التعاون العلمي بين الجامعات العربية والغربية

  • Uploaded by: Mazin S. Motabagani
  • 0
  • 0
  • October 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View التعاون العلمي بين الجامعات العربية والغربية as PDF for free.

More details

  • Words: 5,469
  • Pages: 22
‫منهجية التعاون العلمي بين‬ ‫المؤسسات العلمية جامعات الغربية‬ ‫والعربية‬ ‫الواقع والمثال‬

‫د‪ .‬مازن صلح مطبقاني‬ ‫أستاذ مشارك بقسم الثقافة السلمية‬ ‫كلية التربية‪-‬جامعة اللك سعود‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫مقدمة‬ ‫ما زالت الامعات منارات للعلم والضارة ف كل مكان تسعى إل نشر‬ ‫العلم والعر فة‪ ،‬وكأن ا إحدى الو سائل لتحق يق التعارف ب ي الشعوب وال مم ك ما‬ ‫جاء ف الية الكرية (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)‪ ،‬ويتم ذلك بصورة واضحة‬ ‫ف أق سام الدرا سات القليم ية ودرا سات النا طق‪ .‬فهناك آلف الق سام العلم ية ف‬ ‫‪1‬‬

‫الامعات الغربية من أوروبية وأمريكية تتم بدراسة العال العرب والسلمي‪ .‬كما‬ ‫أن الغرب الذي كان متلً لعظم أجزاء العال السلمي سعى إل أن ينقل إليه كثيا‬ ‫مبن آثار البلد التب كان يتلهبا‪ ،‬فامتلت متاحبف العال الغربب بالثار والقتنيات‪،‬‬ ‫كما امتلت إدارات الوثائق بالوثائق العربية والسلمية‪ ،‬ومن أبرز المثلة على ذلك‬ ‫متحف لندن‪ ،‬والرشيف الفرنسي لا وراء البحار ف مدينة إكس إن بروفانس‬

‫‪Aix‬‬

‫‪ ،En Provence‬بالضافة إل دور الوثائق الخرى هنا وهناك‪ ،‬ولعل أكب مموعة‬ ‫للبديات العربية هي الوجودة ف فينا‪ .‬وأما الخطوطات فلها قصة أخرى حي بدأ‬ ‫الغربيون يوبون البلد العربية والسلمية يصلون على كل ما وقعت عليه أيديهم‬ ‫مبن مطوطاتنبا بكبل وسبيلة مكنبة‪ ،‬فأقاموا لاب الكتبات‪ ،‬وخصبصوا لاب الفهارس‬ ‫الكبى‪.‬‬ ‫صحيح أن العال العر ب ل ي قم بواج به ف ال سعي إل التعارف ك ما ينب غي‪،‬‬ ‫ولكن كان البديل (الناقص) أن الدول الوروبية حي احتلت بلدنا أنشأت العاهد‬ ‫الاصة الت درس فيها نفر من السلمي عرفوا من تاريخ أوروبا وثقافتها وحضارتا‬ ‫أكثر ما عرفوا من تاريخ بلدهم وحضارتم‪ .‬بل وصل المر ببعض أبناء البلد الت‬ ‫استعمرها الفرنسيون أن كانوا ينشدون (بلد الغال بلدي والغال هم أجدادي)‪ ،‬ث‬ ‫كانبت مسبألة البتعاث حيب أرسبل العال العربب والسبلمي اللف مبن أبنائه‬ ‫للدراسة ف الغرب فعاشوا فيه سنوات عرفوه معرفة جيدة‪ .‬كما أن بعض الؤسسات‬ ‫العلم ية الغرب ية سعت إل إنشاء العا هد والامعات ف بلد نا‪ .‬و من أبرز ها الام عة‬ ‫المريكية الت بدأت بفرعي ف لبنان والقاهرة وثالث ف أنقره أصبح لا الن فروع‬ ‫عديدة فب دول الليبج العربب مثبل دبب والكويبت والشارقبة وأبوظبب‪ .‬وفتحبت‬ ‫جامعات أجنبية بأساء ملية؛ لنا أخذت بالناهج الغربية‪ ،‬وجعلت لغة التعليم هي‬ ‫النليزية أو الفرنسية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫كمبا أن السبلمي سبعوا إل إنشاء معاهبد ومراكبز بوث فب عدد مبن‬ ‫الامعات الغرب ية ت سعى إل ن شر العر فة بال سلم وبالعال ال سلمي‪ ،‬ولكن ها تترم‬ ‫لغبة البلد‪ ،‬فل يكون التعليبم إلّ بلغبة تلك البلد‪ ،‬ول يكون النشاط إلّ باب على‬ ‫العكس من جامعاتم ومعاهدهم ف بلدنا‪.‬‬ ‫وهذا التواصبل والعرفبة هدفهمبا تقيبق بناء السبور بيب العال العربب‬ ‫والغرب‪ ،‬ف كم من هذه الهداف ت قق ف أرض الوا قع؟ و ما الأمول أن يتح قق لو‬ ‫سعينا سعيا حقيقيا ليكون التعاون والتواصل مبنيا على أصول علمية حقيقية‪.‬‬ ‫وهذه الورقة الت تسعى إل تناول منهجية التعاون العلمي بي الغرب والبلد‬ ‫العربية سوف تركز على أمثلة من الواقع عاشها مقدم هذه الورقة من خلل أكثر‬ ‫مبن رحلة إل الوليات التحدة المريكيبة وبريطانيبا‪ ،‬وكذلك مبن خلل متابعاتبه‬ ‫للنشاطات العلم ية ف مال الدرا سات العرب ية ال سلمية والنشاطات الثقاف ية عموما‬ ‫ف الغرب‪ ،‬وال ت تتعلق بالعال العر ب‪ .‬و ستنقسم الور قة ‪-‬ك ما يش ي العنوان‪ -‬إل‬ ‫قسمي رئيسي‪ :‬ها الديث عن الواقع ث الديث عن الثال‪ .‬ول تزعم هذه الورقة‬ ‫الحاطة بالواقع تاما‪ ،‬لن بضعة رحلت إل أوروبا وأمريكا ل تكفي لوضع صورة‬ ‫كاملة لكن ها تبز جوا نب من الوا قع الذي عر فه مقدم الور قة‪ ،‬وإل فإن ف الوا قع‬ ‫صورا جيلة لكنها قليلة أو استثنائية ‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫البحث الول‬

‫واقع التعاون بي الامعات الغربية والعال العرب‬ ‫التعاون العلمبي القيقبي يكون بيب متماثليب أو متكافئيب‪ ،‬ولاب كانبت‬ ‫الامعات الغرب ية من أوروب ية وأمريك ية قد م ضى علي ها ف مال الع مل الكادي ي‬ ‫والبحث مئات السني والامعات العربية ما تزال تبو‪ ،‬بالقابل فإن مثل هذا التعاون‬ ‫ل بد أن ي يل ل صال جا نب على آ خر‪ .‬ول كن الامعات العرب ية ت ستطيع ب ق أن‬ ‫تف خر بأن ا قط عت شوطا كبيا ف مضمار الع مل الكادي ي والب حث العل مي لول‬ ‫العوائق الكثية التب ل تقتصبر على الامعات‪ ،‬ببل تعانب منهبا الجتمعات العربيبة‬ ‫بعا مة‪ .‬و من أول ا غياب الر ية القيق ية‪ .‬فإن كا نت الامعات الغرب ية تن عم بر ية‬ ‫أكادي ية وحر ية فكر ية هي جزء من النظو مة الفكر ية وال سياسية ال ت تعيش ها هذه‬ ‫الجتمعات لكن ما تقق للجامعات العربية من إنازات علمية وأكاديية يعلنا نتطلع‬ ‫إل نوع من التعاون التكافئ‪.‬‬ ‫و سوف أقدم في ما يأ ت ب عض النماذج الياب ية عن التعاون الكادي ي ب ي‬ ‫الامعات العربية والامعات الغربية‪:‬‬ ‫النح القصية وبرامج الزائر الشرف‬ ‫تسبعى الامعات الغربيبة لسبتقطاب الباحثيب العرب والسبلمي للبحبث‬ ‫والدرا سة في ها وبا صة م ن كان له سجل متم يز ف الب حث والتدر يس‪ ،‬فالجلس‬ ‫الثقاف البيطان يقدم عددا من النح السنوية الصيفية لا بعد الدكتوراه توزع على‬ ‫الامعات العربيبة ومراكبز البحوث‪ .‬وكذلك معهبد الدراسبات الشرقيبة الديبث‬ ‫بام عة برل ي لد يه برا مج م نح ل ا ب عد الدكتوراه ال ت يت يح الفر صة في ها لعدد من‬ ‫‪4‬‬

‫الباحث ي والعلماء العرب وال سلمي للع مل ف الع هد فترة من الز من ت صل إل سنة‬ ‫كاملة‪ .‬وهناك منح مؤسسة الداد اللانية‪.‬‬ ‫ك ما أن جام عة ليدن لدي ها برنا مج ل ستضافة الباحث ي ف مرحلة ما ب عد‬ ‫الدكتوراه‪ ،‬حيبث يقدمون للسبتاذ الامعبي مبن البلد العربيبة والسبلمية فرصبة‬ ‫البحبث فب الامعبة والتدريبس‪ .‬وكان الباحثون فب الغالب مبن إندونيسبيا أو مبن‬ ‫جنوب شرق آسيا‪ ،‬فهل المر يعود إل تركيز الامعة على هذه الناطق‪ ،‬كما أنم‬ ‫يركزون على قضا يا معينبة ف دعوة الباحث ي‪ ،‬كأن تكون تصبصاتم ف القضا يا‬ ‫الساخنة ف النطقة كالركات السلمية أو التطرف أو "الرهاب"‪.‬‬ ‫و قد أت يح لكا تب هذه ال سطور ال صول على من حة با حث شر ف بام عة‬ ‫إكسبتر فب معهبد الدراسبات العربيبة والسبلمية للقيام ببحبث بعنوان (الهود‬ ‫البيطانية الرسية لدعم دراسات الشرق الوسط منذ عام ‪1975‬م) وذلك للفترة من‬ ‫أول يونيه حت ناية سبتمب ‪2006‬م وكذلك للعام الدراسي عام ‪2007‬م‪.‬‬ ‫برنامج الزائر الدول بوكالة إعلم الوليات التحدة المريكية‪.‬‬ ‫وي عد هذا البنا مج من الوا نب الياب ية ف التعاون العل مي‪ .‬فوكالة إعلم‬ ‫الوليات التحدة (ألغيت الوكالة وضمت مهماتا إل اللحقية الثقافية ف السفارات‬ ‫المريك ية) تد ير برناما ي سمى برنا مج الزائر الدول‪ ،‬تقدم ف يه الدعوة لشخ صيات‬ ‫مبن متلف التخصبصات العلميبة والقتصبادية والصبناعية وغيهبا لزيارة الوليات‬ ‫التحدة وتقوم بكا فة الترتيبات الا صة بزيارت م ك ما تتح مل تكال يف انتقال م إل‬ ‫الوليات التحدة المريكية ومنها‪ ،‬كما تتحمل نفقاتم داخل أمريكا‪ .‬وقد دعيت‬ ‫ض من هذا البنا مج ف الفترة من ‪ 5‬سبتمب إل ‪ 22‬م نه عام ‪1995‬م‪ .‬و قد تض من‬

