Al Adzkar Imam Nawawiy

  • April 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Al Adzkar Imam Nawawiy as PDF for free.

More details

  • Words: 135,801
  • Pages: 402
‫الذْكَاُر النَّوَوي ّةَ‬ ‫للِمام النَّوَوي‬

‫ت والَذْكَارِ ا ُلسَْتحَبّةِ ف اللّيْل والّنهَارِ"‪.‬‬ ‫ص الدَّعوَا ِ‬ ‫أَو "حِلَْيةُ الَبْرَارِ وَشِعَا ُر الَخْيَارِ ف تَ ْلخِي ِ‬ ‫ف الّنوَوي‪ 631( ،‬ـ ‪ 676‬هـ )‬ ‫حدّثِ الفَقيْهُ أَب زَكَرِيّا َيحْي بن شَرَ ِ‬ ‫للِمام الافِظ ال َ‬

‫‪1‬‬

‫ترجة مؤلف كتاب الذكار‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‪ .‬يي بن شرف النّووي ‪)1( .‬‬ ‫سبُه‪:‬‬ ‫نَ‬ ‫هو الِمام الافظ شيخ السلم ميي الدين أبو زكريا يي بن شرف بن مُرّي بن حسن بن حسي بن‬ ‫ممد بن جعة بن حِزَام‪ ،‬النووي نسبة إل نوى‪ ،‬وهي قرية من قرى َحوْران ف سورية‪ ،‬ث الدمشقي‬ ‫الشافعي‪ ،‬شيخ الذاهب وكبي الفقهاء ف زمانه‪.‬‬ ‫َموْلدُه ونشأته‪:‬‬ ‫ولد النووي رحه اللّه تعال ف الحرم من ‪ 631‬هـ ف قرية نوى من أبوين صالي‪ ،‬ولا بلغ العاشرة‬ ‫من عمره بدأ ف حفظ القرآن وقراءة الفقه على بعض أهل العلم هناك‪ ،‬وصادف أن مرّ بتلك القرية‬ ‫ب منهم ويبكي‬ ‫الشيخ ياسي بن يوسف الراكشي‪ ،‬فرأى الصبيانَ يُكرِهونه على اللعب وهو يهر ُ‬ ‫لِكراههم ويقرأ القرآن‪ ،‬فذهب إل والده ونصحَه أن يفرّغه لطلب العلم‪ ،‬فاستجاب له‪ .‬وف سنة‬ ‫‪ 649‬هـ قَ ِدمَ مع أبيه إل دمشق لستكمال تصيله العلمي ف مدرسة دار الديث‪ ،‬وسك َن الدرسة‬ ‫الرواحية‪ ،‬وهي ملصقة للمسجد الموي من جهة الشرق‪ .‬وف عام ‪ 651‬هـ حجّ مع أبيه ث رجع‬ ‫إل دمشق‪.‬‬ ‫َحيَاته العلميّة‪:‬‬ ‫تيزت حياةُ النووي العلمية بعد وصوله إل دمشق بثلثة أمور‪:‬‬ ‫الول‪ :‬الدّ ف طلب العلم والتحصيل ف أول نشأته وف شبابه‪ ،‬وقد أخذ العلم منه كلّ مأخذ‪ ،‬وأصبح‬ ‫يد فيه لذة ل تعدِلُها لذة‪ ،‬وقد كان جادّا ف القراءة والفظ‪ ،‬وقد حفظ التنبيه ف أربعة أشهر ونصف‪،‬‬ ‫وحفظ ربع العبادات من الهذب ف باقي السنة‪ ،‬واستطاع ف فترة وجيزة أن ينال إعجاب وحبّ أستاذه‬ ‫س بدار الديث الشرفية‪،‬‬ ‫أب إبراهيم إسحاق بن أحد الغرب‪ ،‬فجعلَه مُعيد الدرس ف حلقته‪ .‬ث درّ َ‬ ‫وغيها‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫الثان‪ :‬سعَة علمه وثقافته‪ ،‬وقد جع إل جانب الدّ ف الطلب غزارة العلم والثقافة التعددة‪ ،‬وقد حدّثَ‬ ‫تلميذُه علء الدين بن العطار عن فترة التحصيل والطلب‪ ،‬أنه كان يقرأ ك َلّ يوم اثن عشر درسا على‬ ‫الشايخ شرحا وتصحيحا‪ ،‬درسي ف الوسيط‪ ،‬وثالثا ف الهذب‪ ،‬ودرسا ف المع بي الصحيحي‪،‬‬ ‫وخامسا ف صحيح مسلم‪ ،‬ودرسا ف اللمع لبن جنّي ف النحو‪ ،‬ودرسا ف إصلح النطق لبن‬ ‫السكّيت ف اللغة‪ ،‬ودرسا ف الصرف‪ ،‬ودرسا ف أصول الفقه‪ ،‬وتارة ف اللمع لب إسحاق‪ ،‬وتارة ف‬ ‫النتخب للفخر الرازي‪ ،‬ودرسا ف أساء الرجال‪ ،‬ودرسا ف أصول الدين‪ ،‬وكان يكتبُ جي َع ما يتعلق‬ ‫بذه الدروس من شرح مشكل وإيضاح عبارة وضبط لغة‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬غزارة إنتاجه‪ ،‬اعتن بالتأليف وبدأه عام ‪ 660‬هـ‪ ،‬وكان قد بلغ الثلثي من عمره‪ ،‬وقد‬ ‫س فيها‬ ‫بارك اللّه له ف وقته وأعانه‪ ،‬فأذابَ عُصارة فكره ف كتب ومؤلفات عظيمة ومدهشة‪ ،‬تلم ُ‬ ‫ح الفكار‪ ،‬والِنصافَ ف عرض أراء الفقهاء‪ ،‬وما زالت مؤلفاته‬ ‫سهول ُة العبارة‪ ،‬وسطوعَ الدليل‪ ،‬ووضو َ‬ ‫حت الن تظى باهتمام كل مسلم‪ ،‬والنتفاع با ف سائر البلد‪.‬‬ ‫ويذكر الِسنوي تعليلً لطيفا ومعقولً لغزارة إنتاجه فيقول‪" :‬اعلم أن الشيخ ميي الدين رحه اللّه لّا‬ ‫تأهل للنظر والتحصيل‪ ،‬رأى ف الُسارعة إل الي؛ أن جعل ما يصله ويقف عليه تصنيفا‪ ،‬ينتفع به‬ ‫الناظر فيه‪ ،‬فجعل تصنيفه تصيلً‪ ،‬وتصيله تصنيفا‪ ،‬وهو غرض صحيح‪ ،‬وقصد جيل‪ ،‬ولول ذلك لا‬ ‫تيسر له من التصايف ما تيسر له"‪.‬‬ ‫ومن أهم كتبه‪:‬‬ ‫شرح صحيح مسلم" و"الجموع" شرح الهذب‪ ،‬و"رياض الصالي"‪ ،‬و"تذيب الساء واللغات"‪" ،‬‬ ‫والروضة روضة الطالبي وعمدة الفتي"‪ ،‬و"النهاج" ف الفقه و "الربعي النووية"‪ ،‬و"التبيان ف آداب‬ ‫حَمَلة القرآن"‪ ،‬والذكار "حلية البرار وشعار الخيار ف تلخيص الدعوات والذكار الستحبّة ف الليل‬ ‫والنهار"‪ ،‬و"الِيضاح" ف الناسك‪.‬‬ ‫شيوخه‪:‬‬ ‫شيوخه ف الفقه‪:‬‬ ‫‪1‬ـ عبد الرحن بن إبراهيم بن سباع الفزاري‪ ،‬تاج الدين‪ ،‬عُرف بالفِرْكاح‪ ،‬توف سنة ‪ 690‬هـ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪2‬ـ إسحاق بن أحد الغرب‪ ،‬الكمال أبو إبراهيم‪ ،‬مدّث الدرسة الرواحيّة‪ ،‬توف سنة ‪ 650‬هـ‪.‬‬‫‪3‬ـ عبد الرحن بن نوح بن ممد بن إبراهيم بن موسى القدسي ث الدمشقي‪ ،‬أبو ممد‪ ،‬مفت‬‫دمشق‪ ،‬توف سنة ‪ 654‬هـ‪.‬‬ ‫‪4‬ـ سلّر بن السن الِربلي‪ ،‬ث اللب‪ ،‬ث الدمشقي‪ ،‬إمام الذهب الشافعي ف عصره‪ ،‬توف سنة‬‫‪ 670‬هـ‪.‬‬ ‫شيوخه ف الديث‪:‬‬ ‫‪1‬ـ إبراهيم بن عيسى الرادي‪ ،‬الندلسي‪ ،‬ث الصري‪ ،‬ث الدمشقي‪ ،‬الِمام الافظ‪ ،‬توف سنة ‪668‬‬ ‫هـ‪.‬‬ ‫‪2‬ـ خالد بن يوسف بن سعد النابلسي‪ ،‬أبو البقاء‪ ،‬زين الدين‪ ،‬الِمام الفيد الحدّث الافظ‪ ،‬توف‬‫سنة ‪ 663‬هـ‪.‬‬ ‫‪3‬ـ عبد العزيز بن ممد بن عبد الحسن النصاري‪ ،‬الموي‪ ،‬الشافعي‪ ،‬شيخ الشيوخ‪ ،‬توف سنة‬‫‪ 662‬هـ‪.‬‬ ‫‪4‬ـ عبد الرحن بن أب عمر ممد بن أحد بن ممد بن قُدامة القدسي‪ ،‬أبو الفرج‪ ،‬من أئمة الديث‬‫ف عصره‪ ،‬توف سنة ‪ 682‬هـ‪.‬‬ ‫‪5‬ـ عبد الكري بن عبد الصمد بن ممد الرستان‪ ،‬أبو الفضائل‪ ،‬عماد الدين‪ ،‬قاضي القضاة‪،‬‬‫وخطيب دمشق‪ .‬توف سنة ‪ 662‬هـ‪.‬‬ ‫‪6‬ـ إساعيل بن أب إسحاق إبراهيم بن أب اليُسْر التنوخي‪ ،‬أبو ممد تقي الدين‪ ،‬كبي الحدّثي‬‫ومسندهم‪ ،‬توف سنة ‪ 672‬هـ‪.‬‬ ‫‪7‬ـ عبد الرحن بن سال بن يي النباري‪ ،‬ث الدمشقي النبلي‪ ،‬الفت‪ ،‬جال الدين‪ .‬توف سنة‬‫‪ 661‬هـ‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫ومنهم‪ :‬الرضي بن البهان‪ ،‬وزين الدين أبو العباس بن عبد الدائم القدسي‪ ،‬وجال الدين أبو زكريا يي‬ ‫بن أب الفتح الصيف الرّان‪ ،‬وأبو الفضل ممد بن ممد بن ممد البكري الافظ‪ ،‬والضياء بن تام‬ ‫النفي‪ ،‬وشس الدين بن أب عمرو‪ ،‬وغيهم من هذه الطبقة‪.‬‬ ‫شيوخه ف علم الصول‪:‬‬ ‫أما علم الصول‪ ،‬فقرأه على جاعة‪ ،‬أشهرهم‪ :‬عمر بن بندار بن عمر بن علي بن ممد التفليسي‬ ‫الشافعي‪ ،‬أبو الفتح‪ .‬توف سنة ‪ 672‬هـ‪.‬‬ ‫شيوخه ف النحو واللغة‪:‬‬ ‫وأما ف النحو واللغة‪ ،‬فقرأ على‪:‬‬ ‫الشيخ أحد بن سال الصري النحوي اللغوي‪ ،‬أب العباس‪ ،‬توف سنة ‪ 664‬هـ‪.‬‬ ‫والفخر الالكي‪.‬‬ ‫والشيخ أحد بن سال الصري‪.‬‬ ‫مسموعاته‪:‬‬ ‫سع النسائي‪ ،‬وموطأ مالك‪ ،‬ومسند الشافعي‪ ،‬ومسند أحد بن حنبل‪ ،‬والدارمي‪ ،‬وأب عوانة الِسفرايين‪،‬‬ ‫وأب يعلى الوصلي‪ ،‬وسنن ابن ماجه‪ ،‬والدارقطن‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬وشرح السنّة للبغوي‪ ،‬ومعال التنيل له ف‬ ‫التفسي‪ ،‬وكتاب النساب للزبي بن بكار‪ ،‬والطب النباتية‪ ،‬ورسالة القشيي‪ ،‬وعمل اليوم والليلة لبن‬ ‫السن‪ ،‬وكتاب آداب السامع والراوي للخطيب البغدادي‪ ،‬وأجزاء كثية غي ذلك‪.‬‬ ‫تلميذه‪:‬‬ ‫وكان مّن أخذ عنه العلم‪ :‬علء الدين بن العطار‪ ،‬وشس الدين بن النقيب‪ ،‬وشس الدين بن َجعْوان‪،‬‬ ‫وشس الدين بن القمّاح‪ ،‬والافظ جال الدين الزي‪ ،‬وقاضي القضاة بدر الدين بن جاعة‪ ،‬ورشيد الدين‬ ‫النفي‪ ،‬وأبو العباس أحد بن فَرْح الِشبيلي‪ ،‬وخلئق‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫أخلقُ ُه وَصفَاتُه‪:‬‬ ‫أجعَ أصحابُ كتب التراجم أن النووي كان رأسا ف الزهد‪ ،‬وقدوة ف الورع‪ ،‬وعدي النظي ف‬ ‫مناصحة الكام والمر بالعروف والنهي عن النكر‪ ،‬ويطيب لنا ف هذه العجالة عن حياة النووي أن‬ ‫ل مع هذه الصفات الهمة ف حياته‪:‬‬ ‫نتوقف قلي ً‬ ‫الزهد‪:‬‬ ‫تف ّرغَ الِمام النووي من شهوة الطعام واللباس والزواج‪ ،‬ووجد ف لذّة العلم التعويض الكاف عن كل‬ ‫ذلك‪ .‬والذي يلفت النظر أنه انتقل من بيئة بسيطة إل دمشق حيث اليات والنعيم‪ ،‬وكان ف سن‬ ‫الشباب حيث قوة الغرائز‪ ،‬ومع ذلك فقد أعرض عن جيع التع والشهوات وبالغ ف التقشف وشظف‬ ‫العيش‪.‬‬ ‫الورع‪:‬‬ ‫وف حياته أمثلة كثية تدلّ على ورع شديد‪ ،‬منها أنه كان ل يأكل من فواكه دمشق‪ ،‬ولا سُئل عن‬ ‫سبب ذلك قال‪ :‬إنا كثية الوقاف‪ ،‬والملك لن تت الجر شرعا‪ ،‬ول يوز التصرّف ف ذلك إل‬ ‫على وجه الغبطة والصلحة‪ ،‬والعاملة فيها على وجه الساقاة‪ ،‬وفيها اختلف بي العلماء‪ .‬ومن جوّزَها‬ ‫قال‪ :‬بشرط الصلحة والغبطة لليتيم والحجور عليه‪ ،‬والناس ل يفعلونا إل على جزء من ألف جزء من‬ ‫الثمرة للمالك‪ ،‬فكيف تطيب نفسي؟‪ .‬واختار النول ف الدرسة الرواحيّة على غيها من الدارس لنا‬ ‫كانت من بناء بعض التجّار‪.‬‬ ‫وكان لدار الديث راتب كبي فما أخذ منه فلسا‪ ،‬بل كان يمعُها عند ناظر الدرسة‪ ،‬وكلما صار له‬ ‫حق سنة اشترى به ملكا ووقفه على دار الديث‪ ،‬أو اشترى كتبا فوقفها على خزانة الدرسة‪ ،‬ول يأخذ‬ ‫من غيها شيئا‪ .‬وكان ل يقبل من أحد هدي ًة ول عطّيةً إل إذا كانت به حاجة إل شيء وجاءه مّن‬ ‫تقق دينه‪ .‬وكان ل يقبل إل من والديه وأقاربه‪ ،‬فكانت ُأمّه ترسل إليه القميص ونوه ليلبسه‪ ،‬وكان‬ ‫أبوه يُرسل إليه ما يأكله‪ ،‬وكان ينام ف غرفته الت سكن فيها يوم نزل دمشق ف الدرسة الرواحية‪ ،‬ول‬ ‫يكن يبتغي وراء ذلك شيئا‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫لكّام‪:‬‬ ‫حتُه ا ُ‬ ‫مُناص َ‬ ‫لقد توفرت ف النووي صفات العال الناصح الذي يُجاهد ف سبيل اللّه بلسانه‪ ،‬ويقوم بفريضة المر‬ ‫بالعروف والنهي عن النكر‪ ،‬فهو ملصٌ ف مناصحته وليس له أيّ غرض خاص أو مصلحة شخصية‪،‬‬ ‫وشجاعٌ ل يشى ف اللّه لومة لئم‪ ،‬وكان يلك البيان والجة لتأييد دعواه‪.‬‬ ‫وكان الناسُ يرجعون إليه ف اللمّات والطوب ويستفتونه‪ ،‬فكان يُقبل عليهم ويسعى ل ّل مشكلتم‪،‬‬ ‫كما ف قضية الوطة على بساتي الشام‪:‬‬ ‫لا ورد دمشقَ من مصرَ السلطانُ اللكُ الظاه ُر بيبسُ بعد قتال التتار وإجلئهم عن البلد‪ ،‬زعم له وكيل‬ ‫بيت الال أن كثيا من بساتي الشام من أملك الدولة‪ ،‬فأمر اللك بالوطة عليها‪ ،‬أي بجزها وتكليف‬ ‫واضعي اليد على شيءٍ منها إثبات ملكيته وإبراز وثائقه‪ ،‬فلجأ الناس إل الشيخ ف دار الديث‪ ،‬فكتب‬ ‫إل اللك كتابا جاء فيه‪" :‬وقد لق السلمي بسبب هذه الوطة على أملكهم أنواعٌ من الضرر ل يكن‬ ‫التعبي عنها‪ ،‬وطُلب منهم إثباتٌ ل يلزمهم‪ ،‬فهذه الوطة ل ت ّل عند أحد من علماء السلمي‪ ،‬بل مَن‬ ‫ف إثباته" فغضب السلطان من هذه الرأة عليه‬ ‫ف يده شيء فهو ملكه ل ي ّل العتراض عليه وليُكلّ ُ‬ ‫وأمر بقطع رواتبه وعزله عن مناصبه‪ ،‬فقالوا له‪ :‬إنه ليس للشيخ راتب وليس له منصب‪ .‬ولا رأى الشيخ‬ ‫أن الكتاب ل يفِدْ‪ ،‬مشى بنفسه إليه وقابله وكلّمه كلما شديدا‪ ،‬وأراد السلطان أن يبطشَ به فصرف‬ ‫اللّه قلبَه عن ذلك وحى الشي َخ منه‪ ،‬وأبطلَ السلطانُ أم َر الوطة وخّلصَ اللّه الناس من شرّها‪.‬‬ ‫وَفَاته‪:‬‬ ‫وف سنة ‪ 676‬هـ رجع إل نوى بعد أن ر ّد الكتب الستعارة من الوقاف‪ ،‬وزار مقبة شيوخه‪ ،‬فدعا‬ ‫لم وبكى‪ ،‬وزار أصحابه الحياء وودّعهم‪ ،‬وبعد أن زار والده زار بيت القدس والليل‪ ،‬وعاد إل نوى‬ ‫فمرض با وتوف ف ‪ 24‬رجب‪ .‬ولا بلغ نعيه إل دمشق ارتّت هي وما حولا بالبكاء‪ ،‬وتأسف عليه‬ ‫السلمون أسفا شديدا‪ ،‬وتوجّه قاضي القضاة عزّ الدين ممد بن الصائغ وجاعة من أصحابه إل نوى‬ ‫للصلة عليه ف قبه‪ ،‬ورثاه جاعة‪ ،‬منهم ممد بن أحد بن عمر النفي الِربلي‪ ،‬وقد اخترت هذه‬ ‫البيات من قصيدة بلغت ثلثة وثلثي بيتا‪:‬‬ ‫عزّ العزاءُ وعمّ الادث اللل * وخاب بالوت ف تعميك المل‬ ‫‪7‬‬

‫واستوحشت بعدما كنت النيس لا * وساءَها فقدك السحارُ والصلُ‬ ‫وكنت للدين نورا يُستضاء به * مسدّد منك فيه القو ُل والعملُ‬ ‫زهدتَ ف هذه الدنيا وزخرفها * عزما وحزما ومضروب بك الثل‬ ‫أعرضت عنها احتقارا غي متفل * وأنت بالسعي ف أخراك متفل‬ ‫وهكذا انطوت صفحة من صفحات عَلَمٍ من أعلَم السلمي‪ ،‬بعد جهاد ف طلب العلم‪ ،‬ترك للمسلمي‬ ‫كنوزا من العلم‪ ،‬ل زال العال السلمي يذكره بي‪ ،‬ويرجو له من اللّه تعال أن تناله رحاته ورضوان‪.‬‬ ‫رحم اللّه الِمام النووي رحة واسعة‪ ،‬وحشره مع الذين أنعم اللّه عليهم من النبيي والصدّيقي والشهداء‬ ‫والصالي وحسن أولئك رفيقا‪ ،‬وجعنا به تت لواء سيدنا ممد صلى اللّه عليه وسلم‪.‬‬

