Thalath Muhatharaat 3an Ekmashayikh Abdelmuhsin Alabaad

  • November 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Thalath Muhatharaat 3an Ekmashayikh Abdelmuhsin Alabaad as PDF for free.

More details

  • Words: 14,403
  • Pages: 135
‫ثلث محاضرات‬ ‫عن المشايخ‬ ‫عبد العزيز بن عبد الله‬ ‫بن باز‬ ‫محمببد بببن صببالح بببن‬ ‫عثيمين‬ ‫عمر بن محمد فلتة‬ ‫رحمهم الله‬ ‫ألقاها في الجامعة‬ ‫السلمية بالمدينة‬ ‫عبد المحسن بن حمد‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫العباد البدر‬

‫الشيخ عبد العزيز بن‬ ‫باز رحمه الله‬ ‫نموذج من الرعيل‬ ‫الول‬

‫محاضرة ألقاها‬

‫عبد المحسن بن حمد‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫العباد البدر‬ ‫في الجامعة السلمية‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪5‬‬ ‫شرح‬

‫الحمد ُ لله نحمدُه ونسسسسسسسسسسسستعينُه‪،‬‬ ‫ب إليه‪ ،‬ونعوذ ُ بالله من‬ ‫ونستغفُره ونتو ُ‬ ‫شرور أنفسسسنا وسسسيِّئات أعمالنسسا‪ ،‬مسسن‬ ‫يهد ِ الل ه فل مض َّ‬ ‫ل له‪ ،‬ومسسن يُضلل فل‬ ‫ُ‬ ‫ُس‬ ‫ه‬ ‫هاديسسسسَ له‪ ،‬وأشهد ُ أن ل إله إل ّ الل ُسسسس‬ ‫مداً‬ ‫وحده ل شري َس‬ ‫ك له‪ ،‬وأشهد ُ أ ّس‬ ‫ن مح ّ‬

‫عبدُه ورسسسسولُه‪ ،‬وخليلُه وخيرت ُسسسه مسسسن‬ ‫ه تعالى بيسسن يدي‬ ‫َ‬ ‫ه الل ُسس‬ ‫خلْقِسسه‪ ،‬أرسسسل ُ‬ ‫ساعة بشيرا ً ونذيراً‪ ،‬وداعيا ً إلى الله‬ ‫ال ّ س‬ ‫بإذنسسه وسسسراجا ً منيراً‪ ،‬فد َّ‬ ‫ه على‬ ‫مت َسس ُ‬ ‫لأ ّ‬ ‫ل خيسر‪ ،‬وحذ ّرهسا مسن ك ِّ‬ ‫ك ِّ‬ ‫م‬ ‫ل شّر‪ ،‬الله ّس‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫صسسس ِّ‬ ‫ل وسسسسل ِّم وبارك عليسسسه‪ ،‬وعلى آله‬ ‫وأصسسحابه‪ ،‬ومسسن سسسل َ‬ ‫ه واهتدى‬ ‫ك سسسبيل َ ُ‬ ‫دّين‪.‬‬ ‫بهديه إلى يوم ال ِ‬ ‫ما بعدُ‪:‬‬ ‫أ ّ‬ ‫ن حديثسي معكسم هذه‬ ‫أي ُّسها الخوةُ‪ ،‬إ ّس‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ه الخا ّسسُ‬ ‫شخ‬ ‫فسسي‬ ‫ص‬ ‫اللّيلة‬ ‫ص عرف ُسس‬ ‫ٍسس‬ ‫والعا ُّ‬ ‫مها وكافُرها‪،‬‬ ‫ه الدُّنيا مسل ُ‬ ‫م‪ ،‬عرفت ْ ُ‬ ‫رج ٌ‬ ‫ب سس أكسبُر شخصسيّةٍ‬ ‫ل سس فيمسا أحسس ُ‬ ‫علميّةٍ في هذا العصر‪ ،‬يذكّرنا بما كان‬ ‫مة مسسن العلماء‬ ‫عليسسه سسسل ُ‬ ‫ف هذه ال ّسس‬ ‫العاملين والهداة المصلحين من غزارة‬ ‫‪1‬‬

‫() هسسسسي محاضرة ألقيسسسست ليلة الجمعسسسسة‬ ‫سادس مسن شهسر صسفر عام ‪1420‬هسس فسي‬ ‫ال ّس‬ ‫مسجد الجامعة السلميّة بالمدينة المنوّرة‪،‬‬ ‫وقسد فُّرغست مسن شريسط الت ّسسجيل وأُدخسل‬ ‫ض التّعديلت‪.‬‬ ‫عليها بع ُ‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪7‬‬ ‫شرح‬

‫علم‪ ،‬وكرم أخلق‪ ،‬وسسسسسسسسسعة اطّلع‪،‬‬ ‫وعموم نفسسسسسسع ونصسسسسسسح للسسسسسسسلم‬ ‫والمسسسلمين‪ ،‬وهسسو بحقسسّ نموذج مسسن‬ ‫الّرعيل الوّل‪.‬‬ ‫ة المام العَل ّسسسسمة‪،‬‬ ‫وهسسسسو سسسسسماح ُ‬ ‫دّث الفقيه‪ ،‬شيخ السلم‪ ،‬ومفتي‬ ‫المح ِ‬ ‫النام‪ ،‬مجدِّد القرن الخامسسسس عشسسسر‪،‬‬ ‫ال ّ‬ ‫شيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز‪،‬‬ ‫ه وغفَر له‪ ،‬ولن آتسسي بشيءٍ‬ ‫رحمسسه الل ُس‬ ‫س‪ ،‬فموضوعسسسسُ‬ ‫جديد ٍ ل يعرفُسسسسه النّا ُسسسس‬ ‫صس والعا ّمسِ‪،‬‬ ‫الحديسث معرو ٌس‬ ‫ف لدى الخا ّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي بدَلْوي مسسسع‬ ‫ولكسسسن أحبب ُسسس‬ ‫ت أن أدْل ِسسس َ‬ ‫ما يتعل ّسقُ بهذا‬ ‫الدِّلء‪ ،‬وأن أذكَُر شيئا ً م ّس‬ ‫جل العظيسسسسسم‪ ،‬ولكسسسسسي تكون‬ ‫الّر ُسسسسس‬ ‫جل العظيسسم‬ ‫ت عسسن هذا الّر ُ س‬ ‫المعلوما ُ س‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫ط‬ ‫محصورة ً فأنا أوجُزها في عشر نقا ٍ‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫أوّلً‪ :‬نسبُه‪ ،‬وولدتُه‪ ،‬ونشأتُه‪.‬‬ ‫خه وتلميذ ُه‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬شيو ُ‬ ‫ثالثاً‪ :‬أعمالُه التي تولّها‪.‬‬ ‫مه‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬عل ُ‬ ‫م نفعِه‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬عمو ُ‬ ‫سادساً‪ :‬عبادتُه‪.‬‬ ‫سابعاً‪ :‬مؤلّفاتُه‪.‬‬

‫ة به‪.‬‬ ‫ص ُ‬ ‫ثامناً‪ :‬صلتي الخا ّ‬ ‫ه‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫خلَفَ ُ‬ ‫ه‪ ،‬و َ‬ ‫تاسعاً‪ :‬وفاتُه‪ ،‬وعَقِب ُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت‪.‬‬ ‫ت ومقترحا ٌ‬ ‫عاشراً‪ :‬أمنيّا ٌ‬ ‫هذه هي النِّقا ُ‬ ‫ط التي سيدوُر حولها‬ ‫م عسن هذا الّرجسل المام العظيسم‬ ‫الكل ُس‬ ‫رحمه الله‪.‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫‪9‬‬ ‫الرعيل الول‬ ‫شرح‬ ‫ولً‪ :‬أقو ُ‬ ‫ت ب‪:‬‬ ‫ل ب كما أسلف ُ‬ ‫أ ّ‬

‫ه‪،‬‬ ‫دّ ُ‬ ‫م العلّم ُ‬ ‫ة‪ ،‬المح ِ‬ ‫هو الما ُ‬ ‫ث الفقي ُ‬ ‫شي ُسسس‬ ‫دّ ُد‬ ‫خ السسسسلم‪ ،‬مفتسسسي النام‪ ،‬مج ِ‬ ‫شي ُ سس‬ ‫القرن الخامسسسس عشسسسر‪ ،‬ال ّ‬ ‫خ عبدُ‬ ‫العزيسز بسن عبسد الله بسن عبسد الّرحمسن‬ ‫مد بن عبد الله آل باز‪.‬‬ ‫بن مح ّ‬ ‫وُلد فسسي مدينسسة الّرياض فسسي اليوم‬ ‫الثّانسي عشسر مسن ال ّ‬ ‫شهسر الثّانسي عشسر‬ ‫من عام ثلثين بعد الثّلثمائة واللف‪.‬‬ ‫ونشأ َ فسسي أسسسرةٍ كريمةٍ فيهسسا أه ُ‬ ‫ل‬ ‫ل‪ ،‬وكان رحمسسسه الله منسسسذ‬ ‫علمسسس ٍ وفض ٍ‬ ‫ص على‬ ‫نشأتسسسسه ذا ه ّ‬ ‫مةٍ عاليةٍ‪ ،‬وحر ٍسسسس‬ ‫جدٍّ فيسسه‪ ،‬وقسسد حفسسظ‬ ‫تحصسسيل العلم‪ ،‬و ِ‬ ‫ه‬ ‫القرآ َس‬ ‫ن قبسل البلوغ‪ ،‬وكان رحمسه الل ُس‬ ‫ض فسي ال ّسَ‬ ‫بصسسيراً‪ ،‬وحصس َ‬ ‫سنَة‬ ‫ل له مر ٌس‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫ف‬ ‫مرِه‪ ،‬ضع َسس‬ ‫ال ّسس‬ ‫سادسة عشرة مسسن عُ ُ‬ ‫فيهسسا بصسُره‪ ،‬وأخذ َ فسسي ال َّ‬ ‫ف حت ّسى‬ ‫ضعْس ِ‬ ‫ن العشريسن‪ ،‬ولك نّس‬ ‫انتهسى تماما ً فسي سس ِ ّ‬ ‫الله عّز وج ّ‬ ‫ل عوّض ُهس بصسيرةً فسي قلب ِسه‪،‬‬ ‫ل‪،‬‬ ‫ونُورا ً وإيماناً‪ ،‬فنشسأ على علمس ٍ وفض ٍ‬ ‫جدٍّ واجتهادٍ فسي تحصسيل العلم‪ ،‬حت ّسى‬ ‫و ِ‬ ‫ن مبكِّرةٍ رحمه الله‪.‬‬ ‫نبغَ في س ٍ ّ‬ ‫خه الذيببن أخذَ‬ ‫ما شيو ُبب‬ ‫ثانياً‪ :‬أ ّبب‬ ‫م فمنهم‬ ‫عنهم العل َ‬ ‫شي ُس‬ ‫ال ّ‬ ‫مد بسن عبسد اللّطيسف بسن‬ ‫خ مح ّس‬ ‫عبسسد الّرحمسسن بسسن حسسسن بسسن ال ّ‬ ‫شيسسخ‬ ‫ة الله على‬ ‫مد بن عبد الوهّاب رحم ُ‬ ‫مح ّ‬ ‫الجميع‪.‬‬ ‫شي ُس‬ ‫وال ّ‬ ‫خ صسالح بسن عبسد العزيسز بسن‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪11‬‬ ‫شرح‬

‫عبسسسد الّرحمسسسن ابسسسن حسسسسن قاضسسسي‬ ‫الّرياض‪.‬‬ ‫شي ُ س‬ ‫وال ّ‬ ‫مد بسسن ع َتيسسق‬ ‫خ سسسعد بسسن َ‬ ‫ح َس‬ ‫قاضي الّرياض‪.‬‬ ‫وال ّ‬ ‫مد بسن فارس وكيسل بيست‬ ‫شي ُخس َ‬ ‫ح َس‬ ‫المال‪.‬‬ ‫شي ُس‬ ‫وال ّ‬ ‫خ سسعد وَقّاص البخاري ُّس أخسذ‬ ‫م التّجويسد فسي مك ّسة المكّرمسة‬ ‫عنسه عل َس‬ ‫س وخمسسسين وثلثمائة‬ ‫فسسي سسسنة خم ٍ س‬ ‫وألف‪.‬‬ ‫خه الذي تتلمذ َ عليسسه كثيراً‪،‬‬ ‫ما شي ُ س‬ ‫أ ّس‬ ‫ن طويل ً‬ ‫ة‪ ،‬واسسستفادَ‬ ‫والذي لزمسسه سسسني َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫مد‬ ‫مه‪ ،‬فهسو سسماح ُ‬ ‫مسن عل ِس‬ ‫شيسخ مح ّس‬ ‫بسن إبراهيسم بسن عبسد اللّطيسف بسن عبسد‬

‫الّرحمسن ابسن حسسن بسن ال ّ‬ ‫شيسخ المام‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫ة الله على‬ ‫مد بن عبد الوهّاب رحم ُ‬ ‫مح ّ‬ ‫م‬ ‫س عليسسسه العلو َسس‬ ‫الجميسسسع‪ ،‬فقسسسد دََر َسس‬ ‫الكثيرةَ المتنوّسعة‪ ،‬واسستفاد َ مسن علمسه‬ ‫كثيراً‪ ،‬وكان رحمسسه الل ه ي ُج ُّ‬ ‫ه‪،‬‬ ‫ل شي َ‬ ‫خ ُسس‬ ‫ُسس ِ‬ ‫ة‬ ‫ويثنسسي عليسسه‪ ،‬ويدع ُسسو له كثيراً‪ ،‬رحم ُ‬ ‫الله على الجميسسسسع‪ ،‬فهؤلء هسسسسم أبرُز‬ ‫شيوخه‪.‬‬ ‫ما تلميذُه‪:‬‬ ‫أ ّ‬

‫ب عد ّسسسسُهم‪،‬‬ ‫فهسسسسم كثيرون يصسسسسع ُ‬ ‫وأسسسسسسستطيعُ أن أقو َ‬ ‫ة‬ ‫ن الغالبي ّ َ‬ ‫ل‪ :‬إ ّسسسسسس‬ ‫العظمسسسسسى مسسسسسن القُضاة وأسسسسسساتذة‬ ‫الجامعات فسسسسي الكليّات ال ّ‬ ‫شرعي ّسسسسة‪،‬‬ ‫وكذلك فسسسسسي كثيرٍ مسسسسسن المعاهسسسسسد‬ ‫والمدارس هسسسسسسسسسسم تلميذ ُه أو تلميذُ‬ ‫تلميذِه‪ ،‬أو تلميذ ُ تلميذِ تلميذِه‪ ،‬بسسسسل‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪13‬‬ ‫شرح‬

‫ة الُولى الذيسسن‬ ‫ج الخمسسس َ‬ ‫ن الفوا َسس‬ ‫إ ّسس‬ ‫جوا مسسسن كلي ّسسسة ال ّ‬ ‫شريعسسسة فسسسي‬ ‫تخّر ُ‬ ‫ج الوّ ُ‬ ‫ل الذي تخّرج‬ ‫الّرياض‪ ،‬وهسم الفو ُس‬ ‫في عام ستّةٍ وسبعين وثلثمائة وألف‪،‬‬ ‫ج التسسي تلتهُسسم‪ ،‬وآخُرهسسا‬ ‫وكذلك الفوا ُسس‬ ‫ج الذي تخّرج سسسسسنة ثمانيسسسسن‬ ‫الفو ُسسسس‬ ‫وثلثمائة وألف‪ ،‬وهسسسي ال ّسسسَ‬ ‫ة التسسسي‬ ‫سن َ ُ‬ ‫ه إلى الجامعسة السسلميّة‬ ‫تسسبقُ انتقال َس ُ‬ ‫س فسي كلي ّسة ال ّ‬ ‫شريعسة‪،‬‬ ‫حيسث كان يدّرِس ُ‬ ‫ة هسسسم تلميذ ُه‬ ‫ج الخمسسسس ُ‬ ‫فهذه الفوا ُ سس‬ ‫مباشرةً‪ ،‬أخذ ُوا عنسسسسسسه مباشرةً‪ ،‬وأوّ ُ‬ ‫ل‬ ‫م هسو الذي‬ ‫ج تخّر َس‬ ‫ج وأخذ َ عنسه العل َس‬ ‫فو ٍس‬ ‫تخّرج فسي عام سستّةٍ وسسبعين وثلثمائة‬ ‫ما في‬ ‫وألف‪ ،‬ومن حين تخّر ُ‬ ‫جوا وهم إ ّ‬ ‫ما فسي قضاءٍ‪ ،‬ومسن أخذ َ عسن‬ ‫تدري سٍس وإ ّس‬ ‫هؤلء المدّرسسسسين هسسسم تلميذ ُ تلميذِه‪،‬‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫وكذلك ال ّ‬ ‫ن فسسسي الفواج الربعسسسة‬ ‫شأ ُ سس‬ ‫الخرى‪ .‬وهكذا فيكون الكثيُر مسسسسسسسسن‬ ‫القُضاة والمدّرِسسسسسين فسسسي الجامعات‬ ‫وفي غيرها في العلوم ال ّ‬ ‫شرعي ّة هم س‬ ‫ما مسن تلميذِه‪ ،‬أو تلميذِ‬ ‫ت سس إ ّس‬ ‫كمسا قل ُس‬ ‫تلميذِه‪ ،‬أو تلميذ ِ تلميذِ تلميذِه‪.‬‬ ‫وقسسد كان مسسن فضسسل الله عّز وج ّ‬ ‫ل‬ ‫عَل َس َّ‬ ‫ت مسن تلميذه الذيسن هسم‬ ‫ي أن كن ُس‬ ‫فسي الفوج الّرابسع مسن الفواج الخمسسة‬ ‫الذيسسن أخذ ُوا عسسن ال ّ‬ ‫شيسسخ رحمسسه الله‬ ‫وغفَر له‪.‬‬ ‫وبعسسسسد انتقاله مسسسسن المدينسسسسة إلى‬ ‫س فسسسي جامسسسع‬ ‫الّرياض كان له درو ٌسسس‬ ‫المام تركسي بسن عبسد الله‪ ،‬وفسي أحسد‬ ‫المساجد القريبة من منزله‪ ،‬وأخذ عنه‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪15‬‬ ‫شرح‬

‫العلم فيهسسسسا كثيرون مسسسسن أسسسسساتذة‬ ‫الجامعات وغيرهسسسم‪ ،‬فهؤلء أيضا ً مسسسن‬ ‫م‪.‬‬ ‫تلميذه الذين أخذ ُوا عنه العل َ‬ ‫ثالثاً‪ :‬العما ُ‬ ‫ل التي تولّها‬ ‫أوّ ُ‬ ‫ل أ ُسسسند إليسسه القضاءُ فسسي‬ ‫ل عم ٍ‬ ‫جمادى‬ ‫ال َ‬ ‫خْر ِسسج‪ ،‬وكان ذلك فسسي شهسسر ُ‬

‫الخرة مسسسسن عام سسسسسبعةٍ وخمسسسسسين‬ ‫سابعة‬ ‫وثلثمائة وأل ٍس‬ ‫ف‪ ،‬أي وهسو فسي ال ّس‬ ‫والعشريسسسن مسسسن عمره رحمسسسه الله‪،‬‬ ‫خْر ِسج إلى‬ ‫واسسستمّر فسسي القضاء فسسي ال َ‬ ‫نهايسسسسة عام واحد ٍ وسسسسسبعين وثلثمائة‬ ‫ف‪.‬‬ ‫وأل ٍ‬ ‫م بعسسد ذلك انتق َ‬ ‫ل إلى التّدريسسس‬ ‫ث ّسس‬ ‫ي‪ ،‬وكذلك في‬ ‫في معهد الّرياض العلم ّ‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫كلي ّسة ال ّ‬ ‫شريعسة بعسد إنشائهسا‪ ،‬واسسستمّر‬ ‫فسي هذا العمسل إلى نهايسة عام ثمانيسن‬ ‫ة‬ ‫ف حيسسث فُتحسست الجامع ُ‬ ‫وثلثمائة وأل ٍ س‬ ‫ة فسي أوّل عام واحدٍ وثمانيسن‬ ‫السسلمي ّ ُ‬ ‫وثلثمائة وألف‪ ،‬وكان هسسسسسسسو المباشُر‬ ‫لنشائهسسسسا وتأسسسسسيسها نائبا ً لرئيسسسسسها‬ ‫مفتسسي ال ّ‬ ‫مد بسسن‬ ‫شيسسخ مح ّسس‬ ‫سسسماحة ال ُ‬ ‫إبراهيم رحمه الله‪.‬‬ ‫واسستمّر فسي الجامعسة مسن العاشسر‬ ‫مسسن شهسسر ربيسسع الوّل مسسن سسسنة واحدٍ‬ ‫ف إلى الّرابسسسع‬ ‫وثمانيسسسن وثلثمائة وأل ٍسسس‬ ‫س‬ ‫عشر من شهر شوّال من سنة خم ٍ‬ ‫ث‬ ‫ف‪ ،‬أي أن ّسه مك َس‬ ‫وتسسعين وثلثمائة وأل ٍس‬ ‫ة عشَر عاماً‪.‬‬ ‫فيها خمس َ‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪17‬‬ ‫شرح‬

‫م انتق َ‬ ‫ل إلى رئاسسة إدارة البحوث‬ ‫ث ّس‬ ‫العلمي ّسسسسسسسة والفتاء والدّعوة والرشاد‬ ‫واسستمّر فيهسا‪ ،‬وفسي عام أربعسة عشسر‬ ‫ماً‬ ‫وأربعمائة بعسسد اللف عُي ّسسِن مفتيا ً عا ّ‬ ‫للملكسسسسة‪ ،‬ورئيسسسسسا ً لهيئة كبار العلماء‬ ‫وإدارة البحوث العلميّة والفتاء‪.‬‬ ‫م‬ ‫وبالضافسسسسسة إلى ذلك كان يقو ُسسسسس‬ ‫برئاسسسة المجلس التّأسسسيسي لرابطسسة‬ ‫العالَم السسسسلمي‪ ،‬ورئاسسسسة المجلس‬ ‫م أيضاً‬ ‫العلى العالمي للمساجد‪ ،‬ويقو ُ‬ ‫برئاسسة المجمسع الفقهسي التّابسع لرابطسة‬ ‫العالَم السسسسلمي‪ ،‬وأيضا ً بعسسسد انتقاله‬ ‫عسن الجامعسة صساَر عضوا ً فسي مجلسسها‬ ‫م‬ ‫سها العلى خاد ُسسس‬ ‫العلى‪ ،‬وكان رئي ُسسس‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫الحرميسن ال ّ‬ ‫ه‪ ،‬وكان‬ ‫شريفين حفظ ُهس الل ُس‬ ‫ة‬ ‫ب سسماح َ‬ ‫جل َسسات يُني ُس‬ ‫ب عسن ال َ‬ ‫إذا غا َس‬ ‫ال ّ‬ ‫شيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله‪.‬‬ ‫مه‬ ‫رابعاً‪ :‬عل ُ‬

‫كان رحمسسسه الله عالما ً كسسسبيرا ً كمسسسا‬ ‫م‪ ،‬وكان عالماً‬ ‫ص والعا ُّ‬ ‫ف ذلك الخا ُّ‬ ‫يعر ُ‬ ‫ربّانيّاً‪ ،‬وقسد نق َ‬ ‫ل الحاف ظُس ابسن حجسر فسي‬ ‫فتح الباري عن ابن العرابي أن ّه قال‪:‬‬ ‫ل يُقال للعالِم ربّان يّس حت ّسى يكون عالِماً‬ ‫معل ِّماً‪.‬‬ ‫عامل ً ُ‬ ‫م وعام ٌ‬ ‫ل‬ ‫وقسسد كان كذلك فهسسو عال ِسس ٌ‬ ‫ة إلى الله عّز وج ّ‬ ‫ل على‬ ‫م‪ ،‬وداعي ٌ‬ ‫ومعل ِّس ٌ‬ ‫بصيرةٍ رحمه الله‪.‬‬ ‫دّيسسن‪ ،‬وقسسد قال‬ ‫وكان إماما ً فسسي ال ِ‬