‫‪5‬‬

‫برنامي الذي استغرق جهدا كبيا من عشرات من الوظفي والتطوعي‪ .‬وقد زرت‬ ‫العديد من الامعات ومراكز البحوث والعاهد‪.‬‬ ‫الباحثون الزائرون فس مركسز اللك فيصسل للبحوث والدراسسات السسلمية‬ ‫بالرياض‪:‬‬ ‫دأب هذا الركبز منبذ عدة سبنوات على اسبتضافة باحثيب مبن الامعات‬ ‫ومرا كز البحوث الغرب ية للقيام ببحوث حول المل كة العرب ية ال سعودية ف مالت‬ ‫متل فة ف ال سياسة والقت صاد والجتماع وغ ي ذلك‪ .‬و قد ع قد الر كز اتفاق ية مع‬ ‫جامعة أكسفورد تقدم مؤسسة اللك فيصل اليية بوجبه منحا لباحثي زائرين من‬ ‫الامعات البيطانية‪.‬‬ ‫وقبد تنوعبت البلد التب قدم منهبا الباحثون ففبي الفترة مبن عام ‪1420‬إل‬ ‫‪1426‬هب(‪2006-200‬م) استضاف الركز واحدا وخسي باحثا زائرا من عدد من‬ ‫الدول الوروبية وأمريكا وكذلك من البلد العربية والسلمية فعلى سبيل الثال بلغ‬ ‫عدد الباحثي من أمريكا ثانية باحثي‪ ،‬وأربعة من بريطانيا وباحثي من ألانيا وخسة‬ ‫باحثي من فرنسا بالضافة إل عدد من الباحثي العرب والسلمي الذين يدرسون‬ ‫ف جامعات فرنسية وباحث من النرويج وباحثة من الكسيك وباحث من البوسنة‬ ‫وباحثة من بولندا‪.‬‬ ‫والر كز يقدم للباحث ي الدمات البحث ية من مكت بة كبية ومرا جع ف ش ت‬ ‫العارف‪ ،‬كما يساعد الباحث ف ترتيب زيارات ليئات ومؤسسات سعودية ويرتب‬ ‫لمب لقاءات مبع علماء وباحثيب ومسبؤولي فب السبعودية‪ .‬وبعبض هؤلء الطلب‬ ‫يقضون مدة قد تصل إل ستة أشهر وبعضهم يأت لدة قصية‪.‬‬ ‫ويكبن أن أقدم بعبض عناويبن البحوث التب قام باب عدد مبن الباحثيب‬ ‫الوروبيي والمريكيي ف أثناء وجودهم ف الركز وهي كالت‪:‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪-1‬ألاندرا جينادو زارت الركبز مرتيب الول فب أثناء إعداد رسبالتها‬ ‫للدكتوراه ف جامعة درم البيطانية وف الرة الثانية لعمل ب ث عن‬ ‫أوضاع الرأة ف السعودية‪.‬‬ ‫‪-2‬ديفيبد كومنب السبتاذ الشارك بقسبم التاريبخ بامعبة ديكنسبون‬ ‫المريكية وكان بثه بعنوان (العلم والعلماء ف الزيرة العربية خلل‬ ‫القرن التاسع عشر)‬ ‫‪-3‬الدكتورة باربرا ميخالك رئيسبة قسبم اللغبة العربيبة بامعبة‬ ‫باجيلوسكي ف بولندا‪ ،‬وبثها كان عن أدب الرأة ف الملكة العربية‬ ‫السعودية‪.‬‬ ‫‪-4‬الدكتور إيغور تيموفيف نائب رئيس الصندوق الروسي لدعم تطوير‬ ‫السبتعراب والتعاون مبع القطار العربيبة‪ ،‬وكان بثبه حول اللك‬ ‫فيصل ابن عبد العزيز –سية أدبية‪.‬‬ ‫‪-5‬مارك وسبتون صبحفي أمريكبي وكان بثبه حول الملكبة العربيبة‬ ‫السعودية‬ ‫‪-6‬الدكتوره لورا نس لو ير و هي باح ثة بع هد الدرا سات ال سياسية ف‬ ‫باريس وكان بثها بعنوان "التطورات الجتماعية والسياسية ف دول‬ ‫الليج العربية‪.‬‬ ‫‪-7‬الدكتور فول كر بي تس مد ير مع هد الشؤون المن ية ف برل ي وكان‬ ‫بثه حول النتخابات البلدية ف الملكة‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫معايي اختيار الباحثي والساتذة الزائرين‪:‬‬ ‫ف لقاء مع البفسور إبراهام يودوفتش رئ يس ق سم دراسات الشرق الدن‬ ‫بام عة برن ستون المريك ية ف صيف عام ‪1988‬م ذ كر ل أن الق سم حر يص على‬ ‫عرض صورة صحيحة ومتوازنة عن السلم والسلمي‪ .‬والدليل على ذلك أنه يعمل‬ ‫بالقسم أستاذ مسلم تقي هو الدكتور مدرّسي‪ .‬ول أرد عليه ف ذلك الي‪ .‬ولكن‬ ‫ت ساءلت ما معاي ي ال ستاذ الت قي؟ و هل هذه العاي ي تنط بق على الدكتور صادق‬ ‫الع ظم‪-‬كان أ ستاذا زائرا حينها‪ -‬الذي ي صر على إعلن إلاده ومارك سيته والذي‬ ‫أصدر كتابه "نقد الفكر الدين" بعد هزية العرب ف عام ‪ 1967‬لينسب الزية إل‬ ‫تسك العرب بالدين السلمي‪ ،‬أو الدكتور عبد القادر الزغل (أستاذ علم اجتماع‬ ‫من تونس) صاحب التاه اليساري وغيها‪.‬‬ ‫أما الدكتور صادق جلل العظم فقد كانت ماضراته لطلبة الدراسات العليا‬ ‫حول الفكر السياسي العرب العاصر تتركز على فكر الزعيم اليساري البعثي ياسي‬ ‫الافظ من خلل مذكراته أو سية حياته‪ .‬فتساءلت‪ :‬أي فكر سياسي لؤلء العرب‬ ‫غي ما يستقونه من الفكر الشيوعي الغرب أو الشرقي حيث انقسم شيوعيونا بي‬ ‫ماركبس ولينيب وتروتسبكي وماو وغيهبم‪ .‬وتسباءلت ماذا كان الدكتور العظبم‬ ‫سيقول عن زعماء الركات السلمية من مثل المي عبد القادر الزائري‪ ،‬وعبد‬ ‫الميد بن باديس‪ ،‬وحسن البنا‪ ،‬وعبد الكري الطاب‪ ،‬وعبد العزيز الثعالب‪ ،‬وعز‬ ‫الد ين الق سام وغي هم‪ .‬فأي معاي ي علم ية حقيق ية ت سعى الام عة إل تقيق ها من‬ ‫استضافة مثل هؤلء الساتذة؟‬ ‫والامعات المريك ية ت ستضيف أمثال الدكتور فؤاد العج مي و هو ل يتلف‬ ‫كثيا عن صادق جلل الع ظم أو مدرّ سي‪ ،‬فله شعب ية وا سعة لدى و سائل العلم‬ ‫المريكية ال ت ت سرع لستضافته للحديث ف أي شأن ي ص العال العرب‪ ،‬وعرف‬ ‫‪8‬‬

‫عنه مواقفه الخالفة لصال المة العربية السلمية وتطلعاتا ومبادئها‪ ،‬بل التعاطفة‬ ‫مع اليهود حت إن هذه الواقف هي السبب ف بقائه ف الامعات المريكية وناحه‬ ‫وظهرت حقيقته أكثر ف تأييد الغزو المريكي للعراق واحتللا‪.‬‬ ‫وقبد قمبت بتابعبة نشاطات جامعبة هارفرد ‪ Harvard‬مبن خلل النشرة‬ ‫نصف الشهرية لركز دراسات الشرق الوسط للعام الدراسي ‪ 1995‬م فوجدت أن‬ ‫الفرص غي متوازنة ف عرض القضايا العال السلمي‪ .‬وأتوقف عند الدكتورة من‬ ‫مكرم عبيبد فهذه السبتاذة ترى أن الكومبة الصبرية ينبغبي أن تفبض مبن عدد‬ ‫الصبص الخصبصة للديبن السبلمي‪ ،‬وأن تفبض السباعات الخصبصة للشؤون‬ ‫السبلمية فب وسبائل العلم‪ ،‬وأناب ترى أن الكومبة تضبع لرغبات الركات‬ ‫"الصولية" " التطرفة"‪.‬‬ ‫كما أن معهد الوليات التحدة للسلم قام بتكليف الدكتور سعد الدين إبراهيم‬ ‫بإعداد ب ث عن الركات ال سلمية" ال صولية" ف م صر‪ .‬والدكتور سعد الد ين‬ ‫صاحب مو قف معاد لذه الركات ولل سلم عا مة‪ ،‬فك يف ي كن ال صول على‬ ‫بث يتسم بالوضوعية من شخص عُرِف عنه العداء للسلم وللحركات السلمية‪.‬‬ ‫وقد ذكرت هذا المر لثني من السؤولي ف العهد واستشهدت با كتبته صحيفة‬ ‫"الشرق الو سط" ف صفحتها الول عن ارتباطات الدكتور الشبو هة حين ما أعلن‬ ‫عن إنشاء معهد ابن خلدون النائي ف القاهرة‪ ،‬وأعلن الخي عن عزمه إقامة ندوة‬ ‫حول القليات العرقية والدينية ف العال العرب بتمويل مهول الصدر‪ .‬فما كان من‬ ‫الدكتور سعد الدين إلّ أن نقل هذا الؤتر ليعقد ف قبص‪.‬‬ ‫ومن النماذج ال ت ظ هر فيها ضعف التعاون بي الامعات الغربية والعال العرب‬ ‫أن جام عة شيكا غو قا مت بشروع إ صدار مو سوعة عن الركات "ال صولية ف‬ ‫العال" فكلفت عددا من الباحثي الغربيي والسلمي لذه لوسوعة الت ظهرت قبل‬ ‫‪9‬‬

