Sharh Usool Sittah By Shaykh Amaan Al Jaamee

  • November 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Sharh Usool Sittah By Shaykh Amaan Al Jaamee as PDF for free.

More details

  • Words: 12,266
  • Pages: 57
‫المالي‬ ‫الجامية‬ ‫على رسالة الصول الستة‬ ‫لشيخ السلم المجدد محمد بن عبد الوهاب‬

‫للعلمة محمد أمان بن‬ ‫علي الجامي‬ ‫‪ -‬رحمه ال ‪-‬‬

‫قام بتفريغه وتنسيقه‬ ‫أبي عبد ال الثري‬

‫تنبيه ‪ :‬هذه الذكرة مفرغة من شرح الشيخ رحه‬ ‫ال من الشرطة ‪ ،‬لذا جرى التنبيه ‪.‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫سنَا َومِ نْ َسّيئَاتِ‬ ‫سَتغْفِ ُرهُ‪َ ،‬وَنعُو ُذ بِالِ مِ ْن شُرُورِ َأْنفُ ِ‬ ‫حمَدُ ُه َونَ سَْتعِينُهُ َونَ ْ‬ ‫ِإنّ الَ ْمدَ لِ ؛ نَ ْ‬ ‫ل هَادِيَ لهُ‪.‬‬ ‫ل ُمضِلّ لَهُ‪َ ،‬ومَ ْن ُيضْلِلْ َف َ‬ ‫َأعْمَاِلنَا‪ ،‬مَ ْن َيهْ ِدهِ الُ َف َ‬ ‫َوَأ ْشهَدُ َأنْ لَ إِلَهَ إِلّ الُ ‪َ -‬وحْ َدهُ لَ شَرِيكَ لَهُ‪.-‬‬ ‫حمّدا َعبْ ُدهُ وَ َرسُولُهُ‪.‬‬ ‫َوَأ ْشهَدُ َأنّ مُ َ‬ ‫{يَا َأّيهَا الّذِي نَ آ َمنُوا اتّقُوا الَ حَقّ ُتقَاتِ هِ وَ َل تَمُوتُنّ إِ ّل َوأَْنتُ ْم مُ سِْلمُونَ} [آل عمران ‪:‬‬ ‫‪.]102‬‬ ‫س اّتقُوا َرّبكُ ُم الّذِي َخَل َقكُ ْم مِ نْ نَفْ سٍ وَا ِح َدةٍ وَ َخلَ َق ِمنْهَا َزوْجَهَا َوَبثّ‬ ‫{يَا َأّيهَا النّا ُ‬ ‫ِمْنهُمَا رِجَالً َكثِيا َونِ ساءً وَاّتقُوا الَ الّذِي تَ سَاءَلُونَ بِ هِ وَالَرْحَا مَ إِنّ الَ كَا نَ عََلْيكُ مْ‬ ‫رَقِيبا} [النساء ‪.]1 :‬‬ ‫{يَا َأيّهَا الّذِي نَ آ َمنُوا اتّقُوا الَ وَقُولُوا َقوْلً سَدِيدا‪ .‬يُ صِْلحْ َلكُ مْ أَعْمَاَلكُ ْم َوَي ْغفِرْ َلكُ مْ‬ ‫ل وَ َرسُولَهُ َفقَدْ فَازَ َفوْزا عَظِيما} [الَحزاب ‪.]71-70 :‬‬ ‫ُذنُوَبكُ ْم َومَ ْن يُطِعِ ا َ‬ ‫َأمّا َبعْدُ ‪:‬‬ ‫ي مُحَمّدٍ صلى ال عليه وسلم‪َ ،‬وشَرّ‬ ‫ي هَدْ ُ‬ ‫ق الَدِي ثِ ِكتَا بُ الِ‪ ،‬وَخي الَدْ ِ‬ ‫فَِإنّ أَ صْ َد َ‬ ‫ضلَلَة‪.‬‬ ‫ا ُلمُورِ مُحْ َدثَاُتهَا‪ ،‬وَكُ ّل مُحْ َدَث ٍة بِ ْد َعةٌ‪ ،‬وَكُ ّل بِ ْد َعةٍ َ‬

‫‪2‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫و ََبعْدُ ‪:‬‬

‫فهذا جهد القل ف إبراز أثر من آثار العلمة المام ممد أمان بن علي الامي‬ ‫– رحه ال ‪ -‬ف شرحه لرسالة من أهم رسائل التوحيد الت كتبها شيخ السلم‬ ‫المام الجدد ممد بن عبد الوهاب – رحه ال – وهي رسـالة (( الصول‬ ‫الستة ))‪.‬‬ ‫وهذا الشرح قد قمت بتفريغه من الشرطة ‪ ،‬لذا فهو كغيه من الشروح الت‬ ‫تعتمد على اللقاء باجة إل الراجعة والضبط من الشيخ نفسه ‪ ،‬ولكن لا ل‬ ‫يكن ذلك ف الستطاعة لوفاة الشيخ – رحه ال – قبل تفريغ هذا الشرح بزمن‬ ‫طويل ‪ ،‬ها نن نضع لبنة أول ف سبيل خدمة علوم الشيخ وشروحه الت تسي ف‬ ‫ضوء الكتاب والسنة وفهم سلفنا الصال ‪ ،‬سائرا على خُطى أئمة الدعوة ف نشر‬ ‫العلم النافع الصحيح ‪ ،‬وعلى رأس ذلك الدعوة إل التوحيد وتصحيح العقيدة ‪،‬‬ ‫ونبذ كل ما خالف ذلك من الشرك والعقائد النحرفة والبدع ‪.‬‬ ‫ولعل أحدا من طلبة العلم القربي لورثة الشيخ يعتن بذا التفريغ لشرح‬ ‫الشيخ ويضبطه ويطبعه بعد أخذ الذن منهم ‪.‬‬ ‫رحم ال شيخنا ممد الامي وأجزل له الثوبة ‪ ،‬وجعنا وإياه ف دار الكرامة‬ ‫ف جناته جنات النعيم ‪.‬‬ ‫وال أعلم وأحكم وصلى ال وسلم على نبينا ممد وعلى آله وصحبه‬ ‫أجعي ‪.‬‬ ‫كتبه‬ ‫‪3‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫أبو عبد ال الثري‬

‫القدمة‬ ‫قال المام الجدد ممد بن عبد الوهاب رحه ال تعال ‪ :‬من أعجب‬

‫العجائب‪ ،‬وأكب اليات الدالت على قدرة اللك الغلب ‪ :‬ستة أصول‪ ،‬بينها‬ ‫ال تعال بيانا واضحا للعوام‪ ،‬فوق ما يظنه الظانون ؛ ث بعد هذا غلط فيها‬

‫كثي من أذكياء العال‪ ،‬وعقلء بن آدم إل أقل القليل ‪.‬‬ ‫الصل الول‬

‫الصل الول ‪ :‬إخلص الدين ل وحده ل شريك له‪ ،‬وبيان ضده الذي‬ ‫هو الشرك بال‪ ،‬وكون أكثر القرآن ف بيان هذا الصل من وجوه شت‪،‬‬ ‫بكلم يفهمه أبلد العامة ؛ ث لا صار على أكثر المة ما صار‪ ،‬أظهر لم‬

‫الشيطان ‪ :‬الخلص ف صورة تنقص الصالي‪ ،‬والتقصي ف حقهم‪ ،‬وأظهر‬ ‫لم الشرك بال ف صورة مبة الصالي وأتباعهم ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫الصل الثان‬ ‫الصل الثان ‪ :‬أمر ال بالجاع ف الدين‪ ،‬ونى عن التفرق فيه‪ ،‬فبي ال‬

‫هذا بيانا شافيا كافيا‪ ،‬تفهمه العوام ؛ ونانا أن نكون كالذين تفرقوا قبلنا‬

‫فهلكوا ؛ واذكر أنه أمر الرسلي بالجتماع ف الدين‪ ،‬وناهم عن التفرق‬

‫فيه ؛ ويزيده وضوحا ما وردت به السنة من العجب العجاب ف ذلك ؛ ث‬ ‫صار المر إل أن الفتراق ف أصول الدين وفروعه‪ ،‬هو العلم والفقه ف‬

‫الدين‪ ،‬وصار المر بالجتماع ف الدين ل يقوله إل زنديق أو منون !‬ ‫الشرح‬

‫قال العلمة ممد أمان بن علي الامي رحه ال ‪:‬‬ ‫المد ل رب العالي ‪ ،‬والصلة والسلم على خات النبيي ‪ ،‬وإمام الرسلي‬ ‫نبينا ممد وعلى آله وصحبه أجعي ‪.‬‬ ‫الصول الستة مستنبطة من كتاب ال تعال وسنة رسوله عليه الصلة‬ ‫والسلم ‪.‬‬ ‫يقول الؤلف ‪( :‬من أعجب العجائب‪ ،‬وأكب اليات الدالت على قدرة‬ ‫اللك الغلب ‪ :‬ستة أصول‪ ،‬بينها ال تعال بيانا واضحا للعوام ) أي بالسلوب‬ ‫الذي يفهمه العوام ‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫( فوق ما يظن الظانون ) ث بعد هذا البيان الشاف الذي يفهمه حت العوام‬ ‫(غلط فيها كثي من أذكياء العال ‪ ،‬وعقلء بن آدم إل أقل القليل ) هذه الصول‬ ‫الستة غلط فيها أذكياء العال وعقلء بن آدم إل أقل القليل ‪ ،‬وذلك بعدم‬ ‫دراستهم للكتاب والسنة ‪ ،‬وأنم ل يرفعوا رؤوسهم ليتعلموا ما جاء به النب عليه‬ ‫الصلة والسلم ‪ ،‬واشتغلوا بعلوم أخرى قد تكون نافعة وقد تكون ضارة ‪-‬‬ ‫الشتغال با ‪ -‬ولكن ُأهِل هذا الصل العظيم ومعرفة ما جاء به النب عليه‬ ‫الصلة والسلم ف هذا الباب ‪.‬‬ ‫الصل الول من هذه الصول ‪ :‬إخلص الدين ل تعال وحده ل شريك له‬ ‫وبيان ضده الذي هو الشرك ؛ ل يشك أحد أن كل مسلم يدعي الخلص ل ‪،‬‬ ‫إخلص الدين ل ولكن الهم التطبيق العملي ‪ ،‬معرفة الدين معرفة العبادة ‪ ،‬معرفة‬ ‫أنواع العبادة ومعرفة الشرك وأنواع الشرك ‪ ،‬هذه العرفة التفصيلية هي الت‬ ‫تنقص كثيا من العقلء والذكياء وإن كانوا عقلء وإن كانوا أذكياء يفهمون‬ ‫أمورا كثية ف دينهم لكن تنقصهم هذه العلومات التفصيلية ف هذا الباب ‪،‬‬ ‫وكون أكثر القرآن ف بيان هذا الصل من وجوه شت ؛ القرآن كله ف التوحيد‬ ‫من أوله إل آخره ؛ إما هو يدعو إل إفراد ال تعال بالعبادة ‪,‬و إما يبي جزاء من‬ ‫وحد ال سبحانه وتعال ف الدنيا والخرة ؛كيف يكرمهم ال ف الدنيا إن شاء ‪،‬‬ ‫وقد يتحنهم إن شاء وما اعد لم ف الخرة ‪ ،‬وجزاء وعقوبة من أعرض عن‬ ‫التوحيد كيف عاقبهم ال سبحانه وتعال ف الدنيا وف الخرة عذاب شديد إل‬ ‫غي ذلك ؛ القرآن كله ف هذا الشأن ‪.‬‬ ‫وكون أكثر القرآن ف بيان هذا الصل من وجوه شت ‪:‬‬ ‫‪6‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫يقول ال سبحانه وتعال ‪ { :‬وما أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له الدين‬ ‫حنفاء } أمروا ليعبدوا ال ملصي له الدين حنفاء ول يؤمروا بالدين الذي ل‬ ‫إخلص فيه ‪.‬‬ ‫يقول ال سبحانه وتعال ‪ { :‬وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه } وهكذا‬ ‫القرآن بأساليب متلفة عال مشكلة الشرك والدعوة إل الخلص ‪ ،‬يقول ال‬ ‫سبحانه وتعال ف الديث القدسي ‪ (( :‬أنا أغن الشركاء من عمل عملً أشرك‬ ‫معي فيه غيي تركته وشركه )) ‪.‬‬ ‫هذه النصوص الت جاءت ف هذا العن أُهلت عند كثي من التعلمي‬ ‫والثقفي ‪ ،‬لذلك قد يقعون ف الشرك من حيث ل يشعرون ؛ إما ف الشرك ف‬ ‫شعائر العبادة كما هو واقعُ كثي من أتباع التصوفة أو الشرك ف الطاعة والتباع‬ ‫كما هو شأن كثي من القانونيي ‪.‬‬ ‫ث يقول الؤلف ‪( :‬ث لا صار على أكثر المة ما صار ) الذي صار هو‬ ‫إعراض عن تعلم هدي رسول ال عليه الصلة والسلم كما أشرنا ؛ أظهر لم‬ ‫الشيطان الخلص ف صورة تنقص الصالي والتقصي ف حقوقهم ‪ ،‬ومن رأوه‬ ‫يلص العبادة ل تعال اتم بالتقصي ‪ ..‬اتم ف تنقيص الصالي ‪..‬أنه ينقص‬ ‫الصالي ويقصر ف حقوقهم ‪.‬‬ ‫جعلوا للصالي حقوقا عظيمة أعظم من حق ال تعال ؛ حق ال تعال على‬ ‫عباده كما يعلم الميع أن يعبدوه ول يشركوا به شيئا ‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫وما هي حقوق الصالي الت يتهم من أخلص العبادة ل سبحانه وتعال‬ ‫بأنه ضيعها وأنه قصر ف حقوق الصالي ماهي هذه القوق ؟ أين جاء ذكرها‬ ‫ف كتاب ال وسنة رسوله عليه الصلة والسلم حت شغلت بال كثي من‬ ‫الناس ؛ الهتمام بقوق الصالي وتعظيم الصالي ومبة الصالي والغلو ف‬ ‫الصالي ؟‬ ‫حقيق ٌي وصحيحٌ أن الصالي من عباد ال الصالي الواجب علينا مبتهم ف‬ ‫ال ؛ لكن فليسبق ذلك مبة ال وأل يبوا مع ال ‪.‬‬ ‫ليس من حقوق الصالي أن يب الرجل الصال مع ال حت يعل شريكا‬ ‫ل بل من حقه علينا أن نبه ف ال ‪.‬‬ ‫التفريق بي المرين هو الذي قصر فيه كثي من الذكياء كما قال الامع‬ ‫لذه الصول حت ل يفرقوا بي الب ف ال والب مع ال ‪.‬‬ ‫الذي يري الن ف الجتمعات السلمية ف الغالب الكثي لدى أضرحة من‬ ‫سوهم بالصالي الب مع ال ل الب ف ال الب مع ال من أعظم أنواع‬ ‫الشرك الكب ‪.‬‬ ‫من أحب غي ال مع ال وعظمه كما يعظم الوحدون رب العالي وتذلل له‬ ‫كما يتذلل الوحد ل سبحانه وتعال ‪ ،‬وبالغ ف تعظيمه إل درجة اعتقاد أنه يعلم‬

