Sharh Usool Sittah By Ubaylaan

  • November 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Sharh Usool Sittah By Ubaylaan as PDF for free.

More details

  • Words: 10,735
  • Pages: 26
‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫ب شرح ال شي خ‪ :‬ع بد ال بن صالح ا لع بيلن ح فظه ال‬

‫قال الشيخ رحه ال ‪ [ :‬ستة أصول عظيمة مفيدة جليلة ] ‪:‬‬

‫الشرح ‪ :‬الصول جع أصل وهو أساس الشيء أو ما يبن عليه غيه ويطلق ويراد به الدليل كقولم ‪ :‬الصل ف‬ ‫اشتراط الطهارة للصلة قوله تعال ‪( :‬يَا َأّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا إِذَا قُ ْمتُمْ إِلَى الصّلةِ فَاغْسِلُوا وُجُو َهكُمْ َوأَيْ ِدَيكُمْ إِلَى‬ ‫الْمَرَافِ ِق وَامْسَحُوا بِ ُرؤُو ِسكُ ْم َوأَرْجَُلكُمْ إِلَى الْ َك ْعبَيْ ِن َوِإنْ ُكْنتُمْ ُجنُبا فَا ّطهّرُوا َوِإنْ ُكْنتُ ْم مَرْضَى َأوْ عَلَى َسفَرٍ َأوْ جَاءَ‬ ‫صعِيدا طَيّبا فَامْسَحُوا ِبوُجُو ِهكُ ْم َوأَيْدِيكُ ْم ِمنْهُ مَا‬ ‫أَحَ ٌد ِمْنكُ ْم مِ َن الْغَائِطِ َأوْ لمَسْتُ ُم النّسَاءَ فَلَ ْم َتجِدُوا مَاءً َفَتيَمّمُوا َ‬ ‫شكُرُونَ) (الائدة‪)6:‬‬ ‫ج وََلكِ ْن يُرِيدُ ِليُ َطهّرَ ُك ْم وَِليُتِ ّم ِنعْ َمتَ ُه عََليْكُمْ َلعَّلكُ ْم تَ ْ‬ ‫جعَ َل عََلْيكُ ْم مِنْ َحرَ ٍ‬ ‫يُرِيدُ اللّهُ ِليَ ْ‬ ‫الية ‪ ،‬وقوله عليه الصلة والسلم ‪ ( :‬ل يقبل ال صلة أحدكم إذا أحدث حت يتوضأ ) متفق عليه ‪.‬‬ ‫والراد بعناها هنا أنا من مهمات الدين الت ل بد للمسلم من معرفتها ولزوم وحصر الؤلف لا بذا العدد وهو‬ ‫ستة هذا من أساليب التعليم ليتمكن طالب العلم من حفظها وضبطها ‪ .‬وهو من طريقة رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم ‪ .‬كقوله عليه الصلة والسلم ‪ ( :‬ثلث ل يغل عليهن قلب العبد السلم …) الديث ‪ ،‬وكقوله عليه‬ ‫الصلة والسلم ‪ ( :‬أوصيكم بثلث …‪ ).‬الديث ‪.‬‬ ‫كل هذا ل يقصد منه الصر وإنا يراد منه ضبط العلم ‪ .‬فإذا علم الطالب أنا ستة مثلً فعد خسة ونسي واحدا‬ ‫علم بأنه نسيه بلف ما لو ذكرت من غي تعداد فربا عد خسة ول يعلم بأنه أسقط واحدا ‪.‬‬ ‫وقوله ‪ [ :‬عظيمة مفيدة جليلة ] ‪:‬‬ ‫الشرح ‪ :‬يدل على اهتمام الشيخ رحه ال بذه الصول حيث وصفها بذه الوصاف الثلثة الت تدل على عظم‬ ‫قدرها ‪.‬‬ ‫قال الشيخ رحه ال‪ [ :‬ومن أعجب العجاب وأكب اليات الدالة على قدرة اللك الغلب ستة أصول بينها ال‬ ‫تعال بينا واضحا للعوام فوق ما يظن الظانون ] ‪:‬‬ ‫الشرح ‪ :‬الشيء العجيب ‪ :‬هو الستغرب الذي يكون على خلف العادة كقول كفار قريش ‪( :‬أَ َجعَ َل الْآِل َهةَ‬ ‫شيْ ٌء عُجَابٌ) (صّ‪)5:‬‬ ‫إِلَها وَاحِدا ِإ ّن هَذَا لَ َ‬

‫جبْ‬ ‫فهذا العجب ها هنا ليس على سبيل الستحسان وإنا هو على سبيل النكار ‪ ،‬كقوله تعال ‪َ ( :‬وإِ ْن َتعْ َ‬ ‫جبٌ َقوُْلهُمْ َأإِذَا ُكنّا تُرَابا َأِإنّا َلفِي َخلْقٍ جَدِيدٍ)(الرعد‪ :‬من الية ‪)5‬‬ ‫َفعَ َ‬ ‫وقد يكون التعجب لمر مستحسن كقوله عليه الصلة والسلم ‪ ( :‬عجبا لمر الؤمن إن أمره كله له خي‬ ‫…‪ ).‬الديث ‪.‬‬ ‫وقول الؤلف ‪ :‬ومن أعجب العجاب … ال ‪ ،‬من هذا الباب ‪.‬‬ ‫قال الشيخ رحه ال‪ [ :‬وأكب اليات الدالة على قدرة اللك الغلب ] ‪ :‬الشرح ‪ :‬اليات ‪ :‬جع آية وهي إما‬ ‫أن تكون مقروءة كما ف القرآن الكري وإما أن تكون ملوقة كقوله تعال ‪َ ( :‬ومِ ْن آيَاتِهِ الّليْ ُل وَالنّهَار)(فصلت‪ :‬من‬ ‫الية ‪ . )37‬وهي دليل على وحدانية ال عز وجل والراد با هاهنا الصول الستة فهي من العلم الأخوذ من‬ ‫كتاب ال عز وجل وسنة رسوله عليه الصلة والسلم ‪.‬‬ ‫قوله ‪ [ :‬على قدرة اللك الغلب ] ‪:‬‬ ‫الشرح ‪ :‬اللك ‪ :‬اسم من أساء ال عز وجل ‪ ،‬ومن صفاته أنه غلب ‪ :‬أي قاهر لغيه ‪.‬‬ ‫قوله ‪ [ :‬ستة أصول بينها ] ‪:‬‬ ‫الشرح ‪ :‬فيه دليل على أن الشيخ ل يأت بذه الصول من قبل نفسه وإنا أخذها من القرآن والسنة ‪.‬‬ ‫قوله ‪ [ :‬بينا واضحا للعوام ] ‪:‬‬ ‫الشرح ‪ :‬فيه دليل على أن هذه الصول ل تتاج إل رسوخ ف العلم لعرفتها لن ال عز وجل بينها بيانا‬ ‫تاما ‪.‬‬ ‫قوله ‪ [ :‬ث بعد ذلك غلط فيها أذكياء العال وعقلء بن آدم إل أقل القليل ] ‪:‬‬ ‫الشرح ‪ :‬فيه دليل على أن ذكاء النسان ل علقة له بدايته كما قال شيخ السلم ابن تيمية ف علماء‬ ‫الكلم ‪ ( :‬أوتوا ذكاء ول يؤتوا زكاء ) ‪.‬‬ ‫وفيه دليل على سنة ال عز وجل ف خلقه وهي أن أكثر الناس ف ضلل ‪ .‬قال تعال ‪َ ) :‬ومَا أَ ْكثَ ُر النّاسِ‬ ‫ت بِ ُم ْؤ ِمنِيَ) (يوسف‪ ، )103:‬وقال تعال ‪َ ( :‬وِإنْ تُ ِطعْ أَ ْكثَ َر مَنْ فِي اْلأَ ْرضِ يُضِلّو َك عَ ْن َسبِيلِ‬ ‫ص َ‬ ‫وََلوْ حَرَ ْ‬ ‫اللّه)(النعام‪ :‬من الية ‪ )116‬قوله ‪ [ :‬وعقلء بن آدم ] ‪:‬‬ ‫الشرح ‪ :‬فيه دليل على أنه يستحيل أن يستقل عقل النسان بعرفة الصال والفاسد من غي نقلٍ من‬ ‫الشريعة ‪.‬‬ ‫قوله ‪ [ :‬إل أقل القليل ] ‪:‬‬ ‫الشرح ‪ :‬يدل عليه قوله عليه الصلة والسلم ‪ ( :‬بدأ السلم غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوب‬ ‫للغرباء ) ‪ .‬رواه مسلم من حديث أب هريرة وابن عمر ‪.‬‬

‫شكُورُ)(سـبأ‪ :‬من الية ‪. )13‬‬ ‫ويدل عليه قوله تعال ‪ ( :‬وَقَلِي ٌل مِ ْن ِعبَادِيَ ال ّ‬

‫الصل الو ل‬ ‫قال الشيخ رحه ال ‪ [ :‬إخلص الدين ل تعال وحده ل شريك له وبيان ضده وهو الشرك بال ] ‪:‬‬ ‫الشرح ‪ :‬هذا الصل هو أعظم أصول الدين على الطلق وهو الذي من أجله خلق ال العباد وهو الذي دعا إل‬ ‫النبياء كلهم مع اختلف شرائعهم قال تعال ‪َ ( :‬ومَا ُأمِرُوا إِلّا ِلَيعْبُدُوا اللّهَ مُخِْلصِيَ لَهُ الدّينَ)(البينة‪ :‬من الية ‪)5‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ويطلق الخلص ‪ :‬ويراد به تصفية الشيء وتريده من غيه كقولم ‪ :‬أخلصت الذهب من النحاس أو الفضة ‪.‬‬ ‫ويراد بالخلص هاهنا أنواع التوحيد الثلثة ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬توحيد اللية أو اللوهية ‪:‬‬ ‫وهو ‪ :‬إفراد ال عز وجل بالعبادة وهذا النوع من أنواع التوحيد هو الذي خالف فيه أكثر الناس ‪ .‬قال تعال ‪:‬‬ ‫ت الْجِ ّن وَالِْأْنسَ إِلّا ِلَي ْعبُدُونِ) (الذريات‪ )56:‬وقال تعال ‪( :‬وََلقَ ْد َب َعثْنَا فِي كُلّ ُأ ّمةٍ َرسُولً َأنِ ا ْعبُدُوا اللّهَ‬ ‫( َومَا خََل ْق ُ‬ ‫وَا ْجتَِنبُوا الطّاغُوتَ )(النحل‪ :‬من الية ‪. )36‬‬ ‫الثان ‪ :‬توحيد الربوبية ‪:‬‬ ‫وهو ‪ :‬توحيد اله عز وجل بأفعاله ‪ .‬بأن يعتقد الرء أنه ل ينفع ول يضر ول يرزق ول يلق ول ييي ول ييت إل‬ ‫ال ‪.‬‬ ‫وهذا النوع أقر به أكثر الناس ومن خالف منهم فيه فقد خالف مكابرة وتعنتا ‪ .‬فعلى هذا يكون كل واحد من‬ ‫سهُ ْم ظُلْما َوعُُلوّا فَانْظُرْ َكيْفَ كَانَ عَاقَِب ُة الْ ُمفْسِدِينَ)‬ ‫حدُوا ِبهَا وَا ْسَتيْ َقَنْتهَا َأْنفُ ُ‬ ‫اللق أقر به ‪ .‬قال تعال ‪( :‬وَجَ َ‬ ‫(النمل‪)14:‬‬ ‫‪ ،‬ولذلك يُلزم ال عز وجل من أقر بذا النوع بتوحيد اللية ‪ ،‬قال تعال ‪( :‬وََلئِ ْن َسأَلَْتهُ ْم مَنْ خَلَقَ السّمَاوَاتِ‬ ‫وَالْأَ ْرضَ َلَيقُولُنّ اللّهُ )(لقمان‪ :‬من الية ‪. )25‬‬ ‫الثالث ‪ :‬توحيد الساء والصفات ‪:‬‬ ‫سنَى فَا ْدعُو ُه ِبهَا )(لعراف‪ :‬من‬ ‫وهو ‪ :‬أن يعتقد السلم أن ل أساء سى با نفسه ‪ ،‬قال تعال ‪( :‬وَلِلّ ِه اْلَأسْمَا ُء الْحُ ْ‬ ‫الية ‪ ، )180‬وأن له صفات اتصف با ‪ .‬والدليل قوله تعال ‪ُ ( :‬سبْحَانَ اللّ ِه عَمّا َيصِفُونَ)(الؤمنون‪ :‬من الية‬ ‫‪)91‬‬

‫فإنه نزه نفسه عن وصف الشركي له بأن له بنات أو أن اللئكة بناته ‪ .‬ث أكثر ف القرآن من وصف نفسه‬ ‫بأوصاف كثية فدل على أنه أرادها وأحبها ‪ .‬كوصف ال عز وجل نفسه بالحبة والرضى والسمع والبصر‬ ‫واليدين والعيني وغي ذلك من الصفات ‪.‬‬ ‫وطريقة أهل السنة والماعة ف صفات ال عز وجل ‪ :‬أن يثبتوها على وجه يليق بلل ال وعظمته أي‬ ‫أنم يعتقدون معناها ولكنهم ل يتكلفون ف معرفة كيفيتها ‪.‬‬ ‫ولا سُئل المام مالك عن الستواء ؟ قال ‪ :‬الستواء معلوم والكيف مهول أو قال ‪ :‬غي معقول ‪ ،‬واليان‬ ‫به واجب ‪ ،‬والسؤال عنه بدعة ‪.‬‬