‫فترة قصية‪ ،‬وقد أشارت ملة "شؤون الشرق الوسط" لعيوب هذه الوسوعة كما‬ ‫إن البوفي سور جون ا سبوزيتو مد ير مك تب التفا هم ال سلمي الن صران ف جام عة‬ ‫جورج تاون أشار إل أن هذه الوسوعة ل تتسم بالوضوعية‪.‬‬ ‫ناذج أخرى من الباحثي العرب والسلمي‪:‬‬ ‫تبدي الامعات الغربيبة ومراكبز البحوث والؤسبسات العلميبة الختلفبة فب‬ ‫الغرب اهتماما بنماذج معنية من الباحثي والدباء والفكرين ف العال العرب‪ .‬ويتسم‬ ‫هذا الهتمام بالتحيز لتاهات فكرية معينة‪ .‬ومن المثلة على ذلك ‪-‬وهي كثية‪-‬‬ ‫مع هد الفنون العا صرة البيطا ن‪ .‬والع هد مؤ سسة توز يع غ ي تار ية م سجلة ف‬ ‫بريطانيا وهو أيضا مؤسسة تعليمية خيية بريطانية تصل على دعم مال من ملس‬ ‫الفنون البيطا ن وملس مدي نة وي ستمنستر ومع هد الفيلم البيطا ن ومؤ سسة را ين‪.‬‬ ‫ومن أهداف هذا العهد توفي مكان لعرض وجهات النظر التعددة‪ .‬وهذه الراء هي‬ ‫آراء الفنانيب والكتاب وكتاب الدرامبا والشتغليب بصبناعة الفلم‪ .‬ول تثبل هذه‬ ‫الراء بالضرورة آراء العهبد‪ .‬وفيمبا يأتب أبرز السباء التب اسبتضافها العهبد عام‬ ‫‪ :1992‬ممد شكري صاحب كتاب (البز الاف)‪ ،‬وعبد الرحن النيف (صاحب‬ ‫روا ية مدن اللح)‪ ،‬وطارق علي ونوال ال سعداوي‪ .‬و قد أشارت النشرة ال ت أوردت‬ ‫أخبار استضافة هؤلء إل أن كتبهم منوعة ف معظم البلد العربية‪( .‬أخيا سحت‬ ‫السبعودية بكتبب كثية وذلك فب معرض الرياض الدول للكتاب لعام ‪1427‬هبب(‬ ‫‪2006‬م) الذي تشرف عليه وزارة الثقافة والعلم‪ ،‬وكان من بينها رواية مدن اللح‬ ‫وروايات النيف الخرى)‬ ‫وتأكيدا لذا الهتمام بأ صحاب الف كر الخالف للف كر ال سلمي ال صحيح‬ ‫ف العال العرب السلمي ما لقيه سلمان رشدي وتسليمة نسرين ونوال العشماوي‬ ‫ون صر حا مد أ بو ز يد من تأي يد واهتمام مبالغ ف يه ح ت إن رؤ ساء الدول يتدخلون‬ ‫‪10‬‬

‫لنبح بعبض هؤلء تأشيات الدخول أو اسبتقبالم فب مكاتبهبم‪ .‬وكان آخبر تلك‬ ‫الرعاية أن منحت اللكة البيطانية لقب الفروسية (سي) لسلمان رشدي بناء على‬ ‫ترشيح رئيس الوزراء البيطان تون بلي قبل رحيله من رئاسة الوزراء‪.‬‬ ‫ومن صور الهتمام بالنماذج الت ل تثل السلم تثيلً صحيحا نشر بعض‬ ‫الكتبب لتلميذهبم مبن الباحثيب العرب والسبلمي ومبن أمثال هؤلء نشبر كتبب‬ ‫الدكتور ممد عبد الي شعبان حول التاريخ السلمي‪ ،‬حيث قامت إحدى أعرق‬ ‫الامعات البيطانيبة بنشبر عدة كتبب له‪ .‬والقيقبة أن هذه الكتبب تتضمبن مبن‬ ‫ال ساءات للم سلمي وتاري هم ما ع فت ع نه أقلم ب عض ال ستشرقي ف القد ي‬ ‫والباحثي العاصرين الغربيي ف التاريخ السلمي‪.‬‬ ‫ول يتوقف الهتمام عند نشر هذه الكتب الت تسيء إل السلم والسلمي بل‬ ‫إن بعض الهات ف الغرب ترص على ترجة بعض الكتب الت تسيء إل السلم‬ ‫وال سلمي‪ ،‬وَيدّ عي هؤلء بأن م أحرار الف كر وأن م مضطهدون والمثلة على ذلك‬ ‫كثية مثل ترجة كتاب عزيز العظمة (السلم والتحديث)‪ ،‬وكتب فاطمة الرنيسي‬ ‫ف نظرة السلم إل الرأة مع أن ف هم هذه الرأة مالف للفهم السلمي ال صحيح‪،‬‬ ‫وكذلك كتب نوال السعداوي‪ ،‬ويغفلون مثلً عن كتاب قيم مثل كتاب (الرأة بي‬ ‫الفقه والقانون) لصطفى السباعي وغيه كثي‪.‬‬ ‫الؤترات والندوات ف الامعات والؤسسات العلمية الغربية‬ ‫ك نت قد شار كت ف مؤت ر ع قد ف ماليز يا صيف العام الا ضي (‪2006‬م)‬ ‫وتد ثت عن الؤترات الغرب ية عن ال سلم وال سلمي و هل هي ج سور للتعاون‬ ‫والتفاهبم أو هبي عوائق لذلك‪ ،‬وماب كتبتبه حينهبا "والصبل فب هذه الؤترات‬ ‫والندوات أن ت سعى إل بناء ال سور والتقارب الثقا ف والتفا هم ب ي التحاور ين أو‬ ‫‪11‬‬

‫الشارك ي في ها‪ ،‬أو ت سعى إل حل مشكلت قائ مة‪ ،‬أو غ ي ذلك م ا تدف إل يه‬ ‫الؤترات عادة‪ .‬و من ال طبيعي أن ب عض هذه الؤترات ي قق هذه الهداف ويكون‬ ‫وسيلة ناجحة وفعّالة ف التقريب بي الشعوب والمم والفكار والتاهات الختلفة‬ ‫وباصبة بيب العال السبلمي والغرب‪ .‬ولكبن ثةب مؤترات ل ترقبى إل مسبتوى‬ ‫التطلعات والمال ف إقامة السور‪ ،‬بل إنا تسعى إل زيادة الواجز والفجوات بي‬ ‫السلم والغرب"‪.‬‬ ‫وعندما حضر الكاتب الصري جال سلطان الؤتر العالي الول لدراسات‬ ‫الشرق الوسط الذي عقد ف جامعة مين بألانيا عام ‪2002‬م دهش لنوعية الضور‬ ‫من الباحث ي العرب وال سلمي فذ كر أن م ف الغالب من تلميذ ال ستشرقي‪ ،‬ومن‬ ‫الذ ين تشبعوا بالف كر الغر ب ح ت إن م لن يقدموا جديدا ل ا يقد مه أ ساتذتم أو من‬ ‫على شاكلتهم‪ .‬وتعجب من غياب الباحثي العرب السلمي ذوي التاه السلمي‬ ‫أو التاه العتبز بدينبه وهويتبه العربيبة السبلمية‪ .‬وكان ماب قاله عبن الضور مبن‬ ‫الباحثي العرب والسلمي أنم من‪ ":‬أهل الغتراب الفكري والسلوكي‪ ..‬فبعضهم‬ ‫أكثر تطرفا ف معاداة المة وهويتها من الستشرقي اللّص‪ ،‬وبعضهم كان يزايد ف‬ ‫نقد السلم وتاريه بقصد زيادة التودد إل الدوائر الستشراقية الت يُطرب بعضها‬ ‫م ثل هذا الد يث‪ ،‬وتت ضن عادة كل متمرد على ال مة مه ما كان ضحلً أو ح ت‬ ‫تافها ف قيمته الثقافية والفكرية‪ ..‬وكم نادينا من قبل أن ل نترك الجال ف مثل هذه‬ ‫الؤترات إل هذه الفئة أو الفئة التدي نة الضعي فة ف قدرت ا على الوار مع الغرب‪.‬‬ ‫وطالبنا أن يزداد تثيلنا ف هذه الؤترات"(‪)1‬‬ ‫ويعد الساتذة ف الامعات الوروبية والمريكية طلبم العرب والسلمي‬ ‫للمشاركة ف الندوات والؤترات الدولية والحلية والقليمية‪ ،‬وكان من اللحظ أن‬ ‫‪ -11‬جال سلطان‪" ،‬مؤتر ف ألانيا" ف ملة الج‪ ،‬رمضان ‪1423‬هب‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫هذه الشاركات هبي فب الغالب للصبنف التغرب والبعيبد عبن التمسبك بالويبة‬ ‫ال سلمية والعرب ية‪ ،‬بل إن الؤترات عادة تع قد ف أوقات صلة الم عة ول ي تم‬ ‫التو قف احتراما ل ن ير يد أن يؤدي صلة الم عة‪ ،‬و ف ب عض هذه الؤترات ل ت د‬ ‫مكانا لداء ال صلوات العاد ية‪ .‬وأ ما التو جه التغر يب ومعاداة ال سلم ف في ت صريح‬ ‫للباح ثة عفاف بطاي نة (أردن ية) ال ت حضرت مؤترا ف جام عة إك ستر و هو مؤت ر‬ ‫الليج السنوي لعام ‪2007‬م كالت التهم والشتائم للحركة السلمية ف الكويت‪،‬‬ ‫فلما قال لا أحد الضور (وكان يغرد خارج السرب) أل تكون قاسية على الركة‬ ‫ال سلمية ف الكو يت‪ ،‬فتغامزت مع أ حد ال ساتذة بأن ا كا نت لي نة‪ ،‬وردت على‬ ‫منتقدها يبدو أنك ل تصلح أن تضر مثل هذه الؤترات‪.‬‬ ‫و من الندوات والؤترات ال ت ل تب ن ج سورا ب ي العال العر ب والغرب بل‬ ‫هي ف الوا قع حوا جز وعقبات‪ :‬ما كان يقوم به الع هد الل كي البيطا ن للشؤون‬ ‫الدولية بالتعاون مع هيئة الذاعة البيطانية من عقد ندوات بعنوان "الوار بي العال‬ ‫العرب وأوروبا" ف كل من القاهرة والبحرين‪ .‬وعند استعراض الساء الشاركة ف‬ ‫هذه الندوات كانت من أصحاب التاه العلمان أو التغرب‪ .)1(.‬والعجيب أن هذه‬ ‫الندوات تقام ف بلدنا ون ستضيف العلماء البيطاني ي والوروبي ي ليسمعوا صدى‬ ‫أفكارهم وآرائهم فكأنم ل يطيقون أن يسمعوا صوتا مالفا‪.‬‬ ‫ومن الؤترات العلمية الغربية الت ل تبن السور الؤتر العالي الول حول‬ ‫السبلم والقرن الواحبد والعشريبن الذي عقبد فب مدينبة ليدن عام ‪ 1996‬فمبن‬ ‫اللحظات عل يه هو غل بة الطا بع العلما ن ف طرح ب عض القضا يا ال سلمية م ثل‬ ‫‪ - 1‬عندما بعثت رسالة إل هيئة الذاعة البيطانية أطلب ماضر جلسات هذه الندوات بعثوا إلّ التقارير‬ ‫الخبارية الت نشرت ف ملة (هنا لندن) وبدون توثيق‪ .‬فبعثت إليهم أطلب التوثيق وأتساءل عن غياب‬ ‫التوازن ف مثل هذه الندوات ‪ .‬ول أتلق أي رد فقلت لعلها غطرسة القوة‬ ‫‪13‬‬

‫قضايبا الركات السبلمية‪ ،‬وموضوع الرأة‪ ،‬حيبث تزعمبت الديبث عبن الرأة‬ ‫ال سلمة الباح ثة الباك ستانية رف عت ح سن ال ت تف خر بؤت ر ال سكان الذي ع قد ف‬ ‫القاهرة على مقربة من الزهر ليسمع صوت الرأة ف قضاياها‪ .‬وكذلك غاب عن‬ ‫الؤتر مثلون للحركات السلمية العتدلة ف العال السلمي وباصة من مصر الذي‬ ‫انفرد مثلو مؤسسة الهرام أو التيار العلمان(الليبال) بالديث عن هذا الوضوع‪.‬‬ ‫وتأكيدا لذا التو جه ف قد ت اختيار هذه الباح ثة الباك ستانية ال ت تع مل ف‬ ‫جام عة لويف يل المريك ية بول ية كنت كي ‪ .Kentucky‬لتل قي الحاضرة الفتتاح ية‬ ‫وكانت بعنوان "ماذا يعبن أن أكون مسلما عشية القرن الواحد والعشرين؟" بدأتا‬ ‫بالد يث عن تعجب ها من اختيار ها للقاء الحاضرة الرئي سة كون ا امرأة‪ ،‬وأشادت‬ ‫بامعبة ليدن وأن هذا ل يصبل إلّ فب هذه الامعبة‪ ،‬وهبي لذلك تشعبر بالفخبر‬ ‫والعتزاز‪.‬‬ ‫ومن ناذج الندوات والؤترات حول قضايا العال السلمي الت يغيب فيها‬ ‫الصوت السلمي حلقات البحث الت عقدتا جامعة نيويورك عام ‪1996‬م وكانت‬ ‫إحداها ف السابع والعشرين من شهر فباير لعام ‪ 1996‬حيث عقدت حلقة بعنوان‬ ‫(الرقا بة العلم ية وال صال القوم ية) وكان من موضوعات هذه الل قة تأث ي ال بث‬ ‫الباشبر والتصبالت الديثبة (الكمببيوتر) فب الشخصبية الوطنيبة أو اليديولوجيبة‬ ‫ومدى قدرة الرقاببة العلميبة على التأثيب فب هذا الجال‪ ،‬ومتب ل تعبد الرقاببة‬ ‫العلمية فعّالة‪.‬‬ ‫وكانبت هذه اللقبة مصبصة للجزيرة العربيبة‪ .‬وعنبد اسبتعراض السباء‬ ‫الشاركة تد أنا لباحثي أمريكيي أو عرب مقيمي ف الوليات التحدة المريكية‬ ‫على الر غم من أن الوضوع يتناول قض ية ح ساسة تتاج إل مشارك ي من البلد‬ ‫العربية وباصة أن صاحب التجربة اليدانية ف الوضوع يتلف عن الشخص البعيد‬ ‫‪14‬‬

