Hudood Fee Ilm Nahw Part 1

  • November 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Hudood Fee Ilm Nahw Part 1 as PDF for free.

More details

  • Words: 6,277
  • Pages: 10
‫الحدود في علم النحو‬ ‫للعلمة أحمد البذي المتوفى سنة ‪860‬هـ‬ ‫دراسة وتحقيق‪:‬‬ ‫د‪ .‬نجاة حسن عبد الله نولي‬ ‫الستاذ المساعد في كلية التربية للبنات بجدة‬ ‫المقدمة‬ ‫م على سيد ِ المرسلين‪ ،‬نبينا محمد‪ ،‬وعلى آلهِ‬ ‫الحمد ُ للهِ رب العالمين‪ ،‬والصلة ُ والسل ُ‬ ‫وصحبهِ أجمعين‪ ،‬وعلى من اهتدى بهديه إلى يوم ِ الدين‪.‬‬ ‫ث عظيم ٍ يتمث َّ ُ‬ ‫ل في هذا‬ ‫أما بعدُ‪ ،‬فقد أثرى علماؤنا الفذاذ ُ وأسلفُنا الجهابذة ُ المكتب َ‬ ‫ة بترا ٍ‬ ‫ب‬ ‫ل من المؤلفات والمصنَّفا ِ‬ ‫ت في مختل ِ‬ ‫الزخم العاطر والك ّ‬ ‫ن المعرفةِ وضرو ِ‬ ‫م ِ الهائ ِ‬ ‫ف فنو ِ‬ ‫ل عليها السنون مزيداً‬ ‫ن تهي ُ‬ ‫ب قابع ٌ‬ ‫ة في ظلما ِ‬ ‫م والكت َ‬ ‫العلمِ‪ ،‬ولكن هذه السفاَر العظا َ‬ ‫ت الخزائ ِ‬ ‫ج كنوزِها وف َّ‬ ‫ة‬ ‫ض غبارِ السنين عنها وإتاح َ‬ ‫ن‪ ،‬لذا فإن تحقيقَ المخطوطا ِ‬ ‫ت‪ ،‬وبعثَها وإخرا َ‬ ‫من النسيا ِ‬ ‫م للتراث‪.‬‬ ‫الفرصةِ لها لترى النور‪ ،‬من أعظم ِ الخدما ِ‬ ‫ت التي تُقد َّ ُ‬ ‫ب "الحدود في علم ِ النحوِ" للعلَّمةِ الُبَّذي‬ ‫وقد قم ُ‬ ‫ق كتا ِ‬ ‫ت بعو ِ‬ ‫ن اللهِ وتوفيقهِ بتحقي ِ‬ ‫المتوفَّى سنة ‪860‬ه‪.‬‬ ‫م الفائدةِ‪ ،‬ج ُّ‬ ‫م عددا ً كبيرا ً من‬ ‫والكتا ُ‬ ‫م المنافِع‪ ،‬فهو يض ُ‬ ‫ب على صغرِ حجمه‪ ،‬عظي ُ‬ ‫حها وتفسيرِها‬ ‫ت النحوية وقليل ً جدا ً من التعريفات الصرفية‪ ،‬مع شر ِ‬ ‫ت والتعريفا ِ‬ ‫المصطلحا ِ‬ ‫غير مخ ٍّ‬ ‫ل‪ ،‬مع البعدِ عن الشواهد ِ والمثلةِ والراءِ‬ ‫ل‬ ‫وإجما‬ ‫ل‪،‬‬ ‫مق‬ ‫غير‬ ‫إيجاز‬ ‫في‬ ‫حها‪،‬‬ ‫وتوضي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ت المذهبيةِ‪.‬‬ ‫ب النحويةِ والخلفا ِ‬ ‫والمذاه ِ‬ ‫ت والتراجم عن الترجمةِ له إل‬ ‫توقف‬ ‫فقد‬ ‫‬‫البذي‬ ‫وهو‬ ‫‬‫ب‬ ‫الكتا‬ ‫ب‬ ‫صاح‬ ‫أما‬ ‫ب الطبقا ِ‬ ‫ت كت ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫النزر اليسير‪ ،‬ولع َ‬ ‫خره‪ ،‬فلم نجد ْ سوى ترجمةٍ يسيرةٍ له ونبذة مختصرة عن‬ ‫ب في ذلك تأ ُ‬ ‫ل السب َ‬ ‫ن يجع َ‬ ‫ل في ذلك‬ ‫حياتهِ‪ .‬وإنا إذ نلقي الضو َء على هذا المخطو ِ‬ ‫ه أن ينفعَ به‪ ،‬وأ ْ‬ ‫ط لنرجو الل َ‬ ‫التوفيقَ والسداد‪.‬‬ ‫ترجمة البذي‬ ‫نسبه‪:‬‬ ‫هو أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد الشهاب ويُقا ُ‬ ‫ل‪ :‬شهاب‬ ‫ف بالٌبَّذيٌ‪.2‬‬ ‫الدين البجائي الٌبَّذي المغربي المالكي‪ ،‬نزيل الباسطية‪ .1‬ويُعر ُ‬ ‫ف في لقبِه‪:‬‬ ‫وهناك خل ٌ‬ ‫ظ ابن حجر‪ ،‬والحاف ُ‬ ‫ب الحميريُّ‪ ،3‬والحاف ُ‬ ‫ي‪ ،‬والبدُر الدمامين ُّ‬ ‫ظ الذهب ُّ‬ ‫ي‪ 4‬في‬ ‫فقد ذه َ‬ ‫حواشي المغني والسيوطي‪،5‬وعبد الباقي اليماني‪ ،6‬والزركلي‪ ،7‬وعمر رضا كحاله‪ 8‬إلى أن دا َ‬ ‫ل‬ ‫ة‪ ،‬ومن ث َ َّ‬ ‫م فإن لقبَه‪" ،‬البذي" بذال معجمة‪.9.‬‬ ‫ف‪ ،‬معجم ٌ‬ ‫مدينة أُبَّذة التي ينتسب إليها المؤل ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ُّ‬ ‫والسخاوي‬ ‫ب لب اللباب والتكملة وياقوت الحموي والفيروزآبادي‬ ‫ب صاح ُ‬ ‫وذه َ‬ ‫ى سنة ‪854‬ه‪ ،‬وهو‬ ‫ة بالقاهرةِ أنشأها عبد الباسط بن خليل الزين الدمشقي ثم القاهري المتوف َّ‬ ‫ة بديع ٌ‬ ‫‪ 1‬الباسطية‪ :‬مدرس ٌ‬ ‫ن تس َّ‬ ‫أو ُ‬ ‫مى بعبد الباسط‪ ،‬كان ناظر الخزانة والكتابة بمصر للسلطان المؤيد شيخ‪ ،‬وقد جعلها تجاه بيته‪ ،‬وانتهت في‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫أواخر سنة ‪823‬ه انظر الضوء اللمع لهل القرن التاسع للسخاوي ‪.25 - 24 :4‬‬ ‫‪ 2‬انظر‪ :‬الضوء اللمع ‪ ،180 :2‬والعلم‪ :‬للزركلي ‪ .218 :1‬وهناك نحوي آخر بهذا اللقب وهو علي ابن محمد بن محمد‬ ‫خشني النحوي المعروف بالبذي‪ .‬نشأ بأشبيليه ولزم الشلوبيين‪ .‬وكان إماما ً في النحو واللغة‬ ‫بن عبد الرحمن ال ُ‬ ‫والشعار‪ ،‬وأملى على كتاب سيبويه تقاييد وعلى اليضاح والجمل‪ ،‬ومشكل الشعار الستة والجزولية‪ ،‬وأقرأ بإشبيلية‬ ‫ومالقة وغرناطة‪ ،‬كان مقل ً من الدنيا‪ .‬توفي سنة ثمانين وست مائة‪.‬‬ ‫انظر‪(:‬إشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين‪ :‬لعبد الباقي اليماني ص ‪.)234-233‬‬ ‫‪ 3‬انظر صفة جزيرة الندلس‪ :‬للحميري‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪ 4‬انظر‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ :‬للزبيدي ‪ ( 286 :2‬مادة أبد )‪.‬‬ ‫‪ 5‬انظر الشباه والنظائر في النحو‪ :‬للسيوطي ‪.57 :3‬‬ ‫‪ 6‬انظر إشارة التعيين‪ :‬لعبد الباقي اليماني‪ ،‬ص ‪.233‬‬ ‫‪ 7‬انظر‪ :‬العلم‪ :‬للزركلي ‪.218 :1‬‬ ‫‪ 8‬انظر معجم المؤلفين‪ :‬عمر رضا كحاله ‪.150 :2‬‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫ت كثيرة جدا‪ ،‬وهي تُعر ُ‬ ‫‪ 9‬أبذة‪ :‬مدين ٌ‬ ‫ة صغيرة ٌ بالندلس من كورة جيّان‪ ،‬على مقربة من النهر الكبير‪ ،‬لها مزارعُ وغل ٌ‬ ‫ب‪ ،‬اختطها عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ابن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك وتممها ابنه‬ ‫بأبدة العر ِ‬ ‫محمد‪( .‬انظر‪ :‬معجم البلدان‪ :‬ياقوت الحموي ‪ ،64 / 1‬وصفة جزيرة الندلس‪:‬للحميري ص ‪ )11‬وفي دائرة معارف‬ ‫ُ‬ ‫نهر الوادي الكبير على‬ ‫ع على‬ ‫البستاني ص ‪ :93-92‬أبْدة وقد تشدد الباء أبّدة‪ .‬ويقال أيضاً‪ :‬أبْذة وأبّذة مدينة إسلمية تق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ب إليها فيُقا ُ‬ ‫ل‪ :‬البّدي والبذي‪.‬‬ ‫‪ 56‬كيلو من جيان‪ ،‬ويُنس ُ‬ ‫‪ 10‬انظر‪ :‬تاج العروس‪ :‬للزبيدي ‪( 286 :2‬مادة أبد)‪.‬‬ ‫‪ 11‬انظر‪ :‬معجم البلدان‪ :‬ياقوت الحموي ‪.64 :1‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وحاجي خليفة‪ 14‬إلى أن دا َ‬ ‫ل مهملة‪.‬‬ ‫ل مدينةِ "أبَّدة" مهملة‪ .‬وعليه فإن لقَبه البَّدي بدا ٍ‬ ‫ُ‬ ‫مها‬ ‫وأرج ُ‬ ‫س اس َ‬ ‫ل معجمة‪ ،‬لن اس َ‬ ‫م المدينةِ "أب َّ ُذة"‪ ،‬ثم لما تناقل النا ُ‬ ‫ح أنه البذيّ بذا ٍ‬ ‫ل‪ ،‬فصارت "أ ُ‬ ‫‪15‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أهملوا الذا َ‬ ‫ح‪.