Tarjamat Ibn Baz Abdelmuhsin Elabbad

  • November 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Tarjamat Ibn Baz Abdelmuhsin Elabbad as PDF for free.

More details

  • Words: 6,196
  • Pages: 22
‫الشيخ عبد العزيز بن‬ ‫باز رحمه الله‬ ‫نموذج من الرعيل‬ ‫الول‬

‫محاضرة ألقاها‬

‫عبد المحسن بن حمد‬ ‫العباد البدر‬

‫في الجامعة السلمية‬

‫ب إلييه‪ ،‬ونعوذُ‬ ‫الحمد ُ لله نحمدُه ونسيتعينُه‪ ،‬ونسيتغفُره ونتو ُي‬ ‫ه فل‬ ‫بالله ميين شرور أنفسيينا وسيييِّئات أعمالنييا‪ ،‬ميين يهد ِ الل ُيي‬ ‫مض َّ‬ ‫ه‬ ‫ل له‪ ،‬وميين يُضلل فل هاديييَ له‪ ،‬وأشهد ُ أن ل إله إل ّ الل ُيي‬ ‫ُ‬ ‫وحده ل شري َ ي‬ ‫مدا ً عبدُه ورسييولُه‪ ،‬وخليلُه‬ ‫ك له‪ ،‬وأشهد ُ أ ّ ي‬ ‫ن مح ّ‬ ‫ساعة بشيراً‬ ‫وخيرت ُيه مين َ‬ ‫ه الل ُهي تعالى بيين يدي ال ّي‬ ‫خلْقِيه‪ ،‬أرسيل ُ‬ ‫ونذيراً‪ ،‬وداعيا ً إلى الله بإذنييه وسييراجا ً منيراً‪ ،‬فد َّ‬ ‫ه على‬ ‫لأ ّ‬ ‫مت َيي ُ‬ ‫م ص ِّ‬ ‫ل خير‪ ،‬وحذ ّرها من ك ِّ‬ ‫ك ِّ‬ ‫ل وسل ِّم وبارك عليه‪،‬‬ ‫ل شّر‪ ،‬الله ّ‬ ‫وعلى آله وأصيحابه‪ ،‬ومين سيل َ‬ ‫ه واهتدى بهدييه إلى يوم‬ ‫ك سيبيل َ ُ‬ ‫الدِّين‪.‬‬

‫ما بعدُ‪:‬‬ ‫أ ّ‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ّ‬ ‫ص‬ ‫أي ّ يُها الخوةُ‪ ،‬إ ّ ي‬ ‫ن حديثييي معكييم هذه الليلة فييي شخ ٍ ي‬ ‫عرف ُهي الخا ُ‬ ‫مها وكافُرهيا‪ ،‬رج ٌ‬ ‫ل يي‬ ‫صّي والعا ُّي‬ ‫ه الدُّنييا مسيل ُ‬ ‫م‪ ،‬عرفت ْي ُ‬ ‫ب ي أكبُر شخصيّةٍ علميّةٍ في هذا العصر‪ ،‬يذكّرنا بما‬ ‫فيما أحس ُ‬ ‫مة ميين العلماء العاملييين والهداة‬ ‫كان عليييه سييل ُ‬ ‫ف هذه ال ّيي‬ ‫المصييييلحين ميييين غزارة علم‪ ،‬وكرم أخلق‪ ،‬وسييييعة اطّلع‪،‬‬ ‫وعموم نفع ونصح للسلم والمسلمين‪ ،‬وهو بح قّ نموذج من‬ ‫الّرعيل الوّل‪.‬‬ ‫ة المام العَل ّمة‪ ،‬المحدِّث الفقيه‪ ،‬شيخ السلم‪،‬‬ ‫وهو سماح ُ‬ ‫دّد القرن الخامس عشر‪ ،‬ال ّ‬ ‫شيخ عبد العزيز‬ ‫ومفتي النام‪ ،‬مج ِ‬ ‫ه وغفَر له‪ ،‬ولن آتي بشيءٍ جديدٍ‬ ‫بن عبد الله بن باز‪ ،‬رحمه الل ُ‬ ‫‪1‬‬

‫سادس ميين شهيير صييفر عام‬ ‫() هييي محاضرة ألقيييت ليلة الجمعيية ال ّيي‬ ‫‪1420‬هي في مسجد الجامعة السلميّة بالمدينة المنوّرة‪ ،‬وقد فُّرغت من‬ ‫ُ‬ ‫ض التّعديلت‪.‬‬ ‫شريط التّسجيل وأدخل عليها بع ُ‬

‫ص‬ ‫س‪ ،‬فموضوعييُ الحديييث معرو ٌيي‬ ‫ل يعرفُييه النّا ُيي‬ ‫ف لدى الخا ّييِ‬ ‫ُ‬ ‫دّلء‪ ،‬وأن أذكَُر شيئاً‬ ‫ي بدَلْوي مع ال ِ‬ ‫والعا ّ‬ ‫مِ‪ ،‬ولكن أحبب ُ‬ ‫ت أن أدْل ِ َ‬ ‫ت عين‬ ‫ما يتعل ّيقُ بهذا الّر ُي‬ ‫جل العظييم‪ ،‬ولكيي تكون المعلوما ُي‬ ‫م ّي‬ ‫ط‬ ‫جل العظييم محصيورةً فأنيا أوجُزهيا فيي عشير نقا ٍي‬ ‫هذا الّر ُي‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫أوّلً‪ :‬نسبُه‪ ،‬وولدتُه‪ ،‬ونشأتُه‪.‬‬ ‫خه وتلميذ ُه‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬شيو ُ‬ ‫ثالثاً‪ :‬أعمالُه التي تولّها‪.‬‬ ‫مه‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬عل ُ‬ ‫م نفعِه‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬عمو ُ‬ ‫سادساً‪ :‬عبادتُه‪.‬‬ ‫سابعاً‪ :‬مؤلّفاتُه‪.‬‬

‫ة به‪.‬‬ ‫ص ُ‬ ‫ثامناً‪ :‬صلتي الخا ّ‬ ‫ه‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫خلَفَ ُ‬ ‫ه‪ ،‬و َ‬ ‫تاسعاً‪ :‬وفاتُه‪ ،‬وعَقِب ُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫ت ومقترحا ٌ‬ ‫عاشراً‪ :‬أمنيّا ٌ‬ ‫هذه هي النِّقا ُ‬ ‫م عن هذا الّرجل‬ ‫ط التي سيدوُر حولها الكل ُ‬ ‫المام العظيم رحمه الله‪.‬‬ ‫ولً‪ :‬أقو ُ‬ ‫ت ـ‪:‬‬ ‫ل ـ كما أسلف ُ‬ ‫أ ّ‬ ‫ه‪ ،‬شي ُي‬ ‫خ السيلم‪ ،‬مفتيي‬ ‫دّ ُي‬ ‫م العلّم ُ‬ ‫ة‪ ،‬المح ِ‬ ‫هيو الما ُي‬ ‫ث الفقي ُي‬ ‫شي ُ‬ ‫دّد ُ القرن الخامس عشر‪ ،‬ال ّ‬ ‫خ عبد ُ العزيز بن عبد‬ ‫النام‪ ،‬مج ِ‬

‫مد بن عبد الله آل باز‪.‬‬ ‫الله بن عبد الّرحمن بن مح ّ‬ ‫وُلد فيي مدينية الّرياض فيي اليوم الثّانيي عشير مين ال ّ‬ ‫شهير‬ ‫الثّاني عشر من عام ثلثين بعد الثّلثمائة واللف‪.‬‬ ‫ونشأ َ فيي أسيرةٍ كريمةٍ فيهيا أه ُ‬ ‫ل‪ ،‬وكان رحميه‬ ‫ل علمي ٍ وفض ٍ‬ ‫ص على تحصيييل العلم‪،‬‬ ‫الله منييذ نشأتييه ذا ه ّ‬ ‫مةٍ عاليةٍ‪ ،‬وحر ٍيي‬ ‫ه‬ ‫جدٍّ فيييه‪ ،‬وقييد حفييظ القرآ َي‬ ‫ن قبييل البلوغ‪ ،‬وكان رحمييه الل ُي‬ ‫و ِ‬

‫ض فييي ال ّ يَ‬ ‫بصيييراً‪ ،‬وحص ي َ‬ ‫سادسة عشرة ميين‬ ‫سنَة ال ّ ي‬ ‫ل له مر ٌ ي‬ ‫ف حت ّى انتهى تماماً‬ ‫ف فيها بصُره‪ ،‬وأخذ َ في ال َّ‬ ‫مرِه‪ ،‬ضع َ‬ ‫ضع ْ ِ‬ ‫عُ ُ‬ ‫ن الله عّز وج ّ‬ ‫ه بصييرة ً فيي‬ ‫ل عوّض ُي‬ ‫ن العشريين‪ ،‬ولك ّي‬ ‫فيي سي ِ ّ‬ ‫جدٍّ واجتهادٍ فيي‬ ‫ل‪ ،‬و ِ‬ ‫قلب ِيه‪ ،‬ونُورا ً وإيماناً‪ ،‬فنشيأ على علمي ٍ وفض ٍ‬ ‫ن مبكِّرةٍ رحمه الله‪.‬‬ ‫تحصيل العلم‪ ،‬حتّى نبغَ في س ٍ ّ‬ ‫م فمنهم‬ ‫ما شيو ُ‬ ‫خه الذين أخذَ عنهم العل َ‬ ‫ثانياً‪ :‬أ ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫مد بين عبيد اللّطييف بين عبيد الّرحمين بين حسين‬ ‫شي ُخي مح ّي‬ ‫بن ال ّ‬ ‫ة الله على الجميع‪.‬‬ ‫مد بن عبد الوهّاب رحم ُ‬ ‫شيخ مح ّ‬ ‫وال ّ‬ ‫شي ُخي صيالح بين عبيد العزييز بين عبيد الّرحمين ابين حسين‬ ‫قاضي الّرياض‪.‬‬ ‫شي ُ‬ ‫وال ّ‬ ‫مد بن ع َتيق قاضي الّرياض‪.‬‬ ‫خ سعد بن َ‬ ‫ح َ‬

