Trjamat El3uthaymeen Abdelmuhsin Elabbad

  • November 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Trjamat El3uthaymeen Abdelmuhsin Elabbad as PDF for free.

More details

  • Words: 3,715
  • Pages: 17
‫الشيخ محمد بن‬ ‫عثيمين‬ ‫من العلماء‬ ‫الربَّانيِّين‬ ‫قال ابتتن العرابتتي كمتتا فتتي فتتتح الباري (‬ ‫‪:)1/162‬‬ ‫(( ل يُقال للعالِم ربَّانتتتي حتتتتى يكون عالِماً‬ ‫معل ِّما ً عاملً ))‪.‬‬

‫وأزيتتتد‪ :‬وأن يكون ذلك على فهتتتم الستتتتلف‬ ‫الصالح وطريقتهم‪.‬‬

‫محاضرة ألقاها‬ ‫عبد المحسن بن حمد‬ ‫العباد البدر‬ ‫في الجامعة السلمية‬ ‫بالمدينة‬

‫الحمتتد لله نحمده ونستتتعينه ونستتتغفره‪ ،‬ونعوذ بالله متتن‬ ‫شرور أنفستنا ومتن ستي ّئات أعمالنتا‪ ،‬من يهده الله فل مض َّ‬ ‫ل‬ ‫َت‬ ‫ِ‬ ‫من يُضلل فل هادي له‪ ،‬وأشهتد أن ل إله إل َّ الله وحده ل‬ ‫له‪ ،‬و َت‬ ‫ن محمدا ً عبدُه ورستولُه‪ ،‬وخليلُه وخيرت ُته‬ ‫شريتك له‪ ،‬وأشهتد أ َّت‬ ‫خل ْتقه‪ ،‬أرستله الل ُهت تعالى بيتن يدي الستاعة بشيرا ً ونذيراً‪،‬‬ ‫من َ‬ ‫ِت‬ ‫وداعيا ً إلى الله بإذنته وستراجا ً منيراً‪ ،‬فد َّ‬ ‫ل أ َّ‬ ‫مت َته على ك ِّ‬ ‫ل خيتر‪،‬‬ ‫وحذَّرها من ك ِّ‬ ‫ل شّرٍ‪.‬‬ ‫اللَّه ّ تَ‬ ‫م ص ت ِّ‬ ‫من‬ ‫ل وستتل ِّم وبارِك عليتته وعلى آله وأصتتحابه و َ ت‬ ‫دّين‪.‬‬ ‫سلك سبيلَه واهتدى بهديه إلى يوم ال ِ‬ ‫أ َّ‬ ‫ما بعد‪:‬‬ ‫)‬ ‫فإن ّتتِي أتحدَّث إليكتتم أي ّتتُها الخوة هذه الليلة(‪ 1‬عتتن شي ٍتتخ‬ ‫ل متتن شيوخ المملكتتة العربي ّتتَة الستتعودية‪ ،‬وعَل َتتم ٍ متتن‬ ‫فاض ٍ‬ ‫أعلمهتتا بتتل عتتن عَل َ تم ٍ متتن أعلم العالَم الستتلمي‪ ،‬له جهودٌ‬ ‫كبيرة ٌ في العنايةِ بالعلم ِ ونشرِه وبذلِه‪ ،‬وإفادةِ طلبة العلم‪ ،‬أل‬ ‫وهتو الشيتخ العل َّتمة محمتد بتن صتالِح بتن ع ُثيميتن رحمته الله‬

‫وأسكنه فسيح جنَاته‪.‬‬ ‫فأقول‪ :‬إ ّتتَ‬ ‫ت حصتتلت فتتي الستتلم‬ ‫م مصتتيبةِ مو ٍتت‬ ‫ن أعظ َتت‬ ‫ب العظمتى بعتد تلك‬ ‫المصتيب ُ‬ ‫ة بوفاة نبي ّ ِتنا محمتد ‪ ،‬والمصتائ ُ‬ ‫المصيبة إن َّما هي بموت ورثت ِه ‪ ،‬وقد قال ‪ (( :‬إ َّ‬ ‫ن العلماءَ‬ ‫ة النتتبياء‪ ،‬وإ ّتتَ‬ ‫ن النتتبياءَ لَم يُوّرِثوا دينارا ً ول درهماً‪ ،‬وإن ّتتَما‬ ‫ورث ُ‬ ‫ظّت وافتر ))‪ ،‬رواه أبتو داود (‬ ‫من أختذ بته‪ ،‬أختذ بح ٍ‬ ‫م‪ ،‬ف َت‬ ‫وَّرثوا العل َت‬ ‫‪ )3641‬وغيُره‪ ،‬وسنده حسن‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() هذه محاضرة أُلقيتتت فتتي مستتجد الجامعتتة الستتلمية بالمدينتتة ليلة‬ ‫الجمعة (‪24/10/1421‬هت)‪.‬‬

‫ن عُثيمين ت رحمه الله ت قد أخذ من العلم بح ٍّ‬ ‫والشي ُ‬ ‫ظ‬ ‫خ اب ُ‬ ‫ِ‬ ‫ة في نشرِه‪ ،‬وإفادةِ طلَّب العلم‪.‬‬ ‫وافر‪ ،‬وبَذ َل جهودا ً عظيم ً‬ ‫وكلمتتي عتتن هذا الشيتتخ الفاضتتل عتتن‪ :‬نستتبه‪ ،‬وولدتتته‬ ‫مه بالدَّعوة‪،‬‬ ‫ونشأتتتته‪ ،‬وشيوختتته وتلميذه‪ ،‬وبذلِه للعلم وقيا ِتتت‬ ‫ومؤلفات ِتتته‪ ،‬ومكانت ِتتته عنتتتد الناس‪ ،‬ووفات ِتتته وعقِب ِتتته‪ ،‬ووصتتتايا‬ ‫ومقترحات‪.‬‬ ‫أولً‪ :‬نسبه‬

