السمو

  • Uploaded by: sali
  • 0
  • 0
  • December 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View السمو as PDF for free.

More details

  • Words: 4,485
  • Pages: 24
‫السمو‬ ‫الشيخ الدكتور عائض بن عبدالله‬ ‫القرني‬

‫القدمة‬ ‫المد ل ‪ ،‬والصلة والسلم على رسول ال ‪ ،‬وعلى آله ومن واله ‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫فإن علو ال مة و سو الروح مطلب شر عي ومق صد إن سان‪ ،‬أج ع عل يه العقلء‪،‬‬ ‫واتفشق عليشه العارفون ‪ ،‬والطالب العاليشة أمنيات الرواد‪ ،‬ول يعششق النجوم إل‬ ‫صفوة القوم ‪ ،‬أ ما الناك صون التخاذلون ف قد رضوا بالدون ‪ ،‬وألتم هم الما ن‬ ‫حت جاءهم النون ‪ ،‬فليس لم ف سجل الكارم أسم ‪ ،‬ول ف لوح العال رسم‪.‬‬ ‫وقد أردت بكتاب هذا إلاب الماس‪ ،‬وبث روح العطاء ‪،‬وإنذار النائمي بفيالق‬ ‫ال صباح‪ ،‬وال صيحة ف الغافل ي ‪ ،‬و قد قلت لقل ب وأ نا أر سله بكتا ب‪) :‬اذْهَ بْ‬ ‫بِكِتَابِي َهذَا فََألْقِهْ إليهمْ ُثمّ َت َولّ عَْن ُهمْ فَانْ ُظرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ) (النمل‪. )28:‬‬ ‫فيا أحفاد الفاتي ‪ ،‬ويا سللة البرار ‪ ،‬ويا بقية الباة‪ ،‬حانت النطلقة الكبي‬ ‫والوث بة العظ مي‪ ،‬و قد عر ضت سفينة النجاح ‪ ،‬ونادي منادي الفلح‪ ( :‬ارْكَ بْ‬ ‫مَعَنَا وَل تَكُنْ َمعَ الْكَافِرِينَ)(هود‪ :‬من الية ‪.)42‬‬ ‫فهل من سامع وهل من ميب ؟‌ ‌‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫بسم ال نبدأ‬ ‫اللهم لك المد لكن أجله وأعظمه ‪ ،‬ولك الشكر لكن أحسنه وأجله‪ ،‬ولك‬ ‫الثناء لكن أكمله وأته‪ ،‬ولك الدح لكن أبلغه وأحله‪ ،‬والصلة والسلم على‬ ‫الصفوة الصطفي‪ ،‬والسوة الرتضي‪ ،‬والسيف النتضي‪ ،‬وأديت حقوق ‪ ،‬وعلى‬ ‫آله وصحبه ‪ ،‬ومن سار على نجه‪ ،‬واقتفي أثره إل يوم الدين‪.‬‬ ‫لاذا السمو؟‬ ‫اخترت لكم هذا العنوان ليوافق سوكم‪ ،‬ويناسب قدركم‪ ،‬وييي جهادكم ‪،‬‬ ‫ويهتف بسجاياكم‪ ،‬ولنكم من أهل ( السمو) أحببت أن أحدو لكم حداء‬ ‫البطال‪ ،‬وأن أتفكم يا صفوة الرجال‪ ،‬لتسافر المال ‪ ،‬ال أفاق اللل‪ ،‬ولنكم‬ ‫أبناء الفاتي‪ ،‬وأحفاد الجدين‪ ،‬وسللة القادة‪ ،‬وبقية البرار‪ ،‬حرصت على‬ ‫إلاب همكم الاضية‪ ،‬والشادة باماتكم العالية‪ ،‬وعزائمكم السامية ‪:‬‬ ‫فتال لو أن السماء صحيفة‬ ‫با الشكر يروي والثناء يرتب‬ ‫وأشجارنا القلم والبحر حبنا‬ ‫ونن طوال الدهر نلي ونكتب‬ ‫لا بلغوا ف كنه شكرك درة‬ ‫ولو دبوا فيك الديح وأغربوا!‬ ‫***‬

‫تية السمو‬ ‫هذ مقطوعة ‪ ،‬السك من أريها فواح‪ ،‬والبلبل من نغمتها صداح‪ ،‬نديها ال أهل‬ ‫الصلح والفلح والنجاح‪:‬‬ ‫كل شهم منكموا رمز فتوة‬ ‫السما تروي ال الرض سوه‬ ‫هم لو أن للدهشششر با‬ ‫معهدا ل يلك الدهر عتوه‬ ‫غيكم ف لوه قد جحت‬ ‫نفسه يهوي با سبعي هواة‬ ‫وأراكم صفوة صادقة‬ ‫فيكم الق وآثار النبوة‬ ‫دعوة بل صحوة بل وثبة‬ ‫ف صفاء ووفاء وأخوة‬ ‫ولنكم أهل الصلح والفلح‪ ،‬وأحفاد أب بكر وعمر وعثمان وعلى ‪ ،‬ومنكم‬ ‫خالد وعمرو وسعد والقداد‪ ،‬ومنكم الجدون والصلحون‪ ،‬قلنا لكم ف بطاقة‬ ‫سلم‪:‬‬ ‫حيث الشهامة مضروب سرداقها‬ ‫بي النقضي من عفو ومن نقم‬ ‫وللرسالة أنوار مقدسة‬ ‫تلو البغيضي من ظلم ومن ظلم‬ ‫وللخوة آيات تنص لنا‬

‫على الفي من حكم ومن حكم‬ ‫وللمكارم أعلم تعلمنا‬ ‫مدح الزيلي من بأس ومن كرم‬ ‫وللعل ألسن تثن مامدها‬ ‫على الميدين من فعل ومن شيم‬ ‫برقيات عاجلة‬ ‫يا أصحاب سو العال إل العزيز العال جل ف عله‪ ،‬بإيانم وجهادهم وصبهم‬ ‫ودعوتم‪:‬‬ ‫• لا أنذر النمل وحذر ودعا بن جنسه سطرت ف حقه سورة من سور‬ ‫القرآن ‪ ،‬فخذوا من النمل ثلثا‪ :‬الدأب ف العمل‪ ،‬ومولة التجربة‪،‬‬ ‫وتصحيح الطأ‪.‬‬ ‫• لا أكمل النحل طيبا ووضع طيبا‪ ،‬أوحي ال إليه وجعل له سورة‬ ‫باسه ف الذكر الكيم ‪ ،‬فخذوا من النحل ثلثا‪ :‬أكل الطيب‪ ،‬وكف‬ ‫الذي‪ ،‬ونفع الخريت ·‬ ‫• لا تلت هة السد وظهرت شجاعته سته العرب مائة أسم‪ ،‬فخذوا‬ ‫من السد ثلثا‪ :‬ل ترهب الواقف‪ ،‬ول تاعاظم الصوم‪ ،‬ول ترض‬ ‫الياة مع الذل‪.‬‬ ‫• لا سقطت هة الذباب ذكر ف الكتاب على وجع الذم ‪ ،‬فاحذروا‬ ‫ثلثا ف الذباب‪ :‬الدناءة‪ ،‬والسة‪ ،‬وسقوط النلة‪.‬‬

