شرح الصيام- بلوغ المرام - الشيخ الشثري

  • Uploaded by: Meaad Al-Awwad
  • 0
  • 0
  • May 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View شرح الصيام- بلوغ المرام - الشيخ الشثري as PDF for free.

More details

  • Words: 23,165
  • Pages: 67
‫شرح كتاب‬ ‫الصيام‬ ‫من بلوغ المرام‬ ‫لفضيلة الشيخ‬

‫د ‪ .‬سعـد بن ناصر الشثري‬ ‫حفظه ال تعال‬

‫اعتن به‬ ‫أحد طلب العلم‬ ‫غفر ال له ولوالديه والمسلمين في الدنيا والخرة‬

‫تنبيه ‪ :‬الشيخ لم يطلع على المذكرة ‪.‬‬

‫المدُ ل رب العاليس ينس على من ْس يشاءُ مِن عباده بإدراك زمسن اليات ‪ ،‬وأوقات السسرات والعبادات‪،‬‬ ‫ويو فق من يشاء من عباده لغتنام هذه الوا سم الباركات في ما يقر به إل ال عزو جل ‪ ،‬ويعلي درج ته ف‬ ‫النات ‪ ،‬نمده سبحانه ونشكره ونثن عليه ؛ أن جعلنا من أهل هذا الدين القوي الذي تصل به سعادة‬ ‫الدن يا والخرة ‪ ،‬وأش هد أن ل إله إل ال وحده لشر يك له ‪،‬العبادة ح قٌ له سبحانه ليوز صرفها لحدٍ‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫سواه ‪ ،‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪ ،‬أوضح معال الدين ‪ ،‬وأوجب ال اتباعه ‪ ،‬والهتداء بديه ‪ ،‬فهو‬ ‫البلغ عن ال شرعه ‪ ،‬وهو الذي ليعبد ال إل با جاء به هذا النب الكري صلى ال عليه وعلى آله وأصحابه‬ ‫وأتباعه وسلم تسليما كثيا ‪ . . .‬وبعد‬ ‫فإن من التو نِ البارك ِة الت نف عَ الَ عزّ وج ّل با هذه المة ؛ متو نَ أحاديث الحكام ‪ ،‬الت ألف فيها عدد‬ ‫من العلماء مؤلفاتٍ نافعة ‪.‬‬ ‫ومن هذه التون‪:‬كتاب بلوغ الرام الذي ألفه الشيخ العلمة أحد بن علي بن حجر العسقلن التوف سنة‬ ‫ثانائة وخسي للهجرة تقريبا ‪.‬‬ ‫وهذا الكتاب ت سميّز بميزات عديدة ؛ من أه ها =اخت صار هذا الكتاب ‪ ،‬فإ نه قد اقت صر من الحاد يث‬ ‫س في ها شاهدٌ ف البا بِ الذي أور َد في ها ذلك‬ ‫على مو طن الشا هد ‪ ،‬بي ثُ ل يذكرُ أجزا َء الدي ثِ ال ت لي َ‬ ‫الديثَ ‪ ،‬كما أنه حاول الختصار فيما يتعلق بعزو الحاديث والكم عليها ‪.‬‬ ‫وقد استفاد من جهود من سبقه خصوصا الافظ بن عبد الادي ف الحرر ‪ ،‬والجد ابن تيمية ف النتقى ‪،‬‬ ‫وإن كان اعتماده على الول أك ثر ‪ ،‬ولذلك ف أوا خر الكتاب و صف الؤلف نف سه بكو نه مت صرا لذه‬ ‫الحاد يث ‪ ،‬وحرص الؤلف على إيراد أحاد يث الباب سواء كا نت قو ية أو ضعي فة ؛ من أ جل أن ي تبي‬ ‫للنسان الدلة الت استدل با الئمة ف ذلك الوضوع ‪ ،‬بيث يكون على إحاطةٍ با ‪ ،‬ومن هنا نتاج إل‬ ‫درا سة أحاد يث الكتاب من ج هة إ سنادها ؛ لن ال سناد عل يه العوّل صحة وضع فا ف الحاد يث ‪ ،‬لن‬ ‫الديث مت كان ضعيفا ل يز أن يكون متمسكا لنا ف استنباط الحكام الشرعية ‪.‬‬ ‫وكان من أبواب هذا الكتاب‪( :‬أبواب الصيام) الت حرص الؤلف على استيعاب هذه الحاديث الواردة ف‬ ‫هذا الباب ‪ ،‬ولعلنا ‪-‬إن شاء ال‪ -‬نأخذ هذه الحاديث حديثا حديثا ‪ ،‬على جهة الختصار ‪ ،‬إذ ل نتمكن‬ ‫من استيعاب الديث ف فوائد أحاديث هذا الكتاب ف مثل هذا الوقت القصي ‪.‬‬

‫ِكتَابُ اَلصّيَامِ‬

‫{‪}2‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫ْمـ وَلَا‬ ‫ِصـوْمِ يَو ٍ‬ ‫َانـ ب َ‬ ‫ّهس { لَا َت َق ّدمُوا َر َمض َ‬ ‫َنس أَبِي ُهرَيْرَةَ قَالَ‪ :‬قَالَ رَسسُولُ اَلل ِ‬ ‫‪ -1‬ع ْ‬ ‫ص ْمهُ } مُتّفَقٌ عَلَْيهِ ( ‪. )1‬‬ ‫ص ْومًا‪ ,‬فَلَْي ُ‬ ‫يَ ْومَ ْينِ‪ ,‬إِلّا رَجُلٌ كَانَ َيصُومُ َ‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬ ‫قوله هنا ‪« :‬لَا تَ َق ّدمُوا» هذا ني ‪ ،‬والصل ف النهي أن يكون مفيدا للتحري ‪ ،‬والراد بالتقدم = مفسرٌ‬

‫بقوله‪« :‬بصوم يو ٍم ول يومي» ‪ ،‬فالديث يدل على تري هذا التقدم ‪.‬‬ ‫وكذلك ف قوله هنا ‪َ « :‬رمَضَان» يستفاد منه جواز إطلق هذا اللفظ (رمضان) على الشهر الكري‪ ،‬ولو ل‬ ‫يُقدّم بكلمةِ (ش هر) ‪ ،‬ل نه ورد حدي ثٌ يتضم ُن النه يَ عن ت سميةِ هذا الش هر با سم رمضان مردا ‪ ،‬ح ت‬ ‫يُقرَن بكلم ِة شهر ؛ لك ّن هذا الديث متكل مٌ فيه من جهة السناد ‪ ،‬ومعار ضٌ فيه بأحاديث كثية ‪ ،‬منها‬ ‫حديث الباب = فإنه ل يقل فيه ل تقدموا شهر رمضان ‪ ،‬وإنا قال«لَا تَ َق ّدمُوا َرمَضَانَ» ‪.‬‬ ‫والديث مشعر بأن شهر رمضان شهرٌ للصوم ‪ ،‬ولشك أن هذا مل إجاع بي أهل العلم ‪.‬‬ ‫صوْمِ يَوْ ٍم َولَا َي ْومَيْن» يؤ خذ م نه قاعدة شرع ية و هي ‪ :‬أن الشرع يتطلع إل تي يز العبادات‬ ‫وقوله ه نا ‪« :‬بِ َ‬ ‫الواجبة ‪ ،‬بيث ل تتلط عبادة بعبادة ‪ ،‬ومن هنا ند أن الشرع أمرنا بتمييز عبادة الصلة بيث ما يدخل‬ ‫فيها شيء ليس من جنسها ‪ ،‬ويفرّق فيها بي الواجب وبي الندوب ؛ ولذا ورد ف صحيح مسلم أن النب‬ ‫صل ‪ ..‬نى عن أن يصل الرجل صلة الفريضة بصلةٍ حت ينتقل ‪ ،‬وكذلك هنا ‪.‬‬ ‫ولذلك ند أن الشرع حرم الصوم يوم عيد الفطر ‪،‬‬ ‫صوْمِ يَوْ مٍ مطلق ‪ ،‬ل يذكر فيه هل هذا اليوم للشك أو لغي الشك ‪ ،‬ما يدل على أن صوم يو مٍ‬ ‫وقوله هنا بِ َ‬ ‫قبل يوم رمضان = منوع منه شرعا ‪ ،‬سواء كان المر على جهة الصحو أو على جهة الغيم ‪ ،‬وبالتال نعلم‬ ‫رجحان قول المهور بأنه ليوز صوم يوم الشك ‪.‬‬ ‫صوم يوم الشك نتاج إل أمرين فيه ‪:‬‬ ‫المر الول معرفة الراد به ‪ :‬فيوم الشك هو اليوم الذي يشك الناس فيه هل هو من رمضان؟ وقد ورد فيه‬ ‫عددٌ من الحاديث ‪ ،‬منها حديث الباب بالنهي عن صومه ‪.‬‬

‫{‪}3‬‬

‫‪ - 1‬رواه البخاري ( ‪ ،) 1914‬ومسلم ( ‪. ) 1082‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫وعلماء النابلة يقولون ‪ :‬بأنه إذا كان ذلك اليوم فيه غيم فإنه يصام ‪ ،‬وبعضهم يقول وجوبا وبعضهم يقول‬ ‫جوازا بيث يكن اعتداده من شهر رمضان ‪.‬‬ ‫وكل القولي ل يوز أن يعتمد عليه ؛ لخالفته حديث الباب ‪.‬‬ ‫صوْمِ ِ َيوْ ٍم َولَا َي ْومَيْ نِ» يفهم منه تعل يق أ مر الشهر باللل ؛ لن رمضان‬ ‫وقوله ه نا ‪«:‬لَا تَ َق ّدمُوا َرمَضَان بِ َ‬ ‫اسسم شرعسي يطلق على ذلك الشهسر الذي يثبست دخوله برؤيسة اللل ‪ ،‬وحينئذٍ لو جاءنسا أهسل السساب‬ ‫وأمرو نا ب صوم يو مٍ ق بل رؤ ية اللل ‪ ،‬لق يل ل م ‪ :‬حد يث الباب يدل على خلف قول كم ؛ ل نه صلى ‪..‬‬ ‫صوْمِ ِ َيوْ ٍم َولَا َي ْومَيْنِ) ‪.‬‬ ‫قال‪( :‬لَا تَ َق ّدمُوا َرمَضَان بِ َ‬ ‫ورد ف حد يث أ ب هريرة ((أن ال نب صلى ‪ ..‬ن ى عن ال صيام ب عد منت صف شعبان )) وهذا الد يث ف‬ ‫السنن بإسناد جيد ‪ ،‬فأخذ منه بعض العلماء أنه بانتصاف شعبان ينع من الصوم ‪ ،‬وقال آخرون ‪ :‬حديث‬ ‫صوْ ِم َيوْ مٍ وَلَا يَ ْومَيْ نِ) يدل على أن النهي خاص بذين‬ ‫الباب الذي ذكره الصنف هنا (لَا َت َقدّمُوا َرمَضَان بِ َ‬ ‫اليومي فلو صام قبل هذين اليومي فإن حديث الباب يدل على جوازه ‪ ،‬ومن ثّ تعارض عندنا حديثان ‪،‬‬ ‫والقاعدة ف التعارض أننا ناول المع بي الديثي ‪ ،‬لن العمل بالديث ي أول من إعمال أحد الديثي‬ ‫وترك الخر ‪.‬‬ ‫بعض أهل العلم يقول ‪ :‬حديث الباب دالٌ على الواز من جهة الفهوم ‪.‬‬ ‫وحديث السنن دا ٌل على النع من جهة النطوق ‪ ،‬والنطوق مقدم على الفهوم ‪.‬‬ ‫ولكن الظهر حل الديثي على ملي متلفي ‪ ،‬فحديث ‪ ( :‬إذا انتصف شعبان فل تصوموا )‪،‬‬ ‫يراد به ‪ :‬البدء بالصيام بعد منتصف شعبان ‪ ،‬فمن كان صائما أول الشهر واستم ّر على صيامهِ فإنه حينئذٍ‬ ‫ليُمنع من الستمرار ف صيامِهِ ‪ ،‬فيُحمل قوله (إذا انتصف شعبان فل تصوموا) أي ل تبدؤوا بالصيام ‪.‬‬ ‫ويُحمل حديث الباب=على النهي عن التقدم سواء كان على جهة الستئناف أو على جهة البتداء أو على‬ ‫جهة الواصلة ‪.‬‬ ‫وقد استثن أهل العلم من حديث الباب أحوال ‪:‬‬ ‫صوْمًا » ومثال‬ ‫الال الول من كان له عادة ف الصيام ‪،‬كماهو مذكورٌ ف الديث «ِإلّا َر ُجلٌ كَا َن يَصُومُ َ‬ ‫ذلك ‪ :‬من كان يصوم يوم الثني والميس فوافق صيامه يوم الثني = يوم الشك ‪ ،‬أو كان يصوم يوما‬ ‫ب عد يوم ‪ ،‬ي صوم يوما ويف طر يوما ‪ ،‬فإ نه حينئ ٍذ يوا صل عاد ته ف ال صيام؛ لن صيامه لتلك العادة ولذلك‬ ‫الغرض وليس صياما من أجل ما يُظن أنه احتياط لعبادة‪.‬‬

‫{‪}4‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫وقوله ه نا «ِإلّا َر ُجلٌ» هكذا ذ كر ال صنف هذه الروا ية ؛ بالر فع ‪ ،‬و هي كذلك ف صحيح م سلم مع أن‬ ‫الصسل فس النحسو أن تكون منصسوبة ؛ لن السستثن منصسوب‪،‬وفس روايسة البخاري‪( :‬إل أن يكون رجلٌ)‬ ‫فحينئذٍ تكون كلمة رجل = اسم كان ‪.‬‬ ‫ومن الحوال الت يستثن منها من الديث ‪:‬‬ ‫ما لوكان على النسان أيام للقضاء ‪ ،‬أيام من رمضان الاضي أفطرها فهو يريد قضاءها قبل رمضان الاضر‬ ‫‪ ،‬فيجوز له الصسيام ؛ ودليسل ذلك حديسث عائشسة رضسي ‪( ..‬كان يكون علي الصـوم مـن رمضان‪ ،‬فل‬ ‫أصومه إل ف شعبان ؛ لكانة رسول ال صلى ‪)..‬‬ ‫ص ْمهُ » فعل مضارع مسبوق بلم ال مر ‪،‬فيكون من أفعال المر ‪ ،‬ولكنه ل يمل على‬ ‫وقوله هنا ‪ « :‬فَلْيَ ُ‬ ‫الوجوب بالجاع ‪ ،‬و صرفه عن الوجوب=كون هذا ال مر ورد ب عد ن ي ‪ ،‬وال مر ب عد الن هي يع يد ال مر‬ ‫ويُعيد الكم على ما كان عليه قبل النهي ‪،‬والصيام قبل النهي كان مندوبا إليه‪ ،‬فيعود الكم على ماكان‬ ‫عليه قبل هذا النهي ‪ ،‬فيكون ذلك الصيام مندوبا إليه ‪.‬‬

‫‪ -2‬وَعَ نْ َعمّارِ ْب نِ يَا سِرٍ قَالَ‪ { :‬مَنْ صَامَ اَلْيَوْ مَ اَّلذِي ُيشَكّ فِي هِ َف َقدْ عَصَى أَبَا اَْلقَا ِسمِ‬ ‫ححَهُ اِبْنُ خُزَْيمَةَ‪ ,‬وَابْنُ حِبّانَ ( ‪. )2‬‬ ‫خمْسَةُ‪َ ,‬وصَ ّ‬ ‫} وَ َذكَرَهُ اَلُْبخَارِيّ تَعْلِيقًا‪َ ,‬ووَصََلهُ اَْل َ‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬ ‫هذا الديث فيه النهي عن صيام يوم الشك فهو حجة للجمهور على النابلة ف أن الديث ل يفرّق‬

‫فيه بي حال الصحو وحال الغيم ‪.‬‬ ‫ولكن هذا الديث ورد من طريقي ‪:‬‬ ‫الطريق الول ‪ :‬فيها أبو إسحاق ‪ ،‬وهو مدلس وقد عنعن ‪.‬‬ ‫والطريق الثانية ‪ :‬رواها ربعي عن عمار‪،‬وربعي ل يلق عمارا ‪ ،‬ول يسمع منه هذا الديث ‪ ،‬وقد ورد‬ ‫ف ب عض روايات الد يث ‪ :‬عن رب عي عن ر جل عن عمار ‪ ،‬فيكون من قب يل روا ية الجهول و هي م ا‬

‫{‪}5‬‬

‫‪-22‬علقه البخاري ( ‪ / 119 / 4‬فتح )‪ ،‬ووصله أبو داود ( ‪ ،) 2334‬والنسائي ( ‪ ،) 153 / 4‬والترمذي ( ‪ ،) 686‬وابن ماجه ( ‪ ،) 1645‬وابن خزيمة (‬ ‫‪ ، ) 1914‬وابن حبان ( ‪) 3577‬‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫ليقوى به ‪ ،‬وحينئذٍ فالذي يظهر أن الديث ضعيف السناد ‪ ،‬وسُمي حديثا مع أنه من كلم عمار ؛ لنه‬ ‫ف قوله « َفقَدْ عَصَى َأبَا َالْقَاسِمِ‬

‫قد نُسِب إل النب‬

‫»‪.‬‬

‫‪َ -3‬وعَ نِ ِابْ ِن عُمَرَ رَضِ يَ اَللّ هُ عَْنهُمَا قَالَ ‪ :‬سَ ِم ْعتُ رَ سُو َل اَللّ هِ َيقُولُ‪ِ { :‬إذَا رَأَيُْتمُو هُ فَ صُومُوا‪,‬‬ ‫وَِإذَا رَأَيُْتمُوهُ َفأَفْ ِطرُوا‪َ ,‬فإِ ْن ُغ ّم عَلَيْكُمْ فَا ْقدُرُوا َلهُ } مُتّفَقٌ َعلَيْهِ ( ‪. )3‬‬ ‫وَلِمُسِْلمٍ‪ { :‬فَإِنْ ُأغْمِ َي عَلَيْ ُكمْ فَا ْقدُرُوا َلهُ‬ ‫وَلِ ْلبُخَارِيّ‪َ { :‬فأَ ْكمِلُوا اَْل ِعدّةَ ثَلَاِثيَ‬ ‫وَلَهُ فِي حَدِيثِ َأبِي هُ َرْي َرةَ‬ ‫[‬ ‫فس قوله‬

‫}‬

‫}‬

‫( ‪. )4‬‬

‫( ‪. )5‬‬

‫{ َفأَ ْكمِلُوا ِعدّةَ َشعْبَانَ َثلَاِثيَ‬

‫}‬

‫( ‪. )6‬‬

‫]‪:‬‬ ‫ُوهـ فَصـُومُوا » وجوب صسوم شهسر رمضان ؛ لن المسر يفيسد الوجوب ‪ ،‬بقوله‬ ‫« ِإذَا َرَأيْتُم ُ‬

‫(صوموا) وهذا مل إجاع بي المة ‪ ،‬ولشك أن صيام رمضان من أركان دين السلم ‪.‬‬ ‫و ف تعل يق ال صيام بالرؤية = دليل على أن العوّل عليه ف ال صيام هو الرؤية فل يث بت الش هر إل إذا رؤي‬ ‫اللل ‪ ،‬وهذا يدلنا على أنه ل اعتبارَ بالساب ف هذه السألة ‪ ،‬ل ف الثبات ول ف النفي ‪ ،‬لن الشارع‬ ‫قد علقه على الرؤية ‪.‬‬ ‫والحكام الشرعية على نوعي ‪:‬‬ ‫‪-1‬أحكام معلقـة بالوقـت مردا ‪ ،‬بدون أن ينسسب إل فعسل مسن الكلفيس فحينئذٍ يوز أن يعتمسد على‬ ‫حسابات الفلكيي فيها ‪.‬‬ ‫و من أمثلة ذلك ‪ :‬أوقات ال صلوات ‪ ،‬فإن ال عز و جل قال ‪( :‬أ قم ال صلة لدلوك الش مس ) يع ن ‪ :‬زوال‬ ‫الش مس فعل قه بالو قت مردا بدون أي فع ٍل منّا ‪ ،‬فحينئذ يوز العتماد على أي طري قة تبي ل نا ح صول‬ ‫تلك العلمة ‪.‬‬ ‫والنوع الثان من الحكام ‪ -2 :‬ما عُلّق الكم فيه على فعلٍ منّا مرتبٍ على الزمن ‪.‬‬

‫{‪}6‬‬

‫‪ - 3‬رواه البخاري ( ‪ ،) 1900‬ومسلم ( ‪.) 8 ( ) 1080‬‬ ‫‪ - 4‬رواه مسلم ( ‪.) 4 ( ) 1080‬‬ ‫‪ - 5‬رواه البخاري ( ‪.) 1907‬‬ ‫‪ - 6‬رواه البخاري ( ‪.) 1909‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫ومن أمثلته ‪ :‬الرؤية ‪ ،‬فإن الشارع ل يعلق الكم على مرد خروج اللل ‪ ،‬وإنا علقه على الرؤية ‪ ،‬فيدل‬ ‫ذلك على أن الساب الجرد ل يعتمد عليه ‪.‬‬ ‫ويدل على هذا أمور ‪:‬‬ ‫المر الول ‪ :‬أنه قال« ِإذَا َرأَيْتُمُو ُه فَصُومُوا » ‪ ،‬فربط الصوم بالرؤية ‪.‬‬ ‫ويؤخسذ منسه بفهوم الخالفسة مفهوم الشرط أنسه إذا ل يُرى فل يوز الصسوم ‪ ،‬ول يكون الصسوم حينئذٍ‬ ‫مشروعا ولو أثبته أهل الساب ‪.‬‬ ‫ب عنّا رؤية اللل فإنه حينئذٍ يب إكمال الشهر ‪ ،‬ولو علمنا يقينا‬ ‫ويؤخذ منه أنه لوكان هناك غيم يَحجِ ُ‬ ‫بواسطة الِساب أن الشهر سيكون ناقصا ‪.‬‬ ‫فإن قال قائل ‪ :‬بأن السابَ أمرٌ و علمٌ جديد ‪ ،‬وفيه آلتٌ دقيقة !‬ ‫قيل له ‪ :‬بأن هذا الساب ليس جديدا ‪ ،‬بل كان ما يُعرف ف ذلك الزمان ف عهد النبوة ‪ ،‬ومع ذلك ل‬ ‫يأمر النب بالرجوع إليه ‪ ،‬واكتفى بالرجوع إل الرؤية ‪.‬‬ ‫وهذه هي قاعدة الشرع ؛ أن المور الت يتاج الناس إل معرفتها فإنا تُعلّق على أمر يعرفه الميع ‪ ،‬وليس‬ ‫من عادة الشري عة جعْل هذه الحكام معتمِدة على أمور خف ية ‪ ،‬ليطّلع علي ها إل أفراد قلئل من الناس ؛‬ ‫لن الشريعة عامة للجميع ‪ ،‬وحينئ ٍذ لو عُلّق الك ُم على طائفة قليلة ‪ ،‬لكان هذا من تصيص الشريعة ‪،‬لكنّ‬ ‫الشري عة حر صت أن يكون ال كم عا ما مثبِتا للح كم ع ند الم يع ‪ ،‬وهذا ل يكون إل بتعل يق هذه الشعائر‬ ‫بأمور يفهمها الميع ‪ ،‬العامّي والم ّي والتعلم ‪،‬‬ ‫ويدل على هذا أن الشارع قد علّق ال كم باللل ‪ ،‬واللل ا سم ل ا يظ هر ‪ ،‬ولذلك نقول ف ال صب‪:‬‬ ‫"استهل صارخا " يعن إذا ظهر أم ُرهُ من خلل رفع الصوت ‪.‬‬ ‫وقوله هنا « ِإذَا َرأَيْتُمُو ُه فَصُومُوا »‬ ‫قد يؤخذ منه أن هذا الكم ‪-‬وهو حكم الصيام‪ -‬معلّق بعلة؛ وهي الرؤية ؛ لن من القواعد الصولية أن‬ ‫ف الفاء ؛ فإ نه يدل أن ذلك الفعل علة لذلك ال كم ‪ ،‬م ثل‬ ‫ال كم إذا عُلّق على فعلٍ ورُبِط بينه ما بر ٍ‬ ‫قوله سبحانه‪{ :‬وَالسّا ِرقُ وَالسّا ِر َقةُ فَا ْق َطعُوا‪[ }..‬الائدة ‪ ]38 :‬هنا الكم (اقطعوا) ُربِطَ على الوصف بقوله‬ ‫(السارق والسارقة ‪ )..‬برف الفاء ‪ ،‬فيكون الوصف وهو السرقة علة لكم القطع ‪.‬‬

‫{‪}7‬‬

‫وكذلك هنا ( ِإذَا َرأَيْتُمُو ُه فَصُومُوا )‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫(صوموا) هذا هو الكم ‪ ،‬عُلّقَ على الوصف بقوله ‪( :‬رأيتموه) بواسطة حرف الفاء ‪ ،‬فيكون هذا هو العلة‬ ‫‪ ،‬وحينئذٍ من قال بأن علة الصيام غي ذلك سوا ًء الساب أو غيه ‪ ،‬قيل له هذا مناقض للحديث ‪.‬‬ ‫وقوله هنا « َرَأيْتُمُو هُ » الراد به رآه بعض كم ‪ ،‬ول يس الراد به رآه جيع كم ‪ ،‬وذلك لن بعض الفعال إذا‬ ‫فعل ها الوا حد من الما عة نُ سِب الف عل إل الما عة ‪ ،‬ولذلك تقول مثلً "ك سر طلب الدر سة الباب"‬ ‫والذي كسره أفراد قلئل ليس جيع الطلب ‪.‬‬ ‫فإذا كان المر كذلك ‪ ،‬فإن الكم يتعلق برؤية البعض ‪ ،‬ولذلك ورد ف حديث ابن عمر ‪-‬كما سيأت‪-‬‬ ‫أن النب‬

‫علق الصيام برؤية الواحد ‪.‬‬

‫وقوله هنا « َرَأيْتُمُوهُ » أخ َذ منه جاعة بأنه إذا رأى الواحد هلل رمضان ؛ل يصمه ‪ ،‬حت يثبت ذلك عند‬ ‫المام ويشته َر عِلمُه وخبُه عند المة ‪ ،‬فيصومُه الميع ‪،‬كما هو رواية عن أحد وقال با طائفة ‪ ،‬ويدل‬ ‫على هذا ماورد ف الديث (صومكم يوم تصومون‪ )..‬كما سيأت ‪.‬‬ ‫ومثله أيضا ف قوله « وَِإذَا َرأَيْتُمُو هُ َفَأفْ ِطرُوا » فإنه يُشعر بأن الواحد إذا رآه ورُدت شهادته فإنه ليفطر‪،‬‬ ‫وإنا يصوم مع الناس‪ ،‬كما هو مذهب جهور أهل العلم ف هذه السألة ‪ ،‬وإن كان الول القل ُة يقولون بأنه‬ ‫يعتب حكم العموم ‪ ،‬وأما ف مسألة الفطار فالكثر يقولون له حكم العموم ‪.‬‬ ‫وقوله هنا « ِإذَا َرأَيْتُمُو ُه فَصُومُوا » اختلف أهل العلم ف الضمي ؛ هل هو شامل لميع المة ؟ أو الراد به‬ ‫كل جاعة على جهة النفراد؟ ويترب عليه مسألة اعتبار الطالع ‪.‬‬ ‫ل شك أن كل بلد يتلف عن البلد ال خر ف مطلع اللل ؛ فإن اللل يطلع على ب عض البلدان ول يطلع‬ ‫على بعضها الخر ‪ ،‬هذا بلشك وهذا أمر واقع ‪.‬‬ ‫لكن هل يترتب على ذلك حك مٌ شرعي؟ اختلف أهل العلم ف ذلك‪،‬فطائفة تقول ‪ :‬بأنه إذا رؤي ف بلدٍ‬ ‫لزم حكم اللل جيع البلدان ولعل مرادهم البلدان الت تقع غربا عن ذلك البلد الذي رؤي فيه اللل؛ لنه‬ ‫إذا هلّ اللل ف بلد فإن البلدان ال ت ت قع ع نه غربا سيهل في ها اللل ‪ ،‬بلف البلدان ال ت ت قع عن ذلك‬

