذا في غير المستحل فإن استحل القتال للمسلم بغير حق فإنه يكفر باستحلله المحرم القطعي‪.‬‬ ‫والحديث دليل على تحريم قتال المسلم والتشديد فيه وأما قتال البغاة من أهل السلم فإنه خارج من عموم هذا‬ ‫الحديث بدليل خاص‪.‬‬ ‫عةَ َومَا تَ َف ِم ْي َتتُ هُ مِيتَةٌ‬ ‫جمَا َ‬ ‫ج عن الطّاعَةِ َوفَارَ قَ ا ْل َ‬ ‫خرَ َ‬ ‫ن النّبي صَلّى ال عََليْ ِه وَ سَلّم قَالَ‪" :‬مَ نْ َ‬ ‫ع نْ أَبي ُه َر ْيرَة عَ ِ‬ ‫وَ َ‬ ‫جاهِِليّةٌ" َأخْ َرجَ ُه ُمسْلمٌ‪.‬‬ ‫عةِ‬ ‫ع نِ الطّا َ‬ ‫خرَ جَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫(وعن أبي هريرة رضي ال عنه عن النبي صلى ال تعالى عليه وعلى آله وسلم قال‪" :‬مَ ْ‬ ‫ت َفمِ ْي َتتُ ُه مِيتَةٌ) بكسر الميم مصدر نوعي (جَاهِِلّيةٌ" أخرجه مسلم)‪.‬‬ ‫جمَاعَ َة ومَا َ‬ ‫وفا َرقَ ا ْل َ‬ ‫قوله عن الطاعة‪ :‬أي طاعة الخليفة الذي وقع الجتماع عليه‪.‬‬ ‫وكأن المراد خليفة أيّ قطر من القطار إذ لم يجمع الناس على خليفة في جميع البلد السلمية من أثناء الدولة‬ ‫العباسية بل استقل أهل كل إقليم بقائم بأمورهم‪.‬‬ ‫إذ لو حمل الحديث على خليفة اجتمع عليه أهل السلم لقلت فائدته‪.‬‬ ‫وقوله‪" :‬وفارق الجماعطة" أي خرج عطن الجماعطة الذيطن اتفقوا على طاعطة إمام انتظطم بطه شملهطم واجتمعطت بطه‬ ‫كلمتهم وحاطهم عن عدوّهم‪.‬‬ ‫قوله‪" :‬فميتته ميتة جاهلية" أي منسوبة إلى أهل الجهل والمراد به من مات على الكفر قبل السلم وهو تشبيه‬ ‫لمي تة من فارق الجما عة ب من مات على الك فر بجا مع أن ال كل لم ي كن ت حت ح كم إمام فإن الخارج عن الطا عة‬ ‫كأهل الجاهلية ل إمام له‪.‬‬ ‫و في الحد يث دل يل على أ نه إذا فارق أ حد الجما عة ولم يخرج علي هم ول قاتل هم أ نا ل نقاتله لنرده إلى الجما عة‬ ‫ويذعن للمام بالطاعة‪.‬‬ ‫بل نخليه وشأنه لنه لم يأمر صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم بقتاله بل أخبر عن حال موته وأنه كأهل الجاهلية ول يخرج‬ ‫بذلك عن السلم‪.‬‬ ‫ويدل له ما ثبت من قول علي رضي ال عنه للخوارج‪" :‬كونوا حيث شئتم وبيننا وبينكم أن ل تسفكوا دما حراما‬ ‫ول تقطعوا سبيلً ول تظلموا أحدا فإن فعلتم نفذت إليكم بالحرب"‪.‬‬ ‫وهذا ثا بت ع نه بألفاظ مختل فة‪ .‬أخر جه أحمد وال طبراني والحاكم من طريق عبد ال بن شدّاد‪ .‬قال عبد ال بن‬ ‫شداد‪ :‬فوال ما قتلهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدم الحرام‪.‬‬ ‫فدل على أن مجرّد الخلف على المام ل يوجب قتال من خالفه‪.‬‬ ‫غيَةُ" رَوَا ُه مُسلمٌ‪.‬‬ ‫عمّارا الْ ِفئَ ُة ا ْلبَا ِ‬ ‫ل ال صَلّى ال عََليْهِ َوسَلّم‪" :‬تَ ْقتُلُ َ‬ ‫ع ْنهَا قَالَتْ‪ :‬قَالَ َرسُو ُ‬ ‫عنْ ُأمّ سََلمَ َة رَضي اللّهُ َ‬ ‫وَ َ‬ ‫‪23‬‬

‫غ َيةُ" رَوَا هُ‬ ‫عمّارا الْ ِف َئةُ ا ْلبَا ِ‬ ‫ل ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪" :‬تَ ْقتُلُ َ‬ ‫ل رَ سُو ُ‬ ‫عنْهَا قَالَ تْ‪ :‬قَا َ‬ ‫ن أُمّ سََلمَةَ رَ ضي اللّ هُ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫(وَ َ‬ ‫مُسلمٌ)‪.‬‬ ‫تمامه في مسلم‪" :‬يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار"‪.‬‬ ‫قال ابن عبد البر‪ :‬تواترت الخبار بهذا وهو من أصح الحديث‪ ،‬وقال ابن دحية‪ :‬ل مطعن في صحته ولو كان‬ ‫غير صحيح لردّه معاوية‪.‬‬ ‫وإن ما قال معاو ية‪ :‬قتله من جاء به ولو كان ف يه شك لردّه وأنكره ح تى أجاب عمرو بن العاص على معاو ية‬ ‫فقال‪ :‬فرسول ال صلى ال عليه وآله وسلم قتل حمزة؟‪.‬‬ ‫وأما ما نقله المصنف في التلخيص وتبعه الشارح في نقله من أنه نقل ابن الجوزي عن خلد في العلل أنه حكى‬ ‫عن أحمد أنه قال‪ :‬قد رُوي هذا الحديث من ثمانية وعشرين طريقا ليس فيها طريق صحيح‪.‬‬ ‫وحكى أيضا عن أحمد وابن معين وابن أبي خيثمة أنهم قالوا‪ :‬لم يصح‪.‬‬ ‫فقد أجاب السيد محمد بن إبراهيم الوزير عن هذا بقوله‪ :‬السترواح إلى ذكر هذا الخلف الساقط من غير بيان‬ ‫لبطلنه من مثل ابن حجر عصبية شنيعة‪.‬‬ ‫فأ ما ا بن الجوزي فلم يعرف هذا الشأن و قد ذ كر الذ هبي في ترجم ته في التذكرة كثرة خطئه في م صنفاته ف هو‬ ‫أجهطل وأحقطر مطن أن ينتهطض لمعارضطة أئمطة الحديطث وفرسطانه وحفاظطه كابطن عبطد البر والبخاري ومسطلم‬ ‫والحميدي‪.