‫عن تلك القضايا‪ .‬ومع ذلك فقد وجه مركز دراسات الشرق الدن بالامعة دعوة‬ ‫لباحبث مبن السبعودية للمشاركبة فب هذه الندوة (وبناء على طلببه أن يشارك فب‬ ‫نشاطات الركز)‪.‬‬ ‫وكان مبن الشاركيب فب الندوة أيضا السبتاذة شيل‬

‫كارابيكبو‪Sheila‬‬

‫‪ Carapico‬التخصصة ف العلوم السياسية ومديرة العهد المريكي للدراسات اليمنية‬ ‫بامعة ريتشموند بولية فيجينيا‪ .‬وقد ركزت على الصحافة الناطقة باللغة النليزية‬ ‫والواجهات بين ها وب ي الكو مة اليمن ية‪ .‬وأشادت بالي من مقار نة بغي ها من دول‬ ‫الزيرة العربية‪.‬‬ ‫وكان التحدث الثالث ال ستاذ م مد دل بح و هو مرا سل صحفي لعدد من‬ ‫ال صحف والطبوعات الليج ية ف واشن طن العا صمة م نذ عام ‪ .1978‬وقدّم ورق ته‬ ‫التضمنة خلصة تربته مع الرقابة العلمية ف دول الليج مدة تزيد على عشرين‬ ‫سنة‪ ،‬وقد ركز على الوانب السلبية فقط وكأنّه ل يد أي جوانب إيابية للرقابة‬ ‫العلمية ف دول الزيرة العربية‪.‬‬ ‫ول ا كا نت الندوة تتض من جانبا أغفله التحدثان اللذان سبقان ف قد تر كت‬ ‫ورقت الت أعددتا سابقا لعلق على رأي التحدثَي وأحاول تغطية الانب الهم من‬ ‫الرقابة العلمية‪ .‬وهذا الانب هو ما تصدّره إلينا آلة العلم والسينما الغربية من‬ ‫مصائب وكوارث (أصبحنا ننتجها بإتقان الن) وهذه هي السينما الليعة الفاحشة‬ ‫الت تسعى إل تدمي القيم والخلق وتنشر الفاحشة والنا والفجور‪ .‬وأشرت إل‬ ‫كتاب صبدر فب الوليات التحدة المريكيبة وهبو (أمريكبا وهوليوود) للناقبد‬ ‫السبينمائي مايكال ميدفيبد‬

‫‪Midved‬‬

‫‪ Michael‬الذي انتقبد فيبه بشده مبا تنتجبه‬

‫هوليوود ويالف القيبم والخلق ويصبور الجتمعات الغربيبة على غيب صبورتا‬ ‫القيقية‪ .‬كما ذكرت دعوة الرئيس المريكي بيل كلينتون لربعمائة من شخصيات‬ ‫‪15‬‬

‫هوليود ف حفلة ع يد اليلد ف إحدى سنوات حك مه وناشد هم تف يف جرعات‬ ‫الريةب والعنبف والنبس فب السبينما‪ .‬وكيبف كانبت هذه الدعوة مثار سبخرية‬ ‫وا ستهزاء من ب عض هؤلء‪ .‬وقلت ك يف ل نطالب بأن يكون لدي نا رقا بة وهذا ما‬ ‫يصدر إليها؟ وأشرت أيضا إل تقارير اتاد الذاعات والتلفزيون العرب من العتماد‬ ‫إل حد كبي على النتاج الغرب حت يكاد يصل ف بعض القنوات إل ستي بالائة‬ ‫من ساعات البث‪.‬‬ ‫وقد أصبح العلم الن أكثر خطرا حي تصصت قنوات لدينا لتبث آخر‬ ‫ما يصدر من السينما الغربية على مدى أربع وعشرين ساعة فصار الواطن العرب‬ ‫يتعرض لكثر من مائة ساعة يوميا من الفلم المريكية‪ .‬وبلغ من كرم المريكيي‬ ‫أن م يقدمون لحدى تلك القنوات آ خر ما أنتج ته هوليوود وق بل أن ي صل إل أي‬ ‫أسواق أخرى ف العال‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫البحث الثان‬ ‫الثال‬

‫إن ال سؤولية ف ت صحيح صورة التعاون ب ي الامعات العربيبة والامعات‬ ‫الغرب ية ت قع على عا تق الا نبي‪ ،‬فعلى الامعات العرب ية أن ت سعى إل أن يكون ل ا‬ ‫دور حقيقي ف هذه النشاطات فل تترك البادرة ف أيدي الامعات الغربية وحدها‪.‬‬ ‫وسأقدم فيما يأت صورا من التعاون الال الثالية أو القريبة من الثالية‪:‬‬ ‫صور من وسائل التعاون الالية‪:‬‬ ‫وسائل التعاون كثية ولعل من أبسط صورها هي تلك الت تقوم على تويل‬ ‫النشاطات العلم ية ف الامعات الغرب ية ومرا كز البحوث من ق بل ب عض الؤ سسات‬ ‫الالية أو اليئات الكومية العربية‪ .‬ومن المثلة على ذلك أن مركز دراسات الشرق‬ ‫الدن والوسط يصدر نشرة شهرية بعنوان‪" :‬أحداث لندن ف شهر" وتورد النشرة‬ ‫ف الصفحة الثانية من كل عدد من أعدادها اليئات الت تسهم ف تويل نشاطات‬ ‫الركز ومن هذه اليئات ‪:‬‬ ‫‪ -1‬مؤسسة الفرقان العالية للتراث السلمي‬

‫‪ -2‬البنك السعودي البيطان‬

‫‪ -3‬الكتب العلمي الردن‬

‫‪ -4‬الكتب العلمي التونسي‬

‫‪ -5‬بنك الستثمار الدول السعودي‬

‫‪ -6‬شركة شل الدولية‪.‬‬

‫وي ق ل نا أن نت ساءل ما الردود الفعلي لذا التمو يل؟ ق بل سنوات عقدت‬ ‫ندوات فب جامعبة لندن بتمويبل مبن إحدى الدول العربيبة حول آفاق التعاون‬ ‫ال ستقبلي ب ي هذه الدولة وممو عة الدول الوروب ية‪ .‬ف هل كان من ال صعب على‬ ‫تلك الدولة أن تنفق الموال ف بلدها وتدعو من ترى أنه مناسب لدعوته من الغرب‬ ‫للبحث ف هذه القضية بدلً من تكليف جامعة غربية لعقدها‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫ول بد هنا من الشادة بنموذج ندوة الرس الوطن ف الرياض حول العلقة‬ ‫بي السلم والغرب حيث دعي لا عدد كبي من العلماء والباحثي من العال العرب‬ ‫وال سلمي والغرب وأذ كر من هذه ال ساء البوفي سور صموئيل‬ ‫‪Hutington‬‬

‫هتنقتون‪Samuel‬‬

‫صباحب مقولة "صبدام‪ -‬أو صبراع ‪-‬الضارات "‪ ،‬ودعبت كذلك‬

‫البوفيسور جون اسبوزيتو‪ John Esposito‬الذي يذر الغرب من البالغة ف النظر‬ ‫إل الركات السبلمية على أناب خطبر على الغرب ‪ .‬ومبن السباء التب دعيبت‬ ‫وشاركبت كبل مبن ‪ :‬رالف‬ ‫بلنكنشب (أمريكي مسلم)‬

‫بريبانتب‪Bribanti‬‬

‫‪ Ralph‬ومراد هوفمان وخالد‬

‫‪Blankinship‬‬

‫وتأكيدا على حرص الملكبة العربيبة السبعودية على تمبل مسبؤوليتها فب‬ ‫الدعوة إل ال سلم والدفاع عن هذا الد ين ف قد اشتر كت اشتراكا فعليا ف تو يل‬ ‫عدد من الكراسي العلمية ف الوليات التحدة وف أوروبا‪ .‬وقد تول قريبا كرسي‬ ‫اللك فهد للدراسات السلمية إل مركز للدراسات السلمية وهي الرة الول الت‬ ‫ين شأ ف جام عة لندن مر كز للدرا سات ال سلمية مع أن ال سلم وقضاياه الختل فة‬ ‫كانبت تدرس ضمبن برامبج القسبام العلميبة الختلفبة كالتاريبخ والغرافيبا وعلم‬ ‫الجتماع والقانون وغيب ذلك‪ .‬ومبن الؤمبل أن تكون هذه السبهامات فرصبة‬ ‫لشاركة أكثر فعالية لعلماء وباحثي من الملكة العربية السعودية للسهام ف هذه‬ ‫الراكبز والقسبام العلميبة فب الحاضرات والندوات والؤترات وفب الشراف على‬ ‫البحوث والدراسات العليا ف تلك الامعات‪.‬‬ ‫ويب التنبيه إل أن إسهام الملكة ف هذه الجالت ل يسعى إل التدخل ف‬ ‫الشؤون الداخلية للجامعات الغربية كما زعم برنارد لويس ف دراسة أعدها حول‬ ‫دراسات الشرق الو سط ف الامعات المريك ية ح يث انت قد بع نف درا سة أعدت ا‬ ‫ل نة منبثقة عن مؤت ر الشباب السلمي ال ت عقدت ف طرابلس عام ‪ 1973‬وزعم‬ ‫‪18‬‬

‫لويبس أن أموال الدعبم العربيبة تتدخبل فب التأثيب على نتائج الدراسبات العلميبة‪.‬‬ ‫وبالر غم من أن نا ل نر يد أن ند خل مع لويبس ف تبادل التامات ولك ن أذ كر‬ ‫عبارات البوفي سور إدوارد سعيد عن التاه الذي تثله جام عة برن ستون بأن ا ت ثل‬ ‫التاه الصهيون وهي الت انتقل إليها لويس منذ عام ‪1974‬م بعد رحيله عن بريطانيا‬ ‫حت عام ‪1988‬م حينما تقاعد وظل يتمتع بنفوذ كبي‪.‬‬ ‫ومن وسائل التمويل البعثات العلمية الت انطلقت من البلد العربية السلمية‬ ‫للحصول على متلف الدرجات العلمية؛ حيث يسهم وجودهم ف تويل الدراسات‬ ‫العليا ف الامعات الغربية من طريقي أحدها الرسوم الدراسية الت يدفعها الطلب‬ ‫الجانب أو تقوم دولم بدفعها نيابة عنهم‪ .‬كما أنّ تكلفة الطالب البتعث ل تقتصر‬ ‫على الرسوم الدراسية فالبعثات تتضمن نفقات الكتب والرحلت العلمية والجهزة‬ ‫وغيهبا‪ .‬وبالضافبة إل ذلك فإن البحوث التب يقوم باب الطلب العرب السبلمون‬ ‫تقدم اجتهادات علم ية ي تم الفادة من ها ف تعم يق العر فة بالعال العر ب ال سلمي‬ ‫وباصة إذا كان هؤلء الطلب من الطلب التفوقي‪.‬‬ ‫وف القابل فقد وصل كثي من الامعات العربية والتركية إل درجة عالية‬ ‫من التفوق الكادي ي فلماذا ل ي تم ابتعاث عدد من الطل بة الغربي ي إل الامعات‬ ‫العربية والسلمية الت تتميز بتوفر الساتذة الكبار وتوفر مصادر العرفة فل شك أن‬ ‫الصول على دكتوراه ف مال علوم الديث أو القرآن أو الفقه أو اللغة العربية من‬ ‫الامعات العرب ية ال سلمية له مزاياه الا صة‪ .‬فالطالب ف هذه الجالت ف الغرب‬ ‫سيظل يدور ف فلك جولدزيهر وشاخت وكولسون ومرجليوت وغيهم‪ .‬ول بأس‬ ‫أن يعرف جهود هؤلء لكن ل ينبغي التوقف عند هذه الهود مطلقا‪.‬‬ ‫و من الطلوب أيضا ف تقو ية التعاون العل مي ب ي البلد العرب ية والامعات‬ ‫الغرب ية الهتمام بالدرا سات العلم ية ذات ال ستوى الكادي ي الرف يع وترجت ها إل‬ ‫‪19‬‬

‫اللغات الوروبية وجعلها ف متناول الطلب والباحثي‪ .‬وأذكر على سبيل الثال ل‬ ‫ال صر كتبب الدكتور الش يخ م صطفى ال سباعي رح ه ال‪" :‬ال سنّة ومكانت ها ف‬ ‫التشر يع ال سلمي"‪ ،‬وكتاب "الرأة ب ي الف قه والقرآن" وهناك الكث ي من الر سائل‬ ‫العلم ية ال ت تن شر ف العال العر ب وي كن أن ت سهم ف ت صحيح كث ي من التشو يه‬ ‫الذي تعرضت له الدراسات العربية والسلمية ف الغرب‪.‬‬ ‫وي كن للتعاون العل مي أن يكون مثاليا لو أع يد الن ظر ف كث ي من الؤلفات‬ ‫الت كتبها علماء وباحثون مسلمون من أمثال البوفيسور إساعيل راجي الفاروقي‬ ‫رحه ال والدكتور عبد اللطيف الطيباوي وغيها وجعلت ضمن الناهج الدراسية‬ ‫أو القراءات القررة ف مال الدرا سات العرب ية وال سلمية‪ .‬أمّا أن يز عم أ حد بأ نّ‬ ‫هذه الؤلفات فوق مسبتوى فهبم الطلببة فأمبر ل يكبن التسبليم ببه ذلك أن هؤلء‬ ‫العلماء عاشوا ف الغرب طويلً وأتقنوا ل غة التخا طب مع العقل ية الغرب ية و هم على‬ ‫مستوى عال ف اللغة الت كتبوا با‪.‬‬ ‫معاهد ومراكز بوث إسلمية‪:‬‬ ‫ب بقيام العد يد من مرا كز البحوث‬ ‫من الن صاف أن نذ كر أن الغرب قد رح ّ‬ ‫والعاهد السلمية وسأذكر بعض هذه العاهد ومراكز البحوث ‪:‬‬ ‫‪ -1‬مركز أكسفورد للدراسات السلمية‪ ،‬تأسس هذا الركز ف جامعة أكسفورد‪،‬‬ ‫وقد أنز الكثي من العمال الهمة منذ تأسيسه من أبرزها الحاضرات الت عرّفت‬ ‫بالسبلم والسبلمي فب الغرب منهبا ماضرة الميب تشارلز أميب ويلز ول العهبد‬ ‫البيطان العنونة (السلم والغرب) وكانت بق ماضرة قيمة فيما قدمته من فهم‬ ‫ج يل لل سلم وأثره ف الضارة الغرب ية و ما يتعرض له ال سلم من سوء ف هم ف‬ ‫الو قت الا ضر‪ .‬بالضا فة إل العد يد من الحاضرات لشخ صيات مه مة ف العال‬ ‫العر ب ال سلمي و ف الغرب‪ .‬ويك في الر كز أ نه ي ظى برعا ية الش يخ أ ب ال سن‬ ‫‪20‬‬

‫الندوي والدكتور عبد ال عمر نصيف كما بدأ الركز بإصدار دورية أكاديية مهمة‬ ‫منذ عدة سنوات ‪ ،‬كما أصدر الركز منذ عدة أشهر أول موسوعة إسلمية أشرف‬ ‫عليها البوفيسور جون اسبوزيتو‪.‬‬ ‫‪ -2‬مع هد العلوم ال سلمية والعرب ية ف واشن طن العا صمة (جام عة المام م مد بن‬ ‫سعود السلمية) وقد افتتح العهد قبل عدة سنوات ويقدم جهودا كبية ف الدعوة‬ ‫إل ال سلم وت صحيح صورة ال سلم وال سلمي ف الوليات التحدة‪.‬ك ما شارك‬ ‫الع هد ف حضور ب عض الندوات العلم ية بالضا فة إل إقام ته أك ثر من ندوة حول‬ ‫الدراسات العربية السلمية‪.‬‬ ‫‪ -3‬العهد العالي للفكر السلمي ‪-‬هيندن فيجينا وهو معهد تأسس قبل أكثر من‬ ‫عشر سنوات وله نشاطات مهمة ف مال نشر الفكر السلمي بالؤترات والندوات‬ ‫التب يعقدهبا وكذلك مبن خلل مطبوعاتبه والتب منهبا الجلة المريكيبة للعلوم‬ ‫الجتماعية السلمية‪.‬‬ ‫وهناك العد يد من مرا كز البحوث ال ت ل ي كن إح صاؤها ف هذه الور قة ل كن‬ ‫الؤ مل أن ت د هذه الرا كز والعا هد الد عم من الغرب و من العال ال سلمي لتقوم‬ ‫بدور ها وت صبح ذات تاث ي ف ت صحيح صورة ال سلم وال سلمي ف الغرب‪ ،‬و ف‬ ‫الوار البناء بيب السبلم والغرب‪ .‬ولعلنبا نصبل فب يوم مبن اليام أن يكون لنبا‬ ‫جامعات كبى كالامعة المريكية ف بيوت والقاهرة واسطنبول وغيها‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫الاتة‬ ‫ترص الامعات الغرب ية على التعاون مع الامعات العرب ية لبناء ج سور من‬ ‫العر فة والتفاهم من خلل تقدي ال نح الدراسية والبحث ية والدورات العلمية وورش‬ ‫البحث العلمي‪ ،‬والندوات والؤترات والمعيات العلمية والروابط البحثية الت تضم‬ ‫ف عضويت ها الباحث ي ف مال الدرا سات العرب ية وال سلمية من ج يع أناء العال‪.‬‬ ‫وف الوقت نفسه تقف الامعات العربية ف القابل شبه جامدة كأنا تعيش ف قرون‬ ‫م ضت‪ .‬فل جعيات علم ية عال ية ول روا بط ب ث ول مؤترات ول ندوات‪ .‬وإذا‬ ‫عقدت الندوات والؤترات فب العال العربب فهبي حول قضايانبا ليأتب إلينبا بعبض‬ ‫الغربي ي ليقدموا وج هة نظر هم‪ .‬بين ما بناء ال سور والتفا هم يقت ضي أن نبدأ ن ن‬ ‫بدراستهم واستقطاب البارزين من علمائهم ليقدموا خباتم ونتائج بوثهم لدينا‪.‬‬ ‫كما علينا أن نسعى بهد أكب لنشر لغتنا العربية فما زال حقل الدراسات‬ ‫العربية والسلمية يشكو من قلة من ييد هذه اللغة وقلما تد منحا من الامعات‬ ‫العربية لدعم هذا الجال‪ .‬ول يظن ظان أن جامعتنا تشكو من قلة الوارد والموال‬ ‫ولكن السألة تتعلق بطريقة صرف تلك اليزانيات الضخمة الت قد يذهب بعضها ف‬ ‫أمور ل علقة لا بالبحث العلمي‪.‬‬ ‫وليبس التعاون العلمبي أن نسبارع فب زيادة عدد الامعات الجنبيبة أو‬ ‫الامعات العربية الت تكون لغة التدريس فيها أجنبية والناهج أجنبية‪ .‬فلم يدث أن‬ ‫وجدت مراكز بوث عربية وإسلمية ف أوروبا تدرس بغي لغة تلك البلد‪ .‬والمل‬ ‫معقود على أكتاف العلماء والسباتذة والدارات فب زيادة حجبم التعاون ولكبن‬ ‫بطريقة أكثر نضجا ووعيا من الواقع الال‪.‬‬

‫‪22‬‬

More Documents from "Mazin S. Motabagani"

October 2019 14
October 2019 8
October 2019 15
October 2019 34
October 2019 35
October 2019 31