‫• لل هزت العنكبوت وأوهت بيتها ضربا بيتها مثلً للهشاشة‪،‬‬ ‫فاحذروا ف العنكبوت ثلثا عدم التقان ‪ ،‬وضعف البنيان‪ ،‬وهشاشة‬ ‫الركان‪.‬‬ ‫• ولا تبلد المار ضرب مثلً لن ترك العمل ول ينفعه ‪ ،‬فاحذروا ثلثا‬ ‫ف المار‪ :‬البلدة‪ ،‬وسقوط المة وقبول الضيم‪.‬‬

‫• ولا عاش الكلب دنيئا لئيما ضرب مثلً للعال الفاجر الغادر الكافر‬ ‫فاحذروا ثلثة ف الكلب‪:‬‬ ‫كفر الميل وخسة الطباع ‪ ،‬وناسة الثار ‪.‬‬ ‫• وح ل الد هد ر سالة التوح يد فتكلم ع ند سليمان‪ ،‬ونال المان ‪،‬‬ ‫وذكره الرح ن‪ ،‬فخذوا من الد هد ثل ثة ‪ :‬الما نة ف الن قل‪ ،‬و سو‬ ‫المة‪ ،‬وحل هم الدعوة ‪:‬‬ ‫والدهد احتمل الرسالة ناطقا *** أهلً بن حل اليقي وسلما‬

‫قال أبو معاذ الرازي‪ :‬مسكي من كان الدهد خيا من !!‪.‬‬ ‫وإذا أ تى جع فر الطيار بناح ي‪ ،‬ود عى أبوب كر من أبواب ال نة الثمان ية‪ :‬وكلم‬ ‫ع بد ال بن عمرو الن صاري ر به بل ترجان ‪ ،‬وتو كأ ع بد ال بن أن يس على‬ ‫عصاه ف النة ‪ ،‬ودخل بلل قصره‪..‬‬ ‫فبماذا تأت أنت ؟ وماذا أعددت؟ وما بضاعتك؟!‪:‬‬ ‫فيا ليت شعري ما نقول وما الذي‪..‬‬ ‫نيب به إذ ذاك والطب أعظم؟!‬

‫نفوس ست شوقا إل ال‬ ‫تعال بنا نسافر مع أدب لكن صادق ‪ ،‬ومع شعر لكن مؤمن‪ ،‬ومع قافية لكن‬ ‫مسلمة‪:‬‬ ‫وقف ماهد مؤمن ف عصر الصحابة على جبال الفغان على مشارف كابل‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫أيا رب ل تعل وفات إن أتت‬ ‫على شرجع يعلو بسن الطارف‬ ‫ولكن شهيدا ثاويا ف عصابة‬ ‫يصابون ف فج من الرض خائف‬ ‫إذا فارقوا دنياهم فارقوا الذى‬ ‫وسروا ال موعود ف الصحائف‬ ‫يقول‪ :‬يا رب ‪ ،‬ل تعدن ال غرفت الضيقة ‪ ،‬ال سريري الشرجع بالطارف ‪،‬‬ ‫ال زوجت الميلة‪ ،‬لكن قطعن ف يبلك إربا ‪ ..‬إربا ‌‌! وهذه المل النادرة‬ ‫تدها ف أبديات الوحدين‪ ،‬وف دواوين الخلصي فقط‪ ،‬يقولا أحدهم‬ ‫مستلهما جلل اللع وعظمته ‪ ،‬ث تفيض دموعه‪ ،‬ث يقول‪ :‬اللهم خذ من دمي‬ ‫هذا اليوم حت ترضي!!‪.‬‬ ‫والباء بن مالك سيت روحه ال الواحد القيوم فاضطجع على ظهره ووضع‬ ‫رجله اليمن على اليسرى‪ ،‬ورفع عقيته بالنشيد‪ ،‬فقال له أنس‪ :‬أتنشد وتغن أنت‬ ‫من أصحاب ممد عليه الصلة والسلم؟ فقال له أسكت‪ ،‬فوال الذي ل إله إل‬ ‫هو ‪ ،‬لقد قالت من الكفار مائة مبازرة‪ ،‬ووال الذي ل إله إل هو لموتن‬ ‫شهيدا!‪..‬‬

‫لاذا يقسم؟!‪..‬‬ ‫لن الرسول عليه الصلة والسلم قال فيه وقد رآه بذ اليئة‪ ،‬رث الثياب ‪:‬‬ ‫(( رب أشعث أغب ذي طمرين لو أقسم على ال لبره منهم الباء بن مالك))‪..‬‬ ‫فأقسم على ال يوم (تستر) أن يقتل شهيدا فقتل شهيدا!‪.‬‬ ‫وعمر بن عبد العزيز ست روحه يوم تول اللفة ‪ ،‬جلس على النب الدمشقي‬ ‫ليحكم ثنتي وعشرين دولة إسلمية ‪ ،‬ففاضت دموعه وبكي وأجهش الناس‬ ‫بالبكاء ‪ ،‬قال الحدث الرواية الثقة رجاء بن حيوه‪ :‬وال لقد كنت أنظر ال‬ ‫جدران السجد هل تبكي معنا!‪.‬‬ ‫وف حلية الولياء عن سفيان قال ‪ :‬قال عمر بن عبد العزيز ‪ :‬كانت ل نفس‬ ‫تواقة‪ ،‬فكنت ل أنال منها شيئا إل تاقت ال ما هو أعظم ‪ ،‬فلما بلغت نفسي‬ ‫الغاية ‪ ،‬تاقت ال الخرة !‪ .‬هذا هو السمو‪!..‬‬ ‫ومن أبديات السالكي قولم على لسان عبد اله بن رواحة وقد تن الصحابة‬ ‫عودته سالا‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫لكنن أسال الرحن مغفرة‬ ‫وطعنة ذات فرغ تقذف الزبدا‬ ‫أو طعنة بيدي حران مهزة‬ ‫برية تنفذ الحشاء والكبدا‬ ‫حن يقال إذا مروا على جدثي‬ ‫أرشده ال من غاز وقد رشدا‬ ‫فقتل ف مؤتة‪ ،‬وقبه هناك ‪ ،‬ولكن سريره دخل ال جنات النعيم‪ ،‬ورآه رسول‬ ‫الدي ش عليه الصلة والسلم ش بعينه‪.‬‬ ‫والعباد أيضا يشاركون مع الجاهدين ف سو المة ‪ ،‬فأما أحدهم وهو عباد بن‬ ‫عبد ال بن الزبي ‪ ،‬فيقول ‪ :‬اللهم إن أسالك اليتة السنة‪ ،‬قالوا ‪ :‬ما هي؟ قال ‪:‬‬