‫‪8‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫ما ف الصدور وأنه ينفع ويضر هذا هو الشرك الكب الذي تورط فيه عوام‬ ‫السلمي لدى كثرٍ من أضرحة الصالي أو غي الصالي ‪ ،‬وشجعهم على ذلك‬ ‫كثي من النتسبي إل العلم وزينوا لم أن ما يفعلونه عند قبور الصالي من‬ ‫الطواف با والذبح لا والنذر لا كل ذلك من مبة الصالي ومن التوسل‬ ‫بالصالي وليست من العبادة ف شيء هذا هو الواقع ‪ .‬كأن جامع هذه الصول‬ ‫يدرس أحوال السلمي وواقع السلمي اليوم وخصوصا ف خارج هذا البلد ‪.‬‬ ‫( أظهر لم الشيطان الخلص ف صورة تنقص الصالي ) من أخلص ل‬ ‫سبحانه وتعال وحارب عبادة غي ال والتذلل لغي ال وابتعد عن الطواف‬ ‫بالضرحة والذبح لا أن ذلك تنقص للصالي وتقصي ف حقوقهم وأظهر لم‬ ‫الشرك بال ف صورة مبة الصالي واتباع الصالي أو ف صورة مبة الصالي‬ ‫وأتباع الصالي ‪ ،‬ولعل التباع أفضل ‪.‬‬ ‫أظهر لم الشرك بال كما وصفنا أن يطوف بأضرحة الصالي وأن يستغيث‬ ‫بم ويستعي بم فيما ل يقدر عليه إل ال ويعتقد فيهم أنم يتصرفون كما‬ ‫تصرح بذلك كتب التصوفة بأن أولياء ال تعال مشغولون بالدمة ف حياتم ‪،‬‬ ‫ الراد بالدمة العبادة ‪ -‬فإذا ماتوا تفرغوا ليتصرفوا ف هذا الكون لتباعهم ‪،‬‬‫ف خدمة أتباعهم ف نفعهم ودفع الضر عنهم شر ُك بواح ‪ .‬هذا ما تدعوا إليه‬ ‫كثيٌ من كتب التصوفة ‪ ،‬فهكذا أظهر الشيطان وانقلبت القائق لدى كثي من‬ ‫عوام السلمي ‪.‬‬ ‫هذا هو الصل الول ‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫أما الصل الثان ‪ :‬أمر ال سبحانه وتعال الؤمني بالجتماع ف الدين‪ ،‬ونى‬ ‫عن التفرق ف الدين ‪ ،‬فبي ال هذا بيانا شافيا تفهمه العوام ونانا سبحانه وتعال‬ ‫أن نكون كالذين تفرقوا قبلنا فهلكوا ؛ وذكر أنه أمر السلمي بالجتماع ف‬ ‫الدين‪ ،‬وناهم عن التفرق ف الدين ‪.‬‬ ‫أمر ال سبحانه وتعال أمرا صريا ونى نيا صريا بقوله ‪ { :‬واعتصموا‬ ‫ببل ال جيعا ول تفرقوا } ‪.‬‬ ‫واعتصموا ببل ال جيعا عبارة صرية يفهم معناها كل من يفهم اللغة‬ ‫العربية ليس هنا مفرد غريب يسأل عنه النسان اللهم إل إذا كان لفظة‬ ‫( واعتصموا ببل ال ) معن حبل ال واعتصموا ببل ال ‪ :‬بدين ال ‪ ،‬بكتاب‬ ‫ال ‪ ،‬بدي رسول ال عليه الصلة والسلم ‪ ،‬وبا جاء به رسول ال ‪ ،‬هذا‬ ‫الختلف اختلف تنوعي ‪ ،‬العن واحد ‪ ،‬واعتصموا با جاء به ممدٌ رسول ال‬ ‫عليه الصلة والسلم ‪.‬‬ ‫ث فسر هذا العتصام بقوله ‪ { :‬واعتصموا ببل ال جيعا } أيها الؤمنون‬ ‫{ ول تفرقوا } الملة الثانية تفسي للجملة الول ؛ لتفرقوا ف الدين ل تكونوا‬ ‫فرقا وأحزابا وجاعات ‪.‬‬ ‫وهل هنا أمرٌ أصرح من هذا المر ؟‬ ‫وهل نيٌ أصرح من هذا النهي من التفرق ؟‬ ‫‪10‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫ومع ذلك كثرَ الغالطون الذين يغالطون هذه الوامر الصرية بإياد جاعات‬ ‫متفرقة والنتماءات الختلفة ؛ فإذا ذكرت هذه الية غالطوها مغالطة قالوا ‪ :‬كلنا‬ ‫ف الدين ‪ ..‬الماعات كلها ف الدين!‬ ‫فإذا كانت الماعات كلها ف الدين فلماذا الختلف ؟!‬ ‫وهذه الغالطة الصرية ضرت كثيا من شبابنا حيث زعم الزاعمون إن‬ ‫الماعات الكثي الت ف الساحة تتعاون ف الدين تتعاون ف سبيل ال وهل ال‬ ‫سبحانه وتعال قال تفرقوا أو اعتصموا ول تفرقوا ؟!‬ ‫إن ل تكن الماعات الوجودة ف الساحة مضادة لذه الية الصرية كيف‬ ‫تُفهم الية ؟‬ ‫هذا ما يريد الؤلف الامع عندما يقول ‪ ( :‬أمر ال بالجتماع ف الدين ونى‬ ‫عن التفرق فبي ال هذا بيان شافيا تفهمه العوام ) العوام الذين سلموا بفطرهم‬ ‫من التشويش ومن التهييج يعيشون بعيدا من النتماءات والماعات يفهمون‬ ‫فهما واضحا ل لبس فيه ‪.‬‬ ‫ونانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا من اليهود والنصارى الذين‬ ‫افترقوا إل فرق ‪ ،‬وبي النب عليه الصلة والسلم إن هذه المة تذوا حذو‬ ‫اليهود والنصارى ف التفرق وستتفرق ول بد ول مالة لن ذلك سبق ف علم ال‬ ‫وإن ل يكن مأمورا به ولكن شرٌ قد علمه ال وكتبه عنده إذ ل يقع ف هذا‬ ‫‪11‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫الكون من خي وشرٍ إل بعلم ال تعال السابق وف كتابه السابق وبشيئته العامة‬ ‫كل ذلك داخلٌ ف باب القضاء والقدر وليس كل ما وقع مبوبا عند ال ؛ بل إذا‬ ‫كنا تفرق بي الرادة الشرعية الدينية وبي الرادة الكونية هذا وقع بإرادة ال‬ ‫الكونية ل بإرادته الشرعية ‪ ،‬أي إن ال أمر الناس جيعا باليان ‪ .‬وهل آمن‬ ‫الميع ؟ ل ‪.‬‬ ‫أمر الناس جيعا بالصلة وهل الميع صلوا ؟ ل ‪.‬‬ ‫إذن المر الدين والرادة الدينية الشرعية قد يتحقق مضمونا وقد ل يتحقق‬ ‫أما ما أراده ال كونا لبد من وقوعه شرا كان أو خيا ‪ ،‬كفرا أو إيانا ‪،‬‬ ‫معصيةً أو طاعة ً ‪ ،‬ما أراد ال كونا وقدرا لبد من وقوعه ول يدل وقوعه بأنه‬ ‫مبوب عند ال ‪ ،‬الكفر الذي وقع بإرادة ال الكونية ليس مبوبا عند ال ؛ بل‬ ‫ال سبحانه وتعال ل يرضى لعباده الكفر ‪ ،‬وينهى عن الفحشاء والنكر ‪ ،‬وكل‬ ‫ذلك واقع بإرادته الكونية غي الرادة الشرعية الدينية أي ليس بأمور به ول‬ ‫مبوبا عند ال ولكنه يقع كل ذلك بإرادة ال الكونية ول مالة طالا أراد ال‬ ‫ذلك لذلك ‪.‬‬ ‫لا أخب النب عليه الصلة والسلم بأن هذه المة ستفترق على ثلث‬ ‫وسبعي فرقة لبد من وقوع ذلك ول يدل وقوع ذلك أن ذلك أمر مبوبٌ عند‬ ‫ال ‪ ،‬هذا الذي أريد أن أصل إليه ‪ ،‬وإن كان واقعا بإرادته الكونية ‪ ،‬ولكن ليس‬ ‫بحبوب ؛ بل منهيٌ عنه ‪ ،‬إخبارُ النب عليه الصلة والسلم عن وقوع ذلك لبد‬ ‫من وقوعه ليصدق قوله عليه الصلة والسلم ‪ ،‬يدل ذلك على أن هذا التفرق‬ ‫ليس ببوبٍ عند ال على أن كلها ف النار إل واحدة الفرقة الناجية فرقة واحدة‬ ‫‪12‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫وهي الت كانت وتسكت وصبت على ما كان عليه رسول ال عليه الصلة‬ ‫والسلم وأصحابه وهي الماعة ؛ هُنا جاعة وجاعات ‪ ،‬الماعة هي الت كانت‬ ‫على ما كان عليه رسول ال عليه الصلة والسلم ‪ ،‬جاعة السلمي سواءٌ كان‬ ‫لا إمام أو ل يكن لا إمام ‪.‬‬ ‫إن وجدت جاعة ولا إمام فعلى كل مسلم أن ينضم إل هذه الماعة‬ ‫ويعيش تت طاعة هذا المام إمام الماعة ‪.‬‬ ‫وإن وجدت جاعة ف مكان ما ليس لا إمام عليه أن يعيش مع هذه الماعة‬ ‫‪.‬‬ ‫وإن ل توجد جاعة السلمي التمسكة بدين ال الفاهة لشرع ال فليعش‬ ‫ولو كان وحيدا فهو المة وهو الماعة ‪.‬‬ ‫أما تفسي هذه الماعات بالماعة والتلبيس على الناس هذا غلط ‪ ،‬هذا أمر‬ ‫ل يليق بطالب العلم ‪ ،‬وأن الماعات غي الماعة ‪.‬‬ ‫نن مأمورون أن نكون جاعة ‪ ،‬دائما جاعة واحدة ‪ ،‬ول يوز أن نكون‬ ‫جاعات فإذا وحدت جاعة السلمي ولم إمام حرُمَ إياد جاعات أخرى لن‬ ‫الماعات الخرى وهي الماعات السياسية تنافس القائم الوجود ‪ ،‬والسلم‬ ‫شدد ف هذا المر غاية التشديد إذا بويع لليفتي فاقتلوا الخر منهما ) ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫الماعات السياسية عندما توجد وتنشئ إنا تعن إياد من يبايع ‪ ..‬إياد من‬ ‫ينافس الكم القائم ومنافسة الكم القائم على أيً كان الاكم القائم عادلً‬ ‫كان أو فاجرا طالا جع ال السلمي على يده يرُم منافسة هذا الكم وإياد من‬ ‫ينافس هذا الكم ‪ ،‬وأن الماعات الكثية الوجودة ف الساحة الن من هذا‬ ‫القبيل وإن ادعت أنا جاعات للدعوة إل السلم ولكن الواقع يشهد لكل عاقل‬ ‫أنا جاعات سياسية وليست جاعة الدعوة ولو كانت جاعة الدعوة ما يصل‬ ‫الختلف الدين واضح والنهج واضح ‪.‬‬ ‫ولاذا تعمل الماعات متنافسة وتعمل عملها ف الغالب الكثي سرا ؟ لاذا ؟‬ ‫إذن معن ذلك هناك منافسة سياسية وأحقادٌ سياسية تلبس على الشباب أمر‬ ‫دينهم حت ل يفهموا الق من الباطل ‪.‬‬ ‫يقول جامع هذه الصول ‪ ( :‬ونانا كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا فهلكوا )‬ ‫يقول ال سبحانه وتعال ‪ { :‬ول تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما‬ ‫جاءهم البينات } ‪.‬‬ ‫ل تكونوا كأولئك الذين تفرقوا { من بعد ما جاءهم البينات } المور‬ ‫واضحة عندنا ‪ ،‬الدين ل لبس فيه ول غموض فيه ف أصوله وفروعه ‪ ،‬وف‬ ‫عقيدته وشريعته لذلك ما نعيشه اليوم من هذا التفرق الطي كل ذلك يصطدم‬ ‫مع هذه النصوص وهذا ما يستغرب منه هذا الذي جع هذه الصول ‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫قال ‪ ( :‬وذكر أنه أمر السلمي بالجتماع ف الدين وناهم عن التفرق فيه‬ ‫والمر واضح ويزيده وضوحا ما وردت به السنة من العجب العجاب ف ذلك )‬ ‫‪.‬‬ ‫(( إن ال يرضى لكم ثلثا أن تعبدوا ال ول تشركوا به شيئا ‪ ،‬وأن‬ ‫تعتصموا ببل ال ول ترقوا وأن تناصحوا من ول ال أمركم )) أو كما قال‬ ‫عليه الصلة والسلم حديث صحيح مؤيدٌ للية السابقة ‪ ،‬الكتاب والسنة اجتمعا‬ ‫على المر بالعتصام والتاد والنهي عن التفرق ‪ ،‬ث صار المر إل أن الفتراق‬ ‫ف أصول الدين وفروعه هو العلم وهو الفقه ف الدين ‪.‬‬ ‫إن الفتراق ف أصول الدين وقع أول ما وقع بعد انقراض القرون الفضلة‬ ‫وتوسع هذا التفرق ف عهد العباسيي كما يعلم الميع ‪.‬‬ ‫وسبب تفرق السلمي إل هذه الفرق نشأة علم الكلم و وجود التصوف ف‬ ‫أول المر ‪ ،‬ذكر شيخ السلم أن التصوف أول ما وجد أو نشأ أو ظهر صار ف‬ ‫البصرة على أيدي عباد تقشفوا وزهدوا ف الدين وانقطعوا لعبادة ال تعال ولكن‬ ‫لا كان هذا التقشف والزهد على جهل زين لم الشيطان بعض العمال ‪:‬‬ ‫أول ما بدءوا بلبس الصوف وقاطعوا القطن والكتان ‪ ،‬وظهروا واشتهروا‬ ‫بلبس الصوف ‪ ،‬ولذلك قيل لم الصوفية نسبةٌ إل الصوف ‪ ،‬وإن زعم من زعم‬ ‫منهم أن نسبة الصوفية نسبة إل الصفة وأنم من أهل الصفة ف هذا السجد هذا‬ ‫غلط حت من الناحية اللغوية ؛ النسبة إل الصفة ( صُفيٌ ) وليس ( صوفٌ )‬ ‫كذلك دعوى بان التصوف نسبة إل الصفاء غلطٌ معن ولغة لن النسبة إل‬ ‫‪15‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫الصفاء ( صفائيٌ ) هُنا النسبة صوف نسبة إل الصوف وليس هناك صفاء بل‬ ‫هناك ما يالف الصفاء‪.‬‬ ‫نشأة هذه الفرقة التصوف ث دخل فيهم الزنادقة وكثرة البتداع إل أن‬ ‫انتهى أمرهم إل وجود وحدة الوجود جاعة ابن عرب وابن الفارض وابن سبعي‬ ‫وابن عجيبة هؤلء البناء غي البرة هم الذين أفسدوا على كثي من السلمي‬ ‫دينهم وعبادتم ‪.‬‬ ‫المر الثان ‪ ،‬تفرقهم ف أصول الدين أي ف باب العقيدة ‪ ،‬على يد علماء‬ ‫الكلم لا نشطت العتزلة ف عهد الأمون العباسي وما تبع ذلك من نشاط‬ ‫الشاعرة هذا الذي سبب للمسلمي التفرق ف أصول الدين حت ُجهِلَ منهج‬ ‫السلف بعد منة المام أحد إل أن ظهر المام ابن تيمية وصدع بالق وانتصر‬ ‫لنهج السلف وأظهر ال على يده من جديد هذا النهج الذي ندرسه اليوم ‪.‬‬ ‫إذن من عهد العباسيي إل يومنا هذا والناس ف الغالب الكثي متفرقون ف‬ ‫أصول الدين ف باب العبادة لنا دخلت وثنية التصوف ف عبادة ال تعال ؛ عُبد‬ ‫غي ال مع ال ودعي غي ال مع ال كما تقدم ‪.‬‬ ‫وف باب الساء والصفات جُعلَ نفي الصفات هو التوحيد ‪ .‬من أصول‬ ‫العتزلة الصل الول هو التوحيد ‪ ،‬ما هو التوحيد ؟ نفي الصفات ‪ ،‬سي نفي‬ ‫الصفات توحيدا وسي الروج على السلطة المر بالعروف والنهي عن النكر ‪،‬‬ ‫وهكذا تفرق السلمون بسبب هذه الفرق من عهد العباسيي إل يومنا هذا ولكن‬ ‫ال ل يترك السلمي أن يضلوا جيعا كلما تتاج المة إل التجديد يقيض ال من‬ ‫‪16‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫يدد لذه المة دينها ولا اشتدت الفتنة ف عهد الأمون العباسي والعتصم بال‬ ‫والواثق بال قيض ال لذه المة إمام أهل السنة و الماعة وقامع البدعة أحد بن‬ ‫حنبل صب واحتسب وأوذي وضرب حت أبقى ال بصبه وتمله على هذه‬ ‫العقيدة ‪ ،‬ولكن السلفيي كما يقول القريزي تفرقوا ف أناء الدنيا بعد منة‬ ‫المام أحد حت جهل هذا النهج ‪.‬‬ ‫وأخيا قيض ال البطل الظلوم أحد بن تيمية فجدد ال به هذا الدين الذي‬ ‫نعيش أثر تديده ‪.‬‬ ‫وما يلحظ أن تديد المام احد ل يقيض ال له من يؤازره حت يظهر أثره‬ ‫ف ذلك الوقت لن السلطة نفسها هي الت تعاديه ‪.‬‬ ‫إذن جرت سنة ال تعال بإن الق ل يظهر ول يؤيد ول ينتصر إل على يد‬ ‫رجلي اثني الداعية الشجاع الصريح الذي يبدأ بالق والؤازر الشجاع القوي‬ ‫الذي يتبن تلك الدعوة ‪.‬‬ ‫جرت سنة ال تعال ل يظهر الق ول ينتشر ول يثبت بي الناس إل على يد‬ ‫رجلي اثني ‪.‬‬ ‫إذا راجعنا التاريخ ند رسول ال صلى ال عليه وسلم عندما بدأ يدعو إل‬ ‫ال يعرض نفسه على القبائل فيقول ‪ (( :‬من يمين حت أبلغ رسالة رب ))‬ ‫فقيض ال له من يؤازره ؛ ومن العجيب خي من آزره وأيده حت بلغ رسالة ربه‬ ‫‪17‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫رجلٌ ل يؤمن برسالته ولكنه عرف أن رسالته حق ولكن منعه ما منعه من‬ ‫السباب الت ذكرها هو !‬ ‫أبوطالب هو الؤازر الول لدعوة رسول ال عليه الصلة والسلم وإن ل‬ ‫يؤمن با ‪.‬‬ ‫ند المام أحد كما قلنا ل يقيض ال له من يؤازر دعوته لذلك ل يستفد‬ ‫من تديده الفائدة اللموسة ف ذلك الوقت ‪.‬‬ ‫جاء ابن تيمية فأوذي وهل قيض ال له من يؤازره ؟ ل ‪ ،‬الجتمع يبه‬ ‫والسلطي يترمونه لشجاعته وعلمه كان أعداؤه علماء السوء ‪.‬‬ ‫علماء السوء هم الذين لم الشعبية والسلطة تاملهم وكلما يطلب علماء‬ ‫السوء أن يرحلوه وينفوه إل القاهرة إل السكندرية أو أن يسجنوه فعلت‬ ‫السلطة ذلك ‪.‬‬ ‫إذن لم يستفد من تديده أيضا ومن مؤلفاته الكثية الت كأنا خيال من‬ ‫اليالت ف كثرتا ل يستفد منها ف وقته ‪.‬‬ ‫ولكن لا أراد ال أن يدد هذا الدين ف القرن الثان عشر مرة ثانية قيض ال‬ ‫لذا الجدد الخي من يؤازره ‪ ،‬وهذه الؤازرة هي الت جعلتنا نستفيد اليوم من‬ ‫تديد المام أحد وتديد المام أحد بن تيمية إذ كتبهم وانتاجاتم ومؤلفاتم‬