‫{‪}8‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫البلد شرقا فقد ل يهل اللل فيها ف تلك الليلة ‪ ،‬قالوا ‪ :‬لن ال مر هنا موجه إل عموم المة ‪ ،‬ولن ال‬ ‫تعال قال ‪ {:‬فَمَنْ َش ِهدَ ِم ْن ُكمُ ال ّشهْرَ َف ْليَصُمْهُ } والشهر قد شوهد ف بلد آخر ‪ ,‬يُعتمد على رؤية أصحابه ‪.‬‬ ‫والقول الثان ‪ :‬بأن لكل بلدٍ رؤيةً مستقلةً ‪ ،‬بيث ل يلزم من رؤية اللل ف بلد ‪ ،‬إياب الصيام على بلدٍ‬ ‫آ خر ‪ ،‬وهذا القول قول المهور ‪ ،‬و هو مذ هب الشاف عي ومالك وروا ية عن المام أح د ‪ ،‬ولكلٍ من‬ ‫القوليس وجهتسه ‪ ،‬ولذلك فس كسل بلد ل بسد أن يوجسد أهسل اجتهاد يتارون أحسد القوليس فإذا توصسلوا‬ ‫باجتهادهم إل أحد القولي وجب عليهم أن يعملوا وفق اجتهادهم ‪.‬‬ ‫فإن قال قائل‪ :‬إذا قل نا باعتبار الطالع وإثبات رؤ ية ل كل بلد ‪ ،‬فإن هذا يلزم عل يه تفرق ال مة ف صيامها‬ ‫وأعيادهسا ‪ ،‬فنقول حينئ ٍذ ‪ :‬بأن ذلك غيس لزم ‪ ،‬لن الختلف فس اليوم الذي يصسام أولً ‪ ،‬ليلزم منسه‬ ‫التفرق والختلف ‪ ،‬وال مر ه ي ل يت نع أن ي صام ف هذا البلد ف يوم ال سبت و ف البلد ال خر ف يوم‬ ‫الحد بسب اجتهادهم ‪ ،‬ول يكون هذا من التضاد والتفرق ‪،‬لن كل بلد له صومه ‪ ،‬كما أننا نصوم نن‬ ‫ابتداء الصوم عندنا ف فجرنا الساعة الامسة ‪ ،‬والبلد الخر يصوم بعدنا بساعتي ‪ ،‬ول يكون ذلك دليلً‬ ‫على التفرق ‪ ،‬ويدل على هذا أن الميسع قسد صسام شهسر رمضان ‪ ،‬ولكسن هؤلء بسسب رؤيتهسم وهؤلء‬ ‫ب سب رؤيت هم ‪ ،‬ول مفار قة ب ي المر ين ول اختلف بينه ما ‪ ،‬ويدل على هذا أ نّ ال صحابة رضوان ال‬ ‫عليهم قد صاموا ف بلدانم كل أهل بلد يصوم بسب رؤيته ‪ ،‬ومع ذلك ل يُعد تفرقا ول اختلفا فحينئذٍ‬ ‫ال مر ف ذلك سه ٌل مي سورٌ ‪ ،‬إذا صام كل بلدٍ برؤ ية أ صحابه أو برؤ ية البلدان الخرى فال مر ف ذلك‬ ‫سهل‪ ،‬الهم ف هذا أن يكون أهل البلد الواحد على طريقة واحدة فليتلفون ‪.‬‬ ‫ولذلك إذا صام الناس ف بلد ؛مايقول ل إن سان ‪ :‬أ نا أترك ما يعتمده هذا البلد ف الرؤ ية وأ صوم بالبلد‬ ‫ال خر‪ ،‬هذا مايوز‪ .‬الوا جب أن يكون الن سان على وِ فق أ هل بلده ‪ ،‬وكوْن أ هل البلد قد اعتمدوا على‬ ‫ال ساب ‪ ،‬نقول ‪ :‬قد أخطئوا بذلك ول يوزل م العتماد على ذلك ‪،‬ل كن! أفراد الناس ي ب علي هم أن‬ ‫يسيوا على وِفق طريقة أولئك الذي أمروا بالصيام ف ذلك البلد ‪ ،‬ول يوز أن يفرّق الناس ‪ ،‬طائفة تصوم‬ ‫وطائفة تفطر ف بلد واحد ف مل واحد ؛لن الصيام شعيةٌ إسلمية فلبد من إظهار هذه الشعية ف البلد‬ ‫الوا حد على طريقة واحدة ‪ ،‬وأما اختلف البلدان ف العيد و ف الفطار فهذا ال مر ف يه سهل ول يس بتلك‬

‫{‪}9‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫الثا بة وبالتال لي عد تفرقا ول اختلفا ك ما ح صل مِثله ف ع هد النبوة ‪ ،‬ول ي كن ذلك م سوّغا ل حد بأن‬ ‫يقول إن المة قد افترقت واختلفت ‪ ،‬وأهم شيء توحيد المة على ذات الشعية ‪ ،‬وكذا بقية الشعائر ‪،‬‬ ‫فتوحّد المة ف عقيدتا بأن ل يعبد إل ال ‪ ،‬وتوحّد المة ف عقيدتا تاه نبيها‬ ‫جاء به ‪ ،‬ول نترع عبادات ل يأت با النب‬

‫بأن يطاع ‪ ،‬ويصدق ما‬

‫وكذلك توحّد المة ف صلتا ‪ ،‬فالميع يعتقدون الصلة‬

‫ويوأدونا‪ ،‬وتو حد المة ف الزكاة و ف الصوم باعتقاد وجوب صوم رمضان ‪ ،‬و ف عبادة ال ج ‪ ،‬هذا هو‬ ‫توحيد المة ‪ ،‬وأما تفرد كل بلد بصوم على وفق رؤيتهم هم هذا ل يُعد تفرقا ول اختلفا ‪.‬‬ ‫وقوله هنا « َفإِنْ ُغمّ عَلَ ْي ُكمْ» يعن إن كان هناك غيم يجب رؤية اللل ؛‬ ‫«فَا ْقدُرُوا لَهُ» الراد بكلمة (اقدروا له) موطن اختلف بي العلماء ‪:‬‬ ‫فالنابلة يقولون ‪ :‬فاقدروا له يعنس "ضيقوا عليسه" بيسث إذا كان هناك غيسم فاجعلوا شهسر شعبان تسسعةً‬ ‫ضيّق" ‪.‬‬ ‫وعشرين يوما ‪ ،‬بثل قوله تعال ‪َ { :‬ومَنْ قُدِ َر عَلَ ْيهِ رِ ْز ُقهُ} [الطلق ‪ ]7 :‬يعن " ُ‬ ‫وقال المهور ‪( :‬اقدروا له) الراد با "التقدير" ‪ ،‬وذلك أن الصل ف الشهر هو إتام ثلثي يوما ‪.‬‬ ‫وهذه الطريقة ف تفسي اللفظ أوْل من الطريقة الُول ؛وذلك لن لفظة (اقدروا) تتمل معنيي ‪ ،‬وحينئذٍ‬ ‫نرجع إل بقية الرواة الذين رووا هذا الديث ‪ ،‬وند أن منهم من صرّح بأن الراد بقوله (اقدروا) ‪ :‬التقدير‬ ‫ول يس الراد به التقل يل ‪،‬فإ نه ف روا ية م سلم قال‪( :‬فاقدروا له ثلث ي) ‪ ،‬ويدل على هذا=التف س ُي ال صريحُ‬ ‫الوارد ف صحيح البخاري ‪( :‬فأكملوا العدة ثلث ي) ‪ ،‬ويدل عل يه الحاد يث الخرى ال صرّحة بوجوب‬ ‫الكمال ‪ ،‬كما ف حديث أب هريرة (فأكملوا عدة شعبان ثلثي) ‪.‬‬ ‫َهـ» دليلٌ صسريح بوجوب العتماد على اللل وعلى رؤيتسه ‪ ،‬وتريس‬ ‫ُمـ فَا ْقدُرُوا ل ُ‬ ‫ِنـ غُمّ عَلَ ْيك ْ‬ ‫وقوله « َفإ ْ‬ ‫العتماد على ال ساب ‪ ،‬فإ نه لوكان ال ساب مع تبا؛ ل مر بالرجوع إل يه ‪ ،‬أو أجاز الرجوع إل يه ل ن كان‬ ‫عالا به‪ ،‬إل أ نه ه نا قال‪(:‬فَا ْقدُرُوا) و واو الما عة من أ ساليب العموم ال ت تدل على تعلق ال كم بم يع‬ ‫الناس ‪ ،‬سواءً كان عالا بالساب أو كان جاهلً به ‪ ،‬ما يدل على أن الساب غي معتب ف هذه السألة‬ ‫وإن كان معتبا ف غيها كما تقدم ‪.‬‬

‫{ ‪} 10‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫س َالْهِلَالَ‪َ ,‬فَأخْبَرْ تُ رَ سُولَ اَللّ هِ‬ ‫‪َ -4‬وعَ ِن ِابْ نِ عُ َمرَ رَضِ َي اَللّ ُه َعْنهُمَا قَالَ‪َ { :‬ترَاءَى اَلنّا ُ‬

‫َأنّ ي‬

‫صحّحَ ُه ِابْنُ ِحبّانَ‪ ,‬وَالْحَاكِمُ ( ‪.)7‬‬ ‫س بِصِيَا ِمهِ } َروَاهُ َأبُو دَاوُدَ‪ ,‬وَ َ‬ ‫َرَأيْتُهُ‪ ,‬فَصَامَ‪َ ,‬وأَ َم َر اَلنّا َ‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬

‫هذا الديث فيه عددٌ من الحكام‪...‬‬ ‫الُ كم الول‪ :‬مشروع ية الهتمام بترائي اللل ‪ ،‬ب يث يرج الناس من دور هم ‪ ،‬وأمك نة سكناهم لتاب عة‬ ‫اللل ‪ ،‬والتحقق من ظهور اللل ‪ ،‬فإن هذا ما يُتقرب به إل ال عز وجل ‪ ،‬وكانت هذه هي حالة أهل‬ ‫العصر الول عصر النبوة ‪.‬‬ ‫وقوله «اَلنّاس» هنا ظاهره العموم ‪ ،‬يشمل كبي السن ويشمل النساء ‪ ،‬لن لفظة (الناس) عامة ‪.‬‬ ‫وف هذا اللفظ أيضا دليل على مشروعية الهتمام ببذل السباب لرؤية اللل ‪ ،‬ومنها العلنات الت تكون‬ ‫لدعاء الناس لترائي اللل ‪ ،‬فإن هذا من السباب الؤدية إل رؤيته ‪.‬‬ ‫وف الديث أيضا مشروعية إظهار الب؛خب الصيام ‪ ،‬فإنه لا أخب ابنُ عمر أنه رآه ‪ ،‬صام النب‬

‫وأمر‬

‫الناس ب صيامه ‪ ،‬م ا يدل على مشروع ية إظهار إثبات الش هر وهذا يكون ب كل زما نٍ ب سبه ‪ ،‬فبم ثل زمان نا‬ ‫وجدت و سائل حدي ثة سواء كا نت بالبق ية أو بالذا عة أو بالتلفزيون ‪ ،‬أو بغ ي ذلك من الو سائل ‪ ،‬ل كن‬ ‫لبد أن يلحظ أن مُصدِر ذلك الكلم الثبت لرؤية اللل لبدّ أن يكون موثوقا ‪ ،‬فلو كانت هناك إذاعة‬ ‫غي موثوقة وقالت ‪:‬بأن البلد الفلن قد أثبت دخول الشهر ‪،‬فإنه حينئ ٍذ ليُعوّل على كلم تلك الذاعة غي‬ ‫الوثوقة ‪،‬وكذا ف الواقع الت تكون على الشبكة إن كان ذلك الوقع موثوقا ‪،‬وليستطيع أحد من تاوزه‬ ‫والدخول عليه ‪ ،‬وإثبات مثل هذا الب بدون موافقة أصحابه وكان أصحابه من الوثوقي ‪.‬‬ ‫وف الديث دليل على أن الشهر معلّق برؤية اللل‪ ،‬ما يدل على عدم اعتبار الساب إثباتا أو نفيا ‪.‬‬

‫{ ‪} 11‬‬

‫‪ - 7‬رواه أبو داود ( ‪ ،) 2342‬وابن حبان ( ‪ ،) 3438‬والحاكم ( ‪.) 423 / 1‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫وقوله « َفأَخَْبرْتُـ رَسـُو َل اَللّهِـ‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫َأنّيـ َرَأيْتُهُـ» دليلٌ على أن إثبات الشهسر موكولٌ للمسة ونوّابمس وليسس‬

‫موكولً لفراد الناس ‪.‬‬ ‫وظاهر حديث الباب يدل على صحة قول من يقول بأن رُدت شهادته ف رؤية اللل فإنه ل يصوم ‪ ،‬وإنا‬ ‫يتبع عِظم الناس وذلك أنه ل يصمه ول يؤمر الناس بالصيام إل بعد إثبات صحة الرؤية من قِبل المام ‪.‬‬ ‫وقوله «فَصَامَ» هذا دليل على أن الصيام معلّقٌ بالرؤية ‪.‬‬ ‫وظاهر حديث الباب أنه يوز العتماد على خب الواحد ف إثبات رؤية اللل وهذا قول المهور ‪.‬‬ ‫وفيه أيضا أن الرأة إذا أخبت بالرؤية فإنه يُعتمد على خبها ف ذلك ‪.‬‬ ‫وف الديث أن إثبات الرؤية ليشترط أن يأت الرائي بلفظ الشهادة ‪ ،‬وإنا يكتفي بلفظ الب فإنه ل يذكر‬ ‫فيه أنه أتى بذا اللفظ ‪.‬‬

‫‪َ -5‬وعَ ِن ِابْ ِن َعبّا سٍ رَضِ يَ اَللّ ُه َعْنهُمَا أَنّ َأعْرَاِبيّ ا جَاءَ إِلَى اَلنّبِيّ َفقَالَ‪ { :‬إِنّ ي رَأَيْ تُ اَْلهِلَالَ‪,‬‬ ‫حمّدًا رَ سُولُ اَللّ هِ? " قَالَ‪:‬‬ ‫ش َهدُ َأنّ ُم َ‬ ‫شهَدُ أَ نْ لَا إِلَ هَ إِلّا اَللّ هُ? " قَالَ‪ :‬نَعَ مْ‪ .‬قَالَ‪ " :‬أََت ْ‬ ‫َفقَالَ‪ " :‬أََت ْ‬ ‫سةُ‪ ,‬وَصَحّحَ ُه ِابْنُ ُخ َزيْ َمةَ‪ ,‬وَابْنُ‬ ‫نَعَمْ‪ .‬قَالَ‪ " :‬فََأذّنْ فِي اَلنّاسِ يَا بِلَالُ َأنْ يَصُومُوا غَدًا" } َروَا ُه اَلْخَمْ َ‬ ‫ِحبّانَ ( ‪ )8‬وَ َرجّ َح النّسَائِيّ إِ ْرسَالَهُ ( ‪. )9‬‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬

‫هذا الديث فيه علتان ‪ ،‬أشار الؤلف إل إحداها ‪ ،‬فبعضهم رواه عن عكرمة عن ابن عباس وبعضهم رواه‬ ‫عن عكرمة أن أعرابيا‪ ..‬وإذا وقع الضطراب والختلف فيه فهذا مشعر بنوع تضعيف للحديث‪،‬خصوصا‬ ‫أن الذين رووه مرسلً ياثل عددهم الذين رووه متصلً ‪ ،‬ولذلك رجّح النسائي إرساله ‪.‬‬ ‫خصوصا أن الذين رووا هذا الديث ‪ ،‬وأثبتوا الرسال أوثق من الذين رووه متصلً ‪.‬‬

‫{ ‪} 12‬‬

‫‪ - 8‬رواه أبو داود ( ‪ ،) 2340‬والنسائي ( ‪ ،) 132 / 4‬والترمذي (‪ ،)691‬وابن ماجه ( ‪ ،) 1652‬وابن خزيمة ( ‪ ،) 1923‬وابن حبان( ‪ / 870‬موارد )‬ ‫‪ - 9‬نقله الزيلعي في " نصب الراية " ( ‪ ،) 443 / 2‬وهو قول الترمذي أيضا في " سننه "‪.‬‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫والعلة الثانية أن هذا الد يث من رواية سِماك عن عكر مة عن ا بن عباس ؛ ورواية سِماك بن حرب عن‬ ‫عكرمة مضطربة‪ ،‬وحينئذٍ ليُعول على حديث الباب ويُكتفى بالديث الذي قبله ‪.‬‬ ‫والمهور على أن هذا الكم وهو إثبات رؤية اللل بشهادة الواحد أو بب الواحد خاصٌ بدخول الشهر‪،‬‬ ‫وأما خروج الشهر فلبد فيه من شهادة اثني خلفا لب ثور ‪.‬‬ ‫والنفية يستدلون بذا الديث على قبول مهول الال ؛ قالوا ‪ :‬لن الصل ف السلم العدالة ‪ ،‬فأي مسلم‬ ‫يشهد قبلنا شهادته إذا ل نعلم عنه جرحا ‪.‬‬ ‫والمهور ليؤصلون هذا الصل ‪ ،‬وليقولون الصل ف السلم العدالة‪ ،‬لكنهم يقولون الصل أنّا ل نعرف‬ ‫حاله ‪،‬فلنُثبِت له حُكما إل بدليل ؛ لن الشرع قد نانا عن أن نقول قولً إل بدليل ‪ ،‬فحينئذٍ فمن جاءنا‬ ‫يشهد فنتوقف ف شهادته حت تثبت لنا عدالته ‪،‬وهذا القول أرجح ؛لن الشرع أمرنا بالتوثق بأخبار اللق‬ ‫وحينئذ لبد أن يكون التكلم والشاهد والخب معلوما أنه من أهل الثقة ‪.‬‬

‫صةَ أُمّ اَلْ ُم ْؤ ِمنِيَ رَضِ َي اَللّ ُه َعنْهَا‪ ,‬عَ نِ اَلّنبِيّ‬ ‫‪َ -6‬وعَ نْ َحفْ َ‬

‫قَالَ‪ { :‬مَ نْ لَ مْ يُبَيّ تِ اَل صّيَامَ قَبْلَ‬

‫صحّحَ ُه َمرْفُوعًا ِابْ نُ‬ ‫سةُ‪َ ,‬ومَالَ النّ سَاِئيّ َواَلتّ ْرمِذِيّ إِلَى تَ ْرجِي ِح وَ ْقفِ هِ‪ ,‬وَ َ‬ ‫خمْ َ‬ ‫اَْل َفجْرِ فَلَا صِيَامَ لَ هُ } َروَا هُ اَلْ َ‬ ‫ض ُه ِمنَ اَللّ ْيلِ‬ ‫ُخ َزيْ َمةَ وَابْنُ ِحبّانَ ( ‪َ . )1 0‬ولِلدّا َرقُطْنِيّ‪ { :‬لَا صِيَا َم لِ َم ْن َلمْ َي ْفرِ ْ‬ ‫[‬

‫}‬

‫( ‪. )1 1‬‬

‫]‪:‬‬

‫هذا الد يث رواه الزهري عن سال واختلف الرواة عن الزهري فبعض هم يرو يه موقوفا على ا بن ع مر أو‬ ‫حفصة وبعضهم يرويه مرفوعا إل النب‬

‫‪.‬‬

‫ولذلك اختلف أهل العلم ف هذا الديث ‪ ،‬فبعضهم يقول‪ :‬الوقف أرجح ؛لنه رواية الكثر ‪ ،‬وبعضهم‬ ‫يقول بأن رواية الرفع ثابتة ‪ ،‬وجاءت من طرق صحيحة معتمد عليها‪ ،‬وهذه قاعدة فيما يتعلق بالصطلح‬

‫{ ‪} 13‬‬

‫‪ - 10‬رواه أبو داود ( ‪ ،) 2454‬والنسائي ( ‪ ،) 196 / 4‬والترمذي ( ‪ ،) 730‬وابن ماجه ( ‪ ،) 1700‬وأحمد ( ‪ ،) 287 / 6‬وابن خزيمة ( ‪،) 1933‬‬ ‫‪ - 11‬رواه الدارقطني ( ‪.) 172 / 2‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫وهي أن الديث إذا جاءنا من طريقي بواسطة را ٍو واحد ‪ ،‬أو بأسلوبي وطريقتي من طريق را ٍو واحد ‪،‬‬ ‫فحينئذٍ هل نكم عليها بالضطراب ؟وبالتال نرد الروايتي معا ‪ ،‬أو نكم بشذوذ إحدى الروايتي؟ فنقول‬ ‫هذه الرواية‪ :‬أرجح من تلك وبالتال تكون الرجوحة شاذة ؛لن الشاذ هو مالفة الثقة لن هو أوثق منه ‪،‬‬ ‫أو نقول ‪ :‬هذه الزيادة زيادةٌ من ثقة ‪،‬وزيادة الثقة مقبولة ‪.‬‬ ‫هذه ثلث طرائق ‪ ...‬وهذه السألة من دقائق علم الصطلح ‪.‬‬ ‫والظهر ف مثل هذا أننا نقارن بي هذه الروايات ‪..‬‬ ‫‪ -1‬فإن كانت هذه الروايات ليست متساوية بل بينها تفاوت من جهة الثقة ب ا ‪،‬كأن يروي عشَرة عن‬ ‫شخص الديث بطريقةٍ ويالفهم الواحد ‪ ،‬فحينئذٍ الروايات ليست متماثلة ‪ ،‬بل هي متفاوتة ف الرتبة‪،‬ومن‬ ‫ثَمَّ نتاج إل الترجيح‪،‬فنحكم لرواية الكثر بأنا هي الحفوظ ورواية القل نكم عليها بأنا شاذة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬وأ ما إذا كا نت مت ساوية‪،‬لي ست متفاو تة‪ ،‬فإن كان الراوي الذي اختلف ع نه ل يس م ن اشت هر بروا ية‬ ‫الحاديث الكثية‪ ،‬وليس عنده إل أحاديث قليلة ‪،‬فحينئذٍ نكم بالضطراب ‪.‬‬ ‫‪ -3‬وأ ما إن كان الراوي الختلف عل يه إماما من الئ مة ‪ ،‬م ن يُر جع إل يه ف العلم ‪،‬فحينئذٍ ن كم بثبوت‬ ‫ج يع الطرق ‪ ،‬ول عل من هذا الق سم حد يث الباب ‪ ،‬فإن الذي اختلف عل يه هو المام الزهري ‪،‬والمام‬ ‫الزهري معروف مكانته وعلمه فقد حفظ العلم للمة دهرا من الزمان ‪،‬وقد رواه عنه جاعة موقوفا ورواه‬ ‫جا عة ع نه مرفوعا ‪ ،‬وليب عد ب ثل الزهري ‪-‬و هو إما مٌ حا فظ‪ -‬أن يروي هذا الل فظ من الطريق ي معا ‪،‬‬ ‫وبالتال نُثبت صحة رفع هذا الديث إل النب‬

‫‪.‬‬

‫إذا تقرر هذا فننتقل إل الحكام الأخوذة منه ‪...‬‬ ‫ففي هذا الديث أن النية شرط لصحة الصوم ‪،‬وهذا مل إجاع مافيه أحد يالف فيه ‪ ،‬لن الصيام عبارة‬ ‫عن إمساك بنية ‪ ،‬فإذا وجد إمساك بلنية فإنه ليكون هناك صوم ‪.‬‬

‫{ ‪} 14‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫وف الديث قال «ال صّيَامَ» والصيام معرّف بس أل النسية فيفيد العموم ‪ ،‬فيشمل هذا الكم صيام النذر‬ ‫و صيام القضاء و صيام الكفارات‪،‬وهذه النواع من ال صيام م ل اتفاق ف الملة أ نه ل بد من تبييت الن ية‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫جرِ» أن النية تصح ف أي وقت من الليل ؛ لن كلمة (يُبيّت)‬ ‫ت اَل صّيَا َم قَ ْب َل اَْلفَ ْ‬ ‫وظاهر قوله «مَ نْ لَ مْ يُبَيّ ِ‬ ‫معناها أنه لبد أن تكون النية ف حال البيتوتة ‪،‬وهذا يصدق على جيع أجزاء الليل ‪.‬‬ ‫ويشمل ما لو كانت النية من نصف الليل الول ‪،‬كما هو قول المهور ‪ ،‬بيث لو ُقدّر أن إنسانا نوى‬ ‫أول الليل ث نام ول يستيقظ إل بعد أذان الفجر صح صومه ‪.‬‬ ‫*والديث اشترط تبييت النية ؛ فلو بيّت النية ث بعد ذلك أكل أو شرب قبل طلوع الفجر ‪ ،‬فإن صيامه‬ ‫صحيح ‪.‬‬ ‫*لكن لو نوى الصوم ث نوى الفطار ؛فإن النية الول إلتغت بالنية الديدة وبالتال فإنه ل يبيت صياما ‪.‬‬ ‫ونأ خذ من هذا بوا سطة مفهوم الخال فة ‪ ،‬أن من نوى ال صيام ف اليوم الذي ي سبق ال صيام ف اليوم الذي‬ ‫يسبق يوم الصيام ل تصح النية منه ‪ ،‬لبد أن تكون النية ف الليل ‪ ،‬لو نوى قبل الغرب ونام ول يستيقظ إل‬ ‫آذان الفجر من اليوم الثان فحينئ ٍذ نقول هذا ل يبيت الصيام ف الليل ‪،‬وبالتال ليصح صومه ‪.‬‬ ‫وظاهسر هذا الديسث أن كسل يوم عبادة مسستقلة‪،‬وبالتال فكسل يوم يتاج إل نيسة جديدة‪،‬كماهـو مذهـب‬ ‫الئمة الثلثة خلفا للمام مالك ‪.‬‬ ‫المام مالك يقول ‪ :‬الشهر عبادة واحدة ‪،‬وبالتال تكفي للشهركله نية واحدة ‪.‬‬ ‫ت اَل صّيَامَ» دليل لذهب المهور بأنه يكفي عزم القلب ‪،‬وأننا لنتاج إل التلفظ بالنية‬ ‫وقوله«مَ ْن لَ ْم يُبَيّ ِ‬ ‫وليس التلفظ من مفهوم النية لف اللغة ول ف الشرع ‪.‬‬ ‫وقوله«يُبَيّت» يدل على أنه لبد من الزم ‪ ،‬فليكفي التردد ف النية ‪.‬‬ ‫ت اَل صّيَامَ» ظاهره أن الشتَرَط ن ية ال صيام ‪،‬فلو نوى أن ي صوم لك نه ل يُعيّن ال صيام‬ ‫وقوله ه نا«مَ ْن لَ مْ يُبَيّ ِ‬ ‫ظاهره أنه يُكتفى بذلك ‪ ،‬والمهور يقولون أنه لبد من تعيي النية ‪.‬‬

‫{ ‪} 15‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫وف الديث أنه لبد من تبييت النية ف صيام رمضان ‪ ،‬وهذا هو مذهب الئمة الثلثة مالك والشافعي‬ ‫وأحد بيث من ل ينوِ ف الليل فإنه ليصح صومه لذا الديث فإنه قال (فل صيام له) ‪.‬‬ ‫والنفية يقولون ‪ :‬يوز أن ينوي ف أثناء النهار قبل الزوال بشرط أن ل يكون قد تناول مفطرا قبل ذلك ‪،‬‬ ‫وأجابوا عن حديث الباب من جهتي ‪ :‬الهة الول فيما يتعلق بالسناد وقد تقدم البحث فيه ‪.‬‬ ‫والهة الثانية ‪ :‬أنم قالوا (لصيامَ له) هذا ممل؛لن النفية يرون أن الفعال النفية مملة ‪.‬‬ ‫لنا تتردد بي ‪:‬‬ ‫‪ _1‬نفي ذات الفعل ‪ _2 .‬وبي نفي القيقة الشرعية الت هي الصحة ‪ _3 .‬وبي نفي الكمال ‪.‬‬ ‫فقد يكون الراد بقوله (لصيام له) لصيام كامل وقد يكون الراد به لصيام صحيح ‪،‬فحينئ ٍذ فيقع التردد‬ ‫وبالتال لنُثبت حكما من هذا اللفظ ‪.‬‬ ‫والمهور يقولون ‪ :‬بأن نفي الفعل ف الصل يُحمل على القيقة الشرعية ؛لن الشارع قد خاطب الناس‬ ‫بلغ ته هوَ ‪ ،‬ول يب عث ال نب‬

‫لبيان القي قة اللغو ية ‪ ،‬وحينئ ٍذ فنحمله على ال صطلح الشر عي ‪ ،‬فيكون‬

‫لصيام له يعن لصيام معتب شرعا ‪،‬وبالتال ل يكون ف هذا اللفظ أي إجال ‪.‬‬ ‫واستدل الالكية بديث الباب ‪ ،‬على أن صيام النفل لبد فيه من تبييت الن ية ‪ ،‬ولذا إذا أردت أن تصوم‬ ‫يومي الثني والميس أو صيام ست من شوال ‪ ،‬لبد أن تبيت النية ‪ ،‬بيث إذا ل تبيت النية فليصح ‪.‬‬ ‫وذهب النفية والشافعية إل أن صيام النفل يوز أن يكون بالنية ف النهار قبل الزوال‪،‬عندهم بعد الزوال‬ ‫مايصلح الصوم إذا ل يُنوى إل بعد الزوال ‪ ،‬قالوا ‪ :‬لنه ل ينوي الصوم ف أغلب اليوم ‪.‬‬ ‫والنابلة يقولون ي صح أن تكون ن ية الن فل ف أي و قت من اليوم ‪،‬ولو ل ي نو ق بل الزوال ‪ ،‬لونوى ب عد‬ ‫العصر استيقظ وقد أذّن العصر ‪ ،‬فقال ل يب قَ على الغرب إل القليل وبالتال سأنوي الصوم ف هذا اليوم ‪،‬‬ ‫عند النابلة يصح هذا الصوم ؛ لنه ل يتناول قبل ذلك مفطرا ‪ ،‬ولنه نوى ف أثناء وقت النية عندهم ‪.‬‬ ‫وهذه السألة لعلها تأت ف الديث الت ‪...‬‬