‬‬ ‫صحي‬ ‫اللقبين‬ ‫فكل‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬ ‫العر‬ ‫بدة‬ ‫بأ‬ ‫عرف‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫صار‬ ‫أنها‬ ‫ل‪:‬‬ ‫والدلي‬ ‫دة"‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫خاصة أن ياقوت ذكر الحرفين فيها‪.‬‬ ‫نشأته‪:‬‬ ‫َ‬ ‫هو من أهل "أ ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫َ‬ ‫م في بجاية‪.17‬‬ ‫الندل‬ ‫د‬ ‫بل‬ ‫في‬ ‫نشأ‬ ‫‪.‬‬ ‫جيان‬ ‫ب‬ ‫بقر‬ ‫ذة"‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫س‪ ،‬وتعل ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س بالزهرِ‪ ،‬ثم بالباسطية حيث سكنها برغبةِ أحد ِ شيوخهِ‪.18‬‬ ‫ثم انتقل إلى القاهرة‪ ،‬فدر َ‬ ‫وح َّ‬ ‫ج وارتحل إلى المدينةِ المنورة‪.19‬‬ ‫شيوخه‪:‬‬ ‫‪ -1‬البيوسقي البجائي‪:‬‬ ‫هو أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الله البيوسقي المغربي البجائي محمد نزيل‬ ‫بجاية‪.‬‬ ‫وقرأ عليه الشي ُ‬ ‫خ البذيُّ الشفا‪20‬ببجاية‪.21‬‬ ‫‪ -2‬ابن القماح‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ي التونس ّ‬ ‫ي الندلس ّ‬ ‫هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد النصاريّ الخزرج ّ‬ ‫ث واشتهَر به‪.‬‬ ‫ع بتونس والقاهرة ورجعَ إلى بلدِه الندلس فعني بالحدي ِ‬ ‫ي بن القماح‪ .‬سم َ‬ ‫المالك ّ‬ ‫ض الشفا‬ ‫بع‬ ‫عليه‬ ‫وقرأ‬ ‫ق‪،‬‬ ‫الخل‬ ‫ح‬ ‫سم‬ ‫‪،‬‬ ‫البشر‬ ‫ن‬ ‫حس‬ ‫كان‬ ‫بالمغرب‪.‬‬ ‫ت‬ ‫الجها‬ ‫ض‬ ‫بع‬ ‫ء‬ ‫َ‬ ‫قضا‬ ‫ولي‬ ‫وقد‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ة سبع وثلثين وثمانمائة‪.22‬‬ ‫ب‬ ‫الشها‬ ‫البذي ببجاية‪ .‬مات سن َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -3‬القاياتي‪:‬‬ ‫هو محمد بن علي بن محمد بن يعقوب بن محمد القاياتي القاهري الشافعي‪ .‬وُل ِد سنة‬ ‫ة‬ ‫ج وألفي َ‬ ‫ن وحفظ المنها َ‬ ‫خمس وثمانين وسبعمائة تقريبا ً بالقايات‪ ،‬بلد قرب الفيومِ‪ ،‬وقرأ القرآ َ‬ ‫النحوِ‪ ،‬والتسهي َ‬ ‫التحقي‬ ‫في‬ ‫غاية‬ ‫ل وغيرها‪ ،‬وعرض على جماعة‪ .‬كان إماما ً عالما ً علَّمة‪،‬‬ ‫ق وجودةِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ن بل مدافعة‪ ،‬وتصدَّى للقراءِ‬ ‫الفنو‬ ‫خ‬ ‫شي‬ ‫ر‬ ‫صا‬ ‫النظر‪،‬‬ ‫صائب‬ ‫العبارة‪،‬‬ ‫واضح‬ ‫ق‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الفكر والتدقي ِ‬ ‫ب‪ ،‬وانتشرت تلمذتُه‪،‬‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫س‬ ‫النا‬ ‫م‬ ‫وتزاح‬ ‫‪،‬‬ ‫ق‬ ‫خل‬ ‫به‬ ‫زماناً‪ ،‬فانتفعَ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ن والمذاه ِ‬ ‫سائر أربا ِ‬ ‫ُ‬ ‫ب الفنو ِ‬ ‫ِ‬ ‫وصاروا رؤسا َء في حياتهِ‪ ،‬ك ُّ‬ ‫ل والتواضِع‪ ،‬والتق ّ‬ ‫ف والحلم ِ والحتمال‪،‬‬ ‫ش ِ‬ ‫ن والعق ِ‬ ‫ل ذلك مع الدي ِ‬ ‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫س القاياتي" ‪.‬‬ ‫توفي سنة ‪ . 850‬قال السخاوي عن البذيّ‪" :‬قد َ‬ ‫م القاهرةَ فحضَر درو َ‬ ‫‪ -4‬ابن قديد‪:‬‬ ‫ي‪،‬‬ ‫هو عمر بن قديد‪ ،‬الركن‪ ،‬أبو حفص بن المير سيف الدين القَل َ ْ‬ ‫مطائي القاهري الحنف ّ‬ ‫س وثمانين وسبعمائة بالقاهرةِ‪ ،‬ونشأ بها في غايةِ الرفاهيةِ‪ ،‬وكان من كبارِ المراءِ‪،‬‬ ‫ولد سن َ‬ ‫ة خم ٍ‬ ‫ض وغيرهِ‪،‬‬ ‫ب العلمية‪ ،‬وبح َ‬ ‫ك والسكندريةِ‪ ،‬وحفظ القرآ َ‬ ‫ولي نيابة الكر ِ‬ ‫ض الكت ِ‬ ‫ن وبع َ‬ ‫ث في العُرو ِ‬ ‫وح َّ‬ ‫س والسكندرية‪ ،‬وتقَّد َ‬ ‫ج مرارا ً وجاوَر‪ ،‬وزاَر بي َ‬ ‫م في الفنو ِ‬ ‫ن‪ .‬وفاقَ في النحوِ‬ ‫ت المقد ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫عل‬ ‫وكان‬ ‫ر‪،‬‬ ‫مص‬ ‫ء‬ ‫ِ‬ ‫علما‬ ‫أنحى‬ ‫كان‬ ‫إنه‬ ‫قيل‬ ‫بحيث‬ ‫ف‪.‬‬ ‫والصر‬ ‫ة خيِّرا ً متعبِّدا ً منقطعا ً عن الناس‪ ،‬مع‬ ‫م‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ف في سائرِ أحوالهِ‪،‬‬ ‫علو رتبت ِه عندهم‪ ،‬متواضعا ً مع الفقراء‪ ،‬بشوشاً‪ ،‬عاقلً‪ ،‬ساكناً‪ ،‬طارحا ً للتكل ِّ ِ‬ ‫ة سنة‬ ‫مه‪ ،‬مات بمك َ‬ ‫على طريقةِ السل ِ‬ ‫ف‪ ،‬زائد الخفرِ والوقارِ‪ ،‬انتفع به الفضلءُ‪ ،‬واشتهر اس ُ‬ ‫ف‪.25‬‬ ‫السل‬ ‫ع‬ ‫واتبا‬ ‫د‬ ‫والزه‬ ‫م‬ ‫العل‬ ‫فيه‬ ‫ع‬ ‫اجتم‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫الحنفي‬ ‫أئمة‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ‫‪856‬ه في رمضان‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ 12‬انظر القاموس المحيط‪ :‬للفيروز آبادي مادة أبد‪ ،‬حيث قال‪ ( :‬وأُبَّدة كقُبَّرة بالندلس)‪.‬‬ ‫‪ 13‬انظر الضوء اللمع ‪.180 :2‬‬ ‫‪ 14‬انظر كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪ :‬لحاجي خليفة ‪.207 :1‬‬ ‫‪ 15‬انظر‪ :‬هامش (‪.)1‬‬ ‫‪ 16‬مدينة واسعة بالندلس‪ ،‬وهي كورة ٌ كبيرةٌ تجمعُ قرى كثيرة ‪ -‬انظر‪ :‬معجم البلدان‪ :‬ياقوت ‪.195 :2‬‬ ‫ل البحرِ بين إفريقية والمغرب كان أول من اختطها الناصر بن علناس بن حماد بن بلكين في‬ ‫‪ 17‬بجاية‪ :‬مدين ٌ‬ ‫ة على ساح ِ‬ ‫ً‬ ‫ق‪ ،‬وقبلتها جبال كانت قاعدة ملك‬ ‫حدود سنة ‪457‬ه كانت قديما ميناءً فقط‪ ،‬ثم بُنيت المدين ُ‬ ‫ة‪ ،‬وهي في لح ِ‬ ‫ف جب ٍ‬ ‫ل شاه ٍ‬ ‫س َّ‬ ‫مى الناصرية أيضا ً باسم بانيها‪ ،‬وهي مفتقرةٌ إلى جميِع البلد ِ ل يخصها من المنافع شيءٌ‪ ،‬إنما هي داُر‬ ‫بني حماد‪ ،‬وت ُ َ‬ ‫ب منها السفُن‪ ،‬وتسافر إلى جميِع الجهات‪ ،‬انظر‪:‬معجم البلدان‪ :‬ياقوت ‪.339 :1‬‬ ‫مملكةٍ ترك ُ‬ ‫‪ 18‬هو العُّز البغداديُّ‪ ،‬انظر الضوء اللمع للسخاوي ‪.180 :2‬‬ ‫‪ 19‬انظر الضوء اللمع‪ :‬للسخاوي ‪ 180 :2‬والعلم‪ :‬للزركلي ‪.218 :1‬‬ ‫‪ 20‬انظر كشف الظنون ‪.1056 - 1049 :2‬‬ ‫‪ 21‬انظر‪ :‬الضوء اللمع م‪ 5‬ج‪ 10‬ص‪.73‬‬ ‫‪ 22‬انظر‪ :‬الضوء اللمع م‪ 5‬ج‪ 10‬ص‪.16‬‬ ‫‪ 23‬انظر‪ :‬الضوء اللمع ‪ 214 - 212 :8‬وشذرات الذهب في أخبار من ذهب‪ :‬لبن العماد الحنبلي ‪.268 :7‬‬ ‫‪ 24‬انظر‪ :‬الضوء اللمع ‪.180 :2‬‬