‫قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ ( :‬وجاع المر ف ذلك أن القسام المكنة ف آيات الصفات وأحاديثها ستة‬ ‫أقسام ‪:‬‬ ‫قسم يقولون ‪ :‬تري على ظاهرها وهم السلف الصال الذين يقولون ‪ :‬إنا تثبت على وجه يليق‬‫بعظمة ال وكبيائه ‪.‬‬ ‫ والقسم الخر الشبهة ‪ :‬الذين يشبهون صفاته بصفات الخلوقي ‪.‬‬‫ وأما القسمان اللذان ينفيان ظاهرها فهم الهمية ومن تفرع عنهم ‪ ،‬فقسم منهم يؤلا بعان أخر‬‫وقسم منهم يقولون ‪ :‬ال أعلم با أراد منها ‪.‬‬ ‫ وأما القسمان الواقفان ‪ .‬فقسم ‪ :‬يقولون ‪ :‬يوز أن يكون الراد بظاهرها اللئق بال ويوز أل‬‫يكون الراد صفة ل ‪ .‬وهذه طريقة كثي من الفقهاء وغيهم ‪.‬‬ ‫ وقسم يسكون عن هذا كله ول يزيدون على تلوة القرآن وقراءة الديث معرضي بقلوبم‬‫وألسنتهم عن هذه التقديرات ‪.‬‬ ‫فهذه القسام الستة ل يكن أن يرج الرجل عنها ‪ .‬والصواب ف آيات الصفات وأحاديثها القطع‬ ‫بالطريقة السلفية ) ‪ .‬أ‪ .‬هـ من الرسالة الموية ‪.‬‬ ‫قال الشيخ رحه ال‪ [ :‬وبيان ضده الذي هو الشرك بال ]‬

‫الشرح ‪ :‬ل يتم بيان الشيء بيانا تاما إل بذكر ضده كما قال عمر رضي ال عنه ‪ ( :‬إنا تنقض عرى السلم‬ ‫عروة عروة إذا ظهر ف السلم من ل يعرف الاهلية ) ‪.‬‬ ‫فل يستطيع أحد أن يتنب الشرك بأنواعه ويعتقد العقيدة السليمة وينهج النهج السليم إل إذا بُي له ما يضاد‬ ‫كل ذلك كما قيل ‪:‬‬

‫والضد يظهر حسنه الضد‬

‫وبضدها تتميز الشياء‬

‫وهاهنا قواعد ل بد لطالب العلم من معرفتها فإن كثيا من السلمي ل يبذون تبيي واقع المة السلمية‬ ‫الدين بجة أن هذا يكن للعداء ‪.‬‬ ‫الول ‪ :‬ل يوز إخفاء اللف أو كتمانه أو التستر عليه وتاهله لن القيقة ل بد أن تظهر مهما‬ ‫عمل على تأجيلها ولن معرفة مواطن الزلل من حق جيع السلمي ليكونوا على بينة من أمرهم فل يكررون‬ ‫الشكلة نفسها ‪ ،‬ولن إخفاء اللف والظهور بظهر الوحدة والئتلف من سنن الغضوب عليهم والضالي‬ ‫ك ِبأَّنهُمْ َق ْو ٌم ل َيعْقِلُونَ)(الشر‪ :‬من الية‬ ‫سُبهُمْ َجمِيعا وَُقلُوبُهُ ْم َشتّى ذَلِ َ‬ ‫حيث وصفهم خالقهم فقال ‪ ( :‬تَحْ َ‬ ‫‪ ، )14‬فلو كانوا يعقلون عملوا على اجتثاث اللف من جذوره فتوحدوا ول يقروا اللف ويظهروا أمام‬ ‫أعدائهم وخصومهم بظهر الوحدة والئتلف فإذا مادت الرض من تتهم أتى ال بنيانم من القواعد فخر‬ ‫عليهم السقف من فوقهم ‪.‬‬ ‫ولذلك فإن إخفاء اللف والتستر عليه دعوة للسي على طريق الغضوب عليهم الذين أمر ربنا ف‬ ‫كتابه بخالفتهم وحذرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سنته الطهرة من التشبه بم واتباع آثارهم ‪.‬‬ ‫وإخفاء اللف أمر نلك للفراد والماعات وسبب انقراض الجتمعات وسقوط الضارات ومورث للعن‬ ‫الذي لق ببن إسرائيل بسبب عدم تناهيهم عن النكر ‪ .‬قال تعال ‪ُ) :‬لعِ َن الّذِينَ َكفَرُوا مِ ْن َبنِي ِإسْرائي َل عَلَى‬ ‫صوْا وَكَانُوا َيعْتَدُونَ ( ‪ )78‬كَانُوا ل َيتَنَا َهوْ َن عَ ْن ُمنْكَرٍ َف َعلُوهُ َلِبْئسَ مَا‬ ‫ك بِمَا َع َ‬ ‫لِسَانِ دَاوُ َد َوعِيسَى ابْ ِن مَ ْريَمَ ذَلِ َ‬ ‫كَانُوا َيفْعَلُونَ) (الائدة‪. )79:‬‬ ‫إن معرفة مواطن اللل وتصحيحها هي سلمة ف البناء وصلبة ف القاعدة ‪ ،‬وإقامة للمجتمع على‬ ‫تقوى ال ورضوانه ‪ ،‬والتستر عليها والسكوت عنها بجة عدم التشويش ف الوسط السلمي وعدم خلخلة‬ ‫الصف الؤمن من أوهام النسان وتلبيس الشيطان ‪.‬‬ ‫فالعاملون للسلم ليسوا بنأى عن العلل الت أصابت المم الاضية والجتمعات الالية ‪ .‬قال صلى ال‬ ‫عليه وسلم ‪ " :‬سيصيب أمت داء المم "‪ .‬فقالوا ‪ :‬يا رسول ال وما داء المم؟ قال‪ " :‬الشر والبطر والتكاثر‬ ‫والتنافس والتباغض والتحاسد حت يكون البغي "‬ ‫رواه الاكم بإسناد حسن ‪ .‬ومصداقه ف قوله تعال ‪َ ( :‬ومِ َن الّذِينَ قَالُوا ِإنّا َنصَارَى أَخَ ْذنَا مِيثَاَقهُمْ َفنَسُوا حَظّا‬ ‫ف ُينَّبُئهُمُ اللّ ُه بِمَا كَانُوا َيصَْنعُونَ) (الائدة‪:‬‬ ‫مِمّا ذُكّرُوا بِهِ َفَأغْ َرْينَا َبْيَنهُمُ اْلعَدَا َوةَ وَاْلبَ ْغضَاءَ إِلَى َي ْومِ اْل ِقيَا َمةِ َو َسوْ َ‬ ‫‪. )14‬‬ ‫الثانية ‪ :‬إذا كانت الفرقة والختلف أمرا ل مفر منه كما ثبت ف الصحيح من حديث سعد بن أب وقاص ‪" :‬‬ ‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية حت إذا مر بسجد بن معاوية دخل فركع ركعتي‬

‫ل ث انصرف إلينا فقال ‪ " :‬سألت رب ثلثا فأعطان اثنتي ومنعن واحدة ‪ .‬سألته أن‬ ‫وصلينا معه ودعا ربه طوي ً‬ ‫ل يهلك أمت بالغرق فأعطانيها ‪ ،‬وسألته أن ل يهلك أمت بالسنة فأعطانيها ‪ ،‬وسألته أن ل يعل بأسهم بينهم‬ ‫شديدا فمنعنيها " ‪ .‬فذلك ل يعن ترك التناصح والمر بالعروف والنهي عن النكر لن السلمي مكلفون‬ ‫شرعا بالخذ بأسباب القضاء عليها ‪ .‬قال تعال ‪َ ( :‬وِإنّ هَ ِذهِ ُأ ّمتُكُمْ ُأ ّم ًة وَاحِ َدةً َوَأنَا َرّبكُمْ فَاّتقُونِ) (الؤمنون‪:‬‬ ‫‪ ، )52‬وقال تعال ‪ِ( :‬إ ّن هَ ِذهِ ُأ ّمُتكُمْ ُأ ّم ًة وَاحِ َد ًة َوأَنَا َرّبكُمْ فَا ْعبُدُونِ) (النبياء‪ ، )92:‬فقد بي سبحانه ف‬ ‫هاتي اليتي طريقة الوصول إل كلمة سواء وذلك بفعل ما أمر ال واجتناب ما نى عنه ال على طريق‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فعيّن الغاية وحدد الوسيلة وهي العبادة الصحيحة الت تثمر التقوى الت تجز‬ ‫حبْلِ اللّهِ جَمِيعا وَل َتفَرّقُوا )(آل عمران‪ :‬من الية‬ ‫العبد فل يتعدى حدود ال ‪ ،‬قال تعال ‪( :‬وَا ْعتَصِمُوا بِ َ‬ ‫ف َوَتْن َهوْ َن عَ ِن الْ ُمنْكَ ِر َوُت ْؤ ِمنُونَ‬ ‫س َت ْأمُرُونَ بِالْ َمعْرُو ِ‬ ‫‪ )103‬الية ‪ .‬إل قوله تعال‪ُ ( :‬كنْتُمْ َخيْرَ ُأ ّمةٍ ُأخْرِ َجتْ لِلنّا ِ‬ ‫بِاللّهِ )(آل عمران‪ :‬من الية ‪. )110‬‬ ‫وهذه اليات تضع دستورا للمة السلمية ف القضاء على اللف من جذوره وذلك بالعتصام حول‬ ‫حبل ال التي وهو كتابه البي وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم ‪ .‬ول بد من وجود طائفة تقوم بعملية السبة‬ ‫داخل الصف السلمي لتقوم العوجاج وتصحح النراف منذ البداية ‪.‬‬ ‫إذا ل بد من فتح باب الوار والنقد على مصراعيه لتصب كل اليات ف مرى الياة السلمية وتسد‬ ‫كل الثغرات ويشعر جيع العاملي بالرقابة الت تققها مارسة المر بالعروف والنهي عن النكر ‪ .‬إن عملية‬ ‫الناصحة والتقوي والراجعة ليست بدعا حديثا ف الجتمع السلمي بل إن النهج القرآن والتدريب النبوي‬ ‫اللذين صاغا اليل الربان بلغ الذروة ف ذك الدى الذي ل يدع مالً للشك واللتباس والتحريف ‪ .‬لقد‬ ‫تناولت عملية التصحيح الرسول القدوة ف بعض ما رآه قبل أن ينل عليه الوحي ومع ذلك ل يكتم الرسول‬ ‫صلى ال عليه وسلم شيئا من ذلك ‪ .‬وكذلك عرض القرآن جوانب الطأ والتقصي على الستوى الفردي‬ ‫والماعي عندما كان يرب اليل الفريد ليكون اليل القدوة ‪ .‬فالنصح شرعة تعبدنا ال با لن خلصت نيته‬ ‫وصفت سريرته ‪ .‬قال عليه الصلة والسلم ‪ " :‬الدين النصيحة ( ثلثا ) ‪ .‬قلنا ‪ :‬لن يا رسول ال ؟ قال ‪ :‬ل‬ ‫ولكتابه ولرسوله ولئمة السلمي وعامتهم " ‪.‬‬ ‫ولكن بعض الذين تفزهم الغية على الصلحة السلمية والخلص للعمل السلمي ل يريدون أن يتم‬ ‫النصح بشكل جلي بجة أن ذلك يكّن للعداء من معرفة أسرار السلمي ومن ث النقضاض عليهم ‪ .‬إن‬ ‫هؤلء تتلف ف تصورهم طرائق النصح للفرد لتصحيح بعض قصوره أو خطئه والت تتم ف إطاره وإل خرجت‬ ‫لتصي تشهيا وتعييا ‪ .‬وطرائق النصح للفرق والطوائف والماعات والحزاب والذاهب ذات التوجه العام‬ ‫حيث يتم النصح لا بصورة جلية لن الصلحة السلمية تم جيع السلمي ‪ .‬وليعلم أن العداء الذين نالوا‬

‫منا ما نالوا أعرف منا بأخطائنا لنم ل يزالون يتسللون من خللا لواذا فيأتون السلم وأهله من قبلها‬ ‫ويعملون على تثبيتها وتربيتها واستمرارها وعدم قدرتنا على إبصارها وتويفنا من معالتها ‪ .‬والتأمل ف الواقع‬ ‫يدرك صحة ذلك ‪.‬‬ ‫إن كثيا من الذين يذرون من عملية النقد والنصح ويذرون منها ل نشك ف إخلصهم ولكننا نشك‬ ‫ف إدراكهم للحق والصواب ‪ .‬ولذلك فإن الخلص وحده ل يكفي لبلوغ الغاية فكم من مريد للخي ل يبلغه‬ ‫‪ .‬ولكن من يتحر الي يعطه ومن يتوق الشر يوقه ‪ .‬لقد كان منهج الحدثي الذين أخذوا على عاتقهم بتوفيق‬ ‫ال لم القيام بالدفاع عن السنن فوضعوا علم الرح والتعديل ‪ ،‬هذا العلم الذي لو التزمه السلمون العاملون‬ ‫العاصرون ف حياتم لكانوا اقرب إل الصواب ‪ .‬فبعض الرواة الذين كانوا أصحاب عبادة آناء الليل وأطراف‬ ‫النهار حيث ل يتطرق الشك إل إخلصهم ومع ذلك ردت روايتهم لعدم قدرتم على الضبط ولسيطرة الغفلة‬ ‫عليهم ‪ .‬ولقد بلغ الخلص ببعضهم أن يضع أحاديث ل ترد عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وعندما سئلوا‬ ‫عن قوله عليه الصلة والسلم ‪ " :‬من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " ‪ ،‬قالوا ‪ :‬نن ما كذبنا عليه‬ ‫وإنا كذبنا له ‪.‬‬ ‫قال ابن كثي رحه ال ف ( اختصار علوم الديث ) ‪ :‬وهذا من كمال جهلهم وقلة عقلهم وكثرة‬ ‫فجورهم وافترائهم فإنه صلى ال عليه وسلم ل يتاج ف كمال شريعته وفضلها إل غيه ‪ .‬أ ‪ .‬هـ ‪.‬‬ ‫وليعلم هؤلء الخوة أنم كالبن الرؤوم الت بلغت با غيتا ومبتها لوليدها الوحيد إل عدم تقوي‬ ‫سلوكه وتربيته حفاظا على شعوره فلما بلغ السعي ألفته عاجزا عن حل مشكلته ‪ .‬هذه الحبة الناقصة قد‬ ‫تؤدي إل هلكه لن هذه الم حالت بينه وبي من يتعاهده ويرعاه خشية أن ياف من مقابلته أو يتأل من‬ ‫علجه ‪.‬‬ ‫الثالثة ‪ :‬ولكن هناك أمورا بالغة الهية ف عملية النصح والنقد والتقوي منها ‪:‬‬ ‫‪-1‬ل بد أن تكون عملية النصح والنقد والتقوي مشفوعة بالشفاق ‪ ،‬قال تعال ‪َ ( :‬ومَا أَ ْرسَ ْلنَاكَ إِلّا‬ ‫رَ ْح َمةً لِ ْلعَالَمِيَ) (النبياء‪)107:‬‬ ‫من كان آمرا بالعروف فليكن أمره بالعروف ‪ ،‬ومن كان ناهيا عن النكر فل يكونن نيه منكر ‪.‬‬ ‫‪-2‬ل بد من التزام آداب السلم ف الوار والنصح من الدال بالت هي أحسن والدعوة بالكمة‬ ‫والوعظة السنة وماطبة الناس على قدر عقولم حت ل يكذب الق وإعطاء الخرين الق ف‬ ‫إبداء رأيهم ومن ث معالته من جانب الصواب ‪.‬‬ ‫‪-3‬ل بد أن ينصرف النقد والنصح والتوجيه إل الراء والفكار دون الشخاص بأعيانم ما ل يكن‬ ‫هناك مصلحة من التعيي‬