‫{ ‪} 16‬‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫‪َ -7‬وعَ ْن عَائِ َشةَ رَضِ َي اَللّ ُه َعْنهَا قَالَتْ‪ { :‬دَخَ َل عَلَيّ اَلنّبِيّ ذَاتَ يَوْمٍ‪َ .‬فقَالَ‪ " :‬هَلْ عِنْدَكُمْ‬ ‫شَيْءٌ? " قُلْنَا‪ :‬لَا‪ .‬قَالَ‪َ " :‬فإِنّي ِإذًا صَاِئمٌ " ُثمّ أَتَانَا يَ ْومًا آ َخرَ‪َ ,‬فقُلْنَا‪ :‬أُ ْهدِيَ لَنَا حَيْسٌ‪َ ,‬فقَالَ‪" :‬‬ ‫أَرِينِيهِ‪َ ,‬ف َلقَدْ أَصَْبحْتُ صَاِئمًا " َفأَكَلَ } َروَا ُه مُسِْلمٌ ( ‪. )1 2‬‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬

‫ف هذا الديث قوله هنا «حَيْسٌ» اليس تر يوضع عليه سن ويُخلط بأقط ‪.‬‬ ‫ففسي هذا الديسث مسن الفوائد ‪ :‬دخول الرجسل على أهسل بيتسه فس أثناء النهار ‪ ،‬ودخول الرجسل صساحب‬ ‫الزوجات على بعض زوجاته ف أثناء النهار ‪ ،‬كما فعل النب‬

‫‪.‬‬

‫ج عليه ‪.‬‬ ‫وف الديث تفقد النسان لا ف بيته من الطعمة ونو ذلك وأنه لحر َ‬ ‫وف الديث أن ما ف البيت مؤتنة عليه الرأة ‪ ،‬فإن النب‬

‫قد سأل عائشة عما ف البيت ‪.‬‬

‫و ف الد يث أ نه يوز أن ي ستجد الن سان ن ية صوم الن فل ف أثناء النهار ‪،‬ك ما قال المهورخلفا مالك‪.‬‬ ‫وظاهر الديث أن هذه النية ليشترط لا أن تكون قبل الزوال؛ لنه ل يفرق ف الديث بي ماقبل الزوال‬ ‫ومابعده ‪ ،‬وليوجد حديث يفرق بي المرين ‪،‬فالتفريق بينهما يتاج إل دليل ‪.‬‬ ‫وهم يقولون بأن الفعال النبوية ليُعطى لا حكم العموم ‪ ،‬فتحمل على أقل أحوالا ‪.‬‬ ‫وف الديث أن الصائم صومَ النفل يوز له أن يقطع صومه‪،‬كما قال أحد والشافعي‪ ،‬خلفا لالك وأب‬ ‫حني فة ‪ ،‬وهذه ال سألة مشهورة عند هم ب سألة هل يلزم الندوب بالشروع ف يه؟ إذا د خل ف مندوب هل‬ ‫يلزمه إكماله ؟‬ ‫فالنفية والالكية يقولون ‪ :‬يلزمه الكمال ‪ ،‬ويرم عليه القطع ولو قطع وجب عليه القضاء ‪ ،‬ويستدلون‬ ‫عليه بأن النب‬

‫لا أخب العراب عن الصيام فقال هل علي غيه ؟ قال‪ ( :‬ل‪ ،‬إل أن ت ّطوّع) معناه ليب‬

‫عليك صيام إل أن تتطوع فيجب عليك صيام ذلك اليوم الذي تطوعت فيه ‪.‬‬

‫{ ‪} 17‬‬

‫‪ - 12‬رواه مسلم ( ‪.) 170 ( ) 1154‬‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫والقول ال خر ‪ :‬بأ نه يوز ق طع ال صوم ؛ل نه مندوب ول يس واجبا‪ ،‬وي ستدلون عل يه بد يث الباب و هو‬ ‫حدي ثٌ صريحٌ ف ال سأل ِة ‪ ،‬وي ستدلون عل يه أيضا باورد ف ب عض روايات هذا الد يث أن ال نب‬

‫قال‪:‬‬

‫ع أميُ نف سِه إن شاء صام ‪ ،‬وإن شاء أف طر) و ف ب عض الروايات‪( :‬فإ نه م ثل الر جل ‪،‬‬ ‫(ال صائمُ التطو ُ‬ ‫يُخرج من ماله الصدقة فإن شاء أمضاها ‪ ،‬وإن شاء أمسكها) ‪.‬‬ ‫‪َ -8‬وعَ نْ َسهْ ِل بْ نِ َسعْدٍ رَضِ َي اَللّ ُه َعْنهُمَا‪ ,‬أَنّ رَ سُو َل اَللّ هِ‬

‫عَجّلُوا اَْل ِف ْطرَ‬ ‫[‬

‫}‬

‫قَالَ‪ { :‬لَا َيزَالُ اَلنّا سُ ِبخَ ْيرٍ مَا‬

‫ُمتّفَ ٌق عََليْهِ ( ‪. )1 3‬‬ ‫]‪:‬‬

‫ف هذا الديث دليل على أن إفطار الصائم إذا نوى به التقرب إل ال عزوجل كان عبادةًوقربة ‪ ،‬وهذا من‬ ‫فضل ال عزوجل أن جعل المساك عن الطعام عبادة ‪ ،‬وتناول الطعام عبادة بالنية‪ ،‬وهذا يدلنا على أهية أن‬ ‫يوّل النسان أفعاله الباحة إل عبادات من خلل النية ‪.‬‬ ‫وف الديث مشروعية التعجيل بالفطر‪،‬وفيه دليل لهل السنة ف استحبابم لتعجيل الفطار بغروب الشمس‬ ‫و قد ورد ف حدي ثٍ آ خر أن ال نب قال ‪( :‬إذا أق بل الل يل من هاه نا ‪ ،‬وأدبر النهار من هاه نا وغر بت‬ ‫الشمس‪ ،‬فقد أفطر الصائم) ‪.‬‬ ‫وف الديث أن من خالف هذا الكم فإنه يُخشى عليه من زوال اليية ‪.‬‬

‫{ ‪} 18‬‬

‫‪ - 13‬رواه البخاري ( ‪ ،) 1757‬ومسلم ( ‪.) 1098‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫‪ -9‬وَلِلتّ ْرمِذِيّ‪ :‬مِ نْ حَدِي ثِ َأبِي ُه َريْ َرةَ‬

‫عَ ِن اَلّنبِيّ‬

‫َأعْجَ ُل ُهمْ فِ ْطرًا } ( ‪. )1 4‬‬ ‫[‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫قَالَ‪ { :‬قَالَ اَللّ هُ‬

‫أَحَبّ عِبَادِي إِلَيّ‬

‫]‪:‬‬

‫هذا الد يث رجاله ثقات إل قُرة بن ع بد الرح ن و هو على ال صواب‪ :‬صدوق ‪ ،‬فيكون الد يث حديثا‬ ‫سنَا ‪.‬‬ ‫حَ‬ ‫وف الديث من الفوائد استحباب التعجيل بالفطار ‪ ،‬وأنه ما يُتقرب به ل عزوجل ‪.‬‬ ‫وفيه إثبات صفة الكلم ل عز وجل ‪.‬‬ ‫وف الديث أن من صفات ال الحبة ‪ ،‬لقوله «َأحَبّ عِبَادِي» ‪.‬‬ ‫وفيه أن اللق يتفاوتون ف مبة ال لم ‪ ،‬وأنم ليسوا على رتبةٍ واحدة ‪.‬‬ ‫وفيه أن اليان يتفاضل ؛بدللة أن بعض أهل اليان أحب إل ال من بعضهم الخر ‪.‬‬ ‫وفيه دليل على أن التبكي بالفطار أفضل من الواصلة إل السحر ‪.‬‬ ‫س بْ ِن مَالِكٍ‬ ‫‪َ -1 0‬وعَنْ َأنَ ِ‬

‫قَالَ‪ :‬قَالَ رَسُو ُل اَللّهِ‬

‫حرُوا َفإِنّ فِي اَلسّحُو ِر َبرَ َكةً } ُمّتفَقٌ‬ ‫{ تَسَ ّ‬

‫عََليْهِ ( ‪. )1 5‬‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬

‫ف هذا الديث من الفوائد المرُ بال سّحور ‪ ،‬و"السّحور" (بفتح السي) الراد به ‪ :‬الكلة الت يتناولا الناس‬ ‫ف السّحَر وهي آخر الليل ‪ ،‬وأما "السّحور" (بالضم) الراد به ‪ :‬فعل التسحر الذي هو فعل الكل ‪.‬‬

‫{ ‪} 19‬‬

‫‪ - 14‬رواه الترمذي ( ‪. ) 700‬‬ ‫‪ - 15‬رواه البخاري ( ‪ ،) 1923‬ومسلم ( ‪.) 1095‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫حرُوا» ف عل أ مر ‪ ،‬لك نه ل يس للوجوب باتفاق ؛ وذلك لن هذا من حظوظ الن فس ‪،‬ولن‬ ‫وقوله ه نا «تَ سَ ّ‬ ‫هذا المر متعل ٌق بنهي عن أكل ف بعض الوقات ‪ ،‬ولن المر هنا وَردَ على جهة دفع التوهم الاصل لدى‬ ‫بعض الناس بأن أكْلَة السحر غي مشروعة ‪ ،‬وأنه ينبغي الحتياط للصيام بعدم تناول هذه الوجبة ‪.‬‬ ‫وف الديث من الفوائد أن العمال العادية تنقلب إل عبادات بالنية ‪،‬حينئذٍ يرص النسان على تصحيح‬ ‫نيته ف جيع أعماله ‪.‬‬ ‫وف الديث استحباب تأخي السّحور ؛لن كلمة السّحور يراد با أكلة السحر الذي هو آخر الليل ‪.‬‬ ‫و ف الد يث إثبات أن ب عض الخلوقات ف يه بر كة ‪ ،‬والراد بالب كة النماء والزيادة وعِ ظم أ ثر الن فع‪ ،‬وهذه‬ ‫الب كة لي ست نات ة من ذات الخلوق ‪ ،‬وإن ا هي ه بة من ال عزو جل لب عض الخلوقات ‪،‬فليوز ل نا أن‬ ‫نثبت أن شيئا من الشياء فيه بركة إل بدليل ‪ ،‬وحينئ ٍذ لُيتَبّك من شيء أو بشيء من الشياء إل إذا ورد‬ ‫دلي ٌل شرعي بأن ذلك المر فيه بركة ‪.‬‬ ‫ول بد أن تكون طري قة ال تبك بذلك الش يء معهودةٌ شرعا ! لوجاء نا إن سان وقال ‪ :‬ال سحور ف يه بر كة‬ ‫وبالتال سأضعه على جسدي وأل فّ على يدي من السحور! فهذه طريقة غي مشروعة وإنا مراد الشارع‬ ‫أكل هذه الوجبة ‪ ،‬وليس مراده لفها على اليد ‪..‬وهكذا ‪.‬‬ ‫ضبّيّ‬ ‫سمَا َن بْنِس عَامِ ٍر اَل ّ‬ ‫‪َ -1 1‬وعَن ْس سَلْ‬

‫عَنِساَلّنبِيّ‬

‫قَالَ‪ِ { :‬إذَا أَفْ َطرَ أَ َحدُكُ مْ فَلُْيفْ ِط ْر عَلَى‬

‫سةُ‪ ,‬وَ صَحّحَهُ اِبْ نُ خُ َزيْ َم َة وَابْ نُ ِحبّا نَ‬ ‫خمْ َ‬ ‫جدْ فَلُْيفْ ِطرْ عَلَى مَاءٍ‪َ ,‬فإِنّ هُ َطهُورٌ } َروَا هُ اَلْ َ‬ ‫َتمْرٍ‪َ ,‬فإِ نْ لَ مْ َي ِ‬ ‫وَالْحَاكِمُ ‪.‬‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬

‫هذا الديث فيه راويَة مهولة ‪ ،‬يقال لا ‪ :‬ال ُربَاب بنت صُليب ‪ ،‬فبالتال ليعوّل عليه ‪.‬‬

‫{ ‪} 20‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لكن ورد من حديث أنس بن مالك‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫عند أب داود وأحد ‪( :‬أن النب‬

‫كان يُفطر على رُطبات‬

‫قبل أن يصلي ‪ ،‬فإن ل يكن رُطبات ‪،‬فتمرات ‪،‬فإن ل يكن ترات‪ ،‬حسا حسوات من ماء) فيُغتن بديثِ‬ ‫ث سلمانَ هذا ‪.‬‬ ‫أنسٍ عن حدي ِ‬

‫ِنس‬ ‫َنس َاْلوِصسَالِ‪ ,‬فَقَالَ رَجُلٌ م َ‬ ‫ّهس ع ِ‬ ‫َنس أَب ِي هُ َريْ َرةَ قَالَ‪ { :‬نَه َى رَسسُولُ اَلل ِ‬ ‫‪َ -1 2‬وع ْ‬ ‫سقِينِي‬ ‫اَْلمُ سِْلمِيَ‪ :‬فَإِنّ كَ يَا رَ سُولَ اَللّ هِ ُتوَا صِلُ? قَالَ‪" :‬وَأَيّكُ مْ مِثْلِي? إِنّي أَبِي تُ ُي ْط ِعمُنِي رَبّي وَيَ ْ‬ ‫"‪ .‬فََلمّا أََبوْا أَ نْ يَنَْتهُوا َع نِ َالْوِ صَالِ وَا صَلَ ِبهِ مْ َيوْمًا‪ُ ,‬ثمّ َيوْمًا‪ُ ,‬ثمّ رََأوُا َاْلهِلَالَ‪َ ,‬فقَالَ‪ " :‬لَوْ تَأَ ّخرَ‬ ‫اَْلهِلَالُ َل ِزدْتُكُمْ " كَاْلمُنَكّلِ َلهُمْ حِيَ أََبوْا أَنْ يَنَْتهُوا } ُمّتفَ ٌق عََليْهِ ( ‪. )1 6‬‬ ‫]‪:‬‬

‫[‬

‫قوله هنا «َنهَى عَ ِن َالْوِ صَالِ» الراد بالوِصال ‪ :‬مواصلة الصيام ‪ ،‬والصل ف النهي أن يكون للتحري‬ ‫والنع وبذلك قال المهور ‪ ،‬وقال طائفة بأنه على الكراهة لن النب‬

‫م يُنكر على أهل زمانه ‪،‬وقد كان‬

‫بعسض أهسل ذاك الزمان يواصسلون والظهسر أن النهسي على بابسه مسن التحريس لن الصسل فس النهسي النسع‬ ‫والتحري ؛ولن النب صلى ال عليه وسلم قد أنكر على الذين يواصلون ‪.‬‬ ‫وكلمة الوصال الراد به الستمرار ف المساك عن الطعام ‪ ،‬وهو يقع على طريقتي‪:‬‬ ‫الطريقة الول مواصلة يو ٍم مع يوم آخر ‪ ،‬هذا داخلٌ ف الديث بل إشكال ‪.‬‬ ‫والطريقة الثانية الواصلة إل جزءٍ من الليل ‪ ،‬فطائفة تقول‪ :‬بأن ذلك الوصال مكروه وليس حراما‬ ‫وآخرون يقولون بأنه مباح إذا ل يُقصد به التعبد ل عزوجل ‪ ،‬ويستدلون عليه با ورد ف الديث أن‬ ‫النب‬

‫قال ( أيكم أراد أن يواصل فليواصل إل السحر ) ‪.‬‬

‫وف الديث أنه ليوز لنسانٍ أن يتقرب ل بعبادةٍ ل يشرعها رسول ال‬ ‫وِصالم ‪.‬‬

‫{ ‪} 21‬‬

‫‪- 16‬روه البخاري ( ‪ ،) 1965‬ومسلم ( ‪.) 1103‬‬

‫ول يأمر با‪ ،‬فإنه أنكر عليهم‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫صلُ? » فيه جواز سؤال الفت عن سبب مالفة قوله لفعله ‪ ،‬كما فعل‬ ‫ك يَا رَ سُولَ اَللّ هِ ُتوَا ِ‬ ‫وقوله هنا « َفِإنّ َ‬ ‫الصحابة ‪،‬ول يُنكر عليهم النب‬

‫‪.‬‬

‫وفيه أنه إذا تعارض فعلٌ وقولٌ ‪،‬فإننا ناول أولً المع بينهما ‪ ،‬ول نبادر إل تقدي القول على الفعل ‪،‬وإل‬ ‫لقال له رسول ال‬

‫طريقتكم هذه خطأ ؛ لن أقوال لتعارَض بأفعال ‪.‬‬

‫وف الديث الحتجاج بالفعال النبوية كما فعل ذلك الرجل وأنه يُحتج با‪ ،‬وأنا حجة شرعية إل إذا‬ ‫ثبتت خاصة بالنب‬

‫‪.‬‬

‫سقِينِي» اختلف أهل العلم ف ذلك ‪ ،‬فقال طائفة‪ :‬بأنه إطعامٌ حقيقي‬ ‫ت يُ ْطعِمُنِي َربّي َويَ ْ‬ ‫وقوله هنا «ِإنّي َأبِي ُ‬ ‫وسسقيا حقيقيسة ‪ ،‬هذا هسو الظهسر لن الصسل فس اللفاظ القيقسة ‪ ،‬وقال آخرون ‪ :‬بأن ال يقويسه ولو ل‬ ‫يتناول طعاما أو شرابا ‪ ،‬وقال آخرون ‪ :‬بأنه يشتغل بالتفكر بال عن التفكر ف الطعام ‪.‬‬ ‫وف الديث جواز التعزير بالعقوبة ‪ ،‬فإنم لّا ل ينتهوا عن الوصال عاقبهم بكون الوصال أياما متعاقبة ‪.‬‬ ‫ن على اللل ‪ ،‬وأن الفطار يثبت برؤية اللل ‪.‬‬ ‫وف الديث أن أمْرَ الشهر مب ٌ‬ ‫و ف الديث أيضا جواز ا ستخدام (لو) إذا ل ت كن على جهة التح سر ‪،‬والن هي عنه ف حد يث أ ب هريرة‬ ‫الخر الذي ف صحيح مسلم إذا كانت ( لو) على جهة التحسر على القضاء الفائت أمّا إذا ل تكن كذلك‬ ‫فإنه ل يُنهى عنها ‪.‬‬ ‫وف الديث أن من ل ينت هِ عن العصية يوز تعزيره بالعقوبة الناسبة ‪ ،‬وهذا التعزير يكون مِن ِقبَل المام أو‬ ‫نوابه ‪.‬‬ ‫وفس الديسث سساحة الشريعسة وحرص الشرع على عدم العنات باللق ‪ ،‬أو الشقسة بمس ؛لنسه نىس عسن‬ ‫الوصال رحةً باللق ‪.‬‬

‫{ ‪} 22‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫جهْلَ‪ ,‬فَلَيْ سَ‬ ‫‪َ -1 3‬وعَنْ هُ قَالَ‪ :‬قَالَ رَ سُو ُل اَللّ هِ { مَ نْ لَ مْ َيدَ عْ قَوْلَ اَلزّورِ وَاْل َعمَلَ بِ هِ‪ ,‬وَاْل َ‬ ‫لِ ّلهِ حَا َجةٌ فِي أَنْ َيدَعَ َطعَا َمهُ وَ َشرَاَبهُ } َروَا ُه اَْلبُخَارِيّ‪َ ,‬وَأبُو دَاوُ َد وَالّلفْظُ لَهُ ( ‪. )1 7‬‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬ ‫ف هذا الديث أن هذه المور الحرمة يتأكد تريها بالنسبة للصائم ‪.‬‬

‫وفيه أن من فوائد الصوم تعويد الصائمي على ترك القوال الحرمة والفعال الحرمة ‪.‬‬ ‫وقوله هنا « َق ْولَ اَلزّورِ» يعن ‪" :‬الكذب" ‪ ،‬وبعض أهل العلم يقول‪" :‬القول الباطل" ‪.‬‬ ‫جهْل» يعن‪" :‬السفه"وهو التصرفات الت يفعلها الناس بدون تفكّر لعواقبها ‪.‬‬ ‫وقوله هنا«والْ َ‬ ‫وهذا الل فظ على ج هة التنف ي من م ثل هذه العمال ‪ ،‬وإل فإن ال عزو جل ل يس متاجا لعبادات خل قه ‪،‬‬ ‫وكأنه يقول ‪ :‬بأن الكمة من الصيام تعويد النفوس على ترك هذه الفعال الحرمة ‪.‬‬ ‫فقوله هنا«حَا َجةٌ» بعن حكمة ‪ ،‬ففيه إثبات الكمة ل عزوجل ‪.‬‬ ‫والمهور على أن من فعل هذه الفعال فإنه ليُعد مفطرا ‪ ،‬وإنا يُنقص ذلك من أجره ‪ ،‬وبعض الظاهرية‬ ‫يقول ‪ :‬بأنه يفطر بفعل هذه المور ‪.‬‬ ‫و ف الد يث أن العمال الحر مة يعظُم إث ها إذا ُفعِلت ف الزمان الفا ضل ‪،‬أو ف و قت العبادة ال ت يتقرب‬ ‫الخرون إل ربم فيها ‪.‬‬

‫‪َ -1 4‬وعَ ْن عَائِ َشةَ رَضِ َي اَللّ ُه َعنْهَا قَالَ تْ‪ { :‬كَا نَ رَ سُولُ اَللّ هِ‬ ‫كمْ لِِإرِْبهِ } ُمتّفَ ٌق عََليْهِ‪ ,‬وَالّلفْظُ لِمُسِْلمٍ ( ‪. )1 8‬‬ ‫وَهُوَ صَاِئمٌ‪ ,‬وَلَكِّنهُ َأمْلَكُ ُ‬ ‫وَزَادَ فِي ِروَاَيةٍ‪ { :‬فِي َرمَضَانَ } ( ‪. )1 9‬‬

‫{ ‪} 23‬‬

‫‪ - 17‬رواه البخاري ( ‪ ،) 6057‬وأبو داود ( ‪.) 2362‬‬ ‫‪ - 18‬رواه البخاري ( ‪ ،) 1927‬ومسلم ( ‪. ) 1106‬‬ ‫‪ - 19‬مسلم ( ‪. ) 1106‬‬

‫ُيقَبّلُ وَ ُهوَ صَاِئمٌ‪ ,‬وَيُبَا ِشرُ‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫[‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫]‪:‬‬ ‫ف هذا الد يث قوله «كَا نَ ُيقَّبلُ» دلي ٌل على جواز التقب يل لل صائم ‪ ،‬و قد اختلف أ هل العلم ف ذلك‬

‫على أقوال متعددة ‪ :‬منهم من يقول بالنع منع الصائم من القبلة مطلقا ‪.‬‬ ‫ومن هم من ييز ها مطلقا ‪ ،‬ومن هم من يفرق ب ي ال صغي وال كبي فيقول توز للش يخ ول توز للشاب‬ ‫يستدلون على ذلك بدي ثٍ فيه ضعف ‪ ،‬وحديث الباب يدل على ضعف هذا القول فإن عائشة رَضِ يَ اَللّ هُ‬ ‫عَْنهَا كانت شابة ‪.‬‬ ‫والظهر التفريق بينهما بسب العلة الذكورة هنا ‪ ،‬فمن كان مالكا لنفسه ‪ ،‬لتتحرك شهوته بالقبلة‬ ‫فالقبلة جائزة له ‪ ،‬وبعض أهل العلم يقولون القبلة جائزة مطلقا إل إذا ظن أنه سيُنل ‪.‬‬ ‫ومثل القبلة اللمس الذي يكون لشهوة أما اللمس الذي لغي شهوه فلشك بوازه ‪.‬‬ ‫وقوله ه نا « َوهُوَ صَاِئمٌ» و هو صائم ظاهره العموم ‪ ،‬يش مل صيام رمضان والقضاء والنذر والتطوع‬ ‫وغي ذلك ‪.‬‬ ‫وقوله هنا «لِِإرْبِ هِ» تُروى بتحريك الباء ‪ ،‬ويُروى بسكونا ‪ ،‬فمرةً يراد با حاجة النفس ووطر النفس‬ ‫وبعضهم يقول بأنه إذا كانت التسكي فالراد به "العضو" وإذا كانت بالفتح فالراد با "حاجة النفس" ‪.‬‬ ‫وبقيت هنا م سألة و هي ‪ :‬هل تؤ ثر القبلة على الصوم ‪ ،‬إن كان ليوجد هناك إنزال فلشك أنه غ ي‬ ‫مؤثر بالتفاق ‪.‬‬ ‫وأما إذا قبل فأمن فإنه يفطر بذلك عند الئمة الربعة ‪ ،‬ويب عليه القضاء إن كان الصوم واجبا ‪.‬‬ ‫وأما إن أمذى ول يُمن فعند المام أحد وأظنه مذهب المام مالك أنه يُفطر بذلك ‪.‬‬ ‫وعند الشافعية والنفية فإنم ليرون أنه يفطر بذلك ‪.‬‬ ‫و ف الد يث إخبار أ حد الزوج ي عن المور الا صة إذا كان ف ذلك الخبار فائدة شرع ية ك ما فعلت‬ ‫ض َي اَللّ ُه َعْنهَا ف هذا الديث ‪.‬‬ ‫عائشة رَ ِ‬

‫{ ‪} 24‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫‪َ -1 5‬وعَ ِن ِابْ ِن َعبّا سٍ رَضِ يَ اَللّ ُه َعْنهُمَا; { َأنّ اَلنّبِيّ‬ ‫صَاِئمٌ } َروَاهُ اَلْبُخَارِيّ ( ‪. )2 0‬‬ ‫[‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫اِحَْتجَ مَ َوهُوَ ُمحْرِ مٌ‪ ,‬وَاحَْتجَ مَ وَ ُهوَ‬

‫]‪:‬‬ ‫قوله هنا «اِحْتَجَمَ» فيه دليل على جواز الحتجام ‪ ،‬وليُقال بأن الحتجام مشروع أو أنه عبادة ‪ ،‬وإنا‬

‫الحتجام من الفعال العادية ‪ ،‬الت فعلها النب‬

‫لعلى جهة القربة والعبادة ‪ ،‬فيدل ذلك على جواز هذا‬

‫الفعل ‪،‬وليكون قربةً ول عبادة ‪.‬‬ ‫حرِمٌ» فيه جواز الحتجام حال الحرام ‪.‬‬ ‫وقوله هنا « َوهُ َو مُ ْ‬ ‫جمَ َو ُهوَ صَاِئمٌ » اختلف أهل العلم ف هذه اللفظة ‪.‬‬ ‫وقوله هنا « وَاحْتَ َ‬ ‫فالمام أحد وابن الدين قالوا ‪ :‬بأن هذه اللفظة شاذة ‪ ،‬والصواب أنه احتجم (وهو مرم) وأن زيادة‬ ‫(وهو صائم) قد خالف الراوي فيها روايةَ من هو أوثق منه ‪ ،‬فإن جيع أصحاب ابن عباس ليذكرونا قالوا‬ ‫انفرد با وهيب عن أيوب عن عكرمة ‪ ،‬ولكن هذه اللفظة قد ثبتت من طريق آخر فقد رواها شعبة عن‬ ‫الكم عن مُقسم عن ابن عباس ‪ ،‬فحينئذٍ ليكون هناك معوّل لن يقول بأن هذه اللفظة شاذة ‪.‬‬ ‫لكنه ف روايته قال (وهو بالقاحة) وهذا مكان جنوب مكة ‪ ،‬ما يدل على أن النب‬

‫كان صائما ف أول‬

‫ناره ث بعد ذلك احتجم وذلك لنه مسافر ‪ ،‬والسافر يوز له أن يُفطر ف أثناء يومه ‪ ،‬وبالتال تكون هذه‬ ‫الرواية ثابتة ‪ ،‬ول يكون فيها دللة على أن الجامة غي مؤثرة على الصوم ‪،‬بل هي مؤثرة ‪ ،‬وإنا كان النب‬ ‫صائما ف أول يومه ‪ ،‬ث بعد ذلك ترك الصيام من أجل كونه مسافرا ‪،‬والسافر يوز له الفطار‪ ،‬فكما‬ ‫يوز له الفطار بالكل والشرب يوز له الفطار بالجامة ‪.‬‬

‫{ ‪} 25‬‬

‫‪ .- 20‬رواه البخاري ( ‪.)1938‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫‪َ -1 6‬وعَ ْن شَدّا ِد بْنِ َأوْسٍ‬

‫{ َأنّ رَسُو َل اَللّهِ‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫حتَجِمُ فِي َر َمضَانَ‪.‬‬ ‫َأتَى عَلَى رَجُ ٍل بِاْلَبقِي ِع َو ُهوَ َي ْ‬

‫صحّحَهُ أَ ْحمَدُ‪ ,‬وَابْ نُ خُ َزيْ َمةَ‪,‬‬ ‫سةُ إِلّا اَلتّ ْرمِذِيّ‪ ,‬وَ َ‬ ‫خمْ َ‬ ‫َفقَالَ‪ " :‬أَفْ َطرَ اَْلحَاجِ مُ وَاْل َمحْجُو مُ " } َروَا هُ اَلْ َ‬ ‫وَابْنُ ِحبّانَ ( ‪. )2 1‬‬ ‫]‪:‬‬

‫[‬

‫قوله هنا «أَفْ َطرَ» ظاهره الفطر من الصيام وأن الجامة مؤثرة على الصيام ‪.‬‬ ‫وف هذا الديث إثبات الفطر بالجامة ‪،‬وهو مذهب المام أحد ‪.‬‬ ‫والئمة الثلثة على أن الجامة ليُفطر با الصائم ‪،‬قالوا وحديث الباب منسوخ بديث ابن عباس الذي‬ ‫قبله ‪.‬‬ ‫وقد ثبت هذا العن (أفطر الاجم والحجوم) عن جاعة من الصحابة ‪ ،‬ولذلك قال طائفة ‪ :‬بأنه حديث‬ ‫متواتر ‪.‬‬ ‫وقد تقدم أن حديث ابن عباس كان ف السفر ‪ ،‬وأنه ليتعارض مع هذا الديث ‪،‬وبالتال فليوجد هناك‬ ‫معارضة حت نكم بالنسخ ‪.‬‬ ‫ث إنّا لنعلم التاريخ فقد يكون حديث (أفطر الاجم والحجوم) متأخرا ‪.‬‬ ‫فإن قال قائلً ‪ :‬هذا الحجوم قد أُ ِخ َذ منه الدم فلماذا نكم بأن الاجم‪-‬وهو ل يؤخذ منه دم‪ -‬قد أفطر‬ ‫بذلك؟ فيقال ف م ثل هذا ‪ :‬بأن الا جم يت مل أن يد خل الدم إل جو فه أو يد خل إل جو فه ش يء من‬ ‫البرة التصاعدة من م ثل هذه الدما ‪ ،‬والدخول دخول شيءٍ إل الوف أمرٌ خفي‪ ،‬والعادة من الشري عة‬ ‫أن ا لتر بط أحكام ها بأمور خف ية ‪ ،‬وإذا كان هناك أمور خف ية يتعلق ب ا ال كم فإن الشارع ير بط ال كم‬ ‫بظنة ذلك العن ‪ ،‬ولذلك مثلً النائم نكم عليه بانتقاض الوضوء مع أنه قد يكون جرى عليه الدث ف‬ ‫أثناء النوم وقدليكون المركذلك ‪ ،‬وذلك لن الشارع أقام مظنة الشيء وهو النوم مقام حقيقته ‪ ،‬وكذلك‬ ‫هنا‪.‬‬

‫{ ‪} 26‬‬

‫‪ - 21‬رواه أبو داود ( ‪ ،) 2369‬والنسائي في " الكبرى " ( ‪ ،) 3144‬وابن ماجه ( ‪ ،) 1681‬وأحمد ( ‪ ،) 283 / 5‬وابن حبان ( ‪) 219 - 218 / 5‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫فإن قال قائل ‪ :‬تليل الدم ‪-‬هذا الذي ف الستشفيات‪ -‬هل يكون من الجامة أو ليكون منها؟‬ ‫الذ هب ‪ :‬على أ نه ل ي صل الفطار به هذا مذ هب لنابلة ‪ ،‬قالوا ‪ :‬لن الد يث ف الجا مة والجا مة‬ ‫تكون ف الرأس ‪ ،‬وأما الذي ف العضاء يقال له ‪ :‬فصد ‪،‬وبالتال ل يصل الفطار به ‪.‬‬ ‫وذهب جاعة من النابلة منهم شيخ السلم ابن تيمية فإنه يُفطر به النسان ‪،‬‬ ‫وقالوا ‪:‬بأن عادة الشارع أن كل أم ٍر يُضعف الصائم ‪،‬فإن الشارع ليعتب صومه حينئذٍ ‪ .‬ولذلك قالوا ف‬ ‫القيء ‪ :‬الشارع جاء بأن من استقاء فإنه يُعد مفطرا بذلك ‪.‬‬ ‫ب عض الظاهر ية يقولون ‪ :‬بأن الراد بالد يث الغي بة ‪ ،‬و هو أن ال نب‬

‫د خل فو جد رجل ي يغتبان ‪ ،‬فقال‬

‫هذا الل فظ ‪-‬أظ نه ف الد يث الذي بعده‪ -‬قالوا‪ :‬فالفطار كان ب سبب الغي بة ‪ ،‬ول يس ب سبب الجا مة ‪،‬‬ ‫وهذا على مذهبهم للحديث الذي قبله بأنم يقولون بأن العاصي والكبائر ينتقض الصوم با ‪.‬‬

‫س بْ ِن مَالِ كٍ‬ ‫‪َ -1 7‬وعَ نْ َأنَ ِ‬ ‫اِ ْحتَجَ َم َو ُهوَ صَائِمٌ‪ ,‬فَ َم ّر بِهِ اَلّنبِيّ‬

‫ت اَلْحِجَا َمةُ لِل صّائِمِ; أَنّ َج ْعفَ َر بْ نَ أَبِي طَالِ بٍ‬ ‫قَالَ‪َ { :‬أوّ ُل مَا كُ ِرهَ ِ‬ ‫َفقَالَ‪َ " :‬أفْ َطرَ َهذَانِ "‪ ,‬ثُمّ َرخّصَ اَلّنبِيّ‬

‫حجَا َمةِ لِلصّائِمِ‪,‬‬ ‫َبعْدُ فِي اَلْ ِ‬

‫حتَجِ ُم َو ُهوَ صَائِمٌ } َروَا ُه اَلدّارَقُ ْطنِ ّي وََقوّاهُ ( ‪. )2 2‬‬ ‫وَكَانَ َأَنسٌ َي ْ‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬ ‫هذا الديث فيه علة ‪ ،‬وذلك لن هذه الجامة بسياق هذا الديث كانت يوم فتح مكة ‪ ،‬وجعفر ابن‬

‫أب طالب قد مات قبل ذلك ‪ ،‬فحينئذٍ قيل ‪ :‬بأن الديث معلول ‪،‬وبالتال ل يكن أن يعارض به الحاديث‬ ‫الواردة بفطر الاجم والحجوم ‪.‬‬

‫{ ‪} 27‬‬

‫‪ - 22‬رواه الدارقطني ( ‪. ) 7 / 182 / 2‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫شةَ رَضِ َي اَللّ ُه َعنْهَا‪ { ,‬أَنّ اَلنِّبيّ‬ ‫‪َ -1 8‬وعَ نْ عَائِ َ‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫حلَ فِي َرمَضَا نَ‪ ,‬وَ ُهوَ صَائِمٌ } َروَا ُه اِبْ نُ‬ ‫اِكَْت َ‬

‫ضعِيفٍ ( ‪. )2 3‬‬ ‫مَاجَ ْه بِِإ ْسنَادٍ َ‬ ‫قَا َل اَلتّ ْرمِذِيّ‪ :‬لَا َيصِحّ فِي هذا الباب َشيْءٌ ‪.‬‬ ‫]‪:‬‬

‫[‬

‫الديث فيه إسناده سعيد بن عبدالبار ‪ ،‬وهو ضعيف وبعضهم يقول ‪ :‬إنه كذاب ‪.‬‬ ‫الكحل هل يفطر به الصائم ؟ أو ليفطر به الصائم ؟‬ ‫الشافعي وأبوحنيفة يقولون ‪ :‬مايفطر به ؛ لن ماف الباب شيء صحيح كما قال الترمذي ‪.‬‬ ‫وأحد ومالك يقولون إن وجد طعم الكحل ف حلقه حكمنا بإفطاره ‪ ،‬وإن ل يده ل نكم بإفطاره‪.‬‬ ‫وبعض التابعي بأن الكحل مفطّر مطلقا ‪.‬‬ ‫ولعل القول الول أظهر ؛ لننا ل نثبت حكم الفطار بشيء إل بدليل ‪.‬‬ ‫‪َ -1 9‬وعَ نْ َأبِي هُ َريْ َرةَ‬

‫قَالَ‪ :‬قَالَ رَ سُو ُل اَللّ هِ‬

‫{ مَ نْ نَ سِيَ وَهُوَ صَاِئمٌ‪َ ,‬فأَكَلَ َأوْ َشرِ بَ‪,‬‬

‫سقَاهُ } ُمّتفَقٌ عََليْهِ ( ‪. )2 4‬‬ ‫فَلْيُِتمّ صَ ْو َمهُ‪ ,‬فَإِّنمَا أَ ْط َع َمهُ اَل ّلهُ وَ َ‬

‫صحِيحٌ ( ‪. )2 5‬‬ ‫‪ -2 0‬وَلِلْحَا ِكمِ‪َ { :‬منْ أَفْ َطرَ فِي َر َمضَانَ نَاسِيًا فَلَا َقضَا َء عَلَ ْيهِ وَلَا َكفّارَةَ } َوهُوَ َ‬ ‫]‪:‬‬

‫[‬

‫ف هذه الحاد يث أن من أ كل أو شرب نا سيا ؛فإن هذا ليؤثّر على صومه ‪ ،‬وهذا مذ هب الئ مة‬ ‫الثلثة خلفا لالك ‪.‬‬ ‫ومالك يقول‪ :‬بأن هذا الد يث خب آحاد ‪ ،‬و قد خالف القياس ‪ ،‬و خب الحاد الخالف للقياس عنده‬ ‫ليُحتج به ‪.‬‬

‫{ ‪} 28‬‬

‫‪ - 23‬رواه ابن ماجه ( ‪.) 1678‬‬ ‫‪ - 24‬رواه البخاري ( ‪ ،) 1933‬ومسلم ( ‪ ،) 1155‬واللفظ لمسلم‪.‬‬ ‫‪ - 25‬رواه الحاكم ( ‪. ) 430 / 1‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫وقوله هنا « َم ْن َنسِ َي وَ ُهوَ صَائِمٌ» يشمل جيع أنواع الصوم ‪.‬‬ ‫ص ْومَهُ » مشعرٌ بأن الصيام با قٍ على صحته ‪ ،‬والالكية يقولون الراد به‪" :‬فليمسك‬ ‫وقوله هنا« فَلْيُِتمّ َ‬ ‫بقية يومه" لكن! تعبيه بالتام دلي ٌل على أن الصوم الول لزال باقيا ‪.‬‬ ‫وقوله ف الل فظ ال خر « مَ نْ َأفْ َطرَ » أ خذ م نه الشافع ية والنف ية أن الجا مع النا سي ي صح صومه ول‬ ‫يطالب بقضاء ول بكفارة ‪ .‬وأحد ومالك يقولون بأن صومه يفسد بذلك ويوجبون عليه الكفارة ‪ ،‬حديث‬ ‫الباب بعمومه يشمل الجامع الناسي ‪.‬‬ ‫ث إن حديث إياب الكفارة على الجامع قال فيه الجامع ‪( :‬هلك تُ) وليقول النسان هلكت إل إذا‬ ‫كان متعمدا يلحقه الث بذلك الفعل ‪.‬‬ ‫‪َ -2 1‬وعَ نْ أَبِي هُ َريْ َرةَ قَالَ‪ :‬قَالَ رَ سُو ُل اَللّ هِ‬

‫{ مَ ْن ذَرَعَ ُه َاْلقَيْ ُء فَلَا قَضَاءَ عَلَيْ هِ‪َ ,‬ومَ ْن ا سَْتقَاءَ‬

‫سةُ ( ‪َ ، )2 6‬وَأعَلّهُ أَحْ َمدُ ( ‪ ، )2 7‬وََقوّاهُ اَلدّارَقُ ْطِنيّ ( ‪. )2 8‬‬ ‫خمْ َ‬ ‫َفعَلَيْ ِه َاْلقَضَاءُ } َروَاهُ اَلْ َ‬ ‫]‪:‬‬

‫[‬

‫سبب إعلل أحد له أنه من رواية عيسى بن يونس ‪ ،‬وعيسى بن يونس ثقة ثبت ‪ ،‬لكنه إذا حدّث من‬ ‫كتابه كان كذلك ‪ ،‬وأما إذا حدّث من حفظه فإنه يضطرب ف أحاديثه ‪ ،‬ولذلك قال أحد ‪ :‬هذا الديث‬ ‫من رواية عيسى بن يونس وقد حدّث من حفظه لمن كتابه ‪،‬فيكون الديث معلولً‪ ،‬ولكن هذا الديث‬ ‫قد روي من طر يق ح فص بن غياث متابعا لعي سى بن يو نس ‪ ،‬متابعا لعي سى بن يو نس فيكون الد يث‬ ‫صحيحا ‪.‬‬ ‫وف الديث أن من ذرعه القيء بأن يكون قد خرج بع ضُ الطعام من جوفه بدون استدعاء فإن صومه‬ ‫صحيحٌ مزئٌ ول يطالب بالقضاء؛ لن القيء ذرعه بغي اختيار منه وهذا مل اتفاق ‪.‬‬ ‫و ف الد يث أن من طلب إخراج الق يء متعمدا للخراج ‪،‬فخرج ش يء من بط نه كث ي فإ نه يف سد‬ ‫صومه بذلك وهذا قول جاهي أهل العلم ‪ ،‬أما إذا كان الارج قليلً ففيه أقوالٌ لهل العلم ‪..‬‬

‫{ ‪} 29‬‬

‫‪ - 26‬رواه أبو داود ( ‪ ،) 2380‬والنسائي في " الكبرى " ( ‪ ،) 215 / 2‬والترمذي ( ‪ ،) 720‬وابن ماجه ( ‪ ،) 1676‬وأحمد ( ‪.) 498 / 2‬‬ ‫‪ - 27‬قال البيهقي في " السنن الكبرى " ( ‪ " :) 219 / 4‬قال أبو داود‪ :‬سمعت أحمد بن حنبل يقول‪ :‬ليس من ذا شيء "‪.‬‬ ‫‪ - 28‬إذا قال في " السنن " ( ‪ " :) 184 / 2‬رواته كلهم ثقات "‪.‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫بعضهم يقول ‪ :‬بأنه يفطر بذلك ‪.‬‬ ‫وبعضهم يقول ‪ :‬ل يفطر ‪..‬‬ ‫وبعضهسم يقول ‪ :‬إن كان ملئ الفسم فأكثسر أفطسر ‪ ،‬وإل ل يفطربسه ‪ ،‬وهسو الذي يسسمونه "القلْس" أو‬ ‫"القلَس" على اختلف بي أهل اللغة فيه ‪.‬‬ ‫وظاهر الد يث بأ نه يُف طر به مطلقا ؛ل نه ل يفرّق ب ي قلي ٍل ولكث ي ‪ ،‬ول نه ب صيغة الشرط وحذْف‬ ‫ل ولشيئا كثيا ‪ ،‬فدلّ ذلك على ثبوت‬ ‫اسـَتقَاءَ)ل يقسل شيئا قلي ً‬ ‫َنـ ْ‬ ‫التعلّق بالشرط يُفيسد عمومسه قال ‪( :‬م ْ‬ ‫الكم ف العموم ‪ ،‬أما إذا طلب القيء لكنه ل يرج منه شيء‪ ،‬فظاهر الديث أنه يفطر بذلك لنه قال‪:‬‬ ‫(مَ نْ ا سَْتقَا َء َفعَلَيْ هِ َاْلقَضَاء) يعن سواءً قاء أو ل يرج منه شيء ‪ ،‬ولكن هذا متروك بالتفاق ‪ ،‬قياسا على‬ ‫بقية الفطرات إذا استدعاها فلم تصل له ‪،‬فإنه ليفطر بذلك حت تصل حقيقةً ‪ ،‬فحينئ ٍذ يكون هذا الكلم‬ ‫على مايسميه أهل الصول دللة القتضاء بيث يكون هناك مذوف يتاج الكلم إل تقديره فكأنه قال ‪:‬‬ ‫( َمنْ اسَْتقَاءَ "فقاء" َفعَلَ ْي ِه اَْلقَضَاء) ‪.‬‬ ‫و ف الد يث أن الكره على تناول الفطرات فإ نه ليف طر بذلك ‪ ،‬ويدل عل يه الد يث الذي قبله ؛لن‬ ‫الكره ما ثل للنا سي ‪،‬ه نا قال‪( :‬مَ نْ ذَرَعَ ُه َاْلقَيْ ُء فَلَا قَضَاءَ عَلَيْ هِ) فلو أ خذ جا عة ش خص من الشخاص‬ ‫وأرغموه على تناول الفطّر فإ نه ليُف طر بذلك وهذا مذ هب الئ مة الثل ثة مذ هب أ ب حني فة والشاف عي‬ ‫وأحد ‪.‬‬ ‫‪َ -2 2‬وعَ نْ جَابِ ِر بْ ِن َعبْ ِد اَللّ هِ رَضِ َي اَللّ ُه َعنْهُمَا; { أَنّ رَ سُو َل اَللّ هِ‬

‫ج عَا َم اَلْ َفتْ حِ إِلَى َم ّكةَ فِي‬ ‫َخرَ َ‬

‫ح مِ ْن مَاءٍ فَرََفعَهُ‪َ ,‬حتّى نَظَ َر اَلنّاسُ إِلَيْهِ‪ ,‬ثُمّ‬ ‫َر َمضَانَ‪ ,‬فَصَامَ َحتّى بََلغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ‪ ,‬فَصَا َم اَلنّاسُ‪ ,‬ثُمّ َدعَا ِبقَ َد ٍ‬

‫ض اَلنّاسِ قَدْ صَامَ‪ .‬قَالَ‪" :‬أُولَئِكَ اَْلعُصَاةُ‪ ,‬أُولَِئكَ اَْل ُعصَاةُ" } ( ‪. )2 9‬‬ ‫شَرِبَ‪َ ,‬فقِيلَ لَ ُه َبعْدَ ذَلِكَ‪ِ :‬إنّ َب ْع َ‬

‫{ ‪} 30‬‬

‫‪ - 29‬رواه مسلم ( ‪.) 90 ( ) 1114‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫ح مِ نْ مَاءٍ‬ ‫وَفِي َلفْ ظٍ‪َ { :‬فقِي َل لَ هُ‪ :‬إِنّ اَلنّا سَ َق ْد َشقّ عَلَ ْيهِ مُ اَل صّيَامُ‪َ ,‬وإِنّمَا يَنْ ُظرُو نَ فِيمَا َفعَلْ تَ‪َ ،‬فدَعَا ِب َقدَ ٍ‬ ‫صرِ‪َ ،‬فشَ ِربَ } َروَا ُه مُسْلِمٌ ( ‪. )3 0‬‬ ‫َبعْ َد َالْعَ ْ‬ ‫كان خروج ال نب إل م كة ف ال سادس ع شر من رمضان من سنة ثان ‪ ،‬وهذا الد يث ف يه عدد من‬ ‫الفوائد منها ‪ :‬أن السافر يوز له الفطر وهذه السألة تشتمل على عدد من السائل ‪:‬‬ ‫السألة الول من سافر من أول الشهر قبل دخول الشهر ‪،‬فهذا يوز له الفطر بالجاع ‪.‬‬ ‫ال سألة الثان ية مق يم ث سافر ف أثناء الش هر ف هل يوز له أن يف طر ف اليوم الذي يكون ب عد سفره ‪ ،‬هذا‬ ‫المهور على أنه يوز له الفطر لقوله تعال‪{:‬فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر} ‪.‬‬ ‫السألة الثالثة مقيم سافر ف أثناء النهار ‪،‬فهل يوز له أن يفطر ف ذلك اليوم الذي قد صام أوله أو ليوز له‬ ‫ذلك؟ جهور أهل العلم يرون أنه ليوز له ذلك ‪،‬والمام أحد يوّزه ‪،‬ولعل قوله أقوى ؛لن النصوص قد‬ ‫علقت الفطر بالسفر وهذا قد سافر ‪ ،‬ولديث الباب فإنه‬

‫قد أصبح صائما ث أفطر بعد ذلك ‪.‬‬

‫السألة الرابعة مسافر صام ف أول اليوم ‪ ،‬ث بعد ذلك نوى الفطار ف أثناء اليوم ‪ ،‬كفعل النب‬

‫هنا ‪،‬‬

‫فالمهور يوّزون له الفطار ودليل هم حد يث الباب ‪،‬وذ هب المام مالك إل أ نه ليوز له الفطار و هو‬ ‫ج بذا الديث ‪.‬‬ ‫مجو ٌ‬ ‫ويدل هذا الديسث أيضا ‪-‬مسن الفوائد‪ -‬أن السسافر ليوز له الفطار حتس يلّف البيوت وراءه ؛لن‬ ‫السفر مأخوذٌ من الوضوح ‪،‬يقال‪ :‬سيت السفار"أ ْسفَارا" ؛لنا تسفر عن أخلق الرجال يعن ‪ :‬توضحها‬ ‫وتبينها ولذلك يقال "سفور الرأة" يعن‪ :‬كشفها لوجهها ‪ ،‬وهناك رواية عن أحد اختارها ابن القيم وهو‬ ‫قول لكثي من الالكية بأنه يوز الفطار ولو ل يغادر النسان عام َر بلدِه إذا جزم ونوى أن يسافر ف ذلك‬ ‫اليوم ورد ف يه حديث ف سنن أ ب داود وو صْفُ ذلك بأنه هو (السنة) وظا هر الديث ال صحة ل كن فيه‬ ‫علة ‪ ،‬لذلك حكم عليه أهل العلم بأنه شاذ ‪.‬‬ ‫ومن مسائل هذا الديث أن القتدى بم يستحسن بم أن يفعلوا الرخص ليُقتدى بم ‪ ،‬كما فعل النب‬ ‫ذلك ‪ ،‬واعتراض النب‬

‫{ ‪} 31‬‬

‫ف أولئك الذين صاموا وتسميتهم بس (العُ صَاة) ؛إنا هو لن الصيام قد شقّ‬

‫‪ - 30‬وهذه الرواية في " مسلم " ( ‪. ) 91 ( ) 1114‬‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫بم ‪ ،‬والشارع ل يتطلع إل العنات على اللق أو الشقة بم لجرد الشقة ‪ ،‬فقد يكون حديث الباب من‬ ‫عواضد قاعدة الـشقة تلب التيسيـر ‪.‬‬ ‫‪َ -2 3‬وعَ نْ َحمْ َز َة بْ ِن عَمْرٍو اْلأَ سَْل ِميّ رِضَى اَللّ ُه َعنْ هُ; َأنّ هُ قَالَ‪ { :‬يَا رَ سُو َل اَللّ هِ! أَ ِج ُد بِي ُق ّو ًة عَلَى‬ ‫سفَرِ‪َ ,‬فهَ ْل عَلَيّ ُجنَا حٌ? َفقَالَ رَ سُو ُل اَللّ هِ‬ ‫صيَامِ فِي اَل ّ‬ ‫اَل ّ‬

‫صةٌ مِ نَ اَللّ هِ‪َ ,‬فمَ نْ أَ َخذَ بِهَا‬ ‫" هِ يَ رُخْ َ‬

‫سنٌ‪َ ,‬و َمنْ أَحَبّ َأنْ َيصُومَ فَلَا جُنَاحَ عَلَ ْيهِ " } َروَا ُه مُسْلِمٌ ( ‪. )3 1‬‬ ‫َفحَ َ‬

‫شةَ; { َأنّ حَ ْم َزةَ بْ َن عَ ْمرٍو َسأَلَ }‬ ‫َوأَصْلُهُ فِي " اَلْ ُمتّفَقِ عليه " مِنْ َحدِيثِ عَائِ َ‬ ‫[‬

‫( ‪)3 2‬‬

‫]‪:‬‬ ‫س َفرِ) وكل مة "ال سفر" عا مة تش مل‬ ‫ف هذا الد يث من الفوائد ‪ :‬أن الد يث قال ف يه (اَل صّيَام فِي اَل ّ‬

‫ج يع أنواع ال سفر‪ ،‬ف قد يُ ستدل به على جواز الفطار ح ت ف أ سفار العا صي‪،‬ك ما هو قول أ ب حني فة‬ ‫خلفا للجمهور ‪.‬‬ ‫وقوله هنا «اَلصّيَام » كلمة عامة‪،‬فتشمل النفل والفرض والقضاء والنذر والكفارة ونو ذلك‪.‬‬ ‫سنٌ » دللةٌ لقول المام أح د ‪ :‬أن الف ضل للم سافر أن يف طر ‪ ،‬وأن‬ ‫و ف قوله « فَمَ ْن أَ َخ َذ بِهَا فَحَ َ‬ ‫يأخذ بالرخصة ؛لنه قال ف الفطار ( َحسَن) وقال عن الصيام (فَلَا جُنَاحَ عَلَ ْيهِ) ‪.‬‬ ‫وف الديث استحباب الترخص ف سائر المور ‪،‬لن العبة بعموم اللفظ وليس بصوص السبب فإن‬ ‫السبب كان خاصا ف الصيام ف السفر واللفظ عام ف الرخص ‪.‬‬ ‫وف بعض ألفاظ الديث أنه قال ‪( :‬إن أسرد الصوم) استدل به المهور على جواز صيام الدهر إذا ل‬ ‫يصم أيام التشريق وأيام العياد ‪ ،‬والصواب النع وأنه ليوز لديث (ل صَا َم من صام الدهر) ‪.‬‬ ‫ولعلّ الديث يأت ‪...‬‬

‫{ ‪} 32‬‬

‫‪ - 31‬رواه مسلم ( ‪.) 107 ( ) 1121‬‬ ‫‪ - 32‬رواه البخاري ( ‪ / 179 / 4‬فتح )‪ ،‬ومسلم ( ‪) 789 / 2‬‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫‪َ -2 4‬وعَ نِ ِابْ ِن َعبّا سٍ ‪َ -‬رضِ يَ اَللّ ُه َعْنهُمَا‪ -‬قَالَ‪ { :‬رُخّ صَ لِلشّيْ خِ اَلْكَبِيِ أَ نْ ُيفْ ِطرَ‪ ,‬وَيُ ْطعِ مَ عَ نْ‬ ‫صحّحَاهُ ( ‪. )3 3‬‬ ‫كُلّ َيوْمٍ ِمسْكِينًا‪ ,‬وَلَا َقضَا َء عَلَ ْيهِ } َروَا ُه اَلدّارَقُ ْطنِيّ‪ ,‬وَالْحَاكِمُ‪ ,‬وَ َ‬ ‫]‪:‬‬

‫[‬

‫مرفوعس إل النسب‬ ‫ُ‬ ‫هذا صسحي ُح السسناد ‪ ،‬وهسو‬

‫على الصسحيح ؛لن الصسحاب إذا قال‪ُ :‬أمِرنسا‬

‫‪..‬وني نا‪..‬ورُخّ صَ فال صل أن يكون مرفوعا إل ال نب‬

‫‪ ،‬و قد و قع اللف ب ي ال صحابة رضوان ال‬

‫عليهم ف تفسي قوله {وَعَلَى الّذِي َن ُيطِيقُو َنهُ فِدْ َيةٌ} [البقرة ‪: ]18 4 :‬‬ ‫* فابن عمر وسلمة يقولون بأن هذه الية منسوخة ‪.‬‬ ‫* وابن عباس يقول ‪ :‬بأنا يراد با الشيخ الكبي ‪.‬‬ ‫وليت نع أن يكون كل من القول ي دالٌ مدلو ٍل وا حد؛ لن من معا ن كل مة الن سخ ع ند التقدم ي ‪:‬‬ ‫التخصيص ‪.‬‬ ‫و ف الد يث أن الش يخ ال كبي العا جز عن ال صيام يوز له ال صيام ‪،‬والعجْز عن ال صيام يُر جع ف يه إل‬ ‫الطباء الثقات‪.‬‬ ‫وظاهر حدي ثِ الباب أن الشيخ الكبي إذا أفطر فيجب عليه أن يُطعم عن كل يوم مسكينا وبذا قال‬ ‫المهور ومنهسم أبوحنيفـة وأحدـ وجاعسة ‪ ،‬والمام مالك يقول ‪ :‬ليبس عليسه الطعام ويسسقط عنسه‬ ‫الصيام؛لنه عاجز عن الصيام ‪ ،‬وقاعدة الشريعة بأن من عجز عن واجب سقط عنه ‪ ،‬والقول الول أقوى‬ ‫لديث الباب ‪.‬‬

‫{ ‪} 33‬‬

‫‪ - 33‬رواه الدارقطني ( ‪ ،) 6 / 205 / 2‬والحاكم ( ‪ ،) 440 / 1‬وقال الدارقطني‪ :‬وهذا السناد صحيح‪ .‬وقال الحاكم‪ :‬حديث صحيح على شرط البخاري‪.‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫وم ا يب حث ه نا ‪:‬مقدار الطعام ‪ ،‬و قد اختلف ف يه والظ هر ع ند كث ي من أ هل العلم أن الطعام ف‬ ‫كفارة الصيام نصف صاع ‪ ،‬وبعضهم يقول ‪ :‬يُكتفى بالد ‪ ،‬فمن رأى أنه نصف صاع قاسه على كفارة‬ ‫جزَ عن الصيام‬ ‫اليمي وما ماثلها ‪ ،‬وكان أنس بن مالك يضع جفنةً فيها مايطعم ثلثي مسكينا ‪ ،‬لاكَبُر وع ِ‬ ‫وهذا يدلنسا على أنسه ليبس على الكسبي أن يرج إطعام كسل يوم فس ذلك اليوم ‪ ،‬وأنسه يوز له أن يؤخّرس‬ ‫الطعام ‪.‬‬ ‫وما يُبحث هنا حكم (الامل والرضع) ‪،‬الامل والرضع إذا خافت على نفسها فقط فهي مريضة ‪ ،‬لا‬ ‫أحكام الرضى ‪ ،‬فتقضي ذلك اليوم ولكفارة عليها‪.‬‬ ‫وأ ما إذا خا فت على ولد ها فإن المام مالك وأ بو حني فة يقولون ‪ :‬ي ب عل يه القضاء ولي ب عل يه‬ ‫إطعام ‪ ،‬والمام أحد والشافعي يقولون ‪:‬يب عليها إطعام ‪.‬وقد ورد ذلك عن جاعة من الصحابة منهم‬ ‫ابن عباس وابن عمر ‪ ،‬وقولم ليُعد تصيصا للية ولنسخا لا ‪.‬‬ ‫والظهر أن قول الصحاب إذال يوجد له مالف من الصحابة أن يكون حجةً شرعيةً ‪.‬‬ ‫‪َ -2 5‬وعَ نْ َأبِي ُه َريْ َرةَ‬