‫‪ -5‬الجمال الكاَزُروني‪:‬‬ ‫هو محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن روزبة الجمال والمحب والشمس أبو عبد‬ ‫الله وأبو البركات بن الصفي أبي العباس الشمس أبي اليادي بن الجمال أبي الثناء الكازروني‬ ‫الصل‪ ،‬المدني الشافعي‪ ،‬ولد سنة ‪757‬ه بالمدينة النبوية‪ ،‬ارتح َ‬ ‫ل إلى مصَر والشام ِ وغيرهما‪،‬‬ ‫ه المدينةِ وعالمهَا وقاضيها‪ ،‬وقد أخذ‬ ‫ع من كثيرين‪ ،‬وأخذ َ الحدي َ‬ ‫ه والن ْ‬ ‫وسم َ‬ ‫حو‪ ،‬وصاَر فقي َ‬ ‫ث والفق َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫البذي‬ ‫ة‬ ‫إجاز‬ ‫عنه‬ ‫ذ‬ ‫أخ‬ ‫وممن‬ ‫كثيرون‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫ج‪ ،‬توفى بالمدينةِ في ليلة الثنين‬ ‫الح‬ ‫إلى‬ ‫ب‬ ‫ذه‬ ‫حين‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ثاني عشر شوال سنة ‪843‬ه‪.26‬‬ ‫‪ -6‬العز عبد السلم البغدادي‪:‬‬ ‫هو عز الدين عبد السلم‪ 27‬بن أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن محمد الشرف الحسيني‬ ‫القَيْلوي الصل‪ ،‬نسبة لقريةٍ ببغداد‪ ،‬يُقا ُ‬ ‫ي‬ ‫ل لها‪" :‬قليويه" كنفطويه‪ ،‬البغداديّ القاهريّ الحنبل ّ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫الحنف ّ‬ ‫ولد سنة ثمانين وسبعمائة تقريبا ً ببغداد‪ ،‬ونشأ بها فقرأ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫فنو‬ ‫في‬ ‫ة‬ ‫جم‬ ‫كتبا‬ ‫ظ‬ ‫وحف‬ ‫ن‪،‬‬ ‫القرآ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ب العلوم ِ على مشايِخ بغداد َ والعجم والروم‪،‬‬ ‫كثيرة‪ ،‬وأكثر من المحفوظات جدا ً وبح َ‬ ‫ث في غال ِ‬ ‫ة في‬ ‫م الرحل َ‬ ‫حتى أنه بح َ‬ ‫ث في فقه الشافعية والحنابلة وبرع فيهما‪ ،‬وصار يُقرئُ كتبَهما‪ ،‬ولز َ‬ ‫ل به‪ ،‬بحيث بقي أوحد َ زمان ِه‪ ،‬وسمعَ أصو َ‬ ‫ن الشتغا َ‬ ‫ل‬ ‫العلمِ‪ ،‬إلى أن صار أحد َ أركان ِه‪ ،‬وأدم َ‬ ‫ف‪ ،‬وأخذ َ أصو َ‬ ‫ث والفرائض‪ ،‬والطب والمعاني‬ ‫س النحوَ والصر َ‬ ‫ب البح ِ‬ ‫ن وآدا َ‬ ‫الحنفيةِ ودر َ‬ ‫ل الدي ِ‬ ‫والبيان‪ ،‬والمنطق وعلم الجدل والموسيقى‪ ،‬وارتح َ‬ ‫ل إلى تبريز‪ ،‬ثم إلى أرزبخان من بلد ِ الرومِ‪،‬‬ ‫ض العلماءِ‪،‬‬ ‫م التصو ّ ِ‬ ‫فأخذ عل َ‬ ‫س ببع ِ‬ ‫ف‪ ،‬ثم عاد َ من بلد ِ الروم ِ‪ ،‬وناظَر في الشامِ‪ ،‬واجتمعَ في القد ِ‬ ‫ن‪ ،‬والمنطق والجدل وآداب البحث‪ ،‬والطب‬ ‫وقد أشيَر إليه في الصرف والنحو والمعاني والبيا ِ‬ ‫والعروض والفقه والتفسير‪ ،‬والقراءات‪ ،‬والتصوف وغيرها‪ ،‬ونزل بالجمالية‪ ،‬وقُّرِر في صوفيتها‪،‬‬ ‫وأقب َ‬ ‫ن‪ ،‬ونُعت بالشيخ المام ِ العالم ِ العامل‬ ‫ل النا ُ‬ ‫ن السلطا ِ‬ ‫س عليه‪ ،‬فأخذوا عنه‪ ،‬وعَظُم في عي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ث وإفادته‪،‬‬ ‫الحدي‬ ‫علوم‬ ‫ء‬ ‫ِ‬ ‫إقرا‬ ‫في‬ ‫له‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫وأ‬ ‫الطالبين‪،‬‬ ‫مفيد‬ ‫والفرائد‬ ‫الفوائد‬ ‫ذي‬ ‫المفنن‬ ‫الفاضل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وقَّرره الزيني عبد الباسط متصدّرا ً بمدرستهِ ووصلَه بعطاء‪ ،‬وسكنها بعد الجمالية وقتا ً ثم انتقل‬ ‫ُّ‬ ‫ن المالكية‪،‬‬ ‫س‪ ،‬وممن قرأ عليه‬ ‫البذي وغيره ُ ِ‬ ‫منها إلى غيرِها‪ ،‬فولي مشيختَها‪ ،‬وانتف َ‬ ‫ع به النا ُ‬ ‫م َ‬ ‫الديار المصريةِ من تلمذته‪ ،‬ك ّ‬ ‫ب فضل ِء‬ ‫ل ذلك مع الخيرِ‪ ،‬والديانةِ والمانةِ‪ ،‬والزهدِ‬ ‫وصار غال ُ‬ ‫ِ‬ ‫والعفِة‪ ،‬والتق ّ‬ ‫سه ومأكلِه‪ ،‬والنعزال عن بني الدنيا‪ ،‬والتواضع مع الفقراء‬ ‫ف في مسكن ِه وملب ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫والطعام وكرم النفس والصبر على الشتغال‪ ،‬واحتمال جفاءِ الطلبةِ والتصدّي لهم طو َ‬ ‫ل النهارِ‪،‬‬ ‫ف‪ ،‬ومقاساة أمرِ المزارعين وإتعابهم‪ ،‬والكثار من تأمل‬ ‫والتقنّع بزراعا ٍ‬ ‫ت يزرع ُها في الريا ِ‬ ‫ل وتدبّره‪،‬مع كون ِه لم يستظهْر جميعَه‪ ،‬ويعتذُر عن ذلك بكون ِه ل يح ُّ‬ ‫معاني كتاب الله عز وج َ‬ ‫ب‬ ‫م مصَر في هذه‬ ‫ض علما ِء‬ ‫العصر أنه قال‪ :‬لم نعلم أنه قد َ‬ ‫ل وتدبر و ُ‬ ‫ن تأم ٍ‬ ‫قراءتَه بدو ِ‬ ‫ِ‬ ‫سمع عن بع ِ‬ ‫ت هي وأهلها به‪ ،‬وكان ربما جاءه الصغير لتصحيح لوحه‪ ،‬ونحوه من‬ ‫ن مثلُه‪ ،‬ولقد تجمل ْ‬ ‫الزما ِ‬ ‫الفقراء والمبتدئين لقراءة درسه‪ ،‬وعنده من يقرأ من الرؤساء‪ ،‬فيأمرهم بقطع قراءتهم‪ ،‬حتى‬ ‫ة وترغيبهم‪ ،‬وأن اندرج‬ ‫ينتهي تصحيح ذاك الصغير‪ ،‬أو قراءة ذلك الفقير‪ ،‬ويقول‪ :‬أرجو بذلك القرب َ‬ ‫في الربانيين ول يعكس‪ ،‬ولم يحصل له إنصاف من رؤساءِ الزمان في أمر الدنيا ول أُعطى‬ ‫ي مقامه‪ ،‬وكان فصيح اللسان مفوهاً‪ ،‬طلق العبارة‪ ،‬قويّ الحافظة‪ ،‬سريع‬ ‫وظيفة مناسبة لعل ّ‬ ‫شعره في ديوان على حروف المعجم‪ ،‬وكتب منه قطعة‪ ،‬إلى غير‬ ‫النظم جداً‪ ،‬وشرع في جمع ِ‬ ‫ذلك من التآليف والتعاليق التي كان يميلها على الطلبة‪ ،‬ومن ذلك على إيساغوجي والشمسية‬ ‫واللفية والتوضيح‪ ،‬واعتذر عن عدم الكثار من التصانيف والتصدّي لها بأنه ليس من عدّة الموت‬ ‫لعدم الخلص فيه أو كما قال‪ .‬وكان يُقصد بالفتاوى في النوازل الكبار ودونها‪ ،‬ولم يزل على‬ ‫طريقته متصدّيا ً لنشر العلم حتى مات في عشري رمضان سنة تسع وخمسين وثمانمائة‪ .‬ولم‬ ‫يخلف بعدَه في مجموعه مثله‪.28‬‬

‫‪ 25‬انظر‪ :‬الضوء اللمع م‪ 3‬ج‪ 6‬ص ‪.13‬‬ ‫‪ 26‬انظر الضوء اللمع ‪.97-96 :7‬‬ ‫‪ 27‬وقيل اسمه عز الدين بن عبد السلم وأنه سلطان العلماء‪ .‬انظر المغني لبن قدامة ‪.14 :1‬‬ ‫‪ 28‬انظر الضوء اللمع ‪.2:180‬وشذرات الذهب‪ :‬لبن العماد الحنبلي ‪.295 -294 :7‬‬