‫مقدمة الؤلف‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم {فاذْكُرُون أذْكُرْكُ ْم وَاشْكُرُوا لِي وَل َت ْكفُرُون} [البقرة‪]152:‬‬ ‫المد للّه الواحد القهّار‪ ،‬العزيز الغفّار‪ ،‬مقدّر القدار‪ ،‬مصرّف المور‪ ،‬مُكوّر الليل (‪ )2‬على النهار‪،‬‬ ‫تبصرةَ لُول القلوب والبصار‪ ،‬الذي أيقظ من خلقه ومن اصطفاه فأدخله ف جلة الخيار‪ ،‬ووفّق من‬ ‫اجتباه من عبيده فجعلَه من القرّبي البرار‪ ،‬وبصّرَ من أحبّه فزهّدهم (‪)3‬ف هذه الدار‪ ،‬فاجتهدوا ف‬ ‫مرضاته والتأهّب لدار القرار‪ ،‬واجتناب ما يُسخطه والذر من عذاب النار‪ ،‬وأخذوا أنفسهم بالدّ ف‬ ‫طاعته وملزمة ذكره بالعشيّ والِبكار‪ ،‬وعند تغاير الحوال وجيع آناء الليل والنهار‪ ،‬فاستنارت قلوبُهم‬ ‫بلوامع النوار‪ ،‬أحده أبلغَ المد على جيع نعمه‪ ،‬وأسألُه الزيد من فضله وكرمه‪ .‬وأشهد أن ل إله إلّ‬ ‫اللّه العظيم‪ ،‬الواحد الصمد العزيز الكيم؛ وأشهد أن ممدا عبدُه ورسوله‪ ،‬وصفيّه وحبيبه وخليله‪،‬‬ ‫أفضلُ الخلوقي‪ ،‬وأكرمُ السابقي واللحقي‪ ،‬صلواتُ اللّه وسلمه عليه وعلى سائر النبيي‪ ،‬وآل كلّ‬ ‫وسائر الصالي‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫أما بعد‪ :‬فقد قال اللّه العظيم العزيز الكيم‪{ :‬فاذْكُرُون أذْكُرْكُمْ} [البقرة‪ ]152:‬وقال تعال‪َ { :‬ومَا‬ ‫ت الِنّ والْنسَ إل لَيعْبدون} [الذاريات‪ ]56:‬ف ُعلِم بذا أ من أفضل ـ أو أفضل ـ حال العبد‪،‬‬ ‫خَل ْق ُ‬ ‫حال ذكره ربّ العالي‪ ،‬واشتغاله بالذكار الواردة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سيد الرسلي‪.‬‬ ‫وقد صنّف العلماءُ رضي اللّه عنهم ف عمل اليوم والليلة والدعوات والذكار كتبا كثيةً معلومةً عند‬ ‫ت تسهيل ذلك على‬ ‫ت عنها همُ الطالبي‪ ،‬فقصد ُ‬ ‫ض ُعفَ ْ‬ ‫العارفي‪ ،‬ولكنها مطوّلة بالسانيد والتكرير‪ ،‬ف َ‬ ‫الراغبي‪ ،‬فشرعتُ ف جع هذا الكتاب متصرا مقاصد ما ذكرته تقريبا للمعتني‪ ،‬وأحذف السانيد ف‬ ‫معظمه لا ذكرته من إيثار الختصار‪ ،‬ولكونه موضوعا للمتعبدين‪ ،‬وليسوا إل معرفة السانيد‬ ‫(‪ )4‬متطلعي‪ ،‬بل يكرهونه وإن َقصُرَ إل القلّي‪ ،‬ولن القصود به معرفةُ الذكار والعمل با‪ ،‬وإيضا ُ‬ ‫ح‬ ‫مظانّها للمسترشدين‪ ،‬وأذكر إن شاء اللّه تعال بدلً من السانيد ما هو أهم منها ما ي ّل به غالبا‪ ،‬وهو‬ ‫بيان صحيح (‪)5‬الحاديث وحسنها وضعيفها ومنكرها‪ ،‬فإنه ما يفتقر إل معرفته جي ُع الناس إل النادر‬ ‫من الحدّثي‪ ،‬وهذا أهمّ ما يب العتناء به‪ ،‬وما يُحقّقهُ الطالبُ من جهة الفاظ التقني‪ ،‬والئمة‬ ‫ل من النفائس من علم الديث‪ ،‬ودقائق الفقه‪،‬‬ ‫الُذّاق العتمدين‪ ،‬وأض ّم إليه إن شاء اللّه الكري ج ً‬ ‫ومهمات القواعد‪ ،‬ورياضات النفوس‪ ،‬والداب الت تتأكد معرفتُها على السالكي‪ .‬وأذكرُ جيعَ ما‬ ‫أذكرُه ُموَضّحَا بيث يسهلُ فهمه على العوام والتفقهي‪.‬‬ ‫وقد روينا ف صحيح مسلم (‪ ،)6‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫قال‪:‬‬ ‫ى كانَ لَ ُه مِنَ الجْ ِر ِمثْلَ أُجُو ِر مَ ْن َتِبعَ ُه ل يَْن ُقصُ ذلك مِنْ أُجُو ِرهِ ْم شَيئا"‪.‬‬ ‫"مَنْ دَعا إل هُد ً‬ ‫فأردت مساعدة أهل الي بتسهيل طريقه والِشارة إليه‪ ،‬وإيضاح سلوكه والدللة عليه‪ ،‬وأذكر ف أوّ ِل‬ ‫ج إليها صاحبُ هذا الكتاب وغيه من العتني‪ ،‬وإذا كان ف الصحابة مَن ليس‬ ‫الكتاب فصولً مهمة يتا ُ‬ ‫ت عليه فقلت‪ :‬روينا عن فلن الصحابّ‪ ،‬لئل يُشكّ قي صحبته‪.‬‬ ‫مشهورا عند مَن ل يعتن بالعمل نبّه ُ‬ ‫وأقتصر ف هذا الكتاب على الحاديث الت ف الكتب الشهورة الت هي أصول الِسلم وهي خسة‪:‬‬ ‫صحيح البخاري‪ ،‬وصحيح مسلم‪ ،‬وسنن أب داود‪ ،‬والترمذي‪ ،‬والنسائي‪ .‬وقد أروي يسيا من الكتب‬ ‫الشهورة غيها‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫ت أنقل منها شيئا إل ف نادر من الواطن‪ ،‬ول أذكرُ من الصول الشهورة‬ ‫وأما الجزاء والسانيد فلس ُ‬ ‫أيضا من الضعيف إل النادر مع بيان ضعفه‪ ،‬وإنا أذكر فيه الصحيح (‪)7‬غالبا‪ ،‬فلهذا أرجو أن يكون‬ ‫هذا الكتاب أصلً معتمدا‪ .‬ث ل أذكر ف الباب من الحاديث إل ما كانت دللته ظاهرة ف السألة‪.‬‬ ‫واللّه الكري أسأ ُل التوفيق والِنابة والِعانة والداية والصيانة‪ ،‬وتيسي ما أقصده من اليات‪ ،‬والدوام‬ ‫على أنواع الكرمات‪ ،‬والمع بين وبي أحباب ف دار كرامته وسائر وجوه السرّات‪.‬‬ ‫وحسب اللّه ونِعم الوكيل‪ ،‬ول حول ول قوّة إل باللّه العزيز الكيم‪ ،‬ما شاء اللّه ل قوّة إلّ باللّه‪،‬‬ ‫توكلتُ على اللّه‪ ،‬اعتصمتُ باللّه‪ ،‬استعنتُ باللّه‪ ،‬وفوّضت أمري إل اللّه‪ ،‬واستودعتُ اللّه دين ونفسي‬ ‫ي وإخوان وأحبائي وسائر من أحسن إلّ وجيع السلمي وجيع ما أنعم به عل ّي وعليهم من أمور‬ ‫ووالد ّ‬ ‫الخرة والدنيا‪ ،‬فإنه سبحانه إذا استُودع شيئا حفظه ونعم الفيظ‪.‬‬ ‫‪o‬تهيد عن المر بالِخلص وأعمال القلوب‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬العمل بفضائل العمال‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬حكم العمل بالديث الضعيف‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُستحبّ اللوس ف حِلَق أهله‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬الذكر يكون بالقلب‪ ،‬ويكون باللسان‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬فضائل الذكر غي منحصرة‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬حكم الذكر للمحدث وغيه‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ينبغي أن يكون الذاكرُ على أكمل الصفات‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ان يكون موضع الذكر خاليا‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬الذكر مبوب ف جيع الوقات‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬الرادُ من الذكر حضورُ القلب‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ينبغي الواظبة على الذكر‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ف أحوال تعرضُ للذاكر‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬الذكار الشروعة ف الصلة‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬الكتب الؤلفة ف عمل اليوم والليلة‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬مواطن آحاديث الكتاب‬ ‫‪10‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫بابٌ ف فضل الذكر‬ ‫باب ما يقولُ إذا استيقظَ مِن مَنامه‬ ‫بابُ ما َيقُول إذا لبسَ ثوبَه‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا لبسَ ثوبا جديدا أو نعلً‬ ‫بابُ ما يقولُ لصاحبه إذا رأى عليه ثوبا جديدا‬ ‫س الثوبِ والنعلِ وخَ ْلعِهما‬ ‫بابُ كيفيّة لبا ِ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا خل َع ثوبَه‬ ‫باب ما يقول حال خروجِهِ من بيتِه‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا دخ َل بيتَه‬ ‫بابُ ما يقول إذا استيقظ من الليل وخرج من بيته‬ ‫باب ما يقولُ إذا أراد دخول اللء‬ ‫للَء‬ ‫بابُ النّهي عن الذّكْ ِر والكَلمِ على ا َ‬ ‫بابُ النّهي عن السّلم على الالس لقضاء الَاجَة‬ ‫للَء‬ ‫ج من ا َ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا َخرَ َ‬ ‫صبّ ماء الوضوءِ أو استقاءه‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا أراد َ‬ ‫بابُ ما يَقو ُل على وضُوئه‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ما يستحب أن يقوله التوضئ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ما يقوله بعد الفراغ من الوضوء‬ ‫‪ ‬فصل ‪:‬الدعاء على أعضاء الوضوء‬ ‫باب‪ :‬ما يقول بعد فراغه من وضوئه‬ ‫بابُ ما يقو ُل على اغْتسالِه‬ ‫بابُ ما يقو ُل على َتيَمّمِه‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا توجّهَ إل السجدِ‬ ‫بابُ ما يقولُه عندَ دخول السجد والروج منه‬ ‫باب ما يقولُ ف السجد‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ينبغي للجالس ف السجد أن ينوي العتكاف‬ ‫باب النهي عن إنشاد الضالة ف السجد‬ ‫‪11‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫•‬

‫باب دعائه على من ينشد ف السجد شعرا‬ ‫بابُ فضيلةِ الذان‬ ‫ص َفةِ الَذان‬ ‫بابُ ِ‬ ‫ص َفةِ الِقامة‬ ‫بابُ ِ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬الذا َن والِقام َة سنّتان‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ويُستحبّ ترتيل الذان ورفع الصوت به‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ل يُشرع الذان إل للصلوات المس‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ل تص ّح الِقامة إل ف الوقت‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬تقيم الرأة والنثى الشكل‬ ‫بابُ ما يقو ُل مَنْ سعَ الؤ ّذنَ والقيمَ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا سع الؤذنَ أو القيم وهو يصلي‬ ‫بابُ الدّعاء بعد الذان‬ ‫باب ما يقولُ بعدَ ركعت سنّة الصّبح‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا انتهى إل الصّفّ‬ ‫باب ما يقولُ عند إرادته القيامَ إل الصّلة‬ ‫بابُ الدّعاء عند الِقامة‬

‫كتاب ما يقوله إذا دخل ف الصّلة‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫بابُ ما يقولُه إذا دخلَ ف الصّلة‬ ‫بابُ تكبي ِة الِحْرام‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬السنّة أنّ يهر الِمام بتكبية الِحرام‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬عدد التكبيات ف الصلة‬ ‫بابُ ما يقوله بعد تكبية الِحرام‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬ما ينبغي أن يفعله المام‬ ‫بابُ التعوّذ بعد دعاء الستفتاح‬ ‫ب ليس بواجب‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬التعوّذ مستح ّ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬التعوّذ مستحبّ ف الركعة الول بالتفاق‬ ‫بابُ القراءةِ بع َد التّعوّذ‬ ‫‪12‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫‪ ‬فصل‪ :‬حكم اللحن ف قراءة الفاتة‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬من ل يُحسن الفاتة قرأ بقدرها من غيها‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬بعد الفاتة يقرأ سورة أو بعض سورة‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬ما يقراء ف صلة الصبح والظهر‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬القراءة يوم المعة‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬كيفية القراءة‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬سكتات المام ف الهرية‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬ما يقوله المام بعد الفاتة‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬ما يسن فعله ف القراءة ف الصلة‬ ‫بابُ أذكار الركوع‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬أذكار الركوع‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره قراءة القرآن ف الركوع والسجود‬ ‫بابُ ما يقولُه ف رفعِ رأسِه من الركوع وف اعتدالِه‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُستحبّ أن يمع بي هذه الذكار كلها‬ ‫بابُ أَذْكَارِ السّجودِ‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬بيان فضل الركوع والسجود‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬ما يقال ف سجود التلوة‬ ‫باب ما يقولُ ف رفعِ رأسه من السجود وف اللوس بي السجدتي‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬ما يقال ف السجدة الثانية‬ ‫بابُ أذكارِ الرّكْع ِة الثانية‬ ‫بابُ القُنوتِ ف الصّبح‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬مل القنوت‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬حكم رفع اليدين ف دعاء القنوت‬ ‫بابُ التشهّدِ ف الصّلة‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ف ألفاظ التشهد‬ ‫‪ ‬الرواية الول‬ ‫‪13‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪ ‬الرواية الثانية‬ ‫‪ ‬الرواية الثالثة‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬مايقال ف التشهد‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬الترتيب ف التشهد مستحب‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬السنّة ف التشهد الِسرار‬ ‫بابُ الصلة على النبّ صلى اللّه عليه وسلم بعد التشهّد‬ ‫بابُ الدّعَاء بع َد التشهّدِ الخي‬ ‫بابُ السّلم لِلتحلّل من الصّلة‬ ‫بابُ ما يقولُه الرجلُ إذا كلّمه إنسا ٌن وهو ف الصّلة‬ ‫بابُ الذكارِ بعدَ الصّلة‬ ‫بابُ الثّ على ذكرِ اللّه تعال بعدَ صَلةِ الصّبح‬ ‫ح وعن َد الساءِ‬ ‫بابُ ما يُقال عند الصّبا ِ‬ ‫بابُ ما يُقالُ ف صَبيح ِة المعة‬ ‫بابُ ما يَقولُ إذا طلعتِ الشّمس‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا استقّلتِ الشّمس‬ ‫بابُ ما يقولُ بعدَ َزوَال الشّمسِ إل العصر‬ ‫بابُ ما يقولُه بعدَ العصرِ إل غُروبِ الشّمس‬ ‫بابُ ما يقولُه إذا سعَ أذا َن الغرب‬ ‫بابُ ما يقولُه بعدَ صَل ِة الغرب‬ ‫بابُ ما يقرؤُه ف صَل ِة الوترِ وما يقولُه بعدَها‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا أرا َد النومَ واضطجعَ على فراشِه‬ ‫بابُ كراه ِة النوْم مِن غيِ ذِكْرِ اللّه تَعال‬ ‫بابُ ما يقول إذا استيقظَ ف الليل وأرا َد النّومَ بعدَه‬ ‫بابُ ما يَقولُ إذا قلقَ ف فراشِه فلم ينمْ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا كانَ يفزعُ ف منامه‬ ‫حبّ أو يَكرهُ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا رَأى ف منامِه ما يُ ِ‬ ‫صتْ عليه رُؤيا‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا ُق ّ‬ ‫‪14‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫لثّ على الدّعاء والستغفارِ ف النصفِ الثان من كلّ ليلة‬ ‫بابُ ا َ‬ ‫بابُ الدّعاءِ ف جَميع ساعاتِ الليل‬ ‫بابُ أساء اللّه السن‬

‫فصل‪ :‬ف المر بالِخلص وحسن النيّات ف جيع العمال الظاهرات والفيّات‪.‬‬ ‫قال اللّه تعال‪َ { :‬ومَا ُأمِروا إ ّل ليعبُدوا اللّه مُخِلصِيَ لَهُ الدّين حُنفاء} البيّنة‪ 5:‬وقال تعال‪{ :‬لَ ْن يَنالَ اللّه‬ ‫لُحومُها وَلَ دِماؤُها ولك ِن ينالُهُ التّقوى مِنكمْ}الج‪ 37:‬قال ابن عباس رضي اللّه عنهما‪ :‬معناه ولكن‬ ‫يناله النيّات‪.‬‬ ‫أخبنا شيخنا المام الافظ أبو البقاء خالد بن يوسف بن السن بن سعد بن السن بن الفرّج بن بكار‬ ‫القدسيّ النابلسيّ ث الدمشقي رضي اللّه عنه‪ ،‬أخبنا أبو اليمن الكندي‪ ،‬أخبنا ممد بن عبد الباقي‬ ‫النصاري‪ ،‬أخبنا أبو ممد السن بن عل ّي الوهري‪ ،‬أخبنا أبو السي ممد بن الظفر الافظ‪ ،‬أخبنا‬ ‫أبو بكر ممد بن ممد بن سليمان الواسطي‪ ،‬حدّثنا أبو نُعيم عبيد بن هشام اللب‪ ،‬حدّثنا ابن البارك‪،‬‬ ‫عن يي بن سعيد ـ هو النصاري ـ عن ممد بن إبراهيم التيمي‪ ،‬عن علقمة بن وقّاص الليثيّ‪ ،‬عن‬ ‫عمر بن الطاب رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪:‬‬ ‫ج َرتُهُ إل اللّه‬ ‫ت هِجْ َرتُهُ إل اللّه وَرَسولِهِ َفهِ ْ‬ ‫"إنّما العْما ُل بالّنيّاتِ وإنّمَا ِلكُلّ امرى ٍء مَا َنوَى‪ ،‬فَمَ ْن كاَن ْ‬ ‫وَرَسولِهِ‪َ ،‬ومَنْ كَاَنتْ هِجْ َرتُهُ إل ُدنْيا ُيصِيبُها َأوِ امْرأ ٍة َينْكِحُها َف ِهجْ َرتُه إل ما هَا َجرَ إلَيْهِ"‪.‬‬ ‫هذا حديث متفق (‪)1‬على صحته‪ ،‬ممع على عظم موقعه وجللته‪ ،‬وهو أحد الحاديث الت عليها‬ ‫مدا ُر الِسلم؛ وكان السلف وتابعوهم من اللف رحهم اللّه تعاال يَستحبّون استفتاح الصنفات بذا‬ ‫الديث‪ ،‬تنبيها للمُطالع(‪)2‬‬ ‫على حسن النيّة‪ ،‬واهتمامه بذلك والعتناء به‪.‬‬ ‫ف كتابا فليبدأ بذا‬ ‫روينا عن المام أب سعيد عبد الرحن بن مهدي رحه اللّه تعال‪ :‬منن أراد أن يُصنّ َ‬ ‫الديث‪ .‬وقال المام أبو سليمان الَطّاب رحه اللّه‪ :‬كان التقدمون من شيوخنا يستحبّون تقدي حديث‬ ‫العمال بالنيّة أمامَ كل شيء ينشأ ويبتدأ من أمور الدين لعموم الاجة إليه ف جيع أنواعها‪ .‬وبلغنا عن‬

‫‪15‬‬

‫حفَظكُ الرجلُ على قدر يّته‪ .‬وقال غيُه‪ :‬إنا يُعطى الناسُ على‬ ‫ابن عباس رضي اللّه عنهما أنه قال‪ :‬إنا يُ ْ‬ ‫قدر نيّاتم‪.‬‬ ‫وروينا عن السيد (‪)3‬الليل أب عل ّي الفُضيل بن عِياض رضي اللّه عنه قال‪ :‬تر ُك العمل لجل الناس‬ ‫رياءٌ‪ ،‬والعمل لجل الناس شِركٌ‪ ،‬والِخلصُ أن يعافيَك اللّه منهما‪ .‬وقال المام الارث الحاسبّ رحه‬ ‫اللّه‪ :‬الصادق هو الذي ل يُبال لو خرج كلّ قَ ْدرٍ له ف قلوب اللق من أجل صَلح قلبه‪ ،‬ول يبّ‬ ‫اطّلع الناس على مثاقيل الذرّ من حس عمله ول يكرهُ أن يطلعَض الناسُ على السيء من عمله‪ .‬وعن‬ ‫حُذيفة الَرْعشيّ رحه اللّه قال‪ :‬الِخلصُ أن تستوي أفعا ُل العبد ف الظاهر والباطن‪.‬‬ ‫وروينا عن المام الستاذ أب القاسم القُشَييّ رحه اللّه قال‪ :‬الِخلصُ إفرادُ الق سبحانه وتعال ف‬ ‫الطاعة بالقصد‪ ،‬وهو أن يُريد بطاعته التقرّب إل اللّه تعال دون شيء آخر‪ :‬من تَصنعٍ لخلوق‪ ،‬أو‬ ‫اكتساب ممَد ٍة عند الناس‪ ،‬أو مبّة مدحٍ من اللق أو معن من العان سوى التقرّب إل اللّه تعال‪ .‬وقال‬ ‫السيد الليل أبو ممد سهل بن عبد اللّه التُستَريّ رضي اللّه عنه‪ :‬نظر الكياسُ ف تفسي الِخلص فلم‬ ‫ى ول‬ ‫يدوا غي هذا‪ :‬أن يكون حركتُه وسكونه ف سرّه وعلنيته للّه تعال‪ ،‬ول يُمازجه نَفسٌ ول هو ً‬ ‫دنيا‪.‬‬ ‫وروينا عن الستاذ أب علي الدقاق رضي اللّه عنه قال‪ :‬الِخلصُ‪ :‬التوقّي عن ملحظة اللق‪ ،‬والصدق‪:‬‬ ‫التنقّي عن مطاوعة النفس‪ ،‬فالخلصُ ل رياء له‪ ،‬والصادقُ ل إعجابَ له‪ .‬وعن ذي النون الصري رحه‬ ‫ث من علمات الِخلص‪ :‬استواءُ الدح والذمّ من العامّة‪ ،‬ونسيانُ رؤية العمال ف‬ ‫اللّه قال‪ :‬ثل ٌ‬ ‫العمال‪ ،‬واقتضاءُ ثواب العمل ف الخرة‪.‬‬ ‫وروينا عن القُشَييّ رحه اللّه قال‪ :‬أقلّ الصدق استواءُ الس ّر والعلنية‪ .‬وعن سهل التستري‪ :‬ل يش ّم‬ ‫رائحة الصدق عبدٌ داهن نفسه أو غيه‪ ،‬وأقوالم ف هذا غي منحصرة‪ ،‬وفيما أشرت إليه كفاية لن وُفق‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أنه ينبغي لن بلغه شيء ف فضائل العمال أن يعمل به ولو مرّة واحدة ليكون من أهله‪ ،‬ول‬ ‫ينبغي أن يتركه مطلقا بل يأت با تيسر منه‪ ،‬لقول النب صلى اللّه عليه وسلم ف الديث التفق على‬ ‫صحته‪:‬‬ ‫"إذَا َأمَ ْرتُكُ ْم بَشَي ٍء فأْتُوا ِمنْ ُه ما اسْتَط ْعتُمْ" (‪)4‬‬ ‫‪16‬‬