‫قَالَ‪ { :‬جَاءَ رَ ُجلٌ إِلَى اَلنِّبيّ‬

‫َفقَالَ‪ :‬هََلكْ تُ يَا رَ سُو َل اَللّ هِ‪ .‬قَالَ‪َ " :‬ومَا‬

‫ج ُد مَا َتعْتِقُ َرقََبةً? " قَالَ‪ :‬لَا‪ .‬قَالَ‪َ " :‬ف َهلْ‬ ‫أَهْ َلكَكَ ? " قَالَ‪ :‬وََقعْتُ عَلَى ِامْ َرَأتِي فِي َر َمضَانَ‪َ ،‬فقَالَ‪َ " :‬هلْ تَ ِ‬ ‫ي مِ سْكِينًا? " قَالَ‪ :‬لَا‪ ,‬ثُمّ‬ ‫ج ُد مَا تُ ْطعِ مُ سِتّ َ‬ ‫تَ سْتَطِي ُع أَ ْن تَ صُو َم َشهْ َريْ نِ مُتَتَاِبعَيْ نِ? " قَالَ‪ :‬لَا‪ .‬قَالَ‪َ " :‬فهَ ْل تَ ِ‬ ‫جَلَ سَ‪َ ,‬فأُتِي اَلّنبِيّ‬

‫ق ِب َهذَا "‪َ ,‬فقَالَ‪ :‬أَعَلَى أَ ْفقَ َر ِمنّ ا? َفمَا َبيْ نَ لَابََتيْهَا َأهْلُ‬ ‫صدّ ْ‬ ‫ِبعَرَ قٍ فِي ِه تَمْرٌ‪َ .‬فقَالَ‪ " :‬تَ َ‬

‫ك اَلّنبِيّ‬ ‫َبيْتٍ أَ ْحوَجُ إَِليْ ِه ِمنّا‪َ ,‬فضَحِ َ‬

‫َحتّى بَدَتْ َأْنيَابُهُ‪ ،‬ثُمّ قَالَ‪" :‬ا ْذهَبْ فَأَ ْطعِ ْم ُه َأهْلَكَ " }‬

‫سبْ َعةُ‪ ,‬وَالّلفْظُ لِمُسِْلمٍ ( ‪. )3 4‬‬ ‫َروَا ُه اَل ّ‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬ ‫دلّ هذا الديث على تري الماع للصائم ‪ ،‬وأن الصيام يفسد بالماع ‪ ،‬سواءً أنزلَ أم ل يُنلْ ؛لنه‬

‫قال ‪َ ( :‬و َقعْتُ عَلَى اِ ْم َرأَتِي فِي َرمَضَانَ) والوِقاع يصدق على الماع ‪ ،‬ولو ل يكن هناك إنزال ‪.‬‬

‫{ ‪} 34‬‬

‫‪ - 34‬رواه البخاري ( ‪ ،) 1936‬ومسلم ( ‪ ،) 1111‬وأبو داود ( ‪ ،) 2390‬والنسائي في " الكبرى " ( ‪ ،) 213 - 212 / 2‬والترمذي ( ‪ ،) 724‬وابن ماجه ( ‪1671‬‬ ‫)‪ ،‬وأحمد ( ‪ 208 / 2‬و ‪ 241‬و ‪ 281‬و ‪.) 516‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫و ف الد يث وجوب الكفارة الغلّ ظة على من جا مع ف نار رمضان ‪ ،‬و هل ي ب على الجا مع قضاءُ‬ ‫اليوم الذي جامع فيه؟ أو يُكتفى فيه بالكفارة ؟‬ ‫المهور يقولون‪ :‬يب عليه القضاء ؛قالوا‪:‬لن القضاء من المور الستقرّة ف الذهن لن من أفسد صيامه‬ ‫وجب عليه القضاء ‪،‬وقد ورد ف بعض ألفاظ الديث إياب القضاء عليه ‪.‬‬ ‫والمام الشافعي يقول‪ :‬بأنه يُكتفى بالكفارة ولقضا َء عليه ‪.‬‬ ‫ولعل القول الول أظهر ‪.‬‬ ‫أما إذا جامع دون الفرج ول يُنل ‪،‬فإنه حينئ ٍذ ل يؤثّر على صومه ‪.‬‬ ‫أما إذا جامع دون الفرج وأنزل ‪ ،‬فإن المهور يقولون يفسد الصوم ويب عليه القضاء لكن ليب كفارة‬ ‫والمام مالك يوجب الكفارة وظاهر حديث الباب عدم الكفارة لنه ليسمى ذلك الفعل وِقاعا ‪.‬‬ ‫أما إذا جامع الرجل إمرأته ناسيا ‪ ،‬فالمام أحد يوجب الكفارة عليه ‪ ،‬والمام مالك يقول‪ :‬عليه القضاء‬ ‫بدون كفارة والمهور ومنهم أبوحنيفة والشافعي يقولون ‪ :‬لكفارة عليه ‪.‬‬ ‫وأما إذا جامع ف الدبر فإن المهور يوجبون الكفارة ‪ ،‬عل يه كذلك ‪ ،‬خلفا للحنفية ‪ ،‬قالوا‪ :‬لنه يسمى‬ ‫وِقاعا ‪.‬‬ ‫وهل على الرأة كفارة إذا جومعت ؟‬ ‫إن كانت مكرهة ‪ ،‬فل كفارة عليها عند المهور ‪.‬‬ ‫وأما إن كانت غي مكرهة وراضية وراغبة ‪ ،‬فإنه يب عليها الكفارة عند المهور ‪.‬‬ ‫وأمسا إذا كان الرجسل مكرها على الِماع ‪،‬فلو أكره على الماع‪ ،‬فالمام أحدـ يقول ‪ :‬ل تنتفسي الكفارة‬ ‫بذلك ؛لنه ليتصور ف الماع انتشارٌ بالكراه‪ ،‬والمهور ‪ :‬ليوجبون عليه الكفارة ‪.‬‬ ‫أ ما إذا أف طر لعذر _كال سافر_ ث زال ذلك العذر بضوره ‪ ،‬فهذا ي ب عل يه الم ساك ف بق ية اليوم ‪،‬فلو‬ ‫جامع ف بقية يومه ؛هل تب عليه الكفارة ؟‬

‫{ ‪} 35‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫المام أحدـ والمام أبوحنيفـة ‪ :‬يوجبون عليسه الكفارة قالوا‪ :‬لن الديسث فيسه (وقعـت على أهلي فـ‬ ‫رمضان) ‪ ،‬ماعلقه بالصيام ‪.‬‬ ‫والشافعي ومالك ليوجبون عليه الكفارة ‪.‬‬ ‫ولعل القول الول أول ‪.‬‬ ‫أما لو أفطر متعمدا من غي جِماع مثل من أكل أوشرب‪،‬فهل تب عليه كفارة ؟‬ ‫قال المام أحد والشافعي ‪ :‬لتب عليه كفارة؛ لن الديث ف وِقاع وأما الكل والشارب هذا ل يواقع‬ ‫وبالتال لكفارة عل يه وهذا القول أر جح ‪،‬خلفا لقول مالك وأ ب حنيف ية الذ ين يرون ‪ :‬أن الكفارة ت ب‬ ‫عليه بالفطار ف نار رمضان متعمدا ‪.‬‬ ‫وأ ما بالن سبة للجِماع ف صوم الن فل هذا لكفارةَ ف يه ‪،‬وكذلك ‪-‬على ال صحيح‪ -‬الماع ف القضاء و ف‬ ‫النذر ؛ لن حديث الباب قال ‪( :‬ف َرمَضَان) ‪.‬‬ ‫أما إن جامع النسان ف الليل ث استدام النسان إل حي طلع الفجر فحينئذٍ تب عليها لكفارة أيضا ؛لنه‬ ‫يصدق عليه أنه جامع ف نار رمضان ف خلفا لب حنيفة ‪.‬‬ ‫أما إذا كان قد جامع ف الليل فلما سِع أذان الفجر نزع مباشرة ‪ ،‬فهل تب عليه الكفارة؟‬ ‫المام أحد يقول ‪ :‬نعم تب عليه الكفارة ؛لن النع عنده جاع يقول ‪:‬لنه يلتذ به ‪.‬‬ ‫والمهور يقولون ‪:‬لكفارة عليه ولقضاء وصيامه صحيح والنع ليُعد جاعا؛لنه للتخلص من الماع ‪.‬‬ ‫والمام مالك يقول‪ :‬يب علي القضاء‪ ،‬لكن لتب عليه الكفارة ‪.‬‬ ‫وخصال الكفارة مذكورة ف الديث = إعتاق رقبة ‪.‬‬ ‫وظا هر هذا أن الرق بة تُجزئ ولو كانت كافرة ؛ لن كل مة (رقبة) مطل قة‪،‬نكرة ف سياق الثبات ‪ ،‬فتف يد‬ ‫الطلق فأي رقبة تُجزئ ‪،‬وبذلك قال أبو حنيفية ‪.‬‬

‫{ ‪} 36‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫والمهور يقولون ‪ :‬ل بد أن تكون الرق بة مؤم نة قيا سا لكفارة الِماع على كفارة الق تل ‪ ،‬من باب ح ل‬ ‫الطلق على القيد إذا اتد الكم واختلف السبب ‪ ،‬والصواب ‪ :‬أن الطلق يُحمل على القيد وبالتال لبد‬ ‫أن تكون الرقبة مؤمنة ‪.‬‬ ‫ت يَا رَ سُو َل اَللّ هِ » فيه أنه يوز للنسان أن يذكر أحواله الاصة الت ليُطلع عليها من‬ ‫وقوله هنا « هَ َلكْ ُ‬ ‫أجل استفادة فائدة شرعية ‪.‬‬ ‫والصلة الثانية = صيام شهرين متتابعي ‪.‬‬ ‫وهذا إن ا يكون ل ن لي د الرق بة ‪،‬و صيام الشهر ين التتابع ي ل بد أن تكون اليام متوال ية ما يق طع بينه ما‬ ‫بإفطار ‪،‬وليتار شهرين فيهما أيام يرم صومها كأيام العيد ‪ ،‬مايروح يصوم شهر ذي الجة ومرم ‪.‬‬ ‫وقوله هنا« َش ْهرَيْ ِن مُتَتَاِبعَيْ نِ » الراد با الشهر اللل ‪،‬فلو صام من بداية الشهر ‪،‬وكان الشهران التواليان‬ ‫أجزأه ذلك ‪ ،‬أجزأه صيام ثانية وخسي ‪.‬لكن لو صام من أثناء الشهر وجب عليه أن يكمّل الشهر الول‬ ‫ثلثي يوما ‪ ،‬والشهر الثان بسب اللل ‪.‬‬ ‫لو شرَع بال صوم ث ت كن بعد ذلك من العتق ‪ ،‬فإذا أع تق أجزأه العتق بل إشكال ‪ ،‬ل كن هل يوز له أن‬ ‫يستمر على الصيام ؟ المهور‪ :‬قالوا يزئه ذلك لنه ف حال بدء الصيام كان عاجزا عن العتاق ‪.‬‬ ‫والصلة الثالثة = إطعام ستي مسكينا ‪ ،‬وهذه الصلة ل يوز الذهاب إليها إل عند العجز عن الصيام ‪.‬‬ ‫ي مِ سْكِينًا » هذا نص بأ نه ل بد من إطعام هذا العدد من ال ساكي‪ ،‬وليزئ أن يط عم‬ ‫وقوله ه نا « سِتّ َ‬ ‫مسكيناُ واحدا =ستي يوما ‪ ،‬كما هو قال المهور خلفا لب حنيفة ‪.‬‬ ‫وأما عن مقدار الطعام فإن ظاهر الديث أنه يُكتفى فيه بكل مسكي بقدار مُد من الطعام من أي صنفٍ‬ ‫ق فِي ِه تَ ْمرٌ» والعرَق ف يه خ سة ع شر صاعا وهذا القول أر جح و هو‬ ‫من أ صناف الطعام ‪ ،‬لقوله ه نا « َعرَ ٍ‬ ‫قول الشاف عي‪ ،‬والمام أح د يقول‪ :‬إن كان من البُر يك في مد ‪ ،‬وإن كان من غ ي الب يك في ف يه ن صف‬ ‫صاع كالظهار ‪ ،‬وأبوحني فة يقول ‪ :‬إن كان من الب فيك في ن صف صاع ‪ ،‬وإن كان من غيه فل بد من‬ ‫صاع كامل ‪.‬‬

‫{ ‪} 37‬‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫ث بعد ذلك تكلم عن حال العجز فقال‪( :‬لأ ِجدُ) ‪ ،‬ففي الديث هنا قال (أت له بتمر قد تُصدّق به عليه)‬ ‫فأخر جه ف الكفارة م ا يدل على أ نه يوز إخراج ما ي صل إل الن سان بطر يق ال بة أو بطر يق ال صدقة ف‬ ‫ج عليه ف مثل ذلك ‪.‬‬ ‫الكفارات والنذور ‪ ،‬وأنه لحر َ‬ ‫وظا هر الد يث أن العا جز عن الطعام ت سقط ع نه الكفارة وبذلك قال المام أح د ‪ ،‬والمهور على أن‬ ‫الكفارة تبقى ف ذمته ‪.‬‬ ‫لكن هنا مسائل متعلقة بتعدد الِماع ‪:‬‬ ‫‪-1‬لوجامع ف يومي فلكل يومٍ كفارةٌ مستقلة ‪-2 .‬لكن لوجامع ف يوم واحد مرتي ‪ ،‬فإنه حينئذٍ إن ل‬ ‫يكن قد أخرج عن الكفارة الول فتكفيه كفارة واحدة عن الِماعي ‪.‬‬ ‫و ف الد يث أن الجا مع ه نا ل يس أعرابيا ‪..‬بلف ما يتناقله كث ي من الحدث ي وال صوليي بأن الجا مع‬ ‫أعراب ؛لنه قال‪( :‬فَمَا بَ ْينَ لَابَتَ ْيهَا) ما يدل على أنه من أهل الدينة ‪.‬‬ ‫ج ِإلَيْ هِ مِنّ ا)‬ ‫و ف الد يث أن إخبار الن سان عن نف سه ف المور الا صة والحز نة جائز ‪ ،‬قال ‪( :‬لَأحْوَ ُ‬ ‫(أَعَلَى َأ ْف َقرَ مِنّا?) ‪.‬‬ ‫حكَ اَلنِّبيّ‬ ‫وف الديث جواز الضحك (فَضَ ِ‬ ‫وفيه حسن خلق النب‬

‫)‪.‬‬

‫ل يقابل هذا الرجل بإكفهرار ول غيه ‪.‬‬

‫وفيه أن التائب إذا جاء مقرا بذنبه ‪ ،‬راجيا عفو ربه ‪ ،‬فإنه ينبغي أن يُتلطّف معه كما فعل النب‬ ‫الرجل ‪.‬‬ ‫وف الديث الرفق بالتعلم الذي يرغب ف تعلم الحكام ‪.‬‬ ‫وف الديث اللوس ف السجد ف غي أوقات الصلوات ؛فإن النب‬

‫كان جالسا ف السجد ‪.‬‬

‫وف الديث أن حديث النسان عن نفسه با ليتضمّن مدحا ولقدحا جائز ول حرج فيه ‪.‬‬ ‫وف الديث أيضا التعاون على الي ودفع النسان دفع الصدقة الواجبة على غيه ‪.‬‬

‫{ ‪} 38‬‬

‫مع هذا‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫و ف الد يث أن الن سان إذا كان مضطرا إل طعام ووج بت عل يه صدقة ‪،‬فإ نه لي ب عل يه أن يرج تلك‬ ‫الصدقة ؛ لن الضطر مقدم على غيه ‪.‬‬ ‫‪ -2 6‬وَعَ نْ عَاِئشَةَ وَأُمّ سََلمَةَ رَضِ يَ اَللّ هُ َعْنهُمَا { أَنّ اَلنِّبيّ‬

‫ح جُنُبًا مِ ْن جِمَا عٍ‪ ,‬ثُمّ‬ ‫كَا َن يُ صِْب ُ‬

‫س ُل َويَصُومُ } ُمّتفَ ٌق عََليْهِ ( ‪ )3 5‬و زَا َد مُسْلِمٌ فِي َحدِيثِ ُأمّ َسلَ َمةَ‪ :‬وَ لَا َيقْضِي (‪. )36‬‬ ‫َيغْتَ ِ‬ ‫]‪:‬‬

‫[‬

‫ف هذا الديث من الفوائد تأخي الغتسال ‪ ،‬وأنه ليب أنه يكون مع الِماع مباشرة ‪.‬‬ ‫و ف الدي ثِ أيضا صحةُ صوم من أ صبح جنبا ‪،‬وبذلك قال جهور أ هل العلم خلفا ل ب هريرة ف‬ ‫أول أمره ‪.‬‬ ‫وف الديث أن الائض والنفساء إذا انقطع دمها قبل الفجر ص ّح لا أن تصوم ولو ل تغتسل إل بعد‬ ‫أذان الفجر ‪.‬‬ ‫وف الديث الستدلل بالفعال النبوية ‪.‬‬ ‫وتدلنا هذه الحاديث على شيء من الكمة اللية ف تعديد زوجات النب‬

‫‪.‬‬

‫وف الديث جواز الماع ليال الصيام ‪.‬‬ ‫وف الديث الرجوع إل النساء ف العلم ‪ ،‬وخصوصا فيما يكون من المور الاصة الت ليطّلع عليها‬ ‫الرجال ‪ ،‬بل ف الديث ترجيح رواية النساء على رواية الرجال فيما يتعلق بشؤنن ‪.‬‬ ‫و قد جاء ف حد يث أ ب هريرة على أن ( من أ صبح جنبا فل صوم له) و قد تكلم أ هل العلم ف هذا‬ ‫الديث‪ :‬فالكثر على أنه منسوخ ‪ ،‬وبعضهم يقول ‪:‬إن فيه علة ‪ ،‬وبعضهم طعن ف رواية أب هريرة له ‪،‬‬ ‫وبعضهم أوّله بالندب ‪،‬وعلى كلٍ فحديث الباب صريحٌ واضح ‪ ،‬وبالتال لنتاج معه إل غيه ‪.‬‬

‫{ ‪} 39‬‬

‫‪ - 35‬رواه البخاري ( ‪ / 143 / 4‬فتح )‪ ،‬ومسلم ( ‪.) 1109‬‬ ‫‪ - 36‬مسلم ( ‪.) 77 / 780 / 2‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫شةَ رَضِ َي اَللّ ُه عَْنهَا; َأنّ رَسُو َل اَللّهِ‬ ‫‪َ -27‬وعَنْ عَائِ َ‬ ‫}‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫قَالَ‪{ :‬مَنْ مَاتَ َوعَلَيْهِ صِيَامٌ صَا َم عَنْهُ وَلِيّهُ‬

‫ُمّتفَ ٌق عََليْهِ ( ‪. )3 7‬‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬

‫قوله هنا « َولِّيهُ » الراد به القرابة ‪ ،‬قال بعضهم ‪ :‬العاصب قال بعضهم ‪ :‬كل من له به علقة ‪.‬‬ ‫والصيام الذي يوت النسان وهو ف ذمة ذلك اليّت على أنواع ‪:‬‬ ‫النوع الول ‪ :‬صيا ٌم وا جب عجِز الكلف عن صومه ح ت مات ‪،‬ب يث ل يو جد و قت يتم كن ف يه من‬ ‫الصوم‪ ،‬كمريضٍ جاءه رمضان وهو مريض ث بعد استم ّر معه الرض إل وفاته الت حصلت بعد ثلثة أشهر‬ ‫‪ ،‬فهذا ليصام عنه وليطعم عنه ‪ ،‬لنه ل يوجد وقت يتمكن فيه من فعل الصوم ‪.‬‬ ‫والثان ‪ :‬شخ صٌ وجب عليه الصيام وتكّن من أدائه وأخّره ‪ ،‬كما لوشُفي ث مات بعد ذلك ن فالمهور‬ ‫يقولون ‪ :‬يُطعم عنه ‪،‬ومذهب إسحاق والظاهرية أقوى ؛لوافقته لظاهر الديث ‪،‬كيف وقد ورد ف بعض‬ ‫روايات الديسث أنسه قال (فـ صـومِ َرمَضان) ‪ ،‬والنابلة يملون حديسث الباب على صسيام النذر ‪،‬ولكسن‬ ‫الظ هر أن حد يث الباب عام مطلق؛لن قوله ه نا ( صيسام) نكرة ف سياق الشرط فيكون عاما ف ج يع‬ ‫أنواع الصوم‬ ‫أ ما صيام النذر لومات النسان وعليه صوم نذر ول يتمكن من الصوم فحينئذٍ قال أحد‪ :‬بأن وليه يصوم‬ ‫عنه ؛لديث الباب وهذا القول أقوى ‪ ،‬والنفية والالكية يقولون‪ :‬ليصوم وليصام عنه صوم النذر قالوا‪:‬‬ ‫لنه يالف عمل أهل الدينة ‪ ،‬وخب الوا حد إذا خالف عمل أهل الدينة عند الالكية يرد ‪ ،‬ل كن حديث‬ ‫الباب حديث صحيح متفق عليه فيُعمل به‪.‬‬ ‫هل هذا الصيام واجب على الول ؟ نقول ل‪ ،‬ليب على الول وإنا هو من الستحبات ‪،‬وقوله هنا « صَامَ‬ ‫عَنْهُ َولِيّهُ » يعن أنه يُشرع للول أن يصوم عنه ‪ ،‬وليس ذلك على سبيل الوجوب لن الوجوب متعلق بذمة‬ ‫الول ‪ ،‬وال عزوجل يقول {لَا َتزِ ُر وَازِرَةٌ ِوزْ َر ُأخْرَى} [السراء ‪.]15 :‬‬

‫{ ‪} 40‬‬

‫‪ - 37‬صحيح‪ .‬رواه البخاري ( ‪ ) 1952‬ومسلم ( ‪ " .) 1147‬تنبيه "‪ :‬الصوم الذي في هذا الحديث هو صوم النذر فقط‪ ،‬كما كنت بينت ذلك في كتابي " اللمام‬ ‫بآداب وأحكام الصيام " الطبعة الولى ص ( ‪.) 66 - 65‬‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫والصواب أنه ليشترط أن يوصي اليت بالصيام عنه ‪،‬فيصام عنه على سبيل الستحباب سواءً أوصى أول‬ ‫يوص ‪.‬‬ ‫واستُدل بالديث على أن القرابة لتنقطع بالوت ؛لنه قال ( من مات‪...‬صام عنه وليه) ما يدل على أن‬ ‫الولية والقرابة باقية بعد الوت ‪.‬‬

‫ص ْومِهِ‬ ‫ص ْومُ اَلتّ َطوّعِ َومَا ُنهِيَ عَنْ َ‬ ‫بَابُ َ‬ ‫‪ -2 8‬عَنْ َأبِي َقتَا َدةَ اَلَْأنْصَارِيّ‬

‫{ َأنّ رَسُو َل اَللّهِ‬

‫ص ْومِ َيوْ ِم عَرََفةَ‪ .‬قَالَ‪ " :‬يُ َك ّفرُ اَلسّنَةَ‬ ‫ُسئِلَ عَنْ َ‬

‫ص ْو ِم َيوْ مِ‬ ‫صيَامِ َيوْ مِ عَاشُورَاءَ‪ .‬قَالَ‪ " :‬يُ َك ّفرُ اَل سّنَ َة َالْمَاضَِيةَ " وَ ُسئِلَ عَ نْ َ‬ ‫َالْمَاضَِيةَ وَالْبَاقَِيةَ "‪ ,‬وَ ُسئِ َل عَ نْ ِ‬ ‫ت فِيهِ‪َ ,‬وُبعِثْتُ فِيهِ‪َ ,‬أوْ ُأْنزِلَ عَ َل ّي فِيهِ " } َروَا ُه مُسْلِمٌ ( ‪. )3 8‬‬ ‫اَلِاْثَنيْنِ‪ ,‬قَالَ‪ " :‬ذَاكَ َيوْ ٌم ُوِلدْ ُ‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬ ‫ف هذا الديث الندب لصوم هذه اليام وأنه ما يتقرب به إل ال عزوجل ‪.‬‬

‫صوْ ِم َيوْمِ َع َرفَةَ » ظاهره أن هذا الستحباب للحاج ولغي الاج ‪ ،‬لكن ثبت أن النب‬ ‫وقوله « َ‬

‫سقته أم‬

‫عطية ف يوم عرفة ‪ ،‬ما يدل على أن هذا العموم يُخصّ منه حال الاج ‪.‬‬ ‫وقوله هنا « ُي َكفّ ُر اَلسّنَ َة َالْمَاضَِيةَ وَالْبَاقَِيةَ » الراد به‪ :‬صغائر الذنوب وأما الكبائر فلبد فيها من التوبة ‪.‬‬ ‫وقوله هنا « الْبَاقَِيةَ » بعضهم يقول ‪ :‬بأنه على حقيقته؛بيث يكفر الذنوب الت سيفعلها ‪،‬فهذا تكفي‬ ‫للذنوب قبل فعلها ‪ ،‬وآخرون يقولون‪ :‬هذا ليكن أن يكون إذ كيف يكفّر الشيء قبل وقوعه ‪ ،‬فلعل الراد‬ ‫به أن يعصم من الذنوب ‪.‬‬ ‫صوْ ِم َيوْ ِم اَلِاثْنَيْ نِ‪ ,‬قَالَ‪ :‬ذَا َك َيوْ ٌم وُِلدْ تُ فِي هِ » استدل به بعض البتدعة على‬ ‫وقوله هنا « وَ سُِئلَ عَ نْ َ‬ ‫ا ستحباب ع مل الوالد النبو ية ‪ ،‬وهذا الع مل ل يفعله ر سول ال‬

‫{ ‪} 41‬‬

‫‪ - 38‬رواه مسلم ( ‪.) 197 ( ) 1162‬‬

‫ول صحابته ‪ ،‬والف عل الذي و جد‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫مقتضيسه فس عهسد النبوة فلم يفعسل ليكون مشروعا ‪ ،‬ومسن فعله على جهسة العبادة والقربسة ‪ ،‬يكون فعله‬ ‫ل ليس عليه أمرنا فهو رد) ‪.‬‬ ‫(من عمل عم ً‬

‫بدعةً ‪ ،‬لقول النب‬

‫‪َ -2 9‬وعَ نْ َأبِي َأيّو بَ اَْلَأنْ صَارِيّ‬

‫َأنّ رَ سُو َل اَللّ هِ‬

‫مِنْ شَوّالٍ كَانَ َكصِيَامِ اَلدّ ْهرِ } َروَا ُه مُسْلِمٌ ( ‪. )3 9‬‬ ‫[‬

‫قَالَ‪ { :‬مَ نْ صَامَ َر َمضَا نَ‪ُ ,‬ثمّ أَتَْبعَ هُ سِتّا‬

‫]‪:‬‬ ‫ف هذا الديث مشروعية صيام ستٍ من شوال وأنه يُندب إليه ‪ ،‬وبذلك قال المهور خلفا لالك ‪،‬‬

‫مالك يقول ‪" :‬ما أدركت أهل الدينة يصومونه" ‪ ،‬ولكن الديث حديثٌ صحيح وثابت ‪.‬‬ ‫ويُشترط ف صيام ست من شوال إكماله ‪ ،‬فمن ل يُكمل رمضان ليق له أن يصوم شوال ؛لنه قال ‪:‬‬ ‫( ث ) الفيدة للتعقيب ‪ ،‬ث قال ‪ (:‬أتبعه ) ‪.‬‬ ‫ت شوّال" ف أول الشهر ‪ ،‬ويكن أن تصام ف آخرِه ‪.‬‬ ‫وظاهر الديث أنه يُمكن أن تصام "س ّ‬ ‫وي كن أن ت صام متفرقةً وي كن أن ت صام متوال ية ؛ل نه ل يفرّق ول يشترط شيئا من ذلك ‪،‬ل كن ل بد أن‬ ‫تكون اليام من شوال‪ ،‬ما يأ ت إن سان وي صوم من ذي القعدة ويقول هذه ست شوال ؛ل نه قال‪ ( :‬مِ نْ‬ ‫ب عليها صيام شهر رمضان كله ‪ ،‬لكونا نفساء مثلً فصامت شوال حينئذٍ‬ ‫شَوّال ) ‪،‬ولو قُدّر أن امرأةً وج َ‬ ‫ل تتمكن من الست ‪،‬هل تصوم من ذي القعدة؟ نقول‪ :‬ل؛ لن الديث قال (مِن شوال) لكن يُرجى أن‬ ‫يترتب لا الثواب ؛لنه قد فاتا صيام الست من الشوال وهي راغبةٌ ف فعل هِ ‪ ،‬لمرٍ ليس ف قدرتا ولف‬ ‫اختيارها ‪.‬‬ ‫صيَا ِم اَل ّد ْهرِ » جاء تف سيه ف ب عض الروايات بأ نه صيام رمضان ك صيام عشرة أش هر ‪،‬‬ ‫وقوله ه نا « كَ ِ‬ ‫والسنة بعشر أمثالا ‪ ،‬وصيام ست من شوال كصيام ستي يوما =شهرين ‪ ،‬فيكون كصيام السنة ‪.‬‬