‫‪-4‬اعلم أخي ف ال أيدك ال بروح منه أن الطأ ف العالة وغياب الوعظة السنة عند بعض القائمي‬ ‫بذا المر ل يسوغ للخرين الطالبة بإلغاء النصح ل ولكتابه ولرسوله ولئمة السلمي وعامتهم‬ ‫بجة فقدان السلوك القوي والسلوب الرشيد وفظاظة الذين يارسونا وإنا ينبغي إلغاء الفظاظة‬ ‫والغلظة وتذيبها بكارم الخلق الت بعث با ممد صلى ال عليه وسلم ليتمها ‪ .‬ولذلك ل بد من‬ ‫وجود الطائفة النصورة القائمة بالمر بالعروف والنهي عن النكر الوارثة عن رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم وجيل القدوة الول الدين بقضه وقضيضه الستمرة ف الثبات عليه غي خائفة لومة لئم‬ ‫ول شاتة شامت حت يأت أمر ال بالنصر والتأييد ‪.‬‬ ‫قال الشيخ رحه ال ‪ [:‬وكون أكثر القرآن ف بيان هذا الصل ] ‪:‬‬ ‫الشرح ‪ :‬أي أن القرآن كله نزل لبيان التوحيد والخلص فهو ل يلو ‪:‬‬ ‫إما أن يكون إخبارا عن أهل التوحيد وصفاتم وما أعد ال لم ف النة ‪ ،‬أو عن أهل الشرك وصفاتم‬‫وما أعد ال لم ف النار ‪.‬‬ ‫أو أن يكون أحكاما ف بيان اللل والرام وهذا من تام التوحيد وكماله أل يعبد ال إل با شرع ‪.‬‬‫أو بينا للتوحيد نفسه بشت أنواع الدلة كإلزامهم بتوحيد اللوهية بع أن أقروا بتوحيد الربوبية ‪.‬‬‫قوله ‪ [ :‬من وجوه شت بكلم يفهمه أبلد العامة ] ‪:‬‬ ‫الشرح ‪ :‬أي من كثرة تكراره وعظيم وضوحه ف القرآن صار كل إنسان يفهمه حت الغب من الناس ‪.‬‬ ‫قوله ‪ [ :‬ث صار على أكثر المة ما صار ] ‪:‬‬ ‫الشرح ‪ :‬أي أنم انرفوا عن التوحيد ومالوا إل الشرك ول يعرفون أنم كفروا بذلك ‪.‬‬ ‫قوله ‪ [:‬أظهر لم الشيطان الخلص ف صورة تنقص الصالي والتقصي ف حقوقهم ]‬ ‫الشرح ‪ :‬أي بزعمهم لنم يقولون من أنكر علينا دعاءنا لزيد بن الطاب مثلً أو للسيد البدوي أو غيها من‬ ‫الضرحة فإن هذا قد تنقص أولياء ال وقصر ف حقوقهم ‪.‬‬ ‫قال الشيخ رحه ال ‪ [ :‬وأظهر لم الشرك بال ف صورة مبة الصالي وأتباعهم ] ‪:‬‬ ‫الشرح ‪:‬لن الشيطان حسّن لم عبادة غيا ل عز وجل وجعل مدار التوحيد عندهم هو الغلو ف الخلوقي ‪.‬‬ ‫والق أنه هو الشرك بال عز وجل فهؤلء ل بد أن نادلم بالسن لقوله تعال ‪ ( :‬وَجَادِْلهُ ْم بِاّلتِي ِهيَ‬ ‫أَحْسَنُ)(النحل‪ :‬من الية ‪ . )125‬فنسألم ونقول ما مفهوم التوحيد عندكم ؟ فإن قالوا ‪ :‬مفهومنا أنه ل‬ ‫رازق ول خالق ول نافع ول ضار إل ال ‪ .‬قلنا‪ :‬أنتم وكفار قريش بنلة واحدة ‪ .‬كما قال تعال ‪( :‬قُلْ لِ َمنِ‬ ‫سبْعِ‬ ‫ض َومَنْ فِيهَا ِإنْ ُكنْتُ ْم َتعَْلمُونَ)(‪َ ) )84‬سيَقُولُونَ لِلّهِ قُلْ أَفَل تَذَكّرُونَ(‪)85‬قُلْ مَنْ رَبّ السّمَاوَاتِ ال ّ‬ ‫الْأَ ْر ُ‬

‫ب اْلعَ ْرشِ اْلعَظِيمِ(‪َ )86‬سيَقُولُونَ لِلّهِ قُلْ أَفَل َتّتقُون(‪)87‬قُ ْل مَ ْن ِبيَ ِدهِ َمَلكُوتُ كُ ّل َشيْ ٍء َوهُ َو يُجِ ُي وَل‬ ‫وَرَ ّ‬ ‫حرُونَ) (الؤمنون‪. )89:‬‬ ‫يُجَا ُر عََليْهِ ِإنْ ُكْنتُ ْم َتعْلَمُونَ(‪َ )88‬سَيقُولُونَ لِلّهِ قُلْ َفَأنّى تُسْ َ‬ ‫فإن قالوا ‪ :‬الشرك متمثل ف عبادة الصنام وأما الولياء فلسنا نعبدهم بل هم وسائط بيننا وبي ال لقربم‬ ‫خذُوا مِنْ‬ ‫ص وَالّذِينَ اتّ َ‬ ‫من ال ‪ .‬فجيبهم ونقول ‪ :‬هذا الذي قاله كفار قريش ‪ .‬قال تعال ‪) :‬أَل لِلّهِ الدّي ُن الْخَاِل ُ‬ ‫ختَِلفُونَ ِإنّ اللّ َه ل َيهْدِي‬ ‫حكُ ُم َبيَْنهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ َي ْ‬ ‫دُونِهِ َأوْلِيَا َء مَا َن ْعبُ ُدهُمْ إِلّا ِلُيقَ ّربُونَا إِلَى اللّهِ زُْلفَى ِإنّ اللّ َه يَ ْ‬ ‫مَ ْن ُهوَ كَاذِبٌ َكفّارٌ) (الزمر‪. )3:‬‬ ‫فإن قالوا ‪ :‬هذه الية ف الصنام وأما نن فنتبأ من جعل الصنام وسائط بيننا وبي ال ‪.‬‬ ‫فنقول لم ‪ :‬قد كفر ال عز وجل ف القرآن الكري من تعلق باللئكة أو النبياء أو الصالي وهم ليسوا‬ ‫أصناما ول أحجارا ‪ .‬قال تعال ‪َ ( :‬وَي ْو َم يَحْشُ ُرهُمْ جَمِيعا ثُمّ يَقُولُ لِ ْلمَلئِ َكةِ َأهَؤُلءِ ِإيّاكُمْ كَانُوا َيعْبُدُونَ)‬ ‫ت وَِلّينَا مِنْ دُوِنهِ ْم بَلْ كَانُوا َيعْبُدُونَ الْجِنّ أَ ْكثَ ُرهُ ْم ِبهِمْ ُمؤْ ِمنُونَ) (سـبأ‪)41:‬‬ ‫(سـبأ‪)40:‬قَالُوا ُسبْحَانَكَ َأنْ َ‬ ‫خذُونِي َوُأمّيَ إَِل َهيْنِ مِنْ دُونِ اللّهِ قَالَ‬ ‫‪ ،‬وقال تعال ‪َ ( :‬وإِذْ قَالَ اللّ ُه يَا عِيسَى ابْ َن مَ ْريَمَ َأأَْنتَ ُق ْلتَ لِلنّاسِ اتّ ِ‬ ‫ُسبْحَانَكَ مَا َيكُونُ لِي أَنْ أَقُو َل مَا َلْيسَ لِي بِحَقّ ِإنْ ُكنْتُ قُ ْلتُهُ َفقَ ْد عَِل ْمتَهُ َتعَْل ُم مَا فِي َنفْسِي وَل َأعْلَ ُم مَا فِي‬ ‫ت عَلّا ُم الْ ُغيُوبِ) (الائدة‪ ، )116:‬وقال تعال ‪( :‬أُوَلئِكَ الّذِينَ يَ ْدعُونَ َيْبَتغُونَ إِلَى َرّبهِ ُم اْل َوسِيَلةَ‬ ‫َنفْسِكَ ِإنّكَ َأنْ َ‬ ‫ب َويَرْجُونَ رَحْ َمتَ ُه َويَخَافُو َن عَذَابَهُ ِإنّ عَذَابَ َربّكَ كَانَ َمحْذُورا) (السراء‪)57:‬‬ ‫َأيّهُمْ أَ ْقرَ ُ‬ ‫ومشركو زماننا أغلظ شركا من الولي لن الولي يشركون ف الرخاء ويلصون ف الشدة ومشركو‬ ‫خِلصِيَ لَهُ الدّينَ فََلمّا نَجّاهُمْ‬ ‫زماننا شركهم ف الرخاء والشدة ‪ .‬قال تعال ‪( :‬فَإِذَا رَ ِكبُوا فِي اْلفُلْكِ َد َعوُا اللّ َه مُ ْ‬ ‫إِلَى اْلبَرّ إِذَا هُ ْم يُشْرِكُونَ) (العنكبوت‪)65:‬‬ ‫‪ .‬وكذلك مشركو زماننا أشركوا حت ف الربوبية ‪ .‬فالصوفية مثل يعتقدون أن للكون مدبرا سوى ال‬ ‫ويسمونم القطاب ‪ .‬فإذا كان هذا القطب مزاجه حار وعصب صارت البلد الت يدبرها حارة ‪ .‬وإذا كان‬ ‫حليما هادئا صار الناخ معتدل ‪ .‬ومنهم من يرى أن ال حال ف كل شيء كما قال قائلهم ‪:‬‬ ‫الرب عبد والعبد رب فيا ليت شعري من الكلف‬

‫فـائـدة ‪ :‬أكثر أنواع الشرك شيوعا هو شرك الدعاء وقد تقرر بالقرآن الكري والسنة الطهرة أن الدعاء هو‬

‫العبادة ‪ .‬فمن صرفه لغي بال فهو مشرك بال ‪ .‬قال تعال ‪( :‬قُلْ ِإنّمَا أَ ْدعُو َربّي وَل ُأشْ ِر ُك بِهِ أَحَدا) (الـن‪)20:‬‬ ‫جبْ َلكُمْ ِإ ّن الّذِينَ‬ ‫‪ .‬فالية صرية ف أن من دعاء غي ال فقد أشرك ‪ .‬وقال تعال ‪( :‬وَقَالَ َربّكُمُ ا ْدعُونِي َأ ْستَ ِ‬ ‫ستَ ْكبِرُونَ عَ ْن ِعبَا َدتِي َسيَدْ ُخلُونَ َج َهنّمَ دَاخِرِينَ) (غافر‪ ، )60:‬فجعل الدعاء هو العبادة ‪ .‬وثبت عند الترمذي‬ ‫يَ ْ‬ ‫بسند صحيح ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬الدعاء هو العبادة " ‪.‬‬