‬‬ ‫وقد رواه كاملً أ بو داود والترمذي والذهبي والحا كم وا بن خزي مة والقرطبي وال سماعيلي والبرقا ني وأمثالهم؛‬ ‫وقد ذكر جملة منهم تواتره وصحته وجماعة منهم إجماع أهل السنة وأهل الفقه وأهل العلم على ذلك‪.‬‬ ‫وذكره القرطبي في آخر تذكرته والحاكم في علوم الحديث له وحكاه ابن خزيمة طططط المعروف بإمام الئمة‬ ‫طططط ولم يحك أحد عنهم خلفا في ذلك‪.‬‬ ‫وأما الذهبي فإنه حقق صحة دعواه بما أورده من الطرق الصحيحة الجمّة‪.‬‬ ‫والمنع من الصحة بمجرد العصبية من غير حجة صنيع من ل علم له بل من ل عقل له ول حياء‪ .‬انتهى‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ول يخفى أن ابن الجوزي نقل عن أحمد عدم صحته وليس له هو قدح في صحته حتى يقال إنه أحقر من‬ ‫أن ينتهض لمعارضة أئمة الحديث وفرسانه وحفاظه‪.‬‬ ‫فالولى في الجواب عن ن قل ا بن الجوزي ما قاله ال سيد مح مد أيضا أ نه قد روى يعقوب بن شي بة المام الث قة‬ ‫الحافظ عن أحمد بن حنبل أنه قال فيه‪ :‬إنه حديث صحيح سمعه عنه يعقوب وقد سئل عنه‪ .‬ذكره الذهبي في‬ ‫ترجمة عمار في النبلء‪.‬‬ ‫ويؤيده أنطه رواه أحمطد عطن جماعطة كثيطر مطن الصطحابة وكان يرى الضرب على روايات الضعاف والمنكرات‬ ‫وهذا يدل على بطلن ما حكاه ابن الجوزي وإل فغايته أنه قد تعارض عن أحمد القولن فيطرح‪ ،‬وفي تصحيح‬ ‫غيره ما يغني عنه كما ل يخفى‪.‬‬ ‫وأما الحكاية عن ابن معين وابن أبي خيثمة فإنه رواها المصنف بصيغة التمريض ولم ينسبها إلى راو فيتكلم‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫والحديث دليل على أن الفئة الباغية معاوية ومن في حزبه‪.‬‬ ‫ي ر ضي ال ع نه و من في صحبته؛ و قد ن قل الجماع من أ هل ال سنة بهذا القول جما عة من‬ ‫والفئة المح قة عل ّ‬ ‫أئمتهم كالعامري وغيره وأوضحناه في الروضة الندية‪.‬‬ ‫حكْمُ‬ ‫ع ْبدٍ َكيْفَ ُ‬ ‫ن ُأمّ َ‬ ‫ل َتدْري يَا ابْ َ‬ ‫ل اللّهِ صَلّى ال عََل ْيهِ وَسَلّم‪" :‬هَ ْ‬ ‫عنْهمَا قال‪ :‬قَالَ رَسُو ُ‬ ‫ع َمرَ رَضي اللّهُ َ‬ ‫ن اب نِ ُ‬ ‫وَع ِ‬ ‫ل أَسيرُهَا‪ ،‬ول ُيطْلبُ‬ ‫حهَا‪ ،‬ول يُ ْقتَ ُ‬ ‫ج َهزُ عَلى جري ِ‬ ‫ن َبغَى مِنْ ه ِذهِ المّةِ؟" قَالَ‪ :‬اللّهُ ورسُولُ ُه أَعَْلمُ‪ ،‬قالَ‪" :‬ل ُي ْ‬ ‫ال فِيمَ ْ‬ ‫سنَادِهِ َك ْوثَ َر بنَ حَكيمٍ وَهُ َو َمتْرُوكٌ‪ ،‬وَصَحّ‬ ‫ححَ ُه فَوَهِمَ‪ ،‬لنّ في إ ْ‬ ‫سمُ َف ْيئُهَا" رَوَاهُ ا ْل َبزّارُ والحاكِمْ وَصَ ّ‬ ‫هَاربُها‪ ،‬وَل يُقْ َ‬ ‫شيْبَةَ وَالحا ِكمُ‪.‬‬ ‫خ َرجَ ُه ابْنُ أبي َ‬ ‫حوُ ُه مَ ْوقُوفا‪َ ،‬أ ْ‬ ‫طرُقٍ َن ْ‬ ‫عَنْ عَليَ ِمنْ ُ‬ ‫ع ْبدٍ) هو ابن‬ ‫ن ُأمّ َ‬ ‫(وعن ابن عمر رضي ال عنهما قال‪ :‬قال رسول ال صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم‪" :‬هَلْ َتدْري يَا اب َ‬ ‫مسعود لنه المعروف بذلك وكأنه رواه عنه ابن عمر رضي ال عنهما أو سمع النبي صلى ال تعالى عليه وآله‬ ‫حهَا) أي ل‬ ‫جرِي ِ‬ ‫جهَز عَلى َ‬ ‫ن هذِهِ المّةِ؟ قال‪ :‬ال ورسوله أعلم قال‪" :‬ل ُي ْ‬ ‫حكْمُ ال فِيمَنْ َبغَى ِم ْ‬ ‫وسلم يحدثه ( َكيْفَ ُ‬ ‫سمُ َفيْؤُهَا"‪ .‬رواه البزار والحاكم‬ ‫يتمم قتل من كان جريحا من البغاة (ول يُ ْقتَل أَسيرهَا‪ ،‬وَل ُيطْل بُ هَاربُها‪ ،‬وَل يُقْ َ‬ ‫و صححه فو هم فإن في إ سناده كو ثر) بف تح الكاف و سكون الواو ومثل ثة مفتو حة فراء (ا بن حك يم و هو متروك‬ ‫وصح عن علي نحوه من طرق موقوفا‪ .‬أخرجه ابن أبي شيبة والحاكم)‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫في الميزان‪ :‬كوثر بن حكيم عن عطاء ومكحول وهو كوفي نزل حلب قال ابن معين‪ :‬ليس بشيء وقال أحمد بن‬ ‫حنبل‪ :‬أحاديثه بواطيل انتهى‪.‬‬ ‫قال ابن عدي‪ :‬هذا حديث غير محفوظ وأما الرواية عن علي عليه السلم فرواها البيهقي وغيره‪.‬‬ ‫وفي الحديث مسائل‪:‬‬ ‫الولى‪ :‬جواز قتال البغاة وهو إجماع لقوله تعالى‪{ :‬فقاتلوا التي تبغي}‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬والية دالة على الوجوب وبه قالت الهادوية ولكن شرطوا ظن الغلبة‪.‬‬ ‫وعند جماعة من العلماء أن قتالهم أفضل من قتال الكفار‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬لما يلحق المسلمين من الضرر منهم‪.