‫شي ُ‬ ‫وال ّ‬ ‫مد بن فارس وكيل بيت المال‪.‬‬ ‫خ َ‬ ‫ح َ‬ ‫شي ُي‬ ‫وال ّ‬ ‫م التّجوييد فيي‬ ‫خ سيعد وَقّاص البخاري ُّي أخيذ عنيه عل َي‬ ‫س وخمسين وثلثمائة وألف‪.‬‬ ‫مكّة المكّرمة في سنة خم ٍ‬

‫ن‬ ‫ما شي ُيي‬ ‫أ ّيي‬ ‫خه الذي تتلمذ َ عليييه كثيراً‪ ،‬والذي لزمييه سييني َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫مد بيين‬ ‫مه‪ ،‬فهييو سييماح ُ‬ ‫طويل ً‬ ‫ة‪ ،‬واسييتفاد َ ميين عل ِ ي‬ ‫شيييخ مح ّ ي‬ ‫إبراهيم بن عبد اللّطيف بن عبد الّرحمن ابن حسن بن ال ّ‬ ‫شيخ‬

‫ة الله على الجميييع‪ ،‬فقييد‬ ‫مد بيين عبييد الوهّاب رحم ُ‬ ‫المام مح ّ ي‬ ‫م الكثيرةَ المتنوّعة‪ ،‬واستفاد َ من علمه كثيراً‪،‬‬ ‫س عليه العلو َ‬ ‫دََر َ‬ ‫وكان رحمييه الل ه ي ُج ُّ‬ ‫ه‪ ،‬ويثنييي عليييه‪ ،‬ويدع ُييو له كثيراً‪،‬‬ ‫ل شي َ‬ ‫خ ُي‬ ‫ُي ِ‬ ‫ة الله على الجميع‪ ،‬فهؤلء هم أبرُز شيوخه‪.‬‬ ‫رحم ُ‬ ‫ما تلميذُه‪:‬‬ ‫أ ّ‬

‫ب عد ُّهم‪ ،‬وأستطيعُ أن أقو َ‬ ‫ة‬ ‫ن الغالبي ّ َ‬ ‫ل‪ :‬إ ّ‬ ‫فهم كثيرون يصع ُ‬ ‫العظمييييى ميييين القُضاة وأسيييياتذة الجامعات فييييي الكليّات‬ ‫ال ّ‬ ‫شرعيّة‪ ،‬وكذلك في كثيرٍ من المعاهد والمدارس هم تلميذ ُه‬ ‫ج‬ ‫ن الفوا َييي‬ ‫أو تلميذ ُ تلميذِه‪ ،‬أو تلميذ ُ تلميذ ِ تلميذِه‪ ،‬بيييل إ ّييي‬

‫جوا من كلي ّة ال ّ‬ ‫شريعة في الّرياض‪،‬‬ ‫الخمس َ‬ ‫ة الُولى الذين تخّر ُ‬ ‫وهيم الفو ُجي الوّ ُ‬ ‫ل الذي تخّرج فيي عام سيتّةٍ وسيبعين وثلثمائة‬ ‫ج الذي تخّرج‬ ‫ج التيي تلتهُيم‪ ،‬وآخُرهيا الفو ُي‬ ‫وألف‪ ،‬وكذلك الفوا ُي‬ ‫ه‬ ‫سن َ ُ‬ ‫سينة ثمانيين وثلثمائة وألف‪ ،‬وهيي ال َّي‬ ‫ة التيي تسيبقُ انتقال َي ُ‬ ‫س فيي كلي ّية ال ّ‬ ‫شريعية‪،‬‬ ‫إلى الجامعية السيلميّة حييث كان يدّرِي ُ‬ ‫ة هيييم تلميذ ُه مباشرةً‪ ،‬أخذ ُوا عنيييه‬ ‫ج الخمسييي ُ‬ ‫فهذه الفوا ُييي‬ ‫مباشرةً‪ ،‬وأوّ ُ‬ ‫م هو الذي تخّرج في‬ ‫ل فو ٍج تخّر َ‬ ‫ج وأخذ َ عنه العل َ‬ ‫ما‬ ‫عام ستّةٍ وسبعين وثلثمائة وألف‪ ،‬ومن حين تخّر ُ‬ ‫جوا وهم إ ّ‬ ‫ما فيي قضاءٍ‪ ،‬ومين أخذ َ عين هؤلء المدّرسيين‬ ‫فيي تدري سٍي وإ ّي‬ ‫هيم تلميذ ُ تلميذِه‪ ،‬وكذلك ال ّ‬ ‫ني فيي الفواج الربعية الخرى‪.‬‬ ‫شأ ُ‬ ‫وهكذا فيكون الكثيُر ميين القُضاة والمدّرِييسين فييي الجامعات‬ ‫وفيي غيرهيا فيي العلوم ال ّ‬ ‫ما مين‬ ‫ت يي إ ّي‬ ‫شرعي ّية هيم يي كميا قل ُي‬ ‫تلميذِه‪ ،‬أو تلميذِ تلميذِه‪ ،‬أو تلميذِ تلميذ ِ تلميذِه‪.‬‬ ‫ل عَل َ َّ‬ ‫وقد كان من فضل الله عّز وج ّ‬ ‫ت من تلميذه‬ ‫ي أن كن ُ‬ ‫الذيين هيم فيي الفوج الّرابيع مين الفواج الخمسية الذيين أخذ ُوا‬ ‫عن ال ّ‬ ‫شيخ رحمه الله وغفَر له‪.‬‬ ‫س فيي‬ ‫وبعيد انتقاله مين المدينية إلى الّرياض كان له درو ٌي‬ ‫جاميع المام تركيي بين عبيد الله‪ ،‬وفيي أحيد المسياجد القريبية‬ ‫من منزله‪ ،‬وأخذ عنه العلم فيها كثيرون من أساتذة الجامعات‬ ‫م‪.‬‬ ‫وغيرهم‪ ،‬فهؤلء أيضا ً من تلميذه الذين أخذ ُوا عنه العل َ‬ ‫ثالثاً‪ :‬العما ُ‬ ‫ل التي تولّها‬ ‫أوّ ُ‬ ‫خْر ِيج‪ ،‬وكان ذلك فييي‬ ‫ل أ ُ يسند إليييه القضاءُ فييي ال َ‬ ‫ل عم ٍ‬ ‫ف‪،‬‬ ‫جمادى الخرة من عام سبعةٍ وخمسين وثلثمائة وأل ٍ‬ ‫شهر ُ‬ ‫سابعة والعشرييين ميين عمره رحمييه الله‪،‬‬ ‫أي وهييو فييي ال ّيي‬

‫ج إلى نهايية عام واحد ٍ وسيبعين‬ ‫واسيتمّر فيي القضاء فيي ال َ‬ ‫خْر ِي‬ ‫ف‪.‬‬ ‫وثلثمائة وأل ٍ‬

‫م بعد ذلك انتق َ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ث ّ‬ ‫ل إلى التّدريس في معهد الّرياض العلم ّ‬ ‫وكذلك في كليّة ال ّ‬ ‫شريعة بعد إنشائها‪ ،‬واستمّر في هذا العمل‬ ‫ة‬ ‫ف حيييث فُتحييت الجامع ُ‬ ‫إلى نهاييية عام ثمانييين وثلثمائة وأل ٍ ي‬ ‫ة فييي أوّل عام واحد ٍ وثمانييين وثلثمائة وألف‪ ،‬وكان‬ ‫السييلمي ّ ُ‬ ‫مفتيي‬ ‫هيو المباشُر لنشائهيا وتأسييسها نائبا ً لرئيسيها سيماحة ال ُ‬ ‫ال ّ‬ ‫مد بن إبراهيم رحمه الله‪.‬‬ ‫شيخ مح ّ‬ ‫واستمّر في الجامعة من العاشر من شهر ربيع الوّل من‬ ‫ف إلى الّرابيع عشير مين شهير‬ ‫سينة واحد ٍ وثمانيين وثلثمائة وأل ٍي‬ ‫ث‬ ‫ف‪ ،‬أي أن ّه مك َ‬ ‫س وتسعين وثلثمائة وأل ٍ‬ ‫شوّال من سنة خم ٍ‬ ‫ة عشَر عاماً‪.‬‬ ‫فيها خمس َ‬ ‫م انتق َ‬ ‫ل إلى رئاسيييية إدارة البحوث العلمي ّيييية والفتاء‬ ‫ث ّيييي‬ ‫والدّعوة والرشاد واسيييتمّر فيهيييا‪ ،‬وفيييي عام أربعييية عشييير‬ ‫ما ً للملكيية‪ ،‬ورئيسييا ً لهيئة‬ ‫وأربعمائة بعييد اللف عُي ّي ِين مفتيا ً عا ّ‬ ‫كبار العلماء وإدارة البحوث العلميّة والفتاء‪.‬‬ ‫وبالضافية إلى ذلك كان يقو ُمي برئاسية المجلس التّأسييسي‬ ‫لرابطيية العالَم السييلمي‪ ،‬ورئاسيية المجلس العلى العالمييي‬ ‫للمسياجد‪ ،‬ويقو ُمي أيضا ً برئاسية المجميع الفقهيي التّابيع لرابطية‬ ‫العالَم السيلمي‪ ،‬وأيضا ً بعيد انتقاله عين الجامعية صياَر عضواً‬ ‫م الحرمييين‬ ‫سها العلى خاد ُيي‬ ‫فييي مجلسييها العلى‪ ،‬وكان رئي ُيي‬ ‫ال ّ‬ ‫ب‬ ‫جل َيسات يُني ُي‬ ‫ب عين ال َ‬ ‫ه‪ ،‬وكان إذا غا َي‬ ‫ه الل ُي‬ ‫شريفيين حفظ ُي‬ ‫ة ال ّ‬ ‫شيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله‪.‬‬ ‫سماح َ‬ ‫مه‬ ‫رابعاً‪ :‬عل ُ‬