‫الصل ال ثاني‬ ‫قال الشيخ رحه ال ‪ [ :‬أمر ال بالجتماع ف الدين ونى عن التفرق ‪ .‬فبي ال هذا بينا شافيا تفهمه العوام ‪.‬‬ ‫ونانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا فهلكوا ‪ .‬وذكر أنه أمر السلمي بالجتماع ف الدين وناهم عن‬ ‫التفرق فيه ]‬ ‫الشرح ‪ :‬من أعظم أصول الدين السلمي الت دل عليها كتاب ال عز وجل وسنة رسوله عليه الصلة والسلم‬ ‫الجتماع على حبل ال التي وصراطه الستقيم ف آيات كثية منها ما يأمر بالجتماع وما ينهى عن التفرق وهي‬ ‫حبْلِ اللّهِ َجمِيعا وَل َتفَرّقُوا)(آل عمران‪ :‬من الية ‪ ، )103‬وقال تعال ‪( :‬وَل‬ ‫كالتال ‪ :‬قال تعال ‪( :‬وَا ْعتَصِمُوا بِ َ‬ ‫تَكُونُوا كَالّذِي َن َتفَرّقُوا وَا ْختََلفُوا مِ ْن َبعْدِ مَا جَا َءهُ ُم اْلبَّينَاتُ َوأُوَلئِكَ َلهُ ْم عَذَابٌ عَظِيمٌ) (آل عمران‪)105:‬‬ ‫‪ ،‬وقال تعال ‪َ :‬ومَا َتفَرّقُوا إِلّا مِ ْن َبعْ ِد مَا جَا َءهُ ُم الْعِ ْل ُم َبغْيا َبيَْنهُمْ) (الشورى‪ , )14:‬وقال تعال ‪ِ( :‬إ ّن الّذِينَ‬ ‫يَ ْكفُرُو َن بِاللّ ِه وَ ُرسُلِ ِه َويُرِيدُونَ أَ ْن ُيفَرّقُوا َبيْنَ اللّ ِه وَ ُرسُلِهِ )(النساء‪ :‬من الية ‪ ، )150‬وقال تعال ‪ِ( :‬إ ّن الّذِينَ َفرّقُوا‬ ‫ستَ مِْنهُمْ فِي َشيْء)(النعام‪ :‬من الية ‪ ، )159‬وقال تعال ‪( :‬مِ َن الّذِينَ َفرّقُوا دِينَهُ ْم وَكَانُوا‬ ‫دِيَنهُ ْم وَكَانُوا ِشيَعا لَ ْ‬ ‫ب بِمَا لَ َدْيهِمْ َفرِحُونَ) (الروم‪ ، )32:‬وقال تعال ‪( :‬شَ َرعَ َلكُ ْم مِنَ الدّي ِن مَا وَصّى بِ ِه نُوحا وَالّذِي‬ ‫ِشيَعا كُلّ ِحزْ ٍ‬ ‫ي مَا تَ ْدعُوهُمْ‬ ‫صْينَا بِهِ ِإبْرَاهِي َم َومُوسَى َوعِيسَى َأنْ أَقِيمُوا الدّي َن وَل َتَتفَرّقُوا فِيهِ َكبُ َر عَلَى الْمُشْرِ ِك َ‬ ‫َأوْ َحيْنَا إَِليْكَ َومَا وَ ّ‬ ‫جَتبِي إَِليْ ِه مَ ْن يَشَا ُء َويَهْدِي إَِليْ ِه مَ ْن ُينِيبُ) (الشورى‪. )13:‬‬ ‫إَِليْهِ اللّ ُه يَ ْ‬ ‫ويدخل ف معن التفرق الختلف فإنه مذموم شرعا ‪ ،‬وإن كان التفرق والختلف مرا قدريا لبد منه ‪.‬‬ ‫خَتِلفِيَ)(‪)118‬إِلّا مَنْ رَ ِحمَ َربّك)(هود‪ :‬من الية ‪ ، )119‬وقال عليه الصلة والسلم‬ ‫قال تعال ‪ ( :‬وَل يَزَالُونَ مُ ْ‬ ‫‪ " :‬لتتبعن سنن من كان قبلكم " الديث ‪ .‬ومن أعظم سنن مكن كان قبلنا الفتراق والختلف ‪ ,‬وتقدمت‬ ‫الشارة إل حديث سعيد ف مسلم ‪ .‬إل أن السلمي مطالبون شرعا بتسويته وإزالته ‪ .‬واليات ف ذم الختلف‬ ‫ح ّق َوإِ ّن الّذِينَ ا ْختََلفُوا فِي الْ ِكتَابِ َلفِي ِشقَاقٍ َبعِيدٍ) (البقرة‪:‬‬ ‫ك ِبأَنّ اللّ َه نَزّ َل اْل ِكتَابَ بِالْ َ‬ ‫كالتال ‪ :‬قال تعال ‪( :‬ذَلِ َ‬ ‫‪)176‬‬ ‫حكُمَ بَيْنَ‬ ‫ب بِالْحَقّ ِلَي ْ‬ ‫ي ُمبَشّرِي َن َو ُمنْذِرِي َن َوَأنْزَ َل َم َعهُ ُم اْلكِتَا َ‬ ‫‪ ،‬وقال تعال ‪( :‬كَا َن النّاسُ ُأ ّم ًة وَاحِ َدةً َفَب َعثَ اللّ ُه الّنبِيّ َ‬ ‫النّاسِ فِيمَا ا ْختََلفُوا فِي ِه َومَا ا ْختَلَفَ فِيهِ إِلّا الّذِينَ أُوتُوهُ مِ ْن َبعْ ِد مَا جَا َءْتهُمُ الَْبّينَاتُ َبغْيا َبْيَنهُمْ َفهَدَى اللّ ُه الّذِينَ آ َمنُوا‬ ‫سَتقِيمٍ) (البقرة‪ ، )213:‬وقال تعال ‪َ ( :‬ومَا‬ ‫ط مُ ْ‬ ‫لِمَا ا ْختََلفُوا فِي ِه مِ َن الْحَقّ بِإِ ْذنِهِ وَاللّ ُه َيهْدِي مَ ْن يَشَاءُ إِلَى صِرَا ٍ‬ ‫ى وَ َرحْ َمةً ِل َق ْومٍ ُي ْؤ ِمنُونَ) (النحل‪ ، )64 :‬وقال تعال ‪:‬‬ ‫ك اْلكِتَابَ إِلّا ِلُتبَيّنَ َلهُ ُم الّذِي ا ْختََلفُوا فِيهِ َوهُد ً‬ ‫َأنْزَْلنَا عََليْ َ‬ ‫ت عَلَى الّذِينَ ا ْختََلفُوا فِيه)(النحل‪ :‬من الية ‪ ، )124‬وقال تعال ‪( :‬وَآَتْينَاهُ ْم َبّينَاتٍ مِ َن اْلَأمْرِ فَمَا‬ ‫سبْ ُ‬ ‫(ِإنّمَا ُجعِلَ ال ّ‬

‫ا ْختََلفُوا إِلّا مِ ْن َبعْ ِد مَا جَا َءهُ ُم اْلعِلْ ُم َبغْيا َبْيَنهُم)(الاثـية‪ :‬من الية ‪ ، )17‬وقال تعال ‪َ ( :‬ومَا كَا َن النّاسُ إِلّا ُأ ّمةً‬ ‫ختَِلفُونَ) (يونس‪)19:‬‬ ‫ضيَ َبْيَنهُمْ فِيمَا فِيهِ َي ْ‬ ‫وَاحِ َدةً فَا ْختََلفُوا وََلوْل كَلِ َم ٌة َسَب َقتْ مِنْ َربّكَ َل ُق ِ‬ ‫إذا يتبي من اليات السابقة أ‪ ،‬الفتراق والختلف ف الدين أمران مذمومان ف شرعا مطلقا ل على الطلق ‪.‬‬ ‫ويسن بنا أن نقسمها إل قسمي ‪:‬‬ ‫القسم الول ‪ :‬الفتراق ف أصول الدين الت ل مال للجتهاد فيها ‪ ،‬كافتراق الشيعة عن أهل السنة ‪.‬وافتراق‬ ‫الهمية والعتزلة والشاعرة واختلفهم مع أهل السنة ‪.‬‬ ‫ومن أنواعه ‪ :‬اختلف بعض الفقهاء ف فروع جاء الشرع با كلها ‪ ،‬واختلفها ل يضر بل هو من الدين ‪.‬‬ ‫كالختلف ف صفات الذان ‪ ،‬والختلف ف أنواع التشهد وأنواع الستفتاح ‪ .‬لنا كلها جاء الشرع با فل‬ ‫يسن اختلفها حينئ ٍذ بل يكون من نزغات الشيطان ‪ .‬وقد يكون الختلف ف مسألة يتجاذبا دليلن كمسألة‬ ‫نقض الوضوء من لوم البل فإن لزوم كل أحد منهما برأيه البن على الدليل الشرعي من السنة الصحيحة ل يذم‬ ‫عليه وإنا يذم إذا وصل اللف إل القلوب ‪ .‬فقد كان بعض السلف يصلي خلف رجل يعتقد أن لوم الزور ل‬ ‫ينقض مع اعتقاده هو أنه ينقض لن المام متهد وله دليله ‪ .‬وهكذا كان الصحابة رضوان ال عليهم يتلفون‬ ‫ولكن هذا الختلف ل يؤدي إل نفرة ف القلوب وتقاطع وتدابر‪.‬‬ ‫القسم الثان ‪ :‬الفتراق والختلف الحمود ‪ :‬فإن إصرار أهل السنة على مالفة أهل البدع والضللة ممود ف‬ ‫حقهم بل هو واجب عليهم ‪ ،‬وأنه من الظلم العظيم والناية على الدين أن يقال للمسلمي توحدوا على اختلف‬ ‫مناهجكم بل عقائدكم ‪ .‬وهذا أعظم ما يزيل الدين ويحو أثره ويصادم الدلة الشرعية ‪ .‬فإن موسى عليه السلم‬ ‫ل يعذر هارون عليه السلم ف عدم اتباعه لا رأى أن بن إسرائيل ضلوا ‪ .‬وقد قال هارون ‪ِ ( :‬إنّي خَشِيتُ َأنْ‬ ‫َتقُولَ َفرّ ْقتَ َبيْ َن َبنِي ِإسْرائيلَ وَلَمْ تَرُْقبْ َقوْلِي)(طـه‪ :‬من الية ‪ ،)94‬فالفرقة الحمودة إذا كان القصد منها‬ ‫الدفاع عن الكتاب والسنة على بصية ومنهج السلف الصال ‪.‬‬ ‫فالواجب على علماء السلم أن يتناصحوا ويبي بعضهم لبعض الق الدليل الشرعي قال تعال ‪ ( :‬فَِإنْ‬ ‫حكْمُهُ‬ ‫َتنَازَ ْعتُمْ فِي َشيْءٍ َفرُدّوهُ إِلَى اللّ ِه وَال ّرسُول)(النساء‪ :‬من الية ‪ ،)59‬وقال تعال ‪َ :‬ومَا ا ْختََل ْفتُمْ فِيهِ مِ ْن شَيْءٍ َف ُ‬ ‫إِلَى اللّه)(الشورى‪ :‬من الية ‪.)10‬‬ ‫ومن رفض الق بعد بيانه اتباعا لواه فإن ال عز وجل يعاقبه بتقليب قلبه فل يعلم الق وإن أراده وطلبه ‪.‬‬ ‫وإن من أعظم أسباب رد الق هو تعظيم الرجال ‪ ،‬بل هو من أعظم أسباب الوقوع ف الشرك كما ف البخاري‬ ‫عن ابن عباس ف قصة قوم نوح مع الرجال الصالي ‪ .‬فتجد بعض الناس يعتقد أن الق ف كل ما قاله فلن ‪ ،‬فإذا‬ ‫جاء الدليل من الكتاب والسنة بلفه رفضه وتحل ف رده وتأويله ‪ .‬ومن تأمل أحوال الفرق الضالة وجدهم أشد‬ ‫الناس تعلقا بالشخاص كما يفعل الشيعة ‪ ،‬وكما هو موجود ف كثي من الماعات السلمية ‪ ،‬فتجدهم يعظمون‬

‫الشخص لنه عذب مثل ‪ ،‬أو جاهد ‪ .‬وعقيدة أهل السنة والماعة أن العصوم هو رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم وحده وأما من سواه فيؤخذ من قوله ما وافق الكتاب والسنة ويرد ما خالفهم ‪ .‬ولذلك فإن الواجب هو‬ ‫ربط السلمي برسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لن ربطهم بغيه من أعظم أسباب اختلفهم كما حصل ف‬ ‫الذاهب الربعة ‪ .‬تد هذا يعظم الشافعي ويرفض قول أب حنيفة ‪ ،‬وهذا يعظم قول أحد ويرفض قول مالك حت‬ ‫وصل بم التعصب للرجال أن أفت بعضهم بتحري زواج النفية من الشافعي بل وضعوا أحاديث ف مدح أئمتهم‬ ‫وذم أئمة آخرين ‪ ،‬وللمام أحد أبيات جيلة ‪:‬‬ ‫نعـم الطيـة للفت آثار‬ ‫دين النب مـمد أخبـار‬ ‫فالرأي ليل والديث نار‬ ‫ل تغفلن عن الديث وأهله‬ ‫والشمس بازغـة لا أنوار‬ ‫ولربا غلط الفت أثر الدى‬ ‫قال الشيخ رحه ال‪ [ :‬فبي اله هذا بيانا شافيا تفهمه العوام ‪ .‬ونانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا‬ ‫فهلكوا وذكر أنه أمر السلمي بالجتماع ف الدين وناهم عن التفرق فيه ]‬ ‫الشرح ‪ :‬أي أن ال عز وجل ل يأمر السلمي أمرا مطلقا بالجتماع ف الدين ‪ .‬فليس القصود من الجتماع تكثي‬ ‫سواد السلمي وإنا القصود بالجتماع العتصام ببل ال التي ‪ .‬قال تعال ‪َ ( :‬وِإنْ تُ ِطعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي اْلأَ ْرضِ‬ ‫صتَ بِ ُم ْؤ ِمنِيَ) (يوسف‪:‬‬ ‫ُيضِلّو َك عَ ْن َسبِيلِ اللّه)(النعام‪ :‬من الية ‪ ، )116‬وقال تعال ‪َ ( :‬ومَا أَ ْكثَ ُر النّاسِ وََلوْ َحرَ ْ‬ ‫‪)103‬‬ ‫‪ .‬فالكثرة ل تنفع إذا ل تكن معتصمة ببل ال التي ‪ .‬فقد أخب الرسول صلى ال عليه وسلم أن السلمي‬ ‫سيكثرون ف آخر الزمان ولكنه قال عنهم ‪ ( :‬غثاء كغثاء السيل ) ‪ ،‬وأخب أن القليل منهم الذي يلتزم بذا الدين‬ ‫التزاما كامل فقال ‪ " :‬ل تزال طائفة من أمت على الق منصورة ل يضرهم من خالفهم إل قيام الساعة " ‪.‬‬

‫الصل ال ثالث‬

‫قال الشيخ رحه ال‪ [ :‬إن من تام الجتماع السمع والطاعة لن تأمر علينا ولو كان عبدا حبشيا ] ‪.‬‬ ‫الشرح ‪ :‬هذا الصل من أعظم الصول الت قلما يلتزم با لب\ناس مع أن أمر السلمي لن يلتئم وتقوى شوكته‬ ‫إل باجتماعهم على إمام ‪ .‬قال ابن عباس ‪( :‬ليلة من إمام خي من أن تطر أربعي صباحا ) ‪ .‬ول يشترط أهل‬ ‫السنة والماعة ف المام أن يكون معصوما فهذا من عقيدة الوارج والشيعة ‪ .‬بل يكون مسلما يقود الناس بكتاب‬ ‫ال عز وجل وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وقد وردت آيات ف القرآن كقوله تعال ‪( :‬يَا َأّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا‬ ‫أَطِيعُوا اللّ َه َوأَطِيعُوا ال ّرسُو َل َوأُولِي الَْأمْ ِر ِمْنكُمْ )(النساء‪ :‬من الية ‪ ، )59‬وأحاديث ف السنة تأمر بطاعة المام‬ ‫وتذر من الروج عليه ‪.‬‬

‫ول يرج على المام إل أحد أصناف ثلثة ‪:‬‬ ‫الصنف الول ‪ :‬طلب الدنيا كالموال والوليات ‪ .‬وهؤلء يب على السلمي قتالم ‪ .‬قال عليه الصلة‬ ‫والسلم ‪ " :‬من أتاكم وأمركم جيع يريد أن يفرق بينكم فاضربوا عنقه " الديث ف الصحيح ‪.‬‬ ‫الصنف الثان ‪ :‬من أراد أن تكون كلمة ال هي العليا وهم الوارج فيجب على السلمي قتالم ‪ ،‬وقد تواترت‬ ‫الحاديث عن الرسول صلى ال عليه وسلم بالمر بقتالم ‪.‬‬ ‫الصنف الثالث ‪ :‬البغاة وهم الذين يرجون على المام بتأويل سائغ مع عدم اعتقادهم عقيدة الوارج فهؤلء‬ ‫أيضا يقاتلون ‪ .‬وترك القتال ف مثل هذه الال خي لدين الرجل وبعد له عن الفتنة ‪.‬‬ ‫وغالب الكام ف عصرنا ل يكمون الناس بكتاب ال عز وجل ول بسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫فتلك الحاديث ل تنطبق عليهم ‪ .‬إل أن الروج عليهم وقتالم فيه مفاسد عظيمة على السلم والسلمي‬ ‫خصوصا ف حال ضعف السلمي ‪ .‬قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ :‬ول يكاد يعرف لطائفة من طوائف السلمي‬ ‫خرجت على الكام إل وكان ف خروجها من الفساد أعظم من الفساد الذي أزالته ‪ .‬أ‪.‬هـ ‪ .‬ولذلك فإن أسلوب‬ ‫الروج أو النقلبات أو الغتيالت مع وضع السلمي الزري ليعتب أسلوبا فاشل ‪ ،‬قاضٍ على جهود الدعاة إل‬ ‫ال عز وجل ‪.‬‬ ‫فلما خرج بعض من خرج ف عهد يزيد بن معاوية ونصحهم الصحابة بعدم الروج كابن عمر والنعمان‬ ‫بن بشي وممد بن علي (بن النفية) ل يستجيبوا لم فقدم جيش يزيد واستباح الدينة ثلثة أيام يقتلون رجالا‬ ‫وينتهكون أعراض نسائها ‪ .‬وهكذا ف تارينا العاصر جرى على بعض الماعات السلمية ف غي ما مصر الشيء‬ ‫الكثي من الفساد ف الدين والدنيا – فقتل ف حاة ف سوريا أكثر من خسي ألف نفس ف يومي أو ثلثة‬ ‫وانتهكت العراض وتقطعت السبل ‪.‬‬ ‫إذا فالسلوب الصحيح ف معالة واقع السلمي ليس هو مطارحة الكام إنا هو بإصلح الحكومي ‪ .‬قال‬ ‫سبُونَ) (النعام‪. )129:‬‬ ‫ي َبعْضا بِمَا كَانُوا َيكْ ِ‬ ‫ك ُنوَلّي َب ْعضَ الظّالِ ِم َ‬ ‫تعال ‪( :‬وَكَذَلِ َ‬ ‫ولذلك عاد كثي من منظري ومفكري بعض الماعات السلمية كسيد قطب ووحيد خان وممد قطب‬ ‫وعبد القادر عودة إل أن السلوب الصحيح يتمثل ف أمرين ها ‪ :‬تصفية عقائد الناس وتربيتهم على النهج‬ ‫سهِمْ )(الرعد‪ :‬من الية ‪،)11‬‬ ‫الصحيح والدين القوي ‪ .‬قال تعال ‪ ( :‬إِنّ اللّ َه ل ُيغَيّ ُر مَا ِب َق ْومٍ َحتّى ُي َغيّرُوا مَا ِبَأنْفُ ِ‬ ‫ت مِنَ السّمَا ِء وَالْأَ ْرضِ)(لعراف‪ :‬من الية ‪)96‬‬ ‫حنَا عََلْيهِمْ َبرَكَا ٍ‬ ‫وقال تعال ‪( :‬وََلوْ َأنّ َأهْ َل اْلقُرَى آ َمنُوا وَاّت َقوْا َل َفتَ ْ‬ ‫‪ .‬ومنذ خسي عاما وعلماء أهل السنة والماعة ينادون بذا السلوب التصفية والتربية زمنهم الشيخ ممد ناصر‬ ‫الدين اللبان ‪.‬‬ ‫والطاعة لول المر تكون ف طاعة ال فإذا أمر بعصية ال فل طاعة له ‪.‬‬

‫وقد عدّ الشيخ ممد بن عبد الوهاب رحه ال عدم الطاعة لولة المر من مسائل الاهلية فقال ‪:‬‬ ‫( السألة الثالثة ‪ :‬أن مالفة ول المر وعدم النقياد له فضيلة والسمع والطاعة ذل ومهانة فخالفهم رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم وأمرهم بالصب على وأمر بالسمع والطاعة لم والنصيحة وغلظ ف ذلك وأبدى وأعاد )‬ ‫أ‪.‬هـ‪.‬‬ ‫قال الشيخ ‪ [ :‬فبي النب صلى ال عليه وسلم هذا بينا شائعا ذائعا بكل وجه من أنواع البيان شرعا‬ ‫وقدرا ث صار هذا الصل ل يعرف عند كثي من يدعي العلم فكيف العمل به ] ‪.‬‬ ‫الشرح ‪ :‬قال عليه الصلة والسلم ‪ " :‬سيلي عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف بريء ومن أنكر سلم‬ ‫ولكن من رضي وتابع"‪ .‬قالوا ‪ :‬يا رسول ال أفل نقاتلهم؟ قال ‪ " :‬ل ما صلوا " رواه مسلم من حديث أم سلمة ‪.‬‬ ‫قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ ( :‬فهذا أمر بالسمع والطاعة لولة المور مع إخباره عليه الصلة والسلم أنم‬ ‫يأتون أمورا منكرة ) ‪.‬‬ ‫قال عليه الصلة والسلم ‪ " :‬ثلث ل يغل عليهن قلب العبد السلم ‪ :‬إخلص العمل ل ومناصحة أئمة السلمي‬ ‫ولزوم جاعتهم " عند أحد وغيه بسند صحيح ‪.‬‬

‫الصل الرا بع‬

‫قال الشيخ رحه ال ‪ [ :‬بيان العام والعلماء والفقه والفقهاء ]‬ ‫الشرح ‪ :‬العلم هو‪ :‬ما دل عليه الدليل من الكتاب والسنة وخرج بذلك علم الكلم فليس هو من العلم المدوح‬ ‫حرَ‬ ‫شيَاطِيَ َكفَرُوا ُيعَلّمُو َن النّاسَ السّ ْ‬ ‫بالكتاب والسنة بل هو من جنس قول ال تعال ‪َ ( :‬ومَا َكفَ َر سَُليْمَا ُن وََلكِنّ ال ّ‬ ‫)(البقرة‪ :‬من الية ‪.)102‬‬ ‫وخرج أيضا ما يسمى ف هذا العصر ‪ :‬بالفكر ‪ .‬فإن الدين السلمي ليس مموعة أفكار وإنا هو وحي ف‬ ‫الكتاب والسنة ‪.‬‬ ‫وخرج بذلك أيضا جيع العلوم الكونية فإنا وإن كان بعضها يتاج إليه السلمون إل أنا ليست العلم المدوح‬ ‫ف كتاب ال عز وجل وسنة رسوله عليه الصلة والسلم ‪ .‬وإنا يتفاضل العلماء بسب كثرة علمهم بالكتاب‬ ‫والسنة‬ ‫قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ ( :‬كلم العلماء فيه الغث والسمي ‪ .‬والغث أكثر فيه من السمي ‪ .‬وما كان فيه من‬ ‫سي فهو مأخوذ من الكتاب والسنة )‪.‬أ‪.‬هـ‬ ‫فعلى طالب الق أن يصرف جهوده ف التفقه فيهما وحفظهما وتعليمهما للناس ‪.‬‬

‫وينقسم أهل العلم إل ثلثة أقسام ‪:‬‬

‫القسم الول ‪ :‬قسم يفظونه ويعلمون فقهه وما دل عليه من أحكام ‪.‬‬ ‫القسم الثان ‪ :‬قسم يفظون العلم وليس لم يد ف استنباط الحكام من الدلة ‪.‬‬ ‫القسم الثالث ‪ :‬قسم لم القدرة على استنباط الحكام ولكن ليسوا حفاظا للعلم سندا ومتنا ‪.‬‬ ‫فالقسم الول ‪ :‬هم الذين جعوا بي الديث والفقه وهذا يكثر ف الحدثي ‪.‬‬ ‫أما القسم الثان ‪ :‬الذين حفظوا الديث وليسوا فقهاء ‪ ،‬أما القسم الثالث‪ :‬الفقهاء الذين ليسوا حفاظا ‪ .‬ويصدق‬ ‫ب مبلغ أوعى من سامع ‪.‬‬ ‫على القسم الثان والثالث قوله عليه الصلة والسلم ‪ " :‬ربّ حامل فقه ليس بفقيه ور ّ‬ ‫وأما من يعرف الحكام بل أدلة من الشرع وإنا مالسة العلماء فهذا ليس بعال بل هو مقلد ول يل له أن يفت‬ ‫نقلً عن ذلك العال إذا ل يعرف دليله ‪.‬‬ ‫وما ينبغي أن يعلم هو التفريق بي العلماء والوعاظ ‪ :‬فالواعظ ليس أهلً لفتاء الناس ‪ ،‬وكذلك التفريق بي‬ ‫العلماء والثقفي من أنصاف العلماء الذين ل يعرف ف تاريهم طلب العلم وتتبعه من أفواه الرجال وبطون الكتب‬ ‫‪ .‬ومع السف فقد اختلط ف زماننا على كثي من الناس عدم التفريق بي الذين مضى ذكرهم ‪ .‬فتجد مثلً من‬ ‫يعارض فتوى ذلك العال برأي ذلك الثقف أو ذلك الواعظ ‪.‬وكأن الدين أصبح مرد آراء كل من شاء قال برأيه‬ ‫وكل من قال فهو مق وهذا لبس بالق بالباطل وتضليل للناس ‪ .‬وأما من انتسب إل مذهب معي من الذاهب‬ ‫الربعة فل يلوا إما أن يعل ما ف مذهب من العلم والختيارات مرجعه الكتاب والسنة فما وافقهما أخذ به وما‬ ‫خالفهما رده فهذا حسن ‪.‬وأما أن يعل ما ف مذهبه هو مرجعه من غي نظر إل الدلة الخرى ف الكتاب والسنة‬ ‫كما قال بعضهم ‪ ( :‬كل آية أو حديث خالف مذهبنا فهو منسوخ أو مؤول ) ‪ .‬فردوا الحاديث الصحيحة الثابتة‬ ‫عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بل اليات البينات الحكمات ‪ .‬وهذا ل شك ضلل لنه تاكم إل غي‬ ‫حكُ ْم بِمَا َأنْزَلَ‬ ‫الكتاب والسنة بل آراء رجال ليسوا معصومي ويصدق على من فعل ذلك قوله تعال ‪َ ( :‬ومَنْ َل ْم يَ ْ‬ ‫جرَ‬ ‫حكّمُوكَ فِيمَا شَ َ‬ ‫ك هُ ُم الْكَافِرُونَ)(الائدة‪ :‬من الية ‪ ، )44‬وقوله تعال ‪( :‬فَل وَ َربّكَ ل ُي ْؤ ِمنُونَ َحتّى يُ َ‬ ‫اللّهُ َفأُولَئِ َ‬ ‫سهِمْ َحرَجا مِمّا َقضَْيتَ َويُسَلّمُوا تَسْلِيما) (النساء‪)65:‬‬ ‫َبيَْنهُ ْم ثُ ّم ل يَجِدُوا فِي َأنْفُ ِ‬ ‫‪ .‬قال شيخ السلم ‪ ( :‬إن من قال يب اتباع إمام بعينه فإنه يستتاب فإن تاب وإل قتل ‪ ،‬ومن قال ينبغي فإنه‬ ‫ضال ) أ‪ .‬هـ‪.‬‬ ‫وهكذا إذا حكم القاضي بذهب معي ل يرج عنه فإنه يصدق عليه ما تقدم من آيات ‪ .‬وقد حذّر الئمة‬ ‫رحهم ال من التقليد ‪ .‬الوزاعي والثوري وأبو حنيفة ومالك والشافعي وأحد ‪ .‬منهم من يقول ‪ :‬إذا صح‬ ‫الديث فهو مذهب وهو الشافعي ‪ .‬ومنهم من يقول ‪ :‬إذا خالف قول قول رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫فاضربوا به عرض الائط وهو أبو حنيفة ‪ .‬ومنهم من يقول ‪ :‬كل منا راد ومردود عليه إل صاحب هذا القب وهذا‬