‫‪19‬‬ ‫شرح‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫شي ُسس‬ ‫صبر‬ ‫خ السسسسلم ابسسسن تيميسسة‪ :‬بال ّسس‬ ‫واليقيسسن تُنا ُ‬ ‫ة فسسي الدِّيسن‪ ،‬قال‬ ‫ل المام ُ‬ ‫الل ُهس عّز وج ّ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪.‬‬

‫‪‬‬

‫وكان رحمسسسه الله عالِما ً بالحديسسسث‬ ‫ص على‬ ‫والفقه‪ ،‬له عناي ٌ‬ ‫ة بالدّليل‪ ،‬وحر ٌ‬ ‫الُّرجوع إلى الدلّة والتّم ّسسسسسُ‬ ‫سك بهسسسسسا‪،‬‬ ‫ث على سسسسلوك هذا المسسسسلك‪،‬‬ ‫والح ّ سسِ‬ ‫فكان معنيّا ً بالحديث‪ ،‬ومعرفة صحيحه‬ ‫َ‬ ‫م فيسسه‬ ‫وضعيفسسه‪ ،‬ورجاله‪ ،‬ومسسن يُتكل ّسس ُ‬ ‫منهسم‪ ،‬وكان فسي فتاواه وفسي دروسسه‬ ‫ث الفلن ّسسسسُ‬ ‫ي‬ ‫يذكُر ذلك فيقول‪ :‬الحدي ُسسسس‬ ‫ن فسسي سسسنده‬ ‫ح‪ ،‬أو ضعي ٌسس‬ ‫ف؛ ل ّسس‬ ‫صسسحي ٌ‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫فلناً‪ ،‬أو أن ّسه منقطع ٌس‪ ،‬أو أن ّسه مرسس ٌ‬ ‫ل‪ ،‬أو‬ ‫أنّه كذا‪ ،‬أو أنّه كذا‪.‬‬ ‫وكان معنيّا ً بالفقسه رحمسه الله‪ ،‬وهسو‬ ‫المرجعُ في الفتوى في داخل المملكة‬ ‫ت‪،‬‬ ‫وخارجها‪ ،‬وهو مفتي النام كما ذكر ُ‬ ‫س إليسسسسه فسسسسي مختلف‬ ‫يرجعسسسسُ النّا ُسسسس‬ ‫المسائل‪.‬‬ ‫وكان يُعنسسى بذِكْرِ القول أو الحكسسم‬ ‫مقرونا ً بدليله‪ ،‬وبيان وجهه‪ ،‬سواءً كان‬ ‫مسسن المنقول أو مسسن المعقول‪ ،‬رحمسسه‬ ‫ه‪.‬‬ ‫الل ُ‬ ‫ه فسسي تعقّسسبه على‬ ‫وكان رحمسسه الل ُ س‬ ‫صواب‬ ‫القول الذي يرى أن ّسسه خل ُسس‬ ‫ف ال ّسس‬ ‫في غاية الدب مع أهل العلم‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫هذا القو ُ‬ ‫ب هسو كذا‬ ‫صوا ُ‬ ‫ل فيسه نظٌر‪ ،‬وال ّس‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪21‬‬ ‫شرح‬

‫وكذا‪ ،‬ومسسسن يطّلع على حاشيتسسسه على‬ ‫فتسسسح الباري التسسسي تقسسسع فسسسي الثّلثسسسة‬ ‫المجلّدات الُولى يجسسسسسسسد ذلك واضحاً‬ ‫ب الحاف َس‬ ‫ظ ابسن‬ ‫جليّاً‪ ،‬فإن ّسه عندمسا يتعقّس ُ‬ ‫حجرٍ أو مسسن ينقسسل عنسسه فسسي بعسسض‬ ‫المسسسسائل يبدأ ُ بقوله‪ :‬هذا القو ُ‬ ‫ل فيسسسه‬ ‫ب هسسسو كذا وكذا‪ ،‬ويذكُر‬ ‫صوا ُ‬ ‫نظٌر‪ ،‬وال ّسس‬ ‫ما إذا كان القو ُ‬ ‫الدّلي َ‬ ‫ل‬ ‫ل على ذلك‪ ،‬أ ّسسسس‬ ‫سسساقطا ً أو باطل ً ظاهَر البطلن مجانباً‬ ‫قّس ومخالفا ً للدّليسل فإن ّسه يقول‪ :‬هذا‬ ‫للح ِ‬ ‫ل ظاهُر البطلن‪ ،‬أو هذا القو ُ‬ ‫القو ُ‬ ‫ل‬ ‫غيُر صسحيٍح‪ ،‬أو ل يصس ُّ‬ ‫ل باط ٌ‬ ‫ح‪ ،‬قو ٌ‬ ‫ل‪ ،‬أو‬ ‫ما إلى ذلك من العبارات‪.‬‬ ‫وكان رحمه الله قد حص َ‬ ‫ل له سؤد ٌد‬ ‫ة‬ ‫ة‪ ،‬ومكان ٌ‬ ‫ة عالي ٌ‬ ‫فسسسسسسسسسي العلم‪ ،‬ومنزل ٌ‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫ص والعا ّسسسُ‬ ‫ة‪ ،‬يشهد ُ بذلك الخا ّسسسُ‬ ‫م‪،‬‬ ‫رفيع ٌ‬ ‫ولم يحصسسل هذا ال ّسسُ‬ ‫سؤدد مسسن فرا ٍسسغ‬ ‫جدِّ‬ ‫صله بال ِّ‬ ‫وإخلدٍ إلى الّراحسة‪ ،‬وإن ّسما ح ّس‬ ‫والجتهاد منسسسذ نعومسسسة أظفاره‪ ،‬وهسسسو‬ ‫ل عام ٌ‬ ‫رج ٌ‬ ‫مةٍ عاليةٍ‪،‬‬ ‫ل جادٌّ‪ ،‬ذو ه ّ‬ ‫وال ّ‬ ‫شاعُر يقول‪:‬‬ ‫س كباراً‬ ‫وإذا كانت النّفو ُ‬ ‫ت فسي مرادهسا‬ ‫تعب ْس‬ ‫الجساد ُ‬ ‫فلم ينسل مسا نال سس بعسد توفيسق الله سس‬ ‫صب‬ ‫إل ّ بال ِّ‬ ‫جدِّ والجتهاد‪ ،‬والت ّسسعب والن ّسسَ َ‬ ‫حة و‬ ‫والمشقّسسسة‪ ،‬وبذل الجهسسسد والصسسس ّ‬ ‫العافيسسة فسسي الشتغال بالعلم‪ ،‬و نفسسع‬ ‫النّاس‪ ،‬رحمه الله‪.‬‬ ‫كثير‬ ‫وقسسسد قال يحيسسسى بسسسن أبسسسي‬ ‫ٍ‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪23‬‬ ‫شرح‬

‫م‬ ‫اليَمام يّس كمسا ذكره ُس عنسه الما ُس‬ ‫م مسسل ٌ‬ ‫م براحسة‬ ‫فسي صسحيحه‪ :‬ل ي ُسستطاع ُ العل ُس‬ ‫الجسم‪.‬‬ ‫ويقول ال ّ‬ ‫شاعُر‪:‬‬ ‫م‬ ‫لول المشقّ ُ‬ ‫س كلّه ُ‬ ‫ة ساد َ النّا ُ‬ ‫جود ُ يُفْقُِر‬ ‫ال ُ‬ ‫م قتّا ُ‬ ‫ل‬ ‫والقدا ُ‬ ‫وقد كان رحمه الله صابرا ً محتسباً‪،‬‬ ‫جدّا ً فسسي جميسسع مراحسسل حياتسسه‪،‬‬ ‫م ِ‬ ‫جادّا ً ُ‬ ‫ه عّز وج ّ‬ ‫ل‪ ،‬وكان‬ ‫إلى أن توفّاهسسسسُ الل ُسسسس‬ ‫عامل ً في مح ِّ‬ ‫ي‪ ،‬وفسي‬ ‫ل العمسل الّرسسم ّ‬ ‫المسسجد‪ ،‬وفسي الطّريسق‪ ،‬وفسي البيست‪،‬‬ ‫ف وقتا ً للّراحسسسسة إل ّ ال ّ‬ ‫شيسسسسء‬ ‫ل يعر ُسسسس‬ ‫ح رحمسسسه الله‬ ‫اليسسسسير‪ ،‬فباب ُسسسه مفتو ٌسسس‬ ‫لسسسستقبال النّاس للسسسستفتاء‪ ،‬وطلب‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫ال ّ‬ ‫مسسساعدة والن ّسُصح‪ ،‬وغيسسر‬ ‫شفاعسسة وال ُ‬ ‫ج إليهسسسا‬ ‫ذلك مسسسن المور التسسسي يحتا ُسسس‬ ‫س‪.‬‬ ‫النّا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫سؤدد َ وهذه‬ ‫ل هذا ال ُّس‬ ‫فهسو إن ّسما ح ّس‬ ‫ة الّرفيع َ‬ ‫ة العالي َ‬ ‫المنزل َ‬ ‫جدِّ‬ ‫ة بال ِّ‬ ‫والجتهاد‪ ،‬وبذل الن ّسسسفس و النّفيسسسس‪،‬‬ ‫رحمه الله وغفَر له‪.‬‬ ‫عه‬ ‫م نف ِ‬ ‫خامساً‪ :‬عمو ُ‬

‫كان رحمسسسه الله نافعا ً للنّاس فسسسي‬ ‫حه‪ ،‬وأمرِه بالمعروف‬ ‫مه‪ ،‬وفسي ن ُسص ِ‬ ‫عل ِس‬ ‫ونهي ِه عن المنكر‪ ،‬والدّعوةِ إلى الخير‪،‬‬ ‫ومسسسساعدة النّاس بماله وبجاهسسسه‪ ،‬ك ُّ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ذلك من أوجه عموم نفعه‪.‬‬ ‫ة إلى الله بالحكمسسسسسسة‬ ‫فهسسسسسسو داعي ٌ‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪25‬‬ ‫شرح‬

‫والموعظسسة الحسسسنة‪ ،‬فسسي محاضراتسسه‬ ‫وكلماته وكتاباته‪.‬‬ ‫وكان يقوم بتعيين الدُّعاة في خارج‬ ‫المملكة على نفقة بعض المحسنين‪.‬‬ ‫ومن عموم نفعه كثرةُ فتاويه سواءً‬ ‫عسن طريسق المقابلة والل ِّقاء المباشسر‪،‬‬ ‫أو عسن طريسق المهاتفسة‪ ،‬أو عسن طريسق‬ ‫المراسسسلة‪ ،‬ك ُّ‬ ‫ل ذلك كان يحصسس ُ‬ ‫ل مسسن‬ ‫ه في نفع النّاس‪.‬‬ ‫سماحته رحمه الل ُ‬ ‫وكان رحمسسه الله عندمسسا يقسسف على‬ ‫صحف‬ ‫بعسسسض الخطاءِ فسسسي بعسسسض ال ّسس‬ ‫ت تنشُر في‬ ‫ه عليها بكلما ٍ‬ ‫والمجلّت يُنب ِّ ُ‬ ‫صحف أو فسي رسسائل يكتب ُسها وتطبع ُس‬ ‫ال ّس‬ ‫ة‪.‬‬ ‫مستقل ّ ً‬ ‫سه رحمه الله معمورةً‬ ‫وكانت مجال ُ‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫بالعلم والن ّسسسُصح والن ّسسسفع وإفادة النّاس‬ ‫س‬ ‫والحسسسسان إليهسسسم‪ ،‬وهسسسي مجال ُسسس‬ ‫ر‬ ‫تحضُرهسسا الملئك ُ‬ ‫ة لن ّسسها معمورة ٌ بذِك ْ ِ‬ ‫الله وبالعلم النّافسسع وبالن ّسسُصح وبالن ّسسفع‬ ‫ه وغفَر له‪.‬‬ ‫للمسلمين‪ ،‬رحمه الل ُ‬ ‫وكان حريصسسسسسسا ً على مسسسسسسساعدة‬ ‫المحتاجيسسن‪ ،‬وتعميسسر المسسساجد‪ ،‬فسسي‬ ‫داخسل المملكسة وخارجهسا‪ ،‬وفسي مكتبسه‬ ‫ص‬ ‫ص فسسي بيتسسه سسسجل ّ ٌ‬ ‫الخا ّ س‬ ‫ت بأشخا ٍ س‬ ‫ت مختلفةٍ يتلقّون المسساعدات‪،‬‬ ‫وبجها ٍس‬ ‫سواءً كانوا من الفقراء أو من الدُّعاة‪،‬‬ ‫في داخل المملكة وخارجها‪.‬‬ ‫ف وكرمسسٍ‪،‬‬ ‫وكان رحمسسه الله ذا لط ٍسس‬ ‫ن‬ ‫وحسسن ضيافةٍ‪ ،‬فعندمسا يأتيسه النسسا ُ‬ ‫نس مسن بلدٍ غيسر البلد الذي هسو فيسه‬ ‫ويكو ُ‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪27‬‬ ‫شرح‬

‫يبادُر إلى دعوتسسسسسسسسه إلى تناول طعام‬ ‫الغداء أو العَشاء‪ ،‬ويسسسسأ ُ‬ ‫ل عسسسن حاله‬ ‫مه إذا كانسا موجوديسن‪ ،‬أو‬ ‫وحال أبيسه وأ ّ ِس‬ ‫عسن حال بعسض أقاربسه‪ ،‬وعسن البارزيسن‬ ‫مسسن أهسسل العلم فسسي بلده‪ ،‬وهذا مسسن‬ ‫ه‪.‬‬ ‫كريم أخلقه وفضله ونبله رحمه الل ُ‬ ‫وكان يرتاد ُ منزلَه الفقراءُ‬ ‫جون‪ ،‬ومسسسن جاءَ مسسسستفتيا ً أو‬ ‫والمحتا ُ‬ ‫طالبا ً مسساعدةً‪ ،‬ويشاركُونسه فسي طعام‬ ‫الغداء أو ال َعشاء الذي يهي ّسسسسسسأ ك ّ‬ ‫ل يوم‬ ‫على قدرٍ يكفسسسسسي لتلك العداد مسسسسسن‬ ‫ه‪.‬‬ ‫ضيوفه رحمه الل ُ‬ ‫ج عام ألف وأربعمائة‬ ‫وفسسسسسي ح ّسسسسس‬ ‫وتسسسعة عشسسر وهسسو العام الذي تخلّف‬ ‫ج فسي آخسر حياتسه لمرض‬ ‫فيسه عسن الح ّس‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫ج مسن‬ ‫سفر للح ّس‬ ‫نصسحه الطبّاء بعدم ال ّس‬ ‫م بفتسسح بيتسسه فسسي‬ ‫أجله كلّف مسسن يقو ُسس‬ ‫صنِْع الولئم‬ ‫مك ّة‪ ،‬ومخي ّمه في منى‪ ،‬و ُس‬ ‫وتقديمهسا للنّاس الذيسن اعتادُوا أن يأتُوا‬ ‫إليسه ليسستفيدوا مسن علمسه‪ ،‬ويشاركوه‬ ‫فسسي طعامسسه‪ ،‬وكان يت ّسص ُ‬ ‫ل بمسسن كل ّسفه‬ ‫بذلك بالهاتف للطمئنان على ذلك‪.‬‬ ‫وكان يبذ ُ‬ ‫ه فسسسي ال ّ‬ ‫شفاعسسسة‬ ‫ل جاهَسسس ُ‬ ‫للنّاس وفسسي مسسساعدتهم فسسي تحصسسيل‬ ‫مطالبهم وقضاء حوائجهم‪.‬‬ ‫سُر لي أن أزور ه ُ في‬ ‫م إن ّه كان يتي ّ‬ ‫ث ّ‬ ‫ج في منزله وفي المخيّم في‬ ‫وقت الح ِ ّ‬ ‫ما تخلّف عسن‬ ‫منسى‪ ،‬وفسي هذه ال َّس‬ ‫سنَة ل ّس‬ ‫ت إلى مك ّسة ل َس َّ‬ ‫ما كان فيهسا‬ ‫الح ِس ّ‬ ‫ج سسافر ُ‬ ‫قبسل ذهابسه إلى الطّائف بيوميسن‪ ،‬وذلك‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪29‬‬ ‫شرح‬

‫فسسي يوم الخميسسس الموافسسق التّاسسسع‬ ‫ت‬ ‫والعشرين من شهر ذي الح ّ‬ ‫جة‪ ،‬ذهب ُ‬ ‫صيصا ً لزيارته‪ ،‬ول َ َّ‬ ‫ما‬ ‫ض أبنائي خ ِّ‬ ‫أنا وبع ُ‬ ‫جئنسسا إليسسه وسسسلّمنا عليسسه كعادتسسه يبادُر‬ ‫إلى ال ُّ‬ ‫سؤال عن الحال وعن الوالدين‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ويدعُسو إلى تناول طعام الغداء‪ ،‬فقل ُس‬ ‫صيصاً‬ ‫له‪ :‬إن ّسا قسد جئنسا مسن المدينسة خ ّ ِس‬ ‫لزيارتسسك‪ ،‬ونتناو ُ‬ ‫م الغداء معسسك‬ ‫ل طعا َسس‬ ‫م نرجعسسُ إلى المدينسسة‪ ،‬فقال رحمسسه‬ ‫ث ّسس‬ ‫ه عّز و ج ّ‬ ‫ت‬ ‫ل‪ (( :‬وجب ْسسسس‬ ‫الله‪ :‬قال الل ُسسسس‬ ‫متزاورين فِ َّ‬ ‫ي ))‪.‬‬ ‫محبّتي للمتحابِّين وال ُ‬ ‫وفسسي ذلك اللّقاء كان فسسي مجلسسسه‬ ‫ستّون من أصحاب الحاجات‪ ،‬وقد ذكَر‬ ‫ة‬ ‫عددَهُسم أحد ُ الذيسن كانوا يتولّون قراء َ‬ ‫المعاملت عليسسه‪ ،‬وكان وصسسولنا إليسسه‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫ساعة العاشرة صسسباحاً‪ ،‬ومنسسذ‬ ‫فسسي ال ّسس‬ ‫ذلك الوقست إلى أن أذ ّن لصسلة الظ ّسهر‬ ‫وعنده كاتبان ك ُّ‬ ‫ل واحدٍ منهمسسسسسسا عنده‬ ‫عدد ٌ مسسسن المعاملت‪ ،‬يتناوبان القراءة‬ ‫ل ات ّ ِسصا ٌ‬ ‫عليسه‪ ،‬وإذا حصس َ‬ ‫ل بالهاتسف رفسع‬ ‫ب على اسسستفتاء مسسن‬ ‫ماع َ‬ ‫ة وأجا َسس‬ ‫ال ّسس‬ ‫س ّ‬ ‫يستفي‪.‬‬ ‫ول َس َّ‬ ‫ما أُذ ّن لصسسلة الظ ّسهر سسسأل كسسم‬ ‫عدد ُ الذيسن بقيست معاملتهسم؟ قيسل‪ :‬إن ّسه‬ ‫ه بعسسد‬ ‫بقسسي ثماني ٌ‬ ‫ة‪ ،‬فقال‪ :‬إن شاء الل ُسس‬ ‫صلة‬ ‫صلة ننهسي معاملتهسم‪ ،‬وبعسد ال ّس‬ ‫ال ّس‬ ‫س إلى أن‬ ‫رجع سَ وأنهسسى مسسا بقسسي وجل َ س‬ ‫م الغداء‪ ،‬فقام الجمي عُ لتناول‬ ‫قُدّم طعا ُ‬ ‫م كثيراً‬ ‫م الغداء‪ ،‬وكان الطّعا ُسسسس‬ ‫طعا َسسسس‬ ‫ن الذيسسن يحضُرون كثيرون‪،‬‬ ‫كعادتسسه ل ّ س‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪31‬‬ ‫شرح‬

‫صحون التسي تحلّق عليهسا‬ ‫وكان عدد ُ ال ّس‬ ‫س فسسي ذلك اليوم سسستّة صسسحون‬ ‫النّا ُسس‬ ‫ه وغفَر له‪.‬‬ ‫كبيرة‪ ،‬رحمه الل ُ‬ ‫ولم يكتسسسف رحمسسسه الله فسسسي بذله‬ ‫النّفع َس للنّاس وحرصسه على مسساعدتهم‬ ‫ب كتابا ً لحسد المشايسخ الكبار وذلك‬ ‫فكت َس‬ ‫فسسي اليوم الثّامسسن مسسن ال ّ‬ ‫شهسسر الثّالث‬ ‫مسن عام ثمانيسة عشسر وأربعمائة وألف‪،‬‬ ‫قال فيسه‪ :‬يسسُّرني أن أخسبركم بأن ّسه منسذ‬ ‫م بالعمسسل على‬ ‫ل وأنسسا قائ ٌسس‬ ‫ن طوي ٍ‬ ‫زم ٍسس‬ ‫مسسساعدة كثيرٍ مسسن المحتاجيسسن فسسي‬ ‫داخسسسل المملكسسسة وخارجهسسسا‪ ،‬وتعميسسسر‬ ‫المساجد في داخل المملكة وخارجها‪،‬‬ ‫وتعييسسسن الدُّعاة فسسسي خارج المملكسسسة‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫وذلك على نفقسسسسسه خادم الحرميسسسسسن‬ ‫ال ّ‬ ‫ي عهده وعدد مسسسن‬ ‫شريفيسسسن وول ّسسس‬ ‫م‬ ‫المراء وأصسسحاب الخيسسر والت ُّ ّ‬ ‫جار‪ ،‬ث ّسس‬ ‫م لله‪،‬‬ ‫قال بعسد ذلك‪ :‬والدّوا ُس‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫و‪  ‬‬

‫‪،‬‬

‫جو أن‬ ‫ث بسي حاد ُس‬ ‫فإذا حد َس‬ ‫ث الموت أر ُس‬ ‫تتولّوا هذه العما َ‬ ‫ل‪ ،‬وأن تحتسسسسسسسسبُوا‬ ‫الجَر عند الله عّز وج ّ‬ ‫ل‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬عبادتُه‬ ‫ة‬ ‫كان رحمسه الله عامل ً بعلمسه‪ ،‬وثمر ُ‬ ‫العلمس ِ العم ُ‬ ‫ل‪ ،‬فكان كثيَر الذِّكْرِ لله عّز‬ ‫ل‪ ،‬وكثيَر الدُّعاء‪ ،‬وكان ملزماً‬ ‫وج ّ‬

‫ة‬ ‫ج ً‬ ‫ج سسسبعا ً وأربعيسسن ح ّ‬ ‫ج‪ ،‬وقسسد ح ّ س‬ ‫للح ِ س ّ‬ ‫ة‬ ‫ما زاَر منطق َ‬ ‫ت هذا ل ّ‬ ‫رحمه الله‪ ،‬عرف ُ‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪33‬‬ ‫شرح‬