‫فصل‪ :‬قال العلماءُ من الحدّثي والفقهاء وغيهم‪ :‬يوز ويُستحبّ العمل ف الفضائل والترغيب‬ ‫والترهيب بالديث الضعيف ما ل يكن موضوعا(‪ ،)5‬وأما الحكام كاللل والرام والبيع والنكاح‬ ‫والطلق وغي ذلك فل يُعمل فيها إل بالديث الصحيح أو السن إل أن يكون ف احتياطٍ ف شيء من‬ ‫ذلك‪ ،‬كما إذا وردَ حديثٌ ضعيفٌ بكراهة بعض البيوع أو النكحة‪ ،‬فإن الستحبّ أن يتنّه عنه ولكن‬ ‫ت هذا الفصل لنه ييءُ ف هذا الكتاب أحاديثُ أنصّ على صحتها أو حسنها أو‬ ‫ل يب‪ .‬وإنا ذكر ُ‬ ‫ضعفها‪ ،‬أو أسكتُ عنها لذهول عن ذلك أو غيه‪ ،‬فأردتُ أن تتقرّر هذه القاعدة عند مُطالِع هذا‬ ‫الكتاب‪.‬‬ ‫ب اللوس ف ِحلَق أهله‪ ،‬وقد تظاهرت الدلة على ذلك‪،‬‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أنه كما يُستحبّ الذكر يُستح ّ‬ ‫وستردُ ف مواضعها إن شاء اللّه تعال‪ ،‬ويكفي ف ذلك حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫لّنةِ يا َرسُولَ‬ ‫ض الَّنةِ فا ْرَتعُوا‪ .‬قالُوا‪َ :‬ومَا رِياضُ ا َ‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذا مَرَ ْرتُ ْم بِرِيا ِ‬ ‫اللّه؟! قالَ‪ :‬حَِلقُ الذّكْرِ‪ ،‬فإنّ للّه تعال َسيّارَاتٍ مِنَ الَلئِ َك ِة يَطُْلبُونَ حِلَقَ الذّكْرِ‪ ،‬فإذَا َأَتوْا عَلْيهِمْ َحفّوا‬ ‫ِبهِمْ" (‪)6‬‬ ‫وروينا ف صحيح مسلم (‪ ،)7‬عن معاوية رضي اللّه عنه أنه قال‪ :‬خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫سكُم؟ قالوا‪ :‬جلسنا نذكُر اللّه تعال ونمَدُه على ما هدانا للسلم‬ ‫على حلقة من أصحابه فقال‪" :‬ما أ ْجلَ َ‬ ‫سكُمْ إل ذَاكَ؟ قالوا‪ :‬واللّهِ‪ ،‬ما أجلسنا إلّ ذاك‪ ،‬قال‪ :‬أما إن َلمْ‬ ‫وم ّن به علينا‪ ،‬قال‪ :‬آللّه ما أجْلَ َ‬ ‫أستحلِفكُمْ تُهمةً لكُمْ‪ ،‬ولَكنّهُ أتان جْبرِيلُ فأ ْخبَ َرنِي أنّ اللّه تعال يُباهي بكُ ُم الَلئ َكةَ"‪.‬‬ ‫وروينا ف صحيح مسلم (‪ )8‬ومعن "غشيتهم الرحة"‪ :‬أي غطّتهم من كل جهة‪ :‬و"السكينة" هي‬ ‫ي ليزدَادُوا إيانا}الفتح‪).4:‬‬ ‫الذكورة ف قوله تعال‪{ :‬هو الذي أن َز َل السكينةَ ف قلوب الؤمن َ‬ ‫أيضا‪ ،‬عن أب سعيد الدري وأب هريرة رضي اللّه عنهما‪ :‬أنما شهدا على رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم أنه قال‪:‬‬ ‫ت عَليهِمْ السّكِيَنةُ وَذَ َكرَهُمُ‬ ‫شيَتهُمُ الرّحْ َم ُة َونَزََل ْ‬ ‫"ل َيقْعُدُ َق ْو ٌم يَذْكُرُون اللّه تَعال إل َح ّفتْهُ ُم الَلِئ َكةُ وَغَ ِ‬ ‫اللّ ُه تَعال فِيمَ ْن ِعنْ َدهُ"‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫فصل‪ :‬الذكر يكون بالقلب‪ ،‬ويكون باللسان‪ ،‬والفضلُ منه ما كانَ بالقلب واللسان جيعا‪ ،‬فإن اقتص َر‬ ‫على أحدها فالقلبُ أفضل‪ ،‬ث ل ينبغي أن يُتركَ الذكرُ باللسان مع القلب خوفا من أن يُظنّ به الرياء‪،‬‬ ‫بل يذكرُ بما جيعا ويُقصدُ به وجهُ اللّه تعال‪ ،‬وقد قدّمنا عن ال ُفضَيل رحه اللّه‪ :‬أن ترك العمل لجل‬ ‫الناس رياء‪ .‬ولو فتح النسا ُن عليه بابَ ملحظة الناس‪ ،‬والحتراز من تطرّق ظنونم الباطلة ل نس ّد عليه‬ ‫أكثرُ أبواب الي‪ ،‬وضيّع على نفسه شيئا عظيما من مهمّات الدين‪ ،‬وليس هذا طريق(‪)9‬‬ ‫العارفي‪.‬‬ ‫وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم(‪)10‬‬ ‫ت بِها} السراء‪:‬‬ ‫ك ول تُخاِف ْ‬ ‫جهَ ْر ِبصَلتِ َ‬ ‫‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬نزلت هذه الية {وَ َلتَ ْ‬ ‫‪ 110‬ف الدعاء‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أن فضيلة الذكر غيُ منحصرةٍ ف التسبيح والتهليل والتحميد والتكبي ونوها‪ ،‬بل كلّ عاملٍ‬ ‫للّه تعال بطاع ٍة فهو ذاكرٌ للّه تعال‪ ،‬كذا قاله سعيدُ بن جُبي رضي اللّه عنه زغيه من العلماء‪ .‬وقال‬ ‫عطاء رحه اللّه‪ :‬مالسُ الذّكر هي مالسُ اللل والرام‪ ،‬كيف تشتري وتبي ُع وتصلّي وتصومُ وتنكحُ‬ ‫وتطلّق وتجّ‪ ،‬وأشباه هذا‪.‬‬ ‫ي والُسْلِماتِ} إل قوله تعال‪{ :‬وَالذّاكِرِينَ اللّه كَثيا وَالذّاكِرَاتِ‪،‬‬ ‫فصل‪ :‬قال اللّه تعال‪{ :‬إنّ الُسْلِ ِم َ‬ ‫أعَدّ اللّهُ َل ُه ْم مغْفِ َرةً وأجْرا عَظِيما} الحزاب‪.35:‬‬ ‫وروينا ف صحيح مسلم (‪ ،)11‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫" َسبَقَ الُفرّدونَ‪ ،‬قالُوا‪ :‬ومَا الُفَرّدونَ يا َرسُولَ اللّه؟! قالَ‪ :‬الذّاكِرُونَ اللّه َكثِيا وَالذّاكرَاتُ"‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬روي الفرّدون بتشديد الراء وتفيفها‪ ،‬والشهور الذي قاله المهور التشديد‪.‬‬ ‫واعلم أن هذه الية الكرية (الراد بالية هنا هي قوله تعال‪{ :‬والذاكرين اللّه كثيا والذاكرات‪ ،‬أعدّ اللّه‬ ‫لم مغفرة وأجرا عظيما} الحزاب‪)12( )35:‬‬ ‫ما ينبغي أن يهتمّ بعرفتها صاحبُ هذا الكتاب‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫وقد اختُلِفَ ف ذلك‪ ،‬فقال الِمامُ أبو السن الواحديّ‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬الراد يذكرون اللّه ف أدبار‬ ‫الصلوات‪ ،‬وغدوّا وعشيّا‪ ،‬وف الضاجع‪ ،‬وكلما استيقظ من نومه‪ ،‬وكلما غدا أو راح من منله ذكرَ‬ ‫اللّه تعال‪ .‬وقال ماهد‪ :‬ل يكونُ من الذاكرين اللّه كثيا والذاكرات حت يذكر اللّه قائما وقاعدا‬ ‫ومضطجعا‪ .‬وقال عطاء‪ :‬من صلّى الصلوات المس بقوقها فهو داخلٌ ف قول اللّه تعال‪{ :‬والذّاكِرِينَ‬ ‫اللّه كَثيا وَالذّاكِرَاتِ} هذا نقل الواحدي‪.‬‬ ‫وقد جاء ف حديث أب سعيد الدري رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪:‬‬ ‫صلّى ـ رَكعَتيِ جَمِيعا ُكِتبَا ف الذّاكِرِينَ اللّه َكثِيا‬ ‫صّليَا ـ َأوْ َ‬ ‫"إذا أيْقَظَ الرّ ُجلُ أَهْلَ ُه مِنَ الّليْلِ َف َ‬ ‫وَالذّاكِرَاتِ" هذا حديث مشهور رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه ف سننهم‪.‬‬ ‫وسئل الشيخ المام أبو عمر بن الصّلح رحه اللّه عن القدر الذي يصيُ به من الذاكرينَ اللّه كثيا‬ ‫والذاكرات‪ ،‬فقال‪ :‬إذا واظبَ على الذكار الأثورة (‪ ،)13‬كان من الذاكرين اللّه كثيا والذاكرات‪،‬‬ ‫واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬أجع العلماءُ على جواز الذكر بالقلب واللسان لل ُمحْدِث والُنب والائض والنفساء‪ ،‬وذلك ف‬ ‫التسبيح والتهليل والتحميد والتكبي والصلة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والدعاء وغي ذلك‪.‬‬ ‫ل أو كثيا حت بعض آية‪ ،‬ويوز‬ ‫ولكنّ قراءة القرآن حرامٌ على الُنب والائض والنفساء‪ ،‬سواءٌ قرأ قلي ً‬ ‫لم إجراءُ القرآن على القلب من غي لفظ‪ ،‬وكذلك النّظَرُ ف الصحف‪ ،‬وإمرارُه على القلب‪ .‬قال‬ ‫أصحابُنا‪ :‬ويوز للجُنب والائض أن يقول عند الصيبة‪{ :‬إنّا للّه وإنّا إليه راجعون}‪ ،‬وعند ركوب‬ ‫الدابة‪{ :‬سبحان الذي سخّر لنا هذا وما ُكنّا له مُقرني} (‪ ،)14‬وعند الدعاء‪{ :‬ربنا آتنا ف الدنيا‬ ‫حسنةً وف الخرة حسن ًة وقنا عذاب النار}‪ ،‬إذا ل يقصدا به القرآن‪ ،‬ولما أن يقول‪ :‬بسم اللّه‪ ،‬والمد‬ ‫للّه‪ ،‬إذا ل يقصدا القرآن‪ ،‬سواءٌ قصدا الذكر أو ل يكن لما قصد‪ ،‬ول يأثان إل إذا قصدا القرآن‪،‬‬ ‫ويوزُ لما قراء ُة ما نُسخت تلوتُه "كالشيخ والشيخة إذا زنيا فارجوها"‪ .‬وأما إذا قال لِنسان‪ :‬خذ‬ ‫الكتاب بقوّة‪ ،‬أو قال‪ :‬ادخلوها بسلم آمني‪ ،‬ونو ذلك‪ ،‬فإن قصدا غ َي القرآن ل يرم‪ ،‬وإذا ل يدا‬ ‫الاء تيمّمَا وجاز لما القراءة‪ ،‬فإن أحدثَ بعد ذلك ل ترم عليه القراءة كما لو اغتسل ث أحدث‪ .‬ث ل‬ ‫لضَر أو ف السفر‪ ،‬فله أن يقرأ القرآن بعده وإن أحدث‪ .‬وقال‬ ‫فرق بي أن يكون تَيمّمُه لعدم الاء ف ا َ‬ ‫ج الصلة‪،‬‬ ‫بعضُ أصحابنا‪ :‬إن كان ف الضر صلّى به وقرأ به ف الصلة‪ ،‬ول يوزُ أن يقرأ خار َ‬ ‫‪19‬‬

‫ب ث رأى ماء يلزمُه استعمالُه‬ ‫والصحيحُ جوازه كما قدّمناه‪ ،‬لن تيمّمَه قام مقام الغسل‪ .‬ولو تيمّ َم الن ُ‬ ‫فإنه ير ُم عليه القراءة وجيع ما يرم على الُنب حت يغتسل‪ .‬ولو تيمّم وصلّى وقرأ ث أراد التيمّم لدثٍ‬ ‫أو لفريضةٍ أخرى أو لغي ذلك ل ترم عليه القراءة‪.‬‬ ‫هذا هو الذهب الصحيح الختار‪ ،‬وفيه وجه لبعض أصحابنا أنه يرمُ‪ ،‬وهو ضعيف‪.‬‬ ‫أما إذا ل يد الُنبُ ماءً ول تُرابا فإنه يُصلّي لُرمة الوقت على حسب حاله‪ ،‬وترمُ عليه القراءة خارجَ‬ ‫الصلة‪ ،‬وير ُم عليه أن يقرأ ف الصلة ما زاد على الفاتة‪.‬‬ ‫وهل تر ُم الفاتة؟ فيه وجهان‪ :‬أصحّهما ل ترمُ بل تبُ‪ ،‬فإن الصّلةَ ل تص ّح إل با‪ ،‬وكما جازت‬ ‫الصلةُ للضرورة توزُ القراءة‪ .‬والثان ترمُ‪ ،‬بل يأت بالذكار الت يأت با مَن ل يُحسن شيئا من القرآن‪.‬‬ ‫وهذه فروعٌ رأيتُ إثباتا هنا لتعلقها با ذكرتُه‪ ،‬فذكرتا متصرة وإل فلها تتمّات وأدلة مستوفاة ف‬ ‫كتب الفقه‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ينبغي أن يكون الذاكرُ على أكمل الصفات‪ ،‬فإن كان جالسا ف موضع استقبل القبلة وجلس‬ ‫مُتذّللً مُتخشعا بسكينة ووقار‪ ،‬مُطرقا رأسه‪ ،‬ولو ذكر على غي هذه الحوال جاز ول كراهة ف حقه‪،‬‬ ‫لكن إن كان بغي عذر كان تاركا للفضل‪ .‬والدليل على عدم الكراهة قول اللّه تعال‪{ :‬إنّ ف َخلْقِ‬ ‫ت والَرْض وا ْخِتلَفِ الّليْ ِل والنّها ِر لياتٍ لُولِي اللْبابِ‪ .‬الّذي َن يَذْكرُونَ اللّه قِياما وَقُعودَا وَعلى‬ ‫السّ َموَا ِ‬ ‫ت وال ْرضِ‪}..‬آل عمران‪190 :‬ـ ‪.191‬‬ ‫جُنوبِهمْ َوَيتَفكّرُونَ ف خَلْقِ السّ َموَا ِ‬ ‫وثبت ف الصحيحي (‪ ،)15‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫يتكىء ف حجري وأنا حائض فيقرأ القرآن‪ .‬رواه البخاري ومسلم‪ .‬وف رواية‪ :‬ورأسه ف حجري وأنا‬ ‫حائض(‪()16‬البخاري (‪(" )7549‬البخاري (‪(" )7549‬البخاري (‪(" )7549‬البخاري (‬ ‫‪(" )7549‬البخاري (‪(" )7549‬البخاري (‪(" )7549‬البخاري (‪(" )7549‬البخاري (‬ ‫‪(")7549‬البخاري (‪ .)7549‬وجاء عن عائشة رضي اللّه عنها أيضا قالت‪ :‬إن لقرأ حزب وأنا‬ ‫مضطجعةٌ على السرير‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬وينبغي أن يكون الوضعُ الذي يذكرُ فيه خاليا(‪)17‬نظيفا (‪)18‬‬

