Y2

  • October 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Y2 as PDF for free.

More details

  • Words: 63,833
  • Pages: 286
‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫القدمة‬ ‫إن الحمسد لله نحمده ونسستعينه ونسستغفره ونعوذ بالله‬ ‫مسن شرور أنفسسنا وسسيئات أعمالنسا مسن يهده الله فل‬ ‫مضسل له ومسن يضلل فل هادي له وأشهسد أن ل إله إل‬ ‫الله وحده ل شريسسسسسسك له وأشهسسسسسسد أن محمدا ً عبده‬ ‫ورسوله ‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫نآ َ‬ ‫منُوا اتَّقُوا الل ّ س َ‬ ‫( يَاأيُّهَ سا ال ّذِي َ س‬ ‫َ‬ ‫ن )‬ ‫م‬ ‫سل ِ‬ ‫وَأنْت ُ‬ ‫مو َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُس َ‬ ‫َ‬ ‫م ال ّذِي َ‬ ‫س َوا ِ‬ ‫حدَةٍ‬ ‫م ِ‬ ‫سس اتَّقُوا َرب ّك ْ‬ ‫خلَقَك ُس ْ‬ ‫( يَاأيُّهَسا النَّا ُ‬ ‫م نْس نَفْس ٍ‬ ‫جهَسا وَب َس َّ‬ ‫سساءً وَاتَّقُوا‬ ‫منْه‬ ‫وَ َ‬ ‫ث ِ‬ ‫خل َسقَ ِ‬ ‫ما رِ َ‬ ‫منْهَسا َزوْ َ‬ ‫جال ً كَثِيًرا وَن ِس َ‬ ‫َ‬ ‫ُس‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م إ ِ َّ‬ ‫الل‬ ‫م َرقِيبًا )‬ ‫ه كَا َ‬ ‫ن بِهِ وَالْر َ‬ ‫ساءلو َ‬ ‫حا َ‬ ‫ه ال ّذِي ت َ َ‬ ‫َ‬ ‫ن ع َلَيْك ُ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّس‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ح‬ ‫صل ِ ْ‬ ‫ه وَقُولوا قَوْل ً َ‬ ‫منُوا ات ّقُوا الل َ‬ ‫( يَاأي ّهَسا الذِي نَس آ َ‬ ‫سسد ِ َيدًا ‪ ،‬ي ُس ْ‬ ‫لَك ُس َ‬ ‫ه‬ ‫م وَيَغْ ِ‬ ‫ه وََر ُس‬ ‫سول َ ُ‬ ‫م نْس يُط ِسعْ الل ّس َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫م ذ ُنُوبَك ُس ْ‬ ‫فْر لَك ُس ْ‬ ‫مالَك ُس ْ‬ ‫م أع ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ما )‬ ‫فَقَد ْ فَاَز فَوًْزا عَظِي ً‬ ‫موت ُ س َّ‬ ‫ن إِل‬ ‫َ‬ ‫حقّ سَ تُقَات ِ سهِ وَل ت َ ُ‬

‫وبعد …‬ ‫هذا هسسو الجزء الثانسسي مسسن كتاب " يسسسألونك " والذي‬ ‫يضسم السسئلة والجوبسة التسي تنشسر فسي جريدة القدس‬ ‫المقدسسسية تحسست زاويسسة يسسسألونك فسسي عدد كسسل يوم‬ ‫جمعسة بعسد أن كان قسد صسدر الجزء الول منسه قبسل عام‬ ‫تقريبا ً والذي لقسسي اسسستحسانا ً مسسن كثيسسر مسسن الناس‬ ‫ونفذت نسسخه بسسرعة فجزى الله كسل مسن أسسهم فسي‬ ‫طباعته ونشره خير الجزاء ‪.‬‬ ‫وقسد وجدت أن ‪ ،‬الناس بحاجسة لمسن يسبين لهسم شؤون‬ ‫دينهم من أهل العلم والختصاص وأن الناس في بلدنا‬ ‫لهسم رغبسة أكيدة فسي معرفسة الحكسم الشرعسي واللتزام‬ ‫بسه ‪ ،‬وإن واجسب أهسل العلم أن يرشدوا الناس ويسبينوا‬ ‫لهسسم الحكام الشرعيسسة المبنيسسة على الدلة الشرعيسسة‬

‫‪1‬‬

‫الصسسحيحة وأن يعلموا خطورة هذا الباب الذي يلجونسسه‬ ‫فإنسسسه تبليسسسغ عسسسن رب العالميسسسن وقيام مقام سسسسيد‬ ‫المرسسسلين صسسلى الله عليسسه وسسسلم فسسي بيان أحكام‬ ‫الدين ‪.‬‬ ‫وينبغسسي أن يعلم أنسسه قسسد تزاحسسم على الولوج فسسي هذا‬ ‫الباب كسل مسن هسب ودب ممسن زعسم أنسه مسن فرسسان‬ ‫هذا الميدان من مبتدئة طلبة العلم الذين تجرؤوا على‬ ‫الفتاء فسسي ديسسن الله وتكلموا فسسي مسسسائل عويصسسة لو‬ ‫ع ُرضسست على الئمسسة الربعسسة لتوقفوا فيهسسا وهؤلء ل‬ ‫يتوقفون ول يتورعون عسن الخوض فيهسا ‪ ،‬وليعلم هؤلء‬ ‫أنهم على خطر عظيم ‪.‬‬ ‫وينبغسسي أن يعلم أننسسي قبسسل أن أجيسسب على أي سسسؤال‬ ‫مهمسا كان جوابه واضحا ً أننسي أرجسع إلى كثيسر مسن كتسب‬ ‫العلماء المحققين وأنظر في أقوالهم وأدلتهم وأقتبس‬ ‫من بساتينهم وأقطف من أزهارها وأنسقها حتى تكون‬ ‫باقة ورد زاهية يانعة ‪.‬‬ ‫ومسسن هؤلء العلماء المتقدميسسن الذيسسن أسسستفيد مسسن‬ ‫علمهم المام النووي الذي له في نفسي مكانة خاصة‬ ‫جعلتني أطمئن إلى علمه وفقهه ومنهجه ‪.‬‬ ‫والشيخ ابن قدامة صاحب المغني والحافظ ابن حجر‬ ‫العسسسقلني وشيسسخ السسسلم ابسسن تيميسسة والعلمسسة ابسسن‬ ‫القيم يرحمهم الله ‪.‬‬ ‫ومسن العلماء المعاصسرين الذيسن أسستفيد منهسم السستاذ‬ ‫العلمة د‪ .‬يوسف القرضاوي صاحب المؤلفات الرائعة‬ ‫والتحقيقات المتينسة والشيسخ محمسد بسن صسالح العثيميسن‬ ‫والشيسسخ عبسسد العزيسسز بسسن باز وغيرهسسم حفظهسسم الله‬ ‫أجمعين ‪.‬‬ ‫ول يفوتنسي أن أذكسر أننسي أعتمسد فسي تخريسج الحاديسث‬ ‫التسسسي ترد فسسسي هذا الكتاب غالبسسسا؟ً على كلم الشيسسسخ‬

‫‪2‬‬

‫المحدث ناصسسر الديسسن اللبانسسي محدث الديار الشاميسسة‬ ‫في القرن الرابع عشر الهجري أمد الله في عمره ‪.‬‬ ‫وقسد حاولت أن تكون الجابات واضحسة وسسهلة وبلغسة‬ ‫مفهومسة لدى عامسة الناس وفيهسا شيسء مسن الختصسار‬ ‫وعدم التطويسسل لن نفسسس الناس فسسي القراءة قصسسير‬ ‫وصبرهم عليها قليل ‪.‬‬ ‫ول بد أن أشير إلى أنه قد طرحت عل َّ‬ ‫ي أسئلة وقفت‬ ‫أمامهسا عاجزا ً ل أدري مسا وجسه الصسواب فيهسا وأن هذه‬ ‫السسسئلة تحتاج إلى هيئة علميسسة متخصسسصة تنظسسر فيهسسا‬ ‫وتحتاج إلى عسسسسسلماء راسسسسسخين ليجدوا لهسسسسا الجواب‬ ‫الصحيح وهذا ما تفتقده بلدنا للسف الشديد ‪.‬‬ ‫وأخيرا ً أقول إن هذا جهسسد المقسسل فإن أصسسبت فمسسن‬ ‫الله ‪ ،‬وإن أخطأت فمسن نفسسي ومسن الشيطان وإنسي‬ ‫جاع عن الخطأ وأشكر سلفا ً من بيَّن لي خطأي ‪.‬‬ ‫لر ّ‬ ‫والله أسسأل أن يتقبسل هذا العمسل المتواضسع وأن يجعله‬ ‫خالصسسا ً لوجسسه الكريسسم وأن يجعله فسسي ميزان حسسسناتي‬ ‫يوم القيامة وأن ينفع به المسلمين اللهم آمين وصلى‬ ‫الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه‬ ‫أجمعين ‪.‬‬ ‫كتبه د‪ .‬حسام الدين موسى عفانه‬ ‫أبوديس ‪ -‬بيت المقدس‬ ‫صباح يوم الخميس الحادي والعشرين من جمادى‬ ‫الولى ‪1417‬‬ ‫وفق الثالث من تشرين أول ‪1996‬م‬

‫‪3‬‬

‫الطهارة والصلة‬

‫‪4‬‬

‫صلة فاقد الطهورين‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬ماذا يفعسسل الشخسسص الذي ل يجسسد ماء‬ ‫للوضوء أو الغسسل ول يسستطيع أن يتيمسم كالمسسجون‬ ‫المقيد ونحوه بالنسبة للصلة وهل يصلي أم ل ؟ نرجو‬ ‫التوضيح والبيان ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل تخفسسسى أهميسسسة الصسسسلة ومكانتهسسسا فسسسي‬ ‫شريعتنسا السسلمية ول تسسقط الصسلة عسن أحسد إل إذا‬ ‫خرج عسسن دائرة التكليسسف وهذا الشخسسص المسسسجون‬ ‫المقيسسسد يصسسسلي على حاله بقدر السسسستطاعة وإن لم‬ ‫يسستطع الوضوء والتيمسم حتسى لو كان عليسه نجاسسة ل‬ ‫يسسستطيع إزالتهسسا لن تأخيسسر الصسسلة حرام ل يجوز فإذا‬ ‫دخسسل الوقسست يصسسلي هذا الشخسسص وأمثاله الصسسلة‬ ‫المفروضة فقط كما هو مذهب طائفة من أهل العلم‬ ‫قال المام البخاري في صحيحه ‪ [:‬باب إذا لم يجد ماءً‬ ‫ول ترابا ً ] ثسم روى بسسنده عسن عائشسة رضسي الله عنهسا‬ ‫‪ (:‬أنهسسا اسسستعارت مسسن أسسسماء رضسسي الله عنهسسا قلدة‬ ‫فهلكسست ‪ -‬أي ضاعسست ‪ -‬فبعسسث رسسسول الله صسسلى الله‬ ‫عليه رجال ً فوجدوها فأدركتهم الصلة وليس معهم ماء‬ ‫فصلوا وشكوا ذلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم‬ ‫فأنزل الله آية التيمم ) ورواه مسلم وغيره ‪.‬‬ ‫قال الحافظ ابن حجر ‪ [:‬فيه دليل على وجوب الصلة‬ ‫لفاقسد الطهوريسن ووجهسه أنهسم صسلوا معتقديسن وجوب‬ ‫ذلك ولو كانسست الصسسلة حينئذ ممنوعسسة لنكسسر عليهسسم‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلم ] فتح الباري ‪. 1/456‬‬ ‫فهؤلء الصسسسسحابة صسسسسلّوا بدون وضوء وبدون تيمسسسسم‬ ‫فأقرهم الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك فهذا‬ ‫يدل على أن الصسلة ل تسسقط عسن فاقسد الطهوريسن ‪-‬‬ ‫الماء والتراب ‪ -‬ويدل على ذلك أيضا ً قول الرسسسسسسول‬

‫‪5‬‬

‫صسلى الله عليسه وسسلم ‪ (:‬مسا نهيتكسم عنسه فاجتنبوه ومسا‬ ‫أمرتكسسم بسسه فأتوا منسسه مسسا اسسستطعتم ) رواه البخاري‬ ‫ومسلم ‪.‬‬ ‫ويصسسسسلي هذا المسسسسسجون المربوط بالكيفيسسسسة التسسسسي‬ ‫يستطيعها فإذا استطاع القيام والركوع والسجود فعل‬ ‫‪ ،‬وإل فإنه يصلي على حسب حاله ويجوز له أن يصلي‬ ‫إيماء ويكون إيماؤه بالسجود أخفض من الركوع ‪.‬‬ ‫وهذا الشخسسص وأمثاله ل إعاده عليهسسم حسسسب ظاهسسر‬ ‫حديسث عائشسة فالرسسول صسلى الله عليسه وسسلم لمسا‬ ‫أخسبروه أنهسم صسلوا بدون طهارة لم يأمرهسم بالعادة ‪،‬‬ ‫ولن في العادة نوع من الحرج والمشقة ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫طهارة المريض العاجز‬

‫يقول السائل ‪ :‬كيف يتطهر النسان المريض العاجز ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن دين السلم قائم على اليسر والسهولة‬ ‫جعَ َ‬ ‫م فِسسي‬ ‫ورفسسع الحرج ‪ ،‬قال تسسسعسسالى ‪:‬‬ ‫( َ‬ ‫ل ع َلَيْك ُسس ْ‬ ‫َ‬ ‫سَر وََل‬ ‫ن ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م الْي ُ ْ‬ ‫ه بِك ُ ُ‬ ‫ريد ُ الل ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫حَر ٍج ) وقال تعالى ‪ (:‬ي ُ ِ‬ ‫الدِّي ِ‬ ‫سَر ) وبناء على ذلك فإن المريسض يتطهسر‬ ‫م الْعُس ْ‬ ‫ريد ُ بِك ُس ُ‬ ‫يُ ِ‬ ‫بقدر المكان فإذا أمكنسسه أن يتطهسسر الطهور الكامسسل‬ ‫فبهسا ونعمست وإل فبقدر السستطاعة ‪ .‬فإذا لم يسستطع‬ ‫أن يتوضسأ بنفسسه فيوضئه غيره ‪ .‬وعليسه أن يطهسر بدنسه‬ ‫مسسسن النجاسسسسة وأن يصسسسلي بثياب طاهرة فإن كان ل‬ ‫يسسسستطيع صسسسلّى على حاله وصسسسلته صسسسحيحة وكذلك‬ ‫الحال بالنسسسبة للمكان إن أمكسسن تطهيره فإنسسه يطهسسر‬ ‫وإل صلى فيه ‪ .‬ول يجوز للمريض أن يؤخر الصلة عن‬ ‫وقتها من أجل العجز عن الطهارة بل يتطهر بقدر ما‬ ‫يمكنسه ثسم يصسلي الصسلة فسي وقتهسا ولو كان على بدنسه‬ ‫أو ثوبه أو مكانه نجاسة يعجز عن إزالتها ‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫لمس عورة الطفل ل ينقض الوضوء‬

‫تقول السائلة ‪ :‬إنها غسلت ابنها الصغير وهي متوضأة‬ ‫فهل ينتقض وضوؤها إذا لمست عورة صغيرها ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إذا غسسسلت المرأة ابنهسسا الصسسغير أو ابنتهسسا‬ ‫وكانسست على وضوء ولمسسست عورة ابنهسسا أو ابنتهسسا فل‬ ‫ينتقض وضوؤها وعليها غسل يديها فقط ‪.‬‬ ‫قال المام الوزاعي ‪ [:‬ل وضوء من مس ذكر الصغير‬ ‫لنه يجوز مسه والنظر إليه ]‪.‬‬ ‫كما وأن المرأة عندما تغسل طفلها الصغير أو طفلتها‬ ‫تكون أبعسسد مسسا تكون عسسن مسسس عورتهمسسا بشهوة فل‬ ‫شيء عليها ووضؤوها على حاله ل ينتقض بذلك ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫المسح على الخفين والحذية‬

‫وردتنسسي عدة تسسساؤلت تتعلق بالمسسسح على الخفيسسن‬ ‫والجوربين أذكرها وأجيب عنها ‪:‬‬ ‫أول ً ‪ :‬ما حكم المسح على الحذية " الكنادر "؟‬ ‫الجواب ‪ :‬يجوز المسسسح على الحذيسسة " الكنادر " إذا‬ ‫كانت تغطي الجزء المفروض غسله من الرجلين وهو‬ ‫ما دون الكعبين ‪ -‬والكعب هو العظم الناتئ في أسفل‬ ‫الساق ‪ -‬ويجوز المسح على ما يسمى باللغة الدارجة‬ ‫" البوط " وما يشبهه من الحذية التي تغطي الكعبين‬ ‫لن المقصسسسسود بالمسسسسسح على الخفيسسسسن الوارد فسسسسي‬ ‫النصسسسوص هسسسو التخفيسسسف عسسسن الناس ورفسسسع الحرج‬ ‫والمشقسسة فالصسسحيح الذي عليسسه المحققون مسسن أهسسل‬ ‫العلم جواز المسسح على كسل مسا يلبسس على الرجليسن‬ ‫بسسل إن بعسسض العلماء ل يشترط الشرط الذي ذكرتسسه‬ ‫وهو أن يكون ساترا ً لمحل الفرض في غسل الرجلين‬ ‫ورأيه وجيه ‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬مسا صسفة الجوارب التسي يمسسح عليهسا وهسل يجسب‬ ‫أن تكون سسميكة كالجوارب الصسوفية أم يجوز المسسح‬ ‫على الجوارب الرقيقة ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن المسسح على الجوربيسن كمسا هسو معلوم‬ ‫ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومنقول عن‬ ‫جماعسة مسن الصسحابة رضسي الله عنهسم ولم يرد عنهسم‬ ‫فيمسا أعلم صسفة الجورب الذي يجوز المسسح عليسه مسن‬ ‫حيسسث كونسسه ثخينا ً أو رقيقا ً والصسسل أن مسسا جاء عسسن‬ ‫الشارع بدون تقييد أن يبقى على إطلقه ويترتب على‬ ‫ذلك جواز المسسسح على مطلق جورب ويؤيسسد ذلك أنسسه‬ ‫نقسل عسن عمسر وعلي رضسي الله عنهمسا جواز المسسح‬ ‫على الجورب الرقيسسسسسسق ‪ .‬ذكره المام النووي فسسسسسسي‬ ‫المجموع ‪. 1/500‬‬ ‫ثسسم إن القول بجواز المسسسح على كسسل جورب يحقسسق‬ ‫معنسسى الرخصسسة المقصسسودة مسسن ذلك وهسسو التخفيسسف‬ ‫والتيسير على الناس ‪.‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬مسسا الحكسسم إذا لبسسس جوربا ً فوق الجورب الذي‬ ‫مسح عليه ‪ ،‬هل يجوز المسح على الجورب الثاني ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إذا لبس الجورب الثاني قبل أن يحدث فله‬ ‫أن يمسسسح على الجورب الثانسسي وتعتسسبر مدة المسسسح‬ ‫حسب الجورب الول ‪.‬‬ ‫رابعا ً ‪ :‬مسا الحكسم إذا نزع الجورب بعسد أن مسسح عليسه‬ ‫وهو على ضوء فهل ينتقض وضوءه أم ل ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن الوضوء ل ينتقسسسض بمجرد نزع الخسسسف‬ ‫على الراجسح مسن أقوال أهسل العلم مسا لم يطرأ ناقسض‬ ‫مسن نواقسض الوضوء ‪ ،‬قال المام النووي بعسد أن ذكسر‬ ‫ثلثسسة أقوال فسسي المسسسألة ‪ [:‬الرابسسع ل شيسسء عليسسه ل‬ ‫غسل القدمين ول غيره بل طهارته صحيحة يصلي بها‬ ‫مسا لم يحدث كمسا لو لم يخلع وهذا المذهسب حكاه ابسن‬

‫‪8‬‬

‫المنذر عن الحسن البصري وقتادة وسليمان بن حرب‬ ‫واختاره ابسسن المنذر وهسسو المختار القوى … واحتسسج له‬ ‫بأن طهارتسه صسحيحة فل يبطسل بل حدث كالوضوء وأمسا‬ ‫نزع الخف فل يؤثر في الطهارة بعد صحتها كما لو لم‬ ‫مسح رأسه ثم حلقه ] المجموع ‪. 1/527‬‬ ‫وهسسو قول شيسسخ السسسلم ابسسن تيميسسة حيسسث قال ‪ [:‬ول‬ ‫ينتقسض وضوء الماسسح على الخسف والعمامسة بنزعهمسا‬ ‫ول بانقضاء المدة ول يجب عليه مسح رأسه ول غسل‬ ‫قدميسسه وهسسو مذهسسب الحسسسن البصسسري كإزالة الشعسسر‬ ‫الممسسسوح على الصسسحيح مسسن مذهسسب أحمسسد وقول‬ ‫الجمهور ] الختيارات العلمية ص ‪. 15‬‬ ‫وهذا أيضا ً مذهب ابن حزم الظاهري فقد قال ‪ [:‬ومن‬ ‫مسسح كمسا ذكرنسا على مسا فسي رجليسه ثسم خلعهمسا لم‬ ‫يضره ذلك شيئا ً ول يلزمسسسه إعادة الوضوء ول غسسسسل‬ ‫رجليسسه بسسل هسسو طاهسسر كمسسا كان ويصسسلي كذلك … ]‬ ‫المحلى ‪. 1/337‬‬ ‫*****‬ ‫حاضت امرأة بعد دخول وقت الصلة‬

‫تقول السسسائلة ‪ :‬إذا حاضسست المرأة بعسسد دخول وقسست‬ ‫صسسلة مسسن الصسسلوات الخمسسس فهسسل يجسسب عليهسسا أن‬ ‫تقضي تلك الصلة بعد أن تطهر ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إذا حاضست المرأة بعسد دخول وقست الصسلة‬ ‫بما يسع الصلة فيجب عليها قضاء تلك الصلة بعد أن‬ ‫تطهر ‪ ،‬فمثل ً إذا حاضت امرأة بعد دخول وقت صلة‬ ‫المغرب بوقست يتسسع لصسلة ثلث ركعات فيجسب عليهسا‬ ‫أن تقضسسي صسسلة المغرب بعسسد أن تطهسسر لن الصسسلة‬ ‫تصسسير واجبسسة فسسي حسسق المسسسلم بدخول الوقسست وهذه‬ ‫أدركسست مسسن الوقسست مقدار الصسسلة فيجسسب عليهسسا أن‬ ‫تقضي تلك الصلة ‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫وكذلك إذا طهرت الحائض واغتسسلت مسن الحيسض وقسد‬ ‫بقسي مسن وقست الصسلة مقدار ركعسة فيجسب عليهسا أن‬ ‫تصلي تلك الصلة ‪ ،‬فمثل ً إذا طهرت امرأة من الحيض‬ ‫واغتسسلت قبسل غروب الشمسس بمقدار ركعسة فيجسب‬ ‫عليهسا أن تصسلي صسلة العصسر ويدل على ذلك مسا ورد‬ ‫فسي حديسث أبسي هريرة رضسي الله عنسه أن النسبي صسلى‬ ‫الله عليسسه وسسسلم قال ‪ (:‬مسسن أدرك ركعسسة مسسن الصسسبح‬ ‫قبسل أن تطلع الشمسس فقسد أدرك الصسبح ومسن أدرك‬ ‫ركعسة مسن العصسر قبسل أن تغرب الشمسس فقسد أدرك‬ ‫العصر ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫وفي رواية في الصحيحين أيضا ً ‪ (:‬من أدرك ركعة من‬ ‫الصلة فقد أدرك الصلة )‪.‬‬ ‫*****‬ ‫خطأ في قبلة المسجد‬

‫يقول السسائل ‪ :‬يوجسد فسي بلدتنسا مسسجد وقسد تسبين أن‬ ‫قبلة المسسسجد غيسسر صسسحيحة فهسسي منحرفسسة كثيرا ً عسسن‬ ‫اتجاه القبلة الصسسحيح ولكسسن بعسسض المصسسلين يرفضون‬ ‫تصحيح قبلة المسجد خوف الفتنة فما قولكم في هذه‬ ‫القضية ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬مسن المعلوم أن اسستقبال القبلة شرط مسن‬ ‫شروط صسسسحة الصسسسلة ويدل على ذلك قوله تعالى ‪(:‬‬

‫ُ‬ ‫جهَس َ‬ ‫فَوَ ِّ‬ ‫ك َ‬ ‫م فَوَل ّوا‬ ‫حي ْس ُ‬ ‫حَرامس ِ وَ َ‬ ‫جد ِ ال ْ َ‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫م ْس‬ ‫ما كُنْت ُس ْ‬ ‫ث َس‬ ‫س ِ‬ ‫شطَْر ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫شطَْره ُ ) سورة البقرة الية ‪. 150‬‬ ‫وُ ُ‬ ‫جوهَك ُ ْ‬

‫ويجسسسب تحري القلبسسسة عنسسسد بناء المسسسساجد فإذا بنسسسي‬ ‫المسسسجد وتسسبين بعسسد ذلك أن هنالك خطسسأ فسسي قبلة‬ ‫المسجد فيجب تصحيح ذلك الخطأ والتوجه إلى القبلة‬ ‫ول يجوز لحسسسد أن يمنسسسع ذلك لن التوجسسسه إلى القبلة‬ ‫شرط لصسسحة الصسسلة كمسسا قلت وينبغسسي تحقيسسق ذلك‬

‫‪10‬‬

‫وتسبيين الحكسم الشرعسي فسي هذه المسسألة للناس ول‬ ‫فتنة في الحكم الشرعي أبدا ً ‪.‬‬ ‫ويدل على ذلك مسسا ورد فسسي الحديسسث عسسن البراء بسسن‬ ‫عازب رضسسي الله عنسسه ‪ (:‬أن النسسبي صسسلى الله عليسسه‬ ‫َ‬ ‫وسسلم لمسا قدم إلى المدينسة صسل ّى قبسل بيست المقدس‬ ‫ستة عشر شهرا ً أو سبعة عشر شهرا ً وكان يعجبه أن‬ ‫تكون قبلتسه قبسل البيست وأنسه أول صسلة صسلها صسلة‬ ‫العصسر وصسلى معسه قوم فخرج رجسل ممسن صسلى معسه‬ ‫فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال ‪ :‬أشهد بالله‬ ‫لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل‬ ‫مكة فداروا كما هم قبل البيت ) رواه البخاري ومسلم‬ ‫‪.‬‬ ‫وعسن ابسن عمسر رضسي الله عنهمسا قال ‪ (:‬بينمسا الناس‬ ‫بقباء فسي صسلة الصسبح إذ جاءهسم آت فقال ‪ :‬إن النسبي‬ ‫صسلى الله عليسه وسسلم قسد أنزل عليسه الليلة قرآن وقسد‬ ‫أمسسر أن يسسستقبل القبلة فاسسستقبلوها وكانسست وجوههسسم‬ ‫إلى الشام فاسسسسستداروا إلى الكعبسسسسة ) رواه البخاري‬ ‫ومسلم ‪.‬‬ ‫وعسن أنسس رضسي الله عنسه ‪ (:‬أن الرسسول صسلى الله‬ ‫عليه وسلم كان يصلي نحو بيت المقدس فنزلت ‪ (:‬قَدْ‬ ‫ُ‬ ‫ما ِء فَلَنُوَل ِّيَن َّ َ‬ ‫ك ف ِي ال َّ‬ ‫جه ِ َ‬ ‫ضاه َا فَوَ ِّ‬ ‫ل‬ ‫ك قِبْل َ ً‬ ‫ب وَ ْ‬ ‫نََرى تَقَل ّ َ‬ ‫ة تَْر َ‬ ‫س َ‬ ‫جه َ َ‬ ‫ك َ‬ ‫حَرامِ) فمر رجل من بني سلمة‬ ‫جد ِ ال ْ َ‬ ‫وَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫شطَْر ال ْ َ‬

‫وهم ركوع في صلة الفجر وقد صلوا ركعة فنادى ‪ :‬أل‬ ‫إن القبلة قسد حولت فمالوا كمسا هسم نحسو القبلة ) رواه‬ ‫مسلم ‪.‬‬ ‫وبناء على هذه الدلة يجسسسب تصسسسحيح قبلة المسسسسجد‬ ‫المذكور حتسسى تصسسح الصسسلة ومسسن صسسلى إلى القبلة‬ ‫القديمسسة فسسي ذلك المسسسجد بعسسد أن ثبسست أنهسسا خطسسأ‬

‫‪11‬‬

‫فصسلته باطلة ول تصسح لن اسستقبال القبلة فرض كمسا‬ ‫ذكرت ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫اللتفات في الصلة‬

‫يقول السسائل ‪ :‬قرأت بعسض كتسب الحديسث عسن أنسس‬ ‫رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال‬ ‫‪ (:‬إياك واللتفات في الصلة فإن اللتفات في الصلة‬ ‫هلكسة ‪ ،‬فإن كان ول بسد ففسي التطوع ل فسي الفريضسة )‬ ‫ويقول السائل إن الحديث رواه البخاري فهل الحديث‬ ‫صحيح أم ل ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن هذا الحديسسسسسث لم يروه البخاري فسسسسسي‬ ‫صسحيحه وإنمسا رواه الترمذي وهسو حديسث ضعيسف عنسد‬ ‫المحققين من أهل الحديث وإن كان قد ورد في بعض‬ ‫نسخ الترمذي أنه صحيح ‪.‬‬ ‫وقسد تكلم على الحديسث العلمسة ابسن القيسم فقال ‪… [:‬‬ ‫ولكسن للحديسث علتان أحدهمسا ‪ :‬أن روايسة سسعيد عسن‬ ‫أنسس ل تعرف ‪ .‬الثانيسة ‪ :‬إن فسي طريقسه علي بسن زيسد‬ ‫بن جدعان ] زاد المعاد ‪. 1/249‬‬ ‫وكذلك ضعف هذا الحديث الشيخ المحدث ناصر الدين‬ ‫اللبانسي فقال معلقا ً على اسستدلل صساحب فقسه السسنة‬ ‫به ‪ [:‬فيه مؤاخذتان ‪:‬‬ ‫الولى ‪ :‬إن الترمذي لم يصسححه وليسس تصسحيحه فسي‬ ‫أية نسخة من سنن الترمذي كما قال محققه الفاضل‬ ‫أحمسد محمسد شاكسر بسل فسي بعسض نسسخه ‪ ،‬قال ‪ :‬هذا‬ ‫حديسث حسسن وفسي بعضهسا حديسث غريسب وفسي أخرى‬ ‫هذا حديث حسن غريب ‪.‬‬ ‫الثانيسة ‪ :‬أن الحديسث ليسس بصسحيح ول حسسن لنسه مسن‬ ‫رواية علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب‬

‫‪12‬‬

‫قال ‪ :‬قال أنسس بسن مالك ‪ :‬وهذا السسناد ضعيسف فسي‬ ‫علتان ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ضعف علي بن زيد ‪ .2 .‬النقطاع بين ابن المسيب‬ ‫وأنس … ] تمام المنة ص ‪. 309-308‬‬ ‫وبهذا يظهسسر لنسسا أن الحديسسث ضعيسسف ل يعول عليسسه‬ ‫وبالتالي فإن اللتفات فسي الصسلة لغيسر حاجسة مكروه‬ ‫كمسا هسو مذهسب الجمهور مسن أهسل الفقسة والعلم وهذا‬ ‫الحكسسم عام فسسي صسسلة الفريضسسة وصسسلة النافلة ويدل‬ ‫على ذلك مسسا رواه البخاري فسسي صسسحيحه عسسن عائشسسة‬ ‫رضسي الله عنهسا قالت ‪ (:‬سسألت رسسول الله صسلى الله‬ ‫عليسسه وسسسلم عسسن اللتفات فسسي الصسسلة ؟ فقال ‪ :‬هسسو‬ ‫اختلس يختلسه الشيطان من صلة العبد ) واللتفات‬ ‫فسسسسسسي الصسسسسسسلة يدل على عدم الخشوع لن خشوع‬ ‫الجوارح مسسسن خشوع القلب وكمسسسا قال سسسسعيد بسسسن‬ ‫المسسيب لمسا رأى رجل ً يتحرك فسي صسلته ‪ [:‬لو خشسع‬ ‫قلبسسه لخشعسست جوارحسسه ] وينبغسسي على المسسسلم أن‬ ‫يخشسع فسي صسلته فل يلتفست ول يتحرك لغيسر حاجسة ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م فِسي‬ ‫قال تعالى ‪:‬‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫منُو َس‬ ‫( قَد ْ أفْل َس َ‬ ‫ن هُس ْ‬ ‫ح ال ْ ُ‬ ‫ن ال ّذِي َس‬ ‫ن )‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫خا ِ‬ ‫شعُو َ‬ ‫صَلتِهِ ْ‬ ‫َ‬ ‫تحريك الصبع في التشهد‬

‫مسسا حكسسم تحريسسك الصسسبع باسسستمرار فسسي التشهسسد فسسي‬ ‫الصلة وهل تسبطل تلك الحركة الصلة ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن تحريسسك الصسسبع فسسي الصسسلة ثابسست عسسن‬ ‫رسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم فقسد ورد فسي ذلك‬ ‫أحاديث منها ‪:‬‬ ‫عن وائل بن حجر أنه قال في صفة صلة رسول الله‬ ‫صسسلى الله عليسسه وسسسلم ‪ (:‬ثسسم قعسسد فافترش رجله‬ ‫اليسسسرى ووضسسع كفسسه اليسسسرى على فخذه وركبتسسه‬ ‫اليسسرى وجعسل حسد مرفقسه اليمسن عسل فخذه اليسسرى‬

‫‪13‬‬

‫ثم قبض ثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع إصبعه‬ ‫فرأيتسه يحركهسا يدعسو بهسا) رواه أحمسد والنسسائي وأبسو‬ ‫داود وغيرهم وهو حديث صحيح‪.‬‬ ‫وعن ابن عمر قال ‪ (:‬كان رسول الله صلى الله عليه‬ ‫وسسسلم إذا جلس فسسي الصسسلة وضسسع يديسسه على ركبتيسسه‬ ‫ورفسع إصسبعه اليميسن التسي تلي البهام فدعسا بهسا ويده‬ ‫اليسرى على ركبته باسطها عليها ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وغيسر ذلك مسن الحاديسث التسي يؤخسذ منهسا ثبوت تحريسك‬ ‫الصسبع " ال سبابة " أثناء التشهد وحديث وائل المتقدم‬ ‫[ روايسة صسريحة فسي تحريسك الصسبع وجاء وصسف فعله‬ ‫صسلى الله عليسه وسسلم بسس " يحرك " وهسو فعسل مضارع‬ ‫يفيسد السستمرارية حتسى تسسليم المصسلي وفراغسه مسن‬ ‫صلته ]‪ .‬القول المبين ص ‪. 162‬‬ ‫وتحريسك الصسبع عنسد التشهسد سسنة قال بهسا جماعسة مسن‬ ‫أهسل العلم منهسم المام مالك والمام أحمسد وهسو قول‬ ‫في مذهب الشافعية وبه قال جماعة من أهل الحديث‬ ‫وأفاد الشيخ اللباني أنه ل يوجد دليل من السنة على‬ ‫أن تحريسك الصسبع يكون فقسط عنسد التلفسظ بالشهادتيسن‬ ‫كما قال بعض الفقهاء ‪ .‬انظر صفة صلة النبي ص ‪140‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وأمسا قول مسن زعسم بأن تحريسك الصسبع مبطسل للصسلة‬ ‫فكلم باطسل ل يصسح وهسو قول شاذ ل دليسل عليسه كمسا‬ ‫قال المام النووي في المجموع ‪. 3/354 .‬‬ ‫وأمسسا الحديسسث الوارد فسسي عدم تحريسسك الصسسبع وهسسو‬ ‫حديسث عبسد الله بسن الزبيسر أنسه ذكسر ‪ (:‬أن النسبي صسلى‬ ‫الله عليسسسه وسسسسلم كان يشيسسسر بإصسسسبعه إذا دعسسسا ول‬ ‫يحركهسسا ) رواه أبسسو داود وغيره فهسسو حديسسث ضعيسسف‬ ‫ضعفه ابن القيم واللباني وغيرهما ‪ ،‬راجع تمام المنة‬ ‫ص ‪. 218-217‬‬

‫‪14‬‬

‫*****‬ ‫القراءة والذكار في الصلة ل تصح بدون تحريك اللسان‬

‫مسا حكسم تحريسك اللسسان أثناء القراءة فسي الصسلة غيسر‬ ‫الجهرية وما دليل ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن القراءة فسسسسسي الصسسسسسلة وكذلك الذكار‬ ‫المطلوبة في الصلة كالتكبير والتسبيح ونحوهما ل بد‬ ‫فيهسسا مسسن التلفسسظ ول يحسسسب منهسسا شيسسء ول تكون‬ ‫مجزئة حتسى يحرك المصسلي لسسانه ويتلفسظ بهسا وأقسل‬ ‫ذلك أن يسسسسمع المصسسسلي نفسسسسه قال المام النووي‬ ‫رحمسه الله ‪ [:‬اعلم أن الذكار المشروعسة فسي الصسلة‬ ‫وغيرهسا واجبسة كانست أو مسستحبة ل يحسسب شيسء منهسا‬ ‫ول يعتد به حتى يتلفظ به بحيث يسمع نفسه إذا كان‬ ‫صحيح السمع ل عارض له ] الذكار للنووي ص ‪. 10‬‬ ‫وقال المام النووي أيضا ً موضحا ً معنسسى السسسرار فسسي‬ ‫الصسسلة وأقله ‪ [:‬وأدنسسى السسسرار أن يسسسمع نفسسسه إذا‬ ‫كان صسسحيح السسسمع ول عارض عنده مسسن لغسسط وغيره‬ ‫وهذا عام فسي القراءة والتكسبير والتسسبيح فسي الركوع‬ ‫وغيره والتشهسد والسسلم والدعاء سسواء واجبهسا ونفلهسا‬ ‫ل يحسب شيء منها حتى يسمع نفسه إذا كان صحيح‬ ‫السمع ول عارض فإن لم يكن كذلك رفع بحيث يسمع‬ ‫لو كان كذلك ل يجزيسسسه غيسسسر ذلك هكذا نسسسص عليسسسه‬ ‫الشافعي واتفق عليه الصحاب ] المجموع ‪. 3/295‬‬ ‫ويدل على ذلك أننسسسا قسسسد أُمرنسسسا بقراءة القرآن فسسسي‬ ‫ما تَي َ س َّ‬ ‫ن‬ ‫سَر ِ‬ ‫الصسسلة كمسسا قسسي قوله تعالى ‪ (:‬فَاقَْرءُوا َ س‬ ‫م َس‬ ‫ن ) وكمسا فسي قوله عليسه الصسلة والسسلم فسي‬ ‫ال ْ ُقْرءَا ِس‬ ‫حديسث المسسيء صسلته ‪ (:‬ثسم اقرأ مسا تيسسر معسك مسن‬ ‫القرآن ) والقراءة ل تسسسمى قراءة حتسسى يتلفسسظ بهسسا‬ ‫ويحرك اللسسان وأقسل ذلك أن يسسمع النسسان نفسسه‬ ‫فإن لم يفعسسل ذلك فل تسسسمى حينئذ قراءة وقسسد أجاز‬

‫‪15‬‬

‫أهسسل العلم للجنسسب وللحائض وللنفسسساء تمريسسر القرآن‬ ‫على القلب دون قراءتسسسه هذا يدل على أنهمسسسا أمران‬ ‫مختلفان لن قراءة الجنسب والحائض والنفسساء ل تجوز‬ ‫‪.‬‬ ‫*****‬ ‫طرد الطفال من المساجد‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬إن بعسسض المصسسلين يطردون الطفال‬ ‫مسن المسسجد بحجسة أنهسم يشوشون على المصسلين فما‬ ‫حكم ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن طريقسة تعامسل الرسسول صسلى الله عليسه‬ ‫وسسلم مسع الطفال فسي المسسجد وأثناء الصسلة تختلف‬ ‫اختلفا ً واضحا ً عن واقع تعامل كثير من المسلمين مع‬ ‫الطفال فسسي المسسساجد وإليكسسم بعسسض المواقسسف التسسي‬ ‫حصلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بعض‬ ‫الطفال حتسى نتعلم مسن رسسول الله صسلى الله عليسه‬ ‫وسلم ونهتدي بهديه عليه الصلة والسلم ‪:‬‬ ‫‪ .1‬عن شداد رضي الله عنه قال ‪ (:‬خرج علينا رسول‬ ‫الله صسلى الله عليسه وسسلم فسي إحدى صسلتي العشسى‬ ‫الظهسسر أو العصسر وهسسو حامسسل حسسسنا ً أو حسسينا ً فتقدم‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه عند قدمه ثم كبر‬ ‫للصسلة فصسلى فسسجد سسجدة أطالهسا ‪ ،‬قال ‪ :‬فرفعست‬ ‫رأسسي مسن بيسن الناس فإذا الصسبي على ظهسر رسسول‬ ‫الله صسلى الله عليسه وسسلم وهسو سساجد فرجعست إلى‬ ‫سجودي فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫الصسسلة قال الناس ‪ :‬يسسا رسسسول الله ‪ :‬إنسسك سسسجدت‬ ‫سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى‬ ‫إليسسك ؟ قال ‪ :‬كسسل ذلك لم يكسسن ولكسسن ابنسسي ارتحلنسسي‬ ‫فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته ) رواه النسائي‬ ‫والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫‪ .2‬وفسي حديسث آخسر ‪ (:‬كان الرسسول صسلى الله عليسه‬ ‫وسسلم يصسلي فإذا سسجد وثسب الحسسن والحسسين على‬ ‫ظهره فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهما فلما قضى‬ ‫الصسسلة وضعهمسسا فسسي حجره ) رواه ابسسن خزيمسسة فسسي‬ ‫صحيحه ‪.‬‬ ‫‪ .3‬وقال أبو قتادة رضي الله عنه ‪ (:‬رأيت رسول الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت العاص ‪ -‬ابنة زينب‬ ‫بنت الرسول صلى الله عليه وسلم ‪ -‬على عاتقه فإذا‬ ‫ركسسع وضعهسسا وإذا رفسسع مسسن السسسجود أعادهسسا ) رواه‬ ‫البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫‪ .4‬وفسي حديسث آخسر قال رسسول الله صسلى الله عليسه‬ ‫وسسسلم ‪ (:‬إنسسي لدخسسل فسسي الصسسلة وأنسسا أريسسد أطالتهسسا‬ ‫فاسسمع بكاء الصسبي فأتجوّز فسي صسلتي ممسا أعلم مسن‬ ‫شدة وجد أمه من بكائه ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫وفسي حديسث آخسر أن النسبي صسلى الله عليسه وسسلم ‪(:‬‬ ‫جوّز ذات يوم فسسي الفجسسر ‪ -‬أي خفسسف ‪ -‬فقيسسل ‪ :‬يسسا‬ ‫رسسسسول الله لم جوزت ؟ قال ‪ :‬سسسسمعت بكاء صسسسبي‬ ‫فظننست أن أمسه معنسا تصسلي فأردت أن أفرغ له أمسه )‬ ‫رواه أحمد بإسناد صحيح ‪.‬‬ ‫هذا هسسو هدي الرسسسول صسسلى الله عليسسه وسسسلم فسسي‬ ‫تعامله مسسع الطفال فسسي المسسسجد فل ينبغسسي لحسسد أن‬ ‫يطرد الطفال مسسن المسسساجد لنهسسم رجال المسسستقبل‬ ‫والمسجد خير مكان لتعليم الصلة والحكام الشرعية‬ ‫الخرى ‪.‬‬ ‫ولكسن ل بسد مسن التنسبيه أنسه ينبغسي عدم إحضار الطفال‬ ‫الصغار جدا ً إلى المساجد لنهم ل ينضبطون فمثل ابن‬ ‫سنة أو سنتين أو ثلث ل يحضر إلى المسجد ول بأس‬ ‫بإحضار الطفال الذيسن هسم فسي الخامسسة أو السسادسة‬ ‫أو السابعة إلى المساجد ‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫*****‬ ‫الترتيب في قضاء الصلوات الفوائت‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬إنسسه صسسلى المغرب وكان عليسسه قضاء‬ ‫صلتي الظهر والعصر ولكن نظرا ً لضيق الوقت صلى‬ ‫المغرب أول ً ثم قضى الظهر والعصر فما حكم ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن قضاء الصسلة الفائتسة واجسب على الفور‬ ‫بمجرد زوال العذر كالنسسيان أو النوم لقوله صسلى الله‬ ‫عليسه وسسلم ‪ (:‬مسن نام عسن صسلة أو نسسيا فليصسلها إذا‬ ‫ذكرها ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫والترتيسب فسي قضاء الفوائت واجسب عنسد أكثسر الفقهاء‬ ‫لمسسا ثبسست مسسن قضاء النسسبي صسسلى الله عليسسه وسسسلم‬ ‫للفوائت يوم الخندق حيث قضاهن بالترتيب أي الظهر‬ ‫فالعصسسر ثسسم المغرب وهكذا هسسو الصسسل أن الترتيسسب‬ ‫واجسسب ولكسسن هذا الترتيسسب يسسسقط إذا ضاف وقسست‬ ‫الصسلة الحاضرة كمسا فسي السسؤال فمسا فعله السسائل‬ ‫صسحيح إن شاء الله حيسث إنسه صسلى المغرب أول ً نظراً‬ ‫لضيق الوقت وبعد ذلك قضى الظهر والعصر فل بأس‬ ‫بذلك ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫إدراك الركعة بالركوع‬

‫إذا أدرك المصسلي الركوع مسع المام فعسل يعتسبر مدركاً‬ ‫للركعة ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إذا أدرك السسسسبوق المام راكعا ً فقسسسد أدرك‬ ‫تلك الركعسسة وبهذا قال أكثسسر أهسسل العلم ‪ .‬قال المام‬ ‫النووي ‪ [:‬وهذا الذي ذكرناه مسن إدراك الركعسة بإدراك‬ ‫الركوع وهسو الصسواب الذي نسص عليسه الشافعسي وقال‬ ‫جماهيسسسر الصسسسحاب وجماهيسسسر العلماء وتظاهرت بسسسه‬ ‫الحاديث وأطبق عليه الناس … ] المجموع ‪. 4/215‬‬

‫‪18‬‬

‫وفي المسألة قول آخر بأن الركعة ل تدرك إل بإدراك‬ ‫القيام مع المام وهو قول ضعيف شاذ ‪.‬‬ ‫والقول الول هو القول الصحيح في المسألة وقد ثبت‬ ‫عن جماعة من الصحابة أنهم كانوا يعتدون بالركعة إذا‬ ‫أدرك الركوع ‪ ،‬مسن ذلك مسا رواه ابسن أبسي شيبسة عسن‬ ‫نافسسع عسسن ابسسن عمسسر قال ‪ [:‬إذا جئت والمام راكسسع‬ ‫فوضعست يديسك على ركبتيسك قبسل أن يرفسع رأسسه فقسد‬ ‫أدركسست ] ورواه البيهقسسي بلفسسظ ‪ [:‬مسسن أدرك المام‬ ‫راكعا ً فركسع قبسل أن يرفسع المام رأسسه فقسد أدرك تلك‬ ‫الركعة ] وإسناده صحيح ‪.‬‬ ‫ومن ذلك ما رواه ابن أبي شيبة عن زيد بن وهب قال‬ ‫‪ [:‬خرجست مسع عبسد الله ابسن مسسعود مسن داره إلى‬ ‫المسسجد فلمسا توسسطنا المسسجد ركسع المام فكسبر عبسد‬ ‫الله ثم ركع وركعت معه ثم مشينا راكعين حتى انتهينا‬ ‫إلى الصف حتى رفع القوم رؤوسهم قال ‪ :‬فلما قضى‬ ‫المام الصسسلة قمسست أنسسا ‪ -‬وأنسسا أرى لم أدرك ‪ -‬فأخسسذ‬ ‫بيدي عبسسد الله فأجلسسسني وقال ‪ :‬إنسسك قسسد أدركسست ]‬ ‫ورواه البيهقسسسي والطحاوي فسسسي شرح معانسسسي الثار‬ ‫وإسناده صحيح ‪.‬‬ ‫ومثسل ذلك ورد عسن زيسد بسن ثابست وأبسي بكسر الصسديق‬ ‫وعبسد الله بسن الزبيسر ‪ ،‬قال المام البيهقسي ‪ [:‬باب مسن‬ ‫ركسع دون الصسف وفسي ذلك دليسل على إدراك الركعسة‬ ‫ولول ذلك لما تكلفوه ] سنن البيهقي ‪. 2/90‬‬ ‫وقد ورد في المسألة حديث أبي هريرة ولفظه ‪ [:‬من‬ ‫أدرك ركعسة مسع المام قبسل أن يقيسم المام صسلبه فقسد‬ ‫أدرك الصلة ] وهذا الحديث فيه كلم كثير للمحدثين ‪،‬‬ ‫وخلصسسسسته أن الحديسسسسث بمجموع طرقسسسسه المتصسسسسلة‬ ‫والمرسلة يصلح للحتجاج ويقويه ما ثبت عن الصحابة‬ ‫من العمل بمقتضاه ‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫*****‬ ‫القتداء بالمسبوق‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬إنسسه جاء إلى المسسسجد فوجسسد صسسلة‬ ‫الجماعسة قسد انتهست وأنسه اقتدى برجسل مسسبوق فصسلى‬ ‫خلفه فما حكم صلته ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬اقتداؤك بالمسسسسبوق صسسسحيح إن شاء الله‬ ‫على الراجسح من أقوال أهل العلم وقسد دلت على ذلك‬ ‫أحاديسث منهسا حديسث ابسن عباس قال ‪ (:‬بست فسي بيست‬ ‫خالتي ميمونة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫مسن الليسل فتوضسأ ثسم قام إلى الصسلة فقمست فتوضأت‬ ‫كمسا توضسأ ثسم جئت فقمست عسن يسساره فأخسذ بيمينسي‬ ‫فأدارنسي مسن ورائه فأقامنسي عسن يمينسه فصسليت معسه )‬ ‫رواه البخاري ومسسلم وأصسحاب السسنن واللفسظ لبسي‬ ‫داود ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وحديث أنس أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى‬ ‫في شهر رمضان قال ‪ (:‬فجئت فقمت إلى جنبه وجاء‬ ‫آخر فقام إلى جنبي حتى كنا رهطا ً ‪ ،‬فلما أحس النبي‬ ‫صسسلى الله عليسسه وسسسلم بنسسا تجوّز فسسي صسسلته ) رواه‬ ‫مسلم ‪.‬‬ ‫وحديسسث عائشسسة ‪ (:‬أن رسسسول الله صسسلى الله عليسسه‬ ‫وسسسلم كان يصسسلّي فسسي حجرتسسه وجدار الحجرة قصسسير‬ ‫فرأى الناس شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫فقام الناس يصسسلون بصسسلته فأصسسبحوا فتحدثوا فقام‬ ‫رسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم يصسلي الليلة الثانيسة‬ ‫فقام ناس يصلون بصلته ) رواه البخاري ‪.‬‬ ‫وحديسسث أبسسي سسسعيد أن رسسسول الله صسسلى الله عليسسه‬ ‫وسلم رأى رجل ً يصلي وحده فقال ‪ (:‬أل رجل يتصدق‬ ‫على هذا فيصلي معه ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي‬ ‫وهو حديث صحيح كما قال الشيخ اللباني ‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫وهذه الحاديسث تدل على أنسه ل يشترط فسي المام أن‬ ‫ينوي المامسة فالرسسول صسلى الله عليسه وسسلم شرع‬ ‫فسسي الصسسلة منفردا ً ثسسم جاء ابسسن عباس فصسسلى معسسه‬ ‫جماعسسة وكذلك فإن الرجسسل الذي رآه الرسسسول صسسلى‬ ‫الله عليه وسلم يصلي وحده شرع في الصلة منفرداً‬ ‫فسحض النبي عليه الصلة والسلم رجل ً يصلي معه ‪(:‬‬ ‫فسقسام رجسل مسن السقسوم فصلى معه ) كما في رواية‬ ‫البيهقسسسي ‪ ،‬ول فرق بيسسن مسسن كان منفردا ً ومسسسن كان‬ ‫مسسسبوقا ً فل مانسسع مسسن اقتداء غيره بسسه ليحصسسل أجسسر‬ ‫الجماعة ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫سهى المام فقام إلى الخامسة‬

‫إمام في صلة رباعية قام سهوا ً إلى الركعة الخامسة‬ ‫فما الحكم في ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إذا سسسها المام فسسي الصسسلة الرباعيسسة وقام‬ ‫إلى الخامسة فعلى المصلين أن يسبحوا ليذكروه فإذا‬ ‫سسبَّحوا فعليسه أن يجلس ويأتسي بالتشهسد الخيسر إن لم‬ ‫يكن قد أتى به وعليه أن يسجد سجدتي السهو ‪.‬‬ ‫وأمسسسا إذا كان المصسسسلي منفردا ً فقام إلى الخامسسسسة‬ ‫وتذك ّسسر بعسسد ذلك فعليسسه أن يجلس ويسسسجد سسسجدتي‬ ‫السسهو وهذا مذهسب جمهور أهسل العلم ويدل على مسا‬ ‫قلت حديسسث ابسسن مسسسعود أن النسسبي صسسلى الله عليسسه‬ ‫وسسسلم صسسلى الظهسسر خمسسسا ً فقيسسل له ‪ (:‬أزيسسد فسسي‬ ‫الصسسلة ؟ فقال ‪ :‬ومسسا ذلك ؟ قالوا ‪ :‬صسسليت خمسسساً‬ ‫فسسجد سسجدتين بعدمسا سسلّم ) رواه البخاري ومسسلم‬ ‫ول تبطل صلة المصلي وإن زاد خامسة سجد فيها أو‬ ‫لم يسسجد ول يلزمسه أن يضيسف ركعسة سسادسة كمسا قال‬ ‫بعسسسسسض الفقهاء فقولهسسسسسم ضعيسسسسسف ول تؤيده الدلة‬ ‫والصحيح ما قاله جمهور الفقهاء ‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫*****‬

‫حكم قراءة القرآن قبل الذان‬

‫يقول السسسسسسسسسسائل ‪ :‬جرت العادة بقراءة القرآن لمدة‬ ‫عشرة دقائق تقريبا ً قبل الذان للصلوات الخمس عبر‬ ‫مكبرات الصوت ‪ ،‬فما حكم ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل شسسسسك أن قراءة القرآن الكريسسسسم مسسسسن‬ ‫العبادات العظيمة التي يتقرب بها العبد إلى ربه وهي‬ ‫جائزة فسي جميسع الوقات وأمسا تحديسد القراءة وجعلهسا‬ ‫قبسل الذان والمحافظسة على ذلك بصسفة دائمسة فأمسر‬ ‫مخالف لمسا كان عليسه الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫فلم يرد عنسسه عليسسه الصسسلة والسسسلم أنسسه كان يأمسسر‬ ‫المؤذن بقراءة القرآن قبسل الذان ولم يقسم دليسل على‬ ‫أن ذلك مشروع فينبغسسسسسسسسي ترك هذا وعدم فعله لن‬ ‫تخصيص العبادة بوقت معين بدون دليل شرعي يعتبر‬ ‫بدعة مخالفة لهدي المصطفى عليه الصلة والسلم ‪.‬‬ ‫وقد صار ب عض الناس يظن أن تلك القراءة ل بد منها‬ ‫فإذا غفسسل المؤذن مرة عسسن القراءة قبسسل الذان لمسسه‬ ‫الناس على ذلك واعتبروه قد أخل بأمر ل بد منه ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪22‬‬

‫اتصال الصفوف‬

‫يقول السسائل ‪ :‬نرى بعسض المصسلين وخاصسة فسي يوم‬ ‫الجمعة يصلون في ساحات المسجد وتكون صفوفهم‬ ‫غيسر متصسلة مسع الصسفوف داخسل المسسجد فمسا حكسم‬ ‫صلتهم ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم قسد أمسر‬ ‫بتسسوية الصسفوف فسي الصسلة وسسد الخلل الواقسع فيهسا‬ ‫كمسا أمسر بإتمام الصسف الول فالول وقسد ورد فسي ذلك‬ ‫أحاديث كثيرة منها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬عسن جابر بسن سسمرة رضسي الله عنسه أن الرسسول‬ ‫صسلى الله عليسه وسسلم قال ‪ (:‬أل تصسفون كمسا تصسف‬ ‫الملئكسة عنسد ربهسا فقلنسا ‪ :‬يسا رسسول الله وكيسف تصسف‬ ‫الملئكسسسة عنسسسد ربهسسسا ؟ قال ‪ :‬يتمون الصسسسفوف الُول‬ ‫ويتراصون في الصف ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫‪ .2‬وعسن أنسس رضسي الله عنسه أن الرسسول صسلى الله‬ ‫عليسسه وسسسلم قال ‪ (:‬أتموا الصسسف الول ثسسم الذي يليسسه‬ ‫فإن كان نقص فليكن في الصف المؤخر ) رواه أحمد‬ ‫وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان وهو حديث‬ ‫حسن كما قال المنذري والحافظ ابن حجر ‪.‬‬ ‫‪ .3‬وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن الرسول‬ ‫صسسلى الله عليسسه وسسسلم رأى فسسي أصسسحابه تأخرا ً فقال‬ ‫لهسم ‪ (:‬تقدموا فائتموا بسي وليأتسم بكسم مسن ورائكسم ‪ ،‬ل‬ ‫يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله عز وجل ) رواه‬ ‫مسلم ‪.‬‬ ‫‪ .4‬وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله‬ ‫عليه وسلم قال ‪ (:‬رصوا صفوفكم قاربوا بينها وحاذوا‬

‫‪23‬‬

‫العناق فوالذي نفسسي بيده إنسي لرى الشيطان يدخسل‬ ‫فسي خلل الصسفوف كأنهسا الحذف ) رواه أبسو داود وابسن‬ ‫حبان وصسسححه وغيسسر ذلك مسسن الحاديسسث والذي يؤخسسذ‬ ‫مسن هذه الحاديسث أن تسسوية الصسفوف واجبسة ويشمسل‬ ‫ذلك اتصال الصفوف الول فالول فإن الوعيد الشديد‬ ‫الوارد فسي عدم تسسوية الصسف يدل على حرمسة ذلك ‪،‬‬ ‫فتسوية الصفوف واجبة لمر الرسول صلى الله عليه‬ ‫وسسلم بتسسوية الصسفوف والصسل فسي المسر أنسه يفيسد‬ ‫الوجوب ما لم يصرفه صارف ‪.‬‬ ‫ول شسك أن مسن تسسوية الصسفوف إتمام الصسف الول‬ ‫فالول ول يجوز أن يشرع فسسي الصسسف الثانسسي إل بعسسد‬ ‫إتمام الصسف الول وهذا باتفاق أكثسر أهسل العلم لقول‬ ‫الرسول عليه الصلة والسلم ‪ (:‬أتموا الصف الول ثم‬ ‫الذي يليه فإن كان نقص فليكن في الصف المؤخر )‪.‬‬ ‫وبناء على ذلك فإن مسن يصسف فسي سساحات المسسجد‬ ‫الخارجيسة ول يكون صسفه متصسل ً مسع الصسفوف داخسل‬ ‫المسسجد فل تصسح صسلتهم مسع الجماعسة كمسا هسو الحال‬ ‫فسي كثيسر مسن المسساجد الكسبيرة فإنهسم يصسلون بقرب‬ ‫أبواب الساحات الخارجية ويكون بينهم وبين آخر صف‬ ‫متصل مسافات بعيدة فإن صلة هؤلء غير صحيحة ‪.‬‬ ‫قال شيسخ السسلم ابسن تيميسة رحمسه الله ‪ [:‬فإن امتلً‬ ‫المسسجد بالصسفوف صسفوا خارج المسسجد فإذا اتصسلت‬ ‫الصسسسفوف حينئذ فسسسي الطرقات والسسسسواق صسسسحت‬ ‫صلتهم وأما إذا صفوا وبينهم وبين الصف الخر طريق‬ ‫يمشسي فيسه الناس لم تصسح صسلتهم فسي أظهسر قولي‬ ‫العلماء … ) مجموع الفتاوى ‪. 23/410‬‬ ‫وقال بعض أهل العلم ‪ [:‬على أن القول الراجح عندي‬ ‫أنسسه ل يصسسح للمأموم أن يقتدي بالمام خارج المسسسجد‬ ‫وإن رأى المام أو المأموميسسن إذا كان فسسي المسسسجد‬

‫‪24‬‬

‫مكان يمكنسسسه أن يصسسسلي فيسسسه وذلك لن المقصسسسود‬ ‫بالجماعسسة التفاق فسسي المكان وفسسي الفعال فإذا كان‬ ‫المسجد واسعا ً ويمكن أن يصلي النسان في المسجد‬ ‫فإنه ل يصح أن يتابع الجماعة في غير المسجد أما لو‬ ‫امتل المسجد وصار من كان خارج المسجد يصلي مع‬ ‫المام ويمكنسسسه المتابعسسسة فإن الراجسسسح جواز متابعتسسسه‬ ‫للمام وائتمامسسسه بسسسه سسسسواء رأى المام أو لم يره إذا‬ ‫كانت الصفوف متصلة ]‪.‬‬ ‫وأخيرا ً فإن من واجب المام أن يأمر المصلين بتسوية‬ ‫الصسسفوف وإكمال الصسسف الول فالول لمسسا ثبسست فسسي‬ ‫الحديسث عسن النعمان بسن بشيسر رضسي اله عنسه قال ‪(:‬‬ ‫كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا‬ ‫حتسى كأن ما يسوي القداح ‪ -‬وهسي أعواد السسهام ‪ -‬حتسى‬ ‫رأى أنا قد عقلنا عنه ثم خرج يوما ً فقام حتى كاد يكبر‬ ‫فرأى رجل ً باديا ً صسسسدره فسسسي الصسسسف فقال عباد الله‬ ‫لتسون صفوفكم أو ليخالفن وجوهكم ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫نوم المام‬

‫يقول السسائل ‪ :‬عندنسا إمام مسسجد مصساب ‪ -‬على مسا‬ ‫أعلم ‪ -‬بمرض في قلبه وهذا المرض يسبب له نوما ً أو‬ ‫سسهوا ً وخاصسة وهسو يؤم الناس ‪ ،‬أحيانا ً يسستفيق لوحده‬ ‫وأحيانا ً يوقظه أحد المأمومين ‪ .‬فما حكم الصلة خلف‬ ‫هذا المام ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إذا كان حال المام كمسسسسا وصسسسسفت فسسسسي‬ ‫السسسسسسؤال وتلك الحالة ملزمسسسسسة له فل ينبغسسسسسي لهذا‬ ‫الشخسسسسص أن يؤم المصسسسسلين وعليسسسسه أن يقدم غيره‬ ‫للمامة فإن من شروط المامة أن يكون المام قادراً‬ ‫على القيام بأداء الصسلة مسستكمل ً لركانهسا وشروطهسا‬

‫‪25‬‬

‫وهذا المام ينام فسسي صسسلته أو يسسسهو فيهسسا كثيرا ً فل‬ ‫يؤدي الصلة كما يجب فعليه أن ل يصلي بالناس ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫القتداء بالمام القاعد‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬إن إمامهسسم فسسي الصسسلة مريسسض ول‬ ‫يسسستطيع الصسسلة قائما ً فيصسسلي قاعدا ً فكيسسف يصسسنع‬ ‫المصلون خلفه هل يصلون قياما ً أم جلوسا ً ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن الفضسسسل فسسسي حسسسق هذا المام الذي ل‬ ‫يسسستطيع أن يصسسلي قائما ً أن يسسستخلف غيره ليصسسلي‬ ‫بالناس قائما ً لن فسي ذلك خروجا ً مسن خلف مسن منسع‬ ‫القتداء بالمام القاعسد ‪ ،‬ولن القائم أكمسل وأقرب إلى‬ ‫إكمال هيئات الصسسلة مسسن القاعسسد فيسسستحب أن يكون‬ ‫المام كامسسل الصسسلة ‪ ،‬فإن صسسلى بهسسم وهسسو جالس‬ ‫فيصسسلي المأمومون وهسسم قيام وهذا مذهسسب الحنفيسسة‬ ‫والشافعيسة ويدل على ذلك حديسث عائشسة رضسي الله‬ ‫عنها ‪ (:‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر في‬ ‫مرضسسه الذي توفسسي فيسسه أبسسا بكسسر رضسسي الله عنسسه أن‬ ‫يصسلي بالناس فلمسا دخسل فسي الصسلة وجسد رسسول الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة فقام يهادي بين‬ ‫رجليسسن ورجله يخطان فسسي الرض فجاء فجلس عسسن‬ ‫يسسار أبسي بكسر فكان رسسول صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫يصسسلي بالناس ويقتدي الناس بصسسلة أبسسي بكسسر ) رواه‬ ‫البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫وجاء في رواية أخرى عند مسلم ‪ (:‬وكان النبي صلى‬ ‫الله عليسسه وسسسلم يصسسلي بالناس وأبسسو بكسسر يسسسمعهم‬ ‫التكبير ) وفي رواية أخرى ‪ (:‬أن النبي صلى الله عليه‬ ‫وسسلم جلس إلى جنسب أبسي بكسر فجعسل أبسو بكسر يصسلي‬ ‫وهسو قائم بصسلة النسبي صسلى الله عليسه وسسلم والناس‬

‫‪26‬‬

‫يصسلون بصسلة أبسي بكسر والنسبي صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫قاعد ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫وقسسد نقسسل المام النووي عسسن المام الشافعسسي وغيره‬ ‫مسسسن العلماء أن هذه الروايات صسسسريحة فسسسي نسسسسخ‬ ‫الحديسسث الوارد بصسسلة الناس خلف المام جلوسسسا ً لن‬ ‫ذلك الحديسث كان فسي مرض قبسل مرض النسبي صسلى‬ ‫الله عليه وسلم الذي مات فيه والذي صلى فيه النبي‬ ‫صلى الله عليه وسلم جالسا ً وصلى الناس خلفه قياماً‬ ‫‪.‬‬ ‫قراءة سورة فيها سجدة في فجر الجمعة‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬هسسل يجسسب على المام أن يقرأ فسسي‬ ‫صلة الفجر يوم الجمعة سورة من القرآن فيها سجدة‬ ‫؟ وإذا قرأ سورة ل سجود فيها فهل صلته صحيحة ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ثبست عسن النسبي صسلى الله عليسه وسسلم أنسه‬ ‫كان يقرأ في صلة الفجر يوم الجمعة بسورة السجدة‬ ‫فقد رود في الحديث عن ابن عباس ‪ (:‬أن النبي صلى‬ ‫الله عليه وسلم كان يقرأ في صلة الفجر يوم الجمعة‬ ‫ل الْكتا ب) السجدة ‪ ،‬و (هَ ْ َ‬ ‫زي ُ‬ ‫ن‬ ‫ل أت َى عَلَى اْلِن ْ َ‬ ‫َِ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫‪ (:‬الم تَن ْ ِ‬ ‫ن الدَّهْرِ ) ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م َ‬ ‫حي ٌ‬ ‫وجاء فسي الحديسث عسن أبسي هريرة أن النسبي صسلى الله‬ ‫عليسه وسسلم كان يقرأ فسي الصسبح يوم الجمعسة ‪ ( :‬ألم‬ ‫تنزيسل ) فسي الركعسة الولى وفسي الثانيسة ‪ ( :‬هسل أتسى‬ ‫على النسسان حيسن مسن الدهسر لم يكسن شيئا ً مذكورا ً )‬ ‫رواه مسلم ‪.‬‬ ‫مسسن هذيسسن الحديثيسسن يؤخسسذ اسسستحباب قراءة سسسورتي‬ ‫السسجدة والنسسان فسي صسلة الفجسر يوم الجمعسة وقسد‬ ‫قرر المحققون مسسن الفقهاء أن المقصسسود مسسن قراءة‬ ‫سسسورة السسسجدة وسسسورة النسسسان ليسسس السسسجدة‬ ‫الموجودة فسسي السسسورة الولى وإنمسسا المقصسسود هسسو‬

‫‪27‬‬

‫المعاني العظيمة التي تضمنتها السورتان المذكورتان‬ ‫‪.‬‬ ‫لذلك ل يسسسستحب المداومسسسة على قراءة السسسسورتين‬ ‫باستمرار إن خشي أن يظن الناس أن قراءتهما واجبة‬ ‫‪ .‬وقسسد ظسسن بعسسض الناس أنسسه ل بسسد للمام أن يقرأ أي‬ ‫سسورة فيهسا سسجدة فسي فجسر يوم الجمعسة وهذا الظسن‬ ‫خطسأ واضسح لن السسجدة ليسست مقصسودة لذاتهسا وإنمسا‬ ‫زي ُ‬ ‫ب)‬ ‫ل الْكِتَا ِس‬ ‫المقصسود السسورة التسي فيهسا وهسي ( الم تَن ْ ِ‬ ‫لذلك ل ينبغسسي للمام أن يقرأ أي سسسورة أخرى فيهسسا‬ ‫سجدة ‪.‬‬ ‫قال العلمسة ابسن القيسم ‪ [:‬كان صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫يقرأ فسسي فجره ‪ -‬يوم الجمعسسة ‪ -‬بسسسورتي ( الم تَنْزِي ُ‬ ‫ل‬ ‫الْكتا ب) و (هَ ْ َ‬ ‫ن ) ويظن كثير ممن ل‬ ‫ل أت َى ع َلَى اْلِن ْ َ‬ ‫َِ ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫علم عنده أن المراد تخصسسسيص هذه الصسسسلة بسسسسجدة‬ ‫زائدة ويسسسمونها سسسجدة الجمعسسة وإذا لم يقرأ أحدهسسم‬ ‫هذه السسورة اسستحب قراءة سسورة أخرى فيهسا سسجدة‬ ‫ولهذا كره مسسن كره مسسن الئمسسة المداومسسة على قراءة‬ ‫هذه السسورة فسي فجسر الجمعسة دفعا ً لتوهسم الجاهليسن‬ ‫وسسسمعت شيسسخ السسسلم ابسسن تيميسسة يقول ‪ :‬إنمسسا كان‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هاتين السورتين في‬ ‫فجسسر ‪ -‬الجمعسسة ‪ -‬لنهمسسا تضمنتسسا مسسا كان ويكون فسسي‬ ‫يومهسا فإنهمسا اشتملتسا على خلق آدم وعلى ذكسر المعاد‬ ‫وحشسسسسر العباد وذلك يكون يوم الجمعسسسسة وكان فسسسسي‬ ‫قراءتهسسا فسسي هذا اليوم تذكيسسر للمسسة بمسسا كان فيسسه‬ ‫ويكون ‪ ،‬والسسسجدة جاءت تبعا ً ليسسست مقصسسودة حتسسى‬ ‫يقصسد المصسلي قراءتهسا حيسث اتفقست فهذه خاصسة مسن‬ ‫خواص يوم الجمعة ] زاد المعاد ‪. 1/375‬‬ ‫وخلصسة المسر أن المام إذا قرأ فسي صسلة الفجسر يوم‬ ‫الجمعة بالسورتين المذكورتين فقد أصاب السنة وإذا‬

‫‪28‬‬

‫لم يقرأ بالسسسورتين المذكورتيسسن فصسسلته صسسحيحة ول‬ ‫شيسء عليسه ول ينبغسي لحسد مسن الناس أن ينكسر عليسه‬ ‫فالسجدة ليست لزمة لفجر الجمعة ‪.‬‬ ‫وهذا المسر على خلف مسا يعتقسد كثيسر مسن الناس حتسى‬ ‫ظسن بعسض العوام أن صسلة الفجسر يوم الجمعسة تختلف‬ ‫عسسسن صسسسلة الفجسسسر فسسسي اليام الخرى ‪ ،‬قال المام‬ ‫القرافسسي مسسا نصسسه ‪ [:‬ولذلك شاع عنسسد عوام مصسسر أن‬ ‫الصسسبح ركعتان إل فسسي يوم الجمعسسة فإنسسه ثلث ركعات‬ ‫لنهسسم يرون المام يواظسسب على قراءة السسسجدة يوم‬ ‫الجمعسة ويسسجد ويعتقدون أن تلك ركعسة أخرى واجبسة‬ ‫وسد هذه الذرائع متعين في الدين ] الفروق ‪. 12/191‬‬ ‫*****‬ ‫إدراك صلة الجمعة بإدراك ركعة منها‬

‫يقول السسائل ‪ :‬أدركست المام فسي صسلة الجمعسة قبسل‬ ‫أن يسلم ثم صليت ركعتي الجمعة وبعد التسليم قال‬ ‫لي بعسض المصسلين إن الواجسب عل يّس أن أصسلي الظهسر‬ ‫لن الجمعة قد فاتتني فما الحكم في ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬يجسسسب أن يعلم أول ً أن التبكيسسسر إلى صسسسلة‬ ‫الجمعسسة مرغسسب فيسسه ويدل على ذلك قول الرسسسول‬ ‫صسسلى الله عليسسه وسسسلم ‪ (:‬مسسن اغتسسسل يوم الجمعسسة‬ ‫غسسل الجنابسة ثسم راح فكأنمسا قرب بدنسة ‪ -‬أي ناقسة ‪-‬‬ ‫ومسن راح فسي السساعة الثانيسة فكأنمسا قرب بقرة ومسن‬ ‫راح فسي السساعة الثالثسة فكأنمسا قرب كبشا ً أقرن ومسن‬ ‫راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح‬ ‫فسسي السسساعة الخامسسسة فكأنمسسا قرب بيضسسة فإذا خرج‬ ‫المام حضرت الملئكسسسسة يسسسسستمعون الذكسسسسر ) رواه‬ ‫البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫فالمسستحب للمسسلم أن يبادر يوم اجمعسة بالذهاب إلى‬ ‫المسجد مبكرا ً في صلي نافلة ويقرأ من القرآن الكريم‬

‫‪29‬‬

‫مسا تيسسر ويدعسو ويسستغفر إلى غيسر ذلك مسن الفعال‬ ‫الطيبسة ‪ ،‬فإن حصسل وتأخسر عسن الصسلة لعذر أو غيره‬ ‫وجاء إلى المسسجد وهسم يصسلون فل بسد أن يدرك ركعسة‬ ‫مسع المام حتسى يعتسبر مدركا ً للجمعسة ‪ ،‬وإدراك الركعسة‬ ‫يكون بإدراك الركوع مسع المام ‪ ،‬فإذا أدرك ركعسسة مسسع‬ ‫المام فهسو مدرك للجمعسة ‪ ،‬وهذا قول أكثسر أهسل العلم‬ ‫مسسسن الصسسسحابة وأئمسسسة المذاهسسسب الثلثسسسة المالكيسسسة‬ ‫والشافعية والحنابلة ويدل على ذلك أحاديث منها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬عسن أبسي هريرة رضسي الله عنسه قال ‪ :‬قال رسسول‬ ‫الله صسسلى الله عليسسه وسسسلم ‪ (:‬مسسن أدرك ركعسسة مسسن‬ ‫الصلة فقد أدرك الصلة ) رواه البخاري ومسلم وفي‬ ‫رواية لمسلم ‪ (:‬من أدرك ركعة من الصلة مع المام‬ ‫فقسسد أدرك الصسسلة ) ومفهوم التقييسسد بالركعسسة أن مسسن‬ ‫أدرك دون الركعسسسة ل يكون مدركا ً للصسسسلة كمسسسا قال‬ ‫الحافظ ابن حجر ‪.‬‬ ‫‪ .2‬وجاء فسي روايسة أخرى عسن أبسي هريرة رضسي الله‬ ‫عنسسه أن الرسسسول صسسلى الله عليسسه وسسسلم قال ‪ (:‬مسسن‬ ‫أدرك مسن الجمعسة ركعسة فقسد أدرك الصسلة ) رواه ابسن‬ ‫ماجسة والحاكسم وغيرهمسا وهسو حديسث صسحيح كمسا قال‬ ‫الشيخ اللباني ‪.‬‬ ‫‪ .3‬وفسي روايسة أخرى ‪ (:‬مسن أدرك ركعسة مسن الجمعسة‬ ‫فليضسسف إليهسسا أخرى ) رواه ابسسن ماجسسة وهسسو حديسسث‬ ‫صحيح كما قال الشيخ اللباني ‪.‬‬ ‫‪ .4‬ورد عن ابن عمر أنه قال ‪ (:‬من أحرم بالجمعة في‬ ‫وقتهسسسا وأدرك مسسسع المام ركعسسسة أتسسسم جمعتسسسه ) رواه‬ ‫البيهقي وهو صحيح كما قال الشيخ اللباني ‪.‬‬ ‫‪ .5‬ورد عسن ابسن مسسعود قال ‪ (:‬إذا أدركست ركعسة مسن‬ ‫الجمعسسة فأضسسف إليهسسا أخرى فإذا فاتسسك الركوع فصسسل‬ ‫أربعا ً ) رواه ابن أبي شيبة والبيهقي وسنده صحيح ‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫وغيسسر ذلك مسسن الحاديسسث والثار ‪ .‬وبناء على مسسا تقدم‬ ‫فإن مسسا قاله بعسسض المصسسلين لك مسسن فوات الجمعسسة‬ ‫صحيح وعليك أن تصليها ظهرا ً أربعا ً ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫المام في الجمعة غير الخطيب‬

‫ما حكم صلة الجمعة إذا أ َّ‬ ‫م المصلين شخص غير من‬ ‫خطب الجمعة ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬الصسسسسسلة صسسسسسحيحة إن شاء الله وإن كان‬ ‫المعروف أن مسسسن يخطسسسب الجمعسسسة هسسسو المام الذي‬ ‫يصسسلي بالناس وهذا هسسو المعهود عسسن الرسسسول عليسسه‬ ‫الصلة والسلم واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم‬ ‫هسسو المطلوب فنحسسن مأمورون بالتباع ولكسسن إن كان‬ ‫هناك عذر لمسسن خطسسب الجمعسسة فصسسلّى بالناس غيره‬ ‫لتعب أو مرض طارئ أو نحو ذلك فل بأس به والصلة‬ ‫صحيحة ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫تحية المسجد أثناء خطبة الجمعة‬

‫يقول السسسسائل ‪ :‬دخلت المسسسسجد يوم الجمعسسسة أثناء‬ ‫الخطبسة فهسل أصسلي تحيسة المسسجد أم أجلس وأصسليها‬ ‫بعد أن تنتهي الخطبة الولى ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن المشروع فسي حسق مسن دخسل المسسجد‬ ‫والخطيب يخ طب يوم الجمعة أن يصلي ركعتين تحية‬ ‫المسسجد ويشرع له أن يخففهسا أي ل يطيسل فيهسا وهذا‬ ‫مذهب أكثر أهل العلم وهو الصحيح الذي تؤيده الدلة‬ ‫‪ .‬فقد ثبت في الحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله‬ ‫رضسسي الله عنهمسسا قال ‪ (:‬دخسسل رجسسل يوم الجمعسسة‬ ‫المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال له‬

‫‪31‬‬

‫‪ :‬أصسسسليت ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬فصسسسل ركعتيسسسن ) رواه‬ ‫البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫وثبسسست فسسسي روايسسسة أخرى عسسسن جابر أيضا ً قال ‪ (:‬جاء‬ ‫سسليك الغطفانسي يوم الجمعسة ورسسول الله صسلى الله‬ ‫عليسه وسسلم يخطسب فجلس ‪ .‬فقال رسسول الله صسلى‬ ‫الله عليسسسه وسسسسلم ‪ :‬إذا جاء أحدكسسسم الجمعسسسة والمام‬ ‫يخطسسب فليصسسل ركعتيسسن خفيفتيسسن ثسسم يجلس ) رواه‬ ‫مسلم ‪.‬‬ ‫فهذان الحديثان يدلن على مسسا قلت فل ينبغسسي لمسسن‬ ‫دخسسل والمام يخطسسب أن يجلس فإذا انتهسسى الخطيسسب‬ ‫مسن الخطبسة الولى قام فصسلى الركعتيسن فهذا مخالف‬ ‫لمسسسا ثبسسست عسسسن الرسسسسول صسسسلى الله عليسسسه وسسسسلم‬ ‫والمطلوب التخفيسف فسي هاتيسن الركعتيسن حتسى يسسمع‬ ‫لخطبة الجمعة وليس المقصود بالتخفيف نقرهما نقراً‬ ‫وإنمسا المقصسود عدم التطويسل وهسو التخفيسف الذي ل‬ ‫يخل بالصلة ‪.‬‬ ‫وقد يمنع البعض الداخل من صلة تحية المسجد بحجة‬ ‫ما روي عن الرسول عليه الصلة والسلم ‪ (:‬إذا صعد‬ ‫المام فل صسلة ول كلم ) فهذا الحديسث باطسل بسل هسو‬ ‫منكر ل يصح الحتجاج به وإن كان بعض معناه صحيحاً‬ ‫وهو منع الكلم أثناء الخطبة ومنع الصلة أثناء الخطبة‬ ‫نافلة أو قضاء أو غيسسسسر ذلك وأمسسسسا مسسسسن جاء والمام‬ ‫يخطسب فإنسه يصسلي تحيسة المسسجد ويخفسف فيهسا كمسا‬ ‫سسبق وأمسا الكلم أثناء الخطبسة فممنوع لمسا ثبست فسي‬ ‫الحديسث الصسحيح عسن أبسي هريرة رضسي الله عنسه أن‬ ‫صسسلى الله عليسسه وسسسلم قال ‪ (:‬إذا قلت‬ ‫الرسسسول‬ ‫لصاحبك أنصت والمام يخطب يوم الجمعة فقد لغوت‬ ‫) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫قال المام النووي ‪ [:‬معناه قلت غيسسر الصسسواب وقيسسل‬ ‫تكلمست بمسا ل ينبغسي ‪ .‬ففسي الحديسث النهسي عسن جميسع‬ ‫أنواع الكلم حال الخطبة ] شرح صحيح مسلم ‪. 6/138‬‬ ‫وأكثسسر أهسسل العلم على وجوب النصسسات للخطبسسة يوم‬ ‫الجمعسسة حتسسى ولو كان المصسسلي ل يسسسمع الخطبسسة‬ ‫فيلزمه النصات ‪.‬‬ ‫ومسن الجديسر بالذكسر أن حديسث أبسي هريرة السسابق ‪(:‬‬ ‫إذا قلت لصاحبك أنصت … ) يردده المؤذنون في كل‬ ‫يوم جمعسة قبسل بدء خطبسة الجمعسة ‪ ،‬وهذا الذي يفعله‬ ‫المؤذنون بدعسسة مخالفسسة لهدي المصسسطفى صسسلى الله‬ ‫عليسه وسسلم فلم يأمسر الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫أن يقرأ هذا الحديث على مسامع المصلين قبل خطبة‬ ‫الجمعسة وعلى أئمسة المسساجد منسع المؤذنيسن مسن هذه‬ ‫البدعسة وغيرهسا مسن البدع التسي تقسع فسي يوم الجمعسة‬ ‫وغيره وقسد ثبست عسن الرسسول عليسه الصسلة والسسلم‬ ‫قوله ‪ (:‬من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد )‬ ‫حديسسث صسسحيح رواه البخاري ومسسسلم ‪ .‬ومعنسسى رد أي‬ ‫مردود ‪.‬‬ ‫ويضاف إلى مسسا سسسبق أن المؤذن ينهسسي الناس عسسن‬ ‫الكلم والخطيب يخطب ثم يخالفهم فيتكلم بدعاء بين‬ ‫الخطبتين ‪ .‬وهذا الدعاء أيضا ً مخالف لهدي المصطفى‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬ ‫ولكسسن هذه المور أصسسبحت مشهورة ومعروفسسة حتسسى‬ ‫ظسسن عامسسة الناس أنهسسا مسسن الديسسن ويرجسسع ذلك إلى‬ ‫سسكوت أهسل العلم عنهسا بسل وإقرارهسم لهسا والواجسب‬ ‫عليهسم أن ينكروهسا لمخالفتهسا لسسنة المصسطفى صسلى‬ ‫الله عليه وسلم ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪33‬‬

‫صلة الظهر بعد صلة الجمعة‬

‫يقول السسائل ‪ :‬إنسه صسلى الجمعسة فسي أحسد المسساجد‬ ‫وتحدث الخطيسب خلل خطبتسه عسن صسلة الظهسر بعسد‬ ‫الجمعسسة مباشرة ‪ ،‬وبعسسد انتهاء صسسلة الجمعسسة صسسلى‬ ‫الناس أربع ركعات صلة الظهر فما حكم ذلك ‪.‬‬ ‫الجواب ‪ :‬إن مسسا ذكره خطيسسب الجمعسسة حول صسسلة‬ ‫أر بع ركعات بعد الجمعة قال به بعض فقهاء المذاهب‬ ‫الربعسة المتأخرون وهذا الرأي مبنسي عندهسم على عدم‬ ‫جواز تعدد صسلة الجمعسة فسي البلد الواحسد وأن الجمعسة‬ ‫لمن سبق فلذلك فهم يصلون أربع ركعات بعد النتهاء‬ ‫من الجمعة من باب الحتياط ‪.‬‬ ‫ولكن هذا القول ضعيف ومرجوح ول دليل عليه ل من‬ ‫كتاب ول مسن سسنة والصسحيح خلف ذلك وهسه ‪ :‬ل شسك‬ ‫لدي بجواز تعدد صسسلة الجمعسسة فسسي البلد الواحسسد عنسسد‬ ‫الحاجسسة وهذا الذي عليسسه جمهور الفقهاء وهسسو القول‬ ‫الحق الذي يتفق مع روح الشريعة السلمية من رفع‬ ‫الحرج عسسن المسسة لن فسسي القول بمنسسع تعدد صسسلة‬ ‫الجمعسسسة حرجا ً وعنتا ً يلحسسسق بالمسسسسلمين وخاصسسسة أن‬ ‫المدن والبلدات قسسد اتسسسعت وأصسسبح عدد الناس كثيراً‬ ‫ول يجمعهسسم مسسسجد واحسسد لذلك كله فإنسسه يجوز تعدد‬ ‫صلة الجمعة في البلد الواحد ‪.‬‬ ‫وإلزام الناس بصلة الظهر بعد الجمعة بدعة محدثة ل‬ ‫دليسسل عليهسسا وقولهسسم ‪ [:‬الجمعسسة لمسسن سسسبق ] ليسسس‬ ‫بحديسسث ول أصسسل له فسسي السسسنة كمسسا قرره الشيسسخ‬ ‫اللباني ‪.‬‬ ‫وإنمسسسا هسسسو كلم مشهور على ألسسسسنة بعسسسض فقهاء‬ ‫الشافعية المتأخرين وليكن معلوما ً أن الصل في باب‬ ‫العبادات التوقيف عن الرسول صلى الله عليه وسلم‬

‫‪34‬‬

‫ولم يرد عسن الرسسول عليسه الصسلة والسسلم فسي هذه‬ ‫المسألة شيء فلذلك ل تصلى الظهر بعد الجمعة‪.‬‬ ‫*****‬ ‫حكم الكلم أثناء خطبة الجمعة‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬جرت العادة عندنسسا فسسي يوم الجمعسسة‬ ‫وقبسسسل أن يبدأ الخطيسسسب بخطبسسسة الجمعسسسة أن يقوم‬ ‫المؤذن ويذكسسر حديثا ً عسسن الرسسسول صسسلى الله عليسسه‬ ‫وسسسلم وهسسو ‪ (:‬إذا قلت لصسساحبك يوم الجمعسسة أنصسست‬ ‫والمام يخطسسب فقسسد لغوت ) فمسسا معنسسى لغوت وهسسل‬ ‫الكلم أثناء الخطبة مبطل للصلة أم ل ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن الحديسسث المذكور فسسي السسسؤال حديسسث‬ ‫صسسحيح رواه البخاري ومسسسلم وغيرهمسسا ول شسسك أن‬ ‫كثيرا ً مسن المصسلين ل يلتزمون بمسا يدل عليسه الحديسث‬ ‫الشريسف فتراهسم يتكلمون والمام يخطسب وينبغسي أن‬ ‫يعلم أن جمهور الفقهاء قالوا بحرمسسسسسسسسسة الكلم أثناء‬ ‫خطبتسي الجمعسة وهسو مذهسب أبسي حنيفسة ومالك وأحمسد‬ ‫والوزاعي وغيرهم ‪ ،‬واستدلوا بما يلي ‪:‬‬ ‫أول ً ‪ :‬بالحديسث المذكور فسي السسؤال ومعنسى ( لغوت )‬ ‫الواردة فسسي الحديسسث جئت بأمسسر باطسسل ‪ ،‬وقال بعسسض‬ ‫العلماء ‪ [:‬لغوت ‪ :‬أي بطلت فضيلة جمعتسسك ‪ .‬وقيسسل ‪:‬‬ ‫خبت من الجر ‪ .‬وقيل ‪ :‬صارت جمعتك ظهرا ً وقيل ‪:‬‬ ‫غير ذلك ]‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬عسسن أبسسي ذر رضسسي الله عنسسه أنسسه قال ‪ (:‬دخلت‬ ‫المسسجد يوم الجمعسة والنسبي صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫يخطب ‪ ،‬فجلست قريبا ً من أبي بن كعب ‪ ،‬فقرأ النبي‬ ‫صسلى الله عليسه وسسلم سسورة " براءة " فقلت لبسي ‪:‬‬ ‫متسى نزلت هذه السسور ؟ قال ‪ :‬فتجهمنسي ولم يكلمنسي‬ ‫فلمسا صسلى النسبي صسلى الله عليسه وسسلم ‪ ،‬قلت لب يّس ‪:‬‬ ‫سسألتك فتجهمتنسي ولم تكلمنسي ؟ قال أب يّس ‪ :‬مالك مسن‬

‫‪35‬‬

‫صسسلتك إل مسسا لغوت ! فذهبسست إلى النسسبي صسسلى الله‬ ‫عليه وسلم فقلت ‪ :‬يا نبي الله كنت بجنب أبي وأنت‬ ‫تقرأ براءة فسألته متى نزلت هذه السورة ‪ ،‬فتجهمني‬ ‫ولم يكلمنسي ثسم قال ‪ :‬مالك مسن صسلتك إل مسا لغوت ‪.‬‬ ‫ي )‪.‬‬ ‫قال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ :‬صدق أب ّ‬ ‫ومعنسسى تجهمنسسي ‪ :‬قطسسب جسسبينه وعبسسس ونظسسر إلي‬ ‫مغضبا ً ‪ ،‬والحديسث رواه ابسن خزيمسة فسي صسحيحه وقسل‬ ‫الشيخ اللباني ‪ :‬صحيح ‪.‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬عسسن ابسسن عباس أن الرسسسول صسسلى الله عليسسه‬ ‫وسسسلم قال ‪ (:‬مسسن تكلم يوم الجمعسسة والمام يخطسسب‬ ‫فهو كمثل الحمار يحمل أسسفارا ً والذي قول له أنصت‬ ‫ليست له جمعة ) رواه أحمد وقال الحافظ ابن حجر ‪:‬‬ ‫إسناده ل بأس به ‪.‬‬ ‫رابعا ً ‪ :‬روي في الحديث عن علي رضي الله عنه قال‬ ‫‪ (:‬من دنا من المام فلغا ولم يستمع ولم ينصت كان‬ ‫عليسه كفسل مسن الوزر ومسن قال ‪ :‬صسه ‪ ،‬فقسد لغسا ومسن‬ ‫لغا فل جسمعة لسه ‪ .‬ثم قال ‪ :‬هكذا سمعت نبيكم صلى‬ ‫الله عليه وسلم ) رواه أحمد وأبو داود ‪.‬‬ ‫وغيسر ذلك مسن الحاديسث والثار الواردة عسن الصسحابة‬ ‫رضي الله عنهم ‪.‬‬ ‫وخلصسة مسا تدل عليسه هذه الحاديسث هسو تحريسم الكلم‬ ‫اثناء خطبتسي الجمعسة ووجوب النصسات كمسا هسو مذهسب‬ ‫جمهور الفقهاء ولكسسن صسسلة مسن تكلم أثناء الخطبتيسسن‬ ‫مجزئة ولكسسن أجسسر جمعتسسه قسسد بطسسل ولم ينسسل فضيلة‬ ‫الجمعة ‪.‬‬ ‫ومسسن العلماء مسسن يرى أن مسسن يتكلم أثناء الخطبتيسسن‬ ‫تصسير جمعتسه ظهرا ً ول تُحسسب له جمعسة واحتجوا بمسا‬ ‫ورد في الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن‬ ‫الرسول صلى الله عليه وسلم قال ‪ (:‬من اغتسل يوم‬

‫‪36‬‬

‫الجمعة ومس من طيب امرأته إن كان لها ولبس من‬ ‫صسسالح ثيابسسه ثسسم لم يتخسسط رقاب الناس ولم يلغ عنسسد‬ ‫الموعظة كان كفارة ما بينهما ومن لغا وتخطى رقاب‬ ‫الناس كانسست له ظهرا ً ) رواه أبسسو داود وابسسن خزيمسسة‬ ‫وقال الشيخ اللباني ‪ :‬حديث حسن ‪.‬‬ ‫ويجسسب أن يعلم أن قيام المؤذن بذكسسر الحديسسث الوارد‬ ‫فسي السسؤال قبسل أن يبدأ الخطيسب بالخطبسة بدعسة ل‬ ‫أصل لها في الشرع ‪ ،‬فالرسول صلى الله عليه وسلم‬ ‫قال الحديسث ول ريسب ولكنسه عليسه الصسلة والسسلم لم‬ ‫يأمسسر بلل ً ول غيره مسسن المؤذنيسسن أن ينادي بالحديسسث‬ ‫قبسل بدء الخطبسة ‪ ،‬فهذا أمسر غيسر مشروع لن الصسل‬ ‫في العبادات هو التوقيف عن الرسول صلى الله عليه‬ ‫وسلم ‪ ،‬وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان‬ ‫يشرع فسسي خطبتسسي الجمعسسة بعسسد انتهاء المؤذن مسسن‬ ‫الذان ومسا كان أحسد ينادي بهذا الحديسث فالواجسب ترك‬ ‫ذكر هذا الحديث بين يدي خطيب الجمعة وذلك اقتداء‬ ‫برسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم ‪ ،‬فإن الخيسر كسل‬ ‫الخير في التباع وإن الشر كل الشر في البتداع ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫صلة الفريضة في السيارة‬

‫يقول السسائل ‪ :‬إنسه يخرج مسن بيتسه قبسل صسلة الفجسر‬ ‫متوجها ً إلى عمله ويركسسب سسسيارة باص ول يصسسل إلى‬ ‫عمله إل بعسد طلوع الشمسس والسسيارة ل تتوقسف فسي‬ ‫الطريسق فهسل يصسلي صسلة الفجسر فسي السسيارة أم ماذا‬ ‫يصنع ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬يجوز لهذا السسسائل أن يصسسلي صسلة الفجسسر‬ ‫فسي السسيارة بالكيفيسة التسي يسستطيعها حتسى ل تفوتسه‬ ‫الصسسسلة فيصسسسلي فسسسي السسسسيارة فإذا أمكنسسسه الركوع‬ ‫والسسجود واسستقبال القلبسة فيجسب عليسه ذلك وإن لم‬

‫‪37‬‬

‫يسستطع الركوع والسسجود واسستقبال القبلة فإنسه يصسلي‬ ‫بقدر طاقتسه فيومسئ إيماء " يشيسر " ويجعسل السسجود‬ ‫أكثسر انخفاضا ً مسن الركوع ‪ ،‬وهكذا فديسن السسلم ديسن‬ ‫َ‬ ‫ما‬ ‫ه َ‬ ‫يسر وسهولة فقد قال سبحانه وتعالى ‪ (:‬فَاتَّقُوا الل ّ َ‬ ‫م ) ويقول عليسه الصسلة والسسلم ‪ (:‬إذا أمرتكسم‬ ‫ا ْس‬ ‫ستَطَعْت ُ ْ‬ ‫بأمر فأئتوا منه ما استطعتم ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫وقسد ورد فسي الحديسث عسن يعلى بسن أميسة ‪ (:‬أن النسبي‬ ‫صسلى الله عليسه وسسلم انتهسى إلى مضيسق هسو وأصسحابه‬ ‫وهسو على راحلتسه والسسماء مسن فوقهسم المطسر والبلة‬ ‫مسن أسسفل منهسم فحضرت الصسلة فأمسر المؤذن فأذن‬ ‫وأقام ثم تقدّم رسول الله صلى الله عليه وسلم على‬ ‫راحلتسه فصسلى بهسم يومسئ إيماء يجعسل السسجود أخفسض‬ ‫من الركوع ) رواه أحمد والترمذي ‪.‬‬ ‫وفسي سسنده ضعسف ولكسن الترمذي قال بعسد أن سساق‬ ‫الحديسث وبيسن مسا فيسه ‪ (:‬والعمسل على هذا عنسد أهسل‬ ‫العلم وبه يقول أحمد وإسحاق ‪.‬‬ ‫وقال أبو بكر ابن العربي ‪ [:‬حديث يعلى ضعيف السند‬ ‫صسحيح المعنسى ‪ .‬ثسم قال ‪ :‬الصسلة على الدابسة باليماء‬ ‫صسسحيحة إذا خاف مسسن خروج وقسست الصسسلة ولم يقدر‬ ‫على النزول لضيسسسق الموضسسسع أو لنسسسه عليسسسه الطيسسسن‬ ‫والماء ] ‪.‬‬ ‫وبناء على ما تقدم فتصح صلة الفريضة في السيارة‬ ‫أو الطائرة أو القطار أو نحسسسسسسسسسسسو ذلك ‪ .‬هذا إذا كان‬ ‫المصسسلي يخشسسى خروج الوقسست أمسسا إذا كان يعلم أنسسه‬ ‫يصسل إلى غايتسه قبسل خروج وقست الصسلة بمدة كافيسة‬ ‫لداء الصسسلة فل ينبغسسي له أن يصسسلي الفريضسسة فسسي‬ ‫السسيارة ونحوهسا وكذلك الحال إذا كانست الصسلة تجمسع‬ ‫إلى غيرهسسا فإمسسا أن يصسسلي جمسسع تقديسسم أو تأخيسسر ول‬ ‫يصليها في السيارة ونحوها ‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫*****‬ ‫صلة التراويح‬

‫يقول السسائل ‪ :‬هسل تصسلى التراويسح عشرون ركعسة أم‬ ‫ثماني ركعات وهل تصح صلة التراويح في البيت ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن الرسسسول صسسلى الله عليسسه وسسسلم قسسد‬ ‫رغب في قيام رمضان وحث عليه في أحاديث منها ‪:‬‬ ‫عسن أبسي هريرة رضسي الله عنسه قال ‪ :‬كان رسسول الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير‬ ‫أن يأمسر فيسه بعزيمسة فيقول ‪ (:‬مسن قام رمضان إيماناً‬ ‫واحتسسسابا ً غفسسر له مسسا تقدم مسسن ذنبسسه ) رواه البخاري‬ ‫ومسلم ‪.‬‬ ‫وقسد صسلى النسبي صسلى الله عليسه وسسلم بالصسحابة فسي‬ ‫رمضان فسي عدة ليال فسي أوله وفسي آخره كمسا ثبست‬ ‫ذلك عنه ‪ ،‬وكان هديه صلى الله عليه وسلم أن يصلي‬ ‫إحدى عشرة ركعسسة كمسسا ثبسست ذلك عنسسه فسسي حديسسث‬ ‫عائشسسة رضسسي الله عنهسسا قالت ‪ (:‬مسسا كان رسسسول الله‬ ‫صسلى الله عليسه وسسلم يزيسد فسي رمضان ول فسي غيره‬ ‫على إحدى عشرة ركعة ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫ولم يثبسسست عسسسن الرسسسسول صسسسلى الله عليسسسه وسسسسلم‬ ‫المداومسسة على صسسلة التراويسسح لنسسه خشسسي أن تفرض‬ ‫على المة كما ثبت ذلك في الصحيحين ‪.‬‬ ‫وقسد اختلف أهسل العلم فسي عدد ركعات صسلة التراويسح‬ ‫فأكثسر الفقهاء يرون أنهسا تصسلى عشريسن ركعسة والوتسر‬ ‫ثلث ركعات وهذا القول مشهور عسسسسسن عمسسسسسر بسسسسسن‬ ‫الخطاب رضسسي الله عنسسه حيسسث ورد أنسسه جمسسع الناس‬ ‫على إمام واحسد يصسلي بهسم ثلثا ً وعشريسن ركعسة كمسا‬ ‫ورد فسي الحديسث عسن عبسد الرحمسن بسن عبسد القاري ‪،‬‬ ‫قال ‪ (:‬خرجست مسع عمسر بسن الخطاب فسي رمضان إلى‬ ‫المسسسسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصسسسلي الرجسسسل‬

‫‪39‬‬

‫لنفسسه ويصسلي الرجسل فيصسلي بصسلته الرهسط فقال‬ ‫عمر ‪ :‬إني أرى لو جمعت هؤلء على قارئ واحد لكان‬ ‫ي بن كعب ‪ ،‬ثم خرجت‬ ‫أمثل ثم عزم فجمعهم على أب ّ‬ ‫معسه ليلة أخرى والناس يصسلون بصسلة قارئهسم ‪ ،‬فقال‬ ‫عمسر ‪ :‬نعمست البدعسة هذه والتسي ينامون عنهسا أفضسل‬ ‫مسسن التسسي يقومون ‪ .‬يعنسسي آخسسر الليسسل وكان الناس‬ ‫يقومون أوله ) رواه البخاري ‪.‬‬ ‫ورى البيهقسسي بإسسسناد صسسحيح كمسسا قال النووي ‪ :‬عسسن‬ ‫السائب بن يزيد الصحابي رضي الله عنه قال ‪ [:‬كانوا‬ ‫يقومون على عهسد عمسر بسن الخطاب رضسي الله عنسه‬ ‫فسسسي شهسسسر رمضان بعشريسسسن ركعسسسة وكانوا يقومون‬ ‫بالمئتين … ] المجموع ‪. 4/32‬‬ ‫ومن أهل العلم من يرى عدم زيادة صلة التراويح عن‬ ‫إحدى عشرة ركعسة لحديسث عائشسة السسابق وغيره مسن‬ ‫الحاديسث الثابتسة فسي هدي المصسطفى صسلى الله عليسه‬ ‫وسلم ‪.‬‬ ‫وترى طائفسسة أخرى مسسن أهسسل العلم عدم تحديسسد عدد‬ ‫معين من الركعات في صلة قيام رمضان أي التراويح‬ ‫ومنهسسم شيسسخ السسسلم ابسسن تيميسسة والمام الشوكانسسي‬ ‫وغيرهمسا وأنسا أميسل إلى هذا القول ‪ ،‬قال شيسخ السسلم‬ ‫ابسن تيميسة رحمسه الله مسا نصسه ‪ [:‬كمسا أن نفسس قيام‬ ‫رمضان لم يوقسست النسسبي صسسلى الله عليسسه وسسسلم فيسسه‬ ‫عددا ً معينا ً بسل كان هسو صسلى الله عليسه وسسلم ل يزيسد‬ ‫في رمضان ول غيره على ثلثة عشرة ركعة لكن كان‬ ‫يطيسل الركعات فلمسا جمعهسم عمسر على أبسي بسن كعسب‬ ‫كان يصسسلي بهسسم عشريسسن ركعسسة لن ذلك أخسسف على‬ ‫المأموميسن مسن تطويسل الركعسة الواحدة ثسم كان طائفسة‬ ‫مسسن السسسلف يقومون بأربعيسسن ركعسسة ويوترون بثلث‬ ‫وآخرون قاموا بسسست وثلثيسسن وأوتروا بثلث وهذا كله‬

‫‪40‬‬

‫سسائغ فكيفمسا قام فسي رمضان مسن هذه الوجوه فقسد‬ ‫أحسن ‪.‬‬ ‫والفضسسسل يختلف باختلف أحوال المصسسسلين فإن كان‬ ‫فيهسسسسسم احتمال لطول القيام فالقيام بعشسسسسسر ركعات‬ ‫وثلث بعدهسسا كمسسا كان النسسبي صسسلى الله عليسسه وسسسلم‬ ‫يصلي لنفسه في رمضان وغيره هو الفضل وإن كانوا‬ ‫ل يحتملونسسه فالقيام بعشريسسن هسسو الفضسسل وهسسو الذي‬ ‫يعمل به أكثر المسلمين فإنه وسط بين العشر وبين‬ ‫الربعيسسن وإن قام بأربعيسسن وغيرهسسا جاز ذلك ول يكره‬ ‫شيء من ذلك وقد نص على ذلك غير واحد من الئمة‬ ‫كأحمسسد وغيره ‪ .‬ومسسن ظسسن أن قيام رمضان فيسسه عدد‬ ‫مؤقت عن النبي صلى الله عليه وسلم ل يزاد فيه ول‬ ‫ينقص منه فقد أخطأ ] مجموع الفتاوى ‪. 22/272‬‬ ‫*****‬

‫القراءة من المصحف في التراويح‬

‫يقول السسسسائل ‪ :‬رأينسسسا بعسسسض الئمسسسة يقرؤون مسسسن‬ ‫المصحف في صلة التراويح فهل يجوز ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل بأس بقراءة المام فسسسي التراويسسسح مسسسن‬ ‫المصسسحف وخاصسسة أن كثيرا ً مسسن الئمسسة ل يحفظون‬ ‫كثيرا ً مسسن القرآن الكريسسم ‪ ،‬وقسسد يرغسسب الناس فسسي‬ ‫تطويسل القراءة فسي صسلة القيام فسي رمضان فإذا قرأ‬ ‫المام من المصحف فل حرج في ذلك إن شاء الله ‪.‬‬ ‫وقد قال المام البخاري في صحيحه ‪ [:‬وكانت عائشة‬ ‫يؤمهسسسا غلمهسسسا ذكوان مسسسن المصسسسحف ] رواه معلقاً‬ ‫مجزوما ً به ‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫قال الحافسسظ ابسسن حجسسر ‪ [:‬وصسسله أبسسو داود فسسي كتاب‬ ‫المصساحف مسن طريسق أيوب عسن ابسن أبسي مليكسة ( أن‬ ‫عائشسسة كان يؤمهسسا غلمهسسا ذكوان مسسن المصسسحف )‬ ‫ووصله ابن أبي شيبة قال ‪ :‬حدثنا وكيع عن هشام بن‬ ‫عروة عسن أبسي بكسر بسن أبسي مليكسة عسن عائشسة ‪ (:‬أنهسا‬ ‫أعتقسسست غلما ً لهسسسا فكان يؤمهسسسا فسسسي رمضان فسسسي‬ ‫المصسسحف ) … قوله فسسي المصسسحف اسسستدل بسسه على‬ ‫جواز قراءة المصلي في المصحف ] فتح الباري ‪. 2/326‬‬ ‫ولكسن الولى أن يقرأ المام مسن حفظسه لمسا فسي ذلك‬ ‫من تقليل الحركة في الصلة ومحافظة على الخشوع‬ ‫‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪42‬‬

‫التكبير عند ختم المصحف‬

‫يسسقول السسسائل ‪ :‬مسا حكسم التكسبير عنسد ختسم المصسحف‬ ‫من سورة الضحى إلى سورة الناس ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن التكسسبير المشار إليسسه فسسي السسسؤال لم‬ ‫يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بسند صحيح‬ ‫ولم يقل به أكثر القراء لذلك فل ينبغي لحد أن يفعله‬ ‫لنه ليس من السنة ‪ .‬ونقل التكبير من سورة الضحى‬ ‫إلى آخر المصحف البزي عن ابن كثير عن مجاهد عن‬ ‫ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه‬ ‫وسسسلم ‪ ،‬قال ابسسن مفلح ‪ [:‬وهذا حديسسث غريسسب روايسسة‬ ‫أحمسسد بسسن محمسسد بسسن عبسسد الله البزي وهسسو ثبسست فسسي‬ ‫القراءة ‪ ،‬ضعيسسف الحديسسث ‪ ،‬وقال أبسسو حاتسسم الرازي ‪:‬‬ ‫هذا حديث منكر…] الداب الشرعية ‪. 2/310‬‬ ‫وفضل شيخ السلم ابن تيمية أن ل يكبر القارئ فقد‬ ‫أجاب على سؤال بأن جماعة قرأوا القرآن فإذا وصلوا‬ ‫إلى الضحسسى لم يهللوا ولم يكسسبروا إلى آخسسر الختمسسة‬ ‫ففعلهم ذلك هو الفضل أم ل ؟‬ ‫فأجاب ‪ [:‬الحمسسد لله ‪ ،‬نعسسم إذا قرأوا بغيسسر حرف ابسسن‬ ‫كثيسسسر كان تركهسسسم لذلك هسسسو الفضسسل بسسل المشروع‬ ‫المسسسسسنون فإن هؤلء الئمسسسسة مسسسسن القراء لم يكونوا‬ ‫يكسبرون ل فسي أوائل السسور ول فسي أواخرهسا ] مجموع‬ ‫الفتاوى ‪. 13/417‬‬ ‫*****‬

‫‪43‬‬

‫هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم عند انحباس المطر‬

‫يقول السسائل ‪ :‬كيسف كان هدي الرسسول عليسه الصسلة‬ ‫والسلم وأصحابه عند انحباس المطار ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن خيسر الهدي هدي محمسد صسلى الله عليسه‬ ‫وسسلم فقسد قال تعالى ‪ ( :‬لقسد كان لكسم فسي رسسول‬ ‫الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الخر ) ‪.‬‬ ‫ولقسد انحبسس المطسر فسي عهسد الرسسول صسلى الله‬ ‫عليه وسلم كما تشير إلى ذلك الروايات الثابتة والتي‬ ‫سأذكر بعضها ‪.‬‬ ‫وقسسد كان هدي الرسسسول صسسلى الله عليسسه وسسسلم إذا‬ ‫انحبست المطار أن يستسقي للمسلمين والستسقاء‬ ‫يكون بالصسسلة المعروفسسة وهسسي صسسلة السسستسقاء أو‬ ‫بالدعاء ‪ .‬وقسد ثبست فسي صسحيح البخاري أن المسسلمين‬ ‫كانوا يطلبون مسسن النسسبي صسسلى الله عليسسه وسسسلم أن‬ ‫يسستستقي لهسم عنسد انحباس المطار فقسد روى المام‬ ‫البخاري فسي صسحيحه عسن أنسس بسن مالك رضسي الله‬ ‫عنسسه قال ‪ (:‬إن رجل ً دخسسل يوم الجمعسسة مسسن باب كان‬ ‫وجاه المنسبر ورسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم قائم‬ ‫يخطسب فاسستقبل رسسول الله قائما ً فقال ‪ :‬يسا رسسول‬ ‫الله هلكت الموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فرفسع رسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم يديسه‬ ‫فقال ‪ :‬اللهم اسقنا اللهم اسقنا ‪ ،‬قال أنس ‪ :‬والله ما‬ ‫نرى فسي السسماء مسن سسحاب ول قزعسة ول شيئا ً ومسا‬ ‫بيننا وبين سلع ‪ -‬اسم جبل بالمدينة المنورة ‪ -‬من بيت‬ ‫ول دار قال ‪ :‬فطلعست مسن ورائه سسحابة مثسسل الترس‬ ‫فلمسسا توسسسطت السسسماء انتشرت ثسسم أمطرت ‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫والله مسا رأينسا الشمسس سسبتا ً ‪ -‬أي اسسبوعا ً ‪ -‬ثسم دخسل‬ ‫رجسل مسن ذلك الباب فسي الجمعسة المقبلة ورسسول الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم يخطب فاستقبله قائما ً ‪ .‬فقال ‪:‬‬

‫‪44‬‬

‫يسا رسسول الله هلكست الموال وانقطعست السسبل فادع‬ ‫الله يمسسكها ‪ .‬قال ‪ :‬فرفسع رسسول الله يديسه ثسم قال‬ ‫‪:‬اللهسسم حوالينسسا ل علينسسا اللهسسم على الكام والجبال‬ ‫والظراب والوديسة ومنابست الشجسر ‪ .‬قال ‪ :‬فانقطعست‬ ‫وخرجنا نمشي في الشمس )‪.‬‬ ‫ويتضسح مسن هذا الحديسث أنهسم كانوا يسسألون الرسسول‬ ‫صلى الله عليه وسلم أن يستسقي لهم وكان يجيبهم‬ ‫إلى ذلك وهذا هدي الصحابة من بعده ‪.‬‬ ‫قال المام البخاري ‪ (:‬باب سسسسسسسسسسسسؤال الناس المام‬ ‫السسسسستسقاء إذا قحطوا ) وقال المام البخاري ‪ (:‬باب‬ ‫إذا اسستشفعوا إلى المام ليسستسقي لهسم لم يردهسم )‬ ‫وقد ذكر في هذا الباب حديث أنس السابق وأبلغ من‬ ‫ذلك أن المشركيسن اسسشتفعوا برسسول الله صسلى الله‬ ‫عليسسه وسسسلم عنسسد انحباس المطسسر ودعسسا لهسسم فنزل‬ ‫المطر عليهم روى ذلك البخاري وغيره ‪.‬‬ ‫فينبغسي على الئمسة أن يقتدوا برسسول الله صسلى الله‬ ‫عليسسه وسسسلم فسسي ذلك بسسل المفروض أن يبادروا إلى‬ ‫الدعوة إلى إقامة صلة الستسقاء وينبغي على المام‬ ‫أن يأمر المسلمين قبل الستسقاء بجملة أمور منها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬أن يأمسسر المام الناس بترك المظالم والتوبسسة مسسن‬ ‫المعاصي وأداء الحقوق حتى يكونوا أقرب إلى الجابة‬ ‫فإن المعاصسسي سسسبب مسسن أسسسباب القحسسط والجدب ‪،‬‬ ‫قال تعالى ‪ (:‬وَلَوْ أ َسسسس َّ‬ ‫ن أَهْ َ‬ ‫حن َسسسسا‬ ‫منُوا وَاتَّقَوْا لَفَت َ ْ‬ ‫ل الْقَُرى ءَا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م نَس ال َ‬ ‫م‬ ‫ن كَذَّبُوا فَأ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫م بََركَا ٍس‬ ‫خذ ْنَاهُس ْ‬ ‫سّس َ‬ ‫عَلَيْهِس ْ‬ ‫ما ِء َواْلْر ضِس وَلَك ِس ْ‬ ‫ن ) سورة العراف الية ‪. 96‬‬ ‫ما كَانُوا يَك ْ ِ‬ ‫سبُو َ‬ ‫بِ َ‬

‫‪ .2‬ينبغسي الكثار مسن الدعاء والذكسر والسستغفار بخضوع‬ ‫ستَغْفُِروا‬ ‫ت ا ْسس‬ ‫وتذلل يقول الله سسسبحانه وتعالى ‪ (:‬فَقُل ْسس ُ‬

‫ل ال ّسسسَ‬ ‫مدَْراًرا‬ ‫م ِ‬ ‫ن غَفَّاًرا يُْر ِسس‬ ‫ه كَا َ سس‬ ‫ماءَ ع َلَيْك ُسسس ْ‬ ‫س َ‬ ‫م إِن ّسسسَ ُ‬ ‫َربَّك ُسسس ْ‬ ‫س ِ‬

‫‪45‬‬

‫َ‬ ‫جعَ ْ‬ ‫جعَ ْ‬ ‫م‬ ‫جنَّا ٍ س‬ ‫م َ‬ ‫ن وَي َ ْ‬ ‫ت وَي َ ْ‬ ‫ل لَك ُ س ْ‬ ‫م بِأ ْ‬ ‫ل لَك ُ س ْ‬ ‫مدِدْك ُ س ْ‬ ‫وَي ُ ْ‬ ‫ل وَبَنِي َ س‬ ‫موَا ٍ‬ ‫أَنْهَاًرا ) سورة نوح اليات ‪. 12-10‬‬ ‫م ث ُ س َّ‬ ‫ه‬ ‫ستَغْ ِ‬ ‫م تُوبُوا إِلَي ْ س ِ‬ ‫وقال تعالى ‪ (:‬وَي َ سا قَوْ سم ِ ا ْ س‬ ‫فُروا َربَّك ُ س ْ‬ ‫ل ال َ‬ ‫م وََل‬ ‫يُْر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫م قُوَّة ً إِلَى قُوَّتِك ُس ْ‬ ‫زدْك ُس ْ‬ ‫ماءَ ع َلَيْك ُس ْ‬ ‫سّس َ‬ ‫سس ِ‬ ‫مدَْراًرا وَي َ ِ‬ ‫تَتَوَلَّوْا ) سورة هود الية ‪. 52‬‬

‫وخيسر الدعاء هسو الدعاء المأثور عسن رسسول الله صسلى‬ ‫الله عليسسه وسسسلم فقسسد ورد فسسي الحديسسث عسسن عائشسسة‬ ‫رضسسي اله عنهسسا قالت ‪ (:‬شكسسا الناس إلى رسسسول الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع‬ ‫له فسي المصسلى ووعسد الناس يوما ً يخرجون فيسه فخرج‬ ‫رسسسول الله صسسلى الله عليسسه وسسسلم حيسسن بدا حاجسسب‬ ‫الشمسس فقعسد على المنسبر فكسبر وحمسد الله عسز وجسل‬ ‫ثسم قال إنكسم شكوتسم جدب دياركسم واسستئخار المطسر‬ ‫عسن أبان زمانسه عنكسم وقسد أمركسم الله سسبحانه وتعالى‬ ‫أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ‪ .‬ثم قال ‪ :‬الحمد‬ ‫لله رب العالميسن الرحمسن الرحيسم مالك يوم الديسن ل‬ ‫إله إل الله يفعسسل مسسا يريسسد اللهسسم أنسست الله ل إله إل‬ ‫أنسست ‪ ،‬أنسست الغنسسي ونحسسن الفقراء أنزل علينسسا الغيسسث‬ ‫واجعسل مسا أنزلت لنسا قوة وبلغا ً إلى حيسن ) رواه أبسو‬ ‫داود بإسسناد صسحيح كمسا قال المام النووي ‪ .‬وغيسر ذلك‬ ‫مسن الدعيسسة الواردة عسسن رسسول اله صسسلى الله عليسه‬ ‫وسلم ‪.‬‬ ‫وقسسد اسسستحب بعسسض أهسسل العلم أن يكثسسر الناس مسسن‬ ‫الصسدقة والصسوم قبسل السسستقاء ويسستحب أن يخرج‬ ‫المسسسلم إلى المصسسلى متواضعا ً متخشعا ً متضرعا ً لمسسا‬ ‫ورد في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه قال ‪(:‬‬ ‫خرج رسسسول الله صسسلى الله عليسسه وسسسلم للسسستسقاء‬ ‫متذلل ً متواضعا ً متخشعا ً حتسسسى أتسسسى المصسسسلى ) رواه‬ ‫أحمسسد وأبسسو داود والترمذي وقال حسسسن صسسحيح ‪ ،‬ول‬

‫‪46‬‬

‫يعتسبر انتشار المعاصسي بيسن الناس وقطيعتهسم للرحسم‬ ‫ومنعهم للزكاة سببا ً موجبا ً لترك صلة الستسقاء ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫من أحكام صلة الستخارة‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬فسسي رسسسالة طويلة تتعلق بالسسستخارة‬ ‫إنسه بحاجسة إلى معرفسة كيفيسة السستخارة ‪ ،‬ومسا علقسة‬ ‫السستخارة بالسستشارة ومسا وقست السستخارة ؟ وهسل‬ ‫من اللزم بعد الستخارة أن يرى النسان رؤية ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬اتفسق أهسل العلم على أن السستخارة سسنة‬ ‫ثابتسة عسن الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم ويدل على‬ ‫ذلك مسا رواه المام البخاري فسي صسحيحه عسن جابر بسن‬ ‫عبسد الله رضسي الله عنسه قال ‪ (:‬كان رسسول الله صسلى‬ ‫الله عليسسه وسسسلم يعلمنسسا السسستخارة فسسي المور كلهسسا‬ ‫كالسسسورة مسسن القرآن يقول ‪ :‬إذا هسسم أحدكسسم بالمسسر‬ ‫فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل ‪ :‬اللهم إني‬ ‫اسسستخيرك بعلمسسك واسسستقدرك بقدرتسسك واسسسألك مسسن‬ ‫فضلك العظيسسسسم فإنسسسسك تقدر ول أقدر وتعلم ول أعلم‬ ‫وأنت علم الغيوب ‪.‬‬ ‫اللهسم إن كنست تعلم أن هذا المسر خيسر لي فسي دينسي‬ ‫ومعاشسسسي وعاقبسسسة أمري أو قال ‪ :‬فسسسي عاجلة أمري‬ ‫وآجله فاقدره لي وإن كنت تعلم أن هذا المر شر لي‬ ‫فسي دينسي ومعاشسي وعاقبسة أمري أو قال ‪ :‬فسي عاجلة‬ ‫أمري وآجله فاصسسرفه عنسسي واصسسرفني عنسسه واقدر لي‬ ‫الخير حيث كان ثم ارضني به ‪ ،‬ويسمي حاجته )‪.‬‬ ‫والسسستخارة فيهسسا التسسسليم لمسسر الله وخروج النسسسان‬ ‫مسسسن حوله وقوتسسسه واللتجاء إلى الله سسسسبحانه وتعالى‬ ‫للجمسع بيسن خيري الدنيسا والخرة وأفضسل شيسء لذلك‬ ‫اللجوء إلى الصسلة والدعاء لمسا فيهمسا مسن الثناء على‬ ‫الله وتعظيمه والفتقار إليه ‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫وهذه بعض الحكام المتعلقة بالستخارة ‪:‬‬ ‫‪ .1‬أن تكون فسي المور المباحسة التسي ل يعرف فيهسا‬ ‫النسسان وجسه الصسواب كأن يسستخير فسي مرافقسة فلن‬ ‫أو السفر إلى البلد الفلني ونحو ذلك ‪.‬‬ ‫‪ .2‬أن ل تكون السسستخارة فسسي المور الواجبسسة أو‬ ‫المحرمسسسة أو المكروهسسسة وكذلك ل تكون فسسسي أصسسسل‬ ‫المندوبات ‪.‬‬ ‫‪ .3‬تكون الستخارة عندما يهم النسان بعمل شيء ول‬ ‫يكون عازما ً على ذلك كأن يكون مترددا ً ول يدري‬ ‫أيهما الصواب فعل الشيء أم تركه ‪.‬‬ ‫‪ .4‬ينبغسي للمسسلم أن يسستشير مسن يثسق بسه مسن إخوانسه‬ ‫وأصسسسسحابه قبسسسسل السسسسستخارة ‪ .‬قال المام النووي ‪[:‬‬ ‫يسسستحب أن يسسستشير قبسسل السسستخارة مسسن يعلم مسسن‬ ‫حاله النصسيحة والشفقسة والخسبرة ويثسق بدينسه ومعرفتسه‬ ‫قال تعالى ‪ (:‬وَ َ‬ ‫م فِسي اْلَْمرِ ) وإذا اسستشار وظهسر‬ ‫شاوِْرهُس ْ‬ ‫أنه مصلحة استخار الله تعالى في ذلك ]‪.‬‬ ‫‪ .5‬المشهور فسي كيفيسة السستخارة أنهسا تكون بعسد أن‬ ‫يصسلي المسسلم ركعتيسن نافلة بنيسة السستخارة ثسم يدعسو‬ ‫بالدعاء المأثور عسسن الرسسسول صسسلى الله عليسسه وسسسلم‬ ‫بعد السلم من الركعتين وبعد الدعاء يسمي النسان‬ ‫حاجتسسسسسه وأجاز بعسسسسسض العلماء أن يكون الدعاء أثناء‬ ‫السجود ‪.‬‬ ‫‪ .6‬ويمكن أن تكون الستخارة بدعاء الستخارة بعد أي‬ ‫صسسلة أو بدعاء السسستخارة بدون صسسلة والولى هسسي‬ ‫الولى ‪.‬‬ ‫‪ .7‬تجوز صسلة السستخارة فسي جميسع الوقات مسا عدا‬ ‫الوقات التسي تكره فيهسا الصسلة عنسد طلوع الشمسس‬ ‫وعنسسد زوالهسسا وعنسسد غروبهسسا وبعسسد الفجسسر حتسسى تطلع‬ ‫الشمس وبعد العصر حتى تغيب الشمس ‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫‪ .8‬يسسستحب أن يقرأ فسسي الركعسسة الولى بعسسد الفاتحسسة‬ ‫( قُ ْ َ‬ ‫ن ) وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة (‬ ‫ل يَاأيُّهَا الْكَافُِرو َ‬ ‫ل هُو الل َّ َ‬ ‫حد ٌ )‪.‬‬ ‫هأ َ‬ ‫ُ‬ ‫قُ ْ َ‬

‫‪ .9‬اسسستحب بعسسض أهسسل العلم تكرار السسستخارة سسسبع‬ ‫مرات عندما ل ينشرح صدر المستخير لشيء ما ‪.‬‬ ‫‪ .10‬ليسس مسن اللزم لمسن اسستخار أن يرى رؤيسا فسي‬ ‫المنام وإنمسا الذي يعقسب السستخارة انشراح الصسدر أو‬ ‫عدمسه لفعسل الشيسء الذي اسستخار فيسه لمسا روي فسي‬ ‫حديث أنس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ‪(:‬‬ ‫يسا أنسس إذا هممست بأمسر فاسستخر ربسك فيسه سسبع مرات‬ ‫ثسم انظسر إلى الذي سسبق إلى قلبسك فإن الخيسر فيسه )‬ ‫رواه ابسسن السسسني وهسسو ضعيسسف ‪ .‬والمقصسسود بانشراح‬ ‫الصسدر هسو ميسل النسسان وحبسه للشيسء مسن غيسر هوى‬ ‫للنفس ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫صلة الغائب‬

‫يقول السسائل ‪ :‬حصسل نقاش حول صسلة الغائب ونفسى‬ ‫بعسض الناس صسلة الغائب وزعسم أنهسا صسلة مخترعسة ل‬ ‫أصل لها في الدين فما قولكم في ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬لقسد ثبست فسي الحاديسث الصسحيحة أن النسبي‬ ‫صسلى الله عليسه وسسلم قسد صسلّى على النجاشسي صسلة‬ ‫الغائب فمسسن ذلك مسسا رواه البخاري ومسسسلم عسسن أبسسي‬ ‫هريرة رضسسي الله عنسسه ‪ (:‬أن رسسسول الله صسسلى الله‬ ‫عليه وسلم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات‬ ‫فيه فخرج بهم إلى المصلى وكبر أربع تكبيرات )‪.‬‬ ‫وعسن جابر بسن عبسد الله رضسي الله عنسه ‪ (:‬أن الرسسول‬ ‫صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي فكنت في‬ ‫الصف الثاني أو الثالث ) رواه البخاري ‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫وعن جابر أيضا ً قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬ ‫وسسسلم ‪ (:‬إن أخا ً لكسسم قسسد مات فقوموا فصسسلوا عليسسه‬ ‫فقمنا صفين ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫وعن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه‬ ‫وسسسلم قال ‪ (:‬إن أخاكسسم النجاشسسي قسسد مات فقوموا‬ ‫فصسلوا عليسه ‪ .‬قال ‪ :‬فقمنسا فصسففنا عليسه كمسا يصسف‬ ‫على الميسست وصسسلينا عليسسه كمسسا يسسسصلى على الميسست )‬ ‫رواه أحسسسمد والنسسسائي والترمذي وصسسححه وغيسسر ذلك‬ ‫من الحاديث ‪.‬‬ ‫وقسسد قال بمقتضسسى هذه الحاديسسث المامان الشافعسسي‬ ‫وأحمسد بسن حنبسل فسي الروايسة المشهورة عنسه فعندهمسا‬ ‫يصسسلى على كسسل ميسست غائب احتجاجا ً بفعسسل الرسسسول‬ ‫صسلى الله عليسه وسسلم حيسث أنسه صسلى على النجاشسي‬ ‫وهو غائب ‪.‬‬ ‫قال المام الشافعسسي ‪ [:‬الصسسلة على الميسست دعاء له‬ ‫فكيف ل يدعى له وهو غائب أو في القبر ]‪.‬‬ ‫وقال الحنفيسة والمالكيسة ‪ :‬صسلة الغائب غيسر مشروعسة‬ ‫مطلقا ً ومسسا فعله النسسبي صسسلى الله عليسسه وسسسلم مسسن‬ ‫صلته على النجاشي فخاص به ‪.‬‬ ‫وقسد زعسم بعضهسم أن الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫لم يصسسل على النجاشسسي صسسلة الغائب وإنمسسا أحضسسر‬ ‫جثمان النجاشسي أمام الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫فصسلى عليسه صسلة الجنازة والنجاشسي بيسن يدي رسسول‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬ ‫وهذا الكلم مردود عنسسسد أهسسسل العلم ووصسسسف المام‬ ‫النووي هذا الكلم بأنسسه خيالت وأجاب عسسن ذلك بقوله‬ ‫‪ [:‬قولهم أنه طويت الرض فصار بين يدي رسول الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم وجوابه أنه لو فتح هذا الباب لم‬ ‫يبسق وثوق بشيسء مسن ظواهسر الشرع لحتمال انحراف‬

‫‪50‬‬

‫العادة فسي تلك القضيسة مسع أنسه لو كان شيسء مسن ذلك‬ ‫لتوفرت الدواعي بنقله ] المجموع ‪. 5/253‬‬ ‫وأجاب عسسن ذلك المام ابسسن العربسسي المالكسسي ‪ [:‬قالوا‬ ‫طويست له الرض وأحضرت الجنازة بيسن يديسه ‪ .‬قلنسا ‪:‬‬ ‫إن ربنا عليه لقادر وإن نبينا لهل لذلك ولكن ل تقولوا‬ ‫إل ما رويتسم ول تخترعوا حديثا ً من أنفسسكم ول تحدثوا‬ ‫إل بالثابتات ودعوا الضعاف … ] فتح الباري ‪. 3/432‬‬ ‫وقسد توسسط جماعسة مسن أهسل العلم فسي هذه المسسألة‬ ‫فقالوا ‪ :‬صسلة الغائب مشروعسة فسي حسق المسسلم إذا‬ ‫مات ولم يصل عليه أحد من المسلمين وأما إذا صلي‬ ‫عليه فل تشرع صلة الغائب ‪.‬‬ ‫وقسد اختار هذا القول أبسو داود صساحب السسنن والمام‬ ‫الخطابسسي فسسي معالم السسسنن وبعسسض الشافعيسسة وهسسو‬ ‫اختيار شيخ السلم ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومن‬ ‫المحدثيسسن الشيسسخ المحدث اللبانسسي وهذا رأي وجيسسه‬ ‫وفقه حسن ‪.‬‬ ‫قال المام الخطابسي ‪ [:‬قلت ‪ :‬النجاشسي رجسل مسسلم‬ ‫قسد آمسن برسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم وصسدقه‬ ‫على نبوتسه إل أنسه كان يكتسم إيمانسه والمسسلم إذا مات‬ ‫وجسب على المسسلمين أن يصسلوا عليسه إل أنسه كان بيسن‬ ‫ظهراني أهل الكفر ولم يكن بحضرته من يقوم بحقه‬ ‫فسسي الصسسلة عليسسه فلزم رسسسول الله صسسلى الله عليسسه‬ ‫وسلم أن يفعل ذلك إذ هو نبيه ووليه وأحق الناس به‬ ‫فهذا والله أعلم هسسسو السسسسبب الذي دعاه إلى الصسسسلة‬ ‫عليسسه بظهسسر الغيسسب ‪ .‬فعلى هذا إذا مات المسسسلم ببلد‬ ‫مسن البلدان وقسد قضسي حقسه فسي الصسلة عليسه فإنسه ل‬ ‫يصسلي عليسه مسن كان ببلد آخسر غائبا ً عنسه فإن علم أنسه‬ ‫لم يصسسل عليسسه لعائق أو مانسسع عذر كانسست السسسنة أن‬ ‫يصسسلي عليسسه ول يترك ذلك لبعسسد المسسسافة فإذا صسسلوا‬

‫‪51‬‬

‫عليسسه اسسستقبلوا القبلة ولم يتوجهوا إلى بلد الميسست إن‬ ‫كان في غير جهة القبلة ] معالم السنن ‪. 1/270‬‬ ‫وقال شيسخ السسلم ابسن تيميسة ‪ [:‬الصسواب ‪ :‬أن الغائب‬ ‫إن مات ببلد لم يصسسل عليسسه فيسسه صسسلي عليسسه صسسلة‬ ‫الغائب كمسا صسلى النسبي صسلى الله عليسه وسسلم على‬ ‫النجاشسسي لنسسه مات بيسسن الكفار ولم يصسسل عليسسه وإن‬ ‫صسلي عليسه حيث مات لم يصل عليسه صلة الغائب لن‬ ‫الفرض قد سقط بصلة المسلمين عليه والنبي صلى‬ ‫الله عليسسه وسسسلم صسسلى عسسسلى الغائب وتركسسه وفسسسعله‬ ‫وتركه سنة وهذا له موضع وهذا له موضع ] زاد المعاد‬ ‫‪. 1/520‬‬ ‫وممسا يؤيسد هذا القول أنسه مات فسي عهسد النسبي صسلى‬ ‫الله عليسه وسسلم جماعسة مسن الصسحابة خارج المدينسة‬ ‫المنورة ولم ينقسل أن الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫صلى عليهم وما ورد من صلته عليه الصلة والسلم‬ ‫على رجسسل مسسن الصسسحابة يقال له معاويسسة بسسن معاويسسة‬ ‫الليثسي فهسو غيسر صسحيح وكذلك فإنسه لمسا مات الخلفاء‬ ‫الراشدون وغيرهسسم مسسن الصسسحابة لم يصسسل أحسسد مسسن‬ ‫الم سلمين عليهسم صلة الغائب ولو فعلوا لتواتر النقسل‬ ‫بذلك عنهسسم كمسسا قال الشيسسخ اللبانسسي ‪ .‬أحكام الجنائز‬ ‫ص ‪. 93‬‬ ‫وممسا يؤيسد هذا القول مسا ورد فسي إحدى روايات صسلة‬ ‫النسبي عليسه الصسلة والسسلم على النجاشسي أنسه قال ‪(:‬‬ ‫إن أخاكم قد مات بغير أرضكم فقوموا فصلوا عليه )‬ ‫رواه أحمسسد وابسسن ماجسسة وسسسندها على شرط البخاري‬ ‫ومسلم ‪.‬‬ ‫وخلصسسة المسسر أن صسسلة الغائب مشروعسسة فسسي حسسق‬ ‫الميت المسلم الذي ل يصلى عليه ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪52‬‬

‫أفضل الذكار‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬مسسا هسسي أفضسسل الذكار الواردة عسسن‬ ‫الرسسول صلى الله عليه وسسلم وما حكسم الذكسر بلفظ‬ ‫الجللة المفرد ‪ ،‬الله الله ؟!‬ ‫الجواب ‪ :‬الذكسر عبادة مسن أعظسم العبادات وأجلهسا مسع‬ ‫كونهسا أيسسر العبادات لن حركسة اللسسان أخسف حركات‬ ‫الجوارح فيسسه يحصسسل الفضسسل للذاكسسر وهسسو قاعسسد على‬ ‫فراشسه وفسي سسوقه وفسي حال صسحته ومرضسه وفسي‬ ‫حال قيامسه وقعوده وإقامتسه وسسفره فليسس شيسء مسن‬ ‫العمال الصالحة يعم الوقات والحوال مثل الذكر ‪.‬‬ ‫وقسسد أثنسسسى الله فسسسي كتابسسه الكريسسسم على الذاكريسسن‬ ‫والذاكرات فقال سسسسبحانه وتعالى ‪ (:‬إ ِسسس َّ‬ ‫ن‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْسسس‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ت‬ ‫ن وَالْقَانِتَا ِس‬ ‫منَا ِس‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫م ْس‬ ‫ن وَال ْ ُ‬ ‫ت َوال ْ ُ‬ ‫سل ِ َ‬ ‫وَال ْ ُ‬ ‫ت وَالْقَانِتِي َس‬ ‫منِي َس‬ ‫ن وَال َّ‬ ‫ت وَال َّ‬ ‫ن وَال َّ‬ ‫وَال َّ‬ ‫ن‬ ‫ت وَال ْ َ‬ ‫صابَِرا ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫صادِقَا ِ‬ ‫شعِي َ‬ ‫صابِرِي َ‬ ‫صادِقِي َ‬ ‫ت وَال ّسسسَ‬ ‫ن‬ ‫وَال ْ َ‬ ‫صائ ِ ِ‬ ‫شعَا ِسسس‬ ‫خا ِ‬ ‫صدِّقَا ِ‬ ‫ت وَال ْ ُ‬ ‫ن وَال ْ ُ‬ ‫مت َسسس َ‬ ‫مت َسسس َ‬ ‫مي َ‬ ‫صدِّقِي َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫حافِظِي‬ ‫حافِظَا ِس‬ ‫ما ِ‬ ‫م وَال ْ َ‬ ‫ن فُُرو َ‬ ‫ت وَال ْ َ‬ ‫جهُس ْ‬ ‫صائ ِ َ‬ ‫ال َّس‬ ‫ت وَالذ ّاكِرِي َس‬ ‫َس‬ ‫وَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ما )‪.‬‬ ‫ه كَثِيًرا وَالذ ّاكَِرا ِ‬ ‫مغْفَِرة ً وَأ ْ‬ ‫جًرا عَظِي ً‬ ‫م َ‬ ‫ه لَهُ ْ‬ ‫ت أعَد َّ الل ّ ُ‬ ‫الل ّ َ‬

‫وثبست فسي الحديسث الصسحيح عسن أبسي هريرة رضسي الله‬ ‫عنسه أن الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم قال ‪ (:‬سسبق‬ ‫المفردون ‪ .‬قالوا ‪ :‬وما المفردون يا رسول الله ؟ قال‬ ‫‪ :‬الذاكرون الله كثيرا ً والذاكرات ) رواه مسسسلم ‪ .‬وقسسد‬ ‫وردت أقوال عسن الصسحابة والتابعيسن فسي بيان المراد‬ ‫مسسن الذاكريسسن والذاكرات فقسسد ورد عسسن ابسسن عباس‬ ‫رضسسي الله ‪ [:‬الذيسسن يذكرون الله فسسي أدبار الصسسلوات‬ ‫وغدوا ً وعشيا ً وفسي المضاجع وكلما استيقظ من نومه‬ ‫وكلمسسا غدا أو راح مسسن منزله ذكسسر الله تعالى ] ‪ ،‬وقال‬ ‫مجاهسد ‪ [:‬ل يكون مسن الذاكريسن الله كثيرا ً والذاكرات‬ ‫حتسى يذكسر الله قائما ً وقاعدا َ ومضطجعا ً ]‪ .‬وقال عطاء‬

‫‪53‬‬

‫‪ [:‬من صلى الصلوات الخمس بحقوقها فهو داخل في‬ ‫َ‬ ‫ن ) راجع الذكار للنووي ص ‪. 7‬‬ ‫قوله تعالى ‪ (:‬وَالذ ّاكِرِي َ‬ ‫وقسد اتفسق أهسل العلم على أن أفضسل الذكسر هسو القرآن‬ ‫الكريم ‪.‬‬ ‫قسسسسسسال المام النووي ‪ [:‬اعلم أن تلوة القرآن هسسسسي‬ ‫أفضسسل الذكار والمطلوب القراءة بالتدبر ] الذكار ص‬ ‫‪. 85‬‬ ‫وبعسسد ذلك الذكار المأثورة عسسن سسسيد الذاكريسسن عليسسه‬ ‫الصسلة والسسلم وهسي كثيرة وأفضلهسا ‪ (:‬سسبحان الله‬ ‫والحمد لله ول إله إلى الله والله أكبر )‪.‬‬ ‫وقد وردت أحاديث كثيرة منها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬عسن أبسي هريرة رضسي الله عنسه قال ‪ :‬قال رسسول‬ ‫الله صسسلى الله عليسسه وسسسلم ‪ (:‬لن أقول سسسبحان الله‬ ‫والحمسسد لله ول إله إل الله والله أكسسبر أحسسب إلي ممسسا‬ ‫طلعت عليه الشمس ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫‪ .2‬وعن سمرة رضي الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله‬ ‫صسسلى الله عليسسه وسسسلم ‪ (:‬أحسسب الكلم إلى الله أربسسع‬ ‫سسسبحان الله والحمسسد لله ول إله إل الله والله أكسسبر ل‬ ‫يضرك بأيهن بدأت ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫‪ .3‬عسن جابر رضسي الله عنسه قال ‪ :‬قال رسسول الله‬ ‫صسلى اله عليسه وسسلم ‪ (:‬أفضسل الذكسر ل إله إل الله )‬ ‫رواه الترمذي وقال ‪ :‬حديسسث حسسسن ‪ .‬وصسسححه ابسسن‬ ‫حبان والحاكم ووافقه الذهبي وغير ذلك من الحاديث‬ ‫‪.‬‬ ‫ول شسسك أن الذكار المأثورة عسسن الرسسسول صسسلى الله‬ ‫عليسه وسسسلم هسسي أفضسل الذكار وخاصسة الذكار التسسي‬ ‫وردت فسسسسي الشرع مرتبسسسسة على أوقات معلومسسسسة أو‬ ‫لفعال مخصسسوصة وذلك لن الرسسسول عليسسه الصسسلة‬ ‫والسسسلم هسسو قدوتنسسا ولنسسه أعلم بالله سسسبحانه وتعالى‬

‫‪54‬‬

‫وأسسمائه وصسفاته ولكونسه عليسه الصسلة والسسلم أفصسح‬ ‫العرب وأعلمهسسم بمواقسسع الكلم لكونسسه أوتسسي جوامسسع‬ ‫الكلم وأمسسد بالتسسسديد الربانسسي وكمال النصسسح لمتسسه‬ ‫فاتباعسه فسي أذكاره أفضسل مسن الشتغال بذكسر يخترعسه‬ ‫النسان من عند نفسه ‪.‬‬ ‫وبناء على ذلك فاعلم أخسي السسائل أن ذكسر الله بلفسظ‬ ‫الجللة المفرد " الله ‪ ،‬الله " لم يثبسست عسسن الرسسسول‬ ‫عليه الصلة والسلم ول عن أصحابه رضي الله عنهم‬ ‫وهسو ذكسر مبتدع وليسس مسن المأثورات فسي شسي واعلم‬ ‫أن الذكسسر ثناء والثناء ل يكون إل بجملة مفيدة يحسسسن‬ ‫السسسكوت عليهسسا وليسسس كذلك السسسم المفرد ‪ .‬يقول‬ ‫شيسسخ السسسلم ابسسن تيميسسة رحمسسه الله ‪ [:‬وأمسسا السسسم‬ ‫المفرد مظهرا ً أو مضمرا ً فليسسسسسس بكلم تام ول جملة‬ ‫مفيدة ول يتعلق به إيمان ول كفر ول أمر ول نهي ولم‬ ‫يذكسر ذلك أحسد مسن سسلف المسة ول شرع ذلك رسسول‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم … ] مجموع الفتاوى ‪. 10/226‬‬ ‫وقال فسسي موضسسع آخسسر ‪ [:‬إن الشرع لم يتسسسحب مسسن‬ ‫الذكر إل ما كان كلما ً تاما ً مفيدا ً مثل " ل إله إل الله "‬ ‫ومثسل " الله أكسبر " ومثسل " سسبحان الله والحمسد لله "‬ ‫ومثسل " ل حول ول قوة إل بالله " ومثسل " تبارك اسسم‬ ‫ربسسك " ‪ " ،‬تبارك الذي بيده الملك " ‪ " ،‬سسسبح لله مسسا‬ ‫فسي السسموات والرض " ‪ " ،‬تبارك الذي نزل الفرقان‬ ‫" فأمسا السسم المفرد مظهرا ً مثسل " الله ‪ ،‬الله " أو‬ ‫مضمرا ً مثسسل " هسسو ‪ ،‬هسسو " فهذا ليسسس بمشروع فسسي‬ ‫كتاب ول سسنة ول هسو مأثور أيضا ً عسن أحسد مسن سسلف‬ ‫المسة ول عسن أعيان المسة المقتدى بهسم وإنمسا لهسج بسه‬ ‫قوم من ضلل المتأخرين … ] مجموع الفتاوى ‪. 10/556‬‬ ‫ومسا قاله شيسخ السسلم ابسن تيميسة رحمسه الله هسو الحسق‬ ‫الذي تؤيده اللدلة الشرعيسسة فمسسن ذلك مسسا ورد فسسي‬

‫‪55‬‬

‫الحديسث عسن جابر رضسي الله عنسه أنسه قال ‪ :‬سسمعت‬ ‫رسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم يقول ‪ (:‬أفضسل مسا‬ ‫قلت أنسسسا والنسسسبيون مسسسن قبلي ل إله إل الله وحده ل‬ ‫شريسسك له ) رواه مالك فسسي الموطسسأ والطسسبراني وهسسو‬ ‫حديث حسن ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪56‬‬

‫الصيام والعتكاف‬

‫‪57‬‬

‫حكم من أصبح في أول يوم من رمضان مفطرا ً‬

‫مسا حكسم مسن أصسبح فسي أول يوم مسن رمضان وهسو ل‬ ‫يعلم بثبوت رؤية الهلل ولم يبيت النية للصوم ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬يجسب على مسن أصسبح فسي اليوم الول مسن‬ ‫رمضان وهسو ل يعلم بثبوت رؤيسة الهلل ولم يسبيت فيسه‬ ‫الصسوم يجسب عليسه أن يمسسك بقيسة يومسه ويجسب عليسه‬ ‫قضاء ذلك اليوم لن تسبييت النيسة مسن الليسل أمسر ل بسد‬ ‫منسسه فسسي صسسوم رمضان ويدل على ذلك مسسا ورد فسسي‬ ‫الحديث عن ابن عمر عن حفصة عن النبي صلى الله‬ ‫عليه وسلم أنه قال ‪ (:‬من لم يجمع الصيام قبل الفجر‬ ‫فل صيام له ) رواه أصحاب السنن وأحمد وهو حديث‬ ‫صحيح ‪.‬‬ ‫والمراد بقوله فسسسسي الحديسسسسث ‪ (:‬يجمسسسسع ) أي يعزم‬ ‫والمقصسود أنسه ل بسد مسن النيسة قبسل طلوع الفجسر فعلى‬ ‫هذا الشخص أن يقضي يوما ً عن اليوم الذي لم يصمه‬ ‫سواء أكل في ذلك اليوم أم لم يأكل ‪.‬‬ ‫وينبغسي أن يعلم أن النيسة فسي الصسوم ل يشترط فيهسا‬ ‫التلفسظ باللسسان بسل إن التلفسظ بهسا بدعسة وإنمسا محلهسا‬ ‫القلب فإذا خطر على قلبه ليل ً أنه يصوم ويوم غد من‬ ‫رمضان فقسد نوى وكذلك إذا قام للسسحور وأمسا التلفسظ‬ ‫بالنية فليس مشروعا ً ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪58‬‬

‫العبادة في رمضان فقط‬

‫يقول السسسسسائل ‪ :‬نرى كثيرا ً مسسسسن الناس يقبلون على‬ ‫عبادة الله فسسسي شهسسسر رمضان فيصسسسلون ويصسسسومون‬ ‫ويرتادون المسسساجد فإذا انتهسسى شهسسر مضان انقطعوا‬ ‫عن عبادتهم فما تقولون في هؤلء ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل شك أن إقبال الناس على الصلة والصيام‬ ‫وقراءة القرآن وارتياد المساجد في رمضان يشير إلى‬ ‫جوانسب إيجابيسة فسي حياة الناس وإلى تعظيمهسم لشهسر‬ ‫مضان ولكنسسه يشيسسر فسسي الوقسست ذاتسسه إلى خلل فسسي‬ ‫حقيقسة تصسور هؤلء الناس لعبادة الله سسبحانه وتعالى‬ ‫فالمفهوم الحقيقسسسسسسي لعبادة الله يتسسسسسسسم بطابسسسسسسع‬ ‫السسسسستمرارية وعدم النقطاع فعبادة الله ينبغسسسسي أن‬ ‫تكون مسسسستمرة ومتصسسسلة طوال الوقسسست وعلى مدار‬ ‫اليام وعبادة الله سبحانه وتعالى لي ست موسمية فسي‬ ‫رمضان فقسط وإنمسا فسي كسل شهور العام فرب رمضام‬ ‫هسو رب شوال وشسسعبان ‪ ،‬والله سسبحانه وتعالى يقول‬ ‫حت َّى يَأْتِي َ َ‬ ‫‪ (:‬وَاع ْبُد ْ َرب َّ َ‬ ‫ن ) أي استمر على عبادة‬ ‫ك َ‬ ‫ك الْيَقِي ُ‬ ‫الله حتى يأتيك الموت ‪.‬‬ ‫ونقول لهؤلء الناس الذيسسسسن يتقربون لله تعالى فسسسسي‬ ‫رمضان أن عليهسسسم أن يعتسسسبروا قدوم شهسسسر رمضان‬ ‫فرصسسة عظيمسسة لتجديسسد التوبسسة الصسسادقة والبدء بحياة‬ ‫جديدة فسسسي ظسسسل اليمان واللتزام بمنهسسسج الرحمسسسن‬ ‫وعليهم أن يجعلوا إقبالهم على الله في رمضان فاتحة‬ ‫خيسر للسستمرار على طريسق الخيسر والرشاد ونوصسيهم‬ ‫بأن يسستمروا فسي هذا الطريسق ونحذرهسم مسن النكوص‬ ‫على أعقابهسسم بعسسد نهايسسة رمضان فإن فعلوا ذلك فقسسد‬ ‫ساروا في طريق الخذلن والعياذ بالله ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪59‬‬

‫المفطرات المعتبرة‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬يتناقسسل كثيسسر مسسن الناس فسسي رمضان‬ ‫الحديسث عسن المور التسي تفطسر الصسائم ونسسمع مسن‬ ‫المشايسسخ كثيرا ً مسسن ذلك كقولهسسم أن القطرة تفطسسر‬ ‫الصسسائم وأن الحقنسسة تفطسسر الصسسائم والتحميلة تفطسسر‬ ‫الصسائم وإن أدخسل إصسبعه فسي دبره يفطسر ونحسو ذلك ‪،‬‬ ‫فمسا هسو الصسحيح فسي هذه المور وأمثالهسا وهسل تعتسبر‬ ‫مفطرة للصائم أم ل ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن الذي دل عليسسسه القرآن الكريسسسم وسسسسنة‬ ‫المصطفى صلى الله عليه وسلم أن ما يفطر الصائم‬ ‫هسسسسسسسو الطعام والشراب والجماع ومعلوم أن الطعام‬ ‫والشراب يتناوله النسسسان مسسن منفذه الطسسبيعي وهسسو‬ ‫الفسسم فمسسا كان طعاما ً أو شرابا ً ودخسسل مسسن المدخسسل‬ ‫الطبيعي فل شك أنه يفطر الصائم ‪.‬‬ ‫وقد اجتهد فقهاء السلم في المور المفطرة للصائم‬ ‫وذكروا أشياء كثيرة مسن المفطرات حتسى صسارت كتسب‬ ‫الفقسه طافحسة بهسا على اختلف فسي المذاهسب فسي كسل‬ ‫منها ‪ ،‬هل يعد مفطرا ً أم ل ؟‬ ‫والصحيح الذي أطمئن إليه وتؤيده الدلة أن كثيرا ً مما‬ ‫ذكره الفقهاء مسسسن المفطرات ليسسسس كذلك ولم تقسسسم‬ ‫الدلة الصسسسحيحة على اعتباره مفطرا ً للصسسسائم ‪ ،‬وأنسسسا‬ ‫أميسل إلى التضييسق فسي المفطرات وعدم التوسسع فيهسا‬ ‫لعدم ثبوت الدلة ‪ .‬على أن كثيرا ً ممسسسسسسا عده الفقهاء‬ ‫من المفطرات أنه مفطر فعل ً فمثل ً قال بعض الفقهاء‬ ‫أن مجرد دخول أي شيسسسء إلى داخسسسل الجسسسسم يعسسسد‬ ‫مفطرا ً بغسسض النظسسر مسسن أيسسن دخسسل فمثل ً إذا احتقسسن‬ ‫الصسائم بدواء فإنسه يفطسر بسل قال بعضهسم إذا اسستنجى‬ ‫الصسسائم فأدخسسل إصسسبعه فسسي دبره أفطسسر وإذا اكتحسسل‬ ‫أفطسسر … الخ ‪ ،‬وهذا الكلم غيسسر مسسسلم وغيسسر مقبول‬

‫‪60‬‬

‫لماذا ؟ لن الصيام مما يبتلى به عامة الناس في دين‬ ‫السسسلم ولو كانسست مثسسل هذه المور مفسسسدة للصسسوم‬ ‫لبينهسسسا الرسسسسول صسسسلى الله عليسسسه وسسسسلم بيانا ً عاماً‬ ‫مفصسسل ً ‪ ،‬قال شيسسخ السسسلم ابسسن تيميسسة رحمسسه الله ‪[:‬‬ ‫وأمسا الكحسل والحقنسة ومسا يقطسر فسي إحليله ومداواة‬ ‫المأمومة والجائفة فهذا مما تنازع فيه أهل العلم فنهم‬ ‫من لم يفطر بشيء من ذلك ومنهم من فطر بالجميع‬ ‫ل بالكحسل ومنهسم مسن فطسر بالجميسع ل بالتقطيسر ومسن‬ ‫لم يفطسر الكحسل ول بالتقطيسر ويفطسر بمسا سسوى ذلك‬ ‫والظهسر أنسه ل يفطسر بشيسء مسن ذلك فإن الصسيام فسي‬ ‫دين المسلمين الذي يحتاج إلى معرفته الخاص والعام‬ ‫‪ ،‬فلو كانست هذه المور ممسا حرمهسا الله ورسسوله فسي‬ ‫الصسيام ويفسسد الصسوم بهسا لكان هذا ممسا يجسب على‬ ‫الرسسسول بيانسسه ولو ذكسسر ذلك لعلمسسه الصسسحابة وبلغوه‬ ‫المسة كمسا بلغوا سسائر شرعسه فلمسا لم ينقسل أحسد مسن‬ ‫أهل العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ل‬ ‫حسسسديسثا ً صسسحيحا ً ول ضعيفا ً ول مسسسندا ً ول مرسسسل ً علم‬ ‫أنه لم يذكر شيئا ً من ذلك ] مجموع الفتاوى ‪234-233 /25‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وقال أيضا ً ‪ [:‬إن الحكام التسي تحتاج المسة معرفتهسا ل‬ ‫بسد أن يبينهسا الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم بيانا ً عاماً‬ ‫ول بد أن تنقلها المة فإذا انتفى هذا علم أن هذا ليس‬ ‫مسن دينسه وإذا كانست الحكام التسي تعسم بهسا البلوى ل بسد‬ ‫أن يبينهسسا صسسلى الله عليسسه وسسسلم بيانا ً عاما ً ول بسسد أن‬ ‫تنقسسل المسسة فمعلوم أن الكحسسل ونحوه ممسسا تعسسم بسسه‬ ‫البلوى كمسا تعسم بالدهسن والغتسسال والبخور والطيسب‬ ‫فلو كان هذا ممسا يفطسر لبيسن صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫كما بين الفطار بغيره ] مجموع الفتاوى ‪. 242-25/236‬‬

‫‪61‬‬

‫وقال ابن حزم ‪ [:‬إنما نهانا الله تعالى في الصوم عن‬ ‫الكسل والشرب والجماع وتعمسد القيسء والمعاصسي ومسا‬ ‫علمنسا أكل ً ول شربا ً يكون على دبر أو إحليسل أو أذن أو‬ ‫عيسسن أو أنسسف أو مسسن جرح فسسي البطسسن أو الرأس ومسسا‬ ‫نهينسا قسط أن نوصسل إلى الجوف بغيسر الكسل والشرب‬ ‫ما لم يحرم علينا إيصاله ] المحلى ‪. 4/348‬‬ ‫*****‬

‫‪62‬‬

‫إكراه الزوجة على الفطار في نهار رمضان‬

‫تقول ال سائلة ‪ :‬إنها امرأة تصوم رمضان ولكن زوجها‬ ‫ل يصسوم ويكرههسا على الجماع فسي نهار رمضان فماذا‬ ‫تصنع ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن زوجك رجل فاسق ومرتكب للمحرمات‬ ‫ف هو ل يصوم ول يكتفي بذلك بل يفسد عليك صيامك‬ ‫والواجسسب عليسسك أل تطيعيسسه فيمسسا يطلب وأن تحاولي‬ ‫المتناع منه قدر الستطاعة فإذا أكرهك إكراها ً شديداً‬ ‫وحصسل الجماع فقسد أفطرت ويجسب عليسك قضاء ذلك‬ ‫اليوم ول إثسسم عليسسك إن شاء الله لقوله عليسسه الصسسلة‬ ‫ولسسسلم ‪ (:‬رفسسع عسسن أمتسسي الخطسسأ والنسسسيان ومسسا‬ ‫استكرهوا عليه )‪.‬‬ ‫وعلى زوجسسك أن يبادر إلى التوبسسة إلى الله عسسز وجسسل‬ ‫وأن يعود عن غيه وضلله وعليه أن يحذر غضب الجبار‬ ‫سسبحانه وتعالى ويجسب عليسك أن تذكريسه بالله وتذكريسه‬ ‫بحرمسسة مسسا يفعسسل لعله يذكسسر أو يخشسسى فيرجسسع إلى‬ ‫طريق الحق والصواب ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫هل القطرة تفطر الصائم ؟‬

‫هسل القطرة فسي العيسن أو الذن أو النسف ممسا يفطسر‬ ‫الصائم ؟ وما حكم استعمال الحقن للصائم ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن حقيقسة الصسيام هسي المتناع عسن الطعام‬ ‫والشراب والجماع كمسا هسو معروف فمسا كان مسن هذه‬ ‫النواع فهسسو مفطسسر للصسسائم وأمسسا القطرة بأنواعهسسا‬ ‫المختلفسسة سسسواء كانسست فسسي النسسف أو الذن أو العيسسن‬ ‫فإنها ل تفطر الصائم لن هذه ليست طعاما ً ول شراباً‬ ‫ول تدخسسل إلى الجوف مسسن المدخسسل الطسسبيعي للطعام‬

‫‪63‬‬

‫والشراب ول يعسد اسستعمال القطرة بأنواعهسا المختلفسة‬ ‫أكل ً أو شرابا ً ‪ .‬لذلك فهي غير مفطرة ‪.‬‬ ‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله عند حديثه عن‬ ‫الكحسسل والقطرة ونحوهسسا ‪ [:‬والظهسسر أنسسه ل يفطسسر‬ ‫بشيسء مسن ذلك فإن الصسيام مسن ديسن المسسلمين الذي‬ ‫يحتاج إلى معرفتسسسسسه الخاص والعام فلو كانسسسسست هذه‬ ‫المور ممسا حرمهسا الله ورسسوله فسي الصسيام ويفسسد‬ ‫الصوم بها لكان هذا مما يجب على الرسول بيانه ولو‬ ‫ذكسر ذلك لعلمسه الصسحابة وبلغوه المسة كمسا بلغوا سسائر‬ ‫شرعسه فلم ينقسل أحسد مسن أهسل العلم عسن النسبي صسلى‬ ‫الله عليسسه وسسسلم فسسي ذلك ل حديثا ً صسسحيحا ً ول ضعيفاً‬ ‫ول مسندا ً ول مرسل ً علم أنه لم يذكر شيئا ً من ذلك ]‬ ‫مجموع الفتاوى ‪. 25/234‬‬ ‫وقال ابسن حزم رحمسه الله ‪ [:‬ول ينقسض الصسوم حجامسة‬ ‫ول احتلم … ول حنة ول سعوط ول تقطير في أذن أو‬ ‫في إحليل أو في أنف … ] المحلى ‪. 4/335‬‬ ‫وأما الحقن التي تعطى تحت الجلد أو في الوريد فإذا‬ ‫كانت دواء فل تفطر وإذا كانت على سبيل الغذاء فهي‬ ‫مفطرة وتتنافى مع حقيقة الصوم ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫استعمال أدوية لتأخير الحيض للصائمة‬

‫هل يجوز للمرأة تناول أدوية تمنع الحيض حتى تتمكن‬ ‫من الصيام ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن الحيسسسض مسسسن المور التسسسي كتبهسسسا الله‬ ‫سبحانه وتعالى على النساء والحيض من موانع الصوم‬ ‫كمسا هسو معلوم والفضسل فسي حسق المرأة أن تسسير مسع‬ ‫فطرتها التي فطرها الله عليها فتصوم ما شاء الله لها‬ ‫أن تصسوم فإذا حاضست توقفست عسن الصسيام ومسن ثسم‬ ‫يلزمها القضاء بعد ذلك ‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫ومسسع ذلك فل مانسسع مسسن اسسستعمال الدويسسة التسسي تمنسسع‬ ‫الحيض حتى تتمكن المرأة من الصيام ولكن ل بد من‬ ‫تقييد ذلك بأن ل يلحق المرأة ضرر من استعمال هذه‬ ‫الدويسة وبناء عليسه ل بسد للمرأة مسن اسستشارة طسبيب‬ ‫حاذق صساحب ديسن فإن أخبرهسا الطسبيب بأن سساتعمال‬ ‫هذه الدويسسسة يضرهسسسا فل يجوز لهسسسا اسسسستعمالها لقول‬ ‫الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم ‪ (:‬ل ضرر ول ضرار )‬ ‫رواه أحمسسد وابسسن ماجسسة والدارقطنسسي وغيرهسسم وهسسو‬ ‫حديث صحيح ‪.‬‬ ‫ومما يشير إلى جواز استعمال المرأة لهذه الدوية ما‬ ‫ورد عسسن بعسسض السسسلف أنهسسم كانوا يسسسقون نسسسائهم‬ ‫أدويسسة مأخوذة مسسن العشاب لمنسسع نزول دم الحيسسض‬ ‫أثناء الحج ويقاس الصوم عليه ‪.‬‬ ‫قال الشيخ مرعي الكرمي الحنبلي ‪ [:‬وللنثى شربه ‪-‬‬ ‫أي دواء مباح ‪ -‬لحصول الحيض ولقطعه ]‪.‬‬ ‫لن الصسسل الحسسل حتسسى يرد التحريسسم ولم يرد كذا قال‬ ‫الشارح ‪ .‬منار السبيل ‪. 1/62‬‬ ‫وقسسد أفتسسى بالجواز فسسي هذه المسسسألة كثيسسر مسسن أهسسل‬ ‫العلم المعاصرين منهم الشيخ القرضاوي حفظه الله ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫استعمال الصائم فرشاة السنان‬

‫مسا حكسم اسستعمال فرشاة السسنان مسع المعجون فسي‬ ‫نهار رمضان للصائم ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن على الصسائم أن يأخسذ بالسسباب الكفيلة‬ ‫بالمحافظسة على الصسوم فيبتعسد عسن كسل مسا مسن شأنسه‬ ‫أن يخل بالصوم ‪ ،‬فيستيطع الشخص أن ينظف أسنانه‬ ‫بالفرشاة والمعجون قبسسل الفجسسر أو بعسسد الفطار فهذا‬ ‫هو الفضل ويجوز له أن يستعملها أثناء النهار إذا تيقن‬ ‫من عدم نزول شيء إلى جوفه ‪ .‬لن نزول شيء من‬

‫‪65‬‬

‫المعجون أو الماء إلى الجوف مسسسسسسسسسسسسسن المفطرات‬ ‫والحتياط في هذا المر أولى ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫أكل الصائم ناسيا ً‬

‫ما حكم من أكل أو شرب ناسيا ً وهو صائم وهل هناك‬ ‫فرق بيسن أن يكون ذلك فسي صسوم فرض أو نافلة وهسل‬ ‫يشرع لمن رآه يأكل أو يشرب أن يذكره ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل شك أن النسيان من طبيعة النسان وهو‬ ‫من المور الخارجة عن إرادته وإن من يسر الشريعة‬ ‫السسلمية أنهسا ل تكلف النسسان حسسال نسسيانه يسسقول‬ ‫م)‬ ‫ن يُؤ َا ِ‬ ‫ما ك َسسس َ‬ ‫ت قُلُوبُك ُسسس ْ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫م ب ِسسس َ‬ ‫خذ ُك ُسسس ْ‬ ‫الله تعالى ‪ (:‬وَلَك ِسسس ْ‬ ‫والنسسسيان ليسسس مسسن كسسسب القلوب وقسسد ثبسست فسسي‬ ‫الحد يث قوله صلى الله عليه وسلم ‪ (:‬رفع عن أمتسي‬ ‫الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) رواه الطبراني‬ ‫والدارقطنسسي والحاكسسم بألفاظ مختلفسسة وصسسححه ابسسن‬ ‫حبان والحاكم ووافقه الذهبي وغيرهم ‪.‬‬ ‫والمقصسسود بالرفسسع هنسسا هسسو حكسسم هذه المور الثلثسسة‬ ‫المذكورة في الحديث والحكم المرفوع هو حكم الدنيا‬ ‫وحكسم الخرة وهذا الكلم ينطبسق على مسن نسسي وهسو‬ ‫صائم فأكل أو شرب فل إثم عليه ول قضاء عليه وليتم‬ ‫صسومه وقسد ثبست فسي الحديسث الصسحيح قوله صسلى الله‬ ‫عليسه وسسلم ‪ (:‬مسن نسسي وهسو صسائم فأكسل أو شرب‬ ‫فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ) رواه البخاري‬ ‫ومسلم ‪.‬‬ ‫ورود في حديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم قال ‪(:‬‬ ‫إذا أكسل الصسائم ناسسيا ً أو شرب ناسسيا ً فإنمسا هسو رزق‬ ‫ساقه الله إليه ول قضاء عليه ) رواه الدارقطني وقال‬ ‫‪ :‬إسناده صحيح كلهم ثقات كما نقله ابن الجوزي في‬ ‫التحقيق ‪. 2/87‬‬

‫‪66‬‬

‫ويهذا يظهسر أن مسن نسسي وهسو صسائم فأكسل أو شرب‬ ‫فعليسسه أن يتسسم صسسومه ول قضاء عليسسه ول كفارة وهذا‬ ‫الحكسسم فسسي مطلق الصسسوم فرضا ً كان أو نفل ً ول وجسسه‬ ‫لمسن فرق بيسن صسوم الفريضسة وصسوم النافلة فسي هذا‬ ‫الحكسم وكذلك ل فرق بيسن أن يأكسل الصسائم أو يشرب‬ ‫قليل ً أو كثيرا ً فالحكسم ل يختلف مسا دام أن المسر وقسع‬ ‫نسيانا ً فل حرج في ذلك ‪.‬‬ ‫فقسسد ورد فسسي الحديسسث عسسن أم حكيسسم بنسست دينار عسسن‬ ‫مولتهسا أم إسسحاق رضسي الله عنهسا ‪ (:‬أنهسا كانست عنسد‬ ‫رسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم فأتسي بقصسعة مسن‬ ‫ثريسد فأكلت معسه ومعسه ذو اليديسن ‪ -‬صسحابي ‪ -‬فناولهسا‬ ‫رسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم عرقا ً ‪ -‬عظسم عليسه‬ ‫لحسم ‪ -‬فقال ‪ :‬يسا أم إسسحاق أصسيبي مسن هذا ‪ .‬فذكرت‬ ‫أنسسي كنسست صسسائمة فرددت يدي ل أقدمهسسا ول أؤخرهسسا‬ ‫فقال النبي صلى الله عليه وسلم مالك ؟ قالت ‪ :‬كنت‬ ‫صسسسسائمة فنسسسسسيت ‪ .‬فقال ذو اليديسسسسن ‪ :‬الن بعدمسسسسا‬ ‫شبعست ؟ فقال النسبي صسلى الله عليسه وسسلم ‪ :‬أتمسي‬ ‫صسومك فإنمسا هسو رزق سساقه الله إليسك ] رواه أحمسد‬ ‫والطبراني في الكبير كما قال الهيثمي ‪.‬‬ ‫ويشرع فسي حسق مسن رأى إنسسانا ً يعلم أنسه صسائم فرآه‬ ‫يأكسسل أو يشرب أن يذكره بصسسومه لن ذلك مسسن باب‬ ‫التعاون على البر والتقوى يقول الله تعالى ‪ (:‬وَتَعَاوَنُوا‬ ‫ن )‪.‬‬ ‫عَلَى الْبِّرِ وَالتَّقْوَى وََل تَعَاوَنُوا عَلَى اْلِثْم ِ وَالْعُدْوَا ِ‬

‫ويتأكد هذا التذكير إذا كان الصائم يأكل أو يشرب في‬ ‫رمضان نسسسيانا ً فعليسسه أن يذكره لن الكسسل والشرب‬ ‫في نهار رمضان من السمسنسكرات والرسول صلى الله‬ ‫عليه وسلم يقول ‪ (:‬من رأى منكم منكرا ً فليغيره بيده‬ ‫فإن لم يسستطع فبلسسانه فإن لم يسستطع فبقلبسه وذلك‬ ‫أضعسف اليمان ) رواه مسسلم ‪ .‬إل أن ذلك معفسو عنسه‬

‫‪67‬‬

‫لنسه وقسع نسسيانا ً ووقوعسه نسسيانا ً مسن الصسائم ل يعفسي‬ ‫من رآه من تذكيره ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪68‬‬

‫صوم الطفال‬

‫يقول السائل ‪ :‬في أي سن يصوم الطفال ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن الطفال ليسوا من أهل التكليف شرعاً‬ ‫لقوله عليه الصلة والسلم ‪ (:‬رفع القلم عن ثلثة عن‬ ‫النائم حتسسى يسسستيقظ وعسسن الصسسغير حتسسى يكسسبر وعسسن‬ ‫المجنون حتسى يفيسق ) رواه ابسن ماجسة وغيره وإسسناده‬ ‫صحيح ‪.‬‬ ‫فهسم غيسر مكلفيسن شرعا ً ولكنهسم يؤمرون بالصسوم إذا‬ ‫أطاقوه وهذا المر على سبيل التمرين والتعويد وعلى‬ ‫هذا أكثسر أهسل العلم مسن أجسل أن يتمرن الطفسل على‬ ‫الصسسوم وكذلك يفعسسل معسسه بالنسسسبة لبقيسسة الحكام‬ ‫الشرعيسسة فقسسد ورد فسسي الحديسسث قوله عليسسه الصسسلة‬ ‫والسسسلم ‪ (:‬مروا أبناءكسسم بالصسسلة وهسسم أبناء سسسبع‬ ‫واضربوهسم عليهسا وهسم أبناء عشسر وفرقوا بينهسم فسي‬ ‫المضاجع ) رواه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه ‪.‬‬ ‫ول شسسك أن الصسسوم أشسسق مسسن الصسسلة فلذلك فإن‬ ‫الصسسبي إذا أطاق الصسسوم يطلب منسسه ذلك ول بسسد أن‬ ‫يكون صسسومه بالتدريسسج حتسسى ل يكون شاقا ً عليسسه وقسسد‬ ‫يطيسق الصسبي الصسوم وهسو ابسن ثمان أو تسسع أو عشسر‬ ‫ويعود تحديسد السسن إلى ولي أمره الذي يعرف مقدرة‬ ‫الصبي على الصوم من عدمها ‪.‬‬ ‫ومطالبة الصبي بالصوم أمر معهود منذ عهد الصحابة‬ ‫رضي الله عنهم فقد ورد في الحديث عن الربيع بنت‬ ‫معوذ رضسي الله عنهسا قالت ‪ (:‬أرسسل الرسسول صسلى‬ ‫الله عليسه وسسلم غداة عاشوراء إلى قرى النصسار مسن‬ ‫أصسسبح مفطرا ً فليتسسم بقيسسة يومسسه ومسسن أصسسبح صسسائماً‬ ‫فليصم قالت ‪ :‬فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل‬ ‫لهسم اللعبسة مسن العهسن فإذا بكسى أحدهسم على الطعام‬

‫‪69‬‬

‫أعطيناه ذلك حتسسى يكون عنسسد الفطار ) رواه البخاري‬ ‫ومسلم ‪.‬‬ ‫ففسسي هذا الحديسسث تخسسبر الصسسحابية الربيسسع أنهسسم كانوا‬ ‫يصومون الطفال في صوم عاشوراء ويشغلونهم عن‬ ‫الطعام باللعسب يصسنعونها مسن الصسوف فإذا كان الحال‬ ‫كذلك في صوم عاشوراء فمن باب أولى أن يكون في‬ ‫صسوم رمضان حتسى يتمرنوا على الصسوم ويكون المسر‬ ‫سهل ً إذا ما بلغوا وهكذا ينبغي أن يكون المر في بقية‬ ‫التكاليف الشرعية قال ابن عباس رضي الله عنهما ‪(:‬‬ ‫اعملوا بطاعسة الله واتقوا معاصسي الله ومروا أولدكسم‬ ‫بامتثال الوامسسر واجتناب النواهسسي فذلك وقايسسة لهسسم‬ ‫ولكم من النار )‪.‬‬ ‫*****‬ ‫صوم شهر رجب‬

‫مسا حكسم صسيام شهسر رجسب ومسا مدى صسحة الحديسث‬ ‫الذي يقول ‪ (:‬رجسسسسسسب شهسسسسسسر الله وشعبان شهري‬ ‫ورمضان شهر أمتي )؟‬ ‫الجواب ‪ :‬أمسا الحديسث المذكور فلم يثبست عسن النسبي‬ ‫صلى الله عليه وسلم قال الحافظ العراقي ‪ [:‬حديث‬ ‫ضعيسسف جدا ً وهسسو مسسن مرسسسلت الحسسسن رويناه فسسي‬ ‫كتاب الترغيسسسب والترهيسسسب للصسسسفهاني ومرسسسسلت‬ ‫الحسن ل شيء عند أهل الحديث ول يصح في فضل‬ ‫رجب حديث ]‪.‬‬ ‫وذكسر المناوي أن الديلمسي رواه فسي مسسنده وقسد عده‬ ‫ابن الجوزي في الموضوعات أي من الخبار المكذوبة‬ ‫على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ .‬فيض القدير‬ ‫‪ ، 4/24‬كشف الخفاء ‪. 1/433‬‬ ‫وأمسا بالنسسبة للصسوم فسي شهسر رجسب فلم يثبست عسن‬ ‫النسسبي صسسلى الله عليسسه وسسسلم فيسسه شيسسء على وجسسه‬

‫‪70‬‬

‫التخصسيص ‪ .‬قال الحافسظ ابسن رجسب الحنبلي ‪ [:‬وأمسا‬ ‫الصسسيام فلم يصسسح فسسي فضسسل صسسوم رجسسب بخصسسوصه‬ ‫شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ول عن أصحابه‬ ‫] لطائف المعارف ص ‪. 228‬‬ ‫ولكسن وردت أحاديسث عامسة فسي صسوم الشهسر الحرم‬ ‫وشهسر رجسب أحدهسا فمسن ذلك مسا ورد فسي الحديسث أن‬ ‫الرسول صلى الله عليه وسلم قال ‪ (:‬صم من الحرم‬ ‫واترك ‪ ،‬صسسسم مسسسن الحرم واترك ‪ ،‬صسسسم مسسسن الحرم‬ ‫واترك ) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة ومن ذلك‬ ‫حديسسسث أسسسسامة قال ‪ (:‬قلت يسسسا رسسسسول الله لم أرك‬ ‫تصسوم مسن شهسر مسن الشهور مسا تصسوم مسن شعبان ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬ذلك شهسر يغفسل الناس عنسه بيسن رجسب ورمضان‬ ‫وهسو شهسر تُرفسع فيسه العمال إلى رب العالميسن فأحسب‬ ‫أن يُرفسع عملي وأنسا صسائم ) رواه أبسو داود والنسسائي‬ ‫وصححه ابن خزيمة ‪.‬‬ ‫قال الشوكانسي ‪ :‬ظاهسر قوله فسي حديسث أسسامة ‪ (:‬أن‬ ‫شعبان شهسر يغفسل عنسه الناس بيسن رجسب ورمضان أنسه‬ ‫يسسستحب صسسوم رجسسب لن الظاهسسر أن المراد أنهسسم‬ ‫يغفلون عسسسن تعظيسسسم شعبان بالصسسسوم كمسسسا يعظمون‬ ‫رمضان ورجبا ً به ) نيل الوطار ‪. 4/276‬‬ ‫*****‬ ‫هدي الرسول عليه الصلة والسلم في العتكاف‬

‫يقول السسائل ‪ :‬كيسف كان هدي الرسسول عليسه الصسلة‬ ‫والسسلم فسي العتكاف ؟ وهسل يصسح للمسسلم أن ينوي‬ ‫العتكاف كلما دخل المسجد ؟ وما حكم العتكاف ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬قال العلمسسة ابسسن القيسسم رحمسسه الله ‪ [:‬كان‬ ‫صسسلى الله عليسسه وسسسلم يعتكسسف العشسسر الواخسسر مسسن‬ ‫رمضان حتسى توفاه الله عسز وجسل وتركسه مرة فقضاه‬ ‫فسسسي شوال ‪ .‬واعتكسسسف مرة فسسسي العشسسسر الول ثسسسم‬

‫‪71‬‬

‫الوسسط ثسم العشسر الخيسر يلتمسس ليلة القدر ثسم تسبين‬ ‫له أنهسا فسي العشسر الخيسر فداوم على اعتكافسه حتسى‬ ‫لحق بربه عسز وجل ‪ .‬وكان يأمر بخباء فيضرب له في‬ ‫المسسسسجد يخلو فيسسسه بربسسسه عسسسز وجسسسل وكان إذا أراد‬ ‫العتكاف صسلّى الفجسر ثسم دخله … وكان يعتكسف كسل‬ ‫سسسسنة عشرة أيام فلمسسسا كان العام الذي قبسسسض فيسسسه‬ ‫اعتكسف عشريسن يوما ً … وكان إذا اعتكسف دخسل قبتسه‬ ‫وحده وكان ل يدخسل بيتسه فسي حال اعتكافسه إل لحاجسة‬ ‫النسسان وكانست بعسض أزواجسه تزوره وهسو معتكسف ولم‬ ‫يباشر امرأة من نسائه وهو معتكف ل بقبلة ول غيرها‬ ‫وكان إذا اعتكف طرح له فراشه ووضع له سريره في‬ ‫معتكفه … الخ ] زاد المعاد ‪. 90-2/88‬‬ ‫هذا هسسو هدي الرسسسول صسسلى الله عليسسه وسسسلم فسسي‬ ‫العتكاف وعلينا القتداء به صلى الله عليه وسلم وأما‬ ‫حكسم العتكاف فهسو مسسنون عنسد أكثسر أهسل العلم فسي‬ ‫العام كله وأوكسد العتكاف مسا كان فسي العشسر الواخسر‬ ‫مسن رمضان وإذا نذر المسسلم العتكاف صسار الوفاء بسه‬ ‫فرضا ً ‪.‬‬ ‫وأمسسسسا زمان العتكاف ومدتسسسسه فجمهور العلماء يرون‬ ‫جواز العتكاف مدة يسسسيرة فسسي المسسسجد كسسساعة أو‬ ‫ساعتين ونحو ذلك ‪.‬‬ ‫قال ابسن حزم ‪ [:‬كسل إقامسة فسي مسسجد لله تعالى بنيسة‬ ‫التقرب إليه اعتكاف فالعتكاف يقع على ما ذكرنا مما‬ ‫قسسل مسسن الزمان أو كثسسر إذ لم يخسسص القرآن والسسسنة‬ ‫عددا ً مسن عدد ول وقتا ً مسن وقست عسن سسويد بسن غفلة‬ ‫قال ‪ :‬مسن جلس فسي المسسجد وهسو طاهسر فهسو عاكسف‬ ‫فيسه مسا لم يحدث وعسن عطاء بسن أبسي رباح عسن يعلى‬ ‫بن أمية رضي الله عنه قال ‪ :‬إني لمكث في المسجد‬ ‫سسسساعة ومسسسا أمكسسسث إل لعتكسسسف ‪ ،‬قال عطاء ‪ :‬هسسسو‬

‫‪72‬‬

‫اعتكاف ما مكث فيه وإن جلس في المسجد احتساب‬ ‫الخير فهو معتكف وإل فل ] المحلى ‪. 3/412‬‬ ‫وينبغسسسسي أن يعلم أن العتكاف ل بسسسسد أن يكون فسسسسي‬ ‫المسسسجد الذي تقام فيسسه الجمعسسة والجماعسسة حتسسى ل‬ ‫يحتاج المعتكف للخروج لهما ول بد في العتكاف أيضاً‬ ‫من النية لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ‪ (:‬إنما‬ ‫العمال بالنيات )‪.‬‬ ‫والمطلوب مسسسن المعتكسسسف أن يلبسسسث فسسسي المسسسسجد‬ ‫وينشغسسسسل بالصسسسسلة وقراءة القرآن والذكسسسسر والدعاء‬ ‫والستغفار وعليه أن يبتعد عن الخوض في أمور الدنيا‬ ‫‪.‬‬ ‫وعليسسه أن يجتنسسب مسسا ل يعنيسسه مسسن القوال والفعال‬ ‫ويجتنسسب أيضا ً المراء والجدال والسسسباب ويقلل الكلم‬ ‫فسي أمور الدنيسا ول يتكلم إل بخيسر ويكره للمعتكسف أن‬ ‫يترك الكلم تركا ً مطلقا ً معتقدا ً أن ذلك قربسسسة لله لن‬ ‫ذلك بدعسة وقسد أمسر النسبي صسلى الله عليسه وسسلم مسن‬ ‫نذر ترك الكلم تركا ً مطلقا ً أن يتكلم ويجوز للمعتكسسف‬ ‫أن يأكسسسل ويشرب وينام فسسسي المسسسسجد مسسسع وجوب‬ ‫محافظتسسه على نظافسسة وطهارة المسسسجد ويجوز له أن‬ ‫يتطيسب ويلبسس مسا شاء مسن الملبسس الحسسنة ‪ .‬وإذا‬ ‫نوى المسلم العتكاف في العشر الواخر من رمضان‬ ‫فعليسسه أن يلبسسث فسسي المسسسجد ول يجوز له الخروج إل‬ ‫لحاجسسسة النسسسسان ويجوز أن يخرج للوضوء والغسسسسل‬ ‫وللعمال الضروريسسة لن الخروج مسسن المسسسجد يفسسسد‬ ‫العتكاف إل لما ذكرنا ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪73‬‬

‫الزكاة‬

‫زكاة الزروع والثمار‬

‫كيسف يزكسي المزارعون مزروعاتهسم وكيسف تخرج زكاة‬ ‫البسسسساتين مسسسن عنسسسب وبرتقال وتفاح وبرقوق ونحسسسو‬ ‫ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ينبغسي أن يعلم أول ً أن الزكاة واجبسة فسي كسل‬ ‫مسسا أخرجسست الرض ممسسا يقصسسد بزراعتسسه نماء الرض‬ ‫وتسستغل بسه الرض عادة مثسل القمسح والشعيسر والعنسب‬ ‫والتيسسسسسن والزيتون والورود والرياحيسسسسسن والزعتسسسسسر‬ ‫والعشاب الطبيسة التسي يسستنبتها النسسان بقصسد تنميسة‬ ‫الرض واسسستغللها وهذا قول المام أبسسي حنيفسسة فسسي‬ ‫زكاة المزروعات وهو أقوى المذاهب الفقهية في هذه‬ ‫المسسألة ولم يحصسر الزكاة فسي القوات الربعسة التسي‬ ‫كانسست معروفسسة قديما ً وهسسي القمسسح والشعيسسر والتمسسر‬ ‫والزبيسب ولم يحصسرها فسي مسا يقتات ويدخسر كمسا هسو‬

‫‪74‬‬

‫قول المالكيسة والشافعيسة ولم يحصسرها فسي مسا ييبسس‬ ‫ويبقى ويكال كما هو قول الحنابلة ‪.‬‬ ‫وقول أبسي حنيفسة رحمسه الله أهدى سسبيل ً وأصسح دليلً‬ ‫واعتمسد فسي ذلك على عموم قوله تعالى ‪ (:‬أنفقوا مسن‬ ‫طيبات ) سورة البقرة الية ‪ ، 267‬وعلى قوله تعالى ‪(:‬‬ ‫وهسسسو الذي أنشسسسأ جنات معروشات وغيسسسر معروشات‬ ‫والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها‬ ‫وغيسر متشابسه كلوا مسن ثمره إذا أثمسر وآتوا حقسه يوم‬ ‫حصاده ) سورة النعام الية ‪. 141‬‬ ‫والمراد بالحسق فسي اليسة الزكاة المفروضسة كمسا نقسل‬ ‫القرطبي ذلك عن جماعة من الصحابة والتابعين ‪.‬‬ ‫واحتج أبو حنيفة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم‬ ‫‪ (:‬فيمسا سسقت السسماء والعيون أو كان عثريا ً العشسر‬ ‫وفيمسا سسقي بالنضسح نصسف العشسر ) رواه مسسلم فسي‬ ‫صحيحه ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قال المام ابن العربي المالكي ناصرا قول أبي حنيفة‬ ‫فسسي المسسسألة ‪ [:‬وأمسسا أبسسو حنيفسسة فجعسسل اليسسة مرآتسسه‬ ‫فأبصسسسر الحسسسق وقال ‪ :‬إن الله أوجسسسب الزكاة فسسسي‬ ‫المأكول قوتا ً كان أو غيره وبيسن النسبي صسلى الله عليسه‬ ‫وسلم ذلك في عموم ‪ (:‬فيما سقت السماء العشر )]‬ ‫أحكام القرآن لبن العربي ‪. 2/759‬‬ ‫إذا ثبسست هذا فإن الواجسسب إخراج زكاة الزروع والثمار‬ ‫عنسد الحصساد أو القطاف لقوله تعالى ‪ (:‬آتوا حقسه يوم‬ ‫حصساده ) ول تجسب الزكاة إل إذا بلغ المحصسول نصساباً‬ ‫والنصاب خمسة أوسق وتساوي في وقتنا الحضار ‪653‬‬ ‫كيلو غرام تقريبا ً فإذا بلغ المحصسول نصسابا ً فتجسب فيسه‬ ‫الزكاة ومقدار الواجب يكون ‪ %10‬من النتاج إذا كانت‬ ‫المزروعات تسسسقى بمسسا المطسسر أو مياه العيون بدون‬ ‫كلفسسة يتحملهسسا المزارع أو ‪ %5‬إذا كانسست المزروعات‬

‫‪75‬‬

‫تسسقى بجهسد مسن المزارع كمسن يشتري المياه أو نحسو‬ ‫ذلك أو ‪ %7.5‬إذا كانسست المزروعات تسسسقى بكسسل مسسن‬ ‫الطريقتيسسن السسسابقتين ‪ .‬وعنسسد تقديسسر الواجسسب على‬ ‫المزارع فإنسسه يحسسسب الناتسسج مسسن المزروعات والثمار‬ ‫ويحسسسب مسسا أنفقسسه على الرض مسسن أجرة العمال أو‬ ‫أجرة معدات أو شراء أسسسسسمدة أو أدويسسسسة ونحوهسسسسا‬ ‫ويخصسمها ويزكسي الباقسي ‪ .‬ويجسب أن يعلم أن المزارع‬ ‫إذا باع إنتاج أرضسه قبسل الجفاف كمسا هسو الحال فيمسن‬ ‫يسسبيع العنسب قبسسل أن يصسسير زبيبا ً أو المزارع الذي يسسبيع‬ ‫إنتاجسسه مسسن الخضار ونحوهسسا فإن الزكاة واجبسسة فسسي‬ ‫أثمانها إذا كانت تلك الخضار أو العنب قد بلغت نصاباً‬ ‫‪.‬‬ ‫فالمزارع الذي باع إنتاج بسسسساتينه مسسسن الفواكسسسة مثل‬ ‫وكانسست قسسد بلغسست نصسسابا ً وكانسست تسسسقى بماء المطسسر‬ ‫فالواجب عليه ان يخرج عشر الثمن زكاة لله تعالى ‪.‬‬ ‫*****‬

‫زكاة السهم‬

‫يقول السسائل ‪ :‬إن له أسسهما ً فسي شركسة تجاريسة فهسل‬ ‫تجب الزكاة في السهم أم ل ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬السهم هو الحصة التي يقدمها الشريك في‬ ‫شركات المسسساهمة وهسسو يمثسسل جزءا ً معينا ً مسسن رأس‬ ‫مال الشركسسة فالسسسهم مال كمسسا هسسو فسسي الغالب لن‬ ‫بعسسض السسسهم قسسد تكون عينا ً وبمسسا أن السسسهم مال‬

‫‪76‬‬

‫مملوك فتجسسب الزكاة فيسسه إذا توافرت شروط وجوب‬ ‫الزكاة وهذا ما قرره الفقهاء المعاصرون ‪.‬‬ ‫ومسسن هؤلء العلماء مسسن يرى أنسسه تجسسب زكاة السسسهم‬ ‫على المساهم نفسه لنه هو المالك لها فيقوم بإخراج‬ ‫زكاتهسسا ومنهسسم مسسن يرى أن الشركسسة هسسي المطالبسسة‬ ‫بإخراج زكاة السهم لن الشركة لها شخصية اعتبارية‬ ‫مسسسستقلة ولن الزكاة حسسسق متعلق بالمال نفسسسسه فل‬ ‫يشترط فيمسسن تجسسب عليسسه أن يكون مكلفا ً شرعا ً كمسسا‬ ‫هسسسسو الحال فسسسسي وجوب الزكاة فسسسسي مال الصسسسسغير‬ ‫والمجنون ‪.‬‬ ‫ومسن العلماء مسن جمسع بيسن القوليسن بأن قال إن زكاة‬ ‫السسهم تجسب على المسساهم لنسه هسو المالك الحقيقسي‬ ‫للسسهم وتقوم الشركسة بإخراج الزكاة نيابسة عنسه فإذا‬ ‫نسص نظام الشركسة السساسي على أن الشركسة تخرج‬ ‫زكاة السسهم فتقوم الشركسة بإخراجهسا ول يطالب بهسا‬ ‫المسسساهمون وأمسسا إذا لم تقسسم الشركسسة بإخراج الزكاة‬ ‫فيجسسب على المسسساهم أن يزكسسي أسسسهمه وهذا رأي‬ ‫حسسسسن قرره مجمسسسع الفقسسسه السسسسلمي فسسسي جدة‬ ‫بالسعودية ‪.‬‬ ‫وعنسد قيام الشركسة بإخراج زكاة السسهم فإنهسا تخرجهسا‬ ‫كمسا يخرج الشخسص العادي زكاة ماله بمعنسى أن تعتسبر‬ ‫جميسع أموال المسساهمين بمثابسة أموال لشخسص واحسد‬ ‫وتفرض عليهسسا الزكاة بهذا العتبار أخذا ً بمبدأ الخلطسسة‬ ‫عند من عم مه من الفقهاء فسي جميع الموال وتعامسل‬ ‫السسهم فسي الشركسة التجاريسة معاملة عروض التجارة‬ ‫فتقوم السسهم وتزكسى مسع أرباحهسا فسي كسل عام بنسسبة‬ ‫‪. %2.5‬‬ ‫وأمسا إذا كان الشخسص مسساهما ً فسي شركسة تجاريسة ول‬ ‫تقوم هذه الشركسة بإخراج الزكاة فإن السسواجب علسسى‬

‫‪77‬‬

‫المسسساهم أن يخرج زكاة أسسهمه بعسد أن يعرف قيمسة‬ ‫أسهمه وأرباحها ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫صسسسرف الزكسساة لسمسوظسفسسي لسسجسسان السزكسساة‬ ‫باعتبارهم من العاملين عليها‬

‫هسسل يجوز أن يعطسسى الموظفون العاملون فسسي لجنسسة‬ ‫الزكاة مسسسن أموال الزكاة باعتبارهسسسم مسسسن العامليسسسن‬ ‫عليها ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬مسسن المعلوم أن مصسسارف الزكاة حددتهسسا‬ ‫ما ال ّسسَ‬ ‫ن‬ ‫م َسس‬ ‫ت لِلْفُ َقَراءِ وَال ْ َ‬ ‫صدَقَا ُ‬ ‫اليسسة الكريمسسة ‪ (:‬إِن ّسسَ َ‬ ‫ساكِي ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ن‬ ‫رقَا‬ ‫م وَف ِي ال‬ ‫مؤ َل ّفَةِ قُلُوبُه‬ ‫ب َوالْغَارِ ِ‬ ‫وَالْعَا ِ‬ ‫ْ‬ ‫ن ع َلَي ْ َه َا وَال ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫مي َ‬ ‫ّ‬ ‫ملِي َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫سبِي ِ ّ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫م‬ ‫ض ً‬ ‫ة ِ‬ ‫ري َ‬ ‫وَف ِي َ‬ ‫ه عَلِي ٌ‬ ‫ن الل هِ َوالل ُ‬ ‫م َ‬ ‫سبِي ِ‬ ‫ل فَ ِ‬ ‫ل الل هِ وَاِب ْ ِ‬ ‫م )‪.‬‬ ‫َ‬ ‫حكِي ٌ‬

‫ونظرا ً لغياب الدولة السسلمية التسي مسن واجبهسا القيام‬ ‫ن‬ ‫على شؤون الزكاة يجوز صسسسسرف سسسسسهم ( الْعَا ِ‬ ‫ملِي َسسسس‬ ‫عَلَيْهَسسسسسسسا ) لموظفسسسسسسي لجان الزكاة بشرط أن يكون‬ ‫الموظسف متفرغسأ للعمسل فسي مجال الزكاة ومسا يتعلق‬ ‫بهسسا ‪ .‬فيجوز صسسرف رواتبهسسم منهسسا ‪ ،‬وكذلك يجوز أن‬ ‫يصسسرف للموظفيسسن مكافآت عمسسل إضافيسسة لمسسن كان‬ ‫يعمسسل بوظيفسسة أخرى إذا عمسسل لمصسسلحة الزكاة وقتاً‬ ‫خارج وقت وظيفته ‪.‬‬ ‫وينبغسي مراعاة أل يطغسى الصسرف على العامليسن فسي‬ ‫مجال الزكاة على أي مصرف آخر من مصارف الزكاة‬ ‫ويجب عدم المغالة في رواتب هؤلء الموظفين وإنما‬ ‫يعطون راتبا ً يماثل رواتب أقرانهم ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪78‬‬

‫صرف الزكاة للعمال العاطلين عن العمل‬

‫هسسل يصسسح إعطاء الزكاة للعمال الذيسسن حرموا ومنعوا‬ ‫من العمل بسبب الظروف الراهنة التي نعيشها ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن الصسسسل فسسسي الزكاة أن تصسسسرف فسسسي‬ ‫ما‬ ‫المصسسارف الثمانيسسة المذكورة فسسي قوله تعالى ‪ (:‬إِن ّ سَ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ال َ‬ ‫مؤ َل ّفَةِ‬ ‫ن وَالْعَا ِ‬ ‫م َس‬ ‫ن عَلَيْهَسا َو َال ُ‬ ‫ت لِلْفُقََراءِ وَال ْ َ‬ ‫صّسدَقَا ُ‬ ‫ملِي َس‬ ‫ساكِي ِ‬ ‫سبِي ِ ّس‬ ‫ن‬ ‫م وَفِسي الّرِقَا‬ ‫ب وَالْغَارِ ِ‬ ‫ن وَفِسي َس‬ ‫قُلُوبُهُس ْ‬ ‫مي َس‬ ‫ل الل هِ وَاِب ْس ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِس َّ‬ ‫ال َّ‬ ‫م )‪.‬‬ ‫ض ً‬ ‫ة ِ‬ ‫م َ‬ ‫ري َ‬ ‫حكِي ٌ‬ ‫ه عَلِي ٌ‬ ‫ن اللهِ وَالل ُ‬ ‫م َ‬ ‫سبِي ِ‬ ‫ل فَ ِ‬

‫فهؤلء الذيسسن تصسسرف لهسسم الزكاة فمسسن كان غنيا ً أو‬ ‫قادرا ً على الكسسسسسب فل يجوز أن تصسسسسرف له الزكاة‬ ‫لقوله صسلى الله عليسه وسسلم ‪ (:‬ل تحسل الصسدقة لغنسي‬ ‫ول لذي مرة سسسوي ) رواه أحمسسد وأبسسو داود والترمذي‬ ‫وغيرهم وهو حديث صحيح كما قال الشيخ اللباني ‪.‬‬ ‫والمقصود بذي مرة سوي أي النسان القوي السليم‬ ‫العضاء الذي يسسسستطيع العمسسسل والذي يفهسسسم مسسسن‬ ‫النصسوص الشرعيسة أن المقصسود مسن يسستطع العمسل‬ ‫ويجسد العمسل والطريسق إلى كسسب العيسش وأمسا مسن‬ ‫سسدت طرق التكسسب فسي وجهسه ول يجسد عمل ً فيجوز‬ ‫أن يعطى من الزكاة وإن كان قويا ً قادرا ً على الكسب‬ ‫ولكنسه ل يجسد السسبيل إلى ذلك كمسا هسو حال كثيسر مسن‬ ‫العمال فسسي وقتنسسا الحاضسسر الذي سسسدت سسسبل طلب‬ ‫الرزق أمامهسسسسم فإذا أعسسسسسطسوا مسسسسن الزكاة فل بأس‬ ‫بذلك ‪ ،‬قال المام النووي ‪ [:‬قال أصسسسسسسسسسسسحابنا ‪ -‬أي‬ ‫الشافسعسية ‪ -‬وإذا لم يجد الكسوب من يستعمله حلت‬ ‫له الزكاة لنه عاجز ] المجموع ‪. 6/191‬‬ ‫ويؤيسد مسا سسبق مسا رود فسي الحديسث عسن عبسد الله بسن‬ ‫عدي بن الخيار قال ‪ (:‬أخبرني رجلن أنهما أتيا رسول‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقسم‬ ‫الصسدقة فسسأله منهسا فرفسع فينسا البصسر وخفضسه فرآنسا‬

‫‪79‬‬

‫جلديسن ‪ -‬أي قوييسن ‪ -‬فقال ‪ :‬إن شئتمسا أعطيتكمسا ول‬ ‫حسسظ فيهسسا لغنسسي ول لقوي مكتسسسب ) رواه أبسسو داود‬ ‫والنسسائي وهسو حديسث صسحيح كمسا قال المام النووي‬ ‫وصححه الشيخ اللباني ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫َ‬ ‫ل الل ّهِ ) في آية الصدقات‬ ‫مصرف ( وَفِي َ‬ ‫سبِي ِ‬

‫ل الل ّ سَهِ ) فسسي آيسسة‬ ‫مسسا المراد بقوله تعالى ‪ (:‬وَفِسسي َ س‬ ‫سبِي ِ‬ ‫مصارف الزكاة ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬يقول الله سسبحانه وتعالى فسي بيان مصسارف‬ ‫ما ال ّ سَ‬ ‫ن‬ ‫ن وَالْعَا ِ‬ ‫م َس‬ ‫ت لِلْفُ َقَراءِ َوال ْ َ‬ ‫صدَقَا ُ‬ ‫الزكاة ‪ (:‬إِن ّ سَ َ‬ ‫ملِي َ س‬ ‫ساكِي ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ن وَفِسسي‬ ‫م وَفِسسي الّرِقَا‬ ‫مؤ َل ّفَةِ قُلُوبُه‬ ‫ب وَالْغَارِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫عَلَيْهَسسا وَال َ ُ‬ ‫ِسس‬ ‫ُسس‬ ‫مي َ َسس‬ ‫َ‬ ‫سبِي ِ ّ س‬ ‫ن ال ّ سَ‬ ‫م‬ ‫ض ً‬ ‫ة ِ‬ ‫ل فَرِي َ‬ ‫َس‬ ‫ه عَلِي ٌ س‬ ‫ن الل ّ سهِ وَالل ّ س ُ‬ ‫م َس‬ ‫سبِي ِ‬ ‫ل الل هِ وَاِب ْ س ِ‬ ‫م ) سورة التوبة الية ‪. 60‬‬ ‫َ‬ ‫حكِي ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ل الل هِ‬ ‫وقد اختلف العلماء في المراد بعبارة ( وَف ِي َ‬ ‫سبِي ِ‬ ‫) المذكورة فسسي اليسسة فمنهسسم مسسن رأى أن سسسبيل الله‬

‫يراد بهسسا سسسبيل الخيسسر ‪ [.‬المصسسالح العامسسة التسسي تقوم‬ ‫عليهسسا أمور الديسسن والدولة دون الفراد بالضافسسة إلى‬ ‫المجاهديسن والمرابطيسن كبناء المسستشفيات والملجسئ‬ ‫والمدارس الشرعيسسة والمعاهسسد السسسلمية والمكتبات‬ ‫العامة ومساعدة الجمعيات الخيرية على أداء مهماتها‬ ‫النسسانية ودعسم المؤسسسات التسي تقدم خدمات عامسة‬ ‫لفراد المجتمسسع وكذا النفاق على الجهاد شريطسسة أل‬ ‫يأكل ذلك أسهم الصسناف الخرى التي ذكرت فسي آية‬ ‫الصسدقات ] إنفاق الزكاة فسي المصسالح العامسة ص ‪-100‬‬ ‫‪. 101‬‬ ‫َّ‬ ‫ل اللهِ ) الغزاة في‬ ‫ومن العلماء من يرى أن ( وَفِي َ‬ ‫سبِي ِ‬ ‫سسبيل الله فقسط ول يصسح صسرف الزكاة فيمسا سسواه ‪.‬‬ ‫ومن العلماء من يرى أن مصرف في سبيل الله يقصد‬ ‫به الجهاد والحج والعمرة ‪.‬‬

‫‪80‬‬

‫وهنسالك أقوال أخسرى في المسألة ويجب أن نعلم أن‬ ‫لكل قول من القوال السابقة دليله ‪.‬‬ ‫وأرجح القوال هسو القول الول الذي يرى جواز صسرف‬ ‫الزكاة فسسسي المصسسسالح العامسسسة وقسسسد اختار هذا القول‬ ‫جماعسة مسن العلماء المتقدميسن واللحقيسن ولهسم أدلة‬ ‫قوية على ما ذهبوا إليه منها ‪.‬‬ ‫أول ً ‪ :‬ل يوجد نص صريح في كتاب الله أو سنة رسول‬ ‫الله عليسه الصسلة والسسلم يمنسع أن يصسرف جزء مسن‬ ‫ل الل َّهِ ) في المصالح العامة أو يحصر‬ ‫سهم ( وَف ِي َ‬ ‫سبِي ِ‬ ‫الصرف في الجهاد ‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬ثبست فسي الحديسث أن الرسسول صسلى الله عليسه‬ ‫وسلم أعطى دية رجل من النصار قتل بخيبر مئة من‬ ‫إبل الصدقة رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫وهذا من الصلح بين الناس وهو من المصالح العامة‬ ‫‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثالثا ‪ :‬إن المتأمل للية التي حددت المصارف الثمانية‬ ‫للزكاة يجسسسد أنهسسسا فرقسسست بيسسسن الفقراء والمسسسساكين‬ ‫والعامليسن عليهسا والمؤلفسة قلوبهسم مسن جهسة وبيسن بقيسة‬ ‫الصسناف الخرى وهسي الرقاب والغارمون وسسبيل الله‬ ‫وابسسن السسسبيل مسسن جهسسة أخرى فسسي حرف الجسسر الذي‬ ‫سسسبق كل ً مسسن المجموعتيسسن فقسسد سسسبق ذكسسر الفقراء‬ ‫والمسساكين والعامليسن عليهسا والمؤلفسة قلوبهسم حرف‬ ‫اللم وسبق الصناف الخرى حرف ( في ) واللم تفيد‬ ‫التمليسسك أمسسا فسسي فتفيسسد الوعاء وعلى هذا فالصسسناف‬ ‫الربعسسسسسة الوائل يملكون الزكاة والصسسسسسناف الخرى‬ ‫يسستحقون الزكاة فتصسرف عليهسم لتحقيسق مصسالحهم‬ ‫ومنافعهسم ومسا جاءت المصسالح العامسة إل لهذا ‪ .‬إنفاق‬ ‫الزكاة في المصالح العامة ص ‪. 104-103‬‬

‫‪81‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬زعم بعض العلماء المعاصرين أن عبارة ( وَف ِي‬ ‫ل الل َّسهِ ) إذا اقترنست بالنفاق كان مسسعسنساها الجهاد‬ ‫َس‬ ‫سبِي ِ‬

‫جزما ً ول تحسستسمسل غسسيسره مسسطلقا ً ‪ .‬النظام القتصسادي‬ ‫في السلم ص ‪. 208‬‬ ‫إن هذا الزعسسم غيسسر صسسحيح وهذا الجزم غيسسر مقبول‬ ‫ل الل َّسهِ ) ويراد‬ ‫وترده اليات التسي ذكسر فيهسا ( وَفِسي َس‬ ‫سبِي ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫نس‬ ‫بها غير الجهاد ف من ذلك قوله تعالى ‪ (:‬وَالذِي نَس يَكْنُِزو َ‬ ‫َ‬ ‫ب وَالْفِ َّ‬ ‫م‬ ‫ض َ‬ ‫ل الل ّسسهِ فَب َ ّ ِ‬ ‫الذَّهَسس َ‬ ‫ة وََل يُنْفِقُونَهَسسا فِسسي َسس‬ ‫شْرهُسس ْ‬ ‫سبِي ِ‬ ‫ب أَلِيم ٍ ) سورة التوبة الية ‪. 34‬‬ ‫بِعَذ َا ٍ‬

‫فالمراد بسسسبيل الله فسسي اليسسة المعنسسى العسسم وليسسس‬ ‫الجهاد فقط وإل لكان من أنفق ماله على بسبيل الله‬ ‫فسي اليسة المعنسى العسم وليسس الجهاد فقسط وإل لكان‬ ‫مسسن أنفسسق ماله على الفقراء والمسسساكين واليتامسسى‬ ‫ونحوهسم داخل ً ض من الذيسن يكنزون وليسس المسر كذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫م ف ِي‬ ‫ن يُنْفِقُو َ‬ ‫موالَه ُ ْ‬ ‫ومن ذلك قوله تعالى ‪َ (:‬‬ ‫نأ ْ َ‬ ‫ل ال ّذِي َ‬ ‫َ‬ ‫ل الل َّسهِ ك َ‬ ‫سنَاب ِ َ‬ ‫مث َ‬ ‫ل فِسي كسس ِّ‬ ‫ة‬ ‫حبَّةٍ أنْبَت َس‬ ‫ل سسسنْبُل َ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫سبْعَ َس‬ ‫ت َس‬ ‫َس‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫سبِي ِ‬ ‫ّ سَ‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م)‬ ‫ع ُس‬ ‫ضا ِ‬ ‫مائ ُ‬ ‫ه وَا ِس‬ ‫ِ‬ ‫ه يُ َ‬ ‫ة َ‬ ‫سعٌ عَلِي ٌ س‬ ‫شا ُء وَالل ُ‬ ‫ف لِ َ‬ ‫حب ّةٍ وَالل ُ‬ ‫م ْس‬

‫سسسسورة السسبسسقرة الية‬

‫‪261‬‬

‫‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫م فِسسي‬ ‫ومسسن‬ ‫ن يُنْفِقُو َسس‬ ‫موَالَهُسس ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذلك قوله تعالى ‪ (:‬ال ّذِي َسس‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل الل ّهِ ث ُ َّ‬ ‫م‬ ‫مأ ْ‬ ‫م َل يُتْبِعُو َ‬ ‫َ‬ ‫جُره ُ ْ‬ ‫من ًّا وََل أذ ًى لَه ُ ْ‬ ‫ما أنْفَقُوا َ‬ ‫ن َ‬ ‫سبِي ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن ) سسسورة‬ ‫م وَل َ‬ ‫خوْسس ٌ‬ ‫ِ‬ ‫حَزنُو َسس‬ ‫م يَ ْ‬ ‫م وَل هُسس ْ‬ ‫ف ع َليْهِسس ْ‬ ‫عنْد َ َرب ِّهِسس ْ‬

‫البقرة الية‬

‫‪262‬‬

‫‪.‬‬

‫َ‬ ‫ل الل ّهِ )‬ ‫فهذه اليات يفهم منها أن المراد بـ ( وَف ِي َ‬ ‫سبِي ِ‬

‫المعنسسى العام وليسسس المعنسسى الخاص وخلصسسة المسسر‬ ‫جواز الصسرف فسي المصسالح العامسة للمسسلمين ولكسن‬ ‫يجسسب التدقيسسق والنظسسر العميسسق قبسسل الصسسرف حتسسى‬ ‫نتحقسسق أن مسسا نصسسرفه مسسن هذا السسسهم هسسو فعل ً مسسن‬ ‫المصالح العامة للمسلمين ‪.‬‬

‫‪82‬‬

‫*****‬ ‫لمن تعطى زكاة الفطر‬

‫لمن تعطى صدقة الفطر وهل يجوز نقلها من بلد إلى‬ ‫بلد آخر ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ت ُسصرف صسدقة الفطسر للمسساكين والفقراء‬ ‫والمحتاجيسن ول تصسرف فسي مصسارف الزكاة الثمانيسة‬ ‫لورود الحاديسث فسي ذلك فمنهسا مسا جاء فسي الحديسث‬ ‫عسن ابسن عباس رضسي الله عنهمسا قال ‪ (:‬فرض رسسول‬ ‫الله صسلى الله عليسه وسسلم زكاة الفطسر طهرة للصسائم‬ ‫مسن اللغسو والرفسث وطعمسة للمسساكين فمسن أداهسا قبسل‬ ‫الصسلة فهسي زكاة مقبولة ومسن أداهسا بعسد الصسلة فهسي‬ ‫صسسدقة مسسن الصسسدقات ) رواه أبسسو داود وابسسن ماجسسة‬ ‫والحاكم وصححه ‪.‬‬ ‫وقوله صلى الله عليه وسلم ‪ (:‬طعمة للمساكين ) أي‬ ‫طعام للمسساكين وهذا واضسح فسي صسرفها للمسساكين‬ ‫دون غيرهسم ‪ .‬ولمسا ورد فسي الحديسث مسن قوله صسلى‬ ‫الله عليسسه وسسلم ‪ (:‬أغنوهسسم عسسن الطواف هذا اليوم )‬ ‫رواه الحاكم والدارقطني وغيرهما ‪.‬‬ ‫والمراد إغناء الفقراء عسن المسسألة فسي ذلك اليوم أي‬ ‫يوم العيد ‪ ،‬قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله بعد‬ ‫أن سسسساق الحديثيسسسن السسسسابقين ‪ [:‬ولهذا أوجبهسسسا الله‬ ‫طعاما ً كمسا أوجسب الكفارة وعلى هذا القول فل يجزئ‬ ‫إطعامهمسسسا إل لمسسسن يسسسستحق الكفارة وهسسسم الخذون‬ ‫لحاجسسة أنفسسسهم فل يعطسسى منهسسا المؤلفسسة قلوبهسسم ول‬ ‫الرقاب ول غيسسر ذلك وهذا القول أقوى فسسي الدليسسل ]‬ ‫مجموع الفتاوى ‪. 25/73‬‬

‫‪83‬‬

‫وقال العلمسة ابسن القيسم رحمسه الله ‪ [:‬وكان مسن هديسه‬ ‫صسسسلى الله عليسسسه وسسسسلم تخصسسسيص المسسسساكين بهذه‬ ‫الصدقة ولم يكن يقسمها على الصناف الثمانية قبضة‬ ‫قبضسة ول أمسر بذلك ول فعله أحسد مسن أصسحابه ول مسن‬ ‫بعدهم بل أحد القولين عندنا ‪ -‬أي عند الحنابلة ‪ -‬إنه ل‬ ‫يجوز أخراجهسسا إل على المسسساكين خاصسسة وهذا القول‬ ‫أرجسسسح مسسسن القول بوجوب قسسسسمتها على الصسسسناف‬ ‫الثمانية ] زاد لمعاد في هدي خير العباد ‪. 2/22‬‬ ‫وقسسد اختار بعسسض الفقهاء المعاصسسرين مثسسل االدكتور‬ ‫يوسسسف القرضاوي حفظسسه الله قول ً قريسسسبسا ً مسسن ذلك‬ ‫وهو ‪ [:‬تقديم الفقراء على غيرهم إل لحاجة ومصلحة‬ ‫إسلمية معتبرة ] فقه الزكاة ‪. 2/958‬‬ ‫وأمسا بالنسسبة لنقسل صسدقة الفطسر فالحال فيهسا كنقسل‬ ‫زكاة المال من بلد إلى بلد فإن الصل أن توزع الزكاة‬ ‫فسسي البلد الذي جمعسست منسه ويجوز نقلهسا مسن بلد إلى‬ ‫آخسر إذا كان هنالك مصسلحة فسي نقلهسا كأن يكتفسي أهسل‬ ‫البلد الذي وجبست فيسه الزكاة فيجوز نقلهسا إلى بلد آخسر‬ ‫وأن ينقلهسسا ليعطيهسسا للرحام والقارب فهذا نقسسل جائز‬ ‫ول بأس بسسسسسسه ‪ .‬وكذلك إذا كان فقراء البلدان الخرى‬ ‫أشسد حاجسة مسن فقراء بلده فيجوز نقسل الزكاة إليهسم ل‬ ‫بأس في ذلك إن شاء الله ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫مضى العيد ولم يخرج زكاة الفطر‬

‫مسسا حكسسم شخسسص لم يخرج زكاة الفطسسر حتسسى مضسسى‬ ‫العيد ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن صدقة الفطر واجبة مؤقتة بوقت محدد‬ ‫وهسو قبسل صسلة العيسد فقسد ورد فسي الحديسث عسن ابسن‬ ‫عمسر رضسي الله عنهمسا أن رسسول الله صسلى الله عليسه‬

‫‪84‬‬

‫وسسسلم أمسسر بزكاة الفطسسر أن تؤدى قبسسل خروج الناس‬ ‫إلى صسلة العيسد وقسد أورد ابسن عيينسة فسي تفسسيره عسن‬ ‫عمرو بسسن دينار عسسن عكرمسسة قال ‪ [:‬يسسسقسدم السسسرجسل‬ ‫زكسسساته يوم الفطسسر بيسسن يدي صسسلته فإن الله تسسسعسالى‬ ‫َس َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صل ّى )‬ ‫يسسقسول ‪ (:‬قَد ْ أفْل َس َ‬ ‫ن تََزك ّسى وَذ َكََر ا ْس‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫م َرب ّ ِسهِ ف َ‬ ‫م ْس‬ ‫سورة العلى اليتان ‪. 15-14‬‬ ‫فإذا قامست صسلة العيسد ولم يخرج صسدقة الفطسر فقسد‬ ‫اتسسى مكروها ً كمسسا قال جمهور الفقهاء وأمسسا إن أخرهسسا‬ ‫حتسسسى انقضاء يوم العيسسسد فأكثسسسر الفقهاء على أن ذلك‬ ‫التأخيسر حرام ولكنهسا ل تسسقط بسل تبقسى دينا ً فسي ذمتسه‬ ‫حتى يخرجها ‪.‬‬ ‫قال بعسض أهسل العلم إن تأخيرهسا عسن يوم العيسد حرام‬ ‫بالتفاق لنها زكاة واجبة فوجب أن يكون في تأخيرها‬ ‫إثم كما في إخراج اصللة عن وقتها ‪ .‬نيل الوطار ‪4/207‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ويدل على ذلك حديث ابن عباس قال ‪ (:‬فرض رسول‬ ‫الله صسلى الله عليسه وسسلم زكاة الفطسر طهرة لصسلئم‬ ‫مسن اللغسو والرفسث وطعمسة للمسساكين فمسن أداهسا قبسل‬ ‫الصسلة فهسي زكاة مقبولة ومسن أداهسا بعسد الصسلة فهسي‬ ‫صسسدقة مسسن الصسسدقات ) رواه أبسسو داود وابسسن ماجسسة‬ ‫والحاكم وصححه ‪.‬‬ ‫قال ابسن حزم ‪ [:‬فمسن لم يؤدهسا حتسى خرج وقتهسا فقسد‬ ‫وجبت في ذمته وماله لمن هي له فهي دين لهم وحق‬ ‫من حقوقهم وقد وجب إخراج ها من ماله وحرم عليسه‬ ‫إمساكها في ماله فوجب عليه أداؤها أبدا ً وبالله تعالى‬ ‫التوفيسق ويسسقط بذلك حقهسم ويبقسى حسق الله تعالى‬ ‫فسي تضييعسه الوقست ل يقدر على جسبره إل بالسستغفار‬ ‫والندامة ] المحلى ‪. 4/266‬‬ ‫*****‬

‫‪85‬‬

‫الحج‬

‫‪86‬‬

‫الدين والحج‬

‫يقول السائل ‪ :‬إنه يريد الحج وعليه ديون للناس فماذا‬ ‫يفعل ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن مسن شروط وجوب الحسج على المسسلم‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّس‬ ‫َ‬ ‫أن يكون مسستطيعا لقوله تعالى ‪ ( :‬وَلِل هِ عَلى الن ّا سِس‬ ‫ح ُّ‬ ‫سبِيًل ) والستطاعة المالية‬ ‫ِ‬ ‫ج الْبَي ْس ِ‬ ‫ستَطَاع َ إِلَي ْهِ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫ت َ‬ ‫م ِس‬ ‫داخلة فسي ذلك ومسن كان عليسه ديون للناس فعليسه أن‬ ‫يسسدد هذه الديون فإن اسستطاع تسسديدها وفضسل معسه‬ ‫مسن المال مسا يكفسي للحسج فيجسب عليسه الحسج وإن لم‬ ‫يبسق معسه مسا يكفسي للحسج فل يجسب عليسه الحسج ‪ ،‬فهذا‬ ‫الصل في هذه المسألة ‪.‬‬ ‫ولكسن نظرا ً لبعسض الظروف المتعلقسة بالحسج فسي بلدنسا‬ ‫فإن مسن كان عليسه ديسن وعنده مال يكفسي لذهابسه إلى‬ ‫الحسسج فلو اسسستئذن مسسن أصسسحاب الديون وطلب منهسسم‬ ‫المهال وأذنوا له بالذهاب إلى الحسج فل بأس بذلك إن‬ ‫شاء الله هذا إذا كان ذهابه لداء فريضة الحج وأما إن‬ ‫كان ذهابسسه لحسسج النافلة فالولى فسسي حقسسه أن يسسسدد‬ ‫ديونسه لن سسداد الديون واجسب وحجسه نافلة والواجسب‬ ‫يقدم على النافلة ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪87‬‬

‫الحج عن الميت‬

‫هسل يجوز للولد أن يحسج عسن والده المتوفسى فسي حجسة‬ ‫نافلة وهل يصل ثوابها إلى أبيه الميت ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬يجوز للولد أن يحسج عسن أبيسه الميست حجسة‬ ‫نافلة وينتفع الب بذلك ويصل إليه الثواب إن شاء الله‬ ‫‪ .‬وهذا مذهسب جمهور الفقهاء ويدل على ذلك أحاديسث‬ ‫كثيرة وردت في حج النسان عن غيره ‪.‬‬ ‫فمنهسسا حديسسث ابسسن عباس رضسسي الله عنهمسسا أن امرأة‬ ‫قالت ‪ (:‬يا رسول الله إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج‬ ‫حتى ماتت أفأحج عنها ؟ قال ‪ :‬نعم حجي عنها أرأيت‬ ‫لو كان على أمسسك ديسسن أكنسست قاضيتسسه ؟ أقضوا الله‬ ‫فالله أحق بالوفاء ) رواه البخاري ‪.‬‬ ‫ومنها حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة من‬ ‫خثعسم قالت ‪ (:‬يسا رسسول الله إن أبسي أدركتسه فريضسة‬ ‫الله فسي الحسج شيخا ً كسبيرا ً ليسستطيع أن يسستوي على‬ ‫الراحلة أفأحسج عنسه ؟ قال ‪ :‬حجسي عنسه ) رواه البخاري‬ ‫ومسلم ‪.‬‬ ‫ومنها حديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال ‪(:‬‬ ‫جاء رجسل مسن خثعسم إلى رسسول الله صسلى الله عليسه‬ ‫وسلم فقال ‪ :‬إن أبي أدركه السلم وهو شيخ كبير ل‬ ‫يسسستطيع ركوب الرحسسل والحسسج مكتوب عليسسه أفأحسسج‬ ‫عنسسسه ؟ قال ‪ :‬أنسسست أكسسسبر ولده ؟ قال ‪ :‬نعسسسم ‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته أكان يجزي ذلك‬ ‫عنسسه ؟ قال ‪ :‬نعسسم ‪ .‬قال ‪ :‬فاحجسسج عنسسه ) رواه أحمسسد‬ ‫والنسائي بمعناه ‪ ،‬وقال الحافظ ‪ :‬إسناده صالح ‪.‬‬ ‫ومنهسا حديسث ابسن عباس رضسي الله عنهمسسا أن النسسبي‬ ‫صسسلى الله عليسسه وسسسلم سسسمع رجل ً يقول ‪ :‬لبيسسك عسسن‬ ‫شبرمة‪ .‬قال ‪ (:‬ومن شبرمة ؟ قال ‪ :‬أخ لي أو قريب‬ ‫لي ‪ .‬قال ‪ :‬حججست عسن نفسسك ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬حسج‬

‫‪88‬‬

‫عسن نفسسك ثسم حسج عسن شبرمسة ) رواه أبسو داود وابسن‬ ‫ماجسة وابسن حبان وهسو حديسث صسحيح كمسا قال الشيسخ‬ ‫اللباني ‪.‬‬ ‫وغيسسر ذلك مسسن الحاديسسث وإن كانسست واردة فسسي حسسج‬ ‫الفريضة ‪ ،‬فإن النافلة داخلة فيها لن العلماء قد نصوا‬ ‫على أن كسسل عبادة جازت النيابسسة فسسي فرضهسسا جازت‬ ‫النيابة في نفلها ‪ .‬وأما انتفاع الميت بثواب عمل الحي‬ ‫فثابسست بأدلة كثيرة وهسسو مذهسسب جمهور أهسسل العلم ‪.‬‬ ‫وبناء على مسسا سسسبق فيجوز للولد أن يحسسج نافلة عسسن‬ ‫والده وهذا من البر والحسان ويدخل في عموم قوله‬ ‫ْ‬ ‫سانًا )‪.‬‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫تعالى ‪ (:‬وَبِالوَالِدَي ْ ِ‬ ‫*****‬

‫‪89‬‬

‫الجنائز‬

‫‪90‬‬

‫من يدخل المرأة الميتة في القبر ؟‬

‫مسن هسو الشخسص الذي يجوز له أن يتولى وضسع المرأة‬ ‫الميتسسسة فسسسي قبرهسسسا وهسسسل يشترط أن يكون مسسسن‬ ‫محارمها ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬الول والفضسسل أن يتولى وضسسع المراة فسسي‬ ‫قبرهسا محارمهسا أو زوجهسا وإذا تولى ذلك رجسل أجنسبي‬ ‫عنهسسا يجوز ذلك ول بأس بسسه فل يشترط فيمسسن يضسسع‬ ‫المرأة فسسي قبرهسسا أن يكون محرما ً للمرأة فقسسد ثبسست‬ ‫فسسي الحديسسث ‪ (:‬أن أبسسا طلحسسة النصسساري تولى دفسسن‬ ‫إحدى بنات الرسسسسول صسسسلى الله عليسسسه وسسسسلم عنسسسد‬ ‫موتها ) رواه البخاري ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫قراءة القرآن على الموات‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬أرجسسو بيان حكسسم قراءة القرآن على‬ ‫أرواح الموات وهل يصل ثواب القراءة إليهم أم ل ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬اتفسق أهسسل العلم على أن الميست ينتفسع بمسا‬ ‫عمله مسن خيسر فسي حياتسه ويدل على ذلك قول النسبي‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪ (:‬إذا مات النسان انقطع عمله‬ ‫إل مسن ثلثسة أشياء ‪ :‬صسدقة جاريسة أو علم ينتفسع بسه أو‬ ‫ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وكذلك اتفقوا على أن دعاء الحسي للميست ينفعسه ويدل‬ ‫َ‬ ‫جاءُوا‬ ‫ن َ‬ ‫على ذلك أدلة كثيرة منهسسا قوله تعالى ‪ (:‬وَال ّذِي َسس‬ ‫َ‬ ‫سبَقُونَا‬ ‫ن َربَّن َسا اغْفِْر لَن َسا وَِل ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫م يَقُولُو َس‬ ‫ن َس‬ ‫ن بَعْدِه ِس ْ‬ ‫خوَانِن َسا ال ّذِي َس‬ ‫م ْس‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫منُوا َربَّن َسا إِن ّس َ‬ ‫ج َع ْ‬ ‫ك‬ ‫ن و َل ت َ ْ‬ ‫ن ءَا َ‬ ‫بِالِي َ‬ ‫ل فِسي قُلوبِن َسا ِغل لِلذِي َس‬ ‫ما ِس‬ ‫م ) سورة الحشر الية ‪. 10‬‬ ‫ف َر ِ‬ ‫َرءُو ٌ‬ ‫حي ٌ‬

‫وما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم من دعائه‬ ‫للموات فسي صسلة الجنازة وغيرهسا كحديسث عوف بسن‬ ‫مالك قال ‪ (:‬صسلى النسبي صسلى الله عليسه وسسلم على‬

‫‪91‬‬

‫جنازة فحفظست مسن دعائه وهسو يقول ‪ :‬اللهسم اغفسر له‬ ‫وارحمسه وعافسه واعسف عنسه وأكرم نزله وأوسسع مدخله‬ ‫… ) الحديث ‪ ،‬رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وكذلك اتفقوا على أن صسدقة الحسي عسن الميست تنفسع‬ ‫الميسست ويدل على ذلك حديسسث عائشسسة أن رجل ً أتسسى‬ ‫النسبي صسلى الله عليسه وسسلم ‪ ،‬فقال ‪ (:‬يسا رسسول الله‬ ‫إن أمسسي افتلت نفسسسسسها ولم توص وأظنهسسا لو تكلمسست‬ ‫تصسدقت أفلهسا أجسر إن تصسدقت عليهسا ؟ قال ‪ :‬نعسم )‬ ‫رواه مسلم ‪ .‬ومعنى افتلت نفسها أي ماتت فجأة ‪.‬‬ ‫كمسسا اتفسسق جمهور العلماء على أن الحسسج عسسن الميسست‬ ‫ينفعسه لمسا ورد فسي الحديسث عسن بريدة أن امرأة قالت‬ ‫‪ (:‬يا رسول الله ‪ ،‬إن أمي ماتت ولم تحج أفيجزي أن‬ ‫أحج عنها ؟ قال ‪ :‬نعم ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وكذلك قال طائفسسة مسسن أهسسل العلم بأن الميسست ينتفسسع‬ ‫بصسسوم الحسسي عنسسه لمسسا ورد فسسي حديسسث عائشسسة أن‬ ‫الرسول صلى الله عليه وسلم قال ‪ (:‬من مات وعليه‬ ‫صوم صام عنه وليه ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫هذه هي أهم العمال التي ينتفع بها الميت وتصل إليه‬ ‫والتي وردت فيها النصوص الشرعية ‪.‬‬ ‫وأمسا قراءة القرآن وجعسل ثواب ذلك للميست فمسسألة‬ ‫اختلف فيهسسا أهسسل العلم قال المام النووي رحمسسه الله‬ ‫‪ [:‬واختلف العلماء فسي وصسول ثواب قراءة القرآن‬ ‫فالمشهور مسن مذهسب الشافعسي وجماعسة أنسه ل يصسل‬ ‫وذهسب أحمسد بسن حنبسل وجماعسة مسن العلماء وجماعسة‬ ‫من أصحاب الشافعي إلى أنه يصل ] الذكار ص ‪. 40‬‬ ‫وقال الحنفيسة إن ثواب القرآن يصسل إلى الميست وهسو‬ ‫اختيار شيسسخ السسسلم ابسسن تيميسسة وتلميذه ابسسن القيسسم‬ ‫واختيار المام النووي وغيرهم من أهل العلم ‪.‬‬

‫‪92‬‬

‫وهسسسو الذي أختاره وأقول بسسسه لن الدلة الواردة فسسسي‬ ‫انتفاع الميست بعمسل الحسي فسي باب العبادات تدل على‬ ‫انتفاع الميسست بقراءة القرآن إذ ل فرق بيسسن انتفاعسسه‬ ‫بالصسسوم والحسسج وانتفاعسسه بقراءة القرآن ‪ ،‬قال ابسسن‬ ‫قدامسسة رحمسسه الله ‪ [:‬وأي قربسسة فعلهسسا وجعسسل ثوابهسسا‬ ‫للميت المسلم نفعه ذلك إن شاء الله ] المغني ‪. 2/423‬‬ ‫ثسسم ذكسسر بعسسض الدلة الدالة على انتفاع الميسست بعمسسل‬ ‫الحسسي وقسسد سسسقت بعضهسسا ثسسم قال ‪ (:‬وهذه أحاديسسث‬ ‫صسسحاح وفيهسسا دللة على انتفاع الميسست بسسسائر القرب‬ ‫لن الصسسوم والحسسج والدعاء والسسستغفار عبادات بدنيسسة‬ ‫وقسد أوصسل الله نفعهسا إلى الميست فكذلك مسا سسواها ]‬ ‫المغني ‪. 2/423‬‬ ‫وقال العلمسسة ابسسن القيسسم رحمسسه الله ‪ [:‬وأمسسا قراءة‬ ‫القرآن وإهداؤهسا له تطوعا ً بغيسر أجرة فهذا يصسل إليسه‬ ‫كمسا يصسل ثواب الصسوم والحسج فإن قيسل فهذا لم يكسن‬ ‫معروفا ً في السلف ول يمكن نقله عن واحد منهم مع‬ ‫شدة حرصهم على الخير ول أرشدهم النبي صلى الله‬ ‫عليسه وسسلم إليسه وقسد أرشدهسم إلى الدعاء والسستغفار‬ ‫والصسدقة والحسج والصسيام فلو كان ثواب القراءة يصسل‬ ‫لرشدهم إليه ولكانوا يفعلونه ‪.‬‬ ‫فالجواب إن مورد هذا السؤال إن كان معترفا ً بوصول‬ ‫ثواب الحسسج والصسسيام والدعاء والسسستغفار قيسسل له مسسا‬ ‫هذه الخاصسسسية التسسسي منعسسست وصسسسول ثواب القرآن‬ ‫واقتضسسسست وصسسسسول ثواب هذه العمال وهسسسسل هذا إل‬ ‫تفريسسسق بيسسسن المتماثلت وإن لم يعترف بوصسسسول تلك‬ ‫الشياء إلى الميسسسست فهسسسسو محجوج بالكتاب والسسسسسنة‬ ‫والجماع وقواعد الشرع ‪.‬‬ ‫وأما السبب الذي لجله لم يظهر ذلك في السلف فهو‬ ‫أنهسسم لم يكسسن لهسسم أوقاف على مسسن يقرأ ويهدي إلى‬

‫‪93‬‬

‫الموتسى ول كانوا يعرفون ذلك البتسة ول كانوا يقصسدون‬ ‫القسسسبر للقراءة عنده كمسسسا يفعله الناس اليوم ول كان‬ ‫أحدهسسم يشهسسد مسسن حضره مسسن الناس على أن ثواب‬ ‫هذه القراءة لفلن الميسست بسسل ول ثواب هذه الصسسدقة‬ ‫والصسوم ‪ .‬ثسم يقال لهذا القائل لو كلفست أن تنقسل عسن‬ ‫واحسسد مسسن السسسلف أنسسه قال اللهسسم ثواب هذا الصسسوم‬ ‫لفلن لعجزت فإن القوم كانوا أحرص شيسسسسسسسء على‬ ‫كتمان أعمال البر فلم يكونوا يشهدوا على الله‬ ‫بإيصسال ثوابهسا إلى أمواتهسم ‪ .‬فإن قيسل إن رسسول الله‬ ‫أرشدهسم إلى الصسوم والصسدقة والحسج دون القراءة‬ ‫قيسل هسو لم يبتدئهسم بذلك بسل خرج ذلك منسه مخرج‬ ‫الجواب لهسم فهذا سسأله عسن الحسج عسن ميتسه فأذن له‬ ‫وهذا سسأله عسن الصسيام عنسه فأذن لسسه وهذا سسأله عسن‬ ‫الصسسسدقة فأذن له ولسسسم يمنعهسسم ممسسا سسسوى ذلك وأي‬ ‫فرق بيسن وصسول ثواب الصسسوم الذي هسو مسسجرد نيسسة‬ ‫وإمسسساك وبيسن وصسسول ثسسواب القسسراءة والسسذكر …‪) .‬‬ ‫الروح ص ‪. 143-142‬‬ ‫وأخيرا ً يجسب التنسبيه على أن القراءة التسي تصسل‬ ‫للميسست وينتفسسع بهسسا هسسي القراءة بدون أجسسر وأمسسا إذا‬ ‫اسسستأجر أهسسل الميسست قارئا ً يقرأ بأجره فل يصسسل ثواب‬ ‫القراءة للميست ول ينتفسع بهسا ول يصسح السستئجار على‬ ‫قراءة القرآن فسسسسسي هذه الحالة ول ثواب فسسسسسي ذلك‬ ‫للقاريسسء ول لسسسذوي المسسسسيت ول للميسست قال شيسسسخ‬ ‫السسلم ابسن تيميسة رحمسه الله ( وأمسا السستئجار لنفسس‬ ‫القراءة ‪ -‬أي قراءة القرآن ‪ -‬والهداء فل يصسسح ذلك ‪..‬‬ ‫فل يجوز إيقاعهسسا إل على وجسسه التقرب إلى الله تعالى‬ ‫وإذا فعلت بعروض لم يكسن فيهسا أجسر بالتفاق لن الله‬ ‫إنما يقبل من العمل ما أريد به وجهه ل ما فعل لجل‬ ‫عروض الدنيا ‪ ..‬وأما إذا كان ل يقرأ لجل العروض فل‬

‫‪94‬‬

‫ثواب لهسسم على ذلك وإذا لم يكسسن فسسي ذلك ثواب فل‬ ‫يصسل إلى الميست شيسء ‪ ) ..‬مجموع الفتاوى ‪- 315 /24‬‬ ‫‪. 316‬‬ ‫*****‬

‫مأتم الربعين‬

‫مسا حكسم إقامسة مآتسم بمناسسبة مرور أربعيسن يوما ً على‬ ‫وفاة الميت ودعوة قاريء ليقرأ القرآن بأجر ؟‬ ‫والجواب ‪ :‬إن إقامة المآتم بمناسبة الربعين من‬ ‫البدع المنكرة المنتشرة فسسي مجتمعنسسا وهسسي مخالفسسة‬ ‫لهدي المصسطفى ولمسا فسي ذلك مسن تجديسد الحزان‬ ‫على الميسست ولمسسا يصسساحب ذلك مسسن إضاعسسة الموال‬ ‫فيما ل نفع فيه حيث إن بعض الناس قد يتكلفون في‬ ‫إعسسداد الطعسسام ويدفعون أموال ً طائلة قسد يكون ورثسة‬ ‫الميت بحاجة ماسة لها ‪.‬‬ ‫وهذا المسر لم يؤثسر عسن الرسسول وهسو إحداث‬ ‫في الدين وتشريع لما لم يأذن به الله عز وجل يقول‬ ‫الله تعالى ( أم لهسم شركؤا شرعوا لهسم مسن الديسن مسا‬ ‫لم يأذن به الله ) سورة الشورى الية ‪. 21‬‬ ‫وقسد ثبست فسي الحديسث الصسحيح قول النسبي ‪:‬‬ ‫( مسن أحدث فسي أمرنسا هذا مسا ليسس منسه فهسو رد ) أي‬ ‫مردود عليسه غيسر مقبول منسه ‪ .‬وفسي روايسة أخرى ( مسن‬ ‫عمل عمل ً لس عليه أمرنا فهو رد ) ‪.‬‬ ‫وأما بالنسبة لستئجار القراء لقراءة القرآن في‬ ‫المآتسسم فهذا أيضا ً مسسن البدع وليسسس مسسن الهدي النبوي‬ ‫في شيء ‪.‬‬

‫‪95‬‬

‫ودفسع المال فسي هذا العمسل ل أجسر فيسه ول ينتفسع‬ ‫بسه الميست ول القاريسء وأخسذ المال فيسه غيسر جائز لن‬ ‫هذا القاريسسسسء وأمثاله يقرؤون مسسسسن أجسسسسل المال ول‬ ‫يقصدون بقراءتهم وجه الله سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫ولم يؤثسسر هذا الفعسسل عسسن الصسسحابة رضوان الله‬ ‫عليهسم ول عسن السسلف الصسالح بسل هسو بدعسة كمسا قلت‬ ‫والبدع مسسن الضللة فل أجسسر فسسي ذلك ل للقاريسسء ول‬ ‫للميت ول لمن دفع المال ‪.‬‬ ‫وبدل ً مسسسسن إنفاق المال فسسسسي هذه المور غيسسسسر‬ ‫المشروعسسة يفضسسل إنفاق المال فيمسسا ينفسسع الميسست‬ ‫كالتصسدق عنسه كمسا جاء فسي حديسث أبسي هريرة أن‬ ‫النبي قال ‪ ( :‬إذا مات النسان انقطع عملسه إل من‬ ‫ثلث صسدقة جاريسة أو علم ينتفسع بسه أو ولد صسالح يدعسو‬ ‫له ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫ولمسسا جاء عسسن ابسسن عباس رضسسي الله عنهمسسا أن‬ ‫سسعد بسن عبادة توفيست أمسه وهسو غائب عنهسا فقال يسا‬ ‫رسسسول الله ‪ :‬إن أمسسي توفيسست وأنسسا غائب عنهسسا فهسسل‬ ‫ينفعهسسا إن تصسسدقت بشيسسء عنهسسا ؟ قال ‪ ( :‬نعسسم ‪) ..‬‬ ‫رواه البخاري ‪.‬‬ ‫وعسن أبسي هريرة أن رجل ً قال للنسبي ‪ :‬أبسي‬ ‫مات وترك مال ً ولم يوص فهسل يكفسر عنسه إن تصسدقت‬ ‫عنه ؟ قال ‪ ( :‬نعم ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وغير ذلك من الحاديث ‪.‬‬ ‫فعلى المسسسسسسلمين أن يقلعوا عسسسسسن هذه البدع‬ ‫السيئة وعليهم اللتزام بسنة رسول الله قال تعالى‬ ‫‪ ( :‬وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )‬ ‫‪ .‬وقال أيضا ً ( لقسسد كان لكسسم فسسي رسسسول الله أسسسوة‬ ‫حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الخر ) ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪96‬‬

‫المعاملت‬

‫‪97‬‬

‫البيع بإسقاط إلى أجل‬

‫مسا حكسم البيسع بالتقسسيط مسع العلم أن الثمسن يزيسد عسن‬ ‫البيع الحال وهل تعتبر تلك الزيادة من الربا المحرم ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬البيسسع بالتقسسسيط جائز شرعا ً ول مانسسع‬ ‫منسه ويدل على ذلك قوله تعالى ‪ ( :‬يسا أيهسا الذيسن آمنوا‬ ‫إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه ) وكذلك ما‬ ‫ورد في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‬ ‫‪ :‬قدم رسسول الله المدينسة وهسم يسسلفون فسي الثمار‬ ‫السسنة والسسنتين والثلث فقال رسسول الله مسن أسسلف‬ ‫فسسي شيسسء فليسسسلف فسسي كيسسل معلوم ووزن معلوم‬ ‫وأجل معلوم ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫وثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت ‪ :‬اشترى‬ ‫رسسسسول الله مسسسن يهودي طعاما ً بنسسسسيئة إلى أجسسسل‬ ‫ورهنه درعا ً من حديد رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫وليسس فسي بيسع التقسسيط ربسا وليسس فيسه غرر مسا‬ ‫دام العاقدان قسسد بتسسا البيسسع فإذا قال البائع للمشتري ‪:‬‬ ‫أبيعك هذه السلعة بألف دينار حاله وبألف ومئة مؤجلة‬ ‫فقال المشتري ‪ :‬اشتريهسسسا بألف ومئة مؤجلة فالعقسسسد‬ ‫صسسحيح ول مانسسع منسسه وزيادة المئة ليسسست مسسن الربسسا‬ ‫المحرم فالصورة المذكورة جائزة ‪.‬‬ ‫وأما إذا قال المشتري ‪ :‬قبلت ولم يحدد ما الذي‬ ‫قبله هل هو الثمن الحال أم الثمن المؤجل ؟ فل يجوز‬ ‫ذلك ويعتسبر العقسد باطل ً لنسه بيعتيسن فسي بيعسة حيسث أنسه‬ ‫لم يجزم ببيع واحد ‪.‬‬ ‫والبيسع بالتقسسيط فيسه توسسعة على الناس فالبائع‬ ‫يزيسسسد مسسسبيعاته والمشتري يسسسستطيع الحصسسسول على‬ ‫السسلعة دون أن يكون لديسه ثمنا ً حال ً بسل يسسدد ثمنهسا‬ ‫على أقساط ‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫وقد بحث مجمع الفقه السلمي هذا المسوضوع‬ ‫وقسرر جوازه مع مراعاة ما يلي ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تجوز الزيادة فسي الثمسن المؤجسل عسن الثمسن‬ ‫الحال كما يجوز ذكر ثمن المبيع نقدا ً وثمنه بالقساط‬ ‫لمدد معلومة ول يصح البيع إل إذا جزم العاقدان بالنقد‬ ‫أو التأجيسسل ‪ .‬فإن وقسسع البيسسع مسسع التردد بيسسن النقسسد‬ ‫والتأجيسسسل بأن لم يحصسسسل التفاق الجازم على ثمسسسن‬ ‫محدد فهو غير جائز شرعا ً ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ل يجوز شرعا ً فسي بيسع الجسل التنصسيص فسي‬ ‫العقسد على فوائد التقسسيط مفصسولة عسن الثمسن الحال‬ ‫بحيسث ترتبسط بالجسل سسواء اتفسق العاقدان على نسسبة‬ ‫الفائدة أم ربطاها بالفائدة السائدة‬ ‫‪ .3‬إذا تأخسر المشتري المديسن فسي دفسع القسسط‬ ‫عسسن الموعسسد المحدد فل يجوز إلزامسسه أي زيادة على‬ ‫الدين بشرط سابق أو بدون شرط لن ذلك ربا محرم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .4‬يحرم على المدين المليء أن يماطل في أداء‬ ‫مسا حسل مسن القسساط ومسع ذلك ل يجوز شرعا ً اشتراط‬ ‫التعويض في حالة التأخر عن الداء ‪.‬‬ ‫‪ .5‬يجوز شرعا ً أن يشترط البائع بالجسل حلول‬ ‫القسساط قبسل مواعيدهسا عنسد تأخسر المديسن عسن أداء‬ ‫بعضهسسا مسسا دام المديسسن قسسد رضسسي بهذا الشرط عنسسد‬ ‫التعاقد ‪.‬‬ ‫‪ .6‬ل حسق للبائع فسي الحتفاظ بالمسبيع بعسد البيسع‬ ‫ولكسسسسن يجوز للبائع أن يشترط على المشتري رهسسسسن‬ ‫المسسسبيع عنده لضمان حقسسسه فسسسي اسسسستيفاء القسسسساط‬ ‫المؤجلة ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪99‬‬

‫بيع المرابحة للمر بالشراء‬

‫يقول السسائل ‪ :‬مسا هسو المقصسود بعقسد المرابحسة الذي‬ ‫تتعامل به بعض المؤسسات والبنوك التي تسير وفق‬ ‫أحكام الشريعة السلمية وما الفرق بينه وبين الربا ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬عقد المرابحة هو في الصل بيع المرابحة‬ ‫المعروف عنسد الفقهاء المتقدميسن وإن اختلفست بعسض‬ ‫صوره الحديثة التي تتعامل وفقها المؤسسات والبنوك‬ ‫السسلمية كسبيع المرابحسة للمسر بالشراء فسبيع المرابحسة‬ ‫عند الفقهاء هو بيع بمثل الثمن الول مع زيادة ربح ‪.‬‬ ‫وصورة بيع المرابحة المستعملة الن في البنوك‬ ‫والمؤسسسات السسلمية هسي أن يتفسق العميسل والبنسك‬ ‫على أن يقوم العميل بشراء البضاعة بربح معلوم بعد‬ ‫شراء البنسسك لهسسا وهذه الصسسورة هسسي المسسسماة بسسبيع‬ ‫المرابحسة للمسر بالشراء ومثال ذلك أن يطلب صساحب‬ ‫مصسسنع مسسن البنسسك أو المؤسسسسة التسسي تتعامسسل وفسسق‬ ‫الشريعسسة السسسلمية أن يشتري له جهازا ً مسسن الجهزة‬ ‫اللزمسسسة له ويكون طلب الشراء مصسسسحوبا ً باسسسستعداد‬ ‫لشراء ذلك الجهاز مسسن البنسسك أو المؤسسسسة إذا كانسست‬ ‫مواصفاته كما طلب ويدفع المشتري ربحا ً يتم التفاق‬ ‫عليسسسه مقابسسسل قيام البنسسسك أو المؤسسسسسة بشراء ذلك‬ ‫الجهاز وتأجيسسل الثمسسن وجعله على أقسسساط فيشتري‬ ‫البنسك أو المؤسسسة الجهاز ويحوزه فسي ملكسه ثسم يسبيعه‬ ‫للمر بالشراء حسب الشروط التي تم التفاق عليها ‪،‬‬ ‫وإذا لحسسسق بالجهاز ضرر يكون الضرر على البنسسسك إلى‬ ‫أن يقوم بتسسليمه للمسر بالشراء ويكون المسر بالشراء‬ ‫ملزما ً بشراء السلعة إذا كانت مواصفاتها كما طلب ‪.‬‬ ‫فهذه الصسورة مسن بيسع المرابحسة للمسر بالشراء‬ ‫هسسي أكثسسر صسسورة منتشرة الن وهذه الصسسورة جائزة‬ ‫شرعا ً عنسد كثيسر مسن فقهاء العصسر وصسدرت بجوازهسا‬

‫‪100‬‬

‫فتاوى كثيرة والدلة على جوازهسسسسسسسسا ‪ ،‬قوله تعالى ‪(:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ح َّ‬ ‫م الّرِب َسا ) فاليسة الكريمسة تدل على‬ ‫ه الْبَي ْسعَ وَ َ‬ ‫وَأ َ‬ ‫حَّر َس‬ ‫ل الل ّس ُ‬

‫حسسل جميسسع أنواع البيسسع إل إذا ورد دليسسل بتحريسسم نوع‬ ‫معين والمرابحة من ضمن البيوع المباحة ‪.‬‬ ‫وكذلك فإن المعاملت مبنيسسسسسسسسسسة على مراعاة العلل‬ ‫والمصالح كما قرر ذلك فقهاء السلم يقول د‪ .‬يوسف‬ ‫القرضاوي حفظسسسه الله ‪ [:‬إن الشرع لم يمنسسسع مسسسن‬ ‫البيوع والمعاملت إل مسسسسا اشتمسسسسل على ظلم وهسسسسو‬ ‫أسساس تحريسم الربسا والحتكار والغسش ونحوهسا أو مسا‬ ‫خشسي منسه أن يؤدي إلى نزاع وعداوة بيسن الناس وهسو‬ ‫أساس تحريم الميسر والغرر … ]‪.‬‬ ‫وكذلك فإن بيسع المرابحسة جائز قياسسا ً على جواز عقسد‬ ‫الستصناع ‪ ،‬وأما قول من قال إن هذه الصورة ما هي‬ ‫إل نوع مسن الربسا فكلم باطسل ومردود وقسد أجاب عسن‬ ‫ذلك الشيسخ القرضاوي فقال ‪ [ :‬قالوا ‪ :‬إن القصسد مسن‬ ‫العمليسة كلهسا هسو الربسا والحصسول على النقود التسي كان‬ ‫يحصل عليها العميل من البنك الربوي فالنتيجة واحدة‬ ‫وإن تغيرت الصسورة والعنوان ‪ ،‬فإنهسا ليسست مسن البيسع‬ ‫والشراء في شيء فإن المشتري الحقيقي ما لجأ إلى‬ ‫المصسرف إل مسن أجسل المال والمصسرف لم يشتسر هذه‬ ‫السسلعة إل بقصسد أن يبيعهسا بأجسل إلى المشتري وليسس‬ ‫له قصد في شرائها ‪.‬‬ ‫ونقول إن هذا الكلم ليسس صسحيحا ً فسي تصسوير الواقسع‬ ‫فالمصسسرف يشتري حقيقسسة ولكنسسه يشتري ليسسبيع لغيره‬ ‫كمسا يفعسل أي تاجسر وليسس مسن ضرورة الشراء الحلل‬ ‫أن يشتري المرء للنتفاع أو القنيسسسسسة أو السسسسسستهلك‬ ‫الشخصسسسي ‪ ،‬والعميسسسل الذي طلب مسسسن المصسسسرف‬ ‫السلمي أن يشتري له السلعة يريد شراءها حقيقة ل‬ ‫صسورة ول حيلة كالطسبيب الذي ذكرنسا أنسه يريسد شراء‬

‫‪101‬‬

‫أجهزة ولجوء مثله إلى المصرف السلمي ليشتري له‬ ‫السلعة المقصودة له أمر منطقي لن مهمة المصرف‬ ‫أن يقدم الخدمسسة والمسسساعدة للمتعامليسسن معسسه ‪ .‬مسسن‬ ‫ذلك أن يشتري لهم السلعة بما يملك من ماله ويبيعها‬ ‫لهسسم بربسسح مقبول ‪ .‬نقدا ً أو لجسسل وأخسسذ الربسسح المعتاد‬ ‫على السسسسلعة ل يجعلهسسسا حراما ً وبيعهسسسا إلى المشتري‬ ‫بأجل ل يجعلها حراما ً أيضا ً ‪.‬‬ ‫المهسسسم أن هنسسسا قصسسسدا ً إلى بيسسسع وشراء حقيقييسسسن ل‬ ‫صسسوريين وليسسس المقصسسود الحتيال لخسسذ نقود بالربسسا‬ ‫والقول بأن هذه العمليسسة هسسي نفسسس مسسا يجري فسسي‬ ‫البنوك الربويسة وإنمسا تغيرت الصسورة فقسط قول غيسر‬ ‫صسحيح ‪ .‬فالواقسع أن الصسورة والحقيقسة تغيرتسا كلتاهمسا‬ ‫فقسد تحولت مسن اسستقراض بالربسا إلى بيسع وشراء ومسا‬ ‫أبعسسد الفرق بيسسن الثنيسسن وقسسد حاول اليهود قديما ً أن‬ ‫يسستغلوا المشابهسة بيسن البيسع والربسا ليصسلوا منهسا إلى‬ ‫إباحسة الربسا فرد الله تعالى عليهسم ردا ً حاسسما ً بقوله ‪(:‬‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ذ َل َ َ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ما الْبَيْعُ ِ‬ ‫ه الْبَيْعَ وَ َ‬ ‫ل الّرِبَا وَأ َ‬ ‫حَّر َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫م قَالُوا إِن َّ َ‬ ‫ك بِأنَّهُ ْ‬ ‫الّرِبَا ) سورة البقرة الية ‪. 275‬‬

‫على أن تغييسسسر الصسسسورة أحيانا ً يكون مهما ً جدا ً وإن‬ ‫كانست نتيجسة المريسن واحدة فسي الظاهسر فلو قال رجسل‬ ‫لخسر أمام مل مسن الناس ‪ :‬خسذ هذا المبلغ واسسمح لي‬ ‫أن آخذ ابنتك لزني بها فسقبسل وقبلت البنت لكان كل‬ ‫منهسم مرتكبا ً منكرا ً مسن أشنسع المنكرات ولو أنسه قال‬ ‫له‪ :‬زوجنيهسا وخسذ هذا المبلغ مهرا ً لهسا … فقبسل وقبلت‬ ‫لكان كسل مسن الثلثسة محسسنا ً والسسنستسيجة فسي السسظساهر‬ ‫واحدة ولسسسكسن يترتسسب على مجرد كلمسسة "زواج " مسسن‬ ‫الحقوق والمسسسؤوليات شيسسء كثيسسر ‪ .‬وكذلك كلمسسة "‬ ‫البيع " إذا دخلت بين المتعاملين فإنه يترتب عليها بأن‬ ‫يكون هلك المسسسسبيع إذا هلك على ضمان البائع حتسسسسى‬

‫‪102‬‬

‫يقبضسسه المشتري ‪ .‬وأن يتحمسسل تبعسسة الرد بالعيسسب إذا‬ ‫ظهسسسر فيسسسه عيسسسب وكذلك إذا كان غائبا ً واشتراه على‬ ‫الصفة فجاء على غير المواصفات المطلوبة ‪.‬‬ ‫كمسا أنسه إذا تأخسر فسي توفيسة الثمسن فسي الجسل المحدد‬ ‫لعذر مقبول لم تفرض عليه أية زيادة كما يفعل البنك‬ ‫ن‬ ‫الربوي بسل يمهسل حتسى يوسسر كمسا قال تعالى ‪ (:‬وَإ ِس ْ‬ ‫سَرةٍ ) البقرة ‪. 280‬‬ ‫كَا َ‬ ‫ن ذ ُو عُ ْ‬ ‫مي ْ َ‬ ‫سَرةٍ فَنَظَِرةٌ إِلَى َ‬ ‫وإن تأخسر لغيسر عذر فهسو حينئذ ظالم يسستحق العقوبسة‬ ‫كمسا فسي حديسث ‪ (:‬مطسل الغنسي ظلم ) وحديسث ‪ (:‬لي‬ ‫الواجسد يحسل عرضسه وعقوبتسه ) فمسن حسق المصسرف‬ ‫السسلمي أن يطالبسه بالتعويسض عسن الضرر الفعلي ق ّ‬ ‫ل‬ ‫أو كثسر عمل ً بالقاعدة الشرعيسة التسي عسبر عنهسا حديسث‬ ‫‪ (:‬ل ضرر ول ضرار ) وأخسذ منهسا الفقهاء أن الضرر‬ ‫يزال ‪.‬‬ ‫وهذا يخالف مسا تفعله البنوك الربويسة لنهسا تأخسذ المبلغ‬ ‫المقترض والفائدة الربويسة المقررة على كسل حال مسن‬ ‫المعسسسسر والموسسسسر سسسسواء حدث ضرر أم لم يحدث‬ ‫سسسسسواء كان الضرر قليل ً أم كثيرا ً بسسسسل تأخذه سسسسسواء‬ ‫سسلمت السسلعة المقترض لهسا المال أم لم يتسسلمها أو‬ ‫هلكت فالبنك الربوي ل علقة له بالسلعة بحال‪ ،‬انظر‬ ‫بيع المرابحة ص ‪.31-27‬‬ ‫تحديد ربح التجار‬

‫يقول السسسسائل ‪ :‬هسسسل حدد السسسسلم حدا ً معينا ً لربسسسح‬ ‫التجارة في تجارتهم ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن المتتبسع ليات القرآن الكريسم ولحاديسث‬ ‫الرسسسول صسسلى الله عليسسه وسسسلم ل يجسسد أنهسسا حددت‬ ‫مقدار أرباحهسم بسل جعلت ذلك حسسب ظروف التجارة‬ ‫والسماحة والتيسير وعدم الستغلل ‪.‬‬

‫‪103‬‬

‫وقد ورد في السنة النبوية ما يدل على جواز أن يربح‬ ‫التاجر ضعف ثمن البضاعة فقد ورد في الحديث الذي‬ ‫رواه المام البخاري بإسسناده عسن شسبيب بسن غرقدة ‪،‬‬ ‫قال ‪ (:‬سسسمعت الحسسي يحدثون عسسن عروة أن النسسبي‬ ‫صلى الله عليه وسلم أعطاه دينارا ً يشتري له به شاة‬ ‫فاشترى له بسسسه شاتيسسسن فباع إحداهمسسسا بدينار وجاءه‬ ‫بدينار وشاة فدعا له بالبركة في بيعه وكان لو اشترى‬ ‫التراب أربح فيه ) وقول الراوي في الحديث ‪ :‬سمعت‬ ‫الحسي أي قسبيلته كمسا قال الحافسظ ابسن حجسر فسي فتسح‬ ‫الباري ‪. 7/445‬‬ ‫وقسد ورد هذا الحديسث براويسة أطول عنسد المام أحمسد‬ ‫فسي مسسنده عسن عروة بسن الجعسد البارقسي رضسي الله‬ ‫عنسه قال ‪ (:‬عرض للنسبي صسلى الله عليسه وسسلم جلب‬ ‫فأعطانسي دينارا ً ‪ ،‬وقال ‪ :‬أي عروة أنست الجلب فاشتسر‬ ‫لنا شاة فأتيت الجلب فساومت صاحبه فاشتريت منه‬ ‫شاتيسن بدينار فجئت أسسوقهما فلقينسي رجسل فسساومني‬ ‫فأبيعسسه شاة بدينار فجئت بالدينار وجئت بالشاة فقلت‬ ‫‪ :‬يسا رسسول الله هذا ديناركسم وهذه شاتكسم ‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫وصسنعت كيسف ؟ قال فحدثتسه الحديسث ‪ .‬فقال ‪ :‬اللهسم‬ ‫بارك له فسي صسفقة يمينسه ‪ ،‬فلقسد رأيتنسي أقسف بكناسسة‬ ‫الكوفة أي سوقها فأربح أربعين ألفا ً قبل أن أصل إلى‬ ‫أهلي وكان يشتري الجواري ويبيع ) الفتح الرباني ‪15/20‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ففسسي هذا الحديسسث نجسسد أن الرسسسول صسسلى الله عليسسه‬ ‫وسسسلم قسسد أقسسر عروة على بيعسسة الشاة بدينار مسسع أنسسه‬ ‫اشتراهسا بنصسف دينار فقسد ربسح فيهسا مسا نسسبته ‪%100‬‬ ‫فهذا يدل على جواز أن يربسسسسسح التجار هذه النسسسسسسبة‬ ‫بشرط أن ل يكون فسسي البيسسع غسسش أو خداع أو احتكار‬ ‫أو غبن فاحش ‪.‬‬

‫‪104‬‬

‫فالتاجسر المسسلم الملتزم بدينسه ل يتعامسل بهذه الطرق‬ ‫غيسر المشروعسة وقسد ناقسش مجمسع الفقسه السسلمي‬ ‫مسألة تحديد أرباح التجار وقرر ما يلي ‪:‬‬ ‫أول ً ‪ :‬الصسل الذي تقرره النصسوص والقواعسد الشرعيسة‬ ‫ترك الناس أحرارا ً فسي بيعهسم وشرائهسم وتصسرفهم فسي‬ ‫ممتلكاتهسسسم وأموالهسسسم فسسسي إطار أحكام الشريعسسسة‬ ‫السسسسسلمية الغراء وضوابطهسسسا عمل ً بمطلق قول الله‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫م بَيْنَك ُسسس ْ‬ ‫موالَك ُسسس ْ‬ ‫ن ءَا َ‬ ‫منُوا َل تَأكُلُوا أ ْ َ‬ ‫تعالى ‪ (:‬يَاأيُّهَسسسا ال ّذِي َسسس‬ ‫بالْباطل إَّل أ َ‬ ‫ن تَك ُ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫جا‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫م )‪.‬‬ ‫را‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ض ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫منْك ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬

‫ثانيا ً ‪ :‬ليسس هناك تحديسد لنسسبة معينسة للربسح يتقيسد بهسا‬ ‫التجار فسي معاملتهسم بسل ذلك متروك لظروف التجارة‬ ‫عامة وظروف التاجر والسلع مع مراعاة ما تقضي به‬ ‫الداب الشرعيسسة مسسن الرفسسق والقناعسسة والسسسماحة‬ ‫والتيسير ‪.‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬تضافرت نصسسسسوص الشريعسسسسة السسسسسلمية على‬ ‫وجوب سسلمة التعامسل مسن أسسباب الحرام وملبسساته‬ ‫كالغسسش والخديعسسة والتدليسسس والسسستغفال وتزييسسف‬ ‫حقيقسة الربسح والحتكار الذي يعود بالضرر على العامسة‬ ‫والخاصة ‪.‬‬ ‫رابعا ً ‪ :‬ل يتدخل ولي المر بالتسعير إل حيث يجد خللً‬ ‫واضحا ً فسسسي السسسسوق والسسسسعار نائشا ً مسسسن عوامسسسل‬ ‫مصسسطنعة فإن لولي المسسر حينئذ التدخسسل بالوسسسائل‬ ‫العادلة الممكنسسسة التسسسي تقضسسسي على تلك العوامسسسل‬ ‫وأسباب الخلل والغلء والغبن الفاحش ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫بيع العنب لمن يعصره خمراً‬

‫ما حكم بيع العنب لمن يقوم بعصره وصنع الخمر منه‬ ‫؟‬

‫‪105‬‬

‫الجواب ‪ :‬يحرم على المسلم أن يبيع العنب لشخص‬ ‫يصسسنع منسسه خمرا ً سسسواء كان ذلك الشخسسص مسسسلما ً أو‬ ‫غيسسسسر مسسسسسلم ويشترط لتحريسسسسم ذلك علم البائع بأن‬ ‫المشتري يصنع من العنب خمرا ً وهذا مذهب المالكية‬ ‫والحنابلة والمعتمسد عنسد الشافعيسة ومذهسب الظاهريسة ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ويدل على ذلك قوله تعالى ‪ (:‬وَل تَعَاوَنُوا ع َلى الِث ْسسسسسسس ِ‬ ‫ن ) قال ابسن قدامسة رحمسه الله ‪ [:‬وهذا النهسي‬ ‫وَالْعُدْوَا ِس‬ ‫يقتضي التحريم ] المغني ‪. 4/167‬‬ ‫ويدل على ذلك أيضا ً مسسسا ورد فسسسي الحديسسسث ‪ (:‬لعسسسن‬ ‫الرسسسول عليسسه الصسسلة والسسسلم فسسي الخمسسر عشرة ‪:‬‬ ‫عاصسرها ومعتصسرها وشاربهسا وحاملهسا والمحمول إليسه‬ ‫وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة‬ ‫له ) رواه الترمذي وابن ماجة وهو حديث صحيح كما‬ ‫قال الشيخ اللباني ‪.‬‬ ‫ويدل على ذلك ما روي في الحديث أن الرسول صلى‬ ‫الله عليه وسلم قال ‪ (:‬من حبس العنب أيام القطاف‬ ‫حتى يبيعه من يهودي أو نصراني أو ممن يتخذه خمراً‬ ‫فقسسد تقحسسم النار على بصسسيرة ) رواه الطسسبراني فسسي‬ ‫الوسط بإسناد حسن ك ما قال الحافظ ابسن حجسر فسي‬ ‫بلوغ المرام ص ‪. 167‬‬ ‫وقسد خالفسه بعسض المحدثيسن فسي تحسسينه الحديسث وقسد‬ ‫روى محمسد بسن سسيرين أن قيما ً كان لسسعد بسن أبسي‬ ‫وقاص في أرض له فأخبره عن عنب أنه ل يصلح زبيباً‬ ‫ول يصسلح إل لمسن يعصسره ‪ -‬يجعله خمرا ً ‪ 0‬فأمسر بقلعسه‬ ‫وقال ‪ :‬بئس الشيخ أنا إن بعت الخمر ) المغني ‪. 4/168‬‬ ‫وروى ابسن حزم بسسنده عسن عطاء قال ‪ [:‬ل تبعسه لمسن‬ ‫يجعله خمرا ً ] المحلى ‪. 7/522‬‬ ‫وقد سئل شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله مثل هذا‬ ‫السؤال فقال ‪ [:‬ل يجوز بيع العنب لمن يعصره خمراً‬

‫‪106‬‬

‫بسل قسد لعسن رسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم مسن‬ ‫يعصر العنب لم يتخذه خمرا ً فكيف بالبائع له الذي هو‬ ‫أعظم معاونة ول ضرورة لذلك فإنه إذا لم يمكن بيعه‬ ‫رطبا ً ول تزبيبسسه فإنسسه يتخذه خل ً أو دبسسسا ً ونحسسو ذلك ]‬ ‫مجموع الفتاوى ‪. 29/236‬‬ ‫*****‬ ‫فسخ البيع للغبن الفاحش‬

‫يقول السسائل ‪ :‬إنسه اشترى بيتا ً مسن شخسص آخسر ووقعسا‬ ‫عقسد البيسع بينهمسا حسسب الصول الشرعية إل أن البائع‬ ‫وبعد مضي أكثر من سنة طلب فسخ عقد البيع بحجة‬ ‫أنسه قسد غبسن غبنا ً فاحشا ً فسي الصسفقة فمسا الحكسم فسي‬ ‫ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إذا وقع عقد البيع حسب الصول الشرعية‬ ‫بيسن المتبايعيسن كان العقسد صسحيحا ً ول يحسق لحدهمسا‬ ‫المطالبسسة بالفسسسخ لدعائه وقوع الغبسسن الفاحسسش فسسي‬ ‫الصفقة لن مجرد وقوع الغبن الفاحش في عقد البيع‬ ‫ليسس مسبررا ً لفسسخه كمسا ورد فسي المادة ‪ 356‬مسن مجلة‬ ‫الحكام العدليسسة ونصسسها ‪ [:‬إذا وجسسد غبسسن فاحسسش فسسي‬ ‫البيسع ولم يوجسد تغريسر فليسس للمغبون أن يفسسخ البيسع‬ ‫…]‪.‬‬ ‫ومسسا قررتسسه المجلة هسسو مذهسسب الحنفيسسة والشافعيسسة‬ ‫والمالكيسة فسي المشهور عندهسم والمقصسود بالغبسن أن‬ ‫يزيسد فسي سسعر السسلعة عسن سسعرها الحقيقسي إذا كان‬ ‫الغبن صادرا ً من البائع كأن يبيع ما قيمته عشرة بمائة‬ ‫‪.‬‬ ‫أو ينقص من قيمة السلعة ويشتريها بأقل من سعرها‬ ‫الحقيقسسي كأن يشتري مسسا يسسساوي مائة بعشرة هذا إذا‬ ‫كان الغبسسن مسسن المشتري وقسسد يكون الغبسسن يسسسيرا ً أو‬ ‫فاحشا ً وهناك خسلف في تسقسدير كل منهما وأما الغرر‬

‫‪107‬‬

‫فهو وصف المبيع للمشتري بغير صفته الحقيقية ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫حق الشفعة‬

‫يقول السسسسائل ‪ :‬حدثسسست بعسسسض المشكلت عنسسسد بيسسسع‬ ‫الراضسسي والعقارات بسسسبب اختلف الناس فسسي فهسسم‬ ‫موضع الشفعة أرجو بيان صاحب الحق في الشفعة ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬الشفعسسسة عنسسسد الفقهاء هسسسي ‪ :‬حسسسق تملك‬ ‫العقار المسسبيع جسسبرا ً عسسن المشتري بمسسا قام عليسسه مسسن‬ ‫ثمن وتكاليف ‪.‬‬ ‫والشفعة مشروعة وثابتة بسنة رسول الله صلى الله‬ ‫عليه وسلم وقد وردت فيها أحاديث كثيرة منها ‪:‬‬ ‫عسن جابر رضسي الله عنسه ‪ (:‬أن النسبي صسلى الله عليسه‬ ‫وسسسلم قضسسى بالشفعسسة فسسي كسسل مسسا لم يقسسسم فإذا‬ ‫أوقعسسست الحدود وصسسسرفت الطرق فل شفعسسسة ) رواه‬ ‫البخاري ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وعسن جابر رضسي الله عنسه أيضا ‪ (:‬أن النسبي صسلى الله‬ ‫عليسه وسسلم قضسى بالشفعسة فسي كسل شركسة لم تقسسم‬ ‫ربعسسة أو حائط ل يحسسل له أن يسسبيع حتسسى يؤذن شريكسسه‬ ‫فإن شاء أخذه وإن شاء ترك فإن باعه ولم يؤذنه فهو‬ ‫أحق به ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وعسن سسمرة أن النسبي صسلى الله عليسه وسسلم قال ‪(:‬‬ ‫جار الدار أحسق بالدار مسن غيره ) رواه أحمسد وأبسو داود‬ ‫والترمذي وصححه ‪ .‬وغير ذلك من الحاديث ‪.‬‬ ‫والحمكة من مشروعية الشفعة كما بينها العلمة ابن‬ ‫القيم ‪ [:‬من محاسن الشريعة وعدلها وقيامها بمصالح‬ ‫العباد ورودها بالشفعة ول يليق به غير ذلك فإن حكمة‬ ‫الشارع اقتضست رفسع الضرر عسن المكلفيسن مسا أمكسن‬ ‫فإن لم يمكسسن رفعسسه إل بضرر أعظسسم منسسه أبقاه على‬ ‫حاله وإن أمكن رفعه بالتزام ضرر دونه رفعه به ولما‬

‫‪108‬‬

‫كانست الشركسة منشسأ الضرر فسي الغالب فإن الخلطاء‬ ‫يكثسر فيهسم بغسي بعضهسم على بعسض شرع الله سسبحانه‬ ‫وتعالى رفسسسع هذا بالقسسسسمة تارة وانفراد كسسسل مسسسن‬ ‫الشريكيسسسسن بنصسسسسيبه وبالشفعسسسسة تارة وانفراد أحسسسسد‬ ‫الشريكيسسن بالجملة إذا لم يكسسن على الخسسر ضرر فسسي‬ ‫ذلك فإذا أراد بيع نصيبه وأخذ عوضه كان شريكه أحق‬ ‫بسه مسن الجنسبي وهسو يصسل إلى غرضسه مسن العوض مسن‬ ‫أيهمسسسا كان فكان الشريسسسك أحسسسق بدفسسسع العوض مسسسن‬ ‫الجنسبي وهسو يصسل إلى غرضسه مسن العوض مسن أيهمسا‬ ‫كان فكان الشريسسك أحسسق بدفسسع العوض مسسن الجنسسبي‬ ‫ويزول عنسسه ضرر الشركسسة ول يتضرر البائع لنسسه يصسسل‬ ‫إلى حقسسسه مسسسن الثمسسسن وكان هذا مسسسن أعظسسسم العدل‬ ‫وأحسسسن الحكام المطابقسسة للعقول والفطسسر ومصسسالح‬ ‫العباد ‪ ..‬إعلم الموقعين ‪. 2/139‬‬ ‫وتثبسسست الشفعسسسة للشريسسسك فمثل ً إذا كان هنالك‬ ‫قطعسسة أرض أو عمارة يشترك فسسي ملكهسسا شخصسسان‬ ‫وملكهمسا مشاع فإذا أراد أحدهمسا بيسع حصسته فشريكسه‬ ‫أحسق بذلك مسن غيره وهذا مذهسب جمهور الفقهاء عدا‬ ‫الحنفية ‪.‬‬ ‫وأمسسا السسسادة الحنفيسسة فعندهسسم تثبسست الشفعسسة‬ ‫للشريسك وللجار الملصسق ولكسل مسن الفريقيسن أدلتسه‬ ‫وحججسه وردوده على الفريسق الخسر ‪ ،‬وقسد اختار بعسض‬ ‫أهسل العلم قول ً وسسطا ً بيسن هذيسن القوليسن السسابقين‬ ‫فقرروا أن الشفعسسسة تثبسسست للشريسسسك وللجار إذا كان‬ ‫ً‬ ‫ق مسن حقوق الرتفاق الخاصسة‬ ‫شريكا مسع جاره فسي ح ٍس‬ ‫كأن يكون طريقهمسسسسسسسسسسا واحدا ً ‪ ،‬وهذا القول اختاره‬ ‫العلمسة ابسن القيسم والمام الشوكانسي ونقسل عسن المام‬ ‫أحمد ‪.‬‬

‫‪109‬‬

‫وقسسد اسسستدل لهذا القول بحديسسث جابر أن النسسبي‬ ‫صلى الله عليه وسلم قال ‪:‬‬ ‫( الجار أحق بشفعة جاره ينتظر بها وإن كان غائبا ً إذا‬ ‫كان طريقهمسسا واحدا ً ) ‪ ،‬رواه أحمسسد وأبسسو داود وابسسن‬ ‫ماجة والترمذي وحسنه ‪.‬‬ ‫قال ابسسسن القيسسسم ‪ :‬والصسسسواب القول الوسسسسط‬ ‫الجامسسع بيسسن الدلسسسسة الذي ل يحتمسسل سسسواه وهسسو قول‬ ‫البصسريين وغيرهسم مسن فقهاء الحديسث أنسه أن كان بيسن‬ ‫ق‬ ‫الجاريسسن حق ٌس مشترك مسن حقوق الملك مسن طري ٍس‬ ‫أو ماء أو نحسو ذلك تثبست الشفعسة وأن لم يكسسن بينهمسا‬ ‫حسسق مشترك البتسسسة بسسل كان كسسل واحد ٍ منهمسسا متميزاً‬ ‫ملكه وحقوق ملكسه فل شفعة )‪،‬إعلم الموقعين ‪. 2/149‬‬ ‫وقال أيضا ً ‪ :‬والقياس الصحيح يقتضي هذا القول‬ ‫فإن الشتراك فسي حقوق الملك شقيسق الشتراك فسي‬ ‫الملك ‪ ،‬والضرر الحاصسسسسل بالشركسسسسة فيهسسسسا كالضرر‬ ‫الحاصسسل بالشركسسة فسسي الملك أو أقرب إليسسه ‪ ،‬ورفعسسه‬ ‫مصسلحة للشريسك مسن غيسر مضرة على البائع ول على‬ ‫المشتري فالمعنسى الذي وجبست لجله شفعسة الخلطسة‬ ‫فسسي الملك الموجود فسسي الخلطسسة فسسي حقوقسسه فهذا‬ ‫المذهسب أوسسط المذاهسب وأجمعهسا للدلة وأقربهسا إلى‬ ‫العدل ‪، )..‬‬ ‫إعلم الموقعين ‪. 151 - 150 /2‬‬ ‫وبناءً على مسسسا تقدم فإن الشفعسسسة تثبسسست للشريسسسك‬ ‫وتثبت للجار إذا كان بينه وبين جاره حق مشترك لهما‬ ‫وفي ذلك تحقيق الحكمة من مشروعية الشفعة وهي‬ ‫إزالة الضرر ‪.‬‬ ‫****‬

‫‪110‬‬

‫رد القرض للمقرض مع هدية‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬إنسسه اسسستقرض مبلغا ً مسسن المال مسسن‬ ‫شخسسص ولمسسا قضاه القرض أهداه هديسسة فمسسا حكسسم‬ ‫ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬القراض مسن المور الطيبسة التسي يعيسن بهسا‬ ‫المسسلم أخاه ويفسك عسسره ويفرج كربتسه وهسو داخسل‬ ‫فسسسي عمومات الدلة التسسسي تحسسسض على قضاء حاجسسسة‬ ‫المسسلم وإعانتسه كمسا ثبست فسي صسحيح مسسلم عسن أبسي‬ ‫هريرة رضسي الله عنسه قال ‪ :‬قال الرسسول صسلى الله‬ ‫عليسه وسسلم ‪ (:‬مسن نفسس على أخيسه كربسة مسن كرب‬ ‫الدنيسا نفسس الله بهسا عنسه كربسة مسن كرب يوم القيامسة‬ ‫ومسسن يسسسر على معسسسر يسسسر الله عليسسه فسسي الدنيسسا‬ ‫والخرة والله فسي عون العبسد مسا كان العبسد فسي عون‬ ‫أخيه )‪.‬‬ ‫وورد فسي الحديسث عسن ابسن مسسعود رضسسي الله عسسنسه‬ ‫أن النسبي صسلى الله عليسه وسسلم قال ‪ (:‬مسا مسن مسسلم‬ ‫يقرض مسسسلما ً قرضا ً مرتيسسن إل كان كصسسدقتها مرة )‬ ‫رواه ابسن ماجسة وقال الشيسخ اللبانسي ‪ :‬حديسث حسسن ‪.‬‬ ‫الرواء ‪. 5/226‬‬ ‫وقسسد ثبسست فسسي الحديسسث ‪ (:‬أن النسسبي صسسلى الله عليسسه‬ ‫وسلم استقرض جمل ً من أعرابي ) رواه البخاري ‪.‬‬ ‫وورد فسي الحديسث عسن عبسد الله بسن أبسي ربيعسة قال ‪(:‬‬ ‫استقرض مني النبي صلى الله عليه وسلم أربعين ألفاً‬ ‫فجاءه مال فدفعسسسه إلي وقال ‪ :‬إنمسسسا جزاء السسسسلف‬ ‫الحمسد والداء ) رواه النسسائي وابسن ماجسة وأحمسد وهسو‬ ‫حديسث حسسن كمسا قال الشيسخ اللبانسي ‪ .‬الرواء ‪، 5/224‬‬ ‫وغير ذلك من الحاديث ‪.‬‬

‫‪111‬‬

‫والصل في القرض أن يسدده المقترض كما اقترضه‬ ‫وأمسا إذا أقرض وشرط أن يزيسد عنسد السسداد فهذا مسن‬ ‫الربا المحرم ‪.‬‬ ‫وأمسا إذا اقترض وزاده عنسد الوفاء وكانست تلك الزيادة‬ ‫غير مشروطة عند العقد فمذهب جمهور الفقهاء جواز‬ ‫ذلك ‪ .‬ول تعسد تلك الزيادة مسن الربسا ومثسل ذلك الهديسة‬ ‫بعد سداد القرض كما في السؤال ‪.‬‬ ‫ويدل على جواز ذلك أحاديسث واردة عسن النسبي صسلى‬ ‫الله عليسه وسسلم وآثار عسن الصسحابة رضسي الله عنهسم‬ ‫منها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬عسن أبسي رافسع رضسي الله عنسه قال ‪ (:‬اسستلف النسبي‬ ‫صلى الله عليه وسلم بكرا ً ‪ -‬الفتي من البل ‪ -‬فجاءته‬ ‫إبل الصدقة فأمرني أن أقضي الرجل بكره ‪ ،‬فقلت ‪:‬‬ ‫إنسي لم أجسسد مسسن البسل إل جمل ً خيارا ً رباعيا ً ‪ -‬جسسملً‬ ‫كسبيرا ً له مسن العمسر سست سسنوات ‪ -‬فقال ‪ :‬أعطسه إياه‬ ‫فإن من خير الناس أحسنهم قضاء ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫‪ .2‬وعسن أبسي هريرة رضسي الله عنسه قال ‪ (:‬اسستقرض‬ ‫رسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم سسنا ً فأعطسى سسناً‬ ‫خيرا ً من سنه ‪ ،‬وقال ‪ :‬خياركم أحاسنكم قضاء ) رواه‬ ‫أحمد والترمذي وصححه ‪.‬‬ ‫‪ .3‬وفسي روايسة أخرى عسن أبسي هريرة رضسي الله عنسه‬ ‫قال ‪ (:‬كان لرجسل على النسبي صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫مسن من البل فجاء يتقاضاه ‪ ،‬فقال ‪ :‬أعطوه فطلبوا‬ ‫سسنه فلم يجدوا إل سسنا ً فوقهسا ‪ ،‬فقال ‪ :‬أعطوه ‪ .‬فقال‬ ‫‪ :‬أوفيتنسسي أوفاك الله فقال النسسبي صسسلى الله عليسسه‬ ‫وسسسسلم إن خيركسسسم أحسسسسنكم قضاء ) رواه البخاري‬ ‫ومسلم ‪.‬‬ ‫‪ .4‬وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال ‪ (:‬أتيت‬ ‫النسبي صسلى الله عليسه وسسلم وهسو فسي المسسجد ضحسى‬

‫‪112‬‬

‫فقال ‪ :‬صسسل ركعتيسسن وكان لي عليسسه ديسسن فقضانسسي‬ ‫وزادني ) رواه البخاري ‪.‬‬ ‫وفي رواية أخرى عند البخاري قال جابر ‪ (:‬فلما قدمنا‬ ‫المدينة ‪ ،‬قال الرسول صلى الله عليه وسلم يا بلل ‪:‬‬ ‫اقضه وزده فأعطاه أربعة دنانير وزاده قيراطا ً )‪.‬‬ ‫‪ .5‬وعسن مجاهسد قال ‪ (:‬اسستلف عبسد الله بسن عمسر مسن‬ ‫رجسل دراهسم ثسم قضاه دراهسم خيرا ً منسه فقال الرجسل ‪:‬‬ ‫يسسا أبسسا عبسسد الرحمسسن هذه خيسسر مسسن دراهمسسي التسسي‬ ‫أسسلفتك ‪ ،‬فقال عبسد الله بسن عمسر ‪ :‬قسد علمست ولكسن‬ ‫نفسي بذلك طيبة ) رواه مالك في الموطأ ‪.‬‬ ‫‪ .6‬وقال المام مالك رح مه الله ‪ (:‬ل بأس بأن يقبض‬ ‫مسسن أسسسلف شيئا ً مسسن الذهسسب أو الورق أو الطعام أو‬ ‫الحيوان ممسسن أسسسلفه ذلك أفضسسل ممسسا أسسسلفه إذا لم‬ ‫يكن ذلك على شرط منهما … )‪.‬‬ ‫‪ .7‬وقال القرطسبي ‪ [:‬أجمسع المسسلمون نقل ً عسن نسبيهم‬ ‫صلى الله عليه وسلم أن اشتراط الزيادة في السلف‬ ‫ربسا ولو كان قبضسة مسن علف كمسا قال ابسن مسسعود أو‬ ‫حبسسة واحدة ويجوز أن يرد أفضسسل ممسسا اسسستلف إذا لم‬ ‫يشترط ذلك عليه لن ذلك من باب المعروف استدللً‬ ‫بحديسث أبسي هريرة فسي البكسر ‪ (:‬إن خياركسم أحسسنكم‬ ‫قضاء ) رواه الئمة البخاري ومسلم ‪ .‬فأثنى صلى الله‬ ‫عليسه وسسلم على مسن أحسسن القضاء وأطلق ذلك ولم‬ ‫يقيده بصفة ‪.‬‬ ‫وبهذا يظهر لنا أن الهدية المذكورة في السؤال جائزة‬ ‫ول باس بها ول تعتبر من الربا المحرم ]‪.‬‬ ‫*****‬ ‫صرف دولرات بعضها ببعض‬

‫يقول السائل ‪ :‬الدولر المريكي من الفئة الكبيرة هي‬ ‫المتداولة بيسسن جمهور الناس فسسي منطقتنسسا أمسسا الفئة‬

‫‪113‬‬

‫الصسغيرة فهسي غيسر متداولة ولكسن البنوك تأخسذ ثلثسة‬ ‫باللف عمولة على تبديلهسسسا وتقول ‪ :‬إنهسسسا أجرة نقسسسل‬ ‫للبنوك أمسا عامسة الصسرافين فيأخذونهسا بسسعر أقسل مسن‬ ‫ذلك أيضا ً فهسل يجوز تبديسل الفئة الصسغيرة بفئة كسبيرة‬ ‫مسن البنوك وذلك بدفسع ثلثسة باللف أم أن تبدل بعملة‬ ‫أخرى بسسسعر أقسسل مسن السسسعر الحقيقسسي علما ً بأنهسا ل‬ ‫تسسسساوي قيمتهسسسا أي الفئة الصسسسغيرة إل فسسسي الوليات‬ ‫المتحدة المريكية ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل يجوز شرعا ً بيع الفئة الصغيرة من الدولر‬ ‫المريكسي بفئة كسبيرة مسن العملت الورقيسة ‪ -‬النقود ‪-‬‬ ‫تقوم مقام الذهسسب والفضسسة وبالتالي فإن الربسسا يجري‬ ‫فيهسسا كمسسا يجري فسسي الذهسسب والفضسسة فتأخسسذ النقود‬ ‫الورقيسة أحكام الذهسب والفضسة وبناء عليسه ل يجوز بيسع‬ ‫الجنسس الواحسد منهسا بعضسه ببعسض متفاضل ً سسواء كان‬ ‫ذلك نسسيئة أو يدا ً بيسد لقول الرسسول صسلى الله عليسه‬ ‫وسسلم ‪ (:‬الذهسب بالذهسب والفضسة بالفضسة والبر بالبر‬ ‫والشعيسسر بالشعيسسر والتمسسر بالتمسسر والملح بالملح مثلً‬ ‫بمثسل سسواء بسسواء يدا ً بيسد فإذا اختلفست هذه الصسناف‬ ‫فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا ً بيد ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وأرى أن يقوم الصسسراف بتبديسسل الفئات الصسسغيرة مسسن‬ ‫الدولر بعملة أخرى بسسعر أقسل مسن السسعر الذي تبدل‬ ‫بسه الفئات الكسبيرة مسن الدولر فهذه الصسورة جائزة ول‬ ‫بأس بها ‪.‬‬ ‫صرف العملة مع تأجيل القبض‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬طلب شخسسص مسسن صسسراف أن يسسبيعه‬ ‫مبلغا ً من الدولات على أن يسدد قيمتها بالشيكل بعد‬ ‫شهر فما حكم ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن بيسسسسع عملة بعملة أخرى يسسسسسمى عنسسسسد‬ ‫الفقهاء عقد الصرف وقد اتفق أهل العلم على أن من‬

‫‪114‬‬

‫شروط عقد الصرف تقابض البدلين من الجانبين في‬ ‫المجلس قبل اقترافهما ‪.‬‬ ‫قال ابسن المنذر ‪ [:‬أجمسع كسل مسن نحفسظ عنسه مسن أهسل‬ ‫العلم أن المتصسسارفين إذا افترقسسا قبسسل أن يتقابضسسا أن‬ ‫الصرف فاسد ]‪.‬‬ ‫فلذلك يشترط فسسي عمليسسة بيسسع عملة بأخرى أن يتسسم‬ ‫تبادل العملتيسسن فسسي المجلس ول يجوز تأجيسسل قبسسض‬ ‫إحداهمسا وإن حصسل التأجيسل فالعقسد باطسل ويدل على‬ ‫ذلك حديسث الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم ‪ (:‬الذهسب‬ ‫بالذهسب مثل ً بمثسل يدا ً بيسد والفضسة بالفضسة مثل ُ بمثسل‬ ‫يدا ً بيد ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وبمسا أن العملت الورقيسة تقوم مقام الذهسب والفضسة‬ ‫كمسا قال كثيسر مسن علماء العصسر فأنسه يشترط فسي بيسع‬ ‫هذه العملت بغيرهسسا مسسن العملت التقابسسض ول يجوز‬ ‫التأجيل وبناء على ما تقدم ل يجوز للسائل أن يشتري‬ ‫دولرات بشيكلت مؤجلة الدفع ‪.‬‬ ‫*****‬

‫شراء الذهب بأقساط إلى أجل مسمى‬

‫تقول السسسائلة ‪ :‬اشتريسست أسسساور ذهبيسسة مسسن الصسسائغ‬ ‫واتفقت معه على تسديد الثمن على أقساط فما حكم‬ ‫ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن بيسع السساور الذهبيسة وتسسديد ثمنهسا فيمسا‬ ‫بعسد على أقسساط غيسر جائز شرعا ً بسل هسو محرم لنسه‬ ‫من الر با المحرم بالنص ول بد في هذا البيسع أن يكون‬ ‫دفسسع الثمسسن فورا ً وفسسي مجلس العقسسد أي ل بسسد مسسن‬

‫‪115‬‬

‫التقابض من العاقدين البائع والمشتري فل يصح تأجيل‬ ‫أحد البدلين ‪.‬‬ ‫فمثل ً إذا قلت للصائغ ‪ :‬بعني أساور ذهبية ‪ .‬فقال ‪ :‬ل‬ ‫يوجسد لدي الن سسآتيك بهسا فسي السسبوع القادم وقبسض‬ ‫منك ثمنها عند التعاقد فهذا أيضا ً بيع باطل ويدل على‬ ‫ذلك ما ورد في الحديث عن عبادة بن الصامت رضي‬ ‫الله عنسسه أن الرسسسول صسسلى الله عليسسه وسسسلم قال ‪(:‬‬ ‫الذهسب بالذهسب والفضسة بالفضسة والبر بالبر والشعيسر‬ ‫بالشعيسر والتمسر بالتمسر والملح بالملح مثل ً بمثسل سسواءً‬ ‫بسسواء يدا ً بيسد فإذا اختلفست هذه الصسناف فسبيعوا كيسف‬ ‫شئتم إذا كان يدا ً بيد ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وقسسسد قرر الفقهاء المعاصسسسرون أن الوراق النقديسسسة‬ ‫المعمول بهسسا الن تقوم مقام الذهسسب والفضسسة فسسي‬ ‫التعامسسسسسل بيعا ً وشراءً وبهسسسسسا تقدر الثروات وتدفسسسسسع‬ ‫الرواتسب ‪ ،‬ولذا تأخسذ أحكام الذهسب والفضسة ول سسيما‬ ‫وجوب التناجسسسز فسسسي مبادلة بعضهسسسا ببعسسسض وتحريسسسم‬ ‫التأجيسسسل فيهسسسا فلذلك ل يجوز بيسسسع الذهسسسب بالعملت‬ ‫الورقيسسة ول شراء الذهسسب بالعملت الورقيسسة ول شراء‬ ‫الذهسسب بهسسا إل إذا كان يدا ً بيسسد وإذا كان هنالك تأجيسسل‬ ‫لحد البدلين فإن ذلك حرام شرعا ً لنه باب من أبواب‬ ‫الربا ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫الكفالة في قرض بروي‬

‫يقول السسائل ‪ :‬مسا حكسم أن يكفسل شخصسا ً كفالة ماليسة‬ ‫من أجل سداد قرض ربوي ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن السسسلم إذا حرم شيئا ً سسسد كسسل الطرق‬ ‫الموصسسسلة إليسسسه والميسسسسرة له ‪ ،‬فالربسسسا مسسسن أشسسسد‬ ‫المحرمات وبالتالي حرم السسسلم كسسل مسسا يؤدي له أو‬ ‫يسسساعد فيسسه ومسسن هذا الباب يحرم على الشخسسص أن‬

‫‪116‬‬

‫يكفسسل مسسن اقترض قرضا ً ربويا ً ويحرم عليسسه أيضا ً أن‬ ‫يشهسد على ذلك ويحرم عليسه أن يكتسب معاملة ربويسة ‪،‬‬ ‫وقسد ثبست فسي الحديسث عسن ابسن مسسعود ‪ (:‬أن النسبي‬ ‫صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا ومؤكله وشاهديه‬ ‫وكاتبسسه ) رواه أصسسحاب السسسنن وهسسو حديسسث صسسحيح‬ ‫وأصله في الصحيحين‪ .‬وآكل الربا هو من يأخذ المال‬ ‫بالربسسا ومؤكسسل الربسسا هسسو دافعسسه ومطعمسسه غيره وهذا‬ ‫الحديسث يدل دللة صسريحة على تحريسم الربسا ومسا لحسق‬ ‫به من حيث الشهود والكاتب والكفيل أشد من ذلك ‪.‬‬ ‫*****‬

‫شركة البدان‬

‫يقول السسائل ‪ :‬مسا حكسم اشتراك شخصسين فسي القيام‬ ‫بالعمال للناس ويكون مسا يكسسبانه مسن الدخسل بينهمسا‬ ‫حسب ما يتفقان ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن الشركسسة المشار إليهسسا تسسسمى شركسسة‬ ‫البدان عند الفقهاء ويسميها بعضهم شركة العمال أو‬ ‫شركسة الصسنائع وهذه الشركسة تعتمسد على عمسل وجهسد‬ ‫الشركاء ول تعتمسسسد على رأس المال مثسسسل الخياطسسسة‬ ‫والبناء ومسسسا يتعلق بسسسه كالقصسسسارة والبلط وتركيسسسب‬ ‫الدوات الصسحية ونحسو ذلك وهذه الشركسة جائزة كمسا‬ ‫هسسسو مذهسسسب جمهور الفقهاء واحتجوا بمسسسا ورد فسسسي‬ ‫الحديسث عسن عبسد الله بسن مسسعود قال ‪ (:‬اشتركست أنسا‬ ‫وعمار وسسسعد فيمسسا نصسسيب يوم بدر قال ‪ :‬فجاء سسسعد‬

‫‪117‬‬

‫بأسسيرين ولم أجيسء أنسا وعمار بشيسء ) رواه ابسو داود‬ ‫والنسائي وابن ماجة ورجاله ثقات إل أنه منقطع ‪.‬‬ ‫وهذا الحديسسسث يدل على جواز شركسسسة البدان ‪ ،‬وقسسسد‬ ‫تعامسسسل الناس بهذا النوع مسسسن الشركسسسة فسسسي سسسسائر‬ ‫المصسار من غيسر إنكار من أحد عليهسم وشركسة البدان‬ ‫تشتمسل على الوكالة ‪ ،‬والوكالة جائزة والمشتمسل على‬ ‫الجائز جائز كمسا أن المضاربسة تنعقسد على العمسل فجاز‬ ‫أن تنعقسسد عليسسه شركسسة البدان قياسسسا ً عليهسسا كمسسا قال‬ ‫الحنفية ‪.‬‬ ‫وشركة البدان ضرورة ل بد منها ولو قلنا بمنعها لدى‬ ‫ذلك إلى تعطيسل كثيسر مسن العمال التسي تعارف الناس‬ ‫عليها ولفاتت كثير من المصالح ‪ .‬الشركات ‪. 41-2/37‬‬ ‫ول بسد لصسحة هذه الشركسة مسن معرفسة نصسيب كسل مسن‬ ‫الشركاء كأن يكون لكسسل منهمسسا النصسسف مثل ً ول يجوز‬ ‫أن يكون نصسسسسسسيب الشركاء مبلغا ً محدودا ً كأن‪ ،‬يكون‬ ‫لحدهما مئة دينار في الشهر مثل ً ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫القتطاع من أجر العامل‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬إنسسه يقوم بإحضار عمال للعمسسل لدى‬ ‫أصسحاب المصسانع ويتفسق مسع أصسحاب العمسل على أن‬ ‫أجرة العامسسل عشرون دينارا ً ويتفسسق مسسع العامسسل أن‬ ‫أجرة العمسل خمسسة عشسر دينارا ً ويأخسذ خمسسة دنانيسر‬ ‫عن كل عامل ‪ ،‬فما الحكم في ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل يجوز لهذا الشخسسص أن يأخسسذ الخمسسسة‬ ‫دنانيسسر وهسسي الفرق بيسسن مسسا اتفسسق عليسسه مسسع أصسسحاب‬ ‫العمسل ومسا اتفسق عليسه مسع العامسل وإن هذا يعتسبر أكلً‬ ‫لموال الناس بالباطسسل وخاصسسة انسسه ل يوجسسد أي جهسسد‬ ‫لهذا الشخسص فسي عمسل العامسل والله سسبحانه وتعالى‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل )‪.‬‬ ‫م بَيْنَك ُ ْ‬ ‫موالَك ُ ْ‬ ‫م بِالْبَاط ِ ِ‬ ‫يقول ‪َ (:‬ل تَأكُلُوا أ ْ َ‬

‫‪118‬‬

‫وهذا الرجسل اسستغل العمال اسستغلل ً بشعا ً فأخسذ ثمرة‬ ‫جهدهسسم وتعبهسسم وهسسو لم يخسسسر شيئا ً وقسسد جاء فسسي‬ ‫الحديسسث عسسن أبسسي هريرة عسسن النسسبي صسسلى الله عليسسه‬ ‫وسلم ‪ (:‬قال الله تعالى ثلثة أنا خصمهم يوم القيامة‬ ‫رجسل أعطسى بسي ثسم غدر ورجسل باع حرا ً فأكسل ثمنسه‬ ‫ورجسل اسستأجر أجيرا ً فاسستوفى منسه ولم يعطسه أجره )‬ ‫رواه البخاري ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫ديون الب بعد وفاته‬

‫يقول السسائل ‪ :‬إن والده قسد توفسي وكانست عليسه ديون‬ ‫كثيرة ولم يترك مال ً لقضائهسسا فهسسل يجسسب على أولده‬ ‫قضاء ديونه ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬يجب أن يعلم أنه إذا مات الميت وترك مالً‬ ‫فالواجسسب على ورثتسسه أول ً أن يقوموا بتجهيسسز الميسست‬ ‫وتكفينسه ومسا يتعلق بذلك مسن تركتسه ‪ ،‬وبعسد ذلك يجسب‬ ‫قضاء ديونه باتفاق الفقهاء وبعد ذلك تنفذ وصاياه من‬ ‫ثلث المال الباقي بعد تجهيزه وبعد سداد الديون ‪.‬‬ ‫وينبغسسسي أن يعلم أن قضاء الديسسسن مقدم على تنفيسسسذ‬ ‫وصايا الميت وإن كانت الوصية مقدمة على الدين في‬ ‫صي‬ ‫صيَّةٍ يُو ِ‬ ‫ن بَعْد ِ و َ ِ‬ ‫آية المواريث ‪ ،‬يقول الله تعالى ‪ِ (:‬‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫ن )‪.‬‬ ‫بِهَا أوْ دَي ْ ٍ‬

‫وبعسسد ذلك يوزع الباقسسي على الورثسسة حسسسب التقسسسيم‬ ‫الشرعسسي لذلك ‪ ،‬وأمسسا بالنسسسبة لديون الميسست فمنهسسا‬ ‫ديون الله عسسسز وجسسسل مثسسسل الزكاة والكفارات والنذور‬ ‫وأرجح القوال فيها أن تقضى عن الميت إن ترك مالً‬ ‫سسسسواء أوصسسسى بقضائهسسسا أم لم يوص ويدل على ذلك‬ ‫قوله عليسسه الصسسلة والسسسلم ‪ (:‬اقضوا الله فالله أحسسق‬ ‫بالوفاء ) رواه البخاري ‪.‬‬

‫‪119‬‬

‫وأمسا ديون العباد فيجسب أن تقضسى مسن مال الميست إن‬ ‫ترك مال ً كما ذكرت وأما إذا لم يترك مال ً وعليه ديون‬ ‫فيسسستحب للورثسسة أن يبادروا إلى سسسداد الديون على‬ ‫الميت إبراء لذمته ويدل على ذلك قول الرسول صلى‬ ‫الله عليسه وسسلم ‪ (:‬نفسس المؤمسن معلقسة بدينسه حتسى‬ ‫يقضسى عنسه ) رواه أحمسد وابسن ماجسة والترمذي وقال ‪:‬‬ ‫حديسسث حسسسن ول يجسسب على الورثسسة أن يقضوا ديون‬ ‫الميست إن لم يترك وفاء لدينسه وفسي هذه الحالة يكون‬ ‫قضاء الديسن على ولي أمسر المسسلمين ويدل على ذلك‬ ‫ما رواه المام البخاري في صحيحه أن الرسول صلى‬ ‫الله عليسسسه وسسسسلم قال ‪ (:‬أنسسسا أولى بالمؤمنيسسسن مسسسن‬ ‫أنفسسهم فمسن مات وعليسه ديسن ولم يترك وفاء فعلينسا‬ ‫قضاءه ومن ترك مال ً فلورثته )‪.‬‬ ‫وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه ‪ (:‬أن‬ ‫رسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم كان يؤتسى بالرجسل‬ ‫المتوفى ‪ ،‬عليه الدين فيسأل ‪ :‬هل ترك لدينه فضل ً ؟‬ ‫فإن حدث أنسسسسسه ترك لدينسسسسسه وفاء صسسسسسلّى وإل قال‬ ‫للمسسلمين ‪ :‬صسلوا على صساحبكم فلمسا فتسح الله عليسه‬ ‫الفتوح قال ‪ :‬أنسسا أولى بالمؤمنيسسن مسسن أنفسسسهم فمسسن‬ ‫توفي من المؤمنين فترك دينا ً فعلي قضاءه ومن ترك‬ ‫مال ً فلورثته ) رواه البخاري ‪.‬‬ ‫وبهذا يظهر لنا أنه ل يجب على البن قضاء الدين عن‬ ‫أبيسسه ولكسسن يسسستحب له ذلك إبراء لذمسسة والده ووفاء‬ ‫لوالده وبرا ً به ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫الميراث النتقالي‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬مسسا هسسو الحكسسم الشرعسسي فسسي توزيسسع‬ ‫الميراث حسسسسب النظام المسسسسمى فسسسي المحاكسسسم‬ ‫الشرعيسسة بالنتقالي والذي يتضمسسن مسسساواة النثسسى‬

‫‪120‬‬

‫للذكسر فسي الراضسي الميريسة ؟ وهسل يتعارض ذلك مسع‬ ‫الشريعة السلمية ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن الرض الميريسة هسي التسي تعود ملكيتهسا‬ ‫لبيسست مال المسسسلمين وهذه الراضسسي لم تقسسسم على‬ ‫الفاتحيسسسن المسسسسلمين وبقيسسست رقبتهسسسا ملكا ً للدولة‬ ‫السسلمية وأعطيست منفعتهسا لمسن يقيمون عليهسا وأصسل‬ ‫ذلك يعود إلى عهسسد عمسسر بسسن الخطاب عندمسسا فتسسح‬ ‫العراق ولم يقسسم الراضسي المفتوحسة على المقاتيلن‬ ‫وإنمسسا أبقسسى رقبتهسسا ملكا ً لبيسست مال المسسسلمين وملك‬ ‫القائميسن عليهسا منفعتهسا على أن يؤدوا نصسيبا ً مفروضاً‬ ‫لبيسسست مال المسسسسلمين فالذي يملك التصسسسرف فسسسي‬ ‫الراضسسي الميريسسة هسسو الحاكسسم المسسسلم والراضسسي‬ ‫الميريسة ل يجري فيهسا الميراث الشرعسي لنسه إذا مات‬ ‫مسن بيده الرض فهسو فسي الحقيقسة غيسر مالك لهسا وإنمسا‬ ‫يملك حسق المنفعسة فقسط فإذا مات انتقسل حسق المنفعسة‬ ‫لورثتسسه ول يجري فيهسسا الميراث فل تعتسسبر مسسن ضمسسن‬ ‫تركسسة المتوفسسى ول تقضسسى ديونسسه ول تقسسسم قسسسمة‬ ‫المواريث بل تنتقل بحسب ما يرى السلطان ‪.‬‬ ‫وقسسد قامسست الحكومسسة العثمانيسسة بسسسن قانون النتقال‬ ‫بالراضسسي الميريسسة منسسذ عهسسد السسسلطان سسسليمان‬ ‫القانونسي وقسد جرى عليسه تعديلت كثيرة وأصسل أحكام‬ ‫هذا القانون مسستندة لحكام الشريعسة السسلمية ومسن‬ ‫التعديلت التسسسي أدخلت على هذا القانون فسسسي عهسسسد‬ ‫السسسلطان عبسسد المجيسسد تسسساوي الذكور والناث فسسي‬ ‫أحكام قانون انتقال الراضي ‪.‬‬ ‫وقضيسسة تسسساوي الذكسسر والنثسسى فسسي هذا القانون ل‬ ‫تتعارض مسع تفاوت نصسيب الذكسر والنثسى فسي الميراث‬ ‫الشرعسي وذلك لن مالك الراضسي الميريسة هسو بيست‬ ‫مال المسسسلمين والذي يحسسق له التصسسرف فيهسسا هسسو‬

‫‪121‬‬

‫الحاكسم المسسلم ويجوز للحاكسم أن يملك المنفعسة فسي‬ ‫الراضي الميرية بالتساوي بين الذكر والنثى ول مانع‬ ‫يمنسسع ذلك فسسي الشريعسسة السسسلمية لن للمام وليسسة‬ ‫عامسسة على المسسسلمين وله أن يتصسسرف فسسي مصسسالح‬ ‫المسسلمين ويضاف إلى مسا قلت أن الراضسي الميريسة‬ ‫كما ل يجري فيها الرث الشرعي ل يجري فيها الوقف‬ ‫ول الرهسسسن ول البيسسسع ول الهبسسسة ول الشفعسسسة وقانون‬ ‫النتقال بالراضي الميرية استمر العمل به في بلدنا‬ ‫حتسسى ‪ 16/4/1991‬ثسسم أوقسسف العمسسل بسسه نظرا ً للظروف‬ ‫الخاصسسة التسسي تمسسر بهسسا البلد ومسسن اراد التوسسسع فسسي‬ ‫معرفسة أحكام النتقال بالراضسي الميريسة فليرجسع إلى‬ ‫كتاب الفريدة فسسي حسسساب الفريضسسة للشيسسخ محمسسد‬ ‫نسيب البيطار رحمه الله ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫أنت ومالك لبيك‬

‫يقول السسسسائل ‪ :‬هسسسل يجوز للب أن يتملك مال ولده‬ ‫ويأخذه له اعتمادا ً على قول الرسسول صسلى الله عليسه‬ ‫وسلم ‪ (:‬أنت ومالك لبيك ) ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬لقد اتفق الفقهاء على أنه يجب على الولد‬ ‫الموسسسر أن ينفسسق على والده الفقيسسر المحتاج وإن لم‬ ‫يفعل فهو آثم عند الله سبحانه وتعالى ‪.‬‬ ‫ويجوز للب أن يأكسسل مسسن مال ولده ويأخسسذ منسسه قدر‬ ‫حاجتسه مسا لم يكسن فسي ذلك سسرف أو سسفه فقسد ورد‬ ‫فسسي الحديسسث عسسن عائشسسة قالت ‪ ( :‬قال رسسسول الله‬ ‫صسسلى الله عليسسه وسسسلم ‪ (:‬إن أطيسسب مسسا أكلتسسم مسسن‬ ‫كسسسبكم وإن أولدكسسم مسسن كسسسبكم ) رواه أصسسحاب‬ ‫السسنن الربعسة وأحمسد وابسن حبان والحاكسم وهسو حديسث‬ ‫حسسن صسحيح كمسا قال الترمذي وفسي روايسة لحمسد ‪(:‬‬

‫‪122‬‬

‫ولد الرجل من أطيب كسبه فكلوا من أموالهم هنيئا ً )‬ ‫ورواه الحاكم وصححه ‪.‬‬ ‫وينبغسي للبسن أن يبذل ماله لبيسه ول يمنعسه منسه وليسس‬ ‫معنسسى ذلك أن الب يملك مال البسسن مسسن غيسسر طيسسب‬ ‫نفس من ابنه وأما الحديث المذكور وهو قوله ‪ (:‬أنت‬ ‫ومالك لبيسسسك ) فهسسسو جزء مسسسن حديسسسث ورد بروايات‬ ‫مختلفسة منهسا عسن جابر بسن عبسد الله أن رجل ً قال ‪ (:‬يسا‬ ‫رسسسسول الله إن لي مال ً وولدا ً وإن أبسسسي يجتاح مالي ‪.‬‬ ‫فقال عليسه الصسلة والسسلم ‪ :‬أنست ومالك لبيسك ) رواه‬ ‫ابسن ماجسة والطحاوي والطسبراني وهسو حديسث صسحيح‬ ‫كمسسا قال الشيسسخ اللبانسسي وقسسد ورد هذا الحديسسث مسسن‬ ‫طرق كيثرة تكلم عليهسا اللبانسي بالتفصسيل فسي كتابسه‬ ‫إرواء الغليل ‪. 330-3/323‬‬ ‫ولم يأخسذ أكثسر الفقهاء بظاهسر الحديسث قال ابسن حبان‬ ‫في صحيحه ‪ :‬تسحست عسنسوان " ذكر خبر أوهم من لم‬ ‫يحكسم صسناعة العلم أن مال البسن يكون للب … " ثسم‬ ‫ذكسر الحديسث وعقسب عليسه بقوله ‪ [:‬ومعناه أنسه صسلى‬ ‫الله عليسه وسسلم زجسر عسن معاملتسه أباه بمسا يعامسل بسه‬ ‫الجنبي وأمره ببره والرفق به في القول والفعل معاً‬ ‫إلى أن يصسل إليسه ماله فقال له ‪ (:‬أنست ومالك لبيسك )‬ ‫ل أن مال البسن يملكسه الب فسي حياتسه عسن غيسر طيسب‬ ‫نفس من البن له ] صحيح ابن حبان ‪. 143-2/142‬‬ ‫ويرى بعسسض أهسسل العلم أن اللم فسسي قوله صسسلى الله‬ ‫عليسه وسسلم ‪ (:‬لبيسك ) تفيسد الباحسة ل التمليسك فيباح‬ ‫للوالد أن يأخسذ مسن مال البسن حاجتسه ول تفيسد أن الب‬ ‫يملك مال البسن فإن مال البسن له وزكاتسه عليسه وهسو‬ ‫موروث عنه ‪.‬‬ ‫وقال الشيسسسسسخ علي الطنطاوي ‪ [:‬إن الحديسسسسسث قوي‬ ‫السسناد لكسن ل يؤخسذ عنسد جمهور الفقهاء على ظاهره‬

‫‪123‬‬

‫بسسسل يؤول ليوافسسسق الدلة الشرعيسسسة الخرى الثابتسسسة‬ ‫والقاعدة الشرعيسة المسستنبطة منهسا وهسسي أن المالك‬ ‫العاقسل البالغ يتصسرف بماله وليسس لحسد التصسرف بسه‬ ‫بغير إذنه … ] فتاوى الطنطاوي ص ‪. 137‬‬ ‫وأخيرا ً أذكر رواية للحديث السابق لما فيها من العظة‬ ‫والعبرة وإن كان في سندها كلم فقد روي ‪ (:‬أنه جاء‬ ‫رجسسل إلى النسسبي صسسلى الله عليسسه وسسسلم فقال ‪ :‬يسسا‬ ‫رسسول الله إن أبسي أخسذ مالي ‪ .‬فقال النسبي صسلى الله‬ ‫عليسسه وسسسلم للرجسسل ‪ :‬اذهسسب فائتنسسي بأبيسسك ‪ .‬فنزل‬ ‫جبريل عليه السلم على النبي صلى الله عليه وسلم‬ ‫فقال ‪ :‬إن الله يقرئك السسسسسسسسسسلم ويقول ‪ :‬إذا جاءك‬ ‫الشيسخ فسسله عسن شيسء قاله فسي نفسسه مسا سسمعته‬ ‫أذناه ‪ ،‬فلمسا جاء الشيسخ قال له النسبي صسلى الله عليسه‬ ‫وسسسلم ‪ :‬مسسا بال ابنسسك يشكوك أتريسسد أن تأخسسذ ماله ؟‬ ‫فقال ‪ :‬سله يا رسول الله هل أنفقه إل على عماته أو‬ ‫خالتسه أو على نفسسي ؟ فقال النسبي صسلى الله عليسه‬ ‫وسسلم ‪ :‬إيسه دعنسا مسن هذا وأخبرنسا عسن شيسء قلتسه فسي‬ ‫نفسك ما سمعته أذاك ‪ .‬فقال الشيخ ‪ :‬والله يا رسول‬ ‫الله مسا يزال الله يزيدنسا بسك يقينا ً لقسد قلت فسي نفسسي‬ ‫شيئا ً مسا سسمعته أذناي ‪ .‬فقال ‪ :‬قسل وأنسا أسسمع ‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫قلت ‪:‬‬

‫‪124‬‬

‫غذوتسسسك مولودا ً ومنتسسسك‬ ‫يافعاً‬ ‫إذا ليلة ضافتسك بالسسقم‬ ‫لم أبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسست‬ ‫كأني أنا المطروق دونك‬ ‫بالذي‬ ‫تخاف الردى نفسسسسسسسسي‬ ‫عليسسسسسسسسسسك وأنهسسسسسسسسسسا‬ ‫فلمسسسسا بلغسسسست السسسسسن‬ ‫والغايسسسسسسسسسة التسسسسسسسسسي‬ ‫جعلت جزائي غلظسسسسسسسة‬ ‫وفظاظسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة‬ ‫فليتسسسك إذ لم ترع حسسسق‬ ‫أبوتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي‬ ‫تراه معدا ً للخلف كأنسسسه‬

‫تعسل بمسا أجنسي عليسك‬ ‫وتنهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل‬ ‫لسسسسقمك إل سسسساهراً‬ ‫أتملمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل‬ ‫طرقسسست بسسسه دونسسسي‬ ‫فعيناي تهمسسسسسسسسسسسسسل‬ ‫لتعلم أن الموت وقت‬ ‫مؤجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل‬ ‫إليهسسا مدى مسسا فيسسك‬ ‫كنسسسسسسسست أؤمسسسسسسسسل‬ ‫كأنسسسك أنسسست المنعسسسم‬ ‫المتفضسسسسسسسسسسسسسسسسسسل‬ ‫فعلت كمسسسسسسسسسا الجار‬ ‫والمجرور يفعسسسسسسسسسل‬ ‫برد على أهسسسسسسسسسسسسل‬ ‫الصسسسسسواب موكسسسسسل‬

‫قسال فحسيسنئذ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلبيب‬ ‫ابنه وقال ‪ :‬أنت ومالك لبيك )‪.‬‬ ‫*****‬ ‫كسب المال من الحرام‬

‫يقول السائل ‪ :‬إنه يكتسب مال ً من حرام مع العلم أنه‬ ‫قادر على اكتسسسساب المال بطريسسسق حلل ولكسسسن مسسسا‬ ‫يكسبه من الحرام كثير وما يكسبه من الحلل قليل ؟‬ ‫فماذا يفعل ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل يجوز للمسسسلم أن يكتسسسب المال بطريسسق‬ ‫حرام قليل ً كان المال أو كثيرا ً يقول سسبحانه وتعالى ‪(:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ) وكون‬ ‫ن طَيِّبَا ِس‬ ‫منُوا كُلُوا ِ‬ ‫ما َرَزقْنَاك ُس ْ‬ ‫ت َس‬ ‫ن ءَا َ‬ ‫م ْس‬ ‫يَاأيُّهَسا ال ّذِي َس‬

‫‪125‬‬

‫المال الذي يكسسسسبه بالحلل قليل ً ومسسسا يكسسسسبه مسسسن‬ ‫الحرام أكثسسسر ليسسسس مسسسبررا ً لكتسسسساب المال بالحرام‬ ‫وليعلم السائل وغيره أن المسلم سيسأل يوم القيامة‬ ‫عسن ماله مسن أيسن اكتسسبه وفيمسا أنفقسه فقسد ورد فسي‬ ‫الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪(:‬‬ ‫ل تزول قدمسا عبسد يوم القيامسة حتسى يسسأل عسن عمره‬ ‫فيم أفناه ؟ وعن علمه فيم فعل فيه ؟ وعن ماله من‬ ‫أيسن اكتسسبه وفيسم أنفقسه ؟ وعسن جسسمه فيسم أبله )‬ ‫رواه الترمذي وقال حسن صحيح ‪ ،‬وصححه اللباني ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫الرشوة‬

‫يقول السسائل ‪ :‬هسل تعتسبر الهدايسا التسي تقدم لشخسص‬ ‫مسسوؤل عسن صسندوق المدرسسة مسن قبسل أولياء أمور‬ ‫الطلبة من باب الرشوة ؟ ويسأل فيما إذا كان حديث‬ ‫ابن اللتبية ينطبق عليه أم ل ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬أبدأ أول ً بذكسسر الحديسسث المشار إليسسه فسسي‬ ‫السسسؤال فقسسد روى المام البخاري بسسسنده عسسن أبسسي‬ ‫حميسد السساعدي رضسي الله عنسه قال ‪ (:‬اسستعمل النسبي‬ ‫صسسلى الله عليسسه وسسسلم رجل ً مسسن الزد يقال له ابسسن‬ ‫اللتبيسة على الصسدقة فلمسا قدم قال ‪ :‬هذا مالكسم وهذا‬ ‫أهدي إلي ‪ .‬فقام النسبي صسلى الله عليسه وسسلم فصسعد‬ ‫على المنسبر فحمسد الله وأثنسى عليسه ثسم قال ‪ :‬مسا بال‬ ‫العامسسل نبعثسسه فيأتسسي يقول ‪ :‬هذا لك وهذا لي ؟ فهل‬ ‫جلس فسسي بيسست أبيسسه وأمسسه فينظسسر أيهدى له أم ل ؟‬ ‫والذي نفسسسسي بيده ل يأتسسسي بشيسسسء إل جاء بسسسه يوم‬ ‫القيامسسسسة يحمله على رقبتسسسسه إن كان بعيرا ً له رغاء أو‬ ‫بقرة لها خوار أو شاة تيعر … ) ورواه مسلم وغيره ‪.‬‬ ‫وهذا الحديسسسث الصسسسحيح يدل على عدم جواز الهديسسسة‬ ‫للمسؤولين إذا كانت الهدية جاءتهم بحكم المسؤولية‬

‫‪126‬‬

‫التسي يحملونهسا وتعتسبر هذه الهديسة فسي حكسم الرشوة‬ ‫فإذا أهدى شخسص هديسة إلى موظسف فسي وظيفسة مسا‬ ‫ولم يكن بينهما تهاد قبل توليه لتلك الوظيفة فل يجوز‬ ‫أن يقبسسل الهديسسة ‪ .‬جاء فسسي المغنسسي عنسسد الكلم على‬ ‫الهديسسة للقاضسسي قال ‪ [:‬ول يقبسسل هديسسة مسسن لم يكسسن‬ ‫يهدي إليسه قبسل وليتسه وذلك لن الهديسة يقصسد بهسا فسي‬ ‫الغالب اسسستمالة قلبسسه ليعتنسسي بسسه فسسي الحكسسم فتشبسسه‬ ‫الرشوة … ] المغني ‪. 10/68‬‬ ‫وبناء على مسسا تقدم نقول للسسسائل ‪ :‬إذا جاءت الهديسسة‬ ‫مسن قبسل شخسص كان يهديسك قبسل توليسك لوظيفتسك فل‬ ‫بأس بهسسسسا وكذلك إذا لم يكسسسسن للمهدي غرض عنسسسسد‬ ‫الشخسص المهدى إليسه ‪ ،‬وأمسا إذا كانست الهديسة بسسبب‬ ‫تولي المنصسب أو الوظيفسة فل ينبغسي قبولهسا لنهسا فسي‬ ‫الظاهر هدية وفي الباطن رشوة ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫السمسرة‬

‫يقول السائل ‪ :‬شخص يعمل سائق سيارة باص ويقوم‬ ‫بنقسسل الزوار إلى أماكسسن معينسسة للزيارة ويأخذهسسم إلى‬ ‫محلت تجارية مخصوصة ليشتروا منها والسائق متفق‬ ‫مسع أصسحاب المحلت على أن يدفعوا له نسسبة معينسة‬ ‫من الربح مثل ‪ %10‬أو ‪ %20‬فهل يجوز ذلك؟‬ ‫الجواب ‪ :‬الذي يظهسسر أن ذلك جائز ول بأس بسسه فهذا‬ ‫نوع مسسن السسسمسرة المعروفسسة لدى التجار لدى التجار‬ ‫فالتاجسر يقول للسسمسار بسع لي هذه البضاعسة ولك كذا‬ ‫وكذا على حسب ما يتفقان أو يقول شخص للسمسار‬ ‫اشتسسر لي قطعسسة أرض ولك كذا وكذا على حسسسب مسسا‬ ‫يتفقان فهذه معاملة جائزة ول بأس بها إن شاء الله ‪.‬‬

‫‪127‬‬

‫*****‬ ‫التصرف في المال المكتسب بالربا‬

‫يقول السائل ‪ :‬إن له أموال ً في أحد البنوك وأن البنك‬ ‫يعطيه على ذلك فوائد فما حكم ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل شسسك أن الربسسا مسسن أعظسسم المحرمات‬ ‫والربسسسا المحرم هسسسو الذي يسسسسمى الن الفائدة وهذه‬ ‫الفائدة مال حرام وكسل مال حرام ل يجوز للمسسلم أن‬ ‫ينتفسسع بسسه انتفاعا َ شخصسسيا ً فل يجوز أن يصسسرفه على‬ ‫نفسسه ول على زوجتسه وأولده ومسن يعولهسم لنسه مال‬ ‫حرام بسل هسو مسن السسحت ومصسرف هذا المال الحرام‬ ‫وأمثاله هسو إنفاقسه على الفقراء والمحتاجيسن ومصسارف‬ ‫الخيسر كدور اليتام والمؤسسسات الجتماعيسة ونحوهسا ‪.‬‬ ‫ول يجوز ترك هذه الموال للبنوك بل تؤخذ وتنفق في‬ ‫جهات الخير والبر ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪128‬‬

‫تفصيل كيفية التصرف بالمال الربوي‬

‫كنست قسد أجبست فسي حلقسة يوم الجمعسة الماضيسة عسن‬ ‫سسؤال يتعلق بالفوائد التسي تدفعهسا البنوك وعسن كيفيسة‬ ‫التصسسسرف فيهسسسا وقلت فسسسي الجواب إن هذه الموال‬ ‫تصسسرف للفقراء والمحتاجيسسن ومصسسارف الخيسسر كدور‬ ‫اليتام والمؤسسسات الجتماعيسة ونحوهسا وكان جسسواب‬ ‫السسسسسؤال مقتضبا ً وفسسي هذه الحلقسسة أفصسسل الجواب‬ ‫لتوضيح المر بالتفصيل فأقول ‪:‬‬ ‫إن الربسسسا مسسسن أكسسسبر المحرمات وقسسسد قامسسست الدلة‬ ‫الصريحة من كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه‬ ‫وسلم على تحريمه والصل أنه يحرم على المسلم أن‬ ‫يضع أمواله في البنوك الربوية ابتداء إل عند الضرورة‬ ‫فإذا حصسسل ووضسسع أمواله فسسي البنسسك الربوي وأعطاه‬ ‫البنسسك الربوي مسسا يسسسمونه بالفائدة وهسسو الربسسا حقيقسسة‬ ‫وفعل ً فإن أمامسسه عدة احتمالت ليتصسسرف بهذا المال‬ ‫كما قرر ذلك بعض الفقهاء المعاصرين ‪:‬‬ ‫أول ً ‪ :‬أن ينفسسسق هذا المال على نفسسسسه وعياله وفسسسي‬ ‫شؤونه الخاصة ‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬أن يترك هذا المال للبنك ‪.‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬أن يأخذ هذا المال ويتلفه ليتخلص منه ‪.‬‬ ‫رابعا ً ‪ :‬أن يأخذه ويصرفه في مصارف الخير المختلفة‬ ‫للفقراء والمساكين والمؤسسات الخيرية ‪.‬‬ ‫هسسسذه هسسسي الحسسستسمسالت الربعسسة القائمسسة فسسي هذه‬ ‫المسألة ونريد أن نناقشها واحدا ً تلو الخر ‪.‬‬ ‫أمسسسا الخيار الول وهسسسو أن يأخسسسذ هذا المال الحرام ‪-‬‬ ‫الفائدة ‪ -‬من البنك وينفقه على نفسه وعياله وشؤونه‬ ‫الخاصسة فهذا أمسر محرم شرعا ً بنسص كتاب الله وسسنة‬ ‫رسسوله صسلى الله عليسه وسسلم لنسه إن أخذه وأنفقسه‬ ‫على نفسسسه وعياله يكون قسسد اسسستحل الربسسا المحرم ‪،‬‬

‫‪129‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ح َّ‬ ‫حَّر َمس الّرِب َسا ) ويقول‬ ‫ه الْبَي ْسعَ وَ َ‬ ‫يقول الله تعالى ‪ (:‬وَأ َ‬ ‫ل الل ّس ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ي ِ‬ ‫ن ءَا َ‬ ‫منُوا اتَّقُوا الل ّس َ‬ ‫ه وَذَُروا َس‬ ‫أيضاً ‪ (:‬يَاأيُّهَسا ال ّذِي َس‬ ‫م َس‬ ‫ما بَقِس َ‬

‫ن)‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫الّرِبَا إ ِ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ن كُنْت ُ ْ‬ ‫منِي َ‬

‫وأمسا الخيار الثانسي الذي مفاده أن تترك الفائدة للبنوك‬ ‫فإنه مهما اعتبره بعض الناس اقتضاء التقوى وموافقة‬ ‫حكم الشرع ومهما ترجح هذا الرأي لديهم ل يشك في‬ ‫تحريسم ذلك مسن له أدنسى معرفسة بنظام البنوك الربويسة‬ ‫وخاصسسة بنوك أوروبسسا وأميركسسا حيسسث تقوم هذه البنوك‬ ‫بتوزيسسسع تلك الموال على جمعيات معاديسسسة للسسسسلم‬ ‫والمسلمين ‪.‬‬ ‫لذلك فإن إبقاء الفوائد للبنوك الربويسسة حرام ول يجوز‬ ‫شرعا ً ‪ ،‬قال الدكتور يوسسف القرضاوي حفظسه الله ‪[:‬‬ ‫والخلصسسسة أن ترك الفوائد للبنوك وبخاصسسسة الجنسسسبي‬ ‫حرام بيقيسسن وقسسد صسسدر ذلك عسسن أكثسسر مسسن مجمسسع‬ ‫وخصسسوصا ً مؤتمسسر المصسسارف السسسلمية الثانسسي فسسي‬ ‫الكويت ) فتاوى معاصرة ‪. 2/410‬‬ ‫وذكر أحد علماء الهند المعاصرين أن تلك الفوائد التي‬ ‫كان المسسلمون يتركونهسا للبنوك السسربسوية فسي السسهند‬ ‫كانسسست تصسسسرف على بناء الكنائس وعلى إرسسسساليات‬ ‫التبشير وغير ذلك ‪ .‬راجع قضايا فقهية معاصرة ص ‪24‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وأما الخيار الثالث وهو إتلف تلك الموال فل يقول به‬ ‫عاقسل لن المال نعمسة مسن الله سسبحانه وتعالى وليسس‬ ‫بنجسسس بنفسسسه وإنمسسا يخبسسث المال إذا كسسسبه بطريسسق‬ ‫حرام فإتلفسه إهدار لنعمسة الله ‪ ،‬قال الشيسخ مصسطفى‬ ‫الزرقسا ‪ [:‬فالمال ل ذنسب له حتسى نحكسم عليسه بالعدام‬ ‫فإتلفسه إهدار لنعمسة الله وهسو عمسل أخرق والشريعسة‬ ‫السلمية حكمة كلها لن شارعها حكيم ]‪.‬‬

‫‪130‬‬

‫فإذا بطلت الخيارات الثلثسسة وبقسسي الخيار الرابسسع وهسسو‬ ‫أخذ المال من البنك وتوزيعه على الفقراء والمساكين‬ ‫وجهات الخيسر الخرى وهذا شأن كسل مال حرام يحوزه‬ ‫المسلم فيجب عليه أن يتصدق به ‪ ،‬قال حجة السلم‬ ‫الغزالي موضحا ً مسألة التصدق بالمال الحرام ما نصه‬ ‫‪ [:‬فإن قيسل ‪ :‬مسا دليسل جواز التصسدق بمسا هسو حرام‬ ‫وكيف يتصدق بما ل يملك ؟ وقد ذهب جماعة إلى أن‬ ‫ذلك غيسر جائز لنسه حرام وحكسى عسن الفضيسل أنسه وقسع‬ ‫فسسي يده درهمان فلمسسا علم أنهمسسا مسسن غيسسر وجههمسسا‬ ‫رماهمسا بيسن الحجارة وقال ‪ :‬ل أتصسدق إل بالطيسب ول‬ ‫أرضسسي لغيري مال ً ل أرضاه لنفسسسي ؟ فنقول ‪ :‬نعسسم‬ ‫ذلك له وجسه واحتمال وإنمسا اخترنسا خلفسه للخسبر والثسر‬ ‫والقياس ‪.‬‬ ‫أمسا الخسبر ‪ :‬فأمسر رسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫بالتصسدق بالشاة المصسلية التسي قدمست فكلمتسه بأنهسا‬ ‫حرام إذ قال صسسسلى الله عليسسسه وسسسسلم ( أطعموهسسسا‬ ‫السسسارى ) قال الحافسسظ العراقسسي فسسي تخريسسج هذا‬ ‫الحديث رواه أحمد وإسناده جيد ‪.‬‬ ‫م فِسسي أَدْن َسسى‬ ‫ولمسسا نزل قوله تعالى ‪ (:‬الم غُلِب َسس ِ‬ ‫ت الُّرو ُسس‬ ‫َْ‬ ‫ن ) كذبه المشركون‬ ‫م ِ‬ ‫سيَغْلِبُو َ‬ ‫م َ‬ ‫ن بَعْد ِ غَلَبِه ِ ْ‬ ‫ض وَه ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫الْر ِ‬ ‫وقالوا للصسحابة ‪ :‬أل ترون مسا يقول صساحبكم يزعسم أن‬ ‫الروم سسستغلب فخاطرهسسم أبسسو بكسسر بإذن رسسسول الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم فلما حقق الله صدقه وجاء أبو‬ ‫بكسر رضسي الله عنسه بمسا قامرهسم بسه قال عليسه الصسلة‬ ‫والسسسلم ‪ (:‬هذا سسسحت فتصسسدق بسسه وفرح المؤمنون‬ ‫بنصر الله وكان قد نزل تحريم القمار بعد إذن رسول‬ ‫الله صسسلى الله عليسسه وسسسلم له فسسي المخاطرة مسسع‬ ‫الكفار ‪.‬‬

‫‪131‬‬

‫قال الحافسسسسظ العراقسسسسي ‪ :‬حديسسسسث مخاطرة ابسسسسي‬ ‫المشركيسن بإذنسه صسلى الله عليسه وسسلم لمسا نزل قوله‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫تعالى ‪ (: :‬الم غُلِب َ ِ‬ ‫ن بَعْدِ‬ ‫م ِ‬ ‫ت الُّرو ُ‬ ‫ض وَه ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ف ِي أدْن َى الْر ِ‬ ‫ن ) وفيه فقال صلى الله عليه وسام ‪(:‬‬ ‫سيَغْلِبُو َ‬ ‫م َ‬ ‫غَلَبِهِس ْ‬ ‫هذا سسحت فتصسدق بسه ) أخرجسه البيهقسي فسي دلئل‬ ‫النبوة مسن حديسث ابسن عباس وليسس فيسه إن ذلك كان‬ ‫بإذنسه صسلى الله عليسه وسسلم والحديسث عنسد الترمذي‬ ‫وحسنه والحاكم وصححه دون قوله أيضا ً ‪ (:‬هذا سحت‬ ‫فتصدق به )‪.‬‬ ‫وأمسسا الثسسر فإن ابسسن مسسسعود رضسسي الله عنسسه اشترى‬ ‫جاريسة فلم يظفسر بمالكهسا لينقده الثمسن فسسطسلسبه كثيراً‬ ‫فلم يجده فتصسسدق بالثمسسن وقال ‪ :‬اللهسسم هذا عنسسه إن‬ ‫رضي وإل فالجر لي ‪.‬‬ ‫وسئل الحسن رضي الله عنه عن توبة الغال‪-‬من يأخذ‬ ‫مسن مال الغنيمسة قبسل أن يقسسم‪-‬ومسا يؤخسذ منسه بعسد‬ ‫تفرق الجيش فقال ‪ :‬يتصدق به ‪.‬‬ ‫وروي أن رجل ً سسسوّلت له نفسسسه فغ ّ‬ ‫ل مائة دينار مسسن‬ ‫الغنيمسة ثسم أتسى أميره ليردهسا عليسه فأبسى أن يقبضهسا‬ ‫وقال له ‪ :‬تفرق الناس ‪ .‬فأتى معاوية فأبى أن يقبضها‬ ‫‪ .‬فأتى بعض الن ّساك فقال ‪ :‬ادفع خمسها إلى معاوية‬ ‫وتصسسدّق بمسسا يبقسسى فبلغ معاويسسة قوله فتلهسسف إذ لم‬ ‫يخطسر له ذلك ‪ .‬وقسد ذهسب أحمسد بسن حنبسل والحارث‬ ‫المحاسبي وجماعة من الورعين إلى ذلك ‪.‬‬ ‫وأمسسا القياس ‪ :‬فهسسو أن يقال أن هذا المال مردد بيسسن‬ ‫أن يضيسع وبيسن أن يصسرف إلى خيسر إذ قسد وقسع اليأس‬ ‫مسن مالكسه وبالضرورة يعلم أن صسرفه إلى خيسر أولى‬ ‫مسن إلقائه فسي البحسر فإنسا إن رميناه فسي البحسر فقسد‬ ‫فوتناه على أنفسسسسنا وعلى المالك ولم تحصسسسل منسسسه‬ ‫فائدة وإذا رميناه فسسي يسسد فقيسسر يدعسسو لمالكسسه حصسسل‬

‫‪132‬‬

‫للمالك بركة دعائه وحصل للفقير سد حاجته وحصول‬ ‫الجسسر للمالك بغيسسر اختياره فسسي التصسسدق ل ينبغسسي أن‬ ‫ينكسسر فإن فسسي الخسسبر الصسسحيح ‪ (:‬إن للزارع والغارس‬ ‫أجرا ً فسسي كسسل مسسا يصسسيبه الناس مسسن ثماره وزروعسسه )‬ ‫رواه البخاري ‪.‬‬ ‫وأمسسسا قول القائل ‪ :‬ل نتصسسسدق إل بالطيسسسب فذلك إذا‬ ‫طلبنسسا الجسسر لنفسسسنا ونحسسن الن نطلب الخلص مسسن‬ ‫المظلمسة ل الجسر وترددنسا بيسن التضييسع وبيسن التصسدق‬ ‫ورجحنا جانب التصدق على جانب التضييع ‪.‬‬ ‫وقول القائل‪ :‬ل نرضى لغيرنا ما ل نرضاه لنفسنا فهو‬ ‫كذلك ولكنسه علينسا حرام لسستغنائنا عنسه وللفقيسر حلل‬ ‫إذا حلّه دليسسل الشرع وإذا اقتضسست المصسسلحة التحليسسل‬ ‫وجب التحليل وإذا حل فقد رضينا له الحلل ‪.‬‬ ‫ونقول ‪ :‬إنسه له أن يتصسدق على نفسسه وعياله إذا كان‬ ‫فقيرا ً أمسسا عياله وأهله فل يخفسسى لن الفقسسر ل ينتفسسي‬ ‫عنهم بكونهم من عياله وأهله بل هم أولى ولو تصدق‬ ‫بسسه على فقيسسر لجاز وكذا إذا كان هسسو الفقيسسر ] فتاوى‬ ‫معاصرة ‪. 413 - 2/412‬‬ ‫وبهذا يظهسسر لنسسا أن المصسسرف الوحيسسد لهذه الموال‪-‬‬ ‫الفوائد‪ -‬هسو التصسدق بهسا وقسد قال بهذا القول عدد مسن‬ ‫الفقهاء المعاصسرين فسي مؤتمسر عقسد سسنة ‪ 1979‬وشارك‬ ‫فيسه عدد مسن العلماء المسسلمين المعاصسرين وهسو قول‬ ‫سديد وفقه حسن وبه أقول ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫أتعاب العامل‬

‫يقول السسائل ‪ :‬إنسه يملك محل ً لبيسع الخضار وأنسه شغسل‬ ‫عامل ً لديسه بأجرة شهريسة وأن العامسل ترك العمسل بعسد‬ ‫مدة وطالب بأتعاب عسن المدة التسي اشتغلهسا مسع العلم‬

‫‪133‬‬

‫أنسسه ل يوجسسد أي عقسسد بينهمسسا فهسسل يحسسق للعامسسل أن‬ ‫يطالب بأتعاب ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إذا لم يكسن هناك عقسد بيسن صساحب العمسل‬ ‫والعامل فإن المعاملة بين الثنين تكون حسب العرف‬ ‫السسائد بيسن أصسحاب العمسل والعمال فإذا جرت العادة‬ ‫بأن يعطسسسى العمال مسسسا يسسسسمى بالتعاب بعسسسد انتهاء‬ ‫عملهسسم فيسسستحق ذلك العامسسل التعاب التسسي أخذهسسا‬ ‫أمثاله ويقدر ذلك أهسل الخسبرة ‪ .‬وأمسا إذا كان العرف ل‬ ‫يعطسسي العامسسل إل أجرتسسه فقسسط ول يعطيسسه أتعابا ً فل‬ ‫يسسسستحق العامسسسل ذلك والصسسسل المعتمسسسد فسسسي هذه‬ ‫المسسسألة القواعسسد الفقهيسسة المقررة عنسسد أهسسل العمسسل‬ ‫منها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬العادة محكمة ‪.‬‬ ‫‪ .2‬المعروف عرفا ً كالمشروط شرطا ً ‪.‬‬ ‫‪ .3‬المعروف بين التجار كالمشروط بينهم ‪.‬‬ ‫ويجسسسب أن يعلم أن العادة المعتسسسبرة هنسسسا هسسسي‬ ‫العادة أو العرف الغالب المطرد فقسسسد جاء فسسسي‬ ‫القاعدة الفقهيسة " إنمسا تعتسبر العادة إذا اطردت‬ ‫أو غلبت " ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫القرعة‬

‫يقول السائل ‪ :‬نحن ثلثة شركاء في قطعة أرض قمنا‬ ‫بتقسسيمها واختلفنسا فسي تحديسد حصسة كسل منسا فعملنسا‬ ‫قرعة لتحديد الحصص فما حكم الشرع في القرعة ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن القرعسة مشروعسة فسي كتاب الله وسسنة‬ ‫نبيه وبيان ذلك كما يلي ‪:‬‬

‫‪134‬‬

‫‪ .1‬يقول الله سسسبحانه وتعالى فسسي قصسسة مريسسم عليهسسا‬ ‫َ‬ ‫حيه ِس إِلَي ْس َ‬ ‫السسلم ‪ ( :‬ذَل ِس َ‬ ‫ت‬ ‫ب نُو ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫ما كُن ْس َ‬ ‫ك وَس َ‬ ‫ن أنْبَاءِ الْغَي ْس ِ‬ ‫م ْس‬ ‫لَديه م إذ ْ يلْقُو ن أَقَْلمه َ‬ ‫م يَكْفُ ُ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َْ ِ ْ ِ ُ‬ ‫ت لَدَيْه ِ ْ‬ ‫ما كُن ْ َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ل َ‬ ‫م أيُّه ُ ْ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ن ) سورة آل عمران الية ‪.44‬‬ ‫إِذ ْ ي َ ْ‬ ‫خت َ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ص ُ‬

‫قال المام العربي المالكي في تفسيره للية السابقة‬ ‫‪ [:‬روي أن زكريسا قال ‪ :‬أنسا أحسق بهسا خالتهسا عندي ‪.‬‬ ‫وقال بنسسو إسسسرائيل ‪ :‬نحسسن أحسسق بهسسا بنسست عالمنسسا‬ ‫فاقترعوا عليهسسا بالقلم وجاء كسسل واحسسد منهسسم بقلمسسه‬ ‫واتفقوا أن يجعلوا القلم فسسسسي الماء الجاري فمسسسسن‬ ‫وقف قلمه ولم يجر في الماء فهو صاحبها ‪ ]...‬أحكام‬ ‫القرآن ‪. 1/273‬‬ ‫‪ .2‬ويقول الله عز وجل في قصة يونس عليه السلم ‪:‬‬

‫َ‬ ‫( وَإ ِ َّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‬ ‫س لَ ِ‬ ‫ش ُ‬ ‫ن إِذ ْ أب َقَ إِلَى الْفُل ْ ِ‬ ‫مْر َ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ن يُون ُ َ‬ ‫حو ِ‬ ‫سلِي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ) سسوة الصسافات اليتان‬ ‫ح ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫مد ْ َ‬ ‫م فَكَا َس‬ ‫فَس َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ساهَ َ‬ ‫ضي َس‬ ‫م َس‬

‫‪. 141–139‬‬ ‫ذكسر الطسبري ‪ [:‬أن يونسس عليسه السسلم لمسا ركسب فسي‬ ‫السسفينة أصساب أهلهسا عاصسفة مسن الريسح فقالوا هذه‬ ‫بخطيئة احدكسسم فقال يونسسس وعرف أنسسه هسسو صسساحب‬ ‫الذنسب ‪ :‬هذه خطيئتسي فألقونسي فسي البحسر وأنهسم أبوا‬ ‫عليسسه حتسسى أفاضوا بسسسهامهم ( فسسساهم فكان مسسن‬ ‫المدحضيسسن ) فقال لهسسم قسسد أخسسبرتكم أن هذا المسسر‬ ‫بذنسبي وأنهسم أبوا عليسه حتسى أفاضوا بسسهامهم الثانيسة‬ ‫فكان مسن المدحضيسن وأنهسم أبوا أن يلقوه فسي البحسر‬ ‫حتسى أعادوا بسسهامهم الثالثسة فكان مسن المدحضيسن ]‬ ‫تفسير القرطبي ‪. 15/124‬‬ ‫وقسسد اسسستدل العلماء بهاتيسسن اليتيسسن على مشروعيسسة‬ ‫القرعسة بالضافسة إلى الحاديسث التسي سسأذكرها فيمسا‬ ‫بعسد ‪ .‬قال المام البخاري فسي صسحيحه ‪ [:‬باب القرعسة‬ ‫في المشكلت وقوله عز وجل إذ يلقون أقلمهم أيهم‬

‫‪135‬‬

‫يكفسسسل مريسسسم ] وقال ابسسسن عباس ‪ [:‬اقترعوا فجرت‬ ‫القلم مسسع الجريسسة وعال قلم زكريسسا الجريسسة فكفلهسسا‬ ‫زكريا ]‪.‬‬ ‫م ) أقرع‪-‬فكان مسن المدحضيسن‪-‬‬ ‫وقوله تعالى ‪( :‬فَس َ‬ ‫ساهَ َ‬ ‫من المسهومين ) صحيح البخاري مع الفتح ‪. 6/221‬‬ ‫وقسد ثبتست القرعسة فسي شريعتنسا السسلمية بأحاديسث‬ ‫كثيرة منها ‪:‬‬ ‫أ‪ .‬عسسن أبسسي هريرة رضسسي الله عنسسسه أن رسسسول الله‬ ‫صسلى الله عليسه وسسلم قسسسال ‪ (:‬لو يعلم الناس ما فسي‬ ‫النسسداء والصسف الول ثسم لسسم يجدوا إل أن يسستهموا )‬ ‫رواه البخاري ومسلسم ‪.‬‬ ‫ب ‪ .‬وعن عائشة رضي الله عنها قالت ‪ (:‬كان رسول‬ ‫الله صسسلى الله عليسسه وسسسلم إذا أراد سسسفرا ً أقرع بيسسن‬ ‫نسسسسائه فأيهسسسن خرج سسسسهمها خرج بهسسسا معسسسه ) رواه‬ ‫البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫ج ‪ .‬وعن أبي هريرة رضي الله عنه ‪ (:‬أن النبي صلى‬ ‫الله عليسسه وسسسلم عرض على قوم اليميسسن فأسسسرعوا‬ ‫فأمسر أن يسسهم بينهسم فسي اليميسن أيهسم يحلف ) رواه‬ ‫البخاري ‪.‬‬ ‫د ‪ .‬وعن عمران بن حصين رضي الله عنه ‪ (:‬أن رجلً‬ ‫أعتسسق سسستة مملوكيسسن له عنسسد موتسسه لم يكسسن له مال‬ ‫غيرهسم فدعسا بهسم رسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫فجزأهسم ثلثا ً ثسم أقرع بينهسم فأعتسق اثنيسن وأرق أربعسة‬ ‫وقال له قول ً شديدا ً ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وقسسد أخسسذ جمهور أهسسل العلم بالقرعسسة واعتبروهسسا مسسن‬ ‫الطرق المشروعسسة لظهار الحقوق واعتبروهسسا طريقاً‬ ‫مسن طرق الحكسم فسي القضاء الشرعسي وقسد ثبست أن‬ ‫الرسول عليه الصلة والسلم قد استعملها كما سبق‬ ‫‪.‬‬

‫‪136‬‬

‫وقد بي ّن المام القرافي ضابط استعمال القرعة فقال‬ ‫‪ [:‬اعلم أنه متى تعنيت المصلحة أو الحق في جهة ل‬ ‫يجوز القراع بينسه وبيسن غيره ‪ .‬لن فسي القرعسة ضياع‬ ‫ذلك الحق المتعين أو المصلحة المتعينة ‪.‬‬ ‫ومتسسى تسسساوت الحقوق والمصسسالح فهذا هسسو موضسسع‬ ‫القرعسسة عنسسد التنازع دفعا ً للضغائن والحقاد بمسسا جرت‬ ‫به القدار وقضى بها الملك الجبار ‪ ] ...‬الفروق ‪. 4/111‬‬ ‫وما قام به الشركاء في السؤال عمل صحيح ل شيء‬ ‫فيسه لنهسم لجأوا إلى تحديسد حصسة كسل منسسهم بالقرعسة‬ ‫وهذا مسن المواضسع التسي تسستعمل فيهسا القرعسة ‪ ،‬وقسد‬ ‫أجاز الفقهاء ذلك ‪ ،‬وفسسي اسسستعمال القرعسسة تطييسسب‬ ‫للقلوب ورضا كل شريك بحصته ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪137‬‬

‫اليمان والنذور‬

‫‪138‬‬

‫حلف بالحرام على زوجته‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬إنسسه تشاجسسر مسسع زوجتسسه وحلف عليهسسا‬ ‫بالحرام أن ل تنام معسسه فسسي غرفسسة النوم لمدة شهسسر‬ ‫كامل فما حكم ذلك ‪:‬‬ ‫الجواب ‪ :‬ل يجوز للمسسسسلم أن يحرم مسسسا أحسسسل الله‬ ‫سسسبحانه وتعالى ويعتسسبر هذا مسسن التلعسسب فسسي الديسسن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫موا‬ ‫منُوا َل ت ُ َ‬ ‫حّرِ ُ‬ ‫ن ءَا َ‬ ‫لقوله سسسبحانه وتعالى ‪ (:‬يَاأيُّهَسسا ال ّذِي َسس‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ح َّ‬ ‫م وََل تَعْتَدُوا ) فالذي يحرم مسسا‬ ‫طَي ِّبَا ِسس‬ ‫ما أ َ‬ ‫ه لَك ُسس ْ‬ ‫ل الل ّسس ُ‬ ‫ت َسس‬ ‫أحل الله يكون قد اعتدى وتجاوز الحد هذا من ناحية ‪.‬‬ ‫وأمسسا مسسن الناحيسسة الخرى فمسسا قام بسسه السسسائل مسسن‬ ‫الحلف بالحرام على زوجتسه أن ل تنام معسه فسي غرفسة‬ ‫النوم لمدة شهسسر كامسسل فيعتسسبر يمينا ً وعليسسه أل يقرب‬ ‫زوجتسسه ذلك الشهسسر وإن حنسسث بيمينسسه فعليسسه كفارة‬ ‫ه‬ ‫اليميسسن ‪ ،‬وهسسي المذكورة فسسي قوله تعالى ‪( :‬فَكَفَّاَرت ُسس ُ‬

‫شرة م ساكين م ن أَو سط ما تطْعِمو ن أَهْلِيك ُ َ‬ ‫م عَ َ َ ِ َ َ ِ َ ِ ْ ْ َ ِ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫إِطْعَا ُ‬ ‫ْ‬ ‫م أوْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ثََلثَةِ أيَّام ٍس‬ ‫جد ْ فَ س ِ‬ ‫م أوْ ت َ ْ‬ ‫صيَا ُ‬ ‫ك ِس ْ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ن ل َس ْ‬ ‫حرِيُر َرقَبَةٍ فَ َ‬ ‫سوَتُهُ ْ‬ ‫م ْس‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذَل ِ َ‬ ‫م)‪.‬‬ ‫مانِك ُ ْ‬ ‫ك كَفّاَرة ُ أي ْ َ‬

‫*****‬

‫الحلف على ترك زيارة الوالد‬

‫حلفت امرأة على عدم زيارة والدها ولما مرض ذهبت‬ ‫لزيارته فماذا تصنع ؟‬

‫‪139‬‬

‫الجواب ‪ :‬هذه المرأة حلفست على أمسر مطلوب فعله‬ ‫وهسسو زيارة والدهسسا ول يجوز لهسسا أن تمتنسسع على زيارة‬ ‫والدهسا لن ذلك حرام شرعا ً فيمينهسا يميسن محرمسة ول‬ ‫يجوز لها أن تبر بيمينها فتمتنع عن زيارة والدها لقوله‬ ‫عليسه الصسلة ولسسلم ‪ (:‬ل يميسن فسي قطيعسة رحسم )‬ ‫رواه أبسو داود والبيهقسي وسسنده حسسن ‪ .‬ومسا دام أنهسا‬ ‫زارتسه فقسد فعلت مسا هسو مطلوب منهسا شرعا ً وتلزمهسا‬ ‫كفارة يميسن لقوله عليسه الصسلة والسسلم ‪ (:‬مسن حلف‬ ‫على يميسن فرأى غيرهسا خيرا ً من ها فليأت الذي هسو خيسر‬ ‫وليكفسر عسن يمينسه ) رواه مسسلم ‪ .‬وكفارة اليميسن هسي‬ ‫إطعام عشرة مسسسساكين مسسسن أوسسسسط مسسسا تطعسسسم أو‬ ‫كسسوتهم أو تحريسر رقبسة فإن لم تجسد فصسيام ثلثسة أيام‬ ‫متتابعة أو متفرقة ‪.‬‬ ‫*****‬

‫حلف على ابنه يمينا ً أن ل يذهب إلى صلة الجماعة‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬إن أباه حلف عليسسه يمينا ً أن ل يذهسسب‬ ‫إلى صلة الجماعة في المسجد فما حكم هذه اليمين‬ ‫وما موقف البن من يمين أبيه ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن أباك أخطأ في حلفه هذا ول يجب عليك‬ ‫أن تبر بيمين أبيك ول يصح للب أن يجعل يمينه حائلً‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫دون فعسسسسل الطاعات لقوله تعالى ‪ ( :‬وََل ت َ ْ‬ ‫جعَلُوا الل ّسسسس َ‬ ‫ة ِلَيمانِك ُ َ‬ ‫حوا بَي ْ َ َ‬ ‫س)‪.‬‬ ‫صل ِ ُ‬ ‫مأ ْ‬ ‫عُْر َ‬ ‫ْ‬ ‫ض ً ْ َ‬ ‫ن تَبَُّروا وَتَتَّقُوا وَت ُ ْ‬ ‫ن الن ّا ِ‬

‫وعلى أبيسك كفارة يميسن وهسي إطعام عشرة مسساكين‬ ‫أو كسسوتهم أو تحريسر رقبسة فإن لم يجسد يصسوم ثلثسة‬ ‫أيام لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ‪ (:‬من حلف‬ ‫على يميسن فرأى غيرهسا خيرا ً من ها فليأت الذي هسو خيسر‬ ‫وليكفّر عن يمينه ) حديث صحيح ‪.‬‬

‫‪140‬‬

‫وكمسا قلت ل يجسب عليسك أن تسبر بقسسم أبيسك لن إبرار‬ ‫المقسم يكون مندوبا ً إذا لم يكن في اليمن مفسدة أو‬ ‫خوف ضرر أو أمسسر مكروه فإذا لم يكسسن فسسي اليميسسن‬ ‫مثسل ذلك يندب فسي حسق المحلوف عليسه أن يسبر بقسسم‬ ‫الحالف لمسسا ثبسست فسسي الحديسسث عسسن البراء بسسن عازب‬ ‫رضسسي الله عنسسه قال ‪ ( :‬أمرنسسا رسسسول الله صسسلى الله‬ ‫عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بعيادة المريض‬ ‫واتباع الجنائز وتشميسسست العاطسسسس وإبرار المقسسسسم‬ ‫ونصسر المظلوم وإجابسة الداعسي وإفشاء السسلم ‪ ...‬إلخ‬ ‫الحديسسث ) ‪ .‬والمسسر فسسي الحديسسث على أمور مندوبسسة‬ ‫باتفاق أهسسل العلم كمسسا قرره المام الشوكانسسي ‪ ،‬وقسسد‬ ‫أقسسسم أبسسو بكسسر على النسسبي صسسلى الله عليسسه وسسسلم‬ ‫ليخسبره بتأويسل الرؤيسا فقال عليسه الصسلة والسسلم ( ل‬ ‫تقسم ) ولم يخبره كما ثبت ذلك في الصحيح ‪.‬‬ ‫حلف يمينا ً أل يزور بيت خاله ثم زاره‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬حلفسست يمينا ً على أل أزور بيسست خالي‬ ‫ثم زرته في يوم العيد وصمت ثلثة أيام كفارة يميني‬ ‫فما الحكم في ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ينبغي أن يعلم أن اليمين التي حلفتها يمين‬ ‫مكروهة لنها تضمنت المتناع عن بر خالك وزيارته ول‬ ‫يجوز للمسلم أن يجعسل اليمين حائل ً ومانعا ً من القيام‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ض ً‬ ‫ه عُْر َ‬ ‫بالخيرات ‪ ،‬قال الله تعالى ‪ ( :‬وََل ت َ ْ‬ ‫جعَلُوا الل ّسسسسسس َ‬

‫ِلَيمانِك ُس َس‬ ‫حوا بَي ْس َ َ‬ ‫س ) ‪ .‬فكسل‬ ‫مأ ْ‬ ‫صل ِ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ن تَبَُّروا وَتَتَّقُوا وَت ُس ْ‬ ‫ن الن ّا ِس‬ ‫يمين تحول بين النسان وبين فعل الخيرات مكروهة ‪.‬‬ ‫وقال الله سسسبحانه وتعالى ‪ ( :‬وَل يأْت ُ‬ ‫م‬ ‫ل ِ‬ ‫ل أولُو ال ْ َف ْ‬ ‫منْك ُسس ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫َ َ َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َس‬ ‫ْ‬ ‫وَال ّسَ‬ ‫ن‬ ‫سعَةِ أ ْ‬ ‫م َس‬ ‫مهَا ِ‬ ‫ن وَال ُ‬ ‫ن َيُؤ ْتُوا أولِي الْقُْرب َسى وَال ْ َ‬ ‫جرِي َ َس‬ ‫ساكِي َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫حوا أََل ت ُ ِ‬ ‫نس أ ْ‬ ‫حبُّو َ‬ ‫صفَ ُ‬ ‫ف ِي َ‬ ‫ن يَغْفَِر الل ّ ُ‬ ‫ل الل ّسهِ وَلْيَعْفُوا وَلْي َس ْ‬ ‫سبِي ِ‬ ‫َ‬ ‫م ) ‪ .‬سورة النور الية ‪.22‬‬ ‫ه غَفُوٌر َر ِ‬ ‫حي ٌ‬ ‫م وَالل ّ ُ‬ ‫لَك ُ ْ‬

‫‪141‬‬

‫قال ابسسن كثيسسسر رحمسسه الله ‪ [:‬يقول الله تعالى ‪ ( :‬وََل‬ ‫ْ‬ ‫ل ) مسسن الليسسة وهسسي الحلف أي ل يحلف ‪ ...‬وهذه‬ ‫يَأت َ ِ‬

‫اليسة نزلت فسي الصسديق رضسي الله عنسه حيسن حلف أن‬ ‫لينفسع مسسطح بسن أثاثسة بنافعسة أبدا ً بعسد مسا قاله فسي‬ ‫عائشسسسة مسسسا قال ‪ ............‬فلمسسسا أنزل الله براءة أم‬ ‫المؤمنيسن عائشسة وطابست النفوس المؤمنسة واسستقرت‬ ‫وتاب الله على مسن تكلم مسن المؤمنيسن فسي ذلك وأقيسم‬

‫الحسد على مسن أقيسم عليسه شرع تبارك وتعالى وله الفضسل‬ ‫والمن ّسة يعطسف الصسديق على قريبسه ونسسيبه وهسو مسسطح‬ ‫بسن أثاثسة فإنسه كان ابسن خالة الصسديق وكان مسسكينا ً ل مال‬ ‫له إل مسا ينفسسق عليسه أبسو بكسر رضسسي الله عنسه وكان مسن‬ ‫المهاجريسن فسي سسبيل الله وقسد زلق زلقسة تاب الله عليسه‬ ‫منهسا وضرب الحسد عليهسا ‪ ،‬وكان الصسديق رضسي الله عنسه‬ ‫معروفا ً بالمعروف ‪ ،‬له الفضسسسسسسسل واليادي على القارب‬ ‫والجانسسسب فلمسسسا نزلت هذه اليسسسة إلى قوله تعالى ‪ (:‬أََل‬ ‫َ‬ ‫َس‬ ‫م ‪ ) ...‬الخ اليسة ‪ ،‬فأن الجزاء مسن‬ ‫تُ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫حبُّو َس‬ ‫ه لَك ُس ْ‬ ‫ن يَغْفَِر الل ّس ُ‬ ‫جنس العمل فكما تغفر ذنب من أذنب إليك يغفر الله لك‬ ‫وكمسسا تصسسفح يصسسفح عنسسك فعنسسد ذلك قال الصسسديق ‪ :‬بلى‬ ‫والله نحب ان تغفر لنا يا ربنا ثم رجع إلى مسطح ما كان‬ ‫يصسسله مسسن النفقسسة وقال ‪ :‬والله ل أنزعهسسا منسسه ابداً‪-‬فسسي‬ ‫مقابلة مسا كان قال ‪ :‬والله ل أنفعسه بنافعسة أبداً‪-‬فلهذا كان‬ ‫الصسديق هسو الصسديق رضسي الله عنسه وعسن بنتسه ] تفسسير‬ ‫ابن كثير ‪.3/276‬‬

‫هذا مسسا يتعلق بيمينسسك أمسسا صسسيام اليام الثلثسسة فأنسست‬ ‫مشيست على رأي عامسة الناس الذيسن يظنون أن كفارة‬ ‫اليمين هي صيام ثلثة أيام وهذا من الخطاء الشائعة‬ ‫والمنتشرة بيسن الناس والصسحيح أن كفارة اليميسن هسي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه بِالل ّغْوِ فِسي‬ ‫المذكورة فسي قوله تعالى ‪َ(:‬ل يُؤ َا ِ‬ ‫م الل ّس ُ‬ ‫خذ ُك ُس ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ن يُؤ َا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ه إِطْعَا ُ‬ ‫ن فَكَفَّاَرت ُ ُ‬ ‫م اْلي ْ َ‬ ‫ما ع َ َّقدْت ُ ُ‬ ‫م بِ َ‬ ‫خذ ُك ُ ْ‬ ‫مانِك ُ ْ‬ ‫أي ْ َ‬ ‫م وَلَك ِ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عَ َ‬ ‫م أ َ ْو‬ ‫ن ِ‬ ‫س ِ‬ ‫مو َسس‬ ‫م َسس‬ ‫ن أوْسس َ‬ ‫شَرةِ َ‬ ‫ن أهْلِيك ُسس ْ‬ ‫ما تُطْعِ ُ‬ ‫ط َسس‬ ‫م ْسس‬ ‫ساكِي َ‬

‫‪142‬‬

‫ك سوته َ‬ ‫م ثََلثَةِ أَيَّام ٍس‬ ‫جد ْ فَ س ِ‬ ‫م أوْ ت َ ْ‬ ‫صيَا ُ‬ ‫م يَ ِ‬ ‫ن ل َس ْ‬ ‫حرِيُر َرقَبَةٍ فَ َ‬ ‫ِس ْ َ ُ ُ ْ‬ ‫م ْس‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذَل ِ س َ‬ ‫م كَذَل ِ س َ‬ ‫ك‬ ‫م وَا ْ‬ ‫م إِذ َا َ‬ ‫مانَك ُ س ْ‬ ‫حفَظُوا أي ْ َ‬ ‫حلَفْت ُ س ْ‬ ‫مانِك ُ س ْ‬ ‫ك كَفَّاَرة ُ أي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ن ) سسورة المائدة‬ ‫شكُُرو َس‬ ‫م ءَايَات ِسهِ لَعَل ّك ُس ْ‬ ‫ه لَك ُس ْ‬ ‫ن الل ّس ُ‬ ‫يُبَي ّ ِس ُ‬

‫الية ‪. 89‬‬ ‫فكفارة اليميسسن هسسي إمسسا إطعام عشرة مسسساكين أو‬ ‫كسسوة عشرة مسساكين أو عتسق رقبسة على التخيسر أي‬ ‫أن الحالف يختار واحدة مسسن هذه الخصسسال الثلث فإذا‬ ‫كان فقيرا ً عاجزا ً عسسسن التكفيسسسر بإحدى هذه الخصسسسال‬ ‫فإنسه يصسوم ثلثسة أيام وبناء على ذلك ل يجوز التكفيسر‬ ‫بصسيام ثلثسة أيام إذا كان الشخسص قادرا ً على مسا سسبق‬ ‫فإذا صسام ثلثسة أيام وهسو مسستطيع للطعام أو الكسسوة‬ ‫فل يعسد مكفسر عسن يمينسه وتبقسى الكفارة دينا ً فسي ذمتسه‬ ‫ول تبرأ ذمته إل إذا كف ّر بالطعام أو الكسوة واستثناء‬ ‫العتق لنه ل يوجد في زمننا هذا تحرير رقاب ‪.‬‬ ‫وأخيرا ً أنبه على جواز إخراج قيمة الطعام أو الكسوة‬ ‫نقدا ً كما هو مذهب الحنفية ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫ل كفارة في اليمين الغموس‬

‫يقول السسائل ‪ :‬حلف رجسل يمينا ً على قطعسة أرض أنهسا‬ ‫له ولم تكسن الرض له وقسد راجسع نفسسه ويريسد الن أن‬ ‫يتوب فماذا يصنع ؟‬ ‫الجواب ‪:‬إن هذه الليميسسن التسسي حلفهسسا الرجسسل يميسسن‬ ‫محرمة بل كبيرة من الكبائر والعياذ بالله فقد ورد في‬ ‫الحديسث عسن عبسد الله بسن عمرو عسن النسبي صسلى الله‬ ‫عليسسسه وسسسسلم قال ‪ ( :‬الكبائر ‪ :‬الشراك بالله وعقوق‬ ‫الوالديسسسن وقتسسسل النفسسسس واليميسسسن الغموس ) ‪ .‬رواه‬ ‫المام البخاري في صحيحه ‪ .‬قال الحافظ ابن حجر ‪[:‬‬

‫‪143‬‬

‫اليميسسن الغموس ‪ ..‬قيسسل سسسميت بذلك لنهسسا تغمسسس‬ ‫صاحبها في الثم ثم في النار ] فتح الباري ‪. 14/363‬‬ ‫وفي رواية أخرى للحديث السابق قال ‪ (:‬جاء أعرابي‬ ‫إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول الله‬ ‫مسسسا الكبائر ؟ قال ‪ :‬الشراك بالله ‪ .‬قال ‪ :‬ثسسسم ماذا ؟‬ ‫قال ‪ :‬عقوق الوالديسن ؟ قال ‪ :‬ثسم ماذا ؟ قال ‪ :‬اليميسن‬ ‫الغموس ) قلت‪-‬أي أحد رواة الحديث لعامر الشعبي‪:-‬‬ ‫[ ما اليمين الغموس ؟ قال ‪ :‬الذي يقتطع مال امرئ‬ ‫مسلم بيمين صبر هو فيها كاذب ] حديث صحيح رواه‬ ‫ابن حبان في صحيحه ‪. 12/373‬‬ ‫وروى المام البخاري عسن عبسد الله بسن مسسعود رضسي‬ ‫الله عنه قال ‪ :‬قال ر سول الله صلى الله عليه وسلم‬ ‫‪ :‬مسن حلف يميسن صسبر يقتطسع بهسا مال امرئ مسسلم‬ ‫لقسي الله وهسو غضبان ) فأنزل الله تصسديق ذلك ‪( :‬إ ِس َّ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الَّذِي نَس ي َ ْ‬ ‫من ًسا قَلِيًل ‪ ) ..‬إلى آخسر‬ ‫شتَُرو َ‬ ‫م ثَ َ‬ ‫مانِهِس ْ‬ ‫نس بِعَهْدِ الل ّسهِ وَأي ْ َ‬ ‫اليسة‪ .‬فدخسل الشعسث بسن قيسس فقال ‪ :‬مسا حدثكسم أبسو‬

‫ي أنزلت ‪،‬‬ ‫عبسد الرحمسن ؟ فقالوا ‪ :‬كذا وكذا ‪ .‬قال ‪ :‬ف ّس‬ ‫كان لي بئر فسي أرض ابسن عسم لي فأتيست رسسول الله‬ ‫صسلى الله عليسه وسسلم فقال ‪ (:‬بينتسك أو يمينسه فقلت ‪:‬‬ ‫إذا يحلف عليهسا يسا رسسول الله فقال رسسول الله صسلى‬ ‫الله عليسه وسسلم مسن حلف على يميسن صسبر هسو فيهسا‬ ‫فاجسسر يقتطسسع بهسسا مال امرئ مسسسلم لقسسي الله وهسسو‬ ‫غضبان ) صحيح البخاري مع الفتح ‪. 367 / 14‬‬ ‫وممسسا يؤسسسف له أن كثيرا ً مسسن الناس يتسسساهلون فسسي‬ ‫أمسسسر اليمان فيقدمون على الحلف متعمديسسسن للكذب‬ ‫وهسسسسم ل يعرفون عواقسسسسب تلك اليمان الكاذبسسسسة أو‬ ‫يعرفونها ومع ذلك يتلعبون في اليمان ويظنون المر‬ ‫هينا ً وهسو عنسد الله عظيسم ‪ .‬يقول الله سسبحانه وتعالى‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫منًا قَلِيًل أُولَئ ِ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ك َل‬ ‫شتَُرو َ‬ ‫‪ (:‬إ ِ ّ‬ ‫م ثَ َ‬ ‫مانِهِ ْ‬ ‫ن بِعَهْد ِ الل ّهِ وَأي ْ َ‬ ‫ن ال ّذِي َ‬

‫‪144‬‬

‫َ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫م ف ِي اْل ِ‬ ‫م يَو ْ َ‬ ‫ه وََل يَنْظُُر إِلَيْه ِ ْ‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫مه ُ ُ‬ ‫خَرةِ وََل يُكَل ِّ ُ‬ ‫خَل قَ لَه ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ب ألِي ٌمس ) سسورة آل عمران‬ ‫م عَذ َا ٌس‬ ‫م وَلَهُس ْ‬ ‫مةِ وََل يَُزكِّيهِس ْ‬ ‫الْقِيَا َ‬

‫اليسسة ‪ 77‬ففسسي هذه اليسسة عقوبات لمسسن يحلف كاذباً‬ ‫متعمدا ً ليأكل حقوق الناس وهي ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ل حظ له في الخرة ول نصيب له من رحمة الله ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ل يكلمه الله سبحانه وتعالى كلم أنس ول لطف ‪.‬‬ ‫‪.3‬يعرض الله عنسه يوم القيامسة فل ينظسر إليسه بعيسن‬ ‫الرحمة ‪.‬‬ ‫‪ .4‬ل يطهره من الوزار والذنوب ‪.‬‬ ‫‪ .5‬يعذبه عذابا ً أليما ً على ما ارتكب من المعاصي ‪.‬‬ ‫وقسد ورد فسي أحاديسث أخرى عقوبات غيسر ذلك منهسا مسا‬ ‫ورد فسي الحديسث أن النسبي صسلى الله عليسه وسسلم قال‬ ‫‪ (:‬من حلف على يمين وهو فيها فاجر يقتطع بها مال‬ ‫امرئ مسسسلم لقسسي الله وهسسو عليسسه غضبان ) رواه أبسسو‬ ‫داود وابن ماجة وهو حديث صحيح ‪.‬‬ ‫وفسسي حديسسث آخسسر قال عليسسه الصسسلة والسسسلم ‪ ( :‬ل‬ ‫يقتطع رجل حق امرئ مسلم بيمينه إل حرم الله عليه‬ ‫الجنسسة وأوجسسب له النار فقال رجسسل مسسن القوم ‪ :‬يسسا‬ ‫رسسسول الله وإن كان شيئا ً يسسسيرا ً قال عليسسه الصسسلة‬ ‫والسسلم ‪ :‬وإن كان سسواكا ً مسن أراك ) رواه ابسن ماجسة‬ ‫وهو حديث صحيح ‪.‬‬ ‫وعلى هذا الرجسل الذي حلف كاذبا ً وأراد أن يتوب الن‬ ‫أن يعيسد الرض لصسحابها وأن يندم على مسا فعسل وأن‬ ‫يكثسسسر مسسسن فعسسسل الخيرات ول يوجسسسد كفارة ليمينسسسه‬ ‫الغموس وليسس له سسوى التوبسة الصسادقة على الراجسح‬ ‫مسسسن أقوال أهسسسل العلم ويدل على ذلك مسسسا ورد فسسسي‬ ‫الحديث عن أبي هريرة أنه عليه الصلة والسلم قال‬ ‫‪ (:‬خمس ليس لهن كفارة ‪ :‬الشرك بالله وقتل النفس‬ ‫بغيسسر حسسق وبهسست مؤمسسن والفرار يوم الزحسسف ويميسسن‬

‫‪145‬‬

‫صابرة يقتطع بها مال ً بغير الحق ) رواه أحمد وإسناده‬ ‫جيد كما قال الشيخ اللباني ‪ .‬وقال ابن مسعود رضي‬ ‫الله عنسسه ‪ :‬كنسسا نعسسد الذنسسب الذي ل كفارة له اليميسسن‬ ‫الغموس أن يحلف الرجسسسسسسل على مال أخيسسسسسسه كاذباً‬ ‫ليقتطعه ‪.‬‬ ‫وقال المام القرطسسسبي معلقا ً على قوله تعالى ‪( :‬إ ِسسس َّ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ‪ ) ..‬وإلى آخر الية ‪[:‬‬ ‫شتَُرو َ‬ ‫مانِه ِ ْ‬ ‫ن بِعَهْدِ الل ّهِ وَأي ْ َ‬ ‫ال ّذِي َ‬ ‫فلم يذكسر كفارة فلو أوجبنسا عليسه كفارة لسسقط جرمسه‬ ‫ض ولم يستحق الوعيد المتوعد‬ ‫ولقي الله وهو عنه را ٍ‬ ‫عليه وكيف ل يكون ذلك وقد جمع هذا الحالف الكذب‬ ‫واسستحلل مال الغيسر والسستخفاف باليميسن بالله تعالى‬ ‫والتهاون بهسسا وتعظيسسم الدنيسسا ‪ .‬فأهان مسسا عظمسسه الله‬ ‫وعظم ما حقره الله سبحانه وتعالى وحسبك ] تفسير‬ ‫القرطبي ‪. 6/268‬‬ ‫*****‬

‫الكل من الشاة المنذورة‬

‫يقول السائل ‪ :‬نذر إنسان أن يذبح شاة فهل يجوز أن‬ ‫يأكل منها هو وأهل بيته ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن الوفاء بالنذر واجسسسب لقوله صسسسلى الله‬ ‫عليه وسلم ‪ (:‬من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر‬ ‫أن يعصيه فل يعصيه ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬

‫‪146‬‬

‫ويجب أن يعلم أن النذر حتى يعتبر نذرا ً ل بد أن يكون‬ ‫لفظا ً يجري على اللسسسان وأمسسا مجرد النيسسة بالنذر فل‬ ‫يعتسسسبر ذلك نذرا ً ويدل على ذلك قوله تعالى ‪ ( :‬فَإ ِسسس َّ‬ ‫ما‬

‫ن م ن الْب َ َ‬ ‫ما )‬ ‫شر أ َ‬ ‫ت لِلَّر ْ‬ ‫صوْ ً‬ ‫ح َ‬ ‫حدًا فَقُولِي إِن ّ ِسي نَذَْر ُس‬ ‫ن َس‬ ‫تََري ِس َّ ِ َس َ ِ‬ ‫م ِس‬

‫سورة مريم الية ‪. 26‬‬ ‫إذا ثبت هذا فنقول ‪ :‬إن من نذر شاة لله تعالى فيجب‬ ‫عليسسسه أن يفسسسي بنذره ويجسسسب أن يصسسسرفها مصسسسرف‬ ‫الصدقات فل يجوز له أن يأكل منها ول يجوز لهل بيته‬ ‫أن يأكلوا منهسا لن الشخسص وأهسل بيتسه ل يصسح صسرف‬ ‫الزكاة إليهسسم وكذلك فسسي النذر لله تعالى ل يصسسح ول‬ ‫يجوز أن يأكلوا منه ‪.‬‬ ‫وإذا أكلها هو وأهل بيته فعليه أن يذبح شاة أخرى بدلً‬ ‫منها ويوزعها على الفقراء والمحتاجين ‪.‬‬ ‫وهذا هسسسو الحكسسسم فسسسي كسسسل نذر لله تعالى إل إذا كان‬ ‫الناذر قسسد نوى أن يذبسسح الشاة ويأكسسل منهسسا هسسو وأهله‬ ‫وأقاربسسه وجيرانسسه مثل ً فإن كانسست نيتسسه كذلك فله أن‬ ‫يأكسل منهسا هسو واهله ومسن ذكسر ‪ ،‬لقول الرسسول صسلى‬ ‫الله عليسه وسسلم ‪ (:‬إنمسا العمال بالنيات وللكسل امرئ‬ ‫ما نوى ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪147‬‬

‫الضحية‬

‫‪148‬‬

‫في حق من تشرع الضحية‬

‫يقول السائل ‪ :‬في حق من تشرع الضحية ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن الضحية سنة مؤكدة ثابتة عن الرسول‬ ‫صلى الله عليه وسلم وقد واظب على فعلها الصحابة‬ ‫الكرام وإن تركهسسسا بعضهسسسم خشيسسسة أن يظسسسن الناس‬ ‫وجوبهسا كمسا ثبست ذلك عسن أبسي بكسر وعمسر رضسي الله‬ ‫عنهما ‪ .‬رواه البيهقي بإسناد حسن كما قسال النووي ‪.‬‬ ‫والضحيسسسة تطلب ممسسسن كان موسسسسرا ً مالكا ً لنصسسساب‬ ‫الزكاة على قول بعض أهل العلم ومنهم من يرى أنها‬ ‫تشرع فسسي حسسق مسسن ملك ثمنهسسا زائدا ً عسسن حوائجسسه‬ ‫الصسسسلية وأجاز بعسسسض العلماء أن يسسسستدين الشخسسسص‬ ‫ليضحي إحياء لهذه السنة العظيمة ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫ذبح الضحية أفضل من التصدق بثمنها‬

‫يقول السسائل ‪ :‬أيهمسا أفضسل أن يضحسي المسسلم أو أن‬ ‫يتصدق بثمنها ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل شك أن ذبح الضحية أفضل من التصدق‬ ‫بثمنهسسا لفعسسل الرسسسول عليسسه الصسسلة والسسسلم لهسسا‬ ‫ومواظبته على ذلك ولما ورد في الحاديث في فضل‬ ‫الضحية ومن ذلك ‪:‬‬ ‫عسن عائشسة رضسي الله عنهسا أن النسبي صسلى الله عليسه‬ ‫وسسلم قال ‪ (:‬مسا عمسل ابسن آدم يوم النحسر عمل ً أحسب‬ ‫إلى الله مسسسن إهراق الدم وإنهسسسا لتأتسسسي يوم القيامسسسة‬ ‫بقرونها وأظلفها وأشعارها وإن الدم ليقع من الله عز‬ ‫وجل قبل أن يقع على الرض فطيبوا بها نفسا ً ‪ .‬رواه‬ ‫ابسن ماجسة والترمذي وقال حسسن غريسب ورواه الحاكسم‬ ‫وقال صحيح السناد ‪.‬‬

‫‪149‬‬

‫وعسن زيسد بسن أرقسم قال ‪ :‬قلت يسا رسسول الله مسا هذه‬ ‫الضاحسي ؟ قال ‪ :‬سسنة أبيكسم إبراهيسم ‪ .‬قالوا ‪ :‬مسا لنسا‬ ‫منهسا ؟ قال ‪ :‬بكسل شعرة حسسنة ‪ .‬قالوا ‪ :‬فالصسوف ؟‬ ‫قال ‪ :‬بكسسل شعرة مسسن الصسسوف حسسسنة ‪ .‬رواه أحمسسد‬ ‫وابن ماجة والحاكم وقال صحيح السناد ‪.‬‬ ‫وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله‬ ‫صسلى الله عليسه وسسلم ‪ (:‬مسن وجسد سسعة فلم يضسح فل‬ ‫يقربسسن مصسسلنا ) رواه أحمسسد وابسسن ماجسسة والحاكسسم‬ ‫وصسححه وأقره الذهسبي ورجسح الحافسظ ابسن حجسر أنسه‬ ‫موقوف على الصحابي ‪ .‬وغير ذلك من الحاديث وهي‬ ‫بمجموعهسسسا تدل على فضسسسل الضحيسسسة وأنهسسسا أحسسسب‬ ‫العمال إلى الله سسبحانه وتعالى يوم النحسر إذا كانست‬ ‫الضحيسسسة خالصسسسة لوجسسسه الله وإقتداء بسسسسنة سسسسيد‬ ‫المرسلين صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫التضحية بالخصي‬

‫هل يجوز التضحية بالحيوان الخصي ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬نعسسم يجزئ الحيوان الخصسسي فسسي الضحيسة‬ ‫على قول اكثسر أهسل العلم وقسد ورد فسي الحديسث عسن‬ ‫أبسي رافسع قال ‪ (:‬ضحسى رسسول الله صسلى الله عليسه‬ ‫وسسسلم بكبشيسسن موجؤيسسن خصسسيين ) رواه أحمسسد وقال‬ ‫الهيثمي إسناده حسن ‪.‬‬ ‫وعسن عائشسة رضسي الله عنهسا قالت ‪ (:‬ضحسى رسسول‬ ‫الله بكبشيسسسن سسسسمينين عظيميسسسن أملحيسسسن أقرنيسسسن‬ ‫موجؤين ) رواه أحمد ‪.‬‬ ‫والملح ما كان بياضه خالصا ً ‪ ،‬والقرن ‪ :‬ما له قرون ‪،‬‬ ‫والموجوء ‪ :‬الخصي ‪.‬‬

‫‪150‬‬

‫وكون الكبسسسش خصسسسيا ً ل يعسسسد عيبا ً مانعا ً مسسسن صسسسحة‬ ‫الضحيسسة بسسل إن الخصسسي قسسد يكون أسسسمن مسسن غيسسر‬ ‫الخصي فل بأس بالتضحية بالخصي ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫حديث ( استسمنوا ضحاياكم ) وبيان درجته‬

‫سسمعست حديسسثا ً عسن السسرسول صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫أنسسه قال اسسستسمنوا ضحاياكسسم فاتهسسا على الصسسراط‬ ‫مطاياكسم ‪ ،‬فهسل ثبست الحديسث عسن الرسسول صسلى الله‬ ‫عليه وسلم ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن هذا الحديسسث ورد بألفاظ غيسسر مسسا ذكسسر‬ ‫فسسي السسسؤال منهسسا ‪ (:‬اسسستفرهوا ضحاياكسسم ‪ ...‬الخ )‬ ‫ومنها ( عظموا ضحاياكم ) ‪.‬‬ ‫وهذا الحديث بألفاظه المختلفة غير ثابت عن الرسول‬ ‫صلى الله عليه وسلم بل هو حديث ضعيف جدا ً ‪ ،‬قال‬ ‫الحافسسسظ ابسسن حجسسسر فيسسسه ‪ [:‬ألم أره ‪ ] ...‬وقال ابسسن‬ ‫الصسسلح ‪ [:‬هذا الحديسسث غيسسر معروف ول ثابسست فيمسسا‬ ‫علمناه ] ثسم ذكسر أن صساحب مسسند الفردوس قسد رواه‬ ‫وفيه راو ضعيف جدا ً ‪ .‬التلخيص الحبير ‪. 4/138‬‬ ‫وقال العجلونسسي ‪ [:‬إنسسه ضعيسسف جدا ً ] ‪ .‬كشسسف الخفاء‬ ‫‪. 1/138‬‬ ‫وقال اللبانسسسي ‪ [:‬ل اصسسسل له بهذا اللفسسسظ ( عظموا‬ ‫ضحايام ‪ ..‬الخ ) ] الضعيفسة ‪ 102 : 1‬وقال فسي موضسع‬ ‫آخر ‪ [:‬ضعيف جدا ً ] ‪ .‬الضعفية ‪. 411\ 3‬‬ ‫وينبغسي أن يعلم أن تضعيسف هذا الحديسث وردّه ل يعنسي‬ ‫أن ل تكون الضحية سمينة بل ل بد من ذلك وقد ورد‬ ‫في اختيار الضحية السمينة أحاديث صحيحة تغني عن‬ ‫هذا الحديث الضعيف ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪151‬‬

‫الضحية عن الميت‬

‫يقول السسائل ‪ :‬هسل يجوز لي أن أذبسح أضحيسة وأجعلهسا‬ ‫عن والدي المتوفى ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬نعسم يجوز للبسن أن يضحسي عسن أبيسه الميست‬ ‫على الراجسح مسن أقوال أهسل العلم ويصسل ثوابهسا إلى‬ ‫أبيسسسه الميسسست بإذن الله وهذا مذهسسسب الحنابلة واختاره‬ ‫شيسخ السسلم ابسن تيتمسة ومسن قبله وأبسو داود صساحب‬ ‫السسنن حيسث قال ‪ [:‬باب الضحيسة عسن الميست ثسم ذكسر‬ ‫بإسسناده عسن حنسش قال ‪ :‬رأيست عليا ً رضسي الله عنسه‬ ‫يضحي بكشبين فقلت له ‪ :‬ما هذا ؟ فقال ‪ :‬إن رسول‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم أوصاني أن أضحي عنه فأنا‬ ‫أضحي عنه ‪ ،‬وكان ذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه‬ ‫وسلم ] ‪.‬‬ ‫وورد فسي الحديسث عسن عائشسة رضسي الله عنهسا ‪ (:‬أن‬ ‫النسسبي صسسلى الله عليسسه وسسسلم أخسسذ الكبسسش فأضجعسسه‬ ‫وقال ‪ :‬بسم الله اللهم تقبل من محمد ومن آل محمد‬ ‫حى به صلى الله عليه وسلم ) ‪.‬‬ ‫ومن أمة محمد ثم ض ّ‬ ‫رواه أبو داود وقسال الشخ اللباني حديث حسن ‪.‬‬ ‫وقول بعسض أهسل العلم الذي رخسص فسي الضحيسة عسن‬ ‫الموات مطابسق للدلة ومسن منعهسا ليسس فيسه حجسة فل‬ ‫يقبل كلمه إل بدليل أقوى منه ول دليل عليه ‪.‬‬ ‫والثابسست عسسن النسسبي صسسلى الله عليسسه وسسسلم أنسسه كان‬ ‫يضحسسي عسسن أمتسسه ممسسن شهسسد له بالتوحيسسد وشهسسد له‬ ‫بالبلغ وعسن نفسسه وآل بيتسه ول يخفسى أن أمتسه صسلى‬ ‫الله عليسسه وسسسلم ممسسن شهسسد له بالتوحيسسد وشهسسد له‬ ‫بالبلغ كان كثيسر منهسم موجودا ً زمسن النسبي صسلى الله‬ ‫عليسسه وسسسلم وكثيسسر منهسسم توفوا فسسي عهده صسسلى الله‬ ‫عليسه وسسلم فالموات والحياء كلهسم مسن أمتسه صسلى‬ ‫الله عليسسه وسسلم دخلوا فسسي أضحيسة النسسبي صسسلى الله‬

‫‪152‬‬

‫عليسه وسسلم والكبسش الواحسد كمسا كان للحياء من أمتسه‬ ‫كذلك للموات مسسن أمتسسه صسسلى الله عليسسه وسسسلم ول‬ ‫تفرقة ‪ .‬عون المعبود ‪. 7/344‬‬ ‫ويؤيسسد ذلك أن أكثسسر أهسسل العلم على أن الميسست ينتفسسع‬ ‫بسسسعي الحسسي وقسسد احتجوا على ذلك بأدلة كثيرة منهسسا‬ ‫َ‬ ‫ن َربَّن َا اغْفِْر‬ ‫جاءُوا ِ‬ ‫م يَقُولُو َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن بَعْدِه ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قوله تعالى ‪ (:‬وَال ّذِي َ‬ ‫َ‬ ‫ن ) سسورة الحشسر‬ ‫لَن َسا وَِل ِ ْ‬ ‫ن َس‬ ‫سبَقُونَا بِاْلِي َ‬ ‫ما ِس‬ ‫خوَانِن َسا ال ّذِي َس‬ ‫اليسسسسة ‪ . 10‬فأثنسسسسى الله سسسسسبحانه وتعالى عليهسسسسم‬ ‫باسسسستغفارهم للمؤمنيسسسن قبلهسسسم فدل على انتفاعهسسسم‬ ‫باستغفار الحياء ‪.‬‬ ‫ومثسل ذلك مسا ثبست مسن أحاديسث صسحيحة فسي الدعاء‬ ‫والستغفار للميت في صلة الجنازة وبعد الدفن منها‬ ‫حديسسث عوف بسسن مالك قال ‪ :‬صسسلى النسسبي صسسلى الله‬ ‫عليه وسلم على جنازة فحفظت منه دعائه وهو يقول‬ ‫‪ ( :‬اللهسم اغفسر له وارحمسه وعافسه واعسف عنسه وأكرم‬ ‫سع مدخله واغسسله بالماء والثلج والبرد ونقسه‬ ‫نزله وو ّس‬ ‫من الخطايا كما ينقى الثوب البيض من الدنس وأبدله‬ ‫دارا ً خيرا ً مسسن داره وأهل ً خيرا ً مسسن أهله ‪ ،‬وزوجا ً خيراً‬ ‫مسن زوجسه وأدخله الجنسة وأعاذه مسن عذاب القسبر ومسن‬ ‫عذاب النار ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وثبست فسي الصسحيح أن الميست ينتفسع بالصسدقة عنسه كمسا‬ ‫ورد فسي حديسث ابسن عباس أن سسعد بسن عبادة توفيست‬ ‫أمه وهو غائب عنها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم‬ ‫فقال ‪ (:‬يسا رسسول الله إن أمسي توفيست وأنسا غائب عنهسا‬ ‫فهسسل ينفعهسسا غسسن تصسسدقت عنهسسا ؟ قال ‪ :‬نعسسم ‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫فإنسسي أشهدك أن حائط المخراف صسسدقة عنهسسا ) رواه‬ ‫البخاري ‪.‬‬

‫‪153‬‬

‫وثبسست فسسي أحاديسسث أخرى انتفاع الميسست بالحسسج عنسسه‬ ‫وبالصسوم عنسه وبقضاء النذر عنسه والضحيسة عسن الميست‬ ‫مثل ذلك ‪.‬‬ ‫قال بعسسض أهسسل العلم ‪ [:‬إن النصسسوص تتظاهسسر على‬ ‫وصسول ثواب العمال إلى الميست إذا فعلهسا الحسي عنسه‬ ‫وهذا محسض القياس فإن الثواب حسق للعامسل فإذا هبسه‬ ‫لخيه المسلم لم يمنع من ذلك كما لم يمنع من هبته‬ ‫ماله في حياته وقد نبه الشارع بوصول ثواب الصدقة‬ ‫على وصول سائر العبادات المالية ونب ّه بو صول ثواب‬ ‫الصسسوم على وصسسول سسسائر العبادات البدنيسسة وأخسسبر‬ ‫بوصسول الحسج المركسب مسن الماليسة والبدنيسة ] أحكام‬ ‫الذبائح ص ‪. 153‬‬ ‫وخلصسة المسر أن الضحيسة عسن الميست جائزة وينتفسع‬ ‫بثوابهسا الميست لن الضحيسة عسن الميست تعتسبر مسن باب‬ ‫الصسدقة وهسي جائزة عسسنه بالنسص كمسا فسي حديسث ابسن‬ ‫عباس المتقدم ‪.‬‬ ‫****‬ ‫حكم العقيقة عن النسان في حال الكبر‬

‫يقول السائل ‪ :‬سألت والدي هل عقّ عني في صغري‬ ‫فأجابنسي بأنسه لم يعسق فهسل يصسح أن أعسق عسن نفسسي‬ ‫بعد أن كبرت ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬العقيقسسة سسسنة مؤكدة ثابتسسة عسسن الرسسسول‬ ‫صسسلى الله عليسسه وسسسلم قول ً وفعل ً وقسسد وردت فيهسسا‬ ‫أحسسساديث كثيرة منهسسا قسسسول الرسسسول صسسلى الله عليسسه‬ ‫وسلم ‪ (:‬كسل غلم رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه‬ ‫ويحلق رأسسسسسه ويسسسسسمى ) رواه ابسسسسو داود والترمذي‬ ‫والنسائي وغيرهم وهو حديث صحيح ‪.‬‬ ‫وثبست فسي السسحديث عسن سسلمسان بسن عامسر الضسبي أن‬ ‫الرسسسول صسسلى الله عليسسه وسسسلم قال ‪ (:‬مسسع الغلم‬

‫‪154‬‬

‫عقيقسسة فأهريقوا عنسسه دما ً وأميطوا عنسسه الذى ) رواه‬ ‫البخاري وغير ذلك من الحايث ‪.‬‬ ‫والسسسنة أن تكون العقيقسسة بعسسد ولدة الطفسسل بأسسسبوع‬ ‫كما ثبت في الحديث وقد أجاز جماعة من أهل العلم‬ ‫للش خص الذي لم يعق عنه صغيرا ً أن يعق عن نفسه‬ ‫كسبيرا ً وقسد اسستدلوا بمسا روي ‪ (:‬أن النسبي عليسه الصسلة‬ ‫والسسسلم عسسق عسسن نفسسسه بعسسد النبوة ) رواه البيهقسسي‬ ‫والبزار والطبراني ‪ .‬ولكن هذا الحديث باطل ول يصح‬ ‫عسن الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم كمسا قال المام‬ ‫أحمسسسد والنووي والبيهقسسسي وغيرهسسسم ومسسسع عدم ثبوت‬ ‫الحديسث المذكور قرر الفقهاء أنسه لم يرد مسا يمنسع مسن‬ ‫العقيقسسة فسسي حال الكسسبر وقسسد وردت آثار عسسن بعسسض‬ ‫السسلف تجيسز أن يعسق النسسان عسن نفسسه بعسد الكسبر‬ ‫منها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬عسن الحسسن البصسري قال ‪ [:‬إذا لم يعسق عنسك فعسق‬ ‫عسسسن نفسسسسك وإن كنسسست رجلً] ذكره ابسسسن حزم فسسسي‬ ‫المحلى والبغوي في شرح السنة ‪.‬‬ ‫‪ .2‬وقال محمد بن سيرين ‪ [:‬عققت عن نفسي ببختية‬ ‫بعسسد أن كنسست رجل ً ] ذكره البغوي فسسي شرح السسسنة ‪،‬‬ ‫والبخت ‪ :‬نوع من الجمال ‪.‬‬ ‫‪ .3‬ونقل عن المام أحمد أنه استحسن إن لم يعق عن‬ ‫النسسسان صسسغيرا ً أن يعسسق نفسسسه كسسبيرا ً وقال إن فعله‬ ‫إنسان لم أكرهه ‪.‬‬ ‫نقل ذلك عنه ابن القيم في تحفة المودود ‪.‬‬ ‫وبناء على ذلك ل مانسسع أن يعسسق النسسسان عسسن نفسسسه‬ ‫حال الكبر إن لم يعق عنه حال الصغر ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪155‬‬

‫المرأة والسرة‬

‫‪156‬‬

‫نظر الخاطب إلى مخطوبته‬

‫يقول السسائل ‪ :‬مسا هسو المباح فسي نظسر الخاطسب إلى‬ ‫مخطوبته ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬نظر الخاطب إلى مخطوبته جائز ومشروع‬ ‫وثبت ذلك في أحاديث كثيرة منها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ‪ :‬كنت عند النبي‬ ‫صسسلى الله عليسه وسسسلم فأتاه رجسل فأخسسبره أنسه تزوج‬ ‫امراة مسن النصسار فقال رسسول الله صسلى الله عليسه‬ ‫وسلم ‪ :‬أنظرت إليها ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فاذهب فانظر‬ ‫إليها فإن في اعين النصار شيئا ً ‪ .‬رواه مسلم ‪.‬‬ ‫‪ .2‬وعسن المغيرة بسن شعبسة رضسي الله عنسه أنسه خطسب‬ ‫امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‪ (:‬انظر إليها‬ ‫فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) ‪.‬‬ ‫‪ .3‬وعسن جابر قال ‪ :‬سسمعت الرسسول صسلى الله عليسه‬ ‫وسسلم يقول ‪ (:‬إذا خطسب أحدكسم المرأة فقدر أن يرى‬ ‫منهسا بعسض مسا يدعوه إلى نكاحهسا فليفعسل ) رواه أحمسد‬ ‫وأبسو داود وصسححه الحاكسم ووافقسه الذهسبي ووافقهمسا‬ ‫اللباني ‪.‬‬ ‫‪ .4‬وعن محمد بن مسلمة رضي الله عنه قال سمعت‬ ‫الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ‪ ( :‬إذا ألقى الله‬ ‫عسسز وجسسل فسسي قلب امرئ خطبسسة امرأة فل بأس أن‬ ‫ينظر إليها ) رواه أحمد وابن ماجة وابن حبان والحاكم‬ ‫وصسححاه ‪ .‬وغيسر ذلك مسن الحاديسث التسي تبيسح نظسر‬ ‫الخاطب للمخطوبة ‪.‬‬ ‫وقسد اختلف أهسل العلم فسي المقدار الذي يجوز رؤيتسه‬ ‫مسن المخطوبسة فأكثسر الفقهاء مسن الحنفيسة والمالكيسة‬ ‫والشافعية وإحدى الروايات عن أحمد أنه يجوز النظر‬ ‫إلى الوجه والكفين فقط ‪.‬‬

‫‪157‬‬

‫ونقسل عسن المام أحمسد روايسة أخرى أنسه يجوز النظسر‬ ‫إلى ما يظهر غالبا ً كالرقبة واليدين والقدمين ‪.‬‬ ‫والقول الول هو الصحيح الذي تؤيده الدلة لن النظر‬ ‫فسي الصسل محرم عدا نظسر الفجأة وإنمسا أبيسح النظسر‬ ‫للحاجسسة والحاجسسة تندفسسع بالنظسسر إلى الوجسسه والكفيسسن‬ ‫فيبقى ما عدا ذلك على التحريم كما ذكره ابن قدامة‬ ‫فسي المغنسي ‪ 7/97‬ويدل على ذلك قوله تعالى ‪(:‬ول يبديسن‬ ‫زِينَتَه ُ َّ‬ ‫ن إَِّل َما ظَهََر ِمنْه َا ) سورة النور الية ‪ . 31‬وقد ورد‬ ‫عن ابن عباس أن المراد بما ظهر منها الوجه والكفان‬ ‫‪.‬‬ ‫وقد رجح جماعة من العلماء المعاصرين قول الحنابة‬ ‫الثاني وهو جواز النظر لما يظهر غالبا ً من المرأة عند‬ ‫الخدمسة وأجاز بعضهسم أن يسسراها حاسسرة وقسسد احتجوا‬ ‫بأدلة منهسسا ‪ :‬مسسسا ورد فسسي حديسسث جابسسسر السسسابسسق ‪(:‬‬ ‫فقدر أن ينظر منها ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ) ‪.‬‬ ‫وممسا ورد عسن جابر أنسه قال ‪ (:‬فخطبست جاريسة فكنست‬ ‫أتخبسسأ لهسسا حتسسى رأيسست منهسسا مسسا دعانسسي إلى نكاحهسسا‬ ‫وتزوجتها ) ‪ .‬رواه أبو داود وقال الحاكم حديث صحيح‬ ‫على شرط مسسلم ووافقسه الذهسبي ‪ .‬والذي يظهسر لي‬ ‫أن هذه الروايسة ليسس فيهسا إثبات أنسه كان ينظسر منهسا‬ ‫إلى أكثسر مسن الوجسه والكفيسن لن المرأة المسسلمة إذا‬ ‫خرجست مسن بيتهسا ل يظهسر منهسا سسوى الوجسه والكفان‬ ‫وجابر كان يختبئ لها تحت النخل أي خارج بيتها ‪.‬‬ ‫وكذلك احتجوا بمسا ورد عسن سسهل بسن أبسي حثمسة قال ‪:‬‬ ‫رأيسست محمسسد بسسن مسسسلمة يطارد امرأة ببصسسره فقلت‬ ‫تنظسر إليهسا وأنست مسن أصسحاب رسسول الله صسلى الله‬ ‫عليه وسلم فقال ‪ :‬إني سمعت رسول الله صلى الله‬ ‫عليسسه وسسسلم يقول ‪ (:‬إذا ألقسسى الله فسسي فلب امرئ )‬ ‫الحديث وقد سبق ذكره ‪.‬‬

‫‪158‬‬

‫قلت ومسا فعله محمسد بسن مسسلمة ل يعدو أنسه نظسر إلى‬ ‫وجههسسا وكفيهسسا وإنمسسا دقسسق فيهسسا النظسسر وطارد المرأة‬ ‫ببصره حتى أنكر عليه ذلك سهل بن أبي حثمة ‪.‬‬ ‫ول دللة فيسه على أنسه نظسر إلى أزيسد مسن مسن الوجسه‬ ‫والكفيسن ‪ .‬واحتجوا أيضا ً بمسا ورد عسن عمسر رضسي الله‬ ‫عنسه ( أنسه خطسب ابنسة علي رضسي الله عنسه فذكسر منهسا‬ ‫صسغرا ‪ ...‬فقال ‪ :‬نرسسل بهسا إليسك تنظسر إليهسا فكشسف‬ ‫عسن سساقيها فقالت ‪ :‬أرسسل لول أنسك أميسر المؤمنيسن‬ ‫للطمسست عينيسسك ) رواه سسسعيد بسسن منصسسور فسسي سسسننه‬ ‫وعبسد الرزاق فسي المصسنف ‪ .‬وهذه الروايسة عسن عمسر‬ ‫مرسلة والمرسل من قسم الضعيف عند أهل الحديث‬ ‫ففي ثبوتها نظر ول يصح الحتجاج بها ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫وليمة العرس‬

‫يقول السائل ‪ :‬ما حكم وليمة العرس وما وقتها وهل‬ ‫تكون قبل الدخول أم بعده ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن وليمسسسة العرس سسسسنة مؤكدة على قول‬ ‫جماهير الفقهاء وقد ورد فيها عدد من الحاديث منها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬عسن أنسس رضسي الله عنسه قال ‪ :‬لمسا قدموا المدينسة‬ ‫نزل المهاجرون على النصسار فنزل عبسسد الرحمسسن بسن‬ ‫عوف على سسسعد بسسن الربيسسع فقال ‪ :‬أقاسسسمك مالي‬ ‫وأنزل لك عسن إحدى امرأتسي ‪ ،‬قال‪ :‬بارك الله لك فسي‬ ‫أهلك ومالك فخرج إلى السسوق فباع واشترى فأصساب‬ ‫شيئا ً مسسن إقسسط وسسسمن فتزوج فقال النسسبي صسسلى الله‬ ‫عليسسسه وسسسسلم ‪ (:‬أولسسسسم ولسسسسو بشاة ) رواه البخاري‬ ‫ومسلم ‪.‬‬ ‫‪ .2‬وعسن بريدة بسن الحصسيب قال ‪ :‬لمسا خطسب علي‬ ‫فاطمسة رضسي الله عنهمسا قال رسسول الله صسلى الله‬

‫‪159‬‬

‫عليسسه وسسسلم ‪ (:‬إنسسه ل بسسد للعروس مسسن وليمسسة ) رواه‬ ‫أحمد وهو حديث حسن ‪.‬‬ ‫‪ .3‬وعسن أنسس رضسي الله عنسه قال ‪ (:‬مسا رأيست رسسول‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم أولم على امرأة من نسائه‬ ‫مسسسا أولم على زينسسسب فإنسسسه أولم بشاة قال أنسسسس ‪:‬‬ ‫أطعمهسسسسسم خبزا ً ولحما ً حتسسسسسى تركوه ) رواه البخاري‬ ‫ومسلم ‪.‬‬ ‫‪ .4‬وعسن أنسس أيضا ً فسي قصسة زواج النسبي صسلى الله‬ ‫عليه وسلم من صفية رضي الله عنها أن النبي صلى‬ ‫الله عليه وسلم جعل وليمتها التمر والسمن والقط )‬ ‫رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وفسي روايسة أخرى ‪ (:‬أن النسبي صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫ل يبني بصفية فدعوت‬ ‫أقام بين خيبر والمدينة ثلث ليا ٍ‬ ‫المسسلمين إلى وليمتسه مسا كان فيهسا مسن خبسز ول لحسم‬ ‫ومسسا كان فيهسسا إل أن أمسسر بالنطاع فبسسسطت فألقسسى‬ ‫عليها التمر والقط والسمن ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫والنطاع بسط من الجلد وغير ذلك من الحاديث التي‬ ‫تدل على مشروعيسسة وليمسسة العرس والحاديسسث التسسي‬ ‫ورد فيهسسسا المسسسر بالوليمسسسة محمولة على السسسستحباب‬ ‫ومصروفة عن الوجوب وهو قول أكثر الفقهاء ‪.‬‬ ‫ول يشترط فسي الوليمسة أن تكون على لحسم فقسد ثبست‬ ‫عسسن الرسسسول صسسلى الله عليسسه وسسسلم أنسسه أولم بغيسسر‬ ‫اللحم كما سبق قبل قليل ‪.‬‬ ‫وإذا أولم بلحسسم فيجوز بشاة وبأكثسسر مسسن شاة إذا كان‬ ‫موسرا ً ‪ .‬وأما وقت الوليمة الزفاف والعرس فقد ثبت‬ ‫أن الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم أولم بعسد الدخول‬ ‫والمسر فيسه سسعة فلو كانست الوليمسة قبسل الدخول فل‬ ‫بأس به ‪.‬‬

‫‪160‬‬

‫قال الحافظ ابن حجر ‪ [:‬وقد اختلف السلف في وقتها‬ ‫هسل هسو عنسد العقسد أو عقبسه أو عنسد الدخول أو عقبسه أو‬ ‫موسسع مسع ابتداء العقسد وانتهاء الدخول ؟ على أقوال ]‬ ‫ثسسم ذكسسر أقوال العلماء فسسي ذلك والذي يظهسسر لي أن‬ ‫المسر فيسه سسعة كمسا قلت فإن أولم يوم الزفاف قبسل‬ ‫الدخول كمسا هسي العادة عنسد كثيسر مسن الناس فحسسن‬ ‫وإن أولم بعسسد الدخول فهسسو أحسسسن اقتداءً بالرسسسول‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬ ‫وينبغسسي أن يُعلم أن أكثسسر الفقهاء يرون وجوب إجابسسة‬ ‫الدعوة لوليمسسسسة العرس ويدل على ذلك قول النسسسسبي‬ ‫صسلى الله عليسه وسسلم ‪ (:‬إذا دعسي أحدكسم إلى الوليمسة‬ ‫فليأتها ) رواه البخاري ‪.‬‬ ‫وقوله صسلى الله عليسه وسسلم ‪ (:‬إذا دعسي أحدكسم إلى‬ ‫وليمة عرس فليجب ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وقوله عليه الصلة والسلم أيضا ً ‪ (:‬شر الطعام طعام‬ ‫الوليمسسسة يدعسسسى له الغنياء ويترك الفقراء ومسسسن ترك‬ ‫الدعوة فقد عصى الله ورسوله ) رواه البخاري ‪.‬‬ ‫وإجابسسسة الدعوة مقيدة فيمسسسا إذا لم يكسسسن هناك عذر‬ ‫للمدعسسو لتركهسسا فإذا ترك إجابسسة الدعوة لعذر فل بأس‬ ‫في ذلك ‪.‬‬ ‫وكذلك يشترط لجابة الدعوة أل يكون هناك منكر من‬ ‫المنكرات فإن كان هنالك منكسسسسر واسسسسستطاع إزالتسسسسه‬ ‫وتغييره فحضسر فهسو أمسر حسسن وإن لم يسستطع تغييسر‬ ‫المنكر فعليه أل يحضر ‪.‬‬ ‫فمثل ً إذا دعسسي إلى وليمسسة عرس مختلطسسة والنسسساء‬ ‫متبرجات وفيها خمر وهنالك فرقة موسيقية وغير ذلك‬ ‫من المنكرات فيحرم في حقه الحضور لقول الرسول‬ ‫صسلى الله عليسه وسسلم ‪ (:‬مسن كان يؤمسن بالله واليوم‬

‫‪161‬‬

‫الخسر فل يقعدن على مائدة يدار عليهسا بالخمسر ) رواه‬ ‫أحمد والترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ‪.‬‬ ‫قال المام الوزاعي رحمه الله ‪ [:‬ل ندخل وليمة فيها‬ ‫طبسسل ول معزاف ] وسسسنده صسسحيح كمسسا قال الشيسسخ‬ ‫اللباني ‪.‬‬ ‫وقال ابن قدامة رحمه الله ‪ [:‬إذا دعي إلى وليمة فيها‬ ‫معصسية كالخمسر والزمسر والعود ونحوه وأمكنسه النكار‬ ‫وإزالة المنكسسسسر لزمسسسسه الحضور والنكار وإن لم يقدر‬ ‫على النكار لم يحضسسسر ‪ .‬وإن لم يعلم بالمنكسسسر حتسسسى‬ ‫حضر أزاله فإن لم يقد انصرف ‪ ] ...‬المغني ‪. 7/279‬‬ ‫وأخيرا ً يسسستحب لمسسن حضسسر وليمسسة العرس أن يدعسسو‬ ‫بخيسر لصساحبها فقسد ورد فسي ذلك أحاديسث منهسا ‪ :‬عسن‬ ‫عبسسد الله بسسن بسسسر أن أباه صسسنع للنسسبي عليسسه الصسسلة‬ ‫والسسلم طعاما ً فدعاه فأجابسه فلمسا فرغ مسن طعامسه‬ ‫قال ‪ [:‬اللهسسم اغفسسر لهسسم وارحمهسسم وبارك لهسسم فيسسه‬ ‫رزقتهم ) رواه مسلم وغيره ‪.‬‬ ‫ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كسان يدعو بعسد‬ ‫الفسراغ من الدعوة بهذا الدعاء ‪ (:‬أكل طعامكم البرار‬ ‫وصسسلّت عليكسسم الملئكسسة وأفطسسر عندكسسم الصسسائمون )‬ ‫رواه أحمد والبيهقي بسند صحيح ‪.‬‬ ‫وورد أنسسه عليسسه الصسسلة والسسسلم كان يدعسسو للزوجيسسن‬ ‫بقوله ‪ (:‬اللهسم بارك فيهمسا وبارك لهمسا فسي أبنائهمسا )‬ ‫رواه الطسبراني بسسند صسحيح ‪ .‬وفسي روايسة أخرى كان‬ ‫يدعسو بهذا الدعاء ‪ (:‬بارك الله لك وبارك عليسك وجمسع‬ ‫بينكمسسا فسسي خيسسر ) رواه ابسسو داود والترمذي والحاكسسم‬ ‫وصححه ووافقه الذهبي ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪162‬‬

‫رفض الوالدة لزواج البن‬

‫يقول السسائل ‪ :‬أنسه يريسد أن يتزوج فتاة أعجبتسه وفيهسا‬ ‫الصفات الحميدة ولكن والدته ترفض ذلك الزواج فهل‬ ‫يجب عليه أن يطيع والدته ؟‬ ‫الجواب ‪:‬إن طاعسسة الوالديسسن فرض وقسسد دلت اليات‬ ‫والحاديسسسث على ذلك ومنهسسسا قوله تعالى ‪ (:‬وَوَسسسس َّ‬ ‫صيْنَا‬ ‫ضى‬ ‫سنًا ) ‪ .‬ويقول الله تعالى ‪ (:‬وَقَ س َ‬ ‫ن بِوَالِدَي ْ سهِ ُ‬ ‫سا َ‬ ‫ح ْس‬ ‫اْلِن ْ س َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َرب ُّ َ ّ‬ ‫سانًا ‪ ) ...‬الية ‪.‬‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ك أل تَعْبُدُوا إ ِل إِيَّاه ُ وَبِالوَالِدَي ْ ِ‬ ‫وثبست فسي الحديسث عسن أبسي هريرة قال ‪ (:‬جاء رجسل‬ ‫إلى رسسسول الله صسسلى الله عليسسه وسسسلم فقال ‪ :‬يسسا‬ ‫رسسول الله مسن احسق الناس بحسسن صسحابتي ؟ قال ‪:‬‬ ‫أمسك ‪ .‬قال ‪ :‬ثسم مسن ؟ قال ‪ :‬أمسك ‪ .‬قال ‪ :‬ثسم مسن ؟‬ ‫قال ‪ :‬أمسسسسك ‪ .‬قال ‪ :‬ثسسسسم مسسسسن ؟ قال ‪ :‬أبوك ) رواه‬ ‫البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫ول شسك أن حسق الم على البسن عظيسم كمسا يشيسر ذلك‬ ‫الحديسسث السسسابق ‪ ،‬ولكسسن الطاعسسة ل تكون إل فسسي‬ ‫المعروف ‪ ،‬ويدل على ذلك قول الرسسسول صسسلى الله‬ ‫عليسسه وسسسلم ‪ (:‬إنمسسا الطاعسسة فسسي المعروف ) رواه‬ ‫البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫وبناء على ذلك ل يجب على البن أن يطيع والدته في‬ ‫عدم الزواج مسسن الفتاة التسسي يريدهسسا خاصسسة إذا كانسست‬ ‫الفتاة صساحبة خلق وديسن وكذلك الحال فيمسا لو طلب‬ ‫أحسسد الوالديسسن مسسن البسسن تطليسسق زوجتسسه فل يجسسب‬ ‫طاعتهمسسا ول يجسسب أن يطلق زوجتسسه ‪ ،‬وقسسد جاء رجسسل‬ ‫إلى المام أحمسد بسن حنبسل فقال ‪ :‬إن أبسي يأمرنسي أن‬ ‫أطلق زوجتسسسي ؟ قال له المام أحمسسسد ‪ :‬ل تطلقهسسسا ‪،‬‬ ‫فقال الرجسل ‪ :‬أليسس الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫قسد أمسر عبسد الله بسن عمسر أن يطلق زوجتسه حيسن أمره‬ ‫عمسسسر بذلك ؟ فقال المام أحمسسسد ‪ :‬وهسسسل أبوك مثسسسل‬

‫‪163‬‬

‫عمر ؟ وخلصة المر أنه ل يجب عسلى البن أن يطيع‬ ‫والدتسه فيمسا طلبست مسن ترك الزواج مسن الفتاة التسي‬ ‫يريدها البن ‪ ،‬لن ذلك يعود بالضرر على البن ثم في‬ ‫زواج البسن مسن تلك السسفتاة الصسالحة سسعادة لسسلبن ول‬ ‫يعود أي ضرر مسسسسسسسسسسسسسن ذلك على والدتسسسسسسسسسسسسسه ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫راتب الزوجة‬

‫تقول السسائلة ‪:‬إنهسا موظفسة ومتزوجسة وتعطسي والدتهسا‬ ‫مسسن راتبهسسا دون علم زوجهسسا فهسسل يجوز ذلك ؟ وهسسل‬ ‫يجوز له أن يطالبها ببعض راتبها ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن المرأة لهسسا ذمسسة ماليسسة مسسستقلة عسسن‬ ‫زوجهسا وراتبهسا حسق لهسا فيجوز لهسا أن تتصسرف بسه إذا‬ ‫كانست عاقلة رشيدة ‪ .‬فلهسا الحسق أن تعطسي والدتهسا ول‬ ‫يشترط علم الزوج أو إذنه ‪.‬‬ ‫كمسا أنسه ل يجوز لزوجهسا أن يتصسرف فسي مال زوجتسه‬ ‫دون رضاهسا وموافقتهسا ولكسن مسا دامست هذه الزوجسة‬ ‫موظفسسة فإن خروجهسسا مسسن بيسست الزوجيسسة يكون على‬ ‫حسسساب بعسسض حسسق الزوج فله أن يشترط عليهسسا أن‬ ‫تعطيسه بعسض راتبهسا إذا أبست ذلك ورفضست فله الحسق‬ ‫فسي منعهسا مسن العمسل والولى مسن كسل ذلك أن يتفاهسم‬ ‫الزوجان على هذه القضيسسة حتسسى ل يؤثسسر عملهسسا فسسي‬ ‫وظيفتها على زواجهما ‪.‬‬ ‫الحلف بالطلق‬

‫يقول السائل‪ :‬حلف رجل على زوجته بالطلق ثلثا ً إذا‬ ‫خرجست مسن بيتسه إلى بيست أهلهسا بدون إذنسه ثسم خرجست‬ ‫بدون إذنه وكانست الزوجة حامل ً وبقيت فسي بيست أهلهسا‬ ‫حتى ولدت فما الحكم في ذلك ؟‬

‫‪164‬‬

‫الجواب ‪ :‬إن الحلف بالطلق مسسسسسسسسن البدع المنكرة‬ ‫المنتشرة فسي مجتمعنسا مسع السسف الشديسد فقسد اعتاد‬ ‫كثيسسر مسسن الناس على الحلف بالطلق معرضيسسن رباط‬ ‫الحياة الزوجيسسة للخطسسر ولقسسد اختلف أهسسل العلم فسسي‬ ‫الحلف بالطلق فهل يقع الطلق أم ل ؟‬ ‫فقسد ذهسب جمهور الفقهاء بمسا فيهسم الئمة الربعسة فسي‬ ‫المعتمسسد عندهسسم إلى أن الحلف بالطلق يعتسسبر طلقاً‬ ‫وخالف فسسي ذلك جماعسسة مسسن الفقهاء فقالوا ل يقسسع‬ ‫الطلق بالحلف بالطلق ويعتسسبر ذلك مسسن لغسسو الكلم‬ ‫ومسسن الفقهاء مسسن يرى أن الحلف بالطلق يعتسسبر يميناً‬ ‫وإذا وقسع الحنسث فيسه فتلزم كفارة اليميسن وقسد اعتسبر‬ ‫قانون الحوال الشخصسسية المعمول بسسه فسسي المحاكسسم‬ ‫الشرعيسسة أن الحلف بالطلق ل يقسسع بسسه طلق إذا كان‬ ‫يقصد به الحمل على فعل شيء أو تركه وبناء على ما‬ ‫تقدم أقول ‪ :‬إذا كان الزوج عندمسسسا حلف بالطلق كان‬ ‫يقصسد منسع الزوجسة مسن الخروج إلى بيست أهلهسا فل يقسع‬ ‫الطلق وإنمسسا هسسو يميسسن فتلزمسسه كفارة اليميسسن لنهسسا‬ ‫حنثست بيمينسه فعليسه ان يكفسر عسن يمينسه بإطعام عشرة‬ ‫مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة فإن لم يجد يصوم‬ ‫ثلثسسسة أيام ‪ ،‬أمسسسا إذا كان قاصسسسدا ً الطلق فعل ً قيقسسسع‬ ‫الطلق طلقسة واحدة وإن حلف عليهسا بالطلق ثلثا ً لن‬ ‫طلق الثلث بلفسسظ واحسسد يقسسع طلقسسة واحدة وبالتالي‬ ‫تكون هذه الزوجة قد وقع عليها طلقة ‪.‬‬ ‫وبمسسا أنهسسا انقضسست عدتهسسا بوضسسع حملهسسا حيسسث أنسسه لم‬ ‫يراجعهسا قبسل وضسع الحمسل فتكون طلقسة بائنسة بينونسة‬ ‫صغرى وبذلك ل تحل له إل بعقد جديد ومهر جديد ‪.‬‬ ‫****‬

‫‪165‬‬

‫طلب الزوجة الطلق لعقم الزوج‬

‫تقول السسائلة ‪ :‬ثبست لدى الطباء أن زوجهسا عقيسم ل‬ ‫ينجسب وقسد مضسى على زواجهمسا سسنوات ولهسا رغبسة‬ ‫شديدة في الولد فهل يحق لها أن تطلب الطلق من‬ ‫زوجها ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬يجوز للمرأة أن تطلب مسسسسسن زوجهسسسسسا أن‬ ‫يطلقها إن ثبت أنه عقيم ل ينجب وتم التأكد من ذلك‬ ‫وإذا رفسسض الزوج أن يطلقهسسا فللمرأة أن ترفسسع المسسر‬ ‫إلى القاضسي الذي يحكسم بالتفريسق بينهمسا وهذا أرجسح‬ ‫أقوال الفقهاء فسسي المسسسألة لن العقسسم مسسن العيوب‬ ‫التي ل تتم معه مقاصد الزواج على أوجه الكمال لن‬ ‫المرأة لهسا الحسق فسي الولد ولهسا رغبسة أكيدة أن تكون‬ ‫أما ً ‪ ،‬فلذلك قال عمسسر بسسن الخطاب رضسسي الله عنسسه‬ ‫لرجل تزوج وهو خصي ‪ :‬أأعلمتها أنك عقيم ‪ ،‬قال ‪ :‬ل‬ ‫‪ ،‬قال ‪ :‬فانطلق فأعلمهسا ثسم خيرهسا ‪ ،‬رواه عبسد الرزاق‬ ‫في المصنف ورجاله ثقات ‪.‬‬ ‫فعمسسر رضسسي الله عنسسه جعسسل الخيار للمرأة فإن قبلت‬ ‫بعقم زوجها فبها ونعمت وإن لم تقبل فلها الحق في‬ ‫طلب الطلق منه ‪.‬‬ ‫ومسسسع كسسسل مسسسا تقدم للمرأة أن ل تتعجسسسل فسسسي طلب‬ ‫الطلق مسسسن زوجهسسسا الذي ل ينجسسسب وعلى الزوج أن‬ ‫يسسعى فسي العلج وخاصسة فسي هذا الزمان الذي تقدم‬ ‫فيه علم الطب كثيرا ً وخاصة فيما يتعلق بعلج العقم ‪.‬‬ ‫وحبذا لو رضيسسست هذه الزوجسسسة بمسسسا قسسسسم الله لهسسسا‬ ‫ورضيست بزوجهسا العقيسم لن لله حكمسه فسي ذلك يقول‬ ‫َ‬ ‫ك ال َ‬ ‫مل ْس ُ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫شاءُ‬ ‫ت وَاْلَْر ضِس ي َ ْ‬ ‫موَا ِ‬ ‫خل ُسقُ َس‬ ‫سّس َ‬ ‫الله تعالى ‪ (:‬لِل ّسهِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م‬ ‫شاءُ الذُّكُوَر أوْ يَُزوِّ ُ‬ ‫شاءُ إِنَاث ًسا وَيَهَس ُ‬ ‫يَهَس ُ‬ ‫جهُس ْ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫م ْس‬ ‫م ْس‬ ‫جعَ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م قَدِيٌر )‬ ‫ذ ُكَْران ًسسا وَإِنَاث ًسسا وَي َ ْ‬ ‫ه عَلِي ٌسس‬ ‫ما إِن ّسسَ ُ‬ ‫شاءُ عَقِي ًسس‬ ‫ل َ‬ ‫م ْسس‬

‫‪166‬‬

‫سورة الشورى ‪ ، 50-49‬وإن لسم تتقبل نفسها ذلك فسلها‬ ‫الحق في طلب الطلق كما أسلفت ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫فسسق الزوجة المطلقة هل يسقط الحضانة‬

‫يقول السسائل ‪ :‬هسل تسسقط حضانسة الزوجسة المطلقسة‬ ‫للولد إذا كانت فاسقة ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬لقسد اشترط أكثسر الفقهاء فسي الحاضنسة أن‬ ‫تتصسف بالعدالة الظاهرة والمانسة فسي الديسن كمسا عسبر‬ ‫فقهاء المالكيسسة ‪ ،‬وبناء على ذلك فإن فسسسق الحاضنسسة‬ ‫يسقط حقها في الحضانة فإذا كانت الزوجة المطلقة‬ ‫الحاضنسة فاسسقة بشرب الخمسر ونحسو ذلك فل حضانسة‬ ‫لهسا وينتزع المحضون منهسا وهذا القول قال بسه جمهور‬ ‫الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وبه‬ ‫أخسسسذ قانون الحوال الشخصسسسية المعمول بسسسه فسسسي‬ ‫المحاكسم الشرعيسة فسي بلدنسا فقسد جاء فسي المادة ‪155‬‬ ‫منه " يشترط في الحاضنة أن تكون بالغة عاقلة أمينة‬ ‫‪ ...‬قادرة على تربيته وصيانته " ‪.‬‬ ‫ومسع قوة هذا القول ووجاهتسه إل أنسه لم يرد عليسه دليسل‬ ‫شرعسسي صسسريح وكذلك فإن اعتبار هذا الشرط يوقسسع‬ ‫الناس فسسي الحرج لن الفسسسق ممسسا يغلب وجوده بيسسن‬ ‫كثيسسر مسسن الناس وفسسي اعتبار هذا الشرط أيضا ً إلحاق‬ ‫الضرر بالولد ولن الفسق ل يحول بين الحاضنة وبين‬ ‫العنايسسة بأمسسر الولد فسسي العسسم الغلب وهذا مسسا قرره‬ ‫العلمة ابن القيم والمام الشوكاني ‪.‬‬ ‫قال ابسسن القيسسم مفندا ً قول مسسن يشترط العدالة فسسي‬ ‫الحاضنسسسة ‪ [:‬ومسسسن العجسسسب أنهسسسم يقولون ل حضانسسسة‬ ‫للفاسسسق فأي فسسسق أكسسبر مسسن الكفسسر وأيسسن الضرر‬ ‫المتوقسع مسن الفاسسق بنشوء الطفسل على طريقتسه إلى‬ ‫الضرر المتوقسسع مسسن الكافسسر مسسع أن الصسسواب أنسسه ل‬

‫‪167‬‬

‫تشترط العدالة فسسسسي الحاضنسسسسة قطعا ً وإن شرطهسسسسا‬ ‫أصحاب أحمد والشافعي وغيرهم واشتراطها في غاية‬ ‫البعسسد ولو اشترط فسسي الحاضنسسة العدالة لضاع أطفال‬ ‫العالم ولعظمت المشقة على المة واشتد العنت ولم‬ ‫يزل مسسن حيسسن مسسا قام السسسلم إلى أن تقوم السسساعة‬ ‫أطفال الفساق بينهم ل يتعرض لهم أحد في الدنيا مع‬ ‫كونهم الكثرين ‪ ،‬ومتى وقع في السلم انتزاع الطفل‬ ‫من أبويه أحدهما بفسقه ؟ وهذا في الحرج والعسر ‪-‬‬ ‫واستمرار العمل المتصل في سائر المصار والعصار‬ ‫على خلفسه ‪ -‬بمنزلة اشتراط العدالة فسي وليسة النكاح‬ ‫فإنسسسه دائم الوقوع فسسسي المصسسسار والعصسسسار والقرى‬ ‫والبوادي مسع أن أكثسر الولياء الذيسن يلون ذلك فسساق‬ ‫ولم يزل الفسق في الناس ولم يمنع النبي صلى الله‬ ‫عليه وسلم ول أحد من الصحابة فاسقا ً من تربية ابنه‬ ‫وحضانته له ول من تزويجه موليته والعادة شاهدة بأن‬ ‫الرجسسل ولو كان مسسن الفسسساق فإنسسه يحتاط لبنتسسه ول‬ ‫يضيعهسسا ويحرص على الخيسسر لهسسا وإن قدر خلف ذلك‬ ‫فهسسو قليسسل بالنسسسبة إلى المعتاد والشارع يكتفسسي فسسي‬ ‫ذلك بالباعسسسث الطسسسبيعي ولو كان الفاسسسسق مسسسسلوب‬ ‫الحضانسة ووليسة النكاح لكان بيان هذا للمسة مسن أهسم‬ ‫المور واعتناء المسسة بنقله وتوارث العمسسل بسسه مقدماً‬ ‫على كثيسر ممسا نقلوه وتوارثوا العمسل بسه فكيسف يجوز‬ ‫عليهسم تضييعسه واتصسال العلم بخلفسه ولو كان الفسسق‬ ‫ينافسي الحضانسة لكان مسن زنسى أو شرب الخمسر أو أتسى‬ ‫كبيرة فرق بينه وبين أولده الصغار والتمس لهم غيره‬ ‫والله أعلم ] ‪ .‬زاد المعاد ‪. 5/461‬‬ ‫وقال الشوكانسسسسي ‪ [:‬ليسسسسس على هذا دليسسسسل ‪ -‬اعتبار‬ ‫العدالة ‪ -‬فإن العدالة معتسسبرة فيمسسا اعتسسبره الشرع ل‬ ‫فسي كسل أمسر مسن المور واعتبارهسا فسي هذا الموضوع‬

‫‪168‬‬

‫حرج عظيم وتعسير شديد فإن غالب النساء التساهل‬ ‫فسي كثيسر مسن المور الدينيسة ولو كانست العدالة معتسبرة‬ ‫فيهن ومسوغة لنزع أولدهن من أيديهن لم يبق صبي‬ ‫بيسسد أمسسه إل فسسي أندر الحوال وأقلهسسا فيكون فسسي ذلك‬ ‫أعظسسم جنايسسة على الصسسبيان بنزعهسسم ممسسن يرعسسى‬ ‫مصسالحهم ويدفسع مفاسسدهم ‪ ،‬وجنايسة على الم بتوليهسا‬ ‫بولدهسا والتفريسق بينهسا وبينسه ومخالفسة لمسا عليسه أهسل‬ ‫السلم سابقهم ولحقهم ] السيل الجرار ‪ . 2/439‬ويرى‬ ‫بعسسسض فقهاء الحنفيسسسة أن مطلق الفسسسسق ل يسسسسقط‬ ‫الحضانسسة وإنمسسا الفسسسق الذي يؤدي إلى إلحاق الضرر‬ ‫بالولد هسسو المسسسقط لهسسا فقسسد ورد فسسي حاشيسسة ابسسن‬ ‫عابدين ما يلي ‪:‬‬ ‫[ قال في البحر ‪ -‬من كتب الحنفية ‪ -‬وينبغي أن يكون‬ ‫المراد بالفسسسق فسسي كلمهسسم هنسسا الزنسسى المقتضسسي‬ ‫لشغال الم عسسن الولد بالخروج مسسن المنزل ونحوه ل‬ ‫مطلقسة الصسادق بترك الصسلة لمسا سسيأتي أن الذميسة‬ ‫أحسسق بولدهسا المسسلم مسا لم يعقسل الديان فالفاسسقة‬ ‫المسسسلمة أولى ‪ ...‬والحاصسسل أن الحاضنسسة إذا كانسست‬ ‫فاسقة فسقا ً يلزم منه ضياع الولد عندها يسقط حقها‬ ‫وإل فهسي أحسق بسه إلى أن يعقسل فينزع منهسا كالكتابيسة ]‬ ‫حاشية ابن عابدين ‪. 5/556‬‬ ‫*****‬ ‫كراهية الزوج مسوغ لطلب الطلق‬

‫هل يجوز للزوجة التي تكره زوجها أن تطالبه بالطلق‬ ‫وإذا رفسض زوجهسا تطليقهسا إل إذا دفعست له مبلغا ً مسن‬ ‫المال هل ما يأخذه من المال حلل له ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬الصسسل فسسي الزواج أن يكون عسسن توافسسق‬ ‫وتراض وإذا وقعسست كراهيسسة بيسسن الزوجيسسن أو كرهسست‬ ‫الزوجة زوجها فإنه يجوز لها أن تطالب زوجها بطلقها‬

‫‪169‬‬

‫بدون سسبب مشروع لمسا ورد فسي الحديسث عسن ثوبان‬ ‫رضسي الله عنسه قال ‪:‬قال رسسول الله صسلى الله عليسه‬ ‫وسسسلم ‪ (:‬أيمسسا امرأة سسسألت زوجهسسا الطلق مسسن غيسسر‬ ‫بأس فحرام عليهسسسا رائحسسسة الجنسسسة ) رواه أبسسسو داود‬ ‫والترمذي وابسن ماجسة والحاكسم وقال الترمذي حديسث‬ ‫حسسسسن وقال الحاكسسسم صسسسحيح على شرط الشيخيسسسن‬ ‫ووافقسسه الذهسسبي ‪ .‬وأمسسا إن كان هنالك سسسبب مشروع‬ ‫لطلبها الطلق فل بأس بذلك ومن السباب التي تجيز‬ ‫ذلك إذا وقسسع الشقاق والتنازع بيسسن الزوجيسسن وتعذرت‬ ‫سسبل الصسلح أو كرهت الزوجة زوجهسا وتعذر عيشهما‬ ‫سوية لسباب خلقية أو دينية أو صحية ونحو ذلك ‪.‬‬ ‫ويدل على جواز مطالبسسسة المرأة لزوجهسسسا أن يطلقهسسسا‬ ‫مقابسسل مال تدفعسسه إليسسه هسسو مسسا يسسسمى عنسسد الفقهاء‬ ‫َ‬ ‫سا ٌ‬ ‫ف‬ ‫معُْرو ٍس‬ ‫م َ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫ن فَإ ِ ْ‬ ‫بالخلع ‪ ،‬قوله تعالى ‪ (:‬الط َّلق ُس َ‬ ‫مَّرتَا ِس‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل لَك ُ َ‬ ‫ح ُّ‬ ‫م َّ‬ ‫موه ُ َّ‬ ‫سا‬ ‫ن‬ ‫ن تَأ ُ‬ ‫ن وََل ي َ ِ‬ ‫خذ ُوا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ح بِإ ِ ْ‬ ‫سري ٌ‬ ‫ح َ‬ ‫أوْ ت َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ما ءَاتَي َْت ُ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َس‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ما‬ ‫ن يَ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫شيْئًا إ ِ ّل أ ْ‬ ‫ما ُ‬ ‫حدُود َ الل ّسهِ فَإ ِس ْ‬ ‫خافَسا أ ّل يُقِي َس‬ ‫خفْت ُس ْ‬ ‫م أ ّل يُقِي ََس‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫حدُود ُ الل هِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ت ب ِهِ تِل ك ُ‬ ‫جنَا َ‬ ‫حدُود َ الل هِ فَل ُ‬ ‫ما افْتَد َ ْ‬ ‫ما فِي َ‬ ‫ح ع َليْه ِ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫حدُود َ الل ّسهِ فَأولَئ ِس َ‬ ‫ن)‬ ‫مو َس‬ ‫ن يَتَعَد َّ ُ‬ ‫م الظال ِ ُ‬ ‫ك هُس ُ‬ ‫فََل تَعْتَدُوهَسا وَ َ‬ ‫م ْس‬

‫سورة البقرة آية ‪. 229‬‬ ‫ويدل على ذلك أيضا ً مسا ورد فسي الحديسث الصسحيح عسن‬ ‫ابن عباس رضي الله عنهما ‪ :‬أن امرأة ثابت بن قيس‬ ‫جاءت إلى ر سول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ‪:‬‬ ‫يسا رسسول الله إنسي مسا أعيسب عليسه فسي خلق ول ديسن‬ ‫ولكني أكره الكفر في السلم فقال رسول الله صلى‬ ‫الله عليه وسلم ‪ 0 :‬أتردين عليه حديقته ؟ قالت ‪ :‬نعم‬ ‫‪ .‬فقال رسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم ‪ :‬إقبسل‬ ‫الحديقة وطلقها تطليقة ) رواه البخاري ‪.‬‬ ‫وينبغسسي على الرجسسل إذا طالبتسسه امرأتسسه أن يطلقهسسا‬ ‫مقابسسسل مال أن يقبسسسل ذلك ويطلقهسسسا ول ينبغسسسي له‬

‫‪170‬‬

‫إمسسساكها على خلف رغبتهسسا فليسسس مسسن المروءة أن‬ ‫يعيش رجل مع امرأة وهي له كارهة ‪.‬‬ ‫ومسسا يأخذه الرجسسل مسسن مال أو منافسسع مقابسسل تطليقسسه‬ ‫لزوجتسسسسه حلل له ول بأس بسسسسه ويدل على ذلك قوله‬ ‫ن َ‬ ‫سا فَكُلُوه ُس‬ ‫يءٍ ِ‬ ‫تعالى ‪ (:‬فَإ ِس ْ‬ ‫ه نَفْس ً‬ ‫من ْس ُ‬ ‫ن لَك ُس ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫م ع َس ْ‬ ‫ن طِب ْس َ‬ ‫مريئًا ) سورة النساء آية ‪. 4‬‬ ‫هَنِيئًا َ ِ‬ ‫ويدل على ذلك أيضا ً مسا ورد فسي الحديسث المتقدم مسن‬ ‫قول النسسبي صسسلى الله عليسسه وسسسلم لثابسست بسسن قيسسس‬ ‫( اقبسل الحديثسة وطلقهسا تطليقسة ) ‪ .‬وأمسا مقدار المال‬ ‫الذي يأخذه الزوج فسي المخالعسة فاختلف فيسه الفقهاء‬ ‫فمنهم من يرى أنه ل يجوز للزوج أن يأخذ من زوجته‬ ‫أكثسسر ممسسا أعطاهسسا مهرا ً ومنهسسم مسسن يرى جوز الزيادة‬ ‫على ذلك ‪ .‬ولكني أرى الرأي الول هو الصح فل يأخذ‬ ‫الزوج أكثر مما دفع لها في المهر ‪.‬‬ ‫ويؤيسسد ذلك مسسا ورد فسسي إحدى الروايات لحديسسث ابسسن‬ ‫عباس المتقدم فسسي قصسسة مخالعسسة ثابسست بسسن قيسسس‬ ‫وزوجتسه ‪ (:‬فأمسر الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم أن‬ ‫يأخسسذ منهسسا حديقتسسه ول يزداد ) رواه ابسسن ماجسسة وهسسو‬ ‫حديسسث صسسحيح كمسسا قال الشيسسخ اللبانسسي وفسسي روايسسة‬ ‫أخرى ( ففرق بينهمسسسا رسسسسول الله صسسسلى الله عليسسسه‬ ‫وسسلم وقال ‪ :‬خسذ مسا أعطيتهسا ول تزدد ) رواه البيهقسي‬ ‫وله شواهد تقويه ‪.‬‬ ‫وفي رواية أخرى ‪ (:‬أتردين عليه حديقته ؟ ثم قالت ‪:‬‬ ‫نعسم وزيادة ‪ ،‬فقال النسبي صسلى الله عليسه وسسلم ‪ :‬أمسا‬ ‫الزيادة فل ) رواه الدارقطني وقال إسناده صحيح ‪.‬‬ ‫وورد عن علي رضي الله عنه أنه قال ‪ ( :‬ل يأخذ منها‬ ‫فوق ما أعطاها ) رواه عبد الرزاق في المصنف ‪,‬‬ ‫وقال الزهري ‪ [:‬ل يحسسل له أن يأخسسذ منهسسا أكثسسر ممسسا‬ ‫أعطاها ] ‪.‬‬

‫‪171‬‬

‫وقال ميمون بسسن مهران ‪ [:‬إن أخسسذ منهسسا أكثسسر ممسسا‬ ‫أعطاها لم يسرح بإحسان ] ‪.‬‬ ‫*****‬

‫الزواج الصوري‬

‫يقول السائل ‪ :‬ما الحكم فيمن يعقد عقد زواج صوري‬ ‫مسن أجسل تحقيسق غرض معيسن ريثمسا يحقسق غرضسه ثسم‬ ‫يطلقها أو العقد على فتاة لمدة محدودة ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن موضوع الزواج مسن المور المهمسة فسي‬ ‫حياة الناس ول يجوز أن تكون عقود الزواج عرضسسسسسسة‬ ‫للتلعسب فيهسا لمسا يتريسب على ذلك مسن أضرار بغسض‬ ‫النظسر عسن الغايسة مسن وراء ذلك ‪ ،‬فمثل ً إذا عقسد رجسل‬ ‫على امرأة عقدا ً صسوريا ً مسن أجسل الحصسول على هويسة‬ ‫أو جمع شمل أو الحصول على مال أو نحو ذلك ‪ ،‬فهذا‬ ‫ل يجوز وهو من المور المحرمة شرعا ً ويجب أن يعلم‬ ‫أن السسسلم قسسد قرر أن الغايسسة ل تسسبرر الوسسسيلة بسسل‬ ‫الواجسسسب أن تكون الغايسسسة شريفسسسة نسسسبيلة مشروعسسسة‬ ‫والوسسسيلة المؤديسسة إليهسسا كذلك هذا بالنسسسبة للشطسسر‬ ‫الول من السؤال ‪.‬‬ ‫وأمسا الشطسر الثانسي المتعلق بالزواج لمدة محدودة ثسم‬ ‫يطلقها بعد أن يحقق غرضه ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن فقهاء السسسسلم قرروا أن الصسسسل فسسسي‬ ‫عقد الزواج التأبيد لذلك قالوا إن العقد الذي ينص فيه‬ ‫على مدة معينسسة كسسسنة او سسسنتين يكون باطل ً ‪ ،‬وذلك‬ ‫لن المقصسسود بعقود الزواج تحقيسسق العشرة الدائمسسة‬

‫‪172‬‬

‫وإنجاب الولد وتربيتهسسم وغيسسر ذلك ولم يشرع الزواج‬ ‫لتحقيسسق متعسسة عابرة أو تحقيسسق غرض معيسسن كمسسن‬ ‫يذهبون إلى أمريكسسسسا مثل ً فيتزوج امراة مسسسسن أجسسسسل‬ ‫الحصسسسول على الجنسسسسية أو نحوهسسسا فهذا أمسسسر غيسسسر‬ ‫مشروع ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫الطلق الصوري‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬ذهسسب أحسسد الشخاص المتزوجيسسن إلى‬ ‫القاضسسي وأعلن أنسسه طلق زوجتسسه وحصسسل على ورقسسة‬ ‫تثبسست ذلك الطلق ويقول هذا الشخسسص أنسسه لم ينسسو‬ ‫طلق زوجتسه ولكسن طلقسه طلق صسوري مسن أجسل أن‬ ‫يحصسل على ورقسة تثبست الطلق لتقوم زوجتسه بتقديسم‬ ‫تلك الورقسسسسسة إلى مؤسسسسسسسة التأميسسسسسن أو الشؤون‬ ‫الجتماعيسة للحصسول على راتسب شهري لهسا ولولدهسا‬ ‫بحجسسة أنهسسا مطلقسسة وهذان الزوجان يسسستمران فسسي‬ ‫الحياة بشكل طبيعي فما الحكم في ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن رابطسة الزوجيسة رابطسة وثيقسة مقدسسة‬ ‫ومحترمسسة ول يجوز شرعا ً التلعسسب بهسسا مهمسسا كانسست‬ ‫الغايسسة مسسن ذلك وإن ممسسا يؤسسسف له أن كثيرا ً مسسن‬ ‫الزواج ل يقدرون هذه الرابطسة حسق تقديرهسا وصساروا‬ ‫يتلعبون بألفاظ الطلق لغايات وأهداف دنيوية فاسدة‬ ‫فهذا يتزوج زواجا ً صوريا ً كما يدعي ليحصل على هوية‬ ‫وذاك يطلق طلقا ً صسسوريا ً كمسسا يد ّسسعي للحصسسول على‬ ‫أموال أو لجسسسل أن يتزوج ثانيسسسة لن القانون ل يجيسسسز‬ ‫التعدد ‪ .‬وهكذا صسسرنا نسسسمع عسسن حالت فيهسسا تلعسسب‬ ‫واضسح بالنكاح والطلق ويجسب أن يعلم أول ً أنسه ل يجوز‬ ‫ذلك مهما كانت المسوغات التي يظن كثير من الناس‬

‫‪173‬‬

‫أنهسسا تجيسسز لهسسم ذلك التلعسسب بحجسسة أن نيتهسسم عدم‬ ‫الطلق وإنما يريدون التحايل على القانون فقط ‪.‬‬ ‫ويدل على ذلك مسا ورد فسسي الحديسث عسن أبسي هريرة‬ ‫رضسي الله عنسه أن رسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫قال ‪ (:‬ثلث جدهسسن جسسد وهزلهسسن جسسد الطلق والنكاح‬ ‫والرجعسة ) ‪ .‬رواه ابسو داود والترمذي وابسن ماجسة وهسو‬ ‫حديث حسن وقد ورد عن الحسن البصري رحمه الله‬ ‫أنه قال ‪ [:‬كان الرجل في الجاهلية يطلق فيقول كنت‬ ‫لعبا ً ويعتسق ثسم يراجسع ويقول كنست لعبا ً فأنزل الله ‪(:‬‬ ‫ت الل ّسسَهِ هُُزوًا ) ‪ .‬فقال صسسلى الله عليسسه‬ ‫وََل تَت َّ ِ‬ ‫خذ ُوا ءَايَا ِسس‬ ‫وسلم ‪ (:‬ثلث جدهن جد ‪ ...‬الخ الحديث ) ابطال ً لمر‬ ‫الجاهليسة ] ‪ .‬رواه ابسن أبسي شيبسة فسي المصسنف وهسو‬ ‫مرسسسل صسسحيح السسسناد إلى الحسسسن وروى مالك فسسي‬ ‫الموطسسأ عسسن سسسعيد بسسن المسسسيب قال ‪ [:‬ثلث ليسسس‬ ‫فيهن لعب النكاح والطلق والعتق ] ‪.‬‬ ‫وروى الحسسن عسن أبسي الدرداء رضسي الله عنسه قال ‪[:‬‬ ‫ثلث ل يلعسب بهسن النكاح والطلق والعتاق ] رواه ابسن‬ ‫أبسي شيبسة فسي المصسنف وإسسناده صسحيح إلى الحسسن‬ ‫كما قال الشيخ اللباني ‪.‬‬ ‫وبناء على مسسا تقدم ل يجوز التلعسسب بالطلق مهمسسا‬ ‫كانت المغريات تدفع لذلك ‪.‬‬ ‫فإذا ذهب الزوج إلى القاضي وأعلن أمام القاضي أنه‬ ‫طلق زوجته فإن الطلق يقع وتحسب عليه طلقة وإن‬ ‫كان ل يقصسسد ذلك وإنمسسا قصسسده الحصسسول على ورقسسة‬ ‫تثبست أنسه طلق زوجتسه لتقدمهسا الزوجسة إلى مؤسسسات‬ ‫التأمين أو الشؤون الجتماعية للحصول على راتب لها‬ ‫ولولدها بحجة انها مطلقة مع استمرار الزوجين في‬ ‫حياتهما الزوجية فإنه إذا حصل ذلك وكان الطلق بائناً‬ ‫فإن الزوجين يتعاشران بالحرام ‪ .‬وعلى من فعل ذلك‬

‫‪174‬‬

‫أن يجدد عقسسد الزواج وأن يتوب إلى الله توبسسة صسادقة‬ ‫ويندم على ما فات ‪.‬‬ ‫*****‬

‫ميراث الزوجة من زوجها المتوفى قبل الدخول‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬عقسسد شخسسص على امرأة ثسسم توفسسي‬ ‫الزوج قبل الدخول فما هو حقها في المهر وهل ترث‬ ‫منه ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬اتفسسق العلماء أنسسه إذا مات أحسسد الزوجيسسن‬ ‫فيجسب المهسر كامل ً ولو كان ذلك قبسل الدخول مسا دام‬ ‫أن المهسر قسد سسمي فسي العقسد ‪ .‬قال ابسن رشسد رحمسه‬ ‫الله ‪ [:‬واتفسسسق العلماء على أن الصسسسداق يجسسسب كله‬ ‫بالدخول أو الموت ] بدايسة المجتهسد ‪ . 6/409‬وقال بعسض‬ ‫أهسل العلم ‪ [:‬إن المهسر صسار واجبا ً بالعقسد والعقسسد لم‬ ‫ينفسخ بالموت بل انتهى نهايته لنه عقد للعمر فتنتهي‬ ‫نهايتسه عنسد انتهاء العمسر وإذا انتهسى يتأكسد فيمسا مضسى‬ ‫ويتقرر بجميسع مسا يسستوجبه ولن كسل المهسر لمسا وجسب‬ ‫بنفسسس العقسسد صسسار دينا ً فسسي ذمسسة الزوج ‪ ،‬والموت ل‬ ‫يكون مسسسقطا ً للديسسن فل يسسسقط شيسسء مسسن المهسسر‬ ‫بالموت ] المفصل في أحكام المرأة ‪. 7/90‬‬ ‫وقسسد أخسسذ قانون الحوال الشخصسسية المعمول بسسه فسسي‬ ‫المحاكسم الشرعيسة بمسا اتفسق عليسه الفقهاء ونسص على‬ ‫أن الموت سسبب لوجوب كامسل المهسر كسم أشارت إلى‬ ‫ذلك المادة ‪ 48‬من القانون المذكور ويدل على ذلك ما‬ ‫ورد في الحديث عن علقمة قال ‪ (:‬أتي عبد الله يعني‬ ‫ابسن مسسعود ‪ -‬فسي امرأة تزوجهسا رجسل ثسم مات عنهسا‬

‫‪175‬‬

‫ولم يفرض لهسسسا صسسسداقا ً ولم يكسسسن دخسسسل بهسسسا قال ‪:‬‬ ‫فاختلفوا إليسه فقال ‪ :‬أرى لهسا مثسل مهسر نسسائها ولهسا‬ ‫الميراث وعليهسسسا العدة فشهسسسد معقسسسل بسسسن سسسسنان‬ ‫الشجعسسي أن الرسسسول قضسسى فسسي بروع بنسست واشسسق‬ ‫بمثل ما قضى ) وهو حديث صحيح ‪.‬‬ ‫وأما بالنسبة لميراث الزوجة من زوجها المتوفى قبل‬ ‫الدخول بها فل شك أن الزوجة ترث من زوجها سواء‬ ‫توفسسسي قبسسسل الدخول أو بعده وقسسسد قررت الشريعسسسة‬ ‫السسلمية أن من أسباب الرث الزوجية فقد قال الله‬ ‫ف ما تر َس َ‬ ‫م‬ ‫م إ ِس ْ‬ ‫ك أْزوَا ُ‬ ‫ن ل َس ْ‬ ‫سسبحانه وتعالى ‪ (:‬وَلَك ُس ْ‬ ‫جك ُس ْ‬ ‫م ن ِس ْ‬ ‫ص ُ َس َ َ‬ ‫م َّ‬ ‫ن لَه ُ َّ‬ ‫ن لَه ُ َّ‬ ‫ن‬ ‫ن ِ‬ ‫م الُّربُعُ ِ‬ ‫ن كَا َ‬ ‫ن وَلَد ٌ فَإ ِ ْ‬ ‫ن وَلَد ٌ فَلَك ُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما تََرك ْ َ‬ ‫يَك ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫م َّ‬ ‫ن وَلَه ُ َّ‬ ‫م‬ ‫ن الُّرب ُعُ ِ‬ ‫صيَّةٍ يُو ِ‬ ‫بَعْد ِ و َ ِ‬ ‫م إِ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ما تََركْت ُ ْ‬ ‫صي َ‬ ‫ن بِه َا أوْ دَي ْ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫م وَلَد ٌ فَلَهُس َّ‬ ‫م‬ ‫ن ِ‬ ‫ن كَا َس‬ ‫م وَلَد ٌ فَإ ِس ْ‬ ‫ما تََركْت ُس ْ‬ ‫م َّس‬ ‫ن الث ّ ُ‬ ‫ن لَك ُس ْ‬ ‫ن لَك ُس ْ‬ ‫م ُس‬ ‫يَك ُس ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‪ ) ...‬سسورة النسساء آيسة‬ ‫م نْس بَعْد ِ وَس ِ‬ ‫ِ‬ ‫صو َ‬ ‫صيَّةٍ تُو ُس‬ ‫ن بِهَسا أوْ دَي ْس ٍ‬

‫‪. 12‬‬ ‫ول شك أن كلمة أزواجكم تشمل ما كان بعد الدخول‬ ‫وقبسسسل الدخول والزوجسسسة تكون زوجسسسة بمجرد العقسسسد‬ ‫الصحيح فإذا كان العقد صحيحا ً صارت زوجة ولها حق‬ ‫الرث واليسسسة واضحسسسة الدللة على مشروعيسسسة الرث‬ ‫بالنكاح سسسواء حصسسل فيسسه دخول أو لم يحصسسل وقسسد‬ ‫قضسى النسبي صسلى الله عليسه وسسلم لبروع بنست واشسق‬ ‫بالميراث وكان زوجها قد مات عنها قبل أن يدخل بها‬ ‫كما سبق في الحديث ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪176‬‬

‫المهر المؤجل بعد وفاة الزوجة‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬مسسا حكسسم المهسسر المؤجسسل إذا ماتسست‬ ‫الزوجة ؟‬ ‫الـــجواب ‪ :‬إن المهسسسر حسسسق مسسسسن حقوق السسسسزوجة‬ ‫ساءَ‬ ‫الواجسبة على زوجها يقسول الله تسعالى ‪ (:‬وَءَاتُوا الن ِّ َ‬ ‫صدُقَاتِهِ َّ‬ ‫ة)‪.‬‬ ‫حل َ ً‬ ‫ن نِ ْ‬ ‫َ‬

‫وقد اتفق العلماء على أنه يجوز التعجيل والتأجيل في‬ ‫المهر المسمى في عقد الزواج فيصح أن يكون بعض‬ ‫المهسر معجل ً وبعضسه مؤجل ً على حسسب مسا يتسم عليسه‬ ‫التفاق عنسسد عقسسد الزواج وسسسواء كان المهسسر معجل ً أو‬ ‫مؤجل ً فهو حق ثابت للزوجة ودين واجب لها في ذمة‬ ‫الزوج ‪.‬‬ ‫ومن المعلوم أن العرف في بلدنا جرى على أن يكون‬ ‫جزء مسسن المهسسر مؤجل ً تأجيل ً مطلقا ً وفسسي هذه الحالة‬ ‫يجب المهر المؤجل للمرأة في حالتين وهما ‪:‬‬ ‫الطلق والوفاة فإذا طلق الزوج امرأتسسسه وجسسسب لهسسسا‬ ‫المؤجسسل مسسن مهرهسسا وكذا إذا مات زوجهسسا وجسسب لهسسا‬ ‫المهسر المؤجسل ويخرج مسن التركسة قبسل توزيعهسا على‬ ‫الورثة ‪.‬‬ ‫وكذلك إذا ماتست الزوجسة ولهسا مهسر مؤجسل فسي ذمسة‬ ‫زوجهسا فيكون مهرهسا المؤجسل مسن ضمسن تركتهسا ويوزع‬ ‫على الورثة بقدر نصيب كل منهم ‪.‬‬ ‫وقد نصت المادة " ‪ " 46‬من قانون الحوال الشخصية‬ ‫المعمول بسسه فسسي المحاكسسم الشرعيسسة عندنسسا على ذلك‬ ‫( ‪ ...‬وإذا لم يكن الجل معينا ً اعتبر المهر مؤجل ً إلى‬ ‫وقوع الطلق أو وفاة أحد الزوجين ) ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪177‬‬

‫اشتراط الزوجة الثانية طلق الولى‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬رجسسل متزوج ورغسسب أن يتزوج بثانيسسة‬ ‫فاشترطت عليه أن يطلق الولى فما حكم ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل يجوز شرعا ً للمرأة أن تقرن موافقتهسسسسسا‬ ‫على الزواج بشرط أن يطلق الرجسسسل زوجتسسسه الولى‬ ‫وإن حصل ذلك فالشرط باطل ويدل على ذلك ما ورد‬ ‫فسي الحديسث عسن أبسي هريرة رضسي الله عنسه أن النسبي‬ ‫صسسلى الله عليسسه وسسسلم قال ‪ (:‬ل يحسسل لمرأة تسسسأل‬ ‫طلق أختهسا لتسستفرغ صسحفتها فإنمسا لهسا مسا قدر لهسا )‬ ‫رواه البخاري مسلم ‪.‬‬ ‫وفسسي روايسسة أخرى صسسحيحة ‪ (:‬نهسسى النسسبي صسسلى الله‬ ‫عليه وسلم أن تشترط المرأة طلق أختها ) ‪.‬‬ ‫وفسي روايسة ثالثسة ‪ (:‬أن النسبي صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫نهسى أن يخطسب الرجسل على خطبسة أخيسه أو يسبيع على‬ ‫بيعسسه ول تسسسأل المرأة طلق أختهسسا لتكتفسسي مسسا فسسي‬ ‫صسحفتها أو إنائهسا فإنمسا رزقهسا على الله تعالى ) رواه‬ ‫البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫وظاهسر هذه الحاديسث تحريسم اشتراط المرأة زواجهسا‬ ‫بطلق زوجهسسسا للزوجسسسة الولى والمراد بأختهسسسا فسسسي‬ ‫الحديسسث الضرة فل يجوز للمرأة أن تسسسأل زوجهسسا أن‬ ‫يطلق ضرتها لتنفرد به وحدها ‪.‬‬ ‫*****‬

‫الزواج أولى من الدراسة‬

‫تقول السسسائلة ‪ :‬إنهسسا طالبسسة جامعيسسة وتقدم لخطبتهسسا‬ ‫شاب ترضاه لنفسها فأيهما أولى مواصلة الدراسة أم‬ ‫الزواج ؟‬

‫‪178‬‬

‫الجواب ‪ :‬أن الولى فسسسي حسسسق هذه الفتاة أن تتزوج‬ ‫فإن الزواج مقدم على التعليسسسسم والزواج قسسسسد يفوت‬ ‫والتعليم يمكن استدراكه وقد حث السلم على تزويج‬ ‫الفتاة إذا تقدم لها خطاب كفؤ ‪.‬‬ ‫فقسد ورد فسي السسحديث قولسسه عليسه الصسلة والسسلم ‪(:‬‬ ‫إذا أتاكسم مسن ترضون دينسه وخلقسه فأنكحوه إل تفعلسسوه‬ ‫تكن فتنة في الرض وفساد كبير ) رواه الترمذي وهو‬ ‫حديث حسن ‪.‬‬ ‫وقسد روي فسي حديسث آخسر أن الرسسول صسلى الله عليسه‬ ‫وسلم قال ‪ (:‬يا علي ثلث ل تؤخرها ‪ :‬الصلة إذا أتت‬ ‫والجنازة إذا حضرت واليسسسسسسسم إذا وجدت كفؤا ً ) رواه‬ ‫الترمذي وقال حسن غريب ‪ .‬واليم ‪ :‬هي المرأة التي‬ ‫ل زوج لها ‪.‬‬ ‫وبهذا يظهسسسر أن الزواج مقدم على الدراسسسسة والتعلم‬ ‫وهسو الصسلح للمراة خاصسة فسي هذا الزمان الذي كثسر‬ ‫فيسسه الفسسساد فسسي مجال التعليسسم وغيره مسسن مجالت‬ ‫الحياة ‪.‬‬ ‫والزواج فيسسسه محافظسسسة على المرأة وانسسسسجام مسسسع‬ ‫طبيعتها ووظيفتها الساسية وقد يكون الستمرار في‬ ‫التعلم سسسسببا ً مسسسن أسسسسباب عدم الزواج وخاصسسسة إذا‬ ‫واصسسلت المرأة تعليمهسسا إلى مراحسسل عليسسا لنهسسا حينئذ‬ ‫تتقدم بهسسسا السسسسن وتقسسسل الرغبسسسة فسسسي الزواج منهسسسا‬ ‫فالفضل لهذه الفتاة أن تتزوج ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫زواج البنت الصغرى قبل البنت الكبرى‬

‫تقول السسسائلة ‪ :‬إن لهسسا أخوات أكسسبر منهسسا سسسنا ً وتقدّم‬ ‫شاب لخطبتهسا فرفسض والدهسا أن يزوجهسا حتسى تتزوج‬ ‫أخواتها الكبر منها سنا ً فما الحكم في ذلك ؟‬

‫‪179‬‬

‫الجواب ‪ :‬إن مسسسن العادات السسسسيئة المنتشرة فسسسي‬ ‫مجتمعنسا امتناع الب عسن تزويسج البنست الصسغرى قبسل‬ ‫البنسست الكسسبرى وقسسد يؤدي هذا التصسسرف الخاطسسئ إلى‬ ‫عدم زواج الثنتيسن وهذا فيسه مفاسسد كسبيرة ‪ ،‬والصسل‬ ‫فسي هذه المسسألة مسا جاء فسي الحديسث عسن أبسي حاتسم‬ ‫المزنسسي أن الرسسسول صسسلى الله عليسسه وسسسلم قال ‪- :‬‬ ‫( إذا أتاكسم مسن ترضون دينسه وخلقسه فأنكحوه ‪ ،‬وإن ل‬ ‫تفعلوا تكسن فتنسة وفسساد كسبير ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يسا رسسول الله‬ ‫وإن كان فيسسه ؟ قال ‪ :‬إذا جاءكسسم مسسن ترضون دينسسه‬ ‫وخلقسسسه فأنكحوه ‪ ...‬ثلث مرات ) رواه الترمذي وقال‬ ‫حديث غريب وحسنه الشيخ اللباني لشواهده ‪.‬‬ ‫فل ينبغسسي لهذا الب وأمثاله منسسع زواج الصسسغيرة قبسسل‬ ‫الكسبيرة لن البنست الصسغيرة قسد سساق الله إليهسا زوجاً‬ ‫والكسسبيرة يرزقهسسا الله زوجا ً إن شاء والمور كلهسسا بيسسد‬ ‫الله ‪ ،‬ولعسسل زواج الصسسغيرة يكون فاتحسسة خيسسر وسسسبباً‬ ‫لزواج الكبيرة والبنتان أمانة بيد الب فعليه أن يحسن‬ ‫القيام على هذه المانسسة فطالمسسا تقدم لبنتسسه الصسسغيرة‬ ‫النسسان الكفسؤ صساحب الخلق والديسن فل ينبغسي له أن‬ ‫يمتنع عن تزويجها ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪180‬‬

‫الرحلت المختلطة‬

‫تقول السسائلة ‪ :‬هسل يجوز للطالبسة الجامعيسة الشتراك‬ ‫في رحلة مختلطة مع الطلب ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل يجوز للطالبسة أو للطالب المشاركسة فسي‬ ‫رحلة مختلطسة بسل ذلك مسن المحرمات ويدل على ذلك‬ ‫أمور منها ‪:‬‬ ‫قوله صسلى الله عليسه وسسلم ‪ (:‬ل تسسافر المراة إل مسع‬ ‫ذي محرم ول يدخل عليها رجل إل ومعه محرم ) رواه‬ ‫البخاري ‪.‬‬ ‫ومنها أن الرحلت المختلطة فيها من المفاسد الشيء‬ ‫الكثيسر ونظرا ً لمسا تنطوي عليسه مثسل هذه الرحلت مسن‬ ‫الفتنسسة فل يجوز للباء أن يسسسمحوا لبناتهسسم أو لبنائهسسم‬ ‫بالمشاركسة فيهسا لن الرحلت المختلطسة بؤرة مسن بؤر‬ ‫الفسسساد التسسي تؤدي إلى أمور ل تُحمسسد عقباهسسا فيحرم‬ ‫الشتراك فيها ‪.‬‬ ‫*****‬

‫تقبيل النساء لقريبهن الغائب‬

‫تقول السسائلة ‪ :‬جرت العادة عندنسا أن يسستقبل الرجسل‬ ‫الغائب بالتقبيسسل فمسسا حكسسم تقبيسسل النسسساء القريبات‬ ‫لقريبهن ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬يحرم على الرجسسل أن يقبسسل غيسسر زوجتسسه‬ ‫ومحارمسه وكذلك المرأة يحرم عليهسا تقبيسل غيسر زوجهسا‬ ‫ومحارمهسا فتبادل القبلت عنسد قدوم المسسافر أو غيسر‬ ‫ذلك من المناسبات بين الرجل وقريباته من النساء أو‬

‫‪181‬‬

‫العكسسسسس كله محرم مسسسسا عدا المحارم منهسسسسن فيجوز‬ ‫للرجل أن يقبل ابنته وأخته وعمته وخالته وغيرهن من‬ ‫المحارم وكذلك يجوز للمرأة أن تقبسسسل اباهسسسا وأخاهسسسا‬ ‫وخالها وعمها وغيرهم من المحارم ويدل على ذلك ما‬ ‫ورد فسي الحديسث عسن عائشسة رضسي الله عنهسا قالت ‪(:‬‬ ‫مسسا رأيسست أحدا ً كان أشبسسه كلما ً وحديثا ً مسسن فاطمسسة‬ ‫برسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم وكانست إذا دخلت‬ ‫حب بهسسا وقام إليهسسا فقبلهسسا وأجلسسسها فسسي‬ ‫عليسسه ر ّسس‬ ‫حبسست بسسه وقامسست‬ ‫مجلسسسه ‪ ،‬وكان إذا دخسسل عليهسسا ر ّ‬ ‫فأخذت بيده وقبلتسسسسسسسه ) رواه أبسسسسسسسو داود والترمذي‬ ‫والبيهقسي وهسو حديسث صسحيح كمسا قال الشيبسخ اللبانسي‬ ‫وورد ‪ (:‬أن أبا بكر قبل ابنته عائشة على خدها ) رواه‬ ‫البخاري ‪ .‬ويشترط لجواز التقبيسسسسل بيسسسسن المحارم أن‬ ‫يكون ذلك بغير شهوة بحيث يأمن الشهوة على نفسه‬ ‫وعليهسا وأن تكون القبلة على الخسد أو على الرأس ول‬ ‫ينبغي التقبيل على الفم لنه يؤدي إلى تحريك الشهوة‬ ‫فينبغسي تركسه احتياطا ً ‪ .‬وأمسا إذا قبسل إحدى محارم مسع‬ ‫الشهوة فهو حرام ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫جلوس الطالبة مع مدرسها لوحدهما‬

‫تقول السسائلة ‪ :‬مسا هسو الحكسم فسي جلوس الطالبسة مسع‬ ‫مدرسها في مكتب لوحدهما بحجة السؤال عن المادة‬ ‫التي يدرسها ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن جلوس الطالبسة مسع السستاذ كمسا يحصسل‬ ‫فسي كثيسر مسن الجامعات فسي مكتبسه على انفراد ومسع‬ ‫إغلق الباب عليهما هو خلوة محرمة ولقوله صلى الله‬ ‫عليسسسه وسسسسلم ‪ (:‬ل يخلون رجسسسل بامرأة إل مسسسع ذي‬

‫‪182‬‬

‫محرم ) رواه البخاري ول يجوز لقوله صسسلى الله عليسسه‬ ‫وسسلم ‪ (:‬ل يخلون رجسل بامرأة إل ثالثهمسا الشيطان )‬ ‫رواه الترمذي وقال حسن صحيح ورواه أحمد والحاكم‬ ‫وصسسححه ‪ .‬فعلى الطالبسسة إذا أرادت السسستفسار مسسن‬ ‫أسستاذها فسي مكتبسه أن تصسحب زميلة لهسا حتسى تنتفسي‬ ‫الشبهة وقطعا ً لدابر الشيطان ودفعا ً للشبهات ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪183‬‬

‫تدريب رجل للفتيات على لعبة الكراتيه‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬هسسل يجوز لرجسسل مدرب للكراتيسسه أن‬ ‫يدرب فتيات على هذه الرياضة في صالة مغلقة ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن السسسلم حافسسظ على المرأة محافظسسة‬ ‫تامة ومن محافظته عليها أن جعل لها مجالت خاصة‬ ‫فسي عملهسا وشؤونهسا تتناسسب مسع طبيعسة المرأة وأمسر‬ ‫المرأة فسسي السسسلم قائم على السسستر والمحافظسسة ول‬ ‫شك أن تدريب الرجل للنساء في لعبة الكراتيه يتنافى‬ ‫مسع وضسع المرأة فسي الشرع وهسو أمسر محرم ل يجوز‬ ‫لمسسسا يترتسسسب على ذلك مسسسن انتهاك للحرمات ‪ ،‬فهذا‬ ‫يقتضسسي أن تظهسسر المرأة أمام الرجسسل الجنسسبي عنهسسا‬ ‫بملبسسس غيسسر شرعيسسة وكذلك فإنسسه يقتضسسي أن تقوم‬ ‫المرأة بحركات رياضيسسسة وغيسسسر ذلك مسسسن المفاسسسسد‬ ‫الكثيرة ‪.‬‬ ‫وهذا من جانب ومن جانب آخر فما هي حاجة الفتيات‬ ‫لرياضسة الكراتيسه والكراتيسه رياضسة فيهسا شدة وخشونسة‬ ‫وكسل ذلك ل يتناسسب مسع طبيعسة المرأة وفطرتهسا التسي‬ ‫فطرها الله عليها ‪.‬‬ ‫وخلصسة المسر أنسه يحرم على الرجسل أن يقوم بتدريسب‬ ‫الفتيات على الكراتيسسه أو غيرهسسا مسسن اللعاب ولو كان‬ ‫ذلك في صالة مغلقة ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪184‬‬

‫ذهاب المرأة إلى نوادي اللياقة البدنية‬

‫يقول السسسسسائل ‪ :‬هسسسسل يجوز للمرأة أن تذهسسسسب إلى‬ ‫المسسابح ونوادي اللياقسة البدنيسة لتسسبح ولتخفسف مسن‬ ‫وزنها حتى تكون رشيقة الجسم ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬يحرم على المرأة المسسسسسسسسسسلمة أن ترتاد‬ ‫المسسسسابح ونوادي اللياقسسسة البدنيسسسة لتسسسسبح أو لتقوم‬ ‫بتماريسن رياضيسة لتخفيسف وزنهسا أو مسا شابسه ذلك لمسا‬ ‫يترتسسب على ذلك مسسن تهتسسك وتبذل سسسواء كانسست هذه‬ ‫الماكسن عامسة يدخلهسا الرجال والنسساء على حسد سسواء‬ ‫أو كانسست خاصسسة بالنسسساء ودليسسل ذلك مسسا ورد مسسن‬ ‫الحاديسسث التسسي تمنسسع المرأة المسسسلمة أن تخلع ثيابهسسا‬ ‫في غير بيت زوجها ومنها ‪:‬‬ ‫عن أبي المليح الهذلي أن نساء من أهل حمص أو من‬ ‫أهسل الشام دخلن على عائشسة رضسي الله عنهسا فقالت‬ ‫‪ :‬أنتسسن اللتسسي يدخلن نسسائكن الحمامات ؟ سسسمعت‬ ‫رسسسول الله صسسلى الله عليسسه وسسسلم يقول‪ (:‬مسسا مسسن‬ ‫امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إل هتكت الستر‬ ‫بينهسسا وبيسسن ربهسسا ) رواه الترمذي وقال حديسسث حسسسن‬ ‫ورواه أبسو داود وابسن ماجسة والحاكسم وقال صسحيح على‬ ‫شرطهمسسا وقال الشيسسخ اللبانسسي صسسحيح انظسسر صسسحيح‬ ‫الترغيب والترهيب ص ‪. 71‬‬ ‫وفسي حديسث آخسر عسن أم سسلمة قالت سسمعت رسسول‬ ‫الله صسلى الله عليسه وسسلم يقول ‪ (:‬أيمسا امراة نزعست‬ ‫ثيابها في غير بيتها خرق الله عنها ستره ) رواه أحمد‬ ‫وأبسسو يعلي والطسسبراني وقال الشيسسخ اللبانسسي ‪ :‬حديسسث‬ ‫حسن ‪ .‬صحيح الترغيب والترهيب ص ‪. 72‬‬ ‫وعسن أم الدرداء قالت ‪ (:‬خرجست مسن الحمام فلقينسي‬ ‫رسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم فقال ‪ :‬مسن أيسن يسا‬ ‫أم الدرداء ؟ قالت ‪ :‬مسن الحمام ‪ .‬قال ‪ :‬والذي نفسسي‬

‫‪185‬‬

‫بيده مسا مسن امرأة تضسع ثيابهسا فسي غيسر بيست مسن بيوت‬ ‫أمهاتها وإل وهي هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن )‬ ‫رواه أحمد بإسناد صحيح ‪.‬‬ ‫وعن جابر رضي الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى‬ ‫الله عليسه وسسلم ‪ (:‬مسن كان يؤمسن بالله واليوم الخسر‬ ‫فل يدخسسسسل حليلتسسسسه الحمام ‪ ) ...‬رواه الحاكسسسسم وقال‬ ‫صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي ‪.‬‬ ‫والمراد بالحمام فسسي هذه الحاديسسث هسسو الحمام الذي‬ ‫يكون خارج المنزل كالحمامات العامسسسة التسسسي كانسسست‬ ‫معروفة في المدن في فترات سابقة ‪.‬‬ ‫وقال صاحب عون المعبود ‪ [:‬إل هتكت الستر وحجاب‬ ‫الحياء وجلباب الدب ومعنسى التهتسك خرق السستر عمسا‬ ‫وراءه مسا بينهسا وبيسن الله تعالى لنهسا مأمورة بالتسستر‬ ‫والتحفسظ مسن أن يراهسا أجنسبي حتسى ل ينبغسي لهسن أن‬ ‫يكشفسسن عورتهسسن فسسي الخلوة إل عنسسد أزواجهسسن فإذا‬ ‫كشفسست أعضاءهسسا فسسي الحمام فسسي غيسسر ضرورة فقسسد‬ ‫هتكت الستر الذي أمرها الله تعالى به ] عون المعبود‬ ‫‪. 11/32‬‬ ‫ول يقولن قائل إن هذه الحاديسسسسث قسسسسد وردت فسسسسي‬ ‫الحمام فقسسط ول دليسسل فيهسسا على المسسسابح أو نوادي‬ ‫اللياقسة لننسا نقول إن المسسابح ونوادي اللياقسة البدنيسة‬ ‫في معنى الحمامات العامة بل قد تكون أولى بالحكم‬ ‫من الحمام ‪.‬‬ ‫ومسسن جانسسب آخسسر فإن التحريسسم فسسي هذه المسسسألة له‬ ‫جانسب آخسر وهسو سسد الذرائع فإن الشريعسة السسلمية‬ ‫تسسسعى دائما ً إلى سسسد الطرق المفضيسسة إلى الفسسساد‬ ‫سبُّوا‬ ‫والفسسساد والحرام كمسسا قسسسال الله تعالى ‪ (:‬وََل ت َسس ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫نس ِ‬ ‫ال ّذِي نَس يَدْع ُو َ‬ ‫ن الل ّسهِ فَي َس ُ‬ ‫سبُّوا الل ّس َ‬ ‫م نْس دُو ِس‬

‫عل ْسم ٍ )‬ ‫عَدْوًا بِغَيْرِ ِ‬

‫فالله سبحانه وتعالى حرم سب آلهة المشركين لكونه‬

‫‪186‬‬

‫ذريعسسسة إلى سسسسب الله تعالى وكذلك نقول هنسسسا ‪ :‬إن‬ ‫ذهاب النسساء إلى المسسابح ونوادي اللياقسة البدنيسة لو‬ ‫سلمنا أنه جائز لمنعنا منه لنه يفضي إلى الفساد ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫من هو المحرم‬

‫تقول السسسائلة ‪ :‬مسسن هسسو المحرم وهسسل تكون البنسست‬ ‫الصغيرة محرما ً ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬اختلف العلماء فسي تحديسد مسن هسو المحرم‬ ‫بناء على اختلف فهمهسسسم للحاديسسسث التسسسي ورد فيهسسسا‬ ‫المحرم ومنها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬عن ابن عمر أن الرسول عليه الصلة والسلم قال‬ ‫‪ (:‬ل تسسافر المرأة ثلثا ً إل ومعهسا ذو محرم ) رواه‬ ‫مسلم وبمعناه وردت أحاديث كثيرة ‪.‬‬ ‫‪ .2‬عسن أبسي سسعيد أنسه سسمع الرسسول صسلى الله عليسه‬ ‫وسسلم يقول ‪ (:‬ل تسسافر المرأة يوميسن مسن الدهسر إل‬ ‫ومعها ذو محرم منها أو زوجها ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫‪ .3‬وعنه أيضا ً أن الرسول عليه الصلة والسلم قال ‪(:‬‬ ‫ل يحسسل لمرأة تؤمسسن بالله واليوم الخسسر أن تسسسافر‬ ‫سسفرا ً يكون ثلثسة أيام فصساعدا ً إل ومعهسا أبوهسا أو ابنهسا‬ ‫أو زوجهسسسا أو ذو محرم منهسسسا ) رواه مسسسسلم ‪ .‬فمسسسن‬ ‫العلماء من يرى أن ضابط المحرم هم من يحرم عليه‬ ‫نكاح المرأة على التأبيسسسسد لذلك ل يعسسسسد زوج الخسسسست‬ ‫محرما ً قاله الحافسظ ابسن حجسر فسي فتسح الباري ‪. 4/448‬‬ ‫ومنهسسم مسسن يرى أن ضابسسط المحرم أعسسم مسسن ذلك‬ ‫فالمحرم هسسو الرجسسل الذي تحرم عليسسه المرأة بنسسسب‬ ‫كأبيهسا وأخيهسا أو سسبب مباح كالزوج وأبسي الزوج وابسن‬ ‫الزوج وكالبسن مسن الرضاع والخ مسن الرضاع ونحوهمسا‬ ‫‪ .‬ورى المام الشوكانسي أن الزوج يدخسل فسي مسسمى‬ ‫المحرم أو أنه يقوم مقامه أخذا ً بقوله صلى الله عليه‬

‫‪187‬‬

‫وسسلم ‪ (:‬ل يخلون رجسل بامرأة إل ومعهسا ذو محرم ول‬ ‫تسسافر المرأة إل مسع ذي محرم فقام رجسل فقال ‪ :‬يسا‬ ‫جة وإني اكتتبت في‬ ‫رسول الله إن امرأتي خرجت حا ّ‬ ‫غزوة كذا وكذا قال ‪ - :‬انطلق فحسج مسع امرأتسك ) رواه‬ ‫البخاري ومسسسسسسسسلم ‪ .‬ويرى الحنابلة أن المحرم الذي‬ ‫يشترط للسسسفر مسع المرأة للحسج يشمسل زوجهسا وأبسو‬ ‫زوجها ودخول الزوج في مفهوم المحرم مع كونه يحل‬ ‫لهسسا وتحسسل له لحصسسول المقصسسود بسسسفره معهسسا وهسسو‬ ‫حفظهسسا وصسسيانتها ويؤيسسد ذلك ظاهسسر النصسسوص التسسي‬ ‫ذكرت بعضهسسا سسسابقا ً ‪ .‬وعلى كسسل حال فإن المرأة ل‬ ‫تكون محرما ً للمرأة وإنما المحرم هو الرجل فقط ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫زوج الخت ليس محرما ً‬

‫هسسل يعتسسبر زوج الخسست محرما ً للمراة فسسي سسسفرها‬ ‫للحج ؟‬ ‫ً‬ ‫الجواب ‪ :‬إن زوج الخست ل يعتسبر محرما للمرأة فسي‬ ‫سسفرها للحسج أو لغيره وزوج الخست يعتسبر أجنسبيا ً عسن‬ ‫المرأة ل يجوز لهسسا أن تتكشسسف أمامسسه ‪ .‬ول يجوز أن‬ ‫يخلو بهسا ول يثبست له مسن الحكام التسي تثبست للمحارم‬ ‫وكونهسا محرمسة عليسه مسن حيسث الزواج ل يعنسي سسوى‬ ‫ذلك ‪ .‬وتلك الحرمسة حرمسة مؤقتسة فإذا ماتست زوجتسه أو‬ ‫طلقهسسسا فيجوز له أن يتزوج أختهسسسا ‪ .‬والمرأة ل تجسسسد‬ ‫محرما ً للحسسج فل يجسسب عليهسسا الحسسج لن مسسن ضمسسن‬ ‫السسستطاعة فسسي حسسق المرأة أن يكون للمرأة محرم‬ ‫فإن لم يوجسسد فل يجسسب عليهسسا الحسسج ‪ .‬ول بأس مسسن‬ ‫التذكير بمحارم المرأة وهم ‪:‬‬ ‫‪ .1‬الباء والجداد سواء من جهة الب أو من جهة الم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .2‬البناء وأبناء البناء وأبناء البنات ‪.‬‬

‫‪188‬‬

‫‪ .3‬الخوة مطلقا ً ‪.‬‬ ‫‪ .4‬العمام ويدخل في ذلك عم الب وعم الم ‪.‬‬ ‫‪ .5‬الخوال ويدخل في ذلك خال الب وخال الم ‪.‬‬ ‫‪ .6‬أبناء الخوة وأبناء أبنائهم وأبناء بناتهم‪.‬‬ ‫‪ .7‬أبناء الخوات وأبناء أبنائهم وأبناء بناتهن ‪.‬‬ ‫المحارم من المصاهرة ‪:‬‬ ‫‪ .1‬أبناء زوج المرأة وأبناء أبنائه وأبناء بناته ‪.‬‬ ‫‪ .2‬أبناء زوج المرأة وأجداده مسن جهسة الب ومسن جهسة‬ ‫الم ‪.‬‬ ‫‪ .3‬أزواج بنات المرأة وأزواج بنات أبنائها وأزواج بنات‬ ‫بناتها ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪189‬‬

‫ما يجوز للمحرم رؤيته‬

‫يقول السسائل ‪ :‬ماذا يجوز للمحارم أن يروا مسن المرأة‬ ‫؟‬ ‫الجواب ‪ :‬يقول الله تعالى ‪ (:‬وَقُ ْ‬ ‫ن‬ ‫منَا ِس‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ض ْ‬ ‫ت يَغْ ُ‬ ‫ل لِل ْ ُ‬ ‫ض َس‬

‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫جهُس َّ‬ ‫صارِه ِ َّ‬ ‫ما‬ ‫ِ‬ ‫ن فُُرو َ‬ ‫ن وَي َ ْ‬ ‫ن إ ِ ّل َس‬ ‫ن أب ْس َ‬ ‫م ْس‬ ‫ن زِينَتَهُس ّ‬ ‫ن وََل يُبْدِي َس‬ ‫حفَظ ْس َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جيُوبِهِسس َّ‬ ‫مرِه ِسس َّ‬ ‫ن‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫ظهََر ِ‬ ‫منْهَسسا وَلي َ ْ‬ ‫ن ع َلى ُ‬ ‫خ ُ‬ ‫ضرِب ْسس َ‬ ‫ن وَل يُبْدِي َسس‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن أوْ ءَابَاءِ بُعُولَتِهِسسس َّ‬ ‫ن أوْ ءَابَائِهِسسس َّ‬ ‫ن إ ِ ّل لِبُعُولَتِهِسسس َّ‬ ‫زِينَتَهُسسس َّ‬ ‫ن ‪) ...‬‬

‫سورة النور آية ‪. 31‬‬ ‫وقسسد اختلف أهسسل العلم فسسي تفسسسير قوله تعالى ‪ (:‬وََل‬ ‫َ‬

‫ن أَوْ ءَابَا ِء بُعُولَتِهِ َّ‬ ‫ن أَوْ ءَابَائِهِ َّ‬ ‫ن إ ِ ّل لِبُعُولَتِهِ َّ‬ ‫ن زِينَتَه ُ َّ‬ ‫ن ‪) ...‬‬ ‫يُبْدِي َ‬

‫على أقوال كثيرة أرجحهسسسسا ‪ :‬أنسسسسه يجوز للمحارم أن‬ ‫ينظروا مسن المرأة إلى مواضسع الزينسة وإلى مسا يظهسر‬ ‫غالبا ً عنسسد الخدمسسة كالرأس والشعسسر والعنسسق والخسسد‬ ‫والسساعد والكسف والسساق والركبسة وهذه العضاء يجوز‬ ‫النظسر إليهسا إذا كان النظسر بدون شهوة وأمسا مسع النظسر‬ ‫بشهوة فيحرم النظر من المحارم ‪.‬‬ ‫*****‬

‫حكم تناول الدوية التي تقلل الوزن‬

‫يقول السسائل ‪ :‬مسا حكسم اسستعمال الدويسة التسي تقلل‬ ‫الوزن ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل مانسسع مسسن اسسستعمال الدويسسة التسسي تقلل‬ ‫الوزن وتخفسسسف السسسسمنة بشرط أل يلحسسسق النسسسسان‬ ‫بنفسسسسه ضرر نتيجسسسة اسسسستعمال هذه الدويسسسة وكذلك‬ ‫يشترط أن يكون الدواء مما يجوز استعماله شرعا ً ‪.‬‬

‫‪190‬‬

‫ث السسسسلم على تقليسسسل الطعام وعلى عدم‬ ‫وقسسسد ح ّسسس‬ ‫الفراط فسسي تناول الطعمسسة وغالبا ً مسسا تكون السسسمنة‬ ‫ناتجة عن الكثار من الطعمة فقد جاء في الحديث أن‬ ‫الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم قال ‪ (:‬مسا مل آدمسي‬ ‫وعاءً شرا ً مسسن بطنسسه بحسسسب ابسسن آدم أكلت يقمسسن‬ ‫صسسلبه فإن كان ل محالة فثلث لطعامسسه وثلث لشرابسسه‬ ‫وثلث لنفسسسسسه ) رواه أحمسسسسد والترمذي والنسسسسسائي‬ ‫والحاكم وقال اللباني ‪ :‬صحيح ‪.‬‬ ‫وورد فسي الحديسث ‪ (:‬أن النسبي صسلى الله عليسه وسسلم‬ ‫رأى رجل ً عظيسم البطسن فقال بإصسبعه لو كان هذا فسي‬ ‫غير هذا لكان خيرا ً لك ) رواه أحمد والطبراني بإسناد‬ ‫جيد وقال الهيثمي رجاله رجل الصحيح ‪.‬‬ ‫وقال الشيسسخ السسساعاتي ‪ [:‬لو كان العظسسم فسسي غيسسر‬ ‫البطن من أعضائه ‪ ...‬كان خيرا ً لن عظم البطن يثقل‬ ‫الرجسسل ويضره ول يفيده لنسسه ينشسسأ عسسن كثرة الكسسل‬ ‫وكثرة الكسسل مذمومسسة فكأنسسه صسسلى الله عليسسه وسسسلم‬ ‫يحثسسه على التقليسسل مسسن الكسسل والشرب لنسسه أصسسح‬ ‫للبدن ) الفتح الرباني ‪. 17/218‬‬ ‫*****‬ ‫موقف السلم من تنظيم النسل‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬مسسا هسسو موقسسف السسسلم مسسن تنظيسسم‬ ‫النسل وتحديده ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن السسلم قسد اعتنسى بالنسسل والمحافظسة‬ ‫عليسسه بسسل إن المحافظسسة عليسسه مسسن مقاصسسد الشريعسسة‬ ‫السسسلمية وقسسد ورد فسسي ذلك كثيسسر مسسن النصسسوص‬ ‫الشرعية منها ‪:‬‬

‫‪191‬‬

‫َ‬ ‫ن‬ ‫سًل ِ‬ ‫سلْنَا ُر ُس‬ ‫‪ .1‬يقول الله سسسبحانه وتعالى ‪ (:‬وَلَقَد ْ أْر َس‬ ‫م ْس‬ ‫ْ‬ ‫ك وجعلْن ا لَه َ‬ ‫ة و ما كَا ن ل ِر سو َس‬ ‫ي‬ ‫م أْزوَا ًس‬ ‫لأ ْ‬ ‫جا وَذُّرِي َّ ً َس َ‬ ‫قَبْل ِس َ َ َ َ َس ُس ْ‬ ‫َس َ ُس ٍ‬ ‫ن يَأت ِس َ‬ ‫بآية إَّل بإذ ْن اللَّه لِك ُ ّ َ‬ ‫ب ) سورة الرعد آية ‪. 38‬‬ ‫ِ‬ ‫ل كِتَا ٌ‬ ‫لأ َ‬ ‫ج ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ ٍ ِ ِِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫شُروهُس َّ‬ ‫ما‬ ‫ن بَا ِ‬ ‫‪ .2‬ويقول سسبحانه وتعالى ‪ (:‬فَال َس‬ ‫ن وَابْتَغُوا َس‬ ‫َ‬ ‫م ) سورة البقرة آية ‪. 187‬‬ ‫كَت َ َ‬ ‫ه لَك ُ ْ‬ ‫ب الل ّ ُ‬

‫‪ .3‬وقال الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم ‪ (:‬يسا معشسر‬ ‫الشباب مسن اسستطاع منكسم الباءة فليتزوج فإنسه أغسض‬ ‫للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فليصم فإنه له‬ ‫وجاء ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫‪ .4‬وقال أيضا ً ‪ (:‬تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم المم‬ ‫يوم القيامة ) رواه ابن ماجة وغير ذلك من الحاديث ‪.‬‬ ‫ول شسسسك أن بقاء النوع النسسسساني مسسسن أهسسسم أغراض‬ ‫الزواج وبقاء النوع النسساني إنمسا يكون بدوام التناسسل‬ ‫فلذلك حث السلم على الزواج وعلى التناسل وبارك‬ ‫الولد ذكورا ً وإناثا ً ‪.‬‬ ‫وقد ظهرت دعوات كثيرة لتنظيم النسل أو تحديده أو‬ ‫قطعسه كليا ً فسي كثيسر مسن البلدان وأعدت لذلك برامسج‬ ‫كثيرة وأنفقست أموال طائلة واسستغلت وسسائل العلم‬ ‫لذلك وقامست بعسض الدول بتنظيسم الحملت المتعلقسة‬ ‫بذلك مسن أجسل تحديسد النسسل وتقليله ومسا يجري فسي‬ ‫مصر خير مثال على ذلك ‪.‬‬ ‫ولقسسسد قرر الفقهاء المعاصسسسرون أن تنظيسسسم النسسسسل‬ ‫بالنسبة للمة محرم ول يجوز إذا تبنته الدولة وفرضته‬ ‫على الناس بشكسل إجباري وأمسا إذا كان تنظيسم النسسل‬ ‫باختيار الزوجيسن فيجوز ذلك متسى كان لهمسا مسا يسبرره‬ ‫ويسوغه ‪.‬‬ ‫ويجسسسب أن يعلم أن هنالك فرقا ً واضحا ً بيسسسن تنظيسسسم‬ ‫النسل وبين وتحديد النسل فتنظيم النسل عبارة عن‬

‫‪192‬‬

‫تنظيم عملية النجاب باتباع وسائل معينة بحيث تكون‬ ‫هنالك مدة بين كل مولود وآخر ‪.‬‬ ‫وأما تحديد النسل فهو الوقوف بالنسل عند حد معين‬ ‫باسستعمال وسسائل وقائيسة أو علجيسة لقطسع النسسل كأن‬ ‫تنجب الزوجة ولدا ً واحدا ً فقط أو اثنين ‪.‬‬ ‫وتنظيـــم النســـل جائز إذا توفرت الدواعـــي‬ ‫لذلك كما سأبينها بعد قليل وأما تحديد النسل‬ ‫فهو محرم ول يجوز شرعا ً لما يلي ‪:‬‬ ‫أول ً ‪ :‬لن الوقوف بالنسسل عنسد حسد معيسن يؤدي إلى‬ ‫كسف أجهزة النسسل فسي النسسان عسن أدائهسا لوظائفهسا‬ ‫وإن تعاطسسي الوسسسائل التسسي تؤدي إلى قطسسع النسسسل‬ ‫كالختصاء أو استئصال الرحم ونحوه من الوسائل يعد‬ ‫تغييرا ً لخلق الله ‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬إن تحديد النسل فيه معارضة صريحة لقوانين‬ ‫الفطرة ووظائفهسا كمسا أن تحديسد النسسل خشيسة الفقسر‬ ‫فيسسه مسسساس بالعقيدة السسسلمية ومعارضسسة صسسريحة‬ ‫ليات الله البينات ‪.‬‬ ‫فالسلم جعل للولد حق الحياة ول يجوز لبيه وأمه أن‬ ‫يتعديسسسا على حياتسسسه بالقتسسسل أو الوأد كمسسسا كان يصسسسنع‬ ‫َ‬ ‫سَر ال ّذِي نَس قَتَلُوا‬ ‫الجاهليون الذين قال الله فيهم ‪ (:‬قَد ْ َ‬ ‫خ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه افْتَِراءً‬ ‫سفَهًا بِغَيْرِ ِ‬ ‫عل ْسم ٍ وَ َ‬ ‫م َس‬ ‫م الل ّس ُ‬ ‫ما َرَزقَهُس ُ‬ ‫موا َس‬ ‫حَّر ُ‬ ‫أوَْلدَهُس ْ‬ ‫عَلَى اللَّهِ ) سورة النعام آية ‪. 140‬‬ ‫َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ن‬ ‫م َ‬ ‫شي َ َ‬ ‫ق نَ ْ‬ ‫ة إِ ْ‬ ‫وقال تعالى ‪ (:‬وََل تَقْتُلُوا أوَْلدَك ُسسسس ْ‬ ‫ح ُسسسس‬ ‫مَل ٍسسسس‬ ‫م إ ِسس َّ‬ ‫خطْئًا كَبِيًرا ) سسسورة‬ ‫ن ِ‬ ‫م كَا َسس‬ ‫ن قَتْلَهُسس ْ‬ ‫م وَإِيَّاك ُسس ْ‬ ‫نَْرُزقُهُسس ْ‬

‫السراء آية ‪. 31‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬إن تحديسسسد النسسسسل فيسسسه معارضسسسة للنصسسسوص‬ ‫الشرعية الداعية إلى الكثار من النسل وقد سبق ذكر‬ ‫بعضها ‪.‬‬

‫‪193‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬إن تحديسسسد النسسسسل يعارض أمرا ً ضروريا ً مسسسن‬ ‫الضروريات الشرعيسة وهسو حفسظ النسسل لذلك ل يجوز‬ ‫تحديد النسل فهو من المحرمات ‪.‬‬ ‫وأمــا تنظيــم النســل مــن قبــل الزوجيــن إذا‬ ‫وجدت المســــــوغات له فجائز وأهــــــم هذه‬ ‫المسوغات ما يلي ‪:‬‬ ‫‪ .1‬الخشية على حياة الم أو صحتها من الحمل وتبعاته‬ ‫فإن الولدات المتكررة مرهقسسسة للمرأة فتحتاج المرأة‬ ‫إلى راحة بين الولدة والخرى وهذه الراحة قد تطول‬ ‫ما‬ ‫وقد تقصر حسب حالتها الصحية وقد قال تعالى ‪ (:‬وَ َ‬ ‫جعَ َ‬ ‫حَرٍج ) ‪.‬‬ ‫ن ِ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫ل ع َلَيْك ُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م فِي الدِّي ِ‬

‫‪ .2‬الخشيسسة على الولد أن تسسسوء تربيتهسسم أو أن‬ ‫تضطرب تربيتهم فقد روى أسامة بن زيد أن رجل ً جاء‬ ‫إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول الله‬ ‫أنسسي أعزل عسسن امرأتسسي ‪ ،‬فقال له صسسلى الله عليسسه‬ ‫وسسسلم ‪ :‬لم تفعسسل ذلك ؟ فقال الرجسسل ‪ :‬أشفسسق على‬ ‫أولدهسسا فقال صسسلى الله عليسسه وسسسلم ‪ (:‬لو كان ضاراً‬ ‫لضر فارس والروم ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫فكأن الرسسسول عليسسه الصسسلة والسسسلم رأى أن هذه‬ ‫الحالت الفردية ل تضر المة في مجموعها بدليل أنها‬ ‫لم تضر فارس والروم وهما أقوى دول الرض حينذاك‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .3‬الخشيسة مسن الوقوع فسي حرج دنيوي قسد يؤدي إلى‬ ‫الوقوع فسسي حرج دينسسي فيقسسع فسسي الحرام ويرتكسسب‬ ‫المحظورات من أجل الولد يقول الله سبحانه وتعالى‬ ‫َ‬ ‫سَر ) ‪.‬‬ ‫م الْعُ ْ‬ ‫م الْي ُ ْ‬ ‫ريد ُ بِك ُ ُ‬ ‫ه بِك ُ ُ‬ ‫‪ (:‬يُرِيد ُ الل ّ ُ‬ ‫سَر وََل ي ُ ِ‬

‫وخلصسسة القول أن هذه الحالت الفرديسسة هسسي التسسي‬ ‫يجوز فيهسا تنظيسم النسسل بشكسل اختياري مسن الزوجيسن‬

‫‪194‬‬

‫أمسا أن يكون ذلك سسياسة عامسة تفرضهسا الدولة على‬ ‫*****‬ ‫شعبها فل يجوز ذلك ‪.‬‬ ‫تحنيط الجنين‬

‫تقول السسائلة ‪ :‬إنهسا أسسقطت جنينا ً عمره سسبعة أشهسر‬ ‫فأخذه الطبيب لوضعه في المختبر فما حكم ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن مسسسا فعله الطسسسبيب مسسسن أخسسسذ الجنيسسسن‬ ‫ووضعسسه فسسي المختسسبر عمسسل محرم شرعا ً ل يجوز لن‬ ‫مثسل هذا الجنين ينبغسي أن يغسسل ويصسلى عليسه ويدفن‬ ‫وهذا هو حكم الجنين إذا كان قد مضى عليه في بطن‬ ‫أمسه أربعسة أشهسر فأكثسر فقسد ورد فسي الحديسث ‪... (:‬‬ ‫والسسسسقط يصسسسلى عليسسسه ويدعسسسى لوالديسسسه بالمغفرة‬ ‫والرحمة ) رواه أبو داود وابن حبان والحاكم والبيهقي‬ ‫وهو حديث صحيح كما قال الشيخ اللباني ‪.‬‬ ‫فالسسسقط إذا نفخسست فيسسه الروح يصسسلّى عليسسه وتُطب ّ سق‬ ‫عليسه الحكام الشرعيسة التسي تُطب ّسق على الميست البالغ‬ ‫وبالتالي ل يجوز تحنيطه ووضعه في المختبر ‪.‬‬ ‫وينبغسسي أن يعلم أن السسسلم قسسد احترم النسسسان حياً‬ ‫وميتا ً وتحنيط هذا الجنين امتهان لكرامته واعتداء على‬ ‫حرمتسه وقسد ورد فسي الحديسث ‪ :‬عسن عائشسة رضسي الله‬ ‫عنهسا أن الرسسول صسلى الله عليسه وسسلم قال ‪ (:‬كسسر‬ ‫عظم الميت ككسر عظم الحي ) ‪.‬‬ ‫وفسسي روايسسة أخرى ( فسسي الثسسم ) رواه أبسسو داود وابسسن‬ ‫ماجسة وأحمسد والبيهقسي وهسو حديسث صسحيح كمسا قال‬ ‫الشيخ اللباني ‪.‬‬ ‫لذلك يجسسب على والد الطفسسل أن يأخسسذ الجنيسسن مسسن‬ ‫الطبيب وأن يقوم بغسله وتكفينه والصلة عليه ودفنه‬ ‫في مقابر المسلمين ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪195‬‬

‫تسمية الولد بالسماء الجنبية‬

‫يقول السسسسائل ‪ :‬مسسسا حكسسسم تسسسسمية الولد بالسسسسماء‬ ‫الجنبية ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن مسن حقوق الولد على الباء أن يختاروا‬ ‫لهسسم أسسسماء حسسسنة فقسسد ورد فسسي الحديسسث عسسن أبسسي‬ ‫الدرداء رضسسي الله عنسسه قال ‪ :‬قال رسسسول الله صسسلى‬ ‫الله عليه وسلم ‪ (:‬إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم‬ ‫وأسسسماء آبائكسسم فأحسسسنوا أسسسمائكم ) رواه أبسسو داود‬ ‫بإسسسناد حسسسن ‪ .‬وهنالك أسسسماء مسسستحبة اسسستحبها‬ ‫الرسسسول صسسلى الله عليسسه وسسسلم فينبغسسي أن يسسسمى‬ ‫الولد بهسسا وهنالك أسسسماء غيرهسسا الرسسسول صسسلى الله‬ ‫عليسه وسسلم لكراهيتسه لهسا ‪ .‬فمسن السسماء المسستحبة‬ ‫المرغسب فيهسا مسا ثبست فسي الحديسث الصسحيح عسن ابسن‬ ‫عمسر رضسي الله عنسه قال ‪ :‬قال رسسول الله صسلى الله‬ ‫عليسسه وسسسلم ‪ (:‬إن أحسسب أسسسمائكم إلى الله عبسسد الله‬ ‫وعبد الرحمن ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫فهذا الحديث يفيد أن هذين السمين ‪ (:‬عبد الله وعبد‬ ‫الرحمسسن ) أفضسسل السسسماء ومسسن السسسماء المسسستحبة‬ ‫أيضا ً أسسماء النسبياء كإبراهيسم وموسسى وعيسسى ونوح‬ ‫ويونسس وغيرهسا ويدل على ذلك مسا ثبست فسي الحديسث‬ ‫عسن أبسي موسسى الشعري رضسي الله عنسه قال ‪ [:‬ولد‬ ‫لي غلم فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه‬ ‫إبراهيسسم وحنكسسه بتمرة ) رواه مسسسلم ‪ .‬ولمسسا ورد فسسي‬ ‫الحديسسث أن الرسسسول صسسلى الله عليسسه وسسسلم قال ‪(:‬‬ ‫تسسموا بأسسماء النسبياء وأحسب السسماء إلى الله عبسسد‬ ‫الله وعبد السرحمن وأصسدقها الحسارث وهمام وأقبحها‬ ‫حرب ومرة ) ] رواه أبسو داود والنسسائي وأحمسد وفسي‬ ‫سسسنده بعسسض الكلم وله شواهسسد تقويسسه ‪ ،‬قال المام‬

‫‪196‬‬

‫البغوي معلقا ً على هذا الحديسسث ‪ [:‬إنمسسا صسسار الحارث‬ ‫وهمام مسن أصسدق السسماء مسن أجسل مطابقسة السسم‬ ‫معناه لن الحارث الكاسسسسب يقال حرث الرجسسسل ‪ :‬إذا‬ ‫ث‬ ‫حْر َس‬ ‫ن يُرِيد ُ َ‬ ‫ن كَا َس‬ ‫كسسب قال الله سسبحانه وتعالى ‪َ (:‬‬ ‫م ْس‬ ‫حْرثِهِ ) ‪.‬‬ ‫اْل ِ‬ ‫ه فِي َ‬ ‫خَرةِ نَزِد ْ ل َ ُ‬

‫وهمام من هممت بالشيء ‪ :‬إذا أردته وما من أحد إل‬ ‫وهسو فسي كسسب أو يهسم بشيسء وإنمسا صسار حرب ومره‬ ‫مسن أقبسح السسماء لمسا فسي الحرب مسن المكاره وفسي‬ ‫مره مسن المرارة والبشاعسة ‪ ،‬وكان رسسول الله صسلى‬ ‫الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن والسم الحسن ]‬ ‫شرح السسنة ‪ 12/334‬ومسن السسماء التسي ل يجوز تسسمية‬ ‫الولد بها كل اسم معبد لغير الله سبحانه وتعالى مثل‬ ‫‪ :‬عبسد علي وعبسد الحسسين وعبسد النسبي ونحوهسا ‪ .‬ومنهسا‬ ‫أسماء الفراعنة والجبابرة كفرعون وقارون ونحوهما ‪،‬‬ ‫وأمسا السسماء الجنبيسة فإنسي أكره أن يسسمى بهسا أبناء‬ ‫المسلمين لن ذلك يدخل في التشبه بغير المسلمين‬ ‫وقسسد نهينسسا عسسن ذلك ‪ ،‬كمسسا أن فسسي السسسماء العربيسسة‬ ‫السلمية ما يغني عن التسمية بالسماء الجنبية ‪ .‬كما‬ ‫أن السماء المعروفة بين المسلمين لها معان ودللت‬ ‫معينة وليس كذلك السماء الجنبية ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫يحرم لعن المرأة لولدها‬

‫يقول السائل ‪ :‬ما حكم لعن المراة لولدها ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬اللعسسن هسسو البعاد مسسن رحمسسة الله سسسبحانه‬ ‫وتعالى واللعسن مسن المحرمات بسل مسن الكبائر فيحرم‬ ‫على المسسلم أن يلعسن شخصسا ً بعينسه ويحرم على هذه‬ ‫المرأة أن تلعسن أولدهسا ويدل على ذلك أحاديسث كثيرة‬ ‫منها ‪:‬‬

‫‪197‬‬

‫مسا رواه البخاري أن النسبي صسلى الله عليسه وسسلم قال‬ ‫‪ ... (:‬ومن لعن مؤمنا ً فسهو كقتلسه ) ‪.‬‬ ‫وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪(:‬‬ ‫ليسسسس المؤمسسسن بالطعان ول باللعان ول الفاحسسسش ول‬ ‫البذيء ) رواه الترمذي وابن حبان والحاكم وصححاه ‪.‬‬ ‫وروى المام مسلم في صحيحه عن زيد بن أسلم أن‬ ‫عبسد الملك بسن مروان بعسث إلى أم الدرداء بأنجاد مسن‬ ‫عنده فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك بن مروان‬ ‫فدعسا خادمسه فكأنسه أبطسأ عليسه فلعنسه فلمسا أصسبح قالت‬ ‫له أم الدرداء ‪ ،‬سمعت الليلة لعنت حين دعوته فقالت‬ ‫‪ :‬سمعت أبا الدرداء يقول ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬ ‫عليسه وسسلم ‪ (:‬ل يكون اللعانون شفعاء ول شهداء يوم‬ ‫القيامة ) والنجاد المذكورة في الحديث جمع نجد وهو‬ ‫متاع البيت الذي يزينه من فرش وستور ونحو ذلك ‪.‬‬ ‫قال المام النووي ‪ [:‬وأمسا قوله صلى الله عليسه وسسلم‬ ‫‪ (:‬أنهسم ل يكونون شفعاء ول شهداء ) فمعناه ‪ :‬ل‬ ‫يشفعون يوم القيمسسسة حيسسسن يشفسسسع المؤمنون فسسسي‬ ‫إخوانهم الذين استوجبوا يوم القيامة على المم بتبليغ‬ ‫رسسسلهم إليهسسم الرسسسالت ] شرح النووي على صسسحيح‬ ‫مسسلم ‪ . 16/115‬وقال عليسه الصسلة والسسلم ‪ (:‬إنسي لم‬ ‫أبعث لعانا ً وإنما بعثت رحمة ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وقال صلى الله عليه وسلم ‪ (:‬ل تتلعنوا بلعنة الله ول‬ ‫بغضسب الله ول بجهنسم ) ‪ .‬رواه الترنمذي وقال حديسث‬ ‫حسن صحيح ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ‪.‬‬ ‫وعسسن أبسسي الدرداء قال ‪ :‬قال رسسسول الله صسسلى الله‬ ‫عليسه وسسلم ‪ (:‬إن العبسد إذا لعسن شيئا ً صسعدت اللعنسة‬ ‫إلى السسماء فتُغلق أبواب السسماء دونهسا ثسم تهبسط إلى‬ ‫الرض فتُغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يميمنا ً وشمال ً فإذا‬ ‫لم تجسسد مسساغا ً رجعسست إلى الذي لعسن فإن كان لذلك‬

‫‪198‬‬

‫أهل ً وإل رجعت إلى قائلها) رواه أبو داود وأحمد وقال‬ ‫الشيخ اللباني حديث حسن ‪.‬‬ ‫وعسن ابسن عباس أن رجل ً لعسن الريسح فقال النسبي صسلى‬ ‫الله عليه وسلم ‪ (:‬ل تلعنها فإنها مأمورة إنه من لعن‬ ‫شيئا ً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه ) رواه أبو داود‬ ‫والترمذي وقال الشيخ اللباني أنه حديث صحيح ‪.‬‬ ‫والذي يؤخسذ مسن هذه الحاديسث حرمسة لعسن النسسان‬ ‫المعيسن وكذلك لعسن غيسر النسسان مثسل لعسن الريسح كمسا‬ ‫في الحديث الخير وورد في بعض الحاديث النهي عن‬ ‫لعن الحيوان فكل ذلك من اللعن المحرم ‪.‬‬ ‫قال المام البغوي ‪ [:‬اللعن المنهي عنه أن يلعن رجلً‬ ‫بعينسه مواجهسة برا ً كان أو فاجرا ً لن عليسه أن يوقسر البر‬ ‫ويرحسم الفاجسر فيسستغفر له فإذا لعنسه فسي وجهسه زاده‬ ‫ذلك شرا ً فأمسسا لعسسن الكفار على العموم والفجار كمسسا‬ ‫جاء في الحديث من لعن شارب الخمر ولعن الواصلة‬ ‫والمسسستوصلة وآكسسل الربسسا ونحوهسسا فغيسسر منهسسي عنسسه]‬ ‫شرح السنة ‪. 13/138‬‬ ‫أي أن لعسن الكفار والفجار دون تعييسن الشخاص جائز‬ ‫كأن تلعسن شارب الخمسر أو تلعسن آكسل الربسا لورود ذلك‬ ‫في الحديث ‪.‬‬ ‫وأخيرا ً فعلى هذه المرأة التسي لعنست أولدهسا أن تتوب‬ ‫إلى الله عسسز وجسسل توبسسة صسسادقة وتكثسسر مسسن الدعاء‬ ‫ولولدها ويجب عليها أن ل تعود إلى لعن أولدها ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫الكذب عى الزوجة‬

‫تقول السسسائلة ‪ :‬أن زوجهسسا يكذب عليهسسا فسسي حالت‬ ‫كثيرة ويدعسي أن الكذب على الزوجسة جائز شرعا ً فمسا‬ ‫قولكم في ذلك ؟‬

‫‪199‬‬

‫الجواب ‪ :‬ل شسك أن الكذب خصسلة ذميمسة وذنسب مسن‬ ‫أقبسسسح الذنوب وقسسسد تظاهرت اليات والحاديسسسث على‬ ‫تحريسسم الكذب بشكسسل عام فقسسد ثبسست فسسي الحديسسث‬ ‫الصسحيح عسن ابسن مسسعود رضسي الله عنسه قال ‪ :‬قال‬ ‫رسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم ‪ (:‬إن الصسدق يهدي‬ ‫إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنسة وإن الرجسل ليصسدق‬ ‫حتسسى يكتسسب عنسسد الله صسسديقا ً وإن الكذب يهدي إلى‬ ‫الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن والرجسسسسسسسسسسل‬ ‫ليكذب حتسسسى يكتسسسب عنسسسد الله كذابا ً ) رواه البخاري‬ ‫ومسلم ‪.‬‬ ‫وثبسست فسسي الحديسسث الصسسحيح أيضا ً عسسن عبسسد الله بسسن‬ ‫عمرو رضسسي الله عنهمسسا أن النسسبي صسسلى الله عليسسه‬ ‫وسلم قال ‪ (:‬أربع من كن فيه كان منافقا ً خالصا ً ومن‬ ‫كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى‬ ‫يدعهسسا إذا اؤتمسسن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهسسد غدر‬ ‫وإذا خاصم فجر ) رواه البخاري مسلم ‪.‬‬ ‫والكذب ليسس مسن صسفات المؤمنيسن الصسادقين يقول‬ ‫َ‬ ‫ن َل‬ ‫ما يَفْتَرِي الْكَذ ِسسس َ‬ ‫الله سسسسبحانه وتعالى ‪ (:‬إِن ّسسسَ َ‬ ‫ب ال ّذِي َسسس‬ ‫ت اللَّهِ وَأُولَئ ِ َ‬ ‫ن)‪.‬‬ ‫ن بِآيَا ِ‬ ‫يُؤ ْ ِ‬ ‫م الْكَاذِبُو َ‬ ‫منُو َ‬ ‫ك هُ ُ‬

‫هذا هسو الصسل فسي الكذب أنسه محرم وأنسه فاحشسة من‬ ‫فواحش الذنوب ولكن هذا الصل له استثناء فقد أجاز‬ ‫الشرع الكذب فسسي بعسسض المواطسسن وجعله مباحا ً قال‬ ‫المام النووي رحمسسسه الله ‪ [:‬اعلم أن الكذب وإن كان‬ ‫أصسسله محرما ً فيجوز فسسي بعسسض الحوال إلى أن قال "‬ ‫إن الكلم وسسسيلة إلى المقاصسسد فكسسل مقصسسود محمود‬ ‫يمكسن تحصسيله بغيسر الكذب يحرم الكذب فيسه وإن لم‬ ‫يمكسسسن تحصسسسيله إل بالكذب جاز الكذب ‪ ،‬ثسسسم إن كان‬ ‫تحصسسسيل ذلك المقصسسسود مباحا ً كان الكذب مباحا ً وإن‬ ‫كان واجبا ً كان الكذب واجبا ً فإذا اختفسسى مسسسلم مسسن‬

‫‪200‬‬

‫ظالم يريسد قتله أو أخسذ ماله وسسئل إنسسان عنسه وجسب‬ ‫الكذب بإخفائه وكذا لو كان عنده وديعسسسسسة وأراد ظالم‬ ‫أخذهسا وجسب الكذب بإخفائه والحوط فسي ذلك كله أن‬ ‫يوري ومعنسسى التوريسسة أن يقصسسد فسسي كلمسسه مقصسسوداً‬ ‫صسحيحا ً ليسس هسو كاذبا ً بالنسسبة إليسه وإن كان كاذبا ً فسي‬ ‫ظاهسسر اللفسسظ بالنسسسبة إلى مسسا يفهمسسه المخاطسسب ولو‬ ‫ترك التوريسسة وأطلق عبارة الكذب فليسسس بحرام فسسي‬ ‫هذا الحال ] رياض الصالحين ص ‪. 592‬‬ ‫وخلصسة المسر أن هنالك أحوال ً يجوز فيهسا الكذب وقسد‬ ‫وردت في أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم‬ ‫‪ ،‬ومنها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬مسسسسا رواه البخاري ومسسسلسم فسسي صسسحيحهما أن‬ ‫السرسول صلى الله عليه وسلم قسسال ‪ (:‬ليس الكذاب‬ ‫الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا ً أو يقول خيرا ً ) ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ما رواه مسلم في صحيحه أن أم كلثوم بنت عقبة‬ ‫قالت ‪ :‬ولم أسمعه أي الرسول صلى الله عليه وسلم‬ ‫يرخسص فسي شيسء ممسا يقول الناس كذب إل فسي ثلث‬ ‫الحرب والصسسلح بيسسن الناس وحديسسث الرجسسل امرأتسسه‬ ‫وحديث المرأة زوجها ‪.‬‬ ‫وهذا الحديسسسث يدل على جواز أن يكذب الرجسسسل على‬ ‫زوجتسسه وكذلك المرأة على زوجهسسا ولكسسن أهسسل العلم‬ ‫قيدوا كذب الرجسسسل على امرأتسسسه وعكسسسسه بأن يكون‬ ‫الكذب فيمسسا يتعلق بأمسسر المعاشرة وحصسسول اللفسسة‬ ‫بينهما ‪.‬‬ ‫قال الخطابسسي ‪ [:‬كذب الرجسسل على زوجتسسه أن يعدهسسا‬ ‫ويمنيهسا ويظهسر لهسا مسن المحبسة أكثسر ممسا فسي نفسسه‬ ‫يسسسستديم بذلك صسسسحبتها ويصسسسلح مسسسن خلقهسسسا ] عون‬ ‫المعبود ‪. 13/179‬‬

‫‪201‬‬

‫وقال الحافسسسظ ابسسسن حجسسسر [ واتفقوا على أن المراد‬ ‫بالكذب في حق المرأة والرجل إنما هو فيما ل يسقط‬ ‫حقا ً عليسسه أو عليهسسا أو أخسسذ مسسا ليسسس له أو لهسسا ] فتسسح‬ ‫الباري ‪. 6/228‬‬ ‫وقال المام النووي ‪ [:‬وأمسسا كذبسسه لزوجتسسه وكذبهسسا له‬ ‫فالمراد بسه إظهار الود والوعسد بمسا ل يلزم ونحسو ذلك ‪،‬‬ ‫فأمسا المخادعسة فسي صسنع مسا عليسه أو عليهسا أو أخسذ مسا‬ ‫ليسسس له أو لهسسا فهسسو حرام بإجماع المسسسلمين ) شرح‬ ‫النووي على مسلم ‪. 16/158‬‬ ‫وبهذا يظهسسر جواز الكذب بيسسن الزوجيسسن إذا كان فسسي‬ ‫ذلك محافظسسة على الحياة الزوجيسسة ومنسسع لهدمسسه فإذا‬ ‫سأل الزوج زوجته هل تحبه فعليها أن تجيبه بنعم وإن‬ ‫كانست تكرهسه محافظسة على بقاء السسرة واسستمرارية‬ ‫الحياة الزوجيسسة وكمسسا قال عمسسر رضسسي الله عنسسه لتلك‬ ‫المرأة ‪ [:‬فإن كانست أحداكسن ل تحسب أحدنسا فل تحدثسه‬ ‫بذلك فإن أقل البيوت الذي يبنى على الحب ] ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫النفاق على الزوجة من مال حرام‬

‫تقول السسسسائلة ‪ :‬إن زوجهسسسا يتعامسسسل فسسسي تجارتسسسه‬ ‫بالمحرمات بالضافسسة إلى المباحات وهسسو ينفسسق عليهسسا‬ ‫وعلى أولده من هذه الموال فما حكم ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن الواجسب على المسسلم أن يكسسب ماله‬ ‫مسسسسسن حلل وبطريسسسسسق مشروع ويدل على ذلك قوله‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م)‬ ‫ن طَيِّبَا ِ‬ ‫منُوا كُلُوا ِ‬ ‫ما َرَزقْنَاك ُ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ن ءَا َ‬ ‫م ْ‬ ‫تعالى ‪ (:‬يَاأيُّه َا ال ّذِي َ‬ ‫سورة البقرة آية ‪. 172‬‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫م ّسَ‬ ‫حَلًل‬ ‫س كُلُوا ِ‬ ‫ض َ‬ ‫وقوله تعالى ‪ (:‬يَاأيُّهَسا النَّا ُس‬ ‫ما فِسي الْر ِس‬ ‫طَيِّبًا ) سورة البقرة آية ‪. 168‬‬ ‫ومسا ورد فسي الحديسث عسن أبسي هريرة رضسي الله عنسه‬ ‫قال ‪ :‬قال رسسسول الله صسسلى الله عليسسه وسسسلم ‪ (:‬إن‬

‫‪202‬‬

‫الله طيسسسسسب ل يقبسسسسسل إل طيبا ً وإن الله تعالى أمسسسسسر‬ ‫المؤمنيسن بمسا أمسر بسه المرسسلين ‪ ،‬قال تعالى ‪ (:‬يَاأَيُّهَسا‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫م وَا ْ‬ ‫ن‬ ‫ن طَيِّبَا ِ‬ ‫منُوا كُلُوا ِ‬ ‫شكُُروا لِل ّهِ إ ِ ْ‬ ‫ما َرَزقْنَاك ُ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ن ءَا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ّذِي َ‬ ‫ن ) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث‬ ‫م إِيَّا ه ُ تَعْبُدُو َ‬ ‫كُنْت ُ ْ‬

‫أغسسبر يمسسد يديسسه إلى السسسماء يسسا رب يسسا رب ومطعمسسه‬ ‫حرام ومشربسسسه حرام وملبسسسسه حرام وغذي بالحرام‬ ‫فأنى يستجاب لذلك ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وبناءً على ما سبق ل يجوز للمسلم أن يكتسب المال‬ ‫بطريسق محرم وفسسي السسؤال أن زوج المرأة يكتسسب‬ ‫المال مسن طريقيسن أحدهمسا حرام والخسر حلل ويقوم‬ ‫بالنفاق على السسرة مسن مجموع الماليسن ‪ .‬والواجسب‬ ‫على زوجتسسه وأولده المكلفيسسن أن ينصسسحوا أباهسسم أن‬ ‫يقلع عسن المعصسية وهسي المتاجرة فسي المحرمات وأن‬ ‫يكتفسي بالتجارة فسي الحلل فإن اسستجاب فبهسا ونعمست‬ ‫وإن لم يفعسل واسستطاعت الزوجسة والولد أن يسستغنوا‬ ‫عسن أموال الزوج فهسو الفضسل وإن لم يسستطيعوا فل‬ ‫بأس فسي أن يأكلوا مسن ماله وهذا المال المختلط مسن‬ ‫الحلل والحرام يجوز الخسسذ منسسه والنفاق منسسه والثسسم‬ ‫يقسسسع على الزوج ‪ ،‬ول شيسسسء على زوجتسسسه وأولده ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫لبس الساور الذهبية التي على شكل حيات‬

‫ما حكم لبس المرأة الساور الذهبية التي تكون على‬ ‫شكل حيات ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل يجوز لبسسس السسساور الذهبيسسة أو غيرهسسا‬ ‫التسي تكون على شكسل مسا فيسه روح سسواء على شكسل‬ ‫حيات أو طيور أو غير ذلك ‪ ،‬فإن هذه التماثيل محرمة‬ ‫شرعا ً فل يجوز صسنعها ول بيعهسا ول اقتناؤهسا ول لبسسها‬ ‫وكسل ذلك حرام والسسلم حرم التماثيسل محافظسة على‬ ‫التوحيسسد فقسسد ورد فسسي الحديسسث ‪ (:‬أن علي بسسن أبسسي‬

‫‪203‬‬

‫طالب رضي الله عنه قال لحد أصحابه أل أبعثك على‬ ‫مسا بعثنسي رسسول الله صسلى الله عليسه وسسلم أل تدع‬ ‫صسورة إل طمسستها ول قسبر مشرف إل سسويته ) رواه‬ ‫مسلم ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫انتساب الزوجة إلى زوجها‬

‫يقول السسائل ‪ :‬لقسد شاع بيسن كثيسر مسن الناس انتسساب‬ ‫المراة إلى زوجهسسا ل إلى أبيهسسا وصسسار يسسستعمل فسسي‬ ‫الكثير من المعاملت الرسمية فما حكم ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن مسسن أمراض المسسة السسسلمية الشائعسسة‬ ‫اليوم تشبههسا بغيرهسا مسن المسم وتقليدهسا فسي كثيسر مسن‬ ‫المور وهذا المر وهو أن تسمى الزوجة باسم زوجها‬ ‫مسن التقاليسد الغربيسة الوافدة وهسي تقاليسد غريبسة عسن‬ ‫المجتمسع المسسلم وهذا المسر صسار شائعا ً ومنتشرا ً بيسن‬ ‫الناس ومسستعمل ً فسي كثيسر من المعاملت ‪ ،‬وهسو تقليسد‬ ‫سسخيف لغيسر المسسلمين وقسد أخسبر رسسول الله صسلى‬ ‫الله عليسسه وسسسلم بأن هذه المسسة وللسسسف تتبسسع المسسم‬ ‫الخرى فسي كثيسر مسن أمورهسا وهذا دليسل على الضعسف‬ ‫وعلى الهوان ‪ ،‬إذ يقول الرسسسسول صسسسلى الله عليسسسه‬ ‫وسلم ‪ (:‬لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا ً بشبر وذعاً‬ ‫بذراع حتى لو دخل جحر ضب لدخلتموه ) ‪ .‬وجاء فسي‬ ‫حديسسث آخسسر قوله صسسلى الله عليسسه وسسسلم ‪ (:‬والذي‬ ‫نفسسي بيده لتركبسن سسنة مسن كان قبلكسم سسنة سسنة )‬ ‫رواه الترمذي وأحمد وقال الترمذي حسن صحيح ‪.‬‬ ‫وانتسساب المرأة لغيسر أبيهسا ل يجوز شرعا ً وهسو حرام ‪.‬‬ ‫وإذا كانت الزوجة منكرة لنسبها قد يكون كفرا ً والعياذ‬ ‫بالله فقسد ورد فسي جملة أحاديسث صسحيحة وثابتسة عسن‬ ‫الرسول عليه الصلة والسلم منها ‪:‬‬

‫‪204‬‬

‫‪ .1‬عسن أبسي ذر رضسي الله عنسه أن الرسسول صسلى الله‬ ‫عليسه وسسلم قال ‪ (:‬ليسس مسن رجسل ادعسى لغيسر أبيسه إل‬ ‫كفر بالله ‪ ) ...‬رواه البخاري ومسلم وذكر الرجل في‬ ‫الحديث خرج مخرج الغالب والمرأة كذلك ‪.‬‬ ‫‪ .2‬وعن وائلة رضي الله عنها قالت ‪ :‬قال رسول الله‬ ‫صسلى الله عليسه وسسلم إن مسن أعظسم الفرى أن يدعسي‬ ‫الرجسل إلى غيسر أبيسه ‪ ) ...‬رواه البخاري والفرى جمسع‬ ‫فرية وهي الكذب ‪.‬‬ ‫‪ .3‬وعن أبي بكر وسعد رضي الله عنهما كلهما يقول ‪:‬‬ ‫سسسمعته أذناي ووعاه قلبسسي محمدا ً صسسلى الله عليسسه‬ ‫وسسلم يقول ‪ (:‬مسن ادعسى لغيسر أبيسه وهسو يعلم أنسه غيسر‬ ‫أبيه فالجنة عليه حرام ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وهذه الحاديسسث تحمسسل على مسسن انتسسسب لغيسسر أبيسسه‬ ‫واستحل ذلك ‪.‬‬ ‫وأما الشائع اليوم من انتساب المرأة لزوجها وإن كان‬ ‫ل إنكار فيسه للبوة وللعائلة إل أنسه محرم أيضا ً لن فيسه‬ ‫تشبها ً بغيسر المسسلمين وفيسه تلبيسس على الناس فعلى‬ ‫المرأة أن تتسسمى باسسم أبيهسا فتقول فلنسة بنست فلن‬ ‫وزوجة فلن ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫خدمة الزوجة لوالد زوجها‬

‫يقول السسسائل ‪ :‬إن زوجتسسه ترفسسض خدمسسة والده فهسسل‬ ‫يحق له أن يجبرها على ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل يجسب على الزوجسة أن تخدم والد زوجهسا‬ ‫والشرع ل يلزمها بذلك ول يجوز للزوج أن يجبر زوجته‬ ‫على خد مة والده أو أي أحد من أقاربه والمسر متروك‬ ‫للزوجسة فإن خدمست والد زوجهسا فبهسا ونعمست وإن لم‬ ‫تفعل فل حرج عليها ‪.‬‬

‫‪205‬‬

‫وإن كان الفضسسل والولى فسسي حسسق هذه الزوجسسة أن‬ ‫تخدم والد زوجهسا مسن باب بر الزوج وطاعتسه إن أمرهسا‬ ‫بذلك وتكون تلك الخدمسة تسبرعا ً منهسا وتفضل ً وإحسساناً‬ ‫ولكن المر ليس واجبا ً عليها ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪206‬‬

‫متفرقات‬

‫‪207‬‬

‫القول المبين في حكم التدخين‬

‫‪208‬‬

‫يقول السائل ‪ :‬هل لكم أن تبينوا لنا حكم التدخين‬ ‫بيانا ً شافيا ً ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن نبتة الدخان لم تكن معروفة في ديار‬ ‫السلم لذلك لم يتعرض لها الفقهاء المتقدمون في‬ ‫مؤلفاتهم وأول ما عرف الدخان في بلد المسلمين‬ ‫في حوالي اللف للهجرة كما ذكر بعض العلماء ولما‬ ‫شاع التدخين اختلف الفقهاء في حكمه فمنهم من‬ ‫رأى أنه مباح ومنهم من رأى أنه حرام وخلفهم هذا‬ ‫كان قبل وقوفهم على أضرار التدخين أما الن فقد‬ ‫أصبحت أضرار التدخين معلومة علما ً تاما ً ومقطوعاً‬ ‫بها ‪.‬‬ ‫فقد اتفقت على أضراره الهيئات العلمية والمجامع‬ ‫الطبية وقرروا أنه سبب رئيس للسرطان وتليف الكبد‬ ‫وأمراض الشريان التاجي والذبحة الصدرية وسرطان‬ ‫الفم وغيرها من المراض الخبيثة لذلك رأى كثير من‬ ‫العلماء المعاصرين أن التدخين حرام وهذا هو القول‬ ‫الصحيح إن شاء الله وهذا التحريم مستند لما يلي ‪:‬‬ ‫أول ً ‪ :‬ضرر التدخين المؤكد لصحة النسان المدخن‬ ‫وغيره ‪:‬‬ ‫وهذا ما أكده أهل الخبرة والختصاص من الطباء‬ ‫والكيميائين وغيرهم فالدخان يتكون من مجموعة‬ ‫كثيرة من المواد منها أكثر من خمسة عشر نوعا ً من‬ ‫السموم الفتاكة كالنيكوتين الذي يعد من السموم‬ ‫القوية والفعالة وله أثر سيء على الكلية والجهاز‬ ‫العصبي والدم ‪ ،‬ومنها أول أكسيد الكربون وهو‬ ‫معروف بتأثيره السام وله تأثير سيء على الدم ‪.‬‬

‫‪209‬‬

‫ومنها القطران وهو المادة اللزجة الصفراء التي تؤدي‬ ‫إلى اصفرار السنان ونخرها وإلى التهابات اللثة وهو‬ ‫أخطر محتويات الدخان على الصحة ويسبب‬ ‫السرطان والتهابات الشعب الهوائية وغير ذلك من‬ ‫المواد الضارة التي تلحق الضرر و الذى بصحة‬ ‫المدخن فالتدخين يضر بالفم وبالشفاه واللثة‬ ‫والسنان واللسان واللوزتين والجهاز الهضمي والجهاز‬ ‫التنفسي والعصاب والدورة الدموية والجهاز البولي‬ ‫كما أن للتدخين ضررا ً على النسل لذلك تُنصح‬ ‫الحوامل بعدم التدخين وما كان ضرره كذلك فل شك‬ ‫في حرمته لن السلم يحرم كل ضار يقول عليه‬ ‫الصلة والسلم ‪ (:‬لضرر ول ضرار ) رواه البيهقي‬ ‫ث صحيح ‪.‬‬ ‫وغيرهما وهو حدي ٌ‬ ‫وقال المام النووي ‪ :‬كل ما أضر أكله كالزجاج و‬ ‫الحجر والسم يحرم أكله ]‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬ضرر التدخين المالي ‪:‬‬ ‫ل شك أن المليين تنفق على التدخين وما يتعلق به‬ ‫وكذلك فإن المليين تنفق في علج المراض التي‬ ‫تنتج عن التدخين وأن الرقام التي تذكر في هذا‬ ‫المجال أرقام كبيرة جدا ً مما يؤكد الضرر البالغ‬ ‫للتدخين على الناحية القتصادية على مستوى الفراد‬ ‫والشعوب والسلم ل يقر أبدا ً إنفاق الموال في هذه‬ ‫الجوانب فإن إنفاق المال في التدخين إنفاق له فيما‬ ‫ل ينفع ل في الدنيا ول في الخرة ‪.‬‬

‫‪210‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬يقول الدكتسور يوسسف القرضاوي حفظه الله ‪[:‬‬ ‫وهناك ضرر آخر يغفل عنه عادة الكاتبون في هذا‬ ‫الموضوع وهو الضرر النفسي وأقصد به أن العتياد‬ ‫على التدخين وأمثاله يستعبد إرادة النسان‪ ،‬ويجعلها‬ ‫أسيرة لهذه العادة السخيفة بحيث ل يستطيع أن‬ ‫ب ما‬ ‫يتخلص منها بسهولة إذا رغب في ذلك يوما ً لسب ٍ‬ ‫‪ .‬كظهور ضررها على بدنه أو سوء أثرها في تربية‬ ‫ولده أو حاجته إلى ما ينفق فيها لصرفه في وجوه‬ ‫أخرى أنفع وألزم أو نحو ذلك من السباب لهذا‬ ‫الستعباد النفسي لدى بعض المدخنين يجور على‬ ‫قوت أولده والضروري من نفقة أسرته ومن أجل‬ ‫إرضاء مزاجه هذا لنه لم يعد قادرا ً على التحرر منه‬ ‫وإذا عجز مثل هذا يوما ً عن التدخين لمانع داخلي أو‬ ‫خارجي فإن حياته تضطرب وميزانه يختل وحاله تسوء‬ ‫وفكره يتشوش وأعصابه تثور لسبب أو لغير سبب ]‬ ‫ول ريب في أن مثل هذا الضرر جدير بالعتبار في‬ ‫إصدار حكم على التدخين ‪.‬‬ ‫رابعا ً ‪ :‬إن التدخين خبيث عند ذوي الطباع السليمة ول‬ ‫ينكر ذلك إل مكابر ول يقول أحد من العقلء إنه من‬ ‫ح ُّ‬ ‫م‬ ‫الطيبات والله سبحانه وتعالى يقول ‪ (:‬وَي ُ ِ‬ ‫ل لَهُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ث ) والدخان خبيث فهو‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫خبَائ ِ َ‬ ‫الط ّيِّبَا ِ‬ ‫ت وَي ُ َ‬ ‫حّرِ ُ‬ ‫م ع َلَيْهِ ُ‬ ‫من المحرمات ‪.‬‬

‫‪211‬‬

‫خامسا ً ‪ :‬إن الدخان مفتر من المفترات وهذا معروف‬ ‫عند المدخنين وكونه ل يفتر المدمنين عليه فهذا ل‬ ‫يعتبر في إثبات التحريم لن بعض المدمنين على‬ ‫الخمر ل يسكر من كأس أو كأسين ويحتاج إلى كمية‬ ‫أكبر حتى يسكر فل يقال إن الخمر في حقه غير‬ ‫محرم وكذلك الحال في الدخان وقد ثبت في الحديث‬ ‫عن أم سلمة رضي الله عنها ‪ (:‬أن الرسول عليه‬ ‫ث‬ ‫الصلة والسلم نهى عن كل مسكر ومفتر ) حدي ٌ‬ ‫صحيح رواه أحمد وأبو داود وغيرهما ‪ ،‬والصل في‬ ‫النهي أنه يفيد التحريم ما لم ترد قرينه تصرفه عن‬ ‫ذلك ‪.‬‬ ‫وبعد هذا العرض الموجز لهم الدلة الدالة على‬ ‫تحريم التدخين أقرر ما قاله بعض العلماء المعاصرين‬ ‫من حرمة التدخين بل شك ولكن حرمته ليست‬ ‫كحرمة الخمر أو الزنا فالمحرمات تتفاوت فهي على‬ ‫درجات فبعضها يعد من الكبائر وبعضها صغائر وأظن‬ ‫أن التدخين من الخيرة ومع ذلك فينبغي القلع عن‬ ‫هذه العادة السيئة ول يجوز التعامل مع كل ما يتعلق‬ ‫بالتدخين كصناعته وبيعه وتوزيعه والدعاية له وتقديمه‬ ‫للناس وغير ذلك ‪.‬‬

‫‪212‬‬

‫وأخيرا ً ينبغي أن تعلم أن قول من يرى أن التدخين‬ ‫مباح قول ضعيف ل وجه له بعد أن ثبت الضرر المؤكد‬ ‫للتدخين عند العامة والخاصة يقول الدكتور القرضاوي‬ ‫‪ [:‬ويتبين من هذا التمحيص الذي ذكرناه أن إطلق‬ ‫القول بإباحة التدخين ل وجه له بل هو غلط صريح‬ ‫وغفلة عن جوانب الموضوع كله ويكفي ما فيه من‬ ‫إضاعة لجزء من المال فيما ل نفع فيه وما يصحبه من‬ ‫نتن الرائحة المؤذية وما فيه من ضرر بعضه محقق‬ ‫وبعضه مظنون أو محتمل ]‪.‬‬ ‫وإن كان لهذا القول وجه فيما مضى عند ظهور‬ ‫استعمال هذا النبات في سنة ألف من الهجرة حيث‬ ‫لم يتأكد علماء ذلك العصر من ثبوت ضرره فليس له‬ ‫أي وجه في عصرنا بعد أن أفاضت الهيئات العلمية‬ ‫الطبية في بيان أضراره وسيء آثاره وعلم بها الخاص‬ ‫والعام وأيدتها لغة الرقام ‪.‬‬ ‫*****‬

‫أهل البيت‬

‫‪213‬‬

‫يقول السائل ‪ :‬إنه قرأ في إحدى الصحف تعليقا ً حسول‬ ‫حسديث الرسسول صسلى الله عليه وسسلم ‪ (:‬تركت‬ ‫فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا كتاب الله وأهل بيتي )‬ ‫وقال المعلق على الحديث ‪ :‬بأن النص الصحيح عند‬ ‫أهل السنة وهم أهل هذه البلد وبالمنطق السليم هو‬ ‫‪ (:‬تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي‬ ‫كتاب الله وسنتي ) فهل صحيح ما قاله المعلق ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن الحكم على الحديث ل يخضع لشيء‬ ‫اسمه المنطق السليم أو المنطق غير السليم وإنما‬ ‫الحكم على الحديث يكون خاضعا ً للقواعد والضوابط‬ ‫التي وضعها أهل الحديث المتخصصون في الحكم‬ ‫على الحديث من حيث الثبوت أو الرد ‪.‬‬ ‫ث صحيح ثابت‬ ‫والحديث الذي أنكره المعلق هو حدي ٌ‬ ‫ة‬ ‫ت كثير ٍ‬ ‫عن الرسول صلى الله عليه وسلم ورد بروايا ٍ‬ ‫أذكر بعضها ‪:‬‬ ‫‪ .1‬عن زيد بن أرقم قال ‪ :‬قام رسول الله صلى الله‬ ‫عليه وسلم فينا خطيبا ً بماء يدعى خما ً بين مكة‬ ‫والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال ‪(:‬‬ ‫أما بعد ‪ ...‬أل أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي‬ ‫رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين ‪ :‬أولهما‬ ‫كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله‬ ‫واستمسكوا به ‪ .‬فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم‬ ‫قال ‪ :‬وأذكركم الله في أهل البيت ‪ )...‬رواه المام‬ ‫مسلم في صحيحه حديث رقم ‪. 1408‬‬

‫‪214‬‬

‫وعن زيد بن ثابت قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله‬ ‫عليه وسلم ‪ (:‬إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل‬ ‫ممدود ما بين السماء والرض وعترتي أهل بيتي‬ ‫ي الحوض ) رواه المام‬ ‫وأنهما لن يتفرقا حتى يردا عل ّ‬ ‫أحمد في المسند ورواه الطبراني وقال الشيخ‬ ‫اللباني ‪ :‬حديث صحيح ‪.‬‬ ‫وغير ذلك من الروايات وهي كثيرة وقد صححها‬ ‫جماعة من المحدثين كالحاكم والذهبي والطبراني‬ ‫وغيرهم ‪ ،‬والمراد بالحديث إن عملتم بالقرآن‬ ‫واهتديتم بهدي عترتي العلماء العاملين لم تضلوا‬ ‫ومثلهم العلماء العاملون من غير العترة فالتمسك‬ ‫بهديهم يوصل إلى المقصود وإنما خص أهل بيته صلى‬ ‫الله عليه وسلم لن التمسك بالعلماء منهم أقوى من‬ ‫علماء غيرهم في التأثير بالقلوب ‪ .‬انظر الفتح الرباني‬ ‫‪. 1/186‬‬ ‫ولعل الكاتب أنكر صحة الحديث لورود عبارة ( أهل‬ ‫بيتي ) أو ( عترتي ) فيه ‪ ،‬وقد استكشل الكاتب ذلك‬ ‫مع أن المشهور من الحديث ( وسنتي ) كما ورد عن‬ ‫أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه‬ ‫وسسلسم قال ‪ (:‬تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما‪:‬‬ ‫كتاب الله وسنتي ) رواه الحاكم وغيره وهو حديث‬ ‫صحيح‪.‬‬

‫‪215‬‬

‫وقد أجاب الشيخ اللباني عن هذا الشكال من وجهين‬ ‫فقال ‪ [:‬الول ‪ :‬إن المراد من الحديث في قوله صلى‬ ‫الله عليه وسلم ‪ (:‬عترتي ) أكثر مما يريده الشيعة ول‬ ‫يرده أهل السنة بل هم مستمسكون به وأل وهو أن‬ ‫العترة فيه هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم وقد‬ ‫جاء ذلك موضحا ً في بعض طرقه كحديث ‪ (:‬وعترتي‬ ‫أهل بيتي ) وأهل بيته في الصل هم نساؤه صلى الله‬ ‫عليه وسلم وفيهن الصديقة عائشة رضي الله عنهن‬ ‫ما‬ ‫جميعا ً َكما هو صريح قوله تعالى في الحزاب ‪ (:‬إِن َّ َ‬ ‫س أَهْ َ‬ ‫م‬ ‫ل الْبَي ْ ِ‬ ‫م الّرِ ْ‬ ‫ه لِيُذْه ِ َ‬ ‫ت وَيُطَهَِّرك ُ ْ‬ ‫ب ع َنْك ُ ُ‬ ‫يُرِيد ُ الل ّ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫ن‬ ‫تَطْهِيًرا ) بدليل الية التي قبلها والتي بعدها ‪ (:‬وَقَْر َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫فِي بُيُوتِك ُ َّ‬ ‫ج‬ ‫صَلةَ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫ن تَبَُّر َ‬ ‫ن وََل تَبََّر ْ‬ ‫جاهِلِيَّةِ اْلولَى وَأقِ َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ه لِيُذْه ِ َ‬ ‫ه وََر ُ‬ ‫ريد ُ الل ّ ُ‬ ‫ه إِن َّ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ن الَّزكَاة َ وَأطِعْ َ‬ ‫وَءَاتِي َ‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫س أهْ َ‬ ‫ما‬ ‫ل البَي ْ ِ‬ ‫م تَطهِيًرا وَاذ ْكْر َ‬ ‫م الّرِ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ت وَيُط َهَِّرك ْ‬ ‫ع َنْك ُ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬ ‫مةِ إ ِ َّ‬ ‫يُتْلَى فِي بُيُوتِك ُ َّ‬ ‫ن‬ ‫ت الل ّهِ َوال ْ ِ‬ ‫ن ءَايَا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ه كَا َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫( أهْ َ‬ ‫خبِيًرا ) وتخصيص الشيعة ‪:‬‬ ‫ت)‬ ‫لَطِيفًا َ‬ ‫ل الْبَي ْ ِ‬

‫في الية بعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله‬ ‫عنهم دون نسائه صلى الله عليه وسلم من تحريفهم‬ ‫ليات الله تعالى انتصارا ً لهوائهم كما هو مشروح في‬ ‫موضعه وحديث الكساء وما في معناه غاية ما فيه‬ ‫توسيع دللة الية ودخول علي وأهله فيها كما بينه‬ ‫الحافظ ابن كثير وغيره وكذلك حديث العترة قد بيّن‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلم أن المقصود أهل بيته‬ ‫صلى الله عليه وسلم بالمعنى الشامل لزوجاته وعلي‬ ‫وأهله ‪ ،‬ولذلك قال التوربشتي ‪ ،‬كما قال في المرقاة‬ ‫‪: 5/600‬عترة الرجل ‪ :‬أهل بيته رهطه الدنون‬ ‫ولستعمالهم ( العترة ) على أنحاء كثيرة بيّنها رسول‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم بقوله ‪ (:‬أهل بيتي ) ليعلم‬ ‫أنه أراد بذلك نسله وعصابته الدنين وأزواجه ‪.‬‬

‫‪216‬‬

‫الوجه الآخر ‪ :‬إن المقصود من أهل البيت إنما هم‬ ‫العلماء الصالحون منهم والمتمسكون بالكتاب والسنة‬ ‫‪ ،‬قال المام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى ‪(:‬‬ ‫العترة ) هم أهل بيته صلى الله عليه وسلم الذين هم‬ ‫على دينه وعلى التمسك بأمره ) وذكر نحوه الشيخ‬ ‫علي القاري في الموضع المشار إليه آنفا ً ثم استظهر‬ ‫أن الوجه في تخصيص أهل البيت بالذكر ما أفاده‬ ‫بقوله ‪ :‬إن أهل البيت غالبا ً ما يكونون أعرف بصاحب‬ ‫البيت وأحواله فالمراد بهم أهل العلم منهم المطلعون‬ ‫على سيرته والواقفون على طريقته العارفون بحكمه‬ ‫وحكمته وبهذا يصلح أن يكون مقابل ً لكتاب الله‬ ‫سبحانه كما قال ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫*****‬ ‫ة )‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫ب وَال ِ‬ ‫م الْكِتَا َ‬ ‫( وَيُعَل ِّ ُ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫مهُ ُ‬ ‫الضرب وسيلة مشروعة للتربية‬

‫يقول السسائل ‪ :‬هل يجوز استعمال الضرب كوسيلة‬ ‫من وسائل التربية في المدرسة من قبل المدرسين ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن طرق وأساليب تربية الصغار كثيرة و‬ ‫منها الضرب والمقصود به الضرب غير المبرح ‪،‬‬ ‫والضرب بشكل عام عقوبة يجوز استعمالها شرعاً‬ ‫فقد شرع الضرب في الحدود وفي التعزير وشرع‬ ‫ضرب الزوج لزوجته في حال النشوز وشرع ضرب‬ ‫الولد تأديبا ً لهم على ترك الصلة وغير ذلك من‬ ‫الحالت ولكن ضرب الولد يحتاج إلى تفصيل وتوضيح‬ ‫‪.‬‬

‫‪217‬‬

‫ول يجوز للمدرس أن يضرب الولد لمجرد وقوع‬ ‫المخالفة منه وإنما يلجأ إلى الضرب بعد أن يستنفذ‬ ‫أساليب التربية الخرى فالصل في معاملة الولد‬ ‫والطلب اللين والرحمة بهم والرفق بهم ثم يتدرج‬ ‫المربي من الخف إلى الشد إن لم ينفع الخف‬ ‫كوسيلة للتربية فعلى المربي أن يرشد الطالب إلى‬ ‫الخطأ بالتوجيه كما ثبت في الحديث عن عمر بن أبي‬ ‫سلمة رضي الله عنه قال ‪ (:‬كنت غلما ً في حجر‬ ‫الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في‬ ‫الصحفة ‪ -‬تتحرك في وعاء الطعام فيأكل من عدة‬ ‫أماكن‪-‬فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬يا‬ ‫غلم سم الله وبكل بيمينك وكل مما يليك ) رواه‬ ‫البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫كما أن على المربي أن يرشد الطالب إلى الخطأ‬ ‫بالملطفة أو بالشارة ويجوز للمربي أن يوبخ الطالب‬ ‫المخطئ بالكلم الهادئ أول ً ويجوز أن يعنفه بشدة‬ ‫فإذا لم تفلح هذه الساليب ولم تأت بالثمرة المرجوة‬ ‫منها فحينئذ يجوز استعمال الضرب كوسيلة من‬ ‫وسائل التربية وتقويم السلوك فقد ورد في الحديث‬ ‫قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( مروا أبنائكم‬ ‫بالصلة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء‬ ‫ث حسن ‪.‬‬ ‫عشر ) رواه أبو داود والترمذي وهو حدي ٌ‬ ‫والضرب المقصود هو الضرب غير المبرح وغير‬ ‫المؤلم وخاصة إذا كان الطالب قد وقع في الخطأ‬ ‫للمرة الولى ول يجوز الضرب على الوجه أو الرأس‬ ‫والمواضع الحساسة من الجسم حتى ل يلحق الضرر‬ ‫بالمضروب ‪.‬‬

‫‪218‬‬

‫وينبغي للمربي أل يضرب وهو في حالة الغضب لئل‬ ‫يفقد السيطرة على نفسه فيضرب الطالب ضرباً‬ ‫مبرحا ً يلحق به الذى ‪ .‬انظر تربية الولد في السلم‬ ‫‪. 2/678‬‬ ‫كما أن بعض الفقهاء منعوا الضرب أكثر من ثلث‬ ‫مرات كأن يضربه ثلثة أسواط وأجاز بعض الفقهاء‬ ‫الضرب عشرة أسواط ‪.‬‬ ‫وينبغي أن يعلم أن الدعوة إلى إلغاء عقوبة الضرب‬ ‫في المدارس وإلغاء ذلك فعليا ً قد أثر على العملية‬ ‫التعليمية تأثيرا ً سلبيا ً لن كثيرا ً من الطلب ل يستقيم‬ ‫حالهم ول يصلح أمرهم إل بالعقوبة أو الخوف منها‬ ‫وهذا أمٌر طبيعي في النسان رغم كل ما يدعيه دعاة‬ ‫إلغاء الضرب من مبررات للغائه وإن حصول بعض‬ ‫التجاوزات من بعض المعلمين بضرب الطالب ضرباً‬ ‫مبرحا ً قد ينتج عنه ضرر به ل يعني إلغاء الضرب نهائياً‬ ‫‪ ،‬ومن المتفق عليه بين الفقهاء أنه ل يجوز التأديب‬ ‫بقصد التلف ومن وقع منه ذلك فإنه يتحمل‬ ‫المسؤولية ‪ .‬وأخيرا ً فإني أؤكد على أهمية عقوبة‬ ‫ل عام‬ ‫الضرب في المدارس وفي التأديب بشك ٍ‬ ‫لهميتها في إصلح النفوس ‪ .‬وقد روي في الحديث ‪(:‬‬ ‫رحم الله إمرءا ً علق في بيته سوطا ً يؤدب أهله ) ‪.‬‬ ‫عطور فيها بعض الكحول‬

‫يقول السائل‪:‬ما حكم استعمال العطور والدوية التي‬ ‫تحتوي على نسبة من الكحول ؟‬

‫‪219‬‬

‫الجواب ‪ :‬ل بأس باستعمال العطور والدوية التي‬ ‫تشمل على نسبة من الكحول لن ذلك ل يتخذ‬ ‫للسكار ثم إن اختلط قليل من الخمر بشيء مع عدم‬ ‫ظهور أثر له ل يوجب تحريم ذلك المخلوط به لنه لما‬ ‫لم يظهر له أثر لم يكن له حكم إذ أن علة الحكم هي‬ ‫الموجبة له فإذا فقدت العلة فقد الحكم عليه فإن‬ ‫النسبة التي تخلط بالعطور والودية من الكحول ل‬ ‫تؤدي إلى السكار فل يثبت لهذه الشياء حكم الخمر ‪،‬‬ ‫ومن المعلوم أن الدوية التي تحتوي على الكحول ل‬ ‫تسكر بمقاديرها الطبية فل مانع من استعمالها ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫تعويض المضروب بالمال‬

‫يقول السائل ‪ :‬تشاجر شخصان فضرب أحدهما الخر‬ ‫بآلة حادة فأصابه بجرح عميق ثم أخذت عطوة بين‬ ‫الطرفين ودفع الطرف المعتدى مبلغا ً من المال‬ ‫للمعتدى عليه فما حكم المال المأخوذ وهل يجوز‬ ‫للمعتدى عليه أخذه ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬يجوز للشخص المعتدى عليه أخذ المال‬ ‫الذي دفع له مقابل إصابته في الشجار ويعتبر هذا‬ ‫المال عند الفقهاء دية فيما دون النفس وهو أمر‬ ‫مشروع عند جماهير فقهاء المسلمين فقد أجازوا أخذ‬ ‫الدية في الجناية على ما دون النفس ‪ ،‬والمراد بذلك‬ ‫الجناية على أعضاء جسم النسان كقطع يده أو رجله‬ ‫أو إصابة عينه أو أذنه أو أنفه أو جرحه ‪ ...‬الخ ‪.‬‬ ‫ويدل على ذلك أدلة كثيرة منها ‪:‬‬

‫‪220‬‬

‫ما ورد في حديث عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن‬ ‫الرسول صلى الله عليه وسلم كتب له في كتابه ‪[:‬‬ ‫وفي النف إذا أوعب جدعه الدية وفي اللسان الدية‬ ‫وفي الشفتين الدية وفي البيضتين الدية وفي الرجل‬ ‫الواحدة الدية ] رواه النسائي ومالك في الموطأ‬ ‫وصححه أحمد والحاكم وابن حبان وغيرهم ‪.‬‬ ‫وعن أبي شريح الخزاعي قال ‪ :‬سمعت رسول الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم يقول ‪ (:‬من أصيب بدم أو خبل‬ ‫والخبل الجراح‪ -‬فهو بالخيسار بسيسن إحدى ثلث ‪ :‬إمسا‬‫أن يسقستسص أو يسأخذ العقل‪-‬الدية‪-‬أو يعفو فإذا أراد‬ ‫رابعة فخذوا على يديه ) رواه أحمد وأبو داود وابن‬ ‫ماجة ‪.‬‬ ‫وما ورد في الحديث أيضا ً ‪ ... (:‬وفي كل إصبع من‬ ‫أصابع اليد أو الرجل عشر من البل وفي السن‬ ‫خمس من البل وفي الموضحة خمس من البل ‪) ...‬‬ ‫وهو جزء من الحديث الول ‪.‬‬ ‫وبناء على ما سبق يجوز أخذ المال المشار إليه في‬ ‫السؤال إذا كان تقدير ذلك المال مستندا ً لما ورد في‬ ‫الشرع من الدية فيما دون النفس ‪.‬‬ ‫*****‬

‫شجرة تضر الجيران‬

‫‪221‬‬

‫يقول السائل ‪ :‬يوجد في أرض جيراني سجرة سرو‬ ‫قديمة وكبيرة وجذور هذه الشجرة تلحق الضرر‬ ‫بمنزلي وطلبت من جيراني قطعها فرفضوا قعطها‬ ‫فزرعت شجرا ً ليلحق الضرر بجيراني فما الحكم في‬ ‫ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ورد في الحديث عن أبي سعيد الخدري‬ ‫رضي الله عنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه‬ ‫وسلم ‪ (:‬ل ضرر ول ضرار ) رواه ابن ماجة‬ ‫والدارقطني والحاكم وغيرهم وهو حديث صحيح كما‬ ‫قال الشيخ اللباني ‪.‬‬ ‫ويدل هذا الحديث على أنه ل يجوز إلحاق الضرر‬ ‫بالخرين وكذلك ل يجوز مقابلة الضرر بالضرر وهذا‬ ‫معنى قوله عليه الصلة والسلم في الحديث ‪ (:‬ل‬ ‫ضرر ول ضرار ) فيكون معنى الحديث ل يجوز إلحاق‬ ‫مفسدة بغيره مطلقا ً ول يجوز إلحاق مفسدة بغيره‬ ‫على وجه المقابلة ‪.‬‬ ‫وقد جعل أهل العلم هذا الحديث قاعدة من القواعد‬ ‫المعروفة في الفقه السلمي ‪:‬‬ ‫( ل ضرر ول ضرار )‪.‬‬ ‫وبناء على ما تقدم نقول ‪ :‬يجب على أصحاب‬ ‫الشجرة أن يقطعوها لنها ألحقت ضررا ً بمنزل جارهم‬ ‫لن الواجب عليهم إزالة الضرر عن جارهم ‪ ،‬وقد قرر‬ ‫الفقهاء وجوب إزالة الضرر بعد وقوعه فقالوا في‬ ‫القاعدة الفقهية ‪ ":‬الضرر يُزال "‪.‬‬

‫‪222‬‬

‫وقد يقول قائل أن الشجرة تقع في أرض أصحابها‬ ‫والنسان حّر التصرف في ملكه فنقول نعم صحيح إن‬ ‫النسان حّر التصرف في ملكه ولكن بشرط أن ل‬ ‫يتأذى غيره من هذا التصرف قال الحافظ ابن رجب ‪[:‬‬ ‫ومنها‪-‬أي المور الممنوعة‪-‬أن يحدث في ملكه ما يضر‬ ‫ملك جاره من هز أو دق ونحوهما فإنه يمنع منه ‪.‬‬ ‫وكذا إذا كان يضر بالسكان كما إذا كان له رائحة‬ ‫خبيثة ونحو ذلك ] جامع العلوم والحكم ص ‪. 386‬‬ ‫وقرر الفقهاء أنه إذا طالت أغصان شجرة لشخص‬ ‫وتدلت على جدار جاره فأضرته يكلف رفعها أو قطعها‬ ‫‪.‬‬ ‫ول يجوز للنسان المتضرر من أفعال الخرين أن‬ ‫يقابل الضرر بالضرر وهذا هو المعنى المشار إليه في‬ ‫قوله صلى الله عليه وسلم ‪ (:‬ول ضرار ) وعليه فل‬ ‫يجوز للسائل أن يزرع شجرا ً في أرضه يحلق الذى‬ ‫بجيرانه ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪223‬‬

‫حكم الكل من ثمار البساتين بدون إذن أصحابها‬

‫يقول السائل ‪ :‬هل يجوز الكل من ثمار البساتين‬ ‫بدون إذن أصحابها ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن من القواعد المقررة شرعا ً أنه ل يجوز‬ ‫أخذ مال المسلم إل بإذنه ويدل على ذلك قوله تعالى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫م بَيْنَك ُ ْ‬ ‫موَالَك ُ ْ‬ ‫منُوا َل تَأكُلُوا أ ْ‬ ‫ن ءَا َ‬ ‫م بِالْبَاط ِ ِ‬ ‫‪ (:‬يَاأيُّهَا ال ّذِي َ‬ ‫َ َ‬ ‫م ) سورة النساء‬ ‫ض ِ‬ ‫ن تِ َ‬ ‫ن تَكُو َ‬ ‫إ ِ ّل أ ْ‬ ‫منْك ُ ْ‬ ‫جاَرة ً ع َ ْ‬ ‫ن تََرا ٍ‬ ‫الية ‪. 29‬‬ ‫ويدل على ذلك أيضا ً قول الرسول صلى الله عليه‬ ‫وسلم ‪ (:‬كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله‬ ‫وعرضه ) وقوله عليه الصلة والسلم ‪ (:‬إن دماءكم‬ ‫وأموالكم وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في‬ ‫بلدكم هذا في شهركم هذا ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫وقوله عليه الصلة والسلم ‪ (:‬ل يحل مال امرئ‬ ‫مسلم إل بطيب نفس ) رواه الحاكم وابن حبان‬ ‫وصححاه وقوله عليه الصلة والسلم ‪ (:‬ل يحل لمرئ‬ ‫من مال أخيه إل ما أعطاه عن طيب نفس رواه‬ ‫البيهقي بإسناد صحيح ‪ ،‬وقوله صلى الله عليه وسلم‬ ‫‪ (:‬ل يحلبن أحد ماشية أحد إل بإذنه أيحب أحدكم أن‬ ‫تؤتى مشربته فينتقل طعامه وإنما تخزن لهم ضروع‬ ‫مواشيهم أطعمتهم فل يحلبن أحد ماشية أحد إل بإذنه‬ ‫) رواه البخاري ومسلم والمشربة بضم الراء الغرفة ‪.‬‬

‫‪224‬‬

‫قال المام النووي ‪ [:‬ومعنى الحديث أنه صلى الله‬ ‫عليه وسلم شبه اللبن في الضرع بالطعام المخزن‬ ‫المحفوظ في الخزانة في أنه ل يحل أخذه بغير إذنه ‪،‬‬ ‫وفي الحديث فوائد منها تحريم أخذ مال النسان بغير‬ ‫إذنه والكل منه والتصرف فيه ‪ ،‬وأنه ل فرق بين اللبن‬ ‫وغيره وسواء المحتاج وغيره إل المضطر ‪ ...‬فيأكل‬ ‫الطعام للضرورة ويلزمه بدل عسنسدنسا وعند‬ ‫السجسمسهسور ‪ ] ...‬شرح صحيح مسلم ‪. 4/391‬‬ ‫وقال ابن عبد البر ‪ [:‬في الحديث النهي عن أن يأخذ‬ ‫المسلم للمسلم شيئا ً إل بإذنه وإنما خص اللبن بالذكر‬ ‫لتساهل الناس فيه فنبه به على ما هو أولى منه ]‬ ‫فتح الباري ‪. 6/14‬‬ ‫وبناء على ما تقدم ل يجوز الكل من ثمار الشجار‬ ‫في البساتين أو على جوانب الطرقات إل بإذن‬ ‫أصحابها وكذلك الكل من الزروع ل يجوز إل بإذن‬ ‫أصحابها وهذا القول الذي ذكرته هو القوى دليلً‬ ‫والحوط دينا ً وأبعد عن الشبهات ‪.‬‬ ‫قال ابن قدامة بعد أن ذكر الخلف في المسألة ‪[:‬‬ ‫والولى في الثمار وغيرها أل يأكل إل بإذن لما فيه‬ ‫من الخلف والخبار الدالة على التحريم ) المغني‬ ‫‪. 9/418‬‬ ‫*****‬

‫‪225‬‬

‫حكم سب الفقهاء والعلماء‬

‫يقول السائل ‪ :‬ما حكم من سب وشتم فقهاء‬ ‫المسلمين وما حكم الصلة خلف ذلك الشخص ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل شك أن سب وشتم فقهاء السلم من‬ ‫المعاصي الكبيرة وأن الطعن في علماء السلم طعن‬ ‫في دين الله وإن شتم الفقهاء والعلماء يدل على‬ ‫جهل وضاح وينبئ عن قلة تقوى ودين ويشير إلى‬ ‫جهل هذا الطاعن بمكانة العلماء في السلم ‪ ،‬يقول‬ ‫َ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫الله سبحانه وتعالى ‪ (:‬قُ ْ‬ ‫ن‬ ‫مو َ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ن يَعْل َ ُ‬ ‫ستَوِي ال ّذِي َ‬ ‫َ‬ ‫ن َل يَعْل َ‬ ‫وَال ّذِي‬ ‫ن ) سورة الزمر الية ‪ ، 9‬ويقول الله‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫منُوا ِ‬ ‫سبحانه وتعالى ‪ (:‬يَْرفَِع الل ُ‬ ‫منْك ُ ْ‬ ‫ن ءَا َ‬ ‫ه ال ّذِي َ‬ ‫م وَال ّذِي َ‬ ‫ُ‬ ‫ت ) سورة المجادلة الية ‪. 11‬‬ ‫جا ٍ‬ ‫م دََر َ‬ ‫أوتُوا الْعِل ْ َ‬ ‫وروى ابو الدرداء عن الرسول صلى الله عليه وسلم‬ ‫‪(:‬فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر‬ ‫الكواكب ليلة البدر والعلماء هم ورثة النبياء إن‬ ‫النبياء لم يورثوا دينارا ً ول درهم إنما ورثوا العلم فمن‬ ‫أخذ به فقد أخذ بحظ وافر ) رواه أبو داود والترمذي‬ ‫وهو حديث حسن ‪.‬‬

‫‪226‬‬

‫ويجب أم يعلم أن احترام العلماء وتقديرهم واجب‬ ‫على المسلم ‪ ،‬قال المام الطحاوي صاحب العقيدة‬ ‫الطحاوية المشهورة ‪ [:‬وعلماء السلف من السابقين‬ ‫ومن بعدهم من التابعين أهل الخبر والثر وأهل الفقه‬ ‫والنظر ل يذكرون إل بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو‬ ‫على غير السبيل ] شرح العقدية الطحاوية ص ‪. 554‬‬

‫وقال الشاعر ‪:‬‬

‫‪227‬‬

‫الناس من جهة التمثال أبوهم آدم والم حواء‬ ‫يفاخرون به فالطين‬ ‫أكفاء‬ ‫والماء‬ ‫فإن يكن لهم في‬ ‫على الهدى لمن‬ ‫أصلهم نسب‬ ‫استهدى أدلء‬ ‫ما الفضل إل لهل‬ ‫والجاهلون لهل العلم‬ ‫العلم إنهم‬ ‫وقدر كل امرئ ما كان أعداء‬ ‫يحسنه‬

‫‪228‬‬

‫وقال الحافظ ابن عساكر رحمه الله ‪ [:‬اعلم يا أخي‪-‬‬ ‫وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلني وإياك ممن‬ ‫يخشاه ويتقيه حق تقاته‪-‬أن لحوم العلماء مسمومة‬ ‫وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وأن من‬ ‫أطلق لسانه في العلماء بالثلب بله الله قبل موته‬ ‫بموت القلب ]‪.‬‬ ‫وأخيرا ً فإن على هذا الطاعن في الفقهاء والعلماء أن‬ ‫يتوب إلى الله توبة صادقة بأن يكف لسانه عن‬ ‫الوقيعة في أعراض العلماء ويستغفر ربه ويتوب إليه‬ ‫ويكثر من الدعاء والستغفار للعلماء ‪ ،‬وأما بالنسبة‬ ‫للصلة خلف من يسب العلماء ويقع فيهم فالصلة‬ ‫خلفه تصح وإن كان هذا وأمثاله ل ينبغي أن يكونوا‬ ‫من أئمة المساجد بل يجب أن يزجروا وينهروا حتى‬ ‫يرتدعوا عن ضللتهم ‪.‬‬ ‫*****‬

‫صرف المال الموقوف في غير ما وقف له‬

‫يقول السائل ‪ :‬إن شخصا ً دفع مبلغا ً من المال لفرش‬ ‫مسجد ولكن المسجد مفروش ول يحتاج لفرش آخر‬ ‫فهل يجوز صرف المبلغ في شراء كتب للمسجد وهل‬ ‫تجب استشارة صاحب المال ؟‬

‫‪229‬‬

‫الجواب ‪ :‬إن الولى والحوط في هذه المسألة أن‬ ‫يصرف المال فيما خصصه له من دفعه وأما إذا كان‬ ‫الواقع كما ذكر في السؤال من أن المسجد ل يحتاج‬ ‫إلى فرش فل بأس بشراء كتب شرعية نافعة‬ ‫للمسجد وإذا أمكن استشارة ذلك الشخص فهو‬ ‫الفضل وإن لم يمكن فل بأس بفعل ذلك دون‬ ‫استشارته ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫قدم شخص بيته للصلة فيه مؤقتا ً ثم استرده‬

‫يقول السائل ‪ :‬إن شخصا ً قدم بيتا ً له ليصلي فيه أهل‬ ‫الحي حتى يتمكنوا من بناء مسجد وشرط عليهم‬ ‫إعادة البيت في الوقت الذي يطلبه ‪ ،‬وبعد مضي‬ ‫سنوات طلب ذلك الشخص بيته فما حكم ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ما دام أن التفاق تم كذلك بين صاحب‬ ‫البيت وأهل الحي فيجب إعادة البيت لصاحبه حيث‬ ‫أنه لم يوقفه مسجدا ً وإنما قدمه لهم ليصلوا فيه مدة‬ ‫من الزمان حتى يطلبه فلما طلبه وجبت إعادته إليه‬ ‫والرسول عليه الصلة والسلم يقول ‪ [:‬المسلمون‬ ‫على شروطهم ] رواه أصحاب السنن وغيرهم وهو‬ ‫حديث صحيح ‪.‬‬ ‫وجاء في رواية أخرى‪ (:‬المسلمون على شروطهم إل‬ ‫شرطا ً حرم حلل ً أو أحل حراما ً ) رواه الترمذي وقال‬ ‫‪ :‬حسن صحيح ‪.‬‬

‫‪230‬‬

‫وأما لو وقفه مسجدا ً فل يحق له الرجوع في وقف‬ ‫المسجد كما اتفق على ذلك أكثر الفقهاء ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫ل يجوز استرداد الرض الموقوفة على المسجد‬

‫يقول السائل ‪ :‬أوقف رجل قطعة أرض لبناء مسجد‬ ‫وبعد أن تم البناء اقتطع الواقف جزءا ً من الرض‬ ‫الموقوفة وضمها إلى أرضه فما حكم ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن الوقف من العمال الخيرية التي يتقرب‬ ‫بها العبد إلى الله وهو داخل في عموم قوله صلى‬ ‫الله عليه وسلم ‪ (:‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل‬ ‫من ثلثة أشياء ‪ :‬صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد‬ ‫صالح يدعو له ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫ول شك أن الوقف على المساجد فيه أجر عظيم‬ ‫وأجر مستمر ل ينقطع وهذا الرجل الذي أوقف الرض‬ ‫لبناء المسجد فعل خيرا ً ولكنه أخطأ عندما تراجع عن‬ ‫بعض ما وقف وضم جزءا ً من الرض الموقوفة لرضه‬ ‫الخاصة وما فعله هذا الشخص ل يجوز لن الوقف‬ ‫على المساجد باتفاق الفقهاء ل يجوز نقضه فهو وقف‬ ‫لزم فل يجوز الرجوع في وقف المسجد سواء كان‬ ‫الرجوع من الواقف أو من ورثته لن الوقف حين يتم‬ ‫يصير حقا ً خالصا ً لله تعالى لن المساجد لله وخلوصه‬ ‫لله تعالى يقتضي عدم الرجوع فيه ‪.‬‬

‫‪231‬‬

‫ويدل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم‬ ‫في الحديث السابق ‪ (:‬صدقة جارية ) فهذا يشعر بأن‬ ‫الوقف يلزم ول يجوز الرجوع فيه ولو جاز فيه الرجوع‬ ‫لكان صدقة منقطعة وقد وصفه الرسول صلى الله‬ ‫عليه وسلم في الحديث بعدم النقطاع وبالتالي على‬ ‫هذا الشخص أن يعيد ذلك الجزء من الرض ويلحقه‬ ‫بأرض المسجد حتى ل يبطل عمله ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫حكم الرحلت الترفيهية إلى منطقة البحر الميت‬

‫يقول السائل ‪ :‬ما حكم الذهاب إلى منطقة البحر‬ ‫الميت في رحلت ترفيهية ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن منطقة البحر الميت هي المنطقة التي‬ ‫كان يسكنها قوم لوط عليه الصلة والسلم ومعلوم‬ ‫أن قوم لوط كذبوا نبيهم لوط وأن الله عاقبهم‬ ‫بستسدمسير قسراهسم ومدنهم كما قال الله تعالى ‪ (:‬قَالُوا‬ ‫ك ل َن يصلُوا إلَي َ َ‬ ‫يَالُو ُ‬ ‫سرِ بِأَهْل ِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ك بِقِطٍْع‬ ‫ل َرب ِّ َ ْ َ ِ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ط إِنَّا ُر ُ‬ ‫ك فَأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مَرأَت َ َ‬ ‫صيبُهَا‬ ‫م ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ل وََل يَلْت َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مأ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك إِن َّ ُ‬ ‫حد ٌ إ ِ ّل ا ْ‬ ‫منْك ُ ْ‬ ‫ف ْ‬ ‫ن الل ّي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س ال ُّ‬ ‫م ال ُّ‬ ‫ب‬ ‫موْ ِ‬ ‫صب ْ ُ‬ ‫صب ْ ُ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫عدَهُ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫صابَهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َري ٍ‬ ‫ح ألي ْ َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫ح بِق ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مطْرنَا ع َليْهَا‬ ‫مُرنَا َ‬ ‫ما َ‬ ‫جعَلنَا ع َالِيَهَا َ‬ ‫جاءَ أ ْ‬ ‫فَل ّ‬ ‫سافِلهَا وَأ ْ‬ ‫ضود ٍ ) سورة هود اليتان ‪82-81‬‬ ‫ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫جاَرة ً ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل َ‬ ‫س ِّ‬ ‫م ْ‬ ‫جي ٍ‬ ‫‪.‬‬

‫‪232‬‬

‫والمطلوب من المسلم أن يتعظ ويعتبر مما أصاب‬ ‫الذين ظلموا أنفسهم ومنهم قوم لوط كما قال تعالى‬ ‫جيناه وأَهْل َ َ‬ ‫‪ (:‬وَإ ِ َّ‬ ‫ن‬ ‫ن لُوطًا ل َ ِ‬ ‫هأ ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫ج َ‬ ‫ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫معِي َ‬ ‫ن إِذ ْ ن َ َّ ْ َ ُ َ‬ ‫سلِي َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫م د َ َّ‬ ‫ن ث ُ َّ‬ ‫م‬ ‫جوًزا فِي الْغَابِرِي‬ ‫مْرنَا اْل َ‬ ‫إ ِ ّل ع َ ُ‬ ‫ن وَإِنَّك ُ ْ‬ ‫خرِي َ‬ ‫َ‬ ‫حين وباللَّي َ‬ ‫ن ) سورة‬ ‫مُّرو َ‬ ‫ل أفََل تَعْقِلُو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ع َلَيْهِ ْ‬ ‫لَت َ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫صب ِ ِ َ َ ِ ْ ِ‬ ‫الصافات اليات ‪. 138-133‬‬ ‫وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه نهى‬ ‫عن الدخول على القوام المعذبين إل إذا كان المسلم‬ ‫باكيا ً ومتعظا ً فإن لم يكن حاله كذلك فل يدخل فقد‬ ‫روى البخاري ومسلم عن ابن عمر أن رسول الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ (:‬ل تدخلوا على هؤلء‬ ‫المعذبين إل أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فل‬ ‫تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم )‪.‬‬ ‫قال الحافظ ابن حجر ‪ ... [:‬ووجه هذه الخشية أن‬ ‫البكاء يبعثه على التفكير والعتبار فكأنه أمره بالتفكير‬ ‫في أحوال توجب البكاء من تقدير الله تعالى على‬ ‫أولئك بالكفر مع تمكينه لهم في الرض وإمهالهم مدة‬ ‫طويلة ثم إيقاع نقمته بهم وشدة عذابه وهو سبحانه‬ ‫مقلب القلوب فل يأمن المؤمن أن تكون عاقبته إلى‬ ‫مثل ذلك والمتفكر أيضا ً في مقابلة أولئك نعمة الله‬ ‫بالكفر وإهمالهم إعمال عقولهم فيما يوجب اليمان‬ ‫به والطاعة له فمن مر عليهم ولم يتفكر فيما يوجب‬ ‫البكاء اعتبارا ً بأحوالهم فقد شابههم في الهمال ود ّ‬ ‫ل‬ ‫على قساوة قلبه وعدم خشوعه فل يأمن أن يجره‬ ‫ذلك إلى العمل بمثل أعمالهم فيصيبه ما أصابهم ]‬ ‫شرح السنة ‪. 2/77‬‬

‫‪233‬‬

‫وقال المام الخطابي ‪ [:‬معناه أن الداخل في دار قوم‬ ‫هلكوا بخسف أو عذاب إذا لم يكن باكيا إما شفقة‬ ‫عليهم وإما خوفا ً من حلول مثلها به كان قاسي القلب‬ ‫قليل الخشوع فل يأمن إذا كان هكذا أن يصيبه ما‬ ‫أصابهم ] شرح السنة ‪. 14/362‬‬ ‫وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لما‬ ‫مر بديار ثمود مّر مسرعا ً لم ينزل فيها فقد جاء في‬ ‫رواية لحديث ابن عمر قال ‪ (:‬مررنا مع النبي صلى‬ ‫الله عليه وسلم على الحجر‪-‬ديار ثمود‪-‬فقال لنا‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬ل تدخلوا مساكن‬ ‫الذين ظلموا أنفسهم إل أن تكونوا باكين حذرا ً أن‬ ‫يصيبكم مثل ما أصابهم ثم زجر فأسرع حتى خلفها )‬ ‫رواه مسلم وقوله زجر أي زجر ناقته وحثها على‬ ‫المسير ‪.‬‬ ‫وبناء على ما سبق أرى أنه ل ينبغي الذهاب إلى‬ ‫منطقة البحر الميت في رحلت ترفيهية لن من‬ ‫يذهبون في هذه الرحلت أبعد ما يكونون عن البكاء‬ ‫والتعاظ والعتبار ‪.‬‬ ‫ويضاف إلى ذلك ما في تلك المناطق من المنكرات‬ ‫والمحظورات التي توجد عند شواطئ البحار من عري‬ ‫وتهتك واختلط وفساد وإفساد ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪234‬‬

‫كتابة البسملة على الوراق الرسمية‬

‫يقول السائل ‪ :‬كثيرا ً ما نرى أوراقا ً كتبت عليها‬ ‫البسملة وقد رميت في الطرقات والشوارع وغيرها‬ ‫فهل يجوز كتابة البسملة على مثل هذه الوراق التي‬ ‫تُرمى ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل بأس بكتابة البسملة والحمدلة في الكتب‬ ‫والنشرات والوراق الرسمية وغير ذلك لما روي في‬ ‫الحديث أنه عليه الصلة والسلم قال ‪ (:‬كل أمر ذي‬ ‫بال ل يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع ) وفي رواية‬ ‫أخرى ‪ (:‬كل أمر ذي بال ل يبدأ فيه ببسم الله فهو‬ ‫أبتر ) والحديث ورد بروايات أخرى غير ما ذكر وقد‬ ‫رواه أحمد ‪,‬وأبو داود وابن ماجة وابن حبان في‬ ‫صحيحه وفي سنده كلم كثير وضعفه اللباني وجماعة‬ ‫من المحدثين ‪ .‬وحسنه ابن الصلح والنووي حيث قال‬ ‫بعد أن ذكر الحديث السابق بألفاظه المختلفة ‪ [:‬روينا‬ ‫هذه اللفاظ كلها في كتاب الربعين للحافظ عبد‬ ‫القادر الرهاوي وهو حديث حسن ‪ ] ...‬الذكار ص ‪94‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪235‬‬

‫وبعد هذا أقول يستحب كتابة البسملة والحمدلة في‬ ‫أول الكتب والنشرات وغيرها وكل من وقعت في يده‬ ‫ورقة أو نشرة كتب فيها شيء من ذكر الله كالبسملة‬ ‫والحمدلة وغيرها يجب عليه أن يحافظ عليها محافظة‬ ‫تامة ول يجوز له رميها في الطرقات والشوارع‬ ‫وأماكن القاذورات وإذا لم يكن له حاجة بها فليلقها‬ ‫في مكان لئق وإن استغنى عنها فل بأس بدفنها في‬ ‫مكان طاهر أو حرقها ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪236‬‬

‫دخول المطاعم التي تقدم الخمور‬

‫يقول السائل ‪ :‬ما حكم دخول المطاعم التي تقدم‬ ‫الخمور ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل يجوز شرعا ً دخول المطاعم التي تقدم‬ ‫الخمور والجلوس فيها بل إن على المسلم أن يقاطع‬ ‫كل مجلس للخمر فقد ورد في الحديث عن الرسول‬ ‫صلى الله عليه وسلم أنه قال ‪ (:‬من كان يؤمن بالله‬ ‫واليوم الخر فل يجلس على مائدة تدار عليها الخمر )‬ ‫رواه الترمذي وقال حديث حسن ‪.‬‬ ‫وإن المسلم يُطلب منه إزالة المنكر فإن لم يستطع‬ ‫فل أقل من أن يبتعد عن مواطن المنكر فل يجلس‬ ‫في تلك المطاعم التي تقدم الخمور ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫يحرم استعمال جلد الخنزير في الملبس والحذية‬

‫يقول السائل ‪ :‬ما حكم استعمال جلد الخنزير في‬ ‫الملبوسة الجلدية والحذية ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل يجوز استعمال جلد الخنزير في صناعة‬ ‫الملبس والحذية بل ذلك محرم على ما قرره أكثر‬ ‫الفقهاء حيث قالوا إن جلد الخنزير نجس ل يطهر‬ ‫َ‬ ‫بالدباغة ويدل على ذلك قوله تعالى ‪ (:‬قُ ْ‬ ‫جد ُ فِي‬ ‫ل َ َل أ ِ‬ ‫َ‬ ‫ي إِل َ َّ‬ ‫ن‬ ‫ما ع َلَى طَا ِ‬ ‫ما أُو ِ‬ ‫ن يَكُو َ‬ ‫ه إ ِ ّل أ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ُ‬ ‫عم ٍ يَطْعَ ُ‬ ‫حَّر ً‬ ‫ي ُ‬ ‫َ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س)‬ ‫م ِ‬ ‫ميْت َ ً‬ ‫ه رِ ْ‬ ‫حا أوْ ل ْ‬ ‫سفُو ً‬ ‫م ْ‬ ‫خنْزِيرٍ فَإِن ّ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ما َ‬ ‫ة أوْ د َ ً‬ ‫َ‬ ‫ج ٌ‬ ‫سورة النعام الية ‪. 145‬‬

‫‪237‬‬

‫س ) يعود على‬ ‫ه رِ ْ‬ ‫والضمير في قوله تعالى ‪ (:‬فَإِن َّ ُ‬ ‫ج ٌ‬ ‫الخنزير والرجس تعني النجس فالخنزير كله نجس‬ ‫كما قرره فقهاء الحنفية وغيرهم ‪ ،‬قال العلمة ابن‬ ‫عابدين رحمه الله ‪ [:‬لنه نجس العين بمعنى أن ذاته‬ ‫بجميع أجزائه نجسة حيا ً وميتا ً فليست نجاسته لما فيه‬ ‫من الدم كنجاسة غيره من الحيوانات فلذا لم يقبل‬ ‫التطهير ‪ ] ...‬حاشية ابن عابدين ‪. 1/204‬‬ ‫وقال أكثر العلماء إن جلد الخنزير ل يدخل في عموم‬ ‫قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪ (:‬أيما إهاب دبغ‬ ‫فقط طهر ) رواه مسلم وأحمد والترمذي ‪.‬‬ ‫وقالوا إن العموم في الحديث مخصوص ‪ ،‬قال‬ ‫القرطبي ‪ [:‬المشهور عندنا أن جلد الخنزير ل يدخل‬ ‫في الحديث ول يتناوله العموم ‪ ...‬قال أبو عمر ‪:‬‬ ‫يحتمل أن يكون أراد بهذا القول عموم الجلد المعهود‬ ‫النتفاع بها فأما الخنزير فلم يدخل في المعنى لنه‬ ‫غير معهود النتفاع بجلده إذ ل تعمل فيه الذكاة ودليل‬ ‫آخر وهو ما قاله النضر بن شميل ‪ :‬إن الهاب جلد‬ ‫البقر والغنم والبل وما عداه فإنما يقال له جلد ل‬ ‫إهاب ] تفسير القرطبي ‪ . 10/15‬وكلم النضر بن‬ ‫شميل فيه نظر ‪.‬‬ ‫وعلى كل حال فهناك من العلماء من يرى أن جلد‬ ‫الخنزير يدخل في عموم الحديث السابق ولكن قول‬ ‫الجمهور أحوط وأبعد عن الشبهات فإن الشريعة قد‬ ‫حرمت أكل الخنزير ووصفت الخنزير بأنه رجس‬ ‫فالمفروض في المسلم أن يبتعد عن الخنزير وعن‬ ‫كل ما يتعلق به ‪.‬‬

‫‪238‬‬

‫*****‬ ‫استعمال العدسات الملونة‬

‫يقول السائل ‪ :‬ما حكم استعمال النسان للعدسات‬ ‫الملونة في العيون ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن لم تكن العدسات الملونة لزمة من‬ ‫الناحية الطبية فل يجوز استعمالها لنها تتضمن تغييراً‬ ‫لخلق الله سبحانه وتعالى وخاصة إذا كان المر يتعلق‬ ‫بالمرأة فإن ذلك يعتبر من الزينة الممنوعة وقد‬ ‫ينطوي على الغش والخداع إذا كانت المرأة تستعملها‬ ‫لتخدع الخطاب ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫حكم زراعة الشعر‬

‫يقول السائل ‪ :‬ما حكم زراعة الشعر ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن زراعة الشعر فيما يظهر لي جائزة إذا‬ ‫دعت لذلك الحاجة كأن يتساقط شعر شخص فيعالج‬ ‫ذلك بزراعة الشعر وأرى أن هذا من باب العلج ول‬ ‫بأس به إن شاء الله ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪239‬‬

‫استعمال اليات القرآنية في التعليقات الساخرة‬

‫يقول السائل ‪ :‬ما حكم استعمال اليات القرآنية في‬ ‫التعليقات الساخرة والمزاح ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن القرآن الكريم كلم الله ول يجوز‬ ‫للمسلم أن يتلعب بكلم الله بأي حال من الحوال‬ ‫لن ذلك من الستهانة بالقرآن ‪ ،‬وكلم الله يجب‬ ‫احترامه وصيانته عن كل ما ل يليق به وبالتالي ل‬ ‫يجوز استعماله في المزاح أو التعليقات والرسوم‬ ‫الساخرة لن ذلك يتضمن إستخفافا ً واستهانة بل على‬ ‫المسلم عندما يقرأ كلم الله سبحانه وتعالى أن يقرأه‬ ‫بتدبر وتفكر وأن يكون على طهارة لن قراءة كلم‬ ‫الله سبحانه وتعالى عبادة من العبادات والقرآن أنزل‬ ‫ليكون دستورا ً ومنهج حياة ‪ ،‬يقول سبحانه وتعالى ‪(:‬‬ ‫وَلَقَد ْ ي َ َّ‬ ‫ن لِلذِّكْرِ فَهَ ْ‬ ‫مدَّكِرٍ ) سورة‬ ‫ل ِ‬ ‫سْرنَا الْقُْرءَا َ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫القمر الية ‪. 17‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ن ع َلَى َ‬ ‫وقال تعالى ‪ (:‬لَوْ أنَْزلْنَا هَذ َا الْقُْرءَا َ‬ ‫ل لََرأيْت َ ُ‬ ‫جب َ ٍ‬ ‫َ‬ ‫خ ْ‬ ‫شيَةِ الل ّهِ ) سورة الحشر الية‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫صدِّع ًا ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫شعًا ُ‬ ‫مت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫‪. 21‬‬ ‫وقال تعالى‬ ‫س َّ‬ ‫جدًا وَبُكِيًّا‬ ‫ُ‬

‫خُّروا‬ ‫ن َ‬ ‫ت الَّر ْ‬ ‫ح َ‬ ‫م ءَايَا ُ‬ ‫‪ (:‬إِذ َا تُتْلَى ع َلَيْهِ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫) سورة مريم الية ‪. 58‬‬ ‫*****‬

‫‪240‬‬

‫التوبة الصادقة‬

‫يقول السائل ‪ :‬أنا شاب عصيت الله أربعة أعوام‬ ‫فأهملت الصيام وشتمت هذا وضربت ذاك ‪ ،‬ووقعت‬ ‫في النميمة والغيبة والرياء والن تبت إلى الله دون‬ ‫أن أعتذر لصحاب الحقوق وما زلت أقع في الغيبة‬ ‫ولكن بشكل أقل من السابق فماذا أصنع ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل شك أن التوبة من المعاصي والثام واجبة‬ ‫على المسلم استجابة لمر الله سبحانه وتعالى ‪(:‬‬ ‫َ‬ ‫ميعًا أَيُّهَا ال ْ‬ ‫ن لَعَلَّك ُ‬ ‫ن )‬ ‫ج ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫وَتُوبُوا إِلَى الل ّهِ َ‬ ‫حو َ‬ ‫م تُفْل ِ ُ‬ ‫منُو َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫منُوا تُوبُوا إِلَى الل ّهِ تَوْب َ ً‬ ‫ن ءَا َ‬ ‫ولقوله تعالى ‪ (:‬يَاأيُّهَا ال ّذِي َ‬ ‫حا )‪.‬‬ ‫صو ً‬ ‫نَ ُ‬ ‫وهذا الخ السائل عليه أن يحمد الله على توبته ولكن‬ ‫هذه التوبة ليست توبة نصوحا ً لن التوبة النصوح ل بد‬ ‫أن تتحقق فيها شروط أربعة وهي ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬أن يقلع النسان عن المعاصي والثام فإذا‬ ‫كان يغتاب الناس فعليه أن يترك ذلك ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬أن يندم ندما ً حقيقا ً وصادقا ً على ما مضى ‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬أن يعزم عزما ً أكيدا ً على أن ل يعود‬ ‫للمعاصي ‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬إذا كانت المعصية تتعلق بحق من حقوق‬ ‫الناس فل بد من إعادتها لصحابها‪.‬‬

‫‪241‬‬

‫فعلى هذا السائل أن يحقق هذه الشروط في نفسه‬ ‫حتى تكون توبته صادقة وأما أن يتوب النسان من‬ ‫الذنب اليوم ويعود إليه غدا ً فما هذه بتوبة ‪.‬‬ ‫وأما بالنسبة لتركك الصوم لربعة أعوام فيلزمك‬ ‫القضاء فعيلك الصيام ول تبرئ ذمتك إل بالقضاء ‪.‬‬ ‫كما أن عليك أن تكثر من فعل الخيرات والعمال‬ ‫الصالحات فهذه تمحو السيئات بإذن الله سبحانه‬ ‫وتعالى حيث يقول ‪ (:‬إ ِ َّ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫ت)‬ ‫سيِّئَا ِ‬ ‫سنَا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ت يُذْهِب ْ َ‬ ‫وقال صلى الله عليه وسلم‪ (:‬أتبع السيئة الحسنة‬ ‫تمحها ) رواه أحمد والترمذي وهو حديث حسن ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫حكم الغش في المتحان‬

‫يقول السائل ‪ :‬يغش بعض الطلبة في المتحان‬ ‫ويزعمون أن في الغش تحقيق مصلحة لهم فما حكم‬ ‫ذلك ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل شك أن الغش حرام مطلقا ً سواء كان‬ ‫في المعاملت أو في المتحانات أو غيرها ويدل على‬ ‫ذلك ما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله‬ ‫عنه ‪ (:‬أن الرسول صلى الله عليه وسلم مر على‬ ‫صبرة طعام‪-‬كومة قمح أو شعير‪-‬فأدخل يده فيها‬ ‫فنالت أصابعه بللل ً فقال ‪ :‬ما هذا يا صاحب الطعام ؟‬ ‫قال ‪ :‬أصابته السماء يا رسول الله‪ -‬أي المطر‪-‬قال ‪:‬‬ ‫أفل جعلته فوق الطعام كي يراه الناس ‪ ،‬من غشنا‬ ‫فليس منا ) رواه مسلم وغيره ‪.‬‬

‫‪242‬‬

‫ومن المعلوم عند أهل العلم أن العبرة بعموم اللفظ‬ ‫ل بخصوص السبب فألفاظ الحديث تعم كل غش‬ ‫سواء كان في المتحانات أو غيرها ‪.‬‬ ‫وأما زعمهم بأن الغش يحقق مصلحة لهم فهذا زعم‬ ‫باطل وكلم مردود ل يصح أبدا ً فإن المصلحة المعتبرة‬ ‫عند أهل العلم يجب أن ل تعارض نصاً‪-‬من الكتاب أو‬ ‫السنة‪-‬أو إجماعا ً أو قياسا ً صحيحا ً ‪.‬‬ ‫وما يسمونه مصلحة هنا هو في الحقيقة مصلحة‬ ‫موهومة وملغاة بنص الشارع ‪ ،‬فأين هي المصلحة في‬ ‫غش ؟ إنها كمصلحة المرابي في زيادة أمواله عن‬ ‫طريق الربا وينبغي أن يعلم أن كثيرا ً من الناس‬ ‫يحملون المصلحة أكثر مما تحتمل ويقومون بتصرفات‬ ‫كثيرة معارضة لكتاب الله وسنة رسوله ويزعمون أن‬ ‫دليلهم هو المصلحة ‪ ،‬وهم في الحقيقة والواقع ل‬ ‫يعرفون المصلحة على حقيقتها فالمصلحة هي‬ ‫المنفعة التي يقصدها الشرع من أجل حفظ مقاصد‬ ‫الشريعة ول ينطبق هذا الكلم على الغش في‬ ‫المتحانات لن الغش محرم بالنص ولن الغش‬ ‫يتعارض مع مقاصد الشريعة المطهرة ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪243‬‬

‫حكم ما يسمى ( فراش العطوة )‬

‫يقول السائل‪ :‬ما الحكم الشرعي فيما يسمية القضاء‬ ‫العشائري فراش العطوة والجلء؟‬ ‫الجواب ‪ :‬فراش العطوة هو عبارة عن المبلغ الذي‬ ‫يدفعه أهل الجاني وعشيرته في جرائم القتل العمد‬ ‫وحوادث السيارات ونحوها لذوي المجني عليه قبل‬ ‫الموافقة على إعطاء العطوة العشائرية ويكون دفع‬ ‫هذا المبلغ عن طريق رجال الجاهة الذين يتدخلون‬ ‫لحتواء المشكلة التي قد تكون قد وقعت وحكم‬ ‫فراش العطوة في الشرع أنه أكل لموال الناس‬ ‫بالباطل لنه في حالت كثيرة ل يحسب مبلغ فراش‬ ‫العطوة من شروط الصلح أو الدية وبالتالي يكون من‬ ‫غير عوض ‪ ،‬وهذا غير جائز شرعا ً يقول الله تعالى ‪(:‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل)‬ ‫ن ءَا َ‬ ‫م بَيْنَك ُ ْ‬ ‫موَالَك ُ ْ‬ ‫منُوا َل تَأكُلُوا أ ْ‬ ‫يَاأيُّهَا ال ّذِي َ‬ ‫م بِالْبَاط ِ ِ‬ ‫وأما إذا اعتبر مبلغ فراش العطوة جزءا ً من الدية أو‬ ‫من المبلغ الذي يدفع عند إجراء المصالحة بين‬ ‫الطرفين فيجوز ذلك ‪.‬‬

‫‪244‬‬

‫وأما الجلء أو الجلوة كما يسيمها القضاء العشائري‬ ‫وتعني ترحيل ذوي الجاني من أماكن سكنهم القريبة‬ ‫من أهل المجني عليه إلى أماكن سكن بعيدة وغالباً‬ ‫ما تكون الجلوة في قضايا القتل العمد والجلوة في‬ ‫القضاء العشائري ل تقتصر على الجاني وإنما قد‬ ‫تشمل الباء والجداد والخوة والعمام وكل من له‬ ‫صلة بالجاني إلى الجد الثالث وأحيانا ً قد تصل إلى‬ ‫الجد الخامس وهذا يشمل النساء والطفال ‪ .‬العرف‬ ‫العشائري ص ‪. 363‬‬ ‫والجلء أو الجلوة في نظر الشريعة أمر باطل ل يجوز‬ ‫وهي ظلم واضح لن الشريعة السلمية تقرر أن كل‬ ‫إنسان مسؤول عما يفعل ول يحاسب شخص سواه‬ ‫خَرى‬ ‫على ما فعل ‪ ،‬قال تعالى ‪ (:‬وََل تَزُِر وَازَِرة ٌ وِْزَر أ ُ ْ‬ ‫)‪.‬‬ ‫وفي الجلء ظلم يتضمن إخراج الناس من بيوتهم‬ ‫وترحيلهم عنها وإلحاق الضرر بهم من غير جريرة‬ ‫ذنب ارتكبوه وليس لهم علقة بالجريمة فلماذا‬ ‫يعاقبون على شيء لم يفعلوه ؟‬

‫‪245‬‬

‫وإن كان المر يقتضي المحافظة على أهل الجاني‬ ‫من فورة غضب أهل المجني عليه فل بأس من إبعاد‬ ‫أهل الجاني عن أهل المجني عليه لمدة قصيرة ل‬ ‫تعدو أياما ً قليلة حتى تهدأ ً ثورة غضبهم أما تهجيرهم‬ ‫من بيوتهم وأطفالهم ونساؤهم شهورا ً وأحيانا ً سنوات‬ ‫فهذا أمر ل تقره الشريعة بحال من الحوال وهذا من‬ ‫الظلم والعدوان يقول الرسول عليه الصلة والسلم (‬ ‫اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا‬ ‫الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن‬ ‫سفكوا دمائهم واستحلوا محارمهم ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وعلى رجال الخير والصلح أن يتقوا الله سبحانه‬ ‫وتعالى وليعلموا أنه ل يجوز لهم أن يحكموا بغير ما‬ ‫أنزل الله فعليهم الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى‬ ‫لن الشريعة السلمية هي الكفيلة بتحقيق العدل بين‬ ‫الناس ‪.‬‬ ‫*****‬

‫التهنئة بحلول العيد‬

‫يقول السائل ‪ :‬كيف تكون التهنئة بحلول العيد ؟‬

‫‪246‬‬

‫الجواب ‪ :‬إن أصل التهنئة مشروع في الجملة فقد‬ ‫ثبت في الحديث الصحيح في قصة توبة كعب بن‬ ‫مالك رضي الله عنه حين تاب الله عليه بعد تخلسفه‬ ‫عن غزوة تبوك حيث ورد في قصة توبته ‪ (:‬قال‬ ‫سمعت صوت صارخ يقول بأعلى صوته يا كعب بن‬ ‫مالك ‪ ،‬أبشر فذهب الناس يبشروننا وأنطلقت أتأمم‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ -‬أقصده ‪ -‬يتلقاني‬ ‫الناس فوجا ً فوجا ً يهنؤني بالتوبة ويقولون ‪ :‬ليهنك‬ ‫توبة الله عليك حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم حوله الناس فقام طلحة بن‬ ‫عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني وكان كعب ل‬ ‫ينساها لطلحة قال كعب ‪ :‬فلما سلمت على رسول‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من‬ ‫السرور أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك )‬ ‫رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫وهذا الحديث في التهنئة بشكل عام وأما التهنئة بالعيد‬ ‫والدعاء فيه فقد ورد في الحديث عن محمد بن زياد‬ ‫قال ‪ [:‬كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب‬ ‫الرسول صلى الله عليه وسلم فكانوا إذا رجعوا من‬ ‫العيد يقول بعضهم لبعض يتقبل الله منا ومنك ] قال‬ ‫المام أحمد بن حنبل إسناده إسناد جيد وجوَّده أيضاً‬ ‫العلمة ابن التركماني ‪ ،‬الجوهر النقي ‪. 3/319‬‬ ‫ونقل ابن قدامة عن المام أحمد بن حنبل رحمه الله‬ ‫قال ‪ [:‬ول بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد‬ ‫تقبل الله منا ومنك ]‪.‬‬

‫‪247‬‬

‫وقال حرب ‪ [:‬سئل أحمد عن قول الناس في العيدين‬ ‫‪ :‬تقبل الله منا ومنكم قال ‪ :‬ل بأس به يرويه أهل‬ ‫الشام عن أبي أمامة قيل وواثلة بن السقع ؟ قال ‪:‬‬ ‫نعم ‪ ،‬قيل فل تكره أن يقال هذا يوم العيد ‪ :‬قال ‪ :‬ل ]‬ ‫المغني ‪. 296-2/295‬‬ ‫وسئل المام مالك عن قول الرجل لخيه يوم العيد‬ ‫تقبل الله منا ومنك يريد الصوم فقال ‪ :‬ما أعرفه ول‬ ‫أنكره ‪ ،‬قال ابن حبيب المالكي معناه ل يعرفه سنة‬ ‫ول ينكره على من يقوله لنه قول حسن ولنه دعاء ‪.‬‬ ‫وقد عقد المام البيهقي بابا ً في سننه الكبرى بعنوان‬ ‫‪ [:‬باب ما روي في قول الناس يوم العيد بعضهم‬ ‫لبعض تقبل الله منا ومنك ]‪.‬‬ ‫ثم ساق فيه بعض الحاديث الواردة في ذلك وض ّعفها‬ ‫وساق فيه أيضا ً أثرا ً عن عمر بن عبد العزيز فقال ‪[:‬‬ ‫عن أدهم مولى عمر بن عبد العزيز قال ‪ :‬كنا نقول‬ ‫لعمر بن عبد العزيز في العيد تقبل الله منا ومنك يا‬ ‫أمير المؤمنين فيرد علينا ول ينكر ذلك علينا ] سنن‬ ‫البيهقي ‪. 3/319‬‬ ‫وهذه الحاديث وإن كانت ضعيفة فل بأس أن يعمل‬ ‫بها في مثل هذا المر الذي يعد من فضائل العمال‬ ‫وخاصة إذا أضفنا إليها الحديث الذي لم يذكره البيهقي‬ ‫وهو حديث أبي أمامة المذكور سابقا ً ‪ ،‬وخلصة المر‬ ‫أنه ل بأس أن يقال في التهنئة بالعيد تقبل الله منا‬ ‫ومنكم صالح العمال أو نحوها من العبارات ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪248‬‬

‫ما يجب على المسلم أن يعلمه من أمر دينه‬

‫يقول السائل ‪ :‬ما هي المور التي يجب على المسلم‬ ‫أن يعلمها من أمر دينه ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن العلماء قسموا العلم الشرعي إلى ثلثة‬ ‫أقسام ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬ما هو فرض عين والمقصود بفرض العين ما‬ ‫يجب على كل مسلم مكلف أن يحصله ول يعذر بجهله‬ ‫‪ ،‬وحد هذا القسم هو ما تتوقف عليه صحة العبادة أو‬ ‫المعاملة فيجب على المسلم أن يتعلم كيفية الوضوء‬ ‫والصلة والحكام الساسية في الصوم والزكاة وإن‬ ‫كان عنده نصاب والحكام الساسية في الحج إن كان‬ ‫من أهل الستطاعة وكذلك يجب عليه أن يتعلم أحكام‬ ‫المعاملت التي يحتاج إليها فمثل ً لو كان شخص يعمل‬ ‫في الصرافة مثل ً فيجب عليه أن يتعلم أحكام الصرف‬ ‫في الشرعية السلمية وهكذا بالنسبة للمور التي‬ ‫يحتاج لها في عباداته ومعاملته ‪.‬‬

‫‪249‬‬

‫قال ابن عابدين في حاشيته نقل ً عن العلمي في‬ ‫فصوله ‪ [:‬من فرائض السلم تعلم ما يحتاج إليه العبد‬ ‫في إقامة دينه وإخلص عمله لله تعالى ومعاشرة‬ ‫عباده وفرض على كل مكلف ومكلفة بعد تعلمه علم‬ ‫الدين والهداية تعلم علم الوضوء والغسل والصلة‬ ‫والصوم وعلم الزكاة لمن له نصاب والحج لمن وجب‬ ‫عليه والبيوع على التجار ليحترزوا عن الشبهات‬ ‫والمكروهات في سائر المعاملت وكذا أهل الحرف‬ ‫وكل من اشتغل بشيء يفترض عليه علمه وحكمه‬ ‫ليمتنع عن الحرام فيه ] حاشية ابن عابدين ‪. 1/42‬‬ ‫وقال المام النووي ‪ ... [:‬فرض العين وهو تعلم‬ ‫المكلف ما ل يتأدى الواجب الذي تعين عليه فعله إل‬ ‫به ‪ ،‬ككيفة الوضوء والصلة ونحوها وعليه حمل‬ ‫جماعات الحديث المروي في مسند أبي يعلى‬ ‫الموصلي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ‪(:‬‬ ‫طلب العلم فريضة على كل مسلم ) وهذا الحديث‬ ‫وإن لم يكن ثابتا ً فمعناه صحيح ‪ ] ...‬المجموع ‪. 1/24‬‬ ‫والحديث الذي ذكره المام النووي وهو ‪ (:‬طلب العلم‬ ‫فريضة على كل مسلم ) حديث مختلف فيه فمن‬ ‫العلماء من يرى أنه حديث ضعيف ‪ ،‬قال المام‬ ‫البيهقي ‪ [:‬وهذا حديث متنه مشهور وإسناده ضعيف‬ ‫وقد روي من أوجه كلها ضعيف ] وضعفه المام أحمد‬ ‫أيضا ً كما قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث‬ ‫إحياء علوم الدين ‪.‬‬

‫‪250‬‬

‫ويرى بعض أهل الحديث أن الحديث يصلح للحتجاج‬ ‫لتعدد طرقه كالسيوطي واللباني وعلى كل حال‬ ‫فالمقصود بالعلم في الحديث هو العلم الذي يكون‬ ‫فرض عين فقط وليس مطلق العلم ‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬فرض الكفاية وهو ما إذا قام به البعض كفى ‪،‬‬ ‫وعّرفه المام النووي بقوله ‪ [:‬وهو تحصيل ما ل بد‬ ‫للناس منه في إقامة دينهم من العلوم الشرعية‬ ‫كحفظ القرآن والحايث وعلومهما والصول والفقه‬ ‫والنحو واللغة والتصريف ومعرفة رواة الحديث‬ ‫والجماع والخلف ‪.‬‬ ‫وأما ما ليس علما ً شرعيا ً ويحتاج إليه في قوام أمر‬ ‫الدنيا كالطب والحساب ففرض كفاية أيضا ً ‪] ...‬‬ ‫المجموع ‪. 1/26‬‬ ‫الثالث ‪ :‬النفل ‪ :‬وهو كالتوسع في العلوم الشرعية ‪.‬‬

‫‪251‬‬

‫ويجب أن يعلم أن طلب العلم الشرعي أفضل من‬ ‫نوافل العبادات ‪ ،‬قال المام النووي ‪ [:‬فصل في‬ ‫ترجيح الشتغال بالعلم على الصلة والصيام وغيرهما‬ ‫من العبادات القاصرة على فاعلها ] ثم ذكر عددا ً من‬ ‫اليات القرآنية والحاديث النبوية وأقوال الصحابة‬ ‫والتابعين والعلماء التي تدل على ذلك فمنها قوله‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل هَ ْ‬ ‫تعالى ‪ (:‬قُ ْ‬ ‫ن َل‬ ‫مو َ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ن يَعْل َ ُ‬ ‫ن وَال ّذِي َ‬ ‫ستَوِي ال ّذِي َ‬ ‫ن ) ومنها ما رواه ابن ماجة عن عبد الله بن‬ ‫مو َ‬ ‫يَعْل َ ُ‬ ‫عمرو بن العاص قال ‪ (:‬خرج رسول الله صلى الله‬ ‫عليه وسلم فإذا في المسجد مجلسان مجلس‬ ‫يتفقهون ومجلس يدعون الله ويسألونه فقال ‪ :‬كل‬ ‫المجلس إلى خير وأما هؤلء فيدععون الله تعالى وأما‬ ‫هؤلء فيتعلمون ويفقهون الجاهل هؤلء أفضل بالتعليم‬ ‫أرسلت ثم قعد معهم )‪.‬‬ ‫وقال عطاء ‪ [:‬مجالس الذكر هي مجالس الحلل‬ ‫والحرام كيف تشتري وتبيع وتصلي وتصوم وتنكح‬ ‫وتطلق وتحج وأشباه هذا ]‪.‬‬ ‫وقال أبو هريرة ‪ [:‬باب من العلم نتعلمه أحب إلينا‬ ‫من ألف ركعة تطوع ]‪.‬‬ ‫وسأل رجل بان المبارك ‪ [:‬يا أبا عبد الرحمن في أي‬ ‫شيء أجعل فضل يويم في تعلم القرآن أو في تعلم‬ ‫العلم ؟ فقال ‪ :‬هل تحسن من القرآن ما تقوم به‬ ‫صلتك ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬عليك بالعلم ] الداب‬ ‫الشرعية ‪. 2/34‬‬

‫‪252‬‬

‫وينبغي أن يعلم أيضا ً أنه ل يصح قول من يقول‬ ‫بوجوب ترك الصلة النافلة أو ترك قراءة القرآن‬ ‫ووجوب النصات عندما يبدأ مدرس بإعطاء درس في‬ ‫المسجد احتجاجا ً بالحديث السابق ‪ (:‬طلب العلم‬ ‫فريضة على كل مسلم ) ولن طلب العلم فرض‬ ‫والصلة النافلة وقراءة القرآن مندوبة ‪ ،‬فهذا الكلم ل‬ ‫يصح لن العلم المقصود بالحديث هو ما كان فرض‬ ‫عين فقط كما بينت سابقا ً وأما مطلق العلم فليس‬ ‫كذلك ‪.‬‬ ‫وما قررته هنا ل يتنافى مع ما سبق من أن طلب‬ ‫العلم الشرعي بشكل عام أفضل من نافلة الصلة‬ ‫وقراءة القرآن ‪.‬‬ ‫وأما أنه يجب على كل مصلي قطع صلته أو أنه يجب‬ ‫على كل قارئ للقرآن قطع قراءته والستماع للدرس‬ ‫فهذا مما ل دليل عليه وليس بصحيح ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪253‬‬

‫الحتفال بالسراء والمعراج ل أصل له في الشرع‬

‫يقول السائل ‪ :‬متى أسري بالنبي عليه الصلة‬ ‫والسلم وما حكم الحتفال بمناسبة السراء والمعراج‬ ‫في السابع والعشرين من رجب ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬إن حادثة السراء والمعراج حق وصدق ول‬ ‫شك في ذلك ول ريب وقد ثبت ذلك بكتاب الله وسنة‬ ‫نبيه صلى الله عليه وسلم وأشارت إلى ذلك أول آية‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّذِي‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫من سورة السراء حيث يقول تعالى ‪ُ (:‬‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫سَرى بِعَبْدِهِ لَيًْل ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫جد ِ ال ْ َ‬ ‫أ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫س ِ‬ ‫حَرام ِ إِلَى ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه ِ‬ ‫حول َ ُ‬ ‫ه لِنُرِي َ ُ‬ ‫اْلقْ َ‬ ‫صى ال ّذِي بَاَركْنَا َ ْ‬ ‫ن ءَايَاتِنَا إِنَّه هُوَ‬ ‫م ْ‬ ‫ال َّ‬ ‫صيُر )‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫ميعُ الْب َ ِ‬ ‫وأما أنه صلى الله عليه وسلم أسري به في ليلة‬ ‫السابع والعشرين من شهر رجب فلم يثبت ذلك بسند‬ ‫صحيح وقد اختلف العلماء في وقت السراء والمعراج‬ ‫وعلى أقوال كثيرة ‪ ،‬قال الحافظ ابن حجر ‪ [:‬وذهب‬ ‫الكثر إلى أنه كان بعد المبعث ثم اختلفوا فقيل قبل‬ ‫الهجرة بسنة قاله ابن سعد وغيره وبه جزم النووي‬ ‫وبالغ ابن حزم فنقل الجماع فيه وهو مردود فإن في‬ ‫ذلك اختلفا ً كثير يزيد على عشرة أقوال ] فتح الباري‬ ‫‪. 8/201‬‬ ‫ثم ذكر الحافظ هذه القوال وهي ‪:‬‬ ‫ قبل الهجرة بثمانية أشهر ‪.‬‬‫‪ -‬قبل الهجرة بستة أشهر ‪.‬‬

‫‪254‬‬

‫ قبل الهجرة بسنة ‪.‬‬‫ قبل الهجرة بأحد عشر شهرا ً ‪.‬‬‫ قبل الهجرة بسنة وشهرين ‪.‬‬‫ قبل الهجرة بسنة وثلثة أشهر ‪.‬‬‫ قبل الهجرة بسنة وخمسة أشهر ‪.‬‬‫ قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا ً ‪.‬‬‫ قبل الهجرة بثلث سنوات ‪.‬‬‫ قبل الهجرة بخمس سنوات ‪.‬‬‫وكما أنهم اختلفوا في تحديد السنة التي وقعت فيها‬ ‫حادثة السراء والمعراج فكذلك اختلفوا في الشهر‬ ‫الذي وقعت فيه فقيل كان ذلك في السابع والشعرين‬ ‫من رجب ‪،‬وقيل في شهر رمضان ‪ ،‬وقيل في شهر‬ ‫شوال‪،‬وقيل في شهر ربيع الول‪،‬وقيل في شهر ربيع‬ ‫الثاني وقد ذكر هذه القوال كلها الحافظ ابن حجر‬ ‫في فتح الباري ‪. 8/208‬‬ ‫وقد بحث المسألة أيضا ً المام القرطبي في تفسيره‬ ‫وذكر الختلف الكبير في تحديد وقت السراء‬ ‫والمعراج وزاد أنه قد روي أن السراء كان بعد مبعثه‬ ‫بخمس سنين ‪ .‬تفسير القرطبي ‪. 10/210‬‬

‫‪255‬‬

‫وأضاف الحافظ ابن كثير أن من العلماء من يرى أن‬ ‫السراء والمعراج وقع قبل الهجرة بستة عشر شهراً‬ ‫وكان ذلك في شعر ذي القعدة وذكر أن بعض الناس‬ ‫ادعى أن ذلك كان أول ليلة جعة من شهر رجب‬ ‫وعقب على ذلك بأنه ل أصل له ‪ .‬البداية والنهاية‬ ‫‪ . 3/107‬وقال العلمة أبو شامة المقدسي ‪ [:‬وذكر‬ ‫بعض القصاص أن السراء كان في رجب وذلك عند‬ ‫أهل التعديل والتجريح عين الكذب ] الباعث ص ‪116‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي ‪ [:‬وقد روي أنه كان‬ ‫في شهر رجب حوادث عظيمة ولم يصح شيء من‬ ‫ذلك فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد في‬ ‫أول ليلة منه وأنه بعص في السابع والعشرين منه‬ ‫وقيل في الخامس والعشرين ول يصح شيء من ذلك‬ ‫وروي بإسناد ل يصح عن القاسم بن محمد أن‬ ‫السراء بالنبي صلى الله عليه وسلم كان في سابع‬ ‫وعشرين من رجب وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره‬ ‫وروي عن قيس بن عباد قال ‪ :‬في اليوم العاشر من‬ ‫رجب ‪ ] ...‬لطائف المعارف ص ‪. 233‬‬

‫‪256‬‬

‫وبعد هذا العرض للقوال الواردة في وقت حادثة‬ ‫السراء والمعراج أقول إن لم يثبت بحديث صحيح‬ ‫توقيت هذه الحادثة ل في السابع والعشرين من رجب‬ ‫ول غيره وبناء على ذلك فإن تحديد السابع والعشرين‬ ‫من رجب على أنه وقتها غير صحيح وينقصه الدليل‬ ‫الثابت وقد رأينا أن أهل العلم لم يثبتوا تلك الروايات‬ ‫الواردة في تعيين وقت هذه الحادثة وحتى لو سلمنا‬ ‫جدل ً أن وقت حادثة السراء والمعراج معلوم ل يجوز‬ ‫للمسلمين الحتفال بهذه المناسبة لن ذلك لم يرد‬ ‫عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ول يجوز لهم‬ ‫أن يعتبروها عيدا ً من أعياد المسلمين تعطل فيه‬ ‫العمال وتقام فيه الحتفالت لن ذلك زيادة في‬ ‫الدين وشرع لم يأذن به الله قال بعض أهل العلم ‪[:‬‬ ‫وهذه الليلة التي حصل فيها السراء والمعراج لم يأت‬ ‫في الحاديث الصحيحة تعيينها وكل ما ورد في تعيينها‬ ‫فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند‬ ‫أهل العلم بالحديث ولله الحكمة البالغة في إنساء‬ ‫الناس لها ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن‬ ‫صوها بشيء من العبادات فلم يجز لهم أن يحتفلوا‬ ‫يخ ّ‬ ‫بها لن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي‬ ‫الله عنهم لم يحتفلوا بها ولم يخصوها بشيء ولو كان‬ ‫الحتفال بها أمرا ً مشروعا ً لبينه الرسول صلى الله‬ ‫عليه وسلم للمة إما بالقول أو بفعل ولو وقع شيء‬ ‫من ذلك لعرف واشتهر ولنقله الصحابة رضي الله‬ ‫عنهم فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل‬ ‫شيء تحتاجه المة ولم يفرطوا في شيء من الدين‬ ‫بل هم السابقون إلى كل خير فلو كان الحتفال بهذه‬ ‫الليلة مشروعا ً لكانوا أسبق الناس إليه والنبي صلى‬ ‫الله عليه وسلم هو أنصح الناس للناس وقد بلغ‬

‫‪257‬‬

‫الرسالة غاية البلغ وأدى المانة فلو كان تعظيم هذه‬ ‫الليلة والحتفال بها من دين السلم لم يغفله النبي‬ ‫صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه فلما لم يقع شيء‬ ‫من ذلك علم أن الحتفال بها وتعظيمها ليس من‬ ‫السلم في شيء وقد أكمل الله لهذه المة دينها‬ ‫وأتم عليها النعمة وأنكر على من شرع في الدين ما‬ ‫لم يأذن به الله قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين‬ ‫َ‬ ‫من سورة المائدة ‪ (:‬الْيو َ‬ ‫ت‬ ‫َ ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَأت ْ َ‬ ‫م دِينَك ُ ْ‬ ‫ت لَك ُ ْ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫م أك ْ َ‬ ‫م دِينًا ) وقال عز‬ ‫متِي وََر ِ‬ ‫سَل َ‬ ‫م اْل ِ ْ‬ ‫ت لَك ُ ُ‬ ‫ضي ُ‬ ‫م نِعْ َ‬ ‫ع َلَيْك ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫شَركَاءُ َ‬ ‫م ُ‬ ‫شَرع ُوا‬ ‫وجل في سورة الشورى ‪ (:‬أ ْ‬ ‫م َلَهُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ن الدِّي‬ ‫ل‬ ‫م ُ‬ ‫م ِ‬ ‫م يَأذ َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ه وَلَوَْل كَل ِ َ‬ ‫ن بِهِ الل ّ ُ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫لَهُ ْ‬ ‫ة الْفَ ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م وَإ ِ َّ‬ ‫م ) وثبت‬ ‫لَقُ ِ‬ ‫ن الظ ّال ِ ِ‬ ‫م عَذ َا ٌ‬ ‫ي بَيْنَهُ ْ‬ ‫ب ألِي ٌ‬ ‫ن لَهُ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫مي َ‬ ‫عن رسول صلى الله عليه وسلم في الحاديث‬ ‫الصحيحة التحذير من البدع والتصريح بأنها ضللة‬ ‫تنبيها ً للمة على عظم خطرها وتنفيرا ً لهم من‬ ‫اقترافها ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن عائشة‬ ‫رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه‬ ‫قال ‪ (:‬من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )‬ ‫وفي رواية لمسلم ‪ (:‬من عمل عمل ً ليس عليه أمرنا‬ ‫فهو رد ) وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنها‬ ‫قال ‪ (:‬كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‬ ‫في خطبته يوم الجمعة ‪ (:‬أما بعد فإن خير الحديث‬ ‫كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه‬ ‫وسلم وشر المور محدثاتها وكل بدعة ضللة ) فتاوى‬ ‫الهيئة الدائمة للبحوث العلمية ‪. 3/45‬‬ ‫*****‬ ‫حوار مكذوب بين الرسول صلى الله عليه وسلم وإبليس‬

‫‪258‬‬

‫تقول السائلة ‪ :‬هناك ورقة مطبوعة يقوم بعض الناس‬ ‫بتوزيعها بعنوان ‪ ":‬حوار بين الرسول صلى الله عليه‬ ‫وسلم وإبليس لعنه الله " وذكر تحت هذا العنوان‬ ‫حديث عن معاذ بن جبل عن ابن عباس قال ‪ :‬كنا مع‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت رجل من‬ ‫النصار في جماعة فنادى مناد يا أهل المنزل أتأذنون‬ ‫لي بالدخول ولكم إلي حاجة ؟ قال رسول الله صلى‬ ‫الله عليه وسلم ‪ :‬أتعلمون من المنادي ؟ فقالوا ‪:‬‬ ‫الله ورسوله أعلم ‪ .‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬ ‫وسلم ‪ :‬هذا إبليس لعنه الله تعالى ‪ ...‬الخ ‪.‬‬ ‫ثم ساق حديثا ً طويل ً جدا ً على شكل حوار بين‬ ‫الرسول صلى الله عليه وسلم وإبليس وذكر في‬ ‫آخره أنه مأخوذ من كتاب شجرة الكون لمحي الدين‬ ‫بن عربي ‪ ،‬وتسأل السائلة عن صحة هذا الحديث‬ ‫وهل ثبت ذلك عن الرسول عليه الصلة والسلم ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬ل شك أن هذا الحديث المشار إليه مكذوب‬ ‫مختلق ورسول الله صلى الله عليه وسلم منه بريء‬ ‫وهو محض اختلق وعلمات الوضع عليه ظاهرة جداً‬ ‫فإن للحديث النبوي نورا ً يدل عليه ‪ ،‬قال بعض أهل‬ ‫العلم ‪ [:‬إن للحديث ضوءا ً كضوء النهار يعرفه وظلمة‬ ‫كظلمة الليل تنكره ] وقال ابن الجوزي ‪ [:‬الحديث‬ ‫المنكر يقشعر له جلد طالب العلم وينفر منه قلبه في‬ ‫الغالب ]‪.‬‬

‫‪259‬‬

‫وهذا الكلم وما قبله ينطبق على الحديث المشار إليه‬ ‫ويضاف إلى ذلك طوله المستغرب وركاكة ألفاظه‬ ‫كما أن المصدر الذي نقل منه ل يعتبر ول يعتد به ول‬ ‫بمؤلفه فهو دجال من الدجاجلة ومخرف من‬ ‫المخرفين وشيطان من شياطين النس والعياذ بالله ‪.‬‬ ‫قال عنه العز بن عبد السلم سلطان العلماء ‪ [:‬شيخ‬ ‫سوء كذ ّاب ]‪.‬‬ ‫وقال الحافظ الذهبي عنه ‪ ... [:‬ومن أردأ مؤلفاته‬ ‫كتاب " الفصوص " فإن كان ل كفر فيه فما في الدنيا‬ ‫كفر ‪ ] ...‬سير أعلم النبلء ‪. 23/48‬‬ ‫*****‬ ‫حديث مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم‬

‫يقول السائل ‪ :‬ينتشر بين الناس حديث منسوب إلى‬ ‫الرسول صلى الله عليه وسلم ونصه ‪ :‬سيأتي على‬ ‫الناس زمان ل يبقى من القرآن إل رسمه ومن‬ ‫السلم إل اسمه همهم بطونهم ودينهم دراهمهم‬ ‫وقبلتهم نسائهم ‪ .‬فهل هذا حديث ثابت عن الرسول‬ ‫صلى الله عليه وسلم ؟‬

‫‪260‬‬

‫الجواب ‪ :‬لقد روي هذا الحديث بألفاظ مختلفة‬ ‫ويتناقله كثير من الناس مع تفاوت في ألفاظه‬ ‫وعباراته وقد طبعه بعض الناس في نشرات وزعت‬ ‫على الناس وعلقت في بعض المساجد وهذا حديث‬ ‫باطل غير ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم‬ ‫وقد روى بعض ألفاظه الديلمي في مسند الفردوس‬ ‫وهو موطن الروايات الواهية والموضوعة المكذوبة‬ ‫وذكر بعض ألفاظه صاحب كنز العمال وغيرهما‬ ‫وخلصة المر أن الحديث غير ثابت عن الرسول صلى‬ ‫الله عليه وسلم ‪.‬‬ ‫خاتم النبوة‬

‫يقول السائل ‪ :‬ما قولكم في هذه الورقة المطبوعة‬ ‫والتي توزع في المساجد ومكتوب عليها ما يلي ‪:‬‬ ‫هذا مثال خاتم النبوة الذي كان بين كتفيه صلى الله‬ ‫عليه وسلم ومكتوب من الشعر بقلم القدرة ‪ :‬توجه‬ ‫حيث شئت فإنك منصور الله وحده ل شريك له محمد‬ ‫رسول الله فإنك منصور ‪.‬‬ ‫ثم كتب في أسفل الورقة ما يلي ‪:‬‬

‫‪261‬‬

‫ومن خواصه ما نقله الترمذي أن من توضأ ونظر إليه‬ ‫وقت الصبح حفظه الله تعالى إلى وقت المغرب ومن‬ ‫نظر إليه وقت المغرب حفظه الله تعالى إلى وقت‬ ‫الصبح ومن نظر إليه أول الشهر يحفظه الله إلى‬ ‫آخره ومن نظر إليه أول السنة يحفظه الله إلى آخرها‬ ‫من البلء والفات ومن نظر إليه أول الشهر يصير‬ ‫ذلك مباركا ً عليه وإن مات في تلك السنة يختم له‬ ‫باليمان ‪.‬‬ ‫الجواب ‪ :‬إن خاتم النبوة حق وصدق وكان بين كتفي‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلم وهو من علمات النبوة‬ ‫التي كان أهل الكتاب يعرفونه بها وقد ورد ذكر خاتم‬ ‫النبوة في أحاديث كثيرة منها ‪:‬‬ ‫عن السائب بن يزيد قال‪ :‬ذهبت بي خالتي إلى‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‪ :‬يا رسول‬ ‫الله إن ابن أختي وجع ‪ ،‬فنمسح رأسي ودعا لي‬ ‫بالبركة ثم توضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف‬ ‫ظهره فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه ) رواه‬ ‫البخاري ومسلم ‪ ،‬وفي رواية لمسلم ‪ (:‬فنظرت إلى‬ ‫خاتمه بين كتفيه مثل زر الحجلة )‪.‬‬ ‫وعن جابر بن سمرة قال ‪ (:‬كان رسول الله صلى‬ ‫الله عليه وسلم قد شمط مقدم رأسه ولحيته ‪...‬‬ ‫ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه‬ ‫جسده ) رواه مسلم ‪.‬‬

‫‪262‬‬

‫وعن عاصم بن عبد الله بن سرجس قال ‪ (:‬رأيت‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزا ً ولحما ً أو‬ ‫قال ثريدا ً قال ‪ :‬فقلت له ‪ :‬أستغفر لك النبي صلى‬ ‫الله عليه وسلم ؟ قال ‪ :‬نعم ولك ثم تل هذه الية ‪(:‬‬ ‫ستَغْفِْر لِذ َنْب ِ َ‬ ‫ت ) قال ‪ :‬ثم‬ ‫منَا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫وَا ْ‬ ‫ن وَال ْ ُ‬ ‫ك وَلِل ْ ُ‬ ‫منِي َ‬ ‫درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند‬ ‫ناغض كتفه اليسرى جمعا عليه خيلن كأمثال الثآليل )‬ ‫رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وعن أبي نضرة العوقي قال ‪ :‬سسألست أبي سعيد‬ ‫الخدري عن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟‬ ‫يعني خاتم النبوة فقال ‪ :‬كان في ظهره بضعة‬ ‫ناشزة ) رواه الترمذي في مختصر الشمائل وقال‬ ‫الشيخ اللباني ‪ :‬وسنده جيد ‪.‬‬ ‫ثم قال اللباني ‪ [:‬أي كان الخاتم في ظهره الشريف‬ ‫قطعة لحم ظاهرة ]‪.‬‬ ‫هذه بعض الحاديث التي وردت في إثبات خاتم النبوة‬ ‫وصفته ومحله من جسده الشريف عليه الصلة‬ ‫والسلم ‪ ،‬وقد ورد في الخاتم أحاديث أخرى ل يعول‬ ‫عليها ول يعتمد عليها وهي إما ضعيفة أو مكذوبة‬ ‫باطلة ‪.‬‬

‫‪263‬‬

‫ومن الحاديث الباطلة الحديث المذكور في آخر‬ ‫الصفحة المشار إليها فإنه حديث باطل لم يروه‬ ‫الترمذي صاحب السنن ولعل الترمذي المذكور هو‬ ‫الحكيم الترمذي صاحب النوادر وكتابه موطن‬ ‫للحاديث الضعيفة والواهية ‪ .‬وأما ما ذكر من أن خاتم‬ ‫النبوة مكتوب من الشعر بقلم القدرة وذكروا‬ ‫الكلمات التي كتبت على ظهر الرسول صلى الله‬ ‫عليه وسلم بالشعر فهذا كلم باطل من الخرافات‬ ‫التي ل تصح ‪.‬‬ ‫قال الحافظ ابن حجر ‪ [:‬وأما ما ورد من أنها‪-‬أي خاتم‬ ‫النبوة‪-‬كانت كأثر محجم أو كالشامة السوداء أو‬ ‫الخضراء أو مكتب عليها محمد رسول الله أو سر‬ ‫فأنت منصور أو نحو ذلك فلم يثبت منها شيء وقد‬ ‫أطنب الحافظ قطب الدين في استيعابها في شرح‬ ‫السيرة وتبعه مغلطاي في الزهر الباسم ولم يبين‬ ‫شيئا ً من حالها ‪.‬‬ ‫والحق ما ذكرته ول تغتر بما وقع في صحيح ابن حبان‬ ‫فإنه غفل حيث صحح ذلك والله أعلم ] فتح الباري‬ ‫‪. 7/374‬‬ ‫وقسال السحسافظ الهيثمي ‪ [:‬اختلط على بعض الرواة‬ ‫خاتم النبوة بالخاتم الذي كان يختم به الكتب ] يعني‬ ‫أن الخاتم الذي اتخذه الرسول عليه الصلة والسلم‬ ‫وكان يختم به الكتب نقش عليه محمد رسول الله‬ ‫كما ورد في بعض الحاديث ‪ ،‬فظنوا أن تلك الكلمات‬ ‫كانت على خاتم النبوة الذي كان في ظهره الشريف‬ ‫عليه الصلة والسلم وليس المر كذلك ‪.‬‬

‫‪264‬‬

‫*****‬

‫وصية الشيخ أحمد المكذوبة‬

‫يسأل كثير من الناس في هذه الأيام عن صحة‬ ‫الوصية المذكورة لحقا ً والمنسوبة إلى الشيخ أحمد‬ ‫حامل مفاتيح الحرم النبوي والتي توزع بكثرة وتداولها‬ ‫الناس وهذا هو نص الوصية وبعض نسخها يختلف عن‬ ‫البعض الخر بزيادة أو نقصان ‪.‬‬ ‫تقول الوصية ‪ [:‬هذه التوصية من المدينة المنورة من‬ ‫الشيخ أحمد حامل مفاتيح حرم الرسول صلى الله‬ ‫عليه وسلم في مشارق الرض ومغاربها إليكم هذه‬ ‫التوصية ‪:‬‬

‫‪265‬‬

‫يقول الشيخ أحمد ‪ :‬إنه كان في ليلة يقرأ القرآن في‬ ‫حرم الرسول وفي تلك اللحظة غلبني النوم ورأيت‬ ‫في نومي رسول الله أتى إلي وقال ‪ :‬إنه قد مات هذا‬ ‫السبوع أربعون ألفا ً من الناس على غير إيمانهم‬ ‫وإنهم ماتوا ميتة الجاهلية وإن النساء ل يطيعون‬ ‫أزواجهن ويظهرن أمام الرجال بزينتهن من غير ستر‬ ‫ول حجاب عاريات الجسد ويخرجن من بيوتهن من‬ ‫غير علم أزواجهن وأن الغنياء من الناس ل يؤدون‬ ‫الزكاة ول يحجون إلى بيت الله الحرام ول يساعدون‬ ‫الفقراء ول يأمرون بالمعروف ول ينهون عن المنكر ‪.‬‬ ‫وقال لي رسول الله أن تبلغ الناس أن يوم القيامة‬ ‫قريب قريبا ً يظهر لكم نجمة في السماء ترونها جلياً‬ ‫وتقترب الرض إلى السماء ‪.‬‬

‫‪266‬‬

‫ويقول الشيخ أحمد أن رسول الله قال إنه إذا قام‬ ‫أحد الناس بنشر هذه الوصية بين المسلمين فإنه‬ ‫سيحظى بشافعة رسول الله يوم القيامة ويحصل‬ ‫على الخير الكثير ويقضي حوائجه في الدنيا ويصونه‬ ‫من جميع البليات وشرور نفسه ويقضي الله دينه‬ ‫ويحصل على الخير الكثير والرزق الوفير ‪ ...‬أما إذا‬ ‫اطلع أحد على هذه الوصية ورماها بعيدا ً فإنه آثم إثماً‬ ‫كبيرا ً أو إذا اطلع عليها وما قام بنشرها فإنه يحرم من‬ ‫رحمة الله يوم القيامة ‪ ...‬ولهذا أطلب من الذين‬ ‫يقرأون هذه الوصية أن يقوموا بقراءة الفاتحة للنبي‬ ‫هذا وقد طلب مني رسول الله أن أبلغ أحد خدم‬ ‫الحرم الشرف أن القيامة قريبة فاستغفروا الله ‪...‬‬ ‫وحلمت يوم الثنين بأنه من قام بنشر ثلثون ورقة‬ ‫من هذه الوصية بين المسلمين فإن الله يزيل عنه‬ ‫الهم والغم ويوسع الله عليه في رزقه ويحل كل‬ ‫مشاكله ويرزقه خلل أربعين يوما ً تقريبا ً وقد علمت‬ ‫أن أحدهم قام بنشره فرزقه الله بستة آلف روبية ‪...‬‬ ‫وأن شخصا ً كذب الوصية فقد ابنه في نفس اليوم‬ ‫وأشهد أن هذه المعلومات ل شك فيها ول عفو فآمنوا‬ ‫بالله واعملوا صالحا ً حتى يوفقنا الله في أعمالنا‬ ‫ويصلح شأننا في الدنيا والخرة ويرحمنا برحمته ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫منُوا بِهِ وَعََّزُرو ُ‬ ‫ن ءَا َ‬ ‫ويقول الله تعالى ‪ (:‬فَال َّذِي َ‬ ‫ه أُولَئ ِ َ‬ ‫صُروه ُ وَاتَّبَعُوا النُّوَر ال ّذِي أُنْزِ َ‬ ‫م‬ ‫ل َ‬ ‫ك هُ ُ‬ ‫معَ ُ‬ ‫وَن َ َ‬ ‫ن ) سورة العراف الىية ‪. 157‬‬ ‫حو َ‬ ‫مفْل ِ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫م الْب ُ ْ‬ ‫حيَاةِ‬ ‫شَرى فِي ال ْ َ‬ ‫منُوا وَكَانُوا يَتَّقُو َ‬ ‫ن لَهُ ُ‬ ‫ن ءَا َ‬ ‫( ال ّذِي َ‬ ‫خَرةِ ) سورة يونس الية ‪. 64-63‬‬ ‫الدُّنْيَا وَفِي اْل ِ‬

‫‪267‬‬

‫َّ َ‬ ‫ة‬ ‫منُوا بِالْقَو‬ ‫ن ءَا‬ ‫ه ال ّذِي‬ ‫حيَا ِ‬ ‫ل الثَّاب ِ ِ‬ ‫ت فِي ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ت الل ُ‬ ‫( يُثَب ِّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫ما‬ ‫الدُّنْيَا وَفِي اْل ِ‬ ‫ه الظال ِ ِ‬ ‫خَرةِ وَي ُ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن وَيَفْعَل الل ُ‬ ‫ضل الل ُ‬ ‫مي َ‬ ‫يَ َ‬ ‫شاءُ ) سورة إبراهيم الية ‪. 27‬‬ ‫لقد وزعت هذه التوصية حول العالم سبع مرات علماً‬ ‫أن هذه الوصية ستجلب لك بعد توزيعها الفلح والخير‬ ‫بع أربعة أيام بإذن الله من وصولها إليك وليس الدين‬ ‫لهوا ً أو لعبا ً ‪ ...‬لذلك عليك أن تنشر نسخا ً من هذه‬ ‫الوصية بعد ستة وتسعون ساعة من قرائتك لها ‪...‬‬ ‫وسبق أن وصلت هذه الوصية إلى أحد رجال العمال‬ ‫فوزعها فورا ً ومن ثم جاءته أخبار بنجاح صفقة تجارية‬ ‫بتسعين ألف دينار بحيرني زيادة عما كان يتوقعه وأن‬ ‫أحد الطباء وصلته هذه الوصية فأهملها فجاء مصرعه‬ ‫في حادث سيارة وغدا جثة هامدة تحدث عنها الجميع‬ ‫‪ ...‬كما اغفلها أحد المقاولين توفي ابنه الكبر في بلد‬ ‫عربي شقيق ‪ ...‬لذا يرجى إرسال خمسة وعشرين‬ ‫نسخة من هذه الوصية وينشر المرسل بما يحصل له‬ ‫في اليوم الرابع ‪ ...‬وحيث إن مهمة هذه الوصية‬ ‫الطواف حول العالم كله ‪ ...‬فيجب إرسال خمسة‬ ‫وعشرين نسخة متطابقة إلى أحد أصدقائك إلى‬ ‫معارفك ‪ ...‬وبعد أيام إن شاء الله ستفاجئ بالخبار‬ ‫الطيبة وكما أسلفنا فإن من سبق ذكره ليس هواجس‬ ‫أو وساوس ‪ ...‬فآمنوا بالله واعملوا صالحا ً والسلم‬ ‫عليكم ورحمة الله وبركاته ]‪.‬‬ ‫الجواب ‪ :‬إن هذه الوصية معروفة لدى أهل العلم منذ‬ ‫زمن طويل وليست جديدة وقد بين كثير من أهل‬ ‫العلم كذب هذه الوصية المزعومة ونشروا في ذلك‬ ‫فتاوى خاصة ول بأس من توضيح بعض المور‬ ‫المتعلقة بهذه الوصية المكذوبة ‪:‬‬

‫‪268‬‬

‫أول ً ‪ :‬ذكر في الوصية المكذوبة أن عدد من مات من‬ ‫الناس خلل أسبوع بلغ أربعين الفا ً ماتوا على غير‬ ‫اليمان وهذا الكذب الصراح والتقول على الله‬ ‫سبحانه وتعالى لن معرفة عدد الموات سواء كانوا‬ ‫مؤمنين أو غيرهم ل يعلمه إل الله سبحانه وتعالى وهو‬ ‫من الغيب وطريق معرفة الغيب من الوحي ول وحي‬ ‫بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬ما ورد في الوصية المكذوبة من أخبار عن‬ ‫قرب يوم القيامة وعن تحلل الناس من الحكام‬ ‫الشرعية ونحو ذلك عن المور المعروفة والثابتة في‬ ‫الكتاب والسنة ول يحتاج المر إلى هذه الوصية‬ ‫المكذوبة ‪.‬‬ ‫ثالثاً ‪ :‬ما ورد في الوصية المكذوبة من الجر العظيم‬ ‫على كتابتها وأنه يحظى بشفاعة الرسول صلى الله‬ ‫عليه وسلم فهو من أعظم الكذب والدجل لن الجر‬ ‫والثواب ل يعلمه إل الله وشفاعة رسول الله صلى‬ ‫الله عليه وسلم ل تنال بمجرد كتابة القرآن كله فضلً‬ ‫عن كتابة هذه الوصية المكذوبة وكذلك ما ورد من‬ ‫الوعيد الشديد لمن لم يكتبها أو ينشرها وأنه يحرم‬ ‫من رحمة الله فهو كذب على الله وافتراء عظيم ‪.‬‬ ‫رابعا ً ‪ :‬إن الله سبحانه وتعالى أتم السلم وأكمله قبل‬ ‫وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى ‪(:‬‬ ‫الْيو َ‬ ‫َ‬ ‫متِي‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ت لَك ُ ْ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫م أك ْ َ‬ ‫م نِعْ َ‬ ‫ت ع َلَيْك ُ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م وَأت ْ َ‬ ‫م دِينَك ُ ْ‬ ‫م دِينًا ) ففي كتاب الله وسنة‬ ‫وََر ِ‬ ‫سَل َ‬ ‫م اْل ِ ْ‬ ‫ت لَك ُ ُ‬ ‫ضي ُ‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يغني عن هذه‬ ‫الخزعبلت والترهات الفارغة ‪.‬‬

‫‪269‬‬

‫خامسا ً ‪ :‬يحرم على المسلم نشر هذه الوصية‬ ‫المكذوبة وتداولها ويجب تنبيه الناس إلى أنها كذب‬ ‫وافتراء على دين الله ‪.‬‬ ‫*****‬

‫اليات التي تبطل السحر بإذن الله‬

‫يقول السائل ‪ :‬ما هي اليات التي تنفع في إبطال‬ ‫السحر ؟‬ ‫الجواب‪ :‬ل شك أن القرآن الكريم فيه شفاء للناس‬ ‫وقد ذكر العلماء عددا ً من اليات القرآنية على وجه‬ ‫الخصوص تنفع وتفيد في إبطال السحر بإذن الله‬ ‫سبحانه وتعالى وهذه اليات هي ‪:‬‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ح ُّ‬ ‫م‬ ‫م َل تَأ ُ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫خذُه ُ ِ‬ ‫ه إ ِ ّل هُوَ ال ْ َ‬ ‫ة وََل نَوْ ٌ‬ ‫ي الْقَيُّو ُ‬ ‫( الل ُ‬ ‫ه ل إِل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لَ‬ ‫ْ‬ ‫ما فِي ال َّ‬ ‫ن ذ َا ال ّذِي ي َ ْ‬ ‫ه‬ ‫ما فِ‬ ‫موَا ِ‬ ‫شفَعُ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َو َ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ي الْر ِ‬ ‫عنده إَّل بإذ ْنِه يعل َم ما بي َ‬ ‫م وََل‬ ‫ما َ‬ ‫خلْفَهُ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ن أيَْدِيهِ ْ‬ ‫ِ ْ َ ُ ِ ِِ ِ َْ ُ َ َْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫ه‬ ‫ن ِ‬ ‫يُ ِ‬ ‫سعَ كُْر ِ‬ ‫شاءَ وَ ِ‬ ‫عل ْ ِ‬ ‫يءٍ ِ‬ ‫حيطُو َ‬ ‫سي ُّ ُ‬ ‫مهِ إ ِل ب ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬ ‫ال َّ‬ ‫ما وَهُوَ الْعَل ِ ُّ‬ ‫ي‬ ‫ض وََل يَئُودُه ُ ِ‬ ‫موَا ِ‬ ‫حفْظ ُ ُه َ‬ ‫س َ‬ ‫ت وَاْلْر َ‬ ‫م)‪،‬‬ ‫الْعَ‬ ‫ظِي ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ما فِي ال َّ‬ ‫ما‬ ‫موَا ِ‬ ‫ض وَإ ِ ْ‬ ‫ن تُبْدُوا َ‬ ‫ت َو َ‬ ‫س َ‬ ‫( لِل ّهِ َ‬ ‫ما فِي الْر َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫م أَوْ ت ُ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫فِي أنْفُ ِ‬ ‫خفُوه ُ ي ُ َ‬ ‫ه فَيَغْفُِر ل ِ َ‬ ‫م بِهِ الل ّ ُ‬ ‫سبْك ُ ْ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫م ْ‬

‫‪270‬‬

‫َ‬ ‫ه ع َلَى ك ُ ِّ‬ ‫ل َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫يَ َ‬ ‫يءٍ قَدِيٌر َل‬ ‫شاءُ وَيُعَ ِ‬ ‫ذّ ُ‬ ‫شاءُ وَالل ّ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ش ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ما‬ ‫يُكَل ِّ ُ‬ ‫ما ك َ َ‬ ‫سا إ ِ ّل وُ ْ‬ ‫ه ن َ ْف ً‬ ‫ت وَع َلَيْهَا َ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫سعَهَا لَهَا َ‬ ‫ف الل ّ ُ‬ ‫خطَأْنَا َربَّنَا وََل‬ ‫سينَا أَوْ أ َ ْ‬ ‫ت َربَّنَا َل تُؤ َا ِ‬ ‫ن نَ ِ‬ ‫خذ ْنَا إ ِ ْ‬ ‫اكْت َ َ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن قَبْلِنَا َربَّنَا‬ ‫ن ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫ما َ‬ ‫تَ ْ‬ ‫ملْت َ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫صًرا ك َ َ‬ ‫ل ع َلَيْنَا إ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ع َلَى ال ّذِي َ‬ ‫ف ع َنَّا وَاغْفِْر لَنَا‬ ‫ة لَنَا بِهِ وَاع ْ ُ‬ ‫ما َل طَاقَ َ‬ ‫ح ِّ‬ ‫وََل ت ُ َ‬ ‫ملْنَا َ‬ ‫َ‬ ‫ن)‬ ‫وَاْر َ‬ ‫ت َ‬ ‫منَا أن ْ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫موَْلنَا فَان ْ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫صْرنَا ع َلَى الْقَوْم ِ الْكَافِ ِ‬

‫‪271‬‬

‫َ‬ ‫سى أ َ ْ َ ْ‬ ‫صا َ‬ ‫ما‬ ‫ي تَلْقَ ُ‬ ‫( وَأوْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ف َ‬ ‫حيْنَا إِلَى ُ‬ ‫ق عَ َ‬ ‫ك فَإِذ َا ه ِ َ‬ ‫ن أل ِ‬ ‫ْ‬ ‫حقُّ َوبَط َ َ‬ ‫ن فَغُلِبُوا‬ ‫ن فَوَقَعَ ال ْ َ‬ ‫يَأفِكُو َ‬ ‫ملُو َ‬ ‫ما كَانُوا يَعْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫هُنَال ِ َ‬ ‫ن)‪،‬‬ ‫ك وَانْقَلَبُوا َ‬ ‫غري َ‬ ‫صا ِ ِ‬ ‫حرٍ عَلِيم ٍ فَل َ َّ‬ ‫ن ائْتُونِي بِك ُ ِّ‬ ‫( وَقَا َ‬ ‫جا َء‬ ‫سا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ل فِْرع َوْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َّ‬ ‫ن فَل َ َّ‬ ‫حَرة ُ قَا َ‬ ‫ما‬ ‫ملْقُو َ‬ ‫س َ‬ ‫مو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ما أنْت ُ ْ‬ ‫سى ألْقُوا َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل لَهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫حُر إ ِ َّ‬ ‫أَلْقَوْا قَا َ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ما‬ ‫سى‬ ‫ل‬ ‫م بِهِ ال ِّ‬ ‫جئْت ُ‬ ‫س ْ‬ ‫ه َ‬ ‫مو َ‬ ‫سيُبْطِل ُ ُ‬ ‫الل ّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫حقَّ‬ ‫م َ‬ ‫ن َوي ُ ِ‬ ‫مفْ ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫صل ِ ُ‬ ‫إِ ّ‬ ‫حقُّ الل ّ ُ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ح عَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ه َل ي ُ ْ‬ ‫سدِي َ‬ ‫ن)‪،‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ْ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫ماتِهِ وَلَوْ كَرِه َ ال ْ ُ‬ ‫بِكَل ِ َ‬ ‫ما أ َن تلْقي وإ َ َ‬ ‫سى إ ِ َّ‬ ‫ن أَوَّ َ‬ ‫ن‬ ‫ن نَكُو َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ْ ُ ِ َ َِ ّ‬ ‫( قَالُوا يَا ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ل بَ ْ‬ ‫أَلْقَى قَا َ‬ ‫خي َّ ُ‬ ‫ن‬ ‫م يُ َ‬ ‫ل أَلْقُوا فَإِذ َا ِ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ل إِلَيْهِ ِ‬ ‫حبَالُهُ ْ‬ ‫صيُّهُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫سحره َ‬ ‫سى‬ ‫خيفَ ً‬ ‫سهِ ِ‬ ‫س فِي ن َ ْف ِ‬ ‫سعَى فَأوْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫م أنَّهَا ت َ ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫ِ ْ ِ ِ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫قُلْنَا َل ت َ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫مين ِك تَلقَ ْ‬ ‫ما فِي ي َ ِ‬ ‫ف إِن ّك أن ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ت الع ْلى وَأل ِ‬ ‫ح ال َّ‬ ‫ث‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫حُر َ‬ ‫حرٍ وََل يُفْل ِ ُ‬ ‫صنَعُوا كَيْد ُ َ‬ ‫صنَعُوا إِن َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫أَتَى ) ‪،‬‬ ‫حكِيم ِ إِن َّ َ‬ ‫ك‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم ( يس وَالْقُْرءَا ِ‬ ‫قيم ٍ تَنْزِي َ‬ ‫يز‬ ‫لَ ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫صَرا ٍ‬ ‫ن ع َلَى ِ‬ ‫م ْ‬ ‫مْر َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫سلِي َ‬ ‫ل الْعَزِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫الَّر ِ‬ ‫ن لَقَدْ‬ ‫م غَافِلُو َ‬ ‫ما أنْذَِر ءَابَاؤُهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫و ً‬ ‫م فَهُ ْ‬ ‫حيم ِ لِتُنْذَِر قَ ْ‬ ‫َ‬ ‫حقَّ الْقَوْ ُ‬ ‫ن)‪،‬‬ ‫م َل يُؤْ ِ‬ ‫منُو َ‬ ‫َ‬ ‫م فَهُ ْ‬ ‫ل ع َلَى أكْثَرِه ِ ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫و‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم ( هُوَ الل ُ‬ ‫ه ال ّذِي ل إِل َ‬ ‫ه إَ ِ ّل هُ َ‬ ‫م الْغَي ْب وال َّ‬ ‫ه‬ ‫ن الَّر ِ‬ ‫شهَادَةِ هُوَ الَّر ْ‬ ‫حي ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ع ََال ِ ُ‬ ‫م هُوَ الل ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ِ ََ‬ ‫س ال َّ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫ن‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫سَل ُ‬ ‫ال ّذِي َل إِل َ َ‬ ‫م َ ال ْ ُ‬ ‫ه إ ِ ّل هُوَ ال ْ َ‬ ‫ك الْقُدُّو ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ال ْ‬ ‫ن الل ّهِ ع َ َّ‬ ‫ما‬ ‫م‬ ‫مهَي ْ ِ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ن الْعَزِيُز ال ْ َ‬ ‫متَكَبُِّر ُ‬ ‫جبَّاُر ال ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يُ ْ‬ ‫ماءُ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫شرِكُو َ‬ ‫ه اْل ْ‬ ‫س َ‬ ‫صوُِّر ل َ ُ‬ ‫خالِقُ الْبَارِئُ ال ْ ُ‬ ‫ن هُوَ الل ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ما فِي ال َّ‬ ‫و‬ ‫موَا ِ‬ ‫سب ِّ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬ ‫سنَى ي ُ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫س َ‬ ‫ه َ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫ض وَهُ َ‬ ‫ت وَالْر ِ‬ ‫م)‪،‬‬ ‫الْعَزِيُز ال ْ َ‬ ‫حكِي ُ‬

‫‪272‬‬

‫َ‬ ‫ض زِلَْزال َ َها‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم ( إِذ َا ُزلْزِل َ ِ‬ ‫ت اْلْر ُ‬ ‫َ‬ ‫ض أَثْقَالَهَا وَقَا َ‬ ‫وَأ َ ْ‬ ‫ج ِ‬ ‫مئِذٍ‬ ‫خَر َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ل اْلِن ْ َ‬ ‫ما لَهَا يَوْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ت اْلْر َُ‬ ‫ن رب َ َ َ‬ ‫س‬ ‫ث أَ ْ‬ ‫حدِّ ُ‬ ‫ك أوْ َ‬ ‫خبَاَرهَا بِأ َّ َ ّ‬ ‫تُ َ‬ ‫حى لَهَا يَوْ َ‬ ‫صدُُر النَّا ُ‬ ‫مئِذ ٍ ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مثْقَا َ‬ ‫م ْ‬ ‫أَ ْ‬ ‫ل ذََّرةٍ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫خيًْرا يََرهُ‬ ‫ن ي َ ْع َ‬ ‫م فَ َ‬ ‫مالهُ ْ‬ ‫شتَاتًا لِيَُروْا أع ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مثْقَا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ذََّرةٍ َ‬ ‫ه)‪،‬‬ ‫ل ِ‬ ‫شًّرا يََر ُ‬ ‫ن يَعْ َ‬ ‫وَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم ( إِنَّا أَنَْزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَد ْ ِر‬ ‫خير م َ‬ ‫ما أَدَْرا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ر‬ ‫ما لَيْل َ ُ‬ ‫ة الْقَدْرِ لَيْل َ ُ‬ ‫ن أل ْ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫وَ َ‬ ‫ة الْقَدْرِ َ ْ ٌ ِ ْ‬ ‫شهْ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ن ك ُ ِّ‬ ‫تَنََّز ُ‬ ‫مَلئِك َ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ة وَالُّرو ُ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ن َربِّهِ ْ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح فِيهَا بِإِذ ْ ِ‬ ‫مرٍ‬ ‫جرِ ) ‪ ،‬بسم الله الرحمن‬ ‫م هِ‬ ‫مطْلَِع الْفَ ْ‬ ‫ي َ‬ ‫سَل ٌ‬ ‫َ‬ ‫حتَّى َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف فَعَ َ‬ ‫م‬ ‫م تََر كي ْ َ‬ ‫ص َ‬ ‫الرحيم ( أل ْ‬ ‫ل أل ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫ل َرب ّك بِأ ْ‬ ‫ب الفِي ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م طَيًْرا أبَابِي َ‬ ‫س َ‬ ‫جعَ ْ‬ ‫ل‬ ‫م فِي ت َ ْ‬ ‫يَ ْ‬ ‫ل وَأْر َ‬ ‫ل ع َلَيْهِ ْ‬ ‫ل كَيْدَهُ ْ‬ ‫ضلِي ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل)‪،‬‬ ‫م بِ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫جاَرةٍ ِ‬ ‫تَْر ِ‬ ‫ل فَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫ميهِ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫جعَلهُ ْ‬ ‫س ِّ‬ ‫م ك َ َع ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مأكُو ٍ‬ ‫جي ٍ‬ ‫َ‬ ‫ل هُو الل َّ َ‬ ‫ه‬ ‫هأ َ‬ ‫ُ‬ ‫حد ٌ الل ّ ُ‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم ( قُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ال َّ‬ ‫حد ٌ ) ‪،‬‬ ‫ه كُفُوًا أ َ‬ ‫ص َ‬ ‫مد ُ ل َ ْ‬ ‫م يَلِد ْ وَل َ ْ‬ ‫م يُولَد ْ وَل َ ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫م يَك ُ ْ‬ ‫ل أَع ُوذ ُ بَِر ِّ ْ َ‬ ‫بسسسسم الله السسرحمن الرحيم ( قُ ْ‬ ‫ق‬ ‫ب الفَل ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َ‬ ‫ر‬ ‫ما َ‬ ‫ب وَ ِ‬ ‫شّرِ غَا ِ‬ ‫خلَقَ وَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق إِذ َا وَقَ َ‬ ‫شّرِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ش ِّ‬ ‫س ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫سد َ ) ‪،‬‬ ‫حا ِ‬ ‫ت فِي العُقَد ِ وَ ِ‬ ‫الن ّفّاثَا ِ‬ ‫سد ٍ إِذ َا َ‬ ‫شّرِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل أَع ُوذ ُ بَِر ِّ َ‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم ( قُ ْ‬ ‫ك‬ ‫مل ِ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ب الن ّا َ ِ‬ ‫سوَاس ال ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن َ‬ ‫س ال ّذِي‬ ‫س ِ‬ ‫شّرِ الْوَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خن ّا ِ‬ ‫ِ‬ ‫س إِلهِ الن ّا ِ‬ ‫الن ّا ِ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫س)‪،‬‬ ‫س ِ‬ ‫يُوَ ْ‬ ‫س فِي ُ‬ ‫سوِ ُ‬ ‫م َ‬ ‫جن ّةِ وَالن ّا ِ‬ ‫صدُورِ الن ّا ِ‬

‫‪273‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم ( وَال َّ‬ ‫صفًّا‬ ‫صافَّا ِ‬ ‫ت َ‬ ‫حد ٌ َر ُّ‬ ‫ت ذِكًْرا إ ِ َّ‬ ‫ب‬ ‫م لَوَا ِ‬ ‫جًرا فَالتَّالِيَا ِ‬ ‫جَرا ِ‬ ‫ت َز ْ‬ ‫ن إِلَهَك ُ ْ‬ ‫فَالَّزا ِ‬ ‫َْ‬ ‫ما وََر ُّ‬ ‫ال َّ‬ ‫م َ‬ ‫ق إِنَّا َزيَّنَّا‬ ‫موَا ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ما بَيْنَهُ َ‬ ‫ض وَ َ‬ ‫س َ‬ ‫شارِ ِ‬ ‫ت وَالْر ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫ن ك ُ ِّ‬ ‫ل َ‬ ‫ن‬ ‫ب وَ ِ‬ ‫حفْظًا ِ‬ ‫س َ‬ ‫زينَةٍ الْكَوَاك ِ ِ‬ ‫شيْطَا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ماءَ الدُّنْيَا ب ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫مارِد ٍ َل ي َ َّ‬ ‫س َّ‬ ‫ن ك ُ ِّ‬ ‫ل‬ ‫ن ِ‬ ‫مَل ِ اْلع ْلَى َويُقْذَفُو َ‬ ‫معُو َ‬ ‫َ‬ ‫ن إِلَى ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن َ‬ ‫خط ِ َ‬ ‫ب وَا ِ‬ ‫ص ٌ‬ ‫م عَذ َا ٌ‬ ‫ب دُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ب إ ِل َ‬ ‫حوًرا وَلهُ ْ‬ ‫جان ِ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ب)‪،‬‬ ‫ال َ‬ ‫خطفَ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ب ثَاقِ ٌ‬ ‫ش َها ٌ‬ ‫ة فَأتْبَعَ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ب الْعَال َ ِ‬ ‫ن الَّرحيم ال ْ َ‬ ‫سم ِ الل ّهِ الَّر ْ‬ ‫( بِ ْ‬ ‫ح ْ‬ ‫ح َ‬ ‫مد ُ لِل ّهِ َر ِّ‬ ‫مي َ‬ ‫م ِ‬ ‫ك نَعْبُد ُ وَإِيَّا َ‬ ‫ن إِيَّا َ‬ ‫ك‬ ‫ن الَّر ِ‬ ‫ك يَوْم ِ ال ِ‬ ‫مال ِ ِ‬ ‫الَّر ْ‬ ‫حيم ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫دّي ِ‬ ‫م ِ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫صَرا َ‬ ‫ت‬ ‫ن اهْدِنَا ال ِّ‬ ‫م ِ‬ ‫نَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ستَقِي َ‬ ‫ط ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ن أنْعَ ْ‬ ‫ستَعِي ُ‬ ‫صَراط الذِي َ‬ ‫م وََل ال َّ‬ ‫ن ) آمين ‪،‬‬ ‫مغْ ُ‬ ‫ب ع َلَيْهِ ْ‬ ‫ع َلَيْهِ ْ‬ ‫م غَيْرِ ال ْ َ‬ ‫ضو ِ‬ ‫ضال ِّي َ‬ ‫اللهم إني أعيذ ‪ ...‬باسمائك وصفاتك العليا أن تحفظ‬ ‫من كل سوء وإني أعيذ ‪ ...‬بكلمات الله التامات من‬ ‫شر ما خلق ‪.‬‬ ‫*****‬

‫‪274‬‬

‫الستعانة بالجن‬

‫يقول السائل في رسالة طويلة ما ملخصه ‪ :‬أنه يوجد‬ ‫عندهم امرأة تستعين بالجن في علج المرضى فما‬ ‫حكم ذلك ؟‬

‫‪275‬‬

‫الجواب ‪ :‬استعانة النس بالجن على أحوال كما‬ ‫فصلها شيخ السلم ابن تيمية رحمه الله حيث قال ‪[:‬‬ ‫فمن كان من النس يأمر الجن بما أمر الله به‬ ‫ورسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه ويأمر‬ ‫النس بذلك فهذا من أفضل أولياء الله تعالى وهو في‬ ‫ذلك من خلفاء الرسول ونوابه ‪ .‬ومن كان يستعمل‬ ‫الجن في أمور مباحة له فهو كمن استعمل النس في‬ ‫أمور مباحة له كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم‬ ‫عما حرم عليهم ويستعملهم في مباحات له فيكون‬ ‫بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك وهذا إذا قدر‬ ‫أنه من أولياء الله تعالى فغايته أن يكون في عموم‬ ‫أولياء الله مثل النبي الملك مع العبد الرسول‬ ‫كسليمان ويوسف مع إبراهيم وموسى وعيسى‬ ‫ومحمد صلوات الله وسلمه عليهم أجمعين ومن كان‬ ‫يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما في‬ ‫الشرك وإما في قتل معصوم الدم أو في العدوان‬ ‫عليهم بغير القتل كتمريضه وإنسائه العلم وغير ذلك‬ ‫من الظلم وإما في فاحشة كجلب من يطلب منه‬ ‫الفاحشة فهذا قد استعان بهم على الثم والعدوان ثم‬ ‫إن استعان بهم على الكفر فهو كافر وإن استعان بهم‬ ‫على المعاصي فهو عاص إما فاسق وإما مذنب غير‬ ‫فاسق وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم‬ ‫فيما يظن أنه من الكرامات ‪ ،‬مثل أن يستعين بهم‬ ‫على الحج أو أن يطيروا به عند السماع البدعي أو أن‬ ‫يحملوه إلى عرفات ول يحج الحج الشرعي الذي أمره‬ ‫الله به ورسوله وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة‬ ‫ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكرا به ] مجموع فتاوى‬ ‫ابن تيمية ‪. 308- 11/307‬‬ ‫فك السحر بالسحر‬

‫‪276‬‬

‫تقول السائلة ‪ :‬هل يجوز الذهاب إلى العراف لسؤاله‬ ‫هل فلن من الناس مسحور أم ل ؟ وهل يجوز أن‬ ‫نطلب منه فك السحر أم ل ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬يحرم شرعا ً الذهاب إلى العرافين والسحرة‬ ‫والكهنة وأمثالهم ول يجوز للمسلم أن يصدقهم فيما‬ ‫يقولون ويخبرون به فقد ثبت في الحديث أن الرسول‬ ‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ (:‬من أتى عرافا ً فسأله‬ ‫عن شيء لم تقبل له صلة أربعين ليلة ) رواه مسلم‬ ‫‪.‬‬ ‫وورد في حديث آخر أن الرسول صلى الله عليه‬ ‫وسلم قال ‪ (:‬من أتى كاهنا ً فصدقه فقد كفر بما أنزل‬ ‫على محمد ) رواه أصحاب السنن وغيرهم وهو حديث‬ ‫صحيح ‪.‬‬ ‫ول يجوز فك السحر بالسحر وهو المعروف بالنشرة‬ ‫أي حل السحر وإبطاله بسحر آخر ويدل على ذلك‬ ‫قول الرسول صلى الله عليه وسلم ‪ (:‬ليس منا من‬ ‫تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر‬ ‫له ) رواه الطبراني وهو حديث حسن كما قال اللباني‬ ‫‪.‬‬ ‫وقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن النشرة‪-‬‬ ‫فك السحر بالسحر‪-‬فقال ‪ (:‬هي من الشيطان ) رواه‬ ‫أحمد وأبو داود بإسناد جيد ‪.‬‬

‫‪277‬‬

‫والطريق المشروع لفك السحر وإبطاله يكون‬ ‫بالقرآن الكريم والدعية الشرعية الثابتة عن الرسول‬ ‫صلى الله عليه وسلم ومن ذلك قراءة آية الكرسي‬ ‫من سورة البقرة و ( قل يا أيها الكافرون ) و ( قُ ْ‬ ‫ل‬ ‫هُو الل َّه أ َحد ) و ( قُ ْ َ‬ ‫ب الْفَل َ‬ ‫ق ) و ( قُ ْ‬ ‫ل أَع ُوذُ‬ ‫ل أع ُوذ ُ بَِر ِّ‬ ‫ُ َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صاكَ‬ ‫سى أ ْ‬ ‫س ) و ( وَأوْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫حيْنَا إِلى ُ‬ ‫ق عَ َ‬ ‫بَِر ِّ‬ ‫ن أل ِ‬ ‫ب الن ّا ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫حقُّ وَبَط َ‬ ‫ما كَانُوا‬ ‫ي تَلقَ ُ‬ ‫ن فَوَقَعَ ال َ‬ ‫ما يَأفِكُو َ‬ ‫ف َ‬ ‫ل َ‬ ‫فَإِذ َا ه ِ َ‬ ‫ن فَغُلِبُوا هُنَال ِ َ‬ ‫ن ) سورة‬ ‫ملُو َ‬ ‫يَعْ َ‬ ‫ك وَانْقَلَبُوا َ‬ ‫غري َ‬ ‫صا ِ ِ‬ ‫العراف اليات ‪. 119-117‬‬ ‫ن ائْتُونِي بِك ُ ِّ‬ ‫وقوله تعالى ‪ (:‬وَقَا َ‬ ‫سا ِ‬ ‫ل فِْرع َْو ُ‬ ‫ل َ‬ ‫حرٍ عَلِيمٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫جاءَ ال َّ‬ ‫فَل َ َّ‬ ‫حَرة ُ قَا َ‬ ‫م‬ ‫س َ‬ ‫ما َ‬ ‫مو َ‬ ‫ما أنْت ُ ْ‬ ‫سى ألْقُوا َ‬ ‫م ُ‬ ‫ل لَهُ ْ‬ ‫حُر إ ِ َّ‬ ‫ن فَل َ َّ‬ ‫ما أَلْقَوْا قَا َ‬ ‫ن‬ ‫ه ال ِّ‬ ‫م بِ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ملْقُو َ‬ ‫مو َ‬ ‫جئْت ُ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫سى َ‬ ‫ل ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قُ‬ ‫م َ‬ ‫ن وَي ُ ِ‬ ‫مفْ ِ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫صل ِ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫الل َ َ‬ ‫سيُبْطِل ُ‬ ‫ح عَ َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل ال ُ‬ ‫ه ل يُ ْ‬ ‫سدِي َ‬ ‫ن ) سورة يونس‬ ‫مو َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫حقَّ بِكَل ِ َ‬ ‫جرِ ُ‬ ‫ماتِهِ وَلَوْ كَرِه َ ال ْ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬ ‫اليات ‪. 82-79‬‬ ‫واليات من سورة طه ‪ ( ، :‬قَالُوا ياموسى إ َ َ‬ ‫ن‬ ‫ما أ ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫تلْقي وإ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ل بَ ْ‬ ‫ن أَلْقَى قَا َ‬ ‫ن أَوَّ َ‬ ‫ل ألقُوا فَإِذ َا‬ ‫ن نَكُو َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ُ ِ َ َِ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫خي ّ ُ‬ ‫سعَى‬ ‫م يُ َ‬ ‫ِ‬ ‫م وَ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ل إِليْهِ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫م أن ّهَا ت َ ْ‬ ‫حبَالُهُ ْ‬ ‫صي ّهُ ْ‬ ‫حرِه ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف إِن َّ َ‬ ‫ت‬ ‫سى قُلْنَا َل ت َ َ‬ ‫خ ْ‬ ‫خيفَ ً‬ ‫سهِ ِ‬ ‫س فِي ن َ ْف ِ‬ ‫فَأوْ َ‬ ‫مو َ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫ة ُ‬ ‫ج َ‬ ‫اْلَع ْلَى وَأَل ْ‬ ‫مين ِ َ‬ ‫صنَعُوا‬ ‫ك تَل ْ َق ْ‬ ‫ما فِي ي َ ِ‬ ‫ق َ‬ ‫صنَعُوا إِن َّ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫ِ‬ ‫ح ال َّ‬ ‫ث أَتَى ) سورة طه‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫سا ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫حُر َ‬ ‫حرٍ وََل يُفْل ِ ُ‬ ‫كَيْد ُ َ‬ ‫‪. 69-65‬‬ ‫ومن الدعية الثابتة عن الرسول صلى الله عليه‬ ‫وسلم في علج السحر وغيره ‪ (:‬اللهم رب الناس‬ ‫أذهب البأس واشف أنت الشافي ل شفاء إل شفاؤك‬ ‫شفاء ل يغادر سقما ً )‪.‬‬

‫‪278‬‬

‫ومنه رقية جبريل التي رقى بها النبي صلى الله عليه‬ ‫وسلم وهي ‪ (:‬باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك‬ ‫ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم‬ ‫الله أرقيك ) ويكرر ذلك ثلث مرات وغير ذلك من‬ ‫الدعية والذكار ‪.‬‬ ‫*****‬ ‫الشهر الحرم‬

‫يقول السائل ‪ :‬ما هي الشهر الحرم وما هي المور‬ ‫التي ل يجوز فعلها فيها ؟‬ ‫الجواب ‪ :‬يقول الله سبحانه وتعالى ‪ (:‬إ ِ َّ‬ ‫ة‬ ‫عد َّ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫َّ‬ ‫ال ُّ‬ ‫شَر َ‬ ‫عنْد َ اللَّهِ اثْنَا ع َ َ‬ ‫م‬ ‫شهُورِ ِ‬ ‫ب اللهِ يَوْ َ‬ ‫شهًْرا فِي كِتَا ِ‬ ‫َ‬ ‫م ذَل ِ َ‬ ‫خلَقَ ال َّ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫من ْ َها أَْربَعَ ٌ‬ ‫ض ِ‬ ‫موَا ِ‬ ‫ة ُ‬ ‫حُر ٌ‬ ‫س َ‬ ‫ت وَاْلْر َ‬ ‫ك الدِّي ُ‬ ‫َ‬ ‫موا فِيهِ َّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‬ ‫ن أنْفُ َ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫م فََل تَظْل ِ ُ‬ ‫م وَقَاتِلُوا َ ال ْ ُ‬ ‫الْقَي ِّ ُ‬ ‫شرِكِي َ‬ ‫موا أ َ َّ‬ ‫ع‬ ‫م كَافَّ ً‬ ‫كَافَّ ً‬ ‫م َ‬ ‫ما يُقَاتِلُونَك ُ ْ‬ ‫ة كَ َ‬ ‫ة وَاع ْل َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ن ) سورة التوبة الية ‪. 36‬‬ ‫ال ْ ُ‬ ‫متَّقِي َ‬

‫‪279‬‬

‫الشهر الحرم المقصودة في الية هي ‪ :‬ذو القعدة‬ ‫وذو الحجة ومحرم ورجب الذي هو بين جمادى الخرة‬ ‫وشعبان وقد حدد الرسول صلى الله عليه وسلم رجباً‬ ‫بهذا لن بعض العرب كانوا يحرمون شهر رمضان‬ ‫ويسمونه رجبا ً فقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي‬ ‫بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم‬ ‫قال ‪ (:‬إن الزمان استدار كهيئته يوم خلق الله‬ ‫السموات والرض السنة اثنا عشر شهرا ً منها أربعة‬ ‫حرم ثلثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم‬ ‫ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ) رواه البخاري‬ ‫ومسلم ‪.‬‬ ‫والشهر الحرم لها فضل عظيم فضلها الله سبحانه‬ ‫وتعالى على سائر الشهر ولله سبحانه وتعالى حكمة‬ ‫عظيمة في ذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما‬ ‫خص الله من شهور العام أربعة أشهر فجعلهن حرماً‬ ‫وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن والعمل الصالح‬ ‫والجر أعظم ‪.‬‬ ‫وعن قتادة قال ‪ [:‬الظلم في الشهر الحرم أعظم‬ ‫خطيئة ووزرا ً من الظلم فيما سواها وإن كان الظلم‬ ‫في كل حال عظيما ً ولكن الله يعظم من أمره إن‬ ‫شاء فإن الله تعالى اصطفى صفايا من خلقه اصطفى‬ ‫من الملئكة رسل ً ومن الناس رسل ً واصطفى من‬ ‫الكلم ذكره‪-‬جل وعل‪-‬واصطفى من الرض المساجد‬ ‫واصطفى من الشهور رمضان والشهر الحرم‬ ‫واصطفى من اليام يوم الجمعة واصطفى من الليالي‬ ‫ليلة القدر ]‪.‬‬

‫‪280‬‬

‫قال قتادة ‪ [:‬فعظموا ما عظم الله إنما تعظم المور‬ ‫بما عظمها الله عند أهل الفهم والعقل ]‪.‬‬ ‫وقد كان العرب في الجاهلية يحرمون القتال في‬ ‫الشهر الحرم وأقر السلم هذا الحكم يقول الله‬ ‫ك ع َن ال َّ‬ ‫سأَلُون َ َ‬ ‫ل فِيهِ قُ ْ‬ ‫ل‬ ‫شهْرِ ال ْ َ‬ ‫تعالى ‪ (:‬ي َ ْ‬ ‫ح ََرام ِ قِتَا ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫قِتَا ٌ‬ ‫د‬ ‫ج ِ‬ ‫ل الل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫س ِ‬ ‫ه وَ َكُفٌْر بِهِ وَال َ‬ ‫ل فِيهِ كَبِيٌر وَ َ‬ ‫سبِي ِ‬ ‫صد ٌّ ع َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ة أكْبَُر‬ ‫حَرام ِ وَإ ِ ْ‬ ‫ه أكْبَُر ِ‬ ‫عنْد َ الل ّهِ وَالْفِتْن َ ُ‬ ‫ج أهْلِهِ ِ‬ ‫خَرا ُ‬ ‫ال ْ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ) سورة البقرة الية ‪ ، 217‬ثم نسخ هذا‬ ‫ِ‬ ‫ن الْقَت ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫الحكم كما قال جماعة من المفسرين بقوله تعالى ‪(:‬‬ ‫م ْ‬ ‫ة ) سورة التوبة الية ‪. 36‬‬ ‫ن كَافَّ ً‬ ‫وَقَاتِلُوا ال ْ ُ‬ ‫شرِكِي َ‬ ‫وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيام‬ ‫الشهر الحرم كما ورد في الحديث عن رجل من‬ ‫باهلة قال ‪ (:‬أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ‪:‬‬ ‫يا رسول الله ‪ ،‬أنا الرجل الذي أتيتك عام الول ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬مالي أرى جسمك ناحل ً ؟ قال ‪ :‬يا رسول‬ ‫الله ‪ ،‬ما أكلت طعاما ً بالنهار ما أكلت إل بالليل ‪ .‬قال‬ ‫‪ :‬من أمرك أن تعذب نفسك ؟ قلت ‪ :‬يا رسول الله‬ ‫إني أقوى ‪ .‬قال ‪ :‬صم شهر الصبر ويوما ً بعده ‪ .‬قلت‬ ‫‪ :‬إني أقوى ‪ .‬قال ‪ :‬صم شهر الصبر ويومين بعده ‪.‬‬ ‫قلت ‪ :‬إني أقوى ‪ .‬قال صم شهر الصبر وثلثة ايام‬ ‫بعده وثم أشهر الحرم ) رواه أحمد وأبو داود وابن‬ ‫ماجة وسنده جيد ‪.‬‬ ‫وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم‬ ‫سئل ‪ (:‬أي الصيام بعد رمضان أفضل ؟ قال ‪ :‬شهر‬ ‫الله المحرم ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬

‫‪281‬‬

‫ونظرا ً لتعظيم هذه الشهر وفضلها قال جماعة من‬ ‫الفقهاء بتغليظ الدية على من قتل في الشهر الحرم‬ ‫خطأ ‪ .‬قال المام الشافعي ‪ [:‬تغلظ الدية في النفس‬ ‫وفي الجراح في الشهر الحرام وفي البلد الحرام‬ ‫وذوي الرحم ] والصحيح عدم التغليظ ‪.‬‬ ‫وأخيرا ً فإني أنبه على أن بعض الناس يظنون أن‬ ‫الصيد في الشهر الحرم ممنوع والصحيح أن الصيد ل‬ ‫يحرم في الشهر الحرم ما عدا من يصيد في مكة‬ ‫والمدينة لن كل منها حرم فل يحل الصيد فيهما‬ ‫وكذلك من كان محرما ً بحج أو عمرة فل يحل له صيد‬ ‫البر وأما ما عدا ذلك فيجوز الصيد سواء كان في‬ ‫الشهر الحرم أو في غيرها ‪.‬‬ ‫*****‬

‫فتوى حول الهجرة من فلسطين‬

‫يقول السائل ‪ :‬ما رأيكم فيما نقل عن الشيخ ناصر‬ ‫الدين اللباني في فتواه حول دعوته لهل فلسطين‬ ‫للهجرة ‪ ،‬وما رأيكم فيما نشر من ردود على تلك‬ ‫الفتوى ؟‬

‫‪282‬‬

‫الجواب ‪ :‬ل شك لدي بأن ما نقل عن الشيخ اللباني‪-‬‬ ‫إن صح ذلك عنه‪-‬أنه خطأ واضح وأن الشيخ اللباني‬ ‫قد جانب الصواب في هذه الفتوى ‪.‬‬ ‫ول أريد أن أناقش هذه الفتوى لن الحق فيها واضح‬ ‫ولكني أريد أن أتحدث عن بعض الردود وخاصة أن‬ ‫بعضها قد صدر عمن ينتسبون للعلم الشرعي ول‬ ‫أعتب على بعض الصحافيين الذين وصفوا الشيخ‬ ‫اللباني بأوصاف ل تليق واستخدموا عبارات مجانبة‬ ‫للحوار والختلف البناء ولكني أسفت لما صدر عن‬ ‫بعض المشايخ من تفوهات وألفاظ مؤسفة وصف‬ ‫الشيخ اللباني بها بل أن بعضهم قد جرده من كل‬ ‫مؤهل وأنه يهرف بما ل يعرف وأنه دعي من الدعياء‬ ‫ونقول لهؤلء وأولئك ‪ :‬أنى لي عالم مهما بلغ في‬ ‫العلم أن ينجو من الوقوع في الخطأ ؟ فكل العلماء‬ ‫معرضون للوقوع في الخطاء وكما يقال لكل جواد‬ ‫كبوة ولكل عالم هفوة ول عصمة لغير رسول الله‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬ ‫ولله در المام مالك إمام جار الهجرة رحمه الله‬ ‫عندما قال ‪ [:‬كل يؤخذ من قوله ويترك إل صاحب هذا‬ ‫القبر ] وأشار بيده إلى قبر المصطفى صلى الله عليه‬ ‫وسلم ‪ ،‬ولو ذهبنا نحصي أخطاء علماء المسلمين لما‬ ‫سلم من ذلك إل من رحم الله منهم‪.‬‬

‫‪283‬‬

‫إن وقوع أي عالم في خطأ ما مهما كان هذا الخطأ ل‬ ‫يعني أن نجرده من كل علم وأن نصفه بأقبح‬ ‫الوصاف وأن نلصق به شتى التهم ومختلف النقائص‬ ‫فإن هذا ليس من منهج علماء المسلمين في نقد آراء‬ ‫العلماء لن النقد العلمي يجب أن يبنى على الحجج‬ ‫والبراهين والدلة بأسلوب يتضمن الدب والخلق‬ ‫الرفيع وينطوي على احترام الخرين فالتهجم‬ ‫والتجريح ليس من شيم علماء المسلمين وكذلك‬ ‫الطعن في المخالفين وتجريدهم من الدين والعلم‬ ‫والفضل والخلق ليس من منهج النقد العلمي البناء ‪.‬‬ ‫إن علماء المسلمين لهم احترامهم ولهم مكانتهم في‬ ‫قلوب المسلمين وينبغي التعامل معهم بكل أدب‬ ‫واحترام يليق بهم وإن صدرت عنهم آراء مجانبة للحق‬ ‫والصواب ول يحق لحد مهما كان أن يتناول العلماء‬ ‫بلسانه فإن لحوم العلماء مسمومة كما قال الحافظ‬ ‫ابن عساكر في كلمته النيرة التي تستحق أن تكتب‬ ‫بحروف من ذهب ‪ [:‬اعلم يا أخي ‪ -‬وفقني الله وإياك‬ ‫لمرضاته وجعلني وإياك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته‬ ‫ أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك‬‫أستار منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في‬ ‫العلماء بالثلب ابتله الله قبل موته بموت القلب ]‪.‬‬ ‫وأود ان أذ ّكر من ل يعرف الشيخ اللباني وفضله‬ ‫وخدمته الجليلة لسنة المصطفى صلى الله عليه‬ ‫وسلم ببعض ذلك فأقول ‪:‬‬

‫‪284‬‬

‫ل شك أن الشيخ اللباني هو محدث الديار الشامية‬ ‫في القرن الرابع عشر الهجري بل منازع وأن جهوده‬ ‫الضخمة في خدمة السنة النبوية ل ينكرها إل مكابر‬ ‫ول يعرف الفضل لهل الفضل إل ذوو الفضل فالشيخ‬ ‫اللباني قام ومنذ سنين طويلة بالعمل على خدمة‬ ‫السنة النبوية وأصدر عشرات المؤلفات التي استفاد‬ ‫منها طلبة العلم الشرعي في الجامعات والمعاهد‬ ‫وفي حلقات العلم في المساجد وأذكر بعضها على‬ ‫سبيل المثال ل الحصر ‪:‬‬ ‫‪ .1‬إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ‪ ،‬وهو‬ ‫كتاب ضخم يقع في ثمانية مجلدات خرج فيه أحاديث‬ ‫كتسساب منار السبيل من كتب فقه الحنابلة وبلغ عدد‬ ‫أحاديثه أكثر من ‪ 2700‬حديث ‪.‬‬ ‫‪ .2‬سلسلة الحاديث الصحيحة وصدر منها إلى الن‬ ‫خمس مجلدات بلغت أحاديثها ‪ 2500‬حديث ‪.‬‬ ‫‪ .3‬سلسلة الحاديث الضعيفة والموضوعة صدر منها‬ ‫إلى الن أربع مجلدات بلغت أحاديثها ‪ 2000‬حديث ‪.‬‬ ‫‪ .4‬صحيح الجامع الصغير وزيادته في ثلثة مجلدات‬ ‫كبيرة مع ضعيف الجامع وبلغت أحاديثه أكثر من أربعة‬ ‫عشر ألف حديث ‪.‬‬ ‫‪ .5‬صفة صلة النبي صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬ ‫‪ .6‬أحكام الجنائز ‪.‬‬ ‫‪ .7‬جلباب المرأة المسلمة ‪.‬‬

‫‪285‬‬

‫‪ .8‬تخريج أحاديث الحلل والحرام ‪.‬‬ ‫‪ .9‬الجوبة النافعة ‪.‬‬ ‫هذه بعض مؤلفات الشيخ اللباني وله غيرها كثير ‪.‬‬ ‫وفي الختام أدعو المنتسبين للعلم الشرعي أني‬ ‫يراعوا أدب السلم في الختلف وأن يتبعوا المنهج‬ ‫العلمي في النقد وأن يرتفعوا عن المهاترات وأن‬ ‫يلتزموا بقول الله تعالى ‪:‬‬ ‫ل َرب ِّ َ‬ ‫سبِي‬ ‫ك بِال ْ ِ‬ ‫موْ ِ‬ ‫سنَةِ‬ ‫عظَةِ ال ْ َ‬ ‫( ادْع ُ إِلَى َ‬ ‫ح َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫مةِ وَال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن )‪.‬‬ ‫وَ َ‬ ‫يأ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫جادِلْهُ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫م بِال ّتِي ه ِ َ‬ ‫*****‬ ‫والله الهادي إلى سواء السبيل‬

‫‪286‬‬

Related Documents

Y2
October 2019 161
Y2 Ltp Term 3
June 2020 4
1 Y2 Anaerobios.docx
June 2020 2
1 Y2 Bitacora.docx
April 2020 3
Examen Tema 1 Y2
November 2019 23