‫الباحسسة فسسي عام ألف وأربعمائة فسسسي‬ ‫سئل‪ ،‬وكان من جواب ال ُّ‬ ‫سؤال‬ ‫شعبان ُ‬ ‫أن ذكَر عمَره سُ وأن ّ سه فسسي ذلك الوقسست‬ ‫ج‬ ‫مرِ‪ ،‬وأن ّسسه ح ّسس‬ ‫يبلغسسُ ال ّسس‬ ‫سبعين مسسن العُ ُ‬ ‫ح َّ‬ ‫ة‪ ،‬أخسسسبرني بذلك‬ ‫ج ً‬ ‫ثمانيا ً وعشريسسسن َ‬ ‫ج‬ ‫أحد ُ الحاضريسسن‪ ،‬وكان مواصسسل ً للح ّسس‬ ‫حت ّسسسسسى العام الذي قبسسسسسل العام الذي‬ ‫ن عشسر بعسد‬ ‫م وهسو العا ُس‬ ‫انصسر َ‬ ‫م الثّام ُس‬ ‫ف إلى الثّمان‬ ‫الربعمائة واللف‪ ،‬فيُضا ُس‬ ‫ح َّ‬ ‫ن‬ ‫ج ً‬ ‫ة‪ ،‬فيكو ُس‬ ‫والعشريسسن تسسعَ عشرة َ‬ ‫جهسسا رحمسسه الله‬ ‫جات التسسي ح ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫عدد ُ ال َ‬ ‫ح َّ‬ ‫ة‪.‬‬ ‫ج ً‬ ‫سبعا ً وأربعين َ‬ ‫م ّسسَ‬ ‫م ّسسَ‬ ‫ما يد ّ‬ ‫ل على‬ ‫ت عليسسه ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ما وقف ُسس‬ ‫عظم عنايته بالعبادة والشتغال بها أنّه‬ ‫فسسسي عام سسسسبعةٍ وتسسسسعين وثلثمائة‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫ت‬ ‫وأل ٍ‬ ‫ف في آخر شهر ذي القعدة ذهب ُ‬ ‫مسسن المدينسسة إلى مك ّسسة لحاجةٍ تتعل ّسسقُ‬ ‫نائب َسسه فسسي الجامعسسة‬ ‫عنده تلك اللّيلة فسسي‬

‫ت‬ ‫بالعمسسل إذ كن ُسس‬ ‫السسسلميّة‪ ،‬وب ّ سُ‬ ‫ت‬ ‫منزله‪ ،‬وكان في بيته مكان مستطيل‪،‬‬ ‫فكان يمشسسسسسي فيسسسسسه ذاهبا ً آيبا ً ويقرأُ‬

‫ن‬ ‫ن‪ ،‬يريد ُ أن يتحّرك ويقرأ القرآ َس‬ ‫القرآ َس‬ ‫الكريم‪.‬‬ ‫وأيضا ً أذكُر أن ّسسسه فسسسي سسسسنةٍ مسسسن‬ ‫ت‬ ‫ال ّس‬ ‫ما كان فسي الجامعسة دخل ُس‬ ‫سنوات ل ّس‬ ‫معسسه إلى المسسسجد النّبويسسّ بعسسد أذان‬ ‫ُ‬ ‫ت بجواره‪ ،‬فصسسلّى أربعس َس‬ ‫الظ ّسسهر‪ ،‬وكن ُسس‬

‫م‬ ‫ركعا ٍس‬ ‫ت ركعتيسن‪ ،‬ومعلو ٌس‬ ‫ت وأنسا صسلّي ُ‬ ‫ة عشٌر وأن ّسها‬ ‫ن الّراتب َ‬ ‫أن ّسه جاءَ أ ّس‬ ‫ن ال ّس‬ ‫سن َ‬ ‫اثنتسسا عشرة والكم ُ‬ ‫ل هسسو اثنتسسا عشرة‪،‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪35‬‬ ‫شرح‬

‫ت إل َ‬ ‫ت مسا‬ ‫يّس وقال‪ :‬أن َس‬ ‫ما سسلّم التف َس‬ ‫ول ّس‬ ‫ت‪ :‬نعسم‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ت إل ّ ركعتيسن‪ ،‬فقل ُس‬ ‫صسلّي َ‬ ‫ن الثنتسسسسسي عشرة هسسسسسي الكم ُ‬ ‫ل‬ ‫إ ّسسسسس‬ ‫والفض ُ‬ ‫ل‪.‬‬ ‫فكان رحمسسسه الله ملزما ً لمسسسا هسسسو‬ ‫ل والفض ُ‬ ‫الكم ُ‬ ‫ت‬ ‫ه ويرشد ُ ويلف ُس‬ ‫ل‪ ،‬وينب ّ ِس ُ‬ ‫النّظَر إلى تحصسسيل الكمسسل والفضسسل‬ ‫رحمه الله‪.‬‬ ‫ما ذهسسب إلى القصسسيم‬ ‫وأذكُر أيضا ً ل ّس‬ ‫فسسسي عام خمسسسسةٍ وثمانيسسسن وثلثمائة‬ ‫ت مسسسسع‬ ‫وألف ليتزوّج مسسسسن هناك كن ُسسسس‬ ‫ما كن ّسا‬ ‫المشايسخ الذيسن ذهبُوا معسه‪ ،‬ول ّس‬ ‫فسي أثناء الطّريسق فسي وادٍ مسن الوديسة‬ ‫فيسه شجٌر‪ ،‬وفسي وسسط النّهار كسسفت‬ ‫ال ّ‬ ‫س فقام فصسسسلّى بنسسسا صسسسلةَ‬ ‫شم ُسسس‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫الكسوف في ذلك الوادي‪ ،‬رحمه الله‪.‬‬ ‫سابعاً‪ :‬مؤلّفاتُه‬ ‫ت ال ّ‬ ‫شيسسخ رحمسسه الله كثيرةٌ‪،‬‬ ‫مؤلّفا ُ س‬ ‫وهسسسي رسسسسائ ُ‬ ‫ة‪ ،‬وقسسسد‬ ‫ل مفيدةٌ وعظيم ٌ‬ ‫بدىء بجمسسسسسسع هذه الّرسسسسسسسائل وكذا‬ ‫الفتاوى‪ ،‬وط ُسسبع منهسسا حت ّسسى الن اثنسسا‬ ‫َ‬ ‫ت تتعلّق‬ ‫عشسسر مجل ّداً‪ ،‬تسسسع ُ‬ ‫ة مجلّدا ٍسس‬ ‫بالعقيدة والدّعوة إلى الله فسسسسسسسسسسسسي‬ ‫م المجلّد ُ العاشُر‬ ‫موضوعات مختلفة‪ ،‬ث ّ‬ ‫والحادي عشسسر والثّانسسي عشسسر بدىء‬ ‫فيهسا بالفقسه بكتاب الطّهارة وإلى نهايسة‬ ‫صلة‪.‬‬ ‫كتاب الجمعة من كتاب ال ّ‬

‫ومن مؤلّفاته‪:‬‬ ‫سسسس الفوائد الجلي ّسسسة فسسسي المباحسسسث‬ ‫ضيّة‪.‬‬ ‫الفََر ِ‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪37‬‬ ‫شرح‬

‫لكثير‬ ‫سسسس وكتاب التّحقيسسسق واليضاح‬ ‫ٍ‬ ‫ج والعمرة والّزيارة‬ ‫مسسن مسسسائل الح ِسس ّ‬ ‫ب‬ ‫سنّة‪ ،‬وهسو كتا ٌس‬ ‫على ضوء الكتاب وال ُّس‬ ‫م‬ ‫م الن ّ سفع‪ ،‬كثيُر الفائدة كمسسا يعل ُ س‬ ‫عظي ُ س‬ ‫ص والعا ّسسُ‬ ‫ذلك الخا ّسسُ‬ ‫م‪ .‬وقسسد ط ُسسبع فسسي‬ ‫حياة الملك عبسسد العزيسسز رحمسسه الله‪،‬‬ ‫وتوالت طبعات ُ سه حت ّ سى بلغسست الملييسسن‬ ‫من الن ّسخ‪ ،‬كما ترجم وطبع في لغات‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫سس ومنهسسا نقد ُ القومي ّسة العربي ّسة على‬ ‫ضوء السلم والواقع‪:‬‬ ‫وكان ذلك فسي الّزمسن الذي حصسلت‬ ‫ة‪ ،‬وكث ُسر الكل ُمس فيهسا فسي‬ ‫فيسه هذه الفتن ُ‬ ‫صحف‪ ،‬فكان منسه رحمسه‬ ‫الذاعات وال ّس‬ ‫الله أن ألّف كتابا ً عظيما ً نافعا ً فسسسسسسي‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫ة‬ ‫ذلك وطبسع طبعتسه الُولى عام خمسس ٍ‬ ‫ن بعسض‬ ‫وثمانيسن وثلثمائة وألف‪ ،‬مسع أ ّس‬ ‫ال ّ‬ ‫مون فسي‬ ‫شباب فسي هذا العصسر يتكل ّ ُ‬ ‫كبار العلماء ويقولون عنهسسسم‪ :‬إن ّسسسهم ل‬ ‫ب الذي‬ ‫يفقهون الواقسسسسع‪ ،‬وهذا الكتا ُسسسس‬ ‫مه‪ (( :‬نقد ُ القومي ّسسة العربي ّسسة‬ ‫كتبسسه اسسس ُ‬ ‫على ضوء السسسسلم والواقسسسع ))‪ ،‬وكان‬ ‫ذلك قبل أن يُولد كثيٌر من هؤلء الذين‬ ‫يقولون‪ :‬إن ّسسهم يعرفُون الواقسسع‪ ،‬ومسسن‬ ‫ف مسا فيسسه مسسن الفقسسه‬ ‫اطّلع عليسه عر َس‬ ‫والفهسسسسم على ضوء الكتاب وال ّسسسسُ‬ ‫سنّة‬ ‫والواقع‪.‬‬ ‫صلة‪.‬‬ ‫س ومنها ثلث رسائل في ال ّ‬ ‫سس والتّحذيسر مسن البدع‪ :‬يشتمسل على‬ ‫ة‬ ‫التّحذيسسر مسسن أربسسع بد ٍسسع‪ ،‬وهسسي بدع ُ‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪39‬‬ ‫شرح‬

‫بويس‪ ،‬وليلة الن ّسصف‬ ‫الحتفال بالمولد الن ّ‬ ‫ّ‬ ‫مسسن شعبان‪ ،‬وليلة السسسراء والمعراج‪،‬‬ ‫والّرد ّ على الوصسسسسسسسساية المناميسسسسسسسسة‬ ‫المزعومسسة مسسن المدعسسو أحمسسد خادم‬ ‫الحجرة النّبويّة‪.‬‬ ‫ة به‬ ‫ص ُ‬ ‫ثامناً‪ :‬صلتي الخا ّ‬

‫خ رحمه الله في ال َّ‬ ‫شي َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫سنَةِ‬ ‫عرف ُ‬ ‫خْر ِسسسج إلى‬ ‫م فيهسسسا مسسسن ال َ‬ ‫التسسسي قد َسسس‬ ‫الّرياض؛ لن ّسه قدم فسي أوّل عام اثنيسن‬ ‫ت من‬ ‫وسبعين وثلثمائة وألف‪ ،‬وأنا جئ ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫شهادةَ‬ ‫بلدي الُّزلْفِسسي بعدمسسا أخذ ُسس‬ ‫ة فسسسسسي عام واحدٍ وسسسسسسبعين‬ ‫البتدائي َ‬ ‫ت فسسسسسسسي‬ ‫وثلثمائة وألف‪ ،‬ودخل ُسسسسسسس‬ ‫معهسسد الّرياض العلمسسي‪ ،‬وكان هسسو بدأ‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫س‬ ‫التّدري َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫في تلك ال َّ‬ ‫سنا‬ ‫سنَة‪ ،‬ولكن ّه لم يكن يُدّر ِ ُ‬ ‫بسل يدّرس بعسض الفواج الذيسن قبلنسا‪،‬‬ ‫ت بتدريسسسسسسسسسه‬ ‫ومسسسسسسسسا ظفر ُسسسسسسسس‬ ‫سنَةِ الخيرةِ فسي عام تسسعةٍ‬ ‫إل ّ فسي ال َّس‬ ‫ث كان‬ ‫وسسسسبعين وثلثمائة وألف‪ ،‬حي ُسسس‬ ‫مدّرِ سسا ً لطلّب ال ّ سَ‬ ‫سنَة النِّهائي ّ سة طلّب‬ ‫ال َّ‬ ‫سنَة الّرابعة من كليّة ال ّ‬ ‫شريعة‪ ،‬وأوّل‬ ‫رؤيتسسي إيّاه ولقائي بسسه فسسي عام اثنيسسن‬ ‫وسسسسبعين وثلثمائة وألف‪ ،‬وكان فسسسي‬ ‫ذلك الوقسست عدد ٌ مسسن المشايسسخ الكبار‬ ‫يقومون بإلقاء الدّروس فسسسي مسسسسجد‬ ‫ال ّ‬ ‫مد ابسن إبراهيسم رحمسه الله‬ ‫شيسخ مح ّس‬ ‫بين المغرب والعِشاء‪ ،‬وهم ال ّ‬ ‫شيخ عبد‬ ‫العزيسسز بسسن باز رحمسسه الله‪ ،‬وال ّ‬ ‫شيسسخ‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪41‬‬ ‫شرح‬

‫مد الميسن ال ّ‬ ‫شنقيطسي رحمسه الله‪،‬‬ ‫مح ّس‬ ‫وال ّ‬ ‫شيسخ عبسد الّرحمسن الفريقسي رحمسه‬ ‫الله‪ ،‬وال ّ‬ ‫شيسسسخ عبسسسد الّرّزاق عفيفسسسي‬ ‫رحمسه الله‪ ،‬وكان المسسجد ُ يَعُس ُّ‬ ‫ج بطلبسة‬ ‫العلم‪ ،‬وأذكر أن ّه كان يلقي دروسا ً في‬ ‫التّفسير في سورة مريم‪.‬‬ ‫م كان اتّصالي به كثيرا ً في الفسح‬ ‫ث ّ‬ ‫بيسسن الدّروس وفسسي المسسسجد وأزوره سُ‬ ‫ما جاء عام واحسسسسد‬ ‫فسسسسي منزله‪ ،‬ول ّسسسس‬ ‫ت بحمسسد‬ ‫وثمانيسسن وثلثمائة وألف كن ُسس‬ ‫الله مسن الذيسن ُر ّ‬ ‫حوا للتّدريسس فسي‬ ‫ش ُ‬ ‫الجامعة السلميّة في آخر عام تسعةٍ‬ ‫ت‬ ‫وسسبعين وثلثمائة وألف‪ ،‬حي ُس‬ ‫ث طلب ُس‬ ‫مسن ال ّ‬ ‫مد بسن إبراهيسم رحمسه‬ ‫شيسخ مح ّس‬ ‫ك التّدريسسس‬ ‫الله أن يجعلنسسي فسسي ِ س‬ ‫سل ْ ِ‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫فقال‪ :‬إن ّه يواف قُ على ذلك ولكن ّه يريدُ‬ ‫أن أدّرس فسي الجامعسة السسلميّة عنسد‬ ‫م‬ ‫افتتاحهسسسسا‪ ،‬فقل ُسسسس‬ ‫ت‪ :‬أنسسسسا على أت ّسسسس ِ‬ ‫السستعداد‪ ،‬وفسي عام ثمانيسن وثلثمائة‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ة السسسسسلمي ّ ُ‬ ‫وألف لم تُفتسسسسح الجامع ُ‬ ‫ض الشخاص الذيسسسسن‬ ‫وكان يُذكُر بع ُسسسس‬ ‫سسيتولّون رئاسستَها‪ ،‬ول َس َّ‬ ‫حهسا‬ ‫ما جاء افتتا ُ‬ ‫عام واحسسسد وثمانيسسسن وثلثمائة وألف‪،‬‬ ‫نس ال ّ‬ ‫شيسخ عبسد العزيسز بسن باز‬ ‫تأ ّ‬ ‫وعلم ُس‬ ‫هسسو الذي سسسيتولّى إدارت َسسها نائبا ً عسسن‬ ‫رئيسسسها ال ّ‬ ‫مد ابسسن إبراهيسسم‬ ‫شيسسخ مح ّسس‬ ‫ت فرحا ً شديدا ً لمسسا‬ ‫رحمسسه الله فرح ُسس‬ ‫جل العظيسسم مسسن منزلةٍ فسسي‬ ‫لهذا الّر ُسس‬ ‫ة عشَر عاماً‬ ‫نفسسسي‪ ،‬فصسسحبتُه خمسسس َ‬ ‫مسسن أوّل عام واحد ٍ وثمانيسسن وثلثمائة‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪43‬‬ ‫شرح‬

‫ة‬ ‫وألف إلى قرب نهايسسسسة عام خمسسسسس ٍ‬ ‫ف‬ ‫وتسسعين وثلثمائة وألف وهسو منتصس ُ‬ ‫شهسر شوّال مسن ذلك العام‪ ،‬حيسث كان‬ ‫هسو المسسؤو ُ‬ ‫ل فسي الجامعسة فسي عشسر‬ ‫ت كان نائبا ً للّرئيسس‪ ،‬ولكن ّسه هسو‬ ‫سسنوا ٍ‬ ‫م على إدارتهسا‬ ‫المباشُر للتّنفيسذ‪ ،‬والقائ ُس‬ ‫وتنفيسذ أعمالهسا‪ ،‬وبعسد ذلك كان رئيسساً‬ ‫ت فسسي تلك المدّة معسسه‬ ‫للجامعسسة‪ .‬وكن ُ س‬ ‫فسي مجلس الجامعسة‪ ،‬وكان رحمسه الله‬ ‫قسد جعلنسي فسي مجلس الجامعسة منسذ‬ ‫ت‬ ‫إنشائها‪ ،‬وفي عام ثلثةٍ وتسعين عيّن ُ‬ ‫نائبا ً للّرئيس بترشيح منه وموافقة من‬ ‫ت‬ ‫الملك فيصسسسل رحمهمسسسا الله؛ فكن ُسسس‬ ‫ملزما ً له فسسسي العمسسسل‪ ،‬وأت ّسسسص ُ‬ ‫ل بسسسه‬ ‫ت آتسي إليسه فسي المنزل‬ ‫باسستمرارٍ‪ ،‬وكن ُس‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫أحيانسسسسا قبسسسسل الذ ّهاب إلى الجامعسسسسة‬ ‫شي ُس‬ ‫س معسه قليلً‪ ،‬وكان معسه ال ّ‬ ‫خ‬ ‫وأجل ُس‬ ‫ه‪ ،‬وكان‬ ‫إبراهيسسم الحصسسيّن رحمسسه الل ُسس‬ ‫يقرأ ُ عليسسه المعاملت مسسن بعسسد صسسلة‬ ‫الفجر إلى بعد ارتفاع ال ّ‬ ‫شمس‪.‬‬ ‫ت‬ ‫وفسي يوم مسن اليّام قال لي‪ :‬رأي ُس‬ ‫ن هناك‬ ‫البارح َ‬ ‫ت كأ ّ‬ ‫ة رؤيا وهو أن ّني رأي ُ‬ ‫ة] وأنسسسا أقود ُسسسها‬ ‫ة [أي‪ :‬ناق ٌ‬ ‫بَكَْرةٌ جميل ٌ‬ ‫سوقُها‪ ،‬وقال‪ :‬أوّلت ُسها بالجامعسة‬ ‫ت ت ُس‬ ‫وأن َس‬ ‫السسلميّة‪ ،‬وقسد تحقّسق ذلك بحمسد الله‬ ‫ت معسه فسي النّيابسة مدّة سسنتين ث ّمس‬ ‫فكن ُس‬ ‫ة‬ ‫ت بالعمل بعده رئيسا ً بالنِّيابة أربع َ‬ ‫قم ُ‬ ‫أعوامسٍ‪ ،‬وحصس َ‬ ‫ل للجامعسة فسي ذلك خيٌر‬ ‫كثيٌر ولله الحمدُ‪ .‬فكانت صلتي بال ّ‬ ‫شيخ‬ ‫ة‪ ،‬وبعسسسسد انتقاله إلى‬ ‫رحمسسسسه الله وثيق ً‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪45‬‬ ‫شرح‬

‫رئاسة البحوث العلمي ّة استمّرت صلتُه‬ ‫بالجامعة حيث كان عضوا ً في مجلسها‬ ‫س‬ ‫العلى كمسسسا أسسسسلف ُ‬ ‫ت‪ ،‬وكان يرأ ُسسس‬ ‫ة عسسسن خادم الحرميسسسن‬ ‫س نياب ً‬ ‫المجال َسس‬ ‫ال ّ‬ ‫س‬ ‫ب‪ ،‬ل ّ سس‬ ‫شريفيسسسن إذا غا َسسس‬ ‫ن الّرئي َ سس‬ ‫م الحرميسسسسن‬ ‫العلى للجامعسسسسة خاد ُسسسس‬ ‫ة ال ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫شيسخ‬ ‫ب سسماح َ‬ ‫شريفيسن‪ ،‬وقسد أنا َس‬ ‫ة‪.‬‬ ‫ة مطلق ً‬ ‫في حال غيابه نياب ً‬ ‫تاسعاً‪ :‬وفاتُه‬

‫ع‬ ‫م الجمي ُ‬ ‫ه س كما يعل ُ‬ ‫توف ِّي رحمه الل ُ‬ ‫سابع‬ ‫س س فسسي صسسبيحة يوم الخميسسس ال ّ س‬ ‫والعشريسسن مسسن شهسسر المحّرم‪ ،‬قبسسل‬ ‫صل ِّي عليسه فسي‬ ‫أذان الفجسر بدقائق‪ ،‬و ُس‬ ‫المسسسجد الحرام بعسسد صسسلة الجمعسسة‪،‬‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫ل فسسي مك ّسسة‬ ‫ود ُسسفن فسسي مقسسبرة العَد ْ ِ‬ ‫ه العدد ُ الذي ل‬ ‫المكّرمسسة‪ ،‬وشهد َ جنازت َسس ُ‬ ‫ه‪.‬‬ ‫يحصيه إلّ الل ُ‬ ‫وذلك لمسسا لل ّ‬ ‫ه مسسن‬ ‫شيسسخ رحمسسه الل ُ س‬ ‫المنزلة العظيمسسسسسة والمحب ّسسسسسة فسسسسسي‬ ‫من قال‬ ‫النّفوس‪ ،‬وأر ُ سس‬ ‫جو أن يكون م ّ سس‬ ‫ه عّز وج ّ‬ ‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫ل فيهم‪:‬‬ ‫الل ُ‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪،‬‬

‫م في الحديث‪:‬‬ ‫ومن الذين جاء ذِكُْره ُ ْ‬ ‫ن الله إذا أح ّسسَ‬ ‫ب العبد َ نادى جبريسسل‬ ‫إ ّسس‬ ‫مس يُنادى‬ ‫وقال‪ :‬إن ّي أح ُّس‬ ‫ه‪ ،‬ث ّ‬ ‫ب فلنا ً فأحب ّس ُ‬

‫((‬

‫ن الله يح ّ سُ‬ ‫ب‬ ‫سماوات‪ :‬إ ّ س‬ ‫فسسي أهسسل ال ّ س‬ ‫فلنا ً فأحبُّوه‪ ،‬فيحب ّسسُه أه ُ‬ ‫سماوات‪،‬‬ ‫ل ال ّسس‬ ‫م يوضع له القَبو ُ‬ ‫ل في الرض ))‪.‬‬ ‫ث ّ‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪47‬‬ ‫شرح‬