‫ص والعا ُّ‬ ‫ف ذلك الخا ُّ‬ ‫م‪،‬‬ ‫كان رحمه الله عالما ً كبيرا ً كما يعر ُ‬ ‫وكان عالما ً ربّانيّاً‪ ،‬وقد نق َ‬ ‫ل الحاف ظُي ابن حجر في فتح الباري‬ ‫ي حت ّيى يكون‬ ‫عين ابين العرابيي أن ّيه قال‪ :‬ل يُقال للعالِم ربّان ّي‬

‫معل ِّماً‪.‬‬ ‫عالِما ً عامل ً ُ‬ ‫م وعام ٌ‬ ‫ة إلى الله‬ ‫م‪ ،‬وداعي ٌ‬ ‫ل ومعل ِّي ٌ‬ ‫وقيد كان كذلك فهيو عال ِي ٌ‬ ‫عّز وج ّ‬ ‫ل على بصيرةٍ رحمه الله‪.‬‬ ‫وكان إماما ً فيي الدِّيين‪ ،‬وقيد قال شي ُي‬ ‫خ السيلم ابين تيميية‪:‬‬ ‫ه عّز وج ّ‬ ‫صبر واليقين تُنا ُ‬ ‫ل‪:‬‬ ‫ل المام ُ‬ ‫ة في الدِّين‪ ،‬قال الل ُ‬ ‫بال ّ‬ ‫‪‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪.‬‬

‫ة بالدّلييل‪،‬‬ ‫وكان رحميه الله عالِما ً بالحدييث والفقيه‪ ،‬له عناي ٌ‬ ‫ص على الُّرجوع إلى الدلّة والتّم ّ يُ‬ ‫ث على‬ ‫سك بهييا‪ ،‬والح ّ ِي‬ ‫وحر ٌ ي‬ ‫سيلوك هذا المسيلك‪ ،‬فكان معنيّا ً بالحدييث‪ ،‬ومعرفية صيحيحه‬ ‫َ‬ ‫م فيه منهم‪ ،‬وكان في فتاواه وفي‬ ‫وضعيفه‪ ،‬ورجاله‪ ،‬ومن يُتكل ّ ُ‬ ‫ث الفلن ُّ‬ ‫ف؛‬ ‫ح‪ ،‬أو ضعي ٌي‬ ‫دروسيه يذكُر ذلك فيقول‪ :‬الحدي ُي‬ ‫ي صيحي ٌ‬ ‫ن في سنده فلناً‪ ،‬أو أن ّه منقط عٌ‪ ،‬أو أن ّه مرس ٌ‬ ‫ل‪ ،‬أو أن ّه كذا‪،‬‬ ‫ل ّ‬ ‫أو أنّه كذا‪.‬‬ ‫وكان معنيّا ً بالفقه رحمه الله‪ ،‬وهو المرج عُ في الفتوى في‬ ‫ت‪ ،‬يرجع ُي‬ ‫داخيل المملكية وخارجهيا‪ ،‬وهيو مفتيي النام كميا ذكر ُي‬ ‫س إليه في مختلف المسائل‪.‬‬ ‫النّا ُ‬ ‫وكان يُعنييييى بذِكْرِ القول أو الحكييييم مقرونا ً بدليله‪ ،‬وبيان‬ ‫ه‪.‬‬ ‫وجهه‪ ،‬سواءً كان من المنقول أو من المعقول‪ ،‬رحمه الل ُ‬ ‫ف‬ ‫ه في تعقّبه على القول الذي يرى أنّه خل ُ‬ ‫وكان رحمه الل ُ‬ ‫صواب في غاية الدب مع أهل العلم‪ ،‬فيقول‪ :‬هذا القو ُ‬ ‫ل فيه‬ ‫ال ّ‬ ‫ب هييو كذا وكذا‪ ،‬وميين يطّلع على حاشيتييه على‬ ‫صوا ُ‬ ‫نظٌر‪ ،‬وال ّ ي‬ ‫فتيح الباري التيي تقيع فيي الثّلثية المجلّدات الُولى يجيد ذلك‬ ‫ب الحاف َ‬ ‫ظ ابن حجرٍ أو من ينقل‬ ‫واضحا ً جليّاً‪ ،‬فإن ّه عندما يتعق ّ ُ‬ ‫عنييه فييي بعييض المسييائل يبدأ ُ بقوله‪ :‬هذا القو ُ‬ ‫ل فيييه نظٌر‪،‬‬ ‫ب هييو كذا وكذا‪ ،‬ويذكُر الدّلي َ‬ ‫ما إذا كان‬ ‫صوا ُ‬ ‫ل على ذلك‪ ،‬أ ّ ي‬ ‫وال ّ ي‬

‫ل سيياقطا ً أو باطل ً ظاهَر البطلن مجانبا ً للحقّيي ومخالفاً‬ ‫القو ُ‬ ‫ِ‬ ‫ل ظاهُر البطلن‪ ،‬أو هذا القو ُ‬ ‫للدّلييييل فإن ّيييه يقول‪ :‬هذا القو ُ‬ ‫ل‬ ‫غيُر صيييحيٍح‪ ،‬أو ل يصييي ُّ‬ ‫ل باط ٌ‬ ‫ح‪ ،‬قو ٌ‬ ‫ل‪ ،‬أو ميييا إلى ذلك مييين‬ ‫العبارات‪.‬‬ ‫وكان رحمييه الله قييد حصيي َ‬ ‫ة‬ ‫ل له سييؤدد ٌ فييي العلم‪ ،‬ومنزل ٌ‬ ‫ة‪ ،‬يشهد ُ بذلك الخا ُ‬ ‫م‪ ،‬ولم يحصيل‬ ‫ة رفيع ٌ‬ ‫ة‪ ،‬ومكان ٌ‬ ‫عالي ٌ‬ ‫صّي والعا ُّي‬ ‫جدِّ‬ ‫هذا ال ُّي‬ ‫صله بال ِّ‬ ‫غ وإخلد ٍ إلى الّراحية‪ ،‬وإن ّيما ح ّي‬ ‫سؤدد مين فرا ٍي‬ ‫ل عام ٌ‬ ‫والجتهاد منييذ نعوميية أظفاره‪ ،‬وهييو رج ٌ‬ ‫مةٍ‬ ‫ل جادٌّ‪ ،‬ذو ه ّ‬ ‫عاليةٍ‪ ،‬وال ّ‬ ‫شاعُر يقول‪:‬‬ ‫س كباراً‬ ‫وإذا كانت النّفو ُ‬ ‫ت في مرادها الجساد ُ‬ ‫تعب ْ‬ ‫جدِّ والجتهاد‪،‬‬ ‫فلم ينييل مييا نال ييي بعييد توفيييق الله ييي إل ّ بال ِّ‬ ‫حة و العافية في‬ ‫صب والمشقّة‪ ،‬وبذل الجهد والص ّ‬ ‫والتّعب والن َّ َ‬ ‫الشتغال بالعلم‪ ،‬و نفع النّاس‪ ،‬رحمه الله‪.‬‬ ‫م‬ ‫ي كما ذكر هُ عنه الما ُ‬ ‫وقد قال يحيى بن أبي كثيرٍ اليَمام ّ‬ ‫م براحة الجسم‪.‬‬ ‫م في صحيحه‪ :‬ل يُستطاع ُ العل ُ‬ ‫مسل ٌ‬ ‫ويقول ال ّ‬ ‫شاعُر‪:‬‬ ‫م‬ ‫لول المشقّ ُ‬ ‫س كلّه ُ‬ ‫ة ساد َ النّا ُ‬ ‫م قتّا ُ‬ ‫ل‬ ‫جود ُ يُفْ ِ‬ ‫ال ُ‬ ‫قُر والقدا ُ‬ ‫جدّا ً فيي جمييع‬ ‫م ِ‬ ‫وقيد كان رحميه الله صيابرا ً محتسيباً‪ ،‬جادّا ً ُ‬ ‫ه عّز وج ّ‬ ‫ل‪ ،‬وكان عامل ً فيي‬ ‫مراحييل حياتييه‪ ،‬إلى أن توفّاهي ُ الل ُي‬ ‫مح ِّ‬ ‫ي‪ ،‬وفيي المسيجد‪ ،‬وفيي الطّرييق‪ ،‬وفيي‬ ‫ل العميل الّرسيم ّ‬

‫ف وقتا ً للّراحية إل ّ ال ّ‬ ‫البييت‪ ،‬ل يعر ُي‬ ‫شييء اليسيير‪ ،‬فباب ُيه مفتو ٌحي‬ ‫رحميييه الله لسيييتقبال النّاس للسيييتفتاء‪ ،‬وطلب ال ّ‬ ‫شفاعييية‬ ‫ج إليهيا‬ ‫مسياعدة والن ُّيصح‪ ،‬وغيير ذلك مين المور التيي يحتا ُي‬ ‫وال ُ‬ ‫س‪.‬‬ ‫النّا ُ‬

‫صي َ‬ ‫ة‬ ‫ة الّرفيع َ‬ ‫ة العالي َ‬ ‫سؤدد َ وهذه المنزل َ‬ ‫ل هذا ال ُّي‬ ‫فهيو إن ّيما ح ّ‬ ‫دّ والجتهاد‪ ،‬وبذل النّفس و النّفيس‪ ،‬رحمه الله وغفَر له‪.‬‬ ‫ج ِ‬ ‫بال ِّ‬ ‫عه‬ ‫م نف ِ‬ ‫خامساً‪ :‬عمو ُ‬