‫‪ -7‬العز عبد السلم القدسي‪:‬‬ ‫هو عبد السلم بن داود بن عثمان بن القاضي شهاب الدين عبد السلم بن عباس العز‬ ‫ي‪ ،‬ولد َ في سنة إحدى أو اثنتين‬ ‫ي‪ ،‬ويعرف بالعز القدس ّ‬ ‫ي الشافع ّ‬ ‫السلطي الصل‪ ،‬المقدس ّ‬ ‫وسبعين وسبعمائة بكفر الماء‪ ،‬وهي قرية بالشام‪ ،‬ونشأ بها فقرأ القرآن‪ ،‬وفهمه عم والده بعض‬ ‫المسائل‪ ،‬ثم انتقل به قريبه البدر محمود العجلوني‪ ،‬أحد شيوخ البرهان الحلبي‪ ،‬في حدود سنة‬ ‫سبع وثمانين إلى القدس‪ ،‬فحفظ به في أسرع وقت عدة كتب في فنون شتى‪ ،‬بحيث كان‬ ‫يقضي العجب من قوة حافظته‪ ،‬وعلو همته ويقظته ونباهته‪ ،‬وبحث على البدر المذكور في‬ ‫الفقه إلى أن أذن له في الفتاء والتدريس سريعاً‪ ،‬ثم ارتحل به إلى القاهرة في السنة التي‬ ‫ة البدر إلى دمياط والسكندرية وغيرهما من‬ ‫تليها‪ ،‬فحضر بها دروس بعض العلماء‪ ،‬وسافر صحب َ‬ ‫البلد التي بينهما كسنباط‪ ،‬واجتمعا بقاضيها‪ ،‬ثم رجعا إلى القاهرة‪ ،‬ثم إلى القدس‪ ،‬وسمع بغزة‬ ‫على قاضيها‪ ،‬ثم عادا لبلدهما‪ ،‬ودخل صحبة البدر مدينة السلط والكرك وعجلون وحسبان‪،‬‬ ‫وجال في تلك البلد‪ ،‬فلما مات البدر‪ ،‬ارتحل إلى دمشق‪،‬وذلك في حدود سنة سبع وتسعين‪،‬‬ ‫وجد َّ في الشتغال بالحديث والفقه وأصله والعربية‪ ،‬وغيرها من علوم النقل والعقل على‬ ‫مشايخها‪ ،‬وسمع بها الحديث من جماعة كثيرين‪ ،‬وحج في سنة ثمانمائة‪ ،‬فسمع بالمدينة النبوية‬ ‫على بعض علمائها‪ ،‬وبمكة ثم رجع إلى دمشق‪ ،‬فسمع بها الكثير وأكثر من السماع والشيوخ‪ ،‬ثم‬ ‫انتقل في سنة ثلث وثمانمائة إلى الديار المصرية‪ ،‬فقطن القاهرة ولزم علماء الفقه والحديث‪،‬‬ ‫ناب في القضاء سنة أربع ثم أعرض عن ذلك لكون والده عتبه عليه لتعطّله به عن الشتغَال‪ ،‬ثم‬ ‫عاد إلى النيابة في سنة تسع‪ ،‬واستمر حتى صار من أجلَّء النوَّاب‪ ،‬وصحب كاتب السر‪ ،‬وصار‬ ‫يزاحم الكابر في المحافل‪ ،‬ويناطح الفحول الماثل‪ ،‬بقوة بحثه وشهامته وغزارة علمه‬ ‫وفصاحت ِه‪ ،‬واستمر في تدريس الحديث بالجمالية‪ ،‬وناب في الخطابة بالمؤيدية أول ما فتحت‪،‬‬ ‫واستقر به الزين عبد الباسط في مشيخة مدرسته بالقاهرة أول ما فتحت‪ ،‬بل ولي مشيخة‬ ‫الصلحية ببيت المقدس‪ ،‬ثم رجع العز إلى القاهرة‪ ،‬فأقام بها على نيابة القضاء مع مرتب رتبه‬ ‫له عبد الباسط‪ ،‬إلى أن أعيد إلى الصلحية‪ ،‬واستمر فيها حتى مات‪ ،‬وقد حدَّث بأشياء بالقاهرة‬ ‫وبيت المقدس وغيرهما‪ ،‬وممن قرأ عليه قاضي المالكية بحماة‪ .‬ووصفه بشيخنا المام العلمة‬ ‫شيخ السلم علم المحققين حقا ً وحائز فنون العلم صدقاً‪ ،‬وكذا دَّرس وأفتى وأفاد‪ ،‬وانتفع به‬ ‫الفضلء‪ ،‬سيما أهل تلك النواحي‪ ،‬وكان إماما ً علّمة‪ ،‬داهية‪ ،‬فصيحا ً في التدريس والخطابة‬ ‫وغيرهما‪ ،‬حسن القراءة جداً‪ ،‬مفوهاً‪ ،‬طلق العبارة‪ ،‬قوي الحافظة‪ ،‬حتى في التاريخ وأخبار‬ ‫الملوك‪ ،‬جيّد الذهن‪ ،‬حسن القراء‪ ،‬كثير النقل والتنقيح‪ ،‬متين النقد والترجيح‪ ،‬وأقرأ هناك في‬ ‫جامع المختصرات فكان أمرا ً عجباً‪ ،‬صحيح العقيدة‪ ،‬شديد الحط والنكار على أصحاب العقائد‬ ‫الرديئة‪ ،‬مغرما ً ببيان تزييفها‪ ،‬جوادا ً كريما ً إلى الغاية‪ ،‬قل أن ترى العيون في أبناء جنسه نظيره‬ ‫في الكرم‪.29‬‬ ‫تلميذه‪:‬‬ ‫ن من ك ِّ‬ ‫ض‪،‬‬ ‫ب فنوناً‪ ،‬كالفقهِ‪ ،‬والعربيةِ والصر ِ‬ ‫أخذ َ عنه العيا ُ‬ ‫ل مذه ِّ‬ ‫ف والمنط ِ‬ ‫ق والعرو ِ‬ ‫ة وغيرها‪ ،‬وأخذ عنه أيضاً‬ ‫وتصدَّى لنفِع الطلبةِ بالزهرِ ثم بالباسطيةِ‪ ،‬فأخذ عنه السخاويُّ العربي َ‬ ‫ي‪ ،30‬والشمون ُّ‬ ‫ي‪ ،31‬والقاضي زكريا النصاري وابن البشيهي‪ ،‬وفيما يلي ترجمة لكل‬ ‫أخو السخاو ِ ّ‬ ‫منهم‪:‬‬ ‫‪ -1‬السخاوي‪:‬‬ ‫هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان السخاوي الصل‪ ،‬القاهري‬ ‫الشافعي‪ ،‬وربما يُقا ُ‬ ‫ن أناس مخصوصين‪ ،‬ولم يشتهر بها أبوه‪،‬‬ ‫ل له‪" :‬ابن البارد"‪ ،‬شهرةً لجدِّه بي َ‬ ‫ول هو‪ ،‬بل كان يكرهُها‪ ،‬ول يذكُره بها إل ً من يحتقُره‪.‬‬ ‫ض والصو َ‬ ‫ن والتفسيَر‪ ،‬والعربية‬ ‫ل والمعاني والبيا َ‬ ‫ولد سنة ‪831‬ه‪ ،‬ودرس الفق َ‬ ‫ه والفرائ َ‬ ‫ف والمنطق‪ ،‬وح َّ‬ ‫ة‪،‬وقرأ بها على بعض المشائِخ‪ ،‬ورجعَ للقاهرةِ فأقام بها‬ ‫ج‪ ،‬وزاَر المدين َ‬ ‫والصر َ‬ ‫ج والستفادة َ من الشيوخ والقران‪ ،‬ثم ارتحل إلى حلب‪ ،‬وسمع‬ ‫ملزما ً السماع َ والقراءةَ والتخري َ‬ ‫ل وبيت المقدس والخليل ونابلس ودمشق‪ ،‬والزبداني وبعلبك وحمص وحماه‪،‬‬ ‫بغزةَ والرم ِ‬ ‫والمعَّرة وطرابلس‪ ،‬له عدة ُ مؤلفات‪.32‬‬ ‫‪ -2‬الشموني‪:‬‬ ‫ي المنهاجي نزيل‬ ‫ي الصل القاهريّ الشافع ّ‬ ‫هو عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الشمون ّ‬ ‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬

‫انظر‬ ‫انظر‬ ‫انظر‬ ‫انظر‬

‫الضوء‬ ‫الضوء‬ ‫الضوء‬ ‫الضوء‬

‫اللمع‬ ‫اللمع‬ ‫اللمع‬ ‫اللمع‬

‫‪.180 :2‬‬ ‫‪ ،181 :2‬ولم أقف على ترجمته‪.‬‬ ‫‪.122 :4‬‬ ‫م‪ 4‬ج‪ 8‬ص‪.32-1‬‬

‫الباسطية‪ ،‬وقيل له المنهاجي‪ ،‬ل َّ‬ ‫ن جدَّه قدم من الشمونيين قبل بلوِغه فحفظ القرآن والمنهاج‬ ‫ب‬ ‫في سنة فلُقِّب بذلك‪ .‬ولد عبد الرحمن في ذي الحجةِ سنة خمس وثلثين وثمانمائة وأبوه غائ ٌ‬ ‫موه‬ ‫بمك َ‬ ‫ة فرأى في غيبت ِه قائل ً يقول له‪ :‬يُولد لك ذكٌر فس ِّ‬ ‫مه عبد الرحمن‪ ،‬فلما قَدِم ووجدهم س ّ‬ ‫ص والشاطبيتين‪،‬‬ ‫ج وجمعَ الجوامع وألفي َ‬ ‫ن والمنها َ‬ ‫بغيره‪ ،‬غيّره‪ ،‬ونشأ فحفظ القرآ َ‬ ‫ة النحو والتلخي َ‬ ‫ه وأخذ النحو عن العز عبد السلم البغدادي والبذي وقرأ عليهما اللفية‪ .‬وعلى‬ ‫ودرس الفق َ‬ ‫ة عشرين سنة‪ ،‬ثم لما قدم‬ ‫بمك‬ ‫وأقام‬ ‫وحج‬ ‫الفقه‪،‬‬ ‫وأصول‬ ‫والبيان‬ ‫المعاني‬ ‫مع‬ ‫الحاجبية‬ ‫أولهما‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ب عليه‬ ‫والغال‬ ‫‪.‬‬ ‫نادرا‬ ‫إل‬ ‫قبوله‬ ‫وعدم‬ ‫له‬ ‫وتقل‬ ‫عه‬ ‫تقن‬ ‫مزيد‬ ‫مع‬ ‫بها‬ ‫النجماع‬ ‫ولزم‬ ‫الباسطية‬ ‫إلى‬ ‫حوّل‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ت َ‬ ‫سو ُء الطباع‪ ،‬مع فضل وفهم‪.33‬‬ ‫‪ -3‬القاضي زكريا النصاري‪:‬‬ ‫هو زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا‪ ..‬النصاري السنبكي القاهري الزهري الشافعي‬ ‫القاضي‪ ،‬ولد سنة ‪826‬ه بسنبكة من الشرقية‪ ،‬ونشأ بها‪ ،‬ثم رحل إلى القاهرة‪ ،‬وأخذ عن‬ ‫كثيرين‪ ،‬ولم ينفك عن الشتغال على طريقة جميلة من التواضع وحسن العشرة والدب والعفة‬ ‫والنجماع عن بني الدنيا مع التقلل‪ ،‬وشرف النفس‪ ،‬ومزيد العقل‪ ،‬وسعة الباطن‪ ،‬والحتمال‬ ‫والمداراة‪ ،‬إلى أن أذِن له غيُر واحد ٍ من شيوخه في الفتاء والقراء‪.34‬‬ ‫قال عنه السخاويُّ‪" :‬وأصول الدين على العز المذكور‪ ...‬والبدي‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬وعن كل‬ ‫مشايخه في أصل الدين أخذ النحو"‪ .35‬وقال أيضا ً بعد ذكره أحد شيوخه‪" :‬وعن من عداه من‬ ‫شيوخ الصرف أخذ المنطق وكذا عن و‪ ...‬و‪ ...‬والبدي"‪.36‬‬ ‫‪ -4‬ابن البشيهي‪:‬‬ ‫هو محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن الشهاب المغراوي البشيهي الصل القاهري‬ ‫المالكي‪ ،‬ولد سنة ‪834‬ه بالقاهرة‪ ،‬ونشأ فحفظ القرآن وغيره‪ ،‬واشتغل في الفقهِ وغيره‪ ،‬وأخذ‬ ‫عن كثيرين منهم الُبَّذي‪ ،‬وتميَّز‪ ،‬ووُصف بالشيِخ العلمة‪ ،‬النحرير الفهَّامة‪ ،‬المحقِّق المجد‪ ،‬مات‬ ‫سنة ‪898‬ه‪.37‬‬ ‫صفاته‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ب الدعوة حتى قيل إنه‬ ‫جا‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫رضيا‬ ‫‪،‬‬ ‫بشوشا‬ ‫‪،‬‬ ‫متواضعا‬ ‫البذي‬ ‫كان‬ ‫ُ َ َ‬ ‫لكثرة ما كان يرى من تهكّم الشباسي‪ 38‬بالطلبة‪ ،‬بل وبالشيوخ‪ ،‬دعا عليه‪ ،‬فابتُلي‬ ‫بالجذام‪ ،‬كما كان عديم التردد لبني الدنيا‪ ،‬بعيدا ً عن الشر‪.39‬‬ ‫مؤلفاته‪:‬‬ ‫قال السخاوي عن البذي‪" :‬كتب بخطِّه أشياءَ‪ ،‬بل دَّرب زوجته نفيسه‪ ،‬وكانت تكتُب له‬ ‫ة التي ترجمت له إل نزرا ً يسيرا ً عن مؤلفاته‪ .‬ومن‬ ‫ت القليل ُ‬ ‫ب الطبقا ِ‬ ‫أيضاً"‪ .40:‬ولكن لم تورد كت ُ‬ ‫تلك المؤلفات‪:‬‬ ‫‪ -1‬كتاب الحدود في علم النحو الذي نحن بصدد تحقيقه‪ .‬وذكر السخاوي أنه في إرشاد‬ ‫المبتدئين‪ ،‬وأثنى عليه بأنه نافع‪.41‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪ -2‬شرح على كتاب إيساغوجي في علم المنطق‪ ،‬وقد قَّرظه السخاويُّ بأنه مفيد ‪.‬‬ ‫‪ 33‬انظر الضوء اللمع ‪.122 :4‬‬ ‫‪ 34‬انظر الضوء اللمع ‪.238 - 234 :3‬‬ ‫‪ 35‬المصدر السابق ‪.234 :3‬‬ ‫‪ 36‬انظر الضوء اللمع ‪.235 :3‬‬ ‫‪ 37‬انظر الضوء اللمع ‪.98 :7‬‬ ‫‪ 38‬أحمد بن محمد الشباسي القاهري الزهري الشافعي الجذم‪ ،‬اشتغل في فنون‪ ،‬وتميَّز‪ ،‬وحضر عند القاياتي وشيخ‬ ‫السخاوي والسفطي وغيرهم وسمع ختم البخاري في الظاهرية‪ .‬كان مع فضله جريئا ً بذيئاً‪ ،‬ابتلي بالجذام زيادة على‬ ‫الحد‪ ،‬ويقال إن الشهاب البذي دعا عليه ولم ينفك عن بذائته‪ ،‬وانتمى لعبد الرحيم ابن البارزي‪ .‬فحج به معه في‬ ‫الرجبية‪ .‬وكان عند تقبيل الحجر السود يتقذر الناس منه‪ ،‬ومات بعد السبعين‪ ،‬وكان أبوه من الخيار‪ .‬انظر الضوء اللمع‬ ‫‪.219 :2‬‬ ‫‪ 39‬انظر الضوء اللمع ‪.181 :2‬‬ ‫‪ 40‬انظر الضوء اللمع ‪.180 :2‬‬ ‫‪ 41‬المصدر السابق ‪. 180 :2‬‬ ‫‪ 42‬إيسا غوجي‪ :‬معناه المدخل‪ .‬وهو اسم لكتاب وضعه فرفوريوس الصوري أحد فلسفة الفلطونية الجديدة على‬ ‫مقولت أرسطو‪ ،‬وقام فيه بشرح فلسفة أفلطون‪ ،‬وتناول فيه كليات أرسطو وكانت عنده أربعا ً فزاد عليها فرفوريوس‬ ‫كليا خامسا ً هو النوع الذي لم يكن أرسطو يعده من الكليات‪ ،‬بل كان يعده الموضوع نفسه إذ الحكام العلمية تصدر‬ ‫على النواع ل على الفراد‪ .‬والنوع إنما يضاف إلى الفرد‪ .‬مثل قولنا‪" :‬سقراط إنسان"‪ .‬ترجم كتاب إيساغوجي إلى‬ ‫العربية فقرأه الحكيم ابن سينا‪ ،‬واشتهر عند المسلمين في صورة اقتباسات وملخصات وشروح‪ ،‬منها كتاب لبي الحسن‬ ‫بن ابراهيم بن عمر البقاعي الشافعي مع شرح للسنونسي‪ .‬وكتاب للبهري وله شروح كثيرة ونظمه الخضري رجزاً‪.‬‬ ‫انظر‪( :‬مفتاح السعاة ومصباح السيادة لطاش كبري زادة ص ‪ ،294‬والموسوعة الثقافية ‪ ،733 :1‬والموسوعة العربية‬

‫مكانته العلمية‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م العلوم ِ وتقدَّم‬ ‫معظ‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ح‬ ‫لنه‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫عصر‬ ‫ء‬ ‫ِ‬ ‫علما‬ ‫بين‬ ‫ة‬ ‫عالي‬ ‫ة‬ ‫ومنزل‬ ‫ة‬ ‫رفيع‬ ‫ة‬ ‫مكان‬ ‫تبوأ الُبذَّي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬

‫فيها‪.‬‬ ‫قال عنه السخاويُّ‪" :‬تقد َّم في العلوم سيما العربية"‪.45‬‬ ‫ض والمنطقَ والفقه‪.46‬‬ ‫ة‪ ،‬والصر َ‬ ‫وقد عدَّد السخاويُّ تلك العلوم‪ ،‬فذكر العربي َّ َ‬ ‫ف والعرو َ‬ ‫ت‬ ‫فكان شيخا ً من شيوخ العربية والصرف‪ ،‬يُؤخذ عنه هذا العلم‪ .‬قال السخاويُّ‪" :‬وكن ُ‬ ‫ممن أخذ عنه العربية وغيرها"‪.47‬‬ ‫وجاء في ترجمة تلميذيه القاضي زكريا النصاري والشموني أن ممن أخذا عنه النحو‬ ‫البذي وقد قرأ عليه الثاني اللفية‪.48‬‬ ‫ول أد َّ‬ ‫ف من وضعه كتاب الحدود‪ ،‬وقد وصفه السخاوي‬ ‫ل على معرفته بالعربيةِ والصر ِ‬ ‫مّر بنا‪.‬‬ ‫بأنه نافعٌ كما َ‬ ‫ب‬ ‫وكان إماما ً في علم المنطق‪ ،‬ويشيُر إلى إحاطته بهذا العلم وضعُه شرحا ً على أحد كت ِ‬ ‫س‬ ‫المناطقةِ‪ ،‬فوضع شرحا ً على‬ ‫إيساغوجي‪ ،‬وتصدَّى لتدري ِ‬ ‫‪50‬‬ ‫َ ‪49‬‬ ‫م بالمنطق" ‪.‬‬ ‫علم ِ المنطق كما تقد ّم ‪ ،‬وقال عنه عمر رضا كحاله‪" :‬عال ٌ‬ ‫ويوميء إلى تبحره في الفقه أنه طلب منه القضاء فاعتذر عنه‪.51‬‬ ‫ويكفي للشارة إلى علمه بأصول الدين أن القاضي زكريا النصاري درس على يديه هذا‬ ‫العلم كما تقدّم‪.‬‬ ‫ول شك أن رحلتهِ في سبيل طلب العلم وتطوافه وتجواله بين حواضر العلم‪ ،‬ومنابره‬ ‫في ذلك الوقت‪ ،‬وانتقاله من بلد ٍ لخر‪ ،‬صقل شخصيّته العلميّة وجعله من متنوّعي الثقافة‬ ‫صصات‪ ،‬فقد انتقل كما هي عادة علماء الندلس إلى بلد المشرق لينهل من‬ ‫ومتعدّدي التخ ّ‬ ‫موارد ِ العلم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ب‪ ،‬وزار مصر والحجاَز‪ ،52‬وأخذ عن العلماء والتقى بهم‬ ‫المغر‬ ‫إلى‬ ‫الندلس‬ ‫من‬ ‫ل‬ ‫فانتق‬ ‫ِ‬ ‫مهم المختلفة ومعارفِهم المتنوعة‪.‬‬ ‫واستفاد َ من علو ِ‬ ‫ك ُّ‬ ‫ن من ك ِّ‬ ‫ب فنونا ً مختلفة‪.‬‬ ‫ل ذلك خوَّله ليكون من العلما ِء الذين يأخذ ُ عنهم العيا ُ‬ ‫ل مذه ٍ‬ ‫ً‬ ‫قال السخاويُّ‪" :‬أخذ عنه العيان من ك ِّ‬ ‫ف‬ ‫ب فنونا‪ ،‬كالفقهِ والعربيةِ والصر ِ‬ ‫ل مذه ٍ‬ ‫ة وغيَرها‪ ،‬بل أخذ َ عنه أخي أيضاً"‪.53‬‬ ‫ت ممن أخذ َ عنه العربي َ‬ ‫ض‪ ،‬وكن ُ‬ ‫والمنط ِ‬ ‫ق والعرو ِ‬ ‫ت وخارج البيت‪ ،‬فجنَّد نفسه لخدمةِ العلمِ‪،‬‬ ‫وقد قضى البذي حياته عالما ً ومتعلما ً في البي ِ‬ ‫حتى لقد دَرب زوجه على كتابةِ أشياء له‪ ،54‬وهذا يد ُّ‬ ‫مه به‪ ،‬وولع ِه‬ ‫ل على شدةِ حبِّه للعلم ِ واهتما ِ‬ ‫ّ‬ ‫ت علم‪.‬‬ ‫بالمعارف‪ ،‬وأن يكون بيتُه بي َ‬ ‫ب العلم ِ بالُبذي‪ ،‬قال عنه السخاويُّ‪" :‬وتصدَّى لنفِع الطلبة بالزهرِ أولً‪ ،‬ثم‬ ‫وقد انتفع طل ُ‬ ‫خه العّز البغداديّ له‪ ،‬إلى أن مات"‪.55‬‬ ‫بالباسطية‪ ،‬حين سكنها برغبةِ أحدِ شيو ِ‬ ‫ة عظيمة ومقدرة ً كبيرة على إرشاد ِ المبتدئين وإعطائِهم أصو َ‬ ‫ل‬ ‫وقد أُوتي البذي موهب ً‬ ‫مها ويشم ُ‬ ‫ب أبوابِها‪.‬‬ ‫الصناع ِ‬ ‫ل غال َ‬ ‫ة وحدودَها بشكل عام ومب ّ‬ ‫م معظ َ‬ ‫سط ينتظ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن خضرٍ‪ 56‬من يدانيه في إرشاد ِ المبتدئين"‪.57‬‬ ‫اب‬ ‫خ‬ ‫الشي‬ ‫د‬ ‫بع‬ ‫ن‬ ‫يك‬ ‫"لم‬ ‫‪:‬‬ ‫السخاوي‬ ‫عنه‬ ‫قال‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الميسرة ج‪ 1‬ص‪.)285‬‬ ‫‪ 43‬انظر‪ :‬الضوء اللمع ‪ ،180 :2‬وكشف الظنون‪1:207‬والعلم‪،218 :1‬ومعجم المؤلفين ‪.2:150‬‬ ‫‪ 44‬انظر الضوء اللمع ‪.180 :2‬‬ ‫‪ 45‬انظر الضوء اللمع ‪.180 :2‬‬ ‫‪ 46‬انظر الضوء اللمع ‪.181 :2‬‬ ‫‪ 47‬المصدر السابق ‪.180 :2‬‬ ‫‪ 48‬المصدر السابق ‪.122 :4 ،234 :3‬‬ ‫‪ 49‬انظر الضوء اللمع ‪.235 :3‬‬ ‫‪ 50‬معجم المؤلفين‪ :‬عمر رضا كحاله ‪.150 :2‬‬ ‫‪ 51‬انظر الضوء اللمع ‪.181 :2‬‬ ‫‪ 52‬المصدر السابق ‪.180 :2‬‬ ‫‪ 53‬المصدر السابق ‪.180 :2‬‬ ‫‪ 54‬المصدر السابق ‪.180 :2‬‬ ‫‪ 55‬انظر الضوء اللمع ‪.180 :2‬‬ ‫‪ 56‬هو محمد بن أحمد بن جمعه بن مسلم عزيز الدين الدمشقي الصالحي الحنفي ويعرف بابن خضر‪ ،‬ولد سنة ‪772‬ه‬ ‫واشتغل ومهر وأذن له في الفتاء وناب في الحكم وصار المنظور إليه من الحنفية بالشام‪ ،‬مات سنة ‪818‬ه‪ .‬انظر‬ ‫الضوء اللمع م‪ 4‬ج‪ 7‬ص ‪.61 - 60‬‬

‫وفاته‪:‬‬ ‫تُوفِّى في عشري رمضان سنة ستين وثمانمائة بالقاهرة‪ ،‬ودفن بتربة الصلحية‪ ،58‬وقد‬ ‫جاوز الستين‪.‬‬ ‫وهناك من يقول‪ :‬إن وفاته سنة إحدى وستين‪ ،‬وإن الجمالي‪ 59‬ناظر الخاص أرسل‬ ‫يلتمس منه قضاء المالكية‪ 60‬بعد وفاة السنباطي فاعتذر بضعفه‪ ،‬ولم يلبث أن مات‪ ،‬وهو ملتئم‬ ‫مع كونها في سنة إحدى‪ ،‬فإن السنباطي‪61‬مات في رجب منها ‪.62‬‬ ‫نسخ التحقيق‪:‬‬ ‫ث نسٍخ لهذا المخطوط‪:‬‬ ‫ل اللهِ على ثل ِ‬ ‫عثر ُ‬ ‫ت بفض ِ‬ ‫النسخة الولى‪:‬‬ ‫ت‬ ‫ت عليها من جامعةِ المل ِ‬ ‫ب‪ ،‬ورمز ُ‬ ‫حصل ُ‬ ‫ق الكتا ِ‬ ‫ك سعود بالرياض‪ ،‬واعتمدتُها أصل ً لتحقي ِ‬ ‫(أ)‪ ،‬وهي واضحة وخط ُّ‬ ‫ت في أربعةِ ألواٍح‪ ،‬في كل لوٍح صفحتان‪ ،‬وفي ك ِّ‬ ‫ل‬ ‫ووقع‬ ‫د‬ ‫جي‬ ‫ها‬ ‫لها بالرمز‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫صفحةٍ واحد ٌ وعشرون سطراً‪.‬‬ ‫النسخة الثانية‪:‬‬ ‫وهي من جامعةِ المام ِ محمد بن سعود السلميةِ بالرياض‪ ،‬مصوَّرة عن الظاهريةِ ‪-1845‬‬ ‫الفهرس ‪ 201‬بخ ٍّ‬ ‫ت في عشرِ صفحات‪ ،‬وتراوحت‬ ‫ط معتادٍ‪ ،‬ضمن مجموع ‪ ،24-19‬ووقع ْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ت لها‬ ‫ن اثني عشر سطرا وثلثة عشر سطرا‪ ،‬وخمسة عشر وسبعة عشر‪ .‬ورمز ُ‬ ‫السطوُر بي َ‬ ‫ة‪ ،‬ولكن بها رطوبة‪.‬‬ ‫بالرمز (ب)‪ .‬وهي واضح ٌ‬ ‫النسخة الثالثة‪:‬‬ ‫ب‬ ‫ض أيضاً‪ .‬ومصوَّرة عن دارِ الكت ِ‬ ‫وهي من جامعةِ المام ِ محمد بن سعود السلميةِ بالريا ِ‬ ‫ت في‬ ‫المصريةِ‪ ،‬وكتبها عبد العال بن منصور البحيريّ الزهريّ سنة ‪1094‬ه‪ ،‬بخ ٍ‬ ‫ي‪ ،‬ووقع ْ‬ ‫ط نسخ ٍ ّ‬ ‫ضها‪،‬‬ ‫ة ألواٍح‪ ،‬وفي كل صفحةٍ خمس ٌ‬ ‫ب قراءة ُ بع ِ‬ ‫ثلث ِ‬ ‫صعُ َ‬ ‫ة وعشرو َ‬ ‫ن سطراً‪ ،‬وتصويُرها رديء‪ ،‬ف َ‬ ‫ت لها بالرمز (ج)‪.‬‬ ‫ورمز‬ ‫ُ‬ ‫توثيق نسبة الكتاب إلى البذي‪:‬‬ ‫جاءَ في نسخةِ (أ)‪" :‬كتاب الحدود في علم ِ النحوِ‪ :‬تأليف الشيخ المام أبي العباس أحمد‬ ‫ه ونفع به"‪.‬‬ ‫البذي رحمه الل ُ‬ ‫وجاءَ في نسخة (ج)‪" :‬هذه حدود النحو‪ :‬للعلمة البذي"‪.‬‬ ‫وجاء في الضوءِ اللمِع في أخبار القرن التاسع للسخاوي في ترجمة أحمد البذي‪" :‬له‬ ‫فيها" يعني في العربية " حدود نافعة"‪.63‬‬ ‫وجاء في إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون‪" :‬حدود النحو‪ :‬لشهاب الدين‬ ‫البدي‪ ،‬مختصر‪ ،‬أوله‪ :‬حد النحو في اللغة‪ :‬القصد"‪.64‬‬ ‫جهدي في التحقيق‪:‬‬ ‫ق‬ ‫ببع‬ ‫ها‬ ‫وقارنت‬ ‫ث‪،‬‬ ‫الثل‬ ‫ب‬ ‫الكتا‬ ‫ن نسِخ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ض‪ ،‬ونبَّه ُ‬ ‫ قابل ُ‬‫ِ‬ ‫ت بي َ‬ ‫ت على ما بينها من أوجهِ التفا ِ‬ ‫ٍ‬ ‫والختلف‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ب والمصطلحا ِ‬ ‫ك من العبارا ِ‬ ‫ن الفهامِ‪ ،‬وآستعصى على الدرا ِ‬ ‫ تناول ُ‬‫ت والسالي ِ‬ ‫ت ماند َّ ع ِ‬ ‫ب وما اقتضب من جملتهِ‪.‬‬ ‫بالشرِح والتبيان‪ ،‬فوضح ُ‬ ‫ض من عبارةِ الكتا ِ‬ ‫ت ما غم َ‬ ‫س‬ ‫ل‪ ،‬وموضعَ خل ٍ‬ ‫ق على ما وجدت ُ‬ ‫ قم ُ‬‫ت بالتعقي ِ‬ ‫ف بي َ‬ ‫ه مثاَر جد ٍ‬ ‫ن النحاةِ‪ ،‬من المدار ِ‬ ‫ب والتعلي ِ‬ ‫المختلفةِ‪.‬‬