‫ت أقو ُ‬ ‫شعَْر‬ ‫ت ال ّ ِ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫شعَْر لقل ُس‬ ‫ولو كن ُس‬ ‫ت بشاعرٍ‪ ،‬إن ّسما‬ ‫فسي رثائه ولكن ّسني لسس ُ‬ ‫أتمث ّ ُ‬ ‫ل بشعسسسر ال ّ‬ ‫شعراء‪ ،‬وعندمسسسا كان‬ ‫ت بيتاً‬ ‫يُوارى في قبره رحمه الله تذكّر ُ‬ ‫هو مطلعُ قصيدةٍ لل ّ‬ ‫مد بن عبد‬ ‫شيخ مح ّ‬ ‫ث‬ ‫الله بسسن عثيميسسن المتوفّسى سسنة ثل ٍس‬ ‫وسسسستّين وثلثمائة وألف‪ ،‬رثسسسى فيهسسسا‬ ‫خ ال ّ‬ ‫شيخ سعد بن عتيق وهو شي ُ‬ ‫ال ّ‬ ‫شيخ‬ ‫ة اللهسسِ على‬ ‫عبسسد العزيسسز بسسن باز رحم ُ‬ ‫الجميسع‪ ،‬وقسد توفّ ِسي سنة تسسٍع وأربعيسن‬ ‫وثلثمائة وألف‪ ،‬وكان عمُر ال ّ‬ ‫ما‬ ‫شيسخ ل ّس‬ ‫ة‬ ‫توفّ ِسي شي ُ س‬ ‫خه سسسعد بسسن عتيسسق تسسسع َ‬ ‫عشسسسر عاماً‪ ،‬وبيسسسن وفاتيهمسسسا إحدى‬ ‫ت هو قولُه‪:‬‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫وسبعون َ‬ ‫ة‪ ،‬وهذا البي ُ‬ ‫حفَُر‬ ‫أهكذا البَدُْر ت ُ ْ‬ ‫خفي نُوَرهُ ال ُ‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫ن‬ ‫ويُفْقَد ُ العل ُمس ل ع َي ْس ٌ‬

‫ول أَثَُر‬ ‫ما عد ُّ‬ ‫ت‬ ‫هذا هو مطل عُ القصيدةِ‪ .‬ول ّ‬ ‫ت إلى ديوانسسسسه‬ ‫إلى المدينسسسسة رجع ُسسسس‬ ‫مى بسس‪ (( :‬العقسد الثّميسن مسن شعسر‬ ‫المسس ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫ت‬ ‫مد بسن عثيميسن ))‪ ،‬واطّلع ُس‬ ‫شيسخ مح ّس‬ ‫ة وأربعيسن‬ ‫على القصسيدة وهسي تبلغ ُس ثلث ً‬ ‫ض البيات‪ ،‬وهسي‬ ‫بيتاً‪ ،‬اختر ُس‬ ‫ت منهسا بع َس‬ ‫تنطبقُ على ال ّ‬ ‫شيخ تماماً‪:‬‬ ‫حسسفَسسُر‬ ‫أهكذا البَدُْر ت ُ ْ‬ ‫خفي نـسوَره ُ ال ُ‬ ‫ن‬ ‫ويُفْقَسسسسد ُ العلسسس ُ‬ ‫م ل ع َي ْسسسس ٌ‬ ‫ول أَثَسسُر‬ ‫ح كنّا نستسضىءُ بسسها‬ ‫َ‬ ‫ت مصابيس ُ‬ ‫خب َ ْ‬ ‫الُّزهُسُر‬

‫م‬ ‫ت للمغيسب الن ُ‬ ‫وطوّ َ‬ ‫جسسس ُ‬ ‫ح ْس‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪49‬‬ ‫شرح‬

‫ت‬ ‫ت غُْرب َ ُ‬ ‫ة السلم وانكسف ْ‬ ‫واستحكم ْ‬

‫سس العلومس ِ التسي يُهدى‬ ‫شم ُ‬ ‫بها الب َ َ‬ ‫شُر‬ ‫م‬ ‫تُ ُ‬ ‫صسسال ِ ُ‬ ‫خّرِ َ‬ ‫حون المقتسدَى بـهِسس ُ‬ ‫م ال ّ‬ ‫مبستسدا‬ ‫م منهم مقا َ‬ ‫وقا َ‬ ‫م الس ُ‬ ‫خسبَسسُر‬ ‫ال َ‬ ‫م مسضى‬ ‫ت تسمسعُ إل ّ كسسا َ‬ ‫نث ّ‬ ‫فلس َ‬ ‫حقسسُ الفار َسس‬ ‫ط البسسسساقي‬ ‫ويل َ‬ ‫كسما غَبَُروا‬

‫ن الحاف َس‬ ‫ظ ابسن حجرٍ رحمسه‬ ‫وأذكُر أ ّس‬ ‫ه ذكَر فسسسسسسسسسسسسسسسسسي‬ ‫الل ُسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫((‬

‫الصسسابة‬

‫))‬

‫فسسي ترجمسسة قيسسس بسسن‬

‫مسسسن‬ ‫عاصسسسم ٍ المنقري التّميمسسسي‬ ‫أصسسحاب رسسسول الله ‪ ،‬وكان سسسيّداً‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫فسي قومسه‪ ،‬وقسد رثاه ُس عبدة ُ بسن الطّي ّسب‬ ‫في قصيدةٍ منها قولُه‪:‬‬ ‫ه هُل ْ َ‬ ‫ك واحدٍ‬ ‫س هُلْك ُ ُ‬ ‫وما كان قَي ْ ٌ‬ ‫ن‬ ‫ه بنيسسسا ُ‬ ‫ولكسسسنّسس ُ‬ ‫مسسا‬ ‫قوم ٍ تهسسد ّ َ‬ ‫وهو ينطبق على ال ّ‬ ‫شيخ عبد العزيز‬ ‫ه‪.‬‬ ‫بن باز رحمه الل ُ‬ ‫فهسو لم يكسن فقيد َ أسسرةٍ‪ ،‬ول فقيدَ‬ ‫قريةٍ أو مدينةٍ‪ ،‬ول فقيد َ قطرٍ أو‬ ‫ي‬ ‫إقليمسٍ‪ ،‬وإن ّسما هسو فقيد ُ العالَم السسلم ّ‬ ‫رحمه الله وغفَر له‪.‬‬ ‫ة مسسن‬ ‫ه أربع ً‬ ‫وقسسد خلف رحمسسه الل ُسس‬ ‫البنيسسن وسسستّا ً مسسن البنات‪ ،‬وأحد ُ البنيسسن‬ ‫ه‬ ‫وهو أحمد من طلبة العلم‪ ،‬أصل َ‬ ‫ح الل ُ‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪51‬‬ ‫شرح‬

‫بنيسسه‪ ،‬وبارك فيهسسم‪ ،‬وغفَر لل ّ‬ ‫شيسسخ ولنسسا‬ ‫ف مسن البنيسن‬ ‫ف اللو َس‬ ‫جميعاً‪ ،‬ولكن ّسه خل ّس َ‬ ‫الذيسسن يسسستفيدون مسسن علمسسه ويدعون‬ ‫م‪:‬‬ ‫سل ُ‬ ‫صلة ُ وال ّسس‬ ‫له‪ ،‬وقسسد قال عليسسه ال ّ س‬ ‫ن آدم انقط عَ عملُه إل ّ من‬ ‫(( إذا مات اب ُ‬ ‫ث‪ ،‬صسدقةٍ جاريسة‪ ،‬أو علم ينتفع ُس بسه‪،‬‬ ‫ثل ٍس‬ ‫أو ولد صسسالح يدع ُسسو له ))‪ ،‬فأبناؤُه مسسن‬ ‫ُ‬ ‫نسسسبه وأبناؤ ُه فسسي العلم كل ّسهم يدعون‬ ‫مون يدعون له رحمسه الله‬ ‫له‪ ،‬والمسسل ُ‬ ‫وغفر له‪.‬‬ ‫ه فسسي عمله فسسي الفتاء فسسي‬ ‫وخلفَ س ُ‬ ‫المملكسسسسة ورئاسسسسسة هيئة كبار العلماء‬ ‫ورئاسسة إدارة البحوث العلمي ّسة والفتاء‬ ‫شي ُ‬ ‫نائب ُه في الفتاء ال ّ‬ ‫خ عبد العزيز بن‬ ‫مد آل ال ّ‬ ‫شيسخ حفظ ُهس‬ ‫عبسد الله بسن مح ّس‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫ه وبار َ‬ ‫ف لخير‬ ‫ه خيَر خل ٍ‬ ‫ك فيه‪ ،‬وجعل ُ‬ ‫الل ُ‬ ‫ف فسسسسي جدّه‬ ‫ف‪ ،‬وهسسسسو معرو ٌسسسس‬ ‫سسسسسل ٍ‬ ‫بالشتغال بالعلم وفسسي خطبسسه النّافعسسة‬ ‫المفيدة فسي جامسع المام تركسي وفسي‬ ‫مسجد نمرة بعرفة‪.‬‬ ‫وكان القائم بأعمال رئاسسة البحوث‬ ‫العلميّة والفتاء والدّعوة والرشاد قبل‬ ‫انتقال سسماحة ال ّ‬ ‫شيسخ عبسد العزيسز بسن‬ ‫باز مسسن الجامعسسة السسسلميّة إليهسسا هسسو‬ ‫ال ّ‬ ‫مد ابسن إبراهيسم‬ ‫شيسخ إبراهيسم بسن مح ّس‬ ‫آل ال ّ‬ ‫شيخ‪.‬‬ ‫ح كثيرا ً إذا رأينسسا فسسي آل‬ ‫وإن ّسسا نفر ُسس‬ ‫ال ّ‬ ‫ن هم من أهل العلم‪.‬‬ ‫شيخ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن مسن محاسسن ولة المسر‬ ‫وأقول‪ :‬إ ّس‬ ‫فسسسي هذه البلد عنايت َسسسهم بآل ال ّ‬ ‫شيسسسخ‪،‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪53‬‬ ‫شرح‬

‫صهم على تمكينهسسم مسسن العمال‬ ‫وحر َ س‬ ‫ن أص س َ‬ ‫ل هذه الوليسسة‬ ‫مة‪ ،‬وذلك أ ّ س‬ ‫المه ّ س‬ ‫التسسسي حصسسس َ‬ ‫ل النّفع سسُ فيهسسسا على مدى‬ ‫قرنيسسن مسسن الّزمان أو أكثسسر إن ّسسما كان‬ ‫م‬ ‫بالتقاء إماميسسن عظيميسسن همسسا الما ُسس‬ ‫م‬ ‫مد بسن سسعود رحمسه الله‪ ،‬والما ُس‬ ‫مح ّس‬ ‫ال ّ‬ ‫مد بسن عبسد الوهّاب رحمسه‬ ‫شيسخ مح ّس‬ ‫الله‪ ،‬وقيامهمسسسسسا بالدّعوة إلى الله عّز‬ ‫وج ّ‬ ‫ل‪ ،‬ونصرة دِين الله‪.‬‬ ‫عاشراً‪ :‬أمنيّات ومقترحات‬

‫وأختسسسسسسسسسسم هذه الكلمات بأمنيّات‬ ‫ومقترحات هي‪:‬‬ ‫نس ال ّ‬ ‫شيسخ عبسد العزيسز بسن باز‬ ‫ولً‪ :‬أ ّ‬ ‫أ ّ‬ ‫رحمسسسسسسسه الله كان مرجعا ً للعُلماء‪ ،‬إذا‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫ت رجعُوا إليه في حل ِّها‬ ‫جاءت المشكل ُ‬ ‫ب ورح َ‬ ‫ل‬ ‫ومعرفسسة حكمهسسا‪ ،‬وقسسد ذه َسس‬ ‫م الذي فسسي صسسدره‬ ‫رحمسسه الله‪ ،‬والعل ُ س‬ ‫مه الذي في‬ ‫ذه َ‬ ‫ب معه‪ ،‬ولكن بقي عل ُ‬ ‫الوراق والّرسسسسسسائل والفتاوى‪ ،‬والذي‬ ‫حه أن يعتنسسسسي‬ ‫جوه ونقتر ُسسسس‬ ‫نتمنّاه ونر ُ‬ ‫خلَفُسه فسي إتمام مسا بُدىء بسه مسن جمسع‬ ‫َ‬ ‫هذه الّرسسسسسسسائل والفتاوى وطبعهسسسسسسا‬ ‫ونشرها للستفادة منها‪ ،‬وقد طبع منها‬ ‫ت‪ ،‬وهسسي‬ ‫اثنسسا عشسسر مجلّدا ً كمسسا أسسسلف ُ‬ ‫تبلغ سسُ المجلّدات الكثيرة‪ ،‬ونسسسسأ ُ‬ ‫ل الله‬ ‫عّز وج ّ‬ ‫سر جمعَسسسها وطبعَسسسها‬ ‫ل أن يي ّسسس‬ ‫وتمكيسسن طلبسسة العلم مسسن السسستفادة‬ ‫منها‪.‬‬ ‫ة لي ولطلبسسسسة العلم‬ ‫ثانياً‪ :‬وصسسسسي ّ ٌ‬ ‫جد ُّ والجتهاد ُ فسي طلب‬ ‫عموما ً وهسي ال ِ‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪55‬‬ ‫شرح‬

‫سع فسسسسي تحصسسسسيله‪،‬‬ ‫العلم وبذل الوُسسسس ْ‬ ‫والعنايسسسسة بأخذه ونشره وبذله؛ كمسسسسا‬ ‫ه تعلّماً‬ ‫كانسست حا ُ‬ ‫ل ال ّ‬ ‫شيسسخ رحمسسه الل ُسس‬ ‫وعمل ً وتعليما ً ودعوةً ونصحاً‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬أوصسسسي بعسسسض ذوي الهمسسسم‬ ‫العاليسسة مسسن طلبسسة العلم بالتّجاه إلى‬ ‫إعداد رسسسسائل علمي ّسسسة وأبحاث تتناول‬ ‫إبراز جوانسب مختلفسة مسن جهود ال ّ‬ ‫شيسخ‬ ‫العلمي ّسسسسسة فسسسسسي العقيدة والتّفسسسسسسير‬ ‫والحديسسسث والفقسسسه والدّعوة إلى الله‬ ‫وغير ذلك‪.‬‬ ‫ة‬ ‫ن الجامع َ‬ ‫رابعاً ‪ :‬مسسسن المعلوم أ ّسسس‬ ‫ة‬ ‫ة بالمدينسسسسة المنوّرة عالمي ّ ُ‬ ‫السسسسسلمي ّ َ‬ ‫شي ُسس‬ ‫النّف ِسسسع‪ ،‬وال ّ‬ ‫خ عبد ُ العزيسسسز بسسسن باز‬ ‫عالم ّسسسسُ‬ ‫ي الن ّسسسسفع‪ ،‬وهسسسسو الذي باشسسسسر‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫تأسسيسها‪ ،‬وتولّى غرسسها منسذ افتتاحهسا‬ ‫ة عشَر‬ ‫واسسسسسسستمّر فيهسسسسسسا خمسسسسسسس َ‬ ‫م الجامعسسة السسسلميّة‬ ‫عاماً‪ ،‬وإ ّسس‬ ‫ن اسسس َ‬ ‫م جمي ٌ‬ ‫ل‪ ،‬ويزداد ُ جمال ً إذا أطلق‬ ‫اسسسسسس ٌ‬ ‫جامعسسسسة ال ّ‬ ‫شيسسسسخ‬

‫م‪:‬‬ ‫عليهسسسسا اسسسسس ُ‬ ‫عبسد العزيسز بسن باز السسلميّة ))‪ ،‬وقسد‬ ‫ه بها‪.‬‬ ‫ت لذلك أسبابا ً س نفع الل ُ‬ ‫بذل ُ‬ ‫((‬

‫ض المنيّات والمقترحات‬ ‫هذه بع ُسسسسس‬ ‫سر الله تحقيقهسسا‪،‬‬ ‫التسسي فسسي ذهنسسي ي ّ س‬ ‫ل الله عّز وج ّ‬ ‫وأسأ ُ‬ ‫ل أن يغفر لسماحة‬ ‫ال ّ‬ ‫ن الجزاء‪ ،‬وأن‬ ‫شيخ‪ ،‬وأن يجزي ُ‬ ‫ه أحس َ‬ ‫ه على مسسا‬ ‫يبارك فسسي علمسسه‪ ،‬وأن يثيب ُسس‬ ‫قدّم‪ ،‬وعلى مسسسسا حصسسسسل منسسسسه مسسسسن‬ ‫صدقات الجاريسسسة‪ ،‬وأن يعظسسسم له‬ ‫ال ّسسس‬ ‫الجزاء‪ ،‬وأن يوفّقنسا جميعا ً لمسا يرضيسه‪،‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫‪57‬‬ ‫شرح‬

‫ولمسا فيسه تحصسيل العلم النّافسع والعمسل‬ ‫م‪،‬‬ ‫بسسه‪ ،‬إن ّسسه سسسبحانه وتعالى جواد ٌ كري ٌسس‬ ‫ه وسسسلّم وبارك على عبده‬ ‫وصسسلّى الل ُسس‬ ‫مدٍ‪ ،‬وعلى آله‬ ‫ورسسسسسسسوله نبي ّسسسسسسنا مح ّ‬ ‫وأصحابه أجمعين‪.‬‬

‫***‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫الشيخ محمد بن‬ ‫عثيمين‬ ‫من العلماء‬ ‫الربَّانيِّين‬ ‫قال ابسسن العرابسسي كمسسا فسسي فتسسح الباري (‬ ‫‪:)1/162‬‬ ‫(( ل يُقال للعالِم ربَّانسسسي حتسسسى يكون عالِماً‬ ‫معل ِّما ً عاملً ))‪.‬‬

‫وأزيسسسد‪ :‬وأن يكون ذلك على فهسسسم السسسسسلف‬ ‫الصالح وطريقتهم‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫الشيخ عبد العزيز بن باز نموذج من‬ ‫الرعيل الول‬

‫محاضرة ألقاها‬ ‫عبد المحسن بن حمد‬ ‫العباد البدر‬ ‫في الجامعة السلمية‬ ‫بالمدينة‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫الحمسسسسسسد لله نحمده ونسسسسسسستعينه‬ ‫ونسسسسستغفره‪ ،‬ونعوذ بالله مسسسسن شرور‬ ‫من يهده‬ ‫أنفسنا ومن سي ِّئات أعمالنا‪َ ،‬‬ ‫الله فل مض َّ‬ ‫من يُضلل فل‬ ‫ل له‪ ،‬و َسسسسسسسس‬ ‫هادي له‪ ،‬وأشهسسسسسسسسد أن ل إله إل َّ الله‬ ‫ن محمداً‬ ‫وحده ل شريسك له‪ ،‬وأشهسد أ َّس‬ ‫من‬ ‫عبدُه ورسسسسولُه‪ ،‬وخليلُه وخيرت ُسسسه ِسس‬ ‫ه تعالى بيسسن يدي‬ ‫َ‬ ‫خل ْسسقه‪ ،‬أرسسسله الل ُسس‬ ‫السسساعة بشيرا ً ونذيراً‪ ،‬وداعيا ً إلى الله‬ ‫بإذنسسه وسسسراجا ً منيراً‪ ،‬فد َّ‬ ‫ل أ َّ‬ ‫مت َسسه على‬ ‫ل خير‪ ،‬وحذَّرها من ك ِّ‬ ‫ك ِّ‬ ‫ل شّرٍ‪.‬‬ ‫اللَّه َّ‬ ‫م ص ِّ‬ ‫ل وسل ِّم وبارِك عليه وعلى‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫‪63‬‬ ‫شرح‬

‫من سلك سبيلَه واهتدى‬ ‫آله وأصحابه و َ‬ ‫بهديه إلى يوم الدِّين‪.‬‬ ‫أ َّ‬ ‫ما بعد‪:‬‬ ‫فإن ّ ِسي أتحدَّث إليكسم أي ُّسها الخوة هذه‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ل مسسن شيوخ‬ ‫فاض‬ ‫خ‬ ‫شي‬ ‫عسسن‬ ‫الليلة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍسس‬ ‫المملكسة العربي َّسة السسعودية‪ ،‬وعَل َسم ٍ مسن‬ ‫أعلمهسا بسل عسن عَل َسم ٍ مسن أعلم العالَم‬ ‫السسلمي‪ ،‬له جهود ٌ كسبيرة ٌ فسي العنايةِ‬ ‫بالعلمسسسس ِ ونشرِه وبذلِه‪ ،‬وإفادةِ طلبسسسسة‬ ‫العلم‪ ،‬أل وهو الشيخ العلَّمة محمد بن‬ ‫صسالِح بسن ع ُثيميسن رحمسه الله وأسسكنه‬ ‫فسيح جنَاته‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() هذه محاضرة أُلقيت في مسجد الجامعة‬ ‫السسسسسسسلمية بالمدينسسسسسسة ليلة الجمعسسسسسسة (‬ ‫‪24/10/1421‬هس)‪.‬‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫فأقول‪ :‬إ ّسسَ‬ ‫ت‬ ‫م مصسسيبةِ مو ٍسس‬ ‫ن أعظ َسس‬ ‫ة بوفاة‬ ‫حصسسلت فسسي السسسلم المصسسيب ُ‬ ‫ب العظمسسى‬ ‫نبي ّ سِنا محمسسد ‪ ،‬والمصسسائ ُ‬ ‫بعد تلك المصيبة إن َّما هي بموت ورثت ِه‬ ‫‪ ،‬وقسسد قال ‪ (( :‬إ ّسسَ‬ ‫ة‬ ‫ن العلماءَ ورث ُ‬ ‫ن النسسبياءَ لَم يُوّرِثوا ديناراً‬ ‫النسسبياء‪ ،‬وإ ّسسَ‬ ‫من‬ ‫م‪ ،‬ف َسس‬ ‫ول درهماً‪ ،‬وإن ّسسَما وَّرثوا العل َسس‬ ‫أخسذ بسه‪ ،‬أخسذ بح ٍّس‬ ‫ظ وافسر ))‪ ،‬رواه أبسو‬ ‫داود (‪ )3641‬وغيُره‪ ،‬وسنده حسن‪.‬‬ ‫والشي ُخس اب نُس ع ُثيميسن سس رحمسه الله سس‬ ‫قسد أخسذ مسن العلمس بح ٍّس‬ ‫ظ وافسر‪ ،‬وبَذ َل‬ ‫ِ‬ ‫جهودا ً عظيم ً‬ ‫ة فسسسسسسسسي نشرِه‪ ،‬وإفادةِ‬ ‫طلَّب العلم‪.‬‬ ‫وكلمسسي عسسن هذا الشيسسخ الفاضسسل‬ ‫عسن‪ :‬نسسبه‪ ،‬وولدتسه ونشأتسه‪ ،‬وشيوخسه‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫‪65‬‬ ‫شرح‬

‫مه بالدَّعوة‪،‬‬ ‫وتلميذه‪ ،‬وبذلِه للعلم وقيا ِ‬ ‫ومؤلفات ِسه‪ ،‬ومكانت ِسه عنسد الناس‪ ،‬ووفات ِسه‬ ‫قبِه‪ ،‬ووصايا ومقترحات‪.‬‬ ‫وع ِ‬ ‫أولً‪ :‬نسبه‬

‫هسو محمسد بسن صسالح بسن محمسد بسن‬ ‫سليمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن‬ ‫عبد الله بن عبد الرحمن ابن أحمد بن‬ ‫مقبسسل‪ ،‬مسسن الوهَ سبة‪ ،‬مسسن بن ِ سي تميسسم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وجدُّه الرابسسسسسسع عثمان أُطلق عليسسسسسسه‬ ‫عُثيميسسسسسن‪ ،‬واشتهرت هذه السسسسسسرة‬ ‫بالنسسسبة إليسسه بهذا الطلق (ع ُثيميسسسن‬ ‫مأخوذ من عثمان)‪.‬‬ ‫مه الدكتور‬ ‫ن ع ِّ‬ ‫أفادنِي بهذا النسب اب ُ‬ ‫عبد الرحمن ابن سليمان بن ع ُثيمين‪.‬‬

‫وانظسسسر كتاب‪:‬‬

‫((‬

‫علماء نجسسسد خلل‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫ستة قرون‬

‫))‬

‫للشيخ عبد الله الب َّ‬ ‫سام (‬

‫‪.)2/422‬‬ ‫ثانياً‪ :‬ولدته ونشأته‬

‫وُلد فسي ليلة السسابع والعشريسن مسن‬ ‫شهسر رمضان سسنة ‪1347‬هسس فسي مدينسة‬ ‫عُنيزة‪ ،‬إحدى مدن القصسسسسيم‪ ،‬ونشسسسسأ‬ ‫نشأة صالِحة طي ِّبة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ة فسسسي الكتَّاب‪،‬‬ ‫تعل ّم القراءةَ والكتاب َ‬ ‫َ‬ ‫مه عبسسسد‬ ‫ن على جدِّه ل ّسسسِ‬ ‫وتعل ّم القرآ َسسس‬ ‫الرحمسن بسن سسليمان آل دامسغ‪ ،‬فحفسظ‬ ‫القرآن وتتلمسذ على الشيسخ العل َّسمة عبسد‬ ‫سعدي رحمسه الله‪،‬‬ ‫الرحمسن ابسن ناصسر ال َّس‬ ‫ول َ َّ‬ ‫ما ف ُتح معهد الرياض العلمي استأذن‬

‫خه عبسد الرحمسسن بسن سسعدي فسي‬ ‫شي َس‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫‪67‬‬ ‫شرح‬

‫اللتحاق بسه‪ ،‬فدرس فيسه‪ ،‬وكانست مدَّةُ‬ ‫الدراسسة فسي ذلك الوقست بعسد البتدائي‬ ‫وقبسل الكليسة أربع َس سسنوات‪ ،‬ودخسل فسي‬ ‫السسنة الثانيسسة‪ ،‬وكان فسي ذلك الوقست‬ ‫من يكون عنده‬ ‫نظام القفسز‪ ،‬وهسو أ َّس‬ ‫ن َس‬ ‫اسسستعداد ٌ للتقدُّم فسسي الدراسسسة‪ ،‬فإن ّسسَه‬ ‫تُتاح له الفرصسسة فسسي العطلة الصسسيفية‬ ‫س مقَّررات السسسنة التسسي بعسسد‬ ‫أن يدر َ س‬

‫سسنته التسي انتهسى منهسا‪ ،‬وإذا جاء الدور‬ ‫الثانسسي اختسسبر فسسي مواد تلك السسسنة‪،‬‬ ‫فينتقسل منهسا إلى السسنة الخرى‪ ،‬وكان‬ ‫سس فسي السسنة‬ ‫سس رحمسة الله عليسه سس دََر َ‬ ‫الثانيسسة‪ ،‬وفسسي الصسسيف درس مقَّررات‬ ‫السسنة الثالثسة‪ ،‬وانتقسل منهسا إلى السسنة‬ ‫الرابعسة‪ ،‬وبعسد انتهائه منهسا فُستح المعهسد‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫العلمسسي بعُنيزة سسسنة ‪1374‬هسسس‪ ،‬وصسسار‬ ‫س على شيخه الشيخ عبد الرحمن‬ ‫يدر ُ‬ ‫بن سعدي‪ ،‬ويقوم بالتدريس في معهد‬ ‫عُنيزة العلمسي‪ ،‬وكان مسع ذلك منتسسباً‬ ‫إلى كلي َّة الشريعة‪ ،‬يذهب إلى الرياض‬ ‫لداء الختبار فسسسسي نهايسسسسة ك ِّ‬ ‫ل سسسسسنة‬ ‫دراسسسية‪ ،‬حتسسى أنهسسى الدراسسسة فسسي‬ ‫الكليَّة‪.‬‬ ‫وبعسد افتتاح كلي َّسة الشريعسة وأصسول‬ ‫دّين بالقصيم انتقل من التدريس في‬ ‫ال ِ‬ ‫المعهسسد إليهسسا‪ ،‬واسسستمَّر فسسي التدريسسس‬ ‫فيها إلى أن توفي رحمه الله‪.‬‬ ‫ول َس َّ‬ ‫خه عبسد الرحمسن بسن‬ ‫ي شي ُس‬ ‫ما تُوفّ ِس َ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫سسسسعدي سسسسنة ‪1376‬هسسسس تول ّى المام َ‬ ‫ة والتدريسسسس فسسسي المسسسسجد‬ ‫والخطاب َ‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫‪69‬‬ ‫شرح‬

‫الجامسسع الكسسبير بعُنيزة‪ ،‬واسسستمَّر على‬ ‫ذلك حتى توفَّاه الله‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬شيوخه وتلميذه‬

‫أبرز شيوخسسه الذيسسن درس عليهسسم‪:‬‬ ‫الشيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسخ‬ ‫عبسد الرحمسن بسن سسعدي‪ ،‬درس عليسه‬ ‫فسسي المسسسجد الكسسبير بعُنيزة‪ ،‬والشيسسخ‬ ‫عبسسد العزيسسز بسسن باز‪ ،‬والشيسسخ محمسسد‬ ‫المين الشنقيطي رحمهما الله‪ ،‬درس‬ ‫عليهما في معهد الرياض العلمي‪.‬‬ ‫وأ ّسسَ‬ ‫ما تلميذه‪ ،‬فهسسم كثيرون‪ ،‬أخذوا‬ ‫م فسي معهسد عنيزة العلمسي‪،‬‬ ‫عنسه العل َس‬ ‫وكليسسسسة الشريعسسسسة وأصسسسسول الدِّيسسسسن‬ ‫بالقصيم‪ ،‬وفي المسجد الجامع الكبير‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫سه فسي المسسجد الجامسع‬ ‫بعُنيزة‪ ،‬فتدري ُس‬ ‫س وأربعون سسسنة‪،‬‬ ‫الكسسبير مدَّت ُسسه خم ٌسس‬ ‫وتدريسسسه فسسي المعهسسد والكلي ّ سَة مدَّت ُ سه‬ ‫سسبعٌ وأربعون سسنة‪ ،‬فتلميذه فسي هذه‬ ‫مدَّة الطويلة كثيرون جدًّا‪.‬‬ ‫ال ُ‬ ‫وكان عدد ٌ كسسبير مسسن الطلبسسة مسسن‬ ‫حلون إليسه‬ ‫داخسل المملكسة وخارجهسا يرت ِ‬ ‫م عنه ل سيما في الصيف‪،‬‬ ‫لتلق ِّي العل َ‬ ‫سس كثيرة‪ ،‬فسي‬ ‫حيسث يكون له فيسه درو ٌ‬ ‫الصباح وبعد العصر وبعد المغرب‪ ،‬ول‬ ‫ينقطسع عسن التدريسس بعسد المغرب فسي‬ ‫جميع أيَّام السنة‪.‬‬ ‫وفي الم سجد الجامع الكبير بعُنيزة‬ ‫سسها الشيسخ عبسد الرحمسن بسن‬ ‫مكتبسة أ َّس‬ ‫سسعدي رحمسه الله‪ ،‬وبعسد وفاتسه واصسل‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫‪71‬‬ ‫شرح‬

‫الشيسسخ محمسسد بسسن عُثيميسسن تزويدهسسا‬ ‫بالكتب‪ ،‬ول َ َّ‬ ‫ما أعاد الملك خالد س رحمه‬ ‫الله سسسس بناءَ المسسسجد الجامسسسع الكسسسبير‬ ‫بعُنيزة‪ ،‬بنى بجواره عمارة ً جعلها وقفاً‬ ‫على الطلبة الذين يرتحلون إلى ع ُنيزة‬ ‫للدراسسسة على الشيسسخ ابسسن ع ُثيميسسن‬ ‫رحمسسسه الله‪ ،‬ونُقلت المكتبسسسة إلى تلك‬ ‫العمارة‪ ،‬فكانسسسست هذه العمارة فيهسسسسا‬ ‫سكن الطلَّب والمكتبة‪.‬‬ ‫مه‬ ‫م وقيا ُببببب‬ ‫رابعاً‪ :‬بذلُه العل َببببب‬ ‫بالدَّعوة‬

‫ما تقدَّم أن َّسه بدأ بالتدريسس‬ ‫علمنسا ِ‬ ‫م َّس‬ ‫في معهسد ع ُنيزة عام ‪1374‬هسس‪ ،‬وأن َّسه بدأ‬ ‫بالخطابسسة والمامسسة والتدريسسس فسسي‬ ‫المسسجد الجامسع الكسبير عام ‪1376‬هسس‪،‬‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫ة كثيرون فسي‬ ‫وأن َّسه أخسذ العل َمس عنسه طلب ٌ‬ ‫معهسسسد ع ُنيزة العلمسسسي‪ ،‬وفسسسي كلي ّسسسَة‬ ‫دّيسسن بالقصسسيم‪،‬‬ ‫الشريعسسة وأصسسول ال ِ‬ ‫والمسسسجد الجامسسع الكسسبير بعُنيزة‪ ،‬ولَم‬ ‫مه بالدَّعوة‬ ‫يقتصسسسر بذلُه للعلمسسس ِ وقيا ُ سس‬ ‫على بلده القصسسسسيم‪ ،‬بسسسسل كان يبذل‬ ‫م عسسسسن طريسسسسق التدريسسسسس‪،‬‬ ‫العل َسسسس‬ ‫والمحاضرات فسسي البلد التسسي ينتقسسل‬ ‫إليهسا داخسل المملكسة‪ ،‬وكان يذهسب إلى‬ ‫مكسسسسة فسسسسي أوقات مختلفسسسسة‪ ،‬ويقوم‬ ‫بالتدريسسسس فسسسي المسسسسجد الحرام‪ ،‬ل‬ ‫سسسيما فسسي شهسسر رمضان‪ ،‬وكان مسسن‬ ‫عادتسه أن يذهسب إليسه بعسد مسا يمضسي‬ ‫جزءٌ من رمضان فيُدّرِس في المسجد‬ ‫الحرام‪ ،‬ويلت ّسسُ‬ ‫ف حولَه عدد ٌ كسسبير مسسن‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫‪73‬‬ ‫شرح‬

‫الطلبسسة الذيسسن يحرصسسون على تلقّسسِي‬ ‫سه والخذ عنه‪ ،‬وكذا إذا حضر إلى‬ ‫درو ِ‬ ‫المدينسة للقاء محاضرات أو لغيسر ذلك‪،‬‬ ‫فإن ّسسسَه يُدّرِس فسسسي المسسسسجد النبوي‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ب إذا علموا بقدومسه إلى‬ ‫ويسسُّر الطل ّس ُ‬ ‫سه‪ ،‬ويسستفيدوا‬ ‫المدينسة ليَح ُ‬ ‫ضروا درو َس‬ ‫ت مسن المدّرِسسين فسي‬ ‫مسن علمسه‪ ،‬وكن ُس‬ ‫َ‬ ‫ب يطلبون‬ ‫هذا المسسسجد‪ ،‬فكان الطل ّسس ُ‬ ‫ضروا‬ ‫س ليَح ُ‬ ‫من ّسسسسِي أن أوقسسسسف الدر َسسسس‬ ‫ت أوقفُسسها ليتمكَّنوا مسسن‬ ‫درو َ س‬ ‫سه‪ ،‬فكن ُ س‬ ‫سه‬ ‫ت أح ُ‬ ‫ضُر درو َس‬ ‫السستفادةِ منسه‪ ،‬وكن ُس‬ ‫معهم في بعض الحيان‪.‬‬ ‫ومن مجالت تعليمه ودعوته إلقاؤه‬ ‫المحاضرات فسسسسسسسسسسسسسي مختلف مدن‬ ‫المملكة‪ ،‬في المساجد والجامعات‪.‬‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫وقسسسد ألقسسسى محاضرات عديدة فسسسي‬

‫الجامعسسسة السسسسلمية بالمدينسسسة‪ ،‬فسسسي‬ ‫مسسسجدها‪ ،‬وفسسي قاعسسة المحاضرات‪،‬‬ ‫وفسسسي أماكسسسن الصسسسلة فسسسي كليَّاتهسسسا‬ ‫ومعاهدها‪.‬‬ ‫وأذكسسر أ ّسسَ‬ ‫ن مسسن محاضراتسسه التسسي‬ ‫ألقاهسسسسا فسسسسي الجامعسسسسة السسسسسلمية‪،‬‬ ‫محاضرة واسسسعة بعنوان‪ :‬منهسسج أهسسل‬ ‫السسنة والجماعسة فسي العقيدة والعمسل‪،‬‬ ‫وكذا محاضرة بعنوان‪ :‬آداب طلب‬ ‫العلم‪.‬‬ ‫وكان يُلقسي محاضرات عسن طريسق‬ ‫الهاتف في أوربا وأمريكا وغيرها‪.‬‬ ‫ومسسسسن مجالت تعليمسسسسه ودعوتسسسسه‬ ‫مشاركتسسه فسسي المؤتمرات فسسي داخسسل‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫‪75‬‬ ‫شرح‬

‫المملكسسة‪ ،‬وقسسد ع ُسسقد فسسي الجامعسسة‬ ‫السسسسلمية ثلثسسسة مؤتمرات‪ ،‬مؤتمران‬ ‫فسسسسي توجيسسسسه الدعوة وإعداد الدعاة‪،‬‬ ‫ومؤتمسسسر فسسسي مكافحسسسة المسسسسكرات‬ ‫دّرات‪ ،‬وقسسسسسسسسد حضسسسسسسسسر هذه‬ ‫والمخ ِ‬ ‫المؤتمرات وأفاد فيهسسسا فسسسي بحوثسسسه‬ ‫ومناقشته‪.‬‬ ‫ومسسسن مجالت تعليمسسسه ودعوتسسسه‪،‬‬ ‫ح َّ‬ ‫جاج فسسسي‬ ‫مشاركتسسسه فسسسي توعيسسسة ال ُ‬ ‫مواسسسسسسسسم الحسسسسسسسج بالفتاوى‪ ،‬وإلقاء‬ ‫الدروس والمحاضرات‪ ،‬وقام‬ ‫بالشراف على الدعاة لتوعيسسة الحجاج‬ ‫ة فيهسم الشيسخ‬ ‫فسي بعسض السسنوات لجن ٌ‬ ‫ت فسسي هذه اللجنسسة‪،‬‬ ‫رحمسسه الله‪ ،‬وكن ُسس‬ ‫وكانت اللجنة تجتمع للنظر في شؤون‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫توعيسسة الحجاج‪ ،‬وكان الشيسسخ سس رحمسسه‬ ‫الله سس يُفيسسد اللجنسسة فسسي رأيسه وعلمسسه‪،‬‬ ‫وأذكُر أن ّسسَه عندمسسا ك ُسستب التقريُر مسسن‬ ‫اللجنسة قيسل له‪ :‬هسل ترغسب أخسذ نسسخة‬ ‫من التقرير؟ فقال‪ :‬ل آخذ نسخة منه‪،‬‬ ‫حتسسسى ل أحتاج إلى إحراقهسسسا؛ لن ّسسسَه سسسس‬ ‫رحمسسسسسه الله سسسسسس كان مشغول ً بالعلم‬ ‫َ‬ ‫والحتفاظ بما يتعل ّق به‪.‬‬ ‫ومسسسسسن مجالت دعوتسسسسسه ونفسسسسسع‬ ‫المسلمين قيامه بالفتاوى على ما يَرِ ُد‬ ‫إليسسه مسسن أسسسئلة مسسن داخسسل المملكسسة‬ ‫وخارجهسا‪ ،‬سسواء بالمراسسلة أو المقابلة‬ ‫أو عسسن طريسسق الهاتسسف‪ ،‬وقسسد خ ّ سَ‬ ‫صص‬ ‫وقتا ً معيَّنا ً للفتاء عسن طريسق الهاتسف‪،‬‬ ‫وكان يُواظسسسسب على الفتاء فسسسسي هذا‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫‪77‬‬ ‫شرح‬

‫الوقسسست وهسسسو فسسسي بلده عُنيزة‪ ،‬وإذا‬ ‫سافر جعل تسجيل ً على الهاتف يُرشد‬ ‫إلى رقم ٍ في البلد الذي ينتقل إليه‪.‬‬ ‫وأذكسر أن َّسه ل َس َّ‬ ‫ما كان فسي لجنسة توعيسة‬ ‫ح َّ‬ ‫جاج فسسسي مدينسسسة الطائف لكتابسسسة‬ ‫ال ُ‬ ‫تقرير عن أعمال التوعية عام ‪1409‬هس‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وتخل ّف عسسن الجتماع بعسسض الوقسست‪،‬‬ ‫خر للجابسة عسن السسئلة عسن‬ ‫ذكسر أن َّسه تأ َّس‬ ‫طريق الهاتف‪.‬‬

‫ومسسسسن مجالت تعليمسسسسه ودعوتسسسسه‬ ‫مشاركته الكثيرة المفيدة في الذاعة‪،‬‬ ‫فله برامسسج ثابتسسة فسسي الذاعسسة‪ ،‬هسسي‪:‬‬ ‫برنامج (( نور على الدرب ))‪ ،‬وبرنامج ((‬ ‫سسؤال على الهاتسف ))‪ ،‬وبرنامسج (( مسن‬ ‫أحكام القرآن الكريسسم ))‪ ،‬وله أحاديسسث‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫فسي الذاعسة غيسر ثابتسة فسي موضوعات‬ ‫متنوِّعة‪.‬‬ ‫وبرنامسسسسج (( مسسسسن أحكام القرآن‬ ‫م الفائدة‪ ،‬يُعنى فيه بالتأ ُّ‬ ‫مه ٌّ‬ ‫مل‬ ‫م‪ ،‬عظي ُ‬

‫))‬

‫فسسي القرآن‪ ،‬واسسستخراج مسسا فيسسه مسسن‬ ‫حك َسسسسم وأحكام‪ ،‬وهسسسسو يد ُّ‬ ‫ل على مدى‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫دّيسن‪،‬‬ ‫تَمك ّسنه فسي الفهسم والفقسه فسي ال ِ‬ ‫وقسسسد وصسسسل إلى قرب نهايسسسة الجزء‬ ‫الثالث مسسن القرآن الكريسسم‪ ،‬وقسسد قام‬ ‫الخ الفاضسسل عبسسد الكريسسم بسسن صسسالح‬ ‫المقرن المذيسسسع فسسسي إذاعسسسة القرآن‬ ‫َ‬ ‫الكريسسسم باسسسستخراج مسسسا يتعل ّق بالجزء‬ ‫الول من القرآن من الشرطة‪ ،‬وط ُبع‬ ‫فسي مجلد‪ ،‬وهسو مفيد ٌ ل يسستغنِي عنسه‬ ‫سر‬ ‫ه أن يُي َسس ِّ‬ ‫طلبسسة العلم‪ ،‬وعسسسى الل ُسس‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫‪79‬‬ ‫شرح‬

‫َ‬ ‫اسستخراج وطباعسة مسا يتعل ّق بالجزأيسن‬ ‫الباقيين ليَعُ َّ‬ ‫م النفع بهما‪.‬‬ ‫والحاصسسسسل أ ّسسسسَ‬ ‫ن مجالت تعليمسسسسه‬ ‫ودعوته تتل َّ‬ ‫خص فيما يلي‪:‬‬ ‫‪ 1‬سسسس التدريسسسس فسسسي معهسسسد ع ُنيزة‬ ‫م فسي كلي َّسة الدعوة وأصسول‬ ‫العلمسي‪ ،‬ث َّس‬ ‫الدِّيسسن فسسي القصسسيم‪ ،‬ابتداء مسسن عام‬ ‫‪1374‬هس‪.‬‬ ‫‪ 2‬س التدريس في الجامع الكبير في‬ ‫عنيزة‪ ،‬ابتداءً من عام ‪1376‬هس‪.‬‬ ‫‪ 3‬سس الخطابسة والمامسة فسي المسسجد‬ ‫الكبير بعنيزة ابتداء من عام ‪1376‬هس‪.‬‬ ‫‪ 4‬س س التدريسسس فسسي المسسسجد الحرام‬ ‫والمسجد النبوي‪.‬‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫‪ 5‬سسس المحاضرات التسسي يُلقيهسسا فسسي‬ ‫المسسسسسسساجد والجامعات فسسسسسسي مدن‬ ‫المملكسسة‪ ،‬والمحاضرات التسسي يُلقيهسسا‬ ‫عبر الهاتف في أوربا وأمريكا وغيرها‪.‬‬ ‫‪ 6‬سس مشاركتسه فسي بعسض المؤتمرات‬ ‫التي عُقدت في المملكة‪.‬‬ ‫‪ 7‬سسس الفتاوى عسسن طريسسق المقابلة‬ ‫والمراسلة والهاتف‪.‬‬ ‫‪ 8‬س مشاركته في توعية الحجاج في‬ ‫مواسم الحج‪.‬‬ ‫‪ 9‬س برامج وأحاديث في الذاعة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫خامساً‪ :‬مؤل ّفاته‬ ‫ت كثيرة‪ ،‬وغالبهسسسا‬ ‫للشيسسسخ مؤلفا ٌسسس‬ ‫ة النفسسع‪،‬‬ ‫رسسسائل صسسغيرة‪ ،‬لكن ّ سَها عظيم ُ‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫‪81‬‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬ ‫شرح‬ ‫كبيرة ُ الفائدة‪ ،‬تنقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫م حَّرره بنفسسسه‪ ،‬وأخرجسسه بعسسد‬ ‫قس س ٌ‬ ‫تحريره‪.‬‬ ‫م لَم يُحّرِره‪ ،‬ولكسسن اسسستُخرِج‬ ‫وقس س ٌ‬

‫من أشرطة دروسه وطُبع‪.‬‬

‫م َّ‬ ‫ما حَّرره‪:‬‬ ‫و ِ‬ ‫س س القواعسسد المثلى فسسي صسسفات الله‬ ‫وأسمائه الحسنى‪.‬‬ ‫س عقيدة أهل السنة والجماعة‪.‬‬ ‫سسسس شرح لمعسسسة العتقاد الهادي إلى‬ ‫سبيل الَّرشاد‪.‬‬ ‫س أحكام الضحية والذكاة‪.‬‬ ‫ب البَريَّة بتلخيص الحموية‪.‬‬ ‫س فتح ر ِّ‬ ‫ما اسستُخرج مسن الشرطسة وط ُسبع‬ ‫و ِ‬ ‫م َّس‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫ضه‪:‬‬ ‫بع ُ‬ ‫سسسسسسسسس الشرح الممتسسسسسسسسع على زاد‬ ‫المستقنع‪.‬‬ ‫وقد بلغت آثاره العلمية التي ذكرها‬ ‫تلميذه الشيخ وليد الحسين في مقاله‬ ‫عسن الشيسخ المنشور فسي العدد الثانسي‬ ‫مسسسسن مجلة الحكمسسسسة الصسسسسادر فسسسسي‬ ‫‪1/9/1414‬هس خمسة وخمسين أثراً‪.‬‬ ‫وله رسسسسائل فسسسي أصسسسول الفقسسسه‬ ‫والمصسسسسسطلح والعقيدة مقَّررة فسسسسسي‬ ‫المعاهسد العلميسة التابعسة لجامعسة المام‬ ‫محمد ابن سعود السلمية‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬مكانته عند الناس‬

‫ة‬ ‫ة مرموق ٌ‬ ‫للشيخ س رحمه الله س مكان ٌ‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫‪83‬‬ ‫شرح‬