‬‬ ‫ل قبل قتالهم دعاؤهم إلى الرجوع عن البغي وتكرير الدعاء كما فعل علي رضي ال عنه في‬ ‫واعلم أنه يتعين أ ّو ً‬ ‫الخوارج فإن هم ل ما فارقوه أر سل إلي هم ا بن عباس فناظر هم فر جع من هم أرب عة آلف وكانوا ثمان ية آلف وب قي‬ ‫أربعطة أبوا أن يرجعوا وأصطروا على فرا قه فأر سل إليهطم‪" :‬كونوا حيطث شئ تم وبيننطا وبينكطم أن ل ت سفكوا دما‬ ‫حراما ول تقطعوا سبيلً ول تظلموا أحدا"‪.‬‬ ‫فقتلوا عبد ال بن خباب صاحب رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم ثم بقروا بطن سريته وهي حبلى وأخرجوا‬ ‫ما في بطنها فبلغ عليا كرم ال وجهه فكتب إليهم‪ :‬أقيدونا بقاتل عبد ال بن خباب فقالوا‪ :‬كلنا قتله‪ ،‬فأذن حينئذ‬ ‫في قتالهم وهي روايات ثابتة ساقها المصنف في فتح الباري‪.‬‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬أنه ل يجهز على جريحها‪ ،‬وهو من أجهز على الجريح وجهز أي بت قتله وأسرعه وتمم عليه‬ ‫ودليله قوله‪ :‬ول يجهز على جريحها‪.‬‬ ‫وأخرج البيهقطي أن عليا عليطه السطلم قال لصطحابه يوم الجمطل‪" :‬إذا ظهرتطم على القوم فل تطلبوا مدبرا ول‬ ‫تجهزوا على جريح وانظروا ما حضرت به الحرب من آلته فاقبضوه وما سوى ذلك فهو لورثته" قال البيهقي‪:‬‬ ‫هذا منقطع والصحيح أنه لم يأخذ شيئا ولم يسلب قتيلً‪.‬‬ ‫ودل الحديطث أيضا على أنطه ل يقتطل أسطير البغاة قالوا‪ :‬وهذا خاص بالبغاة لن قتالهطم إنمطا هطو لدفعهطم عطن‬ ‫المحاربطة‪ .‬ودل الحديطث أيضا على أنطه ل يطلب هاربهطا وظاهره ولو كان متحيزا إلى فئة وإلى هذا ذهطب‬ ‫الشافعي‪.‬‬ ‫قال‪ :‬لن القصد دفعهم في تلك الحال وقد وقع‪.‬‬ ‫وذه بت الهادو ية والحنف ية إلى أن الهارب إلى فئة يق تل إذ ل يؤ من عوده‪ ،‬والحد يث يرد هذا القول وكذا ما تقدّم‬ ‫من كلم عليّ عليه السلم‪.‬‬ ‫المسألة الثالثة‪ :‬قوله‪" :‬ل يقسم فيؤها" أي ل يغنم فيقسم‪ ،‬دال على أن أموال البغاة ل تغنم وإن أجلبوا بها إلى دار‬ ‫الحرب وإلى هذا ذهبت الشافعية والحنفية وأيد هذا بقوله صلى ال عليه وآله وسلم‪" :‬ل يحل مال امرىء مسلم‬ ‫إل بطيبة من نفسه"‪.‬‬ ‫وقد صحح البيهقي أن عليا عليه السلم لم يأخذ سلبا فأخرجه عن الدراوردي عن جعفر بن محمد عن أبيه عليا‬ ‫عليه السلم‪ :‬كان ل يأخذ سلبا‪.‬‬ ‫وأخرج أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة عن جعفر بن محمد عن أبيه‪ :‬أن عليا عليه السلم يوم البصرة لم يأخذ‬ ‫من متاعهم شيئا‪.‬‬ ‫وأخرج عطن أبطي أمامطة قال‪ :‬شهدت يوم صطفين وكانوا ل يجهزون على جريطح ول يقتلون موليا ول يسطلبون‬ ‫قتيلً‪.‬‬ ‫وذهبت الهادوية إلى أنه يغنم ما أجلبوا به من مال وآلة حرب ويخمس لقول عليّ عليه السلم‪ :‬لكم المعسكر وما‬ ‫حوى‪.‬‬ ‫وأجيب بأن الحديث مصرح بأنها ل تغنم وبأن ما ذكرناه عن عل يّ عليه السلم مما يوافق الحديث أكثر وأقوى‬ ‫طريقا‪.‬‬ ‫الم سألة الراب عة‪ :‬يؤ خذ من اطلق قوله‪" :‬ول يج هز على جريح ها" أ نه ل يض من البغاة ما أتلفوا في القتال من‬ ‫الدماء والموال وإليه ذهب المام يحيى والحنفية واستدل أيضا بقوله تعالى‪{ :‬حتى تفيء إلى أمر ال} ولم يذكر‬ ‫ضمانا وبما أخرجه البيهقي عن ابن شهاب قال‪:‬‬ ‫هاجت الفتنة الولى فأدركت الفتنة رجالً ذوي عدد من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم ممن شهد‬ ‫م عه بدرا وبلغ نا أن هم كانوا يرون أن يهدر أ مر الفت نة ول يقام في ها على ر جل قا تل في تأو يل القرآن ق صاص‬ ‫‪25‬‬

‫في من ق تل ول حدّ في سباء امرأة سبيت ول يرى علي ها حدّ ول بين ها وب ين زوج ها ملع نة ول يرى أن يقذف ها‬ ‫أحد إل جلد الحد ويرى أن تردّ إلى زوجها الوّل بعد أن تعتد فتنقضي عدتها من زوجها الخر ويرى أن يرثها‬ ‫زوجها الوّل‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬وهذا وإن لم يكن إجماعا فإنه مق ّو للبراءة الصلية إذا الصل أن أموال المسلمين ودماءهم معصومة‪.‬‬ ‫وذهب الشافعي وحكي عن الهادوية إلى أنه يقتص ممن قتل من البغاة واستدلوا بعموم اليات والحاديث نحو‬ ‫{و من ق تل مظلوما و قد جعل نا لول يه سلطانا} وحد يث‪ " :‬من اعت بط م سلما بق تل عن بي نة ف هو قود" وأج يب بأن ها‬ ‫عمومات خصت بما ذكر من أدلة أهل القول الوّل‪.