‫هو محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن‬ ‫مقبتل‪،‬‬ ‫بتن عثمان بتن عبتد الله بتن عبتد الرحمتن ابتن أحمتد بتن ُ‬ ‫متن الوهَتبة‪ ،‬متن بن ِتي تميتم‪ ،‬وجدُّه الرابتع عثمان أُطلق عليته‬ ‫ع ُثيميتتن‪ ،‬واشتهرت هذه الستترة بالنستتبة إليتته بهذا الطلق‬ ‫(عُثيمين مأخوذ من عثمان)‪.‬‬ ‫مه الدكتور عبتتد الرحمتتن ابتتن‬ ‫ن ع ّ تِ‬ ‫أفادن ِ تي بهذا النستتب اب ُ ت‬ ‫سليمان بن ع ُثيمين‪.‬‬ ‫وانظتر كتاب‪:‬‬ ‫الله الب َّ‬ ‫سام (‪.)2/422‬‬ ‫((‬

‫علماء نجتد خلل ستتة قرون‬

‫))‬

‫للشيتخ عبتد‬

‫ثانياً‪ :‬ولدته ونشأته‬

‫وُلد فتتي ليلة الستتابع والعشريتتن متتن شهتتر رمضان ستتنة‬ ‫‪1347‬هت ت فتتي مدينتتة عُنيزة‪ ،‬إحدى مدن القصتتيم‪ ،‬ونشتتأ نشأة‬ ‫صالِحة طي ِّبة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دّه‬ ‫تعل ّم القراءة َ والكتاب َ‬ ‫ن على ج ِ‬ ‫ة فتي الكتَّاب‪ ،‬وتعل ّم القرآ َت‬ ‫مه عبتد الرحمتن بتن ستليمان آل دامتغ‪ ،‬فحفتظ القرآن وتتلمتذ‬ ‫ل ّ ِت‬

‫َ‬ ‫سعدي رحمته الله‪،‬‬ ‫على الشيتخ العل ّتمة عبتد الرحمتن ابتن ناصتر ال َّت‬ ‫ول َ َّ‬ ‫خه عبد الرحمن بن‬ ‫ما ف ُتح معهد الرياض العلمي استأذن شي َ‬

‫سعدي في اللتحاق به‪ ،‬فدرس فيه‪ ،‬وكانت مدَّةُ الدراسة في‬ ‫ذلك الوقتت بعتد البتدائي وقبتل الكليتة أربع َت ستنوات‪ ،‬ودختل فتي‬

‫السنة الثانية‪ ،‬وكان في ذلك الوقت نظام القفز‪ ،‬وهو أ َّ‬ ‫من‬ ‫ن َ‬ ‫يكون عنده استتتتعداد ٌ للتقدُّم فتتتي الدراستتتة‪ ،‬فإن ّتتتَه تُتاح له‬ ‫ست مقَّررات الستنة التتي‬ ‫الفرصتة فتي العطلة الصتيفية أن يدر َ‬ ‫بعتد ستنته التتي انتهتى منهتا‪ ،‬وإذا جاء الدور الثانتي اختتبر فتي‬ ‫مواد تلك الستتنة‪ ،‬فينتقتتل منهتتا إلى الستتنة الخرى‪ ،‬وكان تتت‬ ‫س في السنة الثانية‪ ،‬وفي الصيف درس‬ ‫رحمة الله عليه ت دََر َ‬ ‫مقَّررات الستنة الثالثتة‪ ،‬وانتقتل منهتا إلى الستنة الرابعتة‪ ،‬وبعتد‬ ‫انتهائه منهتا فُتتح المعهتد العلمتي بعُنيزة ستنة ‪1374‬هتت‪ ،‬وصتار‬ ‫س على شيخته الشيتخ عبتد الرحمتن بتن ستعدي‪ ،‬ويقوم‬ ‫يدر ُت‬ ‫بالتدريس في معهد ع ُنيزة العلمي‪ ،‬وكان مع ذلك منتسبا ً إلى‬ ‫كلي َّتة الشريعتة‪ ،‬يذهتب إلى الرياض لداء الختبار فتي نهايتة ك ِّ‬ ‫ل‬ ‫سنة دراسية‪ ،‬حتى أنهى الدراسة في الكليَّة‪.‬‬ ‫دّين بالقصيم انتقل من‬ ‫وبعد افتتاح كليَّة الشريعة وأصول ال ِ‬ ‫التدريس في المعهد إليها‪ ،‬واستمَّر في التدريس فيها إلى أن‬ ‫توفي رحمه الله‪.‬‬ ‫ول َت َّ‬ ‫خه عبتد الرحمتن بتن ستعدي ستنة ‪1376‬هتت‬ ‫ي شي ُت‬ ‫ما تُوفّ ِت َ‬ ‫َ‬ ‫ة والتدريتس فتي المستجد الجامتع الكتبير‬ ‫ة والخطاب َ‬ ‫تول ّى المام َ‬ ‫بعُنيزة‪ ،‬واستمَّر على ذلك حتى توفَّاه الله‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬شيوخه وتلميذه‬

‫أبرز شيوختتتتتتته الذيتتتتتتتن درس عليهتتتتتتتم‪ :‬الشيتتتتتتتخ‬ ‫عبتتد الرحمتتن بتتن ستتعدي‪ ،‬درس عليتته فتتي المستتجد الكتتبير‬ ‫بعُنيزة‪ ،‬والشيتتخ عبتتد العزيتتز بتتن باز‪ ،‬والشيتتخ محمتتد الميتتن‬ ‫الشنقيطتتي رحمهمتتا الله‪ ،‬درس عليهمتتا فتتي معهتتد الرياض‬ ‫العلمي‪.‬‬ ‫وأ ّ تَ‬ ‫م فتتي معهتتد‬ ‫ما تلميذه‪ ،‬فهتتم كثيرون‪ ،‬أخذوا عنتته العل َ ت‬ ‫دّ ين بالقصتيم‪ ،‬وفتي‬ ‫عنيزة العلمتي‪ ،‬وكليتة الشريعتة وأصتول ال ِ‬