‫ة‪ ،‬فقسسسسسسسسسد ُرزق القبول‪،‬‬ ‫ة رفيع ٌ‬ ‫ومنزل ٌ‬ ‫س‪ ،‬وحرصسسوا على سسسماع‬ ‫وأحب ّسسَه النا ُ س‬ ‫دروسسه وفتاواه‪ ،‬واقتناء آثاره العلميسة‪،‬‬ ‫وأشرطسسة دورسسسه ومحاضراتسسه‪ ،‬وهسسو‬ ‫عال ٍسم كسبير‪ ،‬وفقي ه متمك ِّسن‪ ،‬وهسو مح ُّ‬ ‫ل‬ ‫ٌس‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫التوقيسسر والجلل مسسن الولة والعلماء‬ ‫وطلبة العلم‪.‬‬ ‫وكان مسسسن تقديسسسر الولة فسسسي هذه‬ ‫البلد له أن ّسَهم عندمسسا يزورون القصسسيم‬ ‫يزورونسسه فسسي منزله‪ ،‬فقسسد زاره الملك‬ ‫خالد‪ ،‬والملك فهسسد‪ ،‬والميسسر عبسسد الله‪،‬‬ ‫والميسسر سسسلطان‪ ،‬وهسسو أهسسل للتوقيسسر‬ ‫والحترام‪.‬‬ ‫وهسسسسو مسسسسع ذلك مسسسسن أشدِّ الناس‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫ة للخيسسسسر‪ ،‬ونفعا ً للناس‪،‬‬ ‫تواضعاً‪ ،‬ومحب َّ ً‬ ‫وإشفاقا ً على الطلبسسسة‪ ،‬وحرصسسسا ً على‬ ‫إفادتهسسم‪ ،‬وتحصسسيلهم العلم‪ ،‬وجمعهسسم‬ ‫بين العلم والعمل‪.‬‬ ‫قبه‬ ‫سابعاً‪ :‬وفاته و َ‬ ‫ع ِ‬ ‫أ ُسسسصيب سسسس رحمسسسه الله سسسس بمرض‬ ‫عُضال‪ ،‬فسافر إلى أمريكا للعلج أيَّاماً‬

‫قليلة‪ ،‬وهسسسسي سسسسسفرتُه الوحيدة خارج‬ ‫المملكسة‪ ،‬فاسستغ َّ‬ ‫ل فرصسة وجوده فيهسا‬ ‫فسسي الدعوة إلى الله‪ ،‬وألقسسى خطبسسة‬ ‫الجمعسسة هناك‪ ،‬وعنسسد رجوعسسه دخسسل‬ ‫المسسسسستشفى التخ ّسسسسُ‬ ‫صصي بالرياض‪،‬‬ ‫واشتد َّ بسه المرض‪ ،‬وبعدمسا مضسى جزءٌ‬ ‫مسن شهسر رمضان رغسب أن ينتقسل إلى‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫‪85‬‬ ‫شرح‬

‫مكسسة للتدريسسس فسسي المسسسجد الحرام‬ ‫على عادتسسه فسسي السسسنوات الماضيسسة‪،‬‬ ‫صة فسي المسسجد‪،‬‬ ‫وهُيِّئت له غرفسة خا َّس‬ ‫س وهو على فراشه‬ ‫فكان يُلقي الدرو َ‬ ‫بواسسسسطة مكبِّرات الصسسسوت‪ ،‬فيسسسمع‬ ‫س صوتَه المتأثر بالمرض ول يرون‬ ‫النا ُ‬ ‫صه‪.‬‬ ‫شخ َ‬ ‫ون ُسسسسسسقل بعسسسسسسد انتهاء رمضان إلى‬ ‫مسسسستشفى فسسسي جدة‪ ،‬وتوفسسسي هناك‬ ‫مساء يوم الربعاء‪ ،‬الخامس عشر من‬ ‫صل ِّي عليسه‬ ‫شهسر شوال عام ‪1421‬هسس‪ ،‬و ُس‬ ‫فسسسي المسسسسجد الحرام عقِسسسب صسسسلة‬ ‫العصسر مسن يوم الخميسس‪ ،‬ود ُسفن فسي‬ ‫مقسسبرة العدل بمكسسة‪ ،‬وشهسسد الصسسلةَ‬ ‫عليسه وتشييسع جنازتسه خلق ٌس كثيسر رحمسه‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫م ّسَ‬ ‫من شهسسد الصسسلةَ عليسسه‬ ‫ت ِ‬ ‫الله‪ ،‬وكن ُس‬ ‫ت كثرة الناس فسسسي‬ ‫وتشييعسسسه‪ ،‬ورأي ُسسس‬ ‫الصلة عليه وعند المقبرة‪.‬‬ ‫وقسد تأث ّسَر الكثيرون لوفاتسه‪ ،‬وحزنوا‬ ‫عليه ل ِما له من المكانة العلمية‪ ،‬ول ِما‬ ‫فيسسسه مسسسن النفسسسع العظيسسسم للسسسسلم‬ ‫يوم مات‬

‫والمسسسسلمين‪ ،‬وقسسسد قال‬ ‫ابن ُسسسه إبراهيسسسم‪ (( :‬إ ّسسسَ‬ ‫ن تدمسسسع‪،‬‬ ‫ن العي َسسس‬ ‫ب يحزن‪ ،‬ول نقول إل َّ مسا يُرضسي‬ ‫والقل َس‬ ‫ربَّنا‪ ،‬وإنَّا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون‬ ‫))‪ ،‬رواه البخاري (‪ ،)1303‬واللفسسسظ له‪،‬‬ ‫ومسلم (‪ ،)2315‬فرحمه الله وغفر له‪،‬‬ ‫وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون‪.‬‬ ‫وكانسست وفاتسسه س س رحمسسه الله س س مسسن‬ ‫َ‬ ‫أعظسسسسسسم المصسسسسسسائب التسسسسسسي حل ّت‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫‪87‬‬ ‫شرح‬

‫بالمسسلمين فسي هذا العام‪ ،‬وفسي العام‬ ‫الذي قبله ‪1420‬هسس أ ُسصيب المسسسلمون‬ ‫بوفاة شيسخ السسلم الشيسخ عبسد العزيسز‬ ‫بسن باز سس رحمسه الله سس فسي صسباح يوم‬ ‫الخميسسسس السسسسابع والعشريسسسن مسسسن‬ ‫المحرم سسسنة ‪1420‬هسسس‪ ،‬ووفاة الشيسسخ‬ ‫محمد ناصر الدين اللباني رحمه الله‪،‬‬ ‫مسساء السسبت الثانسي والعشريسن مسن‬ ‫جمادى الخرة سسسنة ‪1420‬هسسس‪ ،‬ونسسسأل‬ ‫الل ه عَّز وج َّ‬ ‫ل أن يغفَر للجميسسسع‪ ،‬وأن‬ ‫َسسس‬ ‫ة العلم للسستفادة مسن علم‬ ‫يُوفّ ِسق طلب َ‬ ‫العلماء المحقِّقين الذين مضوا‪ ،‬ومنهم‬ ‫هؤلء الثلثسسسة‪ ،‬والسسسستفادة مسسسن علم‬ ‫العلماء الموجودين‪ ،‬إنَّه سميعٌ مجيب‪.‬‬ ‫وقسد جاء آثار عسن السسلف تد ُّ‬ ‫ل على‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫عظم المصيبة بموت العالِم‪:‬‬ ‫مدى ِ‬ ‫قال‪:‬‬

‫سلمان الفارسي‬ ‫س فعن َ‬ ‫س بخير ما بقي الول حتى‬ ‫ل يزال النا ُ‬ ‫َ‬ ‫خر‪ ،‬فإذا هلك الوَّ ُ‬ ‫ل قبسسل أن‬ ‫يتعل ّم ال ِسس‬ ‫َ‬ ‫خر هلك الناس )) رواه‬ ‫يتعل ّم ال ِسسسسسسسسسسس‬

‫((‬

‫الدارمي في سننه (‪.)255‬‬ ‫س وعن ابن عباس رضي الله عنهما‬ ‫أن َّه ل َ َّ‬ ‫ما مات زيد بن ثابت قال‪ (( :‬هكذا‬ ‫م كثير‬ ‫ذها ُ‬ ‫ب العلم‪ ،‬لقد د ُفن اليوم عل ٌ‬ ‫)) رواه الحاكسسسسم فسسسسي المسسسسستدرك (‬ ‫‪.)3/428‬‬ ‫قال‪:‬‬

‫سسسسس وعسسسسن أبسسسسي الدرداء‬ ‫َ‬ ‫م‪،‬‬ ‫م قبسل أن يُقبسض العل ُس‬ ‫(( تعل ّموا العل َس‬ ‫ضه أن يُذهَ سب بأصسسحابه‪ ...‬إلى أن‬ ‫وقب ُ س‬ ‫قال‪ :‬فمسسسسا لي أراكسسسسم شباعا ً مسسسسن‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫جياعا ً مسن العلم‬ ‫الطعام‪ِ ،‬‬

‫‪89‬‬ ‫شرح‬ ‫))‬

‫جامسع بيان‬

‫العلم وفضله لبن عبد البر (‪.)1/602‬‬ ‫ت العالِم‬ ‫سس وعسن الحسسن قال‪ (( :‬مو ُس‬ ‫ثُلمسة فسي السسلم ل يسسدُّها شيسء مسا‬ ‫طرد الليل والنهار‬

‫))‬

‫رواه ابن عبد البر‬

‫في جامع بيان العلم وفضله (‪.)1/595‬‬ ‫سختياني قال‪ (( :‬إن َّسه‬ ‫سس وعسن أيُّوب ال ّس‬ ‫سنَّة‪،‬‬ ‫ت الَّرجسل مسن أهسل ال ُّس‬ ‫ليَبلُغن ِسي مو ُس‬ ‫فكأن ّسسسَما سسسسقط عضوٌ مسسسن أعضائي ))‬ ‫رواه أبو نعيم في الحلية (‪.)3/9‬‬ ‫سسس وقال ابسسن القيسسم فسسي مفتاح دار‬ ‫السسعادة (ص‪ ...(( :)74:‬ل َس َّ‬ ‫ح‬ ‫ما كان صسل ُ‬ ‫س‬ ‫الوجود بالعلماء‪ ،‬ولولهسسم كان النا ُسس‬ ‫ت‬ ‫كالبهائم‪ ،‬بسسسل أسسسسوأ حالً‪ ،‬كان مو ُسسس‬ ‫العالِم مصسيبة ل يجبرهسا إل َّ خلف غيرِه‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫له‪ ،‬وأيضا ً فإ ّسسسَ‬ ‫ن العلماءَ هسسسم الذيسسسن‬ ‫يسسسسسسسسوسون العباد َ والبلد والممالك‪،‬‬ ‫فموت ُسسهم فسسساد ٌ لنظام العالَم‪ ،‬ولهذا ل‬ ‫سس فسي هذا الدِّ ين منهسم‬ ‫يزال الل ُهس يغر ُ‬ ‫خالفا ً عسسن سسسالف يحف ُسس‬ ‫ظ بهسسم دين َسسه‬ ‫وكتاب َسسسه وعبادَه‪ ،‬وتأ ّسسسَ‬ ‫مل إذا كان فسسسي‬ ‫الوجود رج ٌ‬ ‫ل قسد فاق العالَم فسي الغنسى‬ ‫والكرم‪ ،‬وحاجتهسسسسسسم إلى مسسسسسسا عنده‬ ‫ن إليهم بك ِّ‬ ‫ل ممكن‬ ‫شديدة‪ ،‬وهو محس ٌ‬ ‫ثسم مات‪ ،‬وانقطعست عنهسم تلك المادة‪،‬‬ ‫ت العالِم أعظ ُمس مصسيبة مسن موت‬ ‫فمو ُس‬ ‫مثل هذا بكثير‪ ،‬ومثل هذا يموت بموته‬ ‫م وخلئق ))‪.‬‬ ‫أم ٌ‬ ‫وقبسسسل ذلك كل ِّه مسسسا قاله الصسسسادق‬ ‫المصسسسسدوق صسسسسلوات الله وسسسسسلمه‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫‪91‬‬ ‫شرح‬

‫وبركاتسسه عليسسه‪ ،‬فسسي الحديسسث المتفسسق‬ ‫على ص َّ‬ ‫حته عن عبد الله بن عمرو بن‬ ‫العاص رضسي الله عنهمسا قال‪ :‬سسمعت‬ ‫ن الله ل‬ ‫رسسسسسول الله‬ ‫يقول‪ (( :‬إ ّسسسس‬ ‫يقبسض العلم انتزاعا ً ينتزعسه مسن العباد‪،‬‬ ‫ولكسسسن يَقبسسسض العلم بقبسسسض العلماء‪،‬‬ ‫س‬ ‫حتسسى إذا لَم ي ُسسبق عالِما ً ات ّسسَخذ النا ُسس‬

‫سئلوا فأفتوا بغير علم‪،‬‬ ‫رؤوسا ً ُ‬ ‫جهَّالً‪ ،‬ف ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فضل ّوا وأَضل ّوا ))‪ ،‬وهذا لفسظ البخاري (‬ ‫‪.)100‬‬

‫ول ش ّ سَ‬ ‫ك أ ّ سَ‬ ‫ن وجود َ العالِم المحقّ سِق‬ ‫ة‪ ،‬يسسستفيدون‬ ‫ة عظيم ٌ‬ ‫بيسسن الناس غنيم ٌ‬ ‫مه‪،‬‬ ‫مسسن ن ُ سصحه‪ ،‬ويسسستضيئون بنورِ عل ِ س‬ ‫فإذا فقدوه شعروا بالفراغ الواسع‪.‬‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫وفسسسي هذا المعنسسسى قال الشاعسسسر‬ ‫محمسسسد بسسسن عبسسسد الله بسسسن عثيميسسسن‬ ‫المتوفسى سسنة ‪1363‬هسس فسي رثاء الشيسخ‬ ‫سعد ابن حمد بن عتيق المتوفى سنة‬ ‫‪1349‬هس‪:‬‬ ‫ح كنّا نستسضىءُ بسسها‬ ‫َ‬ ‫ت مصابيس ُ‬ ‫خب َ ْ‬ ‫م‬ ‫ت للمغيسب الن ُ‬ ‫وطوّ َ‬ ‫جسسس ُ‬ ‫ح ْس‬ ‫الُّزهُسُر‬ ‫ت‬ ‫ت غُْرب َ ُ‬ ‫ة السلم وانكسف ْ‬ ‫واستحكم ْ‬

‫س العلوم ِ التي يُهدى‬ ‫شم ُ‬ ‫بها الب َ َ‬ ‫شُر‬

‫قبه‪:‬‬ ‫ع ِ‬ ‫وأ ّ سَ‬ ‫ما عقِ سبه فله خمسسسة مسسن البنيسسن‪،‬‬ ‫وثلث من البنات‪.‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫‪93‬‬ ‫شرح‬

‫وبنوه هم‪ :‬عبد الله‪ ،‬وعبد الرحمن‪،‬‬ ‫وإبراهيم‪ ،‬وعبد العزيز‪ ،‬وعبد الرحيم‪.‬‬ ‫وأذكسسر أن ّ سَه جرى حديسسث معسسه فسسي‬ ‫م ّسسَ‬ ‫ما قال‪ :‬إنَّن ِسسي‬ ‫تسسسمية الولد‪ ،‬فكان ِ‬ ‫س َّ‬ ‫ة مسسسسن أولدي معبَّديسسسسن‬ ‫ت ثلث ً‬ ‫َسسسس‬ ‫مي ُ‬ ‫لسسماء الله التسي فسي البسسملة‪ ،‬وهسم‬ ‫عبد الله‪ ،‬وعبد الرحمن‪ ،‬وعبد الرحيم‪.‬‬ ‫ل الله عَّز وج َّ‬ ‫أسأ ُ‬ ‫قبَه‪،‬‬ ‫ح عَ ِ‬ ‫ل أن يُصل َ‬ ‫َ‬ ‫وأن ي ُصلح أبناءَ المسلمين‪ ،‬وأن يُوفِّقنا‬ ‫جميعا ً لِما فيه رضاه‪.‬‬ ‫ثامناً‪ :‬وصايا ومقترحات‬

‫ة العلم بهذه‬ ‫م مسا أوصسي بسه طلب َ‬ ‫أه ُّس‬ ‫المناسسسبة أن يحرصسسوا على الشتغال‬ ‫بالعلم‪ ،‬والستفادة من أهله الذين هم‬ ‫على قيسسسسسد الحياة‪ ،‬فيغتنموا فرصسسسسسة‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫م‪،‬‬ ‫وجودهسم بينهسم‪ ،‬ويأخذوا عنهسم العل َس‬ ‫ويرجعوا إليهسم فسي معرفسة مسا يشكسل‪،‬‬ ‫وأن يعتنوا باقتناء الكتسسسسسب النافعسسسسسة‬ ‫لعلماء أهسسسل ال ّسسسُ‬ ‫سنَّة المحقِّقيسسسن مسسسن‬ ‫خريسسسن‪ ،‬وأُوصسسسيهم‬ ‫المتقدِّميسسسن والمتأ ِّ‬ ‫بالعنايسسة بالمذاكرة بينهسسم فسسي العلم‪،‬‬ ‫وشغسسل أوقاتهسسم بالقراءة فسسي الكتسسب‬ ‫النافعسسة‪ ،‬والشتغال بمسسا يعود عليهسسم‬ ‫نفعه في الدنيا والخرة‪.‬‬ ‫أ ّسسَ‬ ‫ما بالنسسسبة لمسسا خلفسسه الشيسسخ سسس‬ ‫رحمسه الله سس مسن آثار‪ ،‬فأقترح أن يقوم‬ ‫ضس طل َّسبه الذيسن على علمس ٍ بمؤلفاتسه‬ ‫بع ُ‬ ‫جلت فيهسا دروسسه‬ ‫والشرطسة التسي ُس‬ ‫س ِّ‬ ‫ومحاضراته بكتابة فهرس شامل لتلك‬ ‫ة‬ ‫المؤلفات والشرطسسسسسسة؛ ليكون طلب ُ‬ ‫علمسس ٍ بهسسا‪ ،‬فيحرصسسوا على‬ ‫العلم على ِ‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫‪95‬‬ ‫شرح‬

‫اقتناء مسسا أمكنهسسم اقتناؤه منهسسا‪ ،‬ثسسم‬ ‫العنايسسة بتفريسسغ مسسا لَم يُفَّرغ مسسن تلك‬ ‫من يقوم‬ ‫الشرطسسسة‪ ،‬والسسسسعي لدى َ سس‬ ‫ة العلم على‬ ‫بطباعتهسسسسسسسا‪ ،‬ليكون طلب ُ‬ ‫إحاطة بما خلفه هذا العالِم الكبير من‬ ‫آثار‪ ،‬فيقتنوها ويستفيدوا منها‪.‬‬ ‫مّس أقول‪ :‬إ َ‬ ‫ث َ‬ ‫نّس الشيسخ سس رحمسه الله سس‬ ‫مسسن العلماء الذيسسن اجتهدوا وحرصسسوا‬ ‫سنَّة‪،‬‬ ‫على اتِّباع الدَّليسل مسن الكتاب وال ُّس‬ ‫وله عنايسة فسي التحقيسق فسي المسسائل‬ ‫والسسسستدلل عليهسسسا بالكتاب وال ّسسسُ‬ ‫سنَّة‬ ‫َ‬ ‫والجماع والمعقول‪ ،‬حيسث يذكسر الدل ّة‬ ‫إجمال ً ث ّسسسسَ‬ ‫ه‬ ‫م يف ّسسسسِ‬ ‫صلها‪ ،‬وي ُسسسسبي ِّن وج َسسسس‬ ‫م ّسَ‬ ‫من ُرزق فقها ً فسسي‬ ‫السسستدلل‪ ،‬وهسسو ِ‬ ‫الدِّين‪ ،‬وعناية في فقه الشريعة أصولً‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫وفروعاً‪ ،‬وهسسو كغيره يخطسسئ وي ُ سصيب‪،‬‬ ‫وك ٌّ‬ ‫ل يؤخسسذ مسسن قوله ويُرد ُّ إل َّ رسسسول‬ ‫الله‬

‫‪.‬‬

‫وله آراء فسسي مسسسائل يسسسيرة‪ ،‬يرى‬ ‫غيُره أ َ‬ ‫ب على خلف مسا قال‪،‬‬ ‫نّس الصسوا َ‬ ‫وقسد يكون هسو المصسيب‪ ،‬ومسن المعلوم‬ ‫ن ك َّ‬ ‫أ ّسَ‬ ‫قّ س ل‬ ‫ل مجتهسسد للوصسسول إلى الح ِ‬ ‫يعدم الحصسسسول على أجرٍ أو أجَريسسسن‪،‬‬ ‫على أجريسن إن أصساب‪ ،‬وأجرٍ واحسد إن‬ ‫أخطسسسأ؛ لقوله‬

‫فسسي الحديسسسث الذي‬

‫رواه البخاري ومسسسلم عسسن عمرو ابسسن‬ ‫ت رسسسول الله‬ ‫العاص‬ ‫قال‪ :‬سسسمع ُ‬ ‫م فاجتهدَ‬ ‫يقول‪ (( :‬إذا حكسسم الحاك ُسس‬ ‫ث ّسسسسَ‬ ‫م أصسسسساب فله أجران‪ ،‬وإذا حكسسسسم‬ ‫فاجتهد ث َّ‬ ‫م أخطأ فله أجٌر ))‪ ،‬وهذا لفظ‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫البخاري (‪.)7352‬‬ ‫فقد قسم النَّب ِ ُّ‬ ‫ي‬

‫‪97‬‬ ‫شرح‬

‫الحكَّام في هذا‬

‫الحديسسسسسث إلى قسسسسسسمين‪ :‬مصسسسسسيب‬ ‫ئ‪ ،‬فد َّ‬ ‫ل على أ ّ سَ‬ ‫ن الحقّ سَ ي ُ سصيبه‬ ‫ومخط ٌ‬ ‫من يخطئه‪ ،‬وأن َّسه‬ ‫مسن ي ُسصيبه‪ ،‬ويخطئه َس‬ ‫ليسسسس ك ُّ‬ ‫ل مجتهد ٍ فسسسي اختلف التضا ِدّ‬

‫مصسيبا ً حق ًّسا‪ ،‬وإن َّسما ك ّ‬ ‫ب‬ ‫ل مجتهسد مصسي ٌ‬ ‫أجراً‪ ،‬مسع تفاوت ِسهم فسي الجسر كمسا هسو‬

‫واضح من هذا الحديث‪.‬‬ ‫لأ َ‬ ‫والحاصس ُ‬ ‫نّس الشي َخس سس رحمسه الله سس‬ ‫مه غزيٌر‪ ،‬وصوابُه كثير‪،‬‬ ‫م كبيٌر‪ ،‬وعل ُ‬ ‫عال ِ ٌ‬ ‫ونفعُسه عميسم‪ ،‬فأوصسي بالهتمام بآثاره‬ ‫والستفادة منها‪.‬‬ ‫وختاما ً فقد ورد في صحيح مسلم (‬ ‫م ِ سسلمة رضسي الله‬ ‫‪ )920‬مسن حديسث أ ّس‬

‫‪74‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء‬ ‫الربانيِّين‬

‫عنها أ َّ‬ ‫ن النَّب ِ َّ‬ ‫دعا لبي سلمة عند‬ ‫ي‬ ‫موت ِه فقال‪ (( :‬اللَّه َّ‬ ‫م اغفر لبي سلمة‪،‬‬ ‫وارفسع درجت َسه فسي المهدي ّ ِسين‪ ،‬واخلفسه‬ ‫في عقِب ِسه في الغابريسن‪ ،‬واغفر لنا وله‬ ‫يا ر َّ‬ ‫سح له في قبره‪،‬‬ ‫ب العالَمين‪ ،‬واف َ‬ ‫ونوِّر له فيه ))‪.‬‬ ‫وأنا أقول‪ :‬اللَّه َّ‬ ‫م اغفر للشيخ محمد‬ ‫بسسسن ع ُثيميسسسن‪ ،‬وارفسسسع درجت َسسسه فسسسي‬ ‫المهدي ّس ِسين‪ ،‬واخلفسسه فسسي عقِب ِسسه فسسي‬ ‫الغابريسسسن‪ ،‬واغفسسسر لنسسسا وله يسسسا ر ّسسسَ‬ ‫ب‬ ‫سح له فسي قسبره‪ ،‬ونوِّر‬ ‫العالَميسن‪ ،‬واف َس‬ ‫له فيه‪.‬‬ ‫ه أن يُوفِّقنسسسسا جميعاً‬ ‫وأسسسسسأ ُ‬ ‫ل الل َسسسس‬ ‫لتحصيل العلم ِ النافع‪ ،‬والعمل الصالِح‪،‬‬ ‫إنَّه سميعٌ‪.‬‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين من‬ ‫العلماء الرباني ِّين‬