‬‬ ‫ل اللّ هِ صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم يَقُولُ‪" :‬مَ نْ َأتَاكُ مْ وََأ َم ُركُم‬ ‫س ِمعْتُ رَ سُو َ‬ ‫عنْ ُه قَالَ‪َ :‬‬ ‫ح رضي ال َ‬ ‫ع ْرفَجَ َة ب نِ شُري ٍ‬ ‫ع نْ َ‬ ‫وَ َ‬ ‫ع َتكُ ْم فَا ْقتُلُوهُ" َأخْ َرجَ ُه ُمسْلمٌ‪.‬‬ ‫جمَا َ‬ ‫ن يُ َف ّرقَ َ‬ ‫جمِيعٌ يُريدُ أَ ْ‬ ‫(و عن عرف جة) ب ضم الع ين و سكون الراء و ضم الفاء وج يم (ا بن شر يح) بالش ين المعج مة م صغر شرح وق يل‬ ‫ّقط‬ ‫َنط يُ َفر َ‬ ‫َميعط يُري ُد أ ْ‬ ‫ُمط ج ٌ‬ ‫ُمط وَأ ْم ُرك ْ‬ ‫َنط َأتَاك ْ‬ ‫بالمهملة (قال سطمعت رسطول ال صطلى ال عليطه وآله وسطلم يقوله‪" :‬م ْ‬ ‫ع َت ُكمْ فا ْقتُلُوهُ" أخرجه مسلم)‪.‬‬ ‫جمَا َ‬ ‫َ‬ ‫ورواه مسلم بلفظ‪ :‬سمعت رسول ال صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم يقول‪" :‬ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرّق أمر‬ ‫هذه المّة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان"‪.‬‬ ‫وفي لفظ‪" :‬فاقتلوه" وفي لفظ‪" :‬من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرّق جماعتكم‬ ‫فاقتلوه"‪.‬‬ ‫وأخرج الشيخان والل فظ للبخاري من حد يث ا بن عباس ر ضي ال ع نه قال‪ " :‬من رأى من أميره شيئا يكر هه‬ ‫فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات مات ميتة جاهلية"‪.‬‬ ‫وفي لفظ‪" :‬من خرج عن السلطان شبرا مات ميتة جاهلية"‪.‬‬ ‫دلت هذه اللفاظ على أن من خرج على إمام قد اجتم عت عل يه كل مة الم سلمين والمراد أ هل ق طر طططط ك ما‬ ‫قلناه طططط فإنه قد استحق القتل لدخاله الضرر على العباد‪.‬‬ ‫ل وقد جاء في أحاديث تقييد ذلك بما أقاموا الصلة‪.‬‬ ‫وظاهره سواء كان جائرا أو عاد ً‬ ‫وفي لفظ‪ :‬ما لم تروا كفرا بواحا‪.‬‬ ‫و قد حقق نا هذه المبا حث في من حة الغفار حاش ية ضوء النهار تحقيقا تضرب إل يه آباط ال بل والح مد ال المن عم‬ ‫المتفضل‪.‬‬ ‫باب قتال الجاني وقتل المرت ّد‬ ‫ل اللّ هِ صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪" :‬مَ نْ ُقتِلَ دُو نَ مَاِل هِ َفهُ َو شَهيدٌ" رَوَا هُ َأبُو دَاودَ‬ ‫عمَ َر قالَ‪ :‬قالَ رَ سُو ُ‬ ‫ع ْبدِ اللّ هِ ْب نِ ُ‬ ‫عَ نْ َ‬ ‫ححَهُ‪.‬‬ ‫صّ‬ ‫وال ّنسَائي وال ّترْمِذي َو َ‬ ‫عمَ َر رضي ال عنهما قالَ‪ :‬قالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى ال عََليْهِ وَسَلّم‪" :‬مَنْ ُقتِلَ دُونَ مَاِلهِ َفهُ َو شَهيدٌ"‬ ‫ع ْبدِ اللّهِ ْبنِ ُ‬ ‫عَنْ َ‬ ‫ححَهُ‪.‬‬ ‫صّ‬ ‫رَوَاهُ َأبُو دَاودَ وال ّنسَائي وال ّت ْرمِذي َو َ‬ ‫وأخر جه البخاري من حد يث ع بد ال بن عمرو بن العاص وأخر جه أ صحاب ال سنن وا بن حبان والحا كم من‬ ‫حديث سعيد بن زيد‪.‬‬ ‫و في الحد يث دل يل على جواز المقاتلة ل من ق صد أ خذ مال غيره بغ ير حق قليلً كان المال أو كثيرا وهذا قول‬ ‫الجماهير‪.‬‬ ‫وقال بعض المالكية‪ :‬ل يجوز القتال على أخذ القليل من المال‪.‬‬ ‫قال القرطبي‪ :‬سبب الخلف في ذلك هل القتال لدفع المنكر فل يفترق الحال بين القليل والكثير أو من باب دفع‬ ‫الضرر فيختلف الحال في ذلك؟‪.‬‬ ‫وحكى ابن المنذر عن الشافعي رضي ال عنه‪ :‬أن من أريد ماله أو نفسه أو حريمه ولم يمكنه الدفع إل بالقتل‬ ‫فله ذلك وليس عليه قود ول دية ول كفارة‪.‬‬ ‫لكن ليس له أن يقصد القتل من غير تفصيل‪.‬‬ ‫قال ا بن المنذر‪ :‬والذي عل يه أ هل العلم أن للر جل أن يد فع ع ما ذ كر إذا أر يد ظلما بغ ير تف صيل إل أن كل من‬ ‫يحفظ عنه من علماء الحديث كالمجمعين على استثناء السلطان للثار الواردة بالمر بالصبر على جوره وترك‬ ‫القيامة عليه‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫وفرق الوزاعي بين الحال التي للناس فيها جماعة وإمام فحمل الحديث عليها‪.‬‬ ‫وأما في حال الخلف والفرقة فليستسلم ول يقاتل أحدا‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ويؤيد ما قاله ابن المنذر عن أهل العلم ما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ‪" :‬أرأيت إن‬ ‫جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال‪ :‬فل تعطه‪ .‬قال‪ :‬أرأيت إن قاتلني؟ قال‪ :‬قاتله‪ .‬قال‪ :‬أرأيت إن قتلني؟ قال‪ :‬فأنت‬ ‫شهيد‪ .‬قال‪ :‬أرأيت إن قتلته؟ قال‪ :‬فهو في النار"‪.‬‬ ‫وظا هر الحد يث إطلق الحوال‪ .‬قلت‪ :‬هذا في جواز قتال من يأ خذ المال ف هل يجوز له أي ل من يراد أ خذ ماله‬ ‫ظلما الستسلم وترك المنع بالقتال؟ الظاهر جوازه‪.‬‬ ‫ويدل له حد يث‪" :‬ف كن ع بد ال المقتول" فإ نه دال على جواز ال ستسلم في الن فس‪ ،‬والمال بالولى فيح مل قوله‬ ‫هنا‪ :‬ول تعطه على أنه نهي لغير التحريم‪.‬‬ ‫ن َفمِهِ‬ ‫حبَهُ فَا ْنتَ َزعَ َيدَ ُه مِ ْ‬ ‫حدُ ُهمَا صَا ِ‬ ‫ن ُأ َميّةَ َرجُلً َفعَضّ أ َ‬ ‫عنْ ُه قَالَ‪ :‬قَاتَلَ َيعْلى ب ُ‬ ‫ن رَضي اللّهُ َ‬ ‫حصَيْ ٍ‬ ‫ن ُ‬ ‫نبِ‬ ‫عمْرَا َ‬ ‫عنْ ِ‬ ‫وَ َ‬ ‫ح ُدكُ ْم كما َيعَض الْ َفحْلُ؟ ل ِديَ َة َلهُ" ُمتّفَقٌ عََل ْيهِ‬ ‫صمَا إلى ال ّن ِبيّ صَلّى ال عََليْهِ وَسَلّم فَقَالَ‪َ " :‬يعَض َأ َ‬ ‫ختَ َ‬ ‫ع َث ِنيّتَهُ‪ ،‬فَا ْ‬ ‫َف َنزَ َ‬ ‫وَالل ْفظُ ِل ُمسِْلمٍ‪.‬‬ ‫حدُهُمَا صاحِبَ ُه فانتزع يده من ف مه فنزع ثني ته‬ ‫(و عن عمران بن ح صين قال‪ :‬قَاتَلَ يعلى ب نُ أُميَة رجلً فعضّ َأ َ‬ ‫ح ُدكُ مْ) بفتح حرف المضارعة والعين المهملة‬ ‫فاختصما إلى رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم فقال‪" :‬أ َيعَضّ َأ َ‬ ‫ماض ية عض طض بك سر الضاء الولى يعض طض بفتح ها في المضارع فأدغ مت ونقلت حركت ها إلى ما قبل ها‬ ‫ض الْ َفحْلُ) أي الذكر من البل (ل ديَ َة لَهُ" متفق عليه واللفظ لمسلم)‪.‬‬ ‫(أخاه كمَا َيعَ ّ‬ ‫اختلف في العاض والمعضوض منهما فقال الحافظ‪ :‬الصحيح المعروف أن المعضوض أجير يعلى ل يعلى قيل‪:‬‬ ‫فيتعين أن يكون يعلى هو العاض‪.‬‬ ‫وفي الحديث دليل على أن هذه الجناية التي وقعت لجل الدفع عن الضرر تهدر ول دية على الجاني وإلى هذا‬ ‫ذهب الجمهور‪.‬‬ ‫وقالوا‪ :‬ل يلزمه شيء لنه في حكم الصائل‪.‬‬ ‫واحتجوا أيضا بالجماع على أن من شهر على آخر سلحا ليقتله فدفع عن نفسه فقتل الشاهر أنه ل شيء عليه‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬ولو جرحه المعضوض في محل آخر من بدنه لم يلزمه شيء‪.‬‬ ‫وشرط الهدار أن يتألم المعضوض وأن ل يمكنه تخليص يده بغير ذلك من ضرب شدقه أو فك لحييه ليرسلهما‬ ‫ومهما أمكن التخلص بدون ذلك فعدل عنه إلى الثقل لم يهدر‪.‬‬ ‫وللشافع ية و جه أ نه يهدر على الطلق ودل يل شرط الهدار ب ما ذ كر مأخوذ من القوا عد الكل ية في الشرع وإل‬ ‫فل يفيده الحديث‪.‬‬ ‫فإن كان لعض في موضع آخر من البدن جرى فيه هذا الحكم قياسا‪.‬‬ ‫ك ِب َغيْر إذْ نٍ‬ ‫عنْ ُه قالَ‪ :‬قالَ َأبُو القاسمِ صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪َ" :‬لوْ َأنّ ا ْمرَأً اطّلَ عَ عََليْ َ‬ ‫ن أبي ُه َر ْيرَةَ رَضي اللّ هُ َ‬ ‫ع ْ‬ ‫وَ َ‬ ‫حبّا نَ‪" :‬فَل‬ ‫صحّحَ ُه ابن ِ‬ ‫حمَدَ وَالنْ سَائيّ وَ َ‬ ‫ظلْ‬ ‫جنَا حٌ" ُمتّفَ قٌ عََليْ هِ‪ ،‬وَفي لَفْ ٍ‬ ‫ك ُ‬ ‫ع ْينَ ُه لَ مْ َيكُ نْ عََليْ َ‬ ‫حذَ ْفتَ هُ بح صَا ٍة فَفَقَأ تَ َ‬ ‫َف َ‬ ‫ديَ ٌة لَهُ وَل قِصَاصَ"‪.‬‬ ‫(وعن أبي هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال أبو القاسم صلى ال عليه وآله وسلم‪" :‬لَوْ َأنّ أ ْمرَأً اطْلع عََليْك ب َغيْر‬ ‫جنَاحٌ" متفق عليه)‪.‬‬ ‫ع ْينَهُ َل ْم يكُنْ عََل ْيكَ ُ‬ ‫حذَ ْفتُهُ بحصَا ٍة فَفَقَأتَ َ‬ ‫ن َف َ‬ ‫إذْ ٍ‬ ‫دل الحد يث على تحر يم الطلع على الغ ير بغ ير إذ نه وعلى أن من اطلع قا صدا للن ظر إلى م حل غيره م ما ل‬ ‫يجوز الدخول إليه إل بإذن مالكه فإنه يجوز للمطلع عليه دفعه بما ذكر‪ ،‬وإن فقأ عينه فإنه ل ضمان عليه (وفي‬ ‫لفظ لحمد والنسائي وصححه ابن حبان‪ :‬فل دية له ول قصاص)‪.‬‬ ‫وأما إذا كان مأذونا بالنظر فالجناح غير مرفوع على من جنى على الناظر‪.‬‬ ‫وكذا لو كان المنظور إليه في محل ل يحتاج إلى الذن ولو نظر منه ما ل يحل له النظر إليه لن التقصير من‬ ‫المنظور إليه وإلى هذا ذهب الشافعي وغيره‪.‬‬ ‫والخلف فيه للمالكية قال يحيى بن يعمر من المالكية‪ :‬لعل مالكا لم يبلغه الخبر‪.‬‬ ‫وقال ابن دقيق العيد تصرف الفقهاء في الحكم بأنواع من التصرفات‪:‬‬ ‫سكّ ٍة من سدْة‬ ‫من ها‪ :‬أ نه يفرق ب ين أن يكون هذا النا ظر واقفا في الشارع أو في خالص ملك المنظور إل يه أو في ِ‬ ‫السفل اختلفوا فيه‪ :‬والشهر أنه ل فرق‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫ول يجوز م ّد العين إلى حرم الناس بحال وفي وجه للشافعية أنه ل تفقأ إل عين من وقف في ملك المنظور إليه‬ ‫والحديث مطلق‪.‬‬ ‫ومنها‪ :‬أنه هل يجوز رمي الناظر قبل النذار والنهي؟ فيه وجهان للشافعية أحدهما‪ :‬ل؛ والثاني‪ :‬نعم‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬وهو الذي يدل له الحديث ويؤيده الحديث ال خر‪" :‬أ نه صلى ال عل يه وآله وسلم ج عل يخ تل المطلع عل يه‬ ‫ليطعنه"‪.‬‬ ‫والختل فسره في النهاية بقوله‪ :‬يراوده ويطلبه من حيث ل يشعر‪.‬‬ ‫وفي الحديث دليل أنه إنما يباح له قصد العين بشيء خفيف كالمدرى والبندقة والحصاة لقوله‪( :‬فحذفته)‪.‬‬ ‫قال الفقهاء‪ :‬فأما لو رماه بالنشاب أو بحجر يقتله فقتله فهذا قتيل يتعلق به القصاص أو الدية‪.‬‬ ‫ومما تصرف فيه الفقهاء أن هذا الناظر إذا كان له محرم في الدار أو زوجة أو متاع لم يجز قصد عينه لنه له‬ ‫في النظر شبهة‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬ل يكفي إذا كان له في الدار محرم بل إنما يمتنع قصد عينه إذا لم يكن في الدار إل محارمه‪.‬‬ ‫ومن ها‪ :‬إذا لم ي كن في الدار إل صاحبها فله الر مي إن كان مكشوف العورة ول ضمان وإل فوجهان‪ :‬أظهره ما‬ ‫ل يجوز رميه‪.‬‬ ‫ومنها‪ :‬أن الحريم إذا كن في الدار مستترات أو في بيت ففي وجه ل يجوز قصد عينه لنه ل يطلع على شيء‬ ‫قال بعض الفقهاء‪:‬‬ ‫والظهر الجواز لطلق الخبار‪ ،‬وأنه ل تنضبط أوقات الستر والتكشف‪ ،‬والحتياط حسم الباب‪.‬‬ ‫ومن ها‪ :‬أن ذلك إن ما يكون إذا لم يق صر صاحب الدار فإن كان با به مفتوحا أو ثمّ كوة وا سعة أو ثل مة مفتو حة‬ ‫فين ظر‪ ،‬فإن كان مجتازا لم ي جز ق صده وإن كان و قف وتع مد فق يل‪ :‬ل يجوز ق صده لتفر يط صاحب الدار بف تح‬ ‫الباب وتوسيع الكوّة‪ .‬وقيل‪ :‬يجوز لتعديه بالنظر‪.‬‬ ‫وأجرى هذا الخلف في ما إذا ن ظر من سطح بي ته أو ن ظر المؤذّن من المئذ نة ل كن الظ هر هه نا عند هم جواز‬ ‫الرمي لنه ل تقصير من صاحب الدار ثم قال‪:‬‬ ‫واعلم أن ما كان من هذه الت صرفات الفقه ية داخلً ت حت إطلق الحد يث ف هو مأخوذ من القياس و هو قل يل في ما‬ ‫ذكر انتهى كلمه‪.‬‬ ‫واعلم أنه يؤخذ من هذا الحديث صحة قول الفقهاء إنها تهدم الصوامع المحدثة المعورة‪.‬‬ ‫وكذا تعلية الملك إذا كانت معورة وهو محكي عن القاسم الرسي وهو رأي عمر‪ ،‬فإنه أخرج عنه ابن عبد الحكم‬ ‫في فتوح م صر عن يز يد بن أبي حبيب قال‪ :‬أول من ب نى غر فة بم صر خار جة بن حذافة فبلغ ذلك ع مر بن‬ ‫الخطاب رضي ال عنه فكتب إلى عمرو بن العاص‪" :‬سلم عليك أما بعد‪ ،‬فإنه بلغني أن خارجة بن حذافة بنى‬ ‫غرفة ولقد أراد أن يطلع على عورات جيرانه فإذا أتاك كتابي هذا فاهدمها إن شاء ال تعالى والسلم"‪.‬‬ ‫عنْه قالَ‪" :‬قَضى رَ سُولُ اللّ هِ صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم أنّ حف ظَ الحوائ طِ بال ّنهَار‬ ‫ع نِ ا ْل َبرَاءِ ب نِ عَاز بٍ رَض يَ اللّ هُ َ‬ ‫وَ َ‬ ‫ح َمدُ‬ ‫ش َي ُتهُ مْ بالّليْلِ" رَوَا ُه َأ ْ‬ ‫ت مَا ِ‬ ‫شيَةِ مَا أَ صَاب ْ‬ ‫عَلى أَهْلِهَا‪ ،‬وَأَنّ حِفْ ظَ المَاشَيَ ِة بالّليْلِ عَلى أهْلِهَا‪ ،‬وَأنّ عَلى أَهْلِ المَا ِ‬ ‫ختِلفٌ‪.‬‬ ‫حبّانَ‪ ،‬وفي إسنَادِ ِه ا ْ‬ ‫ححَ ُه ابن ِ‬ ‫صّ‬ ‫وَالرْ َبعَ ُة إل ال ّت ْرمِذي‪َ ،‬و َ‬ ‫ل اللّ ِه صَلّى ال عََل ْي هِ وَ سَلّم أنّ حف ظَ الحوائ طِ بال ّنهَار‬ ‫عنْه قالَ‪" :‬قَضى رَ سُو ُ‬ ‫ع نِ ا ْل َبرَا ِء ب نِ عَاز بٍ رَض يَ اللّ هُ َ‬ ‫(وَ َ‬ ‫ح َمدُ‬ ‫ش َي ُتهُ مْ بالّليْلِ" رَوَا ُه َأ ْ‬ ‫ت مَا ِ‬ ‫شيَةِ مَا أَ صَاب ْ‬ ‫عَلى أَهْلِهَا‪ ،‬وَأَنّ حِفْ ظَ المَاشَيَ ِة بالّليْلِ عَلى أهْلِهَا‪ ،‬وَأنّ عَلى أَهْلِ المَا ِ‬ ‫ختِلفٌ)‪.‬‬ ‫حبّانَ‪ ،‬وفي إسنَادِ ِه ا ْ‬ ‫ححَ ُه ابن ِ‬ ‫صّ‬ ‫وَالرْ َبعَ ُة إل ال ّت ْرمِذي‪َ ،‬و َ‬ ‫مداره على الزهري و قد اختلف عل يه فإ نه روي من طرق كل ها عن الزهري عن حزام عن البراء وحزام لم‬ ‫يسمع من البراء قاله عبد الحق تبعا لبن حزم‪.‬‬ ‫وأخرجه البيهقي من طرق وفيها الختلف‪.‬‬ ‫إل أنه قال الشافعي رحمه ال‪ :‬أخذنا به لثبوته واتصاله ومعرفة رجاله‪.‬‬ ‫قال البيهقي‪ :‬ورويناه عن الشعبي عن شريح أنه كان يضمن ما أفسدته الغنم بالليل ول يضمن ما أفسدته بالنهار‬ ‫ويتأول هذه الية {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم}‪.‬‬ ‫وكان يقول‪ :‬الن فش بالل يل‪ ،‬وروي مرة عن م سروق‪{ :‬إذ نف شت ف يه غ نم القوم} قال‪ :‬كان كرما فدخلت ف يه ليلً‬ ‫فما تركت فيه خضرا‪.‬‬ ‫فدل الحديث أنه ل يضمن مالك البهيمة ما جنته في النهار لنه يعتاد إرسالها في النهار ويضمن ما جنته بالليل‬ ‫لنه يعتاد حفظها بالليل وإلى هذا ذهبت الهادوية ومالك والشافعي ودليلهم الحديث والية‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫وذهب أبو حنيفة إلى أنه ل ضمان على أهل الماشية مطلقا وحجته حديث‪" :‬العجماء جرحها جبار" أخرجه أحمد‬ ‫والشيخان من حديث أبي هريرة‪ ،‬وأحمد والنسائي وابن ماجه عن عمرو بن عوف وفيه زيادة‪.‬‬ ‫ولكنه قال الطحاوي‪ :‬مذهب أبي حنيفة أنه ل ضمان إذا أرسلها مع حافظ‪.‬‬ ‫وأ ما إذا أر سلها من دون حا فظ فإ نه يض من‪ ،‬وكذا المالك ية يقيدون ذلك ب ما إذا سرحت الدواب في م سارحها‬ ‫المعتادة للرعي وأما إذا كانت في أرض مزروعة ل مسرح فيها فإنهم يضمنون ليلً أو نهارا‪.‬‬ ‫وفي المسألة أقوال أخر ل تناسب النص هذا ول دليل لها يقاومه‪.‬‬ ‫س حَتى يُ ْقتَلَ‪ ،‬قَضَاءُ اللّ هِ‬ ‫عنْه طططط في َرجُلٍ أَ سَْلمَ ثم َتهَ ّو َد طططط‪" :‬ل َأجْلِ ُ‬ ‫جبَلٍ رضي ال َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع نْ ُمعَاذِ ب ِ‬ ‫وَ َ‬ ‫ل ذلكَ"‪.‬‬ ‫ب قَبْ َ‬ ‫س ُتتِي َ‬ ‫ن َقدِ ا ْ‬ ‫َورَسُوِلهِ" َفُأ َمرَ بِ ِه فَ ُقتِلَ‪ُ ،‬متّ َفقٌ عََليْهِ‪ ،‬وفي روَا َيةٍ لبي دَا ُودَ‪َ " :‬وكَا َ‬ ‫(وعن معاذ بن جبل رضي ال عنه في رجل أسلم ثم تهوّد‪ :‬ل أجلس حتى يقتل‪ .‬قضاء ال ورسوله)‪.‬‬ ‫جوز في "قضاء" رفعه على أنه خبر مبتدأ محذوف ونصبه على أنه مصدر حذف فعله وهو يشير إلى حديث‪:‬‬ ‫"من بدل دينه فاقتلوه" وسيأتي من أخرجه‪.‬‬ ‫(فأمر به فقتل‪ .‬متفق عليه‪ .‬وفي رواية لبي داود‪ :‬وكان قد استتيب قبل ذلك)‪.‬‬ ‫الحديث دليل على أنه يجب قتل المرتدّ وهو إجماع وإنما وقع الخلف هل تجب استتابته قبل قتله أو ل؟ ذهب‬ ‫الجمهور إلى وجوب الستتابة لما في رواية أبي داود هذه‪ ،‬وله في رواية أخرى‪ :‬فدعاه أبو موسى عشرين ليلة‬ ‫أو قريبا منها وجاء معاذ فدعاه فأبى فضرب عنقه‪.‬‬ ‫وذهب الحسن وطاوس وأهل الظاهر وآخرون إلى عدم وجوب استتابة المرتد وأنه يقتل في الحال مستدلين بقوله‬ ‫صلى ال عليه وآله وسلم‪" :‬من بدّل دينه فاقتلوه" يعني والفاء تفيد التعقيب كما ل يخفى؛ ولن حكم المرتد حكم‬ ‫الحربي الذي بلغته الدعوة فإنه يقاتل من دون أن يدعى‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬وإنما شرعت الدعوى لمن خرج عن السلم ل عن بصيرة وأما من خرج عن بصيرة فل‪.‬‬ ‫وعن[اث] ابن عباس[‪/‬اث]و عطاء إن كان أصله مسلما لم يستتب وإل استتيب نقله عنهما الطحاوي‪.‬‬ ‫ثم للقائلين بالستتابة خلف آخر وهو أنه هل يكفي مرة أو ل بد من ثلث في مجلس أو في يوم أو في ثلثة‬ ‫أيام؟‪ .‬ويروى عن[اث] علي[‪/‬اث] عليه السلم‪ :‬يستتاب شهرا‪.‬‬ ‫ن َبدّلَ دين ُه فَا ْقتُلُو هُ" َروَا هُ‬ ‫ع ْن ُهمَا قالَ‪ :‬قالَ رَ سُولُ اللّ ِه صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪" :‬مَ ْ‬ ‫عبّا سٍ رَضي اللّ ُه َتعَالَى َ‬ ‫ن ابْ نِ َ‬ ‫عِ‬ ‫وَ َ‬ ‫ا ْل ُبخَاري‪.‬‬ ‫ل دين ُه فَا ْقتُلُو هُ" رَوَا هُ‬ ‫ع ْنهُمَا قالَ‪ :‬قالَ رَ سُولُ اللّ ِه صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم‪" :‬مَ نْ َبدّ َ‬ ‫عبّا سٍ رَ ضي اللّ هُ َ‬ ‫ع نِ ا ْب نِ َ‬ ‫(وَ َ‬ ‫ا ْل ُبخَاري)‪.‬‬ ‫الحديث دليل على قتل من بدل دينه كما تقدم وهو عام للرجل والمرأة والول إجماع وفي الثاني خلف‪.‬‬ ‫ذهب الجمهور إلى أنها تقتل المرأة المرتدة لن كلمة "من" هنا تعم الذكر والنثى ولنه أخرج ابن المنذر عن‬ ‫ابن عباس راوي الحديث أنه قال‪" :‬تقتل المرأة المرتدة"‪.‬‬ ‫ولما أخرجه هو والدارقطني‪" :‬أن أبا بكر رضي ال عنه قتل امرأة مرتدة في خلفته والصحابة متوافرون ولم‬ ‫ينكر عليه أحد" وهو حديث حسن‪.‬‬ ‫أخرج أيضا حديثا مرفوعا في قتل المرأة ولكنه حديث ضعيف‪.‬‬ ‫وقد وقع في حديث معاذ حين بعثه النبي صلى ال عليه وآله وسلم إلى اليمن أنه قال له‪" :‬أيما رجل ارتدّ عن‬ ‫السطلم فادعطه فإن عاد وإل فاضرب عنقطه‪ ،‬وأيمطا امرأة ارتدت عطن السطلم فادعهطا فإن عادت وإل فاضرب‬ ‫عنقها" وإسناده حسن وهو نص في محل النزاع‪.‬‬ ‫وذ هب الحنف ية إلى أن ها ل تق تل المرأة إذا ارتدت قالوا‪ :‬ل نه قد ورد ع نه صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم الن هي عن ق تل‬ ‫النساء لما رأى امرأة مقتولة وقال‪ :‬ما كانت هذه لتقاتل‪ .‬رواه أحمد‪.‬‬ ‫وأجاب الجمهور بأن الن هي إن ما هو عن ق تل الكافرة ال صلية ك ما و قع في سياق ق صة الن هي فيكون الن هي‬ ‫مخصوصا بما فهم من العلة وهو لما كانت ل تقاتل فالنهي عن قتلها إنما هو لتركها المقاتلة فكان ذلك في دين‬ ‫الكفار الصليين المتحزبين للقتال وبقي عموم قوله‪ :‬من بدل دينه سالما عن المعارض‪.‬‬ ‫وأيدته الدلة التي سلفت‪ .‬واعلم أن ظاهر الحديث إطلق التبديل فيشمل من تنصر بعد أن كان يهوديا وغير ذلك‬ ‫من الديان الكفرية وإلى هذا ذهبت الشافعية‪.‬‬ ‫وسواء كان من الديان التي تقرّ بالجزية أم ل لطلق هذا اللفظ‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫وخالفت الحنفية في ذلك وقالوا‪ :‬ليس المراد إل تبديل الكفر بعد السلم‪ ،‬قالوا‪ :‬وإطلق الحديث متروك اتفاقا في‬ ‫حق الكافر إذا أسلم مع تناول الطلق له وبأن الكفر ملة واحدة فالمراد من بدل دين السلم بدين آخر‪ ،‬فإنه قد‬ ‫أخرج ال طبراني من حد يث ا بن عباس مرفوعا‪ " :‬من خالف دي نه د ين ال سلم فاضربوا بعن قه" ف صرح بد ين‬ ‫السلم‪.‬‬ ‫شتُ مُ النّبي صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم َوتَقَ ُع فِي ِه فَ َي ْنهَاهَا فَل‬ ‫ت لَ هُ أُم وََلدٍ َت ْ‬ ‫عنْ هُ أَنّ أَعَمَى كَانَ ْ‬ ‫عنْ ُه ر ضي ال َتعَالَى َ‬ ‫وَ َ‬ ‫ط ِنهَا واتّكأَ عََل ْيهَا فَ َقتََلهَا‪َ ،‬فبَلَ غَ ذلك النّبيّ صَلّى ال عََليْ هِ وَ سَلّم فَقَالَ‪:‬‬ ‫جعَلَ ُه في َب ْ‬ ‫خ َذ ال ِمعْوَلَ َف َ‬ ‫ن َليْلَةٍ َأ َ‬ ‫َت ْنتَهي‪ ،‬فََلمّا كا َ‬ ‫ش َهدُوا فَإنّ د َمهَا َه َدرٌ" رَوَا ُه َأبُو دَا ُودَ َورُوَاتُ ُه ثِقاتٌ‪.‬‬ ‫"أل ا ْ‬ ‫شتُ مُ ال نبيّ صلى ال عل يه وآله و سلم وت قع ف يه‬ ‫(و عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما أنّ أَعْمَى كا نت له أمّ ولدٍ َت ْ‬ ‫فينهاها فل تنتهي‪ ،‬فلما كان ذات ليلة أخذ المعول) بكسر الميم وعين مهملة وفتح الواو (فجعله في بطنها واتكأ‬ ‫شهَدُوا فَإنّ َدمَهَا َه َدرٌ" رواه أ بو داود وروا ته‬ ‫عل يه فقتل ها فبلغ ذلك ال نبي صلى ال عل يه وآله و سلم فقال‪" :‬أَلَا ا ْ‬ ‫ثقات)‪.‬‬ ‫الحد يث دل يل على أ نه يق تل من سبّ ال نبي صلى ال عل يه وآله و سلم ويهدر د مه فإن كان م سلما كان سبه له‬ ‫صَلّى ال عََليْهِ َوسَلّم ردّة فيقتل‪.‬‬ ‫قال ابن ابطال‪ :‬من غير استتابة‪.‬‬ ‫ونقل ابن المنذر عن الوزاعي والليث أنه يستتاب‪ ،‬وإن كان من أهل العهد فإنه يقتل إل أن يسلم‪.‬‬ ‫ونقل ابن المنذر عن الليث والوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق أنه يقتل أيضا من غير استتابة‪.‬‬ ‫و عن الحنفية أنه يعزّر المعاهد ول يق تل‪ ،‬واحتج الطحاوي بأنه صلى ال عليه وآله وسلم لم يقتل اليهود الذ ين‬ ‫قالوا‪ :‬السام عليك‪ .‬ولو كان هذا من مسلم لكان ردّة ولن ما هم عليه من الكفر أشدّ من السب‪.‬‬ ‫ب أفحش من هذا وقد أقرّوا عليه‪ ،‬إل‬ ‫قلت‪ :‬يؤيده أن كفرهم به صلى ال عليه وآله وسلم معناه أنه كذاب وأي س ّ‬ ‫أن يقال‪ :‬إن هذا النص في حديث المة يقاس عليه أهل الذمة‪.‬‬ ‫وأما القول بأن دماءهم إنما حقنت بالعهد وليس في العهد أنهم يسبون النبي صلى ال عليه وآله وسلم فمن سبه‬ ‫منهم انتقض عهده فيصير كافرا بل عهد فيهدر دمه‪.‬‬ ‫ف قد يجاب ع نه أن عهد هم تض من إقرار هم على تكذيب هم له صلى ال عل يه وآله و سلم و هو أع ظم سب‪ ،‬إل أن‬ ‫يقال‪ :‬يخص من بين غيره من السب وال أعلم‪.‬‬

‫‪30‬‬

Related Documents