‫مالك ‪ .‬ومنهم من يقول ‪ :‬ل تأخذوا عن ول عن الشافعي ول عن مالك ولكن خذوا من حيث أخذنا ‪ .‬وهذا‬ ‫أحد ‪.‬‬ ‫وإنا وقع التعصب للمذاهب ف أواخر القرن الثالث فما بعد حت إن بعضهم حرّم زواج النفي بالشافعية‬ ‫والشافعي بالنفية ‪ ،‬ووضعوا أحاديث ف سبّ ومدح بعض الئمة ول شك أن عقول أولئك كانت جامدة‬ ‫منغلقة عن الق فقد حُرموا مياث النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬فعلى العاقل الناصح لنفسه الراغب ف رضوان ال‬ ‫تعال أن يتجرد من متابعة كائنا من كان ف كل ما يقول إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وعليه أن يعتن‬ ‫بعلم الديث صناعة وفقها حت يستطيع ترجيح الراجح من القوال الختلفة ف كل مسألة ‪ ،‬وعليه مع ذلك أن‬ ‫يتأدب مع أهل العلم ويترمهم ويستأنس بآرائهم ويستفيد من علومهم ‪.‬ولن تكون له شخصية متكاملة مستقلة‬ ‫إل با تقدم ذكره ‪.‬‬ ‫قال الشيخ ‪ [ :‬وبيان من تشبه بم وليس منهم ] ‪.‬‬ ‫الشرح ‪ :‬أي أن من الناس من يتشبه بأهل العلم والعلماء وليس منهم وهذا يكون غالبا ف أهل البدع من التصوفة‬ ‫والشيعة وغيهم ‪ .‬ومن هذا أن ينصب نفسه للعلم والتعليم والفتوى وهو ليس أهلً لذلك فإنه بذلك يوهم نفسه‬ ‫أنه من عدادهم فيحرم العلم النافع ‪ ،‬وكان السلف كثيا ما يوصون طالب العلم أل يترأس ف حداثته وقبل‬ ‫رسوخ قدمه ف العلم ‪ .‬قال عمر رضي ال عنه ‪ ( :‬تفقهوا قبل أن تسودوا ) علقه البخاري ‪ .‬فعلى طالب العلم‬ ‫أن يتنب حب الظهور الذي يقطع الظهور ‪ ،‬وي ّد ويتهد ف طلب العلم ‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫" ما ذئبان جائعان أرسل على زريبة غنم بأفسد لم من حرص الرء على الال والشرف لدينه " ‪.‬‬ ‫وإن من تام التوحيد أن يعلم الرء أن ال عز وجل هو الذي يرفع العبد ويعلي ذكره ‪ ،‬فل ينبغي له أن‬ ‫جعَُلهَا‬ ‫يرص على الشهرة فقد ذم ال عز وجل الذين يريدون العلو ف الرض ‪ .‬قال تعال ‪( :‬تِلْكَ الدّا ُر الْآخِ َر ُة نَ ْ‬ ‫لِلّذِي َن ل يُرِيدُو َن عُُلوّا فِي اْلأَ ْرضِ وَل فَسَادا وَالْعَاِقَبةُ لِلْ ُمّتقِيَ) (القصص‪. )83:‬‬ ‫وليحذر أن يكون علمه لغي ال عز وجل فقد روى مسلم ف صحيحه عن أب هريرة رضي ال عنه‬ ‫مرفوعا ‪ :‬أول ثلثة تسعر بم النار وذكر أولم ‪ :‬قارئ القرآن الذي قرأ القرآن وعلمه ولكنه ل يلص‬ ‫قصده ل فيسحب ف النار على وجهه ‪.‬‬ ‫قال الشيخ رحه ال ‪ [ :‬وقد بي ال تعال هذا الصل ف أول سورة البقرة من قوله تعال ‪( :‬يَا بَنِي ِإسْرائيلَ‬ ‫اذْ ُكرُوا ِنعْمَِت َي الّتِي َأنْعَمْتُ عَلَ ْيكُم)(البقرة‪ :‬من الية ‪ )40‬إل قوله قبل ذكر إبراهيم عليه السلم ‪( :‬يَا بَنِي‬ ‫إِسْرائيل)(البقرة‪ :‬من الية ‪ ، )47‬ويزيده وضوحا ما صرحت به السنة ف هذا من الكلم الكثي البي‬ ‫الواضح للعامي البليد ] ‪.‬‬

‫الشرح ‪ :‬يريد الشيخ رحه ال أن من صفات التشبهي بالعلماء وليسوا منهم أنم يطلبون العلم لغي ال عز وجل‬ ‫ث إذا طلبوه لغي ال أرادوا أن يصلوا من ورائه على الجر الدنيوي وأما العلماء الخلصون فإن ال عز وجل قال‬ ‫عنهم ‪ُ ( :‬قلْ ل َأسْأَُلكُ ْم عََليْهِ أَجْرا ِإنْ ُهوَ إِلّا ذِكْرَى لِ ْلعَالَمِيَ) (النعام‪. )90:‬‬ ‫ث من صفات علماء اليهود لبس الق بالباطل فيأخذون بعض الدين ويتركون بعضه اتباعا لهوائهم‬ ‫وشهواتم ‪ .‬ث من صفاتم أنم ل يعملون بالق الذي عندهم فتجد ف حياتم التناقض العجيب ‪ ،‬ولذا ل‬ ‫ينتفعون بذا الق الذي علموه بل هو وبال عليهم ‪.‬‬ ‫قال سفيان بن عيينة رحه ال ‪ ( :‬من فسد من علمائنا ففيه شبهٌ من اليهود )‪.‬‬ ‫وقول الشيخ ‪ [ :‬يزيده وضوحا ما صرحت به السنة ] ‪ :‬أي قد ورد ف السنة ما يدل على صفات العلماء‬ ‫العاملي ‪ ،‬وما ورد ف السنة أيضا من التحذير من طلب العلم لغي ال عز وجل وأن هذا من صفات الغضوب‬ ‫عليهم ‪ ،‬فليهود علماؤهم علماء سوء ‪ .‬ومن علماء السلمي من عُدّ زنديقا وضا ًل كابن سيناء والهم بن صفوان‬ ‫وبشر الريسي واللج وابن أب دؤاد ونصي الشرك الطوسي وابن عرب وأمثال هؤلء من أوغلوا ف الزندقة‬ ‫والضلل ‪ ،‬وهناك قريب منهم من ضل ولكن ضلله أخف من هؤلء كالعتزلة والشاعرة ‪ .‬وف زماننا هذا علماء‬ ‫سوء كثي منهم من ينصر البدعة والرافة وأشهرهم ف بلدنا ممد علوي مالكي ‪ ،‬ومنهم من يفت ويتكلم بغي‬ ‫علم إرضاء للحكام كسيد طنطاوي ف مصر ‪ ،‬وف الشام يوجد صناديد من دعاة الضللة كمحمد سعيد البوطي‬ ‫ومفت الديار كفتارو ‪ ،‬وهذا على سبيل لثال ل على سبيل الصر ‪.‬‬ ‫قال الشيخ رحه ال ‪ [ :‬وصر العلم والفقه هو البدع والضللت ] ‪.‬‬ ‫الشرح ‪ :‬وهذا ما صرّح به الغزال حي ر ّد السنة الصحيحة القطوع با لجل أن عقله ل يقبلها وشنّع على‬ ‫ملتزمي السنة ووصفهم بالبدو والسبب ف ذلك أن بضاعته ف الديث مزجاة فل يعرف صحيح الديث من‬ ‫سقيمه فأسقط ف يده لا رأى تلفه عن رّكْب العلم والعلماء فقد طلب العلم ف زمان ل يسئل فيه الشيخ عن‬ ‫الديث هل هو صحيح أم ضعيف وقبله ممد عبده وجال الدين الفغان ‪.‬‬ ‫قال الشيخ رحه ال‪[:‬وصار العلم الذي فرضه ال تعال على اللق ومدحه ل يتفوه به إل زنديق أو منون ] ‪.‬‬ ‫الشرح ‪ :‬هذا هو الواقع أن من التزم الدليل الشرعي وصار دينه قال ال قال رسوله قال الصحابة فهو متهم‬ ‫بالمود وربا بالرجعية لنه ل يرف الكلم عن مواضعه فهو ليس بفقيه بزعمهم ‪ .‬فأقوال الرسول صلى ال عليه‬ ‫وسلم وصحابته الكرام وأئمة الدين بعدهم ل تناسب عصرنا كما صرّح بذلك البوطي فقال ‪ ( :‬النهج السلفي‬ ‫فترة زمنية مباركة ) ‪.‬‬ ‫قال الشيخ رحه ال‪ [ :‬وصار من أنكره وعاداه وصنف ف التحذير منه والنهي عنه هو الفقيه العال ] ‪.‬‬

‫الشرح ‪ :‬وهذا هو الواقع فإن سيد طنطاوي لا أفت بل الربا وبل الغناء ‪ ،‬والشعراوي لا اعتقد عقيدة الهمية‬ ‫وقال ‪ ( :‬إن ال ليس على عرشه بل هو ف كل مكان ) قال العوام ‪ :‬هذا هو الفقيه الفسر العال الذي يعرف‬ ‫بلغة القرآن ‪ .‬وقالوا عن طنطاوي ‪ :‬هذا هو الفقيه العال الذي يعرف يتمشى مع العصر ومتطلباته ‪ .‬ول‬ ‫تستغرب أن تسمع غدا من يقرر الشرك ويقعد ويفند الدلة له ‪ .‬قال عليه الصلة والسلم ‪ " :‬بدأ السلم غريبا‬ ‫وسيعود غريبا كما بدأ فطوب للغرباء " ‪ .‬إل أنه ل بد أن يكون هناك من هو قائم بالجة ل العلماء العدول‬ ‫الذين ينفون عن الدين تريف الغالي وتأويل البطلي ‪ .‬يدل على ذلك قوله عليه الصلة والسلم ‪ " :‬ل تزال‬ ‫طائفة من أمت على الق منصورة ل يضرهم من خالفهم إل قيام الساعة " ‪.‬‬

‫الصل ال خامس‬

‫قال الشيخ رحه ال‪ [ :‬بيان ال سبحانه لولياء ال وتفريقه بينهم وبي التشبهي بم من أعداء ال والنافقي‬ ‫والفجار ] ‪.‬‬ ‫الشرح ‪ :‬قد بي ال عز ول ف القرآن الكري وصفت أوليائه وصفات أعدائه فمن أعظم ضوابطه ‪ :‬لزوم هدي‬ ‫حِببْكُمُ)(آل عمران‪ :‬من الية‬ ‫حبّونَ اللّهَ فَاّتِبعُونِي يُ ْ‬ ‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قال تعال‪( :‬قُلْ ِإنْ ُكْنتُ ْم تُ ِ‬ ‫ف عََلْيهِ ْم وَل هُمْ يَحْ َزنُونَ)(‪)62‬الّذِينَ آ َمنُوا وَكَانُوا َيتّقُونَ)‬ ‫‪ ،)31‬وقال تعال ‪( :‬أَل ِإنّ َأوِْليَاءَ اللّهِ ل َخوْ ٌ‬ ‫(يونس‪)63:‬‬ ‫‪ .‬فأولياء ال عز وجل ل يعبدون ال عز وجل إل بتوقيف منه ‪ ،‬أو رسوله عليه الصلة والسلم ‪ .‬فهم يعظمون‬ ‫أمر ال ويتنبون نيه ويعملون بحكم الكتاب ويؤمنون بتشابه ‪ .‬وأعظم اللق دخولً ف هذا بعد النب صلى ال‬ ‫عليه وسلم هم أصحابه ‪.‬‬ ‫والضابط ف من أراد السي على نجهم وطريقتهم قوله عليه الصلة والسلم ‪ " :‬خي الناس قرن ث الذين يلونم‬ ‫ث الذين يلونم " ‪ .‬فما حدث بعد القرون الفضلة من بدع وضللت فل عبة ول حجة فيه ‪ .‬وهذا الدليل‬ ‫صريح ف أن السلف الصال كان لم منهج وطريقة يتميزون با عن غيهم من أهل الكفر والضلل ‪.‬‬ ‫قال الشيخ ‪ [ :‬ث صار المر عند أكثر من يدعي العلم وأنه من هُداة اللق وحفاظ الشرع إل أن أولياء‬ ‫ال ل بد فيهم من ترك اتباع الرسل ومن تبعهم فليس منهم ] ‪.‬‬ ‫الشرح ‪ :‬يريد الشيخ بذلك طوائف من الناس ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬من تعلقوا بالقبور وعظموها وتوسلوا با من غي برهان من ال ول رسوله ‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬كذلك الصوفية الذين عبدوا ال بأذواقهم ومواجيدهم فجوزوا ترك اتباع الرسل وإحداث طرق مالفة‬ ‫لدي الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ .‬كالقادرية والنقشبندية والتاجانية والقاديانية‬