‫{ ‪} 42‬‬

‫‪ - 39‬رواه مسلم ( ‪.) 1164‬‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫وا ستدلّ به طائ فة على جواز صيام الد هر إذا ل ي كن ف يه العيدان وأيام التشر يق ‪ ،‬و ف ال ستدلل بذلك‬ ‫نظر ؛لن الراد به فضيلة صيام كل يوم على حِدتِه ‪ ،‬وليس الراد به صيام أيام الدهر متمعة إل بعض ‪.‬‬

‫‪َ -3 0‬وعَ نْ َأبِي َسعِيدٍ اَلْخُدْرِيّ‬

‫قَالَ‪ :‬قَالَ رَ سُو ُل اَللّهِ‬

‫{ مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَ ْومًا فِي سَبِيلِ اَللّهِ‬

‫خرِيفًا } ُمّتفَ ٌق عََليْهِ‪ ,‬وَالّلفْظُ ِلمُسْلِمٍ ( ‪. )4 0‬‬ ‫إِلّا بَا َعدَ اَل ّلهُ ِبذَلِكَ اَلْيَوْ ِم َعنْ وَ ْج ِههِ اَلنّارَ سَ ْب ِعيَ َ‬ ‫]‪:‬‬ ‫[‬ ‫قوله هنا « فِي سَبِي ِل اَللّ هِ » قيل‪ :‬الراد به ف طاعة ال يعن ناويا بذلك التقرب ل عز وجل ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬ ‫بأن الراد حال استعداد النسان للجهاد ‪ ،‬أما ف حالة الهاد ذاتا فإنه يُنهى عن الصوم ويُتقوى بالفطر على‬ ‫مقاتلة العداء على الصسحيح ‪ ،‬ولذلك رجّح طائفسة كثيس مسن أهسل العلم أن الراد ‪ :‬فس طاعسة ال مطلقا‬ ‫ولتتص بال الهاد ‪ ،‬قالوا ويدل عليه قوله ‪( :‬مَا ِمنْ َعبْد) والعبد يصدق على الذكر والنثى ‪.‬‬ ‫وف الديث استحباب المع بي العبادات ف الوقت الواحد ‪.‬‬ ‫وفس الديسث أنسه ينبغسي للمرء أن يقصسد بأعماله الجور الخرويسة ‪ ،‬ويقصسد بأعماله البتعاد مسن‬ ‫نارجهنم‪.‬‬ ‫وف الديث إطلق لفظة "وجهه" مع إرادة جيع البدن قال‪( :‬بَا َعدَ اَللّهُ ِب َذلِكَ َالَْيوْ مِ عَ ْن َوجْهِ هِ) ليس‬ ‫الراد ذات الوجه هذا من إطلق البعض وإرادة الكل ‪.‬‬

‫‪َ -3 1‬وعَ نْ عَائِ َشةَ رَضِ َي اَللّ ُه عَْنهَا قَالَ تْ‪ { :‬كَا نَ رَ سُولُ اَللّ هِ يَ صُومُ حَتّى َنقُولَ لَا ُيفْ ِطرُ‪,‬‬ ‫وَُيفْ ِطرُ حَتّى َنقُولَ لَا يَ صُومُ‪َ ,‬ومَا رَأَيْ تُ رَ سُولَ اَللّ هِ اِ سْتَ ْكمَلَ صِيَامَ َشهْرٍ َقطّ إِلّا َر َمضَا نَ‪,‬‬ ‫شعْبَانَ } ُمّتفَقٌ عََليْهِ‪ ،‬وَالّلفْظُ لِمُسِْلمٍ ( ‪. )4 1‬‬ ‫َومَا رَأَيُْتهُ فِي َشهْرٍ أَكَْثرَ مِ ْنهُ صِيَامًا فِي َ‬ ‫[‬

‫{ ‪} 43‬‬

‫]‪:‬‬

‫‪ - 40‬رواه البخاري ( ‪ ،) 2840‬ومسلم ( ‪.) 1153‬‬ ‫‪ - 41‬رواه البخاري ( ‪ ،) 1969‬ومسلم ( ‪.) 175 ( ) 1156‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫ف هذا الديث مشروعية صوم التطوع ‪.‬‬ ‫وفيه القتداء بالفعال النبوية والحتجاج با ‪.‬‬ ‫وف الديث أيضا أن النب‬

‫ل يكن يصوم صوم داود بصوم يو مٍ وإفطار يوم ‪ ،‬ولعل ذلك لا يشتغل به‬

‫من العمال الت هي ف خدمة دين السلم ‪ ،‬وخدمة عباد ال الؤمني ‪.‬‬ ‫وف الديث استحباب صوم شعبان ‪ ،‬وقد تقدم معنا أن الراد به بيث ل يُبتدأ الصيام بعد منتصف الشهر ‪.‬‬ ‫وف الديث جواز صيام أيام متوالية متتابعة ‪ ،‬إذا كان سيكون هناك أيام يفطرها ماثلة لا ؛لقوله ‪( :‬كَا نَ‬ ‫يَصُومُ حَتّى َنقُولَ لَا يُفْ ِطرُ) ‪.‬‬ ‫وف الديث العبادة ف زمن الغفلة فإن كثيا من الناس يغفل عن الصيام ف شهر شعبان ‪ ،‬فإذا كان هناك‬ ‫غفلة من الناس تاه عبادةٍ من العبادات ‪ ،‬فإن فعل العبادة الت يُغفل عنها يكون أكثر أجرا ‪.‬‬ ‫وف الديث أن النب‬

‫ل يستكمل صيام شهر ما يدل على أنه ليُستحب أن يصوم النسان شهرا كاملً‬

‫إل ما قيل ف شهر الحرم ‪ ،‬فإن النب‬

‫قال (أفضل الصيام بعد رمضان شهر ال الرام) ‪.‬‬

‫ش ْهرِ َثلَاَثةَ أَيّا مٍ‪ :‬ثَلَا ثَ‬ ‫أَ نْ نَ صُومَ مِ نْ اَل ّ‬

‫‪َ -3 2‬وعَ نْ أَبِي ذَرّ قَالَ‪َ { :‬أ َمرَنَا رَ سُولُ اَللّ هِ‬ ‫شرَةَ } َروَا ُه النّسَاِئيّ‪َ ,‬واَلتّ ْرمِذِيّ‪ ,‬وَصَحّحَ ُه ِابْنُ ِحبّانَ‬ ‫س َع ْ‬ ‫شرَةَ وَ َخمْ َ‬ ‫شرَةَ‪ ,‬وَأَرْبَ َع َع ْ‬ ‫عَ ْ‬ ‫[‬

‫( ‪. )4 2‬‬

‫]‪:‬‬ ‫الصواب أن هذا الديث حسن السناد ‪ ،‬فيه راوٍ يقال له ‪ :‬يي بن سام = صدوق ‪ ،‬فيكون الديث‬

‫حَسنا ‪.‬‬ ‫وقوله هنا « َأ َمرَنَا » ليس الراد به الوجوب وإنا الاد به الستحباب ؛ لن الرجل الذي سأل النب‬ ‫الواجب عليه من الصيام قال ‪ ( :‬شهر رمضان ‪ ،‬قال ‪:‬هل علي غيها ؟ قال ل ‪،‬إل أن تطوّع )‬ ‫وف الديث استحباب صيام ثلثة أيام من كل شهر ‪.‬‬

‫{ ‪} 44‬‬

‫‪- 42‬رواه النسائي ( ‪ ،) 222 / 4‬والترمذي ( ‪ ،) 761‬وابن حبان ( ‪ 3647‬و ‪ ،) 3648‬وقال الترمذي‪ " :‬هذا حديث حسن "‪.‬‬

‫عن‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫وف الديث أن هذه اليام الثلثة الستحبة هي أيام البيض ‪ ( :‬ثلث عشرة وأربع عشرة وخس عشرة ) ‪،‬‬ ‫وقد ورد إطلق هذه اليام ‪ ،‬وقد وَرَد صيا ُم غيِها كما ف آخ ِر الشهر أو ف أوله ‪ ،‬أو ف الثني والميس‬ ‫‪ ،‬والمر ف ذلك واسع ولكن الفضل هو أن تكون هذه اليام الثلثة هي أيام البيض ‪.‬‬ ‫ومن صام ثلثة أيام من الشهر فكأنا صام الشهر كاملً ؛لن السنة بعشر أمثالا ‪.‬‬

‫‪َ -3 3‬وعَنْ َأبِي ُه َريْ َرةَ َأنّ رَسُو َل اَللّهِ قَالَ‪ { :‬لَا َيحِلّ لِ ْل َمرْأَةِ أَنْ تَصُومَ َوزَوْ ُجهَا شَا ِهدٌ إِلّا‬ ‫بِِإذِْنهِ } ُمّتفَ ٌق عََليْهِ‪ ,‬وَالّلفْظُ لِ ْلُبخَارِيّ ( ‪َ ، )4 3‬وزَادَ أَبُو دَاوُدَ‪ { :‬غَ ْيرَ َر َمضَانَ } ( ‪. )44‬‬ ‫]‪:‬‬

‫[‬

‫ف هذا الد يث أي ضا عِ ظم حق الزوج على زوج ته ‪ ،‬وأن ا لت صوم صوم تطوع إل بإذن الزوج ‪،‬‬ ‫وكذلك ل تفعل أي فعلٍ ينع الزوج من الستمتاع با ‪،‬أو يبعدها عن زوجها إل بإذن زوجها ‪.‬‬ ‫وقوله هنا « وَ َزوْ ُجهَا شَا ِهدٌ » يف يد أ نه إذا كان الزوج غائبا فإنه يوز للمرأة أن تتطوع بالصيام ولو‬ ‫ل تستأذنه ‪.‬‬ ‫وفيه أن حق الزوج على زوجته مقدم على التطوع من العبادات الاصة ‪ ،‬وقد يكون الذن من الزوج‬ ‫بطريسق لفظسي بأن يتكلم بقوله ‪ :‬أذنست لك فس كذا ‪،‬أو يكون بطريسق عُرفس ومسن ذلك أن يكون الزوج‬ ‫صائما يوم الثني فتصوم به ‪ ،‬لكن لو صامت بدون إذنه وهو شاهد ‪ ،‬هل يصح الصوم ؟ أو ل يصح؟‬ ‫موطنُ خلفٍ بي الفقهاء ‪ :‬فمن صححه قال ‪ :‬النهي هنا عن أمر خارج الصوم ‪ ،‬ومن منع منه قال ‪:‬‬ ‫قول النب‬

‫(ليل) يدل على تري هذا الصوم ‪ ،‬ول يصح للعبد أن يتقرب ل با هو مرم ‪.‬‬

‫وحديث الباب ف ظاهره أن الراد به التطوع‪ ،‬وأما صيام رمضان ففي رواية أب داود‪( :‬غيَ َرمَضان)‬ ‫ما يدل على أن رمضان ل يُستئذن فيه الزوج ‪.‬‬

‫{ ‪} 45‬‬

‫‪ - 43‬رواه البخاري ( ‪ ،) 5195‬ومسلم ( ‪. ) 1026‬‬ ‫‪ - 44‬السنن ( ‪. ) 2458‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫وأ ما بالن سبة للنذر فاختلف أ هل العلم ف يه فبعض هم أل قه برمضان خ صوصا إذا كان متعينا بز من ‪،‬‬ ‫وبعضهم قال ‪ :‬بأنه مثل صيام التطوع لبد فيه من إذن الزوج ‪.‬‬ ‫وأ ما بالن سبة للقضاء فإن ا لت صوم قضاءً إل بإذن زوج ها إل إذا ضا قت علي ها الدة ق بل رمضان ‪ ،‬ف‬ ‫شعبان الذي يسبق رمضان القادم ‪ ،‬فحينئذٍ يوز لا الصيام ولو ل يأذن لا ‪ ،‬ودليل ذلك ما ورد ف حديث‬ ‫عائ شة ر ضي ال عن ها أن ا قالت ‪( :‬كان يكون علي ال صيام من رمضان فل أ صومه إل ف شعبان لكا نة‬ ‫رسول ال‬

‫من) ‪،‬‬

‫خدْ ِريّ‬ ‫‪ -3 4‬وَعَ نْ أَبِي سَعِيدٍ اَْل ُ‬ ‫حرِ‬ ‫وَيَوْمِ اَلّن ْ‬ ‫[‬

‫}‬

‫{ أَنّ رَ سُولَ اَللّ هِ‬

‫َنهَى عَ نْ صِيَامِ يَ ْومَيْ نِ‪ :‬يَوْ مِ اَْلفِ ْطرِ‬

‫مُتّفَقٌ َعلَيْهِ ( ‪. )4 5‬‬ ‫]‪:‬‬

‫ف هذا الد يث تر ي صوم يو مي الع يد ع يد الف طر وع يد الن حر ‪ ،‬و سواءً كان هذا ال صوم على ج هة‬ ‫التطوع أو على جهة الكفارة ‪ ،‬أو على جهة النذر ‪ ،‬أو على جهة القضاء ‪.‬‬ ‫وإذا كان هذا الصوم ليوز فإن هذا ليصح ‪ ،‬وليعتب ول يكفي ف القضاء ول ف النذر ‪.‬‬ ‫لكن هل يوز للنسان أن ينذر صوم يوم العيد ؟‬ ‫ليوز له ذلك؛ لنه ليوز للنسان أن ينذر أن يتقرب ل با هو مرم ‪ ،‬وليوز له نذر العصية ‪.‬‬ ‫لكن لو نذر صوم يوم العيد ! هل يُعد نذره فاسدا ل قيمةَ له ؟‬ ‫قال المهور ‪ :‬نعم ‪ ،‬لظاهر حديث الباب لنه ليصح نذر ماهو معصية ‪.‬‬

‫{ ‪} 46‬‬

‫‪ - 45‬رواه البخاري ( ‪ ،) 1991‬ومسلم ( ‪ ) 141 / 800 / 2‬واللفظ لمسلم‪.‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫وقال النفية ‪ :‬هذا نذرٌ فاسد وليس بباطل ‪ ،‬وبالتال يوجبون عليه القضاء ‪ ،‬يقولون ليوز أن يصوم‬ ‫يوم العيد لكن يب عليه أن يقضيه من يومٍ آخر ‪.‬‬ ‫المهور يقولون ليصوم يوم العيد وليقضيه من يومٍ آخر ؛لن النذر أصلً ل يصح‬ ‫وهذا متعلق بالتفر يق ب ي الف ساد والبطلن ‪ ،‬المهور يرون أن كل ما هو فا سد ف هو با طل ‪،‬والنف ية‬ ‫يقولون ‪ :‬الباطل مانُهيَ عنه بأصله ووصفه ‪ ،‬والفاسد ما ني عنه بوصفه دون أصله ‪ ،‬فالصوم مشروع لكن‬ ‫صوم يوم العيد هذا نُه َي عنه ل لذات الصوم ‪،‬وإنا للوصف الذي لِحِق به وهو كونه ف يوم العيد فنسميه‬ ‫فاسدا ‪ ،‬ول نسميه باطلً ‪.‬‬ ‫ويبنون عليه أن الفاسد يكن تصحيحه ‪ ،‬بأن يطالب بقضاء ذلك اليوم بلف الباطل ‪.‬‬ ‫حرِ) ‪.‬‬ ‫وف الديث أن العيد يوم واحد وليس أياما متعددة لقوله (َيوْ ِم َالْفِ ْط ِر َويَوْ ِم اَلنّ ْ‬ ‫ش َة اَْلهُذَِليّ‬ ‫‪َ -3 5‬وعَ ْن ُنبَيْ َ‬

‫الِ ّلهِ‬

‫} َروَاهُ مُسِْلمٌ ( ‪. )4 6‬‬

‫[‬

‫]‪:‬‬

‫قَالَ‪ :‬قَالَ رَسُو ُل اَللّهِ‬

‫{ أَيّامُ اَلّتشْرِيقِ أَيّامُ َأكْلٍ وَ ُشرْبٍ‪َ ,‬وذِ ْكرٍ‬

‫قوله هنا « اَلّتشْرِي قِ » الراد به‪ :‬تقديد اللحم وتقطيعه ث نشره ووضعه ف الشمس من أجل أن ييبس‬ ‫فبالتال ل يأت يه الف ساد ‪ ،‬والراد ب س (أيام التشر يق) ‪ :‬اليوم الادي ع شر والثا ن ع شر والثالث ع شر من‬ ‫ش هر ذي ال جة ‪ ،‬و سيت هذه اليام بأيام التشر يق ؛لن الُجاج يذبون ضحايا هم فيقددون لوم هم ‪،‬‬ ‫ويشرقونا ويضعونا ف الشمس لتجف فل تفسد ‪.‬‬ ‫والد يث دا ٌل على أن أيام التشر يق ليوز صومها سواءً على ج هة التطوع أو على ج هة القضاء ‪ ،‬أو‬ ‫على جهة النذر ‪ ،‬هذا كله ما يرم ‪.‬‬

‫{ ‪} 47‬‬

‫‪ .- 46‬رواه مسلم ( ‪ ،) 1141‬وليس فيه لفظ‪ " :‬عز وجل "‪.‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫ب فيها الكثار من ذكر ال تعال ‪،‬ويستثن من مسألة الصوم ف‬ ‫وف الديث أن أيام التشريق يُستح ُ‬ ‫أيام التشر يق عادم الدي ‪ ،‬فلو حجّ إن سان متمتعا أو قارنا لوج بَ عل يه هدي ‪ ،‬فلو قدّر أ نه لي د الدي‬ ‫ول يد ذبيحة فإنه حينئذٍ يصوم ثلثة أيام ف الج ‪ ،‬إن تكن من صومها قبل يوم عرفة فيصومها فيصوم‬ ‫السادس والسابع والثامن ‪ ،‬أو السابع والثامن والتاسع ث يصوم سبعة أيام ف بلده ‪،‬لكن إن عجز عن صوم‬ ‫هذه اليام الثل ثة ق بل يوم الع يد ؛ فإ نه حينئ ٍذ ي صوم أيام التشر يق على ال صحيح ‪ ،‬ي صوم الادي ع شر‬ ‫والثا ن ع شر والثالث ع شر ‪ ،‬ك ما قال بذلك المهور و هو مذ هب أح د ومالك وجا عة خلفا لب عض‬ ‫النفيسة والشافعيسة الذيسن يقولون ل تصسام أيام التشريسق حتس لعادم الادي ‪ ،‬والصـواب هسو القول الول‬ ‫حديث الباب هذا عام ‪ ،‬ويصص بالديث الذي بعده ‪.‬‬

‫‪َ -3 6‬وعَ ْن عَائِ َشةَ وَابْ ِن عُ َمرَ رَضِ َي اَللّ ُه عَْنهُ مْ قَالَا‪ { :‬لَ مْ ُيرَخّ صْ فِي أَيّا مِ اَلّتشْرِي قِ أَ نْ يُ صَ ْمنَ إِلّا‬ ‫ِلمَنْ َلمْ َيجِدِ اَْل َهدْيَ } َروَا ُه اَلْبُخَارِيّ ( ‪. )4 7‬‬ ‫]‪:‬‬ ‫[‬ ‫قوله هنا « لَ ْم ُيرَخّصْ » هذا قول صحاب فيه إثباتٌ لكمٍ شرعي بطريقة البناء للمجهول فيُحكم بأنه‬ ‫مرفوع للنب عند جاهي الصوليي ‪.‬‬ ‫وف الديث أن عادم الدي إذا ل يتمكن من صيام ثلثة اليام قبل يوم العيد ‪ ،‬فإنه يصوم أيام التشريق‬ ‫وبذلك قال أحد ومالك خلفا للشافعي وأب حنيفة ‪.‬‬ ‫ويقاس على التم تع غيِ الوا جد للهدي القارن ‪ ،‬فالقارن إذا عدم الدي فإ نه ي صوم ثل ثة أيام ف ال ج‬ ‫إن تكن قبل يوم العيد وإل صام أيام التشريق ‪ ،‬وقساس بعض العلماء على التمتع والقارن= الُحصر ‪ ،‬فإن‬ ‫الح صر الذي مُن عَ ن الو صول إل الب يت يذ بح هد يه ‪ ،‬ث ب عد ذلك يتحلل ‪ ،‬فإذا عَدِم الدي فإن الفقهاء‬ ‫يقولون ‪ :‬ي ب عل يه صوم عشرة أيام ف هل يوز للمُح صر أن ي صوم هذه العشرة اليام ثل ثة من ها ف أيام‬ ‫التشر يق ؟ نقول ‪ :‬ل ؛لن الُح صر ذب ه للهدي غ ي مؤ قت بو قت ‪ ،‬بلف القارن والتم تع ‪ ،‬فإن ذب هم‬ ‫للهدي متأقّت بيوم العيد وأيام التشريق ‪ ،‬وبالتال فل يوز للمُحصر أن يصوم أيام التشريق ولو كان عادما‬ ‫للهدي ‪.‬‬

‫{ ‪} 48‬‬

‫‪- 47‬رواه البخاري ( ‪ / 242 / 4‬فتح )‪.‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫‪َ -3 7‬وعَ نْ أَبِي ُه َريْ َرةَ‬

‫عَ ِن اَلّنبِيّ‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫قَالَ‪ { :‬لَا تَخْتَ صّوا لَيْ َل َة َالْجُ ُم َعةِ ِبقِيَا ٍم مِ نْ بَيْ نِ اَللّيَالِي‪َ ,‬ولَا‬

‫صوْ ٍم يَصُومُ ُه َأحَدُ ُكمْ } َروَاهُ مُسِْلمٌ ( ‪. )4 8‬‬ ‫تَخْتَصّوا َيوْ َم َالْجُ ُم َعةِ بِصِيَامٍ مِ ْن بَ ْي ِن اَْلَأيّامِ‪ِ ,‬إلّا أَ ْن َيكُونَ فِي َ‬ ‫]‪:‬‬

‫[‬

‫ف الديث النهي عن تصيص ليلة المعة بعبادة من العبادات ‪ ،‬وأن ذلك يكون بدعة ليوز فعلها ‪،‬‬ ‫وبذلك نعلم خ طأ من يقول بشروع ية صلة الرغائب و هي صلة ليلة ج عة ف ش هر ر جب ‪ ،‬هذه بد عة‬ ‫الديث يدل على النع منها ‪.‬‬ ‫وف الديث النهي عن إفراد يوم المعة بالصوم ‪ ،‬ويستثن من ذلك من صام يوم المعة لعادة اعتادها‬ ‫ك ما لو وا فق يوم الم عة صومه ‪ ،‬و هو ي صوم يوما ويف طر يوما ‪ ،‬وق يل ف علة الن هي عن ذلك أن يوم‬ ‫المعة يوم عيد وأيام العياد يُنهى عن صومها ‪ ،‬وقيل بأن يوم المعة يوم ذكر ‪،‬فناسب أن يُفطر ف ذلك‬ ‫اليوم ليتم كن الن سان من الذ كر ‪ ،‬ك ما ف يوم عر فة ‪ ،‬وبعض هم يقول إن الن هي لئل يؤدي إل الفتتان‬ ‫بذلك اليوم كما فعل اليهود والنصارى ف يومي السبت والحد ‪ ،‬والعلة ف ذلك ظنية ‪ ،‬ويقاس على منع‬ ‫سصُه بأي عبادة أخرى كمسا لو خُصسص يوم المعسة بالعتكاف‬ ‫تصسيص المعسة بالقيام والصسيام = تص ي‬ ‫حينئذٍ نقول‪ :‬مايوز ‪ ،‬ومثله ت صيص و قت مع ي لعبادة من العبادات ‪،‬ول يرد بذلك التخ صيص ‪ ،‬و قت‬ ‫م ثل أن نضع عبادة لطعام الطعام ف ليلة معي نة من كل سنة هذا بد عة ‪ ،‬وإن ورد الشرع بالطعام مطلقا‬ ‫ل كن إضا فة الطعام لذلك الو قت يُن هى ع نه ‪ ،‬ك ما نُ هي عن ال صيام إذا أض يف إل يوم الم عة ‪ ،‬وأ ما إذا‬ ‫صام النسان المعة وصام قبله يوم وبعده يوم ‪ ،‬فهذا جائز ‪ ..‬ولعله يأت ف الديث الذي بعده ‪...‬‬

‫{ ‪} 49‬‬

‫‪ - 48‬رواه مسلم ( ‪. ) 1144‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫‪َ -3 8‬وعَ نْ أَبِي ُه َريْ َرةَ‬

‫قَالَ‪ :‬قَالَ رَ سُو ُل اَللّ هِ‬

‫َيصُومَ يَ ْومًا قَبْ َلهُ‪ ,‬أَوْ يَ ْومًا َب ْعدَهُ } ُمّتفَقٌ عََليْهِ ( ‪. )4 9‬‬ ‫[‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫ج ُم َعةِ‪ ,‬إِلّا َأ نْ‬ ‫{ لَا يَ صُو َمنّ أَ َحدُكُ مْ يَوْ مَ اَْل ُ‬

‫]‪:‬‬ ‫ف هذا الديث تري صوم يوم المعة مفردا ‪،‬وظاهر النهي هو التحري وعدم الصحة ‪ ،‬سواءً صامه‬

‫تطوعا مردا أو قضاءً أو نذرا أو كفارةً أو غ ي ذلك ‪ ،‬مايق صد هذا اليوم بذا ته ‪ ،‬إل أن يكون هناك عادة‬ ‫أو كان مثلً من عادته أن يصوم يوم عرفة ‪ ،‬فوافق يوم عرفة يوم المعة ‪.‬‬ ‫وف الديث أنه يستثن من هذا النهي ما لوصام يوما قبله أو يوما بعده ‪ ،‬مثل من صام يوم الميس‬ ‫والمعة ‪.‬‬ ‫وف الديث أن من صام يوم المعة و السبت لحرجَ عليه ‪،‬ول يكون داخلً ف النهي عن يوم المعة‬ ‫ولعله يأت ‪..‬‬

‫َنسأَبِي ُه َريْ َرةَ‬ ‫‪َ -3 9‬وع ْ‬

‫ّهس‬ ‫أَنّ رَسسُو َل اَلل ِ‬

‫َاهس‬ ‫َانـ فَلَا تَصـُومُوا } َرو ُ‬ ‫َصـفَ شَعْب َ‬ ‫قَالَ‪ِ { :‬إذَا ِانْت َ‬

‫سةُ‪ ,‬وَاسَْتْنكَ َرهُ أَ ْحمَدُ ( ‪. )5 0‬‬ ‫اَلْخَمْ َ‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬ ‫هذا الديث إسناده جيّد بل إسناده على شرط المام مسلم ‪ ،‬فهو صحيح السناد ‪ ،‬واستنكار المام‬

‫أحدس لذا الديسث لظنسه أن هذا الديسث يُخالف حديسث عائشسة التقدم (كان يصـل شعبان برمضان )‬ ‫وقولا‪ ( :‬ما رأيته ف شهر أكثر صياما منه ف شعبان) وحينئ ٍذ لينبغي أن يقال هذا خ ٌب منكر وإنا يقال‬ ‫هذا خسب شاذ ؛لن النكسر مالفسة الضعيسف للثقات ‪ ،‬وهنسا قسد خالف ثقسة ول يالف ضعيسف ‪ ،‬على أنسه‬ ‫لي صح أن نُث بت التعارض بي الديث ي ونطلب الترج يح إل إذا ل ي كن ال مع ‪،‬وال مع عند جاه ي أ هل‬ ‫العلم م كن ‪ ،‬فبعض هم ي مل حد يث الباب هذا على من يُضع فه ال صوم عن صوم رمضان ‪ ،‬لن صوم‬

‫{ ‪} 50‬‬

‫‪ - 49‬رواه البخاري ( ‪ ،) 1985‬ومسلم ( ‪. ) 147 ( ) 1144‬‬ ‫‪ - 50‬رواه أبو داود ( ‪ ،) 2337‬والنسائي في " الكبرى " ( ‪ ،) 172 / 2‬والترمذي ( ‪ ،) 738‬وابن ماجه ( ‪ ،) 1651‬وأحمد ( ‪. ) 442 / 2‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫رمضان أهم أما من كان قادرا وليؤثر على صيام رمضان فإنه ليدخل ف النهي ‪،‬ويكون من جنس فعل‬ ‫النب‬