‫حه‪ ،‬وأمرِه‬ ‫مه‪ ،‬وفي ن ُص ِ‬ ‫كان رحمه الله نافعا ً للنّاس في عل ِ‬ ‫مسياعدة‬ ‫بالمعروف ونهي ِيه عين المنكير‪ ،‬والدّعوةِ إلى الخيير‪ ،‬و ُ‬ ‫النّاس بماله وبجاهه‪ ،‬ك ُّ‬ ‫ل ذلك من أوجه عموم نفعه‪.‬‬ ‫ة إلى الله بالحكميية والموعظيية الحسيينة‪ ،‬فييي‬ ‫فهييو داعي ٌ‬ ‫محاضراته وكلماته وكتاباته‪.‬‬ ‫وكان يقوم بتعيييين الدُّعاة فييي خارج المملكيية على نفقيية‬ ‫بعض المحسنين‪.‬‬ ‫ومين عموم نفعيه كثرةُ فتاوييه سيواءً عين طرييق المقابلة‬ ‫والل ِّقاء المباشيير‪ ،‬أو عيين طريييق المهاتفيية‪ ،‬أو عيين طريييق‬ ‫المراسيلة‪ ،‬ك ُّ‬ ‫ل ذلك كان يحصي ُ‬ ‫ل مين سيماحته رحميه الل ُهي فيي‬ ‫نفع النّاس‪.‬‬ ‫وكان رحمه الله عندما يقف على بعض الخطاءِ في بعض‬ ‫صحف أو‬ ‫ه عليهيا بكلما ٍي‬ ‫صحف والمجلّت يُنب ّ ِي ُ‬ ‫ت تنشُر فيي ال ّي‬ ‫ال ّي‬ ‫ة‪.‬‬ ‫في رسائل يكتبُها وتطبعُ مستقل ّ ً‬ ‫سه رحميه الله معمورة ً بالعلم والن ُّيصح والن ّيفع‬ ‫وكانيت مجال ُي‬ ‫س تحضُرهيييا‬ ‫وإفادة النّاس والحسيييان إليهيييم‪ ،‬وهيييي مجال ُ يي‬ ‫ة لن ّييييها معمورةٌ بذِكْرِ الله وبالعلم النّافييييع وبالن ّييييُصح‬ ‫الملئك ُ‬ ‫ه وغفَر له‪.‬‬ ‫وبالنّفع للمسلمين‪ ،‬رحمه الل ُ‬ ‫وكان حريصيا ً على مسياعدة المحتاجيين‪ ،‬وتعميير المسياجد‪،‬‬ ‫ص فيي بيتيه‬ ‫فيي داخيل المملكية وخارجهيا‪ ،‬وفيي مكتبيه الخا ّي‬ ‫ت مختلفةٍ يتلقّون المساعدات‪ ،‬سواءً‬ ‫ص وبجها ٍ‬ ‫سجل ّ ٌ‬ ‫ت بأشخا ٍ‬ ‫كانوا من الفقراء أو من الدُّعاة‪ ،‬في داخل المملكة وخارجها‪.‬‬ ‫ف وكرميٍ‪ ،‬وحسيين ضيافةٍ‪ ،‬فعندمييا‬ ‫وكان رحمييه الله ذا لط ٍي‬

‫ن من بلدٍ غير البلد الذي هو فيه يبادُر إلى‬ ‫ن ويكو ُ‬ ‫يأتيه النسا ُ‬ ‫دعوتييه إلى تناول طعام الغداء أو ال َعشاء‪ ،‬ويسييأ ُ‬ ‫ل عيين حاله‬ ‫مه إذا كانيا موجوديين‪ ،‬أو عين حال بعيض أقاربيه‪،‬‬ ‫وحال أبييه وأ ّ ِي‬ ‫وعن البارزين من أهل العلم في بلده‪ ،‬وهذا من كريم أخلقه‬ ‫ه‪.‬‬ ‫وفضله ونبله رحمه الل ُ‬ ‫جون‪ ،‬ومين جاءَ مسيتفتياً‬ ‫وكان يرتاد ُ منزلَه الفقراءُ والمحتا ُ‬ ‫أو طالبا ً مسييياعدةً‪ ،‬ويشاركُونيييه فيييي طعام الغداء أو العَشاء‬ ‫الذي يهي ّ يأ ك ّ‬ ‫ل يوم على قدرٍ يكفييي لتلك العداد ميين ضيوفييه‬ ‫ه‪.‬‬ ‫رحمه الل ُ‬ ‫ج عام ألف وأربعمائة وتسعة عشر وهو العام الذي‬ ‫وفي ح ّ‬ ‫ج في آخر حياته لمرض نصحه الطبّاء بعدم‬ ‫تخلّف فيه عن الح ّ‬ ‫م بفتيح بيتيه فيي مك ّية‪،‬‬ ‫سفر للح ّي‬ ‫ج مين أجله كلّف مين يقو ُي‬ ‫ال ّي‬ ‫صنِْع الولئم وتقديمها للنّاس الذين اعتادُوا‬ ‫ومخيّمه في منى‪ ،‬و ُ‬ ‫أن يأتُوا إليييه ليسييتفيدوا ميين علمييه‪ ،‬ويشاركوه فييي طعامييه‪،‬‬ ‫وكان يتّص ُ‬ ‫ل بمن كلّفه بذلك بالهاتف للطمئنان على ذلك‪.‬‬ ‫وكان يبذ ُ‬ ‫ه في ال ّ‬ ‫شفاعة للنّاس وفي مساعدتهم في‬ ‫ل جاه َ ُ‬ ‫تحصيل مطالبهم وقضاء حوائجهم‪.‬‬ ‫ج فيي منزله‬ ‫مي إن ّيه كان يتي ّ‬ ‫ث ّ‬ ‫سيُر لي أن أزوره ُي فيي وقيت الح ِ ّي‬ ‫ّ‬ ‫ج‬ ‫وفيي المخي ّيم فيي منيى‪ ،‬وفيي هذه ال َّي‬ ‫سنَة ل ّي‬ ‫ما تخلف عين الح ِ ّي‬ ‫ت إلى مك ّيية ل َيي َّ‬ ‫ما كان فيهييا قبييل ذهابييه إلى الطّائف‬ ‫سييافر ُ‬ ‫بيوميين‪ ،‬وذلك فيي يوم الخمييس الموافيق التّاسيع والعشريين‬ ‫صيصا ً لزيارته‪،‬‬ ‫ض أبنائي خ ِّ‬ ‫من شهر ذي الح ّ‬ ‫جة‪ ،‬ذهب ُ‬ ‫ت أنا وبع ُ‬

‫ول َي َّ‬ ‫سؤال عين‬ ‫ما جئنيا إلييه وسيلّمنا علييه كعادتيه يبادُر إلى ال ُّي‬ ‫ت‬ ‫الحال وعين الوالديين‪ ،‬ويدعُيو إلى تناول طعام الغداء‪ ،‬فقل ُي‬ ‫صيصا ً لزيارتيك‪ ،‬ونتناو ُ‬ ‫م‬ ‫ل طعا َي‬ ‫له‪ :‬إن ّيا قيد جئنيا مين المدينية خ ّ ِي‬

‫الغداء معيك ث ّمي نرجع ُي إلى المدينية‪ ،‬فقال رحميه الله‪ :‬قال الل ُهي‬

‫متزاورين فِ َّ‬ ‫عّز و ج ّ‬ ‫ي ))‪.‬‬ ‫ل‪ (( :‬وجب ْ‬ ‫ت محبّتي للمتحابِّين وال ُ‬ ‫وفييي ذلك اللّقاء كان فييي مجلسييه سييتّون ميين أصييحاب‬ ‫الحاجات‪ ،‬وقيييد ذكَر عددَهُيييم أحد ُ الذيييين كانوا يتولّون قراءةَ‬ ‫ساعة العاشرة‬ ‫المعاملت عليييه‪ ،‬وكان وصييولنا إليييه فييي ال ّيي‬ ‫صييباحاً‪ ،‬ومنييذ ذلك الوقييت إلى أن أذ ّن لصييلة الظ ّ يهر وعنده‬ ‫كاتبان ك ُّ‬ ‫ل واحد ٍ منهمييييا عنده عدد ٌ ميييين المعاملت‪ ،‬يتناوبان‬ ‫القراءة عليه‪ ،‬وإذا حص َ‬ ‫ل اتِّصا ٌ‬ ‫ب‬ ‫ماع َ‬ ‫ة وأجا َ‬ ‫ل بالهاتف رفع ال ّ‬ ‫س ّ‬ ‫على استفتاء من يستفي‪.‬‬ ‫ول َيي َّ‬ ‫ما أُذ ّن لصييلة الظ ّييهر سييأل كييم عدد ُ الذييين بقيييت‬ ‫ه بعييد‬ ‫معاملتهييم؟ قيييل‪ :‬إن ّييه بقييي ثماني ٌ‬ ‫ة‪ ،‬فقال‪ :‬إن شاء الل ُيي‬ ‫صلة رجع َي وأنهيى ميا بقيي‬ ‫صلة ننهيي معاملتهيم‪ ،‬وبعيد ال ّي‬ ‫ال ّي‬ ‫م‬ ‫م الغداء‪ ،‬فقام الجميع ُي لتناول طعا َي‬ ‫سي إلى أن قُدّم طعا ُي‬ ‫وجل َ‬ ‫ن الذيييين يحضُرون‬ ‫م كثيرا ً كعادتيييه ل ّييي‬ ‫الغداء‪ ،‬وكان الطّعا ُييي‬ ‫س في ذلك‬ ‫صحون التي تحلّق عليها النّا ُ‬ ‫كثيرون‪ ،‬وكان عدد ُ ال ّ‬ ‫ه وغفَر له‪.‬‬ ‫اليوم ستّة صحون كبيرة‪ ،‬رحمه الل ُ‬ ‫ولم يكتيف رحميه الله فيي بذله النّفع َي للنّاس وحرصيه على‬ ‫ب كتابا ً لحيد المشاييخ الكبار وذلك فيي اليوم‬ ‫مسياعدتهم فكت َي‬ ‫الثّاميين ميين ال ّ‬ ‫شهيير الثّالث ميين عام ثمانييية عشيير وأربعمائة‬ ‫ل وأنا‬ ‫ن طوي ٍ‬ ‫وألف‪ ،‬قال فييه‪ :‬يسيُّرني أن أخبركم بأن ّيه منيذ زم ٍي‬ ‫م بالعميل على مسياعدة كثيرٍ مين المحتاجيين فيي داخيل‬ ‫قائ ٌي‬ ‫المملكيية وخارجهييا‪ ،‬وتعمييير المسيياجد فييي داخييل المملكيية‬ ‫وخارجهيا‪ ،‬وتعييين الدُّعاة فيي خارج المملكية وذلك على نفقيه‬ ‫خادم الحرميييين ال ّ‬ ‫ي عهده وعدد مييين المراء‬ ‫شريفيييين وول ّييي‬ ‫م لله‪ ،‬و ‪‬‬ ‫وأصحاب الخير والت ُّ ّ‬ ‫م قال بعد ذلك‪ :‬والدّوا ُ‬ ‫جار‪ ،‬ث ّ‬ ‫‪ ‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ث‬ ‫ث بيي حاد ُي‬ ‫‪ ،‬فإذا حد َي‬