‫‪99‬‬ ‫شرح‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫وصل ّى الله وسل ّم وبارك على عبده‬ ‫ورسسسسسسسسوله نبي ّسسسسسسسِنا مح َّ‬ ‫مد ٍ وعلى آله‬ ‫وأصحابه أجمعين‪.‬‬

‫***‬

‫‪98‬‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫الشيخ عمر بن محمد‬ ‫فلته رحمه الله‬ ‫وكيف عرفته‬

‫محاضرة ألقاها‬ ‫عبد المحسن بن حمد‬ ‫العباد البدر‬ ‫في الجامعة السلمية‬

‫‪98‬‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫الحمد ُ لله نحمدُه ونسسسسسسسسسسسستعينُه‪،‬‬ ‫ونسسسسستغفُره‪ ،‬ونعوذ ُ بالله مسسسسن شرور‬ ‫أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا‪ ،‬من يهدِه‬ ‫الل ه فل مض َّ‬ ‫ل له‪ ،‬ومسسسسن يُضلل فل‬ ‫ُ‬ ‫ُسسسس‬ ‫ه‬ ‫هاديسسسسَ له‪ ،‬وأشهد ُ أن ل إله إل ّ الل ُسسسس‬

‫مداً‬ ‫وحده ل شري َس‬ ‫ك له‪ ،‬وأشهد ُ أ ّس‬ ‫ن مح ّ‬ ‫عبدُه ورسسسسولُه‪ ،‬وخليلُه وخيرت ُسسسه مسسسن‬ ‫ساعة‬ ‫َ‬ ‫ه بيسسن يدي ال ّس‬ ‫ه الل ُس‬ ‫خلْقِسه‪ ،‬أرسسسل ُ‬ ‫بشيرا ً ونذيراً‪ ،‬وداعيا ً إلى الله بإذنسسسسسه‬ ‫وسسسسسراجا ً منيراً‪ ،‬فد َّ‬ ‫ه على ك ِّ‬ ‫ل‬ ‫مت َسسسس ُ‬ ‫لأ ّ‬ ‫ل شّر‪ ،‬الله ّمس صس ِّ‬ ‫خيسر‪ ،‬وحذ ّرهسا مسن ك ِّ‬ ‫ل‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪103‬‬ ‫شرح‬

‫وسسسسسسسسل ِّم وبارك عليسسسسسسسه‪ ،‬وعلى آله‬ ‫وأصسسحابه‪ ،‬ومسسن سسسل َ‬ ‫ه واهتدى‬ ‫ك سسسبيل َ ُ‬ ‫بهديه إلى يوم الدِّين‪.‬‬ ‫ما بعدُ‪:‬‬ ‫أ ّ‬ ‫نس الحديسث معكسم أي ّسها الخوة فسي‬ ‫فإ ّ‬ ‫هذا اللّقاء(‪ )3‬عسسن ال ّ‬ ‫مد‬ ‫شيسسخ عمسسر مح ّ س‬ ‫ث في‬ ‫ه‪ ،‬ولو كان الحدي ُ‬ ‫فلته رحمه الل ُ‬ ‫بلد آخسسسر غيسسسر المدينسسسة فسسسي أناس ل‬ ‫يعرفون ال ّ‬ ‫ة‬ ‫شيخ عمر رحمه الله معرف ً‬ ‫ة أمكسسن أن يكون فيمسسا أقول لهسسم‬ ‫م ً‬ ‫تا ّ‬ ‫م عنه رحمه الله في‬ ‫ما والكل ُ‬ ‫فائدة‪ ،‬أ ّ‬ ‫س يعرفونسسه فإ ّسسَ‬ ‫ن‬ ‫المدينسسة وفسسي أنا ٍسس‬ ‫‪3‬‬

‫() محاضرة ألقيسست فسسي قاعسسة المحاضرات‬ ‫فسسي الجامعسسة السسسلمية فسسي أوائل شهسسر‬ ‫المحّرم من عام ‪ 1420‬هس‪.‬‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪98‬‬

‫ن كبيرةً جدّاً‪.‬‬ ‫الفائدة قد ل تكو ُ‬ ‫وكلمي عن ال ّ‬ ‫شيخ عمر رحمه الله‬ ‫تعالى يتعلّق في أمور‪:‬‬ ‫مه‪ ،‬وولدتُه‪ ،‬ونشأتُه‪.‬‬ ‫أوّلً‪ :‬اس ُ‬ ‫جه‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬عقيدتُه‪ ،‬ودعوتُه‪ ،‬ومنه ُ‬ ‫سه في المسجد النّبويّ‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬تدري ُ‬ ‫رابعاً‪ :‬إدارت ُسسسه لدار الحديسسسث فسسسي‬ ‫المدينة‪.‬‬ ‫خامسسساً‪ :‬أعمالُه الخرى فسسي غيسسر‬ ‫الدّار‪ ،‬بالضافسسسسة إلى إشرافسسسسه على‬ ‫الدّار‪.‬‬ ‫جاته‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬عدد ُ ح ّ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫شيسسخ عمسسر‬ ‫سسسابعاً‪ :‬كيسسف عرف ُ س‬ ‫صلة التي بيني وبينه‪.‬‬ ‫ومدى ال ّ‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪105‬‬ ‫شرح‬

‫ه بينسسه وبيسسن‬ ‫ثامناً‪ :‬صسسفاتُه والتّشاب ُ س‬ ‫شيخسسه وشيخسسي ال ّ‬ ‫شيسسخ عبسسد الّرحمسسن‬ ‫ي رحمه الله تعالى‪.‬‬ ‫الفريق ّ‬ ‫تاسسسسعاً‪ :‬ذكسسسر أمثلة مسسسن دُعابتسسسه‬ ‫وطرائفه رحمه الله تعالى‪.‬‬ ‫عاشراً‪ :‬وفاتُه وعقبُه‪.‬‬ ‫فأقول‪:‬‬ ‫مه‬ ‫ولً‪ :‬اس ُ‬ ‫أ ّ‬

‫هو رفيقي وصديقي وحبيبي ال ّ‬ ‫شيخ‬ ‫مد بكسسر الفُلَّن ِس ُّ‬ ‫ي ال ّ‬ ‫شهيُر‬ ‫عمسسر بسسن مح ّس‬ ‫بفُلَّت َسه‪ ،‬هكذا أُثبست فسي نموذج الجازة‬ ‫التسسي يمنحهسسا‪ ،‬وأنسسا أعرف أن ّسسه أحياناً‬ ‫يقول‪ :‬الفُل ّسسسَني‪ ،‬وأحيانا ً يقول‪ :‬فُل ّسسسَته‪،‬‬ ‫والفُلَّني‪ :‬نسبة إلى قبيلة في إفريقيا‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫ما ولدت ُببه‪ :‬فكانسسست فسسسي عام‬ ‫أ ّبب‬ ‫‪1345‬هسسس‪ ،‬وكان ذلك على مقربسسة مسسن‬ ‫ن أبويسسسه هاجرا مسسسن‬ ‫مكسسسة‪ ،‬وذلك أ ّسسس‬ ‫إفريقيسا‪ ،‬ومكثسا فسي الطّريسق مسا يقرب‬ ‫مسن سسنة‪ ،‬وعلى مقربسة مسن مك ّسة ولد‬ ‫ال ّ‬ ‫شيسسخ عمسسر رحمسسه الله‪ ،‬وكان يقول‪:‬‬ ‫شاء الله أن يبدأ أبواه فسسسسسسسي الّرحلة‬ ‫وهما اثنان‪ ،‬وأن تنتهي وهم ثلثسة‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫بوجود هذا المولود الذي صسسسسسسسار ثالثاً‬ ‫لهما‪.‬‬ ‫ما نشأت ُبه‪ :‬فقسد انتقسل مسع والديسه‬ ‫أ ّب‬ ‫بعد عام من ولدته إلى المدينة‪ ،‬ونشأ‬ ‫فيهسا وترعرع وبدأ تعليمسه بالكُتّاب عنسد‬ ‫م دخل في‬ ‫مد بن سالم‪ ،‬ث ّ‬ ‫العريف مح ّ‬ ‫دار العلوم ال ّ‬ ‫شرعي ّسسسة‪ ،‬ونال شهادتهسسسا‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪107‬‬ ‫شرح‬

‫م نال ال ّ‬ ‫شهادة البتدائي ّسسة‬ ‫البتدائي ّسسة‪ ،‬ث ّسس‬ ‫مسن مديريسة المعارف العموميسة وذلك‬ ‫م بعسد ذلك واصسل‬ ‫فسي عام ‪1363‬هسس‪ ،‬ث ّس‬ ‫الدّراسة في ما فوق البتدائي ّة‪ ،‬ودخل‬ ‫دار الحديسسث وأخسسذ شهادتهسسا العاليسسة‪،‬‬ ‫وكان ذلك فسسي سسسنة ‪1367‬هسسس‪ ،‬ولزم‬ ‫ال ّ‬ ‫شيسسسخ عبسسسد الّرحمسسسن بسسسن يوسسسسف‬ ‫ي رحمسسه الله‪ ،‬واسسستفاد مسسن‬ ‫الفريق ّسس‬ ‫علمسسسه‪ ،‬وله مشايسسسخ آخرون اسسسستفاد‬ ‫منهسم ولكسن الفائدة الكسبيرة والملزمسة‬ ‫المسسسستمّرة إن ّسسسما هسسسي لل ّ‬ ‫شيسسسخ عبسسسد‬ ‫ي رحمسه‬ ‫الّرحمسن بسن يوسسف الفريق ّس‬ ‫الله‪ ،‬ودّرس فسسي دار الحديسسث‪ ،‬ودّرس‬ ‫أيضا ً في غيرها‪ ،‬وبعد وفاة ال ّ‬ ‫شيخ عبد‬ ‫ي رحمسسه الله الذي‬ ‫الّرحمسسن الفريق ّسس‬

‫‪98‬‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫كان هو النّاظر على دار الحديث تولّى‬ ‫إدارتها ال ّ‬ ‫شيخ عمر رحمه الله‪.‬‬ ‫جه‪:‬‬ ‫ما عقيدتُه ومنه ُ‬ ‫ثانياً‪ :‬أ ّ‬ ‫فقسسسسد كان رحمسسسسه الله على عقيدة‬ ‫سلف ومنهجهسم‪ ،‬ملتزما ً بمسا جاء عسن‬ ‫ال ّس‬

‫الله وعسسسن رسسسسوله ‪ ،‬حريصسسسا ً على‬ ‫سلف‬ ‫معرفسسة الدّليسسل‪ ،‬واقتفاء آثار ال ّسس‬ ‫صالح‪ ،‬وكان يكره ُس المناهسج المخالفسة‬ ‫ال ّس‬ ‫صالح رحمهم الله‪.‬‬ ‫لطريقة ال ّ‬ ‫سلف ال ّ‬

‫ما دعوت ُبببه إلى الله‪ :‬فكان‬ ‫وأ ّببب‬ ‫ة ناجحاً‪ ،‬وذلك فسسسسسي فصسسسسساحته‬ ‫داعي ً‬ ‫وبلغتسه وأسسلوبه الحسسن‪ ،‬وفسي نصسحه‬ ‫وصسسدقه وإخلصسسه رحمسسه الله‪ ،‬فكان‬ ‫فسي دعوتسه مفيدا ً ونافعا ً لمسن يسسمعه‪،‬‬ ‫وكان رحمسسه الله عندمسسا يتحدّث فسسي‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪109‬‬ ‫شرح‬

‫بعسسض الدّروس وفسسي بعسسض الكلمات‬ ‫التسسي يلقيهسسا فسسي الدّعوة إلى الله عّز‬ ‫وج ّ‬ ‫ة منهسسا فسسي‬ ‫ت جمل ً‬ ‫ل س س وقسسد سسسمع ُ‬ ‫ج س فإن ّه كان يشد ّ انتباه الحاضرين‬ ‫الح ّ‬ ‫إلى كلمسسسه‪ ،‬وذلك لفصسسساحته وبلغتسسسه‬ ‫وعلمسه ومعرفتسه وجودة إلقائه وتمك ّسنه‬ ‫من المادّة التي يتكلّم فيها‪.‬‬ ‫وقسسسد قام رحمسسسه الله بالدّعوة إلى‬ ‫الله عّز وج ّ‬ ‫ل عسن طريسق تدريسسه فسي‬ ‫المسجد النّبويّ‪ ،‬وعن طريق مشاركته‬ ‫جاج فإن ّ سه منسسذ أنشأت‬ ‫فسسي توعيسسة الح ّ‬ ‫التّوعيسسسسة التّابعسسسسة لرئاسسسسسة البحوث‬ ‫العلمي ّسة والفتاء والدّعوة والرشاد فسي‬ ‫عام ‪1392‬هس س إلى أن توفّ سي وهسسو فسسي‬ ‫سامعين ويفيسد‬ ‫التّوعيسة‪ ،‬فكان يفيسد ال ّس‬

‫‪98‬‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫جاج رحمسسسسسه الله‪،‬‬ ‫جاج وغيسسسسسر الح ّ‬ ‫الح ّ‬ ‫وكذلك ذهب للدّعوة إلى الله عّز وج ّ‬ ‫ل‬ ‫منتدبا ً مسسن الجامعسسة السسسلميّة‪ ،‬وأيضاً‬ ‫صيفيّة فسسي‬ ‫للتّدريسسس فسسي الجازة ال ّسس‬ ‫الدّورات التسسي تقيمهسسا الجامعسسة‪ ،‬وكان‬ ‫ة إلى الله عّز وج ّ‬ ‫ل فسسسسسسسي البلد‬ ‫داعي ً‬ ‫المختلفة التي ذهب إليها‪.‬‬ ‫سه فبي المسبجد‬ ‫ما تدري ُب‬ ‫ثالثاً‪ :‬أ ّب‬ ‫ي‬ ‫النّبو ّ‬

‫فقسسسسد كان بدايسسسسة ذلك فسسسسي عام‬ ‫‪1370‬هس إلى أن توفّي رحمه الله تعالى‬ ‫فسي أواخسر العام الماضسي ‪1419‬هسس‪ ،‬أي‬ ‫أن ّسسه دّرس فسسي المسسسجد النّبويسسّ مسسا‬ ‫يقارب نصسسسسسف قرن قضاهسسسسسا فسسسسسي‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪111‬‬ ‫شرح‬

‫التّدريسسس فسسي هذا المسسسجد المبارك‬ ‫مسجد الّرسول ‪ ،‬وكان مكان ُه قريباً‬ ‫ت عندمسسسا بدأت‬ ‫مسسسن الّروضسسسة‪ ،‬وكن ُسسس‬ ‫بالتّدريسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫في المسجد النّبويّ حلقتي قريبة من‬ ‫حلقتسسه‪ ،‬وكن ّسسا نسسسمع صسسوته الّرخيسسم‬ ‫الواضح الجهوريّ‪ ،‬وكان صوتُه س رحمه‬ ‫الله س يرتفع وينخفض‪ ،‬وكنّا نداعبُه عند‬ ‫ذلك فسسسي الطّلعات التسسسي تكون فسسسي‬ ‫م يرتفسع ويسسمعه‬ ‫صسوته حيسث ينزل ث ّس‬ ‫من يكون بعيدا ً منه‪.‬‬ ‫وعلى هذا فقسسسد مكسسسث هذه المدّة‬ ‫الطّويلة التسي لم يكسن أحد ٌ يماثلُه فيهسا‬ ‫فسسي هذا الّزمان‪ ،‬والذي يقارب ُسسه فيهسسا‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪98‬‬

‫ال ّ‬ ‫الجزائريس حفظسه الله‬ ‫شيسخ أبسو بكسر‬ ‫ّ‬ ‫فإنّه بدأ بالتّدريس في المسجد النّبويّ‬ ‫فسسسي عام ثلثسسسة وسسسسبعين وثلثمائة‬ ‫وألف‪ ،‬ول يزال فسسسي التّدريسسسس بارك‬ ‫الله فسي جهوده وفسي دعوتسه ونفسع بسه‬ ‫المسلمين‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬إدارت ُببببه لدار الحديببببث‬ ‫بالمدينة‬

‫بعدمسسا توفّسي ال ّ‬ ‫شيسسخ عبسسد الّرحمسسن‬ ‫ي سسس رحمسسه الله سسس فسسي عام‬ ‫الفريق ّسس‬ ‫‪1377‬هسس وكان هسو النّاظسر عليهسا خلفسه‬ ‫ال ّ‬ ‫شيسسسخ عمسسسر فسسسي إدارتهسسسا والنّظارة‬ ‫عليهسا‪ ،‬وكانست لهسا منزلة عنده ومكانسة‬ ‫رفيعسسسة‪ ،‬وكان يحدب عليهسسسا ويحرص‬ ‫عليهسا وهسي شغله ال ّ‬ ‫شاغسل رحمسه الله‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪113‬‬ ‫شرح‬

‫تعالى‪ ،‬واسستمّر فيهسا مديرا ً لهسا ومربّياً‬ ‫جها ً لطلّبها‪.‬‬ ‫ومو ّ‬ ‫وفسي عام خمسسة وثمانيسن وثلثمائة‬ ‫وألف انتقسسل إلى الجامعسسة السسسلميّة‬ ‫فسسي العمال المختلفسسة التسسي سسسأشير‬ ‫إليها بعد قليل‪ ،‬ولكن ّه مع ذلك محتفظ‬ ‫بإدارة هذه الدّار والشراف عليهسسا مسسع‬ ‫أعماله التسي أنيطست بسه فسي الجامعسة‬ ‫السسسسلميّة‪ ،‬واسسسستمّر على ذلك فسسسي‬ ‫الجامعة يقوم بالعمال التي أنيطت به‬ ‫بالضافسسسسسسة إلى إشرافسسسسسسه على دار‬ ‫ما تقاعد رجع إلى الجلوس‬ ‫الحديث‪ ،‬ول ّ‬ ‫فيها وإدارتها حتّى توفّاه الله عّز وج ّ‬ ‫ل‪.‬‬ ‫وكان رحمسسه الله قسسد اعتنسسى بهذه‬ ‫ما أدخلت المباني القريبة من‬ ‫الدّار‪ ،‬ول ّ‬

‫‪98‬‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫بويس فسي مشروع المسسجد‬ ‫المسسجد الن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ة مسسسسن‬ ‫النّبويسسسسّ‪ ،‬وكانسسسست الدّاُر قريب ً‬ ‫ما داخلة فسسسي‬ ‫المسسسسجد‪ ،‬وكانسسست إ ّسسس‬ ‫ساحة القريبسة منسه‪،‬‬ ‫المسسجد أو فسي ال ّس‬ ‫وكان قسسد ُرصسسد لهسسا مبلغ مسسن المال‬ ‫تعويضا ً لذلك الوقسسسسسسسسسسسسسسسف للرض‬ ‫والمنشآت التسسي عليسسه‪ ،‬فقيسسل له‪ :‬لو‬ ‫أن ّسسسك طلبسسست منهسسسم أن يزيدوا فسسسي‬ ‫صص تعويضسسسسا لهذه‬ ‫المقدار الذي خ ّسسسس‬ ‫الدّار؟ فقال‪ :‬ل أفعل لن ّها س أي الرض‬ ‫سسسسس داخلة فسسسسي المسسسسسجد النّبويسسسسّ‬ ‫أو فسسي سسساحاته ويكون الجسسر والثّواب‬ ‫إن شاء‬ ‫سسها وأوقفهسا حيسث تكون‬ ‫الله ل ِسمن أ ّس‬ ‫فسسي جملة المسسسجد أو فسسي سسساحات‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪115‬‬ ‫شرح‬

‫م إن ّ سه بعدمسسا ُرصسسد المبلغ‬ ‫المسسسجد‪ .‬ث ّ س‬ ‫لهذه الدّار اجتهد في البحث عن مكان‬ ‫مناسب وكان أن انتهى إلى شراء تلك‬ ‫الرض التسسي بنيسست عليهسسا الدّار الن‪،‬‬ ‫م بناؤُسها على وجسه حسسن وبناء فيسه‬ ‫وت ّس‬ ‫م هذه الدّار صسار‬ ‫إتقان ومتانسة‪ ،‬وتصسمي ُ‬ ‫له تميٌّز فسسي هذه المدينسسة ونال جائزة‬ ‫المدينة في التصميم العمراني‪.‬‬ ‫خامسباً‪ :‬العمال التبي أنيطبت‬ ‫به‬

‫فسسي عام خمسسسة وثمانيسسن وثلثمائة‬ ‫وألف ن ُ سقل إلى الجامعسسة وكُلّف بعمسسل‬ ‫الميسن العام المسساعد‪ ،‬واسستمّر على‬ ‫م بعدمسسا‬ ‫م عي ّسن أمينسسا عامسسا‪ ،‬ث ّس‬ ‫ذلك‪ ،‬ث ّس‬

‫‪98‬‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسنّف‬ ‫هيئة التّدريسسس وتحوّلوا مسسن الوظائف‬ ‫القديمسسة إلى الوظائف التسسي هسسي فسسي‬ ‫كادر المدّرسسسين على النّظام الحديسسث‬ ‫وذلك فسسسي عام ‪1396‬هسسسس صسسسنّف على‬ ‫أستاذ مساعد‪.‬‬ ‫وكان مسع قيامسه فسي العمسل الداري‬ ‫م بعد‬ ‫يؤدّي دروسا ً في كلي ّة الحديث‪ ،‬ث ّ‬ ‫ذلك صسار مسسؤول ً عسن مركسز الدّعوة‬ ‫م مسسؤول ً عسن مركسز‬ ‫فسي الجامعسة‪ ،‬ث ّس‬ ‫سيرة النّبوي ّسسة فسسي‬ ‫سنّة وال ّسس‬ ‫خدمسسة ال ّسس‬ ‫م على يديسسسه‬ ‫الجامعسسسة‪ ،‬وهسسسو الذي ت ّسس‬ ‫سه والبداءةُ بسسه‪ ،‬وتقاعسسد وهسسو‬ ‫تأسسسي ُ‬ ‫يقوم بذلك العمل‪.‬‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫جاته‬ ‫سادساً‪ :‬عددُ ح ّ‬

‫‪117‬‬ ‫شرح‬

‫ج فرضه في عام ‪1365‬هس واستمّر‬ ‫ح ّ‬ ‫ج إلى عام ‪1418‬هسس لم يتخلّف‬ ‫فسي الح ّس‬ ‫ج إل ّ سسسنة واحدة وهسسي سسسنة‬ ‫عسسن الح ّس‬ ‫‪ 1367‬هسس بسسبب تمريسض مريسض كان‬ ‫ه‬ ‫عنده‪ ،‬وقسسد بلغسست ح ّ‬ ‫جات ُ سه رحمسسه الل ُ س‬ ‫ح َّ‬ ‫ة‪.‬‬ ‫ج ً‬ ‫ثلثا وخمسين َ‬ ‫ه بينبه‬ ‫سبابعاً‪ :‬صبفاتُه والتّشاب ُب‬ ‫وبيبن شيخبه وشيخبي ال ّ‬ ‫شيبخ عببد‬ ‫ي رحمببه الله‬ ‫الّرحمببن الفريق ّبب‬ ‫تعالى‬

‫كان من صفاته رحمه الله س كما هو‬ ‫معلوم لك ّ‬ ‫ة الوجسه‬ ‫ل مسن عرفسه سس طلق ُ‬ ‫ه‬ ‫ن السسستقبال‪ ،‬وكان رحمسسه الل ُ س‬ ‫وحس س ُ‬ ‫ي الن ّفس‬ ‫مع قلّة ماله وضعف حاله غن ّ‬

‫‪98‬‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫ي اليسسد رحمسسه الله تعالى‪ ،‬وكان‬ ‫سسسخ ّ‬ ‫حريصسا ً على نفسسع المسسسلمين‪ ،‬ومد ّ يسسد‬ ‫العون لهسم ومسساعدتهم‪ ،‬وكان رحمسه‬ ‫م يعرفُ سه مسسن‬ ‫الله تعالى ذا تواضسسع ج ّ س‬ ‫سفر‪ ،‬وقسد‬ ‫خالطسه ومسن رافقسه فسي ال ّس‬ ‫رافقت ُ سه كمسسا رافقسسه غيري وك ٌّ‬ ‫ل يعرف‬ ‫منسه تواضعسه وأن ّسه مسع كونسه يكسبر مسن‬ ‫ن إل ّ أن ّسه يبادر إلى‬ ‫يكون معسه فسي ال ّ‬ ‫سس ّ‬ ‫أن يسسسبق إلى الخدمسسة مسسع أن ّسسه هسسو‬ ‫الحقيسسق بأن يُخدم لفضله ولكسسبر سسسنّه‬ ‫رحمه الله تعالى‪.‬‬ ‫وكان بينسه وبيسن شيخسه ال ّ‬ ‫شيسخ عبسد‬ ‫ي شبه واضح بيّن‪ ،‬وأنا‬ ‫الّرحمن الفريق ّ‬ ‫ت على ال ّ‬ ‫شيسسسخ عبسسسد الّرحمسسسن‬ ‫درسسسس ُ‬ ‫ي في الّرياض في عام ‪1372‬هس‬ ‫الفريق ّ‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪119‬‬ ‫شرح‬

‫ت عليسسسه فسسسي‬ ‫وعام ‪1373‬هسسسس درسسسس ُ‬ ‫الحديسسسث والمصسسسطلح‪ ،‬وكان مدّرسسسسا‬ ‫جهسا ومرشدا‬ ‫ناصسحا وعالمسا كسبيرا‪ ،‬ومو ّ‬ ‫وقدوة فسسي الخيسسر رحمسسه الله تعالى‪.‬‬ ‫ه بينسسسسسسسسسسسسسسسسسه‬ ‫والتّشاب ُسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫وبين ال ّ‬ ‫ن‬ ‫شيخ عمر رحمه الله قوي ٌّ فإ ّ‬ ‫صفات التسي ذكرت ُسها عسن ال ّ‬ ‫شيسخ عمسر‬ ‫ال ّس‬ ‫موجودة فسسسي شيخسسسه ال ّ‬ ‫شيسسسخ عبسسسد‬ ‫الرحمن الفريق ي وك ٌّ‬ ‫ل منهما له محب ّة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فسسسسسي النّفوس وقبول عنسسسسسد النّاس‪.‬‬ ‫ولل ّ‬ ‫شيسسسخ عمسسسر رحمسسسه الله محاضرة‬ ‫واسسسسعة عسسسن ال ّ‬ ‫شيسسسخ عبسسسد الّرحمسسسن‬ ‫ي ألقاها في قاعة المحاضرات‬ ‫الفريق ّ‬ ‫بالجامعسسسسة السسسسسلميّة فسسسسي ‪/4 /13‬‬ ‫ة فسسي المجلّد‬ ‫‪1398‬هسسس‪ ،‬وهسسي مطبوع ٌ‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪98‬‬

‫الخامسسس ضمسسن محاضرات الجامعسسة‬ ‫السلميّة المطبوعة في ستّة مجلّدات‬ ‫للعوام‪ :‬مسسسن ‪ 1394‬إلى ‪1399‬هسسسس‪ ،‬ك ُّ‬ ‫ل‬ ‫مجلّد منهسا يشتم ُ‬ ‫ل على خمسس عشرة‬ ‫محاضرة‪ ،‬وهسسي موجودة فسسي مكتبات‬ ‫الجامعة‪.‬‬ ‫ثامناً‪:‬‬

‫ت ال ّ‬ ‫مد‬ ‫شيخ عمر مح ّ‬ ‫ما كيف عرف ُ‬ ‫أ ّ‬ ‫صلة التسسي بينسسي وبينسسه‬ ‫فل ّ سته ومدى ال ّ س‬ ‫ت إلى‬ ‫فأول مسسا عرفت ُسسه عندمسسا قدم ُسس‬ ‫ّ‬ ‫المدينسة عنسد افتتاح الجامعسة السسلميّة‬ ‫ت أسسسمع ويتردّد‬ ‫فسسي عام ‪1381‬هس س كن ُ س‬ ‫على سسسمعي ال ّ‬ ‫شيسسخ عمسسر مديسسر دار‬ ‫ت مسع باب‬ ‫ت إليسه ودخل ُس‬ ‫الحديسث‪ ،‬فذهب ُس‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪121‬‬ ‫شرح‬

‫الدّار الذي هسسسسسو إلى جهسسسسسة الجنوب‪،‬‬ ‫ن مسسع هذا الباب‬ ‫وبعدمسسا يدخسسل النسسسا ُ‬ ‫يجد أمامه ساحة واسعة وعلى يساره‬ ‫غرفة هي مكان مدير الدّار وإذا ال ّ‬ ‫شيخ‬ ‫عمسر رحمسه الله تعالى فسي زاويسة مسن‬ ‫زوايسسسسسا هذه الغرفسسسسسة على مكتبسسسسسه‪،‬‬ ‫ت مسسن أوّل وهلةٍ‬ ‫ت عليسسه ورأي ُ س‬ ‫فسسسلّم ُ‬ ‫سماحة والل ّسسسطف والب ُسسسشر‬ ‫منسسسه ال ّسسس‬ ‫والدّعاء ومحبّة الخير للنّاس‪.‬‬

‫فكان هذا أوّل لقاء حصسسل لي معسسه‬ ‫وأوّل تعّرف عليسسه فسسي تلك الجلسسسة‬ ‫التسي دخسل حب ُّسه فسي قلبسي‪ ،‬وبعسد ذلك‬ ‫توطّدت العلقسسة بينسسي وبينسسه ولسسسيّما‬ ‫بعدمسا انتقسل إلى الجامعسة السسلميّة‪،‬‬ ‫م غالبسا إل ّ وألتقسي بسه‬ ‫ت ل يمّر يو ٌس‬ ‫فكن ُس‬

‫‪98‬‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫وأجلس معه وأستأنس به كثيرا ً رحمه‬ ‫م في عام ‪1389‬هس وكذلك‬ ‫الله تعالى‪ ،‬ث ّ‬ ‫ت أنسسا وإيّاه‬ ‫فسسي العام الذي يليسسه ذهب ُسس‬ ‫للتّعاقسسسسد مسسسسع مدّرسسسسسين للجامعسسسسة‬ ‫السسسلميّة إلى الردن وسسسوريا ولبنان‬ ‫ومصسسسسر‪ ،‬وبلغسسسست تلك المدّة التسسسسي‬ ‫اصسطحبنا فيهسا مسا يقرب مسن شهريسن‬ ‫في ك ّ‬ ‫ت‬ ‫ل من هاذين العامين‪ ،‬وقد رأي ُ‬ ‫م‪.‬‬ ‫أخلقه الكريمة وتواضعه الج ّ‬ ‫وأذكسسسر أن ّسسسه كن ّسسسا فسسسي فندق مسسسن‬ ‫الفنادق‪ ،‬وكن ّسا نسسكن فسي غرفسة وفسي‬ ‫مام يقضي‬ ‫مام‪ ،‬وكان في الح ّ‬ ‫داخلها ح ّ‬ ‫حاجتسسسه رحمسسسه الله‪ ،‬فدخسسسل شخسسسص‬ ‫ت له‪:‬‬ ‫فقال‪ :‬أيسن رئيسس اللّجنسة؟ فقل ُس‬ ‫اجلس يأتي الن‪ ،‬وكان يسمع وهو في‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪123‬‬ ‫شرح‬

‫مام‪ ،‬ول َسسس َّ‬ ‫ما خرج قال‪ :‬هذا‬ ‫داخسسسل الح ّ‬ ‫ت أنسسا‬ ‫ي‪ :‬لس س ُ‬ ‫رئيسسس اللّجنسسة يشيسسر إل ّ س‬ ‫ت‬ ‫ت‪ :‬ل أبدا ً لسسس ُ‬ ‫رئيسسس اللّجنسسة‪ ،‬فقل ُسس‬

‫سها‪ ،‬فصار المُر‬ ‫س اللّجنة أنت رئي ُ‬ ‫رئي َ‬ ‫يدور بينسسي وبينسسه ك ٌّ‬ ‫ل يقول للخسسر‪ :‬أنسسا‬

‫ت‪،‬‬ ‫س أن َ س‬ ‫لس س ُ‬ ‫ت الّرئيسسس وإن ّ سما الّرئي ُسس‬ ‫جب هذا ال ّ‬ ‫صس الذي دخسل وكان‬ ‫فتع ّس‬ ‫شخ ُ‬ ‫يسسسأل عسسن رئيسسس اللّجنسسة‪ ،‬وهذا مسسن‬ ‫لطافتسه وتواضعسه وسسماحته رحمسه الله‬ ‫تعالى‪.‬‬ ‫ث ّمس كانت العلقة بيني وبينه وطيدةً‬ ‫جدّا بحيسث ل ينقطسع أحد ُسنا عسن الخسر‪،‬‬ ‫وكان يزورنسسسي وأزوره‪ ،‬ويت ّسسسصل بسسسي‬ ‫خر أحد ُسنا عسن الخسر‬ ‫وأت ّسصل بسه‪ ،‬إذا تأ ّس‬

‫‪98‬‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫فترة وجيزة ات ّصل بالهاتف يسأ ُ‬ ‫ل عن ّي‬ ‫ت‬ ‫وات ّسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسصل ُ‬ ‫به أيضا أسأ ُ‬ ‫ل عنه‪ ،‬وكانت المودّة بيننا‬ ‫قائمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة‪،‬‬ ‫وكان ذلك كلّه في الله ومن أجل الله‪،‬‬ ‫ليسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫ب فسي‬ ‫هناك رابطسة تربطنسي بسه إل ّ الح ّس‬ ‫الله والموالة‬ ‫فسسسسي الله عّز وج ّ‬ ‫ل‪ ،‬وأرجسسسسو أن أكون‬ ‫سبعة الذيسسن يظل ّ سهم الله‬ ‫وإيّاه مسسن ال ّ س‬ ‫ُ‬ ‫فسسسسسسسسسسسسسسي ظلّه يوم ل ظ َّ‬ ‫ل إل ّ ظل ّه‬ ‫م فسسسي الحديسسسث‬ ‫الذيسسسن ورد ذِكُْرهُسسس ْ‬ ‫صحيح وفيهسسسسسسسسسسسسسسسم‪:‬‬ ‫ال ّسسسسسسسسسسسسسسس‬ ‫(( ورجلن تحاب ّ سا فسسي الله اجتمعسسا على‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪125‬‬ ‫شرح‬

‫ذلك وتفّرقا عليه ))‪.‬‬ ‫ه مأذونا ً لعقسسسسد‬ ‫وكان رحمسسسسه الل ُسسسس‬ ‫النكحسسة‪ ،‬وهذا مسسن المجال الذي ينفسسع‬ ‫فيسسه النّاس ويحسسسن فيسسه إلى النّاس‬ ‫رحمسسسه الله تعالى‪ ،‬وكان باذل ً نفسسسسه‬ ‫مة وذلك في وقت مبكّر‪.‬‬ ‫لهذه المه ّ‬ ‫تاسعاً‪:‬‬

‫ة مسسن دعابتسسه وطرائفسسه‬ ‫ما المثل ُ‬ ‫أ ّسس‬ ‫فأذكسر مسن لطائفسه حول موضوع عقسد‬ ‫النكحة أن ّه جاء إلى موظ ّف في إدارة‬ ‫فسسي حاجسسة مسسن الحاجات‪ ،‬وكأ ّسسَ‬ ‫ن ذلك‬ ‫ف تلك ّ سأ ومسسا قام بتيسسسير أمسسر‬ ‫الموظ ّ س ُ‬ ‫ال ّ‬ ‫شيسخ عمسر‪ ،‬وكان قسد عقسد لوالد هذا‬ ‫مه‪ ،‬فكان منه أن قال‪:‬‬ ‫الموظّف على أ ّ‬

‫‪98‬‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫ت لبيسه‬ ‫ن فلن؟ هذا الذي عقد ُّس‬ ‫هذا اب ُس‬ ‫ما عقد ُّ‬ ‫ت‬ ‫تل ّ‬ ‫مه‪ ،‬أنا الذي أخطأ ُ‬ ‫على أ ّ‬ ‫س وقام‬ ‫لبيسه على أ ّس‬ ‫مه!! فضحسك النّا ُس‬ ‫ف حال ً بإنهاء حاجتسه‪ ،‬فهذا مسن‬ ‫الموظ ّس ُ‬ ‫لطافته وظرافته رحمه الله تعالى‪.‬‬ ‫ومسن طرائفسه أن ّسا كن ّسا فسي سسفر إلى‬ ‫مصسر وكان فسي الزهسر طلبسة كثيرون‬ ‫جاءوا مسن الرياف‪ ،‬وكانوا يتّخذون مسن‬ ‫أروقسسة الزهسسر سسسكنا لهسسم‪ ،‬وللمسسسجد‬ ‫م‬ ‫إمام وكان يدعو للطّلّب فيقول‪ :‬اللّه ّ‬ ‫جح الطّلّب‪ ،‬ووفّقهسسسسم للحكمسسسسة‬ ‫ن ّسسسس‬ ‫صواب‪ .‬ومن دعابة ال ّ‬ ‫شيخ عمر أن ّه‬ ‫وال ّ‬ ‫ن ويقول‪ :‬نحسسن مسسن الطّلّب‬ ‫كان يُؤ َ ِّ‬ ‫م ُسس‬ ‫أي‪ :‬طلّب المدّرسسسين لن ّ سنا جئنسسا فسسي‬ ‫طلبهم والتّعاقد معهم‪.‬‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪127‬‬ ‫شرح‬

‫ومسسن طرائفسسه أن ّسسه كان معنسسا فسسي‬ ‫سفر نقود هسسي دولرات أمريكي ّسسة‪،‬‬ ‫ال ّسس‬ ‫وكن ّسا نسسمعُ إذاعسة لندن‪ ،‬وعندمسا يأتسي‬ ‫فسسي آخسسر الخبار بيان أسسسعار العملة‬ ‫فيذكسسر انخفاض سسسعر الدّولر فيظهسسر‬ ‫ن النّقود التسسي معنسسا‬ ‫التّأث ّسسر مداعب ً‬ ‫ة ل ّسس‬ ‫دولرات‪.‬‬ ‫ت معسه فسي‬ ‫ومسن طرائفسه أن ّسني كن ُس‬ ‫ج‬ ‫مجلس وفيسسه أحد ُ المشايسسخ وقسسد ح ّ س‬ ‫ف‬ ‫ت أعر ُ‬ ‫فرضه بعد ولدتي بسنة‪ ،‬وكن ُ‬ ‫ت‬ ‫ذلك فسسسسسألتُه قائلً‪ :‬متسسسسى حجج َسسسس‬ ‫ضك؟ فقال له ال ّ‬ ‫شيسخ عمسر‪ :‬انتبسه ل‬ ‫فر َس‬ ‫صل‬ ‫يجّر لك لسسسانك‪ ،‬يعنسسي بذلك التّو ّ س‬ ‫إلى مقدار عمر ذلك ال ّ‬ ‫شيخ‪.‬‬ ‫ومن الطّرائف العجيبة أن ّني أداعب‬

‫‪98‬‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫ال ّ‬ ‫شيسخ عمسر حول سسنّه وأن ّسه كسبير‪ ،‬ول‬ ‫يظهسر عليسه أثسر الكِبَر‪ ،‬وفسي سسنة مسن‬ ‫ج‪ ،‬ودخلنسا مخي ّسم‬ ‫سنوات كن ّسا فسي الح ّس‬ ‫ال ّس‬ ‫التّوعية في عرفات‪ ،‬وإذا فيه رجل قد‬ ‫ابي ض منسسه ك ُّ‬ ‫ل شيسسء حت ّسسى حاجباه‪،‬‬ ‫ّسس‬ ‫ت لل ّ‬ ‫شيسسخ عمسسر‪ :‬هذا مسسن أمثالك‬ ‫فقل ُ س‬ ‫ن‪ ،‬وبعسسد أن جلسسسنا قال‬ ‫أي‪ :‬كبار ال ّ س‬ ‫س ّ‬ ‫ذلك الّرجسسل يخاطبنسسي‪ :‬أنسسا تلميسسذ لك‬ ‫دّرستني في مدرسة ليلية ابتدائية في‬ ‫الّرياض س وكان ذلك في سنة ‪ 1374‬هس‬ ‫ت فسي زمسن دراسستي فسي‬ ‫تقريبا ً سس‪ ،‬وكن ُس‬

‫الّرياض أدّرس مسساء متسبّرعا ً فسي تلك‬ ‫ب طلّبها موظّفون‪،‬‬ ‫المدرسة التي غال ُ‬ ‫فوجسسد ذلك ال ّ‬ ‫شيسسخ عمسسر رحمسسه الله‬ ‫ي‪ ،‬فكان‬ ‫مناسسسبة ليقلب الموضوع عل ّسس‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪129‬‬ ‫شرح‬

‫يكّرر مخاطبا ً ذلك الّرجسل‪ :‬أنست تلميسذ‬ ‫ال ّ‬ ‫شيخ عبد المحسن؟‬ ‫عاشراً‪ :‬وفاته‬

‫لقسد توفّسي رحمسه الله فسي صسبيحة‬ ‫يوم الربعاء الموافسسسسسسسق التّاسسسسسسسسع‬ ‫والعشريسسن مسسن شهسسر ذي القعدة مسسن‬ ‫عام ‪1419‬هسسس‪ ،‬وهسسو آخسسر يوم فسسي ذلك‬ ‫ال ّ‬ ‫شهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر‬ ‫جة ليلة‬ ‫إذ ثبسسسسسسست دخول ذي الح ّسسسسسسس‬ ‫الخميسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‪ ،‬وكان‬ ‫س رحمه الله س يرقد في مستشفى في‬ ‫ت على أن أزوره‬ ‫ت عزم ُس‬ ‫الّرياض‪ ،‬وكن ُس‬ ‫ن الطبّاء‬ ‫فسسي الّرياض ولكن ّ سه قيسسل‪ :‬إ ّ س‬ ‫سسسيأذنون له بالخروج آخسسر السسسبوع‪،‬‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪98‬‬

‫وعاد إلى المدينسسة فسسي صسسبيحة اليوم‬ ‫الثّامن والعشرين‪ ،‬وشاء الله عّز وج ّ‬ ‫ل‬ ‫أن تقبسض روحسه وهسو فسي المدينسة مسن‬ ‫ساعة الثّامنسة والن ّسصف‬ ‫الغسد؛ وصسل ال ّس‬ ‫مسن يوم الثّلثاء يوم الثّامسن والعشريسن‬ ‫وفي الثّامنة والن ّصف من يوم الربعاء‬ ‫التّاسسسع والعشريسسن توفّسي رحمسسه الله‪.‬‬ ‫بويس بعسد‬ ‫وصسلّي عليسه فسي المسسجد الن ّ‬ ‫ّ‬ ‫صلة العصر‪ ،‬ودفن في البقيع‪ ،‬وشهد‬ ‫جاج و غيرهم‬ ‫جنازته خلق كثير من الح ّ‬ ‫رحمه الله وغفر له‪.‬‬ ‫وقسسد خلف بعده سسسبعة مسسن البنيسسن‬ ‫واثنتين من البنات أصلحهم الله جميعا‬ ‫وبارك فيهم‪.‬‬

‫الشيخ عمر بن محمد فلته‬ ‫وكيف عرفته‬

‫‪131‬‬ ‫شرح‬

‫وفسي الختام أسسأل الله عّز وج ّ‬ ‫ل أن‬ ‫يغفسسر لل ّ‬ ‫شيسسخ عمسسر وأن يعلي درجتسسه‪،‬‬ ‫وأن ل يفتننسسا بعده‪ ،‬وإن ّ سا لله وإن ّ سا إليسسه‬ ‫راجعون‪ ،‬وصسسسسلّى الله وسسسسسلّم وبارك‬ ‫مد وعلى‬ ‫على عبده ورسسوله نبي ّسنا مح ّس‬ ‫آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬

‫***‬

‫‪100‬‬

‫فهرس‬ ‫الموضوعات‬

‫عبد العزيز بن باز ب رحمه‬ ‫الله ب نموذج من الرعيل‬ ‫الول‬ ‫مقدمة‪5.........................................‬‬ ‫نسبُه‪ ،‬وولدتُه‪ ،‬ونشأتُه‪8......................‬‬ ‫خه وتلميذ ُه‪9..............................‬‬ ‫شيو ُ‬ ‫أعمالُه التي تولّها‪12...........................‬‬ ‫مه‪15...........................................‬‬ ‫عل ُ‬ ‫م نفعِه‪19....................................‬‬ ‫عمو ُ‬ ‫عبادتُه‪25..........................................‬‬ ‫مؤلّفاتُه‪28........................................‬‬ ‫ة به‪30.............................‬‬ ‫ص ُ‬ ‫صلتي الخا ّ‬ ‫ه‪35...................‬‬ ‫ن َ‬ ‫خلَفَ ُ‬ ‫ه‪ ،‬و َ‬ ‫وفاتُه‪ ،‬وعَقِب ُ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت‪41...........................‬‬ ‫ت ومقترحا ٌ‬ ‫أمنيّا ٌ‬

‫فهرس‬ ‫الموضوعات‬

‫‪133‬‬ ‫شرح‬

‫الشيخ محمد بن عثيمين‬ ‫من العلماء الربَّاني ِّين‬ ‫مقدمة‪47.........................................‬‬ ‫نسبه‪49...........................................‬‬ ‫ولدته ونشأته‪50.................................‬‬ ‫شيوخه وتلميذه‪52..............................‬‬ ‫بذله للعلم وقيامه بالدَّعوة‪54.................‬‬ ‫مؤلفاته‪61........................................‬‬ ‫مكانته عند الناس‪62............................‬‬ ‫وفاتِه‪63...........................................‬‬ ‫وعقِبه‪70..........................................‬‬ ‫وصايا ومقترحات‪70.............................‬‬

‫‪100‬‬

‫فهرس‬ ‫الموضوعات‬

‫الشيخ عمر بن محمد‬ ‫فلته رحمه الله وكيف‬ ‫عرفته‬

‫مقدمة‪77.........................................‬‬ ‫مه‪ ،‬وولدتُه‪ ،‬ونشأتُه‪79.....................‬‬ ‫اس ُ‬ ‫جه‪81...................‬‬ ‫عقيدتُه‪ ،‬ودعوتُه‪ ،‬ومنه ُ‬ ‫سه في المسجد النّبويّ‪83...............‬‬ ‫تدري ُ‬ ‫إدارتُه لدار الحديث في المدينة‪84...........‬‬ ‫العمال التي أُنيطت به‪87.....................‬‬ ‫جاته‪88....................................‬‬ ‫عدد ُ ح ّ‬ ‫صسفاتُه والتّشاب ُهس بينسه وبيسن شيخسه وشيخسي‬ ‫ال ّ‬ ‫شيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسخ‬ ‫ي رحمه الله تعالى ‪88.‬‬ ‫عبد الّرحمن الفريق ّ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫صلة التي‬ ‫كيف عرف ُ‬ ‫شيخ عمر ومدى ال ّ‬ ‫بيني وبينه‪90.....................................‬‬ ‫ذكسر أمثلة مسن دُعابتسه وطرائفسه رحمسه الله‬

‫فهرس‬ ‫الموضوعات‬

‫‪135‬‬ ‫شرح‬

‫تعالى‪94...........................................‬‬ ‫وفاتُه وعقبُه‪96...................................‬‬

Related Documents