‫الثالثة ‪ :‬يريد الشيخ أيضا أولئك الؤولة من العتزلة والشاعرة الذين استحسنوا طريقة اللف ف تريف أساء ال‬ ‫وصفاته وجعلوا هذا هو العلم كما قال قائلهم ‪ ( :‬طريقة السلف أسلم وطريقة اللف أعلم وأحكم ) ‪ .‬فهم قد‬ ‫تنقصوا رسول ال صلى ال عليه وسلم وصحابته الكرام والتابعي لم بإحسان لعدم العلم وضعف العقل والرأي‬ ‫شعروا أو ل يشعروا ‪ .‬وأما هم فهم أصحاب العقل الذين فهموا مراد ال وترءوا على آياته ‪.‬‬ ‫الرابعة ‪ :‬ويريد الشيخ أيضا أولئك الذين يعتقدون أن الولية ل يكن حصولا لنسان إل أن يكون صاحب‬ ‫خوارق وكرامات فتحضر له فاكهة الصيف ف الشتاء وفاكهة الشتاء ف الصيف ‪ .‬وربا طار أحدهم ف الواء‬ ‫وربا مشى أحدهم على الاء ومن ل ماريق عنده فهو ليس لول ل ‪ .‬والصحيح عند السلف أن ولية ال ليست‬ ‫مرتبطة بالكرامات وإنا هي مرتبطة بلزوم أمر ال عز وجل واجتناب نيه وإن كانوا ل ينكرون الكرامات الت‬ ‫تدث للولياء ولكنهم ل يعلونا مناط الولية ‪ .‬بل مناط الولية عندهم ما تقدم من آيات مع قوله عليه الصلة‬ ‫والسلم ‪" :‬ما تقرب إل عبدي بشيء أحب ما افترضته عليه ول يزال عبدي يتقرب إل بالنوافل حت أحبه فإذا‬ ‫أحببته كنت سعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده الت يبطش با ورجله الت يشي با … " الديث ‪.‬‬ ‫قال الشافعي رحه ال ‪ ( :‬إذا رأيتم الرجل يطي ف الواء أو يشي ف الاء فل تبالوا به حت تنظروا إل لزومه‬ ‫للكتاب والسنة ) ‪.‬‬ ‫قال الشيخ رحه ال‪ [ :‬يا ربنا إن نسألك العفو والعافية إنك سيع الدعاء ]‪.‬‬ ‫الشرح ‪ :‬العفو من الذنوب والعافية من الوقوع ف طرق أهل البدع والضلل ‪.‬‬ ‫وقوله ‪ :‬إنك سيع الدعاء ‪ :‬أي ميب الدعاء ‪ ،‬قال تعال ‪ { :‬إن رب لسميع الدعاء } ‪.‬‬

‫الصل السادس‬

‫قال الشيخ رحه ال‪ [ :‬رد الشبهة الت وضعها الشيطان ف ترك القرآن والسنة واتباع الراء والهواء التفرقة‬ ‫الختلفة ‪ ،‬وهي ‪ :‬أن الشبهة الت وضعها هي أن القرآن والسنة ل يعرفهما إل الجتهد الطلق ‪ ،‬والجتهد هو‬ ‫الوصوف بكذا و كذا أوصافا لعلها ل توجد تامة ف أب بكر وعمر ‪ .‬فإن ل يكن النسان كذلك فليعرض‬ ‫عنهما فرضا حتما ل شك ول إشكال فيه ومن طلب الدى منهما فهو إما زنديق وإما منون لجل صعوبتهما‬ ‫‪ ،‬سبحان ال وبمده ‪ .‬والمر برد هذه الشبهة اللعونة من وجوه شت بلغت إل أمر الضروريات العامة )‬ ‫وََل ِكنّ أَكَْث َر النّاسِ ل َيعْلَمُونَ)(لعراف‪ :‬من الية ‪َ([ ،)187‬ل َقدْ َح ّق الْ َقوْلُ عَلَى أَكَْث ِرهِ ْم َف ُهمْ ل يُ ْؤمِنُونَ)‬ ‫(يّـس‪ِ) )7:‬إنّا َجعَلْنَا فِي أَعْنَاقِ ِه ْم أَغْل ًل َفهِ َي ِإلَى اْلَأ ْذقَا ِن َف ُهمْ ُمقْمَحُونَ) (يّـس‪) )8:‬وَ َجعَلْنَا ِم ْن بَ ْينِ َأْيدِي ِهمْ‬ ‫صرُونَ) (يّـس‪َ ) )9:‬وسَوَاءٌ عَلَ ْي ِه ْم َأأَْنذَ ْرَتهُ ْم أَ ْم َلمْ تُنْذِ ْر ُهمْ ل‬ ‫سَدّا وَ ِم ْن خَلْ ِف ِهمْ َسدّا َفأَ ْغشَيْنَا ُهمْ َف ُهمْ ل يُبْ ِ‬

‫ش ْرهُ بِ َم ْغ ِف َرةٍ َوَأجْرٍ َكرِيٍ) (يّـس‪:‬‬ ‫ب فََب ّ‬ ‫شيَ الرّحْ َم َن بِاْلغَيْ ِ‬ ‫يُ ْؤمِنُونَ) (يّـس‪ِ) )10:‬إنّمَا تُنْذِ ُر َم ِن اتّبَعَ الذّ ْك َر وَ َخ ِ‬ ‫‪] )11‬‬ ‫الشرح ‪ :‬يعتقد أهل السنة والماعة أن مصدر التشريع ف السلم هو كتاب ال عز وجل وسنة رسوله صلى ال‬ ‫عليه وسلم ومن أخذ بأحدها وردّ الخر فل شك ف كفره وزيغه وضلله وعداوته للسلم ‪.‬‬ ‫وجلة شبه من رد السنة كالوارج والشيعة وعلماء الكلم والعقلنيي ما يلي‪:‬‬ ‫الشبهة الول ‪ :‬قولم ‪ :‬حسبنا كتاب ال لنه تكفل بذكر المور الدينية كلها شرحا وتفصيلً تبيانا لكل شيء‬ ‫‪.‬‬ ‫الرد على هذه الشبهة ‪ :‬نقول وبال التوفيق ‪ :‬ل نزاع أن القرآن شل أصول الشريعة كلها ونص على بعض‬ ‫جزئياتا اليسية ‪ ،‬وأما ما ادعاه هؤلء من تنصيصه على كل صغية وكبية فهو بتان ل يقره واقع القرآن ‪ .‬فلو‬ ‫كان المر كما يقولون فأين عدد الصلوات المس الفروضة ف اليوم والليلة فضلً عن عدد الركعات لكل فريضة‬ ‫وأين نصاب زكاة البل والبقر والغنم والذهب والفضة وأين أنواع الربا وما يدخل الربا فيه وما ل يدخل فيه ‪،‬‬ ‫بل خول هذه الزئيات إل النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬فلو اشتمل القرآن على كل التفاصيل والزئيات الت‬ ‫يتاج إليها ف الدين كما يزعمه هؤلء لا أمر ال رسوله عليه الصلة والسلم بتبيينه للناس ولا أمر السلمي‬ ‫بطاعة الرسول وامتثال ما يأمرهم به واجتناب ما ينهاهم عنه ‪ .‬وإنا بي القرآن أصول الشريعة ومصادرها‬ ‫وقواعدها ومبادئها العامة ‪ .‬ومن الصول الت بينها القرآن العمل بسنة الرسول صلى ال عليه وسلم كما ف قوله‬ ‫تعال ‪َ ( :‬ومَا آتَاكُمُ ال ّرسُولُ فَخُذُو ُه َومَا َنهَاكُمْ َعنْهُ فَاْنَتهُوا)(الشر‪ :‬من الية ‪ .)7‬ولعل الذي أوقعهم ف هذا‬ ‫اللبس إن كانوا صادقي هو فهمهم الاطئ لقوله تعال ‪ ( :‬وََلكِ ْن َتصْدِيقَ الّذِي َبيْ َن يَ َديْ ِه َوَتفْصِيلَ كُ ّل َشيْءٍ )‬ ‫(يوسف‪ :‬من الية ‪ )111‬فظنوا أن معن التفصيل هو تعيي الزئيات وليس المر كذلك لن التفصيل ضد‬ ‫الجال ‪ .‬قال الراغب ف الفردات ‪ ( :‬الفصل إبانة أحد الشيئي عن الخر ) ‪ ،‬وقال الشوكان ‪ ( :‬قيل وليس‬ ‫الراد به ما يقتضيه من العموم بل الراد به الصول والقواعد ) ‪.‬‬ ‫الشبهة الثانية ‪ :‬أن السنة ل تكن شرعا عند النب صلى ال عليه وسلم وفهمها الصحابة على هذا النوال ولذا‬ ‫نوا عن كتابتها ولو كانت السنة جزءا من الدين لوضع لا الرسول صلى ال عليه وسلم منهجا كمنهج القرآن‬ ‫من الكتابة والذاكرة ‪.‬‬ ‫الرد على هذه الشبهة ‪ :‬أن شبهتهم هذه ل تنبن على علم ومعرفة وإنا على العناد والكابرة ونكران الميل‬ ‫وأنا حيلة النقطع ‪ .‬فهل سح هؤلء بإلقاء نظرة عابرة ف رياض كتب السنة وتاريخ السلم ومدى حرص النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم على تعليم الصحابة وإفهامهم أمور دينهم بالقول والعمل ‪ .‬فقد كان رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم يرشد أصحابه فيما يسألون عنه ويتخولم بالوعظة من حي إل آخر ف المع والعياد والطوارئ‬

‫والناسبات ‪ .‬كما أن حياته العائلية سجل آخر لنقل السنة عن حياته النلية فلو ل تكن السنة عنده صلى ال عليه‬ ‫وسلم شرعا ودينا لا اعتن با هذا العتناء ولا سلك لشاعتها ونشرها كل الوسائل المكنة آنذاك ‪ .‬فقد روى‬ ‫البخاري ومسلم ف حديث وفد بن عبد القيس أن الرسول صلى ال عليه وسلم علمهم بعض أمور الدين وقال‬ ‫لم ‪ :‬احفظوها وأخبوا با من وراءكم ‪ .‬فلو ل تكن حياته دينا وأقوله شرعا لا أمرهم بالفظ والتبليغ ولا‬ ‫صدرت منه أوامر التباع له عليه الصلة والسلم ‪ .‬كقوله ‪ " :‬صلوا كما رأيتمون أصلي " ‪ ،‬وكقوله ‪ " :‬خذوا‬ ‫عن مناسككم ) ‪ .‬ولا تصور منه الغضب لدن بادرة بالعراض عن سنته عليه الصلة والسلم ‪.‬‬ ‫وكان الصحابة رضي ال عنهم أحرص الناس على الخذ بالسنة ‪ .‬يقول أنس رضي ال عنه ‪ (:‬كنا نكون عند‬ ‫النب صلى ال عليه وسلم فنسمع منه الديث فإذا قمنا نتذاكره فيما بيننا حت نفظه )‪ .‬وكان عمر رضي ال عنه‬ ‫وجار له من النصار يتناوبان النول من عوال الدينة على النب صلى ال عليه وسلم لخذ العلم ‪ .‬وهذا أبو‬ ‫هريرة رضي ال عنه يقول ‪ ( :‬إن لجزأ الليل ثلثة أجزاء فثلث أنام وثلث أقوم وثلث أتذكر حديث رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم ) ‪ .‬رواه الدارمي ‪.‬فلو ل تكن السنة مصدرا للدين عند الصحابة رضي ال عنهم ما حرصوا‬ ‫عليها هذا الرص ولا تكلفوا الشاق من السفر وغيه ف سبيلها ‪ .‬فقد قال البخاري ف كتاب العلم تعليقا ‪:‬‬ ‫رحل جابر بن عبد ال إل مصر لخذ حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قال تعال ‪َ( :‬لقَدْ كَانَ َلكُمْ فِي‬ ‫سنَة)(الحزاب‪ :‬من الية ‪.)21‬‬ ‫َرسُولِ اللّهِ ُأ ْسوَةٌ حَ َ‬ ‫وأما قولم ‪ ( :‬إن الرسول والصحابة نوا عن كتابة السنة فهذا دليل على أنا ليست شرع ) ‪ .‬قيل ‪ :‬لن‬ ‫الرسول صلى ال عليه وسلم خشي لبسها بالقرآن ث أذن ف كتابتها كما ف الصحيح لا قال ‪ " :‬اكتبوا لب شاه‬ ‫" ‪ ،‬وأيضا السنة مفوظة ف الصدور كما أن القرآن مفوظ ف الصدور ول يمع إل بعد النب صلى ال عليه‬ ‫وسلم ‪ .‬ول يفى على الطلع أن ما ورد من النهي إنا كان عن كتابة الديث وتدوينه رسيا كالقرآن ‪ .‬وأما ما‬ ‫يكتبه الكاتب لنفسه فقد ثبت وقوعه ‪ .‬فعن عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال عنهما قال ‪ ( :‬كنت أكتب‬ ‫كل شيْ أسعه من رسول ال صلى ال عليه وسلم فتنهان قريش ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬تكتب كل شيء تسمعه من رسول‬ ‫ال صلى ال عليه وسلم يتكلم ف الرضا والغضب فأمسكت عن الكتابة فذكرت ذلك لرسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم فأومأ بإصبعه إل فيه فقال ‪ " :‬اكتب فوالذي نفسي بيده ل يرج منه إل الق " ‪ .‬وف الصحيح عن أب‬ ‫هريرة ‪ ( :‬أن عبد ال بن عمرو كان يكتب ) ‪.‬‬ ‫فنجمل السباب لعدم كتابة السنة رسيا ف عهد الرسول صلى ال عليه وسلم كالت ‪:‬‬ ‫‪-1‬تشكيل متمع الصحابة على السنة العملية كفيل ببقائها ونقلها جيلً بعد جيل ‪.‬‬ ‫‪-2‬شغف السلمي بتدوين الكتاب العزيز وحفظه لقوة بيانه وبقائه معجزا على مر الدهر بينما السنة شرح‬ ‫عملي للقرآن وتدوينه أكثر من حفظ السنة وتدوينها ‪.‬‬