‫أن يتوفان رب وأنا ساجد ‪ ،‬فقبض ال روحه وهو ساجد ف آخر سجدة من‬ ‫صلة الغرب‌‪ ،‬وقس على ذلك قوله صلي ال عليه وسلم ف حديث حسن لعمر‬ ‫وقد رآه لبس ثوبا أبيض ‪ ،‬فقال له‪ (( :‬ألبس جديدا وعش حيدا ‪ ،‬ومت‬ ‫شهيدا))‪ ،‬فرزقه ال سوا ف الدنيا ‪ :‬عدلً ف الرعية‪ ،‬رحة بالمة‪ ،‬زهدا ف نفسه‬ ‫‪ ،‬ث توفاه شهيدا ف الحراب‪ ،‬وعلى ذلك سار السلف‪ ،‬حت إنه ف ليلة من ليال‬ ‫أهل السمو العلمي كان إسحاق بن منصور (تلميذ أحد بن حنبل ) ف خراسان‪،‬‬ ‫فرجع بعد ما روى الديث سبع سنوات وكتبه ف قراطيس ‪ ،‬فأمطرت السماء‬ ‫ف الليل ‪ ،‬فوضع الكتب والدفاتر تت بطنه واحتضنها والبد يصب على ظهره ‪،‬‬ ‫والطر البارد يغطي جسده‪ ،‬والريح تسف على وجهه‪ ،‬وهو يتضن دفاتره لئل‬ ‫تسح بالاء بعد رحلة سبع سنوات ‪ ،‬عاش طويلً ومات ‪ ،‬فرآه أحد الصالي ف‬ ‫النة ‪ ،‬قال ‪ :‬ما فعل ال بك ؟ قال‪ :‬غفر ل بليلة الطر يوم اننيت على الدفاتر‬ ‫وحضنت أوراقي ‌‌‪.‬‬ ‫وأنظر ال بعض الصالي يرسل نشيده ال الواحد الحد لكن ينظمه ببات قلبه‬ ‫‪ ،‬يبدأ بالنثر فيقول كلما معناه‪:‬‬ ‫يا رب ‪ ،‬إن أحب كثي عزة‪ ،‬وأحب غيلن مية‪ ،‬فاجعل حب فيك يا رب‪ ،‬وإن‬ ‫أحب عنترة عبلة‪ ،‬وأحب فلن ليلي‪ ،‬وأحب الخر سلمي ‪ ،‬فاجعل حب لك‬ ‫وحدك‪ ،‬ث نظمها شعرا فقال‪:‬‬ ‫إذا كان حب الائمي من الورى‬ ‫بليلي وسلمي يسلب اللب والعقل‬ ‫فماذا عسي أن يصنع الائم الذي‬ ‫سري قلبه شوقا ال العال العلى ؟‌‬ ‫أف على الوتر‌‌!‪ ..‬أف على الغناء‌ !‪ .‬أف على الضياع ‌‌! أف على حياة اللهو‬ ‫والغرام واليام إن ل تكن الحبة للواحد العلم ‪ ،‬الذي بن دار السلم ‪ ،‬فلماذا‬

‫انتهي من بنائها قال ‪ ( :‬تكلمي وعزت وجلل ‪ ،‬قالت‪َ) :‬قدْ َأفْلَ َح الْ ُمؤْمِنُونَ‬ ‫اّلذِينَ ُه ْم فِي صَلِت ِهمْ خَاشِعُونَ) (الؤمنون‪ )1،2:‬قال ‪ (( :‬وعزت وجلل ل‬ ‫ياورن فيك بيل )) ‌‌!‬ ‫هذه مسية الصالي ‪ ،‬ولكن ينحرف بعض الناس ال هواه‪ ،‬ال العيون السود ‪،‬‬ ‫ال الدود ؛ يقول ابن زريق ف بغداد وهو هائم بامرأة‪:‬‬ ‫ل تعذليه فإن العذل يوجعه‬ ‫قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه‬ ‫ث يقول‪ :‬آه ‪ ،‬ث يوت ‌‌!!‪ ..‬ولكن (مسلما) صاحب الصحيح ‪ ،‬الذي قدم لنا‬ ‫مياث ممد عليه الصلة والسلم‪ ،‬العال الربان‪ ،‬بات ليلة كاملة يبحث عن‬ ‫حديث للرسول عليه الصلة والسلم ‪ ،‬ول ينم‪ ،‬فلما صلي الفجر‪ :‬آه‪..‬آه‪..‬آه‪،‬‬ ‫ث مات‪ ،‬فقيل ‪ :‬شهيد الديث!‪ ،‬والنابلسي الحدث العال الزاهد الذي أفت‬ ‫بفتوي شجاعة ف الفاطميي النحرفي الكفرة ش عند كثي من أهل العلم ش‬ ‫قال‪ :‬من عنده عشرة سهام فليم الفاطميي بتسعة والنصارى بسهم‪ ،‬فطعنه‬ ‫يهودي بالنجر ‪ ،‬قال الذهب ‪ :‬كان دمه يتصبب ف الرض وهو يقول ‪ :‬ال ‪..‬‬ ‫ال ‪ ..‬ال‪.!‌‌..‬‬ ‫سؤال نقدمه لهل السمو ‪ ،‬وأهل العزائم والمم‪:‬‬ ‫قالوا ‪ :‬الوي والب هل تنو له‬ ‫أم أنت ف أرض الوي متجلد‬ ‫قلت‪ :‬الحبة للذي صنع الدى‬ ‫فحبيب قلب ف الياة ممد‬ ‫اللهم اجعله حبيبنا بعد حبنا لك ‪ ،‬يقول عمر بن عبد العزيز وروحه تسافر ف‬ ‫ممع من الناس وقد حدثته باللفة وهو زاهد عابد ‪ ،‬قال ‪ :‬قام فينا معاوية بن‬ ‫أب سفيان رضي ال عنه ف الدينة على النب ونن جلوس أمامه ‪ ،‬وقد تول‬

