Sharh 40 Ahadeeth By Uthaymeen

  • November 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Sharh 40 Ahadeeth By Uthaymeen as PDF for free.

More details

  • Words: 70,068
  • Pages: 277
‫شرح الربعي النووية‬ ‫للشيخ العلمة ممد بن صال العثيمي رحه ال تعال‬ ‫القدمة‬ ‫المد ل رب العالي والصلة والسلم على نبينا ممد خات النبيي وإمام التقي وعلى آله‬ ‫وصحبه ومن تبعهم بإحسان إل يوم الدين ‪،‬‬ ‫أما بعد ‪،‬‬ ‫فهذه هي ( الربعي النووية ) نبتدأ دروس هذه الجازة ف هذه الليلة ليلة السبت الامس عشر‬ ‫من ربيع الول سنة إحدى وعشرين وأربع مائة وألف ‪،‬‬ ‫ل صالا ‪،‬‬ ‫ونسأل ال سبحانه وتعال أن يرزقنا علما نافعا وعم ً‬ ‫ث نرحب بإخواننا الذين قدموا لضور هذه الدروس وننئهم با مَنّ ال به عليهم من الثواب‬ ‫الزيل ‪،‬‬ ‫حيث قال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬من سلك طريقا يلتمس به علما سهّل ال له‬ ‫به طريقا إل النة ) ‪،‬‬ ‫وسلوك الطريق للعلم ينقسم إل قسمي ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬سلوك طريق حسي ‪ ،‬كأن يأت النسان من بيته إل السجد لضور الدروس ‪،‬‬ ‫‪ – 2‬والثان ‪ :‬معنوي ‪ :‬كأن يطالع ف الكتب ويذاكر مع العلماء ‪،‬‬ ‫وكل المرين يترتب عليه هذا الثواب ‪،‬‬ ‫أيها الخوة إن طلب العلم الشرعي ليس لجرد العلم بكم ال عز وجل وحكم رسوله ‪،‬‬ ‫لن هذا يصل من الؤمن والكافر والب والفاجر ‪،‬‬ ‫ي من‬ ‫ولذلك ترى الكفار الذين درسوا الفقه السلمي ترى عندهم من علم الفقه ما ليس عند كث ٍ‬ ‫السلمي ‪،‬‬ ‫ل فهو وبالٌ على صاحبه ‪،‬‬ ‫القصود من العلم العمل ‪ ،‬وكل عل ٍم ينتج عم ً‬ ‫لن هذا الذي تعلم ول يعمل من أول وأول أهل النار بالعقوبة والعياذ بال ‪،‬‬ ‫كما قال الناظم ‪:‬‬ ‫وعال بعلمه ل يَـعْـمَـلَـنْ‬

‫ب من قبل عباد الـوثـن‬ ‫معذ ٌ‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫فالعلم سلح إما لك وإما عليك ‪،‬‬ ‫مت يكون لك ؟‬ ‫إذا عملت به ويكون عليك إذا ل تعمل به ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫قال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬القرآن حجة لك أو عليك ) وليس فيه قسمٌ ثالث‬ ‫ل لك ول عليك ‪ ،‬إما لك وإما عليك ‪،‬‬ ‫فإن عملت به كان لك ‪ ،‬وإن ل تعمل به كان عليك ‪،‬‬ ‫إن عملت به ف حق ال عز وجل ف العبادة الت بينك وبي ال تبارك وتعال ‪،‬‬ ‫إن عملت به فيما بينك وبي الناس منت العاملة واللق وغي ذلك فأنت موف ٌق والعلم حجةٌ‬ ‫لك ‪ ،‬وإن كانت الخرى فقد جانبك التوفيق وصار العلم وبالً عليك ‪،‬‬ ‫أيها الخوة إنه يب على طالب العلم مراعاة ما يأت ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬حسن النية بطلب العلم بأن يكون قصد النسان امتثال أمر ال عز وجل ورجاء ثوابه ‪،‬‬ ‫هل أمر ال بالعلم ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم ‪،‬‬ ‫أمر ال بالعلم بأعظم الشياء ‪،‬‬ ‫قال ‪ { :‬فاعلم أنه ل إله إل ال واستغفر لذنبك وللمؤمني والؤمنات } ‪،‬‬ ‫وقال عز وجل ‪ { :‬قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون } ‪،‬‬ ‫وقال تعال ‪ { :‬يرفع ال الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } ‪،‬‬ ‫وهذا حثّ على العلم ‪،‬‬ ‫فتنوي بطلب العلم امتثال أمر ال ‪،‬‬ ‫إخواننا إذا نويت بطلب العلم امتثال أمر ال ‪ ،‬ماذا سيكون طلب العلم ؟‬ ‫يكون عباده تتقرب با إل ال ‪ ،‬تقلب صفحات الكتاب فأنت ف عبادة ‪،‬‬ ‫كالذي يدس مسدسه ومدفعه للجهاد ‪،‬‬ ‫وإذا كان العلم بذه النية فل يعدله شيء ‪،‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬تنوي بطلب العلم رفع الهل عنك أولً وعن الناس ثانيا ‪،‬‬ ‫كيف عن نفسك أولً ؟‬ ‫لنك خلقت جاهل‌ً ‪،‬‬ ‫كما قال عز وجل ‪ { :‬وال أخرجكم من بطون أمهاتكم ل تعلمون شيئا } ‪،‬‬ ‫وأنت بنفسك الن ترى أنك كلما جلست إل عال أو راجعت كتابا ازددت علما ‪،‬‬ ‫أليس كذلك ؟‬ ‫فتنوي بطلب العلم رفع الهل عنك وعن نفسك ‪،‬‬ ‫لن رفع الهل نور ‪ ،‬العلم نور يستضاء به ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ولذلك تد أكثر الناس انشراحا ف الصدر هم أهل العلم ‪،‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬حفظ الشريعة ‪ ،‬يعن حفظ الشريعة ‪،‬‬ ‫لن الشريعة مفوظة بالكتب السطورة وكذلك بالقلوب ‪،‬‬ ‫فتنوي حفظ الشريعة من أن تضيع ‪،‬‬ ‫لنا إذا ل يتجه إل العلم ضاعت الشريعة ‪،‬‬ ‫تنوي حفظ الشريعة يعن أن تفظ الشريعة من أن تضيع ‪،‬‬ ‫تفظها بالصدر تفظها بالورق ‪ ،‬لنه إذا ل يتعلم الناس ضاعت الشريعة ‪،‬‬ ‫ث اعلم أن حفظ الشريعة ‪ ،‬الشريعة كما يكون بتقييد العلومات يكون كذلك بتطبيق‬ ‫العلومات ‪ ،‬انتبه لذه النقطة ‪،‬‬ ‫حفظ الشريعة بتطبيق العلومات ‪،‬‬ ‫ولذا لو سألتكم هل نسيتم التشهد الول والخي ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪،‬‬ ‫لاذا ؟‬ ‫لنكم تقرؤونه ف اليوم والليلة عدة مرات فهذا حفظ الشريعة ‪،‬‬ ‫الرابع ‪ :‬أن ينوي بذلك حاية الشريعة ‪ ،‬ل سيما ف زمنٍ تكثر فيه الفت ‪،‬‬ ‫حاية الشريعة غي حفظ الشريعة ‪،‬‬ ‫حايتها هي الدفاع عنها ‪ ،‬ورد كيد الكائدين وإبطال شبه البطلي ‪ ،‬وما أشبه ذلك ‪،‬‬ ‫لن الشريعة ل تمى إل بأصحابا برجالا ‪ ،‬كما أن الديار ل تمى إل بشجعانا ‪،‬‬ ‫ب زوجان ‪ ،‬فيها العلوم الكثية ‪،‬‬ ‫ل مبتدعا قام ف مكتبة فيها من كل كتا ٍ‬ ‫أرأيت لو أن رج ً‬ ‫وقام يتكلم بالبدعة يقررها ويؤكدها ‪،‬‬ ‫وليس عنده إل الكتب وطلب علمٍ مبتدءون يغترون بقوله ‪،‬‬ ‫هل يكن لذه الكتب السلفية أن تدافع ؟‬ ‫ل يكن ‪،‬‬ ‫لكن لو كان هناك طالب علم أمكن أن يدافع ‪،‬‬ ‫إذن انوِ الدفاع عن الشريعة كما ينوي الجاهدون الدفاع عن بلد السلم ‪،‬‬ ‫لن شريعتك السلمية مستهدفة منذ بزغ نور فجرها ‪،‬‬ ‫وهي مستهدفة إل اليوم واليوم أشد وأشد ‪،‬‬ ‫لاذا ؟‬ ‫‪3‬‬

‫لن الدول التحضرة وهي التخلفة ف الواقع تاف من السلم خوفا شديدا ‪،‬‬ ‫ولذا يذكر عن بعض زعمائهم أنه قال لا فّتتَ التاد السوفيت قال ‪ ( :‬الن استرحنا من‬ ‫الشيوعية ‪ ،‬لكن بقي علينا العدو الكب ) ‪،‬‬ ‫أل وهو السلم ‪،‬‬ ‫ولذلك تدون حايتهم للنصارى ومساعدتم ضد السلمي وكذلك مساعدة اليهود هذا شيءٌ‬ ‫يعرفه متتبع الخبار وهم يبثون سومهم ف المة السلمية من كل ناحية ‪ ،‬تارة بالشبه وتارة‬ ‫بالخلق وتارة بالعاملت الربوية واليسرية وما أشبه ذلك ‪،‬‬ ‫الناس اليوم ف ضرورةٍ لماية الشريعة فهذه ستة أشياء كلها تدور حول الخلص ف طلب العلم‬ ‫‪،‬‬ ‫قال المام أحد ‪ :‬العلم ل يعدله شيء لن صحت نيته ‪ ،‬ل يعدله شيء أي شيء لن صحت نيته ‪،‬‬ ‫قالوا كيف يا أبا عبد ال ؟ قال ‪ :‬ينوي رفع الهل عن نفسه وعن غيه ‪،‬‬ ‫وهذا جزءٌ من إخلص النية ‪،‬‬ ‫هذه واحدة ‪ :‬أن ينوي بطلب العلم إخلص النية ‪ ،‬ويتضمن كل الشياء الستة هذه ‪،‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬أن يعمل بعلمه ‪،‬‬ ‫على طالب العلم أن يعمل بعلمه لن هذا ثرة العلم ‪،‬‬ ‫وهو الن قد أمسك بالجة إما له وإما عليه ‪ ،‬فليعمل ‪،‬‬ ‫واعلم يا أخي ‪ ،‬ويا أيها الشباب أنك إذا عملت بالعلم زدت إيانا وزدت أجرا وزدت قبولً عند‬ ‫الناس ‪،‬‬ ‫قال ال عز وجل ‪ { :‬والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم } ‪،‬‬ ‫{ زادهم هدىً } أي علما ‪،‬‬ ‫{ وآتاهم تقواهم } أي عملً صالا ‪،‬‬ ‫كلما عملت بالعلم وفرحت بالسألة تعرفها من كتاب ال وسنة رسوله ث عملت با ازددت علما‬ ‫وإيانا وقبولً عند الناس وفكاكا من الث ‪،‬‬ ‫اعمل بالعلم ‪،‬‬ ‫أرأيت الرجل يعرف أن الغيبة حرام من كبائر الذنوب ولكنه يغتاب الناس هل انتفع بعلمه ؟‬ ‫ل‪،‬‬ ‫إذن علمه ضرر عليه ‪،‬‬ ‫ل بد أن تعمل بالعلم ‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫أسأل ال ل ولكم أن يرزقنا علما نافعا ‪،‬‬ ‫وإل خسرت وفقدت فائدة العلم ‪،‬‬ ‫إذا عملت بعلمك صرت موثوقا عند الناس وقبل الناس منك وعرفوا أن دعوتك صحيحة وأنك‬ ‫تفعل ما تقول ‪،‬‬ ‫وهذا شيءٌ مشاهد ‪،‬‬ ‫ل حذر الناس من إسبال الثوب وهو مسبل ثوبه جاء بالدلة والنصوص البينة الواضحة‬ ‫لو أن رج ً‬ ‫وقَبِلَ الناسُ النصوص ‪،‬‬ ‫لكن هل قبولم لا كقبولم إياها من رجل ( ملتزم ) مستقيم ؟‬ ‫أنا قلت ( ملتزم ) غلط ‪،‬‬ ‫لن كلمة ( ملتزم ) عند الناس يعن مستقيم ‪،‬‬ ‫ل تقل ‪ ( :‬فلن ملتزم ) ‪،‬‬ ‫قل ‪ :‬فلن مستقيم ‪،‬‬ ‫لتوافق الكتاب والسنة ‪،‬‬ ‫قال ال تعال ‪ { :‬إن الذين قالوا ربنا ال ث استقاموا } ول يقل ( ث التزموا ) ‪،‬‬ ‫وقال رجلٌ للنب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قل ل ف السلم قولً ل أسأل عنه أحدا غيك ‪ ،‬قال ‪( :‬‬ ‫قل ‪ :‬آمنت بال ‪ ،‬ث استقم ) ‪،‬‬ ‫أقول ‪ :‬هل يقبلون من هذا الرجل الذي حذر من إسبال الثوب وهو مسبل كقبولم من رجل‬ ‫حذر من إسبال الثوب وهو ل يسبل ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪،‬‬ ‫فإذا أردت أن تنجو بعلمك من إثك وأردت الناس أن يقبلوا علمك فاعمل به ‪،‬‬ ‫حت تكون أول من يطبق ذلك ‪،‬‬ ‫ولذا يا جاعة التطبيق العملي أقوى تأثيا من القول باللسان أقوى بكثي ‪،‬‬ ‫أضرب لكم مثلً أو مثلي أو ثلثة ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬ف صلح الديبية لا قرر النب صلى ال عليه وسلم أن يتحلل ‪ ،‬لن الشركي صدوا النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم عن إتام العمرة فقرر أن يتحلل أمر الناس أن يلقوا ‪ ،‬أمرهم أن يلقوا‬ ‫ويتحللوا لكن صار ف نفوسهم شيء ترددوا لعلهم يرجون أن يُنسخ المر لن النب صلى ال‬ ‫عليه وسلم أحيانا يأمر بالمر ث إذا روجع فيه أمر بغيه ‪ ،‬فغضب عليه الصلة والسلم دخل‬ ‫على أم سلمة ووجدته متغيا أم سلمة زوجته وكانت من أعقل النساء ‪ ،‬وسألته ‪ :‬ما الذي‬ ‫‪5‬‬

‫غيّرك ؟ قال ‪ :‬أمرتم أن يلقوا ول يفعلوا ‪ ،‬أو كلم من هذا العن ‪ ،‬قالت ‪ :‬أتريد أن يفعلوا ؟‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قالت ‪ :‬اخرج إليهم وادعُ باللق أن فليحلقك ‪ ،‬خرج ودعا باللق فحلقه ‪،‬‬ ‫فصار الناس يكاد يقتل بعضهم بعضا أيهم يلق أو ًل ‪،‬‬ ‫سبحان ال ‪،‬‬ ‫لاذا ؟‬ ‫الفعل ‪،‬‬ ‫صار تأثي فعله أشد من تأثي قوله ‪،‬‬ ‫‪ – 2‬الثل الثان ‪ :‬ف حجة الوداع أمر من يَسُقْ الدي ‪ ،‬أن يعل حجه عمرة ‪ ،‬أو قرانه عمرة‬ ‫فراجعوه ف ذلك ‪ ،‬حت قالوا قولً يُستحى من ذكره ‪ ،‬قالوا ‪ :‬الل كله نل حت من النساء ؟‬ ‫قال ‪ ( :‬حت من النساء ) ‪ ،‬قالوا ‪ :‬نرج من من وذكر أحدنا يقطر منيا ؟ قال ‪ ( :‬نعم ) ‪ ،‬يعن‬ ‫من الماع ‪ ،‬قال ‪ ( :‬نعم ) ‪ ،‬فلما رآهم ل تطب نفوسهم ‪ ،‬قال ‪ ( :‬لو استقبلت من أمري ما‬ ‫استدبرت ما سقت الدي ول أحللت لكم ) ‪،‬‬ ‫لكن منعه أن يفعل ما أمرهم به منعه من ذلك سوق الدي ‪،‬‬ ‫‪ – 3‬ويذكر أن شيخ السلم ابن تيمية رحه ال لا حاصر التتار دمشق وكان ف رمضان قال‬ ‫للجنود ‪ :‬أفطروا فإنه أقوى لكم ‪ ،‬فتردد بعض الناس ‪ ،‬وسألوا بعض العلماء قالوا ‪ :‬نفطر ؟ قالوا‬ ‫‪ :‬ل تفطروا ‪ ،‬ل أنتم مرضى ول على سفر ل تفطروا ‪ ،‬فأخذ خبزة وجعل ير بي صفوف‬ ‫القاتلي ويأكلها ‪ ،‬كل ذلك من أجل أن يطمئنهم إل جواز الفطار ‪،‬‬ ‫وما قاله صحيح ‪ ،‬لن فيه دليل ‪:‬‬ ‫فإن النب صلى ال عليه وسلم ف غزوة الفتح وكانت ف رمضان أمرهم أن يفطروا ‪ ،‬منهم من‬ ‫أفطر ومنهم من ل يفطر ‪ ،‬فلما قربوا من مكة قال ‪ ( :‬إنكم ملقو العدو غدا والفطر أقوى لكم‬ ‫فأفطروا ) فجعل السبب التقوي على القتال ‪،‬‬ ‫الهم يا إخواننا أنكم إذا عملتم بعلمكم صار ذلك أقوى لقبول قولكم وأشد طمأنينة لقبوله وإل‬ ‫سينقص قبول الناس لكم بقدر ما نقصتم من العمل بعلمكم ‪،‬‬ ‫اجتهدوا ل تقولوا ‪ :‬حفظنا الت الفلن والت الفلن ‪،‬‬ ‫حثّ عليه ‪،‬‬ ‫هذا طيب ل شك وَن ُ‬ ‫لكن الكلم على الخلص والعمل حت ل تضيعوا ‪،‬‬ ‫قراءتنا ف هذا الجازة إن شاء ال هي هذا الكتاب ( الربعي النووية ) ف الساء ‪،‬‬ ‫ونرجو ال تبارك وتعال أن نكمله على خي ‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫ف هذه الليلة نقرأ من كتاب ( الربعي النووية ) ‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫الديث الول‬ ‫عن أمي الؤمني أب حفصٍ عمر بن الطاب رضي ال عنه قال ‪ :‬سعت رسول ال عليه وسلم‬ ‫يقول ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إنا العمال بالنيات ‪ ،‬وإنا لكل امرئ ما‬ ‫نوى ‪ ،‬فمن كانت هجرته إل ال ورسوله فهجرته إل ال ورسوله ‪ ،‬ومن كانت هجرته لدنيا‬ ‫يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إل ما هاجر إليه ) ‪.‬‬ ‫رواه إماما الحدثي أبو عبد ال ممد بن إساعيل بن إبراهيم بن الغية بن بردزبه البخاري وأبو‬ ‫السي مسلم بن الجاج بن مسلم القشيي النيسابوري ف صحيحيهما اللذين ها من أصح‬ ‫الكتب الصنفة ‪.‬‬ ‫الشرح‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫المام الافظ النووي من أصحاب الشافعي الذين تعتب أقوالم ‪،‬‬ ‫ومن أشد الشافعية ف الرص على التأليف ‪،‬‬ ‫وأَّلفَ ف فنونٍ شت ‪ ،‬ف الديث ومتعلقاته وف اللغة كما ف ( تذيب الساء واللغات ) ‪،‬‬ ‫وهو ف القيقة من أعلم الناس ‪،‬‬ ‫والظاهر وال أعلم أنه من أخلص الناس ف التأليف ‪،‬‬ ‫لن تأليفاته رحه ال انتشرت ف العال السلمي ‪،‬‬ ‫ل تكاد تد مسجداَ إل ويقرأ فيه ( رياض الصالي ) ‪،‬‬ ‫وكتبه مشهورة مبثوثة ف العال ما يدل على صحة نيته ‪،‬‬ ‫فإن قبول الناس للمؤلفات من الدلة على إخلص النية وهو رحه ال متهد والجتهد يطئ‬ ‫ويصيب ‪،‬‬ ‫وقد أخطأ رحه ال ف مسائل الساء والصفات فكان يؤول فيها لكنه ل ينكرها ‪،‬‬ ‫فمثلً ‪ { :‬على العرش استوى } ‪ ،‬فيقول أهل التأويل معناها ‪ :‬استول على العرش ‪،‬‬ ‫لكن ل ينكرون { استوى } ‪،‬‬ ‫لنم لو أنكروا الستواء لكفروا إذا أنكروه تكذيبا لكنهم يصدقون ولكن يرفونه ‪،‬‬ ‫مثل هذه السائل ‪،‬‬ ‫إذا علمنا صدق نية النووي رحه ال وكثرة ما انتفعت المة بؤلفاته فإنا تغتفر ‪،‬‬ ‫ولقد ضل قومٌ أخذوا يسبونه سباّ عظيما من اللف الالفي ‪،‬‬ ‫حت بلغن أن بعضهم قال ‪ ( :‬يب أن يُحرق شرح النووي على صحيح مسلم ) ‪،‬‬ ‫‪8‬‬

‫نسأل ال العافية ‪،‬‬ ‫فالنووي نشهد له فيما نعلم من حاله بالصلح ‪ ،‬وأنه متهد ‪ ،‬وأن كل متهد قد يصيب ‪ ،‬وقد‬ ‫يطئ وإن أخطأ فله أجرٌ واحد وإن أصاب فله أجران ‪،‬‬ ‫وقد ألف مؤلفات كثية من أحسنها هذا الكتاب ( الربعي النووية ) ‪،‬‬ ‫وهي ليست أربعي بل اثنان وأربعون ‪،‬‬ ‫لكن العرب يذفون الكسر ف العداد ‪،‬‬ ‫فيقولون ‪ :‬أربعون وإن زاد واحدا أو اثني أو نقص واحدا أو اثني ‪،‬‬ ‫هذه الربعون ينبغي لطالب العلم أن يفظها ‪ ،‬لنا منتخبة من أحاديث عديدة ‪ ،‬ومن أبواب‬ ‫متفرقة ‪،‬‬ ‫يعن لو جئنا إل ( عمدة الحكام ) ‪ ( ،‬عمدة الحكام ) منتخبة ل شك لكنها ف باب واحد باب‬ ‫الفقه ‪،‬‬ ‫أما هذه فهي من أبواب متفرقة متنوعة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬عن أمي الؤمني أب حفصٍ ) ‪ :‬أمي الؤمني هو أبو حفص عمر بن الطاب ‪،‬‬ ‫آلت إليه اللفة ‪ ،‬بتعيي أب بكر الصديق رضي ال عنه له ‪،‬‬ ‫فهو حسن ٌة من حسنات أب بكر ‪،‬‬ ‫ونصبه ف اللفة شرعي ‪،‬‬ ‫لن الذي عيّنه أبو بكر ‪،‬‬ ‫وأبو بكر تعيّن ببايعة الصحابة له ف السقيفة ‪،‬‬ ‫فخلفته شرعية كخلفة أب بكر ‪،‬‬ ‫ولقد أحسن أبو بكر اختيارا حيث اختار عمر بن الطاب رضي ال عنه ‪،‬‬ ‫يقول ‪ :‬أنه سع النب صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ............ :‬ال ‪،‬‬ ‫وف قوله ‪ ( :‬سعت ) ‪ :‬دليلٌ على أنه أخذ من النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم بل واسطة ‪،‬‬ ‫والعجب أن هذا الديث ل يروه عن النب صلى ال عليه وسلم إل عمر مع أهيته ‪،‬‬ ‫لكن له شواهد ف القرآن والسنة ‪:‬‬ ‫ففي القرآن ‪ { :‬وما تنفقون إل ابتغاء وجه ال } هذه نية ‪،‬‬ ‫{ ممد رسول ال والذين معه أشداء على الكفار رحاء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلً‬ ‫من ال ورضوانا } وهذه نية ‪،‬‬

‫‪9‬‬

‫وقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬واعلم أنك لن تنفق نفقة تبتغي با وجه ال إل أُ ِج ْرتَ عليها‬ ‫حت ما تعله ف فِيّ امرأتك ) ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬تبتغي با وجه ال ) هذه نية ‪،‬‬ ‫فالهم أن معن الديث ثابت بالقرآن والسنة ‪،‬‬ ‫ولفظ الديث انفرد به عمر رضي ال عنه ‪،‬‬ ‫لكن تلقته المة بالقبول التام حت إن البخاري صدّر كتاب الصحيح بذا الديث ‪،‬‬ ‫يقول ‪ ( :‬إنا العمال بالنيات ‪ ،‬وإنا لكل امرئ ما نوى ) نتكلم أو ًل على ما فيه من البلغة ‪،‬‬ ‫الديث ‪ ( :‬إنا العمال بالنيات ) ‪ :‬فيه من البلغة ‪:‬‬ ‫الصر ‪ :‬وهو ‪ ( :‬إثبات الكم ف الذكور ونفيه عما سواه ) ‪،‬‬ ‫طريق الصر ف هذا الديث ‪ ( :‬إنا ) ‪،‬‬ ‫لن ( إنا ) تفيد الصر ‪،‬‬ ‫إذا قلت ( زي ٌد قائم ) ما فيه حصر ‪،‬‬ ‫( إنا زي ٌد قائم ) فيه حصر ‪ ،‬وأنه ليس إل زيد قائما فهذا أداة حصر ‪،‬‬ ‫وكذلك ( وإنا لكل امرئٍ ما نوى ) ‪،‬‬ ‫ونشي ف الديث ‪ ( :‬فمن كانت هجرته إل ال ورسوله فهجرته إل ال ورسوله ومن كانت‬ ‫هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ يتزوجها فهجرته إل ما هاجر إليه ) ‪،‬‬ ‫ف الملة الخية من البلغة ‪:‬‬ ‫إخفاء نية من هاجر إل الدنيا ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬فهجرته إل ما هاجر إليه ) ‪ ،‬ول يقل ‪ ( :‬إل دنيا يصيبها ) ‪،‬‬ ‫الفائدة البلغية ف ذلك ‪:‬‬ ‫هو تقي ما هاجر إليه هذا الرجل ‪ ،‬يعن ل أهلً لن يذكر ‪،‬‬ ‫بل يُكنّى عنه بقوله ‪ ( :‬إل ما هاجر إليه ) ‪،‬‬ ‫( من كانت هجرته إل ال ورسوله ) ‪،‬‬ ‫الواب ‪ ( :‬فهجرته إل ال ورسوله ) ذكرها ‪،‬‬ ‫( من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ يتزوجها – أو ينكحها – فهجرته إل ما هاجر إليه ) ‪،‬‬ ‫ول يقل ‪ ( :‬إل دنيا يصيبها أو امرأ ٍة ينكحها ) ‪،‬‬ ‫لاذا ؟‬ ‫تقيا لشأن ما هاجر إليه وهي الدنيا أو الرأة ‪،‬‬ ‫‪10‬‬

‫أما الول ‪ ( :‬فهجرته إل ال ورسوله ) فذكره تنويها بفضله ‪،‬‬ ‫أما من حيث العراب ‪ :‬وهو البحث الثان ‪:‬‬ ‫( إنا العمال بالنيات ) مبتدأ وخب ‪،‬‬ ‫( العمال بالنيات ) ‪ ( :‬العمال ) مبتدأ ‪،‬‬ ‫و ( بالنيات ) خبه ‪،‬‬ ‫ئ ما نوى ) أيضا مبتدأ وخب ‪،‬‬ ‫( وإنا لكل امر ٍ‬ ‫لكن ُق ّدمَ الب على البتدأ ‪،‬‬ ‫لن البتدأ ف قوله ‪ ( :‬وإنا لكل امرئٍ ما نوى ) هو ‪ ( :‬ما نوى ) متأخر ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فمن كانت هجرته إل ال ورسوله فهجرته إل ال ورسوله ) ‪ :‬هذه جلة شرطية ‪.‬‬ ‫أداة الشرط فيها ‪ ( :‬من ) ‪،‬‬ ‫وفعل الشرط ‪ ( :‬كانت ) ‪،‬‬ ‫وجواب الشرط ( فهجرته إل ال ورسوله ) ‪،‬‬ ‫وهكذا نقول ف ‪ ( :‬ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ‪ ) ....‬ف العراب ‪،‬‬ ‫أما ف اللغة ‪:‬‬ ‫فنقول ‪:‬‬ ‫( العمال ) ‪ :‬جع عمل ‪،‬‬ ‫ويشمل ‪ :‬العمال القلبية والعمال النطقية والعمال الوارحية ‪،‬‬ ‫يشمل ‪ :‬العمال كلها القلبية والنطقية والوارحية ‪،‬‬ ‫العمال القلبية ‪ :‬ما ف القلب من العمال ‪.‬‬ ‫كالتوكل على ال والنابة إليه والشية منه وما أشبه ذلك ‪،‬‬ ‫هذه أعمال قلبية ‪،‬‬ ‫العمال النطقية ‪ :‬أعمال اللسان ‪.‬‬ ‫وما أكثر أقوال اللسان ‪،‬‬ ‫ل من اللسان ‪،‬‬ ‫ل أعلم شيئا من الوارح أكثر عم ً‬ ‫اللهم إل أن تكون العي أو الذن ‪،‬‬ ‫الثالث ‪ :‬الوارحية ‪ :‬أعمال اليدين والرجلي وما أشبه ذلك ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬العمال بالنيات ) ‪ :‬النيات ‪ :‬جع نية ‪ ،‬وهي ‪ :‬القصد ‪ ،‬وملها ‪ :‬القلب ‪،‬‬ ‫فهي عمل قلب وتعلق للجوارح با ‪،‬‬ ‫‪11‬‬

‫قوله ‪ ( :‬وإنا لكل امرئ ) ‪ :‬لكل إنسان ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ما نوى ) ‪ :‬أي ما نواه ‪،‬‬ ‫هاتان الملتان ‪ ،‬هل ها بعن واحد أو ها متلفتان ؟‬ ‫الواب ‪ :‬يب أن نعلم أن الصل ف الكلم التأسيس دون التوكيد ‪،‬‬ ‫ومعن التأسيس يعن أن الثانية لا معن مستقل ‪،‬‬ ‫ومعن التوكيد أن الثانية بعن الول ‪،‬‬ ‫هذه ‪ ،‬ننظر ‪،‬‬ ‫بعض العلماء يقول ‪ :‬الملتان بعنً واحد ‪،‬‬ ‫فقد قال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬إنا العمال بالنيات ) ‪.‬‬ ‫ئ ما نوى )‬ ‫وأكد ذلك بقوله ‪ ( :‬وإنا لكل امر ٍ‬ ‫هذا قولٌ لبعض العلماء ‪،‬‬ ‫وبعض العلماء قال ‪ :‬إن الثانية غي الول ‪،‬‬ ‫فالكلم من باب التأسيس ل من باب التوكيد ‪،‬‬ ‫فالقاعدة أيها الخوة الطلبة أنه إذا دار الكلم بي تأسيسا أو توكيدا أن نعله تأسيسا وأن نعل‬ ‫الثان غي الول ‪،‬‬ ‫لنك لو جعلت الثان هو الول صار ف ذلك تكرار يتاج إل أن نعرف السبب ‪،‬‬ ‫والصواب ‪ :‬أن الثانية غي الول ‪،‬‬ ‫فالول ‪ :‬باعتبار النوي وهو العمل ‪،‬‬ ‫والثانية ‪ :‬باعتبار النوي له وهو العمول له ‪،‬‬ ‫هل أنت عملت ل أو عملت للدنيا ؟‬ ‫ويدل لذا ما َفرّ َعهُ النب صلى ال عليه وسلم ف قوله ‪ ( :‬فمن كانت هجرته إل ال ورسوله‬ ‫فهجرته إل ال ورسوله ) ‪،‬‬ ‫وعلى هذا فيبقى الكلم ل تكرار فيه ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬العمال بالنيات ) ‪ :‬والقصود من هذه النية تييز العادات عن العبادات وتييز العبادات‬ ‫بعضها عن بعض ‪،‬‬ ‫تييز العادات عن العبادات ‪:‬‬ ‫مثاله ‪ :‬الرجل يأكل الطعام شهو ًة والرجل الخر يأكل الطعام امتثا ًل لمر ال ف قوله ‪ { :‬وكلوا‬ ‫واشربوا } ‪،‬‬ ‫‪12‬‬

‫صار أكل الثان عبادة وأكل الول عادة ‪،‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الرجل يسبح بالاء تبدا والثان يسبح بالاء للغسل من النابة ‪،‬‬ ‫الول عادة والثان عبادة ‪،‬‬ ‫ولذا لو كان على النسان جنابة ث انغمس ف الاء للتبد ث صلى ‪،‬‬ ‫هل يزؤه ذلك أو ل ؟‬ ‫ل يزؤه ‪،‬‬ ‫ل بد من النية وهو ل ينو التعبد وإنا نوى التبد ‪،‬‬ ‫ولذا قال بعض أهل العلم ‪ :‬عبادات أهل الغفلة عادات وعادات أهل اليقظة عبادات ‪،‬‬ ‫سبحان ال سبحان ال ‪،‬‬ ‫( عبادات أهل الغفلة عادات ) ‪ :‬يقوم ويغسل ويصلي ويذهب على العادة ‪،‬‬ ‫و ( عادات أهل اليقظة عبادات ) ‪ :‬تده إن أكل يريد امتثال أمر ال يريد إبقاء نفسه يريد ستر‬ ‫عورته يريد التكفف عن الناس يكون عبادة ‪،‬‬ ‫آخر لبس ثوبا جديدا يريد أن يزبعه يريد أن يترفه بثيابه أو يكشخ هذا ل يؤجر ‪،‬‬ ‫آخر لبس ثوبا جديدا يريد أن يعرف الناس قدر نعمة ال عليه وأنه غن هذا يؤجر ‪ ،‬ف يوم‬ ‫المعة لبس أحسن ثيابه لنا يوم المعة ‪،‬‬ ‫والثان لبس أحسن ثيابه تأسيا بالنب صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫أيهما العبادة ؟‬ ‫الثان ‪ ،‬وعلى هذا فقس ‪،‬‬ ‫يصلي النسان ركعتي أحدها ينوي بذلك التطوع والثان ينوي الفريضة ‪،‬‬ ‫تيز العملن أم ل ؟‬ ‫تيزا ‪ ،‬هذا نفل وهذا واجب ‪ ،‬وعلى هذا فقس ‪،‬‬ ‫إذن القصد تييز العبادات بعضها عن بعض كالنفل مع الفريضة أو تييز العادات عن العبادات‬ ‫هذا القصود بالنية ‪،‬‬ ‫النية ملها القلب ل ينطق با إطلقا ‪،‬‬ ‫لن تتعبد لن { يعلم خائنة العي وما تفي الصدور } ‪،‬‬ ‫لست تعمل لنسان حت تقول ‪ :‬عملت هذا لك ‪،‬‬ ‫تعمل ل عز وجل ‪،‬‬ ‫ولذا ل ينطق النب صلى ال عليه وسلم بالنية أبدا ‪،‬‬ ‫‪13‬‬

‫والنطق با بدعة ينهى عنه ‪ ،‬ل سرا ول جهرا ‪،‬‬ ‫خلفا لن قال من أهل العلم ‪ :‬إنه ينطق با جهرا ‪،‬‬ ‫وبعضهم قال ‪ :‬ينطق با سراّ ‪،‬‬ ‫وعللوا ذلك بأن يطابق اللسان القلب ‪،‬‬ ‫نقول ‪ :‬يا سبحان ال ‪ ،‬أين رسول ال عن هذا ؟‬ ‫لو كان هذا من شرع الرسول لفعله هو وبينه للناس ‪،‬‬ ‫ويذكر أن عاميا من أهل ند كان ف السجد الرام وإل جانبه رجل ل يعرف إل الهر بالنية ‪،‬‬ ‫الرجل النجدي هذا عامي ما يعرف شيء لا أقيمت صلة الظهر قال الرجل الذي كان ينطق‬ ‫بالنية قال ‪ :‬اللهم إن نويت أن أصلي الظهر أربع ركعات ل خلف إمام السجد الرام ‪ ،‬فعندما‬ ‫أراد أن يكب قال العامي ‪ :‬اصب يا رجل باقي عليك ‪ ،‬قال ‪ :‬وماذا تبقى ؟ قال ‪ :‬قال باقي عليك‬ ‫التاريخ ما اليوم وما الشهر وما السنة ‪ ،‬ما حاجة تعلم ‪،‬‬ ‫إذا قال قائل ‪ :‬قول اللب ‪ :‬لبيك اللهم عمرةً ولبيك اللهم حجاّ ولبيك ال عمر ًة وحجاّ ‪ ،‬أليس‬ ‫هذا نطقا بالنية ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬ل ‪ ،‬هذا إظهارا للشعية ‪،‬‬ ‫ولذا قال بعض العلماء ‪ :‬إن التلبية ف النسك كتكبية الحرام ف الصلة ‪،‬‬ ‫ب ما انعقد إحرامك كما أن تكبية الحرام لو ل تكب ما انعقدت صلتك ‪،‬‬ ‫يعن إذا ل تل ّ‬ ‫إذن قول اللب ‪ :‬لبيك عمرةً أو حجاّ أو عمر ًة وحجاّ ‪ ،‬ليس إل لظهار هذه الشعية فقط ‪،‬‬ ‫ولذا ليس من السنة أن نقول ما قاله الفقهاء رحهم ال ‪ :‬اللهم إن أريد نسك العمرة فيسرها ل‬ ‫وإن حبسن حابس فمحلي حيث حبسن ‪،‬‬ ‫ل تقل هكذا ‪،‬‬ ‫لن هذا ذكر يتاج إل دليل ول دليل ‪،‬‬ ‫إذن النية لغةً ‪ :‬القصد ‪،‬‬ ‫واصطلحا ‪ :‬نية العمل ‪،‬‬ ‫وملها القلب ‪ ،‬والنطق با بدعة ‪،‬‬ ‫إذن ُأنْ ِكرُ على من نطق با أم ل ؟‬ ‫أنكر عليه ‪ ،‬ولكن بدوء ‪،‬‬ ‫أقول ‪ :‬يا أخي هذه ما قالا الرسول عليه الصلة والسلم ول أصحابه فدعها ‪،‬‬ ‫فإذا قال ‪ :‬قالا فلن ف كتابه الفلن ‪،‬‬ ‫‪14‬‬

‫قل ‪ :‬القول ما قاله ال ورسوله ‪،‬‬ ‫ئ ما نوى ) هذه الخية وهي نية العمول له ‪،‬‬ ‫( وإنا لكل امر ٍ‬ ‫هي الت يتفاوت فيها الناس تفاوتا عظيما ‪،‬‬ ‫نعم ‪ ،‬يتفاوت فيها الناس تفاوتا عظيما ‪،‬‬ ‫تد رجلن يصليان بينهما كما بي الشرق والغرب ف الثواب لن أحدها ملص والثان غي‬ ‫ملص ‪ ،‬هذه يتفاوت فيها الناس تفاوتا عظيما ‪،‬‬ ‫تد شخصي يطلبان العلم التوحيد أو الفقه أو التفسي أو الديث ‪ ،‬أحدها بعيد عن النة والثان‬ ‫قريب منها وها يقرءان ف كتاب واحد وعلى مدرس واحد ‪،‬‬ ‫فالناس ف الملة الخي ة يتفاوتون تفاوتا عظيما أبعد ما بي الشرق والغرب أو ما بي السماء‬ ‫والرض ‪،‬‬ ‫ئ ما نوى ) هذا رجل طلب الفقه ‪ ،‬لاذا يا أخي طلبت الفقه ؟‬ ‫( وإنا لكل امر ٍ‬ ‫قال ‪ :‬لكي أكون قاضيا ‪ ،‬والقاضي له راتب رفيع ومرتبة رفيعة ‪،‬‬ ‫والثان قيل له ‪ :‬ل طلبت الفقه ؟‬ ‫قال ‪ :‬لكون عالا معلما لمة ممد ‪ ،‬بينهما فرق عظيم ‪،‬‬ ‫قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من طلب علما ما يُبتغى به وجه ال ل يريد إل أن ينال عرضا‬ ‫ح رائحة النة ) أعوذ بال ‪،‬‬ ‫من الدنيا ل َيرَ ْ‬ ‫أخلص النية ‪،‬‬ ‫صار الناس يتلفون ف هذه الملة ‪ ( :‬وإنا لكل امرئٍ ما نوى ) اختلفا عظيما ويتباعدون‬ ‫تباعدا عظيما ‪،‬‬ ‫ل بالهاجر ‪:‬‬ ‫ث ضرب النب صلى ال عليه وسلم مث ً‬ ‫فقال ‪ ( :‬فمن كانت هجرته ) الجرة ‪ :‬هي الترك ‪،‬‬ ‫والراد با النتقال من بلد الكفر إل بلد السلم ‪،‬‬ ‫وهل هي واجبة أو سنة أو ما أشبه ذلك ‪ ،‬له بابٌ آخر ‪،‬‬ ‫لكن نريد أن نعرف الجرة كهجرة السلمي من مكة إل البشة أو من مكة إل الدينة ‪،‬‬ ‫وهي مأخوذة من الجر وهو الترك ‪،‬‬ ‫( ومن كانت هجرته إل ال ورسوله فهجرته إل ال ورسوله ) رجل انتقل من مكة قبل الفتح‬ ‫يريد ال ورسوله يعن يريد ثواب ال ويريد الوصول إل ال ‪،‬‬ ‫كقوله تعال ‪ { :‬يا أيها النب قل لزواجك إن كنت تردن ال ورسوله } ‪،‬‬ ‫‪15‬‬

‫( يريد ال ) أي يريد وجه ال ونصرة دين ال وهذه إرادة حسنة ‪،‬‬ ‫( رسوله ) يريد رسول ال ليفوز بصحبته والذب عنه ونشر دينه فهجرته إل ال ورسوله ‪،‬‬ ‫وال تعال يقول ‪ ( :‬من تقرب إل شبا تقربت إليه ذراعا ) ‪،‬‬ ‫فهو إذا أراد ال فإن ال تعال يكافئه على ذلك بأعظم ما عمل وكذلك الرسول بعد موت‬ ‫الرسول عليه الصلة والسلم ‪،‬‬ ‫هل يكن أن تاجر إل الرسول عليه الصلة والسلم ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬أما إل شخصه فل ‪،‬‬ ‫ولذلك ل ناجر إل الدينة من أجل شخص الرسول عليه الصلة والسلم ‪،‬‬ ‫لنه تت الثرى ‪،‬‬ ‫وأما إل سنته وشرعه فهذا وارد ‪،‬‬ ‫أذهب إل بلد أنصر فيها شريعة الرسول عليه الصلة والسلم وأذود عنها ‪،‬‬ ‫هذه هجرة إل رسول ال ‪،‬‬ ‫الجرة إل ال ف كل وقت وحي ‪،‬‬ ‫الجرة إل رسول ال إل شخصه وشريعته ف حياته وإل شريعته بعد ماته ‪،‬‬ ‫نظي هذا قوله تعال ‪ { :‬فإن تنازعتم ف شيء فردوه إل ال والرسول } ‪،‬‬ ‫إل ال دائما ‪،‬‬ ‫وإل الرسول ف حياته وإل شريعته بعد وفاته ‪،‬‬ ‫من ذهب مثلً من البلد الفلن إل البلد الفلن ليتعلم الديث فهذا هجرته إل ال ورسوله ‪،‬‬ ‫ومن هاجر من بلد إل بلد لمرأة يتزوجها خطبها وقالت ‪ :‬ل أتزوجك إل إذا حضرت إل‬ ‫بلدي ‪ ،‬فهجرته إل ما هاجر إليه ‪،‬‬ ‫( أو دنيا يصيبها ) علم أن ف البلد الفلن تارة رابة فذهب إليها من أجل أن يربح فهذا هجرته‬ ‫إل دنيا يصيبها ‪،‬‬ ‫انتهى الكلم على الديث من حيث اللفظ والشرح ‪،‬‬

‫‪16‬‬

‫فوائد الديث‬ ‫أما الفوائد ‪:‬‬ ‫فهذا الديث أيها الخوة ركن من أركان السلم وليس من الركان المسة ‪،‬‬ ‫لكن على السلم مداره ‪،‬‬ ‫ولذا قال العلماء ‪ :‬مدار السلم على حديثي هذا الديث وحديث عائشة ‪ ( :‬من عمل عملً‬ ‫ليس عليه أمرنا فهو رد ) ‪،‬‬ ‫هذا الديث عمدة أعمال القلوب فهو ميزان العمال الباطنة ‪،‬‬ ‫وحديث عائشة عمدة أعمال الوارح فهو ميزان أعمال الوارح ‪،‬‬ ‫ل ليس عليه أمرنا فهو رد ) هذا رجل ملص غاية الخلص يريد الوصول إل ال‬ ‫( من عمل عم ً‬ ‫عز وجل وإل دار كرامته لكنه أتى ببدع كثية رجل ملص ل عز وجل لكنه يعمل عملً بدعيا ‪،‬‬ ‫هذا من جهة النية ‪،‬‬ ‫لكن من جهة العمل سيئ مردود ‪ ،‬لفقده موافقة الشريعة ‪،‬‬ ‫رجل آخر أتى بصلة الفريضة على أت وجه لكن يرائي والده ‪،‬‬ ‫قلنا ‪ :‬لاذا صليت مع الماعة ؟ قال ‪ :‬خائف من أب ‪،‬‬ ‫هذا فقد الخلص ل يثاب على ذلك ‪،‬‬ ‫إل إذا كان يصلي خوفا من أبيه أن يضربه على ترك الصلة فيكون متعبدا ل تعال بالصلة ‪،‬‬ ‫من فوائد هذا الديث ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬أنه يب تييز العبادات بعضها عن بعض والعبادات عن العاملت ‪،‬‬ ‫لقول النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬إنا العمال بالنيات ) فيجب أن تيز‬ ‫ولنضرب مثلً ‪ :‬بالصلة حت ل تتشعب علينا العلوم ‪،‬‬ ‫الصلة مثلً إنسان أراد أن يصلي بعد الزوال ‪ ،‬ما هذه الصلة ؟ بعد زوال الشمس الظهر يب‬ ‫أن ينوي الظهر حت تتميز عن غيها إذا كان عليه ظهران ظهر أمس وظهر قبل أمس يب أن‬ ‫ييز ظهر أمس عن ظهر قبل أمس ‪،‬‬ ‫لن كل صلة لا نية ‪،‬‬ ‫لو نوى بصلة الظهر بعد زوال الشمس خرج من بيته متطهر وراح ودخل السجد ول ف قلبه‬ ‫أنه ظهر ول عصر ول عشاء فقط أنه فرض الوقت ‪،‬‬ ‫تزيء أم ل تزيء ؟‬ ‫على القاعدة ‪ :‬ل تزيء ‪،‬‬ ‫‪17‬‬

‫لنه ما عيّن الظهر وهذا هو الذهب ‪،‬‬ ‫وإذا قلت لكم ‪ :‬الذهب ‪ ،‬يعن مذهب النابلة ‪،‬‬ ‫وقيل ‪ :‬تزيء ‪ ،‬وهو رواية عن أحد ‪ ،‬أنه إذا نوى فرض الوقت كفى ‪،‬‬ ‫وهذا القول هو الصحيح ‪ ،‬الذي ل يسع الناس العمل إل به ‪،‬‬ ‫لنه أحيانا يأت إنسان مع العجلة على طول يكمل ويدخل مع المام بدون أن يقع ف ذهنه أنا‬ ‫الظهر لكن وقع ف ذهنه أنا فرض الوقت ول يأت إل لذا ‪،‬‬ ‫فعلى الذهب نقول ‪ :‬أعدها ‪،‬‬ ‫وعلى القول الصحيح ‪ ،‬نقول ‪ :‬ل تعدها ‪،‬‬ ‫وهذا يريح القلب ‪،‬‬ ‫لن هذا يقع كثيا حت المام أحيانا يسج – معن يسج لغة عامية هذه معن يسج يسهو –‬ ‫ويكب على أن هذا فرض الوقت ‪،‬‬ ‫فهذا على الذهب ‪ :‬لبد أن يعيد ‪،‬‬ ‫وعلى القول الراجح ‪ :‬ل يعيد وهو الذي ل يسع الناس إل العمل به ‪،‬‬ ‫‪ – 2‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬الث على الخلص ل عز وجل ‪،‬‬ ‫لن النب صلى ال عليه وسلم قسم الناس إل قسمي ‪:‬‬ ‫قسم أراد بعمله وجه ال والدار الخرة ‪،‬‬ ‫وقسم بالعكس وهذا يعن الث على الخلص ل عز وجل ‪،‬‬ ‫والخلص جديرٌ بالث عليه ‪،‬‬ ‫لنه هو الركيزة الول الامة الت خلق الناس من أجلها قال ال تعال ‪ { :‬وما خلقت الن‬ ‫والنس إل ليعبدون } ‪،‬‬ ‫ومنها مشروعية الجرة لنا انقسمت إل ‪:‬‬ ‫مقبولة ‪،‬‬ ‫ومردودة ‪،‬‬ ‫والقبولة هي الشروعة وهو كذلك ‪،‬‬ ‫فالجرة سنة مؤكدة وهي ‪ ( :‬النتقال من بلد الشرك إل بلد السلم ) ‪،‬‬ ‫وإذا كان النسان ف بلد الشرك ل يستطيع أن يظهر شعائر دينه وجب عليه أن يهاجر ‪،‬‬ ‫مثل ‪ :‬أن يضرب على الصلة أو على الصيام أو على قراءة القرآن أو ما أشبه ذلك ‪،‬‬ ‫فهنا يب أن يهاجر من بلد الكفر إل بلد السلم ‪،‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪ – 3‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬حسن تعليم الرسول صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫وذلك بالتنويع تنويع الكلم وتقسيم الكلم ‪،‬‬ ‫لنه قال ‪ ( :‬إنا العمال بالنيات ) وهذا للعمل ( وإنا لكل امرئٍ ما نوى ) وهذا للمعمول له ‪،‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الجرة قسمها إل قسمي ‪:‬‬ ‫شرعية ‪،‬‬ ‫وغي شرعية ‪،‬‬ ‫وهذا من حسن التعليم ‪،‬‬ ‫ولذلك ينبغي للمعلم أن ل يسرد السائل على الطالب سردا ‪،‬‬ ‫لن هذا يُنسى بل يؤصل يعن يعل أصولً ويعل قواعد ويعل تقسيما ‪،‬‬ ‫لن ذلك أدعى لثبوت العلم ف قلبه ‪،‬‬ ‫أما أن تسرد عليه مسائل ما أسرع ما ينساها ‪،‬‬ ‫‪ – 4‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬قرن الرسول عليه الصلة والسلم مع ال بالواو ‪،‬‬ ‫قال ‪ ( :‬إل ال ورسوله ) ‪،‬‬ ‫ول يقل ‪ ( :‬إل ال ث رسوله ) ‪.‬‬ ‫ل قال لرسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ :‬ما شاء ال وشئت ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬ما‬ ‫مع أن رج ً‬ ‫شاء ال وحده ) ‪،‬‬ ‫فما الفرق ؟‬ ‫نقول ‪ :‬أما ما يتعلق بالشريعة ‪ :‬فبالواو ‪،‬‬ ‫لن ما صدر عن النب صلى ال عليه وسلم من الشرع كالذي صدر من ال ‪،‬‬ ‫كما قال ال عز وجل ‪ { :‬من يطع الرسول فقد أطاع ال } ‪،‬‬ ‫وأما المور الكونية ‪ :‬فل يوز أن يقرن مع ال أحدٌ بالواو أبدا ‪،‬‬ ‫لن كل شي ٍء تت إرادة ال ومشيئته صار هذا هو الفرق ‪،‬‬ ‫فإذا قال قائل ‪ :‬هل ينل الطر غدا ؟‬ ‫قال ‪ :‬ال ورسوله أعلم ‪،‬‬ ‫ماذا نقول ؟‬ ‫نقول ‪ :‬خطأ ‪،‬‬ ‫الرسول صلى ال عليه وسلم ليس عنده علم بذا ‪،‬‬ ‫إذا قال ‪ :‬هل هذا حرام أو حلل ؟‬ ‫‪19‬‬

‫قال ‪ :‬ال ورسوله أعلم ؟‬ ‫صحيح أم غي صحيح ؟‬ ‫صحيح ‪،‬‬ ‫لن حكم الرسول صلى ال عليه وسلم ف المور حكمٌ ل ‪،‬‬ ‫كما قال عز وجل ‪ { :‬من يطع الرسول فقد أطاع ال } ‪،‬‬ ‫الجرة من أي المور ؟‬ ‫شرعية ‪ ،‬الجرة شرعية ‪،‬‬ ‫النسان يهاجر إل الرسول صلى ال عليه وسلم من أجل أن يمي شريعته ودينه ‪،‬‬ ‫هنا سؤال ‪ :‬أيهما أفضل العلم أو الهاد ف سبيل ال ؟‬ ‫العلم أفضل ‪ ،‬العلم أفضل من حيث هو ‪،‬‬ ‫لن الناس كلهم متاجون إل العلم ‪،‬‬ ‫وسعتم قول المام أحد ‪ :‬العلم ل يعدله شيء ‪،‬‬ ‫العلم من حيث هو علم أفضل من الهاد ‪،‬‬ ‫ول يكن أبدا أن يكون الهاد فرض عي ‪،‬‬ ‫لقول ال تعال ‪ { :‬وما كان الؤمنون لينفروا كافة } ‪،‬‬ ‫فلو كان فرض عي لوجب على جيع السلمي ‪،‬‬ ‫{ فلول نفر من كل فرقةٍ طائفة } يعن وقعدت طائفة‪،‬‬ ‫{ ليتفقهوا ف الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يذرون } ‪،‬‬ ‫قلت لكم ‪ :‬العلم من حيث هو علم أفضل من الهاد ف سبيل ال ‪،‬‬ ‫لكن باعتبار أحوال وأشخاص قد يكون الهاد أفضل ‪،‬‬ ‫مثال ذلك ‪ :‬جاءنا رجل شجاع مقدام قوي جسمه كالبعي لكن ذهنه ذهن بليد ‪ ،‬بليد ل يفهم ‪،‬‬ ‫فجاء يسأل أيهما أفضل له ‪ :‬الهاد أو طلب العلم ؟ الهاد لنه أنفع ‪ ،‬رجل مقدام شجاع نشيط‬ ‫يسك الرجلي والثلثة من العدو ويغفصه هذا أفضل ف الهاد ‪،‬‬ ‫رجل آخر نيف جبان لو يتحرك الباب من الواء فزع ولكنه ف العلم قوي حافظ ذكي مثابر‬ ‫مب للعلم ‪ ،‬ماذا نقول له ؟ العلم أفضل بل شك ‪،‬‬ ‫حصر العدو البلد ‪ ،‬وواحد ف الكتبة يطالع ‪ ،‬فقال ‪ :‬العلم ل يعدله شيء أفضل ‪،‬‬ ‫وآخر قال ‪ :‬اذهب ادفع عن البلد لو احتل الكفار البلد لذهب ما فيه ‪،‬‬ ‫أيهما أفضل ؟‬ ‫‪20‬‬

‫أن يبقى ف مكتبته أو أن يدافع عن البلد ؟ أن يدافع عن البلد ‪،‬‬ ‫فيختلف باختلف الحوال والشخاص ‪،‬‬ ‫لكن من حيث النس ‪ :‬جنس العلم أفضل من جنس الهاد ف سبيل ال ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬إنا العمال بالنيات ) ‪ :‬هل يدخل ف ذلك الطلق أي أنه على نية الطلق أو ل ؟‬ ‫إذا قال الرجل لزوجته ‪ :‬أنتِ طالق ‪ ،‬أي غي مقيدة اليدين والرجلي ‪ ،‬يقع الطلق أو ل ؟‬ ‫ل يقع ‪ ،‬إنا العمال بالنيات ‪،‬‬ ‫لكن هل يُصدق أو ل يُصدق ؟‬ ‫صدّقْ ‪ ،‬ووجب على الزوجة أل تطالبه ‪ ،‬وإن كان بالعكس‬ ‫إن كان أمينا يشى ال عز وجل ُ‬ ‫وجب أن ترافعه إل القاضي ‪ ،‬والقاضي يكم بالظاهر ‪ ،‬ويقول ‪ :‬ليس لنا إل ما سعنا ‪ ،‬كما قال‬ ‫النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إنا أقضي بنحو ما أسع ) ‪،‬‬ ‫الهم يا إخوان أن هذا الديث عظيم تنبن عليه كل العمال الباطنة الت ملها القلب ‪،‬‬ ‫قال الؤلف رحه ال تعال ‪ ( :‬رواه إمام الحدثي ممد بن إساعيل بن إبراهيم بن الغية بن بردزبة‬ ‫البخاري ) من بارى وهو إمام الحدثي ‪،‬‬ ‫و ( مسلم ) قشيي ‪،‬‬ ‫( ف صحيحيهما اللذين ها أصح الكتب الصنفة ) صحيح البخاري وصحيح مسلم ها أصح‬ ‫الكتب الصنفة ف علم الديث ‪،‬‬ ‫ولذا قال بعض الحدثي ‪ :‬إن ما اتفقا عليه يفيد العلم ‪ ،‬يعن ليس يفيد الظن فقط يفيد العلم ‪،‬‬ ‫وأيهما أصح ؟‬ ‫البخاري أصح من مسلم ‪،‬‬ ‫لنه يشترط ف الرواية أن يكون الراوي قد لقي من روى عنه ‪،‬‬ ‫وأما مسلم رحه ال فيكتفي بطلق العاصرة إن ل يثبت لقيه ‪،‬‬ ‫وقد أنكر على من يشترط اللقاء ف أول الصحيح إنكارا عجيبا ‪،‬‬ ‫فالصواب ما ذكره البخاري لبد من ثبوت اللقي ‪،‬‬ ‫ومسلم يقول يكفي إمكان اللقي وإن ل يثبت لقاؤه ‪،‬‬ ‫وبذا صار البخاري أصح ‪،‬‬ ‫لكن ذكر العلماء أن سياق مسلم أحسن من سياق البخاري ‪،‬‬ ‫لنه رحه يذكر الديث ث يذكر شواهده وتوابعه ف مكانٍ واحد ‪،‬‬ ‫والبخاري يفرق ‪،‬‬ ‫‪21‬‬

‫ففي الصناعة مسلم أفضل ‪،‬‬ ‫وأما ف الرواية والصحة فالبخاري أفضل ‪،‬‬ ‫قال بعض أهل العلم ‪ :‬ولول البخاري ما ذهب مسلمٌ ول راح ‪،‬‬ ‫فالديث إذن صحيح أم غي صحيح ؟‬ ‫صحيح ‪ ،‬يفيد العلم اليقين ‪،‬‬ ‫لكنه ليس يقينيا بالعقل ‪،‬‬ ‫إنا هو يقينّ بالنظر ‪،‬‬ ‫لثبوته عن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬

‫‪22‬‬

‫الديث الثان‬ ‫عن عمر بن الطاب رضي ال عنه أيضا ‪ :‬بينما نن جلوسٌ عند النب صلى ال عليه وسلم ذات‬ ‫يوم إذ دخل علينا رجل شديد بياض الثياب ‪ ،‬شديد سواد الشعر ‪ ،‬ل يُرى عليه أثر السفر ‪ ،‬ول‬ ‫يعرفه منا أحد ‪ ،‬حت جلس إل النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فأسند ركبتيه إل ركبتيه ‪ ،‬ووضع‬ ‫كفيه على فخذيه ‪ ،‬وقال ‪ :‬يا ممد ‪ ،‬أخبن عن السلم ‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪ ( :‬السلم ‪ :‬أن تشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال وتقيم الصلة وتؤت الزكاة وتصوم‬ ‫رمضان وتج البيت إن استطعتَ إليه سبيلً ) ‪ ،‬قال ‪ :‬صدقت ‪ ،‬فعجبنا له يسأله ويصدقه ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫فأخبن عن اليان ‪ ،‬قال ‪ ( :‬اليان أن تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر وتؤمن‬ ‫بالقدر خيه وشره ) ‪ ،‬قال ‪ :‬فأخبن عن الحسان ‪ ،‬قال ‪ ( :‬الحسان أن تعبد ال كأنك تراه‬ ‫فإن ل تكن تراه فإنه يراك ) ‪ ،‬قال ‪ :‬فأخبن عن الساعة ‪ ،‬قال ‪ ( :‬ما السؤول عنها بأعلم من‬ ‫السائل ) ‪ ،‬قال ‪ :‬فأخبن عن أماراتا ‪ ،‬قال ‪ ( :‬أن تلد ا َلمَةُ ربتها ‪ ،‬وأن تد الفاة العراة العالة‬ ‫رعاء الشاة يتطاولون ف البنيان ) ‪ ،‬ث انطلق فلبثت ملياّ ‪ ،‬ث قال ‪ ( :‬يا عمر ‪ ،‬أتدري من‬ ‫السائل ؟ ) ‪ ،‬قلت ‪ :‬ال ورسوله أعلم ‪ ،‬قال ‪ ( :‬فإنه جبيل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫الشرح‬ ‫قوله ‪ ( :‬بينما ) ‪ :‬هذه هي ( بينا ) ‪،‬‬ ‫ولكن ( ما ) زيدت فيها ‪،‬‬ ‫والصل ( بينا نن ) فـ ( ما ) زيدت للتوكيد ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬جلوسٌ ) ‪ :‬مبتدأ ‪،‬‬ ‫وخبه ‪ ( :‬عند رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم ) ‪،‬‬ ‫و ( ذات ) تفيد النكرة أي ف يوم من اليام ‪،‬‬ ‫وتستعمل ف اللغة على وجوهٍ متعددة ‪:‬‬ ‫فتارة تكون بعن صاحبة ‪،‬‬ ‫وتارة تكون اسا موصولً ‪،‬‬ ‫وتارة تكون بعن النكرة الدالة على العموم ‪،‬‬ ‫وهذا أغلب ما تستعمل ‪،‬‬ ‫فـ ( ذات يوم ) يعن ف يومٍ من اليام ‪،‬‬ ‫وتستعمل بعن صاحبة ‪.‬‬ ‫مثل ‪ ( :‬ذات النطاقي ) ‪ :‬أي صاحبة ‪،‬‬ ‫‪23‬‬

‫وتستعمل اسا موصولً عند ‪ ( :‬طيء ) ‪،‬‬ ‫وهم قومٌ من العرب يستعملون ( ذات ) بعن ( الت ) ‪،‬‬ ‫قال ابن مالك رحه ال ‪:‬‬ ‫وكالت أيضا لديهم ذات‬ ‫فكأن يقول مثلً بعت عليك بيت ذات اشتريت يعن الت اشتريت ‪،‬‬ ‫( رجل ) مبهم وهو رجلٌ ف شكله لكن حقيقته أنه َم َلكْ ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬شديد بياض الثياب ) ‪ :‬يعن عليه ثياب رجل عادي ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬شديد سواد الشعر ) ‪ :‬يعن أنه شاب ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ل يرى عليه أثر السفر ) ‪ :‬لن ثيابه بيضاء وشعره أسود ‪ ،‬ليس فيه غبار ول َش َعثُ‬ ‫السفر ‪،‬‬ ‫ولذا قال ‪ ( :‬ل يرى عليه أثر السفر ) ‪،‬‬ ‫لن السافر ف ذلك الوقت يرى عليه أثر السفر يكون أشعث رأسه ويكون مغبا وتكون ثيابه‬ ‫غي ثياب الضر لكن هذا ل ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ول يعرفه منا أحد ) ‪ :‬لحظ يعن ليس من أهل الدينة العروفي فهو غريب ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬جلس إل النب صلى ال عليه وسلم ) ل يقل ‪ ( :‬عنده ) ليفيد الغاية أي أن جلوسه كان‬ ‫ملصقا للنب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫ولذا قال ‪ ( :‬أسند ركبتيه إل ركبتيه ) ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ووضع كفيه على فخذيه ) ‪ :‬أي كفي هذا الرجل ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬على فخذيه ) ‪ :‬على فخذي هذا الرجل ليس على فخذي النب صلى ال عليه وعلى آله‬ ‫وسلم وهذا من شدة الحترام ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وقال ‪ :‬يا ممد ) ‪ :‬ول يقل ‪ ( :‬يا رسول ال ) ليوهم أنه أعرابّ لن العراب ينادون‬ ‫النب صلى ال عليه وسلم باسه ال َع َلمَ وأما أهل الضر فينادونه بوصف النبوة أو الرسالة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬أخبن عن السلم ) ‪ :‬يعن ما هو السلم ؟ أخبن عنه ‪،‬‬ ‫فقال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬السلم أن تشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا‬ ‫رسول ال ) ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬تشهد ) ‪ :‬أي تقر وتعترف بلسانك وقلبك فل يكفي اللسان ‪ ،‬بل ل بد من اللسان‬ ‫والقلب قال ال عز وجل ‪ { :‬إل من شهد بالق وهم يعلمون } ‪،‬‬ ‫نعرب ( ل إله إل ال ) ‪:‬‬ ‫‪24‬‬

‫هذه جلة منفية بـ ( ل ) الت لنفي النس وهي أعم من النفي ‪ ،‬نفي النس أعم من النفي ‪،‬‬ ‫واسها‬ ‫قوله ‪ ( :‬إله ) ‪ :‬وخبها مذوف ‪،‬‬ ‫والتقدير ( حقٌ ) ‪ ،‬تقدير الحذوف ( ح ٌق ) ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ ( :‬إل ) ‪ :‬أداة حصر ‪،‬‬ ‫والسم الكري لفظ الللة من خب ( ل ) الحذوفة وليس خبها ‪،‬‬ ‫لاذا ل يكون خبها ؟‬ ‫لن ( ل ) النافية للجنس ل تعمل إل ف النكرات ‪،‬‬ ‫فصارت الملة الن فيها شيءٌ مذوف ‪ ،‬ما هو ؟‬ ‫الب تقديره ( ح ٌق ) ‪،‬‬ ‫أي ( ل إله ح ٌق إل ال عز وجل ) وهناك آلة باطلة تسمى آلة وليست آلة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وأن ممدا رسول ال ) ‪ :‬يعن وتشهد أن ممدا رسول ال ‪،‬‬ ‫ول يقل ‪ :‬أن رسول ال ‪،‬‬ ‫مع أن السياق يقتضيه لنه ياطبه لكن إظهاره باسه ال َعلَم أوكب وأشد تعظيما ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ ( :‬ممد ) ‪ :‬هو ممد بن عبد ال الاشي القرشي من ذرية إساعيل ‪،‬‬ ‫وليس من ذرية إساعيل رسولٌ سواه ‪،‬‬ ‫وهو ا َلعْنِيّ بقوله تعال عن إبراهيم وإساعيل ‪ { :‬ربنا وابعث فيهم رسولً منهم يتلو عليهم آياتك‬ ‫}‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬رسول ) ‪ :‬بعن مرسل ‪،‬‬ ‫والرسول ‪ :‬هو الذي أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وتقيم الصلة ) ‪ :‬أي تأت با قائمة تامة معتدلة ‪،‬‬ ‫وكلمة ( الصلة ) يشمل الفريضة والنافلة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وتؤت ) ‪ :‬بعن تعطي ‪،‬‬ ‫و ( الزكاة ) ‪ :‬هي الال الواجب بذله لستحقه من الموال الزكوية ‪.‬‬ ‫كالذهب والفضة والاشية والثمار ‪.‬‬ ‫وإن شئت قل ‪ :‬الارج من الرض وعروض التجارة ‪.‬‬ ‫هذه الموال الزكوية ‪،‬‬

‫‪25‬‬

‫قوله ‪ ( :‬وتصوم رمضان ) ‪ :‬أي تسك عن الفطرات من طلوع الفجر إل غروب الشمس ‪،‬‬ ‫واصل الصيام ف اللغة المساك ‪،‬‬ ‫و ( رمضان ) هو الشهر العروف بي شعبان وشوال ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وتج البيت ) ‪ :‬أي تقصد البيت لداء النسك ‪،‬‬ ‫فقال ‪ ( :‬صدقت ) القائل ‪ ( :‬صدقت ) من ؟‬ ‫جبيل وهو السائل فكيف يقول ‪ ( :‬صدقت ) وهو السائل ؟‬ ‫لن الذي يقول ‪ ( :‬صدقت ) للمتكلم يعن أن عنده علما سابقا علم أن هذا الرجل أصابه وهو‬ ‫مل عجب ‪،‬‬ ‫ولذا تعجب الصحابة ( كيف يسأله ويصدقه ؟ ) لكن سيأت إن شاء ال بيان هذا ‪،‬‬ ‫نعود نشرح هذه الركان المسة فنقول ‪:‬‬ ‫الركن الول ‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ‪،‬‬ ‫وهنا نسأل ‪ :‬لاذا ُجعِلَ هذان ركنا واحدا ل يعل ركني ؟‬ ‫والواب ‪ :‬أن الشهادة بذين تنبن عليها صحة العمال كلها ‪،‬‬ ‫لن شهادة أن ل إله إل ال تعن الخلص أو تستلزم الخلص ‪،‬‬ ‫وشهادة أن ممدا رسول ال تستلزم التباع ‪،‬‬ ‫وكل عمل يَُت َقرّبُ به إل ال ل يقبل إل بذين الشرطي ‪:‬‬ ‫الخلص ل ‪،‬‬ ‫والتابعة للرسول صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫أن تشهد أن ل إله إل ال يعن بقلبك ولسانك فالقلب ل يكفي واللسان ل يكفي اللهم إل أن‬ ‫يكون الشاهد بلسانه أخرس ل يستطيع النطق فإنه يكفي للعجز ‪،‬‬ ‫الشهادة باللسان ل تكفي ‪ ،‬بدليل ‪:‬‬ ‫أن النافقي يشهدون ل عز وجل بالوحدانية ‪،‬‬ ‫ولكنهم يشهدون باذا ؟‬ ‫بألسنتهم { فيقولون بألسنتهم ما ليس ف قلوبم } فل ينفعهم ‪،‬‬ ‫وهم يأتون إل رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم يؤكدون له أنم يشهدون أنه رسول ال‬ ‫وال يعلم أنه رسول ال ولكن يشهد إن النافقي لكاذبون ‪،‬‬ ‫( أن ل إله إل ال ) يعن أل يوجد معبودٌ إل ال أل يوجد معبودٌ ح ٌق ؟‬ ‫الثان يتعي هذا ‪،‬‬ ‫‪26‬‬

‫لنه يوجد معبودات من دون ال معبودات تسمى آلة ‪،‬‬ ‫قال ال تعال ‪ { :‬فما أغنت عنهم آلتهم الت يدعون من دون ال من شيء } ‪،‬‬ ‫وقال تعال ‪ { :‬أم لم آلةٌ تنعهم من دوننا ل يستطيعون نصر أنفسهم ول هم منا يسحبون } ‪،‬‬ ‫وقال تعال ‪ { :‬ول تدع مع ال إلا آخر } ‪،‬‬ ‫فالهم أن الراد بـ ( ل إله إل ال ) أي ل إله حقٌ إل ال وما سواه فهو باطل ‪،‬‬ ‫قال ال عز وجل ‪ { :‬ذلك بأن ال هو الق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن ال هو العلي‬ ‫الكبي } ‪،‬‬ ‫فإذا جاء الشرك إل هذا التمثال يركع ويسجد ويشع وينتحب وربا يُغمى عليه فعبادته باطلة ‪،‬‬ ‫ومعبوده باطل أيضا ‪،‬‬ ‫و ( ال ) علمٌ على الرب عز وجل ل يسمى به غيه وهو أصل الساء ‪،‬‬ ‫ولذا تأت الساء تابعةً له ‪،‬‬ ‫ول يأت تابعا للساء إل ف آية واحدة ‪،‬‬ ‫وهي قوله تعال ‪ { :‬إل صراط العزيز الميد ال الذي له ما ف السماوات والرض } ‪،‬‬ ‫لكن اللفظ هنا ( ال ) السم الكري بدل من ( العزيز ) وليست صفة ‪،‬‬ ‫لن جيع الساء إنا تكون تابعةً لذا السم العظيم ‪،‬‬ ‫هل هذه الشهادة تدخل النسان ف السلم ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬تدخله ف السلم ‪،‬‬ ‫حت لو ظننا أنه قالا تعوذا فإننا نعصمه نعصم دمه وماله ‪،‬‬ ‫ولو ظننا أنه قالا كاذبا ‪،‬‬ ‫ودليل ذلك ‪:‬‬ ‫قصة الشرك الذي أدركه أسامة بن زيد رضي ال عنه حي هرب الشرك فلما أدركه أسامة قال ‪:‬‬ ‫ل إله إل ال ‪ ،‬انظر قال ‪ ( :‬ل إله إل ال ) فقتله أسامة ظنّا منه أنه قالا تعوذا من القتل يعن قالا‬ ‫لئل يقتل فقتله فلما أخب بذلك النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم جعل يردد ‪ ( :‬أقتلته بعد أن‬ ‫قال ‪ :‬ل إله إل ال ) قال ‪ :‬يا رسول ال إنا قالا تعوذا ‪ ،‬فجعل يردد ‪ ( :‬أقتلته بعد أن قال ‪ :‬ل‬ ‫إله إل ال )قال أسامة ‪ :‬فتمنيت أن ل أكن أسلمت ‪ ،‬من شد ما وجد ‪،‬‬ ‫إذن نن ليس لنا إل الظاهر ‪،‬‬ ‫حت لو غلب علينا أنه قالا تعوذا عصمته ‪،‬‬ ‫نعم لو ارتد بعد ذلك قتلناه ‪،‬‬ ‫‪27‬‬

‫وهذا يوجد من جنود الكفر إذا أسرهم السلمون قالوا ‪ :‬أسلمناه من أجل أن يعصموا أنفسهم‬ ‫من القتل ‪،‬‬ ‫فيسأل الجاهدون يقولون ‪ :‬هل نقتل هؤلء بعد أن قالوا ‪ :‬أسلمنا ‪ ،‬بعد أن قالوا ‪ :‬ل إله إل‬ ‫ال ؟‬ ‫نقول ‪ :‬حديث أسامة يدل على أنم ل يقتلون ‪،‬‬ ‫ولكن يراقبون إذا ظهر منهم ردة قتلوا ‪،‬‬ ‫لنم بشهادة أن ل إله إل ال تلزمهم أحكام السلم ‪،‬‬ ‫فإن كان الكافر يقول ‪ :‬ل إله إل ال ‪،‬‬ ‫لكن ل يشهد أن ممدا رسول ال ‪،‬‬ ‫فهل يكفيه ذلك ؟‬ ‫ل يكفيه ‪،‬‬ ‫حت يقول ‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن ممدا رسول ال ‪،‬‬ ‫وعلى هذا فالكافر يدخل ف السلم بجرد أن يقول ‪ :‬ل إله إل ال ‪،‬‬ ‫فإن كان يقولا لكنه ينكر رسالة النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم فل بد أن يضيف إليها‬ ‫شهادة أن ممدا رسول ال ‪،‬‬ ‫وإذا كان مسلما وشهد أن ل إله إل ال ومات على ذلك ‪ ،‬فهل هذا يكفي ؟‬ ‫الواب ‪ :‬يكفي ‪،‬‬ ‫لقول النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬من كان آخر كلمه ‪ :‬ل إله إل ال دخل النة )‬ ‫وإنا اكتفي بـ ( ل إله إل ال ) ‪،‬‬ ‫لن هذا اليت يقر بأن ممدا رسول ال ليس عنده فيها إشكال ‪ ،‬تستلزم شهادة أن ل إله إل ال‬ ‫إخلص العبادة ل ‪،‬‬ ‫ولذا يسمى هذا النوع من التوحيد يسمى توحيد اللوهية ويسمى توحيد العبادة ‪،‬‬ ‫لن معن ( ل إله إل ال ) أي ل معبود إل ال ‪،‬‬ ‫إذن ل تعبد غي ال ‪،‬‬ ‫فمن قال ‪ ( :‬ل إله إل ال ) وعبد غي ال فهو كاذب ‪،‬‬ ‫إذ أن هذه الشهادة تستلزم إخلص العبادة ل عز وجل وطرد الرياء والفخر وما أشبه ذلك ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ ( :‬أن ممدا رسول ال ) ‪ :‬ل بد أن تشهد أن ممدا رسول ال ‪،‬‬ ‫أي مرسله إل اللق ‪،‬‬ ‫‪28‬‬

‫والرسول كما قلنا قبل قليل ‪ :‬هو الذي أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ‪،‬‬ ‫وكان الناس قبل نوح على ملةٍ واحدة ل يتاجوا إل رسول ث كثروا واختلفوا فكانت حاجتهم‬ ‫إل الرسل فأرسل ال الرسل ‪،‬‬ ‫قال ال عز وجل ‪ { :‬كان الناس أمة واحدة فبعث ال النبيي مبشرين ومنذرين وأنزل معهم‬ ‫الكتاب بالق ليحكم بي الناس فيما اختلفوا فيه } ‪،‬‬ ‫إذن إنا بعثت الرسل حينما اختلفت الناس ليحكموا بي الناس بالق ‪،‬‬ ‫ولذا كان أول الرسل نوحا وآخرهم ممد صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫إذن نؤمن بأن ممد رسول ال ‪،‬‬ ‫ول بد أن نؤمن بأنه خات النبيي ‪.‬‬ ‫السئلة‬ ‫السؤال ‪ :‬ما حكم من يقول ‪ :‬ل إله إل ال وهو قاتل للمسلمي ؟‬ ‫الواب ‪ :‬عاصي ‪ ،‬عاصٍ بل شك قال ال عز وجل ‪ { :‬وإن طائفتان من الؤمني اقتتلوا فأصلحوا‬ ‫بينهما فإن بغت إحداها على الخرى فقاتلوا الت تبغي حت تفيء إل أمر ال فإن فاءت فأصلحوا‬ ‫بينهما بالعدل وأقسطوا إن ال يب القسطي ‪ ،‬إنا الؤمنون أخوة } ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬ذكرنا أن من قال ‪ :‬ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال فهو مسلم ‪ ،‬إذن يا شيخ من‬ ‫ترك الصلة متعمدا بعد الشهادتي قلنا إنه كافر ‪ ،‬طيب يا شيخ كيف نفسر حديث معاذ بن جبل‬ ‫رضي ال عنه عندما قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬حق العباد على ال أن ل يعذب من ل‬ ‫يشرك به شيئا ) الشكال ‪ :‬أنه قال ل إله إل ال ول يشرك ولكنه ترك الصلة ؟‬ ‫الواب ‪ :‬لليات والحاديث الواردة ف هذا ‪،‬‬ ‫السائل ‪ :‬يعي تصيص يا شيخ ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬ما حكم من ترك صل ًة واحدة ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ذهب بعض السلف وبعض التأخرين أنه يكفر والصواب أنه ل يكفر ‪ ،‬لن النب صلى‬ ‫ال عليه وعلى آله وسلم قال ‪ ...... ( :‬فمن تركها ‪ ) .......‬أي الصلة ول يقل ‪ ( :‬فمن ترك‬ ‫صلةً ) من ترك صلة ً فعليه وعيد بل شك ولكن ل يكفر هذا القول الراجح ف هذه السألة ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬إذا ل يستطع إنسان نطق الشهادتي باللغة العربية ؟‬ ‫الواب ‪ :‬يكفي اللغة الت يفهم ‪ ،‬يكفي لغته الت يفهم ‪ ،‬يعن من ل يستطيع أن ينطق ( ل إله إل‬ ‫ال ) باللغة العربية فإنه ينطقها بلغته ‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫السؤال ‪ :‬من صرف شيئا من العبادة لغي ال تعال ‪ ،‬قلنا ‪ :‬هو كاذب ف شهادته كافر ‪ ،‬فهل‬ ‫نقول ‪ :‬إنه منافق ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪ ،‬نقول هذا مشرك ‪ ،‬من صرف شيئا من العبادة لغي ال فهو مشرك ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬ولو بالرياء ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪ ،‬الرياء ‪ ،‬ل ‪ ،‬لن الرياء ‪ ،‬ليس يصلي للناس لكن يصلي ليمدحه الناس هو يصلي‬ ‫ل ولكن ليمدحه الناس ليقولون فل ٌن ذو عبادة يتعبد ل ليس يصلي لم فيجب أن تعرف الفرق‬ ‫بي من يصلي ل ولكنه يرائي الناس ومن يصلي للناس ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬من يقول ل إله إل ال وهو ل يعرف معناها هل تصل ؟‬ ‫الواب ‪ :‬إذا كان من عامة السلمي يكفي ‪ ،‬لن عامة السلمي لو تسك واحد ف الشارع‬ ‫وتقول ‪ :‬ما معن ل إله إل ال ؟ يقول لك ‪ :‬معن ل إله إل ال ‪ :‬ل إله إل ال ؟ ليس عنده غي‬ ‫هذا ‪ ،‬لو قلت ‪ :‬ل معبود حقٌ إل ال ربا تشوش عليه وهو ف قلبه يعرف أن معن ل إله إل ال‬ ‫أنه ل أحد يعبد سوى خالق الرض والسماء ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬إذا كان ف الصل كافر وأسره السلمون فقال ‪ :‬ل إله إل ال ‪ ،‬وهو ل يعرف معناها ؟‬ ‫الواب ‪ :‬يكفي ‪ ،‬لن هذه عنوان السلم ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬ذكرنا أن من قال ل إله إل ال دخل ف السلم فلماذا ل يقم الرسول عليه الصلة‬ ‫والسلم الد على أسامة لنه قتل مسلما ؟‬ ‫الواب ‪ :‬الواب أنه قتله متأولً بانيا على أصل وهو كفر هذا التأول يؤخذ بتأويله إذا كان له‬ ‫وجه ‪،‬‬ ‫الشرح‬ ‫نرجع إل الدرس ‪:‬‬ ‫الدرس يقول ‪ ( :‬وأن ممدا رسول ال ) ‪:‬‬ ‫قلنا ‪ :‬أن الرسول ‪ :‬هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ‪.‬‬ ‫ومت كانت الرسالة ؟‬ ‫حي احتاج الناس إليها ‪،‬‬ ‫يوجد ف بعض التاريخ أن هناك رسولً أو أكثر قبل نوح ‪،‬‬ ‫وهذا خطأٌ عظيم ‪،‬‬ ‫ليس قبل نوحٍ رسول ‪،‬‬ ‫دليل هذا من كتاب ال ‪:‬‬ ‫‪30‬‬