‫‪20‬‬

‫‪ ،‬فإنه أعظمُ ف احترام الذكر الذكور‪ ،‬ولذا مُدح الذكرُ ف الساجد والواضع الشريفة‪ .‬وجاء عن المام‬ ‫الليل أب ميسرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬ل يُذكر اللّه تعال إلّ ف مكان طيّب‪ .‬وينبغي أيضا أن يكون فمه‬ ‫نظيفا‪ ،‬فإن كان فيه تغيّر أزاله بالسّواك‪ ،‬وإن كان فيه ناسة أزالا بالغسل بالاء‪ ،‬فلو ذكر ول يغسلها‬ ‫فهو مكروٌه ول يَحرمُ‪ ،‬ولو قرأ القرآن وفمُه نسٌ كُره‪ ،‬وف تريه وجهان لصحابنا‪ :‬أصحّهما ل‬ ‫يَحرم‪.‬‬ ‫ع باستثنائها نذكرُ منها‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أن الذكر (‪ )19‬مبوبٌ ف جيع الحوال إل ف أحوال وردَ الشر ُ‬ ‫هننا طرفا‪ ،‬إشارة إل ما سواه ما سيأت ف أبوابه إن شاء اللّه تعال‪ .‬فمن ذلك أنه يُكره الذكرُ حالةَض‬ ‫اللوس على قضاء الاجة‪ ،‬وف حالة الِماع‪ ،‬وف حالة الُطبة لن يسم ُع صوتَض الطيب‪ ،‬وف القيام‬ ‫ف الصلة‪ ،‬بل يشتغلُ بالقراءة‪ ،‬وف حالة النعاس‪ .‬ول يُكره ف الطريق ول ف المّام‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬الرادُ من الذكر حضورُ القلب‪ ،‬فينبغي أن يكون هو مقصودُالذاكر فيحرص على تصيله‪ ،‬ويتدبر‬ ‫ما يذكر‪ ،‬ويتعقل معناه‪ .‬فالتدبُر ف الذكر مطلوبٌ كما هو مطلوبٌ ف القراءة لشتراكهما ف العن‬ ‫ب الصحيح الختار استحباب مدّ الذاكر قول‪ :‬ل إله إل اللّه‪ ،‬لا فيه من التدبر‪،‬‬ ‫القصود‪ ،‬ولذا كان الذه ُ‬ ‫وأقوالُ السلف وأئمة اللف ف هذا مشهورة‪ ،‬واللّه أعلم)مبوبٌ ف جيع الحوال إل ف أحوال وردَ‬ ‫الشرعُ باستثنائها نذك ُر منها هننا طرفا‪ ،‬إشارة إل ما سواه ما سيأت ف أبوابه إن شاء اللّه تعال‪ .‬فمن‬ ‫ذلك أنه يُكره الذكرُ حالةَض اللوس على قضاء الاجة‪ ،‬وف حالة الِماع‪ ،‬وف حالة الُطبة لن يسمعُ‬ ‫صوتَض الطيب‪ ،‬وف القيام ف الصلة‪ ،‬بل يشتغلُ بالقراءة‪ ،‬وف حالة النعاس‪ .‬ول يُكره ف الطريق ول‬ ‫ف المّام‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ينبغي لن كان له وظيفةٌ من الذكر ف وقت من ليل أو نار‪ ،‬أو عقب صلة أو حالة من الحوال‬ ‫ففاتته أن يتداركها ويأت با إذا تكن منها ول يهملها‪ ،‬فإنه إذا اعتاد اللزمة عليها ل يعرّضها للتفويت‪،‬‬ ‫وإذا تساهل ف قضائها َسهُ َل عليه تضييعها ف وقتها‪.‬‬ ‫وقد ثبت ف صحيح مسلم) (‪ ، )20‬عن عمر بن الطاب رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم‪:‬‬ ‫"مَ ْن نامَ عَنْ حِ ْزبِهِ َأوْ عَنْ شي ٍء ِمنْهُ فقرأ ُه ما َبيْنَ صَلةِ الفَجْ ِر وَصلة ال ّظهْرِ كُتب له كأنا قرأه من اللّيل"‬ ‫‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫فصل‪ :‬ف أحوال تعرضُ للذاكر يُستحبّ له قطعُ الذكر بسببها ث يعو ُد إليه بعد زوالا‪ :‬منها إذا ُسلّم عليه‬ ‫ردّ السلم ث عاد إل الذكر‪ ،‬وكذا إذا عطسَ عنده عاطشٌ شّته ث عاد إل الذكر‪ ،‬وكذا إذا سع‬ ‫الطيبَ‪ ،‬وكذا إذا سع الؤ ّذنَ أجابَه ف كلمات الذان والقامة ث عاد إل الذكر‪ ،‬وكذا إذا رأى منكرا‬ ‫أزاله‪ ،‬أو معروفا أرشد إليه‪ ،‬أو مسترشدا أجابه ث عاد إل الذكر‪ ،‬كذا إذا غلبه النعاس أو نوه‪ .‬وما‬ ‫أشبه هذا كله‪.‬‬ ‫ب شيءٌ منها ول‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أن الذكار الشروعة ف الصلة وغيها‪ ،‬واجبةً كانت أو مستحبةً ل يُحس ُ‬ ‫يُعتدّ به حت يتلفّظَ به بيثُ يُسمع نفسه إذا كان صحيح السمع ل عارض له‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أنه قد صنّف ف عمل اليوم والليلة(‪ )21‬جاعةٌ من الئمة كتبا نفيسة‪ ،‬رَووا فيها ما ذكروه‬ ‫بأسانيدهم التصلة‪ ،‬وطرّقُوها من طرق كثية‪ ،‬ومن أحسنها "عمل اليوم والليلة" للِمام أب عبد الرحن‬ ‫النسائي‪ ،‬وأحسن منه وأنفس وأكثر فوائد كتاب "عمل اليوم والليلة" لصاحبه المام أب بكر أحد بن‬ ‫ت أنا جيعَ كتاب ابن السن على شيخنا المام الافظ‬ ‫ممد بن إسحاق السنّ رضي اللّه عنهم‪ .‬وقد سع ُ‬ ‫أب البقاء خالد بن يوسف (‪)22‬‬ ‫بن سعد بن السن رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪ :‬أخبنا المام العلمة أبو اليَمن زيد بن السن بن زيد بن السن‬ ‫ال ِكنْدي سنة اثنتي وستمائة‪ ،‬قال‪ :‬أخبنا الشيخ الِمام أبو السن سعد الي ممد بن َسهْل النصاريّ‪،‬‬ ‫قال‪ :‬أخبنا الشيخُ الِمام أبو ممد عبد الرحن بن سعد بن أحد بن السن الدّون‪ ،‬قال‪ :‬أخبنا القاضي‬ ‫أبو نصر أحدُ بن السي بن ممد بن الكسّار الدّينوري‪ ،‬قال‪ :‬أخبنا الشيخ أبو بكر أحدُ بن ممد بن‬ ‫ت هذا السناد هنا لن سأنق ُل من كتاب ابن السن إن شاء اللّه‬ ‫إسحاق السّن رضي اللّه عنه‪ .‬وإنا ذكر ُ‬ ‫تعال جُملً‪ ،‬فأحببتُ تقديَ إسناد الكتاب‪ ،‬وهذا مستحس ٌن عند أئمة الديث وغيهم‪ ،‬وإنا خصصتُ‬ ‫ذكر إسناد هذا الكتاب لكونه أجع الكتب ف هذا الفنّ‪ ،‬وإل فجميعُ ما أذكرهُ فيه ل به رواياتٌ‬ ‫صحيح ٌة بسماعات متصلة بمد اللّه تعال إل الشاذّ النادر‪ ،‬فمن ذلك ما أنقلُه من الكتب المسة الت‬ ‫هي أصول السلم‪ ،‬وهي‪ :‬الصحيحان للبخاري ومسلم‪ ،‬وسنن أب داود والترمذي والنسائي‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫ما هو من كتب السانيد والسنن كموطأ المام مالك‪ ،‬وكمسند المام أحد بن حنبل‪ ،‬وأب عَوانة‪،‬‬ ‫وسنن ابن ماجه‪ ،‬والدارقطن‪ ،‬والبيهقي وغيها من الكتب‪ ،‬ومن الجزاء ما ستراه إن شاء اللّه تعال‪،‬‬ ‫وكلّ هذه الذكورات أرويها بالسانيد التصلة الصحيحة إل مؤلفها‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫فصل‪ :‬اعلم أن ما أذكرهُ ف هذا الكتاب من الحاديث أُضيفه إل الكتب الشهورة وغيها ما قدّمتُه‪ ،‬ث‬ ‫ما كان ف صحيحي البخاري ومسلم أو ف أحدها أقتص ُر على إضضافته إليهما لصول الغرض وهو‬ ‫صحته‪ ،‬فإن جيعَ ما فيهما صحيح‪ ،‬وأما ما كان ف غيها فأُضيفُه إل كتب السنن وشبهها مبيّنا صحته‬ ‫وحسنه أو ضعفه إن كان فيه ضعفٌ ف غالب الواضع‪ ،‬وقد أغفلُ عن صحته وحسنه وضعفه‪.‬‬ ‫واعلم أن سنن أب داود من أكب ما أنقلُ منه‪ ،‬وقد روينا عنه أنه قال‪ :‬ذكرتُ ف كتاب‪ :‬الصحيح وما‬ ‫يُشبهه ويُقاربه‪ ،‬وما كان فيه ضعف شديد بيّنته‪ ،‬وما ل أذكر فيه شيئا فهو صال‪ ،‬وبعضُها أصحّ من‬ ‫ج إليها صاحب هذا الكتاب وغيُه‪ ،‬وهي أن ما رواه‬ ‫بعض‪ .‬هذا كلم أب داود‪ ،‬وفيه فائدة حسنة يتا ُ‬ ‫أبو داود ف سننه ول يذكر ضعفَه فهو عنده‬ ‫ت هنا‬ ‫صحيح أو حسن‪ ،‬وكلهُما يُحتجّ به ف الحكام‪ ،‬فكيف بالفضائل‪ .‬فإذا تقرّر هذا فمت رأي َ‬ ‫حديثا من رواية أب داود وليس فيه تضعيف‪ ،‬فاعلم أنه ل يض ّعفْه(‪)23‬‬ ‫‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫وقد رأيتُ أن أُقدّم ف أوّل الكتاب بابا ف فضيلة الذكر مطلقا أذكر فيه أطرافا يسية توطئ ًة لا بعدها‪،‬‬ ‫ث أذك ُر مقصود الكتاب ف أبوابه‪ ،‬وأخت ُم الكتابَ إن شاء اللّه تعال بباب الستغفار تفاؤلً بأن يتم اللّه‬ ‫لنا به‪ ،‬واللّه الوفّق‪ ،‬وبه الثقة‪ ،‬وعليه التوكل والعتماد‪ ،‬وإليه التفويضُ والستناد‪.‬‬ ‫بابٌ متصر ف أحرفٍ ما جاء ف فضل الذكر غي مقيّ ٍد بوقت‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬وَلَذِكْرُ اللّهِ أ ْكبَرُ}العنكبوت‪ 45:‬وقال تعال‪{ :‬فاذْكُرُونِي أذْ ُكرْكُمْ} البقرة‪152:‬‬ ‫سبّحيَ لََلِبثَ ف بَ ْطنِهِ إل َي ْو ِم يُْب َعثُونَ}الصّافّات‪ 143:‬وقال تعال‪:‬‬ ‫وقال تعال‪{ :‬فََلوْل َأنّهُ كَانَ مِ َن الُ َ‬ ‫{يُسَبّحُونَ الّليْ َل والنّهارَ َل َيفْتُرُونَ} النبياء‪.20:‬‬ ‫‪ 1/1‬وروينا ف صحيحي إمامي الحدّثي‪ :‬أب عبد اللّه ممد بن إساعيل بن إبراهيم بن الغية البخاري‬ ‫العفي مولهم‪ ،‬وأب السي مسلم بن الجاج بن مسلم القُشيي النيسابوري ـ رضي اللّه عنهما ـ‬ ‫بأسانيدها‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬واسه عبد الرحن بن صخر على الصح من نو ثلثي قولً‪،‬‬ ‫وهو أكثر الصحابة حديثا‪ ،‬قال‪:‬‬

‫‪23‬‬

‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬كَلِ َمتَانِ َخفِيفَتانِ على اللّسانِ‪َ ،‬ثقِيَلتَانِ ف الِيزَانِ‪ ،‬حَبيَبتَانِ إل‬ ‫حمْ ِدهِ‪ُ ،‬سبْحَانَ اللّ ِه العَظيمِ" وهذا الديث آخر شيء ف صحيح البخاري‪(.‬‬ ‫الرّحْ َمنِ‪ُ :‬سبْحَانَ اللّ ِه َوبِ َ‬ ‫‪)24‬‬ ‫‪ 2/2‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب ذرّ رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫ب الكَلم إل‬ ‫ب الكَلمِ إل اللّ ِه تَعال؟ إِنّ أ َح ّ‬ ‫قال ل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬أل أُ ْخبِ ُر َك ِبأَحَ ّ‬ ‫حمْ ِدهِ‪ ،‬وف رواية‪ :‬سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬أيّ الكلم أفضل؟ قال‪" :‬‬ ‫اللّه‪ :‬سُبحانَ اللّ ِه وبِ َ‬ ‫ما اصْطَفى اللّهُ لِمَلِئكَتِ ِه أوْ لعبا ِدهِ‪ُ :‬سبْحانَ اللّ ِه وبِحَمْ ِدهِ"‪)25(.‬‬ ‫‪ 3/3‬وروينا ف صحيح مسلم أيضا‪ ،‬عن سَمُرة بن جندب قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ":‬أ َحبّ الكَلمِ إل اللّ ِه تَعال أ ْربَعٌ‪ :‬سُبْحانَ اللّهِ‪ ،‬والَمْدُ لِلّهِ‪ ،‬وَلَ‬ ‫إِلهَ إِلّ اللّهُ‪ ،‬وَاللّهُ أَ ْكبَرُ‪ ،‬ل َيضُ ّركَ ِبَأيّهِ ّن بَدأتَ"‪)26(.".‬‬ ‫‪ 4/4‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب مالك الشعري رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ال ّطهُورُ شَ ْط ُر الِيَانِ‪ ،‬والَمْدُ ِللّ ِه تَ ْملُ الِيزَانَ‪َ ،‬و ُسبْحانَ اللّه‬ ‫ت وَال ْرضِ‪)27( .‬‬ ‫ل مَا َبيْنَ السّ َموَا ِ‬ ‫والَ ْمدُ لِلّ ِه تَمْلنِ‪َ ،‬أوْ تَ ْم ُ‬ ‫‪ 5/5‬وروينا فيه أيضا‪ ،‬عن جُويري َة أمّ الؤمني رضي اللّه عنها‪ ،‬أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم خرج من‬ ‫عندها بُكرة حي صلّى الصبح‪ ،‬وهي ف مسجدها‪ ،‬ث رجع بعد أن أضحى‪ ،‬وهي جالسة فيه‪ ،‬فقالَ‪:‬‬ ‫"مَا زِْلتِ الَي ْومَ عَلى الاَلةِ الّت فارَ ْقتُكِ عليها؟ قالت‪ :‬نعم‪ ،‬فقال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪َ :‬لقَدْ ُق ْلتُ‬ ‫ت ُمنْ ُذ الَي ْومِ َلوَ َزنَُتهُنّ‪ :‬سُبحانَ اللّ ِه وبِحمْ ِد ِه عَدَدَ خَ ْلقِهِ‪،‬‬ ‫ت بِما قُ ْل ِ‬ ‫ت ثَلثَ َمرّاتٍ َلوْ و ِزَن ْ‬ ‫َبعْ َدكِ أَ ْربَعَ كَلما ٍ‬ ‫وَرِضَا َنفْسِهِ‪َ ،‬و ِزَنةَ عَ ْرشِهِ‪َ ،‬ومِدَادَ َكلِماتِهِ" وف رواية "سبحانَ اللّ ِه عَدَدَ خَ ْلقِهِ‪ُ ،‬سبْحانَ اللّهِ رِضَا َنفْسِهِ‪،‬‬ ‫ُسبْحانَ اللّهِ ِزَنةَ عَ ْرشِهِ‪ُ ،‬سبْحانَ اللّ ِه مِدَادَ كَلِماتِهِ"‪)28(.‬‬ ‫‪ 6/6‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬ولفظه‪:‬‬

‫‪24‬‬

‫ت َتقُولينَها‪ُ :‬سبْحانَ اللّ ِه عَ َددَ َخ ْلقِهِ‪ُ ،‬سبْحَانَ اللّ ِه عَدَدَ خَ ْلقِهِ‪ُ ،‬سبْحَانَ اللّ ِه عَدَدَ خَ ْلقِهِ‪،‬‬ ‫"أل ُأعَلّمُكِ كَلما ٍ‬ ‫ُسبْحَانَ اللّهِ رِضَا َنفْسِهِ‪ُ ،‬سبْحانَ اللّهِ رِضَا َنفْسِهِ‪ُ ،‬سبْحَانَ اللّهِ رِضَا َنفْسِهِ‪ُ ،‬سبْحَانَ اللّهِ ِزَن َة عَ ْرشِهِ‪ُ ،‬سبْحانَ‬ ‫اللّهِ ِزَن َة عَ ْرشِهِ‪ ،‬سُبْحَانَ اللّهِ ِزَن َة عَ ْرشِهِ‪ُ ،‬سبْحَانَ اللّهِ مِدَادَ كَلِماتِهِ‪ُ ،‬سبْحانَ اللّ ِه مِدَادَ كَلِماتِهِ‪ُ ،‬سبْحانَ اللّهِ‬ ‫مِدَادَ كَلِماتِهِ"‪)29(.‬‬ ‫‪ 7/7‬وروينا ف صحيح مسلم أيضا‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬لَنْ أقُو َل ُسبْحَانَ اللّهِ‪ ،‬والَمْدُ ِللّهِ‪ ،‬وَل إِلهَ إِلّ اللّهُ‪ ،‬وَاللّهُ أَ ْكبَرُ‪،‬‬ ‫ل مِمّا طََل َعتْ عََليْهِ الشّ ْمسُ"‪)30(.‬‬ ‫أَ َحبّ ِإ ّ‬ ‫‪ 8/8‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب أيوب النصاري رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫ك وَلَهُ الَمْدُ وَ ُهوَ‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪":‬مَنْ قَالَ ل إلهَ إِلّ اللّ ُه وَحْ َد ُه ل شَرِيكَ لَهُ‪ ،‬لَ ُه الُلْ ُ‬ ‫على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْ َر مَرّاتٍ‪ ،‬كانَ كَ َمنْ أ ْعتَقَ أَ ْرَب َعةَ َأْن ُفسٍ مِ ْن وَلَدِ ِإسْمَاعِيلَ"‪.‬‬ ‫(‪)31‬‬ ‫‪ 9/9‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ قَالَ ل إلهَ إلّ اللّ ُه وَحْ َدهُ َل شَرِيكَ لَهُ‪ ،‬لَ ُه الُلْكُ وَلَهُ الَمْدُ‬ ‫حَيتْ‬ ‫سَنةٍ‪ ،‬ومُ ِ‬ ‫َوهُ َو عَلى كُ ّل َشيْءٍ َقدِيرٌ ف َي ْو ٍم ماَئةَ َم ّرةٍ كاَنتْ لَ ُه عِ ْد َل عَشْرِ رِقابٍ‪ ،‬و ُكِتبَتْ لَ ُه مئة حَ َ‬ ‫عَنْ ُه مئةُ َسّيَئةٍ‪ ،‬وكاَنتْ لَهُ حِرْزا مِنَ الشّيْطا ِن َي ْومَهُ ذلكَ حتّى يُمْسيَ‪ ،‬ولَ ْم يَأتِ أحَ ٌد بأفْضَ َل مِمّا جا َء بِهِ‬ ‫حمْ ِدهِ ف الَيوْ ِم ِمَئةَ َم ّرةٍ حُ ّطتْ خَطَايا ُه وإ ْن كانَتْ‬ ‫إِلّ رَجُ ٌل عَمِلَ أكْثَ َر ِمنْهُ‪ .‬قال‪ :‬ومَنْ قا َل ُسبْحانَ اللّ ِه وبِ َ‬ ‫حرِ"‪)32(.‬‬ ‫ِمثْلَ َزبَ ِد البَ ْ‬ ‫‪ 10/10‬وروينا ف كتاب الترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫سعتُ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬أ ْفضَلُ الذّ ْكرِ ل إلهَ إلّ اللّهُ" قال الترمذي‪ :‬حديث‬ ‫حسن‪.‬‬ ‫(‪)33‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪ 11/11‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أب موسى الشعري رضي اللّه عنه‬ ‫ليّ وَا َليّتِ"‪)34(.‬‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪َ " :‬مثَلُ الّذي يَذْ ُكرُ َربّ ُه وَالّذي ل يَذْكُ ُرهُ‪َ ،‬مثَلُ ا َ‬ ‫‪ 12/12‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن سعد بن أب وقاص رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫جاءَ َأعْرَابّ إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقال‪" :‬علّمن كلما أقوله‪ ،‬قالَ‪ :‬قُلْ‪ :‬ل إلهَ إلّ اللّ ُه‬ ‫وَحْ َدهُ َل شَرِيكَ لَهُ‪ ،‬اللّهُ أَ ْكبَرُ َكبِيا‪ ،‬والَمْدُ لِلّهِ َكثِيا‪َ ،‬وسُبْحَانَ اللّهِ رَبّ العالَمِيَ‪ ،‬ل َحوْ َل وَل ُق ّوةَ إِلّ‬ ‫باللّ ِه العَزِي ِز الَكِيمِ" قال‪ :‬فهؤلء لرب‪ ،‬فما ل؟ قال‪ :‬قُل‪ :‬الّلهُ ّم ا ْغفِرْ ل وَارْ َح ْمنِي‪ ،‬وَاهْدِن وَارْزُ ْقنِي"‪(.‬‬ ‫‪)35‬‬ ‫‪ 13/13‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن سعد بن أب وقاص رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫سنَة؟ فسأله‬ ‫جزُ أحَدُ ُكمْ أَ ْن َيكْسِبَ ف َي ْومٍ أَلْفَ حَ َ‬ ‫"كنّا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال‪ :‬أيَعْ ِ‬ ‫سَنةٍ‪َ ،‬أوْ‬ ‫حةٍ َفتُ ْكَتبُ لَهُ ألفُ حَ َ‬ ‫سبِي َ‬ ‫سبّ ُح مئة تَ ْ‬ ‫سائل من جلسائه‪ :‬كيف يكسب أح ُدنَا ألف حسنة؟ قال‪ :‬يُ َ‬ ‫ط َعنْهُ ألْفُ خَطِيَئةٍ" قال الِمام الافظ أبو عبد اللّه الميدي‪ :‬كذا هو ف كتاب مسلم ف جيع‬ ‫تُحَ ّ‬ ‫الروايات "أو تط" قال البقان‪ :‬ورواه شعبة وأبو عوانة ويي القطان عن موسى الذي رواه مسلم من‬ ‫جهته‪ ،‬فقالوا‪" :‬وتُحَط" بغي ألف‪.‬‬ ‫‪ 14/14‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب ذر رضي اللّه عنه‬ ‫ح ٍة‬ ‫سبِي َ‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪ُ" :‬يصْبحُ على كُ ّل سُلمَى مِنْ أ َحدِكُمْ صَدََقةٌ‪َ ،‬فكُ ّل تَ ْ‬ ‫صدََقةٌ‪ ،‬وكُ ّل َتهْلِيَلةٍ صَدََقةٌ‪ ،‬وكُ ّل َت ْكبِ َيةٍ صَدََقةٌ‪َ ،‬وَأمْ ٌر بالَعْرُوفِ صَدََقةٌ‪َ ،‬وَنهْ ٌي عَنِ‬ ‫حمِي َدةٍ َ‬ ‫صَدََقةٌ‪ ،‬وكُ ّل تَ ْ‬ ‫ا ُلْنكَرِ صَدََقةٌ‪ ،‬وَيْزِى ُء مِن ذلكَ ر ْكعَتانِ يَرْ َك ُعهُما م َن الضّحَى" قلت‪ :‬السلمى بضمّ السي وتفيف‬ ‫اللم‪ :‬هو العضو‪ ،‬وجعه سلميات بفتح اليم وتفيف الياء‪)36( .‬‬ ‫‪ 15/15‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب موسى الشعري رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫لَنةِ؟ فقلت‪ :‬بلى يا رسول اللّه! قال‪:‬‬ ‫قال ل النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬أل أدّلّكَ على َكنْ ٍز مِنْ ُكنُو ِز ا َ‬ ‫قُل‪ :‬ل َحوْ َل وَلَ ُق ّوةَ إِلّ بِاللّهِ)(‪ )37‬البخاري (‪ ، )6484‬ومسلم (‪ " )2704‬البخاري (‬ ‫‪ ، )6484‬ومسلم (‪ " )2704‬البخاري (‪ ، )6484‬ومسلم (‪ " )2704‬البخاري (‬ ‫‪26‬‬