‫اللفة ‪ ،‬فقال‪ :‬من أول من باللفة ‪ ،‬قال ‪ :‬فحللت حبوت لرد عليه وأقول ‪:‬‬ ‫ك الدّارُ‬ ‫أول منك الهاجرون والنصار!‪ ،‬فتذكرت قوله سبحانه وتعال‪( :‬تِلْ َ‬ ‫الْآخِ َرةُ َنجْعَُلهَا لِّلذِينَ ل ُيرِيدُونَ ُعُلوّا فِي الَْأ ْرضِ وَل َفسَادا ) (القصص‪ :‬الية‬ ‫‪ ،)83‬فجلست مكان!!‪.‬‬ ‫* *‬ ‫*‬ ‫التعال عن الصغائر ‪ ،‬والترفع عن الرذائل‬ ‫اسع ال الوحي ياطبك بأن ترتفع (وَل َتهِنُوا وَل َتحْزَنُوا وَأَنُْت ُم الْأَعَْلوْنَ)(آل‬ ‫عمران‪ :‬الية ‪ ، )139‬ل يصيبك إحباط ول يأس ول فشل ‪ ،‬وأنت تسجد ل‬ ‫ومعك القرآن ‪ ،‬وقد هديت ال تكبية الحرام ‪ ،‬ومعك أخوة صالون‪ ،‬ومعك‬ ‫دعاة وعلماء ‪ ،‬إن ال يب معال المور‪.‬‬ ‫واسع ال على بن عبد العزيز الرجان الفقيه الحدث والقاضي الواعظ ‪ ،‬وهو‬ ‫يبك بعصارة حياته‪ ،‬وقد ترك الناس ‪،‬وأغلق الباب على نفسه ف البيت ‪ ،‬ل‬ ‫يالط كبيا ول صغيا ‪ ،‬ويقول ‪:‬‬ ‫أنست بوحدت ولزمت بيت‬ ‫فدام ل النا ونا السرور‬ ‫وأدبن الزمان فل أبال هجرت‬ ‫فشششل أزار ول أزور‬ ‫فلست بسائل ما عشت يوما‬ ‫أسار اليش أم ركب المي‬ ‫وهو الذي يقول‪:‬‬ ‫يقولون ل فيك انقباض وإنا‬

‫رأوا رجلً عن موقف الذل أحجما‬ ‫وما زلت منحازا بعرضي جانبا‬ ‫من الذم أعتد الصيانة مغنما‬ ‫إذا قيل هذا مشرب قلت قد أري‬ ‫ولكن نفس الر تتمل الظما‬ ‫ول أقض حق العلم إن كان كلما‬ ‫بدا مطمع صيته ل سلما‬ ‫ول أبتذل ف خدمة العلم مهجت‬ ‫لخدم من لقيت لكن لخذما‬ ‫أأشقى به غرسا وأجنبه ذلة‬ ‫إذا فابتياع الهل قد كان أحزما‬ ‫ولو أن أهل العلم صانوه صانم‬ ‫ولو عظموه ف النفوس لعظما‬ ‫ولكن أهانوه فهان ودنسوا‬ ‫مياه بالطماع حت تهما‬ ‫ومن سو البخاري صاحب الصحيح رحه ال يقول‪ :‬رأيت ف منامي الرسول‬ ‫صلي ال عليه وسلم وكأنه يرفع خطوة واضع رجلي أو قدمي مكان قدمه‪،‬‬ ‫فسألت أهل العلم وأنا شاب‪ ،‬قالوا‪ :‬أنت تفظ سنة الرسول عليه الصلة‬ ‫والسلم! ويقول ‪ :‬ما اغتبت مسلما منذ احتلمت!‪ ،‬فقل ل بال يا من أكثر من‬ ‫الغيبة والوشاية والنميمة واستحلل العراض‪ :‬كيف نقارن بينك وبي‬ ‫البخاري؟‪.‬‬ ‫وقال الشافعي صاحب المة العالية ‪ :‬ما كذبت منذ علمت أن الكذب يضر‬ ‫أهله!‪ ..‬ل كذب ف هزل ول جد ‪ ،‬ول ليل ول نار‪ ،‬ويقول وهو ياسب نفسه‬

‫‪ :‬ما حلفت بال صادقا ول كاذبا !‪،..‬وكان يعيش على كسرة البز‪ ،‬وامتل بيته‬ ‫باللخاف والريد والصحف حت كاد هو وأمه يرجان خارج البيت‪ ،‬وهو‬ ‫يطلب العلم ويقول ش وقد عرضت له القناطي من الذهب من هارون الرشيد‬ ‫ش‪:‬‬ ‫أمطري لؤلؤا ساء سرنديب‬ ‫وفيضي آبار تكرور تبا‬ ‫أنا إن عشت لست أعدم خبزا‬ ‫وإذا مت لست أعدم قبا‬ ‫هت هة اللوك ونفسي‬ ‫نفس حر تري الذلة كفرا!‬ ‫فما الجد إذا ؟‬ ‫قال اهل العلم ‪ :‬الجد والسمو ف ثلثة ‪ :‬أن ترغ وجهك ساجدا ل ‪ ،‬وأن‬ ‫تأكل اللل‪ ،‬وأن تكون سليم الصدر ‪ ،‬ث ل يضرك ما فاتك من الدنيا من‬ ‫دورها وقصورها وذهبها‪.‬‬ ‫جلس مدث من الحدثي الكبار ش ذكره الذهب وغيه ش‪ ،‬فرأي ألف عمامة‬ ‫أمامه‪ ،‬كلهم يكلبون الديث ‪ ،‬مع كل عمامة قلم‪ ،‬مع كل قلم مبة‪ ،‬مع كل‬ ‫مبة كتاب‪ ،‬مع كل كتاب دفتر‪ ،‬فدمعت عيناه وقال‪ :‬هذا وال اللك ل ملك‬ ‫الأمون والمي ‪ ،‬ث أنشد فرحا‪:‬‬ ‫إن إذا احتوشتن ألف مبة‬ ‫يروون حدثن طورا وأخبن‬ ‫ناديت ف المع والقلم مشرعة‬ ‫تلك الكارم ل قعبان من لب‬