‫‪ 57‬انظر الضوء اللمع ‪.180 :2‬‬ ‫‪ 58‬اسم مقبرة ويوجد بدمشق أيضا مكان بهذا السم‪ .‬انظر غاية النهاية في طبقات القراء لبن الجزري‪569 :1‬‬ ‫‪ 59‬يشبك الجمالي ناظر الخاص الجاركسي‪ .‬ممن حج غير مرة على إمرة الحاج‪ .‬ولي الحسبة مدة‪ .‬فشكرت سيرته في‬ ‫انظر الضوء اللمع م‬ ‫ذلك كله‪ ،‬لعقله وتؤدته عنده‪ .‬والتفات الملك إليه‪ .‬بحيث عاده في مرضه‪ ،‬ومكث عنده طويلً‪.‬‬ ‫‪ 5‬ج‪ 10‬ص‪.276‬‬ ‫‪ 60‬نسبة إلى المذهب المالكي‪ .‬وقد جاء في الضوء اللمع م‪ 4‬ج‪ 8‬ص‪ 119‬في ترجمة محمد بن عبد الله ولي الدين‬ ‫السنباطي القاهري المالكي أنه كان ينوب عن قضاة مذهبه‪ .‬وجاء في العلم ‪ 329 :9‬في ترجمة يوسف ابن يحيى بن‬ ‫عبد الرحمن التادلي أبو الحجاج المعروف بابن الزيات أنه (لغوي أدبي من قضاة المالكية)‪.‬‬ ‫‪ 61‬هو محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن إسحاق‪ ......‬الموي المحلي المولد ثم السنباطي ثم القاهري المالكي ويعرف‬ ‫بقاضي سنباط ولد سنة ‪787‬ه في المحلة الكبرى ونشأ بها وتولي قضاء السكندرية ثم القاهرة غير مرة‪ ،‬واستمر فيها‪،‬‬ ‫‪.114 - 113 :9‬‬ ‫حتى توفي بها يوم الخميس‪ ،‬تاسع رجب سنة ‪861‬ه‪ ،‬انظر‪ :‬الضوء اللمع‬ ‫‪ 62‬انظر الضوء اللمع ‪.181 :2‬‬ ‫‪ 63‬الضوء اللمع في أخبار القرن التاسع‪ :‬للسخاوي ‪.180 :2‬‬ ‫‪ 64‬إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪ :‬لسماعيل باشا ‪ 396 :3‬وانظر أيضا ً ص‬ ‫‪.391‬‬

‫ص إلى قائليها‪ ،‬وأرجعتُها إلى مصادرِها الصلية‪.‬‬ ‫ عزو ُ‬‫ت النصو َ‬ ‫ب‪ ،‬وهي قليلة‪.‬‬ ‫الكتا‬ ‫في‬ ‫ة‬ ‫الوارد‬ ‫م‬ ‫العل‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ عَّرف ُ‬‫ِ‬ ‫ت فهرسا ً للمراجِع والمصادر وآخر لموضوعات ومحتويات الكتاب‪.‬‬ ‫ عمل ُ‬‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫ل‬ ‫فنسأ‬ ‫خلفه‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫وما‬ ‫الله‪،‬‬ ‫فمن‬ ‫ب‬ ‫صوا‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫كان‬ ‫فما‬ ‫ل‪،‬‬ ‫المق‬ ‫د‬ ‫جه‬ ‫وهذا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫م المولى ون ِعم النصير‪.‬‬ ‫ل‬ ‫والتقصير‪ ..‬إنه ن ِع َ‬ ‫التجاوَز عن الزل ِ‬ ‫ِ‬ ‫منهج الكتاب‪:‬‬ ‫ة في‬ ‫ث أجملَها في قوله‪" :‬هذه نبذة ٌ لطيف ٌ‬ ‫ب‪ ،‬حي ُ‬ ‫ف في المقدمةِ خط َ‬ ‫ ذكَر المؤل ُ‬‫ة الكتا ِ‬ ‫ن أراد ذلك"‪ .65‬فبيَّن أنه سيمي ُ‬ ‫ل للختصار‪.‬‬ ‫النحو جمعتُها لم ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ن طلبةِ العلمِ‪،‬‬ ‫ن ِ‬ ‫ وقد وَفَى بما ذكَره‪ ،‬فجاءَ الكتا ُ‬‫م ْ‬ ‫ب موجزا ً مختصراً‪ ،‬لنَّه أل ّفه للمبتدئي َ‬ ‫كما يقو ُ‬ ‫ن كما مَّر بنا‪.‬‬ ‫ل السخاويُّ‪ 66‬ول غروَ فالبذيُّ متخ ِّ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ص ومشهوٌر في إرشاد ِ المبتدئي َ‬ ‫ّ‬ ‫ف في طلبِه اليجاَز‪.‬‬ ‫يّ نوٍع‪ ،‬وهذا يتفقُ مع خطةِ المؤل ِ ِ‬ ‫ يخلو الكتا ُ‬‫ب من الشواهِد من أ ِ‬ ‫ن ذكرِ المثلةِ إل قليلً‪ ،‬مثا ُ‬ ‫ه‪:‬‬ ‫ب على سرد ِ القواعد ِ فقط‪ ،‬دو َ‬ ‫ يحتوي الكتا ُ‬‫ل ذلك قول ُ‬ ‫م زيدٌ‪ ،‬مثا ُ‬ ‫ل كلمةٍ‪َ :‬زيْدٌ‪ ،‬مثا ُ‬ ‫"مثا ُ‬ ‫م‬ ‫ل الكلمِ‪ :‬إ ْ‬ ‫م مثال ما اجتمعَ فيه الكل ُ‬ ‫ن قا َ‬ ‫ل الكلمِ‪ :‬زيد ٌ قائ ٌ‬ ‫‪67‬‬ ‫م"‬ ‫م‪ :‬زيد ٌ أبوه قائ ٌ‬ ‫والكَل ِ ُ‬ ‫مران‪.68‬‬ ‫مَران والقَ َ‬ ‫ه أيضا ً ذكرهُ العُ َ‬ ‫ومثل ُ‬ ‫ومثلُه أيضا ً ذكُره "سواء" ثم قولُه‪" :‬فإنهم استغنوا عن تثنيتِةِ بتثنيةِ "سي"‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫"سيّان" "‪.69‬‬ ‫ وانطلقا ً من مبدئ ِه في اليجازِ‪ ،‬فقد جاءَ التعلي ُ‬‫ث قال في‬ ‫ل في موضٍع واحدٍ فقط‪ ،‬حي ُ‬ ‫ن ما هي فيه شبيهاً‬ ‫كو‬ ‫س‪:‬‬ ‫"الخام‬ ‫ب الخمسةِ للبناءٍ على حركةٍ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن السبا ِ‬ ‫ض حديثهِ ع ِ‬ ‫معرِ ِ‬ ‫ة أو حال ً أو خبراً"‪.70‬‬ ‫شبي‬ ‫لنه‬ ‫الماضي‪،‬‬ ‫ل‬ ‫كالفع‬ ‫ب‬ ‫ة أو صل ً‬ ‫عه صف ً‬ ‫ه بالمضارِع في وقو ِ‬ ‫ٌ‬ ‫بالمعر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت للنحاةِ‪ ،‬إل فيما ندَر‪ ،‬وذلك كقولهِ‪:‬‬ ‫ب أو آراء أو خلفا ٍ‬ ‫ب على مذاه َ‬ ‫ ل يحتوي الكتا ُ‬‫س‪ :‬اتفاقُ المعنى‪ ،‬فل يُث َنَّى المشترك‪ ،‬خلفا ً للحريريّ"‪.71‬‬ ‫"الساد ُ‬ ‫‪72‬‬ ‫ً‬ ‫ه الهمال ُّ‬ ‫ي" ‪.‬‬ ‫اب‬ ‫د‬ ‫"وزا‬ ‫الربعة‪:‬‬ ‫ء‬ ‫ِ‬ ‫البنا‬ ‫ب‬ ‫أسبا‬ ‫ض‬ ‫عر‬ ‫بعد‬ ‫وقوله‬ ‫‬‫ن مال ٍ‬ ‫َ‬ ‫ك خامسا‪ ،‬وهو الشب ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ك سابعا ً وهي السماءُ قب َ‬ ‫ل‬ ‫ وقوله بعد َ سرد ِ المبنيّا ِ‬‫ن مال ٍ‬ ‫ن السماءِ‪" :‬وزاد َ اب ُ‬ ‫ت الستةِ م َ‬ ‫التركيب"‪.73‬‬

‫‪65‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪68‬‬

‫انظر ص ‪ 30‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫الضوء اللمع ‪.180 :2‬‬ ‫انظر ص ‪ 32 - 31‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫انظر ص ‪ 47‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫انظر ص ‪ 51‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫انظر ص ‪ 55‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫انظر ص ‪ 50‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫انظر ص ‪ 56‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫انظر ص ‪ 57 ،56‬من هذا الكتاب‪.‬‬