‫‪ ، )6484‬ومسلم (‪ " )2704‬البخاري (‪ ، )6484‬ومسلم (‪ " )2704‬البخاري (‬ ‫‪ ، )6484‬ومسلم (‪ " )2704‬البخاري (‪ ، )6484‬ومسلم (‪ " )2704‬البخاري (‬ ‫‪ ، )6484‬ومسلم (‪ ")2704‬البخاري (‪ ، )6484‬ومسلم (‪)2704‬‬ ‫‪ 16/16‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن سعد بن أب وقاص رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫أنه دخل مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على امرأة وبي يديها نوىً أو حص ًى تُسَبّح به‪ ،‬فقال‪" :‬أل‬ ‫ك مِ ْن هَذَا أو أَ ْفضَلُ؟ فَقالَ‪ُ :‬سبْحانَ اللّه عَدَدَ مَا خَلَقَ ف السّماءِ‪َ ،‬و ُسبْحَانَ اللّهِ‬ ‫أُخْ ُبكِ بِمَا ُهوَ َأيْسَ ُر عََليْ ِ‬ ‫عَدَدَ ما َخلَقَ ف ال ْرضِ‪ ،‬و ُسبْحانَ اللّ ِه عَدَ َد ما َبيْنَ ذلكِ‪ ،‬وسُبحَانَ اللّه عَدَ َد ما ُهوَ خالِقٌ‪ ،‬واللّهُ أَ ْكبَرُ‬ ‫ِمثْلَ ذلكَ‪ ،‬والَمْدُ لِلّ ِه مثْلَ ذلكَ‪ ،‬ول إِلهَ إِلّ اللّ ُه مثْلَ ذلكَ‪ ،‬ول َحوْ َل وَل ُقوّة إلّ باللّه ِمثْلَ ذَلكَ" قال‬ ‫الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)38( .‬‬ ‫‪ 17/17‬وروينا فيهما‪ ،‬بإسناد حسن عن يسية ـ بضم الياء الثناة تت وفتح السي الهملة ـ‬ ‫الصحابية الهاجرة رضي اللّه عنها‪:‬‬ ‫أن النب صلى اللّه عليه وسلم أمرهنّ أن يُراعي بالتكبي والتقديس والتهليل‪ ،‬وأن يعقدن بالنامل‪ ،‬فإننّ‬ ‫مسؤولت مستنطقات"(‪)39‬‬ ‫‪ 18/18‬وروينا فيهما وف سنن النسائي‪ ،‬بإسناد حسن‪ ،‬عن عبد اللّه بن عمرو رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫رأيتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعقد التسبيح‪ .‬وف رواية "بيمينه (‪)40‬‬ ‫‪ 19/19‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن أب سعيد الدري رضي اللّه عنه‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ قَالَ رَضِيتُ باللّه َربّا‪ ،‬وبالِسلم دِينا‪ ،‬و ُبحَمّدٍ صلى اللّه‬ ‫لّنةُ"‪)41(.‬‬ ‫عليه وسلم َرسُو ًل وَ َجَبتْ لَ ُه ا َ‬ ‫‪ 20/20‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عبد اللّه بن بُسْر ـ بضم الباء الوحدة وإسكان السي‬ ‫الهملة ـ الصحاب رضي اللّه عنه‪:‬‬

‫‪27‬‬

‫ت عليّ فأخبن بشيء أتشبث به‪ ،‬فقال‪" :‬ل‬ ‫أن رجلً قال‪ :‬يا َرسُول اللّه! إن شرائع الِسلم قد كثر ْ‬ ‫يَزالُ لِسانُكَ َرطْبا مِنْ ذِكْرِ اللّ ِه تَعال"‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪ .‬قلت‪ :‬أتشبث بتاء مثناة فوق ث‬ ‫شي معجمة ث باء موحدة مفتوحات ث ثاء مثلثة‪ ،‬ومعناه‪ :‬أتعلّ ُق به وأستمسك‪)42( . .‬‬ ‫‪ 21/21‬وروينا فيه‪ ،‬عن أب سعيد الدري رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سئل‪ :‬أيّ العبادة أفضل درجة عند اللّه تعال يوم القيامة؟ قال‪" :‬‬ ‫سْيفِهِ ف‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ضرَ َ‬ ‫الذّاكِرُونَ اللّهَ َكثِيا‪ُ ،‬ق ْلتُ‪ :‬يَا َرسُول اللّه! ومِن الغازي ف سبيل اللّه ع ّز وجلّ؟ قال‪َ :‬لوْ َ‬ ‫ال ُكفّا ِر والُشْرِ ِكيَ حتّى َيْنكَسِ َر ويتضب دما لكان الذّاكرون اللّه أفضل منهُ درجةً"‪)43(.‬‬ ‫‪ 22/22‬وروينا فيه وف كتاب ابن ماجه‪ ،‬عن أب الدرداء رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫خيْرِ أعماِلكُ ْم وَأزْكاها عنْ َد مَلِي ِككُمْ‪ ،‬وأرَْفعِها ف‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬أَل ُأْنِبئُكُ ْم بِ َ‬ ‫دَ َرجَاِتكُمُ‪ ،‬و َخيْرٍ َلكُ ْم مِنْ ِإْنفَاقِ ال ّذ َهبِ وَالوَ ِرقِ‪َ ،‬و َخيْر مِنْ َأنْ تَ ْل َقوْا عَ ُدوّكُمْ َفتَضْ ِربُوا أَ ْعنَاَقهُمْ؟ قالوا‪:‬‬ ‫بلى‪ ،‬قال‪ :‬ذِ ْكرُ اللّ ِه تَعال"‪ .‬قال الاكم أبو عبد اللّه ف كتابه الستدرك على الصحيحي‪ :‬هذا حديث‬ ‫صحيح الِسناد‪)44( .‬‬ ‫‪ 23/23‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫ت إبْرَاهِيمَ صلى اللّه عليه وسلم َليَْلةَ ُأسْرِيَ ب‪ ،‬فقالَ‪ :‬يَا‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪َ" :‬لقِي ُ‬ ‫مُحَمّدُ! أَقْرىء ُأ ّمتَكَ السّلمَ‪ ،‬وأ ْخِب ْرهُمْ أَ ّن الَّن َة َطيَّب ُة التّ ْرَب ِة عَ ْذَبةُ الَاءِ‪ ،‬وأنا قِيعانٌ‪ ،‬وأ ّن غِرَاسَها‪ُ :‬سبْحَانَ‬ ‫اللّه‪ ،‬والَ ْمدُ لِلّهِ‪ ،‬ول إِلهَ إِلّ اللّهُ‪ ،‬واللّهُ أَ ْكبَرُ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)45( .‬‬ ‫‪ 24/24‬وروينا فيه‪ ،‬عن جابر رضي اللّه عنه‬ ‫عن النب صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ قا َل ُسبْحانَ اللّه العظيم وبِحمْ ِد ِه غُ ِر َستْ لَ ُه نَخَْلةٌ ف الَّنةِ" قال‬ ‫الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)46( .‬‬ ‫‪ 25/25‬وروينا فيه‪ ،‬عن أب ذرّ رضي اللّه عنه قال‪:‬‬

‫‪28‬‬

‫ي الكلم أحبّ إل اللّه تعال؟ قال‪" :‬ما اصْطَفى اللّ ُه تَعال لَلِئ َكتِهِ‪ُ :‬سبْحانَ ربّي‬ ‫قلت يا رسول اللّه! أ ّ‬ ‫حمْ ِدهِ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫وبِحَمْ ِدهِ‪ُ ،‬سبْحانَ رَب وبِ َ‬ ‫وهذا حي أشرع ف مقصود الكتاب وأذكره على ترتيب الواقع غالبا‪ ،‬وأبدأ بأوّل استيقاظ الِنسان من‬ ‫نومه‪ ،‬ث ما بعده على الترتيب إل نومه ف الليل‪ ،‬ث ما بعد استيقاظاته ف الليل (‪)47‬‬ ‫باب ما يقولُ إذا استيقظَ مِن مَنامه‬ ‫‪ 1/26‬وروينا ف صحيحي إمَامَي الحدّثي أب عبد اللّه ممد بن إساعيل بن إبراهيم بن الغية‬ ‫البخاري‪ ،‬وأب السي مسلم بن الجاج بن مسلم القُشيي رضي اللّه عنهما‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه‬ ‫عنه‪،‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪َ" :‬ي ْعقِدُ الشّيْطانُ على قافِيةِ رأسِ أ َحدِكُم إذا ُهوَ نَا َم ثَلثَ ُعقَدٍ‪،‬‬ ‫حلّت عُقْ َدةٌ‪ ،‬فإن‬ ‫ظ وَذَ َكرَ اللّه تعال انْ َ‬ ‫َيضْرِبُ على كُ ّل ُعقْ َد ٍة مَكانَها‪ :‬عََليْكَ َليْلٌ طَويلٌ فارُْقدْ‪ ،‬فإنِ ا ْستَْيقَ َ‬ ‫صبَ َح نَشِيطا طيب الّن ْفسِ‪ ،‬وإلّ أَصْبحَ َخبِيثَ الّن ْفسِ‬ ‫ت ُعقَ ُدهُ كُلّها فأ ْ‬ ‫ت ُعقْ َدةٌ‪ ،‬فإنْ صَلّى انْحَّل ْ‬ ‫َتوْضأ انْحَّل ْ‬ ‫كَسْلنَ" هذا لفظ رواية البخاري‪ ،‬ورواية مسلم بعناه‪ ،‬وقافية الرأس‪ :‬آخره‪)48( .‬‬ ‫‪ 2/27‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن حذيفةَ بن اليمان رضي اللّه عنهما‪ ،‬وعن أب ذر رضي اللّه‬ ‫عنه قال‪:‬‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا أوى إل فراشه قال‪" :‬باسْمِكَ الّلهُمَ أَحْيا وأمُوتُ؛ وإذَا ا ْستَْيقَظَ‬ ‫قالَ‪ :‬الَمْدُ ِللّ ِه الّذي أحْيانا َبعْدَما أماتَنا وإَليْهِ النشُورُ"‪)49(.‬‬ ‫‪ 3/28‬وروينا ف كتاب ابن السنن بإسناد صحيح عن أب هريرة رضي اللّه عنه‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪":‬إذَا اسَْتْيقَظَ أَحَدُكُمْ َف ْلَيقُلْ‪ :‬الَمْدُ ِللّ ِه الّذي َر َدّ عََليّ رُوحِي‪ ،‬وَعافانِي‬ ‫ف جَسَدِي‪ ،‬وأذِن ل بذِ ْك ِرهِ"‪)50(.‬‬ ‫‪ 4/29‬وروينا فيه عن عائشة رضي اللّه عنها‬

‫‪29‬‬

‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬ما م ْن َعبْ ٍد َيقُولُ ِعنْدَ َردّ اللّ ِه تَعال رُوحَهُ‪ :‬ل إلهَ إلّ اللّ ُه وَحْ َدهُ َل‬ ‫ت ِمثْلَ َزبَدِ‬ ‫ك وَلَ ُه الَمْ ُد َو ُهوَ على كُ ّل َشيْءٍ قَدِيرٌ‪ ،‬إ ّل َغفَرَ اللّ ُه تَعال لَهُ ُذنُوبَ ُه وََلوْ كَانَ ْ‬ ‫شَرِيكَ لَهُ‪ ،‬لَهُ الُلْ ُ‬ ‫حرِ"‪)51(.‬‬ ‫البَ ْ‬ ‫‪ 5/30‬وروينا فيه عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ما من رَجُلٍ يَْنَتبِهُ م ْن َن ْومِهِ َفَيقُولُ‪ :‬الَمْدُ ِللّ ِه الّذي َخلَ َق النّ ْو َم‬ ‫حيِي ا َلوْتى َو ُهوَ على كُ ّل َشيْءٍ قَدِير‪ .‬إلّ‬ ‫والَيقَ َظةَ‪ ،‬الَمْدُ لِلّ ِه الّذي َب َعثَنِي سالِما َس ِويّا‪ ،‬أ ْشهَدُ َأنّ اللّ َه يُ ْ‬ ‫ص َدقَ َعبْدِي"‪)52(.‬‬ ‫قال اللّ ُه تَعال‪َ :‬‬ ‫‪ 6/31‬وروينا ف سنن أب داود عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪:‬‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا هَبّ منَ الّليْلِ َكبّ َر عَشْرا‪ ،‬و َحمِ َد عَشْرا‪ ،‬وقَا َل ُسبْحان اللّه‬ ‫ك القُدُوس عَشْرا‪ ،‬وَا ْستَ ْغفَ َر عَشْرا‪َ ،‬وهَلّل عَشْرا‪ ،‬ثُمَّ قالَ‪ :‬الّلهُمّ إِن‬ ‫وبِحَمْ ِد ِه عَشْرا‪ ،‬وقَا َل ُسبْحا َن الَلِ ِ‬ ‫ك مِنْ ضِيقِ الدّنيا وضِي ِق َيوْ ِم القِيامَة عَشْرا ثُ ّم َيفَْتتِ ُح الصّلة‪ .‬وقولا هبّ‪ :‬أي استيقظ‪)53( .‬‬ ‫أعُو ُذ بِ َ‬ ‫‪ 7/32‬وروينا ف سنن أب داود أيضا عن عائشة أيضا‪:‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال‪" :‬ل إِلهَ إلّ َأْنتَ ُسبْحانَكَ الّلهُ ّم‬ ‫وبم ِدكَ‪ ،‬أسَْت ْغفِ ُركَ لِ َذنْبِ‪ ،‬وأسألُكَ َرحْ َمتَكَ‪ ،‬الّلهُمّ ِز ْدنِي عِلْما‪ ،‬وَل تُ ِزغْ قَ ْلبِي َبعْدَ إ ْذ هَ َديْتن‪َ ،‬وهَبْ لِي‬ ‫مِنْ لَ ُدنْكَ رَ ْح َمةً‪ ،‬إنّكَ َأْنتَ ال َوهّابُ"‪)54( .‬‬ ‫بابُ ما َيقُول إذا لبسَ ثوبَه‬ ‫ب التسمية ف جيع العمال‪.‬‬ ‫يُستحبّ أن يقول‪ :‬بسْمِ اللّه‪ .‬وكذلك تُستح ّ‬ ‫‪ 1/33‬وروينا ف كتاب ابن السن عن أب سعيد الدريّ رضي اللّه عنه‪ ،‬واسه سعد بن مالك بن‬ ‫سنان‪:‬‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا لبس ثوبا سّا ُه قميصا أو رداء أو عمامة يقول‪" :‬الّل ُهمّ إن أسألُكَ‬ ‫ك مِ ْن شَ ّر ِه َوشَ ّر ما ُهوَ لَه"‪)55(.‬‬ ‫منْ َخيْ ِر ِه وَ َخيْر ما ُهوَلَهُ‪ ،‬وأعُو ُذ بِ َ‬ ‫‪30‬‬

‫‪ 2/34‬وروينا فيه‪ ،‬عن معاذ بن أنس رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫س َثوْبا فَقالَ‪ :‬الَمْدُ للّه الذي كَسان هَذَا الّثوْبَ‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ َلِب َ‬ ‫وَرَزَقنيهِ مِنْ غَيْرِ َحوْ ٍل ِمنّي وَ ل ُقوّة‪َ ،‬غفَرَ اللّه لَ ُه ما َتقَ ّد َم مِنْ َذْنبِهِ(‪ ))56‬ابن السن (‪ ، )272‬وقال‬ ‫الافظ ابن حجر‪ :‬إسناد الديث حسن‪ )" ).‬ابن السن (‪ ، )272‬وقال الافظ ابن حجر‪ :‬إسناد‬ ‫الديث حسن‪ )" ).‬ابن السن (‪ ، )272‬وقال الافظ ابن حجر‪ :‬إسناد الديث حسن‪ )" ).‬ابن السن‬ ‫(‪ ، )272‬وقال الافظ ابن حجر‪ :‬إسناد الديث حسن‪ )" ).‬ابن السن (‪ ، )272‬وقال الافظ ابن‬ ‫حجر‪ :‬إسناد الديث حسن‪ )" ).‬ابن السن (‪ ، )272‬وقال الافظ ابن حجر‪ :‬إسناد الديث حسن‪).‬‬ ‫") ابن السن (‪ ، )272‬وقال الافظ ابن حجر‪ :‬إسناد الديث حسن‪ )" ).‬ابن السن (‪، )272‬‬ ‫وقال الافظ ابن حجر‪ :‬إسناد الديث حسن‪ )").‬ابن السن (‪ ، )272‬وقال الافظ ابن حجر‪ :‬إسناد‬ ‫الديث حسن‪).‬‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا لبسَ ثوبا جديدا أو نعلً وما أشبهه‬ ‫يُستحبّ أن يقول عند لباسه ما قدّمناه ف الباب قبله‪.‬‬ ‫‪ 1/35‬وروينا عن أب سعيد الدري رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا استجدّ ثوبا سّاه باسه عمامة أو قميصا أو رداء ث يقول‪" :‬‬ ‫صنِعَ لَهُ"‬ ‫ك مِ ْن شَ ّر ِه َوشَرّ ما ُ‬ ‫صنِعَ لَهُ‪ ،‬وأعُو ُذ بِ َ‬ ‫س ْوِتنِيهِ‪ ،‬أسألُكَ َخيْ َر ُه وَ َخيْرَ ما ُ‬ ‫ك الَمْ ُد أنْتَ كَ َ‬ ‫الّلهُمّ لَ َ‬ ‫حديث صحيح (‪)57‬‬ ‫‪ 2/36‬ـ وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عمر رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫سعتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬مَنْ َلِبسَ َثوْبا جَدِيدا َفقَالَ‪ :‬الَمْدُ لِلّ ِه الّذِي كَسان ما‬ ‫ق بِهِ‪ ،‬كانَ ف ِحفْظِ اللّهِ‪،‬‬ ‫ُأوَاري بِ ِه َعوْرَت َوَأتَجَمّ ُل بِهِ ف حيات‪ ،‬ثُ َمّ عَمَدَ إل الّثوْب الّذِي أَخْلَقَ َفَتصَ ّد َ‬ ‫وف َكنَفِ اللّه عَ ّز وَجَلّ‪ ،‬وفِي َستْرِ اللّه َحيّا َو َميّتا(‪ ))58‬الترمذي (‪ )3555‬وقال‪ :‬هذا حديث‬ ‫غريب‪ .‬وقال النذري ف الترغيب والترهيب ‪ :3/93‬رواه الترمذي‪ ،‬واللفظ له‪ ،‬وقال‪ :‬حديث غريب‪.‬‬ ‫وابن ماجه والاكم كلهم من رواية إصبغ عن أب العلء‪ .‬وأبو العلء مهول وإصبغ متلف ف توثيقه)‪.‬‬ ‫") الترمذي (‪ )3555‬وقال‪ :‬هذا حديث غريب‪ .‬وقال النذري ف الترغيب والترهيب ‪ :3/93‬رواه‬ ‫‪31‬‬

‫الترمذي‪ ،‬واللفظ له‪ ،‬وقال‪ :‬حديث غريب‪ .‬وابن ماجه والاكم كلهم من رواية إصبغ عن أب العلء‪.‬‬ ‫وأبو العلء مهول وإصبغ متلف ف توثيقه)‪ )" .‬الترمذي (‪ )3555‬وقال‪ :‬هذا حديث غريب‪ .‬وقال‬ ‫النذري ف الترغيب والترهيب ‪ :3/93‬رواه الترمذي‪ ،‬واللفظ له‪ ،‬وقال‪ :‬حديث غريب‪ .‬وابن ماجه‬ ‫والاكم كلهم من رواية إصبغ عن أب العلء‪ .‬وأبو العلء مهول وإصبغ متلف ف توثيقه)‪ )" .‬الترمذي‬ ‫(‪ )3555‬وقال‪ :‬هذا حديث غريب‪ .‬وقال النذري ف الترغيب والترهيب ‪ :3/93‬رواه الترمذي‪،‬‬ ‫واللفظ له‪ ،‬وقال‪ :‬حديث غريب‪ .‬وابن ماجه والاكم كلهم من رواية إصبغ عن أب العلء‪ .‬وأبو العلء‬ ‫مهول وإصبغ متلف ف توثيقه)‪ )" .‬الترمذي (‪ )3555‬وقال‪ :‬هذا حديث غريب‪ .‬وقال النذري ف‬ ‫الترغيب والترهيب ‪ :3/93‬رواه الترمذي‪ ،‬واللفظ له‪ ،‬وقال‪ :‬حديث غريب‪ .‬وابن ماجه والاكم‬ ‫كلهم من رواية إصبغ عن أب العلء‪ .‬وأبو العلء مهول وإصبغ متلف ف توثيقه)‪ )" .‬الترمذي (‬ ‫‪ )3555‬وقال‪ :‬هذا حديث غريب‪ .‬وقال النذري ف الترغيب والترهيب ‪ :3/93‬رواه الترمذي‪،‬‬ ‫واللفظ له‪ ،‬وقال‪ :‬حديث غريب‪ .‬وابن ماجه والاكم كلهم من رواية إصبغ عن أب العلء‪ .‬وأبو العلء‬ ‫مهول وإصبغ متلف ف توثيقه)‪ )" .‬الترمذي (‪ )3555‬وقال‪ :‬هذا حديث غريب‪ .‬وقال النذري ف‬ ‫الترغيب والترهيب ‪ :3/93‬رواه الترمذي‪ ،‬واللفظ له‪ ،‬وقال‪ :‬حديث غريب‪ .‬وابن ماجه والاكم‬ ‫كلهم من رواية إصبغ عن أب العلء‪ .‬وأبو العلء مهول وإصبغ متلف ف توثيقه)‪ )" .‬الترمذي (‬ ‫‪ )3555‬وقال‪ :‬هذا حديث غريب‪ .‬وقال النذري ف الترغيب والترهيب ‪ :3/93‬رواه الترمذي‪،‬‬ ‫واللفظ له‪ ،‬وقال‪ :‬حديث غريب‪ .‬وابن ماجه والاكم كلهم من رواية إصبغ عن أب العلء‪ .‬وأبو العلء‬ ‫مهول وإصبغ متلف ف توثيقه)‪ )".‬الترمذي (‪ )3555‬وقال‪ :‬هذا حديث غريب‪ .‬وقال النذري ف‬ ‫الترغيب والترهيب ‪ :3/93‬رواه الترمذي‪ ،‬واللفظ له‪ ،‬وقال‪ :‬حديث غريب‪ .‬وابن ماجه والاكم‬ ‫كلهم من رواية إصبغ عن أب العلء‪ .‬وأبو العلء مهول وإصبغ متلف ف توثيقه)‪.‬‬ ‫بابُ ما يقولُ لصاحبه إذا رأى عليه ثوبا جديدا‬ ‫‪ 1/37‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن ُأمّ خالد رضي اللّه عنها قالت‪:‬‬ ‫صةَ؟‬ ‫أُت رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بثياب فيها خيصةٌ سوداءُ‪ ،‬قال‪" :‬مَ ْن َت َروْ َن َنكْسُوها هَ ِذهِ الَمِي َ‬ ‫فأسكتَ القومُ‪ ،‬فقال‪ :‬ائتون بُأمّ خالِدٍ‪ ،‬فأُت ب النبّ صلّى اللّه عليه وسلم فألبسنيها بيده‪ ،‬وقال‪ :‬أبْلِي‬ ‫وأخِْلقِي‪ ،‬مرّتي"‪)59(.‬‬