‫‪18‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫كانت مهجورة بل أكثرها كانت قد هاجرت إل خارج بلد السلمي ولكن من‬ ‫أثر هذا التجديد البارك الذي نعيش أثره جعت تلك الكتب وطبعت ووزعت‬ ‫بي الناس وف الكاتب حت عرف الناس حقيقة الدين السلمي الذي جهله كثيٌ‬ ‫من الثقفي الذي يشهد لذا – طالا تعرضنا لذه القصة – بعض الزهريي الذين‬ ‫بعد أن تصصوا ف علم الكلم والنطق والفلسفة أراد أن يرد على شيخ السلم‬ ‫ابن تيمية فجمع له كتبه ليد عليه فإذا به بعد ثلثة أشهر من دراسة هذه الكتب‬ ‫يعلن أنه ل يعلم حقيقة ما جاء به النب عليه الصلة والسلم إل بعد دراسته لذه‬ ‫الكتب فيتوب إل ال ويكتب رسالة ف الثناء على ابن تيمية قائلً ابن تيمية‬ ‫السلفي ‪.‬‬ ‫رسالة دكتوراة بعد أن جع هذه الكتب ليد عليه‪.‬‬ ‫أريد أن أقول إن عدم دراسة النهج السلفي الذي جدد بمد ال هذا‬ ‫التجديد الواسع هو الذي جعل كثي من الناس ل يزالون يهلون حقيقة ما جاء‬ ‫به النب عليه الصلة والسلم لذلك يتفرقون ف أصول الدين وف فروعه فصار‬ ‫العلم والعال والفقيه من ينكر حقيقة ما جاء به النب عليه الصلة والسلم‪.‬‬ ‫ناقشت فتاة دكتورا كبيا ومشهوراَ لو ذكرنا اسه عرفه كثي من الاضرين‬ ‫من التعلمي وقعت على هذا الب ف إذاعة عربية ‪ -‬بغي قصد ‪. -‬‬ ‫تناقش فتا ٌة الدكتورَ ف اللف بغي ال ‪ ،‬وتذكر الدلة والحاديث ؛ ويقول‬ ‫الدكتور ‪ :‬ل نرى ذلك ل نرى بأن اللف بغي ال شرك ‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫فتكرر الفتاة الناقشة وتذكر الدلة ‪.‬فيقول ‪ :‬بعض التشددين يرون بأن‬ ‫اللف بغي ال شرك فنحن ل نرى ذلك – هكذا بنون العظمة – ل نرى ذلك‬ ‫ول يذكر دليلً لرأيه ‪ .‬هو دكتور !‬ ‫إذا كان يصل إل هذه الدرجة كثي من التعلمي والدكاترة ل يزالون‬ ‫يعتقدون بأن من يقول بأن اللف بغي ال شرك وأن الستغاثة شرك وأن الذبح‬ ‫والنذر شرك أن هؤلء من التشددين كيف يتفقه شبابنا ف دين ال هذا ما‬ ‫يتعجب منه هذا الذي جع هذه الصول ‪.‬‬ ‫ويقول رحه ال ‪ ( :‬ث صار المر إل أن الفتراق ف أصول الدين وفروعه )‬ ‫كما شرحنا ‪.‬‬ ‫( هو الفقه ف الدين وصار المر بالجتماع ل يقوله إل زنديق أو منون )‬ ‫وإن كان هذه العبارة فيها نوع من الشدة نوع ما ولكن الواقع ‪ ،‬ل يدعو إل‬ ‫الجتماع وعدم التفرق ووحدة السلمي إل إنسان ناقص عندهم ف فهمه !‬ ‫وأما النسان التطور والنسان العصري العاقل الفاهم ل يدعو إل هذه‬ ‫الدعوة ‪ ،‬لن دعوة السلمي اليوم بالجتماع وعدم التفرق وعدم إياد جاعات‬ ‫وعدم إياد قواني مرنة أن يبقى السلمي ف دينهم وعقيدتم وأحكامهم على‬ ‫منهج واحد ‪ ،‬من يدعو إل هذا ينتقص الن لدى كثي من الثقفي وللسف‬ ‫لدى كثي من التأثرين بالثقافة الغربية الذين يرون أن العدالة كل العدالة ف‬ ‫الديقراطية الغربية وأن السلمي تأخروا جدا مال يطبقوا هذه الديقراطية ‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫الصل الثالث‬ ‫الصل الثالث ‪ :‬أن من تام الجتماع‪ ،‬السمع والطاعة لن تأمر علينا‪،‬‬

‫ولو كان عبدا حبشيا ؛ فبي ال هذا بيانا شافيا كافيا‪ ،‬بوجوه من أنواع البيان‬ ‫شرعا وقدرا‪ ،‬ث صار هذا الصل ل يعرف عند أكثر من يدعي العلم‪ ،‬فكيف‬ ‫العمل به ؟!‬

‫الصل الرابع‬

‫الصل الرابع ‪ :‬بيان العلم والعلماء‪ ،‬والفقه والفقهاء ؛ وبيان من تشبه‬ ‫بم‪ ،‬وليس منهم ؛ وقد بيّن ال هذا الصل ف أول سورة البقرة من قوله ‪( :‬يا‬

‫بن إسرائيل اذكروا نعمت الت أنعمت عليكم )[ البقرة ‪ ]40‬إل قوله قبل‬ ‫ذكر إبراهيم ‪ ( :‬يا بن إسرائيل اذكروا )[ البقرة ‪ ]122‬كالية الول ؛‬