‫ن‬ ‫ح ما يراه صواباً‪ ،‬و ِ‬ ‫ه‪" :‬أن يكو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ن ذلك قول ُ‬ ‫ يَُر ِّ‬‫ن في الوجودِ‪ ،‬وأما نحو القمرا ِ‬ ‫ه ث َا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ب المجاز"‪.74‬‬ ‫فمن با ِ‬ ‫ب التغليب"‪.75‬‬ ‫وقوله‪" :‬وأما نحو العُ َ‬ ‫مَران فمن با ِ‬ ‫ف النحويّ‪:‬‬ ‫ب المؤل ِّ ِ‬ ‫مذه ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ة التية‪:‬‬ ‫المثل‬ ‫ل‬ ‫والدلي‬ ‫ة‪،‬‬ ‫البصري‬ ‫ة‬ ‫النزع‬ ‫ف‬ ‫المؤل‬ ‫ت على‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫غَلَب َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض‬ ‫ما‬ ‫‬‫ة‪:‬‬ ‫ثلث‬ ‫ل‬ ‫الفع‬ ‫م‬ ‫"وأقسا‬ ‫ل‪:‬‬ ‫قا‬ ‫ث‬ ‫حي‬ ‫أقسام‬ ‫ة‬ ‫ثلث‬ ‫إلى‬ ‫م‬ ‫ينقس‬ ‫ل‬ ‫الفع‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫يرى‬ ‫‪-1‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪76‬‬ ‫ل قسمان‪ ،‬وأ َّ‬ ‫ن أ َّ‬ ‫ن الفع َ‬ ‫ن‬ ‫رو‬ ‫في‬ ‫ش‬ ‫والخف‬ ‫الكوفيون‬ ‫أما‬ ‫البصريين‪.‬‬ ‫رأي‬ ‫وهذا‬ ‫ر"‬ ‫وأم‬ ‫ومضارعٌ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫‪77‬‬ ‫المَر مقتطعٌ من المضارع‬ ‫ف الجرِ بهذا المس َّ‬ ‫ب البصريين‪ .‬ويعبُّر الكوفيون عنها‬ ‫‪ -2‬عبَّر عن حرو ِ‬ ‫مى‪ ،78‬وهو مذه ُ‬ ‫‪79‬‬ ‫ف الصفات‬ ‫ض وحرو ِ‬ ‫بحرو ِ‬ ‫ف الخف ِ‬ ‫َ‬ ‫ن مذكرةً‪.80‬‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫يرى‬ ‫‬‫‪3‬‬ ‫ن شرو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط جمِع الكلمةِ جمعا ً مذكرا ً سالما ً أن تكو َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ن مطلقاً ‪.81‬‬ ‫وهو ما ذه َ‬ ‫ي التاءِ بالواوِ والنو ِ‬ ‫ب إليه البصريون‪ ،‬وأجاَز الكوفيون جمعَ ذ ِ‬ ‫ق مصطلِح المضمر‪ 82‬أما الكوفيون فيس ُّ‬ ‫مونه الكناية‬ ‫إطل‬ ‫في‬ ‫البصريين‬ ‫ب‬ ‫مذه‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫‪ -4‬ذه َ‬ ‫ِ‬ ‫والمكنى‪.83‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪ -5‬ذهب مذهب البصريين أن فعل المر مبني والكوفيون يرون أنه معرب مجزوم بلم‬ ‫مقدرة‪.85‬‬ ‫‪86‬‬ ‫ُ‬ ‫مونه الترجمة والتبيين‬ ‫‪ -6‬استخدم مصطل َ‬ ‫ح "البدل" ‪ ،‬وبه قال البصريّون‪ .‬والكوفيون يس ّ‬ ‫والتكرير‪.87‬‬ ‫‪88‬‬ ‫ف المضمُر ‪ ،‬والكوفيون يرون أنه السم‬ ‫‪ -7‬وافق البصريين في أن أعر َ‬ ‫ف المعار ِ‬ ‫المبهم‪.89‬‬ ‫ب البناءِ‪ ،90‬ولم يفّرِق‬ ‫وألقا‬ ‫ب‬ ‫العرا‬ ‫ب‬ ‫ألقا‬ ‫ن‬ ‫بي‬ ‫التمييز‬ ‫في‬ ‫البصريين‬ ‫مذهب‬ ‫ذهب‬ ‫‬‫‪8‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الكوفيون بين ما هو للعراب وما هو للبناء‪.91‬‬ ‫وهناك بعض المواضع التي ذهب فيها مذهب الكوفيين وهي‪:‬‬ ‫ب كوف ٌّ‬ ‫ي‪ .‬ومذهب سيبويه والكثرين أن "كي"‬ ‫‪ -1‬ذكر أن "كي" تنصب بنفسها‪ ،92‬وهو مذه ٌ‬

‫‪ 74‬انظر ص ‪ 57‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫‪ 75‬انظر ص ‪ 56‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫‪ 76‬انظر هذا الكتاب ص ‪.33‬‬ ‫‪ 77‬انظر النصاف في مسائل الخلف لبن النباري ‪ 525 - 524 :2‬وهمع الهوامع شرح جمع الجوامع‪ :‬للسيوطي ‪،7 :1‬‬ ‫وشرح الحدود في النحو‪ :‬للفاكهي‪ ،‬ص ‪.97‬‬ ‫‪ 78‬انظر ص ‪ 42 ،34‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫‪ 79‬انظر شرح المفصل‪ :‬لبن يعيش ‪ 74 :4‬و ‪ ،7 :8‬وهمع الهوامع‪ :‬للسيوطي ‪ ،19 :2‬وشرح الحدود في النحو‪ :‬للفاكهي‬ ‫ص ‪ ،277‬والمصطلح النحوي‪ :‬عوض القوزي ص ‪.118‬‬ ‫‪ 80‬انظر ص ‪ 52‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫‪ 81‬انظر النصاف‪ :‬لبن النباري ‪ 44 - 40 :1‬وشرح اللفية‪:‬لبن الناظم ص‪ ،46‬والهمع ‪.1:45‬‬ ‫‪ 82‬انظر ص ‪ 36 ،33‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫‪ 83‬انظر همع الهوامع‪ :‬للسيوطي ‪ :56 :1‬والمصطلح النحوي‪ :‬عوض القوزي ص ‪.174‬‬ ‫‪ 84‬انظر ص ‪ 49 ،48‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫‪ 85‬انظر‪ :‬النصاف في مسائل الخلف‪ :‬لبن النباريّ ‪.524 :2‬‬ ‫‪ 86‬انظر ص ‪ 67‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫‪ 87‬انظر الهمع ‪.125 :2‬‬ ‫‪ 88‬انظر ص ‪ 70‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫‪89‬‬ ‫ي ‪.707 :2‬‬ ‫انظر النصاف في مسائل الخلف‪ :‬لبَن النبار ِ ّ‬ ‫‪ 90‬انظر ص ‪ 45‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫‪ 91‬انظر شرح الكافية‪ :‬للرضي ‪ ،3 :2‬والمصطلح النحوي‪ :‬للقوزي ص ‪.185‬‬ ‫‪ 92‬انظر ص ص ‪ 59‬من هذا الكتاب‪.‬‬

‫ن هي الناصبة بنفسها‪ ،‬ويجوُز أن تقدَّر بعدها أن‪ ،‬لن كي عندهم حرف مشترك‪،‬‬ ‫يجوز أن تكو َ‬ ‫ب‪.‬‬ ‫نص‬ ‫ف‬ ‫حر‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫فتارةً تكو ُ‬ ‫ٍ‬ ‫جر بمعنى اللم‪.93‬‬ ‫ف‬ ‫حر‬ ‫ن‬ ‫تكو‬ ‫ة‬ ‫وتار‬ ‫المضارع‪.‬‬ ‫فتنصب‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ح الكوفيين‪ ،‬والبصريون يس َّ‬ ‫مونه‬ ‫م مصطلَح "النعت"‪ ،94‬والتعبيُر به اصطل ُ‬ ‫‪ -2‬استخد َ‬ ‫ف والصفة‪..95‬‬ ‫الوص َ‬ ‫ح "عطف النسقً"‪ 96‬والبصريون يقولون‬ ‫ف‬ ‫الكوفيين‬ ‫مع‬ ‫ر‬ ‫سا‬ ‫‬‫‪3‬‬ ‫ي استعمالهِم مصطل َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ف‪ ،‬والشركة‪.97‬‬ ‫العط َ‬ ‫ف بالحرو ِ‬ ‫ل السيوط ُّ‬ ‫‪ -4‬لم يذكْر حد َّ "عطف البيان"‪ .‬وقد نق َ‬ ‫ي قو َ‬ ‫ل العلم ِ في شرِح الجمل‪:‬‬ ‫م له البصريون‪ ،‬ول يترجم له الكوفيون"‪.98‬‬ ‫"هذا البا ُ‬ ‫ب يترج ُ‬ ‫‪100‬‬ ‫ة الكوفيين ‪.‬‬ ‫‪ -5‬استخدم في موضعين مصطلح "الخفض"‪ .99‬وهو كما تقدم طريق ُ‬

‫ط‪ :‬لبن القوَّاس ‪ ،341 - 340 :1‬وهمع الهوامع‪ :‬للسيوطي‪.5 - 4 :2‬‬ ‫‪93‬انظر شرح ألفية ابن مع ٍ‬ ‫‪ 94‬انظر ص ‪ 63‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫‪ 95‬انظر همع الهوامع ‪.116 :2‬‬ ‫‪ 96‬انظر ص ‪ 64‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫‪ 97‬انظر شرح المفصل‪ :‬لبن يعيش ‪ ،74 :3‬وهمع الهوامع ‪.128 :2‬‬ ‫‪98‬‬ ‫ي ‪ ،96 :2‬والمصطلح النحويّ‪ :‬عوض القوزيّ ص ‪.184‬‬ ‫انظر الشباه والنظائر‪ :‬للسيوط ّ‬ ‫‪ 99‬انظر ص ‪ 39‬و ص ‪ 45‬من هذا الكتاب‪.‬‬ ‫‪ 100‬انظر ص ‪ 27‬من هذا الكتاب‪.‬‬

Related Documents

Hudood Fee Ilm Nahw Part 1
November 2019 4
Hudood Fee Ilm Nahw Part 3
November 2019 2
Hudood Fee Ilm Nahw Part 4
November 2019 6
Hudood Fee Ilm Nahw Part 2
November 2019 6
Annahw Ila Ilm Nahw
November 2019 15
Kitabul Ilm Part 1
April 2020 10