‫‪32‬‬

‫‪ 2/38‬وروينا ف كتاب ابن ماجه وابن السن‪ ،‬عن ابن عمرَ رضي اللّه عنهما‪:‬‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم رأى على عمر رضي اللّه عنه ثوبا فقال‪" :‬أ َجدِي ٌد هَذَا أ ْم غَسِيلٌ؟ فقال‪ :‬بل‬ ‫ت َشهِيدا َسعِيدا(‪ ))60‬ابن ماجه (‪ ، )3558‬وابن‬ ‫غسيل‪ ،‬فقال‪ :‬اْلَبسْ جَدِيدا‪َ ،‬و ِعشْ حَمِيدا‪َ ،‬و ُم ْ‬ ‫السن (‪ )269‬من طريق النسائي‪ ،‬وهو عند المام أحد ف السند ‪ 2/89‬وعند النسائي (‪)311‬‬ ‫ف اليوم والليلة ‪ .‬وإسناد حسن غريب؛ كما ذكر ذلك الافظ ابن حجر ف تريه)‪ )" .‬ابن ماجه (‬ ‫‪ ، )3558‬وابن السن (‪ )269‬من طريق النسائي‪ ،‬وهو عند المام أحد ف السند ‪ 2/89‬وعند‬ ‫النسائي (‪ )311‬ف اليوم والليلة ‪ .‬وإسناد حسن غريب؛ كما ذكر ذلك الافظ ابن حجر ف تريه)‪.‬‬ ‫") ابن ماجه (‪ ، )3558‬وابن السن (‪ )269‬من طريق النسائي‪ ،‬وهو عند المام أحد ف السند‬ ‫‪ 2/89‬وعند النسائي (‪ )311‬ف اليوم والليلة ‪ .‬وإسناد حسن غريب؛ كما ذكر ذلك الافظ ابن‬ ‫حجر ف تريه)‪ )" .‬ابن ماجه (‪ ، )3558‬وابن السن (‪ )269‬من طريق النسائي‪ ،‬وهو عند المام‬ ‫أحد ف السند ‪ 2/89‬وعند النسائي (‪ )311‬ف اليوم والليلة ‪ .‬وإسناد حسن غريب؛ كما ذكر‬ ‫ذلك الافظ ابن حجر ف تريه)‪ )" .‬ابن ماجه (‪ ، )3558‬وابن السن (‪ )269‬من طريق النسائي‪،‬‬ ‫وهو عند المام أحد ف السند ‪ 2/89‬وعند النسائي (‪ )311‬ف اليوم والليلة ‪ .‬وإسناد حسن‬ ‫غريب؛ كما ذكر ذلك الافظ ابن حجر ف تريه)‪ )" .‬ابن ماجه (‪ ، )3558‬وابن السن (‪)269‬‬ ‫من طريق النسائي‪ ،‬وهو عند المام أحد ف السند ‪ 2/89‬وعند النسائي (‪ )311‬ف اليوم والليلة ‪.‬‬ ‫وإسناد حسن غريب؛ كما ذكر ذلك الافظ ابن حجر ف تريه)‪ )" .‬ابن ماجه (‪ ، )3558‬وابن‬ ‫السن (‪ )269‬من طريق النسائي‪ ،‬وهو عند المام أحد ف السند ‪ 2/89‬وعند النسائي (‪)311‬‬ ‫ف اليوم والليلة ‪ .‬وإسناد حسن غريب؛ كما ذكر ذلك الافظ ابن حجر ف تريه)‪ )" .‬ابن ماجه (‬ ‫‪ ، )3558‬وابن السن (‪ )269‬من طريق النسائي‪ ،‬وهو عند المام أحد ف السند ‪ 2/89‬وعند‬ ‫النسائي (‪ )311‬ف اليوم والليلة ‪ .‬وإسناد حسن غريب؛ كما ذكر ذلك الافظ ابن حجر ف تريه)‪.‬‬ ‫") ابن ماجه (‪ ، )3558‬وابن السن (‪ )269‬من طريق النسائي‪ ،‬وهو عند المام أحد ف السند‬ ‫‪ 2/89‬وعند النسائي (‪ )311‬ف "اليوم والليلة"‪ .‬وإسناد حسن غريب؛ كما ذكر ذلك الافظ ابن‬ ‫حجر ف تريه)‪.‬‬ ‫س الثوبِ والنعلِ وخَ ْلعِهما‬ ‫بابُ كيفيّة لبا ِ‬

‫‪33‬‬

‫يُستحبّ أن يبتدىء ف لبس الثوب والنعل والسراويل وشبهها باليمي منن كُمّيه (‪ )61‬ورجلي‬ ‫السراويل‪ ،‬ويلع اليسر ث الين‪ ،‬وكذلك الكتحال‪ ،‬والسواك‪ ،‬وتقليم الظفار‪ ،‬وقصّ الشارب‪ ،‬ونتف‬ ‫الِبط‪ ،‬وحلق الرأس‪ ،‬والسلم من الصلة‪ ،‬ودخول السجد‪ ،‬والروج من اللء‪ ،‬والوضوء‪ ،‬والغسل‪،‬‬ ‫والكل‪ ،‬والشرب‪ ،‬والصافحة‪ ،‬واستلم الجر السود‪ ،‬وأخذ الاجة من إنسان ودفعها إليه‪ ،‬وما أشبه‬ ‫هذا‪ ،‬فكله (‪ )62‬يفعله باليمي‪ ،‬وضدّه باليسار‪.‬‬ ‫‪ 1/39‬روينا ف صحيحي البخاري وأب السي مسلم بن الجاج بن مسلم القشيي النيسابوري‪،‬‬ ‫عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪:‬‬ ‫كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يُعجبه التيمّن ف شأنه كله‪ ،‬ف طهوره وترجّلِه وتنعّلِه (‪)63‬‬ ‫‪ 2/40‬وروينا ف سنن أب داود وغيه بالِسناد الصحيح‪ ،‬عن عائشة قالت‪:‬‬ ‫كانت يدُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اليمن لطهوره وطعامه‪ ،‬وكانت اليسرى للئه وما كان من‬ ‫أذى‪)64( .‬‬ ‫‪ 3/41‬وروينا ف سنن أب داود وسنن البيهقي‪ ،‬عن حفصة رضي اللّه عنها‪:‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يعلُ يينَه لطعامه وشرابه وثيابه‪ ،‬ويع ُل يَسَارَه لا سوى ذلك‪.‬‬ ‫(‪)65‬‬ ‫ستُ ْم وَإذَا‬ ‫‪ 4/42‬وروينا عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪،‬عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪:‬إذَا َلبِ ْ‬ ‫َتوَضّ ْأتُ ْم فابْدَؤوا بِ َميَا ِمِنكُم" حديث حسن رواه أبو داود والترمذي‪ ،‬وأبو عبد اللّه ممد بن زيد هو ابن‬ ‫ماجه‪ ،‬وأبو بكر أحد بن السي البيهقي‪ ،‬وف الباب أحاديث كثية‪ ،‬واللّه أعلم‪)66( .‬‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا خل َع ثوبَه لغُسْ ٍل أو نومٍ أو نوهِمَا‬ ‫‪ 1/43‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪:‬‬ ‫ح ثِيابَهُ‪ :‬بِسْمِ اللّهِ الذي‬ ‫" ِستْ ُر ما بَيْنَ َأ ْعيُنِ الِ ّن َو َعوْرَاتِ َبنِي آ َدمَ أ ْن َيقُولَ الرّجُ ُل الُسْلِمُ إذَا أرَاد أ ْن يَطْ َر َ‬ ‫ل إِلهَ إ ّل ُهوَ"‪)67(.‬‬

‫‪34‬‬

‫باب ما يقول حال خروجِهِ من بيتِه‬ ‫‪ 1/44‬روينا عن ُأمّ سلمة رضي اللّه عنها‪ ،‬واسها هند‪:‬أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا خرج‬ ‫ضلّ‪ ،‬أوْ أ ِزلّ َأوْ أُ َزلّ‪َ ،‬أوْ‬ ‫من بيته قال‪" :‬باسْمِ اللّ ِه َتوَكّ ْلتُ على اللّهِ‪ ،‬الّلهُمّ إن َأعُوذُ بِكَ أنْ أضِلّ َأوْ أُ َ‬ ‫جهَ َل عليّ" حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه‪.‬‬ ‫أظِْلمَ َأوْ ُأظْلَمَ‪ ،‬أوْ أ ْجهَلَ َأ ْو يُ ْ‬ ‫قال الترمذي‪ :‬حديث صحيح‪ .‬هكذا ف رواية أب داود "أنْ أضِلّ َأوْ أُضَلّ‪َ ،‬أوْ أزِلّ َأوْ أُزَلّ" وكذا الباقي‬ ‫ج َهلَ‪ ،‬بلفظ المع‪.‬‬ ‫ك َنضِ ّل ونَظْلِ َم ونَ ْ‬ ‫بلفظ التوحيد‪ .‬وف رواية الترمذي "أعُوذُ بِكَ مِ ْن أ ْن نَزِلّ" وكذَلِ َ‬ ‫وف رواية أب داود‪ :‬ما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من بيت إل رفع طرفه إل السماء فقال‪" :‬‬ ‫الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِكَ"‪.‬‬ ‫وف رواية غيه‪ :‬كان إذا خرج من بيته قال‪ .‬كما ذكرناه‪ .‬واللّه أعلم‪)68( .‬‬ ‫‪ 2/45‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي والنسائي وغيهم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪":‬مَنْ قالَ ـ يعن إذا خرج من بيته ـ باسْمِ اللّهِ‪َ ،‬توَكّ ْلتُ على اللّهِ‪،‬‬ ‫ت َوهُدِيتَ‪ ،‬وَتنَحّى َعنْهُ الشّيْطانُ" قال الترمذي‪:‬‬ ‫ت َووُقِي َ‬ ‫وَلَ َحوْ َل وَلَ ُق ّوةَ إِلّ باللّهِ‪ ،‬يُقالُ لَهُ‪ُ :‬كفِي َ‬ ‫حديث حسن‪ .‬زاد أبو داود ف روايته "فيقول ـ يعن الشيطان لشيطان آخر ـ َكيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ َقدْ‬ ‫ي و ُكفِ َي َووُِقيَ؟(‪ ))69‬الترمذي (‪ )3422‬وقال‪ :‬حسن غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬وأبو‬ ‫هُدِ َ‬ ‫داود (‪ ، )5095‬وقال الافظ ابن حجر‪ :‬رجاله رجال الصحيح‪ )" ).‬الترمذي (‪ )3422‬وقال‪:‬‬ ‫حسن غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬وأبو داود (‪ ، )5095‬وقال الافظ ابن حجر‪ :‬رجاله رجال‬ ‫الصحيح‪ )" ).‬الترمذي (‪ )3422‬وقال‪ :‬حسن غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬وأبو داود (‬ ‫‪ ، )5095‬وقال الافظ ابن حجر‪ :‬رجاله رجال الصحيح‪ )" ).‬الترمذي (‪ )3422‬وقال‪ :‬حسن‬ ‫غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬وأبو داود (‪ ، )5095‬وقال الافظ ابن حجر‪ :‬رجاله رجال‬ ‫الصحيح‪ )" ).‬الترمذي (‪ )3422‬وقال‪ :‬حسن غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬وأبو داود (‬ ‫‪ ، )5095‬وقال الافظ ابن حجر‪ :‬رجاله رجال الصحيح‪ )" ).‬الترمذي (‪ )3422‬وقال‪ :‬حسن‬ ‫غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬وأبو داود (‪ ، )5095‬وقال الافظ ابن حجر‪ :‬رجاله رجال‬ ‫الصحيح‪ )" ).‬الترمذي (‪ )3422‬وقال‪ :‬حسن غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬وأبو داود (‬ ‫‪ ، )5095‬وقال الافظ ابن حجر‪ :‬رجاله رجال الصحيح‪ )" ).‬الترمذي (‪ )3422‬وقال‪ :‬حسن‬ ‫‪35‬‬

‫غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬وأبو داود (‪ ، )5095‬وقال الافظ ابن حجر‪ :‬رجاله رجال‬ ‫الصحيح‪ )").‬الترمذي (‪ )3422‬وقال‪ :‬حسن غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬وأبو داود (‬ ‫‪ ، )5095‬وقال الافظ ابن حجر‪ :‬رجاله رجال الصحيح‪).‬‬ ‫‪ 3/46‬وروينا ف كتاب ابن ماجه وابن السن عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا خرج من منله قال‪" :‬بِسْمِ اللّه‪ ،‬التّكْلنُ على اللّه‪ ،‬ل َحوْ َل وَل‬ ‫ُق ّوةَ إِلّ باللّهِ(‪ ))70‬ابن ماجه (‪ ، )3885‬وابن السن (‪ ، )176‬وهو حديث حسن لشواهده)‪)" .‬‬ ‫ابن ماجه (‪ ، )3885‬وابن السن (‪ ، )176‬وهو حديث حسن لشواهده)‪ )" .‬ابن ماجه (‬ ‫‪ ، )3885‬وابن السن (‪ ، )176‬وهو حديث حسن لشواهده)‪ )" .‬ابن ماجه (‪ ، )3885‬وابن‬ ‫السن (‪ ، )176‬وهو حديث حسن لشواهده)‪ )" .‬ابن ماجه (‪ ، )3885‬وابن السن (‪، )176‬‬ ‫وهو حديث حسن لشواهده)‪ )" .‬ابن ماجه (‪ ، )3885‬وابن السن (‪ ، )176‬وهو حديث حسن‬ ‫لشواهده)‪ )" .‬ابن ماجه (‪ ، )3885‬وابن السن (‪ ، )176‬وهو حديث حسن لشواهده)‪ )" .‬ابن‬ ‫ماجه (‪ ، )3885‬وابن السن (‪ ، )176‬وهو حديث حسن لشواهده)‪ )".‬ابن ماجه (‪، )3885‬‬ ‫وابن السن (‪ ، )176‬وهو حديث حسن لشواهده)‪.‬‬ ‫‪9‬ـ بابُ ما يقولُ إذا دخلَ بيتَه‬ ‫يستحبّ أن يقول‪ :‬باسم اللّه‪ ،‬وأن يكثر من ذكر اللّه تعال‪ ،‬وأن يسلّ َم سواء كان ف البيت آدميّ أم ل‪،‬‬ ‫حّي ًة مِ ْن ِعنْدِ اللّه ُمبَارَ َكةً َطّيبَةً}النور‪.61:‬‬ ‫لقول اللّه تعال‪{ :‬فإذَا َدخَ ْلتُ ْم ُبيُوتا فَسَلّمُوا على أْنفُسِكُ ُم تَ ِ‬ ‫‪ 1/47‬وروينا ف كتاب الترمذي عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫سلّ ْم َتكُ ْن بَرَ َك ًة عََليْكَ وعلى‬ ‫قال ل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬يا ُبنَيّ إذَا َدخَ ْلتَ على أهْلِكَ فَ َ‬ ‫أهْلِ َبْيتِكَ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪)71( .‬‬ ‫‪ 2/48‬وروينا ف سنن أب داود عن أب مالك الشعري رضي اللّه عنه‪ ،‬واسه الارث‪ ،‬وقيل‪ :‬عبيد‪،‬‬ ‫وقيل‪ :‬كعب‪ ،‬وقيل‪ :‬عمرو‪ ،‬قال‪:‬‬

‫‪36‬‬

‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذا وَلَجَ الرّجُ ُل َبْيتَهُ َف ْلَيقُلِ‪ :‬الّلهُمّ ِإنّي أسألُكَ َخيْرَ ا َلوْلِ ِج وَ َخيْرَ‬ ‫خرَجِ‪ ،‬باسْمِ اللّ ِه َولْنا‪ ،‬وباسْمِ اللّهِ خَ َرجْنا‪ ،‬وَعَلى اللّهِ َربّنا َتوَكّلْنا‪ ،‬ثُ ّم ليُسَلّمْ على أهْلِهِ" (‪")72‬‬ ‫الَ ْ‬ ‫ي بن عَجْلن‪،‬‬ ‫‪ 3/49‬وروينا عن أب أمامة الباهلي‪ ،‬واسه صدَ ّ‬ ‫ج غَا ِزيَا ف‬ ‫لَثةٌ كُّلهُمْ ضَامِنٌ على اللّ ِه عَ ّز وَ َجلّ‪ :‬رَ ُجلٌ خَ َر َ‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬ثَ َ‬ ‫لّنةَ أوْ يَ ُر ّدهُ بِما نال مِنْ أجْرٍ‬ ‫َسبِيلِ اللّ ِه عَ ّز وَ َجلّ َف ُهوَ ضَامِنٌ على اللّه َعزّ وجَلّ َحتّى َيتَوفّاهُ َفيُدْخِلَهُ ا َ‬ ‫لّنةَ َأوْ يَ ُر ّدهُ با نال من‬ ‫َوغَنِي َمةٍ‪ ،‬وَرَجُلٌ رَاحَ إل الَسْجِد َفهُو ضَامِنٌ على اللّه تعال حتّى َيتَوَفّاهُ َفيُدْخلَهُ ا َ‬ ‫أجْ ٍر َو َغنِي َمةٍ‪َ ،‬ورَجُلٌ دَخَ َل َبْيتَهُ بِسلمٍ َف ُهوَ ضَامنٌ على اللّ ِه ُسبْحانَ ُه وَتعَال" حديث حسن رواه أبو داود‬ ‫بإسناد حسن‪ ،‬ورواه آخرون‪.‬‬ ‫ومعن ضامن على اللّه تعال‪ :‬أي صاحب ضمان‪ ،‬والضمان‪ :‬الرعاية للشيء‪ ،‬كما يقال‪ :‬تَامِ ٌر ولَبنٌ‪ :‬أي‬ ‫صاحب تر ولب‪ .‬فمعناه أنه ف رعاية اللّه تعال‪ ،‬وما أجزل هذه العطية! الله ّم ارزقناها (‪)73‬‬ ‫‪ 4/50‬وروينا عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫سعت النبّ صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬إذَا دَخَلَ الرّجُ ُل َبْيتَهُ فَذَ َكرَ اللّ َه تَعال ِعنْدَ دُخُولِ ِه َو ِعنْ َد طَعامِهِ‬ ‫شيْطانُ‪:‬‬ ‫شيْطانُ‪ :‬ل َمبِيتَ َلكُ ْم وَل عَشاءَ؛ وَإذا دَخَلَ َفلَ ْم يَذْكُرِ اللّ َه تَعال عنْدَ دُخُولِه‪ ،‬قالَ ال ّ‬ ‫قالَ ال ّ‬ ‫ت والعَشَاء" رواه مسلم ف‬ ‫أدْرَ ْكتُ ُم الَبِيتَ؛ وَإذا لَ ْم يَذْ ُكرِ اللّ َه تَعال ِعنْدَ طَعامِهِ قالَ‪ :‬أ ْدرَ ْكتُمُ ا َلبِي َ‬ ‫صحيحه‪)74( .‬‬ ‫‪ 5/51‬وروينا ف كتاب ابن السن عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا رجع من النهار إل بيته يقول‪":‬الَمْدُ لِلّهِ الّذي كَفانِي وآوَانِي‪،‬‬ ‫والَ ْمدُ لِلّ ِه الّذي أ ْطعَ َمنِي َوسَقان‪ ،‬وَالَ ْمدُ لِلّ ِه الّذي مَ ّن عَليّ‪ ،‬أسألُكَ أن تُجِيَن مِ َن النّار" إسناده‬ ‫ضعيف‪.‬‬ ‫وروينا ف موطأ مالك أنه بلغه أنه يستحبّ إذا دخل بيتا غي مسكون أن يقول‪" :‬السّلمُ عََليْنا وعلى‬ ‫عِباد اللّ ِه الصّالِحِي" (‪)75‬‬ ‫بابُ ما يقول إذا استيقظ من الليل وخرج من بيته‬ ‫‪37‬‬

