الفرق بين سحب القرار اإلداري و اإللغاء اإلداري يتحقق اإللغاء اإلداري من تاريخ اإللغاء ومن ثم يتجرد القرار اإلداري من قوته القانونية بالنسبة للمستقبل دون ان ينصرف ذلك للماضي أي (منذ صدور القرار). أما السحب فإن أثره يتحقق من وقت صدور القرار ال من وقت سحبه ومن ثم يتجرد القرار من قوته القانونية بالنسبة للماضي وللمستقبل كذلك .أي يقصد بالسحب تجريد القرار اإلداري من قوته بأثر رجعي من وقت صدوره إعتبار القرار كأنه لم يكن. هنا يجب التمييز بين سحب القرارات اإلدارية المشروعة (أي المطابقة القانونية) والقرارات اإلدارية غير المشروعة (الصادرة ً للقانون). خالفا ً ال يجوز لإلدارة أن تقوم بسحب القرارات اإلدارية المشروعة مبدئيا التي ال يشوبها أي عيب في أي ركن من أركان القرار اإلداري .إذ أن سحب القرارات المشروعة التي ال عيب فيها يعني المس بقاعدة عدم رجعية القرارات اإلدارية .لكن استثناء هذا المبدأ مثل إجازة سحب قرارات الموظفين المشروعة والمبني على عوامل وإعتبارات إنسانية ال ً وشرط ذلك أن القرارات اإلدارية المشروعة التي يجوز قانونية ممكنا ً بسحبها لم ترتب حقا للمعنيين فيها أو للغير. كما يجوز لإلدارة إصدار قرارها بسحب قرار إداري غير مشروع، ً بأحد أركانه ً غير مشروع أي قرار معيبا فإذا أصدرت اإلدارة قرارا ً ً باإلختصاص أو بالشكل المقرر أو معيبا في مجمله أو سببه سواء معيبا أو ركن الغاية .فإن مثل هذا القرار يعد غير مشروع وللقضاء اإلداري الحق ف ي الحكم بإلغائه فيما لو إلتمس المتضرر أو طعن فيه أمام القضاء ،لذلك المنطق يسمح لإلدارة بأن تقوم بنفسها بفعل ما سيفعله القضاء ولها أن تسحب قرارها غير المشروع إذ أن عدم المشروعية جزاءها اإللغاء القضائي .وقد اشترط ذلك أن يتم السحب خالل المدة التي يجوز فيها طلب إلغاء القرار اإلداري أمام القضاء اإلداري وتدعى ً ً قضائيا (بمهلة الطعن) .فإن كان القرار اإلداري غير المشروع مهددا ً إلجراءات التقاضي باإللغاء فإنه يجوز لإلدارة أن تقوم بسحبه تفاديا والحكم في الدعوى .وبعد إنتهاء (مدة أو مهلة الطعن) فيصبح القرار ً لمبدأ إستقرار األوضاع القانونية محصن بعدم جواز سحبه تنفيذا المترتبة على القرار اإلداري. إن للسلطة اإلدارية الرجوع عن كل قرار إداري مخالف للقانون خالل مدة الطعن أي لإلدارة أن تسترد قرارها غير المشروع خالل مدة المراجعة باإللغاء .ومعظم القوانين جعلت مدة الطعن شهرين ( 60يوم) ولإلدارة حق العودة عن قرارها اإلداري المخالف للقانون ضمن هذه ً بأن مدة سحب القرارات اإلدارية غير المشروعية تمتد المدة ،علما بحالة الطعن أمام القضاء اإلداري ،فلإلدارة في هذه الحالة سحب قرارها أثناء نظر القضاء لدعوى اإللغاء طالما لم يصدر حكم بالدعوى أي لها أن تقوم بسحبه أثناء نظر الدعوى وحتى قبل النطق بالحكم فيه. يجوز لإلدارة إصدار قرار إداري غير مشروع ،فإن أصدرت اإلدارة ً باإلختصاص أو قرار غير مشروع (قرار معين) معين بأركانه سواء معيبا ً بمجمله أو سببه أو ركن الغاية فإن مثل هذا بالشكل المقرر أو معيبا القرار يعتبر غير مشروع. ً أعطى اإلدارة حق تصحيح مما تقدم كله يتضح أن صدور القرار معيبا القرار عن طريقي الرجوع فيه .حيث أن تصحيح الخلل الذي يمس مبدأ المشروعية هو إلتزام قانوني يتوجب على اإلدارة القيام فيه ،والقيود التي وضعها القانون على هذه المهمة وكان يقصد إنهاء القرارات المخالفة للمشروعية ،على الرغم من حرص المشرع والقانون على مبدأ استقرار األوضاع التي كسبها األفراد بهذه القرارات.
لذا ابتدع القضاء اإلداري (قيد الميعاد) وقصر حق الرجوع على ً الحرية اإلدارة بممارسة ً مع مبدأ االستقرار تقييدا مدة زمنية تمشيا ً حقها بالرجوع بالقرار المعيب واحتراما لحسن نية المستفيد ومنعا من أن تصاب قرارات اإلدارة بحالة عدم االستقرار .ورغم قيد الميعاد فقد أطلق المشرع يد اإلدارة بالرجوع وسحب قراراتها بحاالت استثنائية سميت االستثناءات الواردة على مدة السحب ،يجوز فيها عدم التقيد بالميعاد وهي: أوالً:ـ حالة إنعدام القرار اإلداري ويكون ذلك بحالة قيام فرد عادي ليس له صفة الموظف بأعمال اإلدارة أو قيام سلطته اإلدارية بالتعدي على إختصاصات سلطة أخرى (اغتصاب السلطة). ً:ـ حالة الغش والتدليس ثانيا بحال حصل شخص ما على (فرد ما على قرار إداري نتيجة غش أو تدليس) وبهذه الحالة تنعدم حسن النوايا لدى المستفيد من القرار ويكون الغش والتدليس الذي قام به هذا الفرد الدافع لإلدارة إلصدار هذا القرار .وبهذه الحالة يجوز لإلدارة أن تسحب هذا القرار دون التقيد بمدة معينة فالسلطة حق استقرار العمل القانوني واإلداري الذي صدر عنها دون التقيد بمدة معينة ألن هذا العمل اإلداري وقع منها بناء على الحيلة التي قام بها المستفيد من هذا القرار والحيلة تفسد كل شيء والحق هنا بسحب القرار اإلداري الناشئ عن الغش والتدليس هو للسلطة التي أصدرته أو للسلطة الرئاسية لها.