‫جو أن تتولّوا هذه العما َ‬ ‫ل‪ ،‬وأن تحتسيبُوا الجَر عنيد‬ ‫الموت أر ُي‬

‫الله عّز وج ّ‬ ‫ل‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬عبادتُه‬

‫كان رحمييه الله عامل ً بعلمييه‪ ،‬وثمرة ُ العلميي ِ العم ُ‬ ‫ل‪ ،‬فكان‬ ‫ذّكْرِ لله عّز وج ّ‬ ‫ج‪،‬‬ ‫كثيَر ال ِ‬ ‫ل‪ ،‬وكثيَر الدُّعاء‪ ،‬وكان ملزما ً للح ِيييييي ّ‬ ‫ما زاَر‬ ‫ج ً‬ ‫ج سيبعا ً وأربعيين ح ّ‬ ‫وقيد ح ّي‬ ‫ت هذا ل ّي‬ ‫ة رحميه الله‪ ،‬عرف ُي‬ ‫سئل‪ ،‬وكان‬ ‫منطق َ‬ ‫ة الباحة في عام ألف وأربعمائة في شعبان ُ‬ ‫سؤال أن ذكَر عمَره ُي وأن ّيه فيي ذلك الوقيت يبلغ ُي‬ ‫مين جواب ال ُّي‬ ‫ح َّ‬ ‫ة‪ ،‬أخيبرني‬ ‫ج ً‬ ‫ج ثمانيا ً وعشريين َ‬ ‫مرِ‪ ،‬وأن ّيه ح ّي‬ ‫ال ّي‬ ‫سبعين مين العُ ُ‬ ‫ج حتّى العام الذي قبل‬ ‫بذلك أحد ُ الحاضرين‪ ،‬وكان مواصل ً للح ّ‬ ‫ن عشيير بعييد الربعمائة‬ ‫م وهييو العا ُ ي‬ ‫العام الذي انصيير َ‬ ‫م الثّام ُ ي‬ ‫ح َّ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ج ً‬ ‫واللف‪ ،‬فيُضا ُ يي‬ ‫ف إلى الثّمان والعشريييين تسيييعَ عشرة َ‬

‫جهييا رحمييه الله سييبعا ً وأربعييين‬ ‫جات التييي ح ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن عدد ُ ال َ‬ ‫فيكو ُ ي‬ ‫ح َّ‬ ‫ة‪.‬‬ ‫ج ً‬ ‫َ‬ ‫م ّييَ‬ ‫م ّييَ‬ ‫ما يد ّ‬ ‫ل على عظييم عنايتييه بالعبادة‬ ‫ت عليييه ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ما وقف ُيي‬ ‫ف في‬ ‫والشتغال بها أن ّه في عام سبعةٍ وتسعين وثلثمائة وأل ٍ‬ ‫ق‬ ‫ت من المدينة إلى مكّة لحاجةٍ تتعل ّ ُ‬ ‫آخر شهر ذي القعدة ذهب ُ‬ ‫ت عنده تلك‬ ‫ت نائب َيه فيي الجامعية السيلميّة‪ ،‬وب ُّي‬ ‫بالعميل إذ كن ُي‬ ‫اللّيلة في منزله‪ ،‬وكان في بيته مكان مستطيل‪ ،‬فكان يمشي‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ن‪ ،‬يريد ُ أن يتحّرك ويقرأ القرآ َييي‬ ‫فييييه ذاهبا ً آيبا ً ويقرأ القرآ َييي‬ ‫الكريم‪.‬‬ ‫ما كان في الجامعة‬ ‫وأيضا ً أذكُر أنّه في سنةٍ من ال ّ‬ ‫سنوات ل ّ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ت معييه إلى المسييجد النّبويييّ بعييد أذان الظ ّييهر‪ ،‬وكن ُيي‬ ‫دخل ُيي‬ ‫ت ركعتيين‪ ،‬ومعلو ٌمي أن ّيه‬ ‫بجواره‪ ،‬فصيلّى أربع َي ركعا ٍي‬ ‫ت وأنيا صيلّي ُ‬ ‫ة عشٌر وأن ّها اثنتا عشرة والكم ُ‬ ‫ل هو اثنتا‬ ‫ن الّراتب َ‬ ‫جاءَ أ ّ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫سن َ‬ ‫تإ ّ‬ ‫ت إل ّييَ‬ ‫ل‬ ‫ت مييا صييلّي َ‬ ‫ي وقال‪ :‬أن َيي‬ ‫ما سييلّم التف َيي‬ ‫عشرة‪ ،‬ول ّيي‬ ‫ن الثنتييي عشرة هييي الكم ُ‬ ‫ل‬ ‫ت‪ :‬نعييم‪ ،‬فقال‪ :‬إ ّي‬ ‫ركعتييين‪ ،‬فقل ُي‬

‫والفض ُ‬ ‫ل‪.‬‬ ‫ل والفض ُ‬ ‫فكان رحمييه الله ملزما ً لمييا هييو الكم ُ‬ ‫ه‬ ‫ل‪ ،‬وينب ّييِ ُ‬ ‫ت النّظَر إلى تحصيل الكمل والفضل رحمه الله‪.‬‬ ‫ويرشد ُ ويلف ُ‬ ‫ما ذهب إلى القصيم في عام خمسةٍ وثمانين‬ ‫وأذكُر أيضا ً ل ّ‬ ‫ت مييع المشايييخ الذييين‬ ‫وثلثمائة وألف ليتزوّج ميين هناك كن ُيي‬ ‫ما كن ّا في أثناء الطّريق في وادٍ من الودية فيه‬ ‫ذهبُوا معه‪ ،‬ول ّ‬ ‫شجٌر‪ ،‬وفييي وسييط النّهار كسييفت ال ّ‬ ‫س فقام فصييلّى بنييا‬ ‫شم ُي‬ ‫صلةَ الكسوف في ذلك الوادي‪ ،‬رحمه الله‪.‬‬ ‫سابعاً‪ :‬مؤلّفاتُه‬ ‫شيييخ رحمييه الله كثيرةٌ‪ ،‬وهييي رسييائ ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ل مفيدةٌ‬ ‫مؤلّفا ُيي‬ ‫ة‪ ،‬وقيد بدىء بجميع هذه الّرسيائل وكذا الفتاوى‪ ،‬وط ُيبع‬ ‫وعظيم ٌ‬ ‫َ‬ ‫ت تتعلّق‬ ‫منهييا حت ّييى الن اثنييا عشيير مجل ّداً‪ ،‬تسييع ُ‬ ‫ة مجلّدا ٍيي‬ ‫د‬ ‫م المجل ّ ُ‬ ‫بالعقيدة والدّعوة إلى الله في موضوعات مختلفة‪ ،‬ث ّ‬ ‫العاشُر والحادي عشير والثّانيي عشير بدىء فيهيا بالفقيه بكتاب‬ ‫صلة‪.‬‬ ‫الطّهارة وإلى نهاية كتاب الجمعة من كتاب ال ّ‬

‫ومن مؤلّفاته‪:‬‬ ‫ضيّة‪.‬‬ ‫ي الفوائد الجليّة في المباحث الفََر ِ‬ ‫ج والعمرة‬ ‫ي وكتاب التّحقيق واليضاح لكثيرٍ من مسائل الح ِ ّ‬ ‫م الن ّيفع‪،‬‬ ‫سنّة‪ ،‬وهيو كتا ٌي‬ ‫والّزيارة على ضوء الكتاب وال ُّي‬ ‫ب عظي ُي‬ ‫ص والعا ُّ‬ ‫م ذلك الخا ُّ‬ ‫م‪ .‬وقد ط ُبع في حياة‬ ‫كثيُر الفائدة كما يعل ُ‬ ‫الملك عبييد العزيييز رحمييه الله‪ ،‬وتوالت طبعات ُ يه حت ّ يى بلغييت‬ ‫المليين من النّسخ‪ ،‬كما ترجم وطبع في لغات مختلفة‪.‬‬ ‫ي ومنها نقد ُ القوميّة العربيّة على ضوء السلم والواقع‪:‬‬ ‫ة‪ ،‬وكث ُير‬ ‫وكان ذلك فيي الّزمين الذي حصيلت فييه هذه الفتن ُ‬ ‫صحف‪ ،‬فكان منيه رحميه الله أن‬ ‫الكل ُمي فيهيا فيي الذاعات وال ّي‬ ‫ألّف كتابا ً عظيما ً نافعا ً فيييي ذلك وطبيييع طبعتيييه الُولى عام‬

‫ن بعض ال ّ‬ ‫شباب في هذا‬ ‫خمسةٍ وثمانين وثلثمائة وألف‪ ،‬مع أ ّ‬ ‫مون فيييي كبار العلماء ويقولون عنهيييم‪ :‬إن ّيييهم ل‬ ‫العصييير يتكل ّ ُ‬ ‫مه‪ (( :‬نقد ُ القومي ّية‬ ‫يفقهون الواقيع‪ ،‬وهذا الكتا ُي‬ ‫ب الذي كتبيه اسي ُ‬ ‫العربي ّية على ضوء السيلم والواقيع ))‪ ،‬وكان ذلك قبيل أن يُولد‬ ‫كثيٌر من هؤلء الذين يقولون‪ :‬إنّهم يعرفُون الواقع‪ ،‬ومن اطّلع‬ ‫ف مييا فيييه ميين الفقييه والفهييم على ضوء الكتاب‬ ‫عليييه عر َيي‬ ‫وال ُّ‬ ‫سنّة والواقع‪.‬‬ ‫صلة‪.‬‬ ‫ي ومنها ثلث رسائل في ال ّ‬ ‫ع‪،‬‬ ‫يي والتّحذيير مين البدع‪ :‬يشتميل على التّحذيير مين أربيع بد ٍي‬ ‫ة الحتفال بالمولد النّبويّ‪ ،‬وليلة الن ّصف من شعبان‪،‬‬ ‫وهي بدع ُ‬ ‫وليلة السيييييراء والمعراج‪ ،‬والّرد ّ على الوصييييياية المناميييييية‬ ‫المزعومة من المدعو أحمد خادم الحجرة النّبويّة‪.‬‬ ‫ة به‬ ‫ص ُ‬ ‫ثامناً‪ :‬صلتي الخا ّ‬

‫شي َي‬ ‫ت ال ّ‬ ‫م فيهيا مين‬ ‫سنَةِ التيي قد َي‬ ‫خ رحميه الله فيي ال َّي‬ ‫عرف ُي‬ ‫خْر ِييج إلى الّرياض؛ لن ّييه قدم فييي أوّل عام اثنييين وسييبعين‬ ‫ال َ‬ ‫ت‬ ‫ت ميين بلدي الُّزلْفِييي بعدمييا أخذ ُيي‬ ‫وثلثمائة وألف‪ ،‬وأنييا جئ ُيي‬ ‫ال ّ‬ ‫ة فييييي عام واحد ٍ وسييييبعين وثلثمائة وألف‪،‬‬ ‫شهادةَ البتدائي َ‬ ‫ت فييييييييييييييييييييييييييييييييييي‬ ‫ودخل ُيييييييييييييييييييييييييييييييييي‬ ‫س‬ ‫معهييييييد الّرياض العلمييييييي‪ ،‬وكان هييييييو بدأ التّدري َيييييي‬ ‫في تلك ال َّ‬ ‫سنا بل يدّرس بعض الفواج‬ ‫سنَة‪ ،‬ولكنّه لم يكن يُدّرِ ُ‬ ‫ت بتدريسييييييييه‬ ‫الذييييييييين قبلنييييييييا‪ ،‬ومييييييييا ظفر ُيييييييي‬ ‫إل ّ في ال َّ‬ ‫سنَةِ الخيرةِ في عام تسعةٍ وسبعين وثلثمائة وألف‪،‬‬ ‫سنَة الّرابعية‬ ‫حي ُي‬ ‫سنَة النِّهائي ّية طلّب ال َّي‬ ‫ث كان مدّرِيسا ً لطلّب ال َّي‬ ‫من كلي ّة ال ّ‬ ‫شريعة‪ ،‬وأوّل رؤيتي إيّاه ولقائي به في عام اثنين‬ ‫وسيييبعين وثلثمائة وألف‪ ،‬وكان فيييي ذلك الوقيييت عدد ٌ مييين‬ ‫المشايييخ الكبار يقومون بإلقاء الدّروس فييي مسييجد ال ّ‬ ‫شيييخ‬

‫مد ابيين إبراهيييم رحمييه الله بييين المغرب والعِشاء‪ ،‬وهييم‬ ‫مح ّ ي‬ ‫شييخ عبيد العزييز بين باز رحميه الله‪ ،‬وال ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫مد الميين‬ ‫شييخ مح ّي‬ ‫شنقيطيي رحميه الله‪ ،‬وال ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫شييخ عبيد الّرحمين الفريقيي رحميه‬ ‫الله‪ ،‬وال ّ‬ ‫د‬ ‫شييخ عبيد الّرّزاق عفيفيي رحميه الله‪ ،‬وكان المسيج ُ‬ ‫يَعُ ُّ‬ ‫ج بطلبة العلم‪ ،‬وأذكر أنّه كان يلقي دروسا ً في التّفسير في‬ ‫سورة مريم‪.‬‬ ‫م كان ات ّيصالي بيه كثيرا ً فيي الفسيح بيين الدّروس وفيي‬ ‫ث ّي‬ ‫ما جاء عام واحييد وثمانييين‬ ‫المسييجد وأزورهيي ُ فييي منزله‪ ،‬ول ّيي‬ ‫ت بحمييد الله ميين الذييين ُر ّ‬ ‫حوا للتّدريييس‬ ‫ش ُ‬ ‫وثلثمائة وألف كن ُي‬ ‫فيي الجامعية السيلميّة فيي آخير عام تسيعةٍ وسيبعين وثلثمائة‬ ‫ت مين ال ّ‬ ‫مد بين إبراهييم رحميه الله‬ ‫وألف‪ ،‬حي ُي‬ ‫شييخ مح ّي‬ ‫ث طلب ُي‬ ‫ك التّدرييس فقال‪ :‬إن ّيه يوافقيُ على ذلك‬ ‫أن يجعلنيي فيي ِي‬ ‫سل ْ ِ‬ ‫ولكن ّيه يريد ُ أن أدّرس فييي الجامعية السييلميّة عنيد افتتاحهيا‪،‬‬ ‫م ِ السييتعداد‪ ،‬وفييي عام ثمانييين وثلثمائة‬ ‫ت‪ :‬أنييا على أت ّ ي‬ ‫فقل ُ ي‬ ‫ضي الشخاص‬ ‫ة السيلمي ّ ُ‬ ‫وألف لم تُفتيح الجامع ُ‬ ‫ة‪ ،‬وكان يُذكُر بع ُ‬ ‫الذين سيتولّون رئاستَها‪ ،‬ول َ َّ‬ ‫حها عام واحد وثمانين‬ ‫ما جاء افتتا ُ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫شيخ عبد العزيز بن باز هو الذي‬ ‫تأ ّ‬ ‫وثلثمائة وألف‪ ،‬وعلم ُ‬ ‫سييتولّى إدارت َيها نائبا ً عين رئيسيها ال ّ‬ ‫مد ابين إبراهييم‬ ‫شييخ مح ّي‬ ‫جل العظييم مين‬ ‫ت فرحا ً شديدا ً لميا لهذا الّر ُي‬ ‫رحميه الله فرح ُي‬

‫ة عشَر عاما ً مين أوّل عام‬ ‫منزلةٍ فيي نفسيي‪ ،‬فصيحبتُه خمسي َ‬ ‫ة‬ ‫واحد ٍ وثمانيييين وثلثمائة وألف إلى قرب نهايييية عام خمسييي ٍ‬ ‫ف شهيير شوّال ميين ذلك‬ ‫وتسييعين وثلثمائة وألف وهييو منتصي ُ‬ ‫العام‪ ،‬حيث كان هو المسؤو ُ‬ ‫ت‬ ‫ل في الجامعة في عشر سنوا ٍ‬ ‫م على‬ ‫كان نائبا ً للّرئيييس‪ ،‬ولكن ّ يه هييو المباشُر للتّنفيييذ‪ ،‬والقائ ُ ي‬ ‫ت‬ ‫إدارتهيا وتنفييذ أعمالهيا‪ ،‬وبعيد ذلك كان رئيسيا ً للجامعية‪ .‬وكن ُي‬ ‫في تلك المدّة معه في مجلس الجامعة‪ ،‬وكان رحمه الله قد‬

‫جعلنييي فييي مجلس الجامعيية منييذ إنشائهييا‪ ،‬وفييي عام ثلثةٍ‬ ‫ت نائبا ً للّرئييس بترشييح منيه وموافقية مين الملك‬ ‫وتسيعين عيّن ُي‬ ‫ت ملزما ً له فيي العميل‪ ،‬وأت ّيص ُ‬ ‫ل بيه‬ ‫فيصيل رحمهميا الله؛ فكن ُي‬ ‫ت آتي إليه في المنزل أحيانا قبل الذ ّهاب إلى‬ ‫باستمرارٍ‪ ،‬وكن ُ‬ ‫شي ُ‬ ‫س معه قليلً‪ ،‬وكان معه ال ّ‬ ‫خ إبراهيم الحصيّن‬ ‫الجامعة وأجل ُ‬ ‫ه‪ ،‬وكان يقرأ ُ علييه المعاملت مين بعيد صيلة الفجير‬ ‫رحميه الل ُي‬ ‫إلى بعد ارتفاع ال ّ‬ ‫شمس‪.‬‬ ‫ة رؤييا وهيو أن ّيني‬ ‫ت البارح َ‬ ‫وفيي يوم مين اليّام قال لي‪ :‬رأي ُي‬ ‫ت‬ ‫ة [أي‪ :‬ناق ٌ‬ ‫ن هناك بَكَْرة ٌ جميل ٌ‬ ‫ت كأ ّيي‬ ‫ة] وأنييا أقود ُييها وأن َيي‬ ‫رأي ُيي‬ ‫سوقُها‪ ،‬وقال‪ :‬أوّلت ُيها بالجامعية السيلميّة‪ ،‬وقيد تحقّيق ذلك‬ ‫ت ُي‬ ‫ت بالعمل‬ ‫م قم ُ‬ ‫ت معه في النّيابة مدّة سنتين ث ّ‬ ‫بحمد الله فكن ُ‬ ‫ة أعواميٍ‪ ،‬وحصي َ‬ ‫ل للجامعية فيي ذلك‬ ‫بعده رئيسيا ً بالنِّيابية أربع َ‬ ‫خيٌر كثيٌر ولله الحمدُ‪ .‬فكانيت صيلتي بال ّ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫شييخ رحميه الله وثيق ً‬ ‫وبعييد انتقاله إلى رئاسيية البحوث العلمي ّيية اسييتمّرت صييلتُه‬ ‫ت‪،‬‬ ‫بالجامعية حييث كان عضوا ً فيي مجلسيها العلى كميا أسيلف ُ‬ ‫ة عين خادم الحرميين ال ّ‬ ‫شريفيين إذا‬ ‫سي نياب ً‬ ‫سي المجال َ‬ ‫وكان يرأ ُ‬ ‫م الحرمين ال ّ‬ ‫شريفين‪،‬‬ ‫ب‪ ،‬ل ّ‬ ‫غا َ‬ ‫س العلى للجامعة خاد ُ‬ ‫ن الّرئي َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ة‪.‬‬ ‫ة مطلق ً‬ ‫شيخ في حال غيابه نياب ً‬ ‫ب سماح َ‬ ‫وقد أنا َ‬ ‫تاسعاً‪ :‬وفاتُه‬

‫م الجميع ُي يي فيي صيبيحة يوم‬ ‫ه يي كميا يعل ُي‬ ‫توفّ ِيي رحميه الل ُي‬ ‫سابع والعشرييين ميين شهيير المحّرم‪ ،‬قبييل أذان‬ ‫الخميييس ال ّيي‬ ‫صل ِّي علييه فيي المسيجد الحرام بعيد صيلة‬ ‫الفجير بدقائق‪ ،‬و ُي‬ ‫د‬ ‫ل فيي مك ّية المكّرمية‪ ،‬وشه َ‬ ‫الجمعية‪ ،‬ود ُيفن فيي مقيبرة العَد ْ ِ‬ ‫ه‪.‬‬ ‫جنازت َ ُ‬ ‫ه العدد ُ الذي ل يحصيه إلّ الل ُ‬

‫وذلك لميا لل ّ‬ ‫شييخ رحميه الل ُهي مين المنزلة العظيمية والمحب ّية‬

‫ه عّز وج ّ‬ ‫ل فيهم‪:‬‬ ‫في النّفوس‪ ،‬وأر ُ‬ ‫من قال الل ُ‬ ‫جو أن يكون م ّ‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪  ‬‬

‫‪‬‬

‫م فييي‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ،‬وميين الذييين جاء ذِكُْرهُ ي ْ‬ ‫ن الله إذا أح ّييَ‬ ‫ب العبد َ نادى جبريييل وقال‪ :‬إن ّييي‬ ‫الحديييث‪ (( :‬إ ّيي‬ ‫أح ُّ‬ ‫ن الله يح ُّ‬ ‫ب‬ ‫سماوات‪ :‬إ ّ‬ ‫م يُنادى في أهل ال ّ‬ ‫ه‪ ،‬ث ّ‬ ‫ب فلنا ً فأحب ّ ُ‬ ‫سماوات‪ ،‬ث ّمي يوضيع له القَبو ُ‬ ‫فلنا ً فأحبُّوه‪ ،‬فيحب ُّيه أه ُ‬ ‫ل فيي‬ ‫ل ال ّي‬ ‫الرض ))‪.‬‬ ‫ت أقو ُ‬ ‫ت‬ ‫ت ال ّ ِ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫شعَْر في رثائه ولكنّني لس ُ‬ ‫شعَْر لقل ُ‬ ‫ولو كن ُ‬ ‫بشاعرٍ‪ ،‬إن ّييما أتمث ّ ُ‬ ‫ل بشعيير ال ّ‬ ‫شعراء‪ ،‬وعندمييا كان يُوارى فييي‬ ‫ت بيتا ً هو مطلعُ قصيدةٍ لل ّ‬ ‫مد بن‬ ‫شيخ مح ّ‬ ‫قبره رحمه الله تذكّر ُ‬ ‫ث وسييتّين وثلثمائة‬ ‫عبييد الله بيين عثيمييين المتوفّ يى سيينة ثل ٍ ي‬ ‫شييخ سيعد بين عتييق وهيو شي ُخي ال ّ‬ ‫وألف‪ ،‬رثيى فيهيا ال ّ‬ ‫شييخ عبيد‬ ‫ة الله ِي على الجمييع‪ ،‬وقيد توفّ ِيي سينة تسيٍع‬ ‫العزييز بين باز رحم ُ‬ ‫وأربعيين وثلثمائة وألف‪ ،‬وكان عمُر ال ّ‬ ‫خه‬ ‫ما توفّ ِيي شي ُي‬ ‫شييخ ل ّي‬ ‫ة عشيير عاماً‪ ،‬وبييين وفاتيهمييا إحدى‬ ‫سييعد بيين عتيييق تسييع َ‬ ‫ت هو قولُه‪:‬‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫وسبعون َ‬ ‫ة‪ ،‬وهذا البي ُ‬ ‫حفَُر‬ ‫أهكذا البَدُْر ت ُ ْ‬ ‫خفي نُوَرهُ ال ُ‬

‫ن ول أَثَُر‬ ‫ويُفْقَد ُ العل ُ‬ ‫م ل ع َي ْ ٌ‬ ‫ما عد ُّ‬ ‫ت إلى‬ ‫ت إلى المدينة رجع ُ‬ ‫هذا هو مطل عُ القصيدةِ‪ .‬ول ّ‬ ‫مى بي‪ (( :‬العقد الثّمين من شعر ال ّ‬ ‫مد بن‬ ‫شيخ مح ّ‬ ‫ديوانه المس ّ‬ ‫ة وأربعييين‬ ‫ت على القصيييدة وهييي تبلغيُ ثلث ً‬ ‫عثيمييين ))‪ ،‬واطّلع ُي‬ ‫ض البيات‪ ،‬وهييي تنطبقييُ على ال ّ‬ ‫شيييخ‬ ‫بيتاً‪ ،‬اختر ُيي‬ ‫ت منهييا بع َيي‬ ‫تماماً‪:‬‬ ‫حييفَييُر‬ ‫أهكذا البَدُْر ت ُ ْ‬ ‫خفي نـيوَره ُ ال ُ‬ ‫ن ول أَثَييُر‬ ‫ويُفْقَييد ُ العلي ُ‬ ‫م ل ع َيْيي ٌ‬ ‫ح كنّا نستيضىءُ بييها‬ ‫َ‬ ‫ت مصابيي ُ‬ ‫خب َ ْ‬

‫م الُّزهُيُر‬ ‫ت للمغيب الن ُ‬ ‫وطوّ َ‬ ‫جيي ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ت‬ ‫ت غُْرب َ ُ‬ ‫واستحكم ْ‬ ‫ة السلم وانكسف ْ‬

‫س العلوم ِ التي يُهدى بها الب َ َ‬ ‫شُر‬ ‫شم ُ‬ ‫م‬ ‫تُ ُ‬ ‫صييال ِ ُ‬ ‫خّرِ َ‬ ‫حون المقتيدَى بـهِيي ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫خيبَييُر‬ ‫مبيتيدا ال َ‬ ‫م منهم مقا َ‬ ‫وقا َ‬ ‫م الي ُ‬ ‫م ميضى‬ ‫ت تسميعُ إل ّ كييا َ‬ ‫نث ّ‬ ‫فلس َ‬ ‫حقُ الفار َ‬ ‫ط البيياقي كيما غَبَُروا‬ ‫ويل َ‬