‫ويزيده وضوحا ‪ :‬ما صرحت به السنة ف هذا من الكلم الكثي البي الواضح‬

‫للعامي البليد ؟ ث صار هذا أغرب الشياء ! وصار العلم والفقه هو البدع‬

‫والضللت‪ ،‬وخيار ما عندهم ‪ :‬لبس الق الباطل! وصار العلم الذي فرضه‬

‫ال على اللق‪ ،‬ومدحه ل يتفوه به إل زنديق أو منون ! وصار من أنكره‬ ‫وعاداه وجدّ ف التحذير عنه‪ ،‬والنهي عنه‪ ،‬هو الفقيه العال !!‬ ‫الشرح‬ ‫الصل الثالث ‪ :‬من تام الجتماع ؛ لنه ذكر ف الصل الثان أمر ال‬ ‫بالجتماع ف الدين ونيه عن التفرق ‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫وتقدم الكلم على وجوب الجتماع ف الدين وعدم جوز التفرق وأن‬ ‫التفرق يالف روح السلم الذي جاء به النب عليه الصلة والسلم ‪.‬‬ ‫وف الصل الثالث يقول ‪ :‬إن من تام الجتماع الذي تقدم ذكره السمع‬ ‫والطاعة إذ ل يصل الجتماع ول تستقيم السلطة إل بالسمع والطاعة ول‬ ‫يستقيم الدين إل بالسلطة ول تستقيم السلطة إل بالسمع والطاعة إذن السمع‬ ‫والطاعة يعتب هذا المر من الواجبات الساسية ف السلم لن تأمر علينا ولو‬ ‫كان عبدا حبشيا ‪ ،‬أي بصرف النظر عن موقع ومكانة هذا الوال ومن أي‬ ‫جنس كان ومن أي لون كان ‪ ،‬عادلً كان أو فاجرا ‪.‬‬ ‫ول يشترط أن يكون الوال الت تب طاعته والسماع له والولء له والدعوة‬ ‫له ل يشترط أن يكون عادلً ؛ بل من تول أمور السلمي وجع ال على يده‬ ‫كلمة السلمي وجبت طاعته والسمع له ‪.‬‬ ‫فبي النب صلى ال عليه وسلم بيانا شائعا ذا عيان ذاع بي السلمي قديا‬ ‫وحديثا وبكل وجه من أنواع البيان شرعا وقدرا بي ذلك شرعا با شرع ال‬ ‫وما جاء به النب عليه الصلة والسلم قدرا فيما قدر ال ‪ ..‬علم وكتب عنده‬ ‫وشاء ‪ ..‬شاءَ الطاعة ‪ ..‬السمع والطاعة ‪ ..‬أو شاء خلف ذلك بالنسبة للقدر ‪.‬‬ ‫وما أراد ال شرعا ودينا ودعا إليه وأمر به ليس بلزم أن يتحقق إذ قد أمر‬ ‫ال الناس جيعا باليان ول يؤمن الميع وأمر العباد جيعا بالطاعة أطاع من‬ ‫أطاع وخالف من خالف ولكن الرادة الت ل يتخلف مرادها هي الرادة القدرية‬ ‫الكونية إذا فرقٌ بي الرادة الشرعية والرادة الكونية ‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫وأمر ال سبحانه وتعال العبادَ جيعا بطاعة الرسل وبطاعة أول المر‬ ‫وبطاعته قبل ذلك منهم من أطاع ومنهم من عصى وعلم ال وقدر من يعصي‬ ‫ومن يطيع وما أراده ال كونا وعلم وكتب وقدر وشاء لبد من تققه فال‬ ‫سبحانه وتعال يريد بالرادة الكونية اليان والكفر والطاعة والعصية والي‬ ‫والشر إذ ل يقع ف ملكه إل ما يشاء ‪.‬‬ ‫ومن الطأ اعتقاد بعض الناس إن ال إنا يريد الي فقط ‪ ،‬من يطلق هذا إن‬ ‫أراد بالرادة الرادة الشرعية الدينية فصحيح ‪ ،‬وإن أطلق ينصرف عند الطلق‬ ‫إل الرادة الكونية القدرية ويريد ال سبحانه وتعال بذه القدرة كل كائن إذ ل‬ ‫يكون ف ملكه إل ما يشاء ما شاء ال كان وما ل يشأ ل يكن بعد هذا صار هذا‬ ‫الصل ل يعرف عند أكثر من يدعي العلم أمر الطاعة والسمع ل يعرف على‬ ‫القيقة عند أكثر من يدعي العلم فكيف العمل به إذا كان العلم نفسه مفقود‬ ‫فالعمل من باب أول ‪.‬‬ ‫وربا علم بعضهم إن الطاعة إنا تب ‪ ،‬والسمع إنا يب إذا كان الوال‬ ‫عادلً عالا تب طاعته ‪ ،‬وتب بيعته ‪ ،‬ويب السمع له ‪ ،‬وإذا كان بلف ذلك‬ ‫فل طاعة ول سع ول بيعة هذه من الخطاء الشائعة اليوم بي الناس وهذا خطأ‬ ‫شرعا وعقلً ‪.‬‬ ‫ومن رزقه ا ل العقل السليم ويدرك المور على حقيقتها وله معرفة بتاريخ‬ ‫سلفنا وله معرفة بالدين يدرك تاما بأن السمع والطاعة والبيعة والحافظة على‬ ‫ذلك واجبة مطلقا سواءٌ كان الوال عادلً أو فاجرا أو مؤثرا أو منفقا مسنا‬ ‫‪23‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫مسيئا مطلقا ‪ .‬مال يظهر منه الكفر البواح معن البواح الكفر الذي يبوح به‬ ‫ويعلنه هذا معن البواح ليس الكفر الفي الذي ل يدرك بل الكفر الذي يعلن به‬ ‫هو ويدعو إليه ‪.‬‬ ‫لو دعا الاكم إل ترك الصلة أباح بكفره أعلن ‪ ،‬لو أمر الجتمع بأن‬ ‫يتركوا صيام رمضان لئل يضعفوا عن النتاج لينتجوا أعلن بكفره فهو كافر ل‬ ‫طاعة له ول بيعة له ول سع له ولو أعلن أن الشريعة السلمية ف الوقت الاضر‬ ‫غي صالة للعمل با وقد كانت صالة ف العهد السابق أما الن فل تصلح‬ ‫ولبد من استياد القواني إما من الارج أو من وضعها مليا قواني مرنة توافق‬ ‫رغبات الناس وهذه الشريعة جافة ل تصلح أعلن بكفره كفرا بواحا ل طاعة له‬ ‫ول سع ول بيعة هذا معن الكفر البواح الكفر الذي أباح به أي أعلن به ول‬ ‫يف مال يصل الاكم إل هذه الدرجة تب طاعته والسمع له‪.‬‬ ‫لو راجعنا تارينا ند إن بعض الصحابة صغار الصحابة الذين أدركوا بعض‬ ‫اللفاء واللوك الائرين الظالي كالجاج كانوا يصلون خلفهم لنه ف العهد‬ ‫السابق اللفاء هم الذين يؤمون الناس ‪ ،‬يصلون خلفهم ‪ ،‬وياهدون تت رايتهم‬ ‫‪ ،‬ويطيعونم ف كل ما يأمرون وينهون مال يأمروا بعصية على هذا مضوا‬ ‫السلف الصال الذين أدركوا زمن الهواء بعد أن فسدت أخلق كثي من المراء‬ ‫والكام ‪.‬‬ ‫هذا الذي عليه الناس قديا واليوم ل يسع السلمي إل ما وسع الولي يقول‬ ‫إمام دار الجرة مالك بن أنس رحه ال ‪ (( : -‬ل يُصلح آخر هذه المة إل ما‬

‫‪24‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫أصلح أولا )) وف رواية ‪ (( :‬ل يصلُح آخر هذه المة إل با صلح به أولوها ))‬ ‫ولعله (( ل يُصلح )) أوضح ‪.‬‬ ‫ل يصلح أمر السلمي اليوم إل ما أصلح أمر السلمي الولي وإنا صلح‬ ‫أمرهم بالجتماع وعدم التفرق ‪ ،‬وإنا صلح أمرهم بالطاعة والسمع ‪ ،‬بالسمع‬ ‫والطاعة وعدم الروج ‪.‬‬ ‫ول يعن الروج دائما الروج بالسلح بل التمرد يعتب خروجا على‬ ‫السلطة ؛ التمرد على الوامر يعتب خروجا على السلطة هذا ما يهله كثي من‬ ‫النتسبي إل العلم فما بال الذين ل علم لديهم وإذا جهلوا هذا الهل والعمل‬ ‫تابع لن العلم قبل القول والعمل ؛ أولً العلم ثانيا العمل ‪ ،‬ول يتم العلم بجرد‬ ‫الطلع على النصوص لن النصوص الناس تتصرف فيها فيجب أن تفهم‬ ‫النصوص بفهوم السلف الصال طالا ناول أن نفهم نصوص الكتاب والسنة‬ ‫بفهوم السلف الصال فنحن على خي فإذا أعرضنا عن منهجهم وعن مفهومهم‬ ‫وشققنا لنا طريقا جديدا لنسي إل ال مستقلي عن سلفنا الصال ضعنا ضياعا ل‬ ‫يكن أن يعال إل بالتوبة والرجوع ‪.‬‬ ‫هذا ما وصل إليه أمر جهور السلمي اليوم إذ تركت العقيدة السلفية الت‬ ‫كان عليها سلف هذه المة وتركت الحكام ؛ الحكام الكتاب والسنة تركا‬ ‫واضحا وأُعرض عنها واستبدلت بأحكام وضعية وجهلت السياسة الشرعية تاما‬ ‫واستبدلت بسياسة النفاق والكذب السياسة العصرية الت كلها كذب ونفاق‬ ‫هكذا أعرض جهور السلمي وخصوصا الثقفي عن دين ال تعال الذي جاء به‬

‫‪25‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫هذا الرسول الكري عليه الصلة والسلم إذن لبد من الجتماع على الدين ول‬ ‫يتم الجتماع إل بالسمع والطاعة على ما شُرح ‪.‬‬ ‫( الصل الرابع ‪ :‬بيان العلم والعلماء‪ ،‬والفقه والفقهاء ) ‪.‬‬ ‫من هم العلماء ؟ ما هو العلم أولً ؟ ومن هم العلماء ؟ وما هو الفقه ؟ ومن هم‬ ‫الفقهاء ؟‬ ‫العلم ‪ :‬صفة مبوبة كما أن الهل صفة مذمومة ‪.‬‬ ‫لو قلت لعامي جاهل جاهلٍ مائة ف الائة لو قلت له ‪ :‬أنت جاهل ‪ .‬يغضب‬ ‫ل يرضى يريد أن يكون جهله مستورا ل تعلن بهله وإن كان قد ل يوفق ليتعلم‬ ‫فيعال جهله لكنه ل يرضى أبدا حت الاهل يكره الهل العلم يبه كل إنسان ‪.‬‬ ‫لو قلت للجاهل ‪ :‬أنت عال ‪.‬فرح وهو جاهل ‪.‬‬ ‫صفة ممودة ؛ لكن من العال ؟ ما هو العلم ومن العال ؟‬ ‫عندما نتحدث عن العلم ف هذا الجال ل نعن مطلق العرفة ومطلق الثقافة‬ ‫ولكن نعن العلم الذي أخرج ال به العباد من الظلمات إل النور العلم ‪..‬الذي‬ ‫أخرج ال به العباد من الكفر إل اليان ‪ ..‬العلم الذي بعث به النب ممدا صلى‬ ‫ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫بي رسول ال عليه الصلة والسلم مثل ما بعثه ال به من العلم والدى‬ ‫والنور كمثل غيث ث شبه القلوب بالرض عندما ينل الغيث الطر الغزير هل‬ ‫الرض كلها بميع طبقاتا ف مستوىً واحد ؟ ل ‪.‬‬ ‫لا ثلث حالت ‪:‬‬ ‫‪ .‬أرض طيبة خصبة تقبل الاء وتبلع هذا الاء وتبقي بعضه على ظهر الرض‬ ‫فتنبت العشب الكثي والكل فيستفيد الناس من الاء الذي على ظهر الرض‬ ‫والغدران ‪ ،‬ويستفيدون من العشب والكل يشربون ويسقون ويزرعون هذا مثل‬ ‫القلب الطاهر الكامل أفضل القلوب وأكمل القلوب القلب الذي هذا مثله من‬ ‫رفع رأسه لا جاء به النب عليه الصلة والسلم وتعلم ووفقه ال فقبل ذلك العلم‬ ‫الذي جاء به النب عليه الصلة والسلم وانتفع به ف نفسه بأن عمل به ث نشر‬ ‫هذا العلم بي الناس نفع الناس فتلك الرض الطيبة قبل العلم والدى والنور‬ ‫وانتفع فنفع هذا هو العلم ‪.‬‬ ‫‪ .‬طائفة أخرى من الرض صلبة ولكنها فيها انفاض قبلت هذا الاء‬ ‫فحفظته على وجهها ف الوديان والبك والغدران انتفع الناس بذا الاء وهي ل‬ ‫تنتفع لن الاء ل يدخل ف جوفها لتنتفع بذا الاء لكن نفعت الناس ؛ خيٌ من‬ ‫الت بعدها ‪.‬‬ ‫س قد يدرسون ويفظون القرآن‬ ‫هذه الطبقة الثانية من بن آدم ؛ أنا ٌ‬ ‫ويفظون السنن ‪ ..‬يفظون أساء الرجال ‪ ..‬يفظون ويفظون ؛ لكن ل يرزقوا‬ ‫الفقه ف الدين ‪(( .‬من أراد ال به خيا يفقهه ف الدين )) ‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫الفقه ف الدين نور ‪.‬‬ ‫الفهوم الصحيح لا جاء به النب عليه الصلة والسلم ‪ ،‬ليس الفقه دراسة‬ ‫تلك الراء الكثية الت ملئت جوف تلك الكتب الضخمة ؛‬ ‫ل ‪ ..‬الفقه ف الدين الفهم الصحيح الثاقب البن على الدلة هذا الفهم‬ ‫الصحيح قد يكون النسان قليل الطلع ربا ل يطلع إل على التون ل يعرف‬ ‫من الشروح شيئا ل يض خوضا لكن يرزقه ال فهما صحيحا ثاقبا فيفقه ف‬ ‫الدين (( من يرد ال به خيا يفقهه ف الدين )) ل يرزق هذا الفقه ولكن حفظ‬ ‫التون وحفظ القواعد وقعد القواعد وحفظ طلب العلم يأخذ طلب العلم قد‬ ‫ينتفعون به فتلك الرض الت حفظت الاء ول تنتفع بالاء ولكن الناس انتفعت‬ ‫بذلك الاء ‪.‬‬ ‫‪ .‬الطبقة الثالثة ‪ :‬أرضٌ سبخة ورمل كلما ينل الاء مهما يكون الطر غزيرا‬ ‫يضيع ف بطنها ل تسك على ظهرها ول تنتفع با ‪ ،‬أو تسك ف بطنها ولكن‬ ‫يضيع الاء ف تلك السبخة والرمال هذا صفة جهور النتسبي إل السلم ‪،‬‬ ‫السلمون بالسلم الرسي شهادة اليلد الديانة مسلم أكثر الدول من هذا القبيل‬ ‫حت بالستوى الدول دولة إسلمية أي إسلم رسي يعن مكتوب بي قوسي‬ ‫الديانة السلم ليست مسيحية أو يهودية مثل هذا السلم ينفع ف العاملت‬ ‫الدنيوية يعيش النسان بذا السلم بي الناس لكنه إسلم مقبول عند ال ل ‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫السلم القبول عند ال الذي هدى ال به القلوب فأحبت ال ؛ فأحبت‬ ‫رسول ال الذي جاء بذا الدى ؛ فأحبت الدين ؛ فأحبت أولياء ال أحبت‬ ‫شريعة ال وطبقته ‪.‬‬ ‫الذين يبون السلم عقيدة وشريعة فيطبقون هم الذين لديهم هذا العلم هذا‬ ‫هو العلم أما الثقافة العامة ما أكثرها أما بعن العرفة الفقه بعن العرفة ف اللغة‬ ‫هذا كثي ولكن العلم الفقود هو هذا ‪.‬‬ ‫إذا علمنا العلم علمنا العلماء من يملون هذا العلم النافع والعلماء الربانيون‬ ‫الذين يربون صغار الطلبة بصغار العلم ث يتدرجون معهم حت يتفقهوا ف دين ال‬ ‫ل يبدؤون بالطولت يبدؤون بالختصرات حت يصلوا إل الطولت يربوهم‬ ‫بالتدريج هؤلء هم العلماء الربانيون الربون ‪.‬‬ ‫احذر أن تفهم من العبد الربان أو العال الربان فهما صوفيا ضالً ؛ العبد‬ ‫الربان عند التصوفة الذي يصل إل درجة يقول لشيءٍ كن فيكون ‪ .‬مفهومٌ‬ ‫صوفٌ ضال مضلل ملحد يعن يعتقد أن معن العبد الربان العال الربان الذي‬ ‫يصل إل هذه الدرجة إل درجة الربوبية يقول للشيء كن فيكون هذه دعوة إل‬ ‫الضلل إل الشرك ف الربوبية واللوهية معا ‪ ،‬أدرك هذا الداعي أو ل يدركه‬ ‫فلنحذر كلما نذكر العال الربان أو العبد الربان نن ل نتحدث بأسلوب‬ ‫التصوفة ولكننا نتحدث بأسلوب الفقهاء وأهل العلم ‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫هؤلء هم العلماء الربانيون الذين ترب طلب العلم على أيديهم غذوهم‬ ‫بصغار العلم إل أن تبحروا ف العلوم هؤلء هم العلماء والفقه عرفنا معن الفقه‬ ‫هو الفهم الصحيح الثاقب لا جاء به النب عليه الصلة والسلم ‪.‬‬ ‫ومن لديهم هذا الفقه هم الفقهاء العلماء والفقهاء قد يكون من اللفاظ‬ ‫الترادفة إل أن العلماء أشل والفقهاء أخص وال أعلم ‪.‬‬ ‫( وبيان من تشبه بم ) كثُر الذين تشبهوا بالعلماء والفقهاء ؛ بل هذه الونة‬ ‫غلب صغار طلبة العلم على العلماء فصار لفظ العلماء والدعاة علما بالغلبة ف‬ ‫أولئك الذين يشاغبون الشغب فأخذوا هذا اللقب من العلماء واستنكروا للعلماء‬ ‫وزهدوا الناس ف العلماء ‪.‬‬ ‫العلماء الذين هم على ما وصفنا ربا تنكر لم بعضهم فأنكروا علمهم‬ ‫وحاولوا أن يولوا إل أنفسهم صفة العلم وصفة الفقه وحل الدعوة ‪ .‬وال‬ ‫الستعان ‪.‬‬ ‫( وبيان من تشبه بم وليس منهم ) التشبه والدعوى ل تفيد إن كان التشبه‬ ‫بالقيام با يقومون به إي اتباعهم والعمل كعملهم هذا تشبه نافع‪.‬‬ ‫التشبه نوعان ‪:‬‬ ‫‪ .‬التشبه بأهل العلم ف أخلقهم ف علمهم ف دعوتم ف سلوكهم ماولي‬ ‫أن يكونوا مثلهم هذا نافع كما قيل ‪:‬‬ ‫‪30‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫تشبهوا إن ل تكونوا مثلهم فإن التشبه بالرجال فلح‬ ‫هذا إذا كان بعن التأسي بم ‪.‬‬ ‫‪ .‬وإذا كان مرد الحاكاة بالسم باللفاظ والدعايات هذا الذي ل يدي ‪.‬‬ ‫وقد بي ال تعال هذا الصل ف أول سورة البقرة ف وصف بن إسرائيل بنو‬ ‫إسرائيل الُ عاتبهم ووبهم ووصفهم بصفات التعلمون أو النتسبون إل العلم‬ ‫من هذه المة إما أن يكونوا علماء وفقهاء بالوصف الذي تقدم أو يكونوا‬ ‫متشبهي باليهود أو متشبهي بالنصارى ‪.‬‬ ‫من يعبد ال على جهل كالتصوفة جهلة الصوفية تشبهوا بالنصارى لن‬ ‫النصارى ضلوا ليسوا أهل علم وعباد هذه المة ف الكثي ف الغالب الكثي الذين‬ ‫تربوا ف أحضان التصوفة فيهم صفة النصارى العبادة على جهل العبادة بالتقليد‬ ‫وماربة أهل العلم التصوفة أكره الناس عندهم طلبة العلم لن طلبة العلم يبينون‬ ‫للناس الدى والتصوفة يريدوا أن يستغلوا جهل العوام وجهل أتباعهم يستغلوهم‬ ‫فيسخروهم ف مصالهم فهم يبتعدون عن العلماء ويعيشون ف جهل ويعبدون‬ ‫ال على جهل عبادة شكلية صورية وليست بعبادة حقيقية ‪.‬‬ ‫ومن أهل العلم من تشبهوا باليهود الذين علموا ول يعملوا فضلوا بعد العلم‬ ‫كاليهود هذه صفة بن إسرائيل لذلك ال عاتبهم كثيا وقال لم ‪ { :‬ول تلبسوا‬

‫‪31‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫الق بالباطل وتكتموا الق وأنتم تعلمون } { أتأمرون الناس بالب وتنسون‬ ‫أنفسكم } ‪.‬‬ ‫هذا ما يقع فيه كثيٌ من النتسبي إل العلم متبعي للهوى ‪.‬‬ ‫الذي يوقع النسان ويورط النسان ف هذه الصفة صفة اليهود التلبيس ؛‬ ‫التلبيس يستلزم الكتمان من لبس قد كتم إذا لبس على النسان ف أمر دينه‬ ‫وذكر له خلف الواقع وأظهر له الباطل بصورة الق والق بصورة الباطل لبس‬ ‫وف الوقت نفسه كتم الق هذا ما وقع فيه بنو إسرائيل هو الذي يقع فيه كثيٌ‬ ‫من النتسبي إل العلم مؤثرين الناصب والشهرة والسيطرة على العوام ويعرضون‬ ‫عن العلم علما أي مع العلم ل عن جهل ‪.‬‬ ‫فالذي يُسئل عن النذر لغي ال يقول ‪ :‬ليس فيه شيء مبة الصالي !‬ ‫يُسئل عن الطواف بالضرحة من مبة الصالي من التوسل بم ليس بشيء‬ ‫ليس بشرك !‬ ‫يسئل عن اللف بغي ال يقول ‪ :‬ليس بشرك ل نرى ذلك ‪ .‬يناقشه السائل‬ ‫ويذكر له الدلة كيف يرد الدلة يرد الدليل بالدليل أو يناقش الدليل أو يدعي‬ ‫عدم صحة الدليل يقول ‪ :‬ل ‪ ،‬نن ل نرى ذلك ‪ .‬إذا قال له السائل ‪ :‬يقول النب‬ ‫عليه الصلة والسلم ‪ (( :‬من حلف بغي ال فقد أشرك )) (( من كان حالفا‬ ‫فليحلف بال أو ليصمت )) ‪ .‬يقول الدكتور ‪ :‬نن ل نرى ذلك ‪ .‬بنون العظمة‬ ‫مش ل أرى ل ‪ ،‬نن ل نرى ذلك ! من أنتم ؟ والرسول عليه الصلة والسلم‬ ‫‪32‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫يقول (( شرك )) ‪ ،‬يقول ‪ (( :‬ل تلفوا بغي ال )) فهذا العال الذي فيه شبه من‬ ‫اليهود يقول ‪ :‬نن ل نرى ذلك ‪ ،‬وإنا يقول بالشرك بعض التشددين ‪.‬‬ ‫انظروا هذا التلبيس لبس على هذا الطالب السائل لبس عليه ؛ أن من يقول‬ ‫بأن اللف بغي ال شركٌ هو من التشددين وأما العتدلون الطيبون ل يرون ذلك‬ ‫يشون مع الناس ليشددوا على الناس ل ينفروا الناس ل يفرقوا الناس عقلء !!‬ ‫هذا هو أكثر صفات النتسبي إل العلم للسف الشديد ولكن إخبارا‬ ‫بالواقع يقل هذا الصنف أو يكون معدوما إن شاء ال ف علماء هذا البلد ما نعلم‬ ‫جيعا بأنم كما هم معروفون بي القضاة بي الفتي من الدرسي إن شاء ال‬ ‫كلهم يصدرون من قول ال تعال ‪ ،‬وقول رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬ ‫الصل الامس‬ ‫الصل الامس ‪ :‬بيان ال سبحانه للولياء‪ ،‬وتفريقه بينهم وبي التشبهي‬

‫بم من أعدائه النافقي والفجار ؛ ويكفي ف هذا آية [آل عمران ‪:‬‬

‫‪]31‬وهى قوله تعال ‪ ( :‬قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال ) والية‬ ‫الت ف [الائدة‪]54 :‬وهي قوله تعال ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم‬

‫عن دينه ) الية ‪ ،‬وآية ف سورة يونس ‪ 62‬وهي قوله تعال ‪ ( :‬إل إن أولياء‬ ‫ال ل خوف عليهم ول هم يزنون‪ ،‬الذين آمنوا وكانوا يتقون ) ‪ .‬ث صار‬

‫المر عند أكثر من يدّعي العلم‪ ،‬وأنه من هداة اللق‪ ،‬وحفاظ الشرع‪ ،‬إل أن‬ ‫الولياء ‪ :‬لبد فيهم من ترك اتباع الرسول‪ ،‬ومن اتبعه فليس منهم ! ولبد‬

‫من ترك الهاد‪ ،‬فمن جاهد فليس منهم !ولبد من ترك اليان‪ ،‬والتقوى !‬ ‫‪33‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫فمن تقيد باليان والتقوى‪ ،‬فليس منهم ! يا ربنا نسألك العفو والعافية‪ ،‬انك‬ ‫سيع الدعاء ‪.‬‬ ‫الصل السادس‬ ‫الصل السادس ‪ :‬رد الشبه الت وضعها الشيطان‪ ،‬ف ترك القرآن‪،‬‬

‫والسنة‪ ،‬واتباع الراء والهواء التفرقة الختلفة ؛ وهى أن القرآن والسنة ل‬ ‫يعرفها إل الجتهد الطلق ؛ والجتهد هو ‪ :‬الوصوف بكذا وكذا‪ ،‬أوصافا‬

‫لعلها ل توجد تامة ف أب بكر وعمر ! فان ل يكن النسان كذلك‪ ،‬فليعرض‬ ‫عنهما فرضا حتما لشك ول إشكال فيه ؛ ومن طلب الدى منهما فهو إما‬

‫زنديق‪ ،‬وإما منون‪ ،‬لجل صعوبة فهمهما !!فسبحان ال وبمده ‪ :‬كم بي ال‬ ‫سبحانه شرعا وقدرا‪ ،‬خلقا وأمرا ف رد هذه الشبهة اللعونة من وجوه شت‪،‬‬

‫بلغت إل حد الضروريات العامة ( ولكن أكثر الناس ل يعلمون )[ العراف‬ ‫‪ ( ] 187‬لقد حق القول على أكثرهم فهم ل يؤمنون‪ ،‬إنا جعلنا ف أعناقهم‬

‫أغـلل فهي إل الذقان فهم مقمحون ) إل قوله تعال ( فبشره بغفرة وأجر‬ ‫كري ) [ يس ‪. ]11-7‬‬ ‫الشرح‬

‫قال الؤلف رحه ال ‪ ( :‬الصل الامس ‪ :‬بيان ال سبحانه وتعال لوليائه ‪،‬‬ ‫وتفريقه بينهم وبي التشبهي بم من أعداء ال و النافقي والفجار ) والعجب‬ ‫كل العجب كونه يلتبس على كثي من الناس أمر الولياء أمر الولياء أولياء‬ ‫الرحن ل يترك الرب سبحانه وتعال بيان الولياء للنبياء والصالي والعلماء‬ ‫‪34‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫تول الُ بيان الولياء بنفسه ومع ذلك أكثر البط واللط عند جهور النتسبي‬ ‫إل السلم الذين تربوا ف أحضان التصوفة الذين تكنوا من السلمي بعد‬ ‫انقراض القرون الفضلة فصار السلمون ل يعرفون العال التقي إل إذا كان صوفيا‬ ‫بسبب هؤلء التبس المر على الناس وكثي من الناس ف أمر الولياء ‪.‬‬ ‫النسان بالنسبة ل تعال إما ولٌ أو عدو ولٌ من الولية وهي الحبة عب ٌد‬ ‫يب ال ويب دينه ويعظم ال ويعظم أمره ويضع له ويضع لشرعه ويتذلل له‬ ‫هذا هو الول بصرف النظر من أي بيت هو ‪.‬‬ ‫ل توجد ف السلم بيوت يتوارثون منها الولية بيت ابن علوان بيت الولية‬ ‫‪ ،‬بيت غضنفر بيت الولية ‪ ،‬بيت الليث والسد بيت الولية هذا غي موجود ف‬ ‫السلم قد يولد النسان من أبوين كافرين فيصبح وليا ل لن الولية أمر‬ ‫مكتسب والنبوة بالصطفاء النب الُ سبحانه وتعال هو الذي يصطفي من شاء‬ ‫من عباده يصطفيهم اصطفاء ويتارهم اختيارا ويربيهم تربية خاصة فيوحي‬ ‫إليهم‪.‬‬ ‫النبوة بالصطفاء لكن الولية بالكتساب تكتسب أنت الولية بصرف النظر‬ ‫عن أبويك وعن أصلك وفرعك قد يعيش النسان ف أول حياته عدوا ل‬ ‫ل ل تعال بالكتساب تكتسب ‪ .‬با تُكتسب الولية باليان‬ ‫فيتحول إل و ٍ‬ ‫الصادق الصحيح وبالعمل الصال ‪.‬‬ ‫بي الرب سبحانه وتعال ف الديث القدسي كيف نكتسب الولية انتبهوا‪:1‬‬ ‫‪1‬‬

‫نهاية الشريط الول ‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫إذا بدأت باكتساب الولية ابدأ بأداء الفرائض (( ما تقرب إل عبدي بشيء‬ ‫أحب إل من أداء ما افترضته عليه )) أد الفرائض ‪ ،‬ليست الفرائض الصلوات‬ ‫المس فقط ‪ ،‬الفرائض فرائض عملية وفرائض تركية بعن ( كل ما أوجب ال‬ ‫تفعله ‪ ،‬وكل ما حرم ال تبتعد عنه ) هذا معن أداء الفرائض ؛ أن تعمل بميع‬ ‫الواجبات وتبتعد عن جيع الحرمات ؛ هذه الطوة الول لتكتسب الولية ‪.‬‬ ‫بعد هذا تكثر من النوافل ‪ ،‬نوافل الصلة ‪ ،‬نوافل الصيام ‪ ،‬نوافل النفاق ‪،‬‬ ‫نوافل الج ‪ ،‬من جيع النوافل ‪ ،‬أي التطوع – الشيء الذي ليس هو بواجب –‬ ‫من جيع العبادة أكثر ‪.‬‬ ‫فإذا أكثرت من هذه النوافل أحبك ال وصرت وليا ل ؛ من هنا يوفقك‬ ‫فيكون بصرك الذي تبصر به ‪ ،‬وسعك الذي تسمع به ‪ ،‬ويدك الت تبطش با ‪،‬‬ ‫ورجلك الت تشي با ‪ ،‬إن سألت أعطاك ‪ ،‬وإن استعذت أعاذك ‪ ،‬وصلت إل‬ ‫درجة القربي ‪.‬‬ ‫أمرٌ ميسورٌ جدا على من يسره ال عليه ؛ لكن ما أصعبه بعدم التوفيق ‪.‬‬ ‫العبد يعيش بي هدايتي ‪ :‬الداية العامة هداية إرشاد وبيان ‪ ،‬هذه الداية‬ ‫عامة ‪ ،‬ال هدى الناس بذه الداية العامة ؛ والرسول هدى الناس { وإنك‬ ‫لتهدي إل صراط مستقيم } هداية إرشاد وتعليم وإيضاح والقرآن يهدي‬ ‫{ يهدي للت هي أقوم } ‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫هناك هداية أخرى با يصي العبد وليا ل ‪ ،‬يطلبُ هذه الداية من ال ؛ هداية‬ ‫التوفيق وهي النفية عن رسول ال عليه الصلة والسلم { إنك ل تدي من‬ ‫أحببت } هداية القلب والتوفيق بيد ال وحده ‪.‬‬ ‫كيف تصل إليه ؟‬ ‫ال مع النكسرة قلوبم ‪ ،‬الذين ل يترفعون ويذكرون ذنوبم ويبكون ‪،‬‬ ‫ويقومون ف الليل ويتضرعون إل ال ‪ ،‬فيطلبون من ال أن يهدي قلوبم ‪.‬‬ ‫من هنا ومن هذا الباب تصل إل درجة الولية ‪ ،‬ليس ( الوِلية ) الوَلية بفتح‬ ‫الواو ‪ ( ،‬الوِلية ) المارة ‪ ،‬نن الن نتحدث ف الوَلية ‪.‬‬ ‫إذن الوَلية أمر مكتسب ‪.‬‬ ‫ما صفة الولياء ؟‬ ‫اسع لرب العالي يقول ال سبحانه وتعال ‪ { :‬أل إن أولياء ال ل خوفٌ‬ ‫عليهم ول هم يزنون } من هم ؟‬ ‫{ الذين آمنوا وكانوا يتقون } من آمن اليان الصحيح الصادق إيان القلب‬ ‫‪ ،‬إيان اللسان ‪ ،‬إيان الوارح ؛ قلبٌ خاشعٌ خاضعٌ متذللٌ ل ‪ ،‬يبعث على‬ ‫العمل والشوع وخضوع القلب هؤلء هم الولياء ‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫العبد الول ‪ ..‬العبد الصال التقي ‪ .‬التقوى هاهُنا ‪ ،‬لكن التقوى الت ها هُنا‬ ‫ما علمتها ‪ ،‬وما دليلها ؟‬ ‫فإذا حلت الداية قلبا نشطت ف العبادة العضاء ‪ ،‬إذا رأيت من نفسك‬ ‫النشاط والندفاع ف العبادة والرغبة فيما عند ال وعدم الكسل وعدم الركون‬ ‫إل الراحة ‪ ،‬والطمع فيما عند ال رأيت من نفسك الرص على هذا العن ‪ .‬هذا‬ ‫معن هداية القلب ‪.‬‬ ‫هداية القلب تبعث على عمل الوارح ‪ ،‬وأما قول العوام وأشباه العوام ‪ ،‬إذا‬ ‫أمرت ونيت يقول ‪ :‬دعنا اليان هاهُنا ‪ ..‬اليان هُنا ‪.‬‬ ‫يا أخي صل ‪ ..‬يا أخي احرص على صلة الماعة ‪..‬يا أخي اترك كذا ‪..‬‬ ‫ل ل دعنا اليان هاهُنا اليان ف القلب ‪.‬‬ ‫هذا إرجاءٌ للسف الشديد ‪ ،‬إرجاءٌ يقع فيه العوام ول أدري مت درسوا‬ ‫الرجاء ‪ ،‬هذه عقيدة الرجئة الذين يرون أن اليان مرد التصديق ‪.‬‬ ‫ل خطأ ‪ ..‬لو صح إيانك الذي هُنا الذي تشي إليه لنتج ‪.‬‬ ‫ما نتيجة هذا اليان ؟ لذلك عطف ال العمل الصال على اليان { الذين‬ ‫آمنوا وعملوا الصالات } لن العمل الصال دليل على صحة إيان القلب إيان‬ ‫القلب عمل قلب ل يُعرف ‪..‬‬

‫‪38‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫ب نعرف إنه مصدق تصديقا صادقا وخاشع وخائف من ال ومعظم ؟‬ ‫نعرف بذه العمال الظاهرة ‪.‬‬ ‫هؤلء هم الولياء ‪ ..‬الولياء يعرفون بحبة ال { قل إن كنتم تبون ال‬ ‫فاتبعون يببكم ال } ‪ ،‬علمة واضحة من صفات الولياء اتباع رسول ال عليه‬ ‫الصلة والسلم ‪.‬‬ ‫وهل اتباع الرسول بل علم ؟‬ ‫ل ؛ العلم قبل القول والعمل ‪ ،‬تَ َعلَم هدي رسول ال عليه الصلة والسلم ‪،‬‬ ‫واعمل بديه ‪ ،‬ذلك دليلٌ على أنك تب ال لنك ما تعلمت هدي النب عليه‬ ‫الصلة والسلم وأحببت رسول ال عليه الصلة والسلم واتبعت هديه إل لنك‬ ‫آمنت بال وعظمت ال ‪ ،‬وحبيت ال ‪.‬‬ ‫أمران ل يفترقان أبدا ‪ ،‬اليان بال واليان برسول ال عليه الصلة والسلم‬ ‫‪ ،‬مبة ال ومبة الرسول عليه الصلة والسلم أمران متلزمان كما أن الشهادتي‬ ‫متلزمتي ‪ ،‬هل لو شهد النسان ( أشهد أن ل إله إل ال ) وسكت تكفي ؟‬ ‫ل ؛ ل تقبل ‪ ..‬ول قيمة لا ‪ { ،‬ورفعنا لك ذكرك } ال رفع ذكر ممد‬ ‫صلى ال عليه وسلم ‪ .‬شهادتك بالوحدانية ل تقبل حت تشهد بالرسالة وُتجَرد‬ ‫له التابعة ‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫صلتك ل تقبل إل بالصلة عليه ‪ ،‬عليه الصلة والسلم ‪ ،‬سبحان ال ‪،‬‬ ‫أذانُنا وإقامتنا كل ذلك ل يقبل حت يضم اسم رسول ال إل اسم ال ‪ -‬عليه‬ ‫الصلة والسلم ‪ -‬انتبه ‪ ،‬تدبر ف هذه الية { قل إن كنتم تبون ال } كما‬ ‫ادعيتم إن كنتم تبون ال { فاتبعون يببكم ال } إذا اتبعتمون يببكم ال‬ ‫{ ويغفر لكم ذنوبكم } ‪.‬‬ ‫أعود فأقول ل يكن اتباع النب عليه الصلة والسلم إل على ضوء العلم ‪،‬‬ ‫علم هديه ‪ ،‬وتعلم هديه ‪ ،‬لذلك ننصح كثيا من العباد الذين يلزمون الصفوف‬ ‫الول مسندين ظهورهم إل الصاحف ليل نار ويعبدون على جهل ويتخبطون‬ ‫ل يعرفون شيئا من صفات صلة النب عليه الصلة والسلم ‪.‬‬ ‫العبادة على جهل ل تدي ‪ ،‬طلب العلم عبادة ‪ ،‬العلم النافع ‪ ،‬تعلمك‬ ‫لتحقيق التوحيد ‪ ،‬وتريد التابعة للرسول عليه الصلة والسلم ‪ ،‬تعلمك لصفات‬ ‫صلة النب عليه الصلة والسلم ‪ ،‬وتعلمك لجة النب عليه الصلة والسلم‬ ‫وجيع ما للرسول ‪ ،‬هذه هي العبادة نفسها ‪ ،‬عبادة نافعة ليست العبادة أن ترج‬ ‫من بيتك ‪ ،‬وتلس إن شرقت الناس شرقت معهم ‪ ،‬وإن غربوا غربت ‪ ،‬ولو‬ ‫فعلت ما فعلت ‪ ،‬لو قيل لك ‪ :‬لاذا يا غضنفر ؟‬ ‫نقول ‪ :‬ما تشوف الناس كيف يفعلون ‪ ،‬أنا مع الناس‪.‬‬ ‫انظروا إل هذا الصف الذي يقف أمام الحراب‪ 1‬تاركي الصلة والقراءة‬ ‫إل أن يؤذن الذان الثان واقفي صف ( الطابور على لغتكم ) لو خرجت واحد‬ ‫من الطابور ‪ :‬لاذا يا غضنفر ؟‬ ‫‪1‬‬