‫‪-3‬عدم وجود فراغ كافٍ لتسجيل السنة ف متمع الصحابة إذ كان العداء ييطون بذا الجتمع من كل‬ ‫جانب فالكفاح لثبات وجودهم كان عاملً مهما ف قلة تدوين السنة ‪.‬‬ ‫الشبهة الثالثة ‪ :‬أن الرسول صلى ال عليه وسلم كان يرشد الصحابة رضي ال عنهم الشاهدين له وفق أحوالم‬ ‫الاصة ما نتج عنه تكيف الديث بالظروف الوجودة ف عصره ول وجود لثل تلك الظروف ف الونة العاصرة ‪.‬‬ ‫الردّ على هذه الشبهة ‪ :‬ذكر القرآن الكري أن دعوته عامة شاملة ل تنتهي بانتهاء نزوله ول بوفاة من أنزل عليه‬ ‫بل إنه خطاب للمكلفي عامة وللناس كافة يشمل العرب والعجم ‪ .‬وهناك العديد من آيات القرآن فيها خطاب‬ ‫خاص لشركي العرب الذين أقاموا الواجز ف طريق الدعوة إل ال فأصدر القرآن أحكاما ف أولئك الصادّين‬ ‫حسب مسلكهم الاص ‪ .‬ول تنحصر الحكام بالجاع ف أولئك الفراد بل تتجاوزهم ف من ياثلهم ف‬ ‫تصرفاتم ‪ ،‬فإذا كان حكم اليات القرآنية ل يتص بزمن ول بأشخاص معدودين فكذلك السنة إذ ل فرق بي‬ ‫أحكام الكتاب والسنة لصدورهم من مصدر واحد كما تقدم ‪ .‬لذا كان اليان ممد صلى ال عليه وسلم هو الد‬ ‫الفاصل بي اليان والكفر فلو كانت سنته خاصة بأولئك الفراد ففيم يكون تصديقه بعد وفاته ؟! أف القول دون‬ ‫العمل ؟! أو ف الدعاء دون التطبيق ؟! وفيم يكون اتباعه للب الحبة الربانية الت نص عليها القرآن ‪( :‬قُلْ ِإنْ‬ ‫حِببْكُمُ اللّهُ)(آل عمران‪ :‬من الية ‪ )31‬واتفق السلمون أن خطاب القرآن والسنة‬ ‫حبّونَ اللّهَ فَاتِّبعُونِي يُ ْ‬ ‫ُكنْتُ ْم تُ ِ‬ ‫وأحكامهما عامان شاملن ل يتصان بأمة لن عموم خطاب القرآن مستلزم لعموم خطاب السنة ‪ .‬قال تعال ‪:‬‬ ‫س بَشِيا َونَذِيرا)(سـبأ‪ :‬من الية ‪ .)28‬فإن كانت هداية القرآن والسنة مؤقتتي‬ ‫( َومَا أَ ْر َس ْلنَاكَ إِلّا كَاّفةً لِلنّا ِ‬ ‫مدودتي فهما معا ‪ .‬وإن كانتا دائمتي عاليتي فهما معا ‪.‬‬ ‫الشبهة الرابعة ‪ :‬تتضمن دعواهم ف هذه الشبهة أن السنة قد انتقدت متنا وإسنادا وأن الحدثي تكلموا ف‬ ‫رجالا ومتونا وما كان كذلك ودخله النقد وآراء الرجال فل يصلح دينا ‪.‬‬ ‫الرد على هذه الشبهة ‪ :‬أن مثل هذا الكلم ل يصدر إل من يهل تاريخ السلم ف مقاومة الكذب والوضع ف‬ ‫السنة فقد كان الصحابة رضي ال عنهم على نقاء من السية والسريرة فنقلوا الدين بأمانة وإخلص وتفانٍ ف حب‬ ‫الي وإشراك الناس فيه ‪ .‬والصحابة أسى بكثي من أن يوضوا ف الكذب والوضع وهم الذين سعوا رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم ف مواطن كثية يقول ‪ " :‬من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " وهم الذين كان‬ ‫أحدهم يتورع عن رواية الديث خشية أل يأت به على وجهه ‪ ،‬وف آخر زمن عثمان رضي ال عنه خرج إل حيّز‬ ‫الوجود جاعة يتكلمون باسم السلم ويدسون فيه ما ليس منه ث مع مرور الزمن ازداد عدد هؤلء وكثر خداعهم‬ ‫وكانت اللفات السياسية حينئذٍ من العوامل الرئيسية ف وضع الديث ‪ .‬فأخذ بعض أصحاب معاوية رضي ال‬ ‫عنه يضعون الحاديث ف مثالب علي ومناقب معاوية وينشرونا بي الناس ‪ ،‬وقد قابلهم بثلها بعض أصحاب على‬ ‫رضي ال عنه ‪ ,‬وكلهم جهلة ‪ ،‬وكل ذلك دون علمٍ من علي ومعاوية‪ .‬كما أن ظهور أرباب الكلم من القدرية‬

‫والرجئة والهمية هيأت الجواء الناسبة للوضع بذم بعضهم بعضا ‪ .‬وقبلهم الشيعة ث الزنادقة والقصاصون لنيل‬ ‫الشهرة من أقرب الطرق ‪ .‬كما انضم إليهم التعصبون للجنس والبلد لرفع مكانه ورفع ذويهم فاستحلوا الكذب‬ ‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وأخيا انضم إليهم جهلة الصالي فوضعوا الديث حسبة وتقربا إل ال‬ ‫متأولي أن الكذب له ل عليه وتقدم الرد عليهم ف أول الرسالة ‪.‬‬ ‫وقد قاوم العلماء هذه الركة الوضعية ووضعوا السس العلمية لفحص الديث وتبيينه ومعرفة الصحيح م‬ ‫السقيم ‪ ،‬فمن تتبعها واستعان بال عز وجل انكشف له أمر تلك الحاديث الوضعية ‪.‬‬ ‫قال ممد بن سيين ‪ ( :‬ل يكونوا يسألون عن السناد فلما وقعت الفتنة قالوا ‪ :‬سوا لنا رجالنا فينظر إل أهل‬ ‫السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إل أهل البدع فل يؤخذ حديثهم )‪ .‬أ‪ .‬هـ ‪.‬‬ ‫وهيأ ال عز وجل علماء جهابذة ليس ههم إل التنقيب عن أحوال الرجال ومعرفة عدلم من فسقهم وضبطهم‬ ‫من غفلتهم حت ظهر ف السلم علم مستقل يسمى علم الرح والتعديل ‪ .‬فهل يزعم بعد هذا أن الحاديث قد‬ ‫انتقدت ل يسعنا إقحامه ف الدين وإقامة الشعائر على مقتضاه ‪.‬‬

‫أمثلة على ضرورة السنة ف فهم القرآن ومنلتها وأنه ل يستغن عنها بالقرآن ‪:‬‬ ‫سبَا َنكَالً مِنَ اللّهِ وَاللّ ُه عَزِيزٌ َحكِيمٌ) (الائدة‪:‬‬ ‫ق وَالسّارَِقةُ فَاقْ َطعُوا َأيْ ِدَيهُمَا َجزَاءً بِمَا كَ َ‬ ‫الول ‪ :‬قوله تعال ‪( :‬وَالسّا ِر ُ‬ ‫‪ . )38‬فإن لفظ السارق فيه مطلق ‪ ،‬واليد فيه مطلقة فبينت السنة القولية الول منهما وقيدته بالسارق الذي‬ ‫يسرق ربع دينار فما فوق ‪ .‬قال عليه الصلة والسلم ‪ " :‬ل قطع إل ف ربع دينار فصاعدا " أخرجه الشيخان ‪.‬‬ ‫كما بينت السنة الفعلية أن يد السارق تقطع من مفصل الكف ‪.‬‬ ‫الثان ‪ :‬قال تعال ‪( :‬الّذِينَ آ َمنُوا وَلَ ْم يَ ْلبِسُوا إِيَاَنهُ ْم بِ ُظلْمٍ أُوَلئِكَ َلهُ ُم اْلَأمْ ُن َوهُمْ ُم ْهتَدُونَ) (النعام‪)82:‬‬ ‫‪ .‬فقد فهم أصحاب النب صلى ال عليه وسلم قوله ‪ ( :‬بظلم ) على عمومه الذي يشمل كل ظلم ولو كان صغيا‬ ‫‪ .‬ولذلك استشكلوا الية فقالوا ‪ ( :‬يا رسول ال ! أينا ل يظلم ؟ فقال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ليس بذاك إنا هو‬ ‫الشرك ‪ .‬أل تسمعوا إل قول لقمان لبنه ‪ { :‬إن الشرك لظلم عظيم } ‪ .‬أخرجه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫س عََلْيكُمْ ُجنَاحٌ َأ ْن َتقْصُرُوا مِ َن الصّلةِ ِإنْ ِخ ْفتُمْ َأنْ َي ْفتَِنكُمُ‬ ‫الثالث ‪ :‬قال تعال ‪َ ( :‬وإِذَا ضَ َرْبتُمْ فِي الْأَ ْرضِ فََلْي َ‬ ‫الّذِينَ َكفَرُوا)(النساء‪ :‬من الية ‪ . )101‬فظاهر الية يقتضي أن قصر الصلة ف السفر مشروط له الوف ‪،‬‬ ‫ولذلك سأل عمر النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ ( :‬ما بالنا نقصر وقد أمنا ؟ ) ‪ .‬فقال عليه الصلة والسلم ‪" :‬‬ ‫صدقة تصدّق ال با عليكم فاقبلوا صدقته " ‪.‬‬ ‫سفُوحا َأوْ‬ ‫حرّما عَلَى طَاعِ ٍم يَ ْطعَمُهُ إِلّا َأنْ َيكُو َن َميَْتةً َأوْ دَما مَ ْ‬ ‫الرابع ‪ :‬قال تعال ‪) :‬قُلْ ل أَ ِجدُ فِي مَا أُو ِحيَ إَِليّ مُ َ‬ ‫لَحْمَ ِخنْزِيرٍ فَِإنّهُ ِر ْجسٌ َأوْ فِسْقا ُأهِلّ ِل َغيْرِ اللّ ِه بِهِ )(النعام‪ :‬من الية ‪ .)145‬بينت السنة القولية ‪ :‬أن ميتة الراد‬ ‫والسمك والكبد والطحال من الدم حلل ‪ .‬فقال عليه الصلة والسلم ‪ " :‬أحلت لنا ميتتان ودمان ‪ .‬أما اليتتان ‪:‬‬

‫فالراد والوت ‪ ،‬وأما الدمان ‪ :‬فالكبد والطحال" ‪ .‬أخرجه البيهقي وغيه موقوفا ومرفوعا ‪ .‬والوقوف أصح إل‬ ‫أن مثل هذا ل يقال من قبل الرأي ‪.‬‬

‫ختام البحث‬ ‫من الؤسف أنه قد وجد من بعض الكتاب العاصرين من ذهب إل جواز أكل السباع مع ثبوت تريه ف السنة‬ ‫الصحيحة ‪ ،‬وإل جواز لبس الذهب والرير اعتمادا على القرآن فقط ‪ .‬بل وجد ف الوقت الاضر طائفة يتسمون‬ ‫بالقرآنيي يفسرون القرآن بأهوائهم وعقولم دون الستعانة على ذلك بالسنة الصحيحة بل السنة عندهم تبع‬ ‫لهوائهم فما وافقهم منها تشبثوا به ما ل يوافقهم نبذوه وراءهم ظهريا وقد أشار النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل‬ ‫ألفي أحدكم متكئا على أريكتة يأتيه المر من أمري ما أمرت به أو نيت عنه فيقول ل أدري ما وجدنا ف كتاب‬ ‫ال اتبعناه " رواه الترمذي ‪ .‬وف رواية لغيه ‪ " :‬ما وجدنا فيه حراما حرمنا أل وإن أوتيت القرآن ومثله معه " ‪.‬‬ ‫وف رواية ‪ " :‬أل إنا حرم رسول ال مثل ما حرم ال " ‪ .‬فهذا الديث الصحيح يدل دللة قاطعة على أن الشريعة‬ ‫السلمية ليست قرآنا فقط وإنا هي قرآن وسنة فمن تسك بأحدها دون الخر ل يتمسك بأحدهم ‪ .‬لن كل‬ ‫واحد منهما أمر بالتمسك بالخر ‪ .‬قال تعال ‪( :‬مَ ْن يُطِعِ ال ّرسُولَ َفقَدْ َأطَاعَ اللّ َه َومَ ْن َتوَلّى َفمَا أَ ْرسَ ْلنَاكَ عََلْيهِمْ‬ ‫جدُوا فِي‬ ‫ج َر َبيَْنهُ ْم ثُ ّم ل يَ ِ‬ ‫حكّمُوكَ فِيمَا شَ َ‬ ‫َحفِيظا) (النساء‪ . )80:‬وقال تعال ‪) :‬فَل وَ َربّكَ ل ُي ْؤ ِمنُونَ َحتّى ُي َ‬ ‫ت َويُسَلّمُوا تَسْلِيما) (النساء‪ . )65:‬وقال تعال ‪َ ( :‬ومَا كَانَ لِ ُم ْؤمِ ٍن وَل ُم ْؤمَِنةٍ إِذَا َقضَى‬ ‫سهِمْ َحرَجا مِمّا َقضَْي َ‬ ‫َأنْفُ ِ‬ ‫خيَ َرةُ مِنْ َأمْ ِرهِمْ)(الحزاب‪ :‬من الية ‪ . )36‬وما سبق يبدوا واضحا جليا أنه ل‬ ‫اللّ ُه وَ َرسُولُهُ َأمْرا َأ ْن يَكُونَ َلهُمُ الْ ِ‬ ‫مال لحد مهما كان عالا باللغة العربية وآدابا أن يفهم القرآن الكري دون الستعانة بسنة النب صلى ال عليه‬ ‫وسلم القولية والفعلية فإنه لن يكون أعلم باللغة من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم الذين نزل القرآن بلغتهم‬ ‫ول تكن قد شابتها لوثة العجمة واللحن ومع ذلك فإنم غلطوا ف فهم اليات السابقة حي اعتمدوا على لغتهم‬ ‫فقط ‪ .‬فمن البدهي أن الرء كلما كان عالا بالسنة كان أحرى بفهم القرآن واستنباط الحكام من هو جاهلها با‬ ‫‪ .‬فكيف بن هو غي معتد با ول يلتفت لا أصل ً ‪.‬‬ ‫والـحمد ل رب العـالــمي ‪.‬‬

Related Documents