‫يستحبّ له إذا استيقظ من الليل وخرج من بيته أن ينظر إل السماء ويقرأ اليات الوات من سورة آل‬ ‫عمران‪{ :‬إنّ ف َخلْقِ السّ َموَاتِ وَال ْرضِ} إل آخر السورة آل عمران‪190 :‬ـ ‪.200‬‬ ‫‪ 1/52‬ثبت ف الصحيحي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يفعله‪ ،‬إل النظر إل السماء فهو‬ ‫ف صحيح البخاري دون مسلم‪)76( .‬‬ ‫‪ 2/53‬وثبت ف الصحيحي‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‪:‬‬ ‫ك الَمْدُ‪ ،‬أنْتَ َقيّ ُم‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا قام من الليل يتهجد قال‪" :‬الّلهُمّ َرّبنَا لَ َ‬ ‫ض َومَن فيهن‪ ،‬وَلَكَ الَ ْمدُ‪ ،‬أنْت‬ ‫ت والر ِ‬ ‫ك مُلْكُ السّ َموَا ِ‬ ‫ك الَمْدُ‪ ،‬لَ َ‬ ‫ت وال ْرضِ َومَنْ فِيهنّ‪ ،‬وَلَ َ‬ ‫السّ َموَا ِ‬ ‫ت الَ ّق َووَعْ ُد َك الَقّ‪ ،‬وِلقَا ُؤكَ حَقّ‪ ،‬وََقوْلُكَ َحقّ‪،‬‬ ‫ك الَمدُ‪ ،‬أنْ َ‬ ‫ت وال ْرضِ ومَنْ فِيهنّ‪ ،‬ول َ‬ ‫نُورُ السّ َموَا ِ‬ ‫ك َتوَكّ ْلتُ‪،‬‬ ‫ك أسْلَ ْمتُ‪َ ،‬وبِكَ آ َمْنتُ‪َ ،‬وعََليْ َ‬ ‫حمّدٌ َحقّ‪ ،‬والسّا َعةُ حَقّ‪ ،‬الّل ُهمّ لَ َ‬ ‫لّنةُ حَقّ‪ ،‬والنّارُ حَقّ‪ ،‬ومُ َ‬ ‫وا َ‬ ‫ت َومَا‬ ‫َوإِلَيْكَ َأَنبْتُ‪ ،‬وبِكَ خاصَ ْمتُ‪ ،‬وَإلَيْكَ حا َك ْمتُ‪ ،‬فا ْغفِرْ ل ما قَ ّد ْمتُ َومَا أخّرْتُ‪َ ،‬ومَا َأسْرَرْ ُ‬ ‫ت الُؤَخّرُ‪ ،‬ل إلهَ إِ ّل أنتَ" زا َد بعض الرواة "وَ ل َحوْ َل وَ ل ُقوّة إلّ باللّهِ"‪(.‬‬ ‫ت الُقَ ّد ُم وأنْ َ‬ ‫أعَْلنْتُ‪ ،‬أنْ َ‬ ‫‪)77‬‬ ‫باب ما يقولُ إذا أراد دخول اللء‬ ‫‪ 1/54‬ثبت ف الصحيحي عن أنس رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫لْبثِ‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول عند دخول اللء‪":‬الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِكَ مِ َن ا ُ‬ ‫لبَائث" يقال‪ :‬البث بضم الباء وبسكونا‪ ،‬ول يصحّ قول من أنكر الِسكان‪)78( .‬‬ ‫وَا َ‬ ‫ك مِ َن الُْبثِ وَالباِئثِ(‪))79‬‬ ‫‪ 2/55‬وروينا ف غي الصحيحي "باسْمِ اللّه‪ ،‬الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِ َ‬ ‫الترمذي (‪ )5‬وأبو داود (‪ )4‬و (‪ ، )5‬والنسائي ‪ .1/20‬بلفظ اللهمّ إن أعوذ بك من البث‬ ‫والبائث ‪ .‬وأما البسملة ف أول هذا الذكر فأخرجها الطبان والدارقطن وابن السن‪ .‬انظر الفتوحات‬ ‫الربانية ‪ )" ).1/379‬الترمذي (‪ )5‬وأبو داود (‪ )4‬و (‪ ، )5‬والنسائي ‪ .1/20‬بلفظ اللهمّ إن‬ ‫أعوذ بك من البث والبائث ‪ .‬وأما البسملة ف أول هذا الذكر فأخرجها الطبان والدارقطن وابن‬ ‫السن‪ .‬انظر الفتوحات الربانية ‪ )" ).1/379‬الترمذي (‪ )5‬وأبو داود (‪ )4‬و (‪ ، )5‬والنسائي‬ ‫‪ .1/20‬بلفظ اللهمّ إن أعوذ بك من البث والبائث ‪ .‬وأما البسملة ف أول هذا الذكر فأخرجها‬ ‫‪38‬‬

‫الطبان والدارقطن وابن السن‪ .‬انظر الفتوحات الربانية ‪ )" ).1/379‬الترمذي (‪ )5‬وأبو داود (‪)4‬‬ ‫و (‪ ، )5‬والنسائي ‪ .1/20‬بلفظ اللهمّ إن أعوذ بك من البث والبائث ‪ .‬وأما البسملة ف أول هذا‬ ‫الذكر فأخرجها الطبان والدارقطن وابن السن‪ .‬انظر الفتوحات الربانية ‪ )" ).1/379‬الترمذي (‪)5‬‬ ‫وأبو داود (‪ )4‬و (‪ ، )5‬والنسائي ‪ .1/20‬بلفظ اللهمّ إن أعوذ بك من البث والبائث ‪ .‬وأما‬ ‫البسملة ف أول هذا الذكر فأخرجها الطبان والدارقطن وابن السن‪ .‬انظر الفتوحات الربانية‬ ‫‪ )" ).1/379‬الترمذي (‪ )5‬وأبو داود (‪ )4‬و (‪ ، )5‬والنسائي ‪ .1/20‬بلفظ اللهمّ إن أعوذ بك‬ ‫من البث والبائث ‪ .‬وأما البسملة ف أول هذا الذكر فأخرجها الطبان والدارقطن وابن السن‪ .‬انظر‬ ‫الفتوحات الربانية ‪ )" ).1/379‬الترمذي (‪ )5‬وأبو داود (‪ )4‬و (‪ ، )5‬والنسائي ‪ .1/20‬بلفظ‬ ‫اللهمّ إن أعوذ بك من البث والبائث ‪ .‬وأما البسملة ف أول هذا الذكر فأخرجها الطبان والدارقطن‬ ‫وابن السن‪ .‬انظر الفتوحات الربانية ‪ )" ).1/379‬الترمذي (‪ )5‬وأبو داود (‪ )4‬و (‪ ، )5‬والنسائي‬ ‫‪ .1/20‬بلفظ اللهمّ إن أعوذ بك من البث والبائث ‪ .‬وأما البسملة ف أول هذا الذكر فأخرجها‬ ‫الطبان والدارقطن وابن السن‪ .‬انظر الفتوحات الربانية ‪ )").1/379‬الترمذي (‪ )5‬وأبو داود (‪)4‬‬ ‫و (‪ ، )5‬والنسائي ‪ .1/20‬بلفظ "اللهمّ إن أعوذ بك من البث والبائث"‪ .‬وأما البسملة ف أول هذا‬ ‫الذكر فأخرجها الطبان والدارقطن وابن السن‪ .‬انظر الفتوحات الربانية ‪).1/379‬‬ ‫‪ 3/56‬وروينا عن عليّ رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬سِتْرُ ما َبيْنَ َأ ْعيُنِ الِ ّن َو َعوْرَاتِ َبنِي آ َدمَ إذَا دَ َخ َل ال َكنِيفَ أ ْن َيقُولَ‬ ‫باسْمِ اللّهِ" رواه الترمذي وقال‪ :‬إسناده ليس بالقويّ‪ ،‬وقد قدّمنا ف الفصول أن الفضائل يُعمل فيها‬ ‫بالضعيف‪ .‬قال أصحابنا‪ :‬ويستحبّ هذا الذكر سواء كان ف البنيان أو ف الصحراء‪ .‬قال أصحابنا‬ ‫ك من الُْبثِ والَباِئثِ(‬ ‫رحهم اللّه‪ :‬يستحبّ أن يقول أوّلً "بِاسْمِ اللّه" ث يقول‪" :‬الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِ َ‬ ‫‪)80‬‬ ‫‪ 4/57‬وروينا عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫جسِ‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا دخل الَلء قال‪":‬الّلهُمّ إن أعُوذُ بِكَ مِنَ الرّجس النّ ِ‬ ‫شيْطانِ الرجِيمِ" رواه ابن السن‪ ،‬ورواه الطبان ف كتاب الدعاء(‪)81‬‬ ‫خبِثِ‪ :‬ال ّ‬ ‫ث الُ ْ‬ ‫الَبِي ِ‬ ‫للَء‬ ‫بابُ النّهي عن الذّكْ ِر والكَلمِ على ا َ‬ ‫‪39‬‬

‫يكره الذكر والكلم حال قضاء الاجة‪ ،‬سواء كان ف الصحراء أو ف البنيان‪ ،‬وسواء ف ذلك جيع‬ ‫الذكار والكلم‪ ،‬إل كلم الضرورة‪ ،‬حت قال بعض أصحابنا‪ :‬إذا عطس ل يمد اللّه تعال‪ ،‬ول يشمّت‬ ‫عاطسا‪ ،‬ول ير ّد السلم‪ ،‬ول ييب الؤذّن‪ ،‬ويكون الُسَلّم ُم َقصّرا ل يستح ّق جوابا‪ .‬والكلم بذا كله‬ ‫مكروه كراهية تنيه ول يرم‪ ،‬فإن عطس فحمد اللّه تعال بقلبه ول يرّك لسانه فل بأس‪ ،‬وكذلك بفعل‬ ‫حال الماع‪.‬‬ ‫‪ 1/58‬وروينا عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫ب وهو يبولُ فسلّمَ عليه‪ ،‬فلم يَ ُر ّد عليهِ‪ .‬رواه مسلم ف صحيحه(‪)82‬‬ ‫مرّ رجل بالن ّ‬ ‫ت النبّ صلى اللّه عليه وسلم وهو يبول‪ ،‬فسلّمت‬ ‫‪ 2/59‬وعن الهاجر بن قنفذ رضي اللّه عنه قال‪:‬أتي ُ‬ ‫ضأَ‪ ،‬ث اعتذر إلّ وقال‪" :‬إن َك ِرهْت أن أذْ ُكرَ اللّ َه تَعال إلّ على ُطهْرٍ" أو قال "‬ ‫عليه‪ ،‬فلم يَ ُردّ حت َتوَ ّ‬ ‫على طَها َرةٍ" حديث صحيح‪ ،‬رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه بأسانيد صحيحة‪)83( .‬‬ ‫بابُ النّهي عن السّلم على الالس لقضاء الَاجَة‬ ‫قال أصحابنا‪ :‬يكره السلم عليه‪ ،‬فإن سلّم ل يستح ّق جوابا‪ ،‬لديث ابن عمر والهاجر الذكورين ف‬ ‫الباب قبله‪.‬‬ ‫للَء‬ ‫ج من ا َ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا َخرَ َ‬ ‫يقول‪ُ " :‬غفْرَانَكَ‪ ،‬الَمْدُ ِللّ ِه الّذي أ ْذ َهبَ َعنّي الذَى وَعافانِي" (‪)84‬‬ ‫ثبت ف الديث الصحيح ف سنن أب داود والترمذي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول‪" :‬‬ ‫ُغفْرَانَك" وروى النسائي وابن ماجه باقيه‪.‬‬ ‫‪ 1/60‬وروينا عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫كان رسول اللّه إذا خرج من اللء قال‪" :‬الَمْدُ ِللّه الّذي أذَاَقنِي لَ ّذتَهُ‪ ،‬وأْبقَى ِفيّ ُق ّوتَهُ‪ ،‬وَدََف َع عَنّي أَذَاهُ"‬ ‫رواه ابن السن والطبان (‪)85‬‬

‫‪40‬‬

‫صبّ ماء الوضوءِ أو استقاءه‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا أراد َ‬ ‫يستحبّ أن يقول "باسْمِ اللّه" كما قدّمناه‪.‬‬ ‫بابُ ما يَقو ُل على وضُوئه‬ ‫يستحب أن يقول ف أوّله‪" :‬بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحيمِ" وإن قال "بِاسْمِ اللّهِ" كفى‪ .‬قال أصحابنا‪ :‬فإن‬ ‫ترك التسمية ف أوّل الوضوء أتى با ف أثنائه‪ .‬فإن تركها حت فرغ فقد فات ملها فل يأت با ووضوءه‬ ‫صحيح‪ ،‬سواء تركها عمدا أو سهوا‪ .‬هذا مذهبنا ومذهب جاهي العلماء‪ .‬وجاء ف التسمية أحاديث‬ ‫ضعيفة‪ ،‬ثبت عن أحد بن حنبل رحه اللّه أنه قال‪ :‬ل أعلم ف التسمية ف الوضوء حديثا ثابتا‪ .‬فمن‬ ‫الحاديث‪:‬‬ ‫‪ 1/61‬حديث أب هريرة رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫عن النبّ "ل وُضُوءَ لِ َمنْ لَ ْم يَذْكُ ِر اسْمَ اللّه عََليْهِ" رواه أبو داود وغيه‪ .‬وروينا من رواية سعيد بن زيد‬ ‫وأب سعيد وعائشة وأنس بن مالك وسهل بن سعد رضي اللّه عنهم‪ ،‬رويناها كلها ف سنن البيهقي‪،‬‬ ‫وغيه‪ .‬وضعّفها كلها البيهقي وغيه‪)1(.‬‬ ‫فصل‪ :‬قال بعض أصحابنا‪ ،‬وهو الشيخ أبو الفتح نصر القدسي الزاهد‪ :‬يُستحبّ للمتوضىء أن يقولَ ف‬ ‫ابتداء وضوئه بعد التسمية‪ :‬أشهدُ أن ل إله إلّ اللّه وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن ممدا عبده ورسولُه‪.‬‬ ‫وهذا الذي قاله ل بأس به‪ ،‬إل َأنّهُ ل أصل له من جهة السنة‪ ،‬ول نعلم أحدا من أصحابنا وغيهم قال‬ ‫به‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫حمّدا‬ ‫فصل‪ :‬ويقول بعد الفراغ من الوضوء‪ :‬أشْهَ ُد أنْ ل إله إِلّ اللّ ُه وَ ْح َدهُ ل شَرِيك لَهُ‪ ،‬وأ ْشهَدُ أ ّن مُ َ‬ ‫عَبْ ُد ُه وَ َرسُولُهُ‪ ،‬الّلهُمّ ا ْجعَ ْلنِي مِ َن الَتوّابِيَ‪،‬‬ ‫وا ْجعَلْن مِ َن ا ُلتَ َطهّرِينَ‪ُ ،‬سبْحانَكَ الّل ُه ّم وبِحَمْ ِدكَ‪ ،‬أ ْشهَدُ أنْ ل إلهَ إِلّ أْنتَ‪ ،‬أ ْسَت ْغفِ ُركَ وأتُوبُ إَِليْكَ‪.‬‬ ‫‪ 2/62‬روينا عن عمر بن الطاب رضي اللّه عنه قال‪:‬‬

‫‪41‬‬

‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَ ْن َتوَضّأ فَقالَ‪ :‬أ ْشهَدُ َأنْ ل إلهَ إِلّ اللّهُ وَحْ َد ُه ل شَرِيكَ لَهُ‪،‬‬ ‫لّنةِ الثّماِنَيةُ يَدْ ُخ ُل مِ ْن أيّها شاءَ" رواه مسلم ف‬ ‫حتْ لَ ُه أْبوَابُ ا َ‬ ‫وأشْهَدُ َأ ّن مُحَمّدا عَبْ ُد ُه وَ َرسُولُهُ‪ُ ،‬فِت َ‬ ‫ي وا ْجعَ ْلنِي مِ َن ا ُلتَ َطهّرِينَ"‪.‬‬ ‫صحيحه‪ ،‬ورواه الترمذي وزاد فيه "الّلهُمّ ا ْجعَ ْلنِي مِن الّتوّابِ َ‬ ‫وروى " ُسبْحَانَكَ الّلهُ ّم وبِحَمْدِك" (‪)2‬‬ ‫‪ 3/63‬وروينا ف سنن الدارقطن عن ابن عمر رضي اللّه عنهما‬ ‫أنّ النبّ قال‪" :‬مَ ْن َتوَضّأ ثُم قال‪ :‬أ ْشهَ ُد أنْ ل إلهَ إِلّ اللّهُ‪ ،‬وأ ْشهَ ُد أنّ ُمحَمّدا َعبْ ُدهُ وَ َرسُولُهُ َقبْ َل أنْ‬ ‫َيتَكَلّم‪ُ ،‬غفِرَ لَ ُه ما َبيْ َن الوُضُوءَيْن" إسناده ضعيف‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪ 4/64‬وروينا ف مسند أحد بن حنبل وسنن ابن ماجه وكتاب ابن السن من رواية أنس‬ ‫ث مَرّاتٍ‪ :‬أ ْشهَدُ أنْ ل إلهَ إِلّ‬ ‫س َن الوُضُو َء ثُمّ قَالَ ثَلَ َ‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَ ْن َتوَضّأ فأحْ َ‬ ‫ب الَّن ِة مِ ْن أيّها شاءَ‬ ‫حتْ لَ ُه ثَماِنَي ُة أْبوَا ِ‬ ‫اللّه وَحْ َد ُه ل شَرِيكَ لَهُ‪ ،‬وأشْهَ ُد أ ّن مُحَمّدا عَبْ ُد ُه وَرَسولُهُ ُفتِ َ‬ ‫َدخَلَ" إسناده ضعيف‪)4( .‬‬ ‫‪ 5/65‬وروينا تكريرَ شهادة أن ل إله إلّ اللّه ثلث مرات ف كتاب ابن السن‪ ،‬من رواية عثمان بن‬ ‫عفان رضي اللّه عنه بإسناد ضعيف‪.‬‬ ‫قال الشيخ نصر القدسي‪ :‬ويقول مع هذه الذكار‪ :‬اللهمّ صلّ على ممدٍ وعلى آلِ ممدٍ‪ ،‬ويضمّ إليه‪:‬‬ ‫وسلم‪ .‬قال أصحابنا‪ :‬ويقول هذه الذكار مستقبل القبلة‪ ،‬ويكون عقيب الفراغ‪)5( .‬‬ ‫فصل‪ :‬وأما الدعاء على أعضاء الوضوء فلم يىء فيه شيء عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وقد قال‬ ‫الفقهاء‪ :‬يُستحبّ فيه دعوات جاءتْ عن السلف‪ ،‬وزادوا ونقصوا فيها‪ ،‬فالتحصّل ما قالوه أنه يقول بعد‬ ‫التسمية‪ :‬المد للّهِ الذي جعل الاء طهورا‪ ،‬ويقول عند الضمضة‪ :‬اللهم اسقِن من ح ْوضِ نبيّك كأسا‬ ‫ل أظمأ بعده أبدا‪ ،‬ويقول عند الستنشاق‪ :‬اللهمّ ل ترِمن رائحة نعيمِك وجناتِك‪ ،‬ويقول عند غسل‬ ‫الوجه‪ :‬اللهمّ بيّض وجهي يوم تبيضّ وجوهٌ وتسو ّد وجوه‪ ،‬ويقول عند غسل اليدين‪ :‬اللهمّ أعطِن كتاب‬ ‫بيمين‪ ،‬اللهمّ ل تعطِن كتاب بشمال‪ ،‬ويقول عند مسح الرأس‪ :‬اللهمّ حرّم شعري وبشرِي على النار‪،‬‬ ‫‪42‬‬

‫وأظلّن تت عرشِك يوم ل ظلّ إل ظلّك‪ ،‬ويقول عند مسح الُذني‪ :‬اللهمّ اجعلن من الذين يستمعونَ‬ ‫القول فيتّبعون أحسنه‪ ،‬ويقول عند غسل الرجلي‪ :‬اللهمّ ثبّت قدميّ على الصرا‪ .‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫‪ 6/66‬وقد روى النسائي وصاحبه ابن السن ف كتابيهما "عمل اليوم والليلة" بإسناد صحيح عن أب‬ ‫موسى الشعري رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بوضوء‪ ،‬فتوضأ‪ ،‬فسمعته يدعو ويقول‪" :‬الّل ُهمّ ا ْغفِرْ ل َذْنبِي‪،‬‬ ‫َو َوسّعِ ل فِي داري‪ ،‬وَبا ِركْ ل ف رِزْقِي" فقلت‪ :‬يا نبّ اللّه! سعتك تدعو بكذا وكذا‪ ،‬قال‪َ " :‬وهَلْ‬ ‫تَرَكْ َن مِ ْن َشيْءٍ؟"‬ ‫ترجم ابن السن لذا الديث؛ باب ما يقول بي ظهران وضوئه‪ .‬وأما النسائي فأدخله ف‬ ‫يقول بعد فراغه من وضوئه‪ ،‬وكلها متمل‪)6( .‬‬