‫وهذا تضمي رائع جيل ضمنه كثي من أهل العلم قصادئهم ‪ ،‬وأذكر على سبيل‬ ‫سو أهل المم صلح الدين ‪ ،‬فقد ذكروا أنه ل يزح ول يبتسم‪ ،‬فسأله أصحابه‬ ‫‪ :‬مالك؟ قال‪ :‬ل أمزح ول أبتسم حت أفتح بيت القدس!‪ ..‬وفتح بيت القدس‬ ‫وصف معه المراء والعلماء والوزراء‪ ،‬وقام الطيب شس الدين اللب على النب‬ ‫فافتتح خطبته وأشار ش بعد المد ل والوقلة ش لصلح الدين قائلً‪:‬‬ ‫تلك الكارم ل قعبان من لب‬ ‫وهكذا السيف ل سيف ابن ذي يزن‬ ‫يقول‪ :‬أنت السيف‪ ،‬أنت النتصر ش بإذن ال ش‪ ،‬أنت فخر السلم ل سيف‬ ‫ابن ذي يزن الاهلي الشرك‪.‬‬ ‫وهنا يأتيك السمو من أهل الاهلية‪ ،‬لكن يرشده السلم تت مظلة التعال على‬ ‫الصغائر والترفع عن الرذائل ‪ ،‬يقول الرسول صلي ال عليه وسلم لبنة حات‬ ‫الطائي‪ (( :‬لو كان أبوك مسلما لترحنا عليه ))!‪ ،‬و(حات) قصة من البذل ‪ ،‬قصة‬ ‫من السمو ‪ ،‬قصة من الود ‪ ،‬عندما تب الرياح النجدية فتلعب بالبيوت‪،‬‬ ‫وينضوي البخيل كالكلب ف بيته ‪ ،‬يرج حات ويقول لغلمه‪ :‬التمس ل ضيفا‬ ‫فإن أتيت الليلة بضيف فأنت حر‪ ،‬ث يقول له‪:‬‬ ‫أوقد فإن الليل ليل قر‬ ‫والبد يا غلم برد صر‬ ‫إذا أت ضيف فأنت حر!‬ ‫ويقول‪:‬‬ ‫أما والذي ل يعلم الغيب غيه‬ ‫وييي العظام البيض وهي رميم‬ ‫لقد كنت أطوي البطن والزاد يشتهي‬ ‫مافة يوما أن يقال لئيم‬

‫فهل طوينا بطوننا وآلف الائعي ف أفغانستان وفلسطي وكشمي والبوسنة؟‪،‬‬ ‫هل اقتصدنا ف نفقاتنا وهذا حات ف الاهلية يقول‪ :‬وال إن أطوي بطن‪ ،‬وال‬ ‫إن أترك البز واللحم لئل يقال بيل؟!‪ ،‬وهو ل يرجو ثوابا ول ياف عقابا‪،‬‬ ‫فكيف بن صلي المس‪ ،‬وصام الشهر‪ ،‬وحج البيت؟!‬ ‫وهذه قصة السمو من مدرسة حات‪:‬‬ ‫وما أنا بالساعي لفضل لامها‬ ‫لتشرب ماء القوم قبل الركائب‬ ‫يقول حات ف أخلقياته الشريفة الت ذكره با صلي ال عليه وسلم ‪ :‬أنا من‬ ‫صفات أن ما اسابق ‪ ،‬حت بغلت أعلمها اليثار‪ ،‬بغلت ل أقدمها تشرب الاء من‬ ‫الوض قبل أصحاب‪ ،‬بغلت أو حاري أو جوادي أعلمه الذب لئل يشرب قبل‬ ‫حار الناس وقبل جوادهم‪ ،‬فقل ل عن نفسي ونفسك ونن ف دائرة افسلم‬ ‫ودائرة السنة‪ ،‬هل آثرنا جياننا‪ ،‬هل آثرنا الفقراء والساكي؟‬ ‫ث يقول ف أدب آخر ‪ ،‬أنثره ث أنظمه ‪ ،‬يقول ‪:‬‬ ‫إذا مشيت مع قوم وأنت على ناقة‪ ،‬ومعك زميل يشي على الرض ‪ ،‬فاركبه ‪،‬أو‬ ‫أنزل معخ‪ ،‬ل تركب وهو يشي!‪:‬‬ ‫إذا كنت ربا للقلوص فل تدع‬ ‫رفيقك يشي خلفها غي راكب‬ ‫أنها فأركبه فإن حلتكما‬ ‫فذاك ‪ ،‬وإن كان العقاب فعاقب‬ ‫وقد جاء با ممد صلي ال عليه وسلم ناصعة مشرقة طاهرة زكية لوجه ال ‪،‬‬ ‫فقال ف صحيح مسلم ‪ (( :‬من كان له فضل زاد فليعد به على من ل زاد له‪،‬‬ ‫ومن كان له فضل ظهر فليعد به على من ل ظهر له))‪.‬‬

‫حدثن أستاذ ف مكة قال‪ :‬وجدت أن الثراء الفاجش مع قلة الدين والفسق إنا‬ ‫هو طغيان على المة ‪ ،‬وروي ل قصة طالب ف مكة من ( تشاد)‪ ،‬معه سيارة‬ ‫مهلهلة ل تساوي خسة آلف ‪ ،‬قال‪ :‬من حسن أدبه وسلمة صدره يوصل‬ ‫إخوانه وزملءه إل حاراتم بذه السيارة!‪ ..‬قلت‪ :‬فأين أهل الشبح ‪ ،‬وأهل الغناء‬ ‫والثراء‪ ،‬الذين يعيشون فحشا وظلما وغشا ف الضمائر؟‪ ..‬إنا القلة مع الود‪،‬‬ ‫وليست الكثرة مع البخل ‪ ،‬والرسول عليه الصلة والسلم يقول فيما يروي عنه‬ ‫‪ (( :‬ل يؤمن من بات شبعان وجاره جائع))‪.‬‬ ‫أما عروة بن الورد فيقول‪:‬‬ ‫أوزع جسمي ف جسوم كثية‬ ‫واحسو قراح الاء والاء بارد‬ ‫أتزأ من أن سنت وأن تري‬ ‫بوجهي شحوب الق والق جاحد‬ ‫يقول ‪ :‬أنا نيف وأنت سي ‪ ،‬ومع ذلك فانا يضر طعامي سبعة وثانية‪ ،‬أما‬ ‫أنت فإنك وحدك!‪.‬‬ ‫صنعوا للربيع بن خيثم العال الزاهد طعاما خبيصا ش والبيص من أجود الكل‬ ‫ش وكان الربيع جائعا‪ ،‬فلما قدمواله الفنة‪ ،‬إذا بسكي يطرق الباب!‪ ،‬قال‬ ‫فصنع له أهله خبيصا مرة ثانية‪ ،‬ولا قدموه ليأكل إذا بسكي يطرق الباب قال‪:‬‬ ‫أدخلوه فأكل ‪ ،‬وكان السكي الثان اعمي‪ ،‬فقال له أهله‪ :‬وال ما يعلم هل هو‬ ‫خبيص أو ل ‪ ،...‬قال ‪ :‬لكن ال سبحانه يعلم!‪ .‬فقالوا له‪ :‬كيف ذلك؟ قال‪:‬‬ ‫سهِمْ َوَلوْ كَانَ ِب ِهمْ َخصَاصَةٌ)(الشر‪ ،)9 :‬ث قال ()لَنْ تَنَالُوا‬ ‫( وَُيؤْثِرُونَ عَلَى أَنْ ُف ِ‬ ‫الْبِرّ حَتّى تُنْفِقُوا ِممّا ُتحِبّونَ )(آل عمران‪.)92 :‬‬