‫كان الشيخ رحمه ال يقصد بهذا الكلم أناساً في المسجد النبوي ‪ ،‬لنه كان يلقي هذا الدرس فيه ‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫ما تشوف الناس واقفي ‪ ..‬أنا مع الناس !‬ ‫شيء يؤسف ويزن ‪ ،‬يزن جدا ‪ ..‬يأت النسان لجل العبادة ‪ ،‬يأتون من‬ ‫أماكن بعيدة ويقومون آخر الليل ‪ ..‬يأتون ليتعبدوا ويقفوا ‪ ،‬تقليد ‪ ،‬هذا ما عليه‬ ‫أكثر السلمي ف عبادتم ‪.‬‬ ‫اضرب لكم مثلً آخر لتتأكدوا ‪ ،‬ولتحمدوا ال على ما أنتم عليه ‪ -‬من ل‬ ‫يكن كذلك ‪.‬‬ ‫وهل حضرت ف الج ورأيتم ف جبل الرحة ما رأيتم ؟!‬ ‫تلك المسية العظيمة الت يدنو رب العالي من حجاج بيته بعرفة كما يليق‬ ‫به ‪ ،‬ال سبحانه وتعال شأنه عظيم ‪ ،‬ل يدنوا من أهل مكة أو الذين بزدلفة أو‬ ‫الضواحي هناك ‪ ،‬من أهل عرفة ف موقفهم ‪ ،‬يدنو منهم ويباهي بم ملئكته ‪،‬‬ ‫هذه المسية العظيمة الت كان النسان ينبغي أن يضيها ف البكاء والتضرع على‬ ‫الذنب ‪ ،‬تد أُمة طالعة ف البل ونازلة ‪ .‬لو أوقفت حاج تنصحه ‪ :‬يا حاج ل‬ ‫تضيع أمسيتك تعال قف هُنا ‪ ،‬ادع ال ‪.‬‬ ‫_ لاذا ‪ ،‬روح عن يا شيخ ما تشوف الناس ‪ ..‬يال رحت أمشي ‪.‬‬ ‫هذا ما عليه جهور السلمي ف عباداتم ‪ ،‬عبادة تقليدية ل دليل إل أن‬ ‫الناس فعلوا ‪ ،‬هذه إمعة ل تكونوا إمعة ‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫المعة الذي إذا صلح الناس صلح معهم ‪ ،‬إن فسدوا فسد معهم ماله مبدأ ‪،‬‬ ‫ال الستعان ‪.‬‬ ‫تريد أن تكون وليا ل تعال ابتعد عن هذه الصفات ‪ ،‬تعلم ما جاء به النب‬ ‫عليه الصلة والسلم ‪ ،‬هل النب تعب ذلك التعب إل لجلنا نن ليعلمنا ‪،‬‬ ‫ليدعونا إل ال ‪ ،‬تعب ووصل إل هُنا بعد ذلك التعب ‪ ،‬ونشر العلم وقال لنا ‪:‬‬ ‫(( تركتكم على بيضاء نقية ليلها كنهارها ل يزيغ عنها إل هالك )) ‪.‬‬ ‫نترك هذه البيضاء إل بنيات الطريق إل الزقة هُنا وهناك ؛ فلنرجع فلنتعلم‬ ‫ما جاء به النب عليه الصلة والسلم تلك هي العبادة ‪ ،‬فلنترك العبادة على جهل‬ ‫وعلى التقليد ‪.‬‬ ‫الصل الامس من هذه الصول بيان ال سبحانه وتعال بنفسه أوليائه ‪،‬‬ ‫وتفريقه بينهم وبي التشبهي بم من أعداء ال والنافقي والفجار ؛ تقدم لكلم‬ ‫على معن الول ‪.‬‬ ‫الول ضد العدو ‪ ،‬النسان بالنسبة لرب العالي إما ولٌ وإما عدو ‪ ،‬ولكن‬ ‫الولياء يتفاوتون ف درجاتم وف قربم من ال وف مبتهم ل ‪ ،‬وف تعظيمهم‬ ‫لشرع ال ؛ كما أن أعداء ال يتفاوتون ف العداوة ؛ الولياء ليسوا على درجة‬ ‫واحدة إنا الهم أن نفهم معن الوَلية ‪ ،‬وحقيقة الوَلية ؛ الوَلية كما تقدم أمر‬ ‫مكتسب يكتسبه العبد بإيانه وعمله الصال بتوفيق ال تعال ‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫والولياء ف مقدمتهم النبياء ؛ أنبياء ال جيعا أولياء ال ؛ ليس كما يزعم‬ ‫بعض جهلة الصوفية أن الوَلية شيء آخر غي النبياء وغي الرسل – أي ف زعم‬ ‫التصوفة ‪ : -‬ل يطلق كلمة ول أو الولياء على النبياء والرسلي هذا خطأ ؛‬ ‫خطأ ف التصور ‪ ،‬وهمٌ ف طبيعة الولياء ‪ ،‬ف طبيعة أولياء ال تعال النبياء ‪،‬‬ ‫ومن النبياء الرسل ‪ ،‬ومن الرسل أولوا العزم ث سيدهم على الطلق ‪ ،‬سيد‬ ‫الولياء سيد ولد آدم ممدٌ رسول ال عليه الصلة والسلم ‪ ،‬فهو سيد الولياء ‪،‬‬ ‫وأولم وأفضلهم على الطلق‪.‬‬ ‫ولو فهم السلمون جيعا معن الوَلية ‪ ،‬وأن أنبياء ال كلهم من أولياء ال‬ ‫تعال وف مقدمة الولياء النبياء ‪،‬ث أتباعهم من أصحابم ث المثل فالمثل ‪،‬من‬ ‫العلماء الربانيي الفاهي لدين ال تعال والفقهاء هؤلء هم الولياء ‪.‬‬ ‫والولية – مرة أخرى ‪ -‬أمر مكتسب ‪ ،‬ل يضع للوراثة ‪ ،‬وليس‬ ‫بالصطفاء ‪.‬‬ ‫النبوة أساسا بالصطفاء ‪ ،‬والولية الت دون النبوة بالكتساب ؛ النب الذي‬ ‫اصطفاه ال واختاره بالرسالة نبٌ وول ؛ رسولٌ نبٌ وول ؛ ث يأت دور آخر دور‬ ‫الول الذي دون النبوة إذن بي النبوة وبي الولية عموم وخصوص أي كل نب‬ ‫ب وليا ؛ هذا يب أن يفهمه طلب العلم ‪ ،‬بينهما عموم‬ ‫فهو ول ‪ ،‬وليس كلُ ن ٍ‬ ‫وخصوص ‪ .‬النبوة أعم ‪ ،‬النب هو نبٌ وول ‪ ،‬أي باعتبار ذواتم والعاملي بباب‬ ‫الولية ‪ ،‬النب نب وول وليس كل نب وليا ‪ ،‬بل قد يكون وليا وهو الكثي وليس‬ ‫بنب ‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫أي بالكتساب بالطريقة الت شرحناها ف الليلة الاضية ‪.‬‬ ‫يبدأ اكتساب الولية ولية ال سبحانه وتعال بأداء الفرائض إذ ل يتقرب‬ ‫عبدٌ من عباد ال إل ال بأمرٍ أحب إل ال من أداء الفرائض كما ف الديث‬ ‫القدسي ؛ الراد بأداء الفرائض أداء ما أوجب ال على العبد جيع الواجبات من‬ ‫صلة وصيام وزكاة وحج وعمرة وأمر بالعروف ونيً عن النكر والهاد ف‬ ‫سبيل ال ‪ ،‬وطلب العلم الواجب ‪ ،‬وبر الوالدين ‪ ،‬وصلة الرحم إل غي ذلك ؛‬ ‫هذه أول ما يبدأ الول ف اكتساب الولية يتقرب إل ال بأداء هذه الواجبات ؛‬ ‫ث بعد ذلك يكثر من النوافل ‪ ،‬من الطاعات ‪ ،‬من المور غي الواجبة ‪ ،‬من‬ ‫تطوع الج والصيام والصلة والنفاق ‪ ،‬والتوسع ف العلم غي العلم الضروري ‪،‬‬ ‫وغي ذلك من الصفات الت ينبغي أن يتحلى با كل مسلم ‪ ،‬فإذا فعل ذلك أحبه‬ ‫ال لنه تقرب إليه بالفرائض والنوافل معا فإذا أحبه يقول الرب سبحانه وتعال‬ ‫ف الديث القدسي ‪ (( :‬فإذا أحببته كنت سعه الذي يسمع به وبصره الذي‬ ‫يبصر به ‪ ،‬ويده الت يبطش با ‪ ،‬ورجله الت يشي با ؛ ولن سألن لعطينه ‪،‬‬ ‫ولئن استعاذن لعيذنه )) يقول الافظ ابن رجب وهذا الديث من أشرف‬ ‫الحاديث ف باب الوَلية وأعظمها وبيان حقيقة الول ‪ ،‬معن أنه يكون سعه‬ ‫وبصره ويده ورجله بأن ال يوفقه توفيقا تاما بيث ل يكاد يسمع بأذنيه إل ما‬ ‫يرضي ال ‪ ،‬ول يكاد ينظر إل شيءٍ إل ف مرضاة ال ‪ ،‬ل يبطش ول يضرب‬ ‫ول يد يده إل ف مرضاة ال تعال ‪ ،‬كالهاد ف سبيل ال تعال والقتال ‪ ،‬ول‬ ‫يشي بقدميه إل ف مرضاة الرب سبحانه وتعال ‪ ،‬يوفقه ال ف ذلك ‪ ،‬يكاد أن‬ ‫يكون ف حكم العصوم وإن ل يكن معصوما بتوفيق ال تعال ‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫هكذا يكون الول ‪ ،‬والناس ف هذا الباب كما تعلمون يتفاوتون ‪ ،‬النبياء‬ ‫خيُ من يثل هذا العن ؛ ث أصحابم وأتباعهم ث الثل فالمثل ‪ ،‬إذن الولياء‬ ‫يتفاوتون ‪ ،‬وصفاتم العروفة الت وصفهم ال با ‪.‬‬ ‫يقول ال تعال ‪ { :‬قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال } أعظم صفة‬ ‫من صفات أولياء ال تعال‪ -‬الولياء بالقيقة ل بالدعوى – اِتباع رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم اتباعا صادقا ‪ ،‬وهل يكن أن يتبع النسان رسول ال عليه‬ ‫الصلة والسلم اتباعا كاملً إل بعرفة ما جاء به ‪ ،‬قبل أن تعرف ما جاء به‬ ‫كيف تتبعه ل يكن عقلً ومنطقا ‪ ،‬لنك إنا تتبع النب عليه الصلة والسلم‬ ‫بأقواله وأفعاله وتقريراته سنة النب عليه الصلة والسلم تنحصر ف هذه المور‬ ‫الثلثة ‪ ،‬أفعاله وأقواله وتقريراته إن ل تعلم ذلك كيف تتبعه إذن ؟!‬ ‫يلزم من هذا أن تعلم ما جاء به النب عليه الصلة والسلم فرض عي على‬ ‫كل مسلم ومسلمة يتفاوت ذلك باعتبار العلوم ؛ العلوم يتلف ‪.‬‬ ‫لذلك أشرف العلم على الطلق علم العقيدة لن معلوم هذا العلم من هو ؟‬ ‫ال بأسائه وصفاته ‪ ،‬موضوع علم العقيدة والعلوم الذي نبحث عنه ف باب‬ ‫العقيدة من هو ؟ ال رب العالي بأسائه وصفاته ؛إذن أشرف العلوم على‬ ‫الطلق علم العقيدة ‪ ،‬وعلوم القرآن داخلة ف ذلك ‪ ،‬وعلوم الديث أيضا لن‬ ‫معرفة ال ل تتم إل ف ضوء اليات القرآنية والسنة الصحيحة النبوية ‪ ،‬هذه هي‬ ‫العقيدة عندنا ليست أراء الرجال ‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫تَعُلمُ هذا العلم لتتبعَ رسول ال عليه الصلة والسلم فرضُ عيٍ بالنسبة‬ ‫للعلوم الضرورية الت لبد منها ‪ ،‬وفرض كفاية بالنسبة للتوسع ف ذلك بيث‬ ‫تكون مؤهلً لرد الشبه عما جاء به النب عليه الصلة والسلم ؛ إذا قام بذا القدر‬ ‫عددٌ من علماء السلمي يسقط الث عن الخرين وإل يأث الميع ‪ ،‬فإذا اتبعت‬ ‫رسول ال عليه الصلة والسلم أحبك ال ‪ .‬ماذا تريد بعد مبة ال ؟‬ ‫كُلنا ‪ ،‬يسعى العباد أن يصلوا إل درجة بأن ال يرضى عنهم فيحبهم إذا‬ ‫رضي ال عنك وأحبك وأكرمك ف دار الكرامة مكنك من رؤية وجهه سبحانه‬ ‫وتعال ‪ ،‬وهي أعظم نعمة من نعم أهل النة ‪ ،‬النظر إل وجه ال تعال ‪ ،‬هذا‬ ‫بالنسبة لن يؤمنون بوجهه ويثبتون وجه ال صفة ذاتية ل سبحانه وتعال ‪،‬‬ ‫والسألة فيها تفاصيل لو تعرضنا لشبه أهل الكلم ف صفة الوجه ‪ ،‬فلنقتصر على‬ ‫ما تقدم ‪.‬‬ ‫ث ساق الؤلف آية أخرى ف صفات الؤمني ‪ ،‬وصفات أولياء ال تعال ‪{ :‬‬ ‫قل يا أيها الذين آمنوا من يرتدَ منكم عن دينه فسوف يأت ال بقومٍ يبهم‬ ‫ويبونه } الذي يرتد عن دينه إنا يضر نفسه ‪ ،‬ال سبحانه وتعال غنٌ عن عباده‬ ‫‪ ،‬ل تضره معصيتهم وكفرهم ‪ ،‬ول ينفعه إيانم وطاعتهم ‪ ،‬ولكن ال سبحانه‬ ‫وتعال تفضلً منه إن ارتد من ارتد فسوف يأت ال بقومٍ يبهم ويبونه ؛ إذا ال‬ ‫ب فَُيحَبُ ‪.‬‬ ‫ح ُ‬ ‫سبحانه وتعال ُي ِ‬ ‫وبعض كتب الشاعرة تنص على نفي هذا يقولون ‪ ( :‬ال ل يوصف بأنه‬ ‫حبُ ) ويتفلسفون فيقولون ‪ :‬ما العلقة بي العبد وبي الالق حت‬ ‫حبُ أو ُي َ‬ ‫ُي ِ‬ ‫تكون بينهم مبة ؟! ل علقة بينهما ‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫سبحان ال !! إن ل تكن بيننا وبي ربنا علقة لضعنا ‪ ،‬العلقة علقة‬ ‫العبودية نن عبيده وهو ربنا ومولنا ‪ ،‬هذه هي العلقة ‪ ،‬نب ربنا وخالقنا وول‬ ‫نعمتنا الذي وفقنا وهدانا لذا وما كنا لنهتدي لول أن هدانا ال ‪.‬‬ ‫الُله يبُ عباده الصالي الؤمني وأولياؤه يبونه ‪ ،‬ومبة ال تعال روح‬ ‫اليان ‪ ،‬والشاعرة نفوا روح اليان من حيث ل يشعرون ‪ ،‬ل إيان إل بالحبة‬ ‫قطعا ‪ .‬ل إيان بال إل بحبة ال ‪ ،‬وف تعريف الولياء ‪ .‬لو قيل لك عرف لنا‬ ‫الول ؟‬ ‫التعريف هو الذي تتبي به الشياء ‪ ،‬يسمى حدا وتعريفا ‪ ،‬ال سبحانه‬ ‫وتعال رحة منه وتفضلً منه وإحسانا تول بنفسه تعريف الولياء لئل تتلف‬ ‫الناس ‪ ،‬من الول ؟ كلٌ يُع ِرفُ من بابه ‪ .‬ل ‪.‬‬ ‫يقول ال تعال ‪ { :‬أل } هذا للتنبيه والثارة إثارة المم { إن أولياء ال ل‬ ‫خوفٌ عليهم ول هم يزنون } سبحانه من لطفه قدم عدم الوف والزن قبل‬ ‫أن يعرفهم تشويقا للعباد ‪ ،‬تشويقا لقلوب عباده إليه سبحانه { أل إن أولياء ال‬ ‫ل خوفٌ عليهم ول هم يزنون } ‪.‬‬ ‫بعد هذا التشويق يقول الرب سبحانه { الذين آمنوا وكانوا يتقون } هذا‬ ‫تعريف الولياء ‪ ،‬الول الؤمن التقي ‪ ،‬ل تد تعريفا أبلغ وأشل من هذا لتعريف‬ ‫ولٍ من أولياء ال تعال بدأً من النبياء إل آخر درجات الولياء { الذين آمنوا }‬ ‫كم يدخل تت هذه الملة من العان ؟ الذين آمنوا بال وآمنوا برسله وآمنوا‬ ‫‪47‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫بكتبه وآمنوا باللئكة وآمنوا باليوم الخر وآمنوا بالقضاء والقدر ‪ ،‬وآمنوا بكل‬ ‫ما يب اليان به ‪ ،‬الذين آمنوا اليان الكامل التام ل الدعوى { الذين آمنوا‬ ‫وكانوا يتقون } التقوى هُنا ف هذا الكان تفسر بأعمال الوارح ف قوة الذين‬ ‫{ آمنوا وعملوا الصالات } هذه الية ف قوة { الذين آمنوا وعملوا‬ ‫الصالات } وإن كان ف الصل كما قال النب عليه الصلة والسلم ‪:‬‬ ‫(( التقوى هاهُنا )) ‪.‬‬ ‫صحي ٌح التقوى هاهُنا ‪ ،‬واليان هاهُنا ‪ ،‬لكن الذي هاهُنا ف القلب من‬ ‫التقوى واليان باجة إل الدليل ‪ ،‬ما الدليل على أن هُنا إيان ف قلبك وف قلبك‬ ‫تقوى وخوفٌ وتعظيمٌ ل ‪ ،‬ما الدليل على ذلك ؟‬ ‫لبد من الستدلل على ذلك بإثبات ذلك ‪ ،‬لن هذا عمل قلب الذي يدل‬ ‫على ذلك قول اللسان وعمل الوراح ‪ ،‬قول اللسان الكثار من ذكر ال تعال‬ ‫من أحب شيئا أكثر من ذكره ‪ ،‬إذا أكثرت من ذكر ال ف كل لظة ‪ ،‬وأنت‬ ‫ماشي ‪ ،‬وأنت جالس بي الناس ‪ ،‬وحدك حيث ل يسمعك إل إياه ‪ ،‬تكثر من‬ ‫ذكره ‪ ،‬من تلوة كتابه بتدبر وتعقل ‪ ،‬وتكثر من الصلة على النب عليه الصلة‬ ‫والسلم ‪ ،‬وتكثر من الدعاء والتضرع إل ال ف كل لظة ‪ ،‬هذا عمل هذه‬ ‫العمال تدل على صدق ذلك اليان الُدعى ‪ ،‬ذكرك لربك والكثار من ذكر‬ ‫ال دليلٌ على الحبة والتعظيم ‪ ،‬ث أعمال الوارح نشاطك ف عبادة ال تعال ف‬ ‫الصلة أدائها ف الماعة ف الصيام واجبا وتطوعا ف النفاق ‪ ،‬ف الرحة ‪ ،‬هذه‬ ‫العمال تدل على صدق إيانك وإنك ترجو ما عنده سبحانه وتعال ‪ ،‬ولذلك‬ ‫تعمل ‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫{ الذين آمنوا وكانوا يتقون } هؤلء هم الولياء ؛ ث يقول صاحب الت ‪:‬‬ ‫فصار المر عند أكثر من يدعي العلم ويدعي أنه من هُداة اللق وحفاظ الشرع‬ ‫وصل بم المر إل درجة أن الولياء لبد فيهم من ترك اتباع الرسل ومن تبعهم‬ ‫فليس منهم ‪ ،‬هؤلء عكسوا القضية تاما ‪.‬‬ ‫وما يقوله الؤلف ل تسبوا أنه من أساطي الولي ‪ ،‬أو حكاية ‪ ،‬قصة خيالية‬ ‫‪ ،‬ل ‪ .‬أمور واقعة ‪ ،‬الولياء عند التصوفة هم أصحاب الحوال والكشوفات ؛‬ ‫كشوفات خاصة أصحاب الشعوذات ‪ ،‬الول عندهم ما يكون وليا صادقا واصلً‬ ‫إل ال بزعمهم حت يالف الشريعة ليعمل بالقيقة ‪.‬‬ ‫الذبن ليس لم معرفة ف هذا الباب يسبون هذا الكلم فيه نوع من‬ ‫البالغة ‪ ،‬وهذا واقعهم لنم قسموا الدين إل قسمي ‪ :‬شريعةٌ وحقيقةٌ ‪ ،‬الشريعة‬ ‫للعلماء الامدين الفقهاء الامدين ‪ ،‬والقيقة لن ؟‬ ‫للعارفي بال والواصلي إل ال الذين استغنوا عن الشريعة ينظرون إل اللوح‬ ‫الحفوظ فيأخذون التعليمات من اللوح الحفوظ رأسا ‪ ،‬زهدوا ف الشريعة فيما‬ ‫جاء به النب عليه الصلة والسلم قالوا هذه مرحلة ‪ ،‬لن السي إل ال على‬ ‫مراحل ‪:‬‬ ‫الرحلة الول ‪ :‬العمل بالشريعة ‪.‬‬ ‫ث بعد ذلك ‪ :‬النتقال إل القيقة ‪ ،‬القيقة الت ل يعلمها إل الواص ‪ ،‬هم‬ ‫عندهم الاصة وخاصة الاصة ‪ ،‬هذا حقائق مكتوبة ف الكتب ف كتبهم ‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫زعم ف وقت متأخر ؛ مهندسٌ أدعى أنه وصل إل درجة أنه يقسم الرسالة‬ ‫إل قسمي ‪:‬‬ ‫الرسالة الول ‪ :‬عمل با الصحابة ‪ ،‬ولكن الرسالة الثانية حفظها رسول ال عليه‬ ‫الصلة والسلم وكتمها للمهندس ممود ممد طه ‪ ،‬هذا الهندس هو الذي يتول‬ ‫تبليغ الرسالة الثانية ‪ ،‬هل سعتم عجبا ؟!‬ ‫وهذا الهندس يقول ‪ :‬الرسالة الول مضمونا صلة ذات ركوع وسجود ‪،‬‬ ‫والزكاة ذات القادير عشرين مثقال ‪ ،‬مائت درهم ‪ ،‬ف خس من البل كذا ‪ ،‬ف‬ ‫أربعي من البقر كذا ‪ ،‬هذه كلها راحت مع الرسالة الول الت عمل با الصحابة‬ ‫‪ ،‬جاء وقتٌ يب العمل بالرسالة الثانية الت كتمها النب عليه الصلة والسلم‬ ‫وأظهرها ممود ممد طه ف أم درمان ‪.‬‬ ‫من مضمون الرسالة الثانية ‪ ،‬سعت بأذن هاتي يقول لتباعه ‪ :‬قوموا صلوا‬ ‫فنحن قد وصلنا قمنا الليال وصمنا النهار فوصلنا إل درجة سقطت عنا مضمون‬ ‫الرسالة الول ؛ الصلة ذات ركوع وسجود ‪ ،‬لكن اتباعه يصلون ‪ ،‬انتبهوا‬ ‫يسد اتباعه ل يليهم يتخرجون مثله ‪ ،‬يب أن يكونوا دائما يصلون يكونوا‬ ‫تبعا له ‪ ،‬هو الوحيد الذي وصل إل هذه الدرجة ‪ ،‬أراد ال سلط عليه من شاء‬ ‫من عباده فقضي عليه فقتل ردةً يستحق ذلك لنه ارتد‪.‬‬ ‫وف الدين السلمي كُل من ادعى الستغناء عن رسالة ممد صلى ال عليه‬ ‫وسلم فهو مرتد ‪ ،‬هكذا ارتد ذلك الرتد ‪ ،‬فقتل ردة ‪ ،‬وكتبه موجودة لدينا ‪،‬‬ ‫واتباعه ل يزالون على قلة موجودين على ظهر الدنيا ‪ ،‬هؤلء هذه درجة‬ ‫الواصلي إل ال ف زعمهم ‪ ،‬وف القيقة هي درجة الارقي عن دين السلم ‪،‬‬ ‫‪50‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫لن من وصل إل هذه الدرجة مَرَق ‪ ،‬لذلك ل تستغرب عندما يقول الشيخ هُنا‬ ‫الؤلف ‪ :‬ث صار المر عند أكثر من يدعي العلم علم القيقة ل علم الشريعة‬ ‫وأنه من هداة اللق ‪ ،‬وأنه من الاصة وخاصة الاصة ‪ ،‬وحُفاظ الشرع ‪،‬‬ ‫حفظوا الشريعة فتجاوزوها إل أن الولياء لبد فيهم من ترك اتباع الرسل ‪ ،‬ومن‬ ‫تبعهم ليس منهم ليس من الولياء ؛ بل من الفقهاء الامدين الذين يمدون دائما‬ ‫عند الشريعة وعند اتباع الرسل ؛هذا ما وصل إليه أمر السلمي أخيا ‪.‬‬ ‫وهل تظنون أنه ل يوجد من يصدق هذه الثرثرة ‪ ،‬ويتبع هذا الكفر ‪ ،‬اتبعه‬ ‫كثي‪ ، 1‬وكثيٌ جدا ‪ ،‬وأكثر من اتبعه من النس الثان – من النساء ‪ ، -‬أكثر‬ ‫اتباعه عندما كان نشيطا ‪ ،‬كانت النساء أكثر التباع ‪ ،‬وهن اللت يبعن رسائله‬ ‫ف السواق علنا وف الرسالة ما يبيح للمرأة أن تطلق زوجها ‪ ،‬قرأنا رسالة من‬ ‫أيديهن فإذا الرسالة تتحدث أنه يوز للمرأة أن تطلق زوجها كما يطلقها هو ‪،‬‬ ‫سواسية إخوان ف الطلق وف كل شيء ‪ ،‬هذا العدد وهذا الصنف من الناس‬ ‫معدودين من أيش ؟ معدودين من السلمي ‪ .‬كم عدد السلمي ‪ ،‬كم مليون ؟‬ ‫فعدوا فيهم هذا العدد هذا الصنف من السلمي لنم بأسائهم ليث ‪ ،‬غضنفر ‪،‬‬ ‫أسد ‪ ،‬كلهم من أساء السلمي ال الستعان !‬ ‫على كُلٍ الؤلف يريد أن يقول إن هذه الصول معرفة العلم والعلماء معرفة‬ ‫الفقه والفقهاء ومعرفة الولياء شيء بينه ال ف كتابه مع ذلك كثُر من يهل ‪ ،‬لو‬ ‫كان هذا ما كتبه كاتب أو اجتهد فيه عال ‪ ،‬واختلفت الناس ف ذلك ل غرابة ‪،‬‬ ‫لكن شيء بينه ال وأوضحه ف كتابه ‪ ،‬وإن أجل ف الكتاب بي ف السنة وفصله‬ ‫‪1‬‬