‫سه في المستجد الجامتع‬ ‫المستجد الجامتع الكبير بعُنيزة‪ ،‬فتدري ُت‬ ‫س وأربعون ستتنة‪ ،‬وتدريستته فتتي المعهتتد‬ ‫الكتتبير مدَّت ُتته خم ٌتت‬ ‫مدَّة‬ ‫والكلي ّ تَة مدَّت ُ ته ستتبعٌ وأربعون ستتنة‪ ،‬فتلميذه فتتي هذه ال ُ‬ ‫الطويلة كثيرون جدًّا‪.‬‬ ‫وكان عدد ٌ كتبير متن الطلبتة متن داختل المملكتة وخارجهتا‬ ‫م عنته ل ستيما فتي الصتيف‪ ،‬حيتث‬ ‫يرت ِ‬ ‫حلون إليته لتلقّ ِتي العل َت‬ ‫س كثيرة‪ ،‬فتتي الصتتباح وبعتتد العصتتر وبعتتد‬ ‫يكون له فيتته درو ٌت‬ ‫المغرب‪ ،‬ول ينقطع عن التدريس بعد المغرب في جميتع أيَّام‬ ‫السنة‪.‬‬ ‫سسها الشيتخ‬ ‫وفتي المستجد الجامتع الكتبير بعُنيزة مكتبتة أ َّت‬ ‫عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله‪ ،‬وبعد وفاته واصل الشيخ‬ ‫محمتد بتن ع ُثيميتن تزويدهتا بالكتتب‪ ،‬ول َت َّ‬ ‫ما أعاد الملك خالد تت‬ ‫رحمته الله تت بناءَ المستجد الجامتع الكتبير بعُنيزة‪ ،‬بنتى بجواره‬ ‫عمارة ً جعلهتتتا وقفا ً على الطلبتتتة الذيتتتن يرتحلون إلى ع ُنيزة‬ ‫للدراستة على الشيتخ ابتن ع ُثيميتن رحمته الله‪ ،‬ونُقلت المكتبتة‬ ‫إلى تلك العمارة‪ ،‬فكانتتتت هذه العمارة فيهتتتا ستتتكن الطلَّب‬ ‫والمكتبة‪.‬‬ ‫مه بالدَّعوة‬ ‫م وقيا ُ‬ ‫رابعاً‪ :‬بذلُه العل َ‬ ‫م ّتَ‬ ‫ما تقدَّم أن ّتَه بدأ بالتدريتتس فتتي معهتتد عُنيزة عام‬ ‫علمنتتا ِ‬ ‫‪1374‬هتت‪ ،‬وأن َّته بدأ بالخطابتة والمامتة والتدريتس فتي المستجد‬

‫ة كثيرون‬ ‫الجامتع الكتبير عام ‪1376‬هتت‪ ،‬وأن َّته أختذ العل َمت عنته طلب ٌ‬ ‫فتي معهتد عُنيزة العلمتي‪ ،‬وفتي كلي َّتة الشريعتة وأصتول الدِّيتن‬ ‫بالقصتتيم‪ ،‬والمستتجد الجامتتع الكتتبير بعُنيزة‪ ،‬ولَم يقتصتتر بذلُه‬ ‫م‬ ‫مه بالدَّعوة على بلده القصيم‪ ،‬بل كان يبذل العل َ‬ ‫للعلم ِ وقيا ُ‬ ‫عن طريق التدريس‪ ،‬والمحاضرات في البلد التي ينتقل إليها‬ ‫داختتل المملكتتة‪ ،‬وكان يذهتتب إلى مكتتة فتتي أوقات مختلفتتة‪،‬‬

‫ويقوم بالتدريتتس فتتي المستتجد الحرام‪ ،‬ل ستتيما فتتي شهتتر‬ ‫رمضان‪ ،‬وكان متن عادتته أن يذهتب إليته بعتد متا يمضتي جزءٌ‬ ‫متن رمضان فيُدّرِس فتي المستجد الحرام‪ ،‬ويلت ُّت‬ ‫ف حولَه عددٌ‬ ‫سه والختذ‬ ‫كتبير متن الطلبتة الذيتن يحرصتون على تلقّ ِتي درو ِت‬ ‫عنتته‪ ،‬وكذا إذا حضتتر إلى المدينتتة للقاء محاضرات أو لغيتتر‬ ‫َ‬ ‫ب إذا‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن ّتتَه يُدّرِس فتتي المستتجد النبوي‪ ،‬ويستتُّر الطل ّتت ُ‬ ‫سه‪ ،‬ويستتفيدوا متن‬ ‫علموا بقدومته إلى المدينتة ليَح ُ‬ ‫ضروا درو َت‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ت متن المدّرِتسين فتي هذا المستجد‪ ،‬فكان الطل ّت ُ‬ ‫علمته‪ ،‬وكن ُت‬ ‫ت‬ ‫س ليَح ُ‬ ‫ضروا درو َتت‬ ‫سه‪ ،‬فكن ُتت‬ ‫يطلبون من ّتتِي أن أوقتتف الدر َتت‬ ‫َ‬ ‫سه‬ ‫ت أح ُ‬ ‫ضُر درو َتت‬ ‫أوقفُتتها ليتمك ّنوا متتن الستتتفادةِ منتته‪ ،‬وكن ُتت‬ ‫معهم في بعض الحيان‪.‬‬ ‫ومتتتن مجالت تعليمتتته ودعوتتتته إلقاؤه المحاضرات فتتتي‬ ‫مختلف مدن المملكة‪ ،‬في المساجد والجامعات‪.‬‬ ‫وقد ألقى محاضرات عديدة في الجامعة السلمية بالمدينة‪،‬‬ ‫في مسجدها‪ ،‬وفي قاعة المحاضرات‪ ،‬وفي أماكن الصلة في‬ ‫كليَّاتها ومعاهدها‪.‬‬ ‫وأذكتتر أ ّتتَ‬ ‫ن متتن محاضراتتته التتتي ألقاهتتا فتتي الجامعتتة‬ ‫الستتتلمية‪ ،‬محاضرة واستتتعة بعنوان‪ :‬منهتتتج أهتتتل الستتتنة‬ ‫والجماعتتة فتتي العقيدة والعمتتل‪ ،‬وكذا محاضرة بعنوان‪ :‬آداب‬ ‫طلب العلم‪.‬‬ ‫وكان يُلقي محاضرات عن طريق الهاتف في أوربا وأمريكا‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫ومن مجالت تعليمه ودعوته مشاركته في المؤتمرات في‬ ‫داختتل المملكتتة‪ ،‬وقتتد ع ُتتقد فتتي الجامعتتة الستتلمية ثلثتتة‬ ‫مؤتمرات‪ ،‬مؤتمران في توجيه الدعوة وإعداد الدعاة‪ ،‬ومؤتمر‬ ‫فتتتي مكافحتتتة المستتتكرات والمخدِّرات‪ ،‬وقتتتد حضتتتر هذه‬