‫يقول أحد الطباء ف العصر العباسي ‪ :‬إاذذ أعجبتك وجبة شهية فقدمها للفقي‪،‬‬ ‫فإنك سوف تأكلها ف النة‪ ،‬ول تأكلها أنت فإنك سوف تلقيها ف بيت اللء‪.‬‬ ‫وهذا من فقهيات سو المم‪.‬‬ ‫تدي الصاعب والنتصار على الزمات‬ ‫قيد أبو وردي بسبب روايته الديث ‪ ،‬وصدعه بكلمة الق ‪ ،‬لكنه صب‬ ‫واحتسب ف ذات ال عز وجل‪ ،‬وعد ذلك مكسبا عظيما فقال‪:‬‬ ‫انكر ل خصمي ول يدر أنن‬ ‫أعز ‪,‬احدث الزمان تون‬ ‫فبات يرين الصم كيف أعتداؤه‬ ‫وبت أريه الصب كيف يكون!‬ ‫تلوت هذين البيتي على فضيلة الشيخ ممد بن عثيمي رحه ال ‪ ،‬فصحح ل‬ ‫مسارا ف البيتي ‪ ،‬حيث قال الشاعر ف الصل ‪ (( :‬تنكر ل دهري))‪ ،‬وصدق‬ ‫ابن عثيمن وأنا معه‪ ،‬وأنسخ من الن البيتي وأرد كلمة (دهري) ‪ ،‬وأقول ‪ :‬تنكر‬ ‫ل خصمي‪ ،‬فرحم ال ابن عثيمي ‪ ،‬ورحم ال الظفر الب وردي الشاعر الكبي‪.‬‬ ‫وابن رشيد الندلسي وعظ النصاري ف الندلس فقيدوه ‪ ،‬ولطومه وجلدوه ‪،‬‬ ‫وحبسوه‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫إن كان عندك يا زمان بقية‬ ‫ما يهان با الكرام فهاتا‬ ‫يقول ‪ :‬بقي القتل‪ ،‬تعال بالقتل‪ ،‬حي ال القتل ف سبيل ال!‪..‬‬ ‫أم السؤال الذي يوجه لصحاب السمو والعال من أهل المم العالية من العباد‬ ‫والزهاد وأهل الهاد فهذا هو‪ :‬قيل لبن عباس‪ :‬كيف حصلت على هذا العلم؟‬

‫قال ‪ :‬بتوشد ردائي ف القيلولة ‪ ،‬والريح تسف على وجهي من الرمل ومن وهج‬ ‫الصحراء ثلثي سنة! وقالوا لعطاء ‪ :‬كيف حصلت على هذا العلم؟ قال‪ :‬بتوسد‬ ‫فراشي ف السجد الرام ثلثي سنة !‪ ..‬ثلثون سنة ل يعرف بيته طلبا للعلم‪،‬‬ ‫أما طلبة العلم ف هذا الزمان ش إل من رحم ربك ش فإن أحدهم يدخل ال‬ ‫الامعة أربع سنوات فأكثر ‪ ،‬ث يرج وهو جاهل‪ ،‬ث يري أنه إمام الدنيا وحافظ‬ ‫العصر ‪ ،‬وخاتة الجددين النب صلي ال عليه وسلم يقول أخدهم ف دخول‬ ‫للكلية‪:‬‬ ‫ل متواضعا‬ ‫ودخلت فيها جاه ً‬ ‫وخرجت منها جاهلً دكتورا!‬ ‫يقول ‪ :‬كنت قبل دخول الكلية جاهلً لكن متواضع ؛ اسلم على رأس أب‪،‬‬ ‫وأقبل كف أمي‪ ،‬وأجلس مع زملئي‪ ،‬فلما درست وتعلمت لسنوات خرجت‬ ‫فل تواضع ول احترام ول أدب !‪ ،..‬وهذه صورة قبيحة لطالب العلم‪.‬‬ ‫وقيل للشعب‪ :‬ب حصلت على هذا العلم؟ قال‪ :‬بسهر طي النوم من عين‪،‬‬ ‫وبسهاد‪ ،‬وبتبكي كتبكي الغراب‪.‬‬ ‫نعم إن العظمة جهاد وسهاد وجلد‪ ،‬ودموع واشلء‪ ،‬قال التنب وهو على دنيا‬ ‫رخيصة ‪ ،‬ليس على تكبية إحرام ول على عبادة‪:‬‬ ‫أطاعن خيلً من فوارسها الدهر‬ ‫وحيدا وما قول كذا ومعي الصب!‬ ‫وأشجع من كل يوم سلمت‬ ‫وما ثبتت إل وف نفسها أمر‬ ‫ترست بالفات حت تركتها‬ ‫تقول أمات الوت أم ذعر الذعر‬ ‫وأقدمت إقدام الت كان ل‬