‫‪،‬وبعضهم يقول‪ :‬إن النهي من أجل الحتياط لرمضان لئل يُدخل فيه شيء ‪ ،‬وبعضهم يقول‪ :‬بأن‬

‫النهي هنا ل يستأنف الصيام ويبدأ بالصيام بعد انتصاف الشهر وأما فعل النب‬

‫فهذا فعله مع بداية الشهر‬

‫فلم يقع هذان الديثان ف ملٍ واحد ‪،‬ول يتواردا على مسألة واحدة ‪.‬‬

‫‪َ -4 0‬وعَ ِن اَل صّمّا ِء ِبنْ تِ بُ سْرٍ رَضِ َي اَللّ ُه َعْنهَا َأنّ رَ سُولَ اَللّ هِ قَالَ‪ { :‬لَا تَ صُومُوا يَوْ مَ اَل سّبْتِ‪,‬‬ ‫جرَةٍ فَلَْي ْمضُغْهَا }‬ ‫جدْ أَ َحدُكُ مْ إِلّا ِلحَا َء عِنَ بٍ‪ ,‬أَوْ عُودَ َش َ‬ ‫ض عَلَيْكُ مْ‪ ,‬فَإِ نْ لَ مْ َي ِ‬ ‫إِلّا فِيمَا اِفُْترِ َ‬ ‫سةُ‪ ,‬وَ ِرجَالُ ُه ِثقَاتٌ‪ ,‬إِلّا َأنّ ُه ُمضْطَرِبٌ ( ‪. )5 1‬‬ ‫َروَا ُه اَلْخَمْ َ‬ ‫وَقَدْ َأنْكَ َر ُه مَالِكٌ ( ‪ ، )5 2‬وَقَالَ َأبُو دَاوُدَ‪ُ :‬هوَ َمنْسُوخٌ ( ‪. )5 3‬‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬

‫اختلف أهل العلم ف هذا الديث ‪ ،‬فطائفة تقول‪ :‬بأنه مضطرب ؛لنه مرةً روي عن عبد ال بن بسر عن‬ ‫النب‬

‫‪،‬ومرةً عن عبد ال بن بسر عن أخته الصماء ‪ ،‬ومرةً عن عبدال عن خالته ‪ ،‬ومرةً عن عبدال عن‬

‫عم ته ‪ ،‬ومرةً عن ع بد ال عن أب يه ‪ ،‬ومرةً عن عبدال عن أ ب أما مة ‪ ،‬ومرةً عن عبدال عن ال صماء عن‬ ‫عائشة قالوا ‪ :‬فهذا يعل الديث مضطرب وبالتال ل يُلتفت إل هذا الديث لكونه مضطرب السناد ‪.‬‬ ‫ول كن الد يث ورد بطر يق صحيح من حد يث ع بد ال عن أخ ته ال صماء ‪ ،‬وورد بطر يق آ خر من‬ ‫حديث عبد ال مرفوعا ‪ ،‬فيكون حينئذٍ من قبيل الرسل = مرسل الصحاب ‪ ،‬وأما بقية الطرق فلم ترد إل‬ ‫بطرق ضعي فة ليعوّل في ها ولي صح أن نقدح ف الطر يق القو ية ‪ ،‬من أ جل ورود طرق ضعي فة تالف ها ‪،‬‬ ‫وبالتال فالظهر أن الديث جيد ‪.‬‬

‫{ ‪} 51‬‬

‫‪ - 51‬رواه أبو داود ( ‪ ،) 2421‬والنسائي في " الكبرى " ( ‪ ،) 143 / 2‬والترمذي ( ‪ ،) 744‬وابن ماجه ( ‪ ،) 1726‬وأحمد ( ‪.) 368 / 6‬‬ ‫‪ - 52‬قال أبو داود في " السنن " ( ‪ :) 321 / 2‬قال مالك‪ " :‬هذا كذب "‪.‬‬ ‫‪ - 53‬قوله في " السنن " عقب الحديث‪.‬‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫والوقف الثان ‪ :‬موقف أب داود ومن ماثله بأن قالوا ‪:‬هذا الديث منسوخ ‪،‬نسخه حديث أب هريرة‬ ‫الذي قبله (لتَ صُومُوا َيوْ َم َالْجُ ُم َعةِ‪ِ ,‬إلّا أَ ْن تَ صُومُوا َيوْمًا قَبْلَ هُ‪َ ,‬أ ْو يَوْمًا َبعْدَ هُ) فدل ذلك على جواز صوم‬ ‫يوم السبت ‪.‬‬ ‫وذهب طائفة إل أنه يُجمع فيكون حديث الباب يراد به صوم يوم السبت مفردا ‪ ،‬وغيه يراد به صوم‬ ‫يوم السبت إذا كان مع غيه ‪ ،‬إذا صام المعة والسبت فلحرج عليه ‪.‬‬ ‫وعند النابلة بأنه يُكره صوم يوم السبت إفراد يوم السبت بالصوم ‪.‬‬

‫‪َ -4 1‬وعَنْ ُأمّ سَلَ َمةَ رَضِيَ اَللّ ُه َعْنهَا; { َأنّ رَسُو َل اَللّهِ‬

‫سبْتِ‪,‬‬ ‫كَانَ أَ ْكثَ َر مَا يَصُو ُم مِ َن اَْلأَيّا ِم َيوْمُ اَل ّ‬

‫َهس‬ ‫شرِكِيَ‪ ,‬وَأَنَا أُرِيدُ أَن ْـأُخَاِل َفهُم ْـ " } أَخْ َرج ُ‬ ‫َانس َيقُولُ‪ " :‬إِّنهُمَا يَوْمَا عِيدٍ لِ ْلمُ ْ‬ ‫ْمساَلْأَ َحدِ‪ ,‬وَك َ‬ ‫َوَيو ُ‬ ‫صحّحَ ُه ِابْنُ ُخ َزيْ َمةَ‪َ ,‬وهَذَا َلفْظُهُ ( ‪. )5 4‬‬ ‫النّسَاِئيّ‪ ,‬وَ َ‬ ‫حديث أم سلمة هذا رجاله ثقات إل عبد ال بن ممد بن عمر بن علي ‪ ،‬وأبوه ممد بن عمر فهما‬ ‫صدوقان ‪ ،‬فالديث حسن السناد ‪.‬‬ ‫وف هذا الديث مشروعية صوم يوم السبت و الحد ‪ ،‬ولكن طائفة بأن هذا الديث منسوخ ؛لن‬ ‫هذا الديث فيه مالفة هدي الشركي ‪ ،‬وهذا يناسب حال السلمي ف أول السلم ‪،‬والديث الذي قبله‬ ‫ف يه مال فة هدي اليهود وهذا ف آ خر ال سلم‪ ،‬هذا قاله طائ فة ‪ ،‬وال صل أل يثبست الن سخ إل بدل يل ‪،‬‬ ‫وليوجد دليل ‪.‬‬ ‫وف الديث مالفة هدي أهل اللل الخرى ‪ ،‬فعباداتم وُقرُباتم لنفعل أفعالً ماثلةً لفعالم ‪.‬‬ ‫وف الديث مشروعية عدم مشارة الشركي ف أعيادهم وكذا أ هل اللل الخرى ‪،‬وذلك لن ال قد‬ ‫جعل لنا عيدي السلم فيُكتفى بما ‪.‬‬

‫{ ‪} 52‬‬

‫‪ - 54‬رواه النسائي في " الكبرى " ( ‪ ،) 146 / 2‬وابن خزيمة ( ‪.) 2167‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫‪َ -4 2‬وعَ نْ َأبِي ُه َريْ َرةَ‬

‫َأنّ اَلنِّبيّ‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫س ُة َغيْرَ‬ ‫خمْ َ‬ ‫{ َنهَى عَ نْ صَ ْومِ يَوْ مِ عَرَ َفةَ ِب َعرَفَةَ } َروَا هُ اَلْ َ‬

‫اَلتّ ْرمِ ِذيّ‪ ,‬وَصَحّحَ ُه اِبْنُ خُ َزيْ َمةَ‪ ,‬وَالْحَاكِمُ‪ ,‬وَا ْستَْنكَ َرهُ اْل ُع َقيِْليّ ( ‪. )5 5‬‬ ‫]‪:‬‬

‫[‬

‫الديث فيه راوٍ مهول يقال له ‪ :‬مهدي بن حرب الَجَري وبالتال ليعوّل على هذا الديث ‪.‬‬ ‫وقد ثبت أن النب‬

‫أفطر ف يوم عرفة بعرفة‪،‬والمهور على أن صوم يوم عرفة بعرفة مكروه‪،‬قيل لنه‬

‫يتاج على أن يتقوى على ذ كر ال ‪،‬وق يل‪:‬ل نه م سافر ‪ ،‬وق يل ‪ :‬لن هذا اليوم يوم ع يد‪ ،‬وهذان القولن‬ ‫الخران ضعيفان ‪ ،‬والصــواب أن الراد التقوي على عبادة ال وعلى ذكره ‪ ،‬وعلى الشتغال بناجاة رب‬ ‫العالي ‪.‬‬ ‫‪َ -4 3‬وعَ نْ َعبْ ِد اَللّ ِه بْ ِن عَمْ ِروٍ رَضِ يَ اَللّ ُه َعْنهُمَا قَالَ‪ :‬قَالَ رَ سُو ُل اَللّ هِ‬

‫{ لَا صَامَ مَ نْ صَامَ اَلْأََبدَ‬

‫سلِ ٍم عَنْ َأبِي َقتَا َدةَ بَِلفْظِ‪ { :‬لَا صَا َم وَلَا َأفْطَرَ } ( ‪. )5 7‬‬ ‫} ُمّتفَ ٌق عََليْهِ ( ‪ ، )5 6‬وَلِمُ ْ‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬ ‫ف هذا تري صيام جيع الدهر‪ ،‬هذا إذا دخل فيه أيام العياد وأيام التشريق فلشك أنه حرام وقد وقع‬

‫التفاق على ذلك ‪.‬‬ ‫أمسا إذا كان يصسوم جيسع اليام إل يومسي العيديسن وأيام التشريسق ‪ ،‬فإن المهور يقولون يوز ذلك ‪،‬‬ ‫والمام أحد ينع منه ‪،‬ولعل قول المام أحد أصوب؛ لن النهي عن صيام أيام العيدين والتشريق ثبت بأدلة‬ ‫خاصة ‪،‬ولن الذي يصوم جيع اليام مالف للهدي النبوي ومالف لدي صحابة رسول ال‬ ‫نوه ع بد ال بن ع مر أن كر عل يه ال نب‬ ‫ال صيام و هو يالف قول ال نب‪:‬‬

‫ولا فعل‬

‫‪،‬ك يف و من ي صوم ج يع اليام يعت قد أن صيامه أف ضل أنواع‬

‫(أف ضل ال صيام صيام داود ‪ ،‬كان ي صوم يوما ويف طر يوما) ؛ولذلك‬

‫فإن الظهر أن من صام جيع اليام إل يومي العيدين وأيام التشريق فإنه يرم عليه ذلك ‪.‬‬

‫{ ‪} 53‬‬

‫‪ - 55‬رواه أبو داود ( ‪ ،) 2440‬والنسائي ( ‪ ،) 252 / 3‬وابن ماجه ( ‪ ،) 1732‬وأحمد ( ‪ 304 / 2‬و ‪ ،) 446‬وابن خزيمة ( ‪ ،) 2101‬والحاكم ( ‪.) 434 / 1‬‬ ‫‪ - 56‬رواه البخاري ( ‪ ،) 1977‬ومسلم ( ‪ 186 ( ) 1159‬و ‪.) 187‬‬ ‫‪ - 57‬رواه مسلم ( ‪ ) 1162‬وهو إحدى روايات الحديث السابق‪.‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫وقوله هنا« لَا صَامَ »الول ف الرواية التفق عليها ‪ ،‬قيل بأنه على سبيل الدعاء ‪ ،‬وقيل بأنه على سبيل الب‬ ‫‪،‬وأما حديث أب قتادة فإنه صريح بكونه خبا ‪.‬‬ ‫وف هذا الحاديث كراهة الغلو وكراهة التشديد على النفس ف نوافل الطاعات ‪ ،‬وذلك لن النسان إذا‬ ‫شدّد على نفسه بثل ذلك فإنه مع الزمن قد تفتر هته فيترك الواجبات ‪ ،‬أو يكون ذلك سببا لضعف نفسه‬ ‫وعدم قدرتا وقوتا على فعل ماهو واجبٌ عليها ‪.‬‬

‫بَابُ َالِا ْعتِكَافِ وَ ِقيَامِ َرمَضَانَ‬ ‫‪َ -4 4‬ع نْ أَبِي ُهرَيْرَةَ‬ ‫مَا َت َقدّمَ مِنْ ذَنِْبهِ‬

‫}‬

‫[‬

‫]‪:‬‬

‫أَنّ رَ سُولَ اَللّ هِ‬

‫قَالَ‪ { :‬مَ نْ قَا مَ َر َمضَا نَ ِإيَانًا وَاحْتِ سَابًا‪ُ ,‬غفِرَ لَ هُ‬

‫مُتّفَقٌ َعلَيْهِ ( ‪. )5 8‬‬

‫قوله هنا « إِيَانًا » يعن موقنا و«احْتِسَابًا» يعن أنه يرغب ف الجر الخروي ‪ ،‬ففي الديث فضل‬ ‫قيام رمضان ‪ ،‬والظهر أن القيام يشمل جيع أيام الشهر (من قام رمضان‪. )...‬‬ ‫وفيه إطلق لفظة "رمضان" بدون يُؤتى فيها بلفظ "شهر" ‪.‬‬ ‫والول أن يكون القيام من الرجال جاعةً ‪ ،‬وذلك لنه هو الذين تظهر به شعية السلم ‪،‬‬ ‫و أيهما أفضل ؟‬ ‫ذهب المهور ومنهم أبو حنيفة والشافعي وأحد إل أن الفضل أن يصلي النسان صلة التراويح مع‬ ‫الماعة ‪.‬‬ ‫و قد اختلف ف عدد ركعات القيام ‪ ،‬والختلف إن ا هو ف الفضل ية ‪ ،‬وبالتفاق أ نه يزئ أي عدد‬ ‫فقال المهور بأنه يصلي عشرين ركعة ‪ ،‬وقال مالك ‪ :‬يصلي ستا وثلثي ركعة ‪،‬وقال بعض الحدثي ‪:‬‬ ‫يصسلي ثانس ركعات غيس الشفسع والوتسر ‪ ،‬وقال طائفسة ‪ :‬يراعسي حال الأمويسن ‪ ،‬وقال آخرون ‪ :‬يراعسي‬

‫{ ‪} 54‬‬

‫‪ - 58‬رواه البخاري ( ‪ ،) 2009‬ومسلم ( ‪.) 759‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫التفاوت ب ي القيام والركوع وال سجود ‪ ،‬فإن خ فف الركوع وال سجود أطال القيام ‪ ،‬وإن أطال ما خ فف‬ ‫القيام ‪.‬‬ ‫وقوله هنا « ُغ ِفرَ لَ هُ مَا َتقَدّ َم مِ ْن َذنْبِ هِ » قال أهل العلم ‪ :‬الراد به الصغائر دون الكبائر ؛ لن الكبائر‬ ‫لبد فيها من توبة ‪ ،‬وحديث الباب قالوا مطلق يقيد بقوله ‪( :‬رمضان إل رمضان‪...‬إل قوله ‪ :‬كفاراتٌ لا‬ ‫بينهن إذا اجتنبت الكبائر) ‪.‬‬ ‫وف قوله هنا « مَ نْ قَا مَ َر َمضَا نَ ِإيَانًا » دليلٌ لذهب أهل السنة والماعة ف أن العمال تدخل ف‬ ‫مسمى اليان ‪.‬‬

‫‪ -4 5‬وَعَ نْ عَاِئشَ َة رَضِ يَ اَللّ هُ عَْنهَا قَالَ تْ‪ { :‬كَا نَ رَ سُولُ اَللّ هِ ِإذَا دَخَلَ اَْل َعشْرُ ‪َ-‬أ يْ‪:‬‬ ‫اَْل َعشْرُ اَلْأَخِيُ مِنْ َرمَضَانَ‪َ -‬شدّ مِ ْئزَرَهُ‪ ,‬وَأَحْيَا لَيْ َلهُ‪ ,‬وَأَْي َقظَ َأهْ َلهُ } مُتّفَقٌ َعلَيْهِ ( ‪. )5 9‬‬ ‫]‪:‬‬

‫[‬

‫شرُ » هذا دليل على فضيلة هذه العشر ‪ ،‬ومزية العبادة فيها وأنا أيام فاضلة‪.‬‬ ‫قوله هنا « ِإذَا َدخَ َل َالْ َع ْ‬ ‫وقوله « َش ّد مِ ْئزَرَ هُ » أي ربط إزاره ‪،‬وهذا إما أن يكون لكثرة عبادته وإما أن يكون كناية عن تركه‬ ‫للنساء ‪ ،‬وترك للنساء إما أن يكون لكثرة العبادة ‪،‬وإما أن يكون بسبب العتكاف ‪.‬‬ ‫وقوله « َأحْيَا لَيْلَه ُ» يعن قام الليل ‪ ،‬وظاهرُه أنه قام جيع الليل ‪ ،‬وبعض أهل العلم يقول‪ :‬بأن ذلك ل‬ ‫يصل من النب‬

‫وإنا الراد ‪ :‬غالب الليل ‪.‬‬

‫ظ َأهْلَ هُ » فيه فضيلة تنبيه الهل على النوافل الت يرغّب فيها الشرع على سبيل التأكيد ‪،‬‬ ‫وقوله « َأْيقَ َ‬ ‫والراد بالهل يشمل البناء والزوجات على الصحيح ‪ ،‬وكل من كان ف بيت النسان ‪.‬‬

‫{ ‪} 55‬‬

‫‪ - 59‬رواه البخاري ( ‪ ،) 2024‬ومسلم ( ‪. ) 1174‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫وإذا كان الديث واردا ف تنبيه الهل على النوافل بإيقاظهم لقيام العشر ‪ ،‬فمن باب أول أن يرص‬ ‫النسان على تنبيه أهله بأداء الفرائض كالصلوات الواجبة‬

‫شرَ اَلْأَوَا ِخرَ مِ نْ َر َمضَا نَ‪ ,‬حَتّى َتوَفّا هُ اَللّ هُ‪,‬‬ ‫‪ -4 6‬وَعَْنهَا‪َ { :‬أنّ اَلنّبِيّ كَا نَ َيعْتَكِ فُ اَْل َع ْ‬ ‫ُثمّ اعْتَكَفَ َأزْوَا ُجهُ ِمنْ َب ْعدِ ِه } مُتّفَقٌ َعلَيْهِ ( ‪. )6 0‬‬ ‫]‪:‬‬

‫[‬

‫ف هذا الديث مشروعية العتكاف وأنه ما يتقرب به إل ال عز وجل ‪.‬‬ ‫وفيه الداومة على العتكاف ؛لقولا (كَا َن َيعْتَكِفُ) وأكثر الصوليي على أن "كان" مفيدة للدوام ‪.‬‬ ‫ص بعبادات لتفعل بغيها من اليام ‪.‬‬ ‫وف الديث فضل عشر رمضان الخية‪ ،‬وأنا تُخ ّ‬ ‫وقولا « حَتّى َت َوفّا هُ اَللّ هُ » ث قولا‪ُ « :‬ثمّ اعْتَكَ فَ َأزْوَاجُ هُ مِ نْ َب ْعدِ هِ » فيه أن حكم العتكاف ل‬ ‫يُنسخ بل هو باقٍ ‪.‬‬ ‫و ف الد يث اعتكاف الن ساء والمهور على ا ستحبابه وأ نه قر بة ‪ ،‬خلفا للشافع ية ‪ ،‬ول كن ل بد أن‬ ‫تلحسظ الشروط الشرعيسة ‪ ،‬بيسث لبسد مسن إذن الزوج وبيسث أن ليكون هناك بروز للرجال إمسا فس‬ ‫الطرقات أو ف الساجد أو ف نوها ‪.‬‬ ‫وف الديث دللة على أن ليلة القدر ف العشر الواخر ؛لن النب‬

‫اعتكف ف العشر الواخر بثا‬

‫عن ليلة القدر ‪.‬‬ ‫وف الديث أن أفضل العتكاف ما كان ف العشر الواخر من رمضان ‪ ،‬واستدل جاعة بذا الديث‬ ‫على أنه يستحب للمعتكف ف العشر أن يدخل من غروب شس يوم العشرين ‪،‬وسيأت ف حديث عائشة‬ ‫أن النب‬

‫{ ‪} 56‬‬

‫كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ث دخل معتكفه ‪.‬‬

‫‪ - 60‬رواه البخاري ( ‪ ،) 2025‬ومسلم ( ‪.) 5 ( ) 1172‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫وينبغي أن يُلحَظ أن العتكاف الؤدي إل ترك الواجبات قد يأث به النسان ‪ ،‬وأداء النسان للواجب‬ ‫أول وأحب عند ال جل وعل من اعتكافه ؛لن العتكاف مندوب وليُترك الواجب إل لم ٍر واجب ‪.‬‬ ‫وقد استدل مالك وأبو حنيفة بديث الباب على أن العتكاف لبد فيه من الصيام قالوا‪ :‬لن النب‬ ‫كان يعتكف العشر الواخر من رمضان وهو صائم ‪ ،‬فدل ذلك على وجوب الصيام للعتكاف ‪.‬‬ ‫والمام أحدـ والشافعـي يرون أن العتكاف ليُشترط فيسه الصسوم ‪ ،‬قالوا‪ :‬والديسث إناس هسو فعسل‬ ‫والفعال النبوية لتنتهض للوجوب ‪.‬‬

‫‪ -4 7‬وَعَْنهَا قَالَتْ‪ { :‬كَانَ رَسُولُ اَللّهِ‬ ‫}‬

‫جرَ‪ُ ,‬ثمّ دَخَلَ ُمعْتَ َكفَهُ‬ ‫ِإذَا أَرَادَ أَنْ َيعْتَكِفَ صَلّى اَْل َف ْ‬

‫مُتّفَقٌ َعلَيْهِ ( ‪. )6 1‬‬

‫]‪:‬‬ ‫[‬ ‫الراد بالُعَتكَف ‪ :‬الكان الذي يلبث فيه العَتكِف ويلس فيه ‪ ،‬فهو يصلي مع الماعة ف أول الصف‬ ‫أو فس أول السسجد ونوه ‪ ،‬ثس إذا انقضست الصسلة ذهسب إل الكان الذي يلس فيسه معتكفا صسادا عسن‬ ‫الناس ‪ ،‬ف هذا يدل على أن تصيص مكانٍ معي للعتكاف جائز ‪ ،‬وأنه لحرج على النسان فيه ‪.‬‬ ‫وف الديث أن مكان العتكاف يغاير بينه وبي مكان أداء الصلوات ‪.‬‬ ‫و ف الد يث أن العتكِف إذا ق ضا ال صلة ير جع إل م ل العتكاف على جهة ال ستحباب ‪ ،‬ويعل‬ ‫أذكاره الت تكون بعد الصلوات ف مكان العتكاف ‪ ،‬ولينتظر طلوع الشمس ف مكان اعتكافه ‪.‬‬ ‫وحديسث الباب يدل على أن بدء العتكاف يكون بطلوع الفجسر فإن النسب‬

‫إذا أراد أن يعتكسف‬

‫صلى الفجر ث دخل معتكفه ‪ ،‬وبذلك قال جاعة من التابعي ‪,‬‬ ‫والمهور ومنهـم الئمـة الربعـة على أن دخول العتكَف يكون بغروب الشمسس فس الليلة السسابقة ليوم‬ ‫العتكاف ‪،‬ولعل القول الول أقوى ؛ لنه ظاهر حديث الباب ‪.‬‬

‫{ ‪} 57‬‬

‫‪ - 61‬رواه البخاري ( ‪ ،) 2033‬ومسلم ( ‪. ) 1173‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫جدِ‪-‬‬ ‫‪َ -4 8‬وعَنْهَا قَالَ تْ‪ِ { :‬إ نْ كَا نَ رَ سُولُ اَللّ هِ لَُيدْخِ ُل عَلَيّ رَأْ َسهُ ‪َ -‬وهُوَ فِي اَْلمَ سْ ِ‬ ‫كفًا } ُمتّفَ ٌق عََليْهِ‪ ,‬وَالّلفْظُ لِ ْلبُخَارِيّ ( ‪.)6 2‬‬ ‫فَُأرَجّ ُلهُ‪ ,‬وَكَانَ لَا َيدْخُلُ اَلْبَيْتَ إِلّا ِلحَا َجةٍ‪ِ ,‬إذَا كَانَ ُمعْتَ ِ‬ ‫]‪:‬‬

‫[‬

‫ف هذا الديث جواز العتكِف لرأسه ‪.‬‬ ‫وف الديث أن الائض طاهرة وليقال بأنا نسة ‪ ،‬وإل لوصلت النجاسة إل النب‬

‫‪.‬‬

‫وف الديث أن العتكِف إذا أخرج رأسه من السجد ليكون ذلك قاطعا لعتكافه ‪ ،‬ومثله ما لوحلف‬ ‫النسان أن ليرج من السجد ‪ ،‬فأخرج رأسه أو جزءً منه ول يرج بميع بدنه ‪ ،‬فإنه ليُعد حانثا بذلك‪.‬‬ ‫و ف الد يث خد مة الرأة لزوج ها ‪ ،‬وأن ا تد مه ب كل ما يتاج إل يه إذا كان ذلك م ا جرت العادة‬ ‫والعرف به ‪.‬‬ ‫وف الديث جواز تنظيف العتكف لنفسه بترجيل الشعر ويلحق به تقليم الظافر وتغسيل اليدين ونو‬ ‫ذلك ‪.‬‬ ‫وف الديث أن العتكف يوز له أن يس الرأة الائض‪،‬وليؤثر ذلك على اعتكافه ‪ ،‬كما قال المهور‬ ‫ومنع منه مالك ‪.‬‬ ‫وف الديث أن العتكِف الصل أنه ل يدخل بيته ‪ ،‬ويبقى ف السجد ‪.‬‬ ‫وف الديث أن العتكِف يوز له دخول بيته للحاجة لقضاء حاجته ‪ ،‬وقاس النابلة على الاجة كل‬ ‫ض وتشييع ميت ‪.‬‬ ‫ب وعيادةِ مري ٍ‬ ‫مافيه نوع احتياجٍ من إحضا ِر طعامٍ و شرا ٍ‬ ‫وف الديث أن المور اليسية يوز أن تُفعل ف السجد ‪.‬‬ ‫وف الديث أن مسّ الرأة بدون شهوة ل ينقض الوضوء ‪ ،‬كما قال المهور خلفا للشافعي ‪.‬‬ ‫وف الديث أن الائض ل يوز لا أن تدخل السجد فتلبث فيه ‪ ،‬فإن عائشة بقيت خارج السجد مع‬ ‫كون ا تتاج إل الدخول للم سجد ول ينع ها من البقاء ف ال سجد ‪ ،‬واللوس ف يه وترج يل ش عر ال نب‬

‫{ ‪} 58‬‬

‫‪ - 62‬رواه البخاري ( ‪ ،) 2029‬ومسلم ( ‪. ) 7 ( ) 297‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫وهي ف السجد إل لِمَا استقرّ من الائض لتلبث ف السجد ‪ ،‬مّايدل على أنه ليوز للحائض أن تعتكف‬ ‫ف السجد ‪.‬‬

‫شهَ َد‬ ‫‪َ -4 9‬وعَنْهَا ر ضي ال عن ها قَالَ تْ‪ { :‬اَل سّّن ُة عَلَى اَْلمُعْتَكِ فِ َأ نْ لَا َيعُودَ َمرِيضًا‪ ,‬وَلَا َي ْ‬ ‫خرُ جَ ِلحَا َجةٍ‪ ,‬إِلّا ِلمَا لَا ُبدّ لَ هُ مِنْ هُ‪ ,‬وَلَا اعْتِكَا فَ إِلّا‬ ‫جِنَازَةً‪ ,‬وَلَا َيمَ سّ ا ْمرَأَةً‪ ,‬وَلَا يُبَا ِشرَهَا‪ ,‬وَلَا َي ْ‬ ‫سجِدٍ جَامِعٍ } َروَاهُ َأبُو دَاوُدَ‪ ,‬وَلَا َبأْسَ بِ ِرجَالِهِ‪ ,‬إِلّا أَنّ اَلرّاجِ َح وَقْفُ آخِرِهِ‬ ‫بِصَوْمٍ وَلَا اعْتِكَافَ إِلّا فِي مَ ْ‬ ‫( ‪. )6 3‬‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬ ‫هنسا هذا الديسث والديسث الذي قبله رواهاس الزهري عسن عروة عسن عائشسة ‪ ،‬فروى الزهري هذا‬