‫أي المهندس الذي ادعى ما أدعى من الكفر ‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫‪ ،‬يأت بعد ذلك أُناسٌ يعرضون عن هذا إعراضا كليا ويدعون دينا آخر وإن ل‬ ‫يسموه دينا آخر ‪ ،‬لكن هو دينٌ آخر وملةٌ أخرى ‪.‬‬ ‫( الصل السادس ‪ :‬رد الشبه الت وضعها الشيطان‪ ،‬ف ترك القرآن‪ ،‬والسنة‪،‬‬ ‫واتباع الراء والهواء التفرقة الختلفة وهى ) ما هي هذه الشبهة ؟ الشبهة الت‬ ‫وضعها الشيطان هي ( أن القرآن والسنة ل يعرفها إل الجتهد الطلق ) أي‬ ‫وصفوا القرآن والسنة بالصعوبة الشديدة بيث زعموا بأنه ل يكن أن يفهم‬ ‫القرآن إل الجتهد الطلق الذي يفظ الناسخ والنسوخ ‪ ،‬والعام والطلق ‪ ،‬والعام‬ ‫والاص ‪ ،‬والقيد والطلق ‪ ،‬ويعرف من فروع اللغة العربية كذا وكذا ‪ ،‬ويعرف‬ ‫من أصول الفقه كذا وكذا عددوا صفاتٍ يقول الؤلف ( ربا ل تتمع ف أب‬ ‫بكرٍ وعمر ) ألفوا هذه الشروط من عند أنفسهم قالوا من ل يصل على هذه‬ ‫الدرجة ل يفهم القرآن ‪ ،‬ول يوز له أن يتكلم ف القرآن أو ف الدين ‪ .‬إل أن‬ ‫وصل الال ببعض الذين صدقوا هذه الدعوى وهذه الشبهة قالوا ‪ :‬من الورع إذا‬ ‫أراد النسان أن يفسر القرآن يرج من القرية ف البادية هو و مموعة من الذين‬ ‫يفسر لم ربا تنل صاعقة وعذاب من السماء فلينل عليهم وهم ف البادية‬ ‫ليسلم السلمون أهل القرية ‪ ،‬يا سبحان ال !!‬ ‫انظروا إل هذا الدين الديد ‪ ،‬وهذا الفهم الديد ‪ ،‬هذا الفهوم يعمل به‬ ‫بعض الناس إل يومنا هذا ف زعمهم بتعظيم كتاب ال ‪ ،‬تعظيم القرآن إبعاد‬ ‫الناس عن القرآن ‪ ،‬وجعلوا القرآن شيءٌ ل يفهم ‪ ،‬كتابٌ مبي ‪ ،‬تبيان لكل شيء‬ ‫مع ذلك زعموا أنه ل يفهم ‪ ،‬والسنة أيضا إذن ما هي الفائدة من القرآن ؟ يتبك‬ ‫به ‪ ،‬إذا مات اليت يقرأ على اليت ف شهر رمضان يقرأ ف البيوت تبكا إل‬ ‫‪52‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫درجة أن صحيح البخاري ف بعض القطار يتم ف البيوت تبكا ‪ ،‬فهم ل‬ ‫يفهموا منه شيئا ‪ ،‬من أوله إل آخره صحيح البخاري يتبك بقراءته ل لفهمه‬ ‫والعمل به ‪ ،‬ل ‪ ،‬للتبك !! القرآن يتبك بتلوته ‪ ،‬وكتب السنة يتبك بتلوتا ‪،‬‬ ‫وكفى ‪ ،‬هذا هو السلم كله بعد ذلك يصلي أو ل يصلي على حد سواء لن‬ ‫اليان هاهُنا اليان ف القلب ليس بلزم الصلة !!‬ ‫شبهة أبعدوا با كثيا من السلمي عن كتاب ال وسنة رسوله عليه الصلة‬ ‫والسلم ‪.‬‬ ‫ولكن تدثا بنعمة ال ف هذا الوقت الذي نن فيه تكاد تذهب إل ف‬ ‫مناطق نائية وبعيدة جدا عن الزيرة العربية ‪ ،‬ف البلدان العجمية الت ف عمق‬ ‫العُجم هؤلء قد تبقى عندهم هذه الشبه ‪ ،‬ولكنها اضمحلت بمد ال تعال ‪،‬‬ ‫وزالت وضعفت جدا لدى كثيٍ من السلمي وخصوصا الذين ينطقون بالضاد‬ ‫لن التعليم ‪ ،‬التعليم تعليم الدين السلمي ف الونة الخية ‪ ،‬ف حدود ثلثي‬ ‫أو أربعي عاما انتشر بمد ال تعال ‪ ،‬عندما أُنشأت الامعة السلمية ف عام‬ ‫ألفٍ وثلثائة وواحد وثاني ‪ ،‬ووفد شباب السلمي من أقطار الدنيا يأخذوا‬ ‫منحهم ف هذه الامعة ف تلك اليام الوضع غي هذا الوضع ‪ ،‬واليوم أحسن‬ ‫بكثي بكثيٍ جدا ‪ ،‬لن تلك الدفعات الول الفواج الت ترجت وانتشرت ف‬ ‫العال السلمي وغي السلمي تابعناهم فوجدنا بأنم خففوا جدا من هذه الشبه‬ ‫‪ ،‬ومن هذا الهل الركب إل أن بدأ السلمون حت ف غي الدول العربية‬ ‫والسلمية ف أوربا وغيها بدءوا يفهمون السلم وإن كان ف فهمهم غبش ‪،‬‬ ‫وهذا الغبش سببه أنه ل يبقى اليدان لدعاة الق الفاهي للكتاب والسنة ؛ بل‬ ‫‪53‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫شاركهم ف ميدان الدعوة أُناسُ آخرون ينتسبون إل الدعوة السلمية وليسوا‬ ‫من الدعوة السلمية ف شيء ؛ مسلمون جاعات تلك الماعات نافست دعاة‬ ‫الق ‪ ،‬وشوشت عليهم كثيا ‪.‬‬ ‫لكن مع ذلك مع الصب الطويل دعوة الق انتصرت ‪ ،‬وانتشرت ف كثي من‬ ‫القطار الت ل نظن أنا تبلغها ‪ ،‬ولكنها بلغت بفهوم صحيح ‪.‬‬ ‫لعلي ل أبالغ إذا ذكرت قصة علِمتُها ف قُطرٍ من القطار داعيةٌ من دعاة‬ ‫الق من خريي الامعة السلمية هدى ال به العباد ف بلد من البلدان ‪ ،‬وهداية‬ ‫الناس هؤلء وقبولم لدعوة الق تضايق من ذلك مشايخ الطرق ورفعوا شكوى‬ ‫للحاكم السيحي ‪ ،‬شكوا هذا الداعية إل الضابط السيحي حاكم البلد ‪ ،‬من‬ ‫توفيق ال تعال إن هذا الاكم مثقفٌ تعلم ف أوربا ‪.‬‬ ‫ولا تقدموا ‪ ،‬سألَ الُدعي من مشايخ الطرق ‪ :‬أنتم مسلمون ؟‬ ‫_ نعم ‪.‬‬ ‫أين تعلمتم السلم ؟‬ ‫_ هُنا ف بلدنا ‪.‬‬ ‫وهذا الُدعى عليه ‪ ،‬اسك من ؟‬ ‫ اسي فلن ‪.‬‬‫أين تعلمت ؟‬ ‫‪54‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫_ ف السعودية ‪.‬‬ ‫درست ف السعودية ؟‬ ‫_ نعم ‪.‬‬ ‫عندك شهادة ؟‬ ‫_ نعم من الامعة السلمية بالدينة النبوية ‪.‬‬ ‫الاكم العسكري السيحي قال لم ‪ :‬نن لا تعلمنا ف أوربا علمنا بأن هُنا‬ ‫لدى القساوسة ف إفريقيا أمورٌ ليست من السيحية ف شيء ‪ ،‬يعملون با ‪،‬‬ ‫أخشى أن تكونوا هُنا أيها السلمون ف أفريقيا ربا ل تفهموا السلم الصحيح‬ ‫الذي جاء به رسولكم أليس رسولكم ف السعودية ‪-‬يعن هو ف فهمه السعودية‬ ‫ف القدي اسها السعودية ‪ -‬رسولكم ف السعودية ‪ .‬ولد ف مكة ودفن ف الدينة‬ ‫إذن دينكم أصله من السعودية ‪ ،‬هذا الذي جاء من السعودية الصحيح هو الذي‬ ‫يفهم السلم ‪ ،‬ل أحد يتعرض له هذا هو الدين الصحيح ل أحد يشتكيه ‪،‬‬ ‫الذي يريد يتعلم ‪ ،‬يتعلم عليه ‪ ،‬والذي ما يريد يتعلم يبتعد عنه ‪ ،‬نن ل نعترف‬ ‫إل بالدين الذي يي من السعودية لن نبيكم ف السعودية ‪.‬‬ ‫نصر ال الق ‪ ،‬إن ال ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ‪ ،‬أيد ال الدعوة ف‬ ‫تلك النطقة بذا الاكم الفاجر الكافر السيحي تصديقا لبه عليه الصلة‬ ‫والسلم ‪ (( :‬إن ال ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر )) ؛ هكذا انتصر الق ‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫وانتشرت بمد ال ف كثي من القطار دعوة الق ‪ ،‬لذلك هذه الشبهة وما‬ ‫يشبهها إنا تبقى الن ف مناطق نائية وليس ف الدنيا بُعدٌ اليوم ‪ ،‬هذا النفتاح‬ ‫العظيم يقرب لميع الناطق فعلى دعاتنا أن يتسبوا الجر ويعملوا حيث يكن‬ ‫لم العمل ‪.‬‬ ‫هكذا تتم هذه الصول الستة وعلى شبابنا أن يفهموها ‪ ،‬ويفظوها ويعملوا‬ ‫با ‪.‬‬ ‫فليدرك شبابنا هُنا أنم أسوة لشباب السلمي ف أقطار الدنيا ‪.‬‬ ‫أُريد أن أقول ‪ :‬يب أن تعرفوا مكانتكم ‪.‬‬ ‫قد ل تدركون مكانتكم ف نفوس السلمي ف خارج هذا البلد ؛ شبا ُ‬ ‫ب‬ ‫السلمي ينظرون إليكم قدوةً وأسوةً ‪ ،‬كما ينظرون إل علماء هذا البلد كذلك ‪.‬‬ ‫لذلك حققوا رغباتم بأن تكونوا أسوة حسن ًة لشباب السلمي ف أقطار‬ ‫الدنيا ‪.‬‬ ‫** هنا انتهى التفريغ من الشرطة ‪ .‬وال أعلم وأحكم وصلى ال وسلم على نبينا‬ ‫ممد وعلى آله وصحبه وسلم ‪.‬‬ ‫قام بذا العمل الفقي إل ربه ‪ /‬أب عبد ال الثري غفر ال له ولشايه ووالديه‬ ‫وذريته وإخوانه السلمي ‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫المالي الجامية على الصول الستة‬

‫‪57‬‬

Related Documents