‫ن الحاف َييي‬ ‫ه ذكَر فيييي‬ ‫وأذكُر أ ّييي‬ ‫ظ ابييين حجرٍ رحميييه الل ُييي‬ ‫(( الصابة )) في ترجمة قيس بن عاصم ٍ المنقري التّميمي‬ ‫من أصحاب رسول الله ‪ ،‬وكان سيّدا ً في قومه‪ ،‬وقد رثا هُ‬ ‫عبدةُ بن الطّيّب في قصيدةٍ منها قولُه‪:‬‬ ‫ه هُل ْ َ‬ ‫ك واحدٍ‬ ‫س هُلْك ُ ُ‬ ‫وما كان قَي ْ ٌ‬ ‫مييا‬ ‫ه بنييا ُ‬ ‫ن قوم ٍ تهييد ّ َ‬ ‫ولكينّيي ُ‬ ‫وهو ينطبق على ال ّ‬ ‫ه‪.‬‬ ‫شيخ عبد العزيز بن باز رحمه الل ُ‬ ‫د‬ ‫فهيو لم يكين فقيد َ أسيرةٍ‪ ،‬ول فقيد َ قريةٍ أو مدينةٍ‪ ،‬ول فقي َ‬ ‫ي رحمييه الله‬ ‫قطرٍ أو إقليمييٍ‪ ،‬وإن ّييما هييو فقيد ُ العالَم السييلم ّ‬ ‫وغفَر له‪.‬‬ ‫ة مين البنيين وسيتّا ً مين البنات‪،‬‬ ‫وقيد خلف رحميه الل ُهي أربع ً‬ ‫ه بنيه‪ ،‬وبارك‬ ‫وأحد ُ البنين وهو أحمد من طلبة العلم‪ ،‬أصل َ‬ ‫ح الل ُ‬ ‫فيهم‪ ،‬وغفَر لل ّ‬ ‫ف من البنين‬ ‫ف اللو َ‬ ‫شيخ ولنا جميعاً‪ ،‬ولكن ّه خل ّ َ‬ ‫ة‬ ‫صل ُ‬ ‫الذين يستفيدون من علمه ويدعون له‪ ،‬وقد قال عليه ال ّ‬ ‫ة‬ ‫ث‪ ،‬صدق ٍ‬ ‫ن آدم انقط عَ عملُه إل ّ من ثل ٍ‬ ‫سل ُ‬ ‫وال ّ‬ ‫م‪ (( :‬إذا مات اب ُ‬ ‫جاريية‪ ،‬أو علم ينتفع ُي بيه‪ ،‬أو ولد صيالح يدعُيو له ))‪ ،‬فأبناؤ ُه مين‬ ‫ُ‬ ‫مون يدعون‬ ‫نسيبه وأبناؤ ُه فيي العلم كل ّيهم يدعون له‪ ،‬والمسيل ُ‬ ‫له رحمه الله وغفر له‪.‬‬

‫ه في عمله في الفتاء في المملكة ورئاسة هيئة كبار‬ ‫وخلف َ ُ‬ ‫العلماء ورئاسة إدارة البحوث العلميّة والفتاء نائبُه في الفتاء‬ ‫مد آل ال ّ‬ ‫شي ُ‬ ‫ال ّ‬ ‫ه‬ ‫ه الل ُ‬ ‫شيخ حفظ ُ‬ ‫خ عبد العزيز بن عبد الله بن مح ّ‬ ‫وبار َي‬ ‫ف فيي‬ ‫ف‪ ،‬وهيو معرو ٌي‬ ‫ف لخيير سيل ٍ‬ ‫ك فييه‪ ،‬وجعل ُهي خيَر خل ٍي‬ ‫جدّه بالشتغال بالعلم وفيي خطبيه النّافعية المفيدة فيي جاميع‬ ‫المام تركي وفي مسجد نمرة بعرفة‪.‬‬ ‫وكان القائم بأعمال رئاسيييييية البحوث العلمي ّيييييية والفتاء‬ ‫والدّعوة والرشاد قبيل انتقال سيماحة ال ّ‬ ‫شييخ عبيد العزييز بين‬ ‫باز مين الجامعية السيلميّة إليهيا هيو ال ّ‬ ‫مد‬ ‫شييخ إبراهييم بين مح ّي‬ ‫ابن إبراهيم آل ال ّ‬ ‫شيخ‪.‬‬ ‫ح كثيرا ً إذا رأينيا فيي آل ال ّ‬ ‫ن هيم مين أهيل‬ ‫وإن ّيا نفر ُي‬ ‫شييخ َ‬ ‫م ْي‬ ‫العلم‪.‬‬ ‫ن مين محاسين ولة المير فيي هذه البلد عنايت َيهم‬ ‫وأقول‪ :‬إ ّي‬ ‫بآل ال ّ‬ ‫مة‪،‬‬ ‫صهم على تمكينهييم ميين العمال المه ّيي‬ ‫شيييخ‪ ،‬وحر َيي‬ ‫ل هذه الوليية التيي حصي َ‬ ‫ن أصي َ‬ ‫ل النّفع ُي فيهيا على مدى‬ ‫وذلك أ ّي‬ ‫قرنيين مين الّزمان أو أكثير إن ّيما كان بالتقاء إماميين عظيميين‬ ‫م ال ّ‬ ‫مد‬ ‫مد بن سعود رحمه الله‪ ،‬والما ُ‬ ‫هما الما ُ‬ ‫شيخ مح ّ‬ ‫م مح ّ‬ ‫بيين عبييد الوهّاب رحمييه الله‪ ،‬وقيامهمييا بالدّعوة إلى الله عّز‬ ‫وج ّ‬ ‫ل‪ ،‬ونصرة دِين الله‪.‬‬ ‫عاشراً‪ :‬أمنيّات ومقترحات‬

‫وأختم هذه الكلمات بأمنيّات ومقترحات هي‪:‬‬ ‫شييخ عبيد العزييز بين باز رحميه الله كان مرجعاً‬ ‫ني ال ّ‬ ‫ولً‪ :‬أ ّ‬ ‫أ ّ‬ ‫ت رجعُوا إلييه فيي حل ِّيها ومعرفية‬ ‫للعُلماء‪ ،‬إذا جاءت المشكل ُي‬ ‫ب ورح َ‬ ‫ل رحميه الله‪ ،‬والعل ُمي الذي فيي صيدره‬ ‫حكمهيا‪ ،‬وقيد ذه َي‬ ‫مه الذي فييي الوراق والّرسييائل‬ ‫ذه َ ي‬ ‫ب معييه‪ ،‬ولكيين بقييي عل ُ ي‬ ‫خلَفُيه فيي‬ ‫حه أن يعتنيي َ‬ ‫جوه ونقتر ُي‬ ‫والفتاوى‪ ،‬والذي نتمنّاه ونر ُ‬

‫إتمام ميا بُدىء بيه مين جميع هذه الّرسيائل والفتاوى وطبعهيا‬ ‫ونشرهيا للسيتفادة منهيا‪ ،‬وقيد طبيع منهيا اثنيا عشير مجلّدا ً كميا‬ ‫ل الله عّز وج ّ‬ ‫ت‪ ،‬وهيي تبلغيُ المجلّدات الكثيرة‪ ،‬ونسيأ ُ‬ ‫ل‬ ‫أسييلف ُ‬ ‫سر جمعَيها وطبعَيها وتمكيين طلبية العلم مين السيتفادة‬ ‫أن يي ّي‬ ‫منها‪.‬‬ ‫جد ُّ والجتها ُد‬ ‫ثانياً‪ :‬وصيي ّ ٌ‬ ‫ة لي ولطلبية العلم عموما ً وهيي ال ِ‬ ‫سع فييي تحصيييله‪ ،‬والعناييية بأخذه‬ ‫فييي طلب العلم وبذل الوُيي ْ‬ ‫شييخ رحميه الل ُهي تعلّما ً وعملً‬ ‫ونشره وبذله؛ كميا كانيت حا ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫وتعليما ً ودعوةً ونصحاً‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬أوصييي بعييض ذوي الهمييم العالييية ميين طلبيية العلم‬ ‫بالتّجاه إلى إعداد رسيائل علمي ّية وأبحاث تتناول إبراز جوانيب‬ ‫مختلفيية ميين جهود ال ّ‬ ‫شيييخ العلمي ّيية فييي العقيدة والتّفسييير‬ ‫والحديث والفقه والدّعوة إلى الله وغير ذلك‪.‬‬ ‫ة بالمدينة المنوّرة‬ ‫ة السلمي ّ َ‬ ‫ن الجامع َ‬ ‫رابعاً ‪ :‬من المعلوم أ ّ‬ ‫خ عبد ُ العزييز بين باز عالم ُ‬ ‫شي ُي‬ ‫ة النّف ِيع‪ ،‬وال ّ‬ ‫يّي الن ّيفع‪ ،‬وهيو‬ ‫عالمي ّ ُ‬ ‫الذي باشر تأسيسها‪ ،‬وتولّى غرسها منذ افتتاحها واستمّر فيها‬ ‫ة عشَر‬ ‫خمسيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي َ‬ ‫ل‪ ،‬ويزداد ُ جمالً‬ ‫م جمي ٌ‬ ‫عاماً‪ ،‬وإ ّ‬ ‫م الجامعية السيلميّة اسي ٌ‬ ‫ني اسي َ‬ ‫م‪ (( :‬جامعييييييييية ال ّ‬ ‫شييييييييييخ‬ ‫إذا أطلق عليهيييييييييا اسييييييييي ُ‬ ‫ت لذلك أسيبابا ً يي نفيع‬ ‫عبيد العزييز بين باز السيلميّة ))‪ ،‬وقيد بذل ُي‬ ‫ه بها‪.‬‬ ‫الل ُ‬ ‫سر الله‬ ‫ضي المنيّات والمقترحات التيي فيي ذهنيي ي ّي‬ ‫هذه بع ُ‬ ‫ل الله عّز وج ّ‬ ‫تحقيقهيا‪ ،‬وأسيأ ُ‬ ‫ل أن يغفير لسيماحة ال ّ‬ ‫شييخ‪ ،‬وأن‬ ‫ه على ما‬ ‫ن الجزاء‪ ،‬وأن يبارك في علمه‪ ،‬وأن يثيب ُ‬ ‫يجزي ُ‬ ‫ه أحس َ‬ ‫صدقات الجاريية‪ ،‬وأن يعظيم‬ ‫قدّم‪ ،‬وعلى ميا حصيل منيه مين ال ّي‬ ‫له الجزاء‪ ،‬وأن يوفّقنييا جميعا ً لمييا يرضيييه‪ ،‬ولمييا فيييه تحصيييل‬

‫م‪،‬‬ ‫العلم النّافييع والعمييل بييه‪ ،‬إن ّييه سييبحانه وتعالى جواد ٌ كري ٌيي‬ ‫مدٍ‪،‬‬ ‫ه وسييلّم وبارك على عبده ورسييوله نبي ّيينا مح ّ‬ ‫وصييلّى الل ُيي‬ ‫وعلى آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬

Related Documents