‫المؤتمرات وأفاد فيها في بحوثه ومناقشته‪.‬‬ ‫ح َّ‬ ‫جاج‬ ‫ومتن مجالت تعليمته ودعوتته‪ ،‬مشاركتته فتي توعيتة ال ُ‬ ‫فتتي مواستتم الحتتج بالفتاوى‪ ،‬وإلقاء الدروس والمحاضرات‪،‬‬ ‫وقام بالشراف على الدعاة لتوعيتتتتة الحجاج فتتتتي بعتتتتض‬ ‫ت في هذه اللجنة‪،‬‬ ‫السنوات لجن ٌ‬ ‫ة فيهم الشيخ رحمه الله‪ ،‬وكن ُ‬ ‫وكانتت اللجنتة تجتمتع للنظتر فتي شؤون توعيتة الحجاج‪ ،‬وكان‬ ‫الشيتخ تت رحمته الله تت يُفيتد اللجنتة فتي رأيته وعلمته‪ ،‬وأذكُر أن َّته‬

‫عندما ك ُتب التقريُر من اللجنة قيل له‪ :‬هل ترغب أخذ نسخة‬ ‫متتن التقريتتر؟ فقال‪ :‬ل آختتذ نستتخة منتته‪ ،‬حتتتى ل أحتاج إلى‬ ‫إحراقها؛ لن َّه ت رحمه الله ت كان مشغول ً بالعلم والحتفاظ بما‬ ‫َ‬ ‫يتعل ّق به‪.‬‬ ‫ومتن مجالت دعوتته ونفتع المستلمين قيامته بالفتاوى على‬ ‫متا يَرِد ُ إليته متن أستئلة متن داختل المملكتة وخارجهتا‪ ،‬ستواء‬ ‫صص وقتاً‬ ‫بالمراسلة أو المقابلة أو عن طريق الهاتف‪ ،‬وقد خ َّ‬ ‫معيَّنا ً للفتاء عن طريق الهاتف‪ ،‬وكان يُواظب على الفتاء في‬ ‫هذا الوقت وهو في بلده ع ُنيزة‪ ،‬وإذا سافر جعل تسجيل ً على‬ ‫الهاتف يُرشد إلى رقم ٍ في البلد الذي ينتقل إليه‪.‬‬ ‫ح َّ‬ ‫وأذكتتر أن ّ تَه ل َ ت َّ‬ ‫جاج فتتي مدينتتة‬ ‫ما كان فتتي لجنتتة توعيتتة ال ُ‬ ‫َ‬ ‫الطائف لكتابة تقرير عن أعمال التوعية عام ‪1409‬هت‪ ،‬وتخل ّف‬ ‫خر للجابتة عتن الستئلة‬ ‫عتن الجتماع بعتض الوقتت‪ ،‬ذكتر أن َّته تأ َّت‬ ‫عن طريق الهاتف‪.‬‬

‫ومن مجالت تعليمه ودعوته مشاركته الكثيرة المفيدة في‬ ‫الذاعتة‪ ،‬فله برامتج ثابتتة فتي الذاعتة‪ ،‬هتي‪ :‬برنامتج (( نور على‬ ‫الدرب ))‪ ،‬وبرنامتتج (( ستتؤال على الهاتتتف ))‪ ،‬وبرنامتتج (( متتن‬ ‫أحكام القرآن الكريم ))‪ ،‬وله أحاديث في الذاعة غير ثابتة في‬ ‫موضوعات متنوِّعة‪.‬‬

‫م‪ ،‬عظي ُمت الفائدة‪ ،‬يُعنتى‬ ‫وبرنامتج (( متن أحكام القرآن )) مه ٌّت‬ ‫فيه بالتأ ُّ‬ ‫حك َم وأحكام‪،‬‬ ‫مل في القرآن‪ ،‬واستخراج ما فيه من ِ‬ ‫وهتو يد ُّ‬ ‫ل على مدى تَمك ُّتنه فتي الفهتم والفقته فتي الدِّ ين‪ ،‬وقتد‬ ‫وصتل إلى قرب نهايتة الجزء الثالث متن القرآن الكريتم‪ ،‬وقتد‬ ‫قام الخ الفاضتل عبتد الكريتم بتن صتالح المقرن المذيتع فتي‬ ‫َ‬ ‫إذاعتتة القرآن الكريتتم باستتتخراج متتا يتعل ّق بالجزء الول متتن‬ ‫القرآن متن الشرطتة‪ ،‬وط ُتبع فتي مجلد‪ ،‬وهتو مفيد ٌ ل يستتغنِي‬ ‫سر استتخراج وطباعتة متا‬ ‫عنته طلبتة العلم‪ ،‬وعستى الل ُهت أن يُي َت ِّ‬ ‫يتعلَّق بالجزأين الباقيين ليَعُ َّ‬ ‫م النفع بهما‪.‬‬ ‫ن مجالت تعليمه ودعوته تتل َّ‬ ‫والحاصل أ َّ‬ ‫خص فيما يلي‪:‬‬ ‫‪ 1‬ت التدريس في معهد عُنيزة العلمي‪ ،‬ث َّ‬ ‫م في كلي َّة الدعوة‬ ‫وأصول الدِّين في القصيم‪ ،‬ابتداء من عام ‪1374‬هت‪.‬‬ ‫‪ 2‬تت التدريتس فتي الجامتع الكتبير فتي عنيزة‪ ،‬ابتداءً متن عام‬ ‫‪1376‬هت‪.‬‬ ‫‪ 3‬ت الخطابة والمامة في المسجد الكبير بعنيزة ابتداء من‬ ‫عام ‪1376‬هت‪.‬‬ ‫‪ 4‬ت التدريس في المسجد الحرام والمسجد النبوي‪.‬‬

‫‪ 5‬تت المحاضرات التتي يُلقيهتا فتي المستاجد والجامعات فتي‬ ‫مدن المملكة‪ ،‬والمحاضرات التي يُلقيها عبر الهاتف في أوربا‬ ‫وأمريكا وغيرها‪.‬‬ ‫‪ 6‬تتت مشاركتتته فتتي بعتتض المؤتمرات التتتي عُقدت فتتي‬ ‫المملكة‪.‬‬ ‫‪ 7‬ت الفتاوى عن طريق المقابلة والمراسلة والهاتف‪.‬‬ ‫‪ 8‬ت مشاركته في توعية الحجاج في مواسم الحج‪.‬‬ ‫‪ 9‬ت برامج وأحاديث في الذاعة‪.‬‬