‫باب‪ :‬ما‬

‫بابُ ما يقو ُل على اغْتسالِه‬ ‫يستحبّ للمغتسل أن يقول جيع ما ذكرناه ف الوضوء من التسمية وغيها‪ ،‬ول فرق ف ذلك بي الُنب‬ ‫ت بالتسمية‪ ،‬والشهور أنا‬ ‫والائض وغيها‪ .‬وقال بعض أصحابنا‪ :‬إن كان ُجنُبا أو حائضا ل يأ ِ‬ ‫مستحبّة لما كغيها‪ ،‬لكنهما ل يوز لما أن يقصدا با القرآن‪.‬‬ ‫بابُ ما يقو ُل على َتيَمّمِه‬ ‫يستحبّ أن يقول ف ابتدائه‪" :‬باسمِ اللّه" فإن كان جُنبا أو حائضا فعلى ما ذكرنا ف اغتساله‪ .‬وأما‬ ‫التشهّد بعده وباقي الذكر التقدم ف الوضوء والدعاء على الوجه والكفّي فلم أ َر فيه شيئا لصحابنا ول‬ ‫غيهم‪ ،‬والظاهر أن حكمه على ما ذكرنا ف الوضوء‪ ،‬فإن التيمّم طهارة كالوضوء‪.‬‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا توجّهَ إل السجدِ‬ ‫وقد قدّمنا ما يقوله إذا خرج من بيته إل أيّ موضع خرج‪ ،‬وإذا خرج إل السجد فيستحبّ أن يضمّ إل‬ ‫ذلك‪:‬‬

‫‪43‬‬

‫‪ 1/67‬ما رويناه ف صحيح مسلم‪ ،‬ف حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما ف مبيته ف بيت خالته‬ ‫ميمونة رضي اللّه عنها‪ ،‬ذكر الديث ف تجّد النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪ :‬فأذّن الؤذّن‪ ،‬يعن‬ ‫الصبح‪ ،‬فخرج إل الصلة وهو يقول‪:‬‬ ‫"الّلهُمّ ا ْجعَلْ ف َق ْلبِي نُورا‪ ،‬وف لِسانِي نُورا‪ ،‬وَا ْجعَلْ ف سَ ْمعِي نُورا‪ ،‬وَا ْجعَلْ ف بَصَري نُورا‪ ،‬وَا ْجعَلْ‬ ‫حتِي نُورا‪ ،‬الّلهُ ّم أعْطِن نُورا"‪)7( .‬‬ ‫مِنْ َخ ْلفِي نُورا‪َ ،‬ومِ ْن أمامي نُورا‪ ،‬وَا ْجعَ ْل مِنْ َفوْقي نُورا َومِنْ َت ْ‬ ‫‪ 2/68‬وروينا ف كتاب ابن السن عن بلل رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا خرج إل الصلة قال‪" :‬بِاسْمِ اللّهِ‪ ،‬آ َمْنتُ باللّهِ‪َ ،‬توَكّ ْلتُ على‬ ‫خرَجِي هَذَا فإن لَمْ أخْرُجْ ُه أشَرا‬ ‫ي عََليْكَ‪َ ،‬وبِحَ ّق مَ ْ‬ ‫اللّهِ‪ ،‬ل َحوْ َل وَلَ ُق ّوةَ إِلَّ باللّهِ‪ ،‬الّلهُ ّم ِبحَقّ السّائِلِ َ‬ ‫ك أنْ ُتعِيذَن مِ َن النّارِ‬ ‫خطِكَ‪ ،‬أسألُ َ‬ ‫ت اْبتِغا َء مَرْضَاتِكَ‪ ،‬وَاتّقا َء سَ َ‬ ‫وَلَ بَطرا وَلَ رِيا ًء وَلَ ُس ْم َعةً‪ ،‬خَرَ ْج ُ‬ ‫وتُدْخِلَن الَنّة" حديث ضعيف أحد رواته الوازع بن نافع العقيلي‪ ،‬وهو متفق على ضعفه وأنه منكر‬ ‫الديث‪)8( .‬‬ ‫وروينا ف كتاب ابن السن معناه من رواية عطية العوف‪ ،‬عن أب سعيد الدري رضي اللّه عنه‪ ،‬عن‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وعطية أيضا ضعيف‪.‬‬ ‫بابُ ما يقولُه عندَ دخول السجد والروج منه‬ ‫يُستحبّ أن يقول‪ :‬أعوذ باللّه العظيم وبوجهه الكري وسلطانه القدي من الشيطان الرجيم‪ ،‬المد للّه‪،‬‬ ‫اللهمّ ص ّل وسلم (‪ )9‬على ممد وعلى آل ممد؛ الله ّم اغفر ل ذنوب وافتح ل أبواب رحتك‪ ،‬ث‬ ‫يقول‪ :‬باسم اللّه‪ ،‬ويقدّم رجله اليمن ف الدخول‪ ،‬ويقدّم اليسرى ف الروج‪ ،‬ويقول جيع ما ذكرناه‪،‬‬ ‫إل أنه يقول‪ :‬أبواب فضلك‪ ،‬بدل رحتك‪.‬‬ ‫‪ 1/69‬روينا عن أب حُميد أو أب أُسيد رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذَا دَ َخلَ أحَدُكُ ُم الَسْجِدَ َف ْليُسَلّم على النّبّ صلّى اللّه عََليْ ِه َوسَلّمَ‪،‬‬ ‫ضلِكَ" رواه مسلم ف‬ ‫ثُم لَيقُلِ‪ :‬الّل ُه ّم افْتَحْ ل أْبوَابَ رَ ْح َمتِكَ‪ ،‬وَإذَا خَ َرجَ فَ ْلَيقُلِ‪ :‬الّلهُمّ إن أسألُكَ مِنْ َف ْ‬ ‫صحيحه وأبو داود والنسائي وابن ماجه وغيهم بأسانيد صحيحة‪ ،‬وليس ف رواية مسلم "فليسلم على‬ ‫‪44‬‬

‫النبّ صلى اللّه عليه وسلم" وهو ف رواية الباقي‪ .‬زاد ابن السن ف روايته "وإذا خَ َرجَ فَ ْليُسَلّمْ على الّنبِ ّي‬ ‫شيْطانِ الرّجِيمِ" وروى هذه الزيادة ابن ماجه وابن خزية وأبو حات ابن حبان‬ ‫وَْليَقُل‪ :‬الّلهُ ّم أعِ ْذنِي مِنَ ال ّ‬ ‫ـ بكسر الاء ـ ف صحيحيهما‪)10( .‬‬ ‫‪ 2/70‬وروينا عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم أنه كان إذا دخل السجد يقول‪" :‬أعُوذُ باللّه العَظِيم‪َ ،‬وِبوَجهِهِ الكَري‪،‬‬ ‫شيْطانُ‪ُ :‬حفِظَ‬ ‫شيْطانِ الرّجِيم‪ .‬قالَ‪ :‬أقط؟ قلت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فإذَا قَال ذلكَ قالَ ال ّ‬ ‫وسُلْطانِ ِه القَدي‪ ،‬من ال ّ‬ ‫ِمنّي سائِ َر اليَ ْومِ" حديث حسن رواه أبو داود بإسناد جيد‪)11( .‬‬ ‫‪ 3/71‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫حمّدٍ‪،‬‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا دخل السجد قال‪" :‬بِاسْمِ اللّهِ‪ ،‬الّلهُمّ صَلّ على مُ َ‬ ‫صلّ على ُمحَمّدٍ"‪ .‬وروينا الصلة على النبّ صلى اللّه عليه وسلم عند‬ ‫وَإذَا خَ َرجَ قَالَ‪ :‬بِاسْمِ اللّهِ الّلهُمّ َ‬ ‫دخول السجد والروج منه من رواية ابن عمر أيضا‪)12( .‬‬ ‫‪ 4/72‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عبد اللّه بن السن عن أمه عن جدته‪ ،‬قالت‪:‬‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا دخل السجد حد اللّه تعال وسّى وقال‪" :‬الّلهُ ّم ا ْغفِرْ ل وا ْفتَحْ‬ ‫لِي أبْوابَ َرحْ َمتِكَ"‪ .‬وَإذَا خَ َرجَ قا َل ِمثْلَ ذلكَ‪ ،‬وقالَ‪" :‬الّلهُ ّم ا ْفتَحْ ل أْبوَابَ َفضْلِكَ"‪)13(.‬‬ ‫‪ 5/73‬وروينا فيه عن أب أُمامة رضي اللّه عنه‬ ‫ج مِ َن الَسْجِ ِد تَدَاعَتْ ُجنُودِ إِبلِيسَ‪،‬‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إن أحدَكُمْ إذَا أرَاد أن يَخْ ُر َ‬ ‫جتَم ٌع النّحْ ُل على َيعْسُوبِها‪ ،‬فإذَا قامَ أ َحدُكُمْ على بابِ الَسْجِدِ َف ْلَيقُلِ‪ :‬الّلهُمّ‬ ‫وَأجَْلَبتْ وا ْجتَ َم َعتْ كما تَ ْ‬ ‫إن أعُو ُذ بِكَ مِنْ ِإبْليسَ و ُجنُو ِدهِ‪ ،‬فإنّهُ إذَا قَالَها لَ ْم َيضُ ّرهُ" اليعسوب‪ :‬ذكر النحل‪ ،‬وقيل أميها‪)14( .‬‬ ‫باب ما يقولُ ف السجد‬ ‫يُستحبّ الِكثارُ فيه من ذكر اللّه تعال والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبي وغيها من الذكار‪،‬‬ ‫ب الِكثارُ من قراءة القرآن؛ ومن الستحبّ فيه قراءة حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪،‬‬ ‫ويُستح ّ‬ ‫‪45‬‬

‫وعلم الفقه‪ ،‬وسائر العلوم الشرعية‪ ،‬قال اللّه تعال‪ :‬فِي ُبيُوتٍ أ َذِنَ اللّ ُه أنْ تُرَْف َع ويُذْكَ َر فيها اسْمُهُ‪ ،‬يُسَبّحُ‬ ‫لَهُ فِيها بالغُ ُد ّو والصَالِ رِجالٌ} اليةالنور‪ 36 :‬وقال تعال‪َ { :‬ومَنْ ُيعَظّ ْم شَعائِرَ اللّه فإنا مِ ْن تَقوى‬ ‫القُلُوب} الج‪ 32:‬وقال تعال‪َ { :‬ومَنْ ُيعَظّمْ حُرُماتِ اللّهِ َف ُهوَ َخيْرٌ لَهُ عِنْدَ َربّهِ}الج‪.20:‬‬ ‫‪ 1/74‬وروينا عن بُريدة رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إنّما بُِنيَت الَساجِدُ لِمَا بُِنَيتْ لَهُ"‪ .‬رواه مسلم ف صحيحه‪( .‬‬ ‫‪)15‬‬ ‫‪ 2/75‬وعن أنس رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال للعرابّ الذي بال ف السجد‪" :‬إ ّن هَذِه الَساجدَ ل َتصُْل ُح‬ ‫لِشيءٍ مِ ْن هَذَا البَو ِل وَل القَذَرِ‪ ،‬إنّمَا ِهيَ لِذِ ْكرِ اللّ ِه تَعال وَقَرَا َءةِ القُرآنِ" أو كما قال رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم‪ ،‬رواه مسلم ف صحيحه‪)16( .‬‬ ‫فصل‪ :‬وينبغي للجالس ف السجد أن ينوي العتكاف‪ ،‬فإنه يص ّح عندنا ولو ل يكث إل لظة‪ ،‬بل قال‬ ‫بعض أصحابنا‪ :‬يصحّ اعتكاف من دخل السجد مارّا ول يكث (‪ ، )17‬فينبغي للما ّر أيضا أن ينوي‬ ‫حصّ َل فضيلتَه عند هذا القائل‪ ،‬والفضل أن يقف لظة ث يرّ‪ ،‬وينبغي للجالس فيه أن يأمر‬ ‫العتكاف ليُ َ‬ ‫با يراه من العروف ويننهى عمّا يراه من النكر‪ ،‬وهذا وإن كان الِنسان مأمورا به ف غي السجد‪ ،‬إل‬ ‫أنه يتأكد القو ُل به ف السجد صيانةً له وإعظاما وإجللً واحتراما‪ ،‬قال بعض أصحابنا‪ :‬من دخل‬ ‫السجد فلم يتمكن من صلة تية السجد إما لدث وإما لشغل أو نوه‪ ،‬يستحبّ أن يقول أربع مرات‪:‬‬ ‫سبحان اللّه‪ ،‬والمد للّه‪ ،‬ول إله إل اللّه‪ ،‬واللّه أكب‪ ،‬فقد قال به بعض السلف‪ ،‬وهذا ل بأس به‪.‬‬ ‫باب إنكاره ودعائه على من يَنشُدُ ضاّلةً ف السجد أو يبي ُع فيه‬ ‫‪ 1/76‬روينا ف صحيح مسلم عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ل يَنْشُدُ ضَاّلةً ف الَسْجِدِ َف ْليَقُلْ‪ :‬ل َردّها اللّه عََليْكَ‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَ ْن سَمِعَ َر ُج ً‬ ‫فِإنّ الَساجِدَ َل ْم ُتبْنَ ِلهَذَا(‪ ))18‬مسلم (‪ ، )568‬وأبو داود (‪ ، )473‬والترمذي (‪)" )1321‬‬ ‫مسلم (‪ ، )568‬وأبو داود (‪ ، )473‬والترمذي (‪)1321‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪ 2/77‬وروينا ف صحيح مسلم أيضا عن بُريدة رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫أن رجلً نشدَ ف السجد فقال‪ :‬من دعا إلّ المل الحر؟ فقال النب صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ل وَ َجدْتَ‬ ‫إنّمَا بُِنيَت الَساجِدُ ِلمَا ُبنَِيتْ لَهُ(‪ ))19‬مسلم (‪ . )569‬و نشدَ ‪ :‬طلبَ وسأل‪ )" ).‬مسلم (‪)569‬‬ ‫‪ .‬و"نشدَ"‪ :‬طلبَ وسأل‪).‬‬ ‫‪ 3/78‬وروينا ف كتاب الترمذي ف آخر كتاب البيوع منه‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إذَا رأْيتُ ْم مَ ْن َيبِي ُع أ ْو َيبْتَاعُ ف الَسْجِدِ َفقُولُوا‪ :‬ل أَ ْربَحَ اللّهُ‬ ‫تِجا َرتَكَ‪ ،‬وَإذَا رَأْيتُمُ مَنْ يَنْشُ ُد فيهِ ضَاّلةً َفقُولُوا‪ :‬ل َردّ اللّ ُه عََليْكَ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪.‬‬ ‫(‪)20‬‬ ‫ث على مكارمِ‬ ‫ح للِسلم ول تزهيدٌ ول ح ّ‬ ‫باب دعائه على من ينشد ف السجد شعرا ليس فيه مد ٌ‬ ‫الخلق ونو ذلك‬ ‫‪ 1/79‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن ثوبان رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَ ْن رأْيتُمُو ُه ُينْشِ ُد ِشعْرا ف الَسْجِدِ َفقُولُوا لَهُ" َفضّ اللّه فَاكَ‪،‬‬ ‫ثَلثَ مَرّاتٍ(‪ ))21‬ابن السن (‪ ، )152‬والطبان ف الكبي‪ ،‬وقال الافظ‪ :‬غريب‪ .‬وانظر ضعيف‬ ‫الامع الصغي ‪ )" )5/199‬ابن السن (‪ ، )152‬والطبان ف الكبي‪ ،‬وقال الافظ‪ :‬غريب‪ .‬وانظر‬ ‫ضعيف الامع الصغي ‪)5/199‬‬ ‫بابُ فضيلةِ الذان‬ ‫‪ 1/80‬روَينا عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫جدُوا إلّ أنْ‬ ‫ف الوّ ِل ثُمّ لَ ْم يَ ِ‬ ‫قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪َ" :‬لوْ َيعَْل ُم النّاسُ ما فِي النّدَا ِء وَالصّ ّ‬ ‫ستَهِمُوا عََليْهِ ل ْسَتهَمُوا" رواه البخاري ومسلم ف صحيحيهما (‪)22‬‬ ‫يَ ْ‬ ‫‪ 2/81‬وعن أب هريرة‬ ‫‪47‬‬

‫شيْطا ُن وَلَهُ ضُرَاطٌ حتّى ل يَسْمَعَ‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إذَا نُودِيَ لِلصّلةِ أ ْدبَرَ ال ّ‬ ‫التّأذِينَ" رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪ 3/82‬وعن معاوية رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫س أعناقا َي ْومَ القِيا َمةِ" رواه مسلم‪.‬‬ ‫سعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬ا ُلؤَ ّذنُونَ أ ْطوَ ُل النّا ِ‬ ‫(‪)23‬‬ ‫‪ 4/83‬وعن أب سعيد الدري رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫ت ا ُلؤَ ّذنِ ج ّن ول شيءٌ إِ ّل شَهدَ لَهُ‬ ‫صوْ ِ‬ ‫سعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪َ " :‬ل يَسْمَ ُع مَدَى َ‬ ‫َيوْ َم القِيامة" رواه البخاري‪ ،‬والحاديث ف فضله كثية‪.‬‬ ‫واختلف أصحابنا ف الذان والِقامة أيّهما أفضل على أربعة أوجه‪ :‬الصحّ أن الذان أفضل‪ ،‬والثان‪:‬‬ ‫الِمامة أفضل‪ ،‬والثالث‪ :‬ها سواء‪ ،‬والرابع‪ :‬إن علم من نفسه القيام بقوق الِمامة واستجمع (‪)24‬‬ ‫ص َفةِ الَذان‬ ‫بابُ ِ‬ ‫اعلم أن ألفاظه مشهورة‪ ،‬والترجي ُع عندنا سنّة‪ ،‬وهو أنه إذا قال بعال (‪ )25‬صوته‪ :‬اللّهُ أكب‪ ،‬اللّه‬ ‫أكب‪ ،‬اللّه أكب‪ ،‬اللّه أكب‪ ،‬قال سرّا بيث يُسمع نفسَه ومَن بقربه‪ :‬أشه ُد أنْ ل إلهَ إل اللّه‪ ،‬أشهدُ أنّ‬ ‫ممدا رسولُ اللّه‪ ،‬أشه ُد أنّ ممدا رسول اللّه‪ .‬ث يعودُ إل الهر وإعلء الصوت‪ ،‬فيقول‪ :‬أشهدُ أن ل‬ ‫إله إلّ اللّه‪ ،‬أشه ُد أنْ ل إله إلّ اللّه‪ ،‬أشه ُد أنّ ممدا رسولُ اللّه‪ ،‬أشه ُد أنّ ممدا رسول اللّه‪ ،‬والتثويبُ‬ ‫أيضا مسنون عندنا‪ ،‬وهو أن يقول ف أذان الصبح خاصة بعد فراغه من حيّ على الفلح‪ :‬الصلةُ خيٌ‬ ‫من النوم‪ ،‬الصلةُ خيٌ من النوم‪ ،‬وقد جاءت الحاديث بالترجيع والتثويب‪ ،‬وهي مشهورة‪.‬‬ ‫واعلم أنه لو تَ َر َك الترجي َع والتثويبَ صحّ أذانه وكان تاركا للفضل‪ .‬ول يصحّ أذان مَن ل يُميّزُ‪ ،‬ول‬ ‫الرأة‪ ،‬ول الكافر‪ .‬ويصحّ أذان الصبّ الميز‪ ،‬وإذا أذّن الكافر وأتى بالشهادتي كان ذلك إسلما على‬ ‫الذهب الصحيح الختار‪ .‬وقال بعض أصحابنا‪ :‬ل يكون إسلما‪ ،‬ول خلف أنه ل يصحّ أذانه‪ ،‬لن‬ ‫أوّله كان قبل الكم بإسلمه‪ .‬وف الباب فروع كثية مقرّرة ف كتب الفقه ليس هذا موضع إيرادها‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫ص َفةِ الِقامة‬ ‫بابُ ِ‬ ‫الذهب الصحيح الختار الذي جاءت به الحاديث الصحيحة أن الِقامة إحدى عشرة كلمة‪ :‬اللّه أكب‬ ‫اللّه أكب‪ ،‬أشهدُ أن ل إله إلّ اللّه‪ ،‬أشهد أنّ ممدا رسول اللّه‪ ،‬ح ّي على الصلة‪ ،‬حيّ على الفلح‪ ،‬قد‬ ‫قامت الصلة قد قامت الصلة‪ ،‬اللّه أكب اللّه أكب‪ ،‬ل إله إلّ اللّه‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬واعلم أن الذا َن والِقام َة سنّتان عندنا على الذهب الصحيح الختار‪ ،‬سواء ف ذلك أذان المعة‬ ‫وغيها‪ .‬وقال بعض أصحابنا‪ :‬ها فرض كفاية‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬ها فرض كفاية ف المعة دون غيها‪.‬‬ ‫فإن قلنا فرض كفاية‪ ،‬فلو تركه أهلُ بلدٍ أو مَحَّلةٍ قُوتلوا على تركه‪ .‬وإن قلنا سنّة ل يُقاتلوا على الذهب‬ ‫الصحيح الختار‪ ،‬كما ل يُقاتَلون على سنّة الظهر وشبهها‪ .‬وقال بعض أصحابنا‪ :‬يُقاتَلون لنه شعار‬ ‫ظاهر‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ويُستحبّ ترتيل الذان ورفع الصوت به‪ ،‬ويستحبّ إدراج القامة (‪ ، )26‬ويكون صوتا‬ ