ملخص كتاب رحلتي إلى أمريكا (الرياض:مكتبة الملك عبد العزيز العامة1425،هـ2005-م) ويقع الكتاب في مائة وعشرين صفحة من القطع المتوسط يتناول هذا الكتاب مشاهدات وملحظات وقراءات حول الوليات المتحدة المريكية من خلل ثلث رحلت كانت الولى عام 1388هـ الموافق 1968م حين كان المؤلف في المرحلة الجامعية .أي بعد الهزيمة المدوية التي عاناها العالم العربي بعد حرب الستة أيام أو الستة ساعات .وحينما كان الكثير من الطلب العرب مازالوا يعيشون أوهام القومية العربية التي ستنتصر يومًا ما على إسرائيل وعلى أعدائها ،وستحقق للمة العربية المجد والسؤدد. واستمرت هذه الرحلة خمس سنوات قرأت كثيراً وقرأت أكثر في واقع الحياة المريكية. كان من المفيد في العيش في أمريكا أنك إن أردت أن تتعلم وتتثقف فالمجالت مفتوحة إلى أقصى حد إن أردت أن تفيد منها ،فأولها الجامعة والمواد الدراسية المختلفة ،ثم الندية الطلبية ونشاطاتها ،ثم نشاطات الطلب العرب وجمعيتهم –رغم غموض في قياداتها في جامعة ولية أريزونا في الفترة التي عشت فيها -ثم هناك القنوات التعليمية التي كانت تبث من الجامعة .وكانت القناة التعليمية في جامعة أريزونا تبث بعض البرامج التي ل يهتم بها معظم الطلب لنه طابعها الساسي هو الطابع الجدي التعليمي. تناول هذا الجزء تعريف الحضارة وأن الحضارة الحقيقية هي حضارة السلم التي تستمد قيمها وأسسها من الوحي وأن المم الخرى استطاعت أن تبني مدنيات تفوقت في نواحي القوة والمادة .ولعل من أبرز موضوعات هذا القسم مقالة بعنوان ":أمريكا تحتضر" تناول فيها أن أمريكا التي تبدو للعالم في أوج قوتها وعظمتها تمر بمرحلة الهبوط التي قد تخفى على الكثيرين الذين تخدعهم القوة العسكرية والسياسية والقتصادية .وقد أوضح الكاتب عوامل النهيار التي تواجهها المبراطورية المريكية والتي أدت إلى سقوط أمم وحضارات سابقة .كما أن الكاتب تناول قضايا أخرى مثل ضعف الصلت الجتماعية، وفقدان الستقرار والمن النفسي في أمريكا. وكانت الرحلة الثانية في أثناء إعداد بحث الدكتوراه حول المستشرق البريطاني الصل المريكي الجنسية برنارد لويس عام 1408هـ(1988م) حيث تركزت الزيارة لحدى الجامعات العريقة والثرية بل المترفة أيضاً وهي جامعة برنستون فتعلمت الكثير كيف تكون الجامعات ،وكيف تدار النشاطات داخل الجامعات وبخاصة في قسم دراسات الشرق الدنى.
وكانت الرحلة الثالثة عام 1415هـ(1995م)لزيارة أقسام دراسات الشرق الوسط ،ومراكز البحوث والمعاهد المتخصصة في العالم العربي السلمي ،وبعض مراكز البحوث والمعاهد المريكية العامة مثل معهد بروكنجز ،ومعهد الوليات المتحدة للسلم، ومكتبة الكونجرس ،ومؤسسة راند .والمعهد الدولي للفكر السلمي ،وغيرها. فإذا كانت أمريكا عند البعض هي تلك المناظر الثرية المترفة التي تظهر في أفلم هوليود من شوارع شيكاغو الضخمة وناطحات سحابها ،وليست القصور الفخمة التي يعيش فيها الممثلون والممثلت في هوليود ،وهي لدى البعض الخر تلك الحياء الفقيرة المعدمة في الشوارع الخلفية لنيويورك أو لوس أنجلوس أو غيرها كما يقول مؤلفا كتاب (فخ العولمة)؛ فأمريكا أيضاً هي الجامعات ومراكز البحوث والمؤسسات العلمية التي يجتمع الباحثون من جميع أنحاء العالم ليقدموا نتائج بحوثهم ودراساتهم ،وأمريكا أيضاً المصانع الضخمة من صناعة السيارات إلى صناعة الطائرات إلى صناعة الملبس والزياء والعطور. وأمريكا لدى بعض الباحثين هي المجتمع الذي تكثر فيه الجريمة فهي إذن تلك السجون التي تؤوي المجرمين والقتلة والمدمنين على المخدرات والمسكرات ،وهي أيضا البلد التي ترتفع فيه نسبة الطلق ويصل الشاذون إلى مناصب مهمة. يمكننا أن نتعلم الكثير من أمريكا ،وما زالت أمريكا تقدم نماذج رائعة في دعم البحث العلمي وتقدير العلماء ،وتقدم للعالم منتوجات ل مثيل لها في غيرها من الدول. ولكنها في الوقت نفسه تقدم العبرة والدرس في بعض المور مثل تفكك السرة وانحدار مكانة المرأة وضعف التربية وغيرها من العبر والدروس. يأمل المؤلف من خلل صفحات هذا الكتاب أن يقدم صورة أقرب إلى الشمول لمريكا المس واليوم ،فإن كانت الصورة متشائمة فلن الواقع يدعم هذا التشاؤم ،ولئن كانت متفائلة في بعض الحيان ففي أمريكا ما يدعو إلى التفاؤل ،ولكن المحصلة النهائية أن ل عز وجل سننا تسير بها المم والشعوب فإن تجاوزت الحدود انطبقت عليها تلك السنن فليس بين ال وبين أحد من البشر نسب ول قرابة. 2
3