‫ح والنبيي من بعده } ‪،‬‬ ‫قال ال تعال ‪ { :‬إنا أوحينا إليك كما أوحينا إل نو ٍ‬ ‫وقال ال عز وجل ‪ { :‬ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا ف ذريتهما النبوة والكتاب } ‪،‬‬ ‫إذن ل يكن نبوة ول كتاب من قبل نوح ‪،‬‬ ‫وما ذكر ف التاريخ فإنه كذب ل يوز نشره ول يوز اعتقاده ن‬ ‫فيه دليل من السنة ‪ :‬ف قصة نوح أن الناس يوم القيامة يلحقهم من الغم والكرب ما ل يطيقون‬ ‫ح ويقولون ‪ :‬أنت أول رسولٍ أرسله ال إل‬ ‫فيبحثون عمن يشفع لم إل ال عز وجل فيأتون نو ٍ‬ ‫أهل الرض ‪،‬‬ ‫فعقيدتنا ‪ :‬أن أول الرسل نوح وآخرهم ممد صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫من ادعى النبوة بعد ممد ‪ ،‬فما حكمه ؟‬ ‫حكمه أنه كافر ‪،‬‬ ‫لقول ال تعال ‪ { :‬ولكن رسول ال وخات النبيي } سبحان ال ‪،‬‬ ‫الن انتبهوا لبلغة القرآن ‪،‬‬ ‫قال رسول ال ‪ { :‬رسول ال وخات النبيي } ‪،‬‬ ‫ول يقل ‪ ( :‬وخات الرسل ) مع أنه قال ‪ { :‬رسول ال } بالول ‪،‬‬ ‫لنه إذا كان خات النبيي فهو خات الرسل ‪،‬‬ ‫إذ ل رسالة إل بعد النبوة ‪،‬‬ ‫فإذا انتفت النبوة من بعده فالرسالة من باب أول ‪،‬‬ ‫شهادة أن ممدا رسول ال صلى ال عليه وعلى وآله وسلم تستلزم ثلثة أشياء ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬تصديقه فيما أخب ‪،‬‬ ‫بيث ل يكون عند النسان ترد فيما أخب به رسول ال صلى ال عليه وسلم بل يكون ف أشد‬ ‫ما نطق ‪،‬‬ ‫كما قال ال عز وجل ‪ { :‬إنه لقٌ كما أنكم تنطقون } النسان ل يشك فيما ينطق به ‪،‬‬ ‫كذلك ما ينطق به رسول ال صلى ال عليه وسلم ل نشك فيه نعلم أنه حق ‪،‬‬ ‫لكن بيننا وبينهم مفاوز ما هو السند ؟‬ ‫لن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ليس أمامنا ‪،‬‬ ‫لكن إذا ثبت الديث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وجب علينا تصديقه سواءٌ علمنا وجهه‬ ‫أم ل نعلمه ‪،‬‬ ‫أحيانا تأت أحاديث ل نعلم وجهها نعرف العن لكن ل نعرف وجه هذا الواجب علينا التصديق‬ ‫‪31‬‬

‫الثان ‪ :‬ما تستلزمه شهادة أن ممدا رسول ال اتباعه امتثال أمره أن نتثل أمره ‪،‬‬ ‫لقول ال تعال ‪ { :‬وما كان لؤمنٍ ول مؤمن ٍة إذا قضى ال ورسوله أمرا أن يكون لم الية من‬ ‫أمرهم } نفعل المر بدون تردد ‪،‬‬ ‫ولذا أقول ‪ :‬من الطأ أنه إذا جاءنا المر من ال ورسوله ‪ ،‬قلنا ‪ :‬هل المر للوجوب أو‬ ‫للستحباب ؟!!!‬ ‫كما يقوله كثيٌ من الناس اليوم يقول ‪ :‬هل المر للوجوب أو لغي الوجوب ؟‬ ‫هذا السؤال يب طرحه وأل يورد ‪،‬‬ ‫لن الصحابة رضي ال عنهم إذا أمر النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ل يكونون يقولون ‪ :‬يا‬ ‫رسول ال هل المر للوجوب أو ل ‪،‬‬ ‫بل يتثلون بدون أن يسألوا بعض الناس يسأل هل هو للوجوب أو لغي الوجوب ؟‬ ‫نقول ‪ :‬ل تسأل يا أخي افعل أنت تشهد أن ممدا رسول ال افعل ما أمرك ‪،‬‬ ‫نعم لو أن النسان تورط ف السألة خالف المر فهنا له الق أن يسأل هل هو للوجوب أو لغي‬ ‫الوجوب ؟‬ ‫لنه لو كان للوجوب وجب عليه أن يتوب منه له خالف وإذا كان لغي الوجوب فأمره سهل ‪،‬‬ ‫المر الثالث ‪ :‬اجتناب ما نى عنه ‪،‬‬ ‫أن يتنب ما نى رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم عنه بدون تردد ‪،‬‬ ‫ل يقول هذا ليس ف القرآن فيهلك ‪،‬‬ ‫لننا نقول ‪ :‬ما جاء ف السنة فقد أمر القرآن باتباعه ‪،‬‬ ‫ولقد حذر النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم من هذا وأمثاله الذي يقول ليس هذا ف القرآن ‪،‬‬ ‫قال ‪ ( :‬ل ألفي أحدكم على أريكته – يعن جالسا متبتخرا متعاظما – يأتيه المر من عندي‬ ‫فيقول ‪ :‬ل أدري إن كان ف كتاب ال اتبعناه ) يعن وما ل يكن ل نتبعه ‪،‬‬ ‫مع أننا نقول ‪ :‬كل ما جاء عن رسول ال فقد جاء ف القرآن ن‬ ‫لن ال قال ‪ { :‬اتبعوه } وهو عام ف كل ما قال ‪،‬‬ ‫بقي أمرٌ رابع ‪ :‬وهو أل يقدم قول أحدٍ على قوله ‪،‬‬ ‫أل يقدم أح ٍد من البشر على قول النب صلى ال عليه وعلى وسلم ‪،‬‬ ‫وعلى هذا ل يوز أن تقدم قول فلن المام من أئمة السلمي على قول الرسول صلى ال عليه‬ ‫وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫لنك أنت والمام يلزمكما اتباع الرسول صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫‪32‬‬

‫وما أعظم قول من إذا حاججته قلت ‪ :‬قال رسول ال ‪ ،‬قال ‪ :‬لكن المام فلن قال كذا وكذا‬ ‫هذه عظيمة جدا ‪،‬‬ ‫إذ ل يل لح ٍد أن يعارض قول رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم بقول أحدٍ من‬ ‫الخلوقي كائنا من كان ‪،‬‬ ‫حت إنه ذكر عن عبد ال بن عباس رضى ال عنهما ‪ :‬يوشك أن تنل عليكم حجار ٌة من السماء‬ ‫– كما نزلت على أصحاب الفيل – أقول لكم قال رسول ال وتقولون قال أبو بكر وعمر ‪،‬‬ ‫ومن إمام هذا الرجل الجادل بالنسبة لب بكر وعمر ؟‬ ‫هذا أيضا ما يستلزمه شهادة أن ممدا رسول ال ‪،‬‬ ‫وما تستلزمه هذه الشهادة أل يبتدع ف دين ال ما ل يأت به الرسول سواءً كان عقيدة أو قول أو‬ ‫فعل ‪،‬‬ ‫وعلى هذا فجميع البتدعي ل يققوا شهادة أن ممدا رسول ال ‪،‬‬ ‫لنم زادوا ف شرعه ما ليس منه ول يتأدبوا مع رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫من تقيق شهادة أن ممدا رسول ال أل يبتدع ف دينه ما ليس منه ‪،‬‬ ‫وعلى هذا فالذين يبتدعون الحتفال بالولد ناقصون ف تقيق شهادة أن ممدا رسول ال ‪،‬‬ ‫لن تقيقها يستلزم أل تزيد ف شريعته ما ليس منه ‪،‬‬ ‫فعلى كل حال شهادة أن ممدا رسول ال لا لوازم ل بد منها كما ذكرنا لكم ‪،‬‬ ‫من لوازمها أيضا وهو أمرٌ مهم أن تعتقد أنه – أي النب صلى ال عليه وسلم – ليس له شيءٌ من‬ ‫الربوبية ‪،‬‬ ‫يعن أنه ل يدعى ول يستغاث إل ف حياته فيما يقدر عليه ‪،‬‬ ‫فهو عبد ال ورسول ‪،‬‬ ‫وبذا نعرف ضلل من يدعون رسول ال صلى ال عليه وعلى وآله وسلم ‪،‬‬ ‫وأنم ضالون ف دينهم سفهاء ف عقولم ‪،‬‬ ‫إذا أن النب صلى ال عليه وسلم ل يلك لنفسه نفعا ول ضرا فكيف يلك لغيه ؟ ‪،‬‬ ‫ولذا أمره أن يقول ‪ { :‬إن ل أملك لكم ضرا ول رشدا ‪ ،‬قل إن لن يين من ال أحدٌ ولن‬ ‫أجد من دونه ملتحدا } ‪،‬‬ ‫يعن أنه هو عليه الصلة والسلم لو أراد ال به ما يريد ما استطاع أحدٌ من الناس أن ينعه إرادته‬ ‫‪ ،‬من الضلل البي أن يستغيث أحدٌ برسول ال بل هو من الشرك ‪،‬‬

‫‪33‬‬

‫لو جاء إنسان مهموم مغموم إل قب النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم وقال ‪ :‬يا رسول ال‬ ‫أغثن فإن مهمو ٌم مغموم ‪،‬‬ ‫فماذا يكون ؟‬ ‫مشركٌ شركا أكب ‪،‬‬ ‫لنه دعا رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫ودعوة اليت أن يغيثك أو يعينك شرك ‪،‬‬ ‫لنه هو غي قادر هو جسد ‪،‬‬ ‫وإن كانت الروح قد تتصل بالسد ف القب ‪،‬‬ ‫لكن هو جسد ‪،‬‬ ‫وهذا ل يناف ف قبه حياّ ف قبه حياةً برزخية ل تشبه حياة الدنيا ‪،‬‬ ‫ومن تقيق شهادة أن ممدا رسول ال احترام أقواله وأفعاله ‪،‬‬ ‫أما أفعاله فقد انتهت ‪،‬‬ ‫لكن أقواله أن تترم قول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫فل تضع أحاديث الرسول صلى ال عليه وسلم ف أماكن غي لئقة ‪،‬‬ ‫لن هذا نوعٌ من المتهان ‪،‬‬ ‫ومن ذلك أل ترفع صوتك عند قبه ‪،‬‬ ‫وقد سع أمي الؤمني عمر بن الطاب رضي ال عنه رجلي قدما من الطائف ‪ ،‬فجعل يرفعا‬ ‫أصواتما ف مسجد النب صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬لول أنكما من أهل الطائف لوجعتكما‬ ‫ضربا ‪،‬‬ ‫لن ال يقول ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النب ول تهروا له بالقول‬ ‫كجهر بعضكم لبعض أن تبط أعمالكم وأنتم ل تشعرون } ‪،‬‬ ‫وأتفكم بالقصة الت حصلت عند نزول هذه الية ‪:‬‬ ‫كان رج ٌل من الصحابة من خطبائهم من يطب عند النب صلى ال عليه وعلى وآله وسلم يقال‬ ‫ل ونارا رضي ال عنه‬ ‫له ثابت بن قيس وكان جهوري الصوت لا نزلت الية بقي ف بيته يبكي لي ً‬ ‫ل نارا يبكي ففقده النب صلى‬ ‫هؤلء الذين كانوا يعرفون قدر القرآن الكري جعل يبقى ف بيته لي ً‬ ‫ال عليه وعلى آله وسلم لن من عادة النب صلى ال عليه وسلم أن يتفقد أصحابه وهذا من‬ ‫حسن رعايته فسأل عنه فقالوا ‪ :‬يا رسول ال إن الرجل منذ أنزلت هذه الية وهو ف بيته يبكي‬ ‫ل ونارا فأرسل النب صلى ال عليه وسلم إليه يسأله ‪ :‬لاذا ؟ قال ‪ :‬إن خشيت أن يبط عملي‬ ‫لي ً‬ ‫‪34‬‬

‫وأنا ل أشعر ‪ ،‬لن ال يقول ‪ { :‬أن تبط أعمالكم وأنتم ل تشعرون } فرد الرسول صلى ال‬ ‫عليه وعلى آله وسلم وقال ‪ ( :‬اذهب إليه وقل له إنك لست من هؤلء إنك تعيش حيدا وتقتل‬ ‫شهيدا وتدخل النة ) ‪،‬‬ ‫ال أكب ‪،‬‬ ‫كل من خاف من ال َأمِنْ ‪،‬‬ ‫هو بقي ف بيته خائفا من ال عز وجل ‪،‬‬ ‫ولكن َأمَّنهُ ال عز وجل عز وجل ‪،‬‬ ‫تعيش حيدا ‪،‬‬ ‫والثان ‪ :‬تقتل شهيدا ‪،‬‬ ‫والثالث ‪ :‬تدخل النة ‪،‬‬ ‫ولذا يب علينا أن نشهد أن ثابت بن قيس من أهل النة يب علينا وجوبا ‪،‬‬ ‫لن النب صلى ال عليه وعلى وسلم أخب بذا بقي الرجل حيدا ف حياته ‪،‬‬ ‫وشارك السلمي القتال لسيلمة الكذاب ‪،‬‬ ‫وغزوة مسيلمة الكذاب مشهورة معروفة ف التاريخ وقتل رضي ال عنه شهيدا ‪،‬‬ ‫نقول ‪ :‬ويدخل النة ؟‬ ‫نعم ‪ ،‬ويدخل النة ‪،‬‬ ‫اللهم اجعلنا من أهل النة يا رب العالي ‪،‬‬ ‫وقع ف قصته أيضا مسألة غريبة ‪ :‬مر به أحد النود وعليه درع على ثابت عليه درعٌ جيد ‪،‬‬ ‫فأخذ الدرع أتعرفون الدرع ما هو ؟ قميص مرد من عرى بعضها مع بعض يتقي النسان به‬ ‫السهام والرماح أخذ الدرع منه ث ذهب به إل رَ ْح ِلهْ ووضعه وجعل عليه ُب ْرمَة البمة قدر من‬ ‫الزف ف الليل رأى ثابت بن قيس أحد أصحابه ف النام وأخبه الب وقال له ‪ :‬إن درعي مر ب‬ ‫رجل من الند وأخذه ووضعه تت برمة ف طرف العسكر وحوله فرس تست أي رافعة إحدى‬ ‫قوائمها فلما أصبح الرجل الذي رأى هذه الرؤيا أخب با القائد خالد بن الوليد فأرسله إل الكان‬ ‫لا أرسله إل الكان وجد المر كما قال ثابت سبحان ال ما الذي أعلم ثابت ؟ وهو ميت لكن‬ ‫الرؤيا الصالة جزء من ستة وأربعي جزءا من النبوة فأخذ الدرع ولكن فيها شيء آخر أوصى‬ ‫ثابت بن قيس بوصية بعد موته وأبلغت أبا بكر رضي ال عنه فنفذ الوصية قالوا ول يوجد أحد‬ ‫نفذت وصيته الت أوصى با بعد موته إل ثابت بن قيس رضي ال عنه ‪،‬‬ ‫لكن يشكل على هذا ‪ :‬كيف نعتب الرؤيا ف تنفيذ الوصية ؟‬ ‫‪35‬‬

‫والواب ‪ :‬أنه إذا دلت القرائن على صدق الرؤيا نفذت الوصية ول حرج ‪،‬‬ ‫ولقد حدثن رجل أثق به يقول إنه مات أبوه ولا مات أبوه كان قد استأجر البيت الذي تركه بعد‬ ‫موته لدة كذا سنة فلما مات أتى أهل البيت الذين يلكون رقبة البيت وقالوا للورثة ‪ :‬أخرجوا‬ ‫من البيت ‪ ،‬البيت بيتنا فقالوا لن نرج بي مورثنا وبينكم عقد ل ينتهي بعد قالوا أبدا انتهى العقد‬ ‫ففزع الورثة من هذه الدعوى وضاقت بم الرض يقول فلما كان ذات ليلة رأيت ف النام أن أب‬ ‫أطل علينا من الفرجة فرجة الجلس وقال لم الكتب ف أول صفحة لكنها لصقة بلدة الدفتر‬ ‫فلما أصبح وفتح أول صفحة وجد العقد ‪،‬‬ ‫انظر يعن سبحان ال ‪،‬‬ ‫أن ال تعال يب الوتى ببعض ما يصل على أهله لكن هذه مسائل ليست لكل أحد ‪،‬‬ ‫السئلة‬ ‫السؤال ‪ :‬إذا كان النسان يا شيخ رأى رؤيا وفيها عبة من العب ؟‬ ‫الواب ‪ :‬إذا كان فيه مصلحة يب با إذا كان فيه مصلحة فإنه يب با لجل مصلحته ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬قول بعض أهل العلم ‪ :‬ترك العمل لجل الناس رياء والعمل لجلهم شرك ‪ ،‬هل تصح‬ ‫هذه العبارة ؟‬ ‫الواب ‪ :‬لا وجه من الصحة ‪ ،‬ترك العمل لجل الناس رياء والعمل لجلهم شرك ‪ ،‬هذه لا‬ ‫وجهة نظر ‪ ،‬لنك إذا تركت العمل من أجلهم هذا رياء لنك تريهم بأنك لست من يرائي الناس‬ ‫‪،‬‬ ‫تكملة الشرح‬ ‫إذا علم ال صدق النية من العبد زاده من العلم والتقوى قال ال عز وجل ‪ { :‬والذين اهتدوا‬ ‫ى وآتاهم تقواهم } ‪،‬‬ ‫زادهم هد ً‬ ‫قوله ‪ ( :‬وتقيم الصلة ) ‪ :‬أي أن تأت با قوية ‪،‬‬ ‫ول تكون قوية إل بفعل شروطها وأركانا وواجباتا وهذا ل بد منه ومكملتا وهذا يكون‬ ‫أكمل ‪،‬‬ ‫ول حاجة لشرح هذه لنا معروفة ف كتب الفقه ولو ذهبنا نشرحها ما مشينا ول ربع القرر ن‬ ‫لكن ك ّل يعرف أن من ل يقرأ بفاتة الكتاب فصلته باطلة ‪،‬‬ ‫وأن من صلى صلة وهو مدث فصلته باطلة ‪،‬‬ ‫ولكن إذا كان عليه ناسة وصلى وهو جاه ٌل با ‪ ،‬ل يعلم با إل بعد السلم ‪ ،‬فهل صلته‬ ‫صحيحة ؟‬ ‫‪36‬‬

‫يرى بعض العلماء ‪ :‬أن صلته باطلة ‪،‬‬ ‫والصحيح ‪ :‬أن صلته صحيحة ‪،‬‬ ‫لن جبيل عليه السلم أعلم النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ف أثناء الصلة أن ف نعليه‬ ‫قذرا وكان يصلي بنعليه فخلعهما ومضى ف صلته ‪،‬‬ ‫ل للصلة لستأنف صلته من جديد ‪،‬‬ ‫ولو كان حل النجاسة جاهلً مبط ً‬ ‫كلّ يعلم أنه ل بد من التشهد ‪،‬‬ ‫لقول ابن مسعود ‪ :‬كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد ‪،‬‬ ‫لكن علمنا بالسنة أن التشهد الول ليس ركنا ‪،‬‬ ‫دليله أن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم لا نسيه جبه بسجود السهو ‪،‬‬ ‫ولو كان ركنا ما تت الصلة إل به وعلى هذا فقس ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬الصلة ) ‪ :‬يشمل كل صلة الفريضة والنافلة ‪،‬‬ ‫وهل تدخل صلة النازة أو ل ؟‬ ‫يتمل هذا وهذا ‪،‬‬ ‫إن رأينا إل عموم اللفظ ‪،‬‬ ‫قلنا ‪ :‬إنا داخلة لنا صلة ‪،‬‬ ‫كما قال عز وجل ‪ { :‬ول تصل على أحد منهم مات أبدا } ‪،‬‬ ‫وإن نظرنا إل صلة النازة صلة طارئة حادثة يقصد با الشفاعة للميت ‪،‬‬ ‫قلنا ‪ :‬ل تدخل ف هذا الديث ‪،‬‬ ‫ولكن تدخل ف عموم المر بإحسان العمل ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وتؤت ) بعن تعطي ‪،‬‬ ‫و ( الزكاة ) ‪ :‬هي الال الواجب ف الموال الزكوية ‪،‬‬ ‫فيعطيه النسان مستحقه تعبدا ل عز وجل ورجاءا لثوابه ‪،‬‬ ‫مثال ذلك الدراهم والدناني فيها زكاة ‪ ،‬كم فيها ؟‬ ‫ربع العشر تأخذ ربع العشر وهو واحد من أربعي وتعطيه الستحق ‪،‬‬ ‫وقد بي ال عز وجل أصحاب الزكاة ف سورة براءة سورة التوبة ‪،‬‬ ‫وهم ثانية أصناف ‪،‬‬ ‫قال تعال ‪ { :‬إنا الصدقات للفقراء والساكي والعاملي عليها والغارمي وف سبيل ال وابن‬ ‫السبيل } ثانية ‪،‬‬ ‫‪37‬‬

‫{ فريضةً من ال } أي فرضها ال علينا أن نعطيها هؤلء ول نعطي غيهم ‪،‬‬ ‫{ وال عليمٌ حكيم } ‪،‬‬ ‫وتفاصيل ذلك مذكورة ف كتب الفقه ول حاجة لتفصيله لنه يأخذ منا وقتا كثيا ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وتصوم رمضان ) ‪ :‬بأن تسك عن الفطرات من طلوع الفجر الثان إل غروب‬ ‫الشمس ‪ ،‬الفطرات معروفة ل حاجة لذكرها ‪،‬‬ ‫ولكن ننبه على شيء مهم فيها ‪،‬‬ ‫الفطرات ل تفطر الصائم إل بثلثة شروط ‪:‬‬ ‫العلم ‪،‬‬ ‫وأن يكون ذاكرا ‪،‬‬ ‫وأن يكون مريدا ‪،‬‬ ‫الشروط ثلثة ‪:‬‬ ‫أن يكون عالا ‪،‬‬ ‫ذاكرا ‪،‬‬ ‫مريدا ‪،‬‬ ‫ضد العال ‪ :‬الاهل ‪،‬‬ ‫فلو أكل الصائم يظن أن الليل باقٍ ث تبي أنه قد طلع الصبح وهو يأكل ‪،‬‬ ‫فما حكم الصوم ؟‬ ‫صحيح ‪،‬ولو أكل يظن غروب الشمس ث تبي أنا ل تغرب فالصوم صحيح ‪،‬‬ ‫والدليل ما رواه البخاري عن أساء بنت أب بكر رضي ال عنهما قالت ‪ ( :‬أفطرنا ف يوم غيمٍ‬ ‫على عهد النب عليه وسلم ث طلعت الشمس ) ول يأمرهم بالقضاء ‪،‬‬ ‫ما قال ‪ :‬اقضوا يوما مكانه ‪،‬‬ ‫لو كان القضاء واجبا لكان يبينه النب عليه الصلة والسلم ولنقل إلينا ‪،‬‬ ‫لنه لو كان واجبا كان القضاء من شريعة ال ول بد أن تنقل ‪،‬‬ ‫وهو داخل ف عموم قوله تعال ‪ { :‬ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } ‪،‬‬ ‫وقوله تعال ‪ { :‬وليس عليكم فيما أخطأت به ولكن ما تعمدت قلوبكم } ‪،‬‬ ‫ولو أكل غي مريدٍ للكل أو شرب غي مريد للشرب بأن كان مكرها فصيامه صحيح ‪،‬‬ ‫ومن ذلك ‪ :‬أن يكره الرجل زوجته فيجامعها وهي صائمة ‪،‬‬ ‫فليس عليها شيء ل قضاء ول كفارة ‪،‬‬ ‫‪38‬‬

‫هذه مهمة ‪،‬‬ ‫لن كثيَا من الفقهاء يقولون ‪ :‬إن النسان إذا أكل جاهلً بالوقت سواءً من أول النهار أو آخره‬ ‫وجب عليه القضاء إذا تبي أنه قد أكل ف النهار ‪،‬‬ ‫ولكن يقال ‪ :‬إن الذي شرع الصوم للعباد هو الذي رفع عنهم الرج بذه العذار ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وتج البيت ) ‪ :‬أي تقصده ‪،‬‬ ‫وهل يدخل ف ذلك العمرة أو ل ؟‬ ‫فيه خلف بي العلماء ‪:‬‬ ‫منهم من قال إن العمرة داخلة ‪،‬‬ ‫لقول النب صلى عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬العمرة حج أصغر ) ‪،‬‬ ‫ولنه وردت روايات ف نفس الديث فيها ذكر العمرة ‪،‬‬ ‫والصحيح أن العمرة دون الج يعن ليست من أركان السلم ‪،‬‬ ‫ولكنها واجبة ‪،‬‬ ‫يأث النسان بتركها إذا تت شروط الوجوب ‪،‬‬ ‫ل ) ‪ :‬مأخوذة من قوله تعال ‪ { :‬ول على الناس حج البيت من‬ ‫قوله ‪ ( :‬إن استطعت إليه سبي ً‬ ‫استطاع إليه سبيلً } ‪،‬‬ ‫قد يقول قائل ‪ :‬هذا الشرط ف جيع العبادات لقول ال تعال ‪ { :‬فاتقوا ال ما استطعتم } ‪،‬‬ ‫فلماذا خص الج ؟‬ ‫نقول ‪ :‬خص الج لن الغالب فيه الشقة والتعب وعدم القدرة ‪،‬‬ ‫ولذلك نص عليه ‪،‬‬ ‫وإل فجميع العبادات ل بد فيها من الستطاعة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬صدقت ) أي أخبت بالق ‪ ،‬من القائل صدقت ؟ جبيل‬ ‫قال عمر ‪ ( :‬فعجبنا له يسأله ويصدقه ) ‪ :‬ووجه العجب ‪ :‬أن السائل عادة يكون جاهلً‬ ‫والصدق يكون عالا فكيف يتمع هذا وهذا ؟ أنت لو قلت ل فل ٌن قدم الدينة قلت صدقت‬ ‫فمقتضى هذا أن عال فكيف يسأل جبيل النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ويقول صدقت ؟‬ ‫هذا مل عجب لكن ستأت الكمة ف هذا ‪ ،‬انتهى الكلم على السلم ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬قال فأخبن عن اليان ) ‪ :‬قال من ؟ قال جبيل ( قال ) أي يا ممد ( أخبن عن‬ ‫اليان ) ‪،‬‬ ‫اليان ف اللغة ‪ :‬هو القرار الستلزم للقبول والذعان وهو مطابق للشرع ‪،‬‬ ‫‪39‬‬

‫وأما قولم اليان ف اللغة التصديق ففيه نظر ‪.‬‬ ‫لنه يقال ‪ :‬آمن به ‪،‬‬ ‫ول يقال صدق به بل يقال صدقه ‪،‬‬ ‫فصدق فعل متعدي وآمن فعل لزم ‪،‬‬ ‫وقد ذكر ذلك شيخ السلم رحه ال باستفاضة ف كتاب اليان ‪،‬‬ ‫وقولنا ‪ ( :‬اليان الستلزم للقبول والذعان ) احترازا ما لو أقر لكن ل يقبل ‪،‬‬ ‫كأب طالب أبو طالب عم النب صلى ال عليه وعلى وسلم وقد أقر به وأنه صادق ‪ ،‬لكن ل يقبل‬ ‫ما جاء به نسأل ال العافية ول يذعن ول يتابع ‪،‬‬ ‫فلم ينفعه القرار ‪،‬‬ ‫ل بد من القبول والذعان ‪،‬‬ ‫ولذلك يوجد من بعض السفهاء من الناس من يقول ‪ :‬أن أهل الكتاب مؤمنون ‪،‬‬ ‫كيف مؤمنون بال وهم ل يقبلوا شرع ال ول يذعنوا له أين اليان ؟ ‪،‬‬ ‫قال ‪ ( :‬اليان أن تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر وتؤمن بالقدر خيه وشره ) ‪:‬‬ ‫هذه كم ؟‬ ‫ستة أشياء ‪ ( :‬أن تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر وتؤمن بالقدر خيه وشره )‬ ‫قوله ‪ ( :‬أن تؤمن بال ) ‪ :‬اليان بال يتضمن أربعة أشياء ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬اليان بوجوده فمن أنكر ال فليس بؤمن ‪،‬‬ ‫ولكن قل ل ‪ :‬هل يكن لحد أن ينكر وجود ال ف قرارة نفسه أو ل يكن ؟‬ ‫ل يكن ف قرارة نفسه حت فرعون الذي قال لوسى ‪ { :‬ما رب العالي } كان مقراّ بال قال له‬ ‫موسى ‪ { :‬لقد علمت ما أنزل هؤلء إل رب العالي بصائر } ‪،‬‬ ‫لكنه جاحد كما قال تعال ‪ { :‬وجحدوا با واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا } ‪,‬‬ ‫الثان ‪ :‬اليان بانفراده بالربوبية أي تؤمن بأنه رب وأنه منفرد بالربوبية ‪،‬‬ ‫الرب هو الالق الالك الدبر ‪ ،‬هذا الرب خالق مالك مدبر ‪،‬‬ ‫من خلق السماوات والرض ؟ ال من خلق البشر ؟ ال من يلك تدبي هذه ؟ ال من يدبرها ا؟‬ ‫ل عز وجل ‪،‬‬ ‫إذن أن تؤمن بانفراده بالربوبية أي باللق والثان باللك والثالث التدبي ؟‬ ‫المر الثالث الذي يدخل ف اليان بال ‪ :‬اليان بانفراده باللوهية وأنه وحده الذي ل إله إل هو‬ ‫‪،‬‬ ‫‪40‬‬

‫فمن ادعى مع ال إلا يعبد فإنه ل يؤمن بال ‪،‬‬ ‫ل بد أن تؤمن بانفراده باللوهية وإل فما آمنت به ‪،‬‬ ‫الرابع ‪ :‬أن تؤمن بأساء ال وصفاته على الوجه الذي وردت بدون تريف ول تثيل ‪،‬‬ ‫فمن حرف آيات الصفات أو أحاديث الصفات فإنه ل يقق اليان بال ‪،‬‬ ‫قال قومٌ ‪ { :‬الرحن على العرش استوى } أي استول ‪،‬‬ ‫ومعناه شرعا ولغة عل وارتفع على العرش ‪،‬‬ ‫لكنه علوٌ خاص علوا على جيع الخلوقات ‪،‬‬ ‫هذا الذي فسر { استوى } بـ ( استول ) ل يقق اليان بال ‪،‬‬ ‫لنه نفى صفةً أثبتها ال لنفسه والواجب إثبات الصفات ‪،‬‬ ‫من قال ‪ { :‬لا خلقت بيدي } أي بقدرت أو بقدرت وليس ل يد حقيقية ‪،‬‬ ‫هل حقق اليان بال ؟‬ ‫ل ‪ ،‬ل يقق اليان بال ‪،‬‬ ‫لو حقق اليان بال ‪ ،‬لقال ‪ :‬ل ي ٌد حقيقية ‪ ،‬لكن ل تاثل أيدي الخلوقي ‪،‬‬ ‫كما قال عز وجل ‪ { :‬ليس كمثله شيء } يا أخي نن ل نتحدث عن ال إل حسب ما أخبنا‬ ‫ال به عنه نفسه إذا ل يكن أن تتحدث عن شخص عندنا ف البلد لكنه ف البيت ل يكن أن‬ ‫تتحدث فكيف تتحدث عن ال ؟‬ ‫إذا قال ‪ :‬إن ال ل يتكلم بكل ٍم مسموع ولكن كلمه العن القائم بنفسه وما سعه جبيل فهو‬ ‫ملوق أصوات خلقها ال عز وجل لتعب عما ف نفسه ‪،‬‬ ‫هل حقق اليان بال ؟‬ ‫ل وال ‪،‬‬ ‫لن تفسي الكلم بذا يعن أن ال ل يتكلم حقيقةً ‪،‬‬ ‫لنك إذا قلت الكلم هو العن القائم بالنفس صار معن الكلم هو العلم ل أنه مسموع وعلى‬ ‫هذا فقس ‪،‬‬ ‫وقال قوم ‪ :‬كلم ال كلم نفسي وليس له كلم مسموع وأن ال ل يتكلم حقيقة ‪،‬‬ ‫وعلى هذا فجميع البتدعة ف الساء والصفات الخالفي لا عليه السلف ل يققوا اليان بال ‪،‬‬ ‫وانتبه ل نقول ‪ :‬إنم غي مؤمني ‪،‬‬ ‫ل ‪ ،‬مؤمنون ل شك ‪،‬‬ ‫لكنهم ل يققوا اليان بال ‪،‬‬ ‫‪41‬‬

‫ما الذي فاتم من المور الربعة ؟‬ ‫الرابع أساء ال وصفاته ‪،‬‬ ‫ل بد من هذا أن تؤمن بأن ل أساءً وصفاتٍ ‪،‬‬ ‫ولكن صفاته ل تاثل صفات الخلوقي ‪،‬‬ ‫شغب الناس ف حديث ‪ ( :‬أن ال خلق آدم على صورته ) ضجوا وارتفعت أصواتم وكثرت‬ ‫مناقشاتم ‪:‬‬ ‫كيف خلق آدم على صورته ؟‬ ‫فحرفه قوم تريفا مشينا مستكرها ‪،‬‬ ‫وقالوا ‪ :‬معن الديث ‪ ( :‬خلق آدم على صورته ) أي على صورة آدم ‪ ،‬ال الستعان ‪،‬‬ ‫هل يكن لفصح البشر وأنصح البشر أن يريد بالضمي ضمي الفعول ؟‬ ‫بعن خلق آدم على صورته أي على صورة آدم ؟‬ ‫ل يكن هذا ‪،‬‬ ‫لن كل ملوق فقد خلق على صورته ‪ ،‬أليس كذلك ؟‬ ‫كل ملوق ملوق على صورته ‪،‬‬ ‫وحيننئذ ل فضل لدم على غيه ‪،‬‬ ‫فهذا هراء ل معن له ‪،‬‬ ‫أتدرون لا قالوا هذا ؟‬ ‫التأويل الستكره الشي ‪،‬‬ ‫قالوا ‪ :‬لنك لو قلت إنا صورة الرب عز وجل لثلت ال بلقه لن صورة الشيء مطابقة له‬ ‫وهذا تثيل ‪،‬‬ ‫جوابنا على هذا أن نقول ‪ :‬يا أخي لو أعطيت النصوص حقها ‪،‬‬ ‫لقلت ‪ :‬خلق ال أدم على صورة ال لكن ليس كمثل ال شيء ‪،‬‬ ‫يصلح هذا أو ل يصلح ؟‬ ‫يصلح ‪ ،‬هو على صورته ولكن ليس كمثله ‪،‬‬ ‫فإن قال قائل اضربوا لنا مثلً نقتنع به أن الشيء يكون على صورة الشيء ول يكون ماثلً له ‪،‬‬ ‫قلنا ‪ :‬أهلً وسهلً ‪،‬‬ ‫ثبت عن النب عليه الصلة والسلم أن أول زمرة تدخل النة على صورة القمر ليلة البدر ‪،‬‬ ‫اللهم اجعلنا منهم يا رب ‪ ،‬أول زمرة على صورة البدر ‪،‬‬ ‫‪42‬‬

‫وهل هؤلء وجوههم ماثلة للقمر ؟‬ ‫ل‪،‬‬ ‫مع أنه قال ‪ ( :‬على صورة القمر ) ول يلزم الماثلة ‪،‬‬ ‫فالهم أن باب الصفات باب عظيم ‪ ،‬خطره جسيم ‪ ،‬ول يكن أن ينفك النسان من الورطات‬ ‫ف ما نفاه ال عن‬ ‫وا َللَكات الت يقع فيها إل باتباع السلف الصال ‪ ،‬اثبت ما أثبته ال لنفسه وان ِ‬ ‫نفسه فتستريح ‪،‬‬ ‫هل تبحث ف أمر يكون البحث فيه تعمقا وتنطعا ؟‬ ‫الواب ل ‪،‬‬ ‫سئل المام مالك عن قوله تعال ‪ { :‬الرحن على العرش استوى } كيف استوى ؟‬ ‫اسع يا رجل ‪،‬‬ ‫وتأمل حال السلف الصال ‪،‬‬ ‫لا سأله هذا السؤال أطرق برأسه وجعل يتصبب عرقا من ثقل ما ألقي عليه وتعظيمه الرب ث‬ ‫رفع رأسه ‪،‬‬ ‫وقال ‪ ( :‬الستواء غي مهول ) يعن أنه معلوم ف اللغة العربية ‪ ،‬استوى على كذا عل عليه ‪،‬‬ ‫كل ما ورد ف القرآن والسنة وكلم العرب إذا تعدت بـ ( على ) فمعناها العلو ( والكيف غي‬ ‫معقول ) يعن ل ندركه بعقولنا ‪ ،‬ول يكن أن نصل إليه ‪،‬‬ ‫( واليان به واجب ) أي بالستواء ‪،‬‬ ‫( والسؤال عنه بدعة ) لاذا بدعة ؟‬ ‫يريد أن يسأل الرجل يقول بدعة هذا ‪،‬‬ ‫هل سأل الصحابةُ رسولَ ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم عن ذلك ؟‬ ‫ل‪،‬‬ ‫وهم أشد منا حرصا على معرفة ال والجيب لو سألوه أعلم منا بال ومع ذلك ل يقع السؤال ‪،‬‬ ‫أفل يسعك ما وسعهم ؟‬ ‫الواب ‪ :‬بلى ‪ ،‬يب على السلم أن يسعه ما وسع السلف الصال ‪ ،‬ل تسأل ‪،‬‬ ‫ث قال المام مالك ‪ ( :‬ما أراك ) أي ما أظنك ‪،‬‬ ‫( إل مبتدعا ) تريد أن تفسد على الناس دينهم ‪،‬‬ ‫ث أمر به فأخرج من السجد ‪،‬‬ ‫مسجد من ؟‬ ‫‪43‬‬

‫النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫ول يقل ‪ :‬وال ل أستطيع أن أخرجه ‪،‬‬ ‫أخشى أن أدخل ف قوله تعال ‪ { :‬ومن أظلم من منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه } ‪،‬‬ ‫لن أمنع هذا من دخول السجد ‪،‬‬ ‫لنه ل يدخل السجد ليذكر فيه اسم ال بل ليفسد عباد ال ‪،‬‬ ‫ومثل هذا يُمنع ‪ ،‬يا جاعة استمع ‪،‬‬ ‫إذا كان الذي يأكل الثوم والبصل يُمنع من دخول السجد ‪،‬‬ ‫فكيف بن يفسد على الناس أديانم أفل يكون أحق بالنع ؟‬ ‫بلى وال ‪،‬‬ ‫ولكن كثيا من الناس غافلون ‪،‬‬ ‫يعن لو شمنا من إنسان رائحة ثوم وبصل طلعناه ‪،‬‬ ‫وكان الناس ف عهد النب عليه الصلة والسلم ‪ ،‬إذا دخل أحد السجد وفيه رائحة ثوم أو بصل‬ ‫أخرجوه للبقيع ‪،‬‬ ‫البقيع تعرفون بعيد من السجد ‪،‬‬ ‫لاذا ؟‬ ‫لن النب عليه الصلة والسلم قال ‪ ( :‬ل يقربن مساجدنا ) ‪ ،‬ل يقرب ‪،‬‬ ‫على كل حال ‪ ،‬القام هذا مقام عظيم ‪،‬‬ ‫لكن أحذركم أن تتعمقوا ف باب الساء وأن تسألوا عما ل حاجة لكم به ‪،‬‬ ‫يقول بعض الناس ‪ :‬ال تعال له أصابع ‪،‬‬ ‫ويقول الحرفون ‪ :‬ليس له أصابع والراد بقوله ‪ ( :‬ما من قلب من قلوب بن آدم إل وهو بي‬ ‫أصبعي من أصابع الرحن ) الراد بذلك ‪ :‬كمال السيطرة والتدبي ‪،‬‬ ‫سبحان ال أأنتم أعلم أم رسول ال ؟‬ ‫انظر ‪،‬‬ ‫نفوا الصابع ‪،‬‬ ‫لظنهم أن إثباتا يستلزم التمثيل فمثلوا أولً وعطلوا ثانيا فجمعوا بي التمثيل والتعطيل ‪،‬‬ ‫جاء آخرون فقالوا ‪ ( :‬بي أصبعي من أصابع الرحن ) وأمسك السواك بأصبعيه وقال ‪ ( :‬بي‬ ‫أصبعي من أصابع الرحن ) ‪،‬‬ ‫قطع ال هاتي الصبعي ‪،‬‬ ‫‪44‬‬

‫انظر هل يل هذا ؟‬ ‫ل يل ‪،‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬هل تعلم أن أصابع ال خسة إبام سبابة ووسطى وخنصر وبنصر ؟‬ ‫ل تعلم ‪،‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬هل تعلم أن كون القلوب بي أصبعي من أصابع الرحن بي البام والسبابة بي البام‬ ‫والوسطى بي البام والبنصر بي البام والنصر ؟‬ ‫كيف تقول على ال ما ل تعلم ؟‬ ‫{ أم على ال يفترون } ‪،‬‬ ‫هذا يستحق يعن أن يؤدب ‪،‬‬ ‫لنه قال على ال ما ل يعلم ‪،‬‬ ‫فقال جزاكم ال خيا ‪،‬‬ ‫أليس النب عليه الصلة والسلم لا قال ‪ ( :‬كان ال سيعا بصيا ) وضع إبامه وسبابته على العي‬ ‫والذن ؟‬ ‫ماذا نقول ؟‬ ‫نقول ‪ :‬بلى ‪،‬‬ ‫لكن أنت لست رسو ًل حت تفعل هذا ‪،‬‬ ‫ث القصود من وضع الرسول عليه الصلة والسلم إصبعيه تقيق السمع والبصر فقط ‪،‬‬ ‫الهم أكرر أن باب الصفات بابٌ عظيم ‪،‬‬ ‫احذر أن َتزِلّ فتحت رجلك هوةٌ ‪،‬‬ ‫احذر المر صعب جدا ‪،‬‬ ‫يقول بعض الخرين ‪ { :‬والرض جيعا قبضته يوم القيامة } انظر { قبضته } ماذا يعن ؟ ويضع‬ ‫شيء ‪،‬‬ ‫أعوذ بال ‪ ،‬كيف تقول هذا الكلم ؟‬ ‫والخرون يقولون ‪ :‬تت تصرفه ‪،‬‬ ‫الفرق فرق عظيم ‪،‬‬ ‫فعلى كل حال ‪ :‬أكرر احذروا باب الصفات أن توضوا ف شيء ل يتكلم فيه السلف الصال ‪،‬‬ ‫يقول بعض العلماء ‪ :‬من ل يسعه ما وسع الصحابة والتابعي فل وسع ال عليه ‪،‬‬ ‫صار اليان بال يتضمن كم ؟‬ ‫‪45‬‬

‫أربعة أمور ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وملئكته ) ‪ :‬اللئكة بدأ بم قبل الرسل والكتب لنم عال غيب ‪،‬‬ ‫الرسل والكتب مسوس عال مسوس ‪،‬‬ ‫واللئكة عال غيب ل يظهرون بالس إل بإذن ال عز وجل ‪،‬‬ ‫هؤلء العال خلقوا من نور كما جاء عن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫وهم ل يتاجون إل أكل وشرب ‪،‬‬ ‫ص ْمدٌ يعن ليس لم أجواف ‪،‬‬ ‫ولذا قيل ‪ :‬إنم ُ‬ ‫ل يتاجون إل أكل وشرب ‪،‬‬ ‫فنؤمن بأن هناك عالا غيبيا هم اللئكة ‪،‬‬ ‫وهم أصناف ووظائفهم أيضا أصناف حسب حكمة ال عز وجل ‪،‬‬ ‫كالبشر أصناف ووظائفهم أصناف ‪،‬‬ ‫واليان باللئكة يتضمن ‪:‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬اليان بأساء من علمنا أساءهم ‪،‬‬ ‫أن نؤمن بأن هناك ملكا اسه كذا مثل من ؟‬ ‫جبيل ‪،‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬أن نؤمن با لم من أعمال ووظائف ‪،‬‬ ‫مثلً جبيل موكل بالوحي ينل به من عند ال إل رسله ‪،‬‬ ‫ميكائيل موكل بالقطر والنبات ‪ ،‬القطر الطر ‪ ،‬والنبات نبات الرض ‪،‬‬ ‫إسرافيل موكل بالنفخ ف الصور ‪،‬‬ ‫هؤلء الثلثة كان النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم يستفتح صلة الليل فيقول ‪ ( :‬اللهم رب‬ ‫جبائيل وميكائيل وإسرافيل ) ‪،‬‬ ‫والكمة من هذا أن كل واحد منهم موكل بياة ‪،‬‬ ‫جبيل بالوحي وهو حياة القلوب كما قال عز وجل ‪ { :‬وكذلك أوحينا إليك روحا من‬ ‫أمرنا } ‪،‬‬ ‫ميكائيل موكل بالقطر والنبات وهو حياة الرض ‪،‬‬ ‫إسرافيل بالنفخ وهو حياة الناس الياة البدية ‪،‬‬ ‫والناسبة ظاهرة ‪،‬‬ ‫لنك إذا قمت من النوم فقد بعثت من موت ‪،‬‬ ‫‪46‬‬

‫أليس كذلك ؟‬ ‫قال ال تعال ‪ { :‬وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ث يبعثكم فيه } ‪،‬‬ ‫وقال عز وجل ‪ { :‬ال يتوف النفس حي موتا والت ل تت ف منامها فيمسك الت قضى عليها‬ ‫الوت ويرسل الخرى إل أجل مسمى } ‪،‬‬ ‫إذا كان القيام من الليل بعثا وهؤلء الثلثة الكرام كلهم موكلون بالياة ‪،‬‬ ‫صارت الناسبة واضحة ‪،‬‬ ‫كذلك أن تؤمن با تعلم من وظائفهم وهذه كثية ‪،‬‬ ‫منها ما نعلمه ‪،‬‬ ‫ومنها ما ل نعلمه ‪،‬‬ ‫مثلً ‪ :‬فيه ملئكة وظيفتهم أن يكتبوا أعمال العباد ‪.‬‬ ‫ال أكب ‪،‬‬ ‫قال ال عز وجل ‪ { :‬ولقد النسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونن أقرب إليه من حبل الوريد‬ ‫إذ يتلقى التلقيان عن اليمي وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد } ‪،‬‬ ‫هؤلء الوكلون بكتابة أعمال بن آدم ‪،‬‬ ‫قال ال عز وجل ف آي ٍة أخرى ‪ { :‬كل بل تكذبون بالدين ‪ ،‬وإن عليكم لافظي ‪ ،‬كراما كاتبي‬ ‫}‪،‬‬ ‫يكتبون كل قول يقوله النسان ‪،‬‬ ‫وظاهر الية الكرية أنم يكتبون ما للنسان وما عليه وما ليس له ول عليه ‪،‬‬ ‫وجه كون هذا هو الظاهر ‪:‬‬ ‫أن قوله ‪ { :‬من قول } نكرة ف سياق النفي مؤكدة بـ ( من ) فتفيد العموم ‪،‬‬ ‫لكن ما ليس له ول عليه ل ياسب إنا قاله إنه فاته خيٌ كثي ‪،‬‬ ‫ذكروا أن رجلً دخل على المام أحد بن حنبل رحه ال فقيه الحدثي ومدث الفقهاء إمام أهل‬ ‫السنة دخل عليه وهو مريض يئن من الوجع فقال ‪ :‬يا أبا عبد ال إن فلنا من التابعي وأظنه‬ ‫طاووسا يقول إن اللكي يكتبان حت أني الريض فأمسك أبو عبد ال المام أحد أمسك حت‬ ‫عن الني ‪،‬‬ ‫انظر تعظيم آثار السلف عند السلف ‪،‬‬ ‫من اللئكة من هم موكلون بالسياحة ف الرض يلتمسون حلق الذكر يعن حلق العلم ‪،‬‬ ‫ومنهم ملئكة بفظ بن آدم ‪،‬‬ ‫‪47‬‬

‫ومنهم ملئكة موكلون بقبض روح بن آدم ‪،‬‬ ‫ومنهم ملئكة موكلون بسؤال ابن آدم ف قبه ‪،‬‬ ‫ومنهم ملئكة موكلون بتلقي الؤمني يوم القيامة تتلقاهم اللئكة ‪،‬‬ ‫ومنهم ملئكة موكلون بتحية الؤمني ف النة { يدخلون عليهم من كل باب سلمٌ عليكم با‬ ‫صبت } ‪،‬‬ ‫ل ونارا يسبحون الليل والنهار ل يفترون ‪،‬‬ ‫منهم ملئكة يعبدون ال عز وجل لي ً‬ ‫قال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬أطت السماء وحق لا أن تئط ) الطيط هو صرير‬ ‫ك قائمٌ ل أو راكع أو‬ ‫الرحم على البعي من شدة المل ( ما من موضع أربع أصابع إل وفيه مل ٌ‬ ‫ساجد ) ‪،‬‬ ‫السئلة‬ ‫السؤال ‪ :‬ما أوجه التفاق ف حديث الصورة ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ال أعلم هذه من الشياء الت نكل علمها إل ال عز وجل ولكن نعلم أنه ل ماثلة ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬ذكرنا أن اليان بال وبالرسل صلى ال عليهم وسلم وباللئكة يتضمن أمور فلو أن‬ ‫أحدا أنكر أمرا من هذه المور هل نقول إنه مؤمن ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪ ،‬ل ‪ ،‬نقول ‪ :‬ف بعضه ل يقق اليان وبعضه نقول ليس بؤمن أصلً من أنكر وجود‬ ‫ل هذا كافر ليس فيه إشكال من أنكر انفراده بالربوبية أو باللوهية فهو كافر ‪ ،‬الصفات‬ ‫ال مث ً‬ ‫هي الت فيها التفصيل ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬لاذا اختلف حكم من أنكر الصفات ول نقل إنه كافر ؟‬ ‫الواب ‪ :‬لن اللف بي المة السلمية ف الصفات الن متلفون ف الصفات ‪ ،‬ولكن ل‬ ‫يتلفوا ف انفراد ال بالربوبية أو ول يتلفوا بانفراد باللوهية ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬بعضهم فسر قوله تعال ‪ { :‬والسماء بنيناها بأيد } أي بقوة وقدرة لن خلق اليد مزية‬ ‫لدم عليه السلم ؟‬ ‫الواب ‪ :‬وبعض الناس !!! ‪ ،‬أنت قلت ‪ :‬بعض الناس فل بد من بعض آخر ‪،‬‬ ‫بعض الناس أنكر على من فسر قوله تعال ‪ { :‬والسماء بنيناها بأيد } أي بقوة ‪،‬‬ ‫ول إنكار ف هذا ‪،‬‬ ‫ول يوز أن نفسرها بيد ال عز وجل ‪،‬‬ ‫لن ال قال ‪ { :‬بأي ٍد } ول يضفها إل نفسه ‪،‬‬ ‫واليد معروف بأنه القوة ‪،‬‬ ‫‪48‬‬

‫كما قال عز وجل ‪ { :‬وأيدناه بروح القدس } أي قويناه ‪،‬‬ ‫فل يوز أن نقول أن ال خلق السماء بيده عز وجل ‪،‬‬ ‫لن ال ل يضفها إل نفسه ‪،‬‬ ‫ق ويدعون إل السجود فل يستطيعون } ‪،‬‬ ‫وهذا نظي قول ال تعال ‪ { :‬يوم يكشف عن سا ٍ‬ ‫روي عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال ‪ :‬يوم يكشف عن شدة ‪،‬‬ ‫وفسر الساق بالشدة ‪،‬‬ ‫وهذا تفسيٌ صحيح ‪،‬‬ ‫لن ال ل يضف الساق إل نفسه ‪،‬‬ ‫ول يل لنا أن نضيف إل ال ل يضفها إل نفسه ‪،‬‬ ‫لكن هذا التفسي يضعفه الديث الطويل ف أن ال عز وجل يكشف عن ساقه ‪،‬‬ ‫وذكر الديث كسياق الية تاما ‪،‬‬ ‫فيكون الديث مفسرا للية ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬قوله تعال ‪ { :‬يا حسرتى على ما فرطت ف جنب ال } هل هي من الصفات ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬من الصفات { ف جنب } أي ف جانبه أي ف حقه ‪ ،‬وليس الراد { ف جنب }‬ ‫يعن ذات ال عز وجل ‪ { ،‬ف جنب } أي ف جانبه أي ف حقه ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬من أنكر الساء أو أنكر الصفات هل يكون كافرا ؟‬ ‫الواب ‪ :‬من أنكرها تكذيبا وجحدا فهو كافر ‪ ،‬إذا كانت قد ثبتت ف الكتاب والسنة لن هذا‬ ‫تكذيب ‪،‬‬ ‫ل نظرنا ‪:‬‬ ‫ومن أنكرها تأوي ً‬ ‫إذا كان التأويل له مساغٌ ف اللغة العربية فإنه ل يكفر ‪،‬‬ ‫وإن ل يكن له مساغ فإنه يكفر ‪،‬‬ ‫لن تأويل اللفظ إل ما ل يكن أن يراد به لغ ًة وشرعا يعن إنكاره ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬بعض الناس يسمي ملك الوت بـ ( عزرائيل ) هل ف هذا دليل ؟‬ ‫الواب ‪ :‬هذا ل يوز لن اسه ل بد أن يثبت عن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ول يثبت‬ ‫عنه لكن س ّم ملك الوت باسه ف القرآن ( ملك الوت ) ‪،‬‬ ‫هل هناك غي جبيل وميكائيل وإسرافيل من عرفنا أساءهم ؟‬ ‫( منكر ) و ( ونكي ) فيها خلف ‪،‬‬ ‫( مالك ) خازن النار ‪ ،‬ف القرآن { ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك } ‪،‬‬ ‫‪49‬‬

‫( رضوان ) يقال إنه خازن النة فإذا صح به الديث قبلناه ‪،‬‬ ‫( رقيب ) هذا وصف وليس باسم ‪،‬‬ ‫( هاروت وماروت ) { وما أنزل على اللكي ببابل هاروت وماروت } ‪،‬‬ ‫تكملة الشرح‬ ‫نعود إل شرح الديث ونسأل ال أن يوفقنا للصواب ‪،‬‬ ‫من أنكر اللئكة سيأتينا إن شاء ال ف الفوائد حكمه ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وكتبه ) ‪ :‬هو الذي أنزله ال عز وجل على الرسل لنه ما من رسول إل أنزل ال عليه‬ ‫كتابا كما قال عز وجل ‪ { :‬كان الناس أمة واحدة فبعث ال النبيي مبشرين ومنذرين وأنزل‬ ‫معهم الكتاب بالق } وقال عز وجل ‪ { :‬وجعلنا ف ذريتهما } أي إبراهيم ونوح { النبوة‬ ‫والكتاب } ولكن اعلم أن جيع الكتب السابقة منسوخة با له هيمن ٌة عليها وهو القرآن كما قال‬ ‫عز وجل ‪ { :‬وأنزلنا عليك الكتاب بالق مصدقا لا بي يديه من الكتاب ومهيمنا عليه } كل‬ ‫الكتب منسوخة بالقرآن‬ ‫‪ ،‬ل يعمل با شرعا ‪،‬‬ ‫واختلف العلماء فيما ثبت ف شرائع من سبقنا إل أن يرد ف شرعنا بلفه أو ل نعمل به ؟‬ ‫منهم من قال ‪ :‬إن شرع من قبلنا شرع لنا ما ل يرد شرعنا بلفه ‪،‬‬ ‫وذلك أن ما سبق من الشرائع إما أن توافقه شريعتنا وإما أن تالفه شريعتنا وإما أل ندري هل‬ ‫توافق أو ل معناه يعن حكم مذكور ف الكتب السابقة ولكن ف شريعتنا مسكوت عنه ‪،‬‬ ‫القسام كم ؟ ثلثة ‪،‬‬ ‫ما وافقته شريعتنا فهو حق ونتبعه وهذا بالجاع وإتباعنا إياه ل لنفس الكتاب السابق ولكن‬ ‫لشريعتنا ‪،‬‬ ‫وما خالفت شريعتنا ‪ ،‬فل نعمل به بالتفاق لنه منسوخ ‪،‬‬ ‫فهل نرم على الناس الن البل ؟‬ ‫ل نرمها ‪ ،‬مع أنا على بن إسرائيل اليهود خاصة مرمة ‪،‬‬ ‫ما ل يرد شرعنا بلفه ول وفاقه فهذا مل اللف ‪:‬‬ ‫فمنهم من قال ‪ :‬إنه شرع لنا ‪،‬‬ ‫ومنهم من قال ‪ :‬ل ‪،‬‬ ‫ولك ّل دليل ‪،‬‬ ‫وتفصيل ذلك ف أصول الفقه ‪،‬‬ ‫‪50‬‬

‫قوله ‪ ( :‬الكتب ) ‪ ،‬كيف اليان با ؟‬ ‫اليان با على الوجوه التالية ‪:‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬أن نؤمن بأن ال تعال أنزل على الرسل كتبا وأنا من عند ال لكن هل بأن الكتب‬ ‫الوجودة ف هذه المم هي الكتب الت من عند ال ؟ ل لنا مرفة ومبدلة لكن أصل الكتاب‬ ‫النازل على الرسول نؤمن بأنه حق ‪،‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬أن نؤمن بكل ما ورد فيه من المور العلمية إذا صحت ‪،‬‬ ‫يعن مثلً ‪ :‬ف الزبور فيه آيات وأخبار ف التوراة والنيل نؤمن بأنه حق لكن مت ؟‬ ‫إذا صح أن هذا ما جاء ف التوراة والنيل والزبور ‪،‬‬ ‫الثالث ‪ :‬أن نؤمن با فيها من أحكام إذا ل تالف ف الشريعة ‪،‬‬ ‫على القول ‪:‬‬ ‫بأن شرع من قبلنا هو شرع لنا ‪،‬‬ ‫وهو الق ‪،‬‬ ‫رابعا ‪ :‬أن نؤمن با علمنا من أسائها ‪،‬‬ ‫مثل ‪ :‬التوراة والنيل والزبور وصحف إبراهيم وصحف موسى ‪،‬‬ ‫فإذا قال قائل ‪ :‬ل أؤمن بأن هناك كتابا يسمى التوراة ‪ ،‬فإنه كافر ‪،‬‬ ‫لن اليان بال يتضمن اليان بالكتب ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ورسله ) ‪ :‬الراد هنا الرسل ا َللَكِيون أو البشر ؟‬ ‫البشر ‪،‬‬ ‫لن اليان بالرسل من اللئكة سبقوا ‪ ،‬الراد بالرسل من البشر ‪،‬‬ ‫وليعلم أنه يعب برسول ويعب بنب فهل معناها واحد ؟‬ ‫أما ف القرآن فالنب هو الرسول ‪ ،‬كلما وجدت ف القرآن نب فهو رسول لكن معن النب‬ ‫والرسول يتلف‬ ‫والصواب فيه أن النب أوحي إليه بالشرع وأمر بالعمل به ولكن ل يؤمر بتبليغه فهو نب بعن مب‬ ‫ولكن ل يؤمر بالتبليغ‬ ‫مثاله ‪ :‬آدم ‪ ،‬آدم أبونا نب مكلم لكنه ليس برسول ‪،‬‬ ‫لن أول الرسل نوح ‪،‬‬ ‫أما آدم فنب كما صح ذلك عن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫إذا قال قائل ‪ :‬لاذا ل يرسل رسول ف ذلك الوقت ؟‬ ‫‪51‬‬

‫الواب ‪ :‬أن الناس ف ذلك الوقت على أمة واحدة كانوا أمة واحدة قليلون وليس بينهم خلف‬ ‫ما اتسعت الدنيا ول انتشر البشر فكانوا متفقي ‪،‬‬ ‫فكفاهم أن يروا أباهم على عبادة ويتبعوها ث لا حصل اللف وانتشر الناس احتيج إل الرسل ‪،‬‬ ‫كما قال تعال ‪ { :‬كان الناس أمة واحدة فبعث ال النبيي مبشرين ومنذرين } ‪،‬‬ ‫إذا قال قائل ‪ :‬ما الفائدة من النب بعد آدم إذا كان ل يؤمر بالتبليغ ؟‬ ‫قلنا ‪ :‬الفائدة تذكي الناس بالشريعة الت نسوها وف هذا ل يكون العراض من الناس تاما فل‬ ‫يتاجون إل رسول ويكفي النب الذي يذكرهم بالشريعة ‪،‬‬ ‫قال ال تعال ‪ { :‬إنا أنزلنا التوراة فيها ‪ .....‬يكم با النبيون الذين أسلموا للذين هادوا } ‪،‬‬ ‫هذه هي الفائدة من النب ‪،‬‬ ‫لن هذا اليراد إيراد قوي ‪ :‬ما الفائدة من نبوة بل رسالة ؟‬ ‫الواب ما سعتم ‪ :‬تذكي الناس با غفلوا عنه من شريعتهم ‪،‬‬ ‫ولذا جاء ف حديث لكنه ضعيف ‪ ( :‬علماء أمت كأنبياء بن إسرائيل ) ‪،‬‬ ‫معناه صحيح ‪،‬‬ ‫ولكنه ضعيف من حيث أنه مسند إل النب صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫أول الرسل نوح وآخرهم ممد صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫واعلم أنك ستجد ف بعض كتب التاريخ أن إدريس قبل نوح وأن فيه آخرين شيث ونسيت‬ ‫الثالث ‪،‬‬ ‫كل هذا كذب ليس بصحيح إدريس بعد نوح قطعا ‪،‬‬ ‫وقد قال بعض العلماء ‪ :‬إن إدريس من الرسل ف بن إسرائيل ‪،‬‬ ‫لنه دائما يذكر ف سياق قصصهم ‪،‬‬ ‫لكن نعلم علم اليقي أنه ليس قبل نوح ‪،‬‬ ‫والدليل قوله تعال ‪ { :‬إنا أوحينا إليك كما أوحينا نوحٍ والنبيي من بعده } ‪،‬‬ ‫وقال عز وجل ‪ { :‬ولقد أرسلنا إل نوحٍ وإبراهيم وجعلنا ف ذريتهما النبوة والكتاب } ‪،‬‬ ‫فمن زعم أن إدريس قبل نوح فقد كذب القرآن عليه أن يتوب إل ال من هذا العتقاد ‪،‬‬ ‫الرسل عليهم الصلة والسلم هم أعلى طبقات البشر الذين أنعم ال عليهم ‪،‬‬ ‫قال تعال ‪ { :‬ومن يطع الرسول فأولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيي والصديقي‬ ‫والشهداء والصالي } هذه أربعة أصناف ‪،‬‬ ‫النبيون يدخل فيهم الرسل وهم أفضل من النبياء ث الرسل ‪،‬‬ ‫‪52‬‬

‫أفضلهم خسة هم أولوا العزم ‪،‬‬ ‫ذكروا ف القرآن ف موضعي ف سورة الحزاب وف سورة الشورى ‪،‬‬ ‫ف سورة الحزاب ‪ { :‬وإذ أخذنا من النبيي ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى‬ ‫وعيسى } ‪،‬‬ ‫وف سورة الشورى ‪ { :‬شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به‬ ‫إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ول تتفرقوا فيه } سبحان ال ‪،‬‬ ‫هذه الوصية ف الخرين فهو توصية من ال عز وجل بإقامة الدين وعدم التفرق قي الدين ‪،‬‬ ‫هؤلء خسة يسمون أول العزم أفضلهم ممد عليه الصلة والسلم ‪،‬‬ ‫كما قال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬أنا سيد ولد آدم ) ‪،‬‬ ‫ولا التقى بم ف السراء َأ ّم ُهمْ ف الصلة صلى بم إماما ‪،‬‬ ‫إبراهيم إمام النفاء صلى وراء ممد صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫ومعلوم أنه ل يقدم ف المامة إل من الشرف فالنب عليه الصلة والسلم ‪،‬‬ ‫هو أشرف أول العزم ‪،‬‬ ‫الثان إبراهيم الليل عليه الصلة والسلم يلي مرتبة النب عليه الصلة والسلم ‪،‬‬ ‫الذي قال ال فيه ‪ { :‬واتذ ال إبراهيم خليل } ‪،‬‬ ‫والذي ابتله ال ببلية ل يصب عليها إل أولوا العزم ‪ ،‬ما البلية ؟ أنه كب عليه الصلة والسلم‬ ‫وأنه ابنه إساعيل على كب ‪،‬‬ ‫ومعلوم أنه إذا أتى الفريد الوحيد على كب سيكون ف قلب أبيه ف غاية الحبة للبشر لا بلغ من‬ ‫السعي فلم يكن طفلً ل يهتم به ول يكن كبيا أبقى بنفسه وبلغ السعي يعن يشي تعلق قلبه به‬ ‫تاما فامتحنه ال به سبحان ال العظيم ‪،‬‬ ‫رأى ف النام أنه يذبه ورؤيا النبياء وحي فقال له ‪ { :‬يا بن إن أرى ف النام أن أذبك فانظر ما‬ ‫تنظر } هو ل يغيه ولكن أراد أن يتحنه فجاء البن ف غاية ما يكون من المتثال والنقياد ‪،‬‬ ‫قال ‪ { :‬يا أبت افعل ما تؤمر } ول يقل يا أبت اذبن وإنا قال ‪ { :‬افعل ما تؤمر } حت ينبهه‬ ‫على أنه إنا يفعل هذا امتثا ًل لمر ال عز وجل ‪،‬‬ ‫{ ستجدن إن شاء ال من الصابرين } { إن شاء ال } ما جزم { ل تقولن لشيءٍ إن فاع ٌل ذلك‬ ‫غدا إل أن يشاء ال } { ستجدن إن شاء ال من الصابرين } ‪،‬‬ ‫اتفق الب والبن على ذلك { فلما أسلما } يعن استسلما لمر ال { وتله } أبوه { للجبي }‬ ‫يعن على الرض { البي } البهة ‪ ،‬وإنا تله على البي دون أن يذبه مستلقيا لئل يرى وجه‬ ‫‪53‬‬

‫ابنه والسكي تلوح على رقبته فيخفف هو عن نفسه ويفف أيضا على البن ‪ ،‬جاء الفرج من ال‬ ‫فرّج ال عنه { وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نزي الحسني إن هذا لو‬ ‫البلء البي } هذه الحبة لذا البن وهذا البتلء ‪،‬‬ ‫وهذا المتثال التام يدل على أن مبة ال ف قلب إبراهيم أعظم من مبة الولد ‪،‬‬ ‫فكان إبراهيم خليل ال عز وجل ‪،‬‬ ‫أعطاه ال اللة واللة هي أعلى أنواع الحبة ‪،‬‬ ‫الحبة أنواعها عشر وقيل سبع لكن أعلها اللة ‪،‬‬ ‫وف هذا يقول الشاعر لعشوقته ‪:‬‬ ‫قد تللت مسلك الروح من‬

‫وبذا سـمي الـخليل خليل‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫أن مبته تللت مسلك الروح العروق والعظام والخ كل شيء ‪،‬‬ ‫ولذا قال الشاعر الغبون ‪:‬‬ ‫العشق أعظم ‪ -‬أو أبلغ ‪ -‬ما ف‬

‫قالوا جُننت بن توى قلت لم‬ ‫الجاني‬

‫وإنا يُصرع الجنون ف‬

‫العشق ل يستفيق الدهر صاحبه‬ ‫الي‬ ‫فالهم أن اللة أعلى أنواع الحبة ‪،‬‬

‫ل } دليل على أن إبراهيم أعلى من ما يكون عند ال من‬ ‫ففي قوله تعال ‪ { :‬اتذ ال إبراهيم خلي ً‬ ‫الحبوب ففيه إثبات الحبة ‪،‬‬ ‫قال الحرفون الذين يقولون أن ال ل يب ‪،‬‬ ‫يقولون ‪ :‬قوله تعال ‪ { :‬واتذ ال إبراهيم خليل } ‪،‬‬ ‫خليل مأخوذ من اللة بالكسر يعن الفتقار { واتذ ال إبراهيم خليل } أي فقيا إليه ‪،‬‬ ‫تبا لكم على هذا التحريف ‪،‬‬ ‫كل إنسان على زعمكم يكون خليلً ل لن كل إنسان مفتقر إل ال ‪،‬‬ ‫ولكن نقول ‪ :‬الليل هو الذين بلغ غاية الحبة ‪،‬‬ ‫قال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬إن ال اتذن خليلً كما اتذ إبراهيم خليلً ولو‬ ‫كنت متخذا من أمت خليلً لتذت أبا بكر ) ‪،‬‬ ‫هنا كلمة شائعة عند الناس ‪ :‬يقولون ‪ :‬إبراهيم خليل ال ممد حبيب ال موسى كليم ال ‪،‬‬ ‫والذين قالوا ‪ :‬ممد حبيب ال ‪ ،‬قد هضموا حق الرسول عليه الصلة والسلم ‪،‬‬ ‫‪54‬‬

‫لن الحبة أقل من اللة ‪،‬‬ ‫ل ل ‪ ،‬إل اثنان إبراهيم وممد عليهما‬ ‫ولذلك ل يكن أن نقول ‪ :‬إن من البشر فيما نعلم خلي ً‬ ‫الصلة والسلم ‪،‬‬ ‫ولكن الحبة كثي { إن ال يب الحسني } { يب الذين يقاتلون ف سبيله صفا } وما أشبه‬ ‫ذلك ‪،‬‬ ‫فكيف تعدل عن اللة إل الحبة ؟‬ ‫ولذلك يقول بعضهم يا أخي نب نزور البيب ‪،‬‬ ‫إن قصد البيب إليه ما ننكر عليه ‪،‬‬ ‫وإن قصد البيب إل ال قلت ‪ :‬اصب يا أخي الليل أكمل من البيب ‪،‬‬ ‫وأنا أحكي نزور البيب على حد قولم ‪،‬‬ ‫وإل فالصواب أنه يزار قبه ل نفس الرسول عليه الصلة والسلم ‪،‬‬ ‫ولذا يطئ لن يقول لن أراد أن يذهب إل الدينة ‪ :‬يا فلن من فضلك سلم ل على الرسول ‪،‬‬ ‫ال الستعان ‪،‬‬ ‫ما أدري عن هذا الرجل هل هذا السافر سينل ضيفا على الرسول صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫يا أخي إذا أردنا أن نسلم على الرسول فهناك من هم أمناء أقوياء وهم اللئكة تمل سلمنا إليه‬ ‫اللهم صل وسلم عليه ‪،‬‬ ‫وهم أوثق من هذا الرجل الذي أوصيته أن يسلم لك على الرسول عليه الصلة والسلم ‪،‬‬ ‫أطلنا ف هذه السألة لكن أرجو أن يكون ف هذه الطالة فائدة ‪،‬‬ ‫وصلنا إل قوله ( واليوم الخر ) ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬اليان أن تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر ) ‪ :‬ذكرنا أن اليان بال‬ ‫يتضمن أربعة أمور ‪:‬‬ ‫الوجود خلفا للشيوعية واللحدين الذين ينكرون وجود ال عز وجل ‪،‬‬ ‫وانفراده بالربوبية ‪،‬‬ ‫وانفراده باللوهية ‪،‬‬ ‫والساء والصفات ‪،‬‬ ‫اليان باللئكة ‪ :‬يب اليان بأساء من علمنا أساؤهم ووظائفهم وأشكالم ‪،‬‬ ‫وقد رأى النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم جبيل على صورته الت خلق عليها له ست مائة‬ ‫جناح قد سد الفق ‪،‬‬ ‫‪55‬‬

‫رآه مرتي ‪:‬‬ ‫مرة ف الرض ‪،‬‬ ‫ومرة عند سدرة النتهى ‪،‬‬ ‫وذكرنا ما شاء من هذا العن ‪،‬‬ ‫والكتب كذلك ‪،‬‬ ‫وذكرنا أن القرآن الكري مهيمن عليها ناسخ لا ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ورسله ) ‪ :‬بينا الفرق بي النب والرسول ‪:‬‬ ‫أن النب من أوحي إليه بشرع ول يؤمر بالتبليغ فيكون الوحي له كالتذكي للمة ‪،‬‬ ‫وأما الرسول فهو الذي أمر أن يبلغ ‪،‬‬ ‫وهذا القول قول المهور ‪،‬‬ ‫وهو الذي ل يرجع عليه إشكال ‪،‬‬ ‫لن من قال أن النب مدد لنبوة من قبله وما أشبه ذلك فيه نظر ‪،‬‬ ‫لن آدم نب وليس قبله أحد ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬واليوم الخر ) ‪ :‬هذا مبتدأ درس الليلة ‪،‬‬ ‫اليوم الخر هو يوم القيامة ‪،‬‬ ‫وسي آخرا لنه آخر مراحل بن آدم وغيهم أيضا ‪،‬‬ ‫فالنسان له أربعة دور ‪:‬‬ ‫ف بطن أمه ‪،‬‬ ‫وف الدنيا ‪،‬‬ ‫وف البزخ ‪،‬‬ ‫ويوم القيامة وهو آخرها ‪،‬‬ ‫اليان باليوم الخر يتضمن ‪:‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬اليان بوقوعه وأنه واقع ل مالة ‪،‬‬ ‫لن ال تعال أخب به ف كتابه وكذلك ف السنة ‪،‬‬ ‫وكثيا ما يقرن ال بي اليان بال واليوم الخر ‪،‬‬ ‫لن من ل يؤمن باليوم الخر ل يعمل إذ أنه يرى أنه ل حساب ‪،‬‬ ‫يتضمن اليان بكل ما صح عن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ما يكون ف ذلك اليوم وما‬ ‫ذكر ف القرآن ‪،‬‬ ‫‪56‬‬

‫فمن باب أول من كون الناس يشرون يوم القيامة حفاة عراة غر ًل بما يعن ليس معهم مال ‪،‬‬ ‫وهذا كقوله تعال ‪ { :‬كما بدأنا أول خلقٍ نعيده } ‪،‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬كذلك اليان با ذكر فيه من الوض والصراط والنة والنار وما فيهما من نعيم النة‬ ‫وعذاب النار ‪،‬‬ ‫قال شيخ السلم رحه ال ‪ :‬ويدخل ف اليان باليوم الخر اليان بكل ما يكون بعد الوت ‪،‬‬ ‫كل ما يكون بعد الوت ‪،‬‬ ‫مثل الفتنة ف القب ‪،‬‬ ‫فإن الناس يفتنون ف قبورهم ويُسألون عن ثلثة أشياء ‪:‬‬ ‫من ربك ‪،‬‬ ‫وما دينك ‪،‬‬ ‫ومن نبيك ‪،‬‬ ‫وكذلك يؤمنون بنعيم القب وعذابه ‪،‬‬ ‫لن ذلك ثابت بالقرآن والسنة وإجاع السلف ‪،‬‬ ‫هذا اليان باليوم الخر ‪ ،‬اليوم الخر على وصفه هو الخر ‪،‬‬ ‫وهنا أنبه على ما نسمعه ف بعض الذاعات أو نقرأه ف بعض الصحف ‪:‬‬ ‫إذا مات النسان قالوا ‪ :‬انتقل إل مثواه الخي ‪،‬‬ ‫هذا غلط ‪ ،‬غلط عظيم ‪،‬‬ ‫ولول أنا نعلم مدار قائله لقلنا إنه ينكر البعث ‪،‬‬ ‫لنه إذا كان القب مثواه الخي فهذا يتضمن إنكار البعث ‪،‬‬ ‫فالسألة خطية ‪،‬‬ ‫لكن بعض الناس إذا قال الناس قولً أخذ به وهو ل يتأمل معناه ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وتؤمن بالقدر خيه وشره ) ‪ :‬وهنا أعاد الفعل ( تؤمن ) لهية اليان بالقدر ‪،‬‬ ‫الفعل ما هو ؟‬ ‫( تؤمن ) ‪،‬‬ ‫لن اليان بالقدر مهم جدا جدا وخطي جدا جدا ‪،‬‬ ‫اليان بالقدر يتضمن أربعة أمور ‪:‬‬ ‫ل‪،‬‬ ‫الول ‪ :‬أن تؤمن بعلم ال الحيط بكل شيء جلةً وتفصي ً‬ ‫أن ال عال ما يكون ف الستقبل إل ما ناية له جلةً وتفصيلً ‪،‬‬ ‫‪57‬‬

‫با يفعله هو سبحانه وتعال وبا يفعله الخلوق ‪،‬‬ ‫هذه واحدة ‪،‬‬ ‫دليلها ‪ :‬عموم الدلة ‪:‬‬ ‫{ وال بكل شيء عليم } ‪،‬‬ ‫وخصوص العلم بالغيب ‪،‬‬ ‫وقد قال موسى عليه الصلة والسلم { ف كتاب ل يضل رب ول ينسى } ‪،‬‬ ‫أي ل يهل ول ينسى ما علم ‪،‬‬ ‫وقد ذكر ال عز وجل العلم ف آيات كثية جلةً وتفصيلً ‪،‬‬ ‫قال ال عز وجل ف الملة { وال بكل شي ٍء عليم } ‪،‬‬ ‫وقال ال تعال { ال الذي خلق سبع ساوات ومن الرض مثلهن يتنل المر بينهن لتعلموا أن‬ ‫ال على كل شيء قدير } أي أخبناكم بذا { ولتعلموا أن ال على كل علما }‬ ‫هذا ممل ‪،‬‬ ‫التفصيل ‪:‬‬ ‫{ وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل هو ويعلم ما ف الب وما ف البحر وما تسقط من ورقة إل‬ ‫يعلمها } يعلم مت سقطت وأين سقطت وكيف سقطت ‪،‬‬ ‫{ ول حبة ف ظلمات الرض ول رطبٍ ول يابس إل ف كتابٍ مبي } ‪ ،‬حبة ف ظلمات الرض‬ ‫وصفي ف ظلمات الرض ‪،‬‬ ‫إذا قدرنا أن حبة بر غاصة ف قاع البحر وفوقها وفوق الطي ماء وكان ذلك ليلً ظلمة الليل‬ ‫وكان السماء مطرة والغيوم متبلدة فهذا ظلمة الطر ظلمة الغيوم وكان الو مغبا هذا أيضا‬ ‫ظلمة يعلم ال عز وجل البة ف ظلمات الرض ‪،‬‬ ‫{ ول رطب ول يابس إل ف كتاب مبي } ‪،‬‬ ‫ل فيما يفعله العباد وفيما يفعله هو‬ ‫يعن العلم أن تؤمن بأن ال ميط بكل شيء علما جلةً وتفصي ً‬ ‫بنفسه ‪،‬‬ ‫تؤمن بذا إيان حقيقي ‪،‬‬ ‫واعلم أنك إذا آمنت بذا أوجب ذلك الوف من ال وخشية ال والرغبة فيما عند ال ‪،‬‬ ‫لن كل حركة تقوم با فال يعلمها ‪،‬‬ ‫الثان الرتبة الثانية ف القضاء والقدر ‪ :‬اليان بأن ال كنب ف اللوح الحفوظ مقادير كل شيء‬ ‫إل يوم القيامة ‪،‬‬ ‫‪58‬‬

‫قال ال عز وجل ‪ { :‬وكل شيء أحصيناه ف إمامٍ مبي } أي ف كتاب ‪،‬‬ ‫وقال عز وجل ‪ { :‬ولقد كتبنا ف الزبور من بعد الذكر } وهو اللوح الحفوظ { أن الرض يرثها‬ ‫عبادي الصالون } ‪،‬‬ ‫واليات ف هذا متعددة ‪،‬‬ ‫وأخب النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم أن ال لا خلق القلم قال له اكتب أمره وهو جاد ‪،‬‬ ‫هل يصح توجيه المر للجماد ؟‬ ‫يصح من ال ‪،‬‬ ‫لنه هو الذي يُنْطِقُ الماد ‪،‬‬ ‫قال ال تعال ‪ { :‬ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعي } ‪،‬‬ ‫قال ‪ ( :‬اكتب ) القلم امتثل ‪،‬‬ ‫ولكن أشكل عليه ‪ :‬ماذا يكتب ؟‬ ‫قال ‪ :‬رب وما اكتب ؟‬ ‫فقال ال له ‪ :‬اكتب ما هو كائن إل يوم القيامة ‪،‬‬ ‫فجرى ف تلك الساعة ف تلك اللحظة با هو كائن إل يوم القيامة ‪،‬‬ ‫سبحان ال ‪،‬‬ ‫من يصي الوادث والوقائع إل ال عز وجل ‪،‬‬ ‫لكن اللوح الحفوظ مشتمل عليه ‪،‬‬ ‫ول تستغرب يا أخي ‪،‬‬ ‫تقول كيف هذا اللوح الحفوظ كتبت فيه الوادث ؟‬ ‫لنك ل تعرف حجم هذا اللوح ول سعة هذا اللوح قد يكون مل السموات والرض ‪،‬‬ ‫ث ظهر ف الونة الخية ما يسمى بالقراص أقراص الليزر يتسع القرص الصغي لكتب كثية‬ ‫وهو من صنع الدمي ‪،‬‬ ‫وأقول هذا تقريبا ل تشبيها ‪،‬‬ ‫لن اللوح الحفوظ أعظم من أن تيط به ‪،‬‬ ‫كتب ف اللوح الحفوظ مقادير كل شيء إل يوم القيامة ‪،‬‬ ‫ولذا أجع السلمون على هذه الكلمة ( ما شاء ال كان وما ل يشأ ل يكن ) ‪،‬‬ ‫أي شيء يدث فبمشيئة ال ‪،‬‬ ‫وهذا عام لا يفعله ال بنفسه وما يفعله العباد كله بالشيئة ‪،‬‬ ‫‪59‬‬

‫اتل قول ال تعال ‪ { :‬ولو شاء ال ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتم البينات ولكن‬ ‫اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء ال ما اقتتلوا ولكن ال يفعل ما يريد } ‪،‬‬ ‫وقال عز وجل ‪ { :‬ولو شاء ربك ما فعلوه } ‪ { ،‬ولو شاء ال ما فعلوه } ‪،‬‬ ‫آيتان ‪،‬‬ ‫وقال عز وجل ‪ { :‬ومن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إل أن يشاء ال رب العالي } ‪،‬‬ ‫فكل ما حدث ف الكون فهو بشيئة ال ‪،‬‬ ‫فإذا آمن النسان بذا سلم من مشاكل كثية سلم من عمل الشيطان ‪،‬‬ ‫إذا فعل وحصل خلف القصود قال ليتن ل أفعل ‪،‬‬ ‫فهذا من عمل الشيطان ‪،‬‬ ‫لن الذي فعلته هذا قد شاءه ال عز وجل ‪،‬‬ ‫ل بد أن يكون لكن إن كان ذنبا فعليك بالتوبة ‪،‬‬ ‫الرابع ‪ :‬اللق ‪ :‬أن تؤمن بأن كل موجود سوى ال فهو ملوق ‪،‬‬ ‫من خالقه ؟‬ ‫ال عز وجل ‪,‬‬ ‫كل شيء ملوق ل عز وجل ‪،‬‬ ‫السماوات الرضون البحار النار الكواكب الشمس القمر ‪،‬‬ ‫النسان ملوق ل حركات النسان ملوقة ل ‪،‬‬ ‫لن ال خلقه بصفاته وأفعاله ‪،‬‬ ‫أي بصفات النسان وأفعاله وإذا كان هو ملوق فصفاته وأفعاله ملوقة ول شك ‪،‬‬ ‫فأفعال العباد ملوقة لرب العباد عز وجل ‪ ،‬خلق عز وجل كل ملوق سواه ‪،‬‬ ‫وهل صفات ال ملوقة ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪،‬‬ ‫لن صفاته كذاته ‪ ،‬كما أن صفات النسان كذاته ملوقة ‪،‬‬ ‫أعود مرة ثانية فأقول ‪ :‬اليان بالقدر يتضمن أمور أربعة ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬العلم ‪،‬‬ ‫والثان ‪ :‬الكتابة ‪،‬‬ ‫والثالث ‪ :‬الشيئة ‪،‬‬ ‫والرابع ‪ :‬اللق ‪،‬‬ ‫‪60‬‬

‫وسنذكر ف الفوائد إن شاء ال ‪،‬‬ ‫أن الناس انقسموا ف القدر إل ثلث أقسام ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬مُ ْفرِطْ ‪،‬‬ ‫‪ – 2‬ومُ َفرّطْ ‪،‬‬ ‫‪ – 3‬والثالث مقتصد مستقيم ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وتؤمن بالقدر خيه وشره ‪ ،‬قال ‪ :‬صدقت ) ‪ :‬القائل جبيل ‪،‬‬ ‫ث قال ‪ ( :‬أخبن عن الحسان ) ‪ :‬الحسان ‪ :‬مصدر ‪ :‬أحسن يسن ‪،‬‬ ‫وهو ‪ ( :‬بذل الي للغي من مال أو جاه أو غي ذلك ) ‪،‬‬ ‫هذا بالنسبة للحسان للمخلوق ‪،‬‬ ‫أما بالنسبة للحسان ف حق الالق فأن تبن عبادتك على الخلص والتابعة لرسول ال صلى ال‬ ‫عليه وعلى آله وصحبه وسلم ‪،‬‬ ‫وكلما كنت أخلص وأتبع كلما كنت أحسن ‪،‬‬ ‫فقال له النب صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم ‪ ( :‬الحسان أن تعبد ال ) ‪ :‬هذه واحدة‬ ‫تعبد ال ‪،‬‬ ‫وعبادة ال ل تصل إل بأمرين كما سعتم ‪:‬‬ ‫الخلص ‪،‬‬ ‫والتابعة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬كأنك تراه ) ‪ :‬والعابد ل كأنه يراه ل بد أن تكون عبادة مبنية على رغبة شديدة ‪،‬‬ ‫لن من رأى مبوبه فسوف يسرع إل الوصول إليه ‪،‬‬ ‫فعبادة النسان ربه كأنه يراه تتضمن الرغبة ف الوصول إليه سبحانه وتعال ‪،‬‬ ‫وهذا يستلزم الد والجتهاد ف العبادة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فإن ل تكن تراه ) ‪ :‬فهنا الرتبة الثانية أقل ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فإنه يراك ) ‪ :‬فاعبده على وجه الوف ل تالفه ‪،‬‬ ‫لنك إن خالفته فإنه يراك ‪،‬‬ ‫فصار الحسان مرتبتان ‪:‬‬ ‫مرتبة الطلب ‪،‬‬ ‫ومرتبة الرب ‪،‬‬ ‫مرتبة الطلب أن تعبد ال كأنك تراه ‪،‬‬ ‫‪61‬‬

‫ومرتبة الرب أن تعبد ال وهو يراك عز وجل ‪،‬‬ ‫وبذا نعرف أن الملتان متباينتان ‪:‬‬ ‫( فإن ل تكن تراه فإنه يراك ) ‪،‬‬ ‫( أن تعبد ال كأنك تراه ) ‪،‬‬ ‫وهذا يقتضي شدة الطلب وشدة الطاعة لتصل إل مبوبك ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فإن ل تكن تراه فإنه يراك ) ‪ :‬فاحذره ‪،‬‬ ‫كما قال عز وجل ‪ { :‬ويذركم ال نفسه } ‪،‬‬ ‫أيهم أكمل ؟‬ ‫الول ‪،‬‬ ‫ولذا جعل النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم الثان ف الرتبة الثانية متأخر بعد الديث‬ ‫قال ‪ ( :‬فإن ل تكن تراه فإنه يراك ) ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬قال ‪ :‬فأخبن عن الساعة ؟ ) ‪ :‬ول يذكر ‪ ( :‬قال ‪ :‬صدقت ) ‪ ،‬اكتفى بالول ‪،‬‬ ‫قال ‪ ( :‬فأخبن عن الساعة ) ‪ :‬ما هي الساعة ؟‬ ‫الساعة هي قيام الناس من قبورهم ل رب العالي يعن البعث ‪،‬‬ ‫وسـميت الساعة لنا داهية عظيمة ‪،‬‬ ‫قال ال عز وجل ‪ { :‬يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم } ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬قال أخبن عن الساعة قال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ :‬ما السؤول عنها ) ‪:‬‬ ‫يعن نفسه ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬بأعلم من السائل ) ‪ :‬يعن جبيل والعن إذا كنت تهلها فأنا أجهلها ول أستطيع أن‬ ‫أخبك با أن علم الساعة ما اختص ال به ‪،‬‬ ‫قال ال تبارك وتعال ‪ { :‬يسألونك عن الساعة قل إنا علمها عند ال وما يدريك لعل الساعة‬ ‫تكون قريبة } ‪،‬‬ ‫وقال عز وجل ف سورة العراف ‪ { :‬يسألون عن الساعة كأنك عنها قل إنا علمها عند ال }‬ ‫وقال عز وجل ‪ { :‬قل إنا علمها عند رب ل يليها لوقتها إل هو ف السماوات والرض ل‬ ‫تأتيكم إل بغتة } ‪،‬‬ ‫ولذا يب علينا أن نكذب كل من حدد عمر الدنيا ف الستقبل ‪،‬‬ ‫ومن صدق فهو كذب ‪،‬‬ ‫وما نسمع عن بعض أهل الشعوذة أن عمر الدنيا كذا وكذا قياسا على ما مضى منها ‪،‬‬ ‫‪62‬‬

‫فإنه يب علينا أن نقول بألستنا وقلوبنا كذبتم ومن صدق فهو كافر ‪،‬‬ ‫لن أعلم الرسل البشرية بال وأعلم الرسل اللكية ل يعلمان مت تكون ‪،‬‬ ‫فمن دونما من باب أول بدون شك ‪،‬‬ ‫لا قال ‪ ( :‬ما السؤول عنها بأعلم من السائل ) قال ‪ ( :‬فأخبن عن أماراتا ) ‪ :‬أي عن علمات‬ ‫قربا‬ ‫لن المارة بعن العلمة ‪،‬‬ ‫والراد ( أماراتا ) ‪ :‬أي أمارات قربا وهو ما يعرف بالشراط ‪.‬‬ ‫كما قال تعال ‪ { :‬فهل ينظرون أن تأتيهم الساعة إل بغتة فقد جاء أشراطها } ‪،‬‬ ‫أشراط الساعة كثية بعضها قريب من الساعة وبعضها بعيد ‪ ،‬وبعضها صغي وبعضها كبي ‪،‬‬ ‫من علمات الساعة ‪ :‬بعثة النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫لنه بعث لميع من بعده ول يأت بعده رسول ‪،‬‬ ‫وهذا يدل على أن الساعة قريب ‪،‬‬ ‫ومنها ما سيذكر ف الديث ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬أن تلد المة ربتها ) وف لفظ ‪ ( :‬ربا ) ‪ :‬المة يعن الرقيقة الملوكة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ربا ) ‪ :‬أي سيدها ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬أو ربتها ) ‪ :‬أي سيدتا ‪،‬‬ ‫وكل اللفظي مفوظ ‪،‬‬ ‫ولكن ما معن ‪ ( :‬أن تلد المة ربا ) ؟ هل الراد العي أو النس ؟‬ ‫اختلف ف هذا العلماء ‪:‬‬ ‫منهم من قال ‪ :‬الراد ( أن تلد المة ربا ) ‪ ،‬يعن أن تلد المة من يكون سيدا لغيها ل لا ‪،‬‬ ‫فيكون الراد بالمة النس ‪،‬‬ ‫وقيل ‪ :‬العن ‪ :‬أن تلد المة سيدها أو سيدتا بيث يكون اللك قد أولد أمته ‪،‬‬ ‫وما معن أولدها ؟‬ ‫أي أنب منها فيكون هذا الولد الذي أنبته يكون سيدا لا ‪،‬‬ ‫إما لن أباه سيدها ‪،‬‬ ‫وإما لنه سوف يلف أباه فيكون سيدا لا ‪،‬‬ ‫ولكن العن الول أقوى أن الماء يلدن اللوك ‪،‬‬ ‫وهو كناية عن تغي الال بسرعة ‪،‬‬ ‫‪63‬‬

‫ويدل لذا ما ذكره بعد ‪:‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وأن ترى الفاة العراة العالة يتطاولون ف البنيان ) ‪ ( :‬الفاة ) ‪ :‬يعن ليس لم نعال ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬العراة ) ‪ :‬ليس لم ثياب تكسوهم وتكفيهم ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬العالة ) ‪ :‬ليس عندهم ما يأكلون من النفقة أو السكن أو ما أشبه ذلك ‪،‬‬ ‫عالة فقراء يتطاولون ف البنيان أي يكونون أغنياء حت يتطاولون ف البنيان أيهما أطول ‪،‬‬ ‫وهل الراد بالتطاول ارتفاعا أو جا ًل أو ها ؟‬ ‫كلها ‪،‬‬ ‫يتطاولون ف البنيان أيهم أعلى ‪،‬‬ ‫يتطاولون ف البنيان أيهم أحسن ‪،‬‬ ‫وهم ف الول فقراء ل يدون شيء ‪،‬‬ ‫لكن تتغي الال بسرعة ما يدل على قرب الساعة ‪،‬‬ ‫وهذا هل وجد الن أو ل يوجد ؟‬ ‫ل ندري هذا الوجود هو من أشراط الساعة أو بعد يوجد ما هو أعظم من هذا ‪ ،‬فال أعلم ‪،‬‬ ‫ولكن إذا كل ناس وكل جيل يدث فيه مثل ذلك ‪،‬‬ ‫فهذا من أشراط الساعة فال أعلم ‪،‬‬ ‫لكن هذه علمة واضحة ‪،‬‬ ‫يقول ف الديث ‪ ( :‬ث انطلق فلبثت مليا ) ‪ :‬يعن بقيت مليا مدة طويلة ‪،‬‬ ‫كما قال تعال ‪ { :‬واهجرن مليا } أي مدة طويلة قيل ثلثة وقيل أكثر وقيل أقل ولكن العروف‬ ‫أن اللي يعن الزمن الطويل ‪،‬‬ ‫ث قال ‪ ( :‬يا عمر ) يقول النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬أتدري من السائل ؟ فقال عمر ‪ :‬ال ورسوله أعلم ) ‪ :‬يعن كأنه وجده فيما بعد وسأله‬ ‫قوله ‪ ( :‬من السائل ؟ ) ‪ :‬أي أتعلم من هو ؟‬ ‫قوله ‪ ( :‬فقال عمر ‪ :‬ال ورسوله أعلم ) ‪ :‬وهذا يعن أنه ل علم عند عمر بذا ‪،‬‬ ‫فقال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬هذا جبيل أتاكم يعلمكم أمر دينكم ) ‪ :‬الشارة‬ ‫هنا إل شيء مسوس ‪،‬‬ ‫مرئي أو إل شيء معلوم بالذهن ؟‬ ‫نعم إل شيء معلوم بالذهن ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬هذا جبيل أتاكم يعلمكم أمر دينكم ) ‪ :‬لكنه جاء بذه الصيغة صيغة السؤال ‪،‬‬ ‫‪64‬‬

‫لنه أمكت للنفس وأقوى ف التأثي ‪،‬‬ ‫هذا الديث فيه فوائد كثية ‪،‬‬ ‫يعن لو أراد النسان أن يستنبط ما فيه من الفوائد منطوقا ومفهوما وإشار ًة لكتب ملدا ‪،‬‬ ‫لكن نشي إشار ًة قليلة إل ما يضرنا إن شاء ال تعال ‪،‬‬ ‫السئلة‬ ‫السؤال ‪ :‬من أراد يعبد ال بقام الحسان هل يتدرج لذلك بيث يعبد ال أو ًل بقام السلم ث‬ ‫بقام اليان حيث يد اليان متقى ف قلبه ث إل النسان ث على الحسان وهل ياول ف البداية‬ ‫أن يعبد ال ف هذا القام ؟‬ ‫الواب ‪ :‬هذا سؤال وجيه يعن يقول الديث مرتب السلم ث اليان ث الحسان ‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫فهل معن هذا أن النسان يبدأ بالسلم ث اليان ث الحسان ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم بدأ بالسلم ‪،‬‬ ‫لنه أعمال الوارح الظاهرة ‪،‬‬ ‫ث ثن باليان مع أن السلم مبن على السلم ‪،‬‬ ‫لنه أعمال بأمور علمية ل عملية ث الحسان ‪ ،‬نعم ‪،‬‬ ‫سؤال ‪ :‬قول من قال ‪ :‬أن نوح عليه السلم بعد حدوث الشرك ‪ ،‬هل هو جيء به ليوفق بي‬ ‫القول أن النب يدد الشريعة من قبله قد يقول قائل ما الفائدة ؟‬ ‫ل ما له حاجة ‪،‬‬ ‫الواب ‪ :‬أص ً‬ ‫لنه آدم عليه السلم لا كان يصلي ويعبد ال وكان ابناه ومن حوله أقله ول يكثروا فيختلفوا‬ ‫وتفتنهم الدنيا صاروا يتأسون به ‪،‬‬ ‫لكن إذا قالوا نوح أول رسول بعد حدوث الشرك ما يصح ل يقال أول رسول مطلقا ‪،‬‬ ‫لكن الرسل ل يرسلوا إل حي اختلف الناس ‪،‬‬ ‫{ كان الناس أمة واحدة فبعث ال النبيي مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالق ليحكم‬ ‫بي الناس } ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬يقال إن النب نب ول يرسل ‪ ،‬أل يشكل عليه حديث ‪ ( :‬والنب يبعث إل قومه خاصة‬ ‫وبعثه إل المة عامة ) ؟‬ ‫الواب ‪ :‬هذا يبي أن الرسول عليه الصلة والسلم أنه رسول كما أن القرآن ملوء بذكر الرسل‬ ‫بلفظ النبياء ‪،‬‬ ‫‪65‬‬

‫السؤال ‪ :‬هل يوز ضرب المثال بالشياء الحسوسة لتقريب الفهام ف مسائل الاهلية مثال‬ ‫بعض الخوان الوعاظ مثل يوم القيامة يساوي خسي ألف سنة من أيام الدنيا يقربون عمر‬ ‫النسان إذا كان عمر النسان إذا كان ستي سنة أو كذا وهو يعيش كذا دقيقة بالنسبة ليوم‬ ‫الخرة قياس على هذا ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪ ،‬ل يوز ‪ ،‬هذا ل يوز ‪،‬‬ ‫مثلما رأينا بعض الناس يصور النار على ورقة ‪،‬‬ ‫فهذا ل يل ‪،‬‬ ‫لنه يكي كيفية ل يعلمها ‪،‬‬ ‫وهذا أيضا ما يقلل هيبة يوم القيامة ف نفوس الناس ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬ذكرنا حديث الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أنا سيد ولد آدم ول فخر ) بعضهم‬ ‫يقولون ‪ :‬أن بعض من يدّعون التوحيد يقولون ‪ ( :‬ول فخر ) ليس الراد ل رياء ول سعة لن‬ ‫النب عليه الصلة والسلم برئ من هذا ‪ ،‬يقولون ‪ :‬قوله ( ول فخر ) يعن ول فخر يوازي هذا‬ ‫الفخر ‪،‬‬ ‫الواب ‪ :‬هذا خلف ظاهر الواقع لكن الرسول صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬ول فخر ) ليبي‬ ‫كمال صفاته وليس ما نفي عن النسان معناه أنه يكن أن يتصف به ‪،‬‬ ‫أليس ال تعال قال ‪ { :‬لئن أشركت ليحبطن عملك }‬ ‫وهل يشرك ؟‬ ‫ل‪،‬‬

‫‪66‬‬

‫تكملة الشرح‬ ‫فوائد الديث‬ ‫من فوائد هذا الديث ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬بيان حسن خلق النب عليه الصلة والسلم وأنه يلس إل أصحابه ويلسون إليه ‪ ،‬وليس‬ ‫ينفرد ويرى نفسه فوقهم ‪،‬‬ ‫بل إن الارية تأخذ بيده عليه الصلة والسلم ‪ ،‬حت ترسله إل بيتها ‪ ،‬حت يلب لا الشاة ‪ ،‬من‬ ‫تواضعه عليه الصلة والسلم ‪،‬‬ ‫‪ – 2‬جواز جلوس الصحاب إل سيدهم وشيخهم ومن يفوقهم ‪،‬‬ ‫لكن هذا مشروط با إذا ل يضيع عليه الوقات ‪،‬‬ ‫فإذا ضيع عليه الوقات فل ‪،‬‬ ‫ل فيجلس إليه ويتحدث إليه وتد أن الرجل الذي يفظ‬ ‫لن بعض الناس يلس إل الشخص مث ً‬ ‫الوقات يتململ هكذا ويقول وال الليل قصر ويوري ولكن الخر من شدة مبته له والتحدث‬ ‫إليه يبقى ‪،‬‬ ‫‪ – 3‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬أن اللئكة عليهم السلم يكن أن يتشكلوا إل أشكال غي‬ ‫أشكالم ‪،‬‬ ‫لن جبيل أتى بصورة الرجل الذكور ف الديث ‪،‬‬ ‫فإن قال قائل ‪ :‬وهل هذا إليهم أو إل ال عز وجل ؟‬ ‫فالواب هذا إل ال ‪،‬‬ ‫بعن أنه ل يستطيع اللك أن يَتَـزَيَـىّ بزيّ غي ما خلقه ال عليه إل بإذن ال عز وجل ‪،‬‬ ‫‪ – 4‬ومنها ‪ :‬الدب مع العلم كما فعل جبيل جلس أمامه جلسة التأدب ليأخذ منه ‪،‬‬ ‫‪ – 5‬ومنها ‪ :‬جواز التورية ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬يا ممد ) ‪،‬‬ ‫وهذه العبارة عبارة العراب فيوري با كأنه أعراب وإل فأهل الدن التخلقون بالخلق الفاضلة‬ ‫ل ينادون الرسول عليه الصلة والسلم بثل هذا ‪،‬‬ ‫‪ – 6‬ومنها ‪ :‬فضيلة السلم وأنه ينبغي أن يكون أول ما يسأل عنه ‪،‬‬ ‫ولذا كان النب عليه الصلة والسلم إذا أرسل الرسل للدعوة إل ال أمرهم أن يبدءوا قبل كل‬ ‫شيء ‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ‪،‬‬ ‫‪ – 7‬ومنها ‪ :‬أن أركان السلم هي هذه المسة ‪،‬‬ ‫‪67‬‬

‫ويؤيده حديث عبد ال بن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬بن‬ ‫السلم على خس ‪ ( :‬وذكرها ) ‪،‬‬ ‫‪ – 8‬ومنها ‪ :‬فضل الصلة وأنا مقدمة على غيها بعد الشهادتي ‪،‬‬ ‫‪ – 9‬ومنها ‪ :‬الث على إقامة الصلة ‪،‬‬ ‫أي على فعلها قوية مستقيمة ‪،‬‬ ‫‪ – 10‬ومنها ‪ :‬أن إيتاء الزكاة من السلم ‪ ،‬وكذلك البقية ‪،‬‬ ‫فإذا قال قائل ‪ :‬إذا ترك النسان واحدا من هذه الركان المسة أيكفر أم ل ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬أنه إذا ل يشهد أنه ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال فهو كافر بالجاع ‪،‬‬ ‫ول خلف ف هذا ‪،‬‬ ‫وأما إذا ترك الصلة والزكاة والصيام والج أو واحدا منها ففي ذلك خلف ‪:‬‬ ‫فعن المام أحد رحه ال رواية ‪ :‬أن من ترك واحدا منها فهو كافر ‪،‬‬ ‫يعن من ل يصل فهو كافر من ل يزك فهو كافر من ل يصم فهو كافر من ل يج فهو كافر ‪،‬‬ ‫لكن هذه الرواية من حيث الدليل ضعيفة ‪،‬‬ ‫والصواب ‪ :‬أن هذه الربعة ل يكفر تاركها إل الصلة ‪،‬‬ ‫لقول عبد ال بن شقيق رحه ال ‪ :‬كان أصحاب النب عليه الصلة والسلم ل يرون شيئا من‬ ‫العمال تركه كفر إل الصلة ‪،‬‬ ‫ولذلك أدلة معروفة ‪،‬‬ ‫لو أنكر وجوبا وهو يفعلها فإنه يكفر ‪،‬‬ ‫لن وجوبا أمر معلوم بالضرورة من دين السلم ‪،‬‬ ‫هل يقضيها أو ل ؟‬ ‫نقول ‪ :‬الوقت ل يقضيها ‪،‬‬ ‫فلو ترك الصلة حت خرج وقتها ‪،‬‬ ‫قلنا ‪ :‬ل تقضي ‪،‬‬ ‫لنه لو قضاها لن تنفعه ‪،‬‬ ‫لقول ال تعال ‪ { :‬ومن يتعد حدود ال فأولئك هم الظالون } ‪،‬‬ ‫والظال ل يكن أن يُقبل منه ‪،‬‬ ‫فمن أخر الصلة لي خروجها من وقتها بدون عذر فهو ظال ‪،‬‬ ‫ولقول النب عليه الصلة والسلم ‪ ( :‬من عمل عملً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ‪،‬‬ ‫‪68‬‬

‫وكذلك يقال ف الصوم ‪ :‬لو ترك النسان صوم يوم عمدا بدون عذر ث ندم بعد أن دخل شوال‬ ‫وأراد أن يقضيها ‪،‬‬ ‫فإننا نقول ‪ :‬ل تقضيها ‪،‬‬ ‫لنك لو قضيته ل ينفعك ‪،‬‬ ‫لكونك تعديت حدود ال ‪،‬‬ ‫ولقول النب عليه الصلة والسلم ‪ ( :‬من عمل عملً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ‪،‬‬ ‫ماذا يصنع من ترك الصلة بل عذر حت خرج الوقت ؟‬ ‫أو ترك الصوم بل عذر حت خرج الوقت ؟‬ ‫ماذا يصنع ؟‬ ‫إذا قلنا ‪ :‬ل يقضي ‪ ،‬نقول ‪ :‬أكثر من الطاعات وتب إل ال توبة حقيقية ويكفي ‪،‬‬ ‫الزكاة موقتة وغي موقتة ؟‬ ‫منها غي مؤقتة ‪،‬‬ ‫ولكن ف شيء من التوقيت ‪،‬‬ ‫إذا تركها النسان ث تاب أراد أن يزكي ‪،‬‬ ‫نقول ‪ :‬ز ّك ‪،‬‬ ‫لنا ليس لا وقت مدد يقال فيه ‪ :‬ل تزكي إل ف الشهر الفلن ‪،‬‬ ‫طيب إذا مات وهو ل يزك تاونا فهل ترج الزكاة من ماله أو ل ترج ؟‬ ‫ترج ولكن ل تزئه عن الزكاة يعذب عليها ‪،‬‬ ‫وإنا قلنا ترج لق أصحاب الزكاة يعن لق أهل الزكاة ‪،‬‬ ‫لكن ذمته ل تبأ ‪،‬‬ ‫لن الرجل مات على عدم الزكاة ‪،‬‬ ‫الج كذلك لو تركه النسان القادر الستطيع تفريطا حت مات فإنه ل يُحج عنه لن الرجل‬ ‫تركه ل يريد أن يج فكيف نج عنه وهو ل يريد ‪،‬‬ ‫هل يب على ورثته أنه يرجوا الج عنه من تركته ؟‬ ‫ل لنه ل ينفعه ول يتعلق به حق الغي كالزكاة ‪،‬‬ ‫قال ابن القيم ف تذيب السنن ‪ :‬هذا هو الذي ندين ال به ‪ ،‬أو كلمة نوها ‪ ،‬وهو الذي تدل‬ ‫عليه الدلة ‪،‬‬ ‫فيجب على النسان أن يتقي ال عز وجل ‪،‬‬ ‫‪69‬‬

‫لنه إذا مات لو ُحجّ عنه ألف مرة لن تقبل فإنه لن تبأ ذمته ‪،‬‬ ‫‪ – 11‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬النتقال من الدن إل العلى ‪،‬‬ ‫السلم بالنسبة لليان أدن ‪،‬‬ ‫لن كل إنسان يكن أن يسلم ظاهرا { قالت العراب آمنا قل ل تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا } ‪،‬‬ ‫لكن اليان – اللهم حقق إياننا – ليس بالعمل الي مله القلب والتصاف به صعب ‪،‬‬ ‫‪ – 12‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن السلم غي اليان ‪،‬‬ ‫لن جبيل قال ‪ ( :‬ما السلم ؟ ) وقال ‪ ( :‬ما اليان ؟ ) ‪،‬‬ ‫وهذا يدل على التغاير ‪،‬‬ ‫وهذه السألة نقول فيها ما قال السلف ‪:‬‬ ‫إن ذكر اليان وحده دخل فيه السلم وإن ذكر السلم وحده دخل فيه اليان ‪،‬‬ ‫فقوله تعال ‪ { :‬ورضيت لكم السلم دينا } يشمل اليان ‪،‬‬ ‫وقوله تعال ‪ { :‬وقل أسلمت وجهي ل ومن اتبعن } يشمل كذلك اليان ‪،‬‬ ‫اليان إذا ذكر وحده دخل فيه السلم ‪،‬‬ ‫قال تعال ‪ { :‬وبشر الؤمني } ‪،‬‬ ‫بعد أن ذكر { تؤمنون بال ورسوله وتاهدون ف سبيل ال بأموالكم وأنفسكم } ‪،‬‬ ‫قال ‪ { :‬وبشر الؤمني } ‪،‬‬ ‫إذن إذا ذكر السلم وحده دخل فيه اليان أو اليان وحده دخل فيه السلم ‪،‬‬ ‫أما إذا ذكرا جيعا فيفترقان إذا ذكرا جيعا ‪،‬‬ ‫صار السلم علنية واليان سراّ ‪،‬‬ ‫مثال الديث الذي معنا على التفريق ‪،‬‬ ‫فصار السلم علنية واليان ‪،‬‬ ‫وكذلك قوله تعال ‪ { :‬قالت العراب آمنا ‪ ......‬ولا يدخل اليان ف قلوبكم } ‪،‬‬ ‫فهذا يدل على التفريق ‪،‬‬ ‫قوله تعال ‪ { :‬قالت العراب آمنا قل ل تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولا يدخل اليان ف‬ ‫قلوبكم } فإن قيل يرد على هذا إشكال وهو قول ال تبارك وتعال ف قوم لوط ‪ { :‬فأخرجنا من‬ ‫كان فيها من الؤمني ‪ ،‬فما وجدنا فيها غي بيت من السلمي } فعب بالسلم عن اليان ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬أن هذا الفهم خطأ ‪،‬‬ ‫وأن قوله ‪ { :‬فأخرجنا من كان فيها من الؤمني } يص الؤمني ‪،‬‬ ‫‪70‬‬

‫{ فما وجدنا فيها غي بيت من السلمي } يعم كل من كان ف بيت لوط ‪،‬‬ ‫وف بيت لوط من ليس بؤمن ‪،‬‬ ‫وهي امرأته الت خانته وأظهرت أنا معه وهي ليست كذلك ‪،‬‬ ‫البيت بيت مسلمي ‪،‬‬ ‫لن الرأة ل تظهر العدوان والفرقة هم ف بيت واحد ‪،‬‬ ‫لكن لا نوا ‪ ،‬من الناجي ؟ الؤمنون خاصة ‪،‬‬ ‫ولذا قال ‪ { :‬فأخرجنا من كان فيها من الؤمني } وهم ما عدا هذه الرأة ‪،‬‬ ‫أما البيت فهو بيت مسلم ‪،‬‬ ‫ويؤخذ من هذه الية فائدة ‪:‬‬ ‫وهي أن البلد إذا كان السيطر عليه هم السلمي فهو بلد إسلمي وإن كان فيه نصارى أو يهود‬ ‫أو مشركون أو شيوعيون ‪،‬‬ ‫لن ال جعل بيت لوط بيت إسلم ‪،‬‬ ‫مع أن امرأته كافرة ‪،‬‬ ‫هذا هو التفصيل ف مسألة اليان والسلم ‪:‬‬ ‫والاصل ‪ :‬أنه إذا ذكر السلم وحده دخل فيه اليان ‪،‬‬ ‫وإذا ذكر اليان وحده دخل فيه السلم ‪،‬‬ ‫إذا افترقا اجتمعا وإذا اجتمعا افترقا ‪،‬‬ ‫ولذا نظائر ‪:‬‬ ‫كالفقي والسكي ‪،‬‬ ‫وكالب والتقوى ‪،‬‬ ‫هذه ألفاظ إذا اجتمعت افترقت وإذا افترقت اجتمعت ‪،‬‬ ‫‪ – 13‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن أركان اليان ستة ‪،‬‬ ‫وهذه الركان تورث قوة الطلب ف الطاعة والوف من ال عز وجل ‪،‬‬ ‫‪ – 14‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬اليان بال عز وجل واليان باللئكة ‪،‬‬ ‫من أنكر وجود ال فهو كافر هذه الصول الستة أقولا على العموم من أنكر واحدا منها فهو‬ ‫كافر ‪،‬‬ ‫يعن من قال ‪ :‬ل رب ل ملئكة ل كتب ل رسل ل يوم آخر ل قدر ‪ ،‬فهو كافر ‪،‬‬ ‫لنه مكذب لا أخب به رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪ – 15‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬إثبات اللئكة ‪،‬‬ ‫وأنه يب اليان بم ‪،‬‬ ‫وهنا نسأل ‪ :‬هل اللئكة أجسام أم عقول أم قوى ؟‬ ‫ل أول أجنحة } ‪،‬‬ ‫اللئكة بل شك كما قال تعال ‪ { :‬جاعل اللئكة رس ً‬ ‫وقال النب عليه الصلة والسلم ‪ ( :‬أطت السماء – يعن صار لا أطيط أي صرير من ثقل من‬ ‫عليها – وحق لا أن تئط ما من موضع أربع أصابع إل فيه ملك قائم ل أو راكع أو ساجد ) ‪،‬‬ ‫ويدل لذا حديث جبيل أنه له ست مائة جناح قد سد الفق ‪،‬‬ ‫والمثلة على هذا كثية قصوى ‪،‬‬ ‫والدلة على هذا كثية ‪،‬‬ ‫وأما من قال ‪ :‬إنم أرواح ل أجسام لم ‪،‬‬ ‫فقوله منكر وضلل ‪،‬‬ ‫وأنكر منه من قال ‪ :‬إن اللئكة ‪ :‬كناية عن قوى الي الت ف نفس النسان ‪ ،‬والشياطي ‪:‬كناية‬ ‫عن قوى الشر ‪،‬‬ ‫فهذا من أبطل القوال ‪،‬‬ ‫‪ – 16‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أنه ل بد من اليان بميع الرسل ‪،‬‬ ‫فلو آمن أحد برسوله وأنكر ما سواه فإنه ل يؤمن برسوله بل هو كافر ‪،‬‬ ‫واقرأ قوله تعال ‪ { :‬كذبت قوم نوح الرسلي } ‪،‬‬ ‫مع أنم إنا كذبوا نوحا ول يكن قبله رسول ‪،‬‬ ‫لكن تكذيب واحد من الرسل تكذيب للجميع ‪،‬‬ ‫تكذيب واحد من الكتب أنه نزل من عند ال تكذيب للجميع ‪،‬‬ ‫‪ – 17‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬إثبات اليوم الخر ‪،‬‬ ‫الذي هو مآل اللق والنهاية أن النسان إما يكون ف جنة – جعلن ال وإياكم فيها ومن أهلها –‬ ‫أو إل نار ‪،‬‬ ‫وقد أنكر البعث قوم من الشركي أو كل الشركي ‪،‬‬ ‫قال تعال ‪ { :‬وضرب لنا مثلً ونسي خلقه قال ‪ :‬من ييي العظام وهي رميم } ‪ ،‬رميم يتفتت من‬ ‫يييها ‪،‬‬ ‫أجاب ال عز وجل ‪،‬‬ ‫فأمر نبيه أنه يقول ‪ { :‬قل الذي يييها الذي أنشأها أول مرة } ‪،‬‬ ‫‪72‬‬

‫هذا الدليل ‪ { ،‬يييها الذي أنشأها أول مرة } ‪،‬‬ ‫وجه كونه دليل ‪ :‬أن القادر على الياد قادر على العادة ‪،‬‬ ‫هذا دليل واضح ‪،‬‬ ‫قال تعال ‪ { :‬وهو الذي يبدئ اللق وهو يعيده وهو أهون عليه } ‪،‬‬ ‫فإذا كان ابتداء اللق هينا وأنتم أيها الشركون تقرون به فإعادته أهون والكل هي على ال عز‬ ‫وجل ‪،‬‬ ‫{ يييها الذي أنشأها أول مرة } ‪،‬‬ ‫الدليل الثان ‪ { :‬وهو بكل خلق عليم } ‪،‬‬ ‫يعلم كيف يلق عز وجل ويقدر على خلقه ‪،‬‬ ‫فكيف تقولون إنه متنع ؟‬ ‫{ الذي جعل لكم من الشجر الخضر نارا } ‪،‬‬ ‫{ جعل لكم } أيها الشركون ‪،‬‬ ‫ما معن هذا ؟‬ ‫يعن ويقدرهم لكن الحاجة مع هؤلء الشركي ‪،‬‬ ‫{ الذي جعل لكم من الشجر الخضر نارا } ‪،‬‬ ‫ما معن هذا ؟‬ ‫معن هذا أن ف بلد الجاز شجرا يقال له ‪ :‬ا َلرْخ والعِفار يضربونه بالزند ‪ ،‬ث يشتعل نارا مع‬ ‫أنه أخضر َورَطْب وبارد أبعد ما يكون عن النار تُخلق منه النار ‪،‬‬ ‫فالقادر على أن يلق من الشيء ضده قادر على أن يعيد الشيء نفسه ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ { :‬فإذا أنتم منه توقدون } ‪،‬‬ ‫هذا إلزام لم ‪،‬‬ ‫يعن أمر ليس غريبا عليكم بل أنتم تستعملونه ‪،‬‬ ‫دليل آخر أيضا ‪:‬‬ ‫{ َأوَ ليس الذي خلق السماوات والرض بقادر على أن يلق مثلهم } ‪،‬‬ ‫وأي شيء الواب ؟‬ ‫{ بلى } أجاب ال نفسه ‪،‬‬ ‫لن خلق السماوات والرض أكب من خلق الناس ‪،‬‬ ‫{ وهو اللق العليم } يعن ذو اللق التام مع القدرة التامة ‪،‬‬ ‫‪73‬‬

‫{ إنا أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } ‪،‬‬ ‫ومن كان أمره إذا أراد شيئا أن يقول له ‪ :‬كن ‪،‬‬ ‫هل يعجزه شيء ؟‬ ‫ل وال ‪ ،‬ل يعجزه شيء ‪،‬‬ ‫{ كن فيكون } إن أمر موجود أو عدم معدوم أو معدوما أن يوجد وجد مهما كان ‪،‬‬ ‫أرأيتم لا وقف موسى على البحر العميق أمره ال أن يضرب البحر فضربه مرة واحدة فانفلق ‪،‬‬ ‫وصار كم طريقا ؟‬ ‫صار اثن عشر طريقا ييسر ف الال ‪،‬‬ ‫من يقدر على هذا الاء ؟‬ ‫ل يقدر إل ال عز وجل لنه { إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } ‪،‬‬ ‫وهنا أود أن أنبه على كلمة دارجة بي العوام ‪:‬‬ ‫( يا من أمره بي الكاف والنون ) ‪،‬‬ ‫وهذا غلط عظيم ‪،‬‬ ‫الصواب ‪ ( :‬يا من أمره – مأموره – بعد الكاف والنون ) ‪،‬‬ ‫لن ما بي الكاف والنون ليس أمرا ‪،‬‬ ‫المر ل يتم إل إذا جاءت الكاف والنون ‪،‬‬ ‫لن الكاف الضمومة ليس أمرا ‪،‬‬ ‫والنون كذلك ‪،‬‬ ‫لكن باجتماعهما تكون أمرا ‪،‬‬ ‫فالصواب ‪ :‬أن تقول ‪ ( :‬يا من أمره – مأموره – بعد الكاف والنون ) ‪،‬‬ ‫{ إنا أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه‬ ‫ترجعون } ‪،‬‬ ‫الهم أنه يب علينا أن نؤمن باليوم الخر ‪،‬‬ ‫وإن كانت العقول الضعيفة تستبعده ‪،‬‬ ‫لن ال تعال إذا أمر حصل هذا فورا ‪،‬‬ ‫كما قال تعال ‪ { :‬إن كانت إل صيحة واحدة فإذا هم جيع لدينا مضرون } ‪،‬‬ ‫صيحة واحدة يأت اللق كلهم ‪،‬‬ ‫ومن اليان ‪ :‬اليان باليوم الخر ‪،‬‬ ‫‪74‬‬

‫وسي آخر لنه ل يوم بعده ‪،‬‬ ‫هو الخي آخر الراحل ‪،‬‬ ‫وغلط ما يقول إذا دفن اليت ‪ ( :‬انتقل إل مثواه الخي ) ‪،‬‬ ‫لن هذا إذا اعتقد القائل مدلول هذه الكلمة لكان منكرا للبعث ‪،‬‬ ‫لكنهم ل يرجون هذا ‪،‬‬ ‫فنقول ‪ :‬يب الذر من كل ما يوهم معن فاسد ‪،‬‬ ‫أما تفاصيل ذلك موجود ف كتب العقائد ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وتؤمن بالقدر خيه وشره ) ‪ :‬هذا معترك عظيم اليان بالقدر معترك من زمن الصحابة‬ ‫إل يومنا هذا ‪،‬‬ ‫وسبق لنا أن مراتب القدر أربع ‪:‬‬ ‫أولا ‪ :‬العلم ‪،‬‬ ‫الثان ‪ :‬الكتابة ‪،‬‬ ‫الثالث ‪ :‬الشيئة ‪،‬‬ ‫الرابع ‪ :‬القدر ‪،‬‬ ‫فلنتكلم عن كل واحد منها تفصيلً وذلك لهيتها ‪:‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬أن تؤمن بأن ال بكل شيء عليم ‪،‬‬ ‫وقال ‪ { :‬أل يعلم من خلق وهو اللطيف البي } ؟‬ ‫الواب ‪ :‬بلى ‪،‬‬ ‫وأما التفصيل فذكر آية النعام { وعنده مفاتح الغيب } ‪،‬‬ ‫وقد ذكرنا لكم { ل يعلمها إل هو ويعلم ما ف الب والبحر وما تسقط من ورقة إل يعلمها ول‬ ‫حبة ف ظلمات الرض ول رطب ول يابس إل ف كتاب مبي } ‪،‬‬ ‫علم ال عز وجل كامل ابتداءً وانتهاءً ‪،‬‬ ‫أي أنه ل يزل ول يزال عال ل يطرأ عليه العلم بعد جهل ول يرد على علمه نسيان ‪،‬‬ ‫قال موسى عليه الصلة والسلم لا قال له فرعون ‪ { :‬ما بال القرون الول } ‪،‬‬ ‫قال ‪ { :‬علمها عند رب ف كتاب ل يضل ول ينسى } ل إله إل هو ‪،‬‬ ‫{ ل يضل } يعن ل يهل ‪،‬‬ ‫{ ول ينسى } أي ما علم بل علمه تام ‪،‬‬

‫‪75‬‬

‫إن قال قائل ‪ :‬لدينا إشكال مثل قول ال تعال ‪ { :‬ولنبلونكم حت نعلم الجاهدين منكم‬ ‫والصابرين ونبلو أخباركم } وقال عز وجل ‪ { :‬ليعلم ال من يافه ف الغيب } وأمثال هذه‬ ‫اليات مشكلة لن ظاهرها تدد علم ال عز وجل بعد وقوع الفعل وقال تعال ‪ { :‬أم حسبتم أن‬ ‫تدخلوا النة ولا يعلم ال الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين } هذا إشكال ؟‬ ‫والواب عنه من أحد أمرين ‪:‬‬ ‫إما أن يقال ‪ :‬إن علمه عز وجل به بعد وقوعه غي علمه به قبل وقوعه ‪،‬‬ ‫لن علمه به قبل وقوعه علم به بأنه سيقع وعلمه به بعد وقوعه علم بأنه وقع ‪،‬‬ ‫نظي هذا من بعض الوجوه ‪:‬‬ ‫أن ال مريد لكل شيء حت الستقبل الذي ل ناية له مريد له ل شك ‪،‬‬ ‫لكن الرادة القارنة تكون عند الفعل ‪ { :‬إنا أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } ‪،‬‬ ‫فهاهنا إرادتان ‪:‬‬ ‫إرادة قدية ‪،‬‬ ‫وإرادة مقارنة للفعل ‪،‬‬ ‫إذا أراد ال يلق شيئا ‪ ،‬مت يريد ؟‬ ‫يريد عند خلقه ‪،‬‬ ‫لكن كونه أراد أن يلق ف الستقبل ‪،‬‬ ‫هذا غي الرادة القارنة ‪،‬‬ ‫كذلك العلم هذا جواب ‪،‬‬ ‫الواب الثان ‪ { :‬حت نعلم } علما يترتب عليه الثواب والعقاب ‪،‬‬ ‫لن علم ال الزل السابق ل يترتب عليه ثواب ول عقاب ‪،‬‬ ‫الثواب والعقاب يترتب بعد المتحان والبتلء { ولنبلوكم حت نعلم } ‪،‬‬ ‫وحينئذ ل يبقى إشكال ول المد ‪،‬‬ ‫الشكال زال ‪،‬‬ ‫قال غلة القدرية ‪ :‬إن ال علم ال بأفعال العباد مستأنف ‪ ،‬أي المر أُُنفْ أي مستؤنف ‪،‬‬ ‫وهؤلء كفرة بل شك الذين يقولون ‪ :‬إن ال ل يعلم الشيء إل بعد وقوعه ‪،‬‬ ‫هؤلء كفار لنكارهم ما دل عليه الكتاب والسنة دللة قطعية وأجع عليه السلمون ‪،‬‬ ‫انتهينا الن من هذا الشكال ‪،‬‬

‫‪76‬‬

‫الثان ‪ :‬أن الراد بالعلم الذي يترتب عليه الثواب والعقاب على معلومة بالنسبة لفعل العبد إل‬ ‫بعد البتلء والمتحان والتكليف ‪،‬‬ ‫الرتبة الثانية ‪ :‬الكتابة ف اللوح الحفوظ كتب ال تعال كل شيء هناك ‪،‬‬ ‫كتابات أخرى ‪:‬‬ ‫كتابة عمرية ‪،‬‬ ‫وكتابة حولية ‪،‬‬ ‫كتابة عمرية ‪ :‬وهي أن الني إذا ت له أربعة أشهر بعث ال له اللك الوكل بالرحام وُأ ِمرَ أن‬ ‫يكتب أجله ورزقه وعمله وشقي أو سعيد هذه كتابة عمرية ‪،‬‬ ‫لنا مقيدة بالعمر تكتب مرة واحدة ول يعاد كتابتها ‪،‬‬ ‫وهناك كتابة حولية ‪ :‬وهي الت تكون ليلة القدر ‪،‬‬ ‫كما قال عز وجل ‪ { :‬فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا } { يُفرق } يعن يُبي ويُفصّل‬ ‫{ كل أمر حكيم } ‪،‬‬ ‫وليس أمر من أمر ال إل وهو حكيم هذه تسمى كتابة حولية ‪،‬‬ ‫بعضهم ذكر كتابة يومية ‪،‬‬ ‫واستدل لذلك بقوله تعال ‪ { :‬يسأله من السماوات والرض كل يوم هو ف شأن } ‪،‬‬ ‫ولكن الية ليست واضحة ف هذا العن ‪،‬‬ ‫هذه الكتابة هل تغي أو ل تتغي ؟‬ ‫اسع كلم رب العالي { يحو ال ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب } اللوح الحفوظ ليس فيه‬ ‫مو ول كَ ْتبْ ‪،‬‬ ‫ما كتب ف اللوح الحفوظ فهو كائن ول تغيي فيه ‪،‬‬ ‫لكن ما كتب بالصحف الت بيد اللئكة هذا { يحو ال ما يشاء ويثبت } ‪،‬‬ ‫قال تعال ‪ { :‬إن السنات يذهب السيئات } ‪،‬‬ ‫وف هذا القام ‪ ،‬يُنكر على من يقولون ‪ ( :‬اللهم إن ل أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف‬ ‫فيه ) ‪،‬‬ ‫من أين هذا البتدع ؟‬ ‫دعاء بدعي باطل ‪،‬‬ ‫إذا قلت ‪ ( :‬ل أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ) معناه مستغن يعن افعل ما شئت‬ ‫لكن خفف وهذا غلط ‪،‬‬ ‫‪77‬‬

‫النسان يسأل ال عز وجل رفع البلء نائيا ‪ :‬اللهم عافن اللهم ارزقن ‪ ،‬وما أشبه ذلك ‪،‬‬ ‫نقول ‪ :‬ل تقل هكذا ‪،‬‬ ‫إذا كان النب عليه الصلة والسلم يقول ‪ ( :‬ل يقل أحدكم ‪ :‬اللهم اغفر ل إن شئت ) ‪،‬‬ ‫فقولك ( ل أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ) أشد ‪،‬‬ ‫واعلم أن الدعاء قد يرد القضاء ‪،‬‬ ‫كما ف الديث ‪ ( :‬ل يرد القدر إل الدعاء ) ‪،‬‬ ‫وكم من إنسان افتقر غاية الفتقار حت كاد يهلك فإذا دعا أجاب ال دعاه ‪،‬‬ ‫كم من إنسان ف أيسٍ من الياة فيدعو فيستجيب ال دعاه ‪،‬‬ ‫{ أيوب إذ نادى ربه ‪ .....‬وأنت أرحم الراحي } ذكر حاله يريد أن ال يكشف الضر قال ‪:‬‬ ‫{ فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر } ‪،‬‬ ‫الكتابة الت ذكرنا مت كانت ؟‬ ‫كانت قبل خلق السماوات والرض بمسي ألف سنة كتب ال مقادير كل شيء ‪،‬‬ ‫بقي الثالث ‪ :‬الشيئة ‪ ،‬كل شيء وقع فهو بشيئة ال كل شيء ‪،‬‬ ‫الطر بشيئة ال ‪ ،‬الفاف بشيئة ال نبات الرض بشيئة ال الحياء بشيئة ال الماتة بشيئة‬ ‫ال ‪،‬‬ ‫وهذا ل إشكال فيه ‪،‬‬ ‫لن مشيئة ال بفعله ل إشكال فيها ‪،‬‬ ‫لكن مشيئة ال لفعل ال ‪،‬‬ ‫هل ال يشاء فعل العبد ؟‬ ‫نعم ‪،‬‬ ‫قال ال عز وجل ‪ { :‬لن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إل أن يشاء ال } ‪،‬‬ ‫وقال ال عز وجل ‪ { :‬ولو شاء ال ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد أن جاءتم البينات ولكن‬ ‫اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء ال ما اقتتلوا } ‪،‬‬ ‫وأجع السلمون على هذه الكلمة ‪ ( :‬ما شاء ال كان وما ل يشأ ل يكن ) ‪،‬‬ ‫ففعل العبد بشيئة ال ‪،‬‬ ‫لكن يبقى عندنا إشكال ‪:‬‬ ‫إذا كان بشيئة ال النسان مب على العمل ‪،‬‬ ‫لن ما شاء ال كان وما ل يشأ ل يكن ‪،‬‬ ‫‪78‬‬

‫فيؤدي بنا هذا العتقاد إل مذهب البية ؟‬ ‫والهمية لم ثلث جيمات كلها فساد ‪،‬‬ ‫التجهم وهذا يتعلق بالب ‪،‬‬ ‫الب يتعلق بالقدر ‪،‬‬ ‫الرجاء يتعلق باليان ‪،‬‬ ‫ثلث جيمات كلها ل خي فيها ‪،‬‬ ‫إذا كان كل شيء بشيئة ال وبكتابة ال سيقول القائل ‪ :‬نن إذن نن مبورون ‪،‬‬ ‫وهذا قول ل يفي ما فيه من الفساد ‪،‬‬ ‫لنه إذا كان النسان مب وفعل العبد ث عذب عليه كان غاية الظلم ‪،‬‬ ‫كيف ينهانا عن شيء ث يبنا على فعله ث يعاقبن عليه ؟‬ ‫لو فعله البشر لصاحوا به الناس فكيف بالالق عز وجل ؟‬ ‫ولذلك يعتب هذا القول من أبطل القوال ‪،‬‬ ‫ونن نشعر بأننا ل نب على الفعل ول على الترك وأننا نفعل ذلك باختيارنا التام ‪،‬‬ ‫وهذا التقرير يبطل هذا الستفهام ‪ :‬هل النسان مسي أو مي ؟‬ ‫هذا سؤال بارد غي وارد ‪،‬‬ ‫ك ّل يعرف أن النسان مي ‪ ،‬ل أحد يبه ‪،‬‬ ‫أحضر من بيت إل السجد هل أشعر بأن أحدا أجبن ؟‬ ‫ل ‪ ،‬وعندما أتأخر باختياري ل أشعر فالنسان مي بل شك ‪،‬‬ ‫لكن ما يفعله النسان نعلم أنه مكتوب من قبل ‪،‬‬ ‫ولذا نستدل بكتابة ال عز وجل لفعالنا وإرادته لا وخلقه لا ‪ ،‬مت ؟‬ ‫بعد وقوعها ‪ ،‬إذا وقعت ‪ ،‬أما قبلها ما ندري فل نستدل لننا ل ندري ‪،‬‬ ‫ولذا قال تعال ‪ { :‬وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفسٌ بأي أرض توت } ‪،‬‬ ‫إذا كان هذا الواقع بالنسبة للمشيئة أن ال يشاء كل شيء لكن ل يب العباد بل العباد متارون ‪،‬‬ ‫ولذا إذا وقع فعل العبد من غي اختيار رفع عنه الث لنه ل يتار ‪،‬‬ ‫ولذا قال النب عليه الصلة والسلم ‪ ( :‬ما منكم من أحد إل وقد كتب مقعده من النة ومقعده‬ ‫من النار ) فقالوا ‪ :‬يا رسول ال أفل ندع العمل ونتكل على ما كُتب ؟ قال ‪ ( :‬ل ‪ ،‬اعملوا فكلّ‬ ‫ميسر لا خلق له ‪ ،‬أما أهل السعادة – اللهم اجعلنا منهم – فييسرون لعمل أهل السعادة وأما‬ ‫‪79‬‬

‫أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ) ‪ ،‬ث قرأ النب عليه الصلة والسلم مستد ًل ومقررا‬ ‫لا قال ‪ ،‬قرأ قول ال عز وجل ‪ { :‬فأما من أعطى واتقى وصدق بالسن فسنيسره للحسن ‪،‬‬ ‫وأما من بل وكذّب بالسن فسنيسره للعسرى } ‪،‬‬ ‫إذن نعمل ‪،‬‬ ‫الرزق مكتوب ومراد ل أليس كذلك ؟‬ ‫هل النسان يسعى للرزق أم ل يسعى ؟‬ ‫يسعى للرزق ‪،‬‬ ‫الولد مكتوب أو غي مكتوب ؟‬ ‫ولد النسان سيولد مكتوب ‪،‬‬ ‫هل النسان يسعى لذا ويطلب الولد بالنكاح أو يطلبه الفراش ؟‬ ‫لو كان مقدر الولد ‪ ،‬أين يأت ؟‬ ‫هل أحد يقول هذا الكلم ؟‬ ‫لو قال هذا الكلم ‪ ،‬لقال ‪ :‬هذا منون ؟‬ ‫كذلك العمل ‪ ،‬العمل الصال ‪،‬‬ ‫اعمل صالا حت تدخل النة ول أحد ينعك ول أحد يكرهك على العصية ول أحد ينعك من‬ ‫الطاعة ول أحد يكرهك على العصية ‪،‬‬ ‫فيه حديث بل هناك آية من القرآن الكري ‪،‬‬ ‫قال ال تبارك وتعال ‪ { :‬سيقول الذين أشركوا لو شاء ال ما أشركنا ول آباؤنا ول حرمنا من‬ ‫شيء } ‪،‬‬ ‫يتجون بالقدر ‪،‬‬ ‫يقولون ‪ { :‬لو شاء ال ما أشركنا ول آباؤنا ول حرمنا من شيء } ؟‬ ‫الواب ‪ { :‬كذلك كذب الذين من قبلهم حت ذاقوا بأسنا } ‪،‬‬ ‫ل تقبل منهم هذه الجة ‪،‬‬ ‫لن ال تعال جعل ذلك تكذيبا وجعل ذلك عقوبة { حت ذاقوا بأسنا } ‪،‬‬ ‫فإن قال إنسان ‪ :‬آدم وموسى تاجا أي تاصما فقال موسى لدم ‪ :‬خيبتنا أخرجتنا ونفسك النة‬ ‫‪،‬‬ ‫لن خروج آدم من النة من أجل أنه أكل من الشجرة الت ني عن الكل منها فقال ‪ :‬أتلومن‬ ‫على شيء قد كتبه ال علي قبل أن أُ ْخلَقْ ‪،‬‬ ‫‪80‬‬

‫قال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬فحج آدم موسى ) ‪ ،‬وف لفظ ‪ ( :‬فحاجه آدم )‬ ‫يعن غلبه بالجة ‪ ( ،‬فحج آدم موسى ‪ ،‬فحج آدم موسى ) مرتي أو ثلث ‪،‬‬ ‫هذا متمسك بن يتج بقدر ال على العاصي ‪ ،‬ولكن كيف الخرج والديث ف الصحيحي ؟‬ ‫كيف الخرج من هذا ؟‬ ‫أجاب شيخ السلم رحه ال بواب وأجاب ابن القيم تلميذه بواب آخر ‪،‬‬ ‫شيخ السلم قال ‪ :‬إن موسى ل َي ُلمْ أباه على العصية ‪،‬‬ ‫نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬إن موسى ل َي ُلمْ أباه على العصية ‪،‬‬ ‫وحاشاه أن يلوم أباه على معصية تاب منها واجتباه ال تعال واصطفاه ‪،‬‬ ‫لو أنه فعل هذا لكان من أعَقّ الولد ‪،‬‬ ‫أنت لو ترى أحدا فعل معصية وتاب منها وحسنت حاله بعد هذه العصية ‪،‬‬ ‫هل لك أن تلومه على هذه العصية ؟‬ ‫ل ‪ ،‬فكيف بِنَِبيّ هو أحد أول العزم أن يلوم أباه على ذنب تاب منه وهداه ال عز وجل بعده ؟‬ ‫إذن على أي شيء احتج ؟‬ ‫احتج على الصيبة وهي الخراج ‪،‬‬ ‫ولذا قال ‪ ( :‬أخرجتنا ونفسك من النة ) ‪،‬‬ ‫ول يقل ‪ ( :‬عصيت ربك ) ‪،‬‬ ‫قال ‪ ( :‬أخرجتنا ونفسك من النة ) ‪،‬‬ ‫فهنا كلم موسى مع أبيه على ماذا ؟‬ ‫الصيبة الت حصلت ‪،‬‬ ‫وهي الخراج من النة ‪،‬‬ ‫وإن كان السبب هو فعل آدم ‪،‬‬ ‫وقال رحه ال ‪ :‬اللوم على الصائب أو على العائب على الصائب ‪،‬‬ ‫والعائب إذا استمر النسان فيها ‪،‬‬ ‫أما تلميذه ابن القيم فأجاب بواب آخر قال ‪:‬‬ ‫إن اللوم على إتيان العصية بعد التوبة منها غلط ‪،‬‬ ‫وإن احتجاج النسان بالقدر بعد التوبة من العصية صحيح ‪،‬‬ ‫يعن مثلً إنسان شرب المر فجاءته ذنوب فجعلت تلومه وهو قد تاب توبة صحيحة ‪،‬‬ ‫وقال ‪ :‬وال هذا أمر مقدر علي وإل لست من أهل هذا لكنه مقدر وتده حزينا ‪،‬‬ ‫‪81‬‬

‫يقول ابن القيم ‪ :‬هذا ل بأس به ‪،‬‬ ‫الحتجاج بالقدر أن نقول ‪ :‬أن يتج بالقدر ليستمر على معصيته ‪،‬‬ ‫كما فعل الشركون ‪،‬‬ ‫أما النسان يتج بالقدر لدفع اللوم عنه ‪،‬‬ ‫مع أن اللوم قد اندفع بتوبته فهذا ل بأس به ‪،‬‬ ‫هذا الواب كما ترون جواب واضح يتصور النسان ‪.‬‬ ‫وإن كان كلم الشيخ رحه ال أسدد وأصوب ‪.‬‬ ‫ولكن كلم الشيخ ل ينع أن ياب بذا الواب أيضا ‪،‬‬ ‫وقال ابن القيم ‪ :‬ونظي هذا ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم طلب ابنته فاطمة وابن‬ ‫ل فوجدها نائمي فكأنه عاب عليهما ‪ :‬لاذا ل تقوما للصلة للتهجد ؟ فقال علي ‪ :‬يا‬ ‫عمه علي لي ً‬ ‫رسول ال إن أنفسنا بيد ال عز وجل لو شاء لقامنا ‪ ،‬فخرج النب صلى ال عليه وعلى وآله‬ ‫وسلم وهو يضرب على فخذه ‪ ،‬ويقول ‪ { :‬وكان النسان أكثر شيء جدلً } ‪،‬‬ ‫لن علي رضي ال عنه دافع عن نفسه لمر قد انتهى وانقضى ‪،‬‬ ‫لو أن إنسانا فعل معصية وأردنا أن نقيم عليه العقوبة حدّا أو تعزيرا وقال ‪ :‬يا ناس ‪ ،‬أنا مكتوب‬ ‫ل يا جاعة‬ ‫علي ‪ ،‬ولنفرض أنه زن وقلنا ‪ :‬اجلدوه مائة جلدة وغربوه سنة عن البلد ‪ ،‬فقال ‪ :‬مه ً‬ ‫هذا شيء مكتوب علي ‪،‬‬ ‫أتنكرون هذا ؟‬ ‫ماذا نقول له ؟‬ ‫ل ننكر ‪،‬‬ ‫إذن ل لوم عليه ‪،‬‬ ‫نقول ‪ :‬ل بأس ‪،‬‬ ‫لكننا سنجلدك ‪ ،‬ونقول ‪ :‬هذا مكتوب علينا ‪،‬‬ ‫وذكر أن سارقا رفع إل أمي الؤمني عمر بن الطاب رضي ال عنه فأمر بقطع يده ‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫مهلً يا أمي الؤمني وال ما سرقت إل بقدر ال ‪،‬‬ ‫جواب صحيح أو غي صحيح ؟‬ ‫صحيح ‪،‬‬ ‫قال عمر ‪ :‬ونن ل نقطعك إل بقدر ال ‪،‬‬ ‫غلبه عمر أو ل ؟‬ ‫‪82‬‬

‫غلبه ‪،‬‬ ‫بل نقول ‪ :‬إننا نقطع يده بقدر ال وبشرع ال ‪،‬‬ ‫السارق سرق بقدر ال ‪،‬‬ ‫لكنه هل سرق بشرع ال ؟‬ ‫ل‪،‬‬ ‫سرق بقدر ال ونن نقطع يده بقدر ال وشرع ال ‪،‬‬ ‫ولكن عمر سكت عن مسألة الشرع من أن يقابل هذا الحتج بثل حجته ‪،‬‬ ‫لقاك رجل ف السوق ومعه عصا فجعل يضربك ضربا مبحا وأنت تصرخ وكلما زدت ف‬ ‫الصراخ زادك ف الضرب ولا أمسك بالرجل قال ‪ :‬يا جاعة هذا بقدر ال ‪،‬‬ ‫يقبل أو ل يقبل ؟‬ ‫ما أحد يقبل ‪،‬‬ ‫ل أحد يقول ‪،‬‬ ‫فتبي أن الحتجاج بالقدر على العاصي باطل أو غي باطل ؟‬ ‫باطل ‪،‬‬ ‫والحتجاج بالقدر على فوات الكتوب باطل أيضا ‪،‬‬ ‫ولذلك ترى الناس يتسابقون إل الوظائف باختيارهم ول يفوتونا ‪،‬‬ ‫ولو أن إنسانا تقاعس ول يتقدم لمه الناس على ذلك ‪،‬‬ ‫ما يدل دللة واضحة على أن النسان على إرادة وله اختيار أظن واضح إن شاء ال ‪،‬‬ ‫فبطل الحتجاج بالقدر على العاصي بقدر ال على ماذا ؟‬ ‫على معاصي ال ‪،‬‬ ‫ونقول له ‪ :‬أنت الن قدرت الن أن ال كتب عليك العصية لاذا ل يقدر الطاعة وأطعت ؟‬ ‫لن القدر سر مكتوب ما يعلمه إل ال ول يعلم ماذا قدر ال إل بعد الوقوع ‪،‬‬ ‫فإذا أنت كنت أقدمت على العصية ‪،‬‬ ‫فلماذا ل تقدم على الطاعة وتقول بقضاء ال وقدره ؟‬ ‫والمر والمد ل واضح لول ما أثي حول القضاء والقدر لكان ل حاجة إل البحث فيه ‪،‬‬ ‫لنه واضح جدا ‪،‬‬ ‫لن ل حجة للقدر على العاصي ول على ترك الحرمات ‪،‬‬ ‫السألة الرابعة ‪ :‬اللق ‪ :‬أن ال خالق كل شيء ‪،‬‬ ‫‪83‬‬

‫فكل ما ف الكون فهو ملوق ل بالنسبة لا يدثه ال من فعله واضح كالطر وإنبات الرض وما‬ ‫أشبه ذلك كله ملوق ل ول شك ‪،‬‬ ‫لكن بالنسبة لفعل العبد هو ملوق ل أم ل ؟‬ ‫والواب ‪ :‬نعم ملوق ل ‪،‬‬ ‫حركات النسان وسكناته ملوقة ل ‪،‬‬ ‫ما وجه ذلك ؟‬ ‫وجه ذلك ‪ :‬أن ال خلق النسان وأعطاه إرادة وقدرة بما يفعل ‪،‬‬ ‫فسبب إياد العبد لا يوجده سببه هو الرادة الازمة والقدرة التامة ‪،‬‬ ‫وهاتان الصفتان ملوقتان ل ‪،‬‬ ‫وخالق السبب خالق السبب ‪،‬‬ ‫هذا هو الوجه الثان ‪ :‬أن النسان بسمه ووصفه فكما أنه ملوق ل بسمه فهو ملوق ل بوصفه‬ ‫‪،‬‬ ‫ففعله ملوق ل عز وجل كما أن الطول والقصر والبياض والسواد والسمن والنحافة كل هذه‬ ‫ملوقة ل ‪،‬‬ ‫فهكذا أيضا أفعال النسان ملوقة ‪،‬‬ ‫لنه صفة من أوصافه ‪،‬‬ ‫وخالق الصل خالق للصفة ‪،‬‬ ‫ويتم بذا قول إبراهيم عليه السلم ‪ { :‬أتعبدون ما تنحتون وال خلقكم وما تعملون }‬ ‫وقوله ‪ { :‬وما تعملون } ‪ :‬تتمل معنيي ‪:‬‬ ‫العن الول ‪ :‬أن تكون { ما } مصدرية ‪،‬‬ ‫والعن ‪ ( :‬خلقكم وخلق عملكم ) ‪،‬‬ ‫وهذا واضح إذا كان { ما } مصدرية ‪،‬‬ ‫لنا تدل على أن أعمالنا ملوقة ل عز وجل ‪،‬‬ ‫الحتمال الثان ‪ :‬أن تكون { ما } اسا موصو ًل ‪،‬‬ ‫أي خلقكم وخلق الذي تعملونه إلة أصناما فآلة ما هي ملوقة ‪،‬‬ ‫فحينئذٍ تتاج إل تدبر تام ‪:‬‬ ‫كيف كانت دليلً على خلق أعمال العباد ؟‬ ‫التدبر تقول ‪ :‬هذا العمول ملوق ل ‪،‬‬ ‫‪84‬‬

‫لاذا حدث ؟‬ ‫بفعل العبد ‪،‬‬ ‫تكون الية دليلً على أن أفعال العباد ملوقة ل عز وجل ‪،‬‬ ‫فال تعال خالق كل شيء ‪،‬‬ ‫هل ال عز وجل خالق كل صفاته ؟‬ ‫ل ‪ ،‬لن صفات الالق غي ملوقة ‪،‬‬ ‫‪ – 18‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬أن القدر فيه خي وشر ‪،‬‬ ‫وانتبه لذه السألة ‪،‬‬ ‫القدر بالنسبة لفعل ال كله خي ‪،‬‬ ‫دليل هذا ‪:‬‬ ‫قول النب صلى ال عليه وآله وسلم ‪ ( :‬والشر ليس إليك ) ‪،‬‬ ‫أي ل ينسب إليه ‪،‬‬ ‫لن الشر الحض ل يقع إل من الشرير ‪،‬‬ ‫ي وأبقى ‪،‬‬ ‫وال تعال خ ٌ‬ ‫إذن كيف نوجه ‪ ( :‬والقدر خيه وشره ) ؟‬ ‫نقول ‪ :‬أن الفعولت والخلوقات هي الت فيها الي والشر ‪،‬‬ ‫أما أصل الفعل فل ‪،‬‬ ‫واضح ؟‬ ‫نعم ‪،‬‬ ‫انتبهوا لذه السألة أقول ‪ :‬الشر ليس إل ال عز وجل ليس إل ال ‪،‬‬ ‫فل يكون فعله شراّ ‪،‬‬ ‫إنا الشر ف الفعولت أي ف الخلوقات ‪،‬‬ ‫مثال ذلك ‪ :‬قول ال عز وجل ‪ { :‬ظهر الفساد ف الب والبحر با كسبت أيدي الناس } ‪،‬‬ ‫الفساد خي أو شر ؟‬ ‫شر ‪ ،‬إياد الشر الذي هو الفساد ف خي ‪،‬‬ ‫ولذا قال ‪ { :‬ليذيقهم بعض الذي عملوا لو كانوا يرجعون } ‪،‬‬ ‫إذن ففي إعادة الناس خي وإن كان هو نفسه الخلوق شر ‪،‬‬ ‫فنقول ‪ :‬نفس الفعل ليس الشر ‪،‬‬ ‫‪85‬‬

‫الفعول هو الذي فيه الي والشر ‪،‬‬ ‫ومن الكمة أن يكون ف الخلوق خي وشر ‪،‬‬ ‫لنه لول الشر ما عرف الي لول الشر ما عرف الي ‪،‬‬ ‫كما قيل ‪:‬‬ ‫بـضـدهـا تـتـبـيـن الشـيـاء‬ ‫لو كان الناس كلهم على خي ما عرفنا الشر ‪،‬‬ ‫ولو كانوا كلهم على شر ما عرفوا الي ‪،‬‬ ‫كما أنه ل يعرف المال إل بوجود القبيح ‪،‬‬ ‫لو كان الشياء كلها جالً ما عرفنا القبيح ‪،‬‬ ‫أليس كذلك ؟‬ ‫إذن إياد الشر لنعرف به الي ‪،‬‬ ‫لكن كون ال أوجد هذا الشر ليس شراّ ‪،‬‬ ‫فهنا فرقٌ بي الفعل والفعول ‪،‬‬ ‫وفعل ال الذي هو تقديره ل شر فيه ‪،‬‬ ‫ومفعوله الذي هو مقدره هذا الذي ينقسم إل ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬خي ‪،‬‬ ‫‪ – 2‬وشر ‪،‬‬ ‫وهذا الشر الوجود ف الخلوق لكمة عظيمة ‪،‬‬ ‫فإذا قال قائل ‪ :‬لاذا قدر ال الشر ؟‬ ‫الواب ‪:‬‬ ‫ليعرف به الي هذه واحدة ‪،‬‬ ‫وثانيا ‪ :‬من أجل أن يرجع الناس إل ال عز وجل ‪،‬‬ ‫وثالثا ‪ :‬من أجل أن نتوب إل ال ‪،‬‬ ‫ل أو نارا إل مافة شرور اللق فتجده يافظ على الوراق‬ ‫كم من إنسان ل يمله على ا ُللْك لي ً‬ ‫ليحفظه من الشرور ‪،‬‬ ‫وهذه الشرور من الخلوقات تمل النسان على الفكار والوراق وما أشبه ذلك فهي خي ‪،‬‬ ‫أضرب مثلً ‪ :‬ف رج ٍل له ابن مشفق عليه تاما أصيب البن برض وكان من القرر أن يكوي هذا‬ ‫البن يكويه بالنار ‪،‬‬ ‫‪86‬‬

‫النار مؤلة للبن ل شك أنا مؤلة ل شك أنا مؤلة ‪،‬‬ ‫لكن الب يكوي ‪،‬‬ ‫لاذا ؟‬ ‫لا يعرف من الصلحة من هذا الكي ‪،‬‬ ‫مع أن الكي ف نفسه شر لكن نتيجته خي ‪ ،‬فعلً هذا يا أخوة ‪،‬‬ ‫وإذا علمت أن فعل ال عز وجل ‪ ،‬الذي هو فعله كله خي ‪ ،‬اطمأننت إل مقدور ال عز وجل ‪،‬‬ ‫واستسلمت تاما ‪،‬‬ ‫وكما كنت قال ال عز وجل ‪ { :‬ومن يؤمن بال يه ِد قلبه } ‪،‬‬ ‫س ّلمْ ‪،‬‬ ‫قال علقمة ‪ :‬هو الرجل يصيب الصيبة يعلم أنا من عند ال فيضى ويُ َ‬ ‫والنسان إذا آمن بالقدر استراح ‪،‬‬ ‫استراح من الزن والم ‪،‬‬ ‫اسع إل قول الرسول عليه الصلة والسلم ‪ ( :‬الؤمن القوي خي من الؤمن الضعيف وف كلّ‬ ‫خي احرص على ما ينفعك واستعن بال ول تعجز إن أصابك شي ٌء فل تقل لو أن فعلت كذا‬ ‫لكان كذا وكذا فإن لو تفتح عمل الشيطان ) ‪،‬‬ ‫فأمر النب صلى ال عليه وآله وسلم بالرص على ما ينفع ‪،‬‬ ‫ث إذا أخلفت المور فقل ‪ :‬هذا قدر ال وما شاء فعل ‪،‬‬ ‫بذه الناسبة الؤمن خي وأحب إل ال من الؤمن الضعيف ‪،‬‬ ‫لو كتبت هذه على لفتة كبية فوق مدينة الرياض على أن الؤمن القوي قوي العضلت ‪،‬‬ ‫هل يوز هذا أو ل يوز ؟‬ ‫ل يوز ‪،‬‬ ‫لن الراد من قول النب صلى ال عليه وآله وسلم بالؤمن القوي ف إيانه ل ف جسمه ‪،‬‬ ‫كم من إنسا ٍن قوي السم ل خي فيه وبالعكس ‪،‬‬ ‫أظن أنا هذه السألة ‪ :‬هل الشر منسوب إل ال أم ل ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪،‬‬ ‫لن النب صلى ال عليه وآله وسلم قال ‪ ( :‬والشر ليس إليك ) ‪،‬‬ ‫هل الشر ينسب إل الخلوقات ؟‬ ‫نعم ‪ { ،‬قل أعوذ برب الفلق ‪ ،‬من شر ما خلق } ‪،‬‬ ‫ينسب إل الخلوقات تقدير الخلوقات الشريرة ‪،‬‬ ‫‪87‬‬

‫هل هي حكمة ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم ‪،‬‬ ‫حكمة عظيمة ‪،‬‬ ‫ولول هذه الخلوقات الشريرة ما عرفنا الخلوقات الية ‪،‬‬ ‫انظر الن الذئب كبي السم أم صغي بالنسبة للبعي ؟‬ ‫صغي ‪،‬‬ ‫البعي يأكله الذئب ‪،‬‬ ‫كما ف سورة يوسف أن أخوته قالوا أنه قال لبنائه ‪ { :‬إن أخاف أن يأكله الذئب } ‪،‬‬ ‫البعي هل تأكله ؟‬ ‫البعي أنت تأكله أنت تأكله ‪،‬‬ ‫بل إن البعي ينقاد للصب الصغي ‪،‬‬ ‫قال ال عز وجل ‪ { :‬أو ل يروا أنا خلقنا لم ما علمت أيدينا أنعاما فهم لا مالكون وذللناها لم‬ ‫فمنها ركوبم ومنها يأكلون } ‪،‬‬ ‫تأمل الكمة البالغة أن ال عز وجل خلق البل وهي أجسام كبية ‪،‬‬ ‫أمر ال أن يتدبر ‪ { :‬أفل ينظرون إل البل كيف خلقت } ‪،‬‬ ‫وخلق الذئاب وأشباهها ما يؤذي بن آدم ‪،‬‬ ‫حت يعلم الناس بذلك قدرة ال عز جل ‪،‬‬ ‫وأن المور كلها بيده ‪.‬‬ ‫السئلة‬ ‫السؤال ‪ :‬ما الرد على من يقول القرآن ملوق ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نرد عليهم بأن القرآن كلم ال ‪،‬‬ ‫وأن الكلم صفة التكلم ‪،‬‬ ‫وصفة الالق غي ملوقة ‪،‬‬ ‫وال جعله من ًل ‪،‬‬ ‫وقال ‪ { :‬إنا أنزلناه قرآنا عربيا } ‪،‬‬ ‫ث إذا كان ملوقا بطلت الشريعة كلها ‪،‬‬ ‫صدَ با الصوت صار هذا الصوت كزمرة الرعد صوت الخلوق على هذا ‪ .....‬ول‬ ‫لنه إذا ُق ِ‬ ‫أمر ول ني ‪،‬‬ ‫‪88‬‬

‫وإن كان مرادفا للمور الكتوبة صار كالشكل ‪ .......... ،‬ف الثوب ل أمر ول ني ‪،‬‬ ‫ولذا قال أهل السنة ‪ :‬إن لزم هذا القول إبطال الشريعة ‪ ،‬نعم ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬أثابكم ال رجل إذا أصيب بصيبة يقول ‪ :‬أنا ل أدعو ال أن يكشفها عن لن ال ل‬ ‫يبتلي العبد إل إذا أحبه فأنا أنتظر إل أن يزيلها ال ؟‬ ‫الواب ‪ :‬هذا غلط ‪،‬‬ ‫مالف لدي الرسل ‪،‬‬ ‫الرسل إذا أصابم الضر دعوا ال عز وجل ‪،‬‬ ‫لكن إذا أراد ال عز وجل أن يبقي الضرر فحينئذٍ تُثاب ‪،‬‬ ‫وأصل البتلء بذه الصيبة أصله إما أن ال عز وجل ابتلى النسان لصب أو ل يصب ‪،‬‬ ‫وإما أن عليه ذنوبا تكفر بذه الصائب ‪ ،‬نعم ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬أثابك ال ‪ ،‬هل يصح أن تقول ‪ :‬إن النسان مي مسي ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬مسي ف باب الرادة الكونية مي ف باب الرادة الشرعية ؟‬ ‫الواب ‪ :‬هن مي ف كل حال ‪ ،‬لكن الوادث الت لا تأثي بغي اختياره ل يقال إنا من فعله‬ ‫مثل لو أن النسان فصار له حادث ل نقول هذا من فعله ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬اسه ونسبه ؟‬ ‫الواب ‪ :‬كل هذا ليس من فعل النسان ‪،‬‬ ‫والنسان ما سافر من أجل أن يصاب بادث ‪،‬‬ ‫هذا من قدر ال عز وجل الحض ‪،‬‬ ‫ولذا قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن أصابك شيءٌ فل تقل لو أن فعلت كذا لكان كذا‬ ‫وكذا فإن لو تفتح عمل الشيطان ) ‪ ،‬نعم ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬يا شيخ بارك ال فيكم ‪ ،‬معن قول النسان القدر ‪ ،‬معناه ؟‬ ‫الواب ‪ :‬العن هنا غي معلوم نن ل نعلم ما قدّر ال لنا حت يقع فواسطة الكتوب ‪ .....‬إل‬ ‫الوقوع ‪. ....‬‬ ‫السؤال ‪ :‬يعن الواب الثان حت نعلم أما يترتب عليه الثواب أو العقاب يعن كيف نمع مع‬ ‫حديث ابن مسعود ‪ ...‬حيث يقول ‪ ( :‬حت يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل كذا ) ‪ ....‬؟‬ ‫الواب ‪ :‬والثان من هذا الباب ‪.‬‬ ‫‪89‬‬

‫السؤال ‪ :‬إذا قال قائل هذا يدل على نقصان علم ال حت نعلم علما يترتب عليه الثواب‬ ‫والعقاب ؟‬ ‫الواب ‪ :‬صحيح لن علم ال بأن هذا الرجل سيسبق ‪ ........‬هذا علم ل ‪ .........‬حت يسبق‬ ‫فإذا سبق علمه ال علما يعاقبه ال عليه على فعله ‪،‬‬ ‫لكن حديث ابن مسعود ينبغي أن تكلم عليه حديث ابن مسعود ‪، ....‬‬ ‫حديث ابن مسعود قال فيه النب صلى عليه وآله وسلم ‪ ( :‬فوال الذي ل إله غيه إن أحدكم‬ ‫ليعمل بعمل أهل النة حت ما يكون بينه وبينها إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل‬ ‫النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النة‬ ‫فيدخلها ) ‪،‬‬ ‫هنا إشكال لكن هذا الديث مقيد بالقصة ‪،‬‬ ‫مقيد بالقصة الت تسمعونا الن إن شاء ال عز وجل ‪:‬‬ ‫كان مع النب صلى ال عليه وآله وسلم ف إحدى الغزوات رجل شجاع مقدام ل يدع للعدو‬ ‫شاذة ول غارة إل قضى عليها فقال النب صلى ال عليه وآله وسلم ‪ ( :‬هذا من أهل النار )‬ ‫‪ .......‬رجل يقضي على ‪ .......‬العدو كب هذا على الصحابة وعظم عليهم كيف هذا الرجل‬ ‫الشجاع القدام الذي ل يدع شيء إل قضى عليه كيف يدخل النار ؟ وهذا عظيم وال اللهم‬ ‫أعذنا من هذا فقال رجل من الصحابة ‪ :‬وال ‪ .......‬أتابعه أشوف النهاية يقول ‪ :‬فلزمه فأصابه‬ ‫سهمٌ من العدو أصاب هذا الرجل سهم من العدو فجزع كيف يصيبه سهم من العدو وهو هذا‬ ‫الشجاع ؟ فأخذ سيفه ووضعه على صدره ‪ ........‬أعله على صدره ث اتكأ عليه حت خرج من‬ ‫ظهره نسأل ال العافية يعن ماذا ؟ قتل نفسه { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها‬ ‫وغضب ال عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما } والنسان إذا قتل نفسه بشيء يعذب به ف نار‬ ‫جهنم فلما أصبح الرجل – من الرجل الذي قتل نفسه ؟ الثان – الذي لزمه إل النب صلى ال‬ ‫عليه وآله وسلم وقال ‪ :‬أشهد أنك رسول ال أشهد أنك رسول ال ‪ ،‬قال ‪ ( :‬با ) ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫الرجل الذي قلت عنه كذا وكذا فعل كذا وكذا ‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وآله وسلم ‪ ( :‬إن‬ ‫الرجل ليعمل بعمل أهل النة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ) ‪،‬‬ ‫اللهم أعذنا من هذا اللهم أعذنا من هذا اللهم أعذنا من هذا ‪،‬‬ ‫يكون ف قلبه والعياذ بال حقد خبيث تسوء به خاتته ‪،‬‬ ‫اللهم أجرنا من هذا يا رب العالي ( ليعمل بعمل أهل النة فيما يبدو للناس ) ‪،‬‬ ‫فيمكن أن يمل حديث ابن مسعود على هذا ( ليعمل بعمل أهل النة فيما يبدو للناس ) ‪،‬‬ ‫‪90‬‬

‫وأن الرجل يعمل بعمل أهل النة ملصا ل عز وجل فوال ث وال ث وال ل ييبه ال عز وجل‬ ‫أبدا ستكون نايته الي ‪،‬‬ ‫وأما قوله ‪ ( :‬حت ما يكون بينه وبينها إل ذراع ) فليس العن انه يصل إل النة فيبقى ذراع ‪،‬‬ ‫ولكن العن حت يكون بينه وبي الوت مدة يسية ‪،‬‬ ‫عرفتم الن هذا الثال ف الذي ساءت خاتته ‪،‬‬ ‫نعوذ بال من سوء الاتة ‪،‬‬ ‫ضد هذا حسن الاتة ‪،‬‬ ‫فيه رجل من النصار يقال له ‪ :‬الصيم من النصار من بن عبد الشهل كان معروفا بصده‬ ‫لدعوة السلم منابذا للسلم فلما كانت غزوة أحد وخرج الناس سبحان ال ألقى ال ف قلبه‬ ‫سرْ فلما انتهى‬ ‫السلم والهاد اسع يا أخي وال أكون بي يدي ال فخرج خرج إل الغزوة فَكُ ِ‬ ‫من القتال جعل الناس يشون بي القتلى ك ّل يعرف صاحبه ويتلمح من الوتى وجدوا هذا الرجل‬ ‫ف آخر رمق مقتو ًل شهيدا فقالوا له ‪ :‬ما الذي جاء بك يا فلن ؟ أجئت حربا على قومك أم‬ ‫رغبة ف السلم ؟ يعن هل جئت حية أو عصبية أم رغبة ف السلم ؟ قال ‪ :‬بل جئت رغبة ف‬ ‫السلم وأقرئ على النب صلى ال عليه وآله وسلم من السلم ‪،‬‬ ‫ال أكب سبحان ال شيء عجيب ‪،‬‬ ‫قتل هذا الرجل شهيدا ما بينه وبي الكفر إل ذراع أو ‪، .......‬‬ ‫هذا عكس ‪،‬‬ ‫عكس الول ‪،‬‬ ‫نسأل ال أن يسن لنا ولكم الاتة ‪ ،‬نعم ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬بارك ال فيك ‪ ،‬اليان بالقدر للعوام هل يشرح لم ‪ ..........‬؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪ ،‬ل ‪ ،‬العامي ل يعرف ‪،‬‬ ‫اليان بالقدر أن تقول للعامي ‪ :‬كل شيء بقضاء ال ‪ ،‬وقدره ما يرج عن قدره شيء ‪،‬‬ ‫ولذا يقدر كذا ويقدر كذا ويقدر كذا ‪،‬‬ ‫أما أن تشرح لم ذلك فسوف تضعه ف اليم مكتوفا ‪،‬‬ ‫وتقول كما قال الول ‪:‬‬ ‫ألقاه ف اليـم مكتوفا وقال له‬

‫إياك إياك أن تـبـتـل بالاء‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫هل معقول أو غي معقول ؟‬ ‫اليم يعن البحر ‪،‬‬ ‫‪91‬‬

‫كما قال عز وجل ‪ { :‬فاقذفيه ف اليم } ‪،‬‬ ‫واحد كتف إنسان وألقاه ف البحر و ‪ .........‬أن يبتل جسمه ‪،‬‬ ‫فلكل مقام مقال يا إخواننا ‪،‬‬ ‫قال عبد ال بن مسعود رضي ال عنه ‪ :‬إنك لن تدث قوما حديثا ل تبلغه عقولم إل كان‬ ‫لبعضهم فتنة ‪،‬‬ ‫وقال علي بن أب طالب رضي ال عنه ‪َ :‬حدّثْ الناس با يعرفون – أي با يكنهم معرفته – أم‬ ‫تريدون أن يكذب ال ورسوله ؟!!! ‪،‬‬ ‫وكم من إنسانٍ على الستقامة يدث بثل هذه الحاديث العميقة فيتعش وربا يرتد ‪ ،‬نعم ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬شيخنا بارك ال فيك علمنا أن القرآن مكتوب ف اللوح الحفوظ ‪ ،‬فهل أفعال ال‬ ‫سبحانه وتعال مكتوبة ف اللوح الحفوظ ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬كل شيء مقادير كل شيء للنسان ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬بارك ال فيك ما معن قول ال ‪ { :‬اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا } ما‬ ‫معن النسيان ؟‬ ‫الواب ‪ :‬النسيان ف حق ال يعن الترك ‪،‬‬ ‫كلما وجدت ف حق ال نسيان فهو ترك ‪،‬‬ ‫{ نسوا ال } أضاعوا حقه { فنسيهم } تركهم ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬جزاك ال يا شيخ ‪ ،‬أريد أن تبي ل الكمة ف الكتابة الولية أو العمرية إن كانت‬ ‫تتغي ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬سؤال جيد ‪،‬‬ ‫الكمة ف ذلك ‪ :‬يتبي بذلك فضل ال على العبد أن يعمل السيئة تكتب عليه ‪،‬‬ ‫يتبي بذلك فضل ال عز وجل ‪،‬‬ ‫كذلك أيضا ف مسألة الشرائع إذا تنسخ من أسفل إل أعلى ومن أثقل إل أخف وما أشبه ذلك ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬السؤال ‪ :‬الكتابة العمرية الت يكون فيها النسان شقي أو سعيد ‪ ،‬هل تتغي ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪ ،‬الشقاوة والسعادة ثابتة ‪، ،‬‬ ‫لكن العمال ل ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬يا شيخ بالنسبة لتوحيد الساء والصفات للعامة إذا كنت تريد ‪ ........‬؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪ ،‬ل ‪ ،‬أبدا ‪ ،‬أبدا ‪ ،‬هذا عامة ل خاصة ‪،‬‬ ‫العامة تقول ‪ :‬السم يتضمن ثلثة أشياء ‪:‬‬ ‫‪92‬‬

‫إثبات السم ‪،‬‬ ‫وإثبات الصفة ‪،‬‬ ‫وإثبات ‪ ....‬الكم ‪،‬‬ ‫ث تفصل ‪،‬‬ ‫لكل مقامٍ مقال ‪،‬‬ ‫أنا لول أن هذا مكتوب ف الكتب وأنكم إن شاء مقلبون عليه ما تكلمت فيه ‪،‬‬ ‫ولذا تد عند العامي الن من الشوع وتعظيم ال عز وجل ما ل يكون عند كثي من طلبة العلم‬ ‫التعمقي ف الساء والصفات نعم ‪،‬‬ ‫وهذا شيء واضح ‪،‬‬ ‫حت أن من أكابر التكلمي من قال ‪ :‬أنا أموت على عقيدة أمي ‪،‬‬ ‫وبعضهم قال ‪ :‬أنا أموت على عقيدة عجائز نيسابور ‪،‬‬ ‫دعوه على ما هو عليه هذه طبيعته ما ل يكن ف عقيدته خلل ‪ ،‬نعم ‪.‬‬ ‫تكملة الشرح‬ ‫الكفر ل شك أنه شر لكن ال قدره لصلحة ‪،‬‬ ‫حت يعرف الؤمن من الكافر ‪،‬‬ ‫ويقوم الهاد ‪،‬‬ ‫والمر بالعروف والنهي عن النكر ‪،‬‬ ‫وغي ذلك ‪،‬‬ ‫كذلك أيضا يقدر ال عز وجل ف الرض الدب وف السماء منع القطر ‪،‬‬ ‫لكن العاقبة حيدة ‪،‬‬ ‫والدليل قوله تعال ‪ { :‬ظهر الفساد ف الب والبحر با كسبت أيدي الناس لنذيقهم بعض الذي‬ ‫عملوا لعلهم يرجعون } ‪،‬‬ ‫الهم عليك أيها السلم أن تفرق بي القدر الذي هو فعل وبي القدور الذي هو خلقك ‪،‬‬ ‫والخلوق فيه خي وشر ‪،‬‬ ‫وأما نفس اللق الذي هو فعل ال فهو خي ‪،‬‬ ‫ولذا جاء ف الديث الصحيح أن النب صلى ال عليه وآله وسلم كان يقول ‪ { :‬الشر ليس‬ ‫إليك } ‪،‬‬ ‫‪ – 19‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬أن الساعة ل يعلمها أحد ‪،‬‬ ‫‪93‬‬

‫لن أفضل رسل اللئكة سأل أفضل رسل البشر عنها ‪،‬‬ ‫فقال ‪ ( :‬ما السؤول عنها بأعلم من السائل ) ‪،‬‬ ‫ويترتب هذه الفائدة ‪ :‬أنه لو صدق أح ٌد من الناس شخصا ادعى أن الساعة ستكون ف اليوم‬ ‫الفلن فإنه يكون كافرا ‪،‬‬ ‫لنه مكذب بالقرآن والسنة ‪.‬‬ ‫‪ – 20‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أنا إذا كنا ل نعلم الشيء فإننا نطلب ما يكون من علماته ‪،‬‬ ‫لن جبيل عليه السلم قال ‪ ( :‬أخبن عن أماراتا ) ‪.‬‬ ‫‪ – 21‬ومن فوائده ‪ :‬عظم الساعة ‪،‬‬ ‫ولذا جاءت لا أمارات وعلمات حت يستعد الناس لا ‪،‬‬ ‫رزقنا ال وإياكم السداد لا ‪.‬‬ ‫‪ – 22‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬ضرب الثل ‪،‬‬ ‫با ذكره النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم أن تلد المة ربتها وف لفظ ربا ‪،‬‬ ‫وف المارة الثانية أن ترى الفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون ف البنيان ‪،‬‬ ‫فإن قالت طائفة ل يذكر النب صلى ال عليه وسلم أمارتا أخرى أوضح من هذه ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬أن المارات الخرى بينة واضحة ل يتاج إل السؤال عنها ‪،‬‬ ‫ولذلك عدل النب صلى ال عليه وسلم عنها إل ذكر هذه السورة ‪.‬‬ ‫‪ – 23‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن اللئكة يشون إذا تولوا إل بشر لقوله ‪ ( :‬ث انطلق ) ‪،‬‬ ‫وهل يشون على صفة اللق الذي خلقوا عليه ؟‬ ‫الواب ‪ :‬قال ال عز وجل ‪ { :‬قل لو كان ف الرض ملئكة يشون متطمئني لنلنا عليهم من‬ ‫السماء ملكا رسولً } ‪،‬‬ ‫ولم أجنحة يطيون با كما هو معروف ‪.‬‬ ‫‪ – 24‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬إلقاء العال على طلبته ما يفى عليهم ‪،‬‬ ‫لقول النب صلى ال عليه وآله وسلم ‪ ( :‬أتدرون من السائل ) ‪،‬‬ ‫‪ – 25‬ومن فوائده ‪ :‬إن السائل عن العلم يكون معلما لن سع الواب ‪،‬‬ ‫لن النب صلى ال عليه وآله وسلم قال ‪ ( :‬هذا جبيل أتاكم يعلمكم دينكم ) ‪،‬‬ ‫مع أن الذي علمهم هو النب صلى ال عليه وآله وسلم ‪،‬‬ ‫ولكن لا كان سببا لا كان سؤال جبيل هو السبب جعله هو العلم ‪،‬‬

‫‪94‬‬

‫وينجر على هذا أنه ينبغي على طالب العلم إذا علم مسألة وكان الهم معرفتها أن يسأل عنها‬ ‫وإن كان يعلمها ‪،‬‬ ‫وإذا سأل عنها وأجيب صار هو العلم ‪.‬‬ ‫‪ – 26‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن السبب إذا بن عليه الكم صار الكم للسبب ‪،‬‬ ‫ولذا ذكر العلماء لذه القاعدة مسائل كثية ‪،‬‬ ‫منها ‪ :‬لو شهد شخصان على رج ٍل با يوجب قتله من ردة أو حرابة أو زنا لكن الزنا لكن الزنا‬ ‫ل بد من أربعة ث حكم القاضي بذلك ث رجعوا ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬تعمدنا قتله ‪ ،‬فإن هؤلء الشهود‬ ‫يقتلون ‪،‬‬ ‫لن الكم مبن على شهادتم ‪،‬‬ ‫ولكن اجتمع سبب ومباشر ‪،‬‬ ‫فأيهما يقدم ؟ يقدم الباشر ‪،‬‬ ‫إذا تعذر إحالة الضمان عليه فعلى السبب ‪،‬‬ ‫إذا اجتمع السبب والباشر فالضمان على الباشر ‪،‬‬ ‫إل إذا تعذر إحالة الضمان عليه فيكون على التسبب ‪،‬‬ ‫أضرب لذا مثلً ‪ :‬رجل حفر حفرة ف الطريق فوقف عليها رجل فجاء رجلٌ ثالث فدفع الرجل‬ ‫فسقط ف الفرة ومات ‪،‬‬ ‫الضمان على من ؟‬ ‫على الدافع لنه هو الباشر ‪،‬‬ ‫مثال ثان ‪ :‬رجل ألقى بشخص بي يدي أسد فأكله ‪ ،‬عند الباشر والتسبب ‪،‬‬ ‫من الباشر ؟‬ ‫السد ‪،‬‬ ‫والتسبب ؟‬ ‫الرجل الذي ألقاه بي يديه ‪،‬‬ ‫الضمان على من ؟‬ ‫مباشر ومسبب ‪. ......... ،‬‬ ‫‪ – 27‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬أن ما ذكر ف هذا الديث هو الدين ‪،‬‬ ‫لقوله صلى ال عليه وآله وسلم ‪ ( :‬يعلمكم دينكم ) ‪،‬‬ ‫ولكن ليس على سبيل التفصيل ‪،‬‬ ‫‪95‬‬

‫ولكن على سبيل الجال ‪،‬‬ ‫فإن قال قائل ‪ :‬أليس النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم قال ‪ ( :‬الدين النصيحة – ثلث مرات‬ ‫– ل ولكتابه ولرسوله ولئمة السلمي وعامتهم ) ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬بلى ‪،‬‬ ‫لكن هذا النصيحة ل ترج عما ف حديث جبيل ‪،‬‬ ‫لنا من السلم ‪.‬‬

‫‪96‬‬

‫الديث الثالث‬ ‫عن أب عبد الرحن عبد ال بن عمر بن الطاب رضي ال عنه ‪ :‬سعت رسول ال عنه يقول ‪:‬‬ ‫( بن السلم على خس ‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ‪ ،‬وإقام الصلة ‪ ،‬وإيتاء‬ ‫الزكاة ‪ ،‬وحج البيت ‪ ،‬وصوم رمضان ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫الشرح‬ ‫قوله ‪ ( :‬أب عبد الرحن ) ‪ :‬هذه كنية ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬عبد ال بن عمر ) ‪ :‬هذا اسم علم ‪،‬‬ ‫والكنية ‪ :‬كل ما صدر بـ ( أب ) و ( أم ) و ( أ خ ) و ( عم ) و ( خال ) أو ما أشبه ذلك ‪،‬‬ ‫هذه كلها كن ‪،‬‬ ‫والعلم ‪ :‬اسم معي مسمى مطلقا ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬رضي ال عنهما ) ‪ :‬قال العلماء ‪ :‬إذا كان الصحاب وأبوه مسلمي فقل ‪ ( :‬عنهما ) ‪،‬‬ ‫وإذا كان الصحاب مسلما وأبوه كافر فقل ‪ ( :‬رضي ال عنه ) ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬بن السلم على خس ) ‪ :‬أي خس دعائم ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬بن ) ‪ :‬من الذي بناه ؟‬ ‫الذي بناه هو ال عز وجل ‪،‬‬ ‫وأبم الفاعل للعلم به ‪،‬‬ ‫كما أبم الفاعل ف قوله تعال ‪ { :‬وخلق النسان ضعيفا } ‪،‬‬ ‫ل يبي من الالق لكنه معلوم ‪،‬‬ ‫فما علم شرعا أو قدرا جاز أن يبن فاعله لا ل يسم فاعله ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬على خس ) ‪ :‬أي على خس دعائم ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬شهادة ) ‪ :‬له وجهان ف العراب ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬الضم ‪،‬‬ ‫والثان ‪ :‬الكسر ‪،‬‬ ‫( شهادةُ ) بناءا على أنا خب والبتدأ مذوف ‪،‬‬ ‫والتقدير ‪ ( :‬هي شهادة ) ‪،‬‬ ‫و ( شهادةِ ) بالكسر على أنا بدل من قوله ‪ ( :‬على خس ) ‪،‬‬ ‫وما نن ببعيدين عن دراسة البدل ‪ ،‬أليس كذلك ؟‬ ‫هذا البدل ‪ ،‬ما نوعه ؟‬ ‫‪97‬‬

‫قوله ‪ ( :‬شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ) ‪ :‬سبق الكلم عليه مستوف ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وإقام الصلة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان ) ‪ :‬كل هذا سبق الكلم عليه ‪،‬‬ ‫لكن ف هذا الديث إشكال وهو تقدي الج على الصوم ‪،‬‬ ‫فيقال ‪ :‬هذا ترتيب ذكري والترتيب الذكري يوز أن يقدم فيه الؤخر ‪.‬‬ ‫كقول الشاعر ‪:‬‬ ‫إن من ساد ثـم سـاد أبـوه‬

‫ثـم ساد مـن بعد ذلك َجدّ‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫الترتيب هنا ترتيب ذكري ول ترتيب واقعي ؟‬ ‫ذكري ل شك ‪،‬‬ ‫هنا تقول ‪ :‬الترتيب هنا ذكري ‪،‬‬ ‫وإل فسبق ف حديث جبيل ‪ :‬تقدي الصيام على الج ‪،‬‬ ‫ول حاجة إل إعادة الكلم على معان الكلمات ‪،‬‬ ‫لكن تقول ‪ :‬إن ال عز وجل حكيم بن السلم العظيم على هذا الدعائم المس من أجل‬ ‫امتحان العباد فلننظر ‪،‬‬ ‫الشهادتان ‪ ،‬نطق باللسان واعتقاد بالنان ‪،‬‬ ‫أنعم أو ل ؟‬ ‫نعم ‪،‬‬ ‫إقامة الصلة عمل بدن يشتمل على قول وفعل ‪ ،‬أليس كذلك ؟ أم عمل مال ؟‬ ‫عمل بدن وما يب من الال لكمال الصلة ل يعد منها ‪،‬‬ ‫لنه من العلوم أنه يب الوضوء للصلة وإذا ل تد ما ًل اشترى ماءا بثمن ‪،‬‬ ‫ومن العلوم أيضا أنك ستستر العورة ف الصلة ‪ ،‬أليس كذلك ؟‬ ‫وتشتريها بال ‪،‬‬ ‫لكن هذا خارج عن العبادة ‪،‬‬ ‫ولذلك نقول ‪ :‬إن الصلة عبادة بدنية مضة ‪ ،‬الزكاة عبادة مالية مضة ‪ ،‬أو مالية بدنية ؟‬ ‫مالية بدنية ‪،‬‬ ‫كون الغن يوصلها للفقي وربا يشي وربا يستأجر سيارة هذا خارج عن العبادة ‪،‬‬ ‫ولذا لو كان الفقي عند الغن وأعطاه الدراهم مباشرة بدون أي عناء ول يقل ‪ :‬اذهب يا أيها‬ ‫التاجر ‪ ......‬البلد ث ارجع ‪ ،‬ما يقول هذا ؟‬ ‫إذن الزكاة عبادة مالية ل بدنية ‪،‬‬ ‫لن الركات ليصالا إل الفقي خارجة عن العبادة ‪،‬‬ ‫صوم رمضان هو بدن ‪،‬‬ ‫لكن من نوع آخر الصلة بدنية لكنها فعل ‪،‬‬ ‫الصيام بدن لكنه كف وترك ‪،‬‬ ‫أليس كذلك ؟‬ ‫كف ‪،‬‬ ‫‪99‬‬

‫لاذا ؟‬ ‫لنه سهل على النسان أن يفعل وصعب عليه أن يكف ‪،‬‬ ‫وقد يسهل عليه أن يكف ويصعب عليه أن يفعل ‪،‬‬ ‫فنوعت العبادات ليكون بذلك المتحان العظيم ‪ ،‬سبحان ال العظيم ‪،‬‬ ‫حج البيت مال أو بدن ؟‬ ‫لننظر ‪،‬‬ ‫هل يتوقف الج على بذل الال ؟‬ ‫فيه تفصيل ‪ :‬إذا كان النسان يتاج إل شد الرحال احتاج إل الال ‪،‬‬ ‫لكن هذا خارج عن العبادة هذا من جنس الوضوء للصلة ‪،‬‬ ‫إذا قدم رجل إل مكة هل يتاج إل بذل الال ؟‬ ‫إذا كان يستطيع أن يشي على رجليه ما يتاج إل بذل الال ‪،‬‬ ‫والنفقة من الكل والشرب ل بد منها حت لو ل يج ‪،‬‬ ‫ولذلك الج عندي متردد بي أن يكون عبادة بدنية أو عبادة مالية بدنية ‪،‬‬ ‫وعلى كل حال ‪ ،‬وإن كان عبادة مالية بدنية فهو امتحان ‪،‬‬ ‫فصارت هذه هي الكمة العظيمة يا أخوة ‪،‬‬ ‫أنا بذل الحبوب والكف عن الحذور وإجهاد البدن ‪ ،‬كل هذا امتحان ‪،‬‬ ‫بذل الحبوب ف ماذا ؟‬ ‫الزكاة يعن الال ‪ ،‬مبوب للنسان ‪،‬‬ ‫كما قال عز وجل ‪ { :‬وإنه لب الي لشديد } وقال ‪ { :‬وتبون الال حبّا جاّ } ‪،‬‬ ‫الكف عن الحذور ؟‬ ‫الصيام ‪،‬‬ ‫كما جاء ف الديث القدسي ‪ ( :‬يدع شرابه وطعامه وشهوته من أجلي ) ‪،‬‬ ‫فتنوعت هذه الدعائم المس على هذه الوجوه تتويا للمتحان ‪،‬‬ ‫يعن بعض الناس يسهل عليه أن يصوم ‪،‬‬ ‫ولكن ل يسهل عليه أن يعطي قرشا واحدا ‪،‬‬ ‫بعض الناس يسهل عليه أن يصلي ‪،‬‬ ‫ولكن يصعب عليه أن يصوم ‪،‬‬

‫‪100‬‬

‫يذكر أن بعض اللوك وجبت عليه الكفارة ترير رقبة فإن ل يد فصيام شهرين متتابعي فإن ل‬ ‫يستطع فإطعام ستي مسكينا ‪،‬‬ ‫الشاهد أن بعض العلماء قال لذا اللك ‪ :‬يب عليك أن تصوم شهرين متتابعي ول تعتق فقيل له‬ ‫ف ذلك للمفت فقال ‪ :‬لن الشهرين أشق على هذا اللك من عتق رقبة ‪،‬‬ ‫والقصود بالكفارة مو ما حصل من إث الذنب وأل يعود ‪،‬‬ ‫فنقول ‪ :‬هذا استحسان ‪،‬‬ ‫لكنه ليس بسن ‪،‬‬ ‫وما أقربنا من ذكر دليل الستحسان هذا ‪ .....‬استحسان ف غي مله ‪،‬‬ ‫يعن مالف للشرع ألزمه با أوجب ال عليه والباقي على ال عز وجل ليس إليه ‪،‬‬

‫‪101‬‬

‫الديث الرابع‬ ‫عن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه قال ‪ :‬حدثنا رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو الصادق‬ ‫الصدوق ‪ ( :‬إن أحدكم يمع خلقه ف بطن أمه أربعون يوما نطفة ‪ ،‬ث يكون علقة مثل ذلك ‪ ،‬ث‬ ‫يكون مضغة مثل ذلك ‪ ،‬ث يرسل إليه اللك ‪ ،‬فينفخ فيه الروح ‪ ،‬ويؤمر اللك يؤمر بأربع كلمات‬ ‫‪ :‬بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ‪ ،‬فوال الذي ل إله غيه إن أحدكم ليعمل بعمل‬ ‫أهل النة ‪ ،‬حت ما يكون بينه وبينها إل ذراع ‪ ،‬فيسبق عليه الكتاب ‪ ،‬فيعمل بعمل أهل النار‬ ‫فيدخلها ‪ ،‬وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار ‪ ،‬حت ما يكون بينه وبينها إل ذراع ‪ ،‬فيسبق عليه‬ ‫الكتاب ‪ ،‬فيعمل بعمل أهل النة فيدخلها ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫الشرح‬ ‫قوله ‪ ( :‬حدثنا ) ‪ :‬حدث وأخب ف اللغة العربية واحد ‪،‬‬ ‫وهي كذلك عند قدماء الحدثي ‪،‬‬ ‫لكن عند التأخرين من الحدثي يفرقون بي ( حدثنا ) و ( أخبنا ) ‪،‬‬ ‫وعلم ذلك مذكور ف الصطلح ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وهو الصادق الصدوق ) ‪ :‬الملة هذه مؤكدة لقول رسول ال ‪،‬‬ ‫لن من اعترف بأنه رسول اعترف بأنه صادق مصدوق ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ ( :‬هو الصادق الصدوق ) ‪ ( :‬الصادق ) فيما أخب ‪ ( ،‬الصدوق ) ‪ :‬فيما أُخبِر به ‪،‬‬ ‫فإذا قلت ‪ :‬قدم زيد ‪ ،‬وكان قادما فهذا يقال للمخب أنه صادق ‪،‬‬ ‫وإذا حدث النسان وقال ‪ :‬قدم زيد وهو كاذب عليه أو صادق ‪،‬‬ ‫إذا كان الميز بالصدق النب صلى ال عليه وآله وسلم وصفه هكذا تاما ‪،‬‬ ‫فهو صادق فيما أخب به مصدوق فيما أوحي إليه عليه الصلة والسلم ‪،‬‬ ‫وإنا ذكر ابن مسعود رضي ال عنه هذه الملة ‪،‬‬ ‫لن التحدث عن هذا القام من أمور الغيب الت تفى ‪،‬‬ ‫وليس ف ذلك الوقت تقدم طب حت يعرف ما يصل ‪،‬‬ ‫ث هناك شيء فوق الطب وهو زيادة الجل والعمل وشقي أو سعيد ‪،‬‬ ‫فلذلك رأى عبد ال بن مسعود من فقهه رضي ال عنه أن يأت بذه الملة ‪ ..... ( :‬النب صلى‬ ‫ال عليه وآله وسلم وهو الصادق الصدوق ) ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬إن أحدكم يمع خلقه ) ‪ :‬أي أن النسان إذا أتى أهله فإن هذا الاء التفرق يمع ‪،‬‬ ‫كيفية المع ل يذكر ف الديث ‪،‬‬ ‫‪102‬‬

‫لكن الطباء يعرفونه الن ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬أربعي يوما نطفة ) ‪ :‬أي قطرة من الن ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ث يكون علقة مثل ذلك ) ‪ :‬ولكن هل هو ينتقل فجأة من النطفة إل العلقة ؟‬ ‫يتكون شيئا فشيئا فَيَحْ َمرْ حت يصل إل الغاية ف المرة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فيكون علقة ) ‪ :‬والعلقة هي الدم الغليظ ‪،‬‬ ‫وهي دودة ف الياه الراكدة ترى ف الياه الراكدة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ث يكون علقة مثل ذلك ث يكون مضغة مثل ذلك ) ‪ :‬كم ؟‬ ‫أربعي يوما ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬نطفة ) ‪ :‬يعن قطعة لم بقدر ما يضغه النسان أربعي يوما ‪،‬‬ ‫هذه النطفة هل تتطور شيئا فشيئا أو تنتقل ؟‬ ‫الواب ‪ :‬كما سبق تتطور شيئا فشيئا ‪،‬‬ ‫ولذا قال ال عز وجل ‪ { :‬ث من مضغة ملقة وغي وملقة } ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ث يكون مضغة مثل ذلك ) ‪ :‬الميع الن مائة وعشرون يوما أي أربعة أشهر ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ث يرسل إليه اللك ) ‪ :‬والرسل هو ال رب العالي عز وجل يرسل إل هذا الني هذا‬ ‫اللك واحد بذاته ‪،‬‬ ‫والراد به النس ل ملك معي يعن ملك من اللئكة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فينفخ فيه الروح ) ‪ :‬الروح ‪ ( :‬ما به ييا البدن ) ‪،‬‬ ‫كيفية النفخ ؟‬ ‫ل ندري ال أعلم ‪،‬‬ ‫لكن ينفخ ف هذا الني الروح ويتقبلها السم ‪،‬‬ ‫والروح سئل عنه النب صلى ال عليه وآله وسلم عنها ‪،‬‬ ‫ل}‪،‬‬ ‫فأمره ال أن يقول ‪ { :‬قل الروح من أمر رب وما أوتيتم من العلم إل قلي ً‬ ‫الملة الخية فيها نوع من التوبيخ ‪،‬‬ ‫ل}‬ ‫كأنه قال ‪ :‬ما بقي عليكم من العلم إل الروح حت تسألوا عنها { وما أوتيتم من العلم إل قلي ً‬ ‫‪،‬‬ ‫ولذا قال الضر لوسى لا شرب الطائر من البحر قال ‪ :‬ما نقص علمي وعلمك من علم ال إل‬ ‫كما نقص البحر من هذا الذي شرب وهو ما نقص شيء ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ويؤمر اللك يؤمر بأربع كلمات ) ‪ :‬من المر ؟‬ ‫‪103‬‬

‫ال عز وجل ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬بأربع كلمات ‪ :‬بكتب رزقه ) ‪ :‬الرزق هنا ‪ ( :‬ما ينتفع به النسان ) ‪،‬‬ ‫وهو نوعان ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬رزق يقوم به البدن ‪،‬‬ ‫‪ – 2‬ورزق يقوم به الدين ‪،‬‬ ‫الرزق الذي يقوم به البدن ‪ :‬هو الكل والشرب واللباس والسكن والركوب وما أشبه ذلك ‪،‬‬ ‫والرزق الذي يقوم به الدين ‪ :‬هو العلم واليان ‪،‬‬ ‫وكلها مرادة بذا الديث ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وأجله ) ‪ :‬أي مدة بقائه ف هذه الدنيا ‪،‬‬ ‫والناس يتلفون ف الجل باختلف متباين ‪،‬‬ ‫من الناس من يوت حي الولدة ‪،‬‬ ‫ومنهم من يعمر إل مائة سنة من هذه المة ‪،‬‬ ‫أما الذين من قبل فيعمرون أكثر من هذا ‪،‬‬ ‫نوح ف قومه كم ؟‬ ‫ألف سنة إل خسي عاما ‪،‬‬ ‫واختياركم للجل أو قصر الجل ليس إلينا وليس لصحة البدن وقيام البدن ‪،‬‬ ‫إذ قد يدث الوت بادث والنسان أقوى ما يكون وأعز ما يكون ‪،‬‬ ‫لكن الجال تقديرها إل ال عز وجل ‪،‬‬ ‫الجل ل يتقدم لظة ول يتأخر ‪ ،‬ل يتقدم ول يتأخر ‪ ......‬ال ‪،‬‬ ‫إذا ت الجل انتهت الياة ‪،‬‬ ‫واذكر لكم قصة وقعت هنا ف عنيزة مرة ‪ ................‬دراجة نارية مرت بتقاطع وإذا‬ ‫بسيارة أخرى سيارة تريد أن تقطع وصاحب الدراجة النارية وقف ينتظر عبور السيارة والسيارة‬ ‫وقفت تنتظر عبور الدراجة النارية ث انطلقا جيعا انطلقا جيعا فصدم الدراجة النارية ومات‬ ‫الراكب الذي وراء السائق الرديف ‪،‬‬ ‫فتأمل وقف هذه الدقيقة من أجل استكمال هذا الجل ‪ ،‬سبحان ال ‪،‬‬ ‫{ ولن يؤخر نفسا إذا جاء أجلها } ‪،‬‬ ‫هل الجل وراثي ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪ ،‬ليس وراثي ‪،‬‬ ‫‪104‬‬

‫كم من شاب مات من قبيلة أعمارهم طويلة ‪،‬‬ ‫وكم من إنسان عَمّر ف قبيلة أعمارهم قصية ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وعمله ) ‪ :‬يعن ما يكتسبه من العمال القولية والفعلية والقلبية مكتوبة على النسان‬ ‫العمل ‪،‬‬ ‫الرابع ‪ :‬قوله ‪ ( :‬شقي أو سعيد ) ‪ :‬السعيد هو الذي ت له الفرح والسرور والشقي بالعكس ‪،‬‬ ‫قال ال تبارك وتعال ‪ { :‬ومنهم شقي وسعيد فأما الذين شقوا ففي النار لم فيها زفي وشهيق‬ ‫خالدين فيها ما دامت السماوات والرض إل ما شاء ربك إن ربك فعال لا يريد ‪ ،‬وأما الذين‬ ‫سعدوا ففي النة خالدين فيها ما دامت السماوات والرض إل ما شاء ربك عطاءً غي‬ ‫مذوذ } ‪،‬‬ ‫فالنهاية إما شقاء وإما سعادة ‪،‬‬ ‫اللهم اجعلنا من أهل السعادة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فوال الذي ل إله غيه ) ‪ :‬قيل ‪ :‬هذه الملة مدرجة من كلم ابن مسعود وليست من‬ ‫كلم النب صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫ولكن إذا اختلف الحدثون ف جلة من الديث أمدرجة هي أم من أصل الديث فما هو‬ ‫الصل ؟‬ ‫الصل ‪ :‬من أصل الديث ‪،‬‬ ‫فل يقبل الدراج إل بدليل ‪،‬‬ ‫ل يكن أن يمع بي الصل والدراج ‪،‬‬ ‫وعلى هذا فالصواب أنا من كلم النب صلى ال عليه وآله وسلم ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فوال ) قسم مؤكد بالتوحيد ‪،‬‬ ‫القسم ( فوال ) ‪،‬‬ ‫والتوكيد بالتوحيد ( الذي ل إله غيه ) ‪،‬‬ ‫أي ل إله حق إل ال ‪،‬‬ ‫وإن كانت توجد آلة تعبد من غي ال وإن كانت ليست حقا ‪،‬‬ ‫كما قال عز وجل ‪ { :‬أم لم آلة تنعهم من دوننا ل يستطيعون نصر أنفسهم } ‪،‬‬ ‫وقال عز وجل ‪ { :‬ذلك بأن ال هو الق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل } ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فوال الذي ل إله غيه إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النة حت ما يكون بينه وبينها إل‬ ‫ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وأن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار‬ ‫‪105‬‬

‫حت ما يكون بينه وبينها إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النة فيدخلها ) ‪ :‬اللهم‬ ‫أحسن خاتتنا ‪ ،‬العمال بالواتيم ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النة حت ما يكون بينه وبينها إل ذراع ) ‪ :‬أي حت يقرب‬ ‫أجله تاما ‪،‬‬ ‫وليس العن ‪ :‬ما يكون بينه وبينها إل ذراع من مرتبة العمل ‪،‬‬ ‫ل صالا ‪،‬‬ ‫لن عمله الذي عمله ليس عم ً‬ ‫كما جاء ف الديث ‪ ( :‬إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النة ‪ ،‬فيما يبدو للناس ‪ ،‬وهو من أهل‬ ‫النار ) ‪،‬‬ ‫لنه أشكل على بعض الناس ‪ :‬أنه يعمل بعمل أهل النة ‪ ،‬حت ما يبقى إل ذراع ‪ ،‬فيسبق عليه‬ ‫الكتاب ‪،‬‬ ‫نقول ‪ :‬عمل بعمل أهل النة فيما يبدو للناس ول يتقدم ول يسبق ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬حت ما يكون بينه وبينها إل ذراع ) ‪ :‬يعن دنو أجله يعن أنه قريب من الوت ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار ) ‪ :‬ويدع العمل الول الذي كان يعمله‬ ‫وذلك لوجود دسيسة ف قلبه والعياذ بال هوت به إل الاوية ‪،‬‬ ‫نعم ‪ ،‬أقول ‪ :‬هذا بارك ال فيكم فل تظنوا بال ظن السوء ‪،‬‬ ‫وال ما من أحد يقبل على ال بصدق ويعمل بعمل أهل النة بصدق إل ل يذله ال أبدا أو ل‬ ‫يكن أن يذله ال عز وجل ‪،‬‬ ‫ال عز وجل أكرم من عبده ‪،‬‬ ‫لكن ل بد من بل ٍء ف قلبه ‪،‬‬ ‫واذكروا قصة الرجل الذي كان مع النب صلى ال عليه وسلم ف غزوة وكان ل يدع ‪ ......‬ول‬ ‫‪ ........‬للعدو إل قضى عليها فتعجب الناس منه وقالوا ‪ :‬هذا الذي كسب العركة ‪ ،‬فقال النب‬ ‫صلى ال عليه وآله وسلم ‪ ( :‬هو من أهل النار ) فعظم ذلك على الصحابة كيف يكون هذا‬ ‫الرجل من أهل النار ‪ ،‬فقال رجل ‪ :‬للزمنه ‪ ،‬يعن أتابعه ‪ ،‬فتابعه ‪ ،‬فأصيب هذا الرجل الشجاع‬ ‫القدام بسه ٍم من العدو فجزع فلما جزع سلّ سيفه والعياذ بال ث وضع دبابة على صدره‬ ‫ووضعه على الرض واتكأ عليه وخرج من ظهره فقتل نفسه وهو مؤمن ‪،‬‬ ‫وقد قال ال تعال ‪ { :‬ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب ال عليه ولعنه‬ ‫وأعد عذابا عظيما } فجاء الرجل إل النب صلى ال عليه وآله وسلم وأخبه فقال ‪ :‬أشهد أنك‬ ‫رسول ال ‪ ،‬قال ‪ ( :‬ب ؟ ) قال ‪ :‬أن الرجل الذي قلت أنه من أهل النار حصل منه كذا وكذا ‪،‬‬ ‫‪106‬‬

‫فقال النب صلى ال عليه وآله وسلم بعد ذلك ‪ ( :‬إن الرجل ليعمل بعمل أهل النة فيما يبدو‬ ‫للناس وهو من أهل النار ) ‪،‬‬ ‫اللهم أعذنا من هذا يا رب العالي اللهم أعذنا منه اللهم أعذنا منه لوجود دسيسة ف القلب ‪،‬‬ ‫طهر قلبك يا رجل ‪، ........‬‬ ‫تعاهده كل صباح وكل مساء ما الذي فيه لعلك تنجو من هذا ‪ ،‬نعم ‪،‬‬ ‫واذكروا قصة الصيم من بن عبدالشهل الذي كان منابذا للدعوة السلمية عدوّا لا ولا خرج‬ ‫الناس إل أحد ف غزوة أحد ألقى ف قلبه اليان فآمن وخرج للجهاد وقتل شهيدا فجاء الناس‬ ‫بعد العركة يتفقدون قتلهم وإذا بالرجل فقالوا ‪ :‬ما الذي جاء بك يا فلن ؟ أجئت حربا على‬ ‫قومك أم رغبة ف السلم ؟ قال ‪ :‬بل رغبة ف السلم ‪ ،‬ث طلب منهم أن يقرئوا النب صلى ال‬ ‫عليه وآله وسلم السلم فصار هذا ختامه أن قتل شهيدا وهو مضاد للدعوة ‪،‬‬

‫‪107‬‬

‫فوائد الديث‬ ‫ف هذا الديث فوائد منها ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬حسن أسلوب ابن مسعود رضي ال عنه‪،‬‬ ‫وهو رضي ال عنه كلماته كأنا ترج من مشكاة النبوة كلمات عذبة مهذبة ‪،‬‬ ‫وانظر إل الثر الروي عنه ‪ :‬من سره أن يلقى ال غدا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات‬ ‫حيث ينادى به ‪ .....‬إل آخر الديث ‪،‬‬ ‫كأنا يرج من فم النب صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫‪ – 2‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أنه ينبغي للنسان أن يؤكد الب الذي يتاج الناس إل تأكيده‬ ‫بأي نوع من أنواع التأكيدات ‪،‬‬ ‫السئلة‬ ‫الدعائم ‪ ( :‬ما يقوم عليه الشيء ) ‪،‬‬‫وهو ركن وكل شيء يقوم عليه شيء فهو ركن له ‪،‬‬ ‫ول ينبغي للنسان لثل الشياء الت درج عليها العلماء السابقون أن يتعمق فيها إل هذا الد ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬بارك ال فيك ‪ :‬المر بالشيء ‪ ......‬ما ل يتم الواجب إل به ‪ ........‬من العبادة‬ ‫‪. ........‬‬ ‫الواب ‪ :‬أرأيت لو أذّن وأتيت على وضوء هل يلزمك أن تتوضأ ل أذن ‪ ........‬نعم ‪.‬‬ ‫اسع إذا قتل معصوما قتل سواءً كان مسلما أو كان ذميا أو من ‪ .....‬وجب عليه أن‬‫يكفر ‪،‬‬ ‫الكفارة ‪ :‬عتق رقبة فإن ل يد فصيام شهرين متتابعي فإن ل يستطع فل شيء عليه ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬أثابكم ال بعض الناس من ‪ .........‬الجل وينطقون بالشهادة ‪ ..........‬؟‬ ‫الواب ‪ :‬ربا ‪ .....‬النسان مشركا قبوريا ‪،‬‬ ‫لن بعض القبوريي عندهم نية طيبة لكن عنده عمل خطأ ‪ ،‬نعم ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬يا شيخ بارك ال فيك ‪ ،‬الجل ل يُقدم ول يُؤخر ‪ ،‬فيه حديث ‪ ( :‬من أحب أن ينسأ له‬ ‫ف أثره فليصل رحه ‪ ،‬فكيف نمع بينه وبي هذا الديث ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل منافاة لن ال تعال قد كتب عنده أن هذا سوف يصل رحه فسيكون أجله مدودا‬ ‫كما أنا قلت ‪ :‬من أحب أن يولد له فليتزوج ‪ ،‬فتزوج ‪ ،‬هذا مكتوب من قبل فالواقع أن الجل‬ ‫والرزق والولد على حدّ سواء يعن أن تفعل السباب الت يصل با هذا ويكون ال عز وجل قد‬ ‫كتب ف الزل أنك ستفعل السبب ويكون السبب ‪،‬‬ ‫‪108‬‬

‫السؤال ‪ :‬بعض الناس يقول ‪ :‬ال يطول ف عمرك ‪ ،‬هل هذا صحيح ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬صحيح ‪،‬‬ ‫كما لو قلت ال يرزقك الال ‪،‬‬ ‫نن الن نصلي على الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬نقول ‪ :‬اللهم صلّ وسلم على رسول ال ‪،‬‬ ‫ومع ذلك فقد أخبنا ال بأنه يصلي عليه وملئكته ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬نفخ الروح يكون ف اليوم مائة وعشرين ؟‬ ‫الواب ‪ :‬بعد تام مائة وعشرين ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬إذا أسقطت الني ف اليوم الائة وعشرين ‪ ،‬فهل تعتب قاتلة للنفس ؟‬ ‫الواب ‪ :‬يعن القتل عمدا ؟‬ ‫إذا تأكدنا أنه قد نفخ فيه الروح ‪،‬‬ ‫فتكون قاتلةً للنفس عمدا ‪،‬‬ ‫لكن ليس عليها قصاص ‪،‬‬ ‫تكملة الشرح‬ ‫‪ – 3‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬تأكيد الب با يدل على صدقه ‪،‬‬ ‫لقول عبد ال بن مسعود ‪ :‬وهو الصادق الصدوق ‪،‬‬ ‫‪ – 4‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬أن النسان ف بطن أمه يمع على هذا الوجه الذي ذكره النب‬ ‫صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫‪ – 5‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أنه يبقى نطفة لدة أربعي يوما ‪،‬‬ ‫هذه النطفة ‪ ،‬هل يوز إلقاؤها أو ل يوز ؟‬ ‫ذكر الفقهاء رحهم ال أنه يوز إلقاؤها بدواء مباح ‪،‬‬ ‫قالوا لنه ل يتكون إنسانا ول يوجد أصل النسان وهو الدم فيجوز إلقاؤها ‪،‬‬ ‫وقال آخرون ‪ :‬ل يوز ‪،‬‬ ‫لن ال تعال قال ‪ { :‬فجعلناه ف قرارٍ مكي ‪ ،‬إل قد ٍر معلوم } ‪،‬‬ ‫فل يوز أن نتجاسر على هذا القرار الكي ونرج الني منه ‪،‬‬ ‫وهذا أقرب إل الصواب ‪ ،‬أنه حرام ‪،‬‬ ‫لكنه ليس كتحري ما بعده ‪،‬‬ ‫إذا ُق ّدرْ أن الرأة مرضت وخيف عليها ‪ ،‬فهل يوز إلقاء هذه النطفة ؟‬ ‫الواب ‪ :‬يوز ‪،‬‬ ‫‪109‬‬

‫لن إلقاءها الن صار ضروريا ‪،‬‬ ‫‪ – 6‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬حكمة ال عز وجل ف أطوار الني من النطفة إل العلقة ‪،‬‬ ‫‪ – 7‬ومن فوائده ‪ :‬أهية الدم ف بقاء حياة النسان ‪،‬‬ ‫وجهه ‪ :‬أن أصل بن آدم بعد النطفة ‪ :‬العلقة ‪ ،‬والعلقة ‪ :‬دم ‪،‬‬ ‫ولذلك إذا نزف دم النسان هلك ‪،‬‬ ‫‪ – 8‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن الطور الثالث هي الضغة ‪،‬‬ ‫هذه الضغة تكون ملقة وغي ملقة بنص القرآن ‪،‬‬ ‫قال ال تعال ‪ { :‬مضغة ملقة وغي ملقة } ‪،‬‬ ‫لكن ما الذي يترتب عليها كونا ملقة وغي ملقة ؟‬ ‫يترتب عليها مسائل ‪:‬‬ ‫لو سقطت هذه الضغة غي الخلقة ل يكن الدم نفاسا ‪ ،‬الدم الذي يرج ل يكن نفاسا ‪،‬‬ ‫بل دم فساد ‪،‬‬ ‫خلّق وكانت الرأة ف عدة ل تنقضي العدة ‪،‬‬ ‫لو سقطت هذه الضغة قبل أن تُ َ‬ ‫خلّقا ‪،‬‬ ‫بل ل بد ف انقضاء العدة أن يكون المل مُ َ‬ ‫ول بد لثبوت النفاس من أن يكون المل ملقا ‪ ،‬لاذا ؟‬ ‫قال العلماء ‪ :‬لنه قبل التخليق يتمل أن يكون قطعة لم ‪ ،‬وليس آدميا ‪،‬‬ ‫فلذلك ل نعدل إل إثبات هذه الحكام إل بيقي ‪،‬‬ ‫بأن يتبي ف خلقه إنسان ‪،‬‬ ‫‪ – 9‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن نفخ الروح يكون بعد تام أربعة أشهر ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬ث يرسل إليه اللك فينفخ فيه الروح ‪ .......‬الـخ ) ‪،‬‬ ‫وينبن على هذا ‪ :‬أنه إذا سقط بعد نفخ الروح فيه فإنه ُيغَسّل ويكفن ويصلى عليه ويدفن ف‬ ‫مقابر السلمي ويسمى ويعق عنه ‪،‬‬ ‫لنه صار إنسانا صار آدميا إنسانا ‪،‬‬ ‫فيثبت له حكم الكبي ‪،‬‬ ‫‪ – 10‬ومن الفوائد ‪ :‬أنه بعد نفخ الروح فيه يرم إسقاطه بكل حال ‪،‬‬ ‫إذا نُفخت فيه الروح ل يكن إسقاطه ‪،‬‬ ‫لن إسقاطه حينئذٍ يكون سببا للكه ‪،‬‬ ‫ول يوز قتله وهو إنسان ‪،‬‬ ‫‪110‬‬

‫أرأيتم لو كان إبقاؤه سببا لوت أمه أفيلقى وتبقى حياة الم أو يبقى فتهلك الم ث يهلك الني ؟‬ ‫الول أو الثان ؟‬ ‫ربا أهل الستحسان يقولون بالول ‪،‬‬ ‫ولكن ل استحسان ف مقابلة الشرع ‪،‬‬ ‫نقول ‪ :‬أن الثان هو التعي ‪،‬‬ ‫بعن أنه ل يوز إسقاطه ‪،‬‬ ‫حت لو قال الطباء ‪ :‬إن بقي هلكت الم ‪،‬‬ ‫وإذا هلكت الم هلك الني فيهلك نفسه ‪،‬‬ ‫وإذا أخرجناه هلك الني ولكن الم تسلم ‪،‬‬ ‫والواب على هذا الرأي الفاسد أن نقول ‪:‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬قتل النفس لحياء نفسٍ أخرى ل يوز ‪،‬‬ ‫ولذلك لو فرض أن رجلي كانا ف سفر ف أرض فلة كان أحدها كبيا والخر عشر سني أو‬ ‫تسع سني الكبي جاع جدا جدا بيث لو ل يأكل للك ‪،‬‬ ‫هل يوز أن يذبح هذا الصغي ليأكله ؟‬ ‫ل يوز أبدا ‪ ،‬بإجاع السلمي ‪،‬‬ ‫لو ُق ّدرَ أن الصب هلك مات من الوع وبقي الكبي ‪،‬‬ ‫والكبي الن إما أن يأكله فيبقى أو يتركه فيهلك ‪،‬‬ ‫هل يأكله أو ل ؟‬ ‫أما مذهب المام أحد رحه ال ف الشهور ‪ :‬فإنه ل يوز أكله ‪،‬‬ ‫لن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬كسر عظم اليت ككسره حيا ) ‪،‬‬ ‫وذبح اليت كذبه حيا ‪،‬‬ ‫ولكن القول الثان ف هذه السألة ‪ :‬أنه يوز أن يأكل منه ما يسد رمقه ‪،‬‬ ‫لن حرمة الي أعظم من حرمة اليت ‪،‬‬ ‫نعود إل مسألتنا ‪،‬‬ ‫نقول ‪ :‬إذا نفخت فيه الروح فل يوز إسقاطه بأي حال من الحوال حت لو ماتت الم ‪،‬‬ ‫وجه ذلك ‪ :‬أننا لو أسقطناه فهلك فنحن الذي قتلناه ‪،‬‬ ‫ولو أبقيناه فهلكت الم ث هلك هو فالذي أهلكهما ال عز وجل ليس من فعلنا هذا واحد ‪،‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬ل يلزم من هلك الم أن يهلك الني ل سيما ف وقتنا الاضر ‪،‬‬ ‫‪111‬‬

‫إذ من المكن إجراء عملية سريعة لخراج الني فيحيا ‪،‬‬ ‫أليس كذلك ؟‬ ‫يكن ل شك ‪،‬‬ ‫ولذا بعض البياطرة ف الغنم وشبهها يستطيع إذا ماتت الم أن يرج حلها قبل أن يوت ‪،‬‬ ‫وأيضا نقول ‪ :‬لو أنه مات هذا الني ف بطنها من عند ال عز وجل ل يلزم أن توت هي فيُخرج‬ ‫لنه ميت وتبقى الم ‪،‬‬ ‫اللصة ‪ :‬أنه إذا نفخت فيه الروح فإنه ل يوز إسقاطه بأي حال من الحوال ‪،‬‬ ‫‪ – 11‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬عناية ال تبارك وتعال باللق ‪،‬‬ ‫حيث وَكّ َل بم وهم ف بطون أمهاتم من ملئكة ‪،‬‬ ‫سبحان ال العظيم ‪،‬‬ ‫عناية ال تعال ببن آدم عنايةٌ عظيمة ‪ ،‬وكل به ملئكة ف بطن أمه وملئكة إذا خرج إل الدنيا‬ ‫وملئكة إذا مات كل هذا دليل على عناية ال تبارك وتعال بنا ‪،‬‬ ‫‪ – 12‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن الروح ف السد تُنفخ نفخا ‪،‬‬ ‫لكن ل نعلم الكيفية ‪،‬‬ ‫وهذا كقوله تعال ‪ { :‬ومري ابنة عمران الت أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا } ‪،‬‬ ‫لكن ل ندري كيف هذا ‪،‬‬ ‫لن هذا من أمور الغيب ‪،‬‬ ‫‪ – 13‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن الروح جسمٌ ‪ ،‬الروح جسم ‪،‬‬ ‫لنه يُنفخ فَيَحِلّ ف البدن ‪،‬‬ ‫ولكن هل هذا السم من جنس أجسامنا الكثيفة الكونة من عظا ٍم ولمٍ وعصبٍ وجلود ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪،‬‬ ‫طيب من أي شيء ؟ من أي مادة ؟‬ ‫ال أعلم ‪ ،‬ال أعلم بذلك ‪،‬‬ ‫{ ويسألونك عن الروح ‪ ،‬قل الروح من أمر رب } ‪،‬‬ ‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ‪ :‬ولا ل يكن عند التكلمي والفلسفة علم شرعي بال‬ ‫الروح تبطوا فيها ‪،‬‬ ‫فقال بعضهم ‪ :‬إن الروح عرض أي صفة للبدن كالطول القصر والبياض والسواد ‪،‬‬ ‫وقال بعضهم ‪ :‬إن الروح هي الدم ‪،‬‬ ‫‪112‬‬

‫وقال بعضهم ‪ :‬إن الروح جزءٌ من النسان ‪ ،‬جزء كيده ورجله ‪،‬‬ ‫فتخبطوا فيها ‪،‬‬ ‫أما نن فنقول ‪ :‬الروح من أمر ال عز وجل ‪،‬‬ ‫ولكننا نؤمن با علمنا من أوصافها ف الكتاب والسنة ‪،‬‬ ‫فمن ذلك قول ال تبارك وتعال ‪ { :‬قل يتوفاكم ملك الوت الذي وكل بكم } أي يقبضكم ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ { :‬حت إذا جاء أحدهم الوت توفته رسلنا } أي قبضته ‪،‬‬ ‫وثبت ف الصحيح عن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم أن اللئكة إذا قبضوا الروح من‬ ‫السد إذا كان من أهل النة اللهم اجعلنا منهم فإذا مع اللئكة كفن من النة وحنوط من النة‬ ‫فأخذوها من يد ملك الوت ول يدعوها طرفة عي ث جعلوها ف هذا الكفن وصعدوا با إل‬ ‫السماء ‪،‬‬ ‫إذن هي جسم أو غي جسم ؟‬ ‫جسم ‪،‬‬ ‫ف للجسام الكثيفة الت هي أجسادنا ‪،‬‬ ‫لكن مال ٌ‬ ‫وال أعلم بكيفيتها ‪،‬‬ ‫الروح عجيبة الن ف النام ترج الروح من البدن لكن ليس خروجا تاما ‪،‬‬ ‫فتجد نفسك توب الفياف ربا وصلت إل الصي أو إل أقصى الغرب وربا طرت ف الطائرة‬ ‫وربا ركبت ف السيارة وأنت ف مكانك واللحاف قد غطى جسمك ‪،‬‬ ‫ومع ذلك تتجول ف الرض ‪،‬‬ ‫لكنها سبحان ال ل تفارق السم ف حال النوم مفارق ًة تامة تكون عليهم مثل شعاع الشمس فيه‬ ‫مفارقة لكن ليست تامة ‪،‬‬ ‫فالروح أمرها عجيب ولسنا نعلم منها إل ما جاء ف الكتاب والسنة والباقي ل ندري عنه ‪،‬‬ ‫أيها الخ السلم إذا كنت ل تدري عن نفسك الت بي جنبيك ‪،‬‬ ‫فكيف تاول أن تعرف كيفية صفات ال عز وجل الذي هو أعظم وأجل من أن تيط به ؟‬ ‫اعرف نفسك وأنك غي قادر على معرفة كيفية صفات ال مهما كنت ‪،‬‬ ‫فل تاول إدراك الكيفية ول السؤال عنها ‪،‬‬ ‫ولذا قال المام مالك رحه ال ‪ :‬السؤال عن كيفية الستواء بدعة ‪،‬‬ ‫وهذا الثال أعن مثال الروح يقتنع به النسان تاما ‪،‬‬ ‫أنه ل يعرف عن الروح الت هي قوام بدنه ‪،‬‬ ‫‪113‬‬

‫فكيف بصفات ال عز وجل ؟‌‬ ‫‪ – 14‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن اللئكة عليهم السلم عبي ٌد يؤمرون ويُنهون ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬فيؤمر بأربع كلمات ) ‪،‬‬ ‫والمر لم هو ال عز وجل ‪،‬‬ ‫‪ – 15‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن هذه الربعة مكتوبة على النسان ‪ ( :‬رزقه وأجله وعمله‬ ‫وشقي أو سعيد ) ‪،‬‬ ‫ولكن هل معن ذلك أل نفعل السباب الت يصل با الرزق ؟‬ ‫ل ‪ ،‬نفعل ‪،‬‬ ‫وما نفعله من السباب تابعٌ للرزق ‪،‬‬ ‫‪ – 16‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن اللئكة يكتبون ‪،‬‬ ‫فلو قال لنا قائل ‪ :‬بأي حرفٍ يكتبون ؟ أباللغة العربية أو باللغة السريانية أو العبية أو ما أشبه‬ ‫ذلك ؟ فما الواب ؟‬ ‫السؤال عن هذا بدعة علينا أن نؤمن بأنم يكتبون ‪،‬‬ ‫أما بأي لغة ؟‬ ‫ما نقول شيئا ‪،‬‬ ‫هذه الكتابة هل هي بصحيفة أو تكتب على جبي الني ؟‬ ‫فيه آثار تدل على أنا تكتب على جبي الني ‪،‬‬ ‫وآثار على أنا تكتب بصحيفة ‪،‬‬ ‫والمع بينهما سهل ‪،‬‬ ‫إذ يكن أن تكتب على صحيفة ويأخذها اللك إل ما شاء ال ‪،‬‬ ‫ويكن أن تكتب على جبي النسان ‪،‬‬ ‫‪ – 17‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن النسان ل يدري ماذا كُتب له ‪،‬‬ ‫ولذلك أُمر بالسعي لتحصيل ما ينفعه ‪،‬‬ ‫وهذا أمرٌ مسلّم ‪،‬‬ ‫كلنا ل يدري ماذا كُتب له لكننا مأمورون أن نسعى لتحصيل ما ينفعنا وأن ندع ما يضرنا ‪،‬‬ ‫‪ – 18‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن ناية بن آدم أحد أمرين ‪:‬‬ ‫إما الشقاء ‪،‬‬ ‫وإما السعادة ‪،‬‬ ‫‪114‬‬

‫هل فيه قسم ثالث ؟‬ ‫ل‪،‬‬ ‫قال ال تعال ‪ { :‬فمنهم شقي وسعيد } ‪،‬‬ ‫وقال تعال ‪ { :‬هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن } ‪،‬‬ ‫وبالناسبة نريد من أحدكم أن يعرب قوله تعال ‪ { :‬فمنهم شقي وسعيد } من ؟‬ ‫( أجاب أحد الطلبة ) ‪،‬‬ ‫الفاء بسب ما قبلها ‪،‬‬ ‫{ منهم } جار ومرور ‪،‬‬ ‫والجرور ف مل خب مقدم ‪،‬‬ ‫{ شقي } مبتدأ مؤخر ‪،‬‬ ‫{ و } الواو حرف عطف ‪،‬‬ ‫{ سعيد } مبتدأ ‪،‬‬ ‫والب مذوف تقديره ‪ ( :‬ومنهم سعيد ) ‪،‬‬ ‫فالعطف إذن عطف جلة على جلة ‪،‬‬ ‫هذا الصواب ‪،‬‬ ‫لنك لو تقول ‪ { :‬سعيد } معطوف على { شقي } ‪،‬‬ ‫معناه أن الواحد اتصف بكونه شقيا وسعيدا ‪،‬‬ ‫فيتعي أن تقول ‪ :‬إن التقدير ( ومنهم سعيد ) ‪،‬‬ ‫اللهم اجعلنا من السعداء يا رب العالي إنك على كل شيء قدير ‪،‬‬ ‫إذا اختلف الحدثون ‪ :‬ف الديث هل هو مرفوع أو موقوف ؟‬ ‫فلنرجح الرفوع لسببي ‪:‬‬ ‫السبب الول ‪ :‬أن الرافع معه زيادة علم بلف من رواه غي الرفوع ‪،‬‬ ‫الثان ‪ :‬أن الراوي قد يدث بالديث أحيانا ينسبه إل الرسول صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫وأحيانا ل ينسبه ‪،‬‬ ‫الرفوع ‪ :‬ما نسب إل الرسول صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫والوقوف ‪ :‬ما نسب إل الصحاب ‪،‬‬ ‫فمثلً إذا قلت أنا ‪ :‬قال الرسول صلى ال عليه وعلى آله وسلم‬

‫‪115‬‬

‫الديث الامس‬ ‫عن أم الؤمني أم عبد ال عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫( من أحدث ف أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) رواه البخاري ومسلم ‪ ،‬وف رواي ٍة لسلم ‪ ( :‬من‬ ‫ل ليس عليه أمرنا فهو رد ) ‪.‬‬ ‫عمل عم ً‬

‫‪116‬‬

‫الديث السادس‬ ‫عن أب عبد ال النعمان بن بشي رضي ال عنهما قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫يقول ‪ ( :‬اللل َبيّنْ ‪ ،‬والرام َبيّنْ ‪ ،‬وبينهما أمو ٌر مشتبهات ل يعلمهن كثيٌ من الناس ‪،‬‬ ‫فمن اتقى الشبهات فقد استبأ لدينه وعرضه ‪ ،‬ومن وقع ف الشبهات وقع ف الرام ‪ ،‬كالراعي‬ ‫يرعى ف الِمى يوشك أن يرتع فيه ‪ ،‬أل وإن لكل ملكٍ حِمى ‪ ،‬أل وإن حِمى ال مارمه ‪ ،‬أل‬ ‫وإن ف السد مضغة ‪ ،‬إذا صلحت صلح السد كله ‪ ،‬وإذا فسدت فسد السد كله ‪ ،‬أل وهي‬ ‫القلب ) ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬

‫‪117‬‬

‫الديث السابع‬ ‫عن أب رقية تيمٍ بن أوسٍ الداري رضي ال عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬الدين‬ ‫النصيحة ) ‪ ،‬قيل ‪ :‬لن يا رسول ال ؟ قال ‪ ( :‬ل ‪ ،‬ولكتابه ‪ ،‬ولرسوله ‪ ،‬ولئمة السلمي ‪،‬‬ ‫وعامتهم ) رواه مسلم ‪.‬‬

‫‪118‬‬

‫الديث الثامن‬ ‫عن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ُ ( :‬أ ِمرْتُ أن أقاتل الناس‬ ‫حت يشهدوا أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال ‪ ،‬ويقيموا الصلة ‪ ،‬ويؤتوا الزكاة ‪ ،‬فإن هم‬ ‫فعلوا ذلك ‪ ،‬فقد عصموا من دماءهم وأموالم ‪ ،‬إل بق السلم ‪ ،‬وحسابم على ال تعال )‬ ‫رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬

‫‪119‬‬

‫الشريط السابع‬ ‫على ال عز وجل ‪.‬‬ ‫كما قال تعال للنب عليه الصلة والسلم ‪ { :‬لست عليهم بسيطر ‪ ،‬إل من تول وكفر } يعن‬ ‫من تول وكفر ‪ { ،‬فيعذبه ال العذاب الكب ‪ ،‬إن إلينا إيابم ث إن علينا حسابم } ‪.‬‬ ‫فل تزن أيها الداعي إل ال إذا ُر ّد قولك ‪ ،‬أو إذا ل يُقبل من أول مرة ‪.‬‬ ‫لنك أديت ما يوجب عليك ‪.‬‬ ‫ولكن اعلم أنك إذا قلت حقاّ تريد به وجه ال فل بد أن يؤثر ‪.‬‬ ‫حت لو ُر ّد أمامك فل بد أن يؤثر ‪.‬‬ ‫اسعوا إل قصة موسى عليه السلم ‪ ،‬حي جُمِعَ له السحرة من كل وجه ف مصر ‪ ،‬واجتمعوا‬ ‫حبالم وعصيهم حت إن الرض كانت تشي ثعابي حت إن موسى خاف { أوجس ف نفسه خيفةً‬ ‫موسى } ‪ ،‬لا اجتمعوا كلهم قال لم ‪ { :‬ويلكم ل تفتروا على ال كذبا فيسحتكم بعذاب وقد‬ ‫خاب من افترى } ‪ ،‬كلمات يسية ‪ ،‬قال ال عز وجل ‪ { :‬فتنازعوا أمرهم بينهم } يعن أنم‬ ‫تنازعوا فوراَ ‪ ،‬والفاء ف { تنازعوا } للسببية والترتيب والتعقيب ‪ ،‬فتأمل كيف أثرت هذه‬ ‫الكلمة من موسى عليه الصلة والسلم بؤلء السحرة ‪.‬‬ ‫فلبد لكلمة الق أن تؤثر ‪.‬‬ ‫قد تؤثر فورا وقد تتأخر ‪.‬‬ ‫القتل قلنا ‪ :‬هناك فرق بي القتل والقتال ‪ ،‬أيهما أوسع ؟‬ ‫القتال ‪.‬‬ ‫إذ قد يوز قتال من ل يوز قتله ‪.‬‬ ‫ومثّلنا لذا ‪ :‬بقول ال تبارك وتعال ‪ { :‬وإن طائفتان من الؤمني اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت‬ ‫إحداها على الخرى فقاتلوا الت تبغي حت تفيء إل أمر ال } ‪.‬‬ ‫فأمر بقتالا وهي مؤمنة ‪.‬‬ ‫ل يل قتلها ول يباح دمها ‪.‬‬ ‫لكن من أجل الصلح ‪.‬‬ ‫ولذا ُأ ِمرَتَ المة أن توافق المام ف قتال أهل البغي الذين يرجون على المام بشبهة ‪.‬‬ ‫قالوا ‪ :‬فإذا قرر المام أن يقاتلهم وجب على الرعية طاعته وموافقته دفعا للشر والفساد ‪.‬‬ ‫وهنا نقاتل من ؟ مسلمي أو كافرين ؟‬ ‫نقاتل مسلمي ‪.‬‬ ‫‪120‬‬

‫لجل إقامة العدل وإزالة الفوضى ‪.‬‬

‫‪121‬‬

‫الديث التاسع‬ ‫عن أب هريرة رضي ال عنه عبد الرحن بن صخر رضي ال عنه قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم يقول ‪ ( :‬ما نيتكم عنه فاجتنبوه ‪ ،‬وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ‪ ،‬فإنا أهلك‬ ‫الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلفهم على أنبيائهم ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫الشرح‬ ‫قوله ‪ ( :‬أبو هريرة عبد الرحن بن صخر ) ‪ :‬أكثر الناس ل يعرفون اسه ‪.‬‬ ‫ولذا اختلف الؤرخون ف اسم أب هريرة رضي ال عنه ‪.‬‬ ‫وأصح القوال وأقربا للصواب ما ذكره الؤلف ‪ :‬أن اسه عبد الرحن بن صخر ‪.‬‬ ‫كُـنّـيَ بـ ( أب هريرة ) لنه كان مع هرة قد ألفها وألفته فلمصاحبتها إياه كُـنّـ َي با ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ما نيتكم عنه ) ‪ :‬النهي ‪ :‬طلب الكف على وجه الستعلء ‪.‬‬ ‫يعن أن يطلب منك من هو فوقك ولو باعتقاده أن تكف ‪.‬‬ ‫هذا ني ‪.‬‬ ‫وقولنا ‪ :‬على وجه الستعلء ول باعتقاده ‪.‬‬ ‫مثاله ‪ :‬رجل ف الطريق يشي صاحب جاه وشرف ومال لقيه بدوي ‪ ،‬بدوي ما له قيمة ‪ ،‬فقال له‬ ‫‪ :‬ل تتجه ف هذا الطريق ‪.‬‬ ‫هذا ني أو غي ني ؟‬ ‫ني ‪.‬‬ ‫أيهما أعلى منلة ؟‬ ‫النهي ‪.‬‬ ‫لكن هذا الناهي يعتقد أنه فوقه فيوجه إليه النهي ‪.‬‬ ‫ولذا قال الذي يتكلمون على هذه المور ‪ ،‬قالوا ‪ :‬إننا نقول ‪ :‬على وجه الستعلء ولو حسب‬ ‫دعوى الناهي ‪.‬‬ ‫يعن وإن ل يكن عاليا على النهي ‪.‬‬ ‫ومعلومٌ أن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم أعلى منا حقيقةً ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ما نيتكم عنه فاجتنبوه ) ‪ :‬هذه الملة شرطية ‪.‬‬ ‫فـ ( ما ) ‪ :‬اسم شرط ‪.‬‬ ‫و ( نيتكم ) ‪ :‬فعل الشرط ‪.‬‬ ‫( فاجتنبوه ) ‪ :‬جواب الشرط ‪.‬‬ ‫‪122‬‬

‫ت أنشدتكموه من قبل ‪:‬‬ ‫وقرنت بالفاء لنا إحدى المل النظومة ف بي ٍ‬ ‫اسي ٌة طلبي ٌة وبامدٍ وبـ ( ما ) و ( قد ) وبـ ( لن ) وبالتنفيس‬ ‫الملة الت معنا من أي القسام السبعة ؟‬ ‫طلبية ‪ ،‬يعن فعل أمر ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬اجتنبوه ) ‪ :‬يعن ابتعدوا عنه ‪.‬‬ ‫فكونوا ف جانب وهو ف جانب ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ) ‪ :‬الملة هذه أيضا شرطية ‪.‬‬ ‫فعل الشرط فيها ‪ ( :‬أمرتكم ) ‪.‬‬ ‫وجوابه ‪ ( :‬فأتوا منه ما استطعتم ) ‪.‬‬ ‫يعن ‪ :‬افعلوا منه ما استطعتم ‪ ،‬أي ما قدرت عليه ‪.‬‬ ‫وهنا تدون الفرق بي النهيات والأمورات ‪.‬‬ ‫النهيات ‪ :‬قال ‪ ( :‬اجتنبوه ) ‪ ،‬ول يقل ‪ ( :‬ما استطعتم ) ‪.‬‬ ‫ف ‪ ،‬وكل إنسان يستطيعه ‪.‬‬ ‫ووجهه ‪ :‬أن النهي ك ٌ‬ ‫والمر ‪ :‬إياد قد يستطاع وقد ل يستطاع ‪.‬‬ ‫ولذا قال ف المر ‪ ( :‬ائتوا منه ما استطعتم ) ‪.‬‬ ‫ويترتب على هذا فوائد سنذكرها إن شاء ال تعال ف الفوائد ‪.‬‬ ‫ي دقيق ‪.‬‬ ‫لكن التعبي النبوي تعب ٌ‬ ‫والفرق بي المر والنهي كما سعتم ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فإنا أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلكم ) ‪ ( :‬إنا ) ‪ :‬أداة حصر ‪ ،‬أو ( إن ) للتوكيد‬ ‫‪ ،‬و ( ما ) اسم موصول ؟‬ ‫الثان ‪.‬‬ ‫بدليل قوله ‪ ( :‬كثرة ) ‪ :‬على أنا خب ‪ ( :‬إن ) ‪.‬‬ ‫أي ‪ :‬فإن الذي أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم ‪.‬‬ ‫ويوز أيضا أن تعل ( إنا ) أداة حصر ‪.‬‬ ‫ويكون العن ‪ :‬ما أهلك الذين من قبلكم إل كثرة مسائلهم ‪.‬‬ ‫وقوله ‪ ( :‬الذين من قبلكم ) ‪ :‬يشمل اليهود والنصارى وغيهم ‪.‬‬ ‫والتبادر ‪ :‬أنم اليهود والنصارى ‪.‬‬ ‫كما قال عز وجل ‪ { :‬والحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم } ‪.‬‬ ‫‪123‬‬

‫وذلك لن المم السابقة قبل اليهود والنصارى ل تكاد َت ِر ُد على قلوب الصحابة ‪.‬‬ ‫فإن نظرنا إل العموم ‪ ،‬قلنا ‪ :‬الراد بقوله ‪ ( :‬من قبلكم ) ‪ :‬جيع المم ‪.‬‬ ‫وإن نظرنا إل القرينة قرينة الال ‪ ،‬قلنا ‪ :‬الراد ‪ :‬اليهود والنصارى ‪.‬‬ ‫واليهود أشد ف كثرة الساءلة الت يهرفون با ‪.‬‬ ‫ولذلك لا قال لم نبيهم صلى ال عليه وسلم وهو موسى ‪ { :‬إن ال يأمركم أن تذبوا بقرة }‬ ‫ماذا صار ؟‬ ‫جعلوا يسألون ‪ { :‬ما هي } ‪ { ،‬ما لونا } ‪ ،‬ما عملها ؟!!!‬ ‫وقوله ‪ ( :‬وكثرة مسائلهم ) ‪ :‬جع مسألة ‪ ،‬وهي ‪ :‬ما يُسأل عنه ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬واختلفهم على أنبيائهم ) ‪ :‬يعن ‪ :‬وأهلكهم اختلفهم ‪.‬‬ ‫ويوز فيها أن تكون مرورة ‪.‬‬ ‫أي ‪ ( :‬وكثرة اختلفِهم على أنبيائهم ) ‪.‬‬ ‫وكل المرين صحيح ‪.‬‬ ‫ولكن العراب الول يقتضي أن يكون مرد الختلف ‪ :‬سببٌ للهلك ‪.‬‬ ‫وأما على الحتمال الثان فإنه أن سبب اللك هو ‪ :‬كثرة الختلف ‪.‬‬ ‫وقوله ‪ ( :‬على أنبيائهم ) ‪ :‬يعن العارضة والخالفة ‪.‬‬ ‫وهذا قوله صلى ال عليه وسلم ف المام ‪ ( :‬إنا جعل المام ليؤت به فل تتلفوا عليه ) ‪.‬‬ ‫ول يقل ‪ ( :‬فل تتلفوا عنه ) ‪.‬‬ ‫وهكذا هذا الديث ‪ ( :‬اختلفهم على أنبيائهم ) ‪.‬‬ ‫ول يقل ‪ ( :‬عن أنبيائهم ) ‪.‬‬ ‫لن كلمة ‪ ( :‬على ) ‪ :‬تفيد أن هناك معارضة للنبياء ‪.‬‬

‫‪124‬‬

‫فوائد الديث‬ ‫ف هذا الديث فوائد ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬أولً ‪ :‬وجوب الكف عما نى عنه النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪.‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬ما نيتكم عنه فاجتنبوه ) ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ومنها ‪ :‬أن النهي عنه يشمل القليل والكثي ‪.‬‬ ‫لنه ل يتأتى اجتنابه إل باجتناب قليله وكثيه ‪.‬‬ ‫فمثلً ‪ :‬نانا عن الربا ‪.‬‬ ‫يشمل قليله وكثيه ‪.‬‬ ‫ولو قلتُ لك ‪ :‬ل تأكل هذه البزة ‪.‬‬ ‫شـمل قليلها وكثيها ‪.‬‬ ‫يعن ل تأكلوا منها شيئا ‪.‬‬ ‫إل إذا كان معك قرينة تدل على أن الراد ‪ :‬ل تأكلها جيعها ‪.‬‬ ‫فيُعمل با ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ومنها ‪ :‬أن الكف أهون من الفعل ‪.‬‬ ‫لن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم أمر ف النهيات أن تُجتنب كلها ‪.‬‬ ‫لن الكف سهل ‪.‬‬ ‫فإن قال قائل ‪َ :‬ي ِردُ على هذا إباحة اليتة للمضطر ‪ ،‬وإباحة النير للمضطر ‪ ،‬وإذا كان مضطرا‬ ‫ل يب الجتناب ؟‬ ‫فالواب عن هذا ‪ :‬أن نقول ‪ :‬إذا وُجدت الضرورة ارتفع التحري ‪.‬‬ ‫ل‪.‬‬ ‫فل تري أص ً‬ ‫ولذا كان من قواعد أصول الفقه ‪ :‬ل مرم مع الضرورة ‪ ،‬ول واجب مع العجز ‪.‬‬ ‫إذن اليراد هذا غي وارد ‪.‬‬ ‫لو قال لنا قائل ‪ ( :‬فاجتنبوه ) ‪ :‬هذا عام ‪ ،‬فيشمل اجتناب أكل اليتة عند الضرورة ؟‬ ‫فنقول ‪ :‬ل يشمل ‪.‬‬ ‫لنه إذا وُجدت الضرورة ارتفع التحري ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أنه ل يب من فعل الأمور إل ما كان مستطاعا ‪.‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ) ‪.‬‬

‫‪125‬‬

‫فإن قال قائل ‪ :‬هل هذه الملة تفيد التسهيل أو التشديد ‪ ،‬ونظيها ‪ :‬قوله تعال ‪ { :‬فاتقوا ال ما‬ ‫استطعتم } ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬لا وجهان ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬قد يكون العن ‪ :‬ل بد أن تقوموا بالواجب بقدر الستطاعة ‪ ،‬وأل تتهاونوا ما دمتم‬ ‫مستطيعي ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ويتمل العن ‪ :‬ل وجوب إل مع الستطاعة ‪.‬‬ ‫العن الثان يؤيده قوله تعال ‪ { :‬ل يكلف ال نفسا إل وسعها } ‪.‬‬ ‫ولذا لو أمرت إنسانا ‪ ،‬وقال ‪ :‬ما أستطيع ‪ ،‬وهو يستطيع ل يسقط عنه المر ‪.‬‬

‫‪126‬‬

‫الديث العاشر‬ ‫عن أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى عليه وسلم ‪ ( :‬إن ال تعال طيبٌ ل يقبل‬ ‫إل طيبّا ‪ ،‬وإن ال أمر الؤمني با أمر به الرسلي ‪ ،‬فقال تعال ‪ { :‬يا ايها الرسل كلوا من‬ ‫الطيبات واعملوا صالا } ‪ ،‬وقال تعال ‪ { :‬كلوا من طيبات ما رزقناكم } ‪ ،‬ث ذكر الرجل‬ ‫يطيل السفر أشعث أغب يد يديه إل السماء ‪ :‬يا رب يا رب ‪ ،‬ومطعمه حرام ‪ ،‬ومشربه حرام ‪،‬‬ ‫وملبسه حرام ‪ ،‬و ُغذّيَ بالرام ‪ ،‬فأنّى يُستجاب له ) رواه مسلم ‪.‬‬

‫‪127‬‬

‫الديث الادي عشر‬ ‫عن أب ممد السن بن علي بن أب طالب – سبط رسول ال صلى ال عليه وسلم وريانته –‬ ‫رضي ال عنهما قال ‪ :‬حفظت من رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬دعك ما يريبك إل ما‬ ‫يريبك ) رواه الترمذي والنسائي ‪ ،‬وقال الترمذي ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪.‬‬

‫‪128‬‬

‫الديث الثان عشر‬ ‫عن أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من حُسْنِ إسلم الرء‬ ‫تركه ما ل يعنيه ) حديثٌ حسن رواه الترمذي وغيه هكذا ‪.‬‬

‫‪129‬‬

‫الديث الثالث عشر‬ ‫عن أب حزة أنس بن مالك رضي ال عنه – خادم رسول ال صلى ال عليه وسلم – عن النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬ل يؤمن أحدكم حت يب لخيه ما يب لنفسه ) رواه البخاري‬ ‫ومسلم ‪.‬‬

‫‪130‬‬

‫الديث الرابع عشر‬ ‫ئ مسلمٍ إل‬ ‫عن ابن مسعود رضي ال عنه قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل يل دم امر ٍ‬ ‫بإحدى ثلث ‪ :‬الثيب الزان ‪ ،‬والنفس بالنفس ‪ ،‬والتارك لدينه الفارق للجماعة ) رواه البخاري‬ ‫ومسلم ‪.‬‬

‫‪131‬‬

‫الديث الامس عشر‬ ‫عن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من كان يؤمن بال‬ ‫واليوم الخر فليقل خيا أو ليصمت ‪ ،‬من كان يؤمن بال واليوم الخر فليكرم جاره ‪ ،‬من كان‬ ‫يؤمن بال واليوم الخر فليكرم ضيفه ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬

‫‪132‬‬

‫الشريط التاسع‬ ‫ الرديئة تكتب والطيبة تكتب ‪،‬‬‫واللغو فيه خلف ‪:‬‬ ‫بعضهم يقول ‪ :‬تكتب ‪،‬‬ ‫وبعضهم يقول ‪ :‬ل تكتب ‪،‬‬ ‫وظاهر اليات الكرية أن لديه رقيب عتيد ‪،‬‬ ‫ول يلزم من ذلك أن تكتب ‪،‬‬ ‫السئلة‬ ‫السؤال ‪ :‬من سب النبياء غي الرسول عليه الصلة والسلم ؟‬ ‫الواب ‪ :‬أكمل الشيخ وقال ‪ :‬نعم فإنه كافر ‪،‬‬ ‫لن من سب رسو ًل فقد سب جيع الرسل ‪،‬‬ ‫ومن كذب رسولً فقد كذب جيع الرسل ‪،‬‬ ‫اسع إل قول ال عز وجل ‪ { :‬كذبت قوم نوح الرسلي } ‪،‬‬ ‫مع أنه ليس هناك رسول قبله كل الرسل بعده ‪،‬‬ ‫فجعل تكذيبهم لنوح تكذيبا لميع الرسل ‪،‬‬ ‫لن التكذيب لواحد تكذيب للجنس كله ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬لاذا ل يقتل الذين رموا عائشة رضي ال عنه بالزنا ؟‬ ‫الواب ‪ :‬الق لعائشة وللنب صلى ال عليه وعلى وآله وسلم ‪،‬‬ ‫والذين رموها منهم منافقون ل يصرحون بالزنا ‪،‬‬ ‫ولكن مثلً يقولون ‪ :‬قال الناس كذا وكذا ‪،‬‬ ‫أو ييء ويقول ‪ :‬ما ظنكم بامرأة خل با رجل ‪ ،‬أو ما أشبه ذلك ‪،‬‬ ‫ُي َعرّضون ‪،‬‬ ‫وهذه قضية عي ‪ ،‬ال أعلم ‪،‬‬ ‫ولكن َحدّ ُه النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ،‬حد القذف ‪،‬‬ ‫وبعضهم تركه ‪،‬‬ ‫ولبن القيم ف زاد العاد كلم طيب حول هذا الوضوع لو ترجعون إليه ‪،‬‬

‫‪133‬‬

‫الديث السادس عشر‬ ‫وعن أب هريرة رضي ال عنه أن رجلً قال ‪ ( :‬يا رسول ال أوصن ‪ ،‬قال ‪ ( :‬ل تغضب ) ‪،‬‬ ‫فردد مرارا ‪ ( :‬ل تغضب ) رواه البخاري ‪.‬‬ ‫الشرح‬ ‫ل يبي هذا الرجل ‪،‬‬ ‫وهذا يأت كثيا ف الحاديث ل يبي فيها البهم ‪،‬‬ ‫وذلك لن معرفة اسم الرجل أو وصفه ل يُحتاج إليه ‪،‬‬ ‫ل قال ‪ :‬كذا ) ‪،‬‬ ‫فلذلك تد ف الحاديث أن ( رج ً‬ ‫وتد بعض العلماء يتعب تعبا عظيما ف تعيي هذا الرجل ‪،‬‬ ‫والذي أرى أنه ل حاجة للتعب ‪،‬‬ ‫ما دام الكم ل يتغي بفلن وفلن ‪،‬‬ ‫فل حاجة إل التعب ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬أوصن ) ‪ :‬الوصية هي العهد إل الشخص بأمر هام ‪،‬‬ ‫أن يعهد إليه بأمر هام ‪،‬‬ ‫كما يوصي الرجل على ثلثه أو على ولده الصغي أو ما أشبه ذلك ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ل تغضب ) ‪ :‬الغضب هو الغضب حقيقة ‪،‬‬ ‫لكن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم بيّن أنا جرة يلقها الشيطان ف قلب ابن آدم فيغلي‬ ‫القلب ولذلك يمر وجهه وتنتفخ أوداجه ‪،‬‬ ‫وربا يقف شعره ‪،‬‬ ‫فهل مراد النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬ل تغضب ) يعن ل يقع منك الغضب أو العن‬ ‫ل تنفذ الغضب ؟‬ ‫لننظر ‪،‬‬ ‫أما الول فإن ضبطه صعب ‪،‬‬ ‫لن الناس يتلفون ف هذا اختلفا كبيا ‪،‬‬ ‫لكن ل مانع أن نقول ‪ :‬أراد أن ( ل تغضب ) يعن الغضب الطبيعي ‪،‬‬ ‫بعن أن توطن نفسك وتبد على نفسك ‪،‬‬ ‫أما الثان وهو أل تنفذ مقتضى الغضب فهذا ح ٌق ينهى عنه ‪،‬‬

‫‪134‬‬

‫إذن كلمة ‪ ( :‬ل تغضب ) هل ني عن الغضب الذي هو طبيعي أو ل ؟ أو ني عما يقتضيه‬ ‫الغضب ؟ أيهما ؟‬ ‫الواب ‪ :‬إن نظرنا إل ظاهر اللفظ قلنا ‪ ( :‬ل تغضب ) الغضب الطبيعي ‪،‬‬ ‫لكن هذا فيه صعوبة ‪،‬‬ ‫وله وجه يكن أن يمل عليه ‪،‬‬ ‫بأن يقال ‪ :‬اضبط نفسك عند وجود السبب حت ل تغضب ‪،‬‬ ‫والعن الثان ‪ ( :‬ل تغضب ) أي ل تنفذ مقتضى الغضب ‪،‬‬ ‫فلو غضب إنسان وأراد أن يطلق امرأته نقول ‪ :‬ل ‪ ،‬اصب ‪َ ،‬تأَنّ ‪،‬‬

‫‪135‬‬

‫فوائد الديث‬ ‫ف هذا الديث فوائد كثية منها ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬حرص الصحابة رضي ال عنهم على ما ينفع ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬أوصن ) ‪،‬‬ ‫والصحابة رضي ال عنهم إذا علموا الق ل يقتصرون على مرد العلم بل يعملون ‪،‬‬ ‫كثي من الناس اليوم يسألون عن الكم فيعلمونه ولكن ل يعملون با ‪،‬‬ ‫أما الصحابة رضي ال عنهم فإنم إذا سألوا عن الدواء استعملوا الدواء فعملوا ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬أن الخاطب يُخاطب با تقتضيه حاله ‪،‬‬ ‫انتبه لذه القاعدة الهمة ‪:‬‬ ‫إذا قررنا هذا ل َي ِردُ عليه الشكال الت ‪:‬‬ ‫وهو أن يقال ‪ :‬لاذا ل يوصه بتقوى ال عز وجل كما قال ال تعال ‪ { :‬ولقد وصينا الذين أوتوا‬ ‫الكتاب وإياكم أن اتقوا ال ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬أن كل إنسان ياطب با تقتضيه حاله ‪،‬‬ ‫فكان النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم عرف أن هذا الرجل غضوب فأوصاه بذلك ‪،‬‬ ‫هذا مثال ‪،‬‬ ‫ومثال آخر ‪ :‬رجل أتى إليك وقال ‪ :‬أوصن ‪ ،‬وأنت تعرف أن هذا الرجل يصاحب الشرار ‪،‬‬ ‫يصلح أن تقول ‪ :‬أوصيك أل تصاحب الشرار ‪،‬‬ ‫لن القام يقتضيه ‪،‬‬ ‫مثال آخر ‪ :‬جاءك رجل وقال ‪ :‬أوصن ‪ ،‬وأنت تعرف أنه يسيء العشرة مع أهله ‪ ،‬ماذا تقول ؟‬ ‫أل تسيء العشرة مع أهلك ‪،‬‬ ‫فهذه القاعدة الت ذكرناها يل عليها جواب النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم أن يوصي‬ ‫النسان با يقتضيه حاله ل بأعلى ما يوصى به أنه أعلى ما يوصى به غي هذا ‪،‬‬ ‫‪ – 3‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬النهي عن الغضب ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬ل تغضب ) ‪،‬‬ ‫لن الغضب يصل منه مفاسد عظيمة إذا نفذ النسان مقتضاه ‪،‬‬ ‫كم من إنسان غضب ‪ ،‬فَ َطلّق ‪ ،‬فجاء يسأل ‪،‬‬ ‫كم من إنسان غضب فقال ‪ :‬وال ل أكلم فلن ‪ ،‬فندم ‪ ،‬وجاء يسأل ‪،‬‬ ‫فإن قال قائل ‪ :‬إذا وُجد سبب الغضب وغضب النسان ‪ ،‬فماذا يصنع ؟‬ ‫‪136‬‬

‫نقول ‪ :‬هناك دواء والمد ل ‪،‬‬ ‫دواء لفظي ‪،‬‬ ‫ودواء فعلي ‪،‬‬ ‫اللفظي ‪ :‬إذا أحس بالغضب فليقل ‪ ( :‬أعوذ بال من الشيطان الرجيم ) ‪،‬‬ ‫ل قد غضب غضبا شديدا فقال ‪ ( :‬إن أعلم‬ ‫لن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ،‬رأى رج ً‬ ‫كلمةً لو قالا – يعن ل يغضب – لو قال ‪ :‬أعوذ بال من الشيطان الرجيم – هذا قول ‪،‬‬ ‫الفعل – إذا كان قائما فليجلس وإذا كان جالسا فليضطجع ) ‪،‬‬ ‫لن تغي حاله الظاهر يوجب تغي حاله الباطن ‪،‬‬ ‫فإن ل ُي ِفدْ فليتوضأ ‪ ،‬يتوضأ بدون استنجاء ‪،‬‬ ‫وضوء عادي ‪،‬‬ ‫لن اشتغاله بالوضوء ينسيه الغضب ‪،‬‬ ‫ولن الوضوء يطفئ حرارة الغضب ‪،‬‬ ‫سؤال ‪ :‬وهل يُقتصر على هذا ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل يلزم القتصار على هذا ‪،‬‬ ‫قد نقول ‪ :‬إذا غضبت فغادر الكان ‪،‬‬ ‫وكثي من الناس يفعل هذا ‪،‬‬ ‫فإذا غضب غادر البيت حت ل يدث ما يكره بعد ‪،‬‬ ‫‪ – 4‬من فوائد الديث ‪ :‬أن الدين السلمي ينهى عن مساوئ الخلق ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬ل تغضب ) ‪،‬‬ ‫والنهي عن مساوئ الخلق يستلزم المر بحاسن الخلق ‪،‬‬ ‫َعوّد نفسك التحمل وعدم الغضب ‪،‬‬ ‫لكن الشكل أن بعض الناس يملك على أن تغضب كرها عليك وذلك بإساءة الدب معك ‪،‬‬ ‫فل تلك نفسك ‪،‬‬ ‫إل أنه ينبغي على النسان أن يُ َمرّ َن على عدم الغضب ‪،‬‬ ‫كان النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم يذب العرابّ رداءه حت يؤثر ف رقبته ث يلتفت إليه‬ ‫ويضحك ‪،‬‬ ‫مع أن هذا لو فعله بنا أقل شيء نغضب عليه ‪،‬‬ ‫ولكن الضرب وارد ربا تضربه ‪،‬‬ ‫‪137‬‬

‫فعليك باللم ما أمكن ذلك ‪،‬‬ ‫يستريح قلبك وتبتعد عن المراض الطارئة من الغضب كالسكري والضغط وما أشبهه ‪.‬‬

‫‪138‬‬

‫الديث السابع عشر‬ ‫عن أب يعلى شداد بن أوس رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم قال ‪:‬‬ ‫( إن ال كتب الحسان على كل شيء ‪ ،‬فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ‪ ،‬وإذا ذبتم فأحسنوا‬ ‫حدّ أحدكم شفرته َولْـيُـرِحْ ذبيحته ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫الذبة ‪َ ،‬ولْيُ ِ‬ ‫الشرح‬ ‫قوله ‪ ( :‬كتب ) ‪ :‬بعن شرع ل بعن أوجب ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬الحسان على كل شيء ) ‪ :‬أي ف كل شيء ‪،‬‬ ‫ول يقل ‪ :‬إل كل شيء ‪،‬‬ ‫بل قال ‪ ( :‬ف كل شيء ) يعن أن الحسان ليس خاصا بشيء معي من الياة بل هو ف جيع‬ ‫الياة ‪،‬‬ ‫ث ضرب أمثلة فقال ‪ ( :‬فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ‪ ،‬وإذا ذبتم فأحسنوا الذبة ) ‪،‬‬ ‫الفرق بينهما ‪ :‬أن القتول ل يل بالقتل كما لو أراد أن يقتل إنسانا مؤذيا نقول ‪ :‬أحسن القتلة ‪،‬‬ ‫أراد أن يقتل ثعبانا نقول ‪ :‬أحسن القتلة ‪،‬‬ ‫إذا ذبت أحسن الذبة وهذا فيما يؤكل أحسن الذبة لكل ما يكون فيه الحسان ‪،‬‬ ‫ح ّد أحدكم شفرته ) ‪ :‬السكي ‪،‬‬ ‫ولذا قال ‪ ( :‬وَلْيُ ِ‬ ‫وَ َحدّها بعن حَكّها حت تكون قوية القطع يكها بالبد بالجر وغيه حت تكون حادة يصل به‬ ‫الذبح بسرعة ‪،‬‬ ‫قوله ‪( :‬وَلْـيُـرِحْ ذبيحته ) ‪ :‬اللم للمر ف ( وليح ) ‪،‬‬ ‫قوله ‪( :‬وَلْـيُـرِحْ ذبيحته ) ‪ :‬عند الذبح بيث ير السكي بقوة وبسرعة ‪،‬‬ ‫ل يبقى يرحر هكذا ‪،‬‬ ‫لن هذا يؤذي البهيمة ‪،‬‬ ‫بل بقوة وسرعة ‪،‬‬

‫‪139‬‬

‫فوائد الديث‬ ‫ففي هذا الديث فوائد منها ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬رأفة ال سبحانه وتعال بالعباد وأنه كتب الحسان على كل شيء ‪،‬‬ ‫سؤال ‪ :‬هل يدخل ف ذلك الحسان إل تدله الطريق ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬إطعام الطعام يدخل ‪ ،‬المر بالعروف والنهي عن النكر يدخل ‪ ،‬كل شيء وما‬ ‫ذكره النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم من القتل والذبح مرد أمثلة ‪،‬‬ ‫‪ – 2‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬بالث على الحسان ف كل شيء ‪،‬‬ ‫لن ال كتب ذلك ‪،‬‬ ‫أي شرعه شرعا ً مؤكدا ‪،‬‬ ‫‪ – 3‬أنك إذا قتلت شيئا يباح قتله فأحسن القتلة ‪،‬‬ ‫ولنضرب لذا مثلًَ ‪ :‬إنسان آذاه كلب وأراد أن يقتله ‪،‬‬ ‫له طرق قتله ‪،‬‬ ‫أليس كذلك ؟‬ ‫مرة يقتل بالرصاص ‪،‬‬ ‫يقتل ِب َرضّ الرأس ‪،‬‬ ‫يقتل بإسقائه السم ‪،‬‬ ‫يقتل بالصعق بالكهرباء ‪،‬‬ ‫أنواع كثية من القتل ‪،‬‬ ‫فبأيها نقتله ؟‬ ‫بالسر ‪،‬‬ ‫أسهلها كما قيل ‪ :‬بالصعق بالكهرباء ‪،‬‬ ‫لن الصعق بالكهرباء ل يس القتول بأي أل ‪،‬‬ ‫على طول ترج روحه من غي أن يشعر ‪،‬‬ ‫فيكون هذا أسهل شيء ‪،‬‬ ‫يستثن من ذلك القصاص ‪،‬‬ ‫القصاص يفعل بالان كما فعل بالقتول ‪،‬‬ ‫ض فأمر النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم أن ُي َرضّ رأسه‬ ‫ومر علينا آنفا قصة اليهودي الذي َر ّ‬ ‫بي حجرين ‪.‬‬ ‫‪140‬‬

‫السئلة‬ ‫السؤال ‪ :‬يقول الصنف ‪ ( :‬شرعه ) أي أوجبه مع أن ال أمر بالحسان ؟‬ ‫الواب ‪ :‬الحسان على سبيل الفضل { إن ال يأمر بالعدل والحسان } ‪،‬‬ ‫العدل واجب والحسان فضل ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬إذا قلنا بأن ال تعال أخب بعفوه عن ‪، ...........‬‬ ‫فإذا قائل بأن رسول ال صلى ال عليه وسلم لسان حاله يب بأنه عفا عن ذلك‬ ‫{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم } ‪،‬‬ ‫أيضا عفوه صلى ال عليه وسلم عن بعض الصحابة – الذين سبوه ( هذا كلم الشيخ ) – ما‬ ‫يكون شريعة يكون عاما ‪،‬‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪ ،‬هذه قضايا أعيان ‪،‬‬ ‫ولذا ل يعفُ عن عبد ال بن خطل ‪ ،‬كان أسلم ث ارتد وجعل جاريتي تغنيان بجاء النب صلى‬ ‫ال عليه وسلم وف فتح مكة تعلق بأستار الكعبة فقال ‪ ( :‬اقتلوه ) ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬إقامة الد يكون لول المر حديث سعد بن أب وقاص ‪ ...........‬؟‬ ‫الواب ‪ :‬يقول ‪ :‬هذا ليس بد ‪،‬‬ ‫هذا حد خاص ف قضية خاصة ‪،‬‬ ‫كل إنسان يد والعياذ بال رجل على امرأته فله أن يقتله ‪،‬‬ ‫لكن لحظ أن وراءك قضا ًء وهو أن تطالب بإثبات هذا ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬بالنسبة ليذاء اليوان مت النسان يقتل هذا اليوان هل ما ُع ّد عرفا أنه إيذاء ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم ‪،‬‬ ‫مثل اليذاء أنه مثلً يأكل اللحم أو يشرب اللب أو ينجس الكان أو يكون له أصوات مزعجة ‪،‬‬ ‫أنواعٌ كثيةٌ من الذى ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬بالنسبة للذي سب الرسول صلى عليه وعلى آله وسلم إذا كان معه إنسان فقتله ف‬ ‫نفس الوقت فماذا على الذي قتله ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ليس عليه شيء ‪،‬‬ ‫إل أنه اعتدى من جهة حق ول المر ‪،‬‬ ‫لكن هذه النفس غي معصومة ‪،‬‬ ‫لنه سب الرسول صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫ولكن كما قلنا للخ ‪ :‬يبقى إثبات هذا ‪،‬‬ ‫‪141‬‬

‫فإذا ل يثبت قُتِل القاتل ‪،‬‬ ‫وإل لكان كل واحد يقتل شخصا ‪،‬‬ ‫ويقول ‪ :‬سب الرسول صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬من هو الضيف ؟ القادم من السفر أم القيم ف البلد ؟ ويبقى كم يوم ؟ وإذا ل يكرم‬ ‫فهل يوز أن يأخذ من الال سرقة ؟ يعن يأخذ الال بدون إذن ؟‬ ‫الواب ‪ :‬الضيف إذا نزل ضيفا على إنسان ول يكرمه يعن ل يعطه حق الضيافة فله أن يأخذ من‬ ‫ماله بقدر الضيافة فقط ‪ ،‬ما ل يكن فتنة ‪،‬‬ ‫فإن كان فتنة فل ‪،‬‬ ‫وهل هو القيم أو القادم ؟‬ ‫فرد الشيخ ‪ :‬ل ‪ ،‬القادم من السفر ‪،‬‬ ‫وكم يوم يبقى ؟‬ ‫الضيافة يوم وليلة هذا الواجب ‪،‬‬ ‫والكمل ثلثة أيام ‪،‬‬ ‫تكملة الشرح‬ ‫أسئلة حول الديث‬ ‫السؤال ‪ :‬لاذا أوصى الرسول صلى ال عليه وعلى آله وسلم هذا الرجل لا قال ‪ :‬أوصن ‪ ،‬قال‬ ‫‪ ( :‬ل تغضب ) ‪ ،‬مع أن هناك شيئا أهم ؟‬ ‫الواب ‪ :‬كأن النب صلى ال عليه وآله وسلم شعر أنه غضوب فأوصاه أل يغضب ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬وهل ف الديث ما يدل على تكرار السؤال ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم ‪،‬‬ ‫كيف ؟‬ ‫قوله ‪ ( :‬فردد مرارا ) ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬لاذا قال ‪ ( :‬من كان يؤمن بال واليوم الخر فليقل خيا أ‪ ,‬ليصمت ) ؟‬ ‫الواب ‪ :‬من باب الث والزجر ‪،‬‬ ‫يعن الذي إيانه صادق فسوف يفعل هذا فيقول خيا أو ليصمت ‪،‬‬ ‫القول الي قسمان ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬خي ف ذاته ‪،‬‬ ‫‪ – 2‬خي بغيه ‪،‬‬ ‫‪142‬‬

‫مثال الول ‪ :‬التسبيح والتحميد والمر بالعروف والنهي عن النكر ‪،‬‬ ‫ومثال الثان ‪ :‬الكلم ليس خيا ف ذاته ‪،‬‬ ‫لكنه ساقه من أجل السرور والنس على إخوانه ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬إكرام الار كيف يكون ؟ وهل له حد شرعي أو راجع على العرف ؟‬ ‫الواب ‪ :‬يرجع إل العرف ‪،‬‬ ‫ما ُعدّ إكراما فهو إكرام ‪،‬‬ ‫وما ل فليس بإكرام ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬هل هذا الديث يدل على أن السلم يريد من المة أن تتكاتف وتتعارف وتتآلف ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل شك أنه يدل على ذلك ‪،‬‬ ‫حت ل تتفرق المة ‪،‬‬ ‫ويكون كل جار ل يعرف جاره ‪،‬‬ ‫بلف المم الخرى ‪،‬‬ ‫فإن الرجل ل يعرف بل ربا ل يعرف أولده إذا كبوا ‪،‬‬ ‫أظنهم إذا بلغوا ثانية عشر سنة انفصل بعضهم عن بعض ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن ال كتب الحسان على كل شيء ) ما معن ‪:‬‬ ‫( كتب الحسان على كل شيء ) ؟‬ ‫الواب ‪ :‬أي جعله ف كل شيء حت ف الذبيحة والقتلة ‪،‬‬ ‫السؤال ‪ :‬إذا قال قائل ‪ :‬سكت عن النحر ؟‬ ‫الواب ‪ :‬لن هذا هو الغالب ‪،‬‬ ‫فالغالب هو الذبح ‪،‬‬ ‫إذ أن النحر ل يكون إل ف البل ‪،‬‬ ‫وكم من يذبح من البهائم ؟‬ ‫ما ل يصيه إل ال عز وجل أجناسا وأنواعا وأفرادا ‪،‬‬ ‫من فوائد هذا الديث ‪:‬‬ ‫‪ – 4‬أن ال عز وجل له المر وإليه الكم ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬إن ال كتب الحسان ) ‪،‬‬ ‫وكتابة ال نوعان ‪:‬‬ ‫أ – كتابة كونية ‪.‬‬ ‫‪143‬‬

‫ب – كتابة قدرية ‪.‬‬ ‫الكتابة الكونية ل بد أن تقع ‪،‬‬ ‫والكتابة الشرعية قد تقع من بن آدم وقد ل تقع ‪،‬‬ ‫مثال الول ‪:‬‬ ‫قوله ال تعال ‪ { :‬ولقد كتبنا ف الزبور من بعد الذكر أن الرض يرثها عبادي الصالون } وهذه‬ ‫كتابة قدرية ‪،‬‬ ‫مثال الثان ‪:‬‬ ‫قوله تعال ‪ { :‬كتب عليكم القتال وهو كر ٌه لكم } ‪،‬‬ ‫{ كتب } كتابة شرعية ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ { :‬وهو كرهٌ لكم } ‪،‬‬ ‫والضمي ‪ { :‬هو } ‪ ،‬يعود على ‪ { :‬القتال } ‪،‬‬ ‫وليس يعود على الكتاب ‪،‬‬ ‫لن الصحابة ل يكن أن يكرهوا فريضة ال ‪،‬‬ ‫لكن يكرهون القتل ويقاتلون فيُقتلون ‪،‬‬ ‫وفرق بي أن يكره النسان حكم ال أو يكره الكم به ‪،‬‬ ‫ومن الكتابة الشرعية ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام } أي كتب شرعا ‪،‬‬ ‫‪ – 5‬أن الحسان شاملٌ ف كل شيء ‪ ،‬كل شيء يكن فيه الحسان ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬إن ال كتب الحسان على كل شيء ) ‪،‬‬ ‫‪ – 6‬حسن تعليم النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم بضرب المثال ‪،‬‬ ‫لن المثلة تقرب العان ‪،‬‬ ‫ف قوله ‪ ( :‬إذا قتلت ) ‪ ( ،‬وإذا ذبت ) ‪،‬‬ ‫‪ – 7‬وجوب إحسان ( القِ ْتلَة ) ( القَ ْتلَة ) ‪ ،‬القِ ْتلَة ‪،‬‬ ‫لن هذا وصف للهيئة ل للفعل ‪،‬‬ ‫سؤال ‪ :‬إحسان القتلة باذا يكون ؟‬ ‫الواب ‪ :‬قلنا ‪ :‬إن إحسان القتلة يكون على القول الراجح هو اتباع الشرع فيها سواءً كانت‬ ‫أصعب أو أسهل ‪،‬‬ ‫على هذا التقدير ل َي ِردُ علينا مسألة الرّجْم ‪،‬‬ ‫‪ – 8‬أن نسن الذبة بأن تذبها على الوجه الشروع ‪،‬‬ ‫‪144‬‬

‫وسبق أن الذبح ل بد فيه من شروط ‪:‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬ف الذابح ‪ :‬بأن يكون مسلما أو يهوديا أو نصرانيا ‪،‬‬ ‫فإن كان وثنيا ل تل ذبيحته ‪،‬‬ ‫وإن كان مرتدا ل تل ذبيحته ‪،‬‬ ‫وعلى هذا فتارك الصلة ل تل ذبيحته ‪،‬‬ ‫لاذا ؟‬ ‫لنه ليس مسلما ول يهوديا ول نصرانيا ‪،‬‬ ‫فإذا قال قائل ‪ :‬ما هو الدليل على أن ذبيحة اليهودي والنصران حلل ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬قول ال عز وجل ‪ { :‬وطعام الذين أوتوا الكتاب حِلّ لكم وطعامكم حِ ّل لم } ‪،‬‬ ‫قال ابن عباس رضي ال عنه ‪ :‬طعامهم ما ذبوه ‪،‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬أن تكون اللة ما يباح الذبح با ‪،‬‬ ‫وهي كل ما أنر الدم من حديد أو فضة أو ذهب أو حصى أو قصب ‪ ،‬أي شيء ‪،‬‬ ‫يقول النب عليه الصلة والسلم ‪ ( :‬ما أنر الدم وذكر اسم ال عليه فكلوه ) ‪،‬‬ ‫ومعن ‪ ( :‬أنر ) أي أساله ‪،‬‬ ‫فلو أن إنسانا ذبح بجر له حدّ وأنر الدم فالذبيحة حلل ‪،‬‬ ‫إل أنه يستثن شيئان ‪ ( :‬السن والظفر ) ‪،‬‬ ‫علل النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم هذا بقوله ‪ ( :‬أما السن فعظم وأم الظفر فمدا البشة )‬ ‫أي سكاكي البشة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬أما السن فعظم ) أخذ من هذا بعض أهل العلم أن جيع العظام ل تل الذكاة به ‪،‬‬ ‫فالعلة أعم ‪،‬‬ ‫وعلى هذا فجميع العظام ل تل التذكية به ‪،‬‬ ‫والكمة واضحة لن العظم إن كان من ميتة فل يصح أن يُذكى به ‪،‬‬ ‫لن التذكية تطهي واليتة نسة ‪،‬‬ ‫وإن كان العظم من طاهرة كعظم شاة مذكاة فل تل التذكية به ‪،‬‬ ‫لن العظم ( عظم الذكاة ) طعام الن والتذكية به يفسده على الن ‪،‬‬ ‫لنه سوف يتلوث بالدم النجس ‪،‬‬ ‫وقد ثبت عن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم أنه قال للجن الذين وفدوا عليه ‪ ( :‬لكم كل‬ ‫عظم ذكر اسم ال عليه تدونه أوفر ما يكون لمة ) ‪،‬‬ ‫‪145‬‬

‫قد يقول قائل ‪ :‬أنا أمر بالعظام تلوح ليس عليها لم ‪ ،‬فما الواب ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نقول ‪ :‬أن أتؤمن بال ورسوله ؟‬ ‫فسيقول ‪ :‬نعم ‪،‬‬ ‫نقول ‪ :‬هكذا قال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫إذن وعليك أن تؤمن بذلك سوا ًء رأيتَ أم ل ترَ ‪،‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬عال الن عال غيب ‪،‬‬ ‫ولذا أخب النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم عن الرجل الذي ل يصلّ الصبح ‪ ،‬قال ‪ ( :‬إنه‬ ‫بال الشيطان ف أذنه ) ‪،‬‬ ‫والعجب أن بعض العلماء قال ‪ :‬هذا يدل على أن بول الشيطان طاهر ‪،‬‬ ‫لن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ل يأمره بغسل الذن ‪،‬‬ ‫يا سبحان ال ‪،‬‬ ‫بول الشيطان طاهر وبول النسان نس ‪،‬‬ ‫والواب عن هذا ‪:‬‬ ‫أن نقول ‪ :‬هذا عال غيب ل يلحق بعال الس ‪،‬‬ ‫إذن نقول ‪ :‬يستثن ما ينهر الدم كل عظم ‪،‬‬ ‫الظفر علل النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ذلك بأنه مد البشة أي سكاكينهم ‪،‬‬ ‫ونن منهيون أن نتشبه بالعاجم وهم أعاجم ‪،‬‬ ‫البشة دخلت عليهم العربية بعد الفتوحات السلمية ‪،‬‬ ‫إذا قائل ‪ :‬لو وجدنا سكاكي ل يستعملها إل البشة فهل تل التذكية با ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم ‪،‬‬ ‫فإذا قال قائل ‪ :‬كيف تقولون العبة بعموم العلة ف الول ( السن فعظم ) ول تكون بعموم العلة‬ ‫هنا ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬أن أظفار البشة متصلة بالبدن ‪،‬‬ ‫وجعلها مُداّ يستلزم أل تُقص ول تقلّم وهذا خلف الفطرة ‪،‬‬ ‫لن النسان إذا عرف أن أظافره ستكون مداّ سيبقيها ‪ ،‬ربا يتاجها فتبي الفرق ‪،‬‬ ‫وهذا تذير من النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم عن مشابة العاجم وعن اتاذ الظافر ‪،‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬من شروط الذكاة ‪ :‬إنار الدم أي إسالته ‪،‬‬ ‫وباذا يكون إنار الدم ؟‬ ‫‪146‬‬

‫يكون إنار الدم بقطع الودجي وها العرقان الغليظان الحيطان باللقوم ‪.‬‬ ‫هذان العرقان متصلن بالقلب ‪،‬‬ ‫إذا قُطع إنار‌َ الدم بكثرة وغزارة وماتت الذبيحة بسرعة ‪،‬‬ ‫الدليل على أنر الدم ‪:‬‬ ‫قول النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬ما أنر الدم وذكر اسم ال عليه فكلوا ) ‪ ،‬فاشترط‬ ‫إنار الدم ‪،‬‬ ‫س ‪ :‬هل يشترط مع قطع الودجي قطع اللقوم والريء ؟ هل يشترط قطع الربعة ؟‬ ‫ج ‪ :‬قطع الربعة ل شك أنه أول وأطهر وأذكى ‪،‬‬ ‫لكن لو اقتصر على قطع الودجي ‪،‬‬ ‫فالصحيح ‪ :‬أن الذبيحة حلل ‪،‬‬ ‫ولو اقتصر على قطع الريء واللقوم ‪،‬‬ ‫فالصحيح ‪ :‬أنا حرام ‪،‬‬ ‫لن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم نى عن شريطة الشيطان ‪،‬‬ ‫وهي أن تذبح ول تفرى أوداجها ‪،‬‬ ‫إذن ل بد من قطع اللقوم والريء ‪.‬‬ ‫س ‪ :‬هل يشترط أن يكون قطع اللقوم من نصف الرقبة أو من أسفلها أو من أعلها ؟‬ ‫ج ‪ :‬ل يشترط ‪،‬‬ ‫الهم من أن يكون ذلك ف الرقبة ‪،‬‬ ‫سوا ًء من أعلها ما يلي الرأس ‪،‬‬ ‫أو من أسفلها ما يلي النحر ‪،‬‬ ‫أو من وسطها ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬ذكر اسم ال عليه عند الذبح ‪،‬‬ ‫لقول النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬ما أنر الدم وذكر اسم ال عليه فكلوا ) ‪،‬‬ ‫فإذا كان إنار الدم شرطا فكذلك التسمية شرط ‪،‬‬ ‫بل إن ال قال ‪ { :‬ول تأكلوا ما ل يذكر اسم ال عليه } ‪،‬‬ ‫فإذا ذبح إنسان ذبيحته ول يسم فالذبيحة حرام وإن كانت بعيا ‪.‬‬ ‫س ‪ :‬إن نسي أن يسمي ‪ ،‬هل هي حرام أم حلل ؟‬ ‫ج ‪ :‬حرام ‪،‬‬ ‫‪147‬‬

‫لن الشرط ل يسقط بالنسيان ‪،‬‬ ‫بدليل ‪ :‬أن الرجل لو صلى مدثا ناسيا فصلته غي صحيحة ‪،‬‬ ‫ولن ال قال ‪ { :‬ول تأكلوا ما ل يذكر اسم ال عليه } ‪ ،‬وأطلق بالنسبة للذابح ‪.‬‬ ‫فإذا قال قائل ‪ :‬فهمنا أن التسمية شرط ‪ ،‬وأنه لو تركها سهواَ أو عمدا فالذبيحة حرام ‪ ،‬لكن‬ ‫ماذا تقولون ف قول ال تبارك وتعال ‪ { :‬ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } فقال ال ‪ :‬قد‬ ‫فعلت ؟‬ ‫فنقول ‪ :‬نن ل نؤاخذ هذا الذي ذبح الذبيحة ول يسم ‪،‬‬ ‫نقول ‪ :‬ليس عليه إث ‪،‬‬ ‫لكن يبقى الكل إذا أراد أن يأكل من هذه ‪،‬‬ ‫وسأل ‪ :‬هل ذكر اسم ال عليه أم ل ؟ ماذا يقال له ؟‬ ‫يقال ‪ :‬ل ‪،‬‬ ‫إذن ل يأكل ‪،‬‬ ‫لكن لو فرض أن هذا أكل من الذبيحة ناسيا أو جاهلً فل شيء عليه ‪،‬‬ ‫فإن قال قائل ‪ :‬يلزم من هذا أن تفسدوا أموال الناس ‪ ،‬إذا قلت ‪ :‬هذا البعي الت تساوي ألف‬ ‫ريال ‪ ،‬قلت ‪ :‬إنا حرام ‪ ،‬لا نسي أن يسمي عليها يعن أنك أضعت ألف ريال ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬نن ما أضعنا الال ‪،‬‬ ‫لن كل شيء متروك بأمر ال ‪ ،‬فتركه ليس إضاعة بل طاعة ل عز وجل ‪،‬‬ ‫ألسنا نطيع ال ونعطي الزكاة وهي ربع عشر أموالنا ؟‬ ‫لو كان إنسان عنده أربعي مليون زكاته مليون ‪،‬‬ ‫فما دمنا تركنا هذه الذبيحة ‪ ،‬الت ل يسم ال تعال عليها فإننا ل نضع الال ف الواقع بل وضعناه‬ ‫ف حله ومله ‪ ،‬هذه واحدة ‪،‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬إذا حرمناه من الذبيحة هذه الرة فهل ينسى بعد ذلك أو ل ينسى ؟‬ ‫ج ‪ :‬ل ينسى ‪،‬‬ ‫يكن يسمي عشر مرات ‪ ،‬ل ينسى أبدا ‪،‬‬ ‫ولذا اعترض بعض الناس على قطع اليد – يد السارق – وقال ‪ :‬لو أننا قطعنا يد السارق لكان‬ ‫شعبنا أشل لكان شعبنا أقطع ‪،‬‬ ‫فنقول له ‪ :‬أنت الن أقررت بأن نصف شعبك ُسرّاق ‪،‬‬ ‫سرّاق ‪،‬‬ ‫ولكننا نقول لك ‪ :‬لو قطعت سارقاَ واحدا لنتهى آلف ال ُ‬ ‫‪148‬‬

‫فهذا الرجل الذي نسي التسمية ‪،‬‬ ‫وقلنا ‪ :‬الذبيحة حرام ‪،‬‬ ‫لن ينسى ف الستقبل ‪،‬‬ ‫ولدينا آية مكمة ‪ { :‬ول تأكلوا ما ل يذكر اسم ال عليه } ‪ ،‬يستثن من قولنا ‪ :‬أن يقطع‬ ‫الوجدين وها ف الرقبة ‪ :‬ما ليس مقدورا عليه ‪ ،‬فالذي ليس مقدورا عليه يَحِ ّل بطعنه ف أي‬ ‫موضع كان ببدنه فلو ند لنا بعي ( أي هرب بعي ) وعجزنا عن إدراكه ورميناه بالرصاص‬ ‫وأصابت الرصاص بطنه وخزقت قلبه ‪ ،‬ومات ‪َ ،‬يحِلّ أو ل َيحِ ّل ؟ الواب ‪َ :‬يحِلّ ‪ ،‬لنه غي‬ ‫مقدور عليه ‪ ،‬وكذلك لو سقط ف بئر ‪ ،‬ول نتمكن من النول إليه لنذبه أو ننحره ورميناه‬ ‫وأصابت الرصاصة أي مكان ف بدنه فمات فهو حلل ‪.‬‬ ‫س ‪ :‬هل يشترط أن يستقبل القبلة بالذبح ؟ بعن أن يوجه الذبيحة على القبلة ؟‬ ‫ج ‪ :‬ل ‪ ،‬ليس بشرط ‪،‬‬ ‫بل لو قائل ‪ :‬ليس بسنة حت يقوم دليل على ذلك لن الظاهر من فعل النب صلى ال عليه وعلى‬ ‫حرَ ف من ف حجة الوداع ثلث وستي بدنة ل يذكر أنه وجّهها‬ ‫آله وسلم أنه ل يفعل هذا ‪ ،‬نَ َ‬ ‫وذبح الضحية ف مصلى العيد – يعن قرب مصلى العيد – ول يذكر أنه وجّهها لكن قد تدخل‬ ‫ف عموم كل عبادة ينبغي أن يُستقبل با القبلة ‪.‬‬ ‫وعلى ك ّل فاستقبال القبلة ليس بشرط ‪.‬‬ ‫‪ – 9‬من فوائد الديث أيضا ‪ :‬استحباب – وإن شئت فقل ‪ – :‬وجوب ح ّد الشفرة ‪.‬‬ ‫أن يدها لن ذلك أسهل للذبيحة ‪.‬‬ ‫ومعن إحدادها أن يسحها بشي ٍء يعلها حادة ‪.‬‬ ‫فإن ذبح بآلةٍ كالّة بشفرةٍ كالّة – يعن ما هي جيدة ولكن قطع ما يب قطعه ‪ ،‬فالذبيحة حلل أو‬ ‫حرام ؟‬ ‫الواب ‪ :‬حلل ‪ ،‬لكنه آث ‪ ،‬حيث ل يَحُد الشفرة ‪.‬‬ ‫ث هنا سؤال ‪ :‬هل يد الشفرة أمام الذبيحة ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪ ،‬ل يد الشفرة أمامها ‪.‬‬ ‫ح ّد الشّفار وأن تُوارى عن البهائم ‪ ،‬تُغطى ‪.‬‬ ‫لن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم أمر أن تُ َ‬ ‫ولنه إذا أَ َحدّها أمامها فهي تعرف ‪.‬‬ ‫ولذا أحيانا إذا حدا أمام الذبيحة هربت وعجزوا عنها ‪.‬‬ ‫حدّ الشفرة لكن مواراتا عن الذبيحة ‪.‬‬ ‫هربت خوفا من الذبح فَ ُ‬ ‫‪149‬‬

‫‪ – 10‬وجوب إراحة الذبيحة وذلك بسرعة الذبح ‪ ،‬ما يبقى هكذا يرخر ‪ ،‬ل ‪ ،‬بسرعة ‪ ،‬يعن‬ ‫هو َأرْيَحْ لا ‪.‬‬ ‫ويبقى النظر ‪ :‬هل نعل قوائمها الربع مطلقة أو نسك با ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬نعلها مطلقة ‪ ،‬ونعل الرجل على صفحة العنق لئل تقوم ‪ ،‬وبقية العضاء ‪ :‬الرجل‬ ‫واليدي تبقى مطلقة ‪ ،‬هذا َأ ْريَحْ للذبيحة ‪ ،‬أريح للذبيحة من وجه ‪ ،‬وأشد إفراغا للدم من وجهٍ‬ ‫آخر ‪ ،‬لن مع الركة والضطراب يرج الدم ‪.‬‬ ‫وما يفعله بعض الناس اليوم الن من كونم إذا أضجعوا الشاة وأرادوا الذبح َبرَكوا عليها‬ ‫وأمسكوا بيديها ورجليها ‪ ،‬هذا تعذيب لا ‪.‬‬ ‫وبعضهم يأخذ بيدها اليسرى ويلويها من وراء العنق ‪ ،‬هذا أشد ‪.‬‬ ‫فنقول ‪ :‬ضع يدك على صفحة العنق واذبح ودعها ‪.‬‬ ‫يعن دعها تتحرك تضطرب مع بقاء رجلك على صفحة العنق حت توت ‪.‬‬ ‫فإن قال قائل ‪ :‬هل من إراحتها ما يفعله بعض الناس بأن يكسر عنقها ‪ ،‬بعض الناس من يوم يذبح‬ ‫ويرج الدم قبل أن توت يكسر العنق من أجل سرعة الوت ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬ل ‪ ،‬ل يوز هذا ‪ ،‬لن ف كسر عنقها إيلما شديدا لا ‪.‬‬ ‫س ‪ :‬وهل نن ف حاجة إل هذا اليلم ؟‬ ‫ج ‪ :‬ل ‪ ،‬ننتظر حت يرج الدم ‪ ،‬وإذا خرج الدم انتهى كل شيء ‪.‬‬ ‫س ‪ :‬هل نقول ‪ :‬يدخل ف هذا إذا أراد النسان أن يؤدب أهله وولده ‪ ،‬هل يؤدب بإحسان أو‬ ‫بصلف وشدة ؟‬ ‫ج ‪ :‬الول ‪ :‬ولذا قال النب عليه الصلة والسلم ف حجة الوداع ‪ ( :‬ولكم عليهن أل يوطئن‬ ‫فرشكم أح ٌد تكرهونه ‪ ،‬فإنْ فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غي مبح ) ‪.‬‬ ‫فنقول ‪ :‬حت ف التأديب إذا أردت أن تؤدب فأحسن الدب ‪ ،‬ل تؤدب بعنف ‪.‬‬ ‫وبعض الناس يؤدب بعنف ‪ ،‬يظن أن ذلك أنفع ‪ ،‬وليس هكذا ‪ ،‬فاضرب ضربا ول تسرف فيه ‪.‬‬ ‫ولذا قال العلماء ف كتاب النايات ‪ :‬لو أنه ضرب ولده ضربا وأسرف فيه ومات ضمنه ‪.‬‬ ‫إذا أدبه تأديبا عاديا بدون عنف ث مات فل ضمان له ‪.‬‬

‫‪150‬‬

‫الديث الثامن عشر‬ ‫عن أب ذر جندب بن جنادة وأب عبد الرحن معاذ بن جبل رضي ال عنهما عن رسول ال صلى‬ ‫ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬اتق ال حيث ما كنت ‪ ،‬وأتبع السيئة السنة تَـمْحُهـا وخالق الناس‬ ‫بلقٍ حسن ) رواه الترمذي وقال ‪ :‬حديث حسن ‪ ،‬وف بعض النسخ ‪ :‬حسن صحيح ‪.‬‬ ‫الشرح‬ ‫قوله ‪ ( :‬اتق ) ‪ :‬أي اتذ وقاية من ال عز وجل ‪ ،‬وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬حيث ما كنت ) ‪ ( :‬حيث ) ‪ :‬ظرف مكان ‪.‬‬ ‫أي ف أي مكان كنت ‪.‬‬ ‫سواءً ف العلنية أو ف السر ‪ ،‬وسواءً ف البيت أو ف السوق ‪ ،‬وسواءً عندك أناس أو ليس عندك‬ ‫أناس ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬واتبع السنة السيئة ) ‪ ( :‬أتبع ) ‪ :‬فعل أمر ‪ ،‬و ( السيئة ) ‪ :‬مفعول أول ‪ ،‬و ( السنة )‬ ‫‪ :‬مفعول ثان ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬تَـمْحُهـا ) ‪ :‬جواب المر ‪ ،‬ولذا ُج ِز َمتْ ‪.‬‬ ‫لن جواب المر يكون مزوما ‪.‬‬ ‫ولو ل يكن مزوما لقيل ‪ ( :‬تحوها ) ‪.‬‬ ‫فهي مزومة ‪ ( :‬تَـمْحُهـا ) ‪.‬‬ ‫العن ‪ :‬إذا فعلتَ سيئةً َفأَتِْبعَها بسنة ‪ ،‬هذه السنة تحو السيئة ‪.‬‬ ‫واختلف العلماء رحه ال ‪:‬‬ ‫هل الراد السن الت تتبع السيئة ‪ :‬التوبة ‪ ،‬فكأنه قال ‪ :‬إذا أسأتَ فتب ؟ أو الراد العموم ؟‬ ‫الصواب ‪ :‬الثان ‪ ،‬أن السنة تحو السيئة وإن ل تكن توبة ‪.‬‬ ‫ودليل هذا ‪:‬‬ ‫قوله تعال ‪ { :‬وأقم الصلة طرف النهار وزلفى من الليل إن السنات ُي ْذهِبْنَ السيئات } ‪،‬‬ ‫السنات ‪.‬‬ ‫ولا سأل النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم رجل قال ‪ :‬إنه أصاب امرأة ما يصيب الرجل من‬ ‫امرأته إل الزنا ‪ ،‬وكان قد صلى معهم الفجر ‪ ،‬قال ‪ ( :‬أصليتَ معنا الفجر ؟ ) قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قتل‬ ‫عليه الية ‪ { :‬إن السنات ُي ْذهِبْ َن السيئات } ‪.‬‬ ‫وهذا يدل على أن السنة تحو السيئة ‪ ،‬وإن ل تكن هي التوبة ‪.‬‬ ‫المر الول ‪ ( :‬اتق ال حيث ما كنت ) ‪.‬‬ ‫‪151‬‬

‫المر الثان ‪ ( :‬وأتبع السنة السيئة ) ‪.‬‬ ‫فَبَيّنَ النتيجة وهي أنا تحوها ‪.‬‬ ‫والثالث ‪ ( :‬وخالق الناس بلقٍ حسن ) ‪ :‬يعن ‪ :‬عامل الناس بلق حسن ‪.‬‬ ‫للُقْ ‪ :‬هو الصفة الباطنة ف النسان ‪.‬‬ ‫اُ‬ ‫للْقْ ‪ :‬الصفة الظاهرة ‪.‬‬ ‫وا َ‬ ‫للُقِ السن ‪.‬‬ ‫العن عامل الناس با ُ‬ ‫قوله ‪ ( :‬وخالق الناس بلقٍ حسن ) ‪ :‬يعن عاملهم بالخلق السنة ‪ ،‬بالقول وبالفعل ‪.‬‬ ‫فما هو اللق السن ؟‬ ‫قال بعضهم ‪ :‬اللق السن ‪ :‬هو ‪ ( :‬كف الذى وبذل الندى والصب على الذى – يعن على‬ ‫أذى الغي – والوجه ال َطلِقْ ) ‪.‬‬ ‫كف الذى ‪ :‬منك للناس ‪.‬‬ ‫وبذل الندى ‪ :‬العطاء ‪.‬‬ ‫والصب على الذى ‪ :‬لن النسان ما يلو من أذي ٍة من الناس ‪.‬‬ ‫وطلقة الوجه ‪ :‬قال بعضهم ‪ :‬إن هذه هي اللق السن ‪.‬‬ ‫وضابط ذلك ‪ :‬ما ذكره ال عز وجل ‪ { :‬خذ العفو وأمر بال ُعرْف } ‪.‬‬ ‫{ خذا العفو } ‪ :‬ما عفى و َسهُلْ من الناس ‪ ،‬ل تريد من الناس أن يأتوك على ما تب ‪ ،‬لن هذا‬ ‫أمرٌ مستحيل ‪ ،‬لكن خذ ما تيسر ‪.‬‬ ‫{ وأمر بالعرف وأعرض عن الاهلي } ‪ :‬واللق السن معروف ‪.‬‬ ‫وهل هو جِِبلّي أم يصل بالكسب ؟‬ ‫الواب ‪ :‬بعضه جِِبلّي وبعضه يصل بالكسب ‪.‬‬ ‫قال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم لرجل ‪ ( :‬إن فيك خلقي يبهما ال ‪ :‬اللم والناة ) ‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬أخلقي تلقت بما أم جبلن ال عليهما ‪ ،‬قال ‪ ( :‬بل جبلك ال عليهما ) ‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬المد ل الذي جبلن ال على ما يب ‪.‬‬ ‫فاللق السن يكون طبيعيا ‪ ،‬بعن أن النسان يَمُنّ ال عليه من الصل بلقٍ حسن ‪.‬‬ ‫ويكون بالكسب بعن أن النسان ُي َمرّن نفسه حت يكون ذا خلق حسن ‪.‬‬ ‫والعَجَب اللق السن يكسب النسان الراحة والطمأنينة وعدم القلق ‪.‬‬ ‫لنه مطمئن من نفسه ف معاملة غيه ‪.‬‬

‫‪152‬‬

‫فوائد الديث‬ ‫ف هذا الديث فوائد منها ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬وجوب تقوى ال حيث ما كان النسان ‪.‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬اتق ال حيث ما كنت ) ‪.‬‬ ‫وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه ‪.‬‬ ‫سواءً كنت ف العلنية أو ف السر ‪.‬‬ ‫س ‪ :‬وأيهما أفضل أن يكون ف السر أو ف العلنية ‪.‬‬ ‫ج ‪ :‬ف هذا تفصيل ‪ :‬إذا كان إظهارك للتقوى يظهر به التأسي والتباع لا أنت عليه فهنا إعلنا‬ ‫أحسن وأفضل ‪ ،‬ولذا مدح ال الذين ينفقون سراّ وعلنية ‪.‬‬ ‫وقال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬من سن ف السلم سنةً حسنة كان له أجرها وأجر‬ ‫من عمل با إل يوم القيامة ) ‪.‬‬ ‫أما إذا كانت ل تصل بالسرار فائدة فالسرار أفضل ‪.‬‬ ‫لقول النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم فيمن يظلهم ال ف ظله ‪ ( :‬رجلٌ تصدق بصدقةٍ‬ ‫فأخفاها ‪ ،‬حت ل تعلم شاله ما تنفق يينه ) ‪.‬‬

‫‪153‬‬

‫الديث التاسع عشر‬ ‫عن أب العباس عبد ال بن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬كنتُ خلف النب صلى ال عليه وسلم‬ ‫يوما ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬يا غلم إن أعلمك كلماتٍ ‪ :‬احفظ ال يفظك ‪ ،‬احفظ ال تده تاهك ‪ ،‬وإذا‬ ‫سألت فاسأل ال ‪ ،‬وإذا استعنت فاستعن بال ‪ ،‬واعلم أن المة لو اجتمعت على أن ينفعوك‬ ‫بشي ٍء ل ينفعوك إل بشي ٍء قد كتبه ال لك ‪ ،‬وإن اجتمعوا على أن يضروك بشي ٍء ل يضروك إل‬ ‫بشي ٍء قد كتبه ال عليك ‪ ،‬رُفعت القلم وجفّت الصُحُف ) رواه الترمذي وقال ‪ :‬حديث حسن‬ ‫صحيح ‪.‬‬ ‫وف رواية غي الترمذي ‪ ( :‬احفظ ال تده أمامك ‪َ ،‬ت َع ّرفْ إل ال ف الرخاء يعرفك ف الشدة ‪،‬‬ ‫واعلم أن ما أخطأك ل يكن ليصيبك ‪ ،‬وما أصابك ل يكن ليخطئك ‪ ،‬واعلم أن النصر مع‬ ‫سرِ يُسْرا ) ‪.‬‬ ‫الصب ‪ ،‬وأن الفرج مع الكرب ‪ ،‬وأن مع العُ ْ‬ ‫الشرح‬

‫‪154‬‬

‫الديث العشرون‬ ‫عن أب مسعود عقبة بن عمرو النصاري البدري رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم ‪ ( :‬إن ما أدرك الناس من كلم النبوة الول ‪ :‬إنْ ل تستح فاصنع ما شئت ) رواه‬ ‫البخاري‬

‫‪155‬‬

‫الديث الادي والعشرون‬ ‫عن أب عمرو – وقيل ‪ :‬أب عمرة – سفيان بن عبد ال رضي ال عنه قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال‬ ‫قل ل ف السلم قولً ل أسأل عنه أحدا غيك ‪ ،‬قال ‪ ( :‬قل ‪ :‬آمنت بال ث استقم ) رواه مسلم‬

‫‪156‬‬

‫الديث الثان والعشرون‬ ‫عن أب عبد ال جابر بن عبد ال النصاري رضي ال عنهما ‪ :‬أن رجلً سأل رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم فقال ‪ :‬أرأيتَ إذا صليتُ الكتوبات ‪ ،‬وصُ ْمتُ رمضانُ ‪ ،‬وأحللتُ اللل ‪ ،‬و َح ّر ْمتُ‬ ‫الرام ‪ ،‬ول أزد على ذلك شيئا أأدخل النة ؟ قال ‪ ( :‬نعم ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫ومعن ‪ :‬حرمت الرام ‪ :‬اجتنبته ‪.‬‬ ‫ومعن ‪ :‬أحللت اللل ‪ :‬فعلته معتقدا ِحلّه ‪.‬‬

‫‪157‬‬

‫الديث الثالث والعشرون‬ ‫عن أب مالك الارث بن عاصم الشعري رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم ‪ ( :‬الطهور شطر اليان ‪ ،‬والمد ل تل اليزان ‪ ،‬وسبحان ال والمد ل تل – أو تلن‬ ‫– ما بي السماء والرض ‪ ،‬والصلة نور ‪ ،‬والصدقة برهان ‪ ،‬والصب ضياء ‪ ،‬والقرآن حجةٌ لك‬ ‫أو عليك ‪ ،‬كل الناس يغدو فبائ ٌع نفسه فمعتقها أو موبقها ) رواه مسلم ‪.‬‬

‫‪158‬‬

‫الديث الامس والعشرون‬ ‫عن أب ذر الغفاري رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه‬ ‫قال ‪ ( :‬يا عبادي ‪ ،‬إن حرمت الظلم على نفسي ‪ ،‬فل تظالوا ‪ ،‬يا عبادي ‪ ،‬كلكم ضالّ إل من‬ ‫هديته ‪ ،‬فاستهدون أهدكم ‪ ،‬يا عبادي ‪ ،‬كلكم جائ ٌع إل من أطعمته ‪ ،‬فاستطعمون أطعمكم ‪ ،‬يا‬ ‫عبادي ‪ ،‬كلكم عارٍِ إل من كسوته ‪ ،‬فاستكسون أَكْسُ ُكمْ ‪ ،‬يا عبادي ‪ ،‬إنكم تطئون بالليل‬ ‫ضرّي‬ ‫والنهار وأنا أغفر الذنوب جيعا ‪ ،‬فاستغفرون أغفر لكم ‪ ،‬يا عبادي ‪ ،‬إنكم لن تبلغوا ُ‬ ‫فتضرون ‪ ،‬ولن تبلغوا نفعي فتنفعون ‪ ،‬يا عبادي ‪ ،‬لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم على‬ ‫أتقى قلب رج ٍل واحد منكم ما زاد ذلك من ملكي شيئا ‪ ،‬يا عبادي ‪ ،‬لو أن أولكم وآخركم‬ ‫وإنسكم وجنكم على أفجر قلب رج ٍل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا ‪ ،‬يا عبادي ‪،‬‬ ‫لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيدٍ واحد فسألون فأعطيت كل واحدٍ‬ ‫مسألته ما نقص ذلك ما عندي إل كما ينقص من الخيط إذا ُأدْخِلَ البحر ‪ ،‬يا عبادي ‪ ،‬إنا هي‬ ‫أعمالكم أحصيها لكم ث أوفيكم إياها ‪ ،‬فمن وجد خيا فليحمد ال ومن وجد غي ذلك فل‬ ‫يلومن إل نفسه ) رواه مسلم ‪.‬‬

‫‪159‬‬

‫شرح الحاديث الربعي النووية لفضيلة الشيخ ممد بن صال العثيمي رحه ال‪.‬‬ ‫الوجه الول من الشريط رقم ( ‪) 12‬‬ ‫ال أو لفظ ‪ ( :‬النب ) لسنا مكلفي بذا ‪،‬‬ ‫فنقول الديث القدسي ‪ ( :‬ما رواه النب صلى ال عليه وسلم عن ربه ) ونسكت ‪.‬‬ ‫وإذا سألنا سائل نقول ‪ :‬ليس لنا الق أن نتكلم وليس لك أن تسأل وف ذلك نسكت ‪.‬‬ ‫قال ف أنه قال ‪ ( :‬يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم مرما فل تظالوا ) ‪:‬‬ ‫نداء من ال عز وجل ‪،‬‬ ‫وهل النادي الن يسمعها النادي ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪ ،‬لكن بواسطة ‪،‬‬ ‫من الذي أبلغنا بذا ؟‬ ‫أصدق الخبين وهو ممد صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ ( :‬يا عبادي ) ‪ :‬يشمل من كان عابدا ف العبودية العامة والعبودية الاصة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬إن حرمت الظلم على نفسي ) ‪ :‬أي منعته مع قدرت عليه ‪ ،‬منعته مع قدرت عليه ‪،‬‬ ‫وإنا قلنا ‪ :‬مع قدرت عليه ‪،‬‬ ‫لنه لو كان متنعا على ال ل يكن ذلك مدح ول ثناءً ‪،‬‬ ‫إذ ل يثن على الفاعل إل إذا كان يكنه أن يفعل أو ل يفعل _‬ ‫فلو سألنا سائل مثل ‪ :‬هل يقدر ال أن يظلم اللق ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬نعم ‪،‬‬ ‫لكن نعلم أن ذلك مستحيل ببه ‪،‬‬ ‫حيث قال ‪ { :‬ول يظلم ربك أحدا } ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وجعلته بينكم مرما ) ‪ :‬أي صيته بينكم مرما ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فل تظالوا ) ‪ :‬هذا عطف معنوي على قول ‪ ( :‬جعلته بينكم مرما ) أي بناءً على كونه‬ ‫مرما ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ل تظالوا ) ‪ :‬أي ل يظلم بعضكم بعضا ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬كلكم ضال ) ‪ :‬أي تائه عن الطريق الستقيم ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬إل من هديت ) ‪ :‬أي علمته ووفقته علمته ‪،‬‬ ‫هذه هداية الرشاد ‪،‬‬ ‫ووفقته هداية التوفيق ‪،‬‬ ‫‪160‬‬

‫قوله ‪ ( :‬فاستهدون ) ‪ :‬أي اطلبوا من الداية ‪ ،‬ل من غيي ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬أهدكم ) ‪ :‬هذا جواب المر ‪،‬‬ ‫وهذا كقوله ‪ { :‬ادعون أستجب لكم } ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬كلكم جائع إل من أطعمته فاستطعمون أطعمكم ) ‪ :‬كلكم جائع إل من أطعمه ال ‪،‬‬ ‫وهذا يشمل ما إذا فقد الطعام أو وجد ولكن ل يتمكن النسان من الوصول إليه ‪،‬‬ ‫من الذي أنبت الزرع ؟ من الذي أدّر الضرع ؟ من الذي أحيا الثمار كله ؟‬ ‫ال عز وجل ‪،‬‬ ‫واقرأ من سورة الواقعة من قول ال تبارك و تعال ‪ { :‬أفرأيتم ما تنون } ‪ ،‬إل قوله ‪ { :‬فسبح‬ ‫باسم ربك العظيم } ‪،‬‬ ‫الول ‪ :‬تد كيف تدى ال اللق ف هذه اليات ‪،‬‬ ‫ل بالنسبة للمأكول ول الشروب ول ما يشرح به الأكول والشروب ‪،‬‬ ‫فكلنا جائع إل ما أطعمه ال ‪،‬‬ ‫كذلك أظن يكن يوجد الطعام ‪ ،‬لكن ل يتمكن النسان منه ‪،‬‬ ‫إما لكونه مبوسا أو مصابا برض أو بعيدا عن مل الصب والرخاء ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬إل ما أطعمته فاستطعمون أطعمكم ) ‪ :‬يعن اطلبوا من الطعام ‪،‬‬ ‫وإذا فعلتم إذا طلبتم ذلك ستجدونه أطعمكم ‪،‬‬ ‫يعن ( أطعم ) ‪ :‬هذه فعل مضارع مزوم على أنه جواب الشرط ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬يا عبادي كلكم عار ) ‪ :‬نعم كلنا عاري لنا خلقنا خرجنا من بطون أمهاتنا عراة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬إل من كسوته فاستكسون أكسكم ) ‪ :‬وقوله ‪ ( :‬إل من كسوته ) ‪ :‬سواء كان من فعل‬ ‫النسان كالكبي يشتري الثوب أو من فعل غيه كالصغي يشترى له الثوب ‪،‬‬ ‫وربا يقال ‪ :‬إنه يشمل لباس الدين ‪،‬‬ ‫وأن كل إنسان ف الصل غي متدين ‪،‬‬ ‫إل من كساه ال الدين ‪،‬‬ ‫فيشمل الكسوتي ‪:‬‬ ‫كسوة السد السية ‪،‬‬ ‫وكسوة الروح العنوية ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬إنكم تطئون ) ‪ :‬أي تانبون الصواب ‪،‬‬ ‫لن العمال إما خطأ أو صواب ‪،‬‬ ‫‪161‬‬

‫فالطأ مانبة الصواب ‪،‬‬ ‫وذلك إما بترك الواجب وإما بفعل الحرم ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ ( :‬بالليل ) ‪ :‬الباء هنا بعن ‪ ( :‬ف ) ‪،‬‬ ‫كما هي ف قول ال تعال ‪ { :‬وإنكم لتمرون عليهم مصبحي وبالليل } أي وف الليل ‪،‬‬ ‫{ وبالليل والنهار واغفر الذنوب جيعا } أغفرها أسترها وأتاوز عنها مهما كثرت مهما‬ ‫عظمت ‪،‬‬ ‫ولكن تتاج إل الستغفار { فاستغفرون أغفر لكم } استغفرون أي اطلبوا مغفرت ‪،‬‬ ‫باذا ؟‬ ‫إما بطلب الغفرة ‪ ( :‬اللهم اغفر ل ) ‪ ( ،‬استغفر ال وأتوب إليه ) ‪،‬‬ ‫وإما بفعل ما به الغفرة ‪ :‬فمن قال ‪ ( :‬سبحان ال وبمده مائة مرة غفرت خطاياه ولو كانت مثل‬ ‫زبد البحر ) ‪،‬‬ ‫فقوله ‪ ( :‬فاستغفرون ) ‪ :‬يشمل طلب الستغفار طلب الغفرة ‪،‬‬ ‫وكذلك فعل ما تكون به الغفرة ‪،‬‬ ‫ويأت إن شاء ال بقية الديث ‪،‬‬ ‫لنه جاء دور السئلة ‪.‬‬ ‫السئلة‬ ‫السؤال ‪ :‬أثابكم ال إذا كان الرجل يراجع حفظه ويقرأ الديث سريع ول يتدبر هل يصل‬ ‫له الجر ؟‬ ‫الواب ‪ :‬القرآن يعن ؟‬ ‫السؤال ‪ :‬القرآن والديث‪.‬‬ ‫الواب ‪ :‬إي نعم يصل له الجر لنه قرأ ‪ 000000‬أنه قال _ أنه قرأ ‪ .‬نعم ؟‬ ‫السؤال ‪ :‬أحسن ال إليك ف بعض البلد عامة ل يعرفون الية من القرآن الكري ل يعرفون‬ ‫من القرآن إل اسه هل يكون القرآن حجة لم أم عليهم ؟ المر ل يعرفون آية‪.‬‬ ‫الواب ‪ :‬إذا بلغهم ولو معناه _ إذا بلغهم القرآن ولو بالعن فهو حجة إما لم أو عليهم ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬أحسن ال إليك إذا نسي القرآن هل يعتب حجة عليه ؟‬ ‫الواب ‪ :‬إذا نسي القرآن فإن كان لهال وعدم مبالة فهو آث وإن كان بفترض الطبيعة‬ ‫فليس بآث فإن هذا يقع حت من علية القوم حت من النب صلى ال عليه وسلم فقد نسى آية‬ ‫فذكره با أبّي _ أبّي بن كعب فقال ‪ :‬هلّ كنت ذكرتنياه ؟‬ ‫‪162‬‬

‫السؤال ‪ :‬الصب قلنا ‪ :‬الرضا أعلى مراتبه ‪ ،‬مات له ميت يضحك فهل هذا من الرضا ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪،‬‬ ‫هذا من الضعف ‪،‬‬ ‫بعض الناس إذا مات له ميت ضحك وهذا من الضعف ‪،‬‬ ‫لن قلبه عجز أن يتحمل الصيبة مع الرضا ‪،‬‬ ‫فصار يضحك كل إنسان يضحك عليه إذا رآه يضحك ‪،‬‬ ‫يقول ‪ :‬هذا الظاهر أصابه جنون وش ‪ ،‬يصاب بصيبة ويضحك ‪،‬‬ ‫هذا ما هو معقول ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬أحسن ال إليك يا شيخ هناك من يكرر آيات بقصد الشوع والبكاء هل هذا‬ ‫جائز ؟‬ ‫الواب ‪ :‬أما ف الصلة فل ‪ ،‬إل النافلة ‪،‬‬ ‫فقد ثبت عن النب صلى ال عليه ‪ :‬أنه جعل يكرر ف صلة الليل ‪ { :‬إن تعذبم فإنم عبادك‬ ‫فإن تغفر لم فأنت العزيز الكيم } ‪ ،‬حت طلع الفجر ‪،‬‬ ‫وأما ف صلة الفرائض فل ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬هل ينكر على الئمة ؟‬ ‫يقال ‪ :‬هل عندكم دليل على هذا أو ل ؟‬ ‫لكن ليس معن إنكارها على الئمة أنك إذا سلّمت ووقفت وقلت قائما ‪ :‬أيها المام الضال‬ ‫ما هذا العمل أتريد هذا أو ل ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪،‬‬ ‫لكن تأت بلطف ‪،‬‬ ‫وتقول ‪ :‬جزاك ال خي العبادة التوفيقية ‪،‬‬ ‫والنب صلى ال عليه وعلى آله وسلم فرّق بي الفريضة والنافلة ‪،‬‬ ‫ففي النافلة جلس يكرر ‪ { :‬إن تعذبم فإنم عبادك } ‪ ،‬جعل يكررها إل الصباح ‪،‬‬ ‫وف الفريضة ما علمنا أنه كان يكررها الية ‪،‬‬ ‫فهل عندك دليل ؟‬ ‫السؤال ‪ :‬ل يا شيخ ‪.‬‬ ‫الواب ‪ :‬أنا أحب أن أكرر آية مهمة ‪،‬‬ ‫مثل قوله عز وجل ف النافقي ‪ { :‬هم العدو فاحذرهم } ‪،‬‬ ‫‪163‬‬

‫أود أن أكررها ف صلة المعة لنا تقرأ ‪،‬‬ ‫لكن أهاب أن أكرر ‪،‬‬ ‫أهاب أن أفعل شيئا ل يفعله الرسول صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫وبعض الناس يكرر الية ‪،‬‬ ‫لنه يعن تدعو إل البكاء فيكررها ويكررها حت يبكي ويبكي الناس ‪،‬‬ ‫وهذا ل أعلمه واردا ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬إذا قال قائل ما ثبت ف النافلة ثبت ف الفريضة إل بالدليل ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬صحيح ‪.‬‬ ‫نقول ‪ :‬صدقت ‪ ،‬صدقت ‪،‬‬ ‫ولكن الفريضة الصحابة كلهم يصلون خلف الرسول عليه الصلة والسلم ‪،‬‬ ‫ول ينقلوا عنه هذا ‪،‬‬ ‫فلو كان يسن ف الفريضة لفعله الرسول صلى ال عليه وعلى آله وسلم تشريعا للمة ‪،‬‬ ‫أفهمت الن الفرق ؟‬ ‫السؤال ‪ :‬هل هناك فرق يا شيخ بي قول ‪ :‬نزل القرآن على قلب النب صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪ ،‬أو نزل القرآن على النب صلى ال عليه وسلم ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬على قلب النب أوكد وأعظم ‪،‬‬ ‫قال ال عز وجل ‪ { :‬نزل الروح المي على قلبك } ‪،‬‬ ‫وقال عز وجل { وأنزلنا – وأنزلنا عليك القرآن – إنّا نن نزلنا عليك القرآن تنيل } ‪،‬‬ ‫لكن على القلب أبلغ لنه هو مل الوعي والفظ ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬ذكرنا ف الديث ‪ ( :‬الطهور شطر اليان ) ‪ ،‬فيه الن مقولة بي الناس يتناقلونا‬ ‫على أنا حديث وهي ‪ ( :‬النظافة من اليان ) ‪ ،‬هل تصح عن النب صلى ال عليه وسلم ؟‬ ‫الواب ‪ :‬هذا ف حديث ورد ف هذا لكنه ما يضرن هذا الوضوع أو عليه ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬أحسن ال إليك ‪ ،‬هل يوز أن يقرأ سورة الخلص ف كل فريضة حت لو كان‬ ‫المام ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬هذا ليس من السنة ‪،‬‬ ‫لكن لو فعله فاعل ‪،‬‬ ‫على ما فعله الرجل الذي بعث للنب صلى ال عليه وسلم جسريا ‪،‬‬ ‫وقال ‪ :‬أنا أكررها ‪،‬‬ ‫‪164‬‬

‫لنا صفة ال وأحب أن أقرأها ‪،‬‬ ‫فإننا ل ننكر عليه أما إن فعلها تسننا فإننا ننكر عليه ‪،‬‬ ‫لننا نقول له ‪ :‬هل فعل الرسول ؟ هل أمر با ؟‬ ‫غاية ما هنالك أنه بلغنا عن هذا الرجل أنه فعلها ‪ ،‬وقال ‪ :‬أنا صفة الرحن ‪،‬‬ ‫فأحب أن أقرأها ‪،‬‬ ‫فإن حلك على هذا ما حل الصحاب فل حرج عليه ‪،‬‬ ‫وإما إن فعلتها تسننا فل ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬ما يكون إقرار هذا يا شيخ ؟ سكوت النب صلى ال عليه وسلم عن الصحاب ما‬ ‫يكون إقرار؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬إقرار لكنه إقرار على السنة ‪ ،‬إقرار عن الفعل ولو ل يقرها لكانت بدعة ‪.‬‬ ‫تكملة الشرح‬ ‫نكمل حديث أب ذر رضي ال عنه وهو حديث عظيم جامع لصول كبية ‪،‬‬ ‫وقد شرحه شيخ السلم ابن تيميه رحه ال ف إسهاب مستقل ‪،‬‬ ‫انتهينا إل قوله تعال ف الديث القدسي ‪ ( :‬يا عبادي إنكم تطئون بالليل والنهار ‪ ،‬وأنا أغفر‬ ‫الذنوب جيعا فاستغفرون أغفر لكم ) ‪ :‬أي اطلبوا من الغفرة أغفر لكم ‪،‬‬ ‫والغفرة ‪ ( :‬ستر الذنب والتجاوز عنه ) ‪،‬‬ ‫لنا مأخوذة من الغفر الذي يوضع على الرأس عند القتال وفيه ستر ووقاية ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬لن تبلغوا ) ‪ :‬أي لن تستطيعوا ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬أن تضرون وأن تنفعون ) ‪ :‬لن الضار والنافع هو ال عز وجل ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما‬ ‫زاد ذلك ف ملكي شيئا ) ‪ :‬يعن لو أن كل العباد من النس والن الولي والخريي كانوا على‬ ‫أتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك ف ملك ال شيئا ‪،‬‬ ‫وذلك لن ملك ال عز وجل واسع لكل شئ للتقي والفاجر ‪،‬‬ ‫ووجه قوله ‪ ( :‬ما زاد ذلك ف ملكي شيئا ) ‪ :‬أنه إذا كانوا على أتقى قلب رجل واحد كان من‬ ‫أولياء ال ‪،‬‬ ‫وأولياء ال عز وجل جنوده وجنوده يتسع بم ملكه ‪،‬‬ ‫كما لو كان للملك جنود كثيون فإن ملكه يتسع بم ‪ ،‬بنوده هذا وجه ‪،‬‬

‫‪165‬‬

‫وجه قوله ‪ ( :‬ما زاد ذلك ف ملكي شيئا ) ‪ :‬وهذا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم‬ ‫وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك ف ملكي شيئا ‪.‬‬ ‫ووجه ذلك ‪ :‬أن الفاجر عدو ال عز وجل فل ‪ 0000‬ال ‪،‬‬ ‫ومع هذا ل ينقص من ملكي شيئا ‪،‬‬ ‫لن ال غن عنه ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا ف صعيد واحد فسألون ‪،‬‬ ‫فأعطيت كل واحد مسألته ‪ ،‬ما نقص ذلك ما عندي ‪ ،‬إل كما ينقص الخيط إذا أدخل البحر ) ‪:‬‬ ‫وهذا من باب البالغة ف عدم النقص ‪،‬‬ ‫لن كل واحد يعلم لو أنك لو أدخلت الخيط وهو البرة الكبية ف البحر ث أخرجتها فإنا ل‬ ‫تنقص البحر شيئا ول تغي ‪،‬‬ ‫وهذا كقوله ‪ { :‬ل تفتح لم أبواب النة أبواب السماء ول يدخلون النة حت يلج المل ف‬ ‫سم الياط } ‪،‬‬ ‫إذن العلوم أن المل ل يكن أن يدخل ف سم الياط ‪،‬‬ ‫فيكون هذه مبالغة ف عدم دخوله النة ‪،‬‬ ‫كذلك هنا من العلوم أن الخيط لو أدخل ف البحر ل ينقص شيئا ‪،‬‬ ‫فكذلك أن أول اللق وآخرهم وإنسهم وجنهم لو سألوا ال عز وجل وأعطى كل إنسان طلبه‬ ‫مسألته مهما بلغت ‪،‬‬ ‫كان ذلك ماذا ؟‬ ‫ل ينقص ما عنده إل كما ينقص الخيط إذا أدخل البحر ‪،‬‬ ‫ومن العلوم أن الخيط إذا أدخل البحر ل ينقص منه شيئا ‪،‬‬ ‫ومن الديث الصحيح أن عن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬يد ال ملى سحاء ) ‪،‬‬ ‫أي كثية العطاء الليل والنهار ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والرض فإنه ل يقض ما ف يينه ) ‪ :‬أي ل ينقص ما‬ ‫ف يينه ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬يا عبادي إنا هي أمانة أحصيها لكم ث أوفيكم إياها ) ‪ ( :‬إنا هي ) ‪ :‬أي ما هي نعم ‪،‬‬ ‫معن هذا حصر ‪.‬‬ ‫هذه الملة فيها حصر طريقة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬إنا ) ‪ :‬يعن ما هي إل أعمالكم أحصيها لكم أي أضبطها بالعدد ‪،‬‬ ‫‪166‬‬

‫لنم كانوا ف الاهلية ل يعرفون الساب فيضبطون العداد بإيش ؟‬ ‫بالصى‬ ‫وبذا يقول الشاعر ‪:‬‬ ‫ولست بالكثر منـهم حصى‬

‫وإنـما الـعـزة للـكاثـر‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫يعن أن عدد أن عددكم قليل ‪،‬‬ ‫لست بالكثر منهم حصى ‪،‬‬ ‫وإنا العزة للكاثر ‪ :‬أي الغلبة ‪ ،‬للكثرة ‪،‬‬

‫على كل حال ‪ :‬قوله ‪ ( :‬أحصيها ) ‪ :‬بعن أضبطها تاما بالعدد ل زيادة ول نقصان ‪،‬‬ ‫فمن وجد خيا نعم ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ث أوفيكم إياها أوفيكم إياها ف الدنيا أو ف الخرة أو فيهما جيعا وقد يكون ف الدنيا‬ ‫فقط وقد يكون ف الخرة فقط قد يكون ف الدنيا فقط ‪،‬‬ ‫فإن الكافر يازى على عمله السن لكن ف الدنيا ل ف الخرة ‪،‬‬ ‫والؤمن قد يؤخر له الثواب ف الخرة ‪،‬‬ ‫وقد يازى به ف الدنيا وف الخرة ‪،‬‬ ‫قال ال تعال ‪ { :‬من كان يريد حرث الخرة نزد له برث ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها‬ ‫وما له ف الخرة من نصيب } ‪،‬‬ ‫وقال ال عز وجل ‪ { :‬من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لن نريد } ‪،‬‬ ‫وقال ال عز وجل ‪ { :‬ومن أراد الخرة وسعى لا سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم‬ ‫مشكورا } ‪،‬‬ ‫الهم أنه التوفية تكون ف الدنيا دون الخرة لن ؟‬ ‫للكافر ‪،‬‬ ‫أما للمؤمن فتكون ف الدنيا فقط أو ف الدنيا والخرة جيعا أو ف الخرة فقط ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فمن وجد خيا فليحمد ال ) ‪ :‬ليحمد ال على المرين على توفيقه للعمل الصال وعلى‬ ‫ثواب ال له ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ومن وجد غي ذلك ) ‪ :‬بل وجد شرا أو عقوبة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فل يلومن إل نفسه ) ‪ :‬لنه ل يغلب ‪،‬‬ ‫واللوم معروف أن يشعر النسان بقلبه بأن هذا فعل غي لئق وغي مناسب وربا ينطق بذلك‬ ‫بلسانه ‪،‬‬ ‫‪167‬‬

‫فوائد الديث‬ ‫هذا الديث حديث عظيم كما قلت فيه فوائد كثية منها ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬رواية النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم عن ربه – رواية النب صلى ال عليه وسلم عن‬ ‫ربه – وهذا أعلى مراتب السند ‪،‬‬ ‫لنه غاية السند إما الرب عز وجل وهذا ف الحاديث القدسية ‪،‬‬ ‫وإما النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم وهذا ف الحاديث الرفوعة ‪،‬‬ ‫وإما عن الصحابة وهذا ف الحاديث الوقوفة ‪،‬‬ ‫وإما عن التابعي ومن بعدهم وهذا ف الحاديث القطوعة ‪،‬‬ ‫فالقسام إذن أربعة ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬من انتهى سنده إل ال يسمى حديثا قدسيا ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬إل الرسول صلى ال عليه وعلى آله وسلم يسمى حديثا مرفوعا ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬إل الصحابة موقوفا ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬وإل التابعي ومن بعدهم يسمى مقطوعا ‪.‬‬ ‫فإذا روي أثر عن عمر بن الطاب ‪ ،‬فماذا نسميه ؟‬ ‫موقوفا لنه صحاب ‪،‬‬ ‫وإذا روينا حديثا عن ماهد نسميه مقطوعا لنه تابع ‪.‬‬ ‫المد ل ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬أن أحسن ما يقال الديث القدسي ‪ :‬أنه ‪ ( :‬ما رواه النب صلى ال‬ ‫عليه وعلى آله وسلم عن ربه ) ‪،‬‬ ‫ونقتصر على هذا ‪،‬‬ ‫ول نبحث ‪ :‬هل هو من قول ال لفظا ومعن أو من قول ال معن ومن لفظ النب صلى ال عليه‬ ‫وعلى آله وسلم ؟‬ ‫لن هذا فيه نوع من لتكلف ‪،‬‬ ‫وقد نينا عن التكلف ونينا عن التنطع وعن التعمد ‪،‬‬ ‫فنقول ‪ :‬الديث القدسي ‪ ( :‬ما رواه النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم عن ربه فقط ) ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬إضافة القول ل عز وجل ‪،‬‬ ‫وهذا كثي بالقرآن الكري ‪،‬‬ ‫وهو دليل على ما ذهب إليه أهل السنة ‪ :‬من أن كلم ال يكون بصوت ‪،‬‬ ‫‪168‬‬

‫إذ ل يطلق إل على السموع ‪،‬‬ ‫فإن قال قائل ‪ :‬أليس ال تعال يقول ( ويقولون ف أنفسهم لول يعذبنا ال ما نقول ) وهذا قول‬ ‫يقولونه – يقولونه بقلوبم ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬بلى ‪،‬‬ ‫لكن هذا القول مقيد ‪ { ،‬يقولون ف أنفسهم } ‪،‬‬ ‫وأما إذا أطلق القول ‪ ،‬فالراد به ‪ :‬ما يسمع ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن ال تعال قادر على الظلم ‪،‬‬ ‫لكنه حرمه على نفسه أي منع نفسه منه ‪،‬‬ ‫وف ذلك أنه لو كان غي قادر عليه ل يثن على نفسه بتحري الظلم ‪،‬‬ ‫لنه غي قادر ‪،‬‬ ‫فنقول ‪ :‬هو قادر على الظلم لكنه حرمه على نفسه ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬أنه من صفات ال ما هو سلب أي منفي ‪،‬‬ ‫مثل ‪ :‬الظلم ‪،‬‬ ‫ولكن اعلم أنه ل يوجد ف صفات ال عز وجل نفي إل لثبوت ضده ‪،‬‬ ‫فنفي الظلم يعن ثبوت العدل الكامل الذي ل نقص فيه‪.‬‬ ‫‪ – 6‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن ال عز وجل أن يرم على نفسه ما يشاء ‪،‬‬ ‫لن الكم إليه ‪،‬‬ ‫نن ل نستطيع أن نرم على ال ‪،‬‬ ‫لكن ال يرم على نفسه ما شاء كما أنه يوجب على نفسه ما شاء ‪،‬‬ ‫اقرأ قول ال تعال ‪ { :‬قل لن ما ف السماوات والرض قل ل كتب على نفسه الرحة }‪،‬‬ ‫{ كتب على نفسه الرحة } ‪،‬‬ ‫وكتب سبحانه وتعال كتابا عنده ‪ ( :‬إن رحت سبقت غضب ) ‪،‬‬ ‫فصار لو أن سألنا سائل ‪ :‬هل يرم على ال شئ ؟ هل يب على ال شئ ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬أما نبيه تفصيل ‪:‬‬ ‫أما إذا كان هو الذي أوجب على نفسه أو حرم فنعم ‪.‬‬ ‫لن له أن يكم با شاء ‪،‬‬ ‫وأما أن نرم بعقولنا على ال كذا وكذا أو نوجب بعقولنا على ال كذا وكذا فل ‪،‬‬ ‫فالعقل ل يوجب ول يرم ‪،‬‬ ‫‪169‬‬

‫وإنا التحري والياب إل ال عز وجل ‪.‬‬ ‫قال ابن القيم رحه ال ف النونية ‪:‬‬ ‫هو أوجب الجر العظيم الشان‬

‫ما للعباد علي حق واجب‬

‫إن كان بالخلص والحسان‬

‫ما لم علي حق واجب ول عمل لديه ضائع‬ ‫هو الذي أوجب ؟‬ ‫كل ‪،‬‬ ‫الحسان يعن التابعة ‪.‬‬ ‫‪ – 7‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬إطلق النفس على الذات ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬على نفسه ) ‪ :‬والراد بنفسه ذاته عز وجل ‪،‬‬ ‫كما قال تعال ‪ { :‬ويذركم ال نفسه } ‪،‬‬ ‫وليس النفس صفة ‪،‬‬ ‫كسائر الصفات كالسمع والعلم والقدرة ‪ ،‬ل ‪،‬‬ ‫النفس يعن الذات ‪،‬‬ ‫فقوله ‪ { :‬ويذركم ال نفسه } ‪ ،‬يعن ذاته ‪،‬‬ ‫وقوله الن ‪ { :‬نفسي } ‪ :‬يعن على ذاته ‪،‬‬ ‫و ( النفس ) ‪ :‬هي الصواب ‪،‬‬ ‫أصوب من كلمة ‪ ( :‬الذات ) ‪،‬‬ ‫لكن شاع بي الناس ‪ :‬إطلق الذات دون إطلق النفس ‪،‬‬ ‫ولكن الصل العرب ‪ :‬النفس ‪.‬‬ ‫‪ – 8‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬أن ال تعال حرم الظلم بيننا ‪،‬‬ ‫فقال ‪ ( :‬وجعلته بينكم مرما ) ‪،‬‬ ‫وهذا يشمل ظلم النسان نفسه وظلم غيه ‪،‬‬ ‫لكن هو ف العن الثان أظهر ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬فل تظالوا ) ‪،‬‬ ‫ومن العلوم أن الظلم يكون للناس ويكون للغي ‪،‬‬ ‫قال ال تعال ‪ { :‬ولكن ظلموا أنفسهم } ‪،‬‬ ‫لكن الراد هنا ف الذي يظهر أن الراد بذا الديث ظلم الغي ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬فل تظالوا ) ‪ :‬أي ل يظلم بعضكم بعضا ‪،‬‬ ‫‪170‬‬

‫ومدار الظلم على النقص ‪،‬‬ ‫كما قال تعال ‪ { :‬كلتا النتي آتت أكلها ول تظلم منه شيئا } ‪،‬‬ ‫ويدور على أمرين ‪:‬‬ ‫إما منع واجب للغي ‪،‬‬ ‫وإما تميله ما ل يب ‪،‬‬ ‫على هذا يدور الظلم ‪،‬‬ ‫إما منع واجب ‪،‬‬ ‫مثل ‪ :‬أن تنع شخصا من دين عليك فل توفيه أو تاطل به ‪،‬‬ ‫لقول النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬مطل الغن ظلم ) ‪،‬‬ ‫أو تمله ما ل يب ‪،‬‬ ‫كأن تدعي عليه دينا تأت بشهادة زور فيحكم لك به فهذا ظلم ‪،‬‬ ‫فإن قال قائل ‪ :‬هل يستثن من قول ال ‪ ( :‬ل تظالوا ) شيء ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬ل ‪ ،‬ل يستثن ‪،‬‬ ‫فإن قال ‪ :‬أليس يوز لنا أن نأخذ أموال الكفار والحاربي ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬بلى ‪،‬‬ ‫لكن هذا ليس بظلم ‪،‬‬ ‫لنه أبيح لنا هذا ‪،‬‬ ‫فإن قال قائل ‪ :‬وهل يل لنا أموال العاهدين ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬ل ‪،‬‬ ‫ل يل لنا أموال العاهدين ول دماء العاهدين ‪،‬‬ ‫حت أن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم قال ‪ ( :‬من قتل معاهدا ل يرح رائحة النة ) ‪.‬‬ ‫نسأل ال العافية ‪،‬‬ ‫وبذا نعرف عدوان وظلم وضلل أولئك الغرورون الذي يعتدون على أموال الكفار العاهدين ‪،‬‬ ‫سواء كان الكافر عندك ف بلدك وهو معاهد ‪،‬‬ ‫أو أنت ف بلده ‪،‬‬ ‫فإننا نسمع من بعض الشباب الذين ف بلد الكفر من يقول ‪ :‬أنه ل بأس أن نفسد أموال هؤلء‬ ‫الكفار ‪،‬‬ ‫فتجدهم يعتدون على أنوار الشوارع يعتدون على التاجر يعتدون على السيارات ‪،‬‬ ‫‪171‬‬

‫وهذا حرام عليهم ‪،‬‬ ‫سبحان ال !‬ ‫قوم ائتمنوكم ‪ ،‬وأنتم ف عهدهم الن ‪،‬‬ ‫أنتم ف عهدهم ‪ ،‬ليسوا هم ف عهدكم أنتم ف عهدهم وتونوا !‬ ‫هذا أشد ما يكون تشويها للسلم وقدح ف السلم ‪،‬‬ ‫والقدح هنا والتشويه ليس للسلم ف الواقع ‪،‬‬ ‫لكن لؤلء الذين ينتسبون للسلم ‪،‬‬ ‫ولذلك يب أن نعرف أن أموال العاهدين مترمة سواء كانوا معاهدين عندك أو كان أنت عندهم‬ ‫‪،‬‬ ‫ل يل لنا العتداء عليهم ‪،‬‬ ‫لنه ظلم ‪،‬‬ ‫‪ – 9‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن النسان ضال إل من هدى ال ‪،‬‬ ‫‪ – 10‬ويتفرع من هذه الفائدة ‪ :‬أن تسأل ال الداية دائما حت ل تضل ‪،‬‬ ‫فإن قال قائل ‪ :‬هنا إشكال ‪ :‬وهي أن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم أخب أن كل مولود‬ ‫يولد على الفطرة وكيف يقول كلكم ضال ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم قال ‪ ( :‬كل مولود يولد على الفطرة ‪ ،‬فأبواه‬ ‫يهودانه أو ينصرانه أو يجسانه ) ‪،‬‬ ‫وهنا ياطب ال سبحانه وتعال الكلفي الذين قد تكون تغيت فطرتم إل ما كان عليه آباؤهم‬ ‫فهم أضلء حت يهديهم ال عز وجل ‪،‬‬ ‫‪ – 11‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬الث على طلب العلم ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬كلكم ضال ) ‪،‬‬ ‫ول شك أن طلب العلم من أفضل العمال ‪،‬‬ ‫بل لقد قال المام أحد ‪ :‬ل يعدله شئ لن صحت نيته ‪،‬‬ ‫ل سيما ف هذا الزمن الذي كثر فيه الهل وكثر فيه الظن وأفت من ل يستحق أن يفت ‪،‬‬ ‫فطلب العلم ف هذا الزمان متأكد ‪،‬‬ ‫‪ – 12‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن ل تطلب الداية إل من ال ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬فاستهدون أهدكم ) ‪،‬‬ ‫ولكن الداية نوعان ‪:‬‬ ‫‪172‬‬

‫‪ – 1‬هداية التوفيق هذه ل فطرة إل من ال ‪،‬‬ ‫إذ ل يستطيع أحد أن يهديك هداية التوفيق ‪،‬‬ ‫‪ – 2‬وهداية الدللة هذا يصح أن تطلبها من عند ال ‪،‬‬ ‫فمن عنده علم تقول ‪ :‬يا فلن أفتن بكذا ‪،‬‬ ‫يعن اهدن للحق فيه ‪.‬‬ ‫هل نقول ‪ :‬أن قوله ‪ ( :‬فاستهدون ) ‪ ،‬يدل على أن الراد هداية التوفيق ؟‬ ‫أو نقول ‪ :‬أنه يشمل الدايتي ‪،‬‬ ‫وهداية الدللة تكون باتباع الوسائل الت جعلها ال عز وجل سببا للعم ؟‬ ‫الواب ‪ :‬الثان ‪ ،‬العموم ‪.‬‬ ‫‪ – 13‬ومن من فوائد هذا الديث ‪ :‬أن العباد ف الصل جياع ‪،‬‬ ‫جياع لنم ل أن يكونوا ‪ ،‬أن يلقوا ما تلم به نفسهم ‪،‬‬ ‫كما ف سورة الواقعة ‪ { :‬أفرأيتم ما ترثون ‪ ،‬أفرأيتم الاء الذي تشربون ‪ ،‬أفرأيتم النار الت‬ ‫تورون } ‪،‬‬ ‫فالصل ‪ :‬أن النسان قاصر جائع إل من أطعمه ال ‪،‬‬ ‫‪ – 14‬ويتفرع من هذا الفائدة ‪ :‬قوله ‪ ( :‬فاستطعمون أطعمكم ) ‪ :‬أي اسألون الطعام أطعمكم ‪،‬‬ ‫وعليه فل تلجأ لطلب الرزق إل إل ال عز وجل وحده ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ ( :‬استطعمون ) ‪ :‬يشمل سؤال ال عز وجل الطعام ‪،‬‬ ‫ويشمل السعي ف الرزق وابتغاء فضل ال عز وجل ‪،‬‬ ‫كما قال تعال ف سورة المعة ‪ { :‬فإذا قضيت الصلة فانتشروا ف الرض وابتغوا من فضل ال‬ ‫واذكروا ال كثيا لعلكم تفلحون } ‪،‬‬ ‫وقال تعال ‪ { :‬وهو الذي جعل لكم الرض ذلول فامشوا ف مناكبها وكلوا من رزقه } ‪،‬‬ ‫وإن من العلوم أن السماء ل تطر ذهبا ول درها ول خبزا فل بد من السعي ‪.‬‬ ‫‪ – 15‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬أن أصل النسان العرى حت يكسوه ال عز وجل ‪،‬‬ ‫وسبق ف الشرح أنه ف الصل العرى السي ‪،‬‬ ‫وقد يراد به العرى العنوي ‪،‬‬ ‫وذلك بأن النسان خرج من بطن أمه عاريا ول يكسوه إل ال عز وجل با قدره من السباب ‪.‬‬ ‫‪ – 16‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬كرم ال عز وجل حيث يعرض على عباده بأن حالم بافتقارهم‬ ‫إل ال ث يدعوهم إل دعائه سبحانه وتعال حت يزيل عنهم ما فيهم من الفقر والاجة ‪.‬‬ ‫‪173‬‬

‫‪ – 17‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن بن آدم خطاء أي كثي الطأ ‪،‬‬ ‫كما قال ال عز وجل ‪ { :‬وحلها النسان إنه كان ظلوما جهول } ‪.‬‬ ‫‪ – 18‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أنه مهما كثرت الذنوب والطايا ‪،‬‬ ‫فإن ال تعال يغفرها لكن يتاج أن يستغفر النسان ‪،‬‬ ‫ولذا قال ‪ { :‬فاستغفرون أغفر لكم } ‪،‬‬ ‫وقد سبق بالشرح أن الستغفار يكون على وجهي ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬طلب الغفرة باللفظ ‪ ( :‬اللهم اغفر ل ) أو ( أستغفر ال ) ‪،‬‬ ‫والثان ‪ :‬طلب الغفرة بالعمال الصالة الت تكون سببا لذلك ‪،‬‬ ‫كقوله ‪ ( :‬من قال سبحان ال وبمده مائة مرة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ) ‪.‬‬ ‫سؤال ‪ :‬يقولون ال ما يتكلم بكلم ؟‬ ‫جواب ‪ :‬اللهم عافهم ‪ ،‬احد ربك ‪.‬‬ ‫سؤال ‪ :‬ما هي وجهة نظرهم ؟‬ ‫جواب ‪ :‬ما لم وجهة أبدا ‪ .‬ما لم وجهة أبدا ‪ ،‬اللهم عافهم ‪.‬‬ ‫‪ – 19‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬أن ال تعال يغفر الذنوب جيعا ‪ ،‬هذا لن استغفر ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬فاستغفرون ) ‪،‬‬ ‫أما من ل يستغفر ‪،‬‬ ‫فإن الصغائر تكون مكفرة بالعمال الصالة ‪،‬‬ ‫كقول النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬الصلوات المس والمعة إل المعة ورمضان‬ ‫إل رمضان مكفرات لا بينهن ما اجتنبت الكبائر ) ‪.‬‬ ‫وأما الكبائر فل بد لا من توبة ‪،‬‬ ‫ل تكفرها العمال الصالة ‪،‬‬ ‫فل بد لا من توبة خاصة ‪.‬‬ ‫أما الكفر فل بد له من توبة بالجاع ‪،‬‬ ‫فصار قوله ‪ { : :‬إن ال يغفر الذنوب جيعا } ‪،‬‬ ‫هذه الذنوب على ثلثة أقسام ‪:‬‬ ‫قسم ‪ :‬ل بد فيه من توبة بالجاع ‪ :‬وهو الكفر ‪،‬‬ ‫والثان ‪ :‬ما تكفره العمال الصالة ‪ :‬وهو الصغائر ‪،‬‬ ‫والثالث ‪ :‬ما ل بد له من توبة على خلف ف ذلك ‪،‬‬ ‫‪174‬‬

‫لكن المهور يقولون ‪ :‬أن الكبائر ل بد لا من توبة ‪.‬‬ ‫‪ – 20‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬كمال سلطان ال عز وجل وغناه عن خلقه ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬أنكم لن تبلغوا ضري ولن تبلغوا نفعي ) ‪،‬‬ ‫وذلك لكمال سلطانه عز وجل وكمال غناه ‪،‬‬ ‫فكأنه قال سبحانه وتعال ‪ :‬إنا طلبت منكم الستغفار من الذنوب ل لاجة لذلك ول لتضرري‬ ‫من معاصيكم ولكن لكم ‪.‬‬ ‫‪ – 21‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن مل التقوى ‪ :‬القلوب ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬على أتقى قلب رجل واحد منكم وعلى أفجر قلب رجل واحد منكم ) ‪،‬‬ ‫ويشهد لذا ‪ :‬قول النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬أل وأن ف السد مضغة إذا صلحت‬ ‫صلح السد كله ‪ ،‬وإذا فسدت فسد السد كله )‬ ‫‪ – 22‬ويتفرع على هذا ‪ :‬أنه يب علينا أن نعتن بالقلب ‪،‬‬ ‫وننظر ‪ :‬أين ذهب ؟ أين ح ّل ؟‬ ‫حت نطهره ونصفيه ‪،‬‬ ‫‪ – 23‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬كمال غن ال عز وجل وسعة غناه ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬يا عبادي لو أن أولكم وآخركم قاموا ف صعيد واحد ‪ .....‬ال ) ‪،‬‬ ‫فهذه الول على سعة غن ال عز وجل وسعة كامل الوجود ‪،‬‬ ‫‪ – 24‬ومنها ‪ :‬أنه يظهر أن اجتماع الناس ف مكان واحد أقرب إل الجابة من تفرقهم ‪،‬‬ ‫ولذا أمروا أن يتمعوا ف منل واحد بالمعة ‪،‬‬ ‫وأن يتمعوا ف مصلى العيد ف الستسقاء ‪،‬‬ ‫وأن يتمعوا ف عرفات ف مكان واحد ‪،‬‬ ‫لن ذلك أقرب إل الجابة ‪.‬‬ ‫‪ – 25‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬جواز البالغة ف القول ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬إل كما ينقص الخيط إذا أدخل البحر ) ‪،‬‬ ‫هل له من دليل ؟‬ ‫نعم ‪ ،‬قوله تعال ‪ {:‬ل تفتح أبواب السماء ول يدخلون النة حت يلج المل ف سم الياط } ‪.‬‬ ‫‪ – 26‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن ال عز وجل يصي أعمال العباد أي يضبطها بالعدد ‪،‬‬ ‫فل ينقص أحدا شيئا ‪،‬‬ ‫قال تعال ‪ { :‬فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره ‪ ،‬ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ‪،‬‬ ‫‪175‬‬

‫وهذا على سبيل البالغة ‪،‬‬ ‫فلو عمل أدن من مثقال الذرة لرآه ‪،‬‬ ‫لكن لا كان للذرة من أصغر الخلوقات ‪،‬‬ ‫وما تضرب به العرب الثل ف الصغر ‪،‬‬ ‫قال ‪ { :‬فمن يعمل مثقال ذرة } ويقول أحصيها لكم ‪.‬‬ ‫‪ – 27‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن ال عز وجل ل يظلم أحدا شيئا بل من عمل عمل وجده ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬ث أوفيكم إياه ) ‪.‬‬ ‫‪ – 28‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬وجوب المد ل عز وجل على من وجد خيا ‪،‬‬ ‫وذلك من وجهي ‪:‬‬ ‫الوجه الول ‪ :‬أن ال سبحانه يّسره حت عنه ‪،‬‬ ‫والوجه الثان ‪ :‬أن ال أثاب ‪.‬‬ ‫‪ – 29‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬جواز التحدث للنسان عن نفسه ف صيغة الغائب ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬من وجد خيا فليحمد ال ) ‪،‬‬ ‫دون أن يقال ‪ ( :‬فمن وجد خيا فليحمدن ) ‪،‬‬ ‫وهذا أعن العموم عن ضمي التكلم ‪،‬‬ ‫إل أن تكون الصيغة للغائب من باب التعظيم ‪،‬‬ ‫تقول مثل ‪ :‬يقول اللك وهو يأمر ‪ :‬يقول لكم اللك ‪ :‬افعلوا كذا وكذا ‪،‬‬ ‫فهو أبلغ من أن يقال ‪ :‬أقول لكم ‪ :‬افعلوا كذا وكذا ‪.‬‬ ‫‪ – 30‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن من تلى عن العمل الصال ول يد الي ‪ ،‬اللوم على من ؟‬ ‫اللوم على نفسه ‪،‬‬ ‫فإن قال قائل ‪ :‬كيف يكون اللوم على نفسه وأنا مقدّر ل هذا ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬أنك حي فعلت العصية أو تركت الواجب ل تكن تعلم أنه قدّر لك هذا ‪،‬‬ ‫فالعاصي يقدم على العصية وهو ل يعلم أنا كتبت عليه إل إذا عمله ‪،‬‬ ‫وكذلك تارك الواجب ل يعلم أنه كتب عليه ترك الواجب إل إذا تركه وإل ماذا يعلم ‪،‬‬ ‫فاللوم عليك ‪،‬‬ ‫الرسل بلغت والقرآن حجة ‪،‬‬ ‫ومع ذلك تركت هذا الشيء ‪،‬‬ ‫فاللوم عليك أنت ‪.‬‬ ‫‪176‬‬

‫السئلة‬ ‫ال سؤال ‪ :‬أثاب كم ال ف حالة أن خط بة الع يد كا نت خطبت ي واحدة ب كبات ال صوت ف هل‬ ‫يوز للوا حد أن ي ضر خط بة واحدة ول ي ضر الط بة الثان ية ويرج ؟ إذا كان اليوم خط بة‬ ‫العيد خطبتي فهل يوز للواحد أن خطبة واحدة ويترك الثانية ؟‬ ‫الواب ‪ :‬خطبة العيد سنة ليست واجبة ل يب على النسان أن يبقى ‪ .‬يعن له أن ينصرف‬ ‫من حي ما يسلم المام ‪.‬‬ ‫لكن إذا بقي يستمع حرّم عليه أن يتكلم ‪.‬‬ ‫لن كلمه والمام يطب يدل على عدم مبالته بالوعظة ويصل فيه تشويش على الخرين ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬ف حالة إلزام نفسه بضور الطبة الثانية ‪ ،‬هل يكون أتى بشيء مدث ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪ ،‬كيف ؟‬ ‫السؤال ‪ :‬لنه خطبة واحدة بكبات الصوت ؟‬ ‫الواب ‪ :‬والثانية ما هي بكبات الصوت ؟‬ ‫الثانية فيها مكبات الصوت ‪.‬‬ ‫الهم أن حضور خطبة العيد ليست واجبة للنسان له أن ينصرف حي يصلي لكن إذا جلس‬ ‫فل بد له أن ينصت جعة ؟‬ ‫السـؤال ‪ :‬شيـخ أحسـن ال إليـك الكفار الن يسـتغلون ضعـف السـلمي فينهبون أموالمـ‬ ‫وي سرقون ثروات م ويبثون في هم الديا نة الفا سدة والقاعدة الباطلة ف هل ل نا أن نعتدي علي هم‬ ‫كما اعتدوا علينا ؟‬ ‫الواب ‪ :‬هل هم يأتون إل النسان ويأخذون ماله من بيته ؟‬ ‫السؤال ‪ :‬ل ؟‬ ‫الواب ‪ :‬إذن كيف ؟‬ ‫السؤال ‪ :‬يأخذون أموال السلمي ‪.‬‬ ‫الواب ‪ :‬إذن يأخذونه بعقد من السلمي هذا رضا من السلمي ‪.‬‬ ‫أما إذا كان وال يدخلون على بيته وينهبون الال فقد انتفض أحدهم ول يكن له معن ‪ ،‬لك‬ ‫أن تعل ف رأسه خس رصاصات ‪.‬‬ ‫ال سؤال ‪ :‬ش يخ أثاب كم ال ف ب عض البلد يرج الن صارى ين صّرون ال سلمي ف هل هم يع ن‬ ‫معاهدون ؟‬

‫‪177‬‬

‫الواب ‪ :‬ل إذا دعوا إل بدعت هم إذا ‪ 000‬ف قد أ مر ال ل كن ل ست أ نت الذي تن فذ ب م هذا‬ ‫إل المام‬ ‫نعم ‪ -‬نعم ‪.‬‬‫أحسن ال إليك ‪ .‬هل يؤخر من يستغفر بدون حضور قلبه ؟‬‫هل ؟‬‫يؤجر من يستغفر بدون حضور قلبه يتنفذ ؟‬‫إي نعم ‪ ،‬أرجو أن ينفعه ذلك ولكنه نفع قليل إذن هذا ما ينفع النسان بل قصد وأنت‬‫تعلم أن اليمي وهي اليمي ل تنعقد إذا كانت بل قصد ‪ .‬نعم ؟‬ ‫أحسن ال إليك الفرق بي قول القلب وعمل القلب ؟‬‫نعم قول القلب وعمل خوف ووجاه نعم ‪.‬‬‫ال يفظك حديث با معناه من قطع سدرة صوّب ال رأسه بالنار‪.‬‬‫إيش ؟‬‫من قطع سدرة صوّب رأسه بالنار‪.‬‬‫من قلع ؟‬‫قطع ‪.‬‬‫قطع‬‫سدرة‬‫سدرة ؟‬‫صوّب ال رأسه بالنار‪.‬‬‫إي ما أعرف هذا الد يث ل كن الر سول صلى ال عل يه وعلى آله و صحبه نزل منل‬‫ذات يوم ف الب ون ى عن ق طع الش جر لن ل يرم الناس من ال ستظلل ب ا أ ما هذا‬ ‫الوعيد ما أعرفه ‪.‬‬ ‫شيخ أحسن ال إليك إذا لم النسان نفسه عن فعل هل يكن من التسخر يناف ما ف‬‫القلب ؟‬ ‫ل ليس للتسخر لكن يقول نفسي أنت السبب نعم ‪.‬‬‫بارك ال فيك‬‫ارفع يدك نعم ‪.‬‬‫حكم قتل العاهد ؟‬‫‪178‬‬

‫إيش ؟‬‫حكم قتل العاهد ؟‬‫نعم ؟‬‫كقتل السلم ؟‬‫يرى أبو حنيفة أنه كقتل السلم وأنه يب أن يقتل السلم والمهور على خلف ف هذا‬‫– المهور يقولون ل يقتل السلم ولو كان معاهدا والصواب هذا أنه ل يوز قتل السلم‬ ‫بالكافـر حتـ وأن كان معاهدا لكـن فـ هذا وعيـد أن مـن قتـل معاهدا ل يرح رائحـة‬ ‫النة‪.‬نعم ؟‬ ‫شيخ بالنسبة للنفس كيف نرد على الؤول يعن مثل قد يتجون علينا يقولون جئتم ف‬‫النفس فأولتم ؟‬ ‫ما أوّلنا من قال لك ؟‬‫قد يعن مثل يعترض ؟‬‫ما أولنا يذركم ال نفسه مش النفس يعن يذركم ال إياه ‪.‬‬‫لقوله تعلم ما ف نفسي ول أعلم ما ف نفسك ؟‬‫ل نفس الشيء تعلم ما ف نفسي ول أعلم ما ف نفسك ‪ .‬نعم ؟‬‫بارك ال فيكم من قتل معاهدا هل له توبة ؟‬‫إي نعم ‪ ،‬كل إنسان مهما عظمت ذنوبه له توبة واسع آية الفرقان ( والذين يدعون ل‬‫يدعون مع ال إل ا آ خر ول يقتلون النفس ال ت حرم ال إل بال ق ول يزنون ومن يفعل‬ ‫ذلك يلق آثاما ) إل قوله ‪ :‬إل من تاب ‪.‬‬ ‫يا شيخ بارك ال فيك إذا عرف الرجل بالظلم ‪.‬‬‫إذا ؟‬‫إذا عرف الرجل بالظلم وكان عنده عمال فهل ينعهم حقوقهم مثل واستطاع العامل أن‬‫يأخذ حقه بطريق غي شرعي فهل له ذلك ؟‬ ‫كيف تقول بطريق غي شرعي ؟‬‫كالسرقة مثل ‪.‬‬‫أنت الن تقول بطريق غي شرعي ‪ ،‬قد يلقى ‪ ،‬قد يسأل عنه لكن هذه السألة نصورها ‪.‬‬‫إذا كان النسان له دين بذمة شخص وأب أن ينكره إما ماطلة أو جهل فهل لذا الطالب‬ ‫أن يأخذ من مال الطلوب إذا قدر عليه ؟ هذه السألة يسميها العلماء الظفر الظفر بالظال‬ ‫‪179‬‬

‫‪ 00000‬وال صحيح أ نه ل يوز أن يأ خذ ولو قدر على ماله لقول ال نب صلى ال عل يه‬ ‫وعلى آله وسلم ‪ :‬أدي المانة لن ائتمنك ول تن من خانك ‪ .‬إل ف مسألة واحدة إذا‬ ‫كان السبب ظاهرا ما ف إشكال كالر جل تلز مه نف قة ز يد ولك نه ل ين فق عل يه وحصل‬ ‫زيد على شيء من ماله فله أن يأخذ من ماله بقدر النفقة ‪.‬‬ ‫ودليل ذلك ‪ :‬أن هندا بنت عتبة شكت إل النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم أبا سفيان‬ ‫بأنه ل يعطيها ما يكفيها وولدها فقال خذي من مال ما يكفيك وولدك بالعروف لاذا ؟ لنه‬ ‫سـبب ظاهـر هـي زوجتـه ونفقتهـا عليـه ونزل عليـه الضيوف ‪ .‬إذا نزلوا على قوم أبوا أن‬ ‫يضيفوهم وقدروا على ش يء من مال م أخذوه ول كن بقدر الضيا فة لن سبب الوجوب آمن‬ ‫نعم ؟‬ ‫شيخ أحسن ال إليك ‪.‬‬‫ارفع يدك ‪ .‬نعم ؟‬‫ف الحاديث الت تقول من قتل معاهدا ل يرح رائحة النة ‪.‬‬‫نعم‬‫لقوله ( مـن يقتـل معاهدا متعمدا جزاءه جهنـم خالدا فيهـا ) والدلة على أن صـاحب‬‫الكبية ل يلد ف النار ؟‬ ‫نعم ‪.‬‬‫كيف المع ؟‬‫المـع بيـ هذا وبيـ الدلة الخرى اختلف فيهـا العلماء فقال بعضهـم إنـه على تطهيـ‬‫شرط والع ن فجزاءه إن جازاه ول كن هذا ف يه ن قص وقال بعض هم من هذا على سبيل‬ ‫الوع يد أن م يلقوه ول نتحدث ع نه وقال بعض هم أن هذا م ستثن لن الق تل أع ظم ش يء‬ ‫ولكن الصواب أن يقال القتل عمدا ‪.‬قتل الؤمن عمدا سببا ف اللود ف النار والسبب‬ ‫قد يوجد له مانع قد يوجد له مانع وهو اليان التوبة ما ف إشكال لكن اليان هذا رجل‬ ‫قتل مؤمن متعمدا ومات قبل أن يضر فجزاءه جهنم ملدا فيها لكن إذا وجد الانع وهو‬ ‫اليان ولو مثقال ذرة امت نع اللود ك ما قلت لو القرا بة سبب للرث فالب يرث من‬ ‫ابنه هل هذا يرث على كل حال ؟ ل ‪ .‬قد يوجد مانع ينع الباء من الياث ‪.‬‬

‫‪180‬‬

‫الديث الرابع والعشرون‬ ‫عن أب ذر رضي ال عنه أيضا ‪ :‬أن أناسا من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم قالوا للنب‬ ‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يا رسول ال ذهب أهل الدثور بالجور ‪ ،‬يصلون كما نصلي ‪ ،‬ويصومون‬ ‫ك ما نصوم ‪ ،‬ويتصدقون بفضول أموال م ‪ ،‬قال ‪ ( :‬أو ل يس قد جعل ال ل كم ما تصدقون ؟ إن‬ ‫لكم بكل تسبيحة صدقة ‪ ،‬وكل تكبية صدقة ‪ ،‬وكل تميدة صدقة ‪ ،‬وكل تليلة صدقة ‪ ،‬وأمر‬ ‫بالعروف صدقة ‪ ،‬ون ي عن من كر صدقة ‪ ،‬و ف ب ضع أحد كم صدقة ) ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا ر سول ال ‪،‬‬ ‫أيأت أحد نا شهو ته ويكون له فيها أجر ؟ قال ‪ ( :‬أرأي تم لو وضعها ف حرام ‪ ،‬أكان عليه وزر ؟‬ ‫فكذلك إذا وضعها ف اللل كان له أجر ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫الشرح‬ ‫هؤلء الفقراء ‪،‬‬ ‫قالوا للنب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ :‬ذهب أهل الدثور بالجور ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬أهل الدثور ) ‪ :‬أي الموال الكثية ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬بالجور ) ‪ :‬أي الثواب عليه ‪،‬‬ ‫وليس قصدهم بذلك السد ول العتراض على قدر ال ‪،‬‬ ‫لكن قصدهم لعلهم يدون أعمال يستطيعونا يقومون با تقابل ما يفعله أهل الدثور ف الجور ‪،‬‬ ‫يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون من فضول أموالم يعن ول نتصدق ‪،‬‬ ‫يقولون ‪ :‬وليس عندنا شيء ‪،‬‬ ‫يعن فكيف يكن أن نسبقهم ‪،‬‬ ‫على كل حال ‪ :‬هذا الراد عنهم رضي ال عنهم ‪،‬‬ ‫وليس مرادهم قطعا أن العتراض على قدر ال ‪،‬‬ ‫ول أن يسدوا هؤلء الغنياء ‪،‬‬ ‫قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أو ليس قد جعل ال لكمما تتصدقون به ؟‬ ‫الواب ‪ :‬بلى ‪،‬‬ ‫ث يبي لم عليه الصلة والسلم أن ( بكل تسبيحة صدقة ) ‪ :‬يعن إذا قلت ‪ :‬سبحان ال ‪،‬‬ ‫فهي صدقة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وبكل تكبية صدقة ) ‪ :‬إذا قلت ‪ :‬ال أكب ‪ ،‬فهذه صدقة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وبكل تميدة صدقة ) ‪ :‬إذا قلت ‪ :‬المد ل ‪ ،‬فهي صدقة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وبكل تليلة صدقة ) ‪ :‬إذا قلت ل إله إل ال فهي صدقة ‪،‬‬ ‫‪181‬‬

‫قوله ‪ ( :‬وأمر بالعروف صدقة ) ‪ :‬يعن إذا أمرت من رأيته مقصرا ف شيء من الطاعات وأمرته‬ ‫فهي صدقة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وني عن منكر صدقة ) ‪ :‬إذا رأيت شخص على النكر ونيته فهي صدقة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وف بضع أحدكم صدقة ) ‪ :‬يعن الزوجة ‪.‬‬ ‫قالوا ‪ :‬يا رسول ال أيأت أحدنا شهوته ‪ .....‬أل ‪ :‬هذه الشياء الت ذكرها النب صلى ال عليه‬ ‫وعلى آله وسلم وقال أنا صدقة ‪،‬‬ ‫هل يستطيعها هؤلء الفقراء ؟‬ ‫نعم يستطيعها ‪.‬‬ ‫فأن تم املئوا الز من من الت كبي والتهل يل والتحم يد وال مر بالعروف والن هي عن الن كر وكل ها‬ ‫صدقات ‪،‬‬ ‫الغنياء يكن ل يتصدقون ‪،‬‬ ‫وإذا تصدقوا باليوم ل يستوعبون اليوم بالصدقة فأنتم قادرون على هذا ‪،‬‬ ‫واضح هنا ول غي واضح ؟‬ ‫لّا قرر هذا اقتنعوا رضي ال عنهم ‪،‬‬ ‫لكن لّا قال ‪ ( :‬ف بضع أحدكم صدقة ) ‪ :‬يعن إذا أتى الرجل أهله فله بذلك صدقة ‪.‬‬ ‫قالوا ‪ :‬يا رسول ال أيأت أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ ‪،‬‬ ‫استفهام ‪،‬‬ ‫ليس اعتراضا ‪،‬‬ ‫لكن يريدون أن يعرفوا ‪،‬‬ ‫وجه ذلك ‪ :‬كيف النسان يأت أهله وشهوته ويقارن با أتوه ؟‬ ‫يعن أن النسان قد يستبعد هذا ‪،‬‬ ‫ولكن النب صلى ال عليه وسلم بيّن لم وجه ذلك ‪:‬‬ ‫فقال ‪ ( :‬أرأيتم لو وضعها ف حرام ‪ ،‬أكان عليه وزر ؟ )‬ ‫والواب ‪ :‬نعم ‪،‬‬ ‫عليه وزر ‪،‬‬ ‫لو وضعها ف حرام ‪،‬‬ ‫قال ‪ ( :‬فكذلك إذا وضعها ف اللل كان له أجر ) ‪،‬‬ ‫فاستغن باللل عن الرام فكان مأجورا بذا ‪.‬‬ ‫‪182‬‬

‫وهذا ما يسمى عند العلماء ‪ :‬قياس العكس ‪،‬‬ ‫يعن إذا ثبت هذا ثبت ضده ف ضده ‪.‬‬

‫‪183‬‬

‫فوائد الديث‬ ‫ف هذا الديث فوائد منها ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬حرص الصحابة رضي ال عنهم على التسابق إل الي يتسابقوا كلنا ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬ف هذا الديث دليل على ‪ :‬مسارعة الصحابة رضي ال عنهم ‪ ،‬وتسابقهم إل العمل الصال‬ ‫‪،‬‬ ‫ل نه هؤلء الذ ين جاءوا يقولون للر سول صلى ال عل يه وعلى آله و سلم أ نه ذ هب أ هل الدثور‬ ‫بالجور ‪،‬‬ ‫ل يريدون حسد ‪،‬‬ ‫ولكن يريدون أن يفتح لم النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم بابا يدركون به هذا السبق ‪،‬‬ ‫‪ – 3‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن الصحابة رضي ال عنهم يستعملون أموالم ف ما فيه الي ف‬ ‫الدنيا و الخرة ‪،‬‬ ‫وهم أنم يتصدقون ‪،‬‬ ‫‪ – 4‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن العمال يشترك فيها الغن والفقي ‪،‬‬ ‫بقوله ‪ ( :‬يصومون كما نصوم ويصلون كما نصلي ) ‪ ،‬وهو كذلك ‪،‬‬ ‫وقد يكون أداء الفقي لا أفضل وأكمل من أداء الغن ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم فتح للفقراء أبوابا من الي‬ ‫‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬أو ليس قد جعل ال لكم ما تتصدقون به ؟ )‬ ‫وذكر البواب ‪.‬‬ ‫‪ – 6‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬تقرير ماطب با ل يكنه إنكاره ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬أو ليس قد جعل ال لكم ما تتصدقون به ؟ )‬ ‫لن هذا أبلغ ف إقامة الجة عليه ‪.‬‬ ‫‪ – 7‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن ما ذكره النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم من العمال كله‬ ‫صدقة ‪،‬‬ ‫لكن هذه الصدقة فيها واجب وفيها غي واجب ‪،‬‬ ‫ومنها متعدي ومنها قاصر ‪،‬‬ ‫حسب ما سنذكره ‪.‬‬

‫‪184‬‬

‫قال عل يه ال صلة وال سلم ‪ ( :‬إن ب كل ت سبيحة صدقة و كل ت كبية صدقة و كل تميدة صدقة‬ ‫وكل تليلة صدقة ) ‪،‬‬ ‫هذا كله متعدي أو قاصر ؟‬ ‫قاصر ‪،‬‬ ‫وفيه واجب وفيه غي واجب ‪،‬‬ ‫التكبي منه واجب ومنه ما ليس بواجب ‪،‬‬ ‫فتكبي الصلوات واجب ‪،‬‬ ‫وتكبي أذكار الصلة بعدها مستحب ‪،‬‬ ‫وهكذا يقال ف التسبيح والتهليل ‪.‬‬ ‫نشي على ما ذكرنا أول ‪،‬‬ ‫( وأمر بعروف صدقة وني عن منكر صدقة ) ‪ :‬هذا من الواجب أو من الستحب ؟‬ ‫هذا من الواجب ‪،‬‬ ‫لكن المر بالعروف تارة يكون واجب وجوب عي ‪،‬‬ ‫على من قدر عليه ول يوجد غيه ‪،‬‬ ‫وكذلك النكر ‪،‬‬ ‫وتارة يكون واجب كفاية لن قدر عليه ‪،‬‬ ‫ولكن فيه من يقوم مقامه ‪،‬‬ ‫وتارة يكون مستحبا ‪،‬‬ ‫وذلك ف المر بالعروف الستحب والنهي عن النكر الكروه ‪،‬‬ ‫إن صح أن نطلق عليه اسم ( منكر ) ‪،‬‬ ‫المر بالعروف ل بد فيه من شروط ‪:‬‬ ‫الشرط الول ‪ :‬أن يكون المر عالا بأن هذا معروف ‪،‬‬ ‫فإن كان جاهل فإنه ل يوز أن يتكلم ‪،‬‬ ‫لنه إذا أمر با يهل فقد قال على ال ما ل يعلم ‪،‬‬ ‫الشرط الثان ‪ :‬أن يعلم أن هذا قد تركه ‪،‬‬ ‫قد ترك العروف ‪،‬‬ ‫فإن ل يعلم تركه إياه فليستفسر ‪،‬‬

‫‪185‬‬

‫ودليل ذلك ‪ :‬أن رجل دخل يوم المعة والنب صلى ال عليه وعلى آله وسلم يطب ‪ ،‬فجلس‬ ‫فقال له ‪ ( :‬أصليت ) ‪ ،‬قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ ( :‬قم ‪ ،‬فصلي ركعتي ‪ ،‬وتوّز فيهما ) ‪،‬‬ ‫فلم يأمره بصلة ركعتي حت سأله ‪ :‬هل فعلتهما أو ل ؟‬ ‫فل بد أن تعلم أنه تارك لذا العروف ‪،‬‬ ‫النهي عن النكر كذلك ل بد فيه من شروط ‪:‬‬ ‫الشرط الول ‪ :‬أن تعلم أن هذا منكر بالدليل الشرعي ‪،‬‬ ‫ل بالذوق ل بالعادة ول بالغية ول بالعاطفة ‪،‬‬ ‫أن تعلم أن هذا منكر بالدليل الشرعي ‪،‬‬ ‫وليس مرد أنه منكر يكون منكرا فقد ينكر النسان ما كان معروفا ‪،‬‬ ‫الشرط الثان ‪ :‬أن تعلم أن هذا الخاطب قد وقع فيه أي ف النكر ‪،‬‬ ‫فإن ل تعلم فل يوز أن تنهى ‪،‬‬ ‫لنك لو فعلت لعّد ذلك منك تسرعا ‪،‬‬ ‫ولكل الناس عرضك ‪،‬‬ ‫بل ل بد أن تعلم أن ما وقع فيه النكر ‪،‬‬ ‫مثال ذلك ‪ :‬رأ يت رجل ف البلد يأ كل ف رمضان ويشرب ف رمضان ‪ ،‬ولن قل ‪ :‬ف ال سجد‬ ‫الرام هل لك أن تنكر عليه ؟‬ ‫ل ‪ ،‬حت تسأل أمسافر أنت أم غي مسافر ؟‬ ‫لنه قد يكون مسافرا ‪،‬‬ ‫والسافر يوز له أن يأكل ويشرب ف رمضان ‪،‬‬ ‫فل بد أن تعلم ظان هذا الخاطب وقع ف هذا النكر ‪،‬‬ ‫الشرط الثالث ‪ :‬أن ل يزول النكر إل ما هو أعظم منه ‪،‬‬ ‫فإن زال النكر إل ما هو أعظم كان إنكاره حراما ‪،‬‬ ‫لن إنكاره يعن أننا حولناه من ما هو أخف إل ما هو أشد ‪،‬‬ ‫وتت هذه السألة أربعة أقسام ‪:‬‬ ‫القسم الول ‪ :‬أن يزول النكر بالكلية ‪،‬‬ ‫القسم الثان ‪ :‬أن يف ‪،‬‬ ‫القسم الثالث ‪ :‬أن يتحول إل منكر مثله ‪،‬‬ ‫القسم الرابع ‪ :‬أن يتحول إل منكر أعظم ‪،‬‬ ‫‪186‬‬

‫فالقسام أربعة ‪:‬‬ ‫القسم الول ‪ :‬أن يزول النكر ‪،‬‬ ‫القسم الثان ‪ :‬أن يعلم أن أنه منكر – أن يزول – زواله ‪،‬‬ ‫تفيفه أن يف النكر ‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬أن ل يزول أن يتحول إل منكر أكب منه ‪ ،‬أن يتحول إل منكر أعظم ‪،‬‬ ‫الرابع ‪ :‬أن يتساوى ‪ ،‬أن يتحول إل منكر مساوي ‪،‬‬ ‫إذا كان بإمكان النكر يزول ‪ ،‬فل شك أن النكار واجب ‪،‬‬ ‫فإذا كان يف فالنكار واجب ‪،‬‬ ‫لن تفيف النكر أمر واجب ‪،‬‬ ‫إذا كان يتحول إل ما هو اعظم فالنكار حرام ‪،‬‬ ‫إذا كان يتحول إل ما هو مثله ‪،‬‬ ‫فمحل نظر ‪ :‬هل يرجح النكار ‪ ،‬أو ل ؟‬ ‫فقد يرجح النكار ‪،‬‬ ‫لن النسانيات تغيت به الحوال وانتقل من شيء إل شيء ربا يكون أخف ‪،‬‬ ‫وقد يكون المر بالعكس بقاءه على ما هو عليه أحسن من نقله ‪،‬‬ ‫لنه إذا تعدد التنقل انتقل إل منكرات أخرى ‪،‬‬ ‫هذه أقل أحوال إنكار النكر ‪.‬‬ ‫فإذا قال قائل ‪ :‬عل ّل أو دللّ لذه القسام ؟‬ ‫فنقول ‪ :‬أما إذا كان إنكاره يقتضي زواله فوجوبه ظاهر ‪،‬‬ ‫لقوله تعال ‪ { :‬وتعاونوا على الب والتقوى } ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ { :‬ولتكن منكم أمة يدعون إل الي ويأمرون بالعروف وينهون عن النكر } ‪،‬‬ ‫وقول النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬والذي نفسي بيده ‪ ،‬لتأمرن بالعروف ‪ ،‬ولتنهون عن النكر ‪،‬‬ ‫ولتأخذن على عدة الظال ‪ ،‬ولتأطرّنه على الق أطرا ‪ ، ) ....‬وذكر الديث وعيدا شديدا ‪.‬‬ ‫أما تفيفه إذا كان النكار يؤدي إل تفيفه ‪،‬‬ ‫فالتعليل أن تفيف الشر واجب ‪،‬‬ ‫لن اثني ناقص واحد ‪ ،‬واحد آخذ منه اثني ‪،‬‬ ‫وهذا تعليل ‪،‬‬ ‫وقد يقال ‪ :‬أنه دليل ‪،‬‬ ‫‪187‬‬

‫لن هذا الزائد منكر يزول بالنكار فيكون واحدا فيما سبق ‪،‬‬ ‫أما إذا كان يزول إل يتحول إل ما هو أنكر فإن النكار حرام ‪،‬‬ ‫ودليل ذلك ‪ :‬قول ال تبارك وتعال ‪ { :‬ل تسبوا الذين يدعون من دون ال فيسب ال عدوا بغي‬ ‫علم } ‪،‬‬ ‫فنهى عن سب آلة الشركي مع أنه أمر واجب لن سبهم – سب آلتهم – يؤدي إل سب من‬ ‫هو منه عن كل تقص وهو ال عز وجل ‪،‬‬ ‫فنحن إذا سببنا آلتهم سببنا بق وهم إذا سبوا ال سبوه عدوا بغي حق انتبه لذا –‬ ‫ويذكر ‪ :‬عن شيخ السلم رحه ال ‪ ،‬أنه م ّر مع صاحب له على قوم من التتر ‪ ،‬يشربون المر‬ ‫ويفسقون ‪،‬‬ ‫ول ينههم شيخ السلم عن هذا ‪،‬‬ ‫فقال له صاحبه ‪ :‬يعن لاذا ل تنهاهم ؟‬ ‫وكان رحه ال من عرف بإنكار النكر ‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬لو نيت هؤلء لقاموا إل بيوت الناس ونبوها وانتهكوا أعراضهم وهذا أعظم ما هم عليه‬ ‫الن ‪،‬‬ ‫انظر للفقه ف دين ال عز وجل ‪،‬‬ ‫نعود للحديث ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬أمر صدقة ونى عن منكر صدقة ) ‪ :‬وهذه من الصدقة الواجبة أو الستحبة ؟‬ ‫على التفصيل الذي سعته وجوب عي أو وجوب كفاية أو سنة ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وف بضع أحدكم صدقة ) ‪ :‬هذه الصدقة من الواجب أو من الستحب ؟‬ ‫من الواجب تارة ‪،‬‬ ‫ومن الستحب تارة ‪،‬‬ ‫إذا كان النسان ياف على نفسه من الزنا إن ل يأت أهله صار من الصدقة الواجبة ‪،‬‬ ‫وإن كان ل فهو من الصدقة الستحبة ‪،‬‬ ‫وظاهر هذا الديث ‪ ( :‬وف بضع أحدكم صدقة ) ‪ :‬أن ذلك صدقة ‪،‬‬ ‫وإن كان على سبيل الشهوة ‪،‬‬ ‫ل على سبيل الكفاف عن الرام ‪،‬‬ ‫لنه إذا كان على سبيل الكفاف عن الرام ‪،‬‬ ‫فالمر واضح أنه صدقة ‪،‬‬ ‫‪188‬‬

‫لنه يدفع الرام بالباح ‪،‬‬ ‫لكن إذا كان لجرد الشهوة فظاهر الديث أن ذلك صدقة ‪،‬‬ ‫وله وجه ‪:‬‬ ‫منها – من الوجوه – ‪ :‬أن النسان مأمور أن ل ينع نفسه ما تشتهي ‪،‬‬ ‫إذا كان ذلك ف غي معصية ال ‪ ( ،‬إن لنفسك عليك حق ) ‪،‬‬ ‫والثان ‪ :‬أنه إذا أت أهله فقد أحسن إليهم إل أهله ‪،‬‬ ‫لن الرأة عندها من الشهوة ما عند الرجل ‪،‬‬ ‫فهي تشتهي الرجل كما يشتهيها ‪،‬‬ ‫فإذا أتاها صار مسنا إليها وصار ذلك صدقة ‪.‬‬ ‫‪ – 8‬ومن فوائد الديث ‪ :‬أن الصحابة رضي ال عنهم ل يتركون شيئا مشكل إل سألوا عنه ‪.‬‬ ‫( أيأت أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ) ‪،‬‬ ‫وبه نعلم أن كل شيء ل يسأل عنه الصحابة ما يظن أنه من أمور الدين ‪،‬‬ ‫فإن السؤال عنه بدعة ‪،‬‬ ‫لنه لو كان من دين ال لغيّر ال من يسأل عنه حت يتبي واضح ‪.‬‬ ‫ومن ذلك ما تدث لا حدّث النب صلى ال عليه وسلم عن الدجال أن أول يوم من أيامه كسنة‬ ‫قالوا يا رسول ال هذا اليوم الذي كسنة يكفينا فيه صلة واحدة قال ‪ :‬ل اقدروا له قدره ‪،‬‬ ‫فكل شيء يتاج إليه الناس ف دينهم ‪،‬‬ ‫فإما أن يصدر من النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ابتداءً ‪،‬‬ ‫وإما أن يسأل عنه ‪،‬‬ ‫وما ل يرد عن النب صلى ال عليه وسلم ابتداءً ول جوابا لسؤال وهو ما يتعلق بالدين ‪،‬‬ ‫فالسؤال عنه بدعة ‪،‬‬ ‫ومن ذلك ما يفعله بعض التنطعي ف أساء ال وصفاته ‪،‬‬ ‫أو بعض التنطعي فيما جاء الب عنه من أحوال يوم القيامة ‪،‬‬ ‫نقول لؤلء ‪ :‬أنكم مبتدعة ‪،‬‬ ‫أو نقول على القل ‪ :‬إن هذا بدعة ‪،‬‬ ‫لنه قد يكون سائل قد يكون السائل ل يريد أن يبتدع ‪،‬‬ ‫فنقول ‪ :‬هذا السؤال بدعة ‪،‬‬ ‫وإن كنا ل نصف السائل بأنه مبتدع ‪،‬‬ ‫‪189‬‬

‫واضح يا جاعة ؟‬ ‫واضح ‪.‬‬ ‫انتبهوا لذا ‪،‬‬ ‫قد يكون العمل بدعه وفاعله ليس ببتدع ‪،‬‬ ‫لنه ل يعلم أو لتأويل أو ما أشبه ذلك ‪.‬‬ ‫‪ – 9‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬حسن تعليم النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫حيث ضرب الثل الذي يقتنع به الخاطب ‪،‬‬ ‫وهذا من حسن التعلم أن تقرب المور السية بالمور العقلية ‪،‬‬ ‫وذلك بقوله ‪ ( :‬أرأي تم لو وضع ها ف الرام أكان عل يه وزر فكذلك إذا وضع ها ف اللل كان‬ ‫له أجر ) ‪،‬‬ ‫‪ – 10‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن القياس حجة ‪،‬‬ ‫فقياس الوافقة كثي جدا ول إشكال فيه ‪:‬‬ ‫بأن تقيس هذا الشيء على هذا الشيء ‪ ،‬ف حكم من الحكام ‪،‬‬ ‫وتقول ‪ :‬يب هذا على قياس هذا ‪ ،‬يرم هذا قياسا على هذا ‪،‬‬ ‫لكن قياس العكس هذا أيضا صحيح ‪،‬‬ ‫قياس العكس صحيح ‪،‬‬ ‫لن النب صلى ال عليه وسلم قاس هذا القياس قياس العكس ‪،‬‬ ‫يعن فإذا كانت الشهوة حرام وزرا فالشهوة اللل أجر ‪،‬‬ ‫وهذا واضح ‪.‬‬

‫‪190‬‬

‫الديث السادس والعشرون‬ ‫عن أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬كل سلمى من الناس‬ ‫عليه صدقة ‪ ،‬كل يوم تطلع فيه الشمس ‪ :‬تعدل بي اثني صدقة ‪ ،‬وتعي الرجل ف دابته فتحمله‬ ‫عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ‪ ،‬والكلمة الطيبة صدقة ‪ ،‬وبكل خطوةٍ تشيها إل الصلة‬ ‫صدقة ‪ ،‬وتيط الذى عن الطريق صدقة ) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫الشرح‬ ‫قوله ‪ ( :‬كل سلمى ) ‪ :‬السلمى ‪ :‬هي الفاصل ‪،‬‬ ‫وقيل ‪ :‬العظام ‪،‬‬ ‫لن كل عظم مفصول عن الخر بفاصل ‪،‬‬ ‫فإنه يتلف عنه بالشكل وف القدرة وف كل المور ‪،‬‬ ‫وهذا من تام قدرة ال عز وجل ‪،‬‬ ‫فليس الذراع كالعظم وليس الصابع كالكف ‪،‬‬ ‫كل ما فصل عن غيه من العظام فله ميزة خاصة ‪،‬‬ ‫ولذلك كان على كل سلمى صدقة ‪،‬‬ ‫والسلمى قلنا ‪ :‬إما العظام ‪ ،‬وإما الفاصل ‪،‬‬ ‫والعن واحد ل يتلف ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ ( :‬فكم هذه ؟ ) ‪ :‬فكم السلمى ؟‬ ‫جاء ف صحيح مسلم ‪ 360‬مفصل ‪،‬‬ ‫هكذا جاء ف الديث ‪،‬‬ ‫والطب الديث يوافق هذا ‪،‬‬ ‫سبحان ال !‬ ‫ما يدل على أن رسالة النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم حق ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ ( :‬كل سلمى من الناس عليه صدقة ) ‪،‬‬ ‫نعيدها حت يتضح العن ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬كل سلمى ) ‪ :‬مبتدأ ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ومن الناس ) ‪ :‬بيان لـ ( كل ) أو لـ ( سلمى ) ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬عليه صدقة ) ‪ :‬مبتدأ وخب ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬كل ) ‪ :‬يعن كل مفصل عليه صدقة ‪،‬‬ ‫‪191‬‬

‫وقوله ‪ ( :‬كل يوم تطلع ف يه الش مس ) ‪ :‬يع ن كل يوم ي صبح على ع ضو من أعضائ نا صدقة‬ ‫‪، 360‬‬ ‫كم ف السبوع ‪ 7‬أيام ؟‬ ‫أنتم أعلم منا ف الساب ‪ 2420‬؟‬ ‫‪ 2520‬كل أسبوع وكل يوم ‪، 360‬‬ ‫لكن من نعمة ال أن هذه الصدقة عامة ف كل القربات ‪،‬‬ ‫كل القربات صدقات ‪،‬‬ ‫وهذا شيء ليس بصعب على النسان مادام كل قربة صدقة فما أيسر أن يؤدي النسان ما يب‬ ‫عليه ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬تعدلوا بي اثني صدقة ) ‪ :‬يعن تفصل بينهما ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬بصلح أو حكم ) ‪ :‬تفصل بينهما إما بصلح وإما بكم ‪،‬‬ ‫وأيهما أول الصلح أم الكم ؟‬ ‫الصلح إذا أمكن ‪،‬‬ ‫ما ل يتبي للرجل أن الصواب مع أن الكم لحدها ‪،‬‬ ‫فإن تبي أن الكم لحدها حرم الصلح وهذا قد يفعله بعض الناس القضاة ياول أن يصلح مع‬ ‫علمه أن الق مع الدعي أو الدعى عليه ‪،‬‬ ‫وهذا مرم ‪،‬‬ ‫لنه بالصلح ل بد أن يتنازل كل واحد عما ادعاه فيحال بينه وبي حقه ‪،‬‬ ‫وإذن العدل بي اثني بالصلح أو بالكم ‪،‬‬ ‫أن الصلح أفضل إن ل يعلم الق لحدهم ‪.‬‬ ‫نعم يكون صدقة إن علم أن الق لحدهم فل يصلح فليحكم بالق ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬تعي الرجل ف دابته ‪،‬‬ ‫أي ف بعيه فتحمله عليه أو ترفع له عليها متاعه صدقة ‪،‬‬ ‫المد ل تعي الرجل ف دابته أي ف بعيه ‪،‬‬ ‫مثل ‪ :‬تمله أنت تضعه على الرحل هذا صدقة أو تمل له عليه متاعه ‪.‬‬ ‫متاعه ما يتمتع به ف السفر من طعام وشراب وغيها ‪.‬‬ ‫تمله على البعي وتربطه هذا صدقة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬والكلمة الطيبة صدقة ) ‪ :‬ال أكب الكلمة الطيبة صدقة أي كلمة طيبة ‪،‬‬ ‫‪192‬‬

‫سواء طيبة ف حق ال كالتسبيح والتكبي والتهليل ‪،‬‬ ‫أو ف حق الناس كحسن اللق ‪،‬‬ ‫وسبق بالديث الول قبله ( كل تليله صدقة ‪ ....‬ال ) ‪ ،‬الكلمة الطيبة صدقة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وبكل خطوة تطوها إل الصلة صدقة ) ‪ :‬كل خطوة تطوها إل الصلة صدقة ‪،‬‬ ‫سواء بعدت الدار أم قربت الدار ‪،‬‬ ‫ومن يصي الطوات ؟‬ ‫نعم ‪ ،‬ال وأنت لو حاولت إحصاءها أحصيتها لكن بصعوبة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وب كل خطوة ت يط الذى عن الطر يق صدقة ) ‪ ( :‬ت يط ) ‪ :‬تز يل الذى ما يؤذي الارة‬ ‫من حجر أو زجاج أو قاذورات أي شيء يؤذي الارين ‪،‬‬ ‫إذا أمطته عن طريقهم فإنه صدقه ‪،‬‬

‫‪193‬‬

‫فوائد الديث‬ ‫أما فوائد الديث فهي متعددة ‪ ،‬منها ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬وجوب الصدقة على كل إنسان كل يوم تطلع فيه الشمس عن كل عضو من أعضائه‬ ‫واضح ول غي واضح ؟‬ ‫لن قوله ‪ ( :‬عليه صدقة ) ‪ ( :‬عليه ) ‪ :‬و ( على ) للوجوب ‪،‬‬ ‫ووجه ذلك ‪ :‬أن كل إنسان يصبح سليما عليه أن يشكر ال عز وجل سليما ف كفه ف ذراعه ف‬ ‫عضده ف ساقه ف فخذه ف كل عضو من أعضائه عليه نعمة من ال عز وجل فليشكرها ‪،‬‬ ‫فإن قال قائل ‪ :‬قد يكون ف إحصاء ذلك صعوبة ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬أنه صح عن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم أنه يزئ من ذلك ‪،‬‬ ‫يعن عنه بدل عنه يزئ من ذلك من هنا ‪:‬‬ ‫( بدليه ) بعن أن بدل ذلك ركعتان يركعهما من الضحى نعمه – إذا ركعت ركعتي من الضحى‬ ‫صارت – صار الباقي نفل وتطوعا ‪،‬‬ ‫ويؤخذ من هذا الديث أعن من الرواية الت ذكرتا ‪ :‬أنه ينبغي للنسان أن يداوم على ركعت‬ ‫الضحى ‪،‬‬ ‫وجه ذلك ‪ :‬عجيب أنا تأت بدل عن هذه الصدقات عن ‪ 360‬صدقة ‪،‬‬ ‫وهذا القول هو الراجح أنه تسن الداومة على ركعت الضحى ‪،‬‬ ‫ووقتها من ارتفاع الشمس قيد رمح ف رأي العي إل قبيل الزوال ‪،‬‬ ‫يعن بعد طلوع الشمس بنحو ثلث ساعة إل قبل الزوال بعشر أو خس دقائق ‪،‬‬ ‫وآخر الوقت أفضل ‪،‬‬ ‫أقلها ركعتي ‪،‬‬ ‫وأكثرها ل حد له ‪،‬‬ ‫صلي ما شئت ‪،‬‬ ‫لو تبقى تصلي إل قبيل الزوال فأنت على خي ‪,‬‬ ‫‪ – 2‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن الشمس هي الت تدور على الرض ‪ ،‬فيأت النهار بدل الليل ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬تطلع فيه الشمس ) ‪،‬‬ ‫وهذا واضح أن الركة حركة الشمس ‪،‬‬ ‫ويدل لذا قول ال تبارك وتعال ‪ { :‬وترى الشمـس إذا طلعـت تزاور عـن كهفهـم ذات اليميـ‬ ‫وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال } ‪،‬‬ ‫‪194‬‬

‫كم من فعل ؟‬ ‫أربعة أفعال مضاف إل الشمس ‪،‬‬ ‫وقال تعال عن سليمان ‪ { :‬إن أحببت حب الي عن ذكر رب حت توارت } ‪ ،‬أي الشمس ‪،‬‬ ‫{ بالجاب } ‪ ،‬أي بالرض ‪،‬‬ ‫وقال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم لب ذر حي غربت الشمس ‪ ( ،‬أتدري أين تذهب ؟ )‬ ‫قال ‪ :‬ال ورسوله أعلم ‪،‬‬ ‫فأضاف الذهاب إليها أي إل الشمس ‪،‬‬ ‫أفبعد هذا يكن أن نقول ‪ :‬إن الرض هي الت تدور ؟ ويكون ف دورانا اختلف الليل والنهار ؟‬ ‫ل يكن ‪،‬‬ ‫إل إذا ثبت عندنا ثبوتا قطعيا نستطيع به أن نصرف به ظاهر النصوص الت معنا ‪،‬‬ ‫يطابق الواقع إذا ثبت ‪،‬‬ ‫فالقرآن ل يالف الواقع ‪،‬‬ ‫أسعتم يا جاعة ؟‬ ‫ل تذهبون ‪ ،‬تقولون ‪ :‬فلن ينكر كذا أو يثبت كذا ‪،‬‬ ‫أنا أقول ‪ :‬إذا ثبت بالدليل القطعي السي أن اختلف الليل والنهار من دوران الرض ‪،‬‬ ‫فنحن نقول ‪ :‬أن القرآن ل يالف الواقع ‪،‬‬ ‫ولكن كيف نتصرف مع هذه الفعال الت ظاهرها أن الشمس هي الت تدور ؟‬ ‫نتصرف فنقول ‪ :‬تطلع ف رأي العلم ‪،‬‬ ‫يعن لنك أنت مثل ف السطح أو ف الب ترى الشمس تطلع وترتفع ‪،‬‬ ‫ف رأي العلم مت نقول هذا ؟‬ ‫إذا ثبت قطعا ثبوتا حسيا أن اختلف الليل والنهار يكون بدوران الرض ‪،‬‬ ‫وهذا الن ل نصل إليه ‪،‬‬ ‫فيجب إبقاء النص على ما هو عليه ‪،‬‬ ‫فإذا قال قائل ‪ :‬كيف يتصور النسان أن الكبي يدور على الصغي ؟‬ ‫لنك لو نسبت الرض إل الشمس ليس بشيء قليل جدا ‪،‬‬ ‫نن نقول ‪ :‬اللهم صلي على ممد ‪،‬‬ ‫من الذي أدار الكبي على الصغي ‪ ،‬من ؟‬ ‫ال ‪،‬‬ ‫‪195‬‬

‫وهو على كل شيء قدير ‪،‬‬ ‫ول مانع ‪،‬‬ ‫فهذا ما نعتقده حول هذه السألة ‪،‬‬ ‫ومع ذلك لو قال قائل ‪ :‬هل الدللة قطعية ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬ل ‪،‬‬ ‫ما هي قطعية ظنية ‪،‬‬ ‫ونن علينا أن نعمل بالدليل الظن الذي هو ظاهر النصي حت يعارض بدليل قطعي ‪،‬‬ ‫ول يوز أن نقول ‪ :‬أن دللة الية والديث على دوران الشمس على الرض قطعية ‪،‬‬ ‫ول يوز أن نقول هذا ‪،‬‬ ‫لنه ربا يأت الوقت الذي نقطع بأن اختلف الليل والنهار بدوران ماذا ؟‬ ‫دوران الرض ‪،‬‬ ‫وحينئذ نقول ‪ :‬من الحال ‪،‬‬ ‫لن تعارض الدليلي القطعيي مال ‪،‬‬ ‫إذ تعارضهما يقتضي انتفاء أحدها ‪،‬‬ ‫وما دمنا نقول ‪ :‬أنما قطعيان فل يكن أن ينتفيا ‪،‬‬ ‫واضح ؟‬ ‫وإذا تقرر بالدليل القطعي أن الرض هي الت تدور ‪،‬‬ ‫فقد يستدل بذلك مستدل بقوله تعال ‪ { :‬وألقى ف الرض رواسي أن تيد بكم } ‪،‬‬ ‫{ تيد } يعن ‪ :‬تضطرب ‪،‬‬ ‫قالوا ‪ :‬وانتفاء الضطراب يدل على وجود أصل الركة ‪،‬‬ ‫كما أن قوله تعال ‪ { :‬ل تدركه البصار } ‪،‬‬ ‫يدل على ثبوت رؤية ال ‪،‬‬ ‫حيث نفى الخص ‪،‬‬ ‫ونفي الخص يدل على ثبوت العم ‪،‬‬ ‫ولكن إل الن ل نصل إل القطع ‪،‬‬ ‫لن اختلف الليل والنهار يكون بدوران الرض ‪،‬‬ ‫ل بدوران الشمس ‪،‬‬ ‫‪ – 3‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬فضيلة العدل بي الثني ‪،‬‬ ‫‪196‬‬

‫وقد حث ال عز وجل على الصلح ‪،‬‬ ‫فقال ‪ { :‬وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فل جناح عليهما أن يصلح بينهما صلحا‬ ‫والصلح خي وأحضرت النفس الشح } ‪،‬‬ ‫الصلح خي ‪،‬‬ ‫العدل بي خصمي ف الكم واجب ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬الث على معونة الرجل أخاه ‪،‬‬ ‫لن معونته إياه صدقة ‪،‬‬ ‫سواء ف الثال الذي ذكره الرسول صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫أو ف غيه ‪،‬‬ ‫الثال الذي ذكره ‪ :‬هو أن يعينه ف دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعه ‪،‬‬ ‫ولكن هناك أمثلة كثية ‪ :‬لو وجدت إنسانا على الط وطلب منك أن تمله إل البلد وحلته ‪،‬‬ ‫هل يدخل ف هذا أو ل يدخل ؟‬ ‫نعم ‪،‬‬ ‫يدخل من باب أول ‪،‬‬ ‫ولكن هل يب عليك أن تمله ‪ ،‬أو ل يب ؟‬ ‫إن كان ف مهلكة وأمنت منه وجب عليك أن تمله وجوبا ‪،‬‬ ‫لنقاذه من اللكة ‪،‬‬ ‫والهلكة إما لقلة الاشي فيها ‪،‬‬ ‫أو لن فيها قطاع طريق ‪،‬‬ ‫ربا يكون على هذا الرجل ‪،‬‬ ‫على كل حال إذا خفت عليه وأمنت منه وجب عليك أن تمله ‪،‬‬ ‫فإن قلت ‪ :‬إذا حلته أخاف من تورط مع السؤولي عن الطرق ‪،‬‬ ‫قلنا ‪ :‬من اتقى ال جعل له مرجا ‪،‬‬ ‫فإن ل تأمن من هذا الرجل فل يلزمك أن تمله ‪،‬‬ ‫مثل ‪ :‬أن تاف من أن يغتالك أو يوّل مسيك إل اتاه آخر بالقوة ‪،‬‬ ‫فل يلزمك ‪،‬‬ ‫لقول النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬ل ضرر ول ضرار ) ‪،‬‬ ‫السئلة‬ ‫‪197‬‬

‫ال سؤال ‪ :‬لو قال قائل يا ش يخ لاذا ل تملون الياة ف الد يث على أن الراد رؤ ية الع ي‬ ‫فقال ‪ :‬وتراه ‪ ،‬أضاف بعد الشمس بالنسبة للرؤية ؟‬ ‫الواب ‪ :‬إذا طلع لكن إذا طلع الكلم على فعل إذا طلعت تراها إذا طلعت ل ل يقل وترى‬ ‫الش مس إذا طل عت علي ها يع ن إذا جعل نا الرض هي ال ت تدور فن حن الذ ين طلع نا على‬ ‫الشمس ما هي الشمس اللي طالعة نن الذين قربنا منها فارتفعت ‪.‬‬ ‫على كل حال أ نا هذا ما أعتقده ف هذه ل سألة ل أول إن دللة القرآن على هذا قطع ية بل‬ ‫ظنية ولكن الظن مقدم حت يرد أمر قطعي وإذا ورد أمر قطعي أمكن أن نؤوّل اليات ‪ .‬نعم‬ ‫السؤال ‪ :‬يا شيخ حفظك ال من الذي يقرر تضعيف الدليل العلمي ؟‬ ‫الواب ‪ :‬الذي يقرره أهله الصوغ بم ‪ .‬نعم ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬يا شيخ أثابكم ال قلنا إزالة النكر إذا كان يزول بالكلية أنه واجب ؟‬ ‫الواب ‪ :‬النهي عن النكر ما هو ؟‬ ‫السؤال ‪ :‬النهي عن النكر فإذا يعن ظننا سيخف منه هل نقول ‪ ..........‬؟‬ ‫الواب ‪ :‬كيف أنه سيزول ‪ ،‬سيخف منه ؟‬ ‫السؤال ‪ :‬سيخف ‪.‬‬ ‫الواب ‪ :‬هذه الرتبة الثانية التخفيف‬ ‫ال سؤال ‪ :‬إذا ني نا عن الن كر سيخف ‪ ،‬قل نا أ نه وا جب ‪ ،‬هل ن قض الدل يل قوله تعال ‪{ :‬‬ ‫‪ 00000‬ما استطعتم } ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ما نقضه ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬يا شيخ ركعت الضحى إذا كان النسان يتصدق يوميا عن هذه الفاصل ؟‬ ‫الواب ‪ :‬تكون ذات أجر ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬هل تكون صلة الضحى سنة ف حقه ؟‬ ‫الواب ‪ :‬نعم ‪ .‬لنه من يتيقن أنه أتى به على الوجه الطلوب حت لو سبحّت هل تتيقن أنك‬ ‫أتيت على الوجه الطلوب ؟‬ ‫وهذه ملحظة ينبغي أن نعرفها إذا رتب الجر أو الثواب على عمل صال ‪.‬‬ ‫فالراد إذن على كماله { إن ال صلة تن هى عن الفحشاء والن كر } و ( ال صلة نور ) ما كل‬ ‫مصلي تكون صلته نورا ول كل مصلي تنهاه صلته عن الفحشاء والنكر ومن الذي يضمن‬ ‫أنك سبحت وحدت وهللت على وجه الكمال ‪.‬‬

‫‪198‬‬

‫ال سؤال ‪ :‬أح سن ال إل يك يا ش يخ قوم عند هم ط بل وعند هم أشياء والثا ن الدف يرق صون‬ ‫عليـه يقولون شيخهـم أتـى شيخهـم هؤلء الماعـة هؤلء قوم كفار يبون اللهـو واللعـب‬ ‫فدعاهم النسان فلم يستجيبوا ث أتى بذا اللهو فأجابوا قالوا هذا الذكر خفف الناس حل‬ ‫الناس نقل الناس من الشرك إل ما هو أقل منه فهل هذا صحيح ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل غي صحيح ‪ .‬ل يكن أن يدعي للحق بباطل أبدا فإن فت النسان وانتفع الناس‬ ‫بذا الباطل فهذه فتنة أحيانا يأت الرجل إل القب ويدعوه لرض ‪ 000000‬هذا من الفت ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬يا شيخ أحسن ال إليك بأن هذا تفيف من النكر معن هذا خف من الشرك ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل لكن بالنسبة لك أنت منكر ول نؤمر بالنكر صحيح أنه خف هذا مع إن أظن‬ ‫أنه إذا أسلم على اللهو ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬من أراد أن ينكر على رجل فعل منكرا فكيف يدري هل هذا الرجل سيتوب عن‬ ‫هذا النكر أو سينتقل إل أعظم منه ؟‬ ‫الواب ‪ :‬ل ‪ ،‬ل ‪ ،‬مثل النسان رأى شخص معه آلة لو يعزف عليها ‪ ،‬فأنكر عليه فكسرها‬ ‫أمامه هذا زاد ‪ ،‬رآه يشرب المر فأنكر عليه فأراق المور ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬كيف يعرف يا شيخ قبل إنكار النكر حت إذا كان سينتقل إل ما هو أعظم منه ؟‬ ‫الواب ‪ :‬هذا الصل ‪.‬‬ ‫ال سؤال ‪ :‬ش يخ أثاب كم ال ف حد يث ‪ ( :‬من رأى من كم منكرا فليغيه بيده ) ‪ ،‬ف حالة أن‬ ‫تكون ( من ) لعامة الناس ‪ ،‬فما هو الضابط ؟ فما هو الضابط لتغيي النكر باليد للعامة ؟‬ ‫الواب ‪ :‬هذا تغيي النكر باليد ل يكون إل لولة المور ‪.‬‬ ‫السؤال ‪ :‬على قول من ؟‬ ‫الواب ‪ :‬على قول ال ق إن شاء ال ‪ ،‬لو جعل نا تغي ي الن كر ل كل وا حد لتقا تل الناس ف‬ ‫السواق لكان بجرد ما يكون أنه منكر يضرب هذا الرجل وليس بنكر خصوصا ف الوقت‬ ‫الا ضر ن عم الن ف الو قت الا ضر ت د ب عض الناس عنده غية كل ش يء عنده من كر كل‬ ‫شيء عنده منكر كل شيء عنده بدعة يادلون الن ف فالعلمات على الت ( تسوية الصنف‬ ‫الن ) يقول هذا ‪ :‬منكر ‪ ،‬هذا بدعة ‪ ،‬أنتم مبتدعة ‪ ،‬يكن بعضهم ما يصلي ف السجد إذا‬ ‫صار فيه علمات هذه ‪.‬‬ ‫بل حدثن من أثق به أن قالوا ‪ :‬هذا الكهرباء منكر ‪ ،‬سحر ‪،‬‬ ‫ويأتون بالحجار ف الليل يكسرون اللمبات ‪،‬‬ ‫لاذا ؟‬ ‫‪199‬‬

‫قال ‪ :‬هذا منكر ‪ ،‬سحر ‪.‬‬ ‫إذا أراد الوا حد يو قد ال سراج ي يب ال كبيت والفتيلة والوقود الغاز أو ما أش به ذلك وهذا‬ ‫بس مسمار يا مسلمون تنقلب الدنيا هذا سحر ‪.‬‬ ‫ل سطوا على الساجد بعض الساجد وكسروا اللمبات‬ ‫ترى هذا حق يعن مو أمر مفروط فع ً‬ ‫يقول ‪ ( :‬من رأى منكم منكرا ‪ ،‬فليغيه بيده ) ‪.‬‬ ‫تكملة الشرح‬ ‫‪ – 5‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬الث على معونة إخوانك السلمي ‪،‬‬ ‫حت ف غي الثال الذي ذكره النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫وكلما كان أخوك أحوج إل معونتك كانت العونة أفضل ‪،‬‬ ‫وكلما كانت العونة أنفع لخيك كانت أفضل ‪،‬‬ ‫وهنـا السـؤال ‪ :‬هـل مـن هذا النوع أن تعيـ زميلك فـ وقـت الختبار على معرفـة الواب‬ ‫الصحيح ؟‬ ‫ل ‪ ،‬كيف ل ؟‬ ‫أليس هذا معونة له ؟ أليس أنت تب أن تنجح ؟‬ ‫ح زميلك ‪،‬‬ ‫طيب ‪ ،‬ن ّ‬ ‫يقال ‪ :‬هذا منكر وخيانة للمانة ‪،‬‬ ‫وأنت لو فعلت فقد أعنته على منكره فل يوز ‪،‬‬ ‫وقيل لنا أن بعض الشايخ كان يراقب على الطلب ف المتحان ‪ ،‬فجاءوا يسألونه عن الواب ‪،‬‬ ‫كلما سأله واحد أجاب بالواب الصحيح ‪ ،‬فبلغ ذلك مدير الدرسة ‪ ،‬ودعاه ‪ ،‬قال ‪ :‬كيف تعلم‬ ‫الطلب ؟!!! أنا ما وضعتك عندهم إل لتمنعهم من هذا ‪ ،‬قال ‪ :‬إن النب صلى ال عليه وسلم‬ ‫قال ‪ ( :‬من سئل عن علم فكت مه يل جم يوم القيا مة بلجام من نار ) ‪ ،‬هذا سألوه ع نه فعلم هم ‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬أجل يا ال ندور على غيك وخلى واحد ثان ‪،‬‬ ‫فالفاهيم مشكلة ‪ ،‬إنا مشكلة ‪.‬‬ ‫‪ – 6‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬الث على الكلمة الطيبة ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬والكلمة الطيبة ) ‪،‬‬ ‫ول وال أطيب من كلم ال عز وجل ‪،‬‬ ‫القرآن كل كلمة ف القرآن فهي صدقة ‪،‬‬ ‫الكلمة الطيبة تكون طيبة ف أسلوبا وف موضوعها وف إلقائها وف نواح أخرى ‪،‬‬ ‫‪200‬‬

‫فإذا رأيـت شخصـا وتكلمـت معـه بكلم طيـب ‪ :‬السـلم عليكـم ‪ ،‬حياكـم ال ‪ ،‬صـبحكم ال‬ ‫بالي ‪،‬‬ ‫فهذه كلمة طيبة ‪،‬‬ ‫لكن بشرط أل يكون ذلك مل ‪،‬‬ ‫بعن أن تبقى معه مدة وأنت تقول مثل هذا الكلم ‪،‬‬ ‫إذا كان مل انقلب إل غي طيب ‪،‬‬ ‫لو كان مثل سـلّم ‪ :‬السـلم عليكـم ‪ ،‬كيـف حالك ؟ عسـاك طيـب ؟ وشلون العيال ؟ وشلون‬ ‫حالك بالبيع والشراء ؟ ويش كسبت اليوم ؟‬ ‫وقام يعد عليه ‪،‬‬ ‫كلمة طيبة ول غي طيبة ؟‬ ‫غي طيبة ‪،‬‬ ‫فلكل مقام مقال ‪،‬‬ ‫الهم القاعدة ‪ :‬كل كلمة طيبة فهي صدقة ‪.‬‬ ‫‪ – 7‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن إزالة الذى عن الطريق صدقة ‪،‬‬ ‫نقيس بالعكس ‪،‬‬ ‫وضع الذى ف الطريق جرية ‪،‬‬ ‫لن استعمال القياس العكسي مر علينا قريبا ‪،‬‬ ‫فإذا كان إماطة الذى عن الطريق صدقة ‪،‬‬ ‫فوضع الذى على الطريق جرية وأذيّة ‪،‬‬ ‫‪ – 8‬يتفرع على هذه الفائدة ‪ :‬إذا كان إماطة الذى عن الطريق السي صدقة ‪،‬‬ ‫فإماطة الذى عن الطريق العنوي أبلغ ‪،‬‬ ‫وذلك ببيان البدع والنكرات وغيها ‪،‬‬ ‫النكرات ‪ :‬كسفاسف الخلق من الدعارة والزن واللواط وشرب المر وغيها ‪،‬‬ ‫بيان هذه الشياء ‪،‬‬ ‫لن ل يارسها الناس تعتب صدقة ‪،‬‬ ‫وأعظم من إماطة الذى عن الطريق السي ‪،‬‬ ‫وهل من إماطة الذى عن الطريق العنوي قتل داعية الفساد ؟‬ ‫نعم ‪،‬‬ ‫‪201‬‬

‫لكنه ليس إلينا ‪،‬‬ ‫بل إل ول المر ‪.‬‬

‫‪202‬‬

‫الديث السابع والعشرون‬ ‫عن النواس بن سعان رضي ال عنهما عن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم قال ‪ ( :‬الب حسن‬ ‫اللق ‪ ،‬والث ما حاك ف نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم ‪.‬‬ ‫وعن وابصة بن معبد رضي ال عنه قال ‪ :‬أتيتُ رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬جئتَ‬ ‫ت سأل عن الب ؟ ) ‪ ،‬قل تُ ‪ :‬ن عم ‪ ،‬قال ‪ ( :‬ا ستفت قل بك ‪ ،‬الب ما اطمأ نت إل يه الن فس واطمأن‬ ‫إليه القلب ‪ ،‬والث ما حاك ف النفس وتردد ف الصدر ‪ ،‬وإن أفتاك الناس وأفتوك ) حديث حسن‬ ‫رويناه ف مسندي المامي أحد بن حنبل والدارمي بإسنادٍ حسن ‪.‬‬ ‫الشرح‬ ‫قوله ‪ ( :‬الب ) ‪ :‬الذي ذكره ال تعال ف القرآن فقال ‪ { :‬وتعاونوا على الب والتقوى } ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬حسن اللق ) ‪ :‬حسن اللق مع ال وحسن اللق مع عباد ال ‪،‬‬ ‫أما حسن اللق مع ال ‪:‬‬ ‫فأن تتلقى أحكامه الشرعية بالرضا والتسليم ‪،‬‬ ‫وأل يكون ف نفسك حرج منها ‪،‬‬ ‫ول تضيق با ذرعا ‪،‬‬ ‫أمرك بالصيام أهل وسهل ‪ ،‬بالصلة بالزكاة وغيها ‪،‬‬ ‫تقابل هذا بصدر منشرح أيضا ‪،‬‬ ‫حسن اللق مع ال ‪:‬‬ ‫ف أحكامه القدرية ‪ :‬النسان ليس دائما مسرورا يأتيه ما يزنه ف ماله ‪ ،‬ف أهله ‪ ،‬ف نفسه ‪ ،‬ف‬ ‫متمعه ‪،‬‬ ‫والذي قدر ذلك هو ال عز وجل ‪،‬‬ ‫فتكون حسن اللق مع ال وتقوم با أمرت به وتنجر عن منهياته ‪،‬‬ ‫أما حسن اللق مع الناس ‪ :‬فقد سبق أنه ( بذل الندى وكف الذى وطلقة الوجه ) ‪،‬‬ ‫هذا حسن اللق مع الناس ‪،‬‬ ‫هذا هو الب ‪،‬‬ ‫والراد به الب الطلق ‪،‬‬ ‫وهناك بر خاص ‪،‬‬ ‫كب الوالدين مثل ‪،‬‬ ‫هذا بر خاص ‪،‬‬ ‫‪203‬‬

‫وهو الحسان إليهما بالال والبدن والاه وسائر الحسان ‪،‬‬ ‫هل يدخل بر الوالدين بقوله ‪ ( :‬حسن اللق ) ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬نعم ‪ ،‬يدخل ‪،‬‬ ‫لن بر الوالدين ل شك أنه خلق حسن ممود ‪،‬‬ ‫كل أحد يمده فاعله عليه الث الذي هو ضد الب ‪،‬‬ ‫لن ال قال ‪ { :‬تعاونوا على الب والتقوى ول تعاونوا على الث والعدوان } ‪،‬‬ ‫فما هو الث ؟‬ ‫قوله ‪ ( :‬الث ‪ :‬هو ما حاك ف نفسك ) ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬حاك ) ‪ :‬أي تردد وصرت منه ف قلق ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وكرهت أن يطلع عليه الناس ) ‪ :‬لنه مل ذم وعيب ‪،‬‬ ‫فتجدك مترددا فيه وتكره أن يطلع الناس عليه ‪،‬‬ ‫وهذه الملة إنا هي لن كان قلبه صافيا لن كان قلبه سليما ‪،‬‬ ‫فهذا هو الذي يوك ف نفسه ما كان إثا ويكره أن يطلع عليه الناس ‪،‬‬ ‫أما التمردون الارجون عن طاعة ال الذين قست قلوبم ‪،‬‬ ‫فهؤلء ل يبالون ‪،‬‬ ‫بل ربا يتبجحون بفعل النكر والث ‪،‬‬ ‫فالكلم هنا ليس كلما ليس عاما لكل أحد ‪،‬‬ ‫بل هو خاص لن كان قلبه سليما طاهرا نقيا ‪،‬‬ ‫فإنه إذا همّ بإث وإن ل يعلم بأنه إث من قبل الشرع ‪،‬‬ ‫تده ماذا ؟‬ ‫مترددا ‪ ،‬يكره أن يطلع الناس عليه ‪،‬‬ ‫وهذا ضابط وليس بقاعدة ‪،‬‬ ‫يعن ضابط علمة على الؤمن أو علمة على الث ف قلب الؤمن ‪.‬‬ ‫ف هذا الديث فوائد منها ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬أن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم أعطي جوامع الكلم يتكلم بالكلم اليسي وهو‬ ‫يمل معان كثية ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬الب حسن اللق ) ‪ :‬كلمة جامعة بالعن ‪،‬‬ ‫‪ – 2‬ومنها ‪ :‬الث على حسن اللق وأنك مت أحسنت خلقك فإنك ف بَر ‪،‬‬ ‫‪204‬‬

‫فإن قال قائل ‪ :‬وهل يناف الغضب ل عز وجل هل يناف الب ؟‬ ‫يعن لو غضبت على إنسان وشددت عليه ول تسن اللق معه ‪،‬‬ ‫فإن ذلك ل يناف حسن اللق ‪،‬‬ ‫بل هذا من حسن اللق ‪،‬‬ ‫لن القصود به التربية والتوجيه فهو من حسن اللق ‪،‬‬ ‫ولذا كان النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ل ينتقم لنفسه ‪،‬‬ ‫لكن إذا انتهكت مارم ال عز وجل كان أشد الناس فيهم ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬أن الؤمن الذي قلبه صاف سليم يوك ف نفسه الث ‪،‬‬ ‫وإن ل يعلم أنه إث بل يتردد فيه ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬الث ما حاك ف نفسك ) ‪،‬‬ ‫وهو ياطب النواس بن سعان وأمثاله ‪.‬‬ ‫فما موقف النسان إذا حاك ف نفسه شيء ؟‬ ‫فهل هو إث أو غي إث ؟‬ ‫موقفه أن يدع أن يدع هذا حت يتبي ‪،‬‬ ‫لقول النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬دع ما يريبك إل ما ل يريبك ) ‪،‬‬ ‫ول تتجاسر فتقع ف الشبهات ‪،‬‬ ‫( ومن وقع ف الشبهات فقد وقع ف الرام ) ‪،‬‬ ‫كما ثبت ذلك عن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫‪ – 4‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن الرجل الؤمن يكره أن يطلع الناس على آثامه ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬وكرهت أن يطلع عليه الناس ) ‪،‬‬ ‫أما الرجل الفاجر التمرد فل يكره أن يطلع الناس على آثامه ‪،‬‬ ‫بل من الناس من يفتخر ويفاخر بالعصية ‪،‬‬ ‫كما يوجد من الفسقة يذهبون إل بلد كلها فجور وخور ث يأت مفتخرا فيتحدث أنه فجر كم‬ ‫امرأة ‪ ،‬أنه شرب كم كأسا من المر ‪،‬‬ ‫فتكون السيئة عنده ‪ ،‬ماذا ؟‬ ‫حسنة ‪،‬‬ ‫ويكون مستهترا بأحكام ال عز وجل ‪،‬‬ ‫ومثل هذا يستتاب فإن تاب وإل قتل ‪،‬‬ ‫‪205‬‬

‫لن هذا من أعظم السخرية ف دين ال ‪،‬‬ ‫تأت تتبجح با وصفه ال بأنه فاحشة كالزن !‬ ‫تأت تتبجح بشرب ما لعن النب صلى ال عليه وسلم شاربه !‬ ‫أين الدين ؟ أين اليان ؟‬ ‫وإذا عومل مثل هذا با يستحق ارتدع كثي من الناس عن مثل هذه المور‬ ‫السئلة‬ ‫قد سعنا بعض الناس يقول أنه إذا سع ( الظال ) اثنان يتناجيان ف الختبار فابطش ؟‬‫إي نعم ‪.‬‬‫هل يوز ( للظال ) أن يأخذ الجابة منهم؟ ويب عليه أن يفضحهم عند المراء ؟‬‫ إي نعم لكن ل يقول ل يتنصت ل أنا أقول لك الن ما أقول يتصنت لكن لو سع بدون‬‫تصنت هو تصنت ول ف نصه ؟‬ ‫تصنت ‪.‬‬‫هل أنا أقول أصنت فلن لفلن ؟ أو أنصت فلن لفلن ؟ إذن تنصت وهذا من لن الشاعر‬‫تصنت والصواب تنصت طيب ‪ .‬ما أقول هذا لكن سع ‪ .‬ها ؟‬ ‫أبلغ عنه ؟‬‫إي نعم لنه نصب فهو يستفيد ويفيد نعم ‪.‬‬‫شيخ حفظك ال الفاخرة ‪.‬‬‫إيش؟‬‫ الفاخرة تعتب ردة ؟‬‫إي نعم لن هذا الفاخر يعتقد حنّا ما أجع الناس على تريه نعم ‪.‬‬‫يقول الرسول صلى اله عليه وسلم ‪.‬‬‫ارفع يدك نعم ‪.‬‬‫يقول الرسول صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من رأى منكرا فإذا علم بوقوع النكر ف مكان ما فهل‬‫عليه أن ينكر ؟‬ ‫على إيش ؟‬‫فهل يب عليه إنكاره يعن ؟‬‫هذا الديث الذي ذكرته غي النكار لن هذا قال فليغيه بيده فإذا كان لك السلطة أن تغي‬‫بيدك وعلمت بأن هذا الكان منكر فغي ‪ .‬نعم ‪.‬‬ ‫‪206‬‬

‫أحسن ال إليك يا شيخ فهم بعضهم أن الجاهرة بالعصية من الفاخرة فاعتبها ردة ؟‬‫إي نعم‬‫فهل إذا جاهر النسان بالعصية تعتب ردة ؟‬‫ ل الجاهرة بالعصية غي الفاخرة لن الفاخر فرح معتبها غنيمة أم الجاهر ما فرح ولكنه‬‫رجل ل يبال أن – أن يعصي ال جهرا أو سرا ‪.‬‬ ‫يا شيخ‬‫نعم‬‫أحسن ال إليك‬‫ارفع يدك‬‫أحسن ال إليك إذا قلنا الوجوب التصدق عن الفاصل فهل معن ذلك أن من ترك هذه المور‬‫يأث ؟‬ ‫معلوم وشيء ثان من الوجوب‬‫وهل نقول للناس أن هذا أمر واجب ؟‬‫نعم ما نقول نن يا أخي نقول قال الرسول صلى ال عليه وسلم على كل سلمة صدقة‬‫كل يوم تطلع فيه الشمس ‪.‬‬ ‫تكملة الشرح‬ ‫وصلى ال على نبينا ممد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إل يوم الدين ‪،‬‬ ‫أما بعد ‪:‬‬ ‫فقد فاتنا الكلم على قوله ‪ ( :‬وبكل خطوة ) ‪ :‬ويوز خطوة تشيها إل الصلة صدقة ‪،‬‬ ‫سواء بعدت السافة أم قصرت ‪،‬‬ ‫كل خطوة ‪،‬‬ ‫وإذا كان قد تطهر ف بيته وخرج إل الصلة ل يرجه إل الصلة ل يطو خطوة إل رفع ال له با‬ ‫درجة وحط عنه با خطيئة ‪،‬‬ ‫فيكتسب شيئي ‪:‬‬ ‫رفع الدرجة ‪،‬‬ ‫وحط الطيئة ‪،‬‬ ‫وقد استحب بعض العلماء رحهم ال أن يدن النسان خطواته إذا ذهب إل السجد ‪،‬‬ ‫ولكن هذا ف استحباب ف غي موضعه ‪،‬‬ ‫‪207‬‬

‫ول دليل عليه ‪،‬‬ ‫لن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم لا أخب أن بكل خطوة يطوها إل الصلة صدقة ‪،‬‬ ‫ل يقل ‪ :‬فليدن أحدكم خطواته ‪،‬‬ ‫ولو كان هذا أمرا مقصودا مشروعا ‪،‬‬ ‫لبينه النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫ولكن ل يباعد الطى قصدا ول يدنيها قصدا ‪،‬‬ ‫يشي على عادته ‪،‬‬ ‫وهذا نظي قول بعضهم ‪ :‬يستحب لن دخل السجد أن ينوي العتكاف مدة لبثه فيه ليحصل له‬ ‫انتظار الصلة والعتكاف ‪،‬‬ ‫مثال ذلك ‪ :‬قد حضر النسان إل مسجد الامع ف الساعة الواحدة يوم المعة ‪،‬‬ ‫قالوا ‪ :‬ينبغـي أن ينوي العتكاف مدة لبثـه فيـه ليحصـل له ثواب العتكاف وثواب انتظار‬ ‫الصلة ‪،‬‬ ‫وهذا ف غي مله ‪،‬‬ ‫ول صحة له ‪،‬‬ ‫لنه لو كان هذا أمرا مبوبا إل ال ومشروعا ف السلم ‪،‬‬ ‫لبينه النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫وقد تكلم عن ثواب من راح ف الساعة الول ث الثانية ث الثالثة ث الرابعة ث الامسة ‪،‬‬ ‫ول يقل للناس ‪ :‬انووا العتكاف مدة لبثكم ف السجد ‪،‬‬ ‫فهذا ما يستحسنه بعض العلماء ‪،‬‬ ‫لكن ل يعن ل يتفطن ‪،‬‬ ‫إن استحباب شيء يتقرب به النسان إل ال عز وجل بدون أصل ‪ ،‬يعتب بدعة ل صحة له ‪،‬‬ ‫ث إن العتكاف الشروع الذي يطلب من النسان ‪،‬‬ ‫ويقال ‪ :‬اعتكف ‪ ،‬هو العتكاف ف العشر الواخر من رمضان فقط ‪.‬‬ ‫ل يقال ‪ :‬للنسان اعتكف ف أي وقت إل ف هذه العشر ‪،‬‬ ‫والدليل على هذا ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم اعتكف ف العشر الول من رمضان‬ ‫يريد يتحرى ليلة القدر ث اعتكف العشر الوسط ث قيل له أنه ف العشر الواخر فاعتكف ف‬ ‫العشر الواخر ‪،‬‬ ‫ول يعد إل اعتكاف العشر الول ول الوسط ف العام القادم ‪،‬‬ ‫‪208‬‬

‫مع أنه قد فعلها وكان صلى ال عليه وسلم إذا فعل شيئا أثبته ‪،‬‬ ‫فدل هذا على أن العتكاف غي مشروع ف غي العشر الواخر من رمضان ‪،‬‬ ‫ث إن سبب العتكاف ‪ :‬هو تري ليلة القدر ‪،‬‬ ‫ومت تكون ليلة القدر ؟‬ ‫ف العشر الواخر من رمضان ‪،‬‬ ‫فالعبادات مددة شرعا ‪،‬‬ ‫ول أدري هل الخوان أدركوا أن العبادة ل تكون موافقة ؟‬ ‫ل تكون العبادة إل إذا وافقت الشريعة ف ستة أمور ‪،‬‬ ‫ما هو الب ؟ الب العام والاص ؟‬ ‫الب العام حسن اللق ‪،‬‬ ‫مع من ؟‬ ‫مع ال عز وجل وعباده ‪،‬‬ ‫الب الاص ؟‬ ‫كب الوالدين هذا خاص ‪،‬‬ ‫وهو داخل ف الواقع ف حسن اللق ‪،‬‬ ‫لكنه نص عليه لهيته ‪،‬‬ ‫يقال ‪ :‬الب والتقوى ‪ ،‬هل ها ف معن واحد ؟‬ ‫يقال ‪ :‬الب والتقوى ف القرآن ‪ { :‬وتعاونوا على الب والتقوى } ‪،‬‬ ‫إذا ذكرا جيعا صار لكل منهما معن ‪،‬‬ ‫وإذا أفرد أحدها دخل ف الخر ‪،‬‬ ‫إذا ذكرا جيعا ‪،‬‬ ‫فما الراد بالب ؟‬ ‫الراد بالب ‪ :‬فعل الي ‪،‬‬ ‫وبالتقوى ؟‬ ‫اجتناب الشر ‪،‬‬ ‫هذا إذا ذكرا جيعا ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬الث ما حاك ف نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) ‪ ،‬هل هذا عام لكل أحد ؟‬ ‫ل ‪ ،‬هذا خاص لن كان قلبه سليم ‪،‬‬ ‫‪209‬‬

‫صافيا مبا للخي ‪،‬‬ ‫وأما القلب الزائغ فإنه ل يهتم لذا المر ‪،‬‬ ‫بل ل يوك ف صدره إل الب يتردد ف فعله ‪،‬‬ ‫يقول ‪ :‬افعله ‪ ،‬أو ل أفعله ‪،‬‬ ‫أخشى أن زملئي يقولون ‪ :‬هذا صار مطوع ‪ ،‬وما أشبه ذلك ‪،‬‬ ‫لكن صاحب القلب الصاف هو الذي إذا هم أو حدثته نفسه بفعل الث حاك ف صدره ل يطمئن‬ ‫إليه ول يرتح له ‪.‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬جئت تسأل عن الب ؟ ) ‪ :‬هذه جلة خبية ف ظاهرها ‪،‬‬ ‫لكن استفهامية ف معناها ‪،‬‬ ‫فمعن ‪ ( :‬جئت تسأل ) ‪ :‬يعن ‪ :‬أجئت تسأل عن الب ؟‬ ‫والملة خبية تأت بعن استفهامها كثية ‪،‬‬ ‫قال ال عز وجل ‪ { :‬أم لم آلة من الرض هم ينشرون } ‪،‬‬ ‫جلة ‪{ :‬هم ينشرون } جلة استفهامية حذفت منها هزة الستفهام ‪،‬‬ ‫والتقدير ‪ ( :‬أهم ينشرون حت أتذهم آلة ؟ ) ‪،‬‬ ‫ولذا ينبغي للقارئ أل يصل قوله ‪ { :‬هم ينشرون } لقوله ‪ { :‬أم لم آلة من الرض } ‪،‬‬ ‫بل يقول ‪ { :‬أم لم آلة من الرض هم ينشرون } ‪،‬‬ ‫حت يتبي العن ‪،‬‬ ‫لن لو وصلت لظن السامع أنه صفة آلة ‪،‬‬ ‫فإن قال قائل ‪ :‬كيف وقع ف قلب النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم أن هذا الرجل جاء يسأل‬ ‫عن الب ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬قضايا العيان ل يسأل عنها ‪،‬‬ ‫هذه قضية عي ‪،‬‬ ‫يتمل أن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم بلغه أن وابصة يسأل عن الب ‪ ،‬فلما أتى إليه ‪ ،‬قال‬ ‫له ‪ ( :‬جئت تسأل عن الب ؟ ) ‪،‬‬ ‫ويتمل أن هذا من فراسة النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫فالهم أن قضايا العيان يصعب جدا أن يدرك النسان أسبابا ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬استفت ) ‪ :‬بعن ‪ :‬اسأل ‪،‬‬ ‫والستفتاء ‪ ( :‬طلب الفتاء ) ‪،‬‬ ‫‪210‬‬

‫وهو بعن ‪ :‬الب ‪،‬‬ ‫أعن الفتاء ‪،‬‬ ‫لن الفتاء إخبارنا عن حكم شرعي ‪،‬‬ ‫فقوله ‪ ( :‬استفت قلبك ) ‪ :‬يعن اسأل قلبك ‪،‬‬ ‫فأحاله النب صلى ال عليه وسلم على قلبه ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬الب ‪ :‬ما اطمئنت إليه النفس ) ‪ :‬ما اطمئن إليه القلب اللهم صلي وسلم رسول ال ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬اطمئن ) ‪ :‬يعن استقر ‪،‬‬ ‫ومنه ‪ :‬الديث ‪ ( :‬اركع حت تطمئن راكعا ) ‪ :‬أي تستقر ‪،‬‬ ‫فما استقر إليه القلب ورضي به وانشرح به واطمأنت إليه النفس أيضا ‪.‬‬ ‫ل تدثك نفسك بالروج عنه ‪،‬‬ ‫فهذا هو الب ‪،‬‬ ‫ولكن لن ؟‬ ‫لن قلبه سليم ونيته صادقة ‪،‬‬ ‫أما من ليس كذلك فقلبه ل يطمئن للب‪،‬‬ ‫ول تطمئن إليه نفسه ‪،‬‬ ‫ولذا تده إذا شرع بالب يضيق ذرعا ويسرع هربا ‪،‬‬ ‫حت كأنه مطرود ‪،‬‬ ‫لكن الؤمن يطمئن قلبه وتطمئن نفسه إل الب ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬والث ما حاك ف النفس ) ‪ :‬يعن ترددها فيها ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وتردد ف الصدر ) يعن ف القلب ( إحم – كحة ) ‪،‬‬ ‫لنه قال ‪ ( :‬اطمئن إليه القلب ) ‪،‬‬ ‫( واطمأنت إليه النفس ) ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وإن أفتاك الناس وأفتوك ) ‪ :‬يع ن أ نك إذا ا ستفتيت قل بك ورأ يت نف سك ل تطمئن فل‬ ‫تفعل ‪،‬‬ ‫حت وإن أفتاك الناس ‪،‬‬ ‫لو قالوا ‪ :‬هذا حلل ‪ ،‬وأنت ل تطمئن إليه ‪ ،‬ل تفعل حت ترتاح ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ ( :‬وإن أفتاك وأفتوك ) ‪ :‬هذا من باب التوكيد ‪،‬‬ ‫يعن حت لو أفتاك وأفتاك وأفتاك وأفتاك ل ترجع إل فتواهم ‪،‬‬ ‫‪211‬‬

‫ما دام قلبك ل يطمئن ول يستقر فل تلتفت للفتوى ‪،‬‬ ‫ف هذا الديث فوائد منها ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬حسن خلق النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم حيث يتقدم للسائل با ف نفس السائل‬ ‫ليستريح ويطمئن ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬جئت تسأل عن الب ) ‪،‬‬ ‫‪ – 2‬ومنها ‪ :‬جواز حذف هزة الستفهام إذا دل عليها الدليل ‪،‬‬ ‫لكن هذا ليس حكما شرعيا إما هو حكم لغوي ‪،‬‬ ‫‪ – 3‬ومنها ‪ :‬أن ( نعم ) ‪ ،‬جواب لثبات ما سئل عنه ‪،‬‬ ‫فقول وابصة ‪ :‬نعم ‪،‬‬ ‫أي جئت أسأل عن الب ‪،‬‬ ‫ولذا لو أجاب النسان با منه سأله عن شيء ‪،‬‬ ‫فمعناه إثبات ذلك الشيء ‪،‬‬ ‫لو قيل للرجل ‪ :‬أوقفت بيتك على الفقراء ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم ‪،‬‬ ‫ماذا يكون ؟‬ ‫تكون وقفا على الفقراء ‪،‬‬ ‫لو قيل للرجل ‪ :‬أطلقت امرأتك ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬يعن طلقتها ‪،‬‬ ‫فتطلق ‪،‬‬ ‫لو قيل للرجل ‪ :‬أبعت دارك على فلن ؟ قال ‪ :‬نعم ‪،‬‬ ‫يتم البيع ‪،‬‬ ‫إذا وافق الذي أقر له ‪،‬‬ ‫وهلم جرّا ‪.‬‬ ‫‪ – 4‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬جواز الرجوع إل القلب والنفس ‪،‬‬ ‫لكن بشرط أن يكون هذا الذي رجع إل قلبه ونفسه من استقام دينه ‪،‬‬ ‫فإن ال عز وجل يؤيد من علم ال منه صدق النية ‪،‬‬ ‫‪ – 5‬ومن ها ‪ :‬أن ال صوفية وأشباه هم ا ستدلوا بذا الد يث على أن الذوق دل يل شر عي ير جع‬ ‫إليه ‪،‬‬ ‫لنه قال ‪ ( :‬استفت قلبك فما وافق عليه القلب فهو بر ) ‪،‬‬ ‫فيقال ‪ :‬هذا ل يكن ‪،‬‬ ‫‪212‬‬

‫لن ال تعال أنكر على من شرعوا دينا ل يعلم به ال ‪،‬‬ ‫ول يكن أن يكون ما أنكره ال حقا أبدا ‪.‬‬ ‫ث إن الطاب الن لرجل صحاب حريص على تطبيق الشريعة ‪،‬‬ ‫فمثل هذا يؤيده ال عز وجل ويهدي قلبه ‪،‬‬ ‫حت ل يطمئن إل إل أمر ممود ل عز وجل ‪،‬‬ ‫ويقال ف الث ‪ ( :‬ما حاك ف النفس وتردد ف الصدر ) ‪ ،‬ما قيل ف الديث الول ‪.‬‬ ‫‪ – 6‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن ل يغتر النسان بإفتاء الناس ‪،‬‬ ‫ل سيما إذا وجد ف نفسه حسكة ‪،‬‬ ‫فإن كثي من الناس يستفت عالا أو طالب علم فيفتيه ث يتردد ‪ ،‬يشك ‪،‬‬ ‫فهل لذا الذي تردد وشك أن يسأل عالا آخر إذا تردد ف جواب الثان ؟ ‪،‬‬ ‫‪ – 7‬ومنها ‪ :‬أن الدار ف الشريعة على الدلة ل على ما اشتهر بي الناس ‪،‬‬ ‫لن الناس قد يشتهر عندهم شيء ويفتون به وهو ليس بق ‪،‬‬ ‫الدار إل الدلة الشرعية ‪،‬‬

‫‪213‬‬

‫الديث الثامن والعشرون‬ ‫عن أ ب ن يح العرباض بن سارية ر ضي ال ع نه قال ‪ :‬وعظ نا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‬ ‫موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ‪ ،‬فقلنا ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬كأنا موعظة مودع ‪،‬‬ ‫فأوصنا ‪ ،‬قال ‪ ( :‬أوصيكم بتقوى ال عز وجل ‪ ،‬والسمع والطاعة ‪ ،‬وإن َتَأ ّمرَ عليكم عب ٌد ‪ ،‬فإنه‬ ‫َيعِشْ منكم فسيى اختلفا كثيا ‪ ،‬فعليكم بسنت وسنة اللفاء الراشدين الهديي ‪ ،‬عضوا عليها‬ ‫بالنواجـذ ‪ ،‬وإياكـم ومدثات المور ‪ ،‬فإن كـل بدعةٍ ضللة ) رواه أبـو داود والترمذي وقال ‪:‬‬ ‫حديثٌ حسن صحيح ‪.‬‬ ‫الشرح‬ ‫قوله ‪ ( :‬وعظنا ) ‪ :‬الوعظ التذكيي لا يلي القلب سواء كانت الوعظة ترغيبا أو ترهيبا ‪،‬‬ ‫وكان النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم يتخول أصحابه بالوعظة أحيانا ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ ( :‬وجلت منها القلوب ) ‪ :‬يعن خافت ‪،‬‬ ‫كما قال ال تعال ‪ { :‬الذين إذا ذكر ال وجلت قلوبم } ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وذرفت منها العيون ) ‪ :‬أي ذرفت الدموع ‪ ،‬وهو كناية عن البكاء ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فقلنا ‪ :‬يا رسول ال كأنا موعظة الودع فأوصنا ) ‪ ( :‬كأنا ) أي هذه الوعظة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬موعظة مودع ) ‪ :‬وذلك لتأثيها ف إلقائها وف موضوعها وف هيئة الواعظ ‪،‬‬ ‫لن كل هذا مؤثر ‪،‬‬ ‫حت أننا ف عصرنا الن تسمع الطيب فيلي قلبك وياف وتبكي ‪،‬‬ ‫فإذا سعت وصار إذا سعته مسجلً ل تتأثر ‪،‬‬ ‫فتأثي الواعظ له أسباب منها ‪:‬‬ ‫الوضوع ‪،‬‬ ‫ومنها حال الواعظ ‪،‬‬ ‫ومنها انفعاله ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬أوصـيكم بتقوى ال عـز وجـل ) ‪ :‬وهذه الوصـية مأخوذة مـن قول ال تعال ‪ { :‬ولقـد‬ ‫وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا ال } ‪،‬‬ ‫فتقوى ال رأس كل شيء ‪،‬‬ ‫ومعن التقوى ‪ ( :‬طاعة ال بامتثال أوامره واجتناب نيه على علم وبصية ) ‪،‬‬ ‫ولذا قال بعضهم ف تفسيها ‪ ( :‬أن تعبد ال على نور من ال ترجو ثواب ال وأن تترك ما حرم‬ ‫ال على نور من ال تشى عقاب ال ) ‪،‬‬ ‫‪214‬‬

‫وقال بعضهم ‪:‬‬ ‫خَ ّل الذنوب صـغيـرها وكبيــرها ذاك الت ـقـى‬

‫واعمـل كما شٍ فوق أرض الشوك يذر ما يرى‬

‫ل تَــــحْــقِــ َرنّ صــــغــيــرة‬

‫إن الـــجبـــال مــن الـــحـصى‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫قوله ‪ ( :‬أوصيكم بتقوى ال والسمع والطاعة ) ‪ :‬السمع والطاعة يعن لولة المر ‪،‬‬ ‫بدليل قوله ‪ ( :‬وإن تأمر عليكم ) ‪،‬‬ ‫السمع والطاعة ‪ :‬أن تسمع إذا تكلم وأن تطيع إذا أمر ‪.‬‬ ‫وسيأت إن شاء ال ف بيان الفوائد حكم هذه الملة العظيمة ‪،‬‬ ‫لكن انظر أن النب صلى ال عليه وسلم خصها بالذكر بعد ذكر التقوى ‪،‬‬ ‫مع أن السمع والطاعة من تقوى ال لهيتها ‪،‬‬ ‫ولعظم التمرد عليها ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬والسمع والطاعة ) ‪ :‬يعن ‪ ،‬لن ؟‬ ‫لولة المور ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وإن تأمر عليكم ) ‪ ( :‬إن تأمر ) أي صار أميا ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬عبد ) ‪ :‬يعن ملوكا ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فإنه من يعش منكم ) ‪ :‬اللهم صلي وسلم عليه يعن تطول به الياة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فسيى ) ‪ :‬والسي هنا للتحقيق ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬اختلفا كثيا ) ‪ :‬ف ماذا ؟‬ ‫ف العقيدة ‪ ،‬ف العمل ‪ ،‬ف النهج ‪،‬‬ ‫يرى اختلفا كثيا ‪ ،‬وهذا هو الذي حصل ‪،‬‬ ‫ل وجدوا من الختلف والفت والشرور ما ل يكن له ف السبان ‪،‬‬ ‫الصحابة الذين عاشوا طوي ً‬ ‫ث أرشدهم صلى ال عليه وعلى آله وسلم إل ما يلزمونه عند هذا الختلف ‪:‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فعليكم ) أي إلزموا ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬عليكم بسنت وسنة اللفاء الراشدين الهديي ) ‪ :‬إلزموا سنت ‪،‬‬ ‫والراد بالسنة هنا ‪ :‬الطريقة الت عليها صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫فل تبتدعوا ف دين ال ما ليس منه ول ترجوا عن شريعته ‪،‬‬ ‫ل ترجوا عن شريعته ول تبتدعوا ف دينه ما ليس منه ‪،‬‬ ‫وكذلك سنة اللفاء الراشدين اللفاء الذين يلفون رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم ف‬ ‫أمته ‪،‬‬

‫‪215‬‬

‫وعلى رأسهم أبو بكر الصديق رضي ال عنه ‪،‬‬ ‫فإن أبا بكر الصديق هو الليفة الول لذه المة ‪،‬‬ ‫نص النب صلى ال عليه وسلم نصا يقرب من اليقي ‪،‬‬ ‫وعامله بأمور تشي إل أنه الليفة بعده ‪،‬‬ ‫مثال ذلك ‪ :‬أتته امرأة ف حاجة لا فوعدها وعدا قالت ‪ :‬يا رسول ال إن ل أجدك ‪ ،‬قال ‪ ( :‬ائت‬ ‫أبا بكر ‪ ،‬ائت أبا بكر ) ‪،‬‬ ‫وقال ‪ ( :‬يأب ال ورسوله والؤمنون إل أبا بكر ) ‪،‬‬ ‫وأمر أن تسد جيع البواب الشرعة على السجد إل باب أبا بكر ‪،‬‬ ‫وجعله خليفته ف الصلة بالسلمي حي مرض ‪،‬‬ ‫وهذه إمامة صغرى ‪،‬‬ ‫يشي ف ذلك أنه يتول المامة الكبى ‪،‬‬ ‫وجعله أميا على الجيج ف السنة التاسعة خلفا عنه ‪،‬‬ ‫فهو الليفة بالنص الذي يقرب من اليقي ‪،‬‬ ‫ث الليفة من بعده ؟ من ؟‬ ‫عمر ‪،‬‬ ‫لن أول الناس باللفة بعد أب بكر عمر رضي ال عنه ‪،‬‬ ‫فإنما صاحبا رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫وكان كثيا ما يقول ‪ ( :‬ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ) ‪ ( ،‬وجئت أنا وأبو بكر وعمر ) ‪،‬‬ ‫فرأى أبو بكر رضي ال عنه أن أحق الناس باللفة عمر ‪،‬‬ ‫خلفة عمر ثابتة شرعا أم ل تثبت ؟‬ ‫ثابتة ‪،‬‬ ‫لنا وقعت من خليفة ‪،‬‬ ‫فهي ثابتة شرعا ل إشكال فيها ‪،‬‬ ‫ث صارت اللفة لعثمان بشورة معروفة رتبها عمر رضي ال عنه ‪،‬‬ ‫ث صارت بعد ذلك لعلي ‪،‬‬ ‫هؤلء هم اللفاء الراشدون رضي ال عنهم ل إشكال فيهم ‪،‬‬ ‫ّفـ النـب صـلى ال عليـه وعلى آله وسـلم فـ أمتـه عبادة ودعوة‬ ‫وهـل يدخـل فـ هذا مـن َخل َ‬ ‫وتوجيها ‪ ،‬أو قال ‪ :‬هذا خاص ف الربعة اللفاء ؟‬ ‫‪216‬‬

‫الظاهر ‪ :‬الول ‪،‬‬ ‫ولذلك َعدّ كثي من السلف عمر بن عبد العزيز رحه ال َعدّو ُه من اللفاء ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ ( :‬الهديي ) ‪ :‬صفة مؤكدة لا سبق ‪،‬‬ ‫لنه لزم من كونم راشدين أن يكونوا مهديي ‪،‬‬ ‫إذ ل يكن رشد إل بداية ‪،‬‬ ‫وعليه فالصفة هنا ليست صفة احتراز ‪،‬‬ ‫ولكنها صفة توكيد وبيان علة ‪،‬‬ ‫يعن أنم رشدوا لنم مهديون ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬عضوا عليها ) ‪ :‬أي على سنت وعلى سنة اللفاء ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬بالنواجذ ) ‪ :‬وهي أقسى الضراس ‪،‬‬ ‫ومن العلوم أن السنة ليست جسما يؤكل ‪،‬‬ ‫لكن هذه كناية عن شدة التمسك با ‪،‬‬ ‫أن النسان يتمسك بذه السنة حت يعض عليها بأقسى أضراسه ‪،‬‬ ‫قال ‪ ( :‬وإياكم ) ‪ :‬لا حث على السنة حذر من البدعة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وإياكم ومدثات المور ) ‪ :‬يعن اجتنبوها ‪،‬‬ ‫والراد بالمور هنا ‪ :‬الشئون ‪،‬‬ ‫والراد بالشئون ‪ :‬شئون الدين ‪،‬‬ ‫ل الحدثات ف أمور الدنيا ‪،‬‬ ‫الحدثات ف أمور الدنيا منها ما هو نافع فهو خي ‪،‬‬ ‫ومنها ما هو ضار فهو شر ‪،‬‬ ‫لكن الحدثات ف أمور الدين كلها شر ‪،‬‬ ‫ولذا قال صلى ال عل يه و سلم ‪ ( :‬فإن كل بد عة ‪ ،‬فإن كل مد ثة بد عة ‪ ،‬و كل بد عة ضللة ‪،‬‬ ‫وكل ضللة ف النار ) ‪ :‬هذه من عندكم ؟ موجودة ‪ ،‬ل أحفظها ف هذا الديث ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬فإن كل مدثة بدعة ) ‪ :‬لنا ابتدعت وأنشئت من جديد ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وكل بدعة ضللة ) ‪ :‬كل بدعة ‪ ،‬يعن ف ماذا ؟‬ ‫ف دين ال فهي ضللة ‪،‬‬ ‫قال الؤلف رحه ال ‪ :‬رواه أبو داود والترمذي ‪،‬‬ ‫وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪،‬‬ ‫‪217‬‬

‫قد يقول قائل ‪ :‬كيف يمع بينهما ؟ والصحيح غي السن ؟‬ ‫أجاب العلماء عن هذا ‪ :‬بأنه إن كان طريق الديث واحدا فالخرج له قد َشكّ ‪:‬‬ ‫هل الطريق يصل إل درجة الصحة ؟ أو ما ف دونا ف مرتبة السن ‪،‬‬ ‫وعلى هذا التردد ‪،‬‬ ‫وإما إذا كان جاء من طريقي فيحمل على أن أحدها ‪ :‬صحيح ‪ ،‬والثان ‪ :‬حسن ‪،‬‬ ‫ويكون على تقدير الواو ‪ :‬أي صحيح وحسن ‪ ،‬صحيح من طريق ‪ ،‬وحسن من طريق ‪،‬‬ ‫وعليه فنقول ‪ :‬أيهما أقوى ؟ أن يقول ‪ :‬هذا حديث صحيح ‪ ،‬أو هذا حديث حسن ؟‬ ‫فيه تفصيل ‪ :‬إن كان قال ‪ :‬حديث حسن صحيح للتردد ‪،‬‬ ‫فقوله ‪ :‬صحيح أقوى ‪،‬‬ ‫وإن كان قال ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪ ،‬عن طريق ‪.‬‬ ‫فحسن صحيح أقوى ‪،‬‬

‫‪218‬‬

‫فوائد الديث‬ ‫نعود إل فوائد هذا الديث منها ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬مشروعية الوعظة ولكن ينبغي أن تكون ف ملها وأن ل يكثر فيمل ‪،‬‬ ‫لن الناس إذا ملوا الواعظ والوعظة وتقاصر سيماهم عن الضور ‪،‬‬ ‫ولذا كان النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم يتخول أصحابه ف الوعظة ‪،‬‬ ‫وكان بعض الصحابة يعظ أصحابه كل يوم خيس ‪،‬‬ ‫يعن بالسبوع مرة ‪،‬‬ ‫‪ – 2‬ومنها ‪ :‬أنه ينبغي للواعظ أن تكون موعظته مؤثرة باختيار اللفاظ الزلة الثية ‪،‬‬ ‫وهذا على حسب الوضوع ‪،‬‬ ‫إن كان يريد أن يعظ الناس لشاركة ف جهاد أو نوه ‪،‬‬ ‫فالطبة تكون ماذا ؟‬ ‫حاسية ‪،‬‬ ‫إن كان لعمل الخرة فإن الوعظة تكون مرققة للقلوب ‪،‬‬ ‫‪ – 3‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن الخاطب بالوعظة إذا كانت بليغة فسوف يتأثر ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ) ‪،‬‬ ‫‪ – 4‬ومنها ‪ :‬أن القلب إذا خاف بكت العي وإذا كان قاسيا نسأل ال أن يعيذنا وإياكم من‬ ‫قسوة القلب لن تدمع العي ‪.‬‬ ‫يا سليم‬‫غفـر ال لك و –واطلعنـا على – على حالة الناس مـن أول بعضهـم فـ بعـض الحيان‬‫يبكون يا شيخ بكاء شديد حت بعضهم ف بعض الحيان يكون أزود من ثلثة أو أربعة‬ ‫ف الصف الواحد – ‪ 0000000‬يا شيخ ما ينقطع البكاء ما أدري ويش السبب ؟‬ ‫السبب قسوة القلوب ‪.‬‬‫طيب العلم يا شيخ ؟‬‫و – و – وقسـوة القلب بارك ال فيـك وانماكهـا فـ طلب الدنيـا ‪ .‬كان الول الناس‬‫متفرغي ف الول وقلوبم متعلقة بال عز وجل فيقرب منهم البكاء حت انم إذا خرجوا‬ ‫لصلة الستسقاء أدركناهم تسمع شهيقه وهو – وهو يشي ف السوق قبل أن يدخل ف‬ ‫الصلة الن كما ترى إنت ‪ .‬الواب يا سليم ‪.‬‬ ‫ما لشيء ‪ ،‬كان الواب لترددي يا شيخ ما أدري ويش السبب نسأل ال العافية ‪.‬‬‫‪219‬‬

‫السبب قسوة القلب يا أخي ‪.‬‬‫ما أدري العلم تعلموا أكثر من علمهم من أول والرزاق أكثر منها بالول ‪.‬‬‫إي هذا – هذا ‪ ،‬الرزاق هي البلء ولذا قال ال نب صلى ال عل يه و سلم وال ما الف قر‬‫أخ شى علي كم وإن ا أخ شى أن تف تح علي كم الدن يا فت – فتناف سوها ك ما تناف سها من‬ ‫قبلكم _ من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم‬ ‫جزاك ال خي يا شيخ‬‫نعم‬‫ ف بعض الدول السلمية نرى مموعة من الناس يتخذون لم أميا أو يسمونه رئيسا ف‬‫جاعة داعية ف – فما حكم الوز _ ؟‬ ‫ما إيش ؟‬‫ما حكم اتاذ هذا الشخص و –‬‫ هذا سيأ – سيأت هذا الديث ‪ .‬نعم وليد ‪.‬‬‫أحسن ال إليك يا شيخ لقول النب ‪ :‬والث ما حاك ف نفسك وكرهت أن يطلع عليه‬‫الناس هل نقول الملة الثانية يا شيخ يكون شرط ثان لثبات الث أو تكون ؟‬ ‫إي نعم ‪ ،‬يعن ه – هل من لزم من اجتماع الوصفي ؟‬‫نعم‬‫ل هذا بيان للواقع _ لنه من جلة ما يفعله النسان يت – يتردد ف المر أنه يكره أن‬‫يطلع عليه الناس ‪.‬‬ ‫يا شيخ ‪.‬‬‫جعة ‪.‬‬‫ يا ش يخ أح سن ال إل يك ما عرف حله من كتاب ر سول ال ف هل التردد ف يه يع ن يلزم‬‫تركه ؟‬ ‫نعم – ل لكن أحيانا يكون النسان ف نفسه شيء و – وتردد ما هو من جهة الل لكن‬‫من جهة أنه يشى أن سبب الل غي – غي تام ‪.‬‬ ‫القول – يقال أن القربيـ يتركون سـبعي بابـا مـن اللل خوفـا مـن الواقـع فـ – فـ‬‫الرام ؟‬

‫‪220‬‬

‫أجل النب صلى ال عليه وسلم ترك سبعي – نعم لذا غلط بل – بل النسان إذا امتنع‬‫من الطيبات تعبدا بدون سبب شرعي فهو مذموم ( يا أيها السلمون كلوا من الطيبات )‬ ‫نعم ‪.‬‬ ‫باك ال ف يك ال صدقات ال ت بين ها ال نب صلى ال عل يه وعلى آله و سلم ف حد يث أ ب‬‫هريرة هل يشترط لا با نية أم مرد الفعل يصل على الجر ؟‬ ‫ظاهر الديث أنه – أنه بجرد الفعل – تيط الذى عن الطريق صدقة ‪.‬‬‫وإن ل يدث ؟‬‫وإن ل تدث النية لكن إذا – إذا كان بنية فهو أفضل ل شك نعم ‪.‬‬‫يا شيخ أثابكم ال هل يعتب اطمئنان القلب مرجحا من الرجحات عند تعارض الدلة ؟‬‫إي ن عم _ يع – يع تب اطمئنان القلب إل أ حد القوال ع ند تعارض الدلة يع تب مرج حا‬‫ولذا تد النسان يأت بشيئا مستحبا غي قلق نعم ‪.‬‬ ‫أحسن ال إليك بعض الناس من يأمر بالعروف ول ينكر النكر ‪ 00000‬الديث فيكون‬‫أجاب العروف ول ينكر النكر ‪.‬‬ ‫إي هذا جهة فأمر بالعروف واني عن النكر حت وإن كنت ل تفعل ولكن أمر بالعروف‬‫وان ي عن الن كر وأبدأ بنف سك وهذا نظ ي من أ نا ذا أح فظ القرآن أخ شى من ال ث ف‬ ‫نسيانه كل هذا من ال هل من الشيطان والشيطان له – له – له طرق وأبواب يرب با‬ ‫النسان على العمل الصال نعم ‪.‬‬ ‫يا شيخ جزاك ال خي هل بالنسبة لطوات الشي إل الصلة يشترط أن يكون بالقدام ؟‬‫أ – أنه إيش ؟‬‫يشترط أن يكون بالرجل أو _‬‫أن يكون إيش ؟‬‫بالرجل مشيا على القدام ؟‬‫إي يعن والذي يشي على يديه ما يصل – ما يالف ‪.‬‬‫مثل بالسيارة ؟‬‫آ – ال – السـيارة – الطوة لاـ خطوة السـيارة هـو دوران الكفـر(‪ ) cover‬إذا دار‬‫الكفر( ‪ ) cover‬هـ – هـ –هذا خطوة نعم ‪.‬‬ ‫أثابك ال النة ‪.‬‬‫إيش ؟‬‫‪221‬‬

‫هناك الرخص الت رخصها ال عز وجل لعباده كالفطر ف رمضان ‪.‬‬‫نعم‬‫المع بي صلة العيد‬‫نعم‬‫بجة أن هذا ما يطمئن إليه القلب‬‫ل غلط ‪ ،‬هذا غلط ‪ .‬عظيـم اطمئنان القلب إل مـا يالف الشريعـة معناه فسـاد القلب‬‫كقول بعضهم أنه يطمئن إذا غمض عينيه ف الصلة صار أخشع له هذا من الشيطان ‪،‬‬ ‫إحذر ‪ ،‬إحذر ‪ ،‬إحذر ‪ ،‬أن تطمئن إل شيـء يالف الشريعـة فإن هذا يدل على فسـاد‬ ‫قلبك ‪.‬‬ ‫تكملة الشرح‬ ‫نعود إل بيان الفوائد ونسأل ال أن يوفقنا إل الصواب ‪،‬‬ ‫‪ – 5‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬أنه جرت العادة أن موعظة الودع تكون بليغة مؤثرة ‪،‬‬ ‫لن الودع لن يبقى عند قومه حت يكرر عليهم الوعظة ‪،‬‬ ‫فيأت بوعظة مؤثرة يذكر با بعد ذلك ‪،‬‬ ‫لقولم ‪ :‬كأنا موعظة مودع ‪،‬‬ ‫‪ – 6‬ومنها ‪ :‬طلب النسان من العال أن يوصيهم ‪،‬‬ ‫لقولم رضي ال عنهم ‪ :‬أوصنا ‪،‬‬ ‫ولكن هل هذا يكون بدون سبب أو إذا وجد سبب لذلك ؟‬ ‫الظاهر ‪ :‬الثان ‪،‬‬ ‫بعن أنه ليس كلما قابلت أحدا ‪ ،‬تقول ‪ :‬أوصنا ‪،‬‬ ‫فإن هذا مالف لدى الصحابة فيما يظهر ‪،‬‬ ‫لكن إذا وجد سبب إنسان تكلم ووعظ وَبيّنَ ‪ ،‬تقول ‪ :‬أوصنا ‪،‬‬ ‫وأما بدون سبب فل ‪،‬‬ ‫ومن ذلك ‪ :‬السفر ‪،‬‬ ‫إذا أراد النسان أن يسافر ‪،‬‬ ‫ل ‪ :‬أوصن هذا مشروع ‪.‬‬ ‫وقال للعال مث ً‬ ‫‪ – 7‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن أهم ما يوصى به العبد تقوى ال عز وجل ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬أوصيكم بتقوى ال ) ‪،‬‬ ‫‪222‬‬

‫‪ – 8‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬فضيلة التقوى ‪،‬‬ ‫حيث كانت أهم وأول وأول ما يوصى به العبد ‪،‬‬ ‫‪ – 9‬ومن فوائد الديث ‪ :‬وصية لنب صلى ال عليه وسلم بالسمع والطاعة لولة المور ‪،‬‬ ‫وهذا واجب ‪،‬‬ ‫أعن السمع والطاعة لم واجب بالكتاب والسنة ‪،‬‬ ‫قال ال تعال ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأول المر منكم } ‪،‬‬ ‫فجعل طاعة أول المر بالرتبة الثالثة ‪،‬‬ ‫ولكنه ل يأت بالفعل ‪ { :‬أطيعوا } ‪،‬‬ ‫بل قال ‪ { :‬أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأول المر } ‪،‬‬ ‫لن طاعة ولة المور تابعة لطاعة ال ورسوله ‪،‬‬ ‫ولذا لو أمر ولة المور بعصية ال فل سع ول طاعة ‪،‬‬ ‫وظاهر الديث ‪ :‬وجوب السمع والطاعة لول المر وإن كان يعصي ال ‪،‬‬ ‫إذا ل يأمرك بعصية ال فأطعه ‪ ،‬ولو كان يعصي ال ‪،‬‬ ‫لن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم قال ‪ ( :‬اسع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ) ‪،‬‬ ‫وضرب الظهر وأخذ الال بل سبب شرعي معصية ل شك ‪،‬‬ ‫فل يقول النسان لول المر ‪ :‬أنا ل أطيعك حت تطيع ربك ‪ ،‬هذا مرم ‪،‬‬ ‫بل يب أن يطيعه وإن ل يطع ربه ‪،‬‬ ‫أما لو أمر بالعصية فل سع ول طاعة ‪،‬‬ ‫لن رب ول المر ورب الرعية واحد عز وجل ‪،‬‬ ‫كلهم يب أن يضعوا له ‪،‬‬ ‫فإذا أمر بعصية ال ‪ ،‬قلنا ‪ :‬ل سع ول طاعة ‪،‬‬ ‫‪ – 10‬ومنها ‪ :‬ثبوت إمرة العبد ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬وإن تأمر عليكم عبد ) ‪،‬‬ ‫ولكن هل يلزم طاعة المي ف كل شيء أو ما يتعلق بالكم ؟‬ ‫الواب ‪ :‬الثان ‪،‬‬ ‫أن ف ما يتعلق بالكم ورعاية النسان ‪،‬‬ ‫وإل لو قال لك المي مثل ‪ :‬ل تأكل ف اليوم إل وجبتي أو ما أشبه ذلك ‪،‬‬ ‫فلم يب عليك ‪،‬‬ ‫‪223‬‬

‫توافقه ‪،‬‬ ‫إل أنه يرم عليك أن تنابذ بعن أن تعصيه جهرا ‪،‬‬ ‫لن هذا يفسد الناس عليه ‪،‬‬ ‫‪ – 11‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬وجوب طاعة المي وإن ل يكن السلطان وإن تأمر عليكم ‪،‬‬ ‫ومعلوم أن المة السلمية من قدي الزمان فيه خليفة وهو السلطان وفيه أمراء للبلدان ‪،‬‬ ‫وإذا وجبت طاعة المي فطاعة السلطان من باب أول ‪،‬‬ ‫وهنا سؤال يكثر ‪ :‬إذا أمر الناس واحدا عليهم ف السفر ‪ ،‬فهل تلزمه طاعته ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬نعم ‪،‬‬ ‫تلزمه طاعته ‪،‬‬ ‫وإذا ل نقم بذلك لن يكون هناك فائدة من تأميه ‪،‬‬ ‫لكن طاعته فيما يتعلق بالسفر بأمور السفر ‪،‬‬ ‫ل ف كل شيء ‪،‬‬ ‫إل أن الشيء الذي ل يتعلق بأمور السفر ل توز منابذته فيه ‪،‬‬ ‫مثاله ‪ :‬لو قال أمي السفر ‪ :‬اليوم كل واحد منكم يلبس ثوبي لنه سيكون الو باردا ‪،‬‬ ‫فهنا ل تلزمه طاعته ‪،‬‬ ‫لكن ل توز منابذته ‪،‬‬ ‫بعن ل يوز لحد أن يقول ‪ :‬لن ألبس ثوبي‪،‬‬ ‫لن مرد منابذة ولة المور تعتب ماذا ؟‬ ‫معصية ‪،‬‬ ‫‪ – 12‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬ظهور آية من آيات النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫ف قوله ‪ ( :‬فإنه من يعش منكم فسيى اختلفا كثيا ) ‪،‬‬ ‫فقد وقع المر كما أخب به النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫فإن قيل ‪ :‬وهل يكن أن نطبق هذه الملة ف كل زمان ؟‬ ‫بعن أن نقول ‪ ( :‬من يعش منكم فسيى اختلفا كثيا ) ‪ :‬ل نستطيع أن نطبقها ف كل زمان ‪،‬‬ ‫لكن الواقع أن من طال عمره رأى اختلفا كثيا ‪،‬‬ ‫كان الناس فيما سبق أمة واحدة حزبا واحدا ليس هناك تشتت ول تفرق ‪،‬‬ ‫ث اختلفوا ف بلدنا هذه منقادين لمرائهم منقادين لعلمائهم ‪،‬‬

‫‪224‬‬

‫حت أن الرجل يأت مع خصمه إل القاضي وهو يرى أن الق له فيحكم القاضي عليه ث يذهب‬ ‫مطمئن القلب مستريا ‪،‬‬ ‫وإذا قيل له ‪ :‬يا فلن كيف غلبك خصمك ؟ قال ‪ :‬الشرع يلف ‪،‬‬ ‫الن المر بالعكس ‪،‬‬ ‫تد الصم إذا حكم عليه وهو بكم حق ذهب ياطل وارفعوها للتمييز وارفعوها لجلس القضاء‬ ‫العلى ‪،‬‬ ‫وإن كان يرى أن الق عليه وليس له لكن يريد أن يضر بصاحبه ‪،‬‬ ‫والختلف الن وقع ‪،‬‬ ‫أحصي مثل أفكار الناس ل تكاد تصيها منهم من فكره إلاد ومنهم من فكره دون ذلك ومنهم‬ ‫من فكره سيئ الخلق ومنهم دون ذلك ‪،‬‬ ‫لكن المد ل ف بلدنا ما زلنا على خط واحد ‪،‬‬ ‫أقول مرة ثانية ‪ :‬هل نطبق هذا الديث على كل زمن ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬ل ما ل يكن أن نطبقه على كل زمن ‪،‬‬ ‫لنه ربا يكون الزمن الثان خيا من الزمن الول ‪،‬‬ ‫‪ – 13‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬وجوب التمسك بسنة النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم عند‬ ‫الختلف ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬فعليكم بسنت ) ‪،‬‬ ‫والتمسك با واجب ف كل حال ‪،‬‬ ‫لكن يتأكد عند وجود الختلف ‪.‬‬ ‫‪ – 14‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أنه يب على النسان أن يتعلم سنة النب صلى ال عليه وعلى‬ ‫آله وسلم ‪،‬‬ ‫وجه ذلك ‪ :‬أنه ل يكن لزومها إل بعد علمها وإل فل يكن ‪،‬‬ ‫‪ – 15‬ومنها ‪ :‬أن للخلفاء سنة متبعة ‪،‬‬ ‫لقول النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫وعلى هذا فما سنّه اللفاء الراشدون اعتب سنة للرسول صلى ال عليه وعلى آله وسلم بإقراره‬ ‫إياه ‪،‬‬ ‫ووجه كونه أقره ‪ :‬أنه أوصى باتباع سنة اللفاء الراشدين ‪،‬‬ ‫وبذا نعرف سفه هؤلء القوم الذين يدعون أنم متبعون للسنة وهم منكرون لم ‪،‬‬ ‫‪225‬‬

‫حيث المثلة كثية ‪،‬‬ ‫لكن نأخذ مثالً واحدا ‪ :‬قالوا ‪ :‬أن الذان الول يوم المعة بدعة ‪،‬‬ ‫لنه ليس معروفا بعهد النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫إنا هو من سنة عثمان ‪،‬‬ ‫فيقال لم ‪ :‬وسنة عثمان ‪ ،‬هل هي هدر ؟ أو يؤخذ با ما ل تالف سنة الرسول ؟‬ ‫الواب ‪ :‬الثان ‪ ،‬ل شك ‪،‬‬ ‫وعثمان رضي ال عنه ل يالف النب صلى ال عليه وسلم ف إحداث الذان الول ‪،‬‬ ‫لن السبب الذي من أجله أحدثه عثمان ليس موجودا ف عهد النب صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫الدينة صغية متقاربة ل تتاج إل أذان أول ‪،‬‬ ‫ف عهد عثمان اتسعت الدينة وكثر الناس وصار منهم شيء من التهاون فاحتيج إل أذان آخر‬ ‫قبل الذان الذي عند ميء المام ‪،‬‬ ‫وهذا الذي فعله عثمان حق وسنة بقول النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫ث أن له أصلً من سنة النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫وهو أنه ف رمضان كان يؤذن بلل وابن أم مكتوم ‪،‬‬ ‫بلل يؤذن قبل الفجر ‪،‬‬ ‫وبَيّ َن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم أن أذانه ل لصلة الفجر ‪،‬‬ ‫ولكن ليوقظ النائم ويرجع القائم للسحور ‪،‬‬ ‫عثمان رضي ال عنه زاد الثالث من أجل أن يقبل الناس البعيدون إل السجد ويتأهبوا ‪،‬‬ ‫فهو إذن سنة من وجهي ‪:‬‬ ‫من جهة النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم أمر باتباع سنة اللفاء ‪،‬‬ ‫ورأي عثمان خي من رأينا ‪،‬‬ ‫ل ف سنة الرسول صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪.‬‬ ‫من جهة أخرى أن له أص ً‬ ‫السئلة‬ ‫أحسن ال إليك يا شيخ هل يشفع السنة بعيد عن السجد ؟‬‫‪-‬ل – ل – ل يشفع ‪.‬‬

‫­‪000000000000‬؟‬

‫‪226‬‬

‫إل من هم أن يأتوا ول ي قل للقر يبي اخرجوا ولن لو قم نا بذا ب قي ما حول ال سجد‬‫فضاءا ث ف وقتنا الاضر الن كلما بعد البيت عن السجد قل حضور الساكن إل من‬ ‫شاء ال ‪.‬‬ ‫بارك ال فيك – من قال إن علي رضي ال عنه ترك سنة عثمان هل صحيح ؟‬‫ترك سنة ها ؟‬‫عثمان ؟‬‫ف إيش ؟‬‫ف الذان الثان ؟‬‫ما أدري – ما أدري ولكن إن تركه ف – فهو اجتهاد عوض – باجتهاد ما يضر ‪.‬نعم ‪.‬‬‫شيخ أحسن ال إليكم إذا مر السلطان على قوم نسبه السلمي فيهم أميا من – من غي‬‫السلمي واضح فيه كفر الفواحش فهل يق للمسلمي أن يرجوا عليه ؟‬ ‫ل ي ب – ي ب على ال سلمي أن – أن ينا صحوا ال سلطان ول كن هل إذا سنحت ل م‬‫الفرصة يوز أن يقتلوه ؟ لن لو قتل ما صارت الفوضى الت تكون بقتل السلطان نعم ‪.‬‬ ‫جزاك ال بقوله تعال (صراط الذين أنعمت عليهم) هل يكن أن يفسر بأنم هم السلف‬‫الصال ومن تبعهم بإحسان يعن الذين أنعمت عليهم هل يكن أن يفسر بذا ؟‬ ‫قال ال عز و جل ف سورة الن ساء (و من ي طع ال والر سول فأولئك مع الذ ين أن عم ال‬‫عليهم من النبيي والصديقي والشهداء والصالي)هؤلء هم الذين أنعم ال عليهم أربعة‬ ‫أصـناف فقوله (صـراط الذيـن أنعمـت عليهـم)يعنـ صـراط هؤلء البرة والنـبيون‬ ‫والصديقون والشهداء والصالون نعم ‪.‬‬ ‫أحسن ال إليك يا شيخ ذكرت أمس أنه من يذهب لبلد الكفرة ويرجع بأوصاف الزنا‬‫وكذا – اللي هو يقرب القول بالكفر فهل ؟‬ ‫ل أبدا ما قلنا هذا – هل قلنا هذا ؟ قلنا الذي يفتخر ‪.‬‬‫إي نعم يا شيخ‬‫سواء راح لبلد ال – الكفر أو ما راح يذهب‬‫إذا ما استحليتوا – ل يستحلوها ولكن افتخر وكان كما يذكر لذة المر و‪-‬‬‫ل – ل ه – هو ما يفتخر بأنه مثل ارتاح – ارتاح نفسه ل يفخر بأنه عصى ال ‪.‬‬‫يعن يكفي هذا ؟‬‫يكفي‬‫‪227‬‬

‫قال أنه ل يستحل ؟‬‫نعم يكفي لن الستحل سواء شرب ول ما شرب وسواء افتخر أو ل يفتخر يعن لو قال‬‫ال – المر حلل فهو مرتد نعم ‪.‬‬ ‫أحسن ال إليك يقال ‪.‬‬‫ارفع يدك ‪.‬نعم‬‫أحسن ال إليك يا شيخ أمي اليش هل يطاع طاعة مطلقة يعن خلف أمي السفر أو‬‫المي العام حيث أن بعض الناس يقول بالنسبة للنب عليه الصلة والسلم أمرهم بصلة‬ ‫العصر ف بن قريظة فرجح أن لبد من الطاعة يعن لن أمر الدين أمر عسكري ؟‬ ‫ل أبدا أ‪ -‬الم ي – أم ي ال يش ت ب طاع ته في ما يتعلق ب – ب – بأمور ال يش وأ ما‬‫قصة بن قريظة فليس هناك أمي أمرهم أن يرجوا وأل يصلوا العصر إل ف بن قريظة ث‬ ‫حان وقت الصلة ودار المر أن يؤخروا الصلة إل – إل الغروب ويصلوا العصر قبل‬ ‫بن قريظة اختلفوا وكل نى النحى الذي يرى أنه واجب عليه وأخبوا بذلك النب صلى‬ ‫ال عليه وعلى آله وسلم ول يعنف واحدا منهم لكن الصيب هو الذي صلى ف الوقت‬ ‫– نعم ‪.‬‬ ‫أحسن ال إليك قول النب صلى ال عليه وسلم بكل خطوة تشيها للصلة صدقة ‪.‬‬‫إيش ؟‬‫بكل خطوة تشيها للصلة صدقة ‪.‬‬‫نعم ‪.‬‬‫هل يشترط الطهارة ؟‬‫ل – ل يشترط – يشترط الطهارة فيما ف – ف أمر أعظم من هذا وهو أن من تطهر ف‬‫بيته وخرج إل السجد ل يرجه إل الصلة ل يطو خطوة إل رفع ال له با درجة وحط‬ ‫عنه با خطيئة وهذي أ‪ -‬أوف من الصدقة نعم ‪.‬‬ ‫شيخ أثابكم ال من جاء إل السجد يريد النصح أو كذا هل يؤخذ هذا الجر أنه خطوة‬‫بكل ؟‬ ‫ل – ل هذا يدخل ف قوله من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل ال له طريقا إل النة‬‫هل يكن أن يمع بينهما ؟‬‫ي – يصل إذا وجد السببان وجد ما يترتب عليهما‬‫نعم انتهى – حت ال‬‫‪228‬‬

‫حت المس ‪.‬‬‫نعم ‪.‬‬‫بارك ال فيك ف بلد الكفر هل يب طاعة ؟‬‫هل ؟‬‫ف بلد الكفر هل يب طاعة الرؤساء ؟‬‫إي نعـم ‪ .‬فـ بلد الكفـر يبـ طاعتـه فـ نظام الدولة إل العصـية فل يعنـ فل يوز‬‫للنسـان أن يتعدى أنظمـة الرور أو غيه مـن النظمـة لنـك – أن – أنـت الن تتـ‬ ‫رعايتهم ‪.‬‬ ‫ولو يالف الشرع ؟‬‫ها ؟‬‫ولو يالف الشرع ؟‬‫يا‬‫يالف الشرع ؟‬‫ل – ل ما خالف الشرع ل لكن ما خالف الشرع عندهم هم ما – ما علينا من شرعهم‬‫ي – ه – يكون هم عصاة لكن بالنسبة لنا – ما دام ل – ل يالف الشرع وجب علينا‬ ‫أن أن نطي عه أ ما لو خالف الشرع بأن قالوا – بأن قالوا ل نا احلوا جرار ال مر إل الكان‬ ‫الفلن فل يوز ‪ .‬فل أطيعه نكمل شرح حديث أ – العرباب إي نعم انتهينا إل قوله فإنه‬ ‫من يعش منكم فسيى اختلفا كثيا نعم ‪.‬‬ ‫أن للخلفاء سنة متبعة ‪.‬‬‫نعم يستبان من قوله صلى ال عليه وعلى آله وسلم أنه من يعش منكم سيى اختلفا‬‫كثيا فعلي كم بسـنت أ نه إذا كثرت الحزاب فـ المـة ل تنت مي إل حزب ه نا ظهرت‬ ‫طوائف من – من قدي الزمان خوارج – معتزلة جهمية – شيعة بل رافضة وث ظهرت‬ ‫أخيا أ – إخوانيون وسـلفيون وتبلغيون ومـا أشبـه ذلك كـل هذه ‪000‬؟ اجعلهـا على‬ ‫الي سار وعل يك ب – بالمام و هو ما أر شد إل يه ال نب صلى ال عل يه وعلى آله و سلم‬ ‫عليكم بسنت سنة اللفاء الراشدين ول شك أن الواجب على جيع السلمي أن يكون‬ ‫مذهبهم مذهب السلف ل بالنتماء إل حزب معي يسمى السلفيي الواجب أن يكون –‬ ‫أن تكون المـة السـلمية مذهبهـا مذهـب السـلف الصـال ل التحزب إل مـن يسـمى‬ ‫السـلفيون انتبهوا للفرق هناك طريـق سـلف وهناك حزب يسـمى السـلفيون الطلوب‬ ‫‪229‬‬

‫إيش ؟ اتباع السلف لاذا ؟ لن الخوة السلفيي هم أقرب ال‪ -‬الف – الفرق إل الص‬ ‫– إل الصـواب ل شـك لكـن مشكلتهـم كغيهـم أن بعضهـم هذه الفرق يضلل بعضـا‬ ‫ويبدعه ويفسقه ونن ل ننكر هذا إذا كانوا مستحقي لكننا ننكر معالة هذه البدع على‬ ‫بذه الطري قة الوا جب أن يت مع رؤ ساء هذه الفرق ويقولون بين نا كتاب ال عز و جل‬ ‫وسـنة رسـوله فلنتحاكـم إليهمـا ل إل الهواء والراء ول إل فلن وفلن كـل يطـئ‬ ‫ويصيب مهما بلغ من العلم والعبادة ولكن العصمة ف دين السلم فهذا الديث أرشد‬ ‫النب صلى ال عليه وسلم فيه إل سلوك طريق يسلم فيه النسان ل ينتمي إل أي فرقة‬ ‫إل إل طريـق السـلف ال صال بل سنة ال نب صلى ال عليـه وعلى آله وسـلم واللفاء‬ ‫الراشدين الهديي طيب ‪.‬‬ ‫تكملة الشرح‬ ‫‪ – 16‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬الث على التمسك با ‪،‬‬ ‫أي سنة النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم وسنة اللفاء الراشدين تسكا تاما ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬عضوا عليها بالنواجذ ) ‪،‬‬ ‫‪ – 17‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬التحذير من البدع مدثات المور ‪،‬‬ ‫لن معناها ‪ :‬التحذير من مدثات المور ‪ ،‬لكن ف الدين ‪،‬‬ ‫أما ف الدنيا فالحدث منها ‪:‬‬ ‫إما مطلوب ‪،‬‬ ‫وإما مذموم ‪،‬‬ ‫حسب ما يؤدي إليه من النتائج ‪،‬‬ ‫فمثلً ‪ :‬أساليب الرب ‪ ،‬أساليب التصالت ‪ ،‬أساليب الواصلت ‪ ،‬الن كلها مدثة ‪،‬‬ ‫ل يوجد لا نوع فيما سبق ‪،‬‬ ‫ولكن منها صال ‪،‬‬ ‫ومنها فاسد ‪،‬‬ ‫حسب ما تؤدي إليه ‪،‬‬ ‫فالحذر منه هو الحدث ف ماذا ؟‬ ‫ل‪،‬‬ ‫ف الدين عقيدةً أو قولً أو عم ً‬ ‫كل مذر منه ‪،‬‬ ‫قال ‪ ( :‬فإن كل مدثة بدعة ) ‪ :‬كل مدثة مهما صغرت أو كبت فإنا بدعة ‪،‬‬ ‫‪230‬‬

‫هكذا قال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫والراد الحدثة ف الدين ‪ :‬بدعة ‪،‬‬ ‫فإن قال قائل ‪ :‬ك يف ن مع ب ي هذا للكل ية العا مة الواض حة البي نة أن كل مد ثة بد عة وب ي‬ ‫قوله صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬من سن ف السلم سنة حسنة فلها أجرها وأجر من‬ ‫عمل با إل يوم القيامة ) ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬من وجهي ‪:‬‬ ‫الوجه الول ‪ :‬أن معن قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من سن ف السلم سنة حسنة ) ‪ ،‬أي‬ ‫من ابتداء العمل بالسنة ‪،‬‬ ‫ويدل لذا ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ذكر بعد أن حث على الصدقات للقوم‬ ‫الذين وفدوا إل الدينة ‪،‬‬ ‫حث على الصدقة َورَ ّغبَ فيها ‪،‬‬ ‫فجاء الصحابة بكل ما تيسر له ‪،‬‬ ‫وجاء رجل – أظنه من النصار – بصرة قد أثقلت يده فوضعها ف حجر النب صلى ال عليه‬ ‫وعلى آله وسلم فقال ‪ ( : :‬من سن ف السلم سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل با إل‬ ‫يوم القيامة ) ‪،‬‬ ‫أي ابتداء العمل بسنة ثابتة ‪،‬‬ ‫ليس أنه يأت هو بسنة جديدة ‪،‬‬ ‫بل يبتدئ العمل ‪،‬‬ ‫لنه إذا ابتدأ العمل سَ ّن الطريق للناس وتأسوا به وأخذوا با فعل ‪،‬‬ ‫هذا واحد ‪،‬‬ ‫الثان ‪ :‬أن يقال ‪ ( :‬من سن ف السلم سنة حسنة ) ‪ ،‬أي سن الو صول إل شيء مشروع‬ ‫من قبل ‪،‬‬ ‫كجمع الصحابة الصاحف على مصحف واحد ‪،‬‬ ‫هذا سنة حسنة ‪ ،‬ل شك ‪،‬‬ ‫لن القصود من ذلك ‪ :‬منع التفرق بي السلمي وإضلل بعضهم وتضليل بعضهم بعضا ‪،‬‬ ‫كذلك أيضا ‪ :‬جع السنة وبتبويبها وترتيبها ‪،‬‬ ‫هذه السنة السنة يتوصلوا با إل ماذا ؟‬ ‫إل حفظ السنة إل أن تمل على الوسائل ‪،‬‬ ‫‪231‬‬

‫( من سن ف السلم سنة حسنة ) ‪ :‬على الوسائل إل أمور ثابتة شرعا ‪،‬‬ ‫وجه هذا ‪ :‬أننا نعلم أن كلم النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ل يتناقض ‪،‬‬ ‫ونعلم أنه لو فتح الباب لكل شخص أو لكل طائفة أن تبتدع ف الدين ما ليس منه لتمزقت‬ ‫المة وتفرقت ‪،‬‬ ‫وقد قال ال عز وجل ‪ { :‬إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم ف شيء إنا أمرهم‬ ‫إل ال ث ينبئهم با كانوا يفعلون } ‪،‬‬ ‫قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬كل بدعة ضللة )‪،‬‬ ‫فيستفاد من هذا ‪ :‬أن الميع البدعة ‪،‬‬ ‫أن جيع البدع ضللة ليس فيها هدى ‪،‬‬ ‫بل هي شر مض ‪،‬‬ ‫حت وإن استحسنها من ابتدعها فإنا ليست حسن ‪ ،‬بل ول حسنة ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬كل بدعة ضللة ) ‪ :‬هل استثن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم شيئا ؟‬ ‫ل ‪ ،‬كل بدعة ضللة ‪،‬‬ ‫سمَ البدع إل خسة أقسام أو إل ثلثة أقسام ‪،‬‬ ‫وبناءً على هذا يتبي خطأ من قَ ّ‬ ‫وأنه ليس على صواب ‪،‬‬ ‫لننا نعلم علم اليقي أن أعلم الناس بشريعة ال ‪ ،‬من ؟‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫وأن أوسع اللق لعباد ال رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫وأن أفصح اللق نطقا ممدا صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫وأن أصدق اللق خبا رسول اله صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫أربعة أوصاف كلها متمعة على الكمل ف قول النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫يأت من بعده ‪،‬‬ ‫ويقول ‪ :‬البدعة ليست ضللة ‪ ،‬البدعة أقسام ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬حسنة ‪،‬‬ ‫‪ – 2‬ومباحة ‪،‬‬ ‫‪ – 3‬ومكروهة ‪،‬‬ ‫‪ – 4‬ومرمة ‪،‬‬ ‫سبحان ال العظيم ‪،‬‬ ‫‪232‬‬

‫يعن لول إحسان الظن بؤلء العلماء ‪،‬‬ ‫لكانت السألة كبية ‪،‬‬ ‫لن يقسموا ما حكم النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم بأنه ضللة ‪،‬‬ ‫ويقسموه إل أقسام ‪ :‬حسن ‪ ،‬وقبيح ‪،‬‬ ‫إذن نقول ‪ :‬من ابتدع بدعة ‪ ،‬وقال ‪ :‬إنا حسنة ‪،‬‬ ‫فإما أن ل تكون بدعة ‪،‬‬ ‫وإما أن ل تكون حسنة قطعا ‪،‬‬ ‫ما الواب ؟‬ ‫أقول ‪ :‬من ابتدع بدعة ‪ ،‬وقال ‪ :‬إنا حسنة ‪،‬‬ ‫قلنا ‪ :‬ول قبول ث ننظر ‪،‬‬ ‫إما أن ل تكون بدعة ‪،‬‬ ‫وإما أن ل تكون حسنة ‪،‬‬ ‫مثال ذلك ‪ :‬قالوا ‪ :‬من البدع السنة ‪ :‬جع الصاحف ف مصحف واحد ‪،‬‬ ‫ومن البدع ‪ :‬كتابة الديث ‪،‬‬ ‫ومن البدع السنة ‪ :‬إنشاء الدور على طلب العلم ‪،‬‬ ‫وهكذا فنقول ‪ :‬هذه ليست بدع هي حسنة ل شك ‪،‬‬ ‫لكن ليست بدع ‪،‬‬ ‫هذه وسيلة إل أمر مقصود شرعا ‪،‬‬ ‫نن ل نبتدع عبادة من عندنا ‪،‬‬ ‫لكنا أمرنا بشيء ‪،‬‬ ‫ورأينا أقرب طريق إليه هذا العمل فعملناه ‪،‬‬ ‫وهناك فرق بي الوسائل والذرائع وبي القاصد ‪،‬‬ ‫لن جيع المثلة الت قالوا ‪ :‬أنا حسنة تنطبق على هذا ‪،‬‬ ‫أنا وسائل إل أمر مشروع مقصود ‪،‬‬ ‫َيرِد علينا الن قال ‪ :‬اليكرفون الذي يؤدي الصوت إل بعيد بدعة ! ول يوز العمل به ‪،‬‬ ‫ماذا نقول ؟‬ ‫نقول ‪ :‬هو بدعة حسنة ‪ ،‬لاذا ؟‬ ‫لنه يوصل إل القصود ‪،‬‬ ‫‪233‬‬

‫وقد اختار النب صلى ال عليه وسلم إل الذان من هو أندى صوتا للذان ‪،‬‬ ‫لنه يبلغ أكثر ‪،‬‬ ‫وقال للعباس ف غزوة حني نادى ‪ ( :‬يا عباس ) ‪،‬‬ ‫لنه كان صيتا رضي ال عنه ‪،‬‬ ‫إذن رفع الصوت مطلوب ‪ ،‬ول غي مطلوب ؟‬ ‫مطلوب ‪،‬‬ ‫هذه وسيلة من وسائله ‪،‬‬ ‫ولذا ركب اليكرفون ف هذا السجد ‪،‬‬ ‫أول ما ركب على زمن شيخنا عبد الرحن رحه ال ‪،‬‬ ‫خطب ف ذلك خطبة ‪،‬‬ ‫وأثن على هذا الذي أتى به وهو أحد الحسني رحه ال ‪،‬‬ ‫وقال ‪ :‬هذا من النعمة ‪،‬‬ ‫وصدق هو من النعمة ‪،‬‬ ‫لنه وسيلة إل أمر مقصود ‪،‬‬ ‫كذلك أيضا التصالت ‪ :‬الن عندك جهاز ترك فيه ما ترك ‪،‬‬ ‫ث تتصل بأقصى العال ‪،‬‬ ‫هل نقول ‪ :‬استعمال هذا الهاز الاتف بدعة ؟‬ ‫ل ‪ ،‬يوز ؟‬ ‫ل ‪ ،‬ما نقول هذا ‪ ،‬لاذا ؟‬ ‫لنه وسيلة ‪،‬‬ ‫لكن عاد إما أن يكون إل خي وإما أن يكون إل شر ‪،‬‬ ‫فعلى كل حال ‪ :‬يب أن نعرف الفرق بي ما كان غاية وما كان ذريعة ‪،‬‬ ‫ف أناس مثل ‪ :‬أحدثوا أذكارا يذكرون ال فيها على هيئات معينة ‪،‬‬ ‫وقالوا ‪ :‬إن قلوبنا ترتاح لذا الشيء ‪،‬‬ ‫فهل نقول هذا بدعة ؟ أو ل ؟‬ ‫ل ‪ ،‬لنم أحدثوا ف دين ال ما ليس منه ‪،‬‬ ‫فإن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ل يتعبد ال على هذا الوجه ‪،‬‬ ‫وعلى هذا فقس ‪،‬‬ ‫‪234‬‬

‫إذن الواجب علينا أن نقول ‪ :‬سعنا وآمنا وصدقنا بأن كل بدعة ضللة ‪،‬‬ ‫وأنه ل حسن ف البدع ‪،‬‬ ‫تصديقا لن ؟‬ ‫للرسول صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫ونقول ‪ :‬ما ادعى صاحبه أنه بدعة حسنة فهو إما أن ل يكون حسنا‌ً وظنه حسنا ‪،‬‬ ‫وإما أن ل يكون بدعة ‪،‬‬ ‫وإما أن يكون بدعة وحسنا ‪،‬‬ ‫هذا ل يكن ‪،‬‬ ‫ويب علينا أن نؤمن بذا عقيدة ‪،‬‬ ‫ول يكن أن نادل أهل الباطل ف بدعهم إل بذه الطريقة ‪،‬‬ ‫أن نقول ‪ :‬كل بدعة ضللة ‪،‬‬ ‫فإن قال قائل ‪ :‬ماذا تقولون بقول الليفة الراشدي عمر بن الطاب رضي ال عنه حي جع‬ ‫الناس فـ قيام رمضان على إمام واحـد وخرج يومـا مـن اليام ‪ ،‬ليلة مـن الليال فوجدهـم ‪،‬‬ ‫فوجد الناس يصلون بإمام واحد قال ‪ :‬نعمت البدعة هذه ‪ ،‬فسماها بدعة ؟‬ ‫أجاب بعض العلماء ‪ :‬بأن الراد هنا البدعة اللغوية ل الشرعية ‪،‬‬ ‫ولكن هذا الواب ل يستقيم ‪ :‬كيف البدعة اللغوية وهي صلة ؟‬ ‫والصواب ‪ :‬أنا بدعة نسبية ‪،‬‬ ‫بالنسبة لجران هذا القيام بإمام واحد ‪،‬‬ ‫وذلك لن النب صلى ال عليه وسلم أول من سن القيام بإمام واحد ‪،‬‬ ‫أعن التراويح ‪،‬‬ ‫فقد صلى بأصحابه ثلثة ليال ف رمضان ث تلف خشية أن تفرط وتركت وصار الناس يأتون‬ ‫للمسجد يصلي الرجل وحده والرجلن جيعا والثلثة أوزاع ‪،‬‬ ‫فرأى عمر رضي ال عنه بثاقب سياسته أن يردهم إل السنة الول ‪،‬‬ ‫وهي الجتماع على إمام واحد ‪،‬‬ ‫فجمعهم على تيم الداري وأبّ بن كعب وأمرها أن يصليا بالناس أحدا عشر ركعة ‪،‬‬ ‫كما كان النب صلى ال عليه وسلم ل يزيد ف رمضان ول غيه على أحد عشر ركعة ‪،‬‬ ‫فيكون قوله ‪ :‬نعمت البدعة ‪،‬‬ ‫يعن البدعة النسبية ‪،‬‬ ‫‪235‬‬

‫أي بالنسبة إل أنا هجرت ف آخر عهد النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم وف عهد أب‬ ‫بكر وف أول خلفة عمر ‪،‬‬ ‫وإل فنحن نؤمن بأن كل بدعة ضللة ‪،‬‬ ‫ث هذه الضللت تنقسم إل ‪:‬‬ ‫بدعة مكفرة ‪،‬‬ ‫وبدعة مفسقة ‪،‬‬ ‫وبدعة يعذر فيها صاحبها ‪،‬‬ ‫ولكن الذي يعذر صاحبها فيها ل ترج عن كونا ضللة ‪،‬‬ ‫ولكن يعذر النسان إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصد ‪،‬‬ ‫وأضرب لكم مثلً ‪ :‬بافظي معتمدين موثوقي بي السلمي وها ابن حجر والنووي ل نشك‬ ‫أن الرجل ناصح وأن له قدم صدق ف السلم ‪،‬‬ ‫ويدل لذلك ‪ :‬قبول مؤلفاته ‪،‬‬ ‫حت أنك ل تد مسجدا من مساجد السلمي إل ويقرأ ف رياض الصالي ‪،‬‬ ‫وهذا يدل على القبول ‪،‬‬ ‫ول شك أنه ناصح ‪،‬‬ ‫ولكنه رحه ال أخطأ ف تأويل آيات الصفات حيث سلك با مسلك الؤولة ‪،‬‬ ‫فهل نقول ‪ :‬أن الرجل مبتدع ؟‬ ‫نقول ‪ :‬قوله بدعة ‪،‬‬ ‫لكنه هو غي مبتدع ‪،‬‬ ‫لنه ف القيقة متؤول ‪،‬‬ ‫والتؤول إذا أخطأ مع اجتهاده فله أجر ‪،‬‬ ‫فكيف نصفه بأنه مبتدع وننفر الناس منه ؟؟؟‌‌!!!!‬ ‫والقول غي القائل ‪،‬‬ ‫قد يقول النسان كلمة الكفر ول يكفر ‪،‬‬ ‫أرأي تم الر جل الذي أ ضل راحل ته ح ت أيّس من ها واضط جع ت ت شجرة ينت ظر الوت فإذا‬ ‫بالناقة على رأسه فأخذ با ‪ ،‬وقال من شدة الفرح ‪ :‬اللهم أنت عبدي وأنا ربك ‪،‬‬ ‫الكلمة هذه ‪ ،‬كفر ول إيان ؟‬ ‫كفر ‪،‬‬ ‫‪236‬‬

‫لكن هو ل يكفر ‪،‬‬ ‫قال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬أخطأ من شدة الفرح ) ‪،‬‬ ‫أرأيتم الرجل يكره على الكفر قو ًل أو فعلً ‪،‬‬ ‫فهل يكفر ؟‬ ‫ل‪،‬‬ ‫القول كفر ‪ ،‬والفعل كفر ‪،‬‬ ‫لكن هذا القائل أو الفاعل ليس بكافر ‪،‬‬ ‫لنه مكره ‪،‬‬ ‫أرأيتم الرجل الذي كان مسرفا على نفسه فقال لهله ‪ :‬إذا مت فأحرقون وذرون ف اليم ف‬ ‫البحر ‪ ،‬فوال لن قدر ال علي ليعذبن عذابا ما عذبه أحدا من العالي ‪،‬‬ ‫ظن أنه بذلك ينجو من عذاب ال ‪،‬‬ ‫وهذا شك ف قدرة ال ‪،‬‬ ‫والشك ف قدرة ال كفر ‪،‬‬ ‫لكن هذا ل يكفر جعه ال عز وجل وسأله ‪،‬‬ ‫لاذا صنعت هذا ؟‬ ‫قال ‪ :‬خوفا منك أو خوفا من عذابك ‪ ،‬أو كلمة نوها ‪،‬‬ ‫فغفر ال له‬ ‫انتبهوا لذه السألة ‪،‬‬ ‫أما الادثة الثانية ‪:‬‬ ‫ابن حجر رحه ال ‪،‬‬ ‫وابن حجر حسب ما بلغ علمي متذبذب ف الواقع ‪.‬‬ ‫أحيانا يسلك مسلك السلف ‪.‬‬ ‫وأحيانا ينقل نقولت ‪.‬‬ ‫وأحيانا يشي على طريق التأويل الت هي ف نظرنا تريف ‪،‬‬ ‫مثل هذين الرجلي ‪ ،‬هل يكن أن نقدح فيهما ؟‬ ‫أبدا ‪،‬‬ ‫لكننا ل نقبل خطؤها ‪،‬‬ ‫خطؤها شيء واجتهادها شيء آخر ‪،‬‬ ‫‪237‬‬

‫أقول هذا لنه نبتت نابتة قبل سنتي أو ثلث تاجم هذين الرجلي هجوما عجيبا ‪،‬‬ ‫وتقول ‪ :‬يب إحراق فتح الباري وإحراق شرح السلم ‪،‬‬ ‫أعوذ بال ‪،‬‬ ‫كيف يرأ النسان على مثل هذا الكلم ؟‬ ‫لكنه الغرور والعجاب بالنفس واحتقار الخرين ‪،‬‬ ‫البدعة الكفرة أو الفسقة ل نكم على صاحبها أنه كافر أو فاسق حت تقوم عليه الجة ‪،‬‬ ‫لقول ال تبارك وتعال ‪ { :‬وما كان ربك مهلك القرى حت يبعث ف أمها رسول يتلو عليهم‬ ‫آياتنا وما كنا مهلكي القرى إل وأهلها ظالون } ‪،‬‬ ‫وقال عز وجل ‪ { :‬وما كنا معذبي حت نبعث رسول } ‪،‬‬ ‫ولو كان النسان يكفر لكان يعذب ‪،‬‬ ‫وقال عز وجل ‪ { :‬رسل مبشرين ومنذرين لئل يكون للناس حجة بعد الرسل } ‪،‬‬ ‫واليات ف هذا كثية ‪،‬‬ ‫فعلينا أن نتئد ول نتسرع ‪،‬‬ ‫وأن ل نقول لشخص أتى ببدعة واحدة من آلف السني ‪ :‬أنه رجل مبتدع ‪،‬‬ ‫هل يصح أن ننسب هذين الرجلي وأمثالما إل الشاعرة ؟ ونقول ‪ :‬ها من الشاعرة ؟‬ ‫ل‪،‬‬ ‫لن الشاعرة لم مذهب مستقل له كيان ف الساء والصفات واليان وأحوال الخرة ‪،‬‬ ‫وما أحسن ما كتبه أخونا سفر الوال عما ذكروه أو عما علم من مذهبهم ‪،‬‬ ‫أكثر الناس ل يفهم من هذا إل أنم مالفون للسلف ف باب الساء والصفات ‪،‬‬ ‫لكن لم اختلفات كثية ‪،‬‬ ‫فإذا قال قائل بسألة من مسائل الصفات با يوافق مذهبهم فل نقول ‪ :‬أنه أشعري ‪،‬‬ ‫أرأيتم لو أن إنسانا من النابلة اختار قولً للشافعي ‪ ،‬هل نقول أنه شافعي ؟‬ ‫ل ‪ ،‬ل نقول ‪ :‬أنه شافعي ‪،‬‬ ‫فانتبهوا لذه السائل الدقيقة ل تتسرعوا ول تتهاونوا باغتياب العلماء السابقي واللحقي ‪،‬‬ ‫لن غيبة العال ليست قدحا ف شخصه فقط ‪،‬‬ ‫بل ف شخصه وما يمله من الشريعة ‪،‬‬ ‫لنه إذا ساء ظن الناس فيه ‪،‬‬ ‫فإنم لن يقبلوا ما يقول من شريعة ال ‪،‬‬ ‫‪238‬‬

‫وتكون مصيبة على الشريعة أكثر ‪،‬‬ ‫ث أنكم ستجدون قوما يسلكون هذا السلك الشي فعليكم بنصحه ‪،‬‬ ‫عليكم بنصحه ‪،‬‬ ‫وإذا وجد فيكم من لسانه منطلق ف القول ف بالعلماء فانصحوه وحذروه ‪،‬‬ ‫وقولوا له ‪ :‬اتق ال أنت ل تتعبد بذا ‪،‬‬ ‫وما الفائدة من أن تقول ‪ :‬فلن فيه وفلن ما فيه ؟‬ ‫قل ‪ :‬هذا القول فيه كذا وكذا غلط ‪،‬‬ ‫بقطع النطع عن الشخاص ‪،‬‬ ‫لكن قد يكون من الفضل أن نذكر الشخص ‪،‬‬ ‫لكن ل على سبيل العموم هكذا ف الجالس أن نذكر الشخص با فيه ‪،‬‬ ‫لن ل يغتر الناس به ‪،‬‬ ‫لنه ليس كل إنسان إذا ذكرت القول يفهم القائل ‪،‬‬ ‫فالسألة أعن ذكر القائل جائز عند الضرورة ‪،‬‬ ‫وإل فالهم إبطال القول الباطل ‪،‬‬

‫‪239‬‬

‫الديث التاسع والعشرون‬ ‫عن معاذ بن ج بل ر ضي ال ع نه قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا ر سول ال أ خبن بع مل يدخل ن ال نة‬ ‫سرَ ُه ال عل يه ‪،‬‬ ‫ويباعد ن عن النار ‪ ،‬قال ‪ ( :‬ل قد سألت عن عظ يم ‪ ،‬وإ نه لي سيٌ على من يَ ّ‬ ‫تعبد ال ل تشرك به شيئا ‪ ،‬وتقيم الصلة ‪ ،‬وتؤت الزكاة ‪ ،‬وتصوم رمضان ‪ ،‬وتج البيت ) ‪،‬‬ ‫ث قال ‪ ( :‬أل أدلك على أبواب ال ي ؟ ال صوم جُنّ ة ‪ ،‬وال صدقة تط فئ الطيئة ك ما يط فئ‬ ‫الاء ‪ ،‬وصلة الرجل ف جوف الليل ) ث تل ‪ { :‬تتجاف جنوبم عن الضاجع ‪ } ........‬حت‬ ‫بلغ { يعملون } ‪ ،‬ث قال ‪ ( :‬أل أخبك برأس المر وعموده وذروة سنامه ؟ ) قلتُ ‪ :‬بلى يا‬ ‫رسول ال ‪ ،‬قال ( رأس المر السلم ‪ ،‬وعموده الصلة ‪ ،‬وذروة سنامه الهاد ) ‪ ،‬ث قال ‪:‬‬ ‫( أل أخبك بلك ذلك كله ؟ ) قل تُ ‪ :‬بلى يا رسول ال ‪ ،‬فأخذ بلسانه ‪ ،‬وقال ‪ ( :‬كف‬ ‫عل يك هذا ) قل تُ ‪ :‬يا نب ال ‪ ،‬وإ نا لؤاخذون ب ا نتكلم به ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬ثكل تك أ مك ‪ ،‬هل‬ ‫يكب الناس ف النار على وجوههم – أو قال ‪ :‬على مناخرهم – إل حصائد ألسنتهم ) رواه‬ ‫الترمذي وقال ‪ :‬حديثٌ حسن صحيح ‪.‬‬ ‫الشرح‬ ‫قوله ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال أخبن بعمل يدخلن النة ويباعدن عن النار ‪ :‬وال هم عالية ‪،‬‬ ‫ل يقل ‪ :‬أخبن بعمل أكسب فيه العشرة والعشرين أو ثلثي أو ما أشبه ذلك ‪،‬‬ ‫قوله ‪ :‬بعمل يدخلن النة ويباعدن عن النار ‪ :‬يعن يكون سببا لدخول النة والبعد عن النار‬ ‫‪،‬‬ ‫فقال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬لقد سألت عن عظيم ) ‪ :‬إي وال عظيم ‪،‬‬ ‫هذه هي الياة أن تدخل النة وتبتعد عن النار ‪،‬‬ ‫هذا هو الفوز والفلح ‪،‬‬ ‫قال ال عز وجل ‪ { :‬فمن زحزح عن النار وأدخل النة فقد فاز } ‪،‬‬ ‫ولذا وصفه النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم بأنه عظيم ‪،‬‬ ‫ولكن والمد ل وإنه ليسي على من يسره ال عليه ‪ ،‬اللهم يسره علينا يا رب العالي ‪،‬‬ ‫يسي على من يسره ال عليه‬ ‫وصدق النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫فإن الدين السلمي مبن على السمح ‪،‬‬ ‫قال ال نب صلى ال عل يه و سلم ل صحابه و هو يبعث هم إل الهاد ‪ ( :‬ي سروا ول تع سروا ‪،‬‬ ‫وبشروا ول تنفروا ‪ ،‬فإنا بعثتم ميسرين ‪ ،‬ول تبعثوا معسرين ) ‪،‬‬ ‫‪240‬‬

‫وقال ‪ ( :‬إن هذا الدين يسر ‪ ،‬ولن يشّاد الدين أحد إل وغلبه ) ‪،‬‬ ‫فهو يسي ‪ ،‬لكن لن ؟‬ ‫لن يسره ال عليه ‪،‬‬ ‫ث شرح ذلك فقال ‪ ( :‬تعبد ال ول تشرك به شيئا ) ‪،‬‬ ‫السئلة‬ ‫بارك ال فيك ما رأيك بن يفرق بي الوسائل الت ‪.‬‬‫ارفع صوتك ‪.‬‬‫ما رأيك بن يفرق بي الوسائل الت يكن فعلها ؟‬‫ بي الوسائل إيش ؟‬‫بي الو سائل ال ت يكن فعلها ف عهد النب صلى ال عليه و سلم وبي الو سائل ال ت ل‬‫يكن فعلها ؟‬ ‫نعم‬‫هل يكن سببها ؟‬‫نعم كل شيء وجد سببه ف عهد النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ول يفعله مع عدم‬‫الانع فإن تركه سنة وقولنا مع عدم الانع لن ل يرد قض – قضية بناء الكعبة فإن النب‬ ‫صلى ال عل يه و سلم أراد أن يهدم الكع بة ويبنيها على قوا عد إبراه يم لكن و – وذ كر‬ ‫مانعا وهو أن قريشا كانوا حديث العهد بالكفر فهذه هي – هي القاعدة‬ ‫ويثل يا شيخ بالاجز ؟‬‫نعم‬‫نعم ويثل حجز النساء بالسجد‬‫إيش ؟‬‫الاجز الذي بي النساء والرجال‬‫نعم – نعم‬‫ما سببه ؟‬‫هذا لم يوجد سببه ف عهد الرسول ف عهد النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم النساء‬‫يأتيـ إل السـاجد متلفعات ب – ب ‪ 0000‬متشمات وليـس هناك أنوار تكشفهـن‬ ‫وير جن ق بل الرجال والرجال ينتظرون ح ت ترج الن ساء هذا غ ي موجود الن – الن‬

‫‪241‬‬

‫من يترقب أن يدخل السجد ليى النساء فهذه الواجز ل شك أنا من الوسائل لدر –‬ ‫لدرأ الفتنة ‪ .‬نعم ‪.‬‬ ‫يا شيخ هل يكفي ؟‬‫ارفع يدك – ل ما هو إنت‬‫بارك ال فيك ما رأيكم بن يقول مقولة اللهم يسر ول تعسر ؟‬‫صحيح‬‫صحيح ؟‬‫إي نعم يسر ل ما هو لل – عموما الراد يسر ل قال موسى عليه الصلة وال – عليه‬‫الصلة والسلم ‪ :‬رب اشرح ل صدري ويسر ل أمري نعم ‪.‬‬ ‫ يا ش يخ ‪ 0000‬البتد عة الوجودة هل يك في لتف سيقهم إن كا نت بدعت هم مف سقة أو‬‫مكفرة ؟‬ ‫هل ؟‬‫هل يكفي لقامة الجة عليهم للبيان لم فقط بدون دعوتم ؟‬‫هل أنت ستبي بدون دعوة ؟‬‫ل‬‫ل بد أن تدعوه لكن مشكلتنا الن أن بعض العوام بعض ال – عوام أهل البدع أنه ليس‬‫أ حد – ل يس عند هم أ حد ينبه هم هذه من ج هة وأي ضا هم يثقون بعلماء الضللة الذ ين‬ ‫عند هم فل يرون أحدا ي – ي – يك في ف مقابلت هم هذه هي الشكلة أن تم ما جئ تم‬ ‫لتقوموا الناس وتقولون ف – فلن ف يك كذا وفلن ف يك كذا جئ تم لطلب العلم وأ نا ل‬ ‫يع ن دأ ب والذي أرى أن ل نلتفت ل حد بين نا وال مد ل كتاب ال وسنة ر سوله صلى‬ ‫ال عل يه وعلى آله و سلم ول علي نا من الناس نقول ال ق ونب طل البا طل ول علي نا من‬ ‫الناس العجـب مـن الناس جعلوا بعـض الرجال رموزا يوالون مـن والهـم ويعادون مـن‬ ‫عاداهم كل هذا غلط كل هذا من الشيطان و – بالنسبة لل – للذي أشرت إليه فأظنك‬ ‫أنت أشرت إل شيء وصارت هنا معناها صحيح السئول ‪.‬‬ ‫يا شيخ أحسن ال إليك ‪.‬‬‫نعم‬‫أثابك ال – الطريقة الصحيحة لنكار‬‫إيش ؟‬‫‪242‬‬

‫الطريقة الصحيحة لنكار البدعة هل تكون إنكار مباشر أو دعوة‬‫ يا أخي ادع إل سبيل ربك بالكمة أنت انظر ل – لقرب الطريق إل تقيق السنة و –‬‫وإبطال البدع وكل إنسان عاقل يوزن ‪ 00000‬بنلا الحوال تتلف وال – والشخاص‬ ‫يتلفون والزمان والماكن تتلف والبدعة تتلف أيضا انتهى الوقت طيب ‪.‬‬ ‫تكملة الشرح‬ ‫نرجع إل الديث ‪،‬‬ ‫يقول صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬تعبد ال ول تشرك به شيئا ) ‪ :‬أي تذل ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬تعبد ) ‪ :‬بعن تتذلل له بالعبادة حبا وتعظيما ‪،‬‬ ‫انتبه ( تعبد ) أي تتذلل ‪،‬‬ ‫مأخوذ من قولم ‪ :‬طريق معبد ‪ ،‬أي مهد ومهيأ للسي عليه ‪،‬‬ ‫ل تعبد ال وأنت تعتقد أن لك الفضل على ال ‪،‬‬ ‫فتكون كمن قال ال فيهم ‪ { :‬ينون عليك أن أسلموا قل ل تنوا على إسلمكم } ‪،‬‬ ‫هذه وهم ل ينوا على ال على الرسول ‪،‬‬ ‫ل له مبةً وتعظيما ‪،‬‬ ‫فقط اعبدوا ال عز وجل تذل ً‬ ‫فبالحبة تفعل الطاعات ‪،‬‬ ‫وبالتعظيم تترك العاصي ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬ل تشرك به شيئا ) ‪ :‬أي شيء يكون حت النبياء ؟‬ ‫نعم ‪ ،‬حت النبياء ‪،‬‬ ‫بل النبياء ما جاءوا إل لحاربة الشرك ‪،‬‬ ‫ل تشرك به شيئا ل ملكا مقربا ول نبيا مرسلً ‪،‬‬ ‫والعبادة لا شروط نذكرها إن شاء ال ف الفوائد ‪،‬‬ ‫قال ‪ ( :‬وتقيم الصلة وتؤت الزكاة وتصوم رمضان وتج البيت ) ‪ :‬هذه أركان السلم المسة‬ ‫وقد مرت ‪،‬‬ ‫ث قال ‪ ( :‬أل أدلك على أبواب الي ؟ ) ‪ :‬أبواب أي مسائل ‪،‬‬ ‫أبواب تستعمل بالباب الذي يفتح للداخل والارج ‪،‬‬ ‫وتستعمل ف السائل ‪،‬‬ ‫ومن هذا قول العلماء ف مؤلفاتم ‪ :‬هذا الباب فيه كذا وكذا ‪،‬‬ ‫وقول الحدثي ‪ :‬ل يصح ف هذا الباب شيء ‪،‬‬ ‫‪243‬‬

‫أي ف هذه السألة شيء ‪،‬‬ ‫فقوله ‪ ( :‬أبواب الي ) ‪ :‬أي مسائل الي ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬أل أدلك على أبواب الي ؟ ) ‪ :‬أي مسائله ‪،‬‬ ‫ويوز أن يكون الراد با الباب العروف الذي يكون منه الدخول والروج ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬أل أدلك على أبواب الي ؟ ) ‪ :‬الواب ‪ :‬بلى ‪،‬‬ ‫قال ‪ ( :‬الصوم جُنّة ) ‪ :‬أي مانع ينع صاحبه ف الدنيا وينع صاحبه ف الخرة ‪،‬‬ ‫أما ف الدنيا فإنه ينع صاحبه من تناول الشهوات المنوعة ف الصوم ‪،‬‬ ‫ولذا ينهى الصائم أن يقابل من اعتدى عليه بثل ما اعتدى عليه ‪،‬‬ ‫حت أنه إذا سبه أحد أو شاته يقول ‪ :‬إن صائم ‪،‬‬ ‫هو أيضا جُنّة من النار يقيك من النار يوم القيامة ‪،‬‬ ‫والصـوم معروف ‪ ( :‬التعبـد ل تعال ‪ ،‬بالمسـاك عـن الفطرات مـن طلوع الفجـر إل غروب‬ ‫الشمس ) ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬والصدقة تطفئ الطيئة كما يطفئ الاء النار ) ‪ :‬الصدقة مطلقا سواء الزكاة الواجبة أو‬ ‫التطوع ‪،‬‬ ‫وسواء كانت قليلة أو كثية ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬تطفئ الطيئة ) ‪ :‬أي خطيئة بن آدم ‪،‬‬ ‫وهي العاصي ‪،‬‬ ‫كما يطفئ الاء النار ‪،‬‬ ‫والاء يطفئ النار بدون تردد ‪،‬‬ ‫فشبه النب صلى ال عليه وسلم المر العنوي بالمر السي ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وصلة الرجل ف جوف الليل ) ‪ :‬هذه معطوفة على قوله ‪ ( :‬الصدقة ) ‪،‬‬ ‫يعن ‪ :‬وصلة الرجل ف جوف الليل تطفئ الطيئة وجوف الليل وسطه كجوف النسان تطفئ‬ ‫الطيئة ‪،‬‬ ‫ث تل صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ { :‬تتجاف جنوبم عن الضاجع } ‪،‬‬ ‫حت بلغ { يعملون } ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬تل ) ‪ :‬أي قرأ ‪،‬‬ ‫{ تتجاف جنوبم عن الضاجع } ‪ ،‬هذا ف وصف من ؟‬ ‫وصف الؤمني ‪،‬‬ ‫‪244‬‬

‫{ تتجاف جنوبم عن الضاجع } أي أنم ل ينامون ‪،‬‬ ‫{ يدعون ربم خوفا وطمعا } ‪ ،‬كيف { خوفا وطمعا } ؟‬ ‫إن ذكروا ذنوبم خافوا ‪،‬‬ ‫وإن ذكروا فضل ال طمعوا ‪،‬‬ ‫فهم بي الوف والرجاء ‪،‬‬ ‫{ وما رزقناهم ينفقون } ‪،‬‬ ‫{ من } هنا ‪،‬‬ ‫إما أن تكون للتبعيض ‪،‬‬ ‫والعن ‪ :‬ينفقون ما رزقهم ال قليلً كان أو كثيا ‪،‬‬ ‫{ فل تعلم نفس ما أخفي لا من قرة أعي جزا ًء با كانوا يعملون } ‪،‬‬ ‫استشهد النب صلى ال عليه وسلم بذه الية على فضيلة قيام الليل ‪:‬‬ ‫{ تتجاف جنوبم عن الضاجع } حت بلغ { يعملون } ‪،‬‬ ‫ث قال ‪ ( :‬أل أخبك برأس المر وعموده وذروة سنامه ؟ ) ‪ :‬ثلثة أشياء ‪:‬‬ ‫( أل أخبك برأس المر وعموده وذروة سنامه ؟ ) ‪،‬‬ ‫قوله ‪ :‬قلت ‪ :‬بلى يا رسول ال قال ‪ ( :‬رأس المر السلم ) ‪ :‬أمر النسان الذي من أجله خلق‬ ‫رأسه ‪،‬‬ ‫السلم ‪ :‬أن يسلم ل تعال ظاهرا وباطنا بقلبه وجوارحه ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وعموده الصلة ) ‪ :‬والراد ‪ :‬الصلوات المس ‪،‬‬ ‫عمود السلم ‪ :‬الصلوات ‪،‬‬ ‫وعمود اليمة ‪ :‬ما تقوم وإذا أزيل عليه سقطت ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬وذروة سنامه الهاد ف سبيل ال ) ‪ :‬ذكر الهاد أنه ذروة السنام ‪،‬‬ ‫لن الذروة أعلى الشيء ‪،‬‬ ‫وبالهاد يعلو السلم ‪،‬‬ ‫فجعله ذروة سنام المر ‪،‬‬ ‫قال ال تعال ‪ { :‬ول تنوا ول تزنوا أنتم العلون إن كنتم مؤمني } ‪،‬‬ ‫وقال عز وجل ‪ { :‬فل تنوا وتدعوا إل ‪ 0000‬أنتم العلون وال معكم } ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ ( :‬الهاد ) ‪ :‬يعن ف سبيل ال عز وجل ‪،‬‬ ‫ومت يكون الهاد ف سبيل ال ؟‬ ‫‪245‬‬

‫بينه الرسول صلى ال عليه وسلم أت بيان ‪،‬‬ ‫فقد سئل عن الرجل ‪ :‬يقاتل حيه ويقاتل لشجاعة ويقاتل ليى مكانه ؟ أي ذلك ف سبيل ال ؟‬ ‫قال ‪ ( :‬من قاتل لتكون كلمة ال هي العليا فهو ف سبيل ال ) ‪،‬‬ ‫انتبه ‪،‬‬ ‫هو ل يب عن الثلثة الذين سئل عنهم ‪،‬‬ ‫بل ذكر ف عبارة عامة ‪ ( :‬من قاتل لتكون كلمة ال هي العليا فهو ف سبيل ال ) ‪،‬‬ ‫ث قال ‪ ( :‬أل أخبك بلك ذلك كله ؟ ) ‪ :‬ملك الشيء ‪ :‬ما يلك به ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬بلك ذلك ) ‪ :‬أي ما تلك به كل هذا ‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬فأخذ بلسانه وقال ‪ ( :‬كف عليك هذا ) ‪ :‬أخذ النب صلى ال عليه وسلم بلسانه ‪،‬‬ ‫أي بلسان نفسه ‪،‬‬ ‫وقال ‪ ( :‬كف عليك ) ‪ :‬هذا يعن ل تطلقه ف القيل والقال ‪،‬‬ ‫وقد مر علينا ‪ ( :‬من كان يؤمن بال واليوم الخر فليقل خيا أو ليصمت ) ‪،‬‬ ‫كف عليك هذا ل تتكلم إل بي ‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال قلت ‪ :‬يا نب ال وإنا لؤاخذون با نتكلم به ؟ ‪ :‬الملة خبية ‪،‬‬ ‫لكنها استفهامية ‪،‬‬ ‫والعن ‪ :‬إننا لؤاخذون با نتكلم به ؟ ‪،‬‬ ‫يعن أن معاذا تعجب كيف يؤاخذ النسان با يتكلم به ؟‬ ‫فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم حثاّ له على أن يفهم ‪،‬‬ ‫قال له ‪ ( :‬ثكلتك أمك يا معاذ ثكلتك ) ‪ :‬أي فقدتك ‪،‬‬ ‫وهذه الكلمة يقولا العرب للغراء والث ول يقصدون با العن الظاهر ‪،‬‬ ‫وهو أن تفقده أمه ‪،‬‬ ‫لكن يقصدون با ‪ :‬الث والغراء ‪،‬‬ ‫وقال بعض العلماء ‪ :‬إن هذه الملة على تقدير الشرط ‪،‬‬ ‫والعن ‪ :‬ثكلتك أمك يا معاذ إن ل تكف لسانك ‪،‬‬ ‫ولكن العن الول أوضح وأظهر ‪،‬‬ ‫وأنا تدل على الغراء والث ‪،‬‬ ‫ولذا خاط به بالنداء قال ‪ ( :‬يا معاذ و هل ي كب الناس ف النار على وجوه هم – أو قال ‪ :‬على‬ ‫مناخرهم – إل حصائد ألسنتهم ) ‪،‬‬ ‫‪246‬‬

‫يكب الناس على وجوههم إل الصائد ‪،‬‬ ‫وقوله ‪ :‬أو قال ‪( :‬على مناخرهم ) ‪ :‬شك من الراوي ‪،‬‬ ‫قوله ‪ ( :‬إل حصائد ألسنتهم ) أي ما يصدون بألسنتهم من القوال ‪،‬‬ ‫فاقتنع معاذ لا قال هذا الكلم ‪،‬‬ ‫عرف أن ملك المر كله هو كف اللسان ‪،‬‬ ‫لن اللسان قد يقول الشرك وقد يقول الكفر وقد يقول الفحشاء ‪،‬‬ ‫يعن ليس له حد ‪،‬‬

‫‪247‬‬

‫فوائد الديث‬ ‫ف هذا الديث فوائد منها ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬حرص الصحابة رضي ال عنهم على العلم ‪،‬‬ ‫ولذا يكثر منهم سؤال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم عن العلم ‪،‬‬ ‫ولكن سؤالم رضي ال عنهم لجرد أن يعلموا بالكم ‪ ،‬أو لجل أن يطبقوا ؟‬ ‫الثان ‪،‬‬ ‫عكس ما يفعله بعض الناس اليوم ‪،‬‬ ‫يسأل ليعرف الكم فقط ‪،‬‬ ‫ث هو باليار إن شاء فعل وإن شاء ل يفعل ‪،‬‬ ‫وهذا غلط ‪،‬‬ ‫اجعل غايتك من العلم العمل به ‪،‬‬ ‫دون الطلع على أقوال الناس ‪،‬‬ ‫ولذا تد بعض الناس يسأل هذا العال عرف ما عنده ‪،‬‬ ‫ث يذهب يسأل عالا آخر وثالثا ورابعا ‪،‬‬ ‫لنه ل يريد العمل بالعلم ‪،‬‬ ‫بل يريد الطلع فقط ‪،‬‬ ‫وهذا غلط ‪،‬‬ ‫ل تسأل عن العلم إل لدف واحد ‪،‬‬ ‫وهو العمل ‪،‬‬ ‫‪ – 2‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬علو هة معاذ بن جبل رضي ال عنه ‪،‬‬ ‫حيث ل يسأل عن أمور الدنيا بل عن أمور الخرة ‪ :‬عمل يدخلن النة ويباعدن من النار ‪،‬‬ ‫وجدير به رضي ال عنه أن يكون بذه النلة العالية ‪،‬‬ ‫لنه أحد فقهاء الصحابة ‪،‬‬ ‫ولن النب صلى اله عليه وعلى آله وسلم بعثه إل اليمن داعيا ومفتيا وحاكما ‪،‬‬ ‫فهو رضي ال عنه من أفقه الصحابة ‪،‬‬ ‫‪ – 3‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬إثبات النة والنار ‪،‬‬ ‫واليان بما أحد أركان اليان الستة كما سبق ومن هذا الديث ‪،‬‬ ‫‪ – 4‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن العمل يدخل النة ويباعد عن النار ‪،‬‬ ‫‪248‬‬

‫لن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم أقره على هذا ‪،‬‬ ‫وهنا يقع إشكال ‪:‬‬ ‫و هو أن ال نب صلى ال عل يه وعلى آله و سلم قال ‪ ( :‬لن يد خل ال نة أ حد بعمله ) قالوا ‪ :‬ول‬ ‫أنت يا رسول ال ؟ قال ‪ ( :‬ول أنا ‪ ،‬إل أن يتغمدن ال برحته ) ‪ ،‬فكيف يمع بي هذا الديث‬ ‫وبي النصوص الخرى الدالة على أن النسان يدخل بعمله النة ؟‬ ‫أجاب العلماء رحهم ال فقهاء السلم أطباء القلوب والبدان ما علمهم ال ذلك ‪،‬‬ ‫قالوا ‪ :‬الباء لا معنيان ‪:‬‬ ‫تارة تكون للسببية ‪،‬‬ ‫وتارة تكون للعوض ‪،‬‬ ‫الباء لا معنيان ‪:‬‬ ‫تارة تكون سببية ‪،‬‬ ‫وتارة تكون للعوض ‪،‬‬ ‫وإذا قلت ‪ :‬أكرمت بإكرامي ‪ ،‬بإكرامك إياي ‪،‬‬ ‫هذه للسببية ‪،‬‬ ‫فالنفي ‪ :‬باء العوض ‪،‬‬ ‫والثبت باء السببية ‪،‬‬ ‫فقال ‪ :‬معن قول النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬لن يدخل النة أحد بعمله ) ‪،‬‬ ‫أي أن ذلك معاوضة ‪،‬‬ ‫لن لو أراد ال عز وجل أن يعوض العباد بأعمالم وجزاءهم لكانت نعمة واحدة تقضي على كل‬ ‫ما عمل ‪،‬‬ ‫واضرب مثلً ‪ :‬بنع مة الن فس نع مة الن فس هذه نع مة عظي مة ل يعرف قدر ها إل من ابتلي بض يق‬ ‫النفس وأسأل من ابتلي بضيق النفس ‪ ،‬ماذا يعانون من هذا ؟‬ ‫الصحيح الذي ليس مصابا بضيق النفس ل يد كلفة ف التمتع بذه النعمة وهو يتكلم ينفس وهو‬ ‫يأكل ول يس بشيء هذه النعمة ‪،‬‬ ‫لو عملت أي عمل من العمال ل تقابلها ‪،‬‬ ‫لن هذه نعمة مستمرة دائمة ‪،‬‬ ‫بل نقول ‪ :‬إذا وفقت إل العمل الصال فهذه نعمة أضل ال عن ذلك أما ‪،‬‬ ‫وإن كل نعمة متاجة إل شكر ‪،‬‬ ‫‪249‬‬

‫وإذا شكرت فهي نعمة تتاج إل شكر آخر ‪،‬‬ ‫ولذا قال الشاعر ‪:‬‬ ‫علي له ف مثلها يب الشكر‬

‫إذا كان شكري نعمة ال نعمة‬ ‫فكيف بلوغ الشكر إل بفضله وإن طالت اليام واتصل العمر ‪.‬‬ ‫واضح ؟‬

‫إذن المع بي الباء بقوله ‪ ( :‬لن يدخل النة أحد بعمله ) ‪ ،‬وقوله ‪ ( :‬أيدخلن النة ) ‪،‬‬ ‫أو كقوله تعال ‪ ( :‬جزاء با كنتم تعملون ) وما أشبه بذلك ‪،‬‬ ‫نقول الباء لا معنيان ‪:‬‬ ‫العن الول ‪ :‬أن تكون للعوض ‪،‬‬ ‫والثانية ‪ :‬أن تكون للسببية ‪،‬‬ ‫والنفي أن تكون الباء للعوض ‪،‬‬ ‫السئلة‬ ‫نعم‬‫يا شيخ بعض ما قلت ف هذا الديث‬‫إيش ؟‬‫ف هذا الديث ذروة سنامه الهاد‬‫ها ؟‬‫وذروة سنامه الهاد‬‫ما وصلناه – ما وصلناه وليد ‪.‬‬‫لو قال قائل ‪ :‬يا ش يخ لاذا ل تقول أن الد يث من سن ف ال سلم سنة ح سنة على‬‫تصيص على حديثنا الول كل بدعة ضللة ؟‬ ‫إي ما يكن ما – ما دمنا عرفنا معن ما يكن نمع بينهما ‪.‬‬‫بعضهم يقول إن التخصيص أول من التأويل ؟‬‫على إيش ؟‬‫التأويل حيث حلنا حديث ‪ :‬من سن ف السلم سنة حسنة ‪.‬‬‫ ما دام السبب معروف أن النب صلى ال عليه وسلم قال ذلك بسبب إتيان هذا الرجل‬‫بال صرة – ول ي كن أن يقول كل بد عة ضللة ويذر من البدع ح ت ف خ طب الم عة‬ ‫ويدخلها التخصيص ما يكن نعم ‪.‬‬ ‫‪250‬‬

‫شيخ أحسن ال إليكم إذا كان الوسائل مبتدعة والغاية ثابتة ف أصل الشرع ؟‬‫نعم‬‫هل نفرق الوسائل البتدعة الغاية الثابتة؟‬‫ن عم ما ل تكون الو سيلة حرا ما إن كا نت حرا ما بذات ا ف هي حرام وإ ما إذا كا نت من‬‫المور ال ت مبا حة ف – ف حد ذات ا فل ها ح كم من كا نت و سيلة له ولذلك لو كان‬ ‫لنسان يريد أن يتوضأ ول يد ماءا إل بدراهم نقول له البيع – شراء الاء الن واجب‬ ‫يا شيخ‬‫نعم‬‫أثابكم ال يا شيخ كيف يعامل العال الذي بيده نقطة من البدع عنده شيء من البدع ف‬‫غي هذه السألة يكون موافق للسنة والماعة كيف يعامل معه ؟‬ ‫كيف إيش ؟‬‫كيف يعامل معه يعن ؟‬‫كيف يتعامل النسان معه ؟‬‫نعم‬‫إي يقبـل القـ ويرد الباطـل ولكـن إذا كان حيـا أمكنـه أن – أن يتكلم معـه بالجادلة‬‫والناظرة والق ويب إتباعه ‪.‬‬ ‫لكن يعن للنسان أن يشي معه أقصد بذا مشيا معنويا يكون معه ف الدعوة ويكون معه‬‫تعليم العلم ؟‬ ‫هذا سؤال جيد وعلى كل حال البتدع إذا خيف أننا إذا اتبعناه ف – ف الق اغتر الناس‬‫به وأخذوا ب كل ما يقول فه نا نتجن به وال ق موجود ف غيه وال مد ل وأ ما إذا ك نا ل‬ ‫نشى هذا فالواجب قبول الق من أي إنسان‬ ‫وإن ل يكن يوجد ف غيه لن ف بعض البلدان الذين على أهل السنة ولم علم ونشاط ف‬‫السنة قليل فماذا يكم ف هذا الال ؟‬ ‫إم هذا يتاج إل نظر خاص يتق النسان ربه – يتق النسان ربه بقدر ما يستطيع نعم غان؟‬‫أحسن ال إليك قول النب صلى ال عليه وسلم ؟‬‫‪-‬اللهم صلي وسلم عليه‬

‫‪251‬‬

‫فعليكم بسنت وسنة اللفاء الراشدين الهديي أحسن ال عملك بالنسبة للخلفاء الراشدون‬‫أل يكون سنتهم هي الق صورة أي ل يكون هناك خلي فة را شد إل هؤلء الر بع لن غي هم‬ ‫سنته غي متبعة ؟‬ ‫إم ذكرنـا هذا – ذكرنـا هذا أمـس فـ الشرح قلنـا هـل الراد اللفاء الراشديـن أعيانمـ أم‬‫بأوصافهم‬ ‫لكن ذكرنا ترجيح كثي من السلف ؟‬‫نعم؟‬‫ذكرنا كثي من السلف عد عمر بن عبد العزيز ؟‬‫نعم – نعم عد عمر بن عبد العزيز من اللفاء الراشدين‬‫فهل تكون سنته متبعة أحسن ال إليك ؟‬‫إي على هذا نعم بأمر الرسول عليه الصلة والسلم لكن ف الغالب إنك ما تي لؤلء سنة‬‫تالف الخرين ف الغالب نعم ؟‬ ‫يا شيخ أحسن ال إليك يا شيخ‬‫نعم؟‬‫توزع أوراق فيها تذير من بعض العلماء يعن الذين يرجون ف الفضائيات ؟‬‫إيش ؟‬‫يرجون ف الفضائيات ؟‬‫إي‬‫هـل يوز لشخـص أن يوزع مثـل هذه الوراق أو يذر مـن بعـض العوام مـن هؤلء العلماء‬‫خاصة إذا كانت عندهم أخطاء ف العقائد ؟‬ ‫وال لبد – ل بد من هذا وما أصل النسان يلي الناس يتكلمون ف الفضائيات با يريدون‬‫والشكلة أن الفضائيات الن غزت الناس ف بيوت م وجاءت عاد اللي أخ بث وأخ بث و هي‬ ‫النترنـت هذه مدمرة للخلق وللعقائد لنـه يدـ الشيـء مكتوبـا يسـتطيع ينسـخه مشكلة‬ ‫القيقة نسأل ال الثبات الواقع أن – أن المة السلمية الن ف منة ‪.‬‬ ‫تكملة الشرح‬ ‫‪ – 5‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن هذا وإن كان عظيما فهو يسي على من يسره ال عليه ‪،‬‬ ‫‪ – 6‬ومن فوائده ‪ :‬أنه ينبغي للنسان أن يسأل ال تعال التيسي ‪،‬‬ ‫أن ييسر أموره ف دينه ودنياه أن من ل ييسر ال عليه فإنه يصعب عليه كل شيء ‪،‬‬ ‫‪252‬‬

‫‪ – 7‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬ذكر أركان السلم المسة ‪،‬‬ ‫ف قوله ‪ ( :‬تعبد ال ول تشرك به شيئا وتقيم الصلة وتؤت الزكاة وتصوم رمضان وتج البيت )‬ ‫‪،‬‬ ‫ول يذكر الرسالة ‪،‬‬ ‫لن عبادة ال تتضمن الرسالة ‪،‬‬ ‫إذ ل يكن أن يعبد النسان ربه إل با شرع نبيه صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫‪ – 8‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬أن أعلى الهمات ‪ ،‬أن أغلى الهمات وأعلى الواجبات عبادة ال‬ ‫وحده ل شريك له التوحيد ‪،‬‬ ‫‪ – 9‬ومنها من فوائد هذا الديث ‪ :‬فضل النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ف التعليم ‪،‬‬ ‫حيث يأت با ل يتحمله السؤال ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ ( :‬أل أدلك على أبواب الي ؟ ) ‪،‬‬ ‫وهذا من عادته صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪،‬‬ ‫أنه إذا دعت الاجة إل ذكر شيء يضاف إل الواب أضافه ‪،‬‬ ‫مثال ذلك ‪ :‬سئل عن ماء البحر أنتوضأ به ؟ فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬هو الطهور ماؤه‬ ‫الل ميتته ) ‪،‬‬ ‫( الطهور ماؤه ) ‪ ،‬هذا جواب السؤال ‪،‬‬ ‫( الل ميتته ) ‪ ،‬زائد ‪،‬‬ ‫لكن لا كان الناس ف البحر يتاجون إل الكل بي لم أن ميتته حلل ‪،‬‬ ‫وقد عاب قومٌ شيخَ السلم ابن تيميه رحه ال ‪،‬‬ ‫وقالوا ‪ :‬أنه إذا سئل عن السألة أتى بسائل كثية ‪،‬‬ ‫فأجاب عن ذلك بعض تلميذه وقال ‪ :‬أن هذا من جوده وكرمه ف بذل العلم ‪،‬‬ ‫واستشهد بقول النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ف البحر ‪ ( :‬هو الطهور ماؤه الل ميتته )‬ ‫وهو ل يسأل إل عن الوضوء ف ماء البحر ‪،‬‬ ‫‪ – 10‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن الصوم جُـنّـة ‪،‬‬ ‫وسبق معناها ف الشرح ‪،‬‬ ‫وبناءً على هذا ‪ :‬فمن ل يكن صومه جنّة له فإنه ناقص ‪،‬‬ ‫ولذا يرم على النسان تناول العاصي ف حال الصوم ‪،‬‬ ‫ولكن هل تبطل الصوم ‪ ،‬أو ل ؟‬ ‫‪253‬‬

‫يعن العاصي ف الصيام هذه مرمة ‪،‬‬ ‫والصوم ل يفد ‪ ،‬فهل إذا فعلها النسان تبطل ؟ يبطل صومه ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬إن كان هذا الحرم خاصا بالصوم أفسد صومه ‪،‬‬ ‫وإن كان عاما ل يفسده ‪،‬‬ ‫مثال الول ‪ :‬يرم على الصائم الكل والشراب ‪ ،‬فلو أكل أو شرب فسد صومه ‪،‬‬ ‫يرم على الصائم وغيه الغيبة ‪ :‬ذكرك أخاك با يكره ‪،‬‬ ‫فلو أغتاب الصائم أحدا ترم غيبته ل يفسد صومه ‪،‬‬ ‫لن هذا النهي ل يتص بالصوم ‪،‬‬ ‫هذه القاعدة عند جهور أهل العلم ‪،‬‬ ‫وقال بعض أهل العلم ‪ :‬إذا أتى الصائم با يرم ‪ ،‬ولو على سبيل العموم ‪ ،‬فسد صومه ‪،‬‬ ‫واستدل بقول النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬من ل يدع قول الزور والعمل به والهل‬ ‫فليس ل حاجة ف أن طعامه وشرابه ) ‪،‬‬ ‫لكن ما ذهب إل المهور أصح ‪،‬‬ ‫والديث إنا أراد النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم به أن يبي الكمة من الصوم ‪،‬‬ ‫ل أن يبي فساد الصوم بقول الزور والعمل بالزور والهل ‪،‬‬ ‫‪ – 11‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن الصدقة تطفئ الطيئة ‪،‬‬ ‫ففيه الث على الصدقة إذا كثرت خطاياك ‪،‬‬ ‫فأكثر من الصدقة فإنا تطفئ الطيئة ‪،‬‬ ‫وقد قال النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ( :‬كل امرئ ف ظل صدقته يوم القيامة ) ‪،‬‬ ‫وقال ال نب صلى ال عل يه وعلى آله و سلم ‪ ( :‬سبعة يظل هم ال ف ظله يوم ل ظل إل ظله إمام‬ ‫عادل – إل أن قال ‪ – :‬ورجل تصدق بصدقة فأطفأها حت ل تعلم شاله ما تنفق يينه ) ‪،‬‬ ‫ومع ن الد يث ‪ :‬أ نه ف يوم القيا مة ل يس هناك ش جر ول مغارات ول جبال ول بناء ي ستظل به‬ ‫الناس ‪،‬‬ ‫إل الظل الذي يلقه ال عز وجل ‪،‬‬ ‫فيستظل به فيظل به عباده ‪،‬‬ ‫وهو إما ظل العرش كما قيل به أو غيه ‪،‬‬ ‫الهم ‪ :‬أنه ل يوز أن نعتقد أن العن ‪ :‬ظل ال نفسه ‪،‬‬ ‫فإن ال تعال نور السماوات والرض وحجابه النور ‪،‬‬ ‫‪254‬‬

‫والظل يقتضي ثلثة أشياء ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬متظلل عنه ‪،‬‬ ‫‪ – 2‬وظل ‪،‬‬ ‫‪ – 3‬ومظلل ‪،‬‬ ‫ما هو العلى منها ؟‬ ‫الظلل عنه ‪،‬‬ ‫ول يكن أن يكون فوق ال شيء ‪،‬‬ ‫يكون ال هو الوسط بي الشمس وبي العباد هذا شيء مستحيل ‪،‬‬ ‫وليس هذا من باب التأويل كما قيل به ‪،‬‬ ‫قالوا ‪ :‬بذا تأويل ‪،‬‬ ‫أن جوابنا على هذا من وجهي ‪:‬‬ ‫الوجه الول ‪ :‬أن التأويل إذا دّل عليه بدليل فل مانع ‪،‬‬ ‫فهاهم السلف ‪،‬‬ ‫أوّلوا العية ‪ :‬بالعلم ‪،‬‬ ‫خوفا من أن يظن أن العيّة بالذات ف نفس الرض ‪،‬‬ ‫وأوّل الفقهاء ‪ :‬قول ال عز وجل ‪ { :‬فإذا قرأت القرآن فاستعذ بال من الشيطان الرجيم } ‪،‬‬ ‫بأن الراد ‪ :‬إذا أردت أن تقرأ ‪،‬‬ ‫فالتأويل الذي دل عليه الدليل ليس تريفا ‪،‬‬ ‫بل هو التفسي ‪ ،‬تفسي الكلم ‪،‬‬ ‫والتأويـل الذموم ‪ :‬هـو ( التحريـف أن يصـرف الكلم عـن ظاهره بل معنً يالف الظاهـر بل‬ ‫دليل ) ‪،‬‬ ‫‪ – 12‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬أن الطيئة فيها شيء من الرارة ‪،‬‬ ‫لنه يعذب النسان عليها بالنار ‪،‬‬ ‫والاء فيه شيء من البودة ‪،‬‬ ‫ولذا شبه النب صلى ال عليه وسلم ذلك بالاء يطفئ النار ‪،‬‬ ‫‪ – 13‬ومنها ‪ :‬حسن تعليم النب صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫وما أكثر ما ير علينا حسن تعليمه صلوات ال وسلمه عليه ‪،‬‬ ‫لن حسن تعليمه من تام تبليغه ‪،‬‬ ‫‪255‬‬

‫وذلك بقياس الشياء العنوية على الشياء السية ‪:‬‬ ‫( تطفئ الطيئة كما يطفئ الاء النار ) ‪،‬‬ ‫‪ – 14‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬الث على صلة الليل ‪،‬‬ ‫وبيان أنا تطفئ الطايا كما يطفئ الاء ‪،‬‬ ‫‪ – 15‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬استدلل النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم بالقرآن ‪،‬‬ ‫مع أن القرآن أنزل عليه ‪،‬‬ ‫لكن القرآن يستدل به ‪،‬‬ ‫لنه كلم ال مقنع لكل أحد وبذا تل هذه الية ‪ { :‬تتجاف جنوبم } ‪،‬‬ ‫وإن قال قائل ‪ :‬ل يذ كر ف الد يث أ نه ا ستعاذ بال من الشيطان الرج يم ‪ ،‬و قد قال ال تعال ‪:‬‬ ‫{ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بال من الشيطان الرجيم ‪ ....‬أل } ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬أن هذه الية ل يراد التلوة ‪،‬‬ ‫وإنا يراد با الستدلل ‪،‬‬ ‫والية الكرية ‪ { :‬وإذا قرأت القرآن } ‪،‬‬ ‫يعن للتلوة ‪،‬‬ ‫وأحاديث كثية من هذا النوع يذكر فيها الستشهاد باليات ‪،‬‬ ‫ول يذكر فيها الستعاذة بال من الشيطان الرجيم ‪،‬‬ ‫كثي من الخوة إذا أراد أن يقرأ قال ‪ :‬قال ال عز وجل ‪ :‬أعوذ بال من الشيطان الرجيم ‪ { :‬إنّا‬ ‫أنزلناه ف ليلة القدر } ‪ ،‬كيف ؟‌ ‌‬ ‫غلط ‪،‬‬ ‫لنه قال ‪ :‬قال ال تعال ‪ { :‬أعوذ بال من الشيطان الرجيم } ‪،‬‬ ‫أدخل أعوذ بال من الشيطان من الرجيم ‪،‬‬ ‫فقلها قبل ‪ ،‬قل أعوذ بال من الشيطان الرجيم قال تعال ‪،‬‬ ‫ولكن الذي مر علينا كثيا أناط أن ما قصد به الستدلل فإنه ل يتعوذ فيه ‪،‬‬ ‫بلف ما قصد فيه التلوة ‪،‬‬ ‫والية ظاهرة ‪ { :‬إذا قرأت القرآن فاستعذ بال } ‪،‬‬ ‫‪ – 16‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬فضيلة أولئك القوم الذين تتجاف جنوبم عن الضاجع ‪،‬‬ ‫ولكن بأي شغل يشتغلون ؟‬ ‫بالصلة ‪ { ،‬يدعون ربم خوفا وطمعا } ‪،‬‬ ‫‪256‬‬

‫وليس للذين { تتجاف جنوبم عن الضاجع } ف اللهو واللغو والرام ‪،‬‬ ‫فإن هؤلء بقاؤهم ساهرين إما مكروه وإما مرم ‪،‬‬ ‫حسب ما يشتغلون به ‪،‬‬ ‫‪ – 17‬ومن فوائد الديث ‪ :‬من الية الت استشهد با رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم‬ ‫أنه ينبغي للنسان أن يكون عند دعوة ال عز وجل خائفا راجيا ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ { :‬يدعون ربم خوفا وطمعا } ‪،‬‬ ‫وهنا نسأل ‪ :‬هل الراد ‪ :‬دعاء العبادة ‪ ،‬أو دعاء السألة ‪ ،‬أو كلها ؟‬ ‫كلها فأنت إذا عبدت ال كن خائفا راجيا تاف أن ل يقبل منك ‪،‬‬ ‫كما قال ال عز وجل ‪ { :‬والذين يوفون ما أتوا وقلوبم وجلة } ‪ ،‬أي خائفة أل يقبل منهم ‪،‬‬ ‫ولكن أحسن الظن بال أيضا كن راجيا ربك عز وجل حت تسي إل ال بي الوف والرجاء ‪،‬‬ ‫وهذه مسألة اختلف فيها أهل السلوك أو أرباب السلوك ‪:‬‬ ‫هل الول أن يغلب النسان جانب الرجاء ؟‬ ‫أو الوْل أن يغلب جانب الوف ؟‬ ‫أو ف ذلك تفصيل ؟‬ ‫هل الول ‪ :‬أن يغلب جانب الرجاء ‪ ،‬أو جانب الوف ‪ ،‬أو يعل كلها سوا ًء ؟‬ ‫فقال المام أحد رحه ال ‪ :‬ينبغي أن يكون خوفه ورجاءه واحدا فأيهما غلب هلك صاحبه ‪،‬‬ ‫وقال بعض أهل العلم ‪ :‬ينبغي عند الوت أن يغلب جانب الرجاء وف حال الصحة جانب الوف‬ ‫‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬لن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬ل يوتن أحدكم إل وهو يسن الظن بال ) ‪،‬‬ ‫أما ف حالة الصحة فيغلب جانب الوف ‪،‬‬ ‫لجل أن يمله خوفه على الستقامة ‪،‬‬ ‫وقال بعض أهل العلم ‪ :‬ف حال فعل الطاعة يغلب جانب الرجاء ‪ ،‬وف حال الم بالعصية يغلب‬ ‫جانب الوف ‪،‬‬ ‫وهذا حسن ‪،‬‬ ‫وجه الول ‪ :‬أن ف حالة الطاعة يغلب جانب الرجاء ‪،‬‬ ‫وهو أنه يقول ‪ :‬إن الذي منّ علي بذه الطاعة سيمنّ علي بقبولا فيجعل منّة ال عليه بقبولا ‪،‬‬ ‫ويغلّب جانب الرجاء ‪،‬‬ ‫ويقول ‪ :‬قمت با أمرت به وأرجو من ال الثواب ‪،‬‬ ‫‪257‬‬

‫أما إذا ه ّم بالعصية فيغّلب جانب الوف ‪،‬‬ ‫لئل يقع ف العصية ‪،‬‬ ‫وهذا القول من حيث العن أحسن القوال ‪،‬‬ ‫لكن مع ذلك ل نكم به على كل فرد ‪،‬‬ ‫إذ قد يعرض للنسان حالت يغلب فيها الرجاء ‪،‬‬ ‫وحالت يغّلب فيها الوف ‪،‬‬ ‫لكن نن نتكلم عن الوف والرجاء ل باعتبار كل واحد ‪،‬‬ ‫‪ – 18‬ومن فوائد الديث ‪ :‬ف ظل الية ‪ :‬فضيلة النفاق ما رزق ال العبد ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ { :‬وما رزقناهم ينفقون } ‪،‬‬ ‫وهل الراد الرزق الطيب أو مطلق الرزق ؟‬ ‫الية مطلقة ‪،‬‬ ‫ولكن من اكتسب مالً مرما أو أنفق مالً مرما فل مدح ‪،‬‬ ‫ل مدح له ‪،‬‬ ‫واحد سرق ماله وراح يتصدق به ‪،‬‬ ‫ما يستقيم هذا ‪،‬‬ ‫إنسان تصدق بنير ل يستقيم ‪،‬‬ ‫فعلى هذا نقول ‪ :‬الراد بالرزق هنا ماذا ؟‬ ‫الرزق الطيب ‪،‬‬ ‫‪ – 19‬من فوائد هذا الديث ‪ :‬أن رأس المر السلم ‪،‬‬ ‫المر يعن أمر الدنيا والخرة رأسه السلم ‪،‬‬ ‫فما هو السلم ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬هو ( ما بعث به النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ) ‪،‬‬ ‫إذ بعد بعثته ل إسلم إل ما كان على شريعته انتبه !!‬ ‫وعلى هذا لو سأل سائل ‪ :‬هل اليهود مسلمون ؟ هل النصارى مسلمون ؟‬ ‫فالواب ‪ :‬ل ‪،‬‬ ‫فإن قلت ‪ :‬أخطأت ‪،‬‬ ‫وإن قلت ‪ :‬نعم ‪،‬‬ ‫أخطأت اليهود ف حال قيام شريعة التوراة إذا اتبعوها مسلمون ‪،‬‬ ‫‪258‬‬

‫وكذلك النصارى ف حال قيام النيل إذا اتبعوه فهم مسلمون ‪،‬‬ ‫ولذا ف القرآن الكري ذكر السلم لؤلء وهؤلء ‪،‬‬ ‫وأما بعد بعثة النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم فإن كل من كفر به ليس بسلم ‪،‬‬ ‫حت لو قال ‪ :‬إن أسلمت ‪،‬‬ ‫‪ – 20‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن الصلة عمود الدين ‪،‬‬ ‫والعمود ل يستقيم البناء إل به وهو دليل ‪ ،‬أي ‪:‬‬ ‫‪ – 21‬يتفرع على هذا ‪ :‬أن من ترك الصلة فهو كافر ‪،‬‬ ‫من ترك الصلة فهو كافر ‪ ،‬لاذا ؟‬ ‫لن العمود إذا سقط ل يستقم البناء ‪،‬‬ ‫وهذا القول هو القول الرا جح الذي دل عل يه كتاب ال و سنة ر سول ال صلى ال عل يه وعلى‬ ‫آله وسلم وأقوال الصحابة رضي ال عنهم حت حكي إجاعهم ‪،‬‬ ‫حكي هذا القول إجاع الصحابة ‪،‬‬ ‫وهو مقتضى النظر والقياس ‪ :‬إذ كيف لؤمن بال واليوم الخر أن يافظ على ترك الصلة ؟‬ ‫سبحان ال ‪ ،‬هذا ل يكن أبدا ‪،‬‬ ‫وماذا عنده إذا ل يصلي ؟‬ ‫ليس عنده شيء ‪،‬‬ ‫وقد كتبنا هذا ف رسالة موجودة والمد ل ‪،‬‬ ‫لكنها تضمنت ذكر الدلة على كفر تارك الصلة ‪،‬‬ ‫والواب عن قول من يقول ‪ :‬أنه ل يكفر ‪،‬‬ ‫وليس عند من يقول ‪ :‬أنه ل يكفر ‪،‬‬ ‫ليس عندهم دليل إل نصوص عامة تص بنصوص كفر تارك الصلة ‪،‬‬ ‫أو نصوص قيدت با ل يكن مع هذا ‪،‬‬ ‫أن يترك الصلة ‪،‬‬ ‫أو نصوص قيدت لقيود ل يكن أن يقوم با النسان إل إذا كان كافرا والعياذ بال ‪،‬‬ ‫الهم على كل حال الرسالة هذه ينبغي لكل إنسان أن يقرأها متجردا عن الوى ‪،‬‬ ‫وف ظن أنا لو شاع هذا القول بي الناس ‪،‬‬ ‫لرتدع كثي من الناس عن ترك الصلة ‪،‬‬ ‫وأما إذا قيل ‪ :‬ترك الصلة فسق من الفسوق ‪،‬‬ ‫‪259‬‬

‫فكثي من الناس ل يبال أن يكون فاسقا أو مستقيما ‪،‬‬ ‫ويرى بعض أهل العلم من السابقي واللحقي ‪ :‬أن ترك صلة واحدة حت أخرج وقتها بل عذر‬ ‫كفر ‪،‬‬ ‫ولكن الذي أراه أنه ل يكفر إل إذا ترك الصلة نائيا ‪،‬‬ ‫‪ – 22‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن الهاد ذروة سنام السلم ‪،‬‬ ‫والذروة ‪ :‬هو ( الشيء العال ) ‪،‬‬ ‫لنه إذا استقام الهاد فمقتضاه أن السلمي يكونون أن تكون كلمتهم هي العليا‬ ‫وهذا هو ذروة السنام ‪،‬‬ ‫ولكن يقيد هذا الطلق با إذا كان الهاد ف سبيل ال عز وجل يتعي هذا ‪،‬‬ ‫لن النب صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ،‬سئل عن الرجل يقاتل حية يعن حية إذا قوى وعصبية‬ ‫ويقاتل شجاعة لنه شجاع والشجاع يب أن القتال ‪،‬‬ ‫كما أن من اعتاد صيد الطيور والرانب أحب ذلك ‪،‬‬ ‫ويقاتل ليى مكانه ‪،‬‬ ‫وف لفظ ‪ :‬يقاتل رياءً ‪،‬‬ ‫أي ذلك ف سبيل ال ؟‬ ‫عدل النب صلى ال عليه وسلم عن هذا كله ‪،‬‬ ‫وقال ‪ ( :‬من قاتل لتكون كلمة ال هي العليا فهي ف سبيل ال ) ‪،‬‬ ‫هذا اليزان ‪،‬‬ ‫ولذلك ند الذين قاتلوا من ينتسبون إل السلم قاتلوا حية ل ينجحوا ولن ينجحوا ‪،‬‬ ‫ماذا حصل من قتال العرب لليهود ؟‬ ‫حصل الفشل حصد الزية ‪،‬‬ ‫لنم ل يقاتلون لتكون كلمة ال هي العليا ‪،‬‬ ‫يقاتلون لاذا ؟‬ ‫للقومية العربية ‪،‬‬ ‫هذه القومية أتدرون ماذا حصل من الفاسد ؟‬ ‫دخل فيهم النصارى واليهود من العرب ‪،‬‬ ‫ما دام مناط الكم ‪ :‬العروبة ‪،‬‬ ‫يدخل ف ذلك اليهود والنصارى والشيوعيون وغيهم إذا كانوا عربا ‪،‬‬ ‫‪260‬‬

‫وهل يعقل أن يهوديا أو نصرانيا أو شيوعيا يقاتل لماية السلم ؟‬ ‫أبدا ‪،‬‬ ‫وخرج الليي من السلمي غي العرب ‪،‬‬ ‫وصار ف نفوسهم شيء ‪،‬‬ ‫ل يستفيدون من القتال ‪،‬‬ ‫ولذا صارت الزية والفشل الذي ليس بعده استرداد للعزة والعلو ‪،‬‬ ‫وإل قد يكون الزية يبتلي ال با ‪،‬‬ ‫كما حصل ف أحد ‪،‬‬ ‫ولكن استرد السلمون عزهم وعلوهم ‪،‬‬ ‫أما نن فلم نزل ف هذا ؟‬ ‫أرجوحة ‪،‬‬ ‫كان الناس ف عنفوان العروبة كما يقولون عندهم ثلث لءات ‪،‬‬ ‫يسمونم اللءات الثلثة ‪:‬‬ ‫ل صلح ‪،‬‬ ‫ل سلم ‪،‬‬ ‫ول استسلم ‪،‬‬ ‫الن اليهودي البيث ‪ :‬إيهود باراك جاب خس لءات ‪،‬‬ ‫والعرب الن وراءهم يلهثون يطلبون الصلح ‪،‬‬ ‫ولكن ما هو حاصل إل على ثروات العرب وربا دمائهم أيضا ‪،‬‬ ‫فالهم أن الهاد الحمود الفروض على السلمي هو ‪:‬‬ ‫( من قاتل لتكون كلمة ال هي العليا ) ‪،‬‬ ‫‪ – 23‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬أن ملك هذا كله كف اليد كف اللسان ‪،‬‬ ‫يقول النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أل أخبك بلك ذلك كله ؟ ) ‪،‬‬ ‫‪ – 24‬ومن فوائده ‪ :‬خطورة اللسان ‪،‬‬ ‫من أخطر ما يكون ‪،‬‬ ‫فإن الن سان رب ا يتكلم الكل مة من غ ضب ال ل يل قي ل ا بال ً‪ ،‬يهوي ب ا ف النار كذا وكذا‬ ‫سنوات ‪،‬‬ ‫وهو ما ألقى لا بالً ‪،‬‬ ‫‪261‬‬

‫يتكلم بكلمة الكفر ما يلقي لا با ًل فيكفر والعياذ بال ‪،‬‬ ‫وارتدع ‪،‬‬ ‫ث خذ الغيبة الن الغيبة ملت الجالس إل من شاء ال ‪،‬‬ ‫وهي من آفات اللسان ‪ :‬الكذب ‪،‬‬ ‫من آفات اللسان ‪ :‬السب ‪،‬‬ ‫مقابل ُة وجها لوجه ‪،‬‬ ‫من آفات اللسان ‪ :‬النميمة من آفات اللسان ‪،‬‬ ‫وخذ ‪،‬‬ ‫فإذا حفظ النسان لسانه حفظه ال عز وجل ‪،‬‬ ‫ولذا جاء ف الديث ‪ ( :‬من يضمن ل ما بي لييه وفخذيه أضمن له النة ) ‪،‬‬ ‫يعن ‪ :‬من كف عن الزنا وعن القول الحرم فإنه يدخل النة ‪،‬‬ ‫‪ – 25‬ومن فوائد هذا الديث ‪ :‬التعليم بالقول وبالفعل ‪،‬‬ ‫لقوله ‪ :‬أخذ بلسانه ‪،‬‬ ‫وقال ‪ ( :‬كف عليك هذا ) ‪،‬‬ ‫ل يقل ‪ :‬كف عليك اللسان ‪،‬‬ ‫أخذ بلسانه وقال ‪ ( :‬كف عليك هذا ) ‪،‬‬ ‫لنه إذا حصل الفعل ‪،‬‬ ‫سعت الذن ‪،‬‬ ‫رأت العي ‪،‬‬ ‫وانطبعت الصورة ف القلب ‪،‬‬ ‫بيث ل ينسى ‪،‬‬ ‫هذا السموع ينسى ‪،‬‬ ‫لكن الرئي ما ينسى ‪،‬‬ ‫يبقى ف صفحة الذهن إل ما شاء ال عز وجل ‪،‬‬ ‫ولذا كان الصحابة رضي ال عنهم أحيانا ‪.‬‬ ‫انتهى الوجه الثان من الشريط رقم (‪)14‬‬ ‫لشرح الحاديث الربعي النووية‬

‫‪262‬‬

‫لفضيلة الشيخ ممد بن صال العثيمي رحه ال‬ ‫وجعله ف ميزان حسناته‬

‫‪263‬‬

‫الديث الثلثون‬ ‫عن أب ثعلبة الشن جرثوم بن ناشر رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬ ‫( إن ال تعال فرض فرائض فل تضيعوها ‪ ،‬و َح ّد حدودا فل تعتدوها ‪ ،‬وحرم أشياء فل تنتهكوها‬ ‫‪ ،‬وسكت عن أشياء رحةً لكم غي نسيان فل تبحثوا عنها ) حديثٌ حسن ‪ ،‬رواه الدارقطن‬ ‫وغيه ‪.‬‬

‫‪264‬‬

‫الديث الادي والثلثون‬ ‫عن أب العباس سهل بن العباس الساعدي رضي ال عنه قال ‪ :‬جاء رجلٌ إل النب صلى ال عليه‬ ‫فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬دلن على عملٍ إذا عملته أحبن ال وأحبن الناس ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬ازهد ف‬ ‫الدنيا يبك ال ‪ ،‬وازهد فيما عند الناس يبك الناس ) حديثٌ حسن ‪ ،‬رواه ابن ماجة وغيه‬ ‫باسانيد حسنة ‪.‬‬

‫‪265‬‬

‫الديث الثان والثلثون‬ ‫عن أب سعيد سعد بن سنان الدري رضي ال عنه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬ ‫( ل ضرر ول ضرار ) حديثٌ حسن رواه ابن ماجة والدارقطن وغيها مسندا ‪ ،‬ورواه مالك ف‬ ‫الوطأ مرسلً عن عمرو بن يي عن أبيه عن النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فأسقط أبا سعيد ‪ ،‬وله‬ ‫طرقٌ يقوي بعضها بعضا ‪.‬‬

‫‪266‬‬

‫الديث الثالث والثلثون‬ ‫عن ا بن عباس ر ضي ال عنه ما ‪ :‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال ‪ ( :‬لو يُع طى الناس‬ ‫بدعواهم ‪ ،‬لدّعى رجا ٌل دماء أقوامٍ وأموالم ‪ ،‬لكن البينة على الدعي ‪ ،‬واليمي على من أنكر )‬ ‫حديثٌ حسن رواه البيهقي وغيه هكذا ‪ ،‬وبعضه ف الصحيحي ‪.‬‬

‫‪267‬‬

‫الشريط السادس عشر‬ ‫أن هذه القبيلة قتلت صاحبهم والقاتل فلن عينته ‪.‬‬ ‫فهنا ُمدّعي و ُمدّعَىً عليه ‪.‬‬ ‫من ا ُلدّعي ؟‬ ‫أولياء القتول ‪.‬‬ ‫وا ُلدّعَىً عليه ‪ :‬القبيلة الثانية ‪.‬‬ ‫إذا قلنا ‪ ( :‬البينة على ا ُلدّعي ‪ ،‬واليمي على من أنكر ) ‪.‬‬ ‫وقلنا ‪ :‬البينة ليست الشاهد ‪ ،‬بل ما أبان الق ‪.‬‬ ‫اختلف الكم ‪.‬‬ ‫ولو قلنا ‪ :‬إن البينة ‪ :‬الشاهد ‪.‬‬ ‫لقلنا لل ُمدّعي ‪ :‬هاتوا بينة على أن فلنا قتله ‪.‬‬ ‫وإل فل شيء له ‪.‬‬ ‫لكن السنة جاءت على خلف هذا ‪.‬‬ ‫جاءت بأن الدعي يلفون على هذا الرجل أنه قتل صاحبهم ‪.‬‬ ‫يلفون خسي يينا بأنه قتل صاحبهم ‪.‬‬ ‫فإذا حلفوا فهو كالشهود تاماَ ‪.‬‬ ‫يأخذون برمته ويقتلونه ‪.‬‬ ‫ل من‬ ‫هذه وقعت ف عهد النب صلى ال عليه وسلم وقضى با على أنه إذا حلف خسون رج ً‬ ‫أولياء القتول فإنم يستحقون قتل الدعى عليه ‪.‬‬ ‫وهذا هو الق ‪.‬‬ ‫وإن كان بعض السلف واللف أنكر هذا ‪.‬‬ ‫وقال ‪ :‬كيف لم بأيْماِنهِم وهم مدعون ‪.‬‬ ‫فيقال ‪ :‬السنة هنا مطابقة تاما للواقع ‪.‬‬ ‫لن مع الدعي قرينة تدل على أنه قتل صاحبهم ‪.‬‬ ‫وهي العداوة ‪.‬‬ ‫فهذا القتيل رئِ َي عند القبيلة الخرى ا ُلدّعى عليها مقتولً ‪.‬‬

‫‪268‬‬

‫الديث الرابع والثلثون‬ ‫عن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال ‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬من‬ ‫رأى من كم منكرا فليغيه بيده ‪ ،‬فإن ل ي ستطع فبل سانه ‪ ،‬فإن ل ي ستطع فبقل به ‪ ،‬وذلك أض عف‬ ‫اليان ) رواه مسلم ‪.‬‬

‫‪269‬‬

‫الديث الامس والثلثون‬ ‫عن أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ل تاسدوا ‪ ،‬ول‬ ‫تناجشوا ‪ ،‬ول تباغضوا ‪ ،‬ول تدابروا ‪ ،‬ول يبع بعضكم على بيع بعض ‪ ،‬وكونوا عباد ال إخوانا‬ ‫‪ ،‬السلم أخو السلم ‪ ،‬ل يظلمه ‪ ،‬ول يذله ‪ ،‬ول يكذبه ‪ ،‬ول يقره ‪ ،‬التقوى هاهنا – ويشي إل‬ ‫صدره ثلث مرات – بسب امرئٍ من الشر أن يقر أخاه السلم ‪ ،‬كل السلم على السلم حرام‬ ‫دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم ‪.‬‬

‫‪270‬‬

‫الديث السادس والثلثون‬ ‫عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬من فرّج عن مسلمٍ ُكرَْب ًة من‬ ‫سرَ ال عليه ف‬ ‫سرٍ يَ ّ‬ ‫س َر على مُعْ ِ‬ ‫ُك َربِ الدنيا فرّج ال عنه ُكرَْب ًة من ُك َربِ يوم القيامة ‪ ،‬ومن يَ ّ‬ ‫الدنيا والخرة ‪ ،‬ومن ستر مسلما ستره ال ف الدنيا والخرة ‪ ،‬وال ف عون العبد ما كان العبد‬ ‫ف عون أخيه ‪ ،‬ومن سلك طريقا يلتمس به علما َسهّلَ ال له به طريقا إل النة ‪ ،‬وما اجتمع قومٌ‬ ‫ت من بيوت ال يتلون كتاب ال ويتدارسونه فيما بينهم إل نزلت عليهم السكينة ‪،‬‬ ‫ف بي ٍ‬ ‫وغشيتهم الرحة ‪ ،‬و َحفّ ْتهُم اللئكة ‪ ،‬وذَ َك َر ُهمْ ال فيمن عنده ‪ ،‬ومن بطأ به عمله ل يسرع به‬ ‫نسبه ) رواه مسلم بذا اللفظ ‪.‬‬

‫‪271‬‬

‫الديث السابع والثلثون‬

‫‪272‬‬

‫الديث الثامن والثلثون‬

‫‪273‬‬

‫الديث التاسع والثلثون‬

‫‪274‬‬

‫الديث الربعون‬

‫‪275‬‬

‫الديث الادي والربعون‬

‫‪276‬‬

‫الديث الثان والربعون‬

‫‪277‬‬

Related Documents