رئيس الجامعة السلمية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى بقلم فضيلة الشيخ:
عبد المحسن بن حمد العباد البدر (حفظه الله تعالى)
فمي اليوم الرابمع والعشريمن ممن شهمر رمضان المبارك ممن هذا العام فقدت المملكة العربية السعودية علمها الشامخ وكوكبها الغر ونجمهمما اللمممع ومشعلهمما الوضاء سممماحة المفتممي ورئيممس القضاة ورئيممس الجامعممة السمملمية والكليات والمعاهممد العلميممة :الشيممخ الجليممل العالم العامممل الذي طال عمره وحسممن عمله محمممد بممن إبراهيم آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب غفر الله له ورحمه. وكان لوفاتمه الثمر البالغ فمي النفوس لمما للفقيمد رحممه الله ممن مكانممة مرموقممة وأعمال جليلة ،وهذه لمحممة قصمميرة عممن سممماحته رأيت إثباتها في مجلة الجامعة السلمية بالمدينة المنورة ،التي هي إحدى المؤسسات العلمية التي يرأسها سماحته في أول عدد يصدر بعد وفاته. وموضوع الحديمث عمن سمماحته مشاع ل يخفمى على الكثيمر ممن الناس ،لكنهما الرغبمة فمي أداء بعمض مما يجمب لهذا الرجمل الفمذ ،الذي جمع بين العلم والعمل ،وإن هي إل ّ حاجة في نفس يعقوب قضاها، رحم الله الفقيد ،ول فتننا بعده ،وإنّا لله وإنّا إليه راجعون. نسبه:
همو صماحب السمماحة الشيمخ الجليمل أبمو عبمد العزيمز محممد بمن الشيمخ إبراهيمم المتوفمى سمنة 1329همم رحممه الله ابمن الشيمخ عبمد اللطيمف المتوفمى سمنة 1293همم رحممه الله ابمن الشيمخ عبمد الرحممن بن حسن المتوفى سنة 1285هم رحمه الله ابن شيخ السلم المام مجدد القرن الثانممي عشممر محمممد بممن عبممد الوهاب المتوفممى سممنة 1206هم رحمه الله ،ينتهي نسبه إلى ذلك المام المبارك الذي أظهر الله به السنة المحمدية في وقت اشتدت فيه غربة الدين وكثر فيه تعلق الخلق بغيممممر رب العالميممممن؛ فأرشممممد النّاس إلى الصممممراط المسمتقيم صمراط المنعمم عليهمم ممن النمبيين والصمديقين والشهداء والصمالحين ،وحذرهمم ممن طرق الجحيمم الطرق التمي سملكها أعداء الله ممممن المغضوب عليهمممم والضاليمممن ،فجزاه الله عمممن السممملم والمسلمين خيرا.
ولدته وأبرز شيوخه وتلمذته:
ولد رحممه الله وغفمر له فمي اليوم السمابع ممن شهمر محرم سمنة إحدى وعشرة بعد الثلثمائة واللف 1311هم ،في مدينة الرياض. ونشممأ فممي بيممت العلم والفضممل والتقممى والصمملح ،فتغذى بلبان العلم واليمان ،وتسلح بسلح المعرفة والعقيدة السليمة منذ نعومة أظفاره حتمممى آل أمره إلى أن صمممار مرجمممع العلماء وأبرز الفقهاء ونادرة الذكياء. أخممذ العلم عممن والده الشيممخ إبراهيممم وعممن عمممه الشيممخ عبممد اللطيمف وعمن الشيمخ سمعد بمن عتيمق وعمن الشيمخ حممد بمن فارس وغيرهم ممن فقهه الله في دينه ونور بصيرته. ثمم أخمذ ينشمر العلم ويرشمد إلى الخيمر ويحذر ممن الشمر صمابرا محتسممبا حتممى تخرج على يديممه العداد الكممبيرة مممن العلماء الذيممن قاموا بمهام القضاء والتدريمممس وغيرهممما فمممي المملكمممة العربيمممة السمعودية ،وممن أبرزهمم :فضيلة الشيمخ عبمد العزيمز بمن عبمد الله بمن باز نائبه في الجامعة السلمية بالمدينة المنورة ،وفضيلة الشيخ عبد الله بمن محممد بمن حميمد الرئيمس العام للشراف الدينمي بالمسمجد الحرام. أعماله رحمه الله:
بعمد وفاة عممه الشيمخ عبمد الله بمن عبمد اللطيمف سمنة 1339همم، أسممند إليممه عمله ،وقام مقامممه فممي الفتاء ومشيخممة علماء نجممد وملحقاتها ،ثم تولى رئاسة القضاء في جم يع أنحاء المملكة العربية السممعودية ،وعنممد تأسمميس الكليات و المعاهممد العلميممة باقتراحممه ومشورته أسندت إليه رئاستها ثم رئاسة الجامعة السلمية بالمدينة المنورة ورئاسمممة رابطمممة العالم السممملمي وغيرهممما ممممن العمال العظيمة التي أنيطت بسماحته والتي كان الناس يزاولها بقوة وحزم إلى نهاية أمره. ومما كان تقليمد ولة أمور المسملمين لسمماحته هذه العمال إلّ لكونمه موضمع الثقمة التاممة ،ومما كان تقلده إياهما إل ّ حرصما منمه على أن تسير المور فيها على أكمل وجه وأحسن حال. ن المدة التي بين وفاة عمه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف هذا وإ ّ سمنة 1339همم وبيمن وفاتمه رحممه الله سمنة 1389همم خمسمون سمنة قضاهما فمي الدعوة إلى الحمق ،والجهاد فمي سمبيل الله ،والذب عمن
شريعتممه ،والعمممل بجممد وحزم فيممما ينفممع المسمملمين ،أجزل الله له الثواب ،وأسكنه فسيح الجنان. مؤلفاته:
ورغمم كثرة هذه العمال التمي نهمض بهما ،والتمي يشمق القيام بهما على الجماعة من الرجال خلف وراءه من الفتاوى ما يبلغ المجلدات الكثيرة ،وقد جمع بعضها الشيخ عبد الرحمن بن قاسم وأكثرها في ملفات دار الفتاء ،ونرجمو الله أن يوفمق المسمؤولين لنشرهما ليعمم نم له نصمائح توجيهيمة عاممة وخاصمة ورسمائل قيممة النتفاع بهما ،كمما أ ّ كبيرة الفائدة قد طبع كثير منها. صفاته رحمه الله:
وكان سماحته غفر الله له من الرجال القلئل الذين يعدون من نوادر الزمان لمما منحمه الله ممن الصمفات الجممة ،وذلك فضمل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. فقد كان رحمه الله إلى جانب غزارة علمه وسعة اطلعه وقوة ذاكرتمه أرجمح العقمل ثاقمب الرأي ،صمبورا حليمما ،ذا أناة ورويمة ،وذا شخصية فذة ،تذوب أمامها الشخصيات الكبيرة ،مهيب الجانب ،مع تواضعمه وبعده عمن الترفمع ،عالي الهممة ،رجمل علم وعممل ،حافظما لوقته معنيا بعمارته في خدمة السلم والمسلمين بعزيمة ل تعرف الكسمل وهممة ل يشوبهما فتور داعيما إلى الله على بصميرة ل يخشمى فمي الله لوممة لئم إلى غيمر ذلك ممن الخصمال الحميدة التمي وفقمه الله للتصاف بها. وقد فقد بصره في السابعة عشر من عمره ،ولكن الله عوضه قوة فممي البصمميرة ونورا فممي القلب وإشراقمما فممي حياتممه المباركممة المعمورة بتقوى الله والجهاد في سبيله. وفاته رحمه الله:
انتقمل إلى رحممة الله تعالى ضحمى فمي أول السماعة الخامسمة مممن يوم الربعاء الموافممق الرابممع والعشريممن مممن شهممر رمضان المبارك سمنة 1389همم ،وصملى عليمه فمي المسمجد الجاممع الكمبير فمي الرياض عقب صلة الظهر أم الناس في الصلة عليه فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ،واكتظ المسجد بالمصلين عليه من خاصمة الناس وعامتهمم على الرغمم ممن قصمر المدة التمي بيمن وفاتمه ووقت صلة الظهر.
وكان على رأس الذيمن حضروا الصملة عليمه جللة الملك فيصمل حفظمه الله حيمث أدى الصملة عليمه ممع الناس فمي الجاممع الكمبير ثمم ذهب إلى المقبرة ولم يزل على حافة القبر حتى دفن رحمه الله. وقممد نقممل مممن المسممجد إلى المقممبرة على أكتاف الرجال فممي مسمممافة تقرب ممممن اثنيمممن كيلومترا ،واكتظمممت الشوارع بالمشاة وبالسميارات التمي تحممل المشيعيمن لجنازتمه ،ولم تكمن المصميبة فيمه مصميبة أسمرة بمل كانمت المصميبة عاممة ل تكاد تلقمى أحدا إل ّ وهمو يتمثل بقول الشاعر:
وما كان قيس هلكه هلك واحد ولكنه بنيان قوم تهدمـا وكانمت وفاتمه رحممه الله على أثمر مرض أصمابه فمي كبده فمي أواخر شهر شعبان حيث دخل المستشفى في الرياض ،وفي أوائل شهمر رمضان سمافر إلى لندن ثمم عاد منهما إلى الرياض فمي مسماء يوم الخميمس الثاممن عشمر ممن شهمر رمضان ،ومنمذ عودتمه وهمو فمي غيبوبة يفيق أحيان فيذكر الله ويستغفره حتى توفاه الله تعالى. ومدة عمره ثمان وسممبعون سممنة وثمانيممة أشهممر وثمانيممة أيام رحمممه الله وغفممر له ،وأسممأل الله الكريممم رب العرش العظيممم أن يفتممح له أبواب الجنممة الثمانيممة ليدخممل مممن أيهمما شاء إن ّ مه ولي ذلك والقادر عليه ،ول حول ول قوة إل ّ به. وقد أرخت سنة وفاته بهذه البيات: ســماحة الشيــخ العظيــم المنزله مفتـــي الديار رأس كـــل قضاتهــــــــــــــــــــــــــا وفاتــــه بأحرف أرخــــتها
الثــــــاقب الرأي بــــــحل المشكلة مـــع درر علم الشرع كـــل ن له أ ّـــــــــــــــــــــــــــــ فقلت (جـــد جواد واغفـــر لي وله)
1389=21-1327+41هـ
تم النقل من مجلة الجامعة السلمية بالمدينة المنور