‫الديث الول ‪ ،‬ث قال بعده ‪" :‬والسنة كذا ‪ "..‬ففهِم الرواة أن قوله والسنة من كلم الزهري ‪ ،‬لكن أحد‬ ‫الرواة يقال له عبدالرحن بن إسحاق ويلقب عباد ‪ ،‬أدخل الكلمي ف بعضيهما ‪ ،‬فظُنّ أن كلمة السنة من‬ ‫كلم عائ شة ر ضي ال عن ها ‪ ،‬ولذلك هذا الذي ذكره ال صنف من كلم الزهري ‪ ،‬فيكون من مرا سيل‬ ‫الزهري ‪ ،‬ومراسيل الزهري ضعيفةٌ جدا عند العلماء ‪.‬‬ ‫وعيادة الريض تكلمنا أن أحد يرى جوازها للمُعتكِف ‪ ،‬وأن المهور ينعون العتكف منه ‪.‬‬ ‫وأ ما مس الرأة فإن كان بشهوة ف هو مرم على العت كف ‪ ،‬فإن أنزل ب عد أن م سّ الرأة بشهوة ب طل‬ ‫سه بس سَ الرأة بشهوة ‪ ،‬لقوله تعال‪:‬‬ ‫سل اعتكافس‬ ‫سا إذا ل يُنل فالمام مالك يقول ‪ :‬يبطس‬ ‫سه ‪ ،‬وأمس‬ ‫اعتكافس‬ ‫{ ولتباشروهن وأنتم عاكفون ف الساجد} وهذا يشمل الس بشهوة ولول يكن هناك إنزال ‪،‬والمام‬ ‫أحد ‪ ،‬والمام أبو حنيفة يرون أن العتكاف ل يبطل بذلك ‪.‬‬ ‫وأما بالنسبة لعتكاف الرأة ف مسجدِ بيتها فأحد وأبو حنيفة يرون جوازه وصحته ‪.‬‬

‫{ ‪} 59‬‬

‫‪ - 63‬رواه أبو داود ( ‪. ) 2473‬‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫قَالَ‪ { :‬لَيْ سَ عَلَى اَْل ُمعْتَكِ فِ صِيَامٌ‬

‫س رَضِ يَ اَللّ هُ عَْن ُهمَا; أَنّ اَلنّبِيّ‬ ‫‪ -5 0‬وَعَ نْ اِبْ نِ عَبّا ٍ‬ ‫سهِ } َروَاهُ اَلدّارَقُ ْطِن ّي وَالْحَاكِمُ‪ ,‬وَالرّاجِ ُح وَ ْقفُهُ َأيْضًا‬ ‫جعَ َلهُ عَلَى َن ْف ِ‬ ‫إِلّا َأنْ َي ْ‬ ‫[‬

‫( ‪. )6 4‬‬

‫]‪:‬‬ ‫هذا الد يث رواه راوٍ يقال له ع بد ال بن م مد الرملي فرواه مرفوعا إل ال نب‬

‫‪ ،‬و قد رواه جا عة‬

‫الميدي وعمرو بن زُرَارة وطائفة فوقفوه على ابن مسعود فيكون رفعه شاذا ‪ ،‬والصواب أنه من كلم ابن‬ ‫عباس ‪.‬‬ ‫وهذا الثر عن ابن عباس يدل على أن العتكاف يشترط له الصيام ‪ ،‬وبذلك قال مالك وأبو حنيفة ‪،‬‬ ‫والمام أح د والشاف عي ليشترطون ال صيام للعتكاف ‪ ،‬يقولون ‪ :‬هذا من كلم ا بن عباس ‪ ،‬وا بن عباس‬ ‫قد خالفه جاعة من الصحابة ‪ ،‬وقول الصحاب ل يكون حجة إذا خالفه صحابةٌ آخرون ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وقد ورد‬ ‫ف الد يث أن ال نب‬ ‫الرام ‪ ،‬فقال له‬

‫النب ‪:‬‬

‫سأله ع مر‬

‫فقال ‪ ( :‬إ ن نذر تُ ف الاهليّ ة أن اعت كف ليلةً ف ال سجد‬

‫أوفِ بنذرِك ) ‪ ،‬والليل ليس ملً للصيام ‪.‬‬

‫وقد يستدلون با ورد من أن النب‬

‫اعتكف ف العشر الواخر من شوال ‪ ،‬ول يُذكر عنه أنه صام‬

‫هذه اليام ‪.‬‬

‫صحَابِ اَلنّبِيّ ُأرُوا لَيْلَةَ َالْقَ ْدرِ‬ ‫‪ -5 1‬وَعَ نْ اِبْ نِ ُعمَ َر رَضِ يَ اَللّ هُ عَْن ُهمَا‪ { :‬أَنّ رِجَالً مِ نْ أَ ْ‬ ‫فِي َاْلمَنَا مِ‪ ,‬فِي اَل سّبْعِ َالَْأوَاخِرِ‪َ ,‬فقَالَ رَ سُولُ اَللّ هِ "أَرَى رُؤْيَاكُ مْ َقدْ تَوَاطََأ تْ فِي اَل سّبْعِ‬ ‫حرّهَا فِي اَلسّبْعِ اَْلأَوَا ِخرِ } مُتّفَقٌ َعلَيْهِ ( ‪. )6 5‬‬ ‫حرّيَهَا فَلْيََت َ‬ ‫اَلْأَوَا ِخرِ‪َ ,‬ف َمنْ كَانَ مَُت َ‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬ ‫ف هذا الد يث من الفوائد الهتمام بليلة القدر والرص على إدراك ها ك ما كان ال نب‬

‫يهتمون با فيحرصون على قيامها ‪ ،‬وف هذا إثبات فضيلة ليلة القدر ‪.‬‬

‫{ ‪} 60‬‬

‫‪ - 64‬رواه الدارقطني ( ‪ ،) 3 / 199 / 2‬والحاكم ( ‪.) 439 / 1‬‬ ‫‪ - 65‬رواه البخاري ( ‪ ،) 2015‬ومسلم ( ‪.) 1165‬‬

‫و صحابته‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫وظاهر الديث أن السبع الواخر من رمضان أرجى أن تكون ليلةُ القدر فيها ‪.‬‬ ‫ح ّرَيهَا » يد ّل على بقاء ليلة القدر ؛لن من اسم شرط ‪ ،‬وأساء الشرط تفيد‬ ‫وقوله هنا « فَمَ نْ كَا َن مُتَ َ‬ ‫العموم ما يدل على بقاء ليلة القدر ‪.‬‬ ‫والعلماء قد اختلفوا ف تد يد ليلة القدر على أقوال عديدة ‪ ،‬و قد أخفا ها ال عزو جل ؛ليجت هد الناس‬ ‫ح ّرهَا » دلي ٌل على هذا العن ؛لن التحري هو الجتهاد ‪.‬‬ ‫فيالعبادة رجا َء إصابتها ‪ ،‬وقوله هنا « فَلْيَتَ َ‬ ‫و ف الد يث ال ستئناس بالرؤ يا خ صوصا إذا تواطأت من أشخاص عديد ين وليع ن هذا أن الحكام‬ ‫الشرعية تُبن عليها ‪ ،‬ل ‪،‬الحكام لتبن عليها ‪.‬‬ ‫ل شرعيا ‪.‬‬ ‫وف الديث مشروعية العمل بقول الكثرة فيما ليالف دلي ً‬

‫‪ -5 3‬وَعَ نْ مُعَاوِيَةَ بْ نَ أَبِي سُفْيَا َن رَضِ يَ اَللّ هُ عَْنهُمَا‪ ,‬عَ نْ اَلنّبِيّ‬ ‫لَيْ َلةُ سَبْعٍ َو ِعشْرِينَ } َروَاهُ َأبُو دَاوُدَ‪ ,‬وَالرّاجِ ُح وَ ْقفُهُ ( ‪. )6 6‬‬

‫قَالَ فِي لَيْلَ ِة الْقَ ْدرِ‪{ :‬‬

‫وَقَ ْد اِ ْختُلِفَ فِي َتعْيِيِنهَا عَلَى أَ ْرَبعِيَ َقوْلًا َأوْرَ ْدُتهَا فِي " َفتْ ِح اَلْبَارِي " ( ‪. )6 7‬‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬ ‫هذا الد يث رواه معاذ بن معاذ الع نبي مرفوعا إل ال نب‬

‫‪ ،‬رواه عن شع بة عن قتادة عن مطرّف‬

‫عن معاو ية ‪ ،‬و قد خال فه جا عة من الحدّث ي ‪ ،‬رواه عفان الطيال سي وجا عة عن شع بة من كلم معاو ية‬ ‫ولذلك قال الؤلف ه نا‪ :‬والرا جح وق فه ‪ ،‬وقال الدارقط ن ‪ :‬لي صح مرفوعا ‪ ،‬ولذلك فإن هذا الكلم من‬ ‫كلم معاوية يالف كل َم غيه من الصحابة الذين رأوا أنا غي ليلة سبعٍ وعشرين ‪.‬‬ ‫والظ هر أن ليلة سبعٍ وعشر ين من أر جى الليال لن تكون ليلة القدر ‪ ،‬ل كن لي ست هي عينا ‪ ،‬وأن ا‬ ‫تنتقل من سنةٍ إل أخرى ‪ ،‬وأنا ليال الوتر أحرى أن تكون ليلة القدر وأرجاها ليلة سبعٍ وعشرين ‪.‬‬

‫{ ‪} 61‬‬

‫‪ - 66‬رواه أبو داود ( ‪. ) 1386‬‬ ‫‪ - 67‬انظر " فتح الباري " ( ‪. ) 266 - 263 / 4‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫ح َالْبَارِي " يعن شرح صحيح‬ ‫قال الؤلف ‪َ " :‬و ِاخْتُلِ فَ فِي تَعْيِيِنهَا عَلَى أَ ْربَعِيَ َق ْولًا َأوْ َر ْدتُهَا فِي فَتْ ِ‬ ‫البخاري ‪ ،‬وهذه القوال متعددة ومتضاربسة والعلم ليسس بعر فة القوال فإناس العلم بعر فة الراجسح وسسبب‬ ‫ترجيحه ‪.‬‬

‫‪َ -5 4‬وعَ ْن عَائِ َشةَ رَضِ َي اَللّ ُه َعْنهَا قَالَتْ‪ { :‬قُلْتُ يَا رَسُولَ اَللّهِ ‪َ :‬أرَأَيْتَ إِنْ عَِلمْتُ َأيّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ‬ ‫سةُ‪,‬‬ ‫ف عَنّي " } َروَاهُ اَلْخَمْ َ‬ ‫ك َعفُوّ ُتحِبّ اَْل َعفْوَ فَاعْ ُ‬ ‫اَلْ َقدْرِ‪ ,‬مَا َأقُو ُل فِيهَا? قَالَ‪ " :‬قُولِي‪ :‬اَل ّل ُهمّ إِنّ َ‬ ‫صحّحَ ُه اَلتّ ْرمِذِيّ‪ ,‬وَالْحَاكِمُ ( ‪. )6 8‬‬ ‫غَيْرَ أَبِي دَاوُدَ‪ ,‬وَ َ‬ ‫[‬

‫]‪:‬‬ ‫هذا الديث تكلم فيه طائفة من أهل العلم ‪ ،‬وأعلوه بعدد من العلل منها ‪:‬‬ ‫أن م قالوا بأن الد يث مرةً روي موقوفا على عائ شة ‪ ،‬وروي مرةً مرفوعا ‪ ،‬ل كن أك ثر الرواة يروو نه‬

‫مرفوعا ‪ ،‬وليب عد أن يكون الد يث ثابتا من الطريق ي مرةً مرفوعا ومرة موقوفا ‪ ،‬فإن عائ شة مرةً تدث‬ ‫عن نفسها ومرةً ترفعه إل النب‬

‫‪.‬‬

‫وهذا الد يث من روا ية ا بن بريدة عن عائ شة ‪،‬وب عض أ هل العلم يقول بأن ا بن بريدة ل ي سمع من‬ ‫عائ شة ‪ ،‬لكنّ أك ثر الحدث ي يثبتون ساعه من ها ‪ ،‬ك ما ب عض الرواة رواه عن بريدة عن ال نب‬

‫مر سلً‬

‫بذف عائشة من السناد ‪ ،‬عن ابن بريدة أن عائشة قالت فبالتال يكون الديث مرسلً ‪ ،‬وأجيب ‪ :‬بأن‬ ‫من روي ع نه الر سال قد روي ع نه الت صال ‪ ،‬وطائ فة يروون الد يث مت صلً بدون إر سال ‪،‬ول يتلف‬ ‫قوله ‪ ،‬وبالتال نعلم أن الديث صحيحٌ ‪.‬‬ ‫ت أَيّ لَيْ َلةٍ لَيْ َل ُة َاْلقَدْرِ »‬ ‫ومن فوائد هذا الديث أن ليلة القدر يكن أن يُعل َم با ؛ لقولا ‪ « :‬إِ نْ َعلِمْ ُ‬ ‫ول ينكر عليها النب‬

‫‪ ،‬ما يدل على أن ليلة القدر لا علمات تُعرف با ‪.‬‬

‫ول كن ينب غي أن يُتفطّن للشاعات ال ت تُثار ف كل سنة بدون م ستندٍ شر عي ‪ ،‬م ا يبل بل الناس بدون‬ ‫إستنادها إل علماتٍ شرعية ‪،‬وبعض أهل العلم يقول ‪ :‬إن ليلة القدر ليكن أن تُعلم من قبل أفراد الناس‬

‫{ ‪} 62‬‬

‫‪ - 68‬رواه النسائي في " عمل اليوم والليلة " ( ‪ ،) 872‬والترمذي ( ‪ ،) 3513‬وابن ماجه ( ‪ ،) 3850‬وأحمد ( ‪ ،) 171 / 6‬والحاكم ( ‪.) 530 / 1‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫ت أَيّ لَيْ َل ٍة لَيْ َلةُ اَْل َقدْرِ » الراد بالديث "ماذا أقول ف الليلة‬ ‫إل بدليلٍ شرعي ‪،‬وقالوا الراد بقوله‪ « :‬إِنْ عَلِ ْم ُ‬ ‫الت أترى فيها أن تكون ليلة القدر" ‪.‬‬ ‫وف الديث استحباب هذا الدعاء ‪ ،‬وعِظَم مكانة الدعاء بالعفو والغفرة ‪.‬‬ ‫وف الديث إثبات صفة العفو ل عزوجل ‪ ،‬وكذلك صفة الحبة ‪ ،‬وظاهر الديث أن العفو من أساء‬ ‫ال لقوله (إنك عفوٌ) ‪.‬‬ ‫و ف الد يث التو سل إل ال عز و جل بأ سائه سبحانه ال سن و صفاته العلى ‪ ،‬النا سبة ل ا يد عو إل يه‬ ‫النسان ‪.‬‬ ‫وف الديث أن الوقات الفاضلة يُستحب استغللا بالدعاء ومناجاة ال عز وجل ‪.‬‬ ‫والديث دا ٌل على أن ليلة القدر يسن استغللا بالدعاء ‪ ،‬وف الديث الخر ( من قام ليلةالقدر إيانا‬ ‫واحتسابا ‪ُ ،‬غفِر له ما تقدّم من ذنبه ) دلي ٌل على أنه يسن استغللا بالصلة والقيام ‪ ،‬فحينئذٍ نقتصر على‬ ‫ماورد بأ نه فاضلٌ ف هذه الليلة ‪ ،‬وبق ية العبادات نقول ليلة القدر تا ثل غي ها من الليال ف تلك العبادات‬ ‫الخرى ‪ ،‬فمثلً عبادة الطواف أو عبادة العمرة أو غيهسا مسن العبادات نقول هذه الليلة مث ُل غيهسا مسن‬ ‫الليال ف هذا المر ‪.‬‬

‫‪ -5 5‬وَعَ نْ أَبِي سَعِيدٍ َاْلخُ ْدرِيّ قَالَ‪ :‬قَا َل رَ سُولُ اَللّ هِ ‪ { :‬لَا ُتشَدّ اَلرّحَالُ إِلّا إِلَى‬ ‫جدِ اَْلأَ ْقصَى } مُتّفَقٌ عَلَْيهِ ( ‪. )6 9‬‬ ‫سِ‬ ‫سجِدِي َهذَا‪ ,‬وَاْلمَ ْ‬ ‫حرَامِ‪َ ,‬و َم ْ‬ ‫سجِدِ اَْل َ‬ ‫ثَلَاَثةِ َمسَا ِجدَ‪ :‬اَْل َم ْ‬ ‫]‪:‬‬ ‫[‬ ‫هذا الديث من الحاديث الت اتفق عليها الشيخان ‪ ،‬ورويت من طُرُق أخرى عن عدد من الصحابة‬ ‫رضوان ال عليهم ‪.‬‬

‫{ ‪} 63‬‬

‫‪ - 69‬رواه البخاري ( ‪ ،) 1197‬ومسلم ( ‪.) 415 / 976 - 975 / 2‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫وذ كر الؤلف هذا الد يث ف باب العتكاف من أ جل بيان أن ش ّد الر حل للعتكاف ف ال ساجد‬ ‫ليكون إل ف هذه ال ساجد الثل ثة ‪ ،‬وأ ما غ ي هذه ال ساجد الثل ثة فل يوز لن سان أن ي شد الر حل ل ا‬ ‫سوا ًء للعتكاف أو لغيه ‪.‬‬ ‫وقوله هنا « لَا ُتشَ ّد اَل ّرحَالُ » يراد به شد الرحال إل أي مكان ما تقصد العبادة فيه لذاتا ‪ ،‬وأما إن‬ ‫س ‪ ،‬وليسس لذات البقعسة مثسل شسد الرحال لطلب العلم أو شسد‬ ‫كان القصسود للعبادة الوجودة فس مكانٍس م ا‬ ‫الرحال للجهاد أو نو ذلك فهذا جائز ‪ ،‬وقد تواترت الحاديث بشروعية مثل ذلك ‪.‬‬ ‫وكذلك ل ينع السفر لغي العبادة ‪ ،‬فقوله « لَا ُتشَ ّد اَل ّرحَا ُل ِإلّا ِإلَى ثَلَاَثةِ مَ سَا ِجدَ » يعن الرحال من‬ ‫أ جل العبادة التعل قة بذات البق عة ‪ ،‬أ ما ال سفر لغ ي العبادة م ثل ال سفر للتجارة أو ال ستشفاء أو التداوي أو‬ ‫نو ذلك ‪ ،‬هذه أمور ليست متصة بذات البقعة ‪ ،‬فل تكون داخلة ف الديث ‪.‬‬ ‫و قد روي هذا الد يث ب صيغتي (لَا تُ شد) ه نا روي على أن "ل" ناه ية ‪،‬وروي على أن "ل" ناف ية ‪،‬‬ ‫شدّ اَلرّحَالُ) برفع الدال هذا نفي ‪ ،‬والنفي أبلغ ف النهي من ذات النهي ‪.‬‬ ‫شدْ اَلرّحَالُ) هذا ني ‪(،‬لَا ُت َ‬ ‫(لَا ُت َ‬ ‫ويدخل ف النهي عنه ف حديث الباب شد الرحل والسفر من أجل القبور سواءً أن كانت قبور أنبياء‬ ‫أو قبور صالي ‪ ،‬هذا كله من الحرمات وليوز ‪ ،‬لد يث الباب ومثله شد الر حل وال سفر لزيارة ال قب‬ ‫النبوي ‪ ،‬هذا مايوز لديث الباب لكن لو شد النسان وسافر لزيارة السجد النبوي ث زار قب النب‬ ‫جاز ذلك ؛لن السفر ل يكن من أجل زيارة القب النبوي ‪.‬‬ ‫وم ا ي نع أيضا ال سفر لزيارة أما كن يُ تبك ب ا ‪ ،‬و قد ح كى طائ فة من أ هل العلم أن ال نع من ال سفر‬ ‫لذلك‪ ،‬للقبور أو الماكن الت يتبك با ‪ ،‬أو من أجل البقع غي الساجد الثلثة أن هذا هو مذهب الئمة‬ ‫الربعة وقد سُجن شيخ السلم ابن تيمية من أجل هذه السألة لا قال بأنه ليوز شد الرحال لغي الساجد‬ ‫الثل ثة من ال سفار ال ت يقصد ب ا ذات البِقاع ‪ ،‬فل ما سُجن بإشارة من ب عض علماء ذلك الزمان ‪ ،‬ك تب‬ ‫عديدٌ من العلماء يوافقون شيخ السلم ابن تيمية ‪ ،‬من أ هل العراق ومن غيه من البلدان يبينون أن رأي‬ ‫الشيخ هو الصواب ف هذه السألة ‪.‬‬ ‫وف الديث فضل المكنة الثلثة وأنا أمكنة لا فضيلتها ‪ ،‬ولا منلتها‪.‬‬ ‫حرَامِ » هذا صفة للمسجد أي السجد الحرّم والراد به جيع الرم على الصحيح‬ ‫جدِ َالْ َ‬ ‫وقوله « َالْمَسْ ِ‬ ‫؛لقوله سبحانه‪{:‬يَا أَ ّيهَا الّذِينَ آمَنُوا إِ ّنمَا ا ْل ُمشْ ِركُونَ َنجَسٌ فَلَا َيقْرَبُوا ا ْلمَ ْسجِدَ ا ْلحَرَامَ َبعْدَ عَا ِمهِمْ هَذَا } [التوبة‬ ‫‪ ]28 :‬هذا يكون شامل لميع الرم ‪ ،‬وليتص بسجد الكعبة ‪.‬‬

‫{ ‪} 64‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫جدِ َاْلَأقْصَى» الراد به‪ :‬مسجد القدس وسُمّي أقصى؛لنه أبعد عن الدينة من السجد الرام ‪.‬‬ ‫و «الْ َمسْ ِ‬

‫جدِي َهذَا » يراد به السجد النبوي الذي ف الدينة النبوية ‪.‬‬ ‫و« َمسْ ِ‬

‫واستدلّ بذا الديث على أن من نذر العتكاف ف مسجد غي الساجد الثلثة قضى عنه أن يعتكف ف‬ ‫الساجد الثلثة ‪.‬‬ ‫واستدل بالديث على أن من نذر أن يعتكف ف غي الساجد الثلثة ما يلزم عليه السفر وشد الرحل‬ ‫فإنه ليوز الوفاء بالنذر حينئذٍ وليلزمه ‪ ،‬ويعتكف ف أي مسجد عند جهور أهل العلم ‪ ،‬وبعضهم يقول‪:‬‬ ‫إن هذا النذر أ صلً ل ي صح ‪ ،‬وبالتال ليلز مه اعتكاف ف أي م سجد ‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬بأ نه يلز مه كفارة‬ ‫يي ‪.‬‬ ‫وف الديث دللة على أن من سافر إل الدينة النبوية فإنه يقصد السجد النبوي ول يقصد القب ‪.‬‬ ‫و ف الد يث أن من نوى العتكاف ف غ ي ال ساجد الثل ثة أجزأه أن يعت كف ف ال ساجد الثل ثة ‪،‬‬ ‫لكونا أفضل ‪ ،‬وهذا هو رأي المهور ‪.‬‬ ‫واحتج مالك وأحد والشافعي بديث الباب على أن من نذر أن يعتكف ف الساجد الثلثة لزمه أن‬ ‫يعتكف فيها ‪ ،‬خلفا للشافعي فإن الشافعي يقول ‪ :‬ليلزمه ويعتكف ف أي مسجد ‪.‬‬ ‫شدّ اَلرّ َحلُ » الر حل الراد به ‪ :‬الِمال ‪ ،‬وهذا ل يس مق صودا لذا ته فيش مل ج يع أنواع‬ ‫وقوله ه نا « لَا ُي َ‬ ‫ال سفر ‪ ،‬سواءً كان باللت القدية أو اللت الدي ثة ‪ ،‬ولذلك فهِم ال صحابة شول لفظ الديث بالسفر‬ ‫باليل ونوه ‪.‬‬ ‫هذا آخر ما يتعلق بأحاديث بلوغ الرام ف كتاب الصيام بلغت سبعة وخسي أو ثانية وخسي ‪،‬‬ ‫أ سأل ال عزو جل أن يرزق نا وإيا كم العلم النا فع والع مل ال صال ‪ ،‬وأن يعل نا وإيا كم هدا ًة مهتد ين ‪ ،‬وأن‬ ‫يعلنا وإياكم مباركي موفقي أينما كنا ‪ ،‬وأن يصلح أبناءنا وذرياتنا وسائر أهلينا ‪ ،‬وأن يعلنا من أدرك‬ ‫هذا الشهر الفضيل وتكن فيه من سائر العبادات وقُبلت عباداته ‪ ،‬وكان من ازداد من التقوى ‪ ،‬كما نسأله‬ ‫سبحانه أن يصلحَ أحوال السلمي وأن يردهم إل دينه ردا جيلً وأن يكفي السلمي شر أعدائهم ‪ ،‬هذا‬ ‫وال أعلم وصلى ال وسلم على نبينا ممد ‪.‬‬

‫[ السئلة ]‬ ‫أحسن ال إليكم ونفع بكم ‪ ،‬هنا بعض السئلة إذا أذنتم ‪..‬‬

‫{ ‪} 65‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫[السؤال الول]‪ :‬إذا رجّح متهدٌ عدمَ اعتبارِ اختلفِ الطَالع ‪ ،‬وهو مأمورٌ با يؤدي إليه اجتهاده ‪،‬‬ ‫هل يوز له أن يالف أهل بلده ويفطر سرا ؟أو يصوم سرا ؟خاص ًة إذا كانوا يعتمدون على الساب ؟‬ ‫ض أو إمام ‪ ،‬وبالتال ليوز له أن يعتمد على‬ ‫[الواب]‪ :‬السائل الجتهادية إذا وجد فيها حك ُم قا ٍ‬ ‫اجتهاده هو ‪ ،‬لن هذه القضية من قضايا الئمة الت ُأمِر فيها بالرجوع إل الئمة‪،‬ولذلك جاءنا أنم ل‬ ‫يصوموا إل لّا أمر النب‬

‫بالصيام ‪ ،‬ولذلك لو رأى الواحد من أفراد الناس اللل ‪ -‬هلل الفطر أو‬

‫الصوم ‪ -‬فإنه ليعمل برؤية نفسه على الصحيح ‪ ،‬حت يثبت ذلك الكم عند المام أو القاضي ‪،‬ومن ثَمّ‬ ‫ليوز له أن يعتمد على اجتهاده فيما يتعلق بذه السألة لنا من مسائل القضاء والمامة ‪.‬‬ ‫[السؤال الثان] ‪ :‬هل قول النفية والالكية بلزوم النوافل بالشروع فيها عامٌ ف كل مسألة حت ف‬ ‫الصلة؟‬ ‫[الواب]‪ :‬نعم ‪..‬هم يعمّمُون الكم ف الميع ‪ ،‬وهنا تلحظون مسألة وهي أنه يستثى من ذلك‪:‬‬ ‫فروض الكفايات ؛ فإنا لتدخل ف هذا اللف فإن فرض الكفاية يب إكماله بالتفاق ‪ ،‬لذلك عندك‬ ‫مثلً الهاد يرم قطعه ؛لنه من فروض الكفايات ‪ ،‬والج والعمرة أيضا من فروض الكفايات ‪ ،‬لنه يب‬ ‫على المة أن يوجد فيها ف كل زمان من يج البيت ‪ ،‬هذا فرض كفاية ‪ ،‬فإذا شرَع فيه وجب إكماله ‪،‬‬ ‫وأما إذا كانت العبادة ذات وحدات متلفة ‪ ،‬فكل وحدة منها عبادة مستقلة ‪ ،‬لذلك من عرَف بابا من‬ ‫العلم ليُشترط عليه أن يكمل حت يعرف جيع أبواب من العلم ‪ ،‬وأما بقية النوافل الت ليست من فروض‬ ‫الكفايات فهذه يقع فيها اللف الذكور ‪ ،‬سواء كان ذلك صلة أو كان ذلك صوما أو غي ذلك من‬ ‫أنواع العبادات ‪.‬‬ ‫[ السؤال الثالث ]‪ :‬إذا وصل إل جوف الصائم شي ٌء من ريقِ زوجته وهو صائم ‪ ،‬هل يفسد‬ ‫صومه ؟‬ ‫[الواب]‪ :‬عند الفقهاء أن ذلك مؤثر على الصوم ‪ ،‬بشرط أنه يس بأثر ذلك الريق ف جوفه ‪ ،‬لكن لو‬ ‫كان مرد طعم بدون أن يصل شيء إل الوف فهذا ليؤثر بثابة ذوق الطعام ‪ ..‬وسيأت إن شاء ال‬ ‫الديث فيه ‪.‬‬

‫{ ‪} 66‬‬

‫شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام‬ ‫الشثري‬

‫لفضيلة الشيخ د‪.‬سعد‬

‫[السؤال الرابع] ‪ :‬قول الترمذي ‪" :‬ليصح فيه شيء" ‪،‬عند ذكر اكتحال النب‬

‫هل هذا ف‬

‫الصوم فقط أم هو عام ؟‬ ‫[الواب]‪ :‬الذي يظهر أنه هذا خا صٌ بذه القضية ‪ ،‬ليس عاما ‪ ،‬يعن ف قضية تأثّر الصوم بالكحل ‪ ،‬وأما‬ ‫كونه عامٌ ف استعما ِل الكُحْل مطلقا = مايظهر أن هذا مراد الترمذي ‪.‬‬

‫{ ‪} 67‬‬

More Documents from "Meaad Al-Awwad"

June 2020 0
June 2020 0
June 2020 0
July 2020 0
May 2020 1
July 2020 0