‫َ‬ ‫خامساً‪ :‬مؤل ّفاته‬ ‫ت كثيرة‪ ،‬وغالبهتتا رستتائل صتتغيرة‪ ،‬لكن ّتتَها‬ ‫للشيتتخ مؤلفا ٌتت‬ ‫ة النفع‪ ،‬كبيرة ُ الفائدة‪ ،‬تنقسم إلى قسمين‪:‬‬ ‫عظيم ُ‬

‫م حَّرره بنفسه‪ ،‬وأخرجه بعد تحريره‪.‬‬ ‫قس ٌ‬ ‫خرج متتن أشرطتتة دروستته‬ ‫وقس ت ٌ‬ ‫م لَم يُحّرِره‪ ،‬ولكتتن استتت ُ ِ‬ ‫وطُبع‪.‬‬ ‫م َّ‬ ‫ما حَّرره‪:‬‬ ‫و ِ‬ ‫ت القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى‪.‬‬ ‫ت عقيدة أهل السنة والجماعة‪.‬‬ ‫ت شرح لمعة العتقاد الهادي إلى سبيل الَّرشاد‪.‬‬ ‫ت أحكام الضحية والذكاة‪.‬‬ ‫ب البَريَّة بتلخيص الحموية‪.‬‬ ‫ت فتح ر ِّ‬ ‫م َّ‬ ‫ضه‪:‬‬ ‫و ِ‬ ‫ما استُخرج من الشرطة وطُبع بع ُ‬ ‫ت الشرح الممتع على زاد المستقنع‪.‬‬ ‫وقتد بلغتت آثاره العلميتة التتي ذكرهتا تلميذه الشيتخ وليتد‬ ‫الحستين فتي مقاله عتن الشيتخ المنشور فتي العدد الثانتي متن‬ ‫مجلة الحكمة الصادر في ‪1/9/1414‬هت خمسة وخمسين أثراً‪.‬‬ ‫وله رستائل فتي أصتول الفقته والمصتطلح والعقيدة مقَّررة‬ ‫فتي المعاهتد العلميتة التابعتة لجامعتة المام محمتد ابتن ستعود‬ ‫السلمية‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬مكانته عند الناس‬

‫ة‪ ،‬فقتد‬ ‫ة رفيع ٌ‬ ‫ة ومنزل ٌ‬ ‫ة مرموق ٌ‬ ‫للشيتخ تت رحمتته الله تت مكان ٌ‬ ‫س‪ ،‬وحرصتتوا على ستتماع دروستته‬ ‫ُرزق القبول‪ ،‬وأحب ّتتَه النا ُتت‬ ‫وفتاواه‪ ،‬واقتناء آثاره العلميتة‪ ،‬وأشرطتة دورسته ومحاضراتته‪،‬‬ ‫وهو عال ٍم كبير‪ ،‬وفقيه متمكِّن‪ ،‬وهو مح ُّ‬ ‫ل التوقير والجلل من‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬

‫الولة والعلماء وطلبة العلم‪.‬‬ ‫وكان متتتن تقديتتتر الولة فتتتي هذه البلد له أن ّتتتَهم عندمتتتا‬ ‫يزورون القصتتيم يزورونتته فتتي منزله‪ ،‬فقتتد زاره الملك خالد‪،‬‬ ‫والملك فهتتد‪ ،‬والميتتر عبتتد الله‪ ،‬والميتتر ستتلطان‪ ،‬وهتتو أهتتل‬ ‫للتوقير والحترام‪.‬‬ ‫ة للخيتر‪ ،‬ونفعاً‬ ‫وهتو متع ذلك متن أشدِّ الناس تواضعاً‪ ،‬ومحب َّ ً‬ ‫للناس‪ ،‬وإشفاقا ً على الطلبتتتتتة‪ ،‬وحرصتتتتتا ً على إفادتهتتتتتم‪،‬‬ ‫وتحصيلهم العلم‪ ،‬وجمعهم بين العلم والعمل‪.‬‬ ‫قبه‬ ‫سابعاً‪ :‬وفاته و َ‬ ‫ع ِ‬ ‫أ ُتصيب تت رحمته الله تت بمرض ع ُضال‪ ،‬فستافر إلى أمريكتا‬ ‫للعلج أيَّاما ً قليلة‪ ،‬وهتتتتي ستتتتفرتُه الوحيدة خارج المملكتتتتة‪،‬‬ ‫فاستتتغ َّ‬ ‫ل فرصتتة وجوده فيهتتا فتتي الدعوة إلى الله‪ ،‬وألقتتى‬

‫خطبتتتة الجمعتتتة هناك‪ ،‬وعنتتتد رجوعتتته دختتتل المستتتتشفى‬ ‫التخ ّتتُ‬ ‫صصي بالرياض‪ ،‬واشتد َّ بتته المرض‪ ،‬وبعدمتتا مضتتى جزءٌ‬ ‫متتن شهتتر رمضان رغتتب أن ينتقتتل إلى مكتتة للتدريتتس فتتي‬ ‫المسجد الحرام على عادته في السنوات الماضية‪ ،‬وهُيِّئت له‬ ‫غرفتة خا ّتَ‬ ‫س وهتو على‬ ‫صة فتي المستجد‪ ،‬فكان يُلقتي الدرو َت‬ ‫س صتتوتَه‬ ‫فراشتته بواستتطة مكبِّرات الصتتوت‪ ،‬فيستتمع النا ُتت‬ ‫صه‪.‬‬ ‫المتأثر بالمرض ول يرون شخ َ‬ ‫ون ُتقل بعتد انتهاء رمضان إلى مستتشفى فتي جدة‪ ،‬وتوفتي‬ ‫هناك مساء يوم الربعاء‪ ،‬الخامس عشر من شهر شوال عام‬ ‫صل ِّي عليه في المسجد الحرام عق ِب صلة العصر‬ ‫‪1421‬هت‪ ،‬و ُ‬ ‫متتن يوم الخميتتس‪ ،‬ود ُ تفن فتتي مقتتبرة العدل بمكتتة‪ ،‬وشهتتد‬ ‫م َّ‬ ‫من‬ ‫ت ِ‬ ‫الصلة َ عليه وتشييع جنازته خل قٌ كثير رحمه الله‪ ،‬وكن ُ‬ ‫ت كثرة الناس فتي الصتلة‬ ‫شهتد الصتلةَ عليته وتشييعته‪ ،‬ورأي ُت‬

‫عليه وعند المقبرة‪.‬‬ ‫وقد تأث َّر الكثيرون لوفاته‪ ،‬وحزنوا عليه ل ِما له من المكانة‬ ‫العلمية‪ ،‬ول ِما فيه من النفع العظيم للسلم والمسلمين‪ ،‬وقد‬ ‫يوم مات ابن ُ ته إبراهيتتم‪ (( :‬إ ّ تَ‬ ‫ب‬ ‫قال‬ ‫ن تدمتتع‪ ،‬والقل َ ت‬ ‫ن العي َ ت‬ ‫يحزن‪ ،‬ول نقول إل َّ متا يُرضتي رب َّتنا‪ ،‬وإن ّتَا لفراقتك يتا إبراهيتم‬ ‫لمحزونون ))‪ ،‬رواه البخاري (‪ ،)1303‬واللفتتتظ له‪ ،‬ومستتتلم (‬ ‫‪ ،)2315‬فرحمه الله وغفر له‪ ،‬وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وكانت وفاته ت رحمه الله ت من أعظم المصائب التي حل ّت‬ ‫بالمستتتلمين فتتتي هذا العام‪ ،‬وفتتتي العام الذي قبله ‪1420‬هتتتت‬ ‫أ ُتصيب المستلمون بوفاة شيتخ الستلم الشيتخ عبتد العزيتز بتن‬ ‫باز تت رحمته الله تت فتي صتباح يوم الخميتس الستابع والعشريتن‬ ‫متن المحرم ستنة ‪1420‬هتت‪ ،‬ووفاة الشيتخ محمتد ناصتر الديتن‬ ‫اللبانتتي رحمتته الله‪ ،‬مستتاء الستتبت الثانتتي والعشريتتن متتن‬ ‫جمادى الخرة ستتنة ‪1420‬هتتت‪ ،‬ونستتأل الل ه عَّز وج َّ‬ ‫ل أن يغفَر‬ ‫َت‬ ‫ة العلم للستتتفادة متتن علم العلماء‬ ‫للجميتتع‪ ،‬وأن يُوفّت ِتق طلب َ‬ ‫المحقِّقيتن الذيتن مضوا‪ ،‬ومنهتم هؤلء الثلثتة‪ ،‬والستتفادة متن‬ ‫علم العلماء الموجودين‪ ،‬إنَّه سميعٌ مجيب‪.‬‬ ‫وقتتد جاء آثار عتتن الستتلف تد ُّ‬ ‫عظتتم المصتتيبة‬ ‫ل على مدى ِ‬ ‫بموت العالِم‪:‬‬ ‫س بخير ما‬ ‫سلمان الفارسي‬ ‫ت فعن َ‬ ‫قال‪ (( :‬ل يزال النا ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خر‪ ،‬فإذا هلك الوَّ ُ‬ ‫ل قبتتل أن يتعل ّم‬ ‫بقتتي الول حتتتى يتعل ّم ال ِ ت‬ ‫خر هلك الناس )) رواه الدارمي في سننه (‪.)255‬‬ ‫ال ِ‬ ‫تت وعتن ابتن عباس رضتي الله عنهمتا أن َّته ل َت َّ‬ ‫ما مات زيتد بتن‬ ‫م كثيتر‬ ‫ثابتت قال‪ (( :‬هكذا ذها ُت‬ ‫ب العلم‪ ،‬لقتد د ُتفن اليوم عل ٌت‬ ‫رواه الحاكم في المستدرك (‪.)3/428‬‬ ‫َ‬ ‫م قبل أن يُقبض‬ ‫ت وعن أبي الدرداء‬ ‫قال‪ (( :‬تعل ّموا العل َ‬

‫))‬

‫ضه أن يُذهَتتب بأصتتحابه‪ ...‬إلى أن قال‪ :‬فمتتا لي‬ ‫م‪ ،‬وقب ُتت‬ ‫العل ُتت‬ ‫جياعا ً متن العلم )) جامتع بيان العلم‬ ‫أراكتم شباعا ً متن الطعام‪ِ ،‬‬ ‫وفضله لبن عبد البر (‪.)1/602‬‬ ‫ت العالِم ثُلمتة فتي الستلم ل‬ ‫تت وعتن الحستن قال‪ (( :‬مو ُت‬ ‫يستدُّها شيتء متا طرد الليتل والنهار )) رواه ابتن عبتد البر فتي‬ ‫جامع بيان العلم وفضله (‪.)1/595‬‬ ‫ت الَّرجتل‬ ‫تت وعتن أيُّوب ال ّت‬ ‫سختياني قال‪ (( :‬إن َّته ليَبلُغن ِتي مو ُت‬ ‫سنَّة‪ ،‬فكأن َّتما ستقط عضوٌ متن أعضائي )) رواه أبتو‬ ‫متن أهتل ال ُّت‬ ‫نعيم في الحلية (‪.)3/9‬‬ ‫ت وقال ابن القيم في مفتاح دار السعادة (ص‪ ...(( :)74:‬ل َ َّ‬ ‫ما‬ ‫ست كالبهائم‪ ،‬بتل‬ ‫كان صتل ُ‬ ‫ح الوجود بالعلماء‪ ،‬ولولهتم كان النا ُ‬ ‫ت العالِم مصتتيبة ل يجبرهتتا إل َّ خلف غيرِه‬ ‫أستتوأ حالً‪ ،‬كان مو ُت‬ ‫له‪ ،‬وأيضا ً فإ ّتتتَ‬ ‫ن العلماءَ هتتتم الذيتتتن يستتتوسون العباد َ والبلد‬ ‫ه‬ ‫والممالك‪ ،‬فموت ُتتتهم فستتتاد ٌ لنظام العالَم‪ ،‬ولهذا ل يزال الل ُ تت‬ ‫دّين منهم خالفا ً عن سالف يحف ُ‬ ‫ظ بهم دين َه‬ ‫س في هذا ال ِ‬ ‫يغر ُ‬ ‫وكتاب َه وعبادَه‪ ،‬وتأ َّ‬ ‫مل إذا كان في الوجود رج ٌ‬ ‫ل قد فاق العالَم‬ ‫فتتتي الغنتتتى والكرم‪ ،‬وحاجتهتتتم إلى متتتا عنده شديدة‪ ،‬وهتتتو‬ ‫ن إليهتتم بك ِّ‬ ‫ل ممكتتن ثتتم مات‪ ،‬وانقطعتتت عنهتتم تلك‬ ‫محستت ٌ‬ ‫م مصيبة من موت مثل هذا بكثير‪،‬‬ ‫ت العالِم أعظ ُ‬ ‫المادة‪ ،‬فمو ُ‬ ‫م وخلئق ))‪.‬‬ ‫ومثل هذا يموت بموته أم ٌ‬ ‫وقبتتل ذلك كل ِّه متتا قاله الصتتادق المصتتدوق صتتلوات الله‬ ‫وستلمه وبركاتته عليته‪ ،‬فتي الحديتث المتفتق على صت َّ‬ ‫حته عتن‬ ‫عبتد الله بتن عمرو بتن العاص رضتي الله عنهمتا قال‪ :‬ستمعت‬ ‫نت الله ل يقبتض العلم انتزاعا ً ينتزعته‬ ‫رستول الله‬ ‫يقول‪ (( :‬إ ّ‬ ‫من العباد‪ ،‬ولكن يَقبض العلم بقبض العلماء‪ ،‬حتى إذا لَم ي ُبق‬ ‫سئلوا فأفتوا بغيتتر علم‪،‬‬ ‫س رؤوستتا ً ُ‬ ‫جهَّالً‪ ،‬ف ُتت‬ ‫عالِما ً ات ّتتَخذ النا ُتت‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فضل ّوا وأَضل ّوا ))‪ ،‬وهذا لفظ البخاري (‪.)100‬‬ ‫ول ش ّتتتَ‬ ‫ك أ ّتتتَ‬ ‫ة‬ ‫ن وجود َ العالِم المحقّتتتِق بيتتتن الناس غنيم ٌ‬ ‫مه‪ ،‬فإذا‬ ‫عظيم ٌ‬ ‫ة‪ ،‬يستتفيدون متن ن ُتصحه‪ ،‬ويستتضيئون بنورِ عل ِت‬ ‫فقدوه شعروا بالفراغ الواسع‪.‬‬ ‫وفتتي هذا المعنتتى قال الشاعتتر محمتتد بتتن عبتتد الله بتتن‬ ‫عثيمين المتوفى سنة ‪1363‬هت في رثاء الشيخ سعد ابن حمد‬ ‫بن عتيق المتوفى سنة ‪1349‬هت‪:‬‬ ‫ح كنّا نستتضىءُ بتتها‬ ‫َ‬ ‫ت مصابيت ُ‬ ‫خب َ ْ‬ ‫م الُّزهُتُر‬ ‫ت للمغيب الن ُ‬ ‫وطوّ َ‬ ‫جتت ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت‬ ‫ت غُْرب َ ُ‬ ‫ة السلم وانكسف ْ‬ ‫واستحكم ْ‬

‫س العلوم ِ التي يُهدى بها الب َ َ‬ ‫شُر‬ ‫شم ُ‬

‫قبه‪:‬‬ ‫ع ِ‬ ‫وأ َّ‬ ‫ما عقِبه فله خمسة من البنين‪ ،‬وثلث من البنات‪.‬‬

‫وبنوه هم‪ :‬عبد الله‪ ،‬وعبد الرحمن‪ ،‬وإبراهيم‪ ،‬وعبد العزيز‪،‬‬ ‫وعبد الرحيم‪.‬‬ ‫ما‬ ‫وأذكتر أن َّته جرى حديتث معته فتي تستمية الولد‪ ،‬فكان ِ‬ ‫م َّت‬ ‫س َّ‬ ‫ة متن أولدي معبَّديتن لستماء الله التتي‬ ‫ت ثلث ً‬ ‫قال‪ :‬إنَّن ِتي َت‬ ‫مي ُ‬ ‫في البسملة‪ ،‬وهم عبد الله‪ ،‬وعبد الرحمن‪ ،‬وعبد الرحيم‪.‬‬ ‫ل الل ه عَّز وج َّ‬ ‫أستتتأ ُ‬ ‫ح عَقِب َتتته‪ ،‬وأن ي ُتتتصلح أبناءَ‬ ‫ل أن ي ُتتتصل َ‬ ‫َ تت‬ ‫المسلمين‪ ،‬وأن يُوفِّقنا جميعا ً لِما فيه رضاه‪.‬‬ ‫ثامناً‪ :‬وصايا ومقترحات‬

‫ة العلم بهذه المناستبة أن يحرصتوا‬ ‫م متا أوصتي بته طلب َ‬ ‫أه ُّت‬ ‫على الشتغال بالعلم‪ ،‬والستتتفادة متتن أهله الذيتتن هتتم على‬ ‫قيتتد الحياة‪ ،‬فيغتنموا فرصتتة وجودهتتم بينهتتم‪ ،‬ويأخذوا عنهتتم‬ ‫م‪ ،‬ويرجعوا إليهم في معرفة ما يشكل‪ ،‬وأن يعتنوا باقتناء‬ ‫العل َ‬

‫دّميتن‬ ‫سنَّة المحقِّقيتن متن المتق ِ‬ ‫الكتتب النافعتة لعلماء أهتل ال ُّت‬ ‫خريتتن‪ ،‬وأُوصتتيهم بالعنايتتة بالمذاكرة بينهتتم فتتي العلم‪،‬‬ ‫والمتأ ِّ‬ ‫وشغتل أوقاتهتم بالقراءة فتي الكتتب النافعتة‪ ،‬والشتغال بمتا‬ ‫يعود عليهم نفعه في الدنيا والخرة‪.‬‬ ‫أ َّ‬ ‫ما بالنسبة لما خلفه الشيخ ت رحمه الله ت من آثار‪ ،‬فأقترح‬ ‫ض طل ّتَبه الذيتتن على علمت ٍ بمؤلفاتتته والشرطتتة‬ ‫أن يقوم بع ُت‬

‫جلت فيهتا دروسته ومحاضراتته بكتابتة فهرس شامتل‬ ‫س ِّ‬ ‫التتي ُت‬ ‫علمت ٍ بهتا‪،‬‬ ‫ة العلم على ِ‬ ‫لتلك المؤلفات والشرطتة؛ ليكون طلب ُ‬ ‫فيحرصتتوا على اقتناء متتا أمكنهتتم اقتناؤه منهتتا‪ ،‬ثتتم العنايتتة‬ ‫من يقوم‬ ‫بتفريغ ما لَم يُفَّرغ من تلك الشرطة‪ ،‬والسعي لدى َ‬ ‫ة العلم على إحاطة بما خلفه هذا العالِم‬ ‫بطباعتها‪ ،‬ليكون طلب ُ‬ ‫الكبير من آثار‪ ،‬فيقتنوها ويستفيدوا منها‪.‬‬ ‫م أقول‪ :‬إ ّ تَ‬ ‫ث ّ تَ‬ ‫ن الشيتتخ ت ت رحمتته الله ت ت متتن العلماء الذيتتن‬

‫اجتهدوا وحرصتتوا على اتِّباع الدَّليتتل متتن الكتاب وال ّتُ‬ ‫سنَّة‪ ،‬وله‬ ‫عنايتة فتي التحقيتق فتي المستائل والستتدلل عليهتا بالكتاب‬ ‫وال ّتتتُ‬ ‫سنَّة والجماع والمعقول‪ ،‬حيتتتث يذكتتتر الدلَّة إجمال ً ث ّتتتَ‬ ‫م‬

‫م ّ تَ‬ ‫من ُرزق فقها ً فتتي‬ ‫ه الستتتدلل‪ ،‬وهتتو ِ‬ ‫يف ّ تِ‬ ‫صلها‪ ،‬وي ُ تبيِّن وج َ ت‬ ‫الدِّيتن‪ ،‬وعنايتة فتي فقته الشريعتة أصتول ً وفروعاً‪ ،‬وهتو كغيره‬ ‫يخطئ ويُصيب‪ ،‬وك ٌّ‬ ‫ل يؤخذ من قوله ويُرد ُّ إل َّ رسول الله ‪.‬‬ ‫ب على‬ ‫ن الصتوا َ‬ ‫وله آراء فتي مستائل يستيرة‪ ،‬يرى غيُره أ َّت‬ ‫ن ك َّ‬ ‫ل‬ ‫خلف متا قال‪ ،‬وقتد يكون هتو المصتيب‪ ،‬ومتن المعلوم أ َّت‬ ‫قّتتت ل يعدم الحصتتتول على أجرٍ أو‬ ‫مجتهتتتد للوصتتتول إلى الح ِ‬ ‫أجَرين‪ ،‬على أجرين إن أصاب‪ ،‬وأجرٍ واحد إن أخطأ؛ لقوله‬ ‫في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عمرو ابن العاص‬ ‫م‬ ‫ت رستتول الله‬ ‫يقول‪ (( :‬إذا حكتتم الحاك ُتت‬ ‫قال‪ :‬ستتمع ُ‬ ‫مّت أصتاب فله أجران‪ ،‬وإذا حكتم فاجتهتد ث َ‬ ‫فاجتهد َ ث َ‬ ‫مّت أخطتأ فله‬ ‫أجٌر ))‪ ،‬وهذا لفظ البخاري (‪.)7352‬‬

‫فقتد قستم النَّب ِت ُّ‬ ‫الحكَّام فتي هذا الحديتث إلى قستمين‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ئ‪ ،‬فد َّ‬ ‫ل على أ ّتتَ‬ ‫ن الحقّتتَ ي ُتتصيبه متتن ي ُتتصيبه‪،‬‬ ‫مصتتيب ومخط ٌ‬ ‫ويخطئه من يخطئه‪ ،‬وأن َّته ليتس ك ُّ‬ ‫ل مجتهدٍ فتي اختلف التضادِّ‬ ‫َت‬ ‫مصتيبا ً حق ًّتا‪ ،‬وإن َّتما ك ّ‬ ‫ب أجراً‪ ،‬متع تفاوت ِتهم فتي‬ ‫ل مجتهتد مصتي ٌ‬ ‫الجر كما هو واضح من هذا الحديث‪.‬‬ ‫ل أ َّ‬ ‫والحاص ُ‬ ‫ن الشي َ‬ ‫مه غزيٌر‪،‬‬ ‫م كبيٌر‪ ،‬وعل ُ‬ ‫خ ت رحمه الله ت عال ِ ٌ‬ ‫وصتتتوابُه كثيتتتر‪ ،‬ونفعُتتته عميتتتم‪ ،‬فأوصتتتي بالهتمام بآثاره‬ ‫والستفادة منها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫م‬ ‫وختاما فقتد ورد فتي صتحيح مستلم (‪ )920‬متن حديتث أ ّت ِ‬ ‫سلمة رضي الله عنها أ َّ‬ ‫ن النَّب ِ َّ‬ ‫دعا لبي سلمة عند موت ِه‬ ‫ي‬ ‫فقال‪ (( :‬اللَّه َ‬ ‫مّت اغفتر لبتي ستلمة‪ ،‬وارفتع درجت َته فتي المهدي ّ ِتين‪،‬‬ ‫واخلفه في عقِبِه في الغابرين‪ ،‬واغفر لنا وله يا ر َّ‬ ‫ب العالَمين‪،‬‬ ‫سح له في قبره‪ ،‬ونوِّر له فيه ))‪.‬‬ ‫واف َ‬ ‫َ‬ ‫م اغفتر للشيتخ محمتد بتن ع ُثيميتن‪ ،‬وارفتع‬ ‫وأنتا أقول‪ :‬الل ّه َّت‬ ‫قب ِته فتي الغابريتن‪ ،‬واغفتر‬ ‫درجت َته فتي المهدي ّ ِتين‪ ،‬واخلفته فتي ع ِ‬ ‫لنا وله يا ر َّ‬ ‫سح له في قبره‪ ،‬ونوِّر له فيه‪.‬‬ ‫ب العالَمين‪ ،‬واف َ‬ ‫وأسأ ُ‬ ‫ه أن يُوفِّقنا جميعا ً لتحصيل العلم ِ النافع‪ ،‬والعمل‬ ‫ل الل َ‬ ‫الصالِح‪ ،‬إنَّه سميعٌ‪.‬‬ ‫وصتتلَّى الله وستتلَّم وبارك على عبده ورستتوله نبي ّ تِنا مح َّ‬ ‫مدٍ‬ ‫وعلى آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬

‫***‬

Related Documents