‫سوس مهجت أو كان ل عندها وتر‬ ‫ال أن يقول‪:‬‬ ‫وتركك ف الدنيا دويا كأنا‬ ‫تداول سع الرء أنلة العشر‬ ‫لكن الوحدين لم نظام ف المنية غي نظام التنب وأب مسلم الرسان‬ ‫والججاج‪ ،‬أمنيتهم أن يوتوا على ل إله إل ال‪ ،‬ولو كانوا غرباء وحيدين‬ ‫معزولي‪ ،‬كما ف دفتري الزبيي‪:‬‬ ‫خذوا كل دنياكموا واتركوا‬ ‫فوادي حرا طليقا غريبا‬ ‫فإنشي أعظمكشم ثشروة‬ ‫وإن خلتمون وحيدا سليبا‬ ‫ويقول التنب ‪:‬‬ ‫ل يدرك الجد إل سيد فطن‬ ‫لا يشق على السادات فعال‬ ‫لول الشقة ساد الناس كلهمو‬ ‫الود يفقر والقدام قتشششال‬ ‫إن طريق السمو(مشقة) ؛ فأول السمو عندنا يبدأ بصلة الفجر ‪ ،‬ومن ل يضر‬ ‫صلة الفجر فليس من أهل السمو ول العال ول السعادة‪ ،‬ولو زفت له الدنيا‪،‬‬ ‫وصفقت له البنود‪ ،‬وهتفت له النود ‪ ،‬وارتفعت عليه العلم ‪ ،‬وسددت أمامه‬ ‫السهامز‬ ‫أبدا ‪ ..‬أبدا!!‬ ‫لن انطلقتتنا الكبي من صلة الفجر‪ ،‬من تكبية الحرام النب صلي ال عليه‬ ‫وسلم من حديث جندب بن عبد ال البجلي ف مسلم‪ (( :‬من صلي الفجر فهو‬

‫ف ذمة ال‪ ،‬فال ال ل يطلبنكم من ذمته بشئ ‪ ،‬فإنه من طلبه أدركه كبة على‬ ‫وجهه ف النار))‪ ،.‬ومن الحراب ننطلق إل العال ‪ ،‬ومن ل يصلي الفجر‬ ‫والفروض الخري جاعة ش بل عذر شرعي ش فل تظنه من أهل السعادة‬ ‫والسمو‪.‬‬ ‫سو ف طلب العلم‬ ‫سافر جابر بن عبد ال شهرا كاملً على جل إل ( العريش) ف مصر ‪ ،‬فلما‬ ‫وصل هناك طرق على عبد ال بن أنيس الباب‪ ،‬فخرج إليه عبد ال فسأله عن‬ ‫حديث الوض فأخبه وطلب منه الدخول فأب جابر وقال‪ :‬رحلت إل ال ‪،‬‬ ‫وال ل أجلس أبدا‪ ،‬فمشي شهرا وعاد شهرا ‪ ،‬غدوة شهر ورواحة شهر!‪..‬‬ ‫وللفت النظر فقط‪ :‬فعبد ال بن أنيس هو الذي قتل خالد بن سفيان الشرك‪،‬‬ ‫فأعطاه صلي ال عليه وسلم عصاه وقال له ‪ (( :‬توكأ با ف النة))‪ ،‬والتوكئون‬ ‫بالعصا ف النة قليل ‪ ،‬فدخلت عصاه معه بره ‪ ،‬وسوف يبعث ف العرصات‬ ‫وعصاه معه‪ ،‬وسوف يضر الزحام عند الصحف واليزان والصراط وعصاه معه‪،‬‬ ‫وسيدخل النة وهو يتوكأ با‪.‬‬ ‫ونب ال موسي عليه السلم ش من قبل ش ضرب أروع المثلة ف طلب العلم ‪،‬‬ ‫جمَ َع الْبَحْرَيْنِ َأوْ أَ ْمضِيَ‬ ‫وهو نب معصوم يوحي اليه‪ ( :‬ل أَبْ َرحُ حَتّى أَبُْلغَ َم ْ‬ ‫حُقُبا)(الكهف‪.)60 :‬‬ ‫والزمشري يقول ف قصيدة ماتعة‪:‬‬ ‫سهري لتنقيح العلوم ألذ ل‬ ‫من ضرب غانية وطيب عناق‬

‫والعن‪ :‬سهري مع الكتب والدفاتر أحسن عندي من أن أعانق امرأة جيلة ‪ ،‬أو‬ ‫أخلو بارية فاتة‪ ،‬هكذا ست نفسه‪.‬‬ ‫ولهل السنة سة ف هذا الباب‪ ،‬فخلوتم مع صحيح البخاري ومسلم أحسن من‬ ‫ملك الدنيا جيعا‪ ،‬واليك بعض النماذج السامية‪ :‬طلب( شريك) العلم أربعي‬ ‫سنة‪ ،‬قال‪ :‬طلبت العلم وال ما كان زادي ف الىوم إل كسرة خبز!‪ ..‬وحضر‬ ‫ف ملس فيه وزير عباسي قد غاص ف الركايا وف الطنافس‪ ،‬فحدث بديث عن‬ ‫الرسول عليه الصلة والسلم ‪ ،‬فقال الوزير ‪ ( :‬مَا َسمِعْنَا ِب َهذَا فِي آبَائِنَا‬ ‫الَْأ ّولِيَ)(الؤمنون‪ ، )24 :‬فقال له شريك ش وكان سريع البديهة ش‪ :‬من اين‬ ‫تسمع باذ وأنت تأكل البيص وتلس على الطنافس ‪ ،‬وتغنيك الواري؟!‪.‬‬ ‫وعرض به أحد خلفاء بن العباس حي قال له ‪ :‬أنت تب عليا ‪ ،‬فأجابه ‪ :‬احبه‬ ‫حت الدماغ ‪ ،‬فقال له ‪ :‬أواه من يوم عليك أظنك زنديق !‪ ،‬فقال شريك ‪:‬‬ ‫الزنديق له ثلث علمات‪ ،‬قال ‪ :‬ما هي ؟ قال‪ :‬يترك صلة الماعة‪ ،‬ويشرب‬ ‫النبيذ‪ ،‬ويسمع الواري!‪ ،‬قال‪ :‬كانك تعرض ب وتلمح!‪ ،‬قال‪ :‬ما ألح لكن‬ ‫أقصدك!!‪.‬‬ ‫وابن عبد الب مكث مع كتاب التمهيد ثلثي سنة ليلً ونارا ‪ ،‬ثلثون سنة مع‬ ‫الكتاب يفليه‪ ،‬يكتبه‪ ،‬ينسخه ‪ ،‬يشرحه‪ ،‬ث يقول ‪:‬‬ ‫سي فؤادي من ثلثي حجة‬ ‫وصقيل ذهن والفرج عن هي‬ ‫وقد نظمت أربعة أبيات من باب التشبه بابن عبد الب فقط ل غي‪:‬‬ ‫ثلثون عاما والدفاتر صحبت‬ ‫وقد صانن عن كل لو وغفلت‬ ‫ثلثون عاما كلما قلت قد كفي‬ ‫لرتاح ف داري وأحسو معيشت‬

‫أبت هت إل الصعود ال العل‬ ‫إذا أند جسمي صارف القلب قوت‬ ‫صعود أبدا وتفوق دائما‬ ‫دريد بن الصمة جاهلي من أهل الطائف ‪ ،‬خرج مع أخيه عبد ال لواجهة‬ ‫العدو‪ ،‬فلما حضرت العركة اجتمع القوم على أخيه عبد ال فقتلوه ‪ ،‬فسمع‬ ‫أخاه وهو ف النفس الخي يناديه‪ :‬يا دريد‪ ..‬يا دريد‪ ..‬يا دريد‪ ،‬فانبعث هذه‬ ‫الصرخات إل دريد وهو ف آخر العسكر وبينه وبي أخيه سيوف ورماح‪ ،‬فأخذ‬ ‫دريد ف يينه سيفا وف يساره رما فشق الصفوص ‪ ،‬ووصل غلي أخيه وطاعن‬ ‫عنه اليل وضارب البطال حت جرح‪ ،‬ث حل فإذا أخوه ميت وهو حى!‪ ،‬فقال‬ ‫فيه قصيدة وهو يبكي عند أمه‪ ،‬يبها وخب أخيه ‪ ،‬وهي من أرق وأجل‬ ‫القصائد ‪ ،‬وقد جعلها أو تام ف حاسته ‪ ،‬يقول ‪:‬‬ ‫دعان أخي واليل بين وبينه‬ ‫فلما دعان ل يدن بقعدد‬ ‫فطاع عنه اليل حت تبددت‬ ‫وحت علن حالك اللون أسود‬ ‫طعان أمرئ آسي أخاه بنفسه‬ ‫ويعلم أن الرء غي ملد‬ ‫وطيب نفسي أنن ل أقل له‬ ‫كذبت‪ ،‬ول أبل با ملكت يدي‬ ‫وهون وجدي أن ما هو فارط‬ ‫أمامي وأن هامة اليوم أو غدا‬

‫وهذه من شيم أهل الاهلية ‪ ،‬لكن السلم زكاها وسا با ال أفق آخر‪ .‬وف‬ ‫سي الصالينش رضوان ال عليهم ش مثال ‪ :‬ف تسعة أسياف تكسرت ف يد‬ ‫خالد بن الوليد ‪ ،‬وف تسعة اسياف يطعن با ممد بن حيد الطوسي فيقول له‬ ‫أبو تام‪:‬‬ ‫تردي ثياب الوت حرا فما أت‬ ‫لا الليل إل وهي من سندس خضر‬ ‫فت كلما فاضت عيون قبيلة دما‬ ‫ضحكت عنه الحاديث والذكر‬ ‫وهذه قصة قصية ف سو المم‪ ،‬شخوصها ابن عمر رضي ال عنه ‪ ،‬وعمرو بن‬ ‫أب ربيعة وابن أب لب‪.‬‬ ‫قال ابن عبد الب‪ :‬أمر معاوية أل يدخل أحد مكة إل بإذنه ‪ ،‬فمر ابن ربيعة فقال‬ ‫له النود والراس‪:‬‬ ‫من أنت ‪ :‬فقال لم ‪:‬‬ ‫بينما يذكرنن أبصرنن‬ ‫عند قيد اليل يسعي بالعز‬ ‫قال تعرفن الفت؟ قلن نعم‬ ‫قد عرفناه وهل يفي القمر؟!‬ ‫فاذنوا له بالدخول‪.‬‬ ‫فأت ابن اب لب ‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬من أنت ؟ قال‪:‬‬ ‫وأنا الخضر من يعرفت‬ ‫أخضر اللدة من نسل العرب‬ ‫من يساجن يساجن ماجدا‬ ‫يل الدلو ال عقد الكرب‬

‫فأذنوا له‪.‬‬ ‫فأ ت ا بن ع مر وإذا الناس كنفت يه كالغمامت ي‪ ،‬وإذا سائل ي سأله ‪ :‬نرت ق بل أن‬ ‫أرمشي؟!‪ ،‬قال‪ :‬أفعشل ول حرج ‪ ،‬قال‪ :‬حلقشت قبشل أن أنرش ؟! قال‪ :‬افعشل ول‬ ‫حرج‪ ،‬فأخذ الناس يسألونه‪ ،...‬فقال معاوية‪:‬‬ ‫هذا وال هو اللك ل ملكي!‪ ..‬وأمر الراس فأذنوا له‪.‬‬ ‫لن ابن عمر ترج من مدرسة ممد صلي ال عليه وسلم الادية ‪ ،‬الناضحة‪ ،‬أما‬ ‫مدر سة ا بن أ ب ربي عة وا بن أ ب ل ب فمدر سةلغية‪ ،‬تعت مد على اليام والغرام‪،‬‬ ‫ومثل ها مدارس الغنيات والهات والزفرات ف القنوات‪ ،‬و ف كل زمان ومكان‬ ‫تضيع فيه اليات البينات‪ ،‬والحاديث الثابتات‪.‬‬ ‫وبسم ال نتم‬ ‫ربنا اسلك بنا طريق ممد‪ ،‬ربنا اهدنا سبيل اللفاء الراشدين‪ ،‬ربنا احشرنا مع‬ ‫الصادقي‪ ،‬ربنا اجعلنا مع الالدين ‪ ،‬ربنا ارحنا‪ ،‬ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا ف‬ ‫أمر نا‪ ،..‬أخطأ نا‪ ،‬أ سأنان تاوز نا ‪ ،‬لك نك رح يم ‪ ،‬لك نك كر ي‪ ،‬لك نك ع فو‪،‬‬ ‫لك نك منان‪ ،‬لك نك رح ن‪ ،‬لك نك ديان‪ ،‬فع فو م نك يا ال ال نب صلي ال عل يه‬ ‫وسلم ورحاك يا رب ‪ ،‬اللهم أكرمنا برحة م نك‪ ،‬ومغفرة منك‪ ،‬ونوال طيب‬ ‫منك‪ ،‬لكل وافدٍ ضيافة‪ ،‬ولكل زائر رفادة ‪ ،‬ضيافتنا منك ربنا‪ ،‬فيا رب غفران‪،‬‬ ‫ك رَبّ الْعِزّةِ َعمّا يَ صِفُونَ َ سَلمٌ عَلَى‬ ‫ووفادتنا رضوانن وأنت رحن سُْبحَا َن رَبّ َ‬ ‫ب الْعَاَلمِيَ)‪.‬‬ ‫اْلمُرْسَلِيَ وَاْلحَ ْمدُ لِلّ ِه رَ ّ‬

More Documents from "sali"

December 2019 41
December 2019 31
Lan
December 2019 64
Asallaah[1]
December 2019 33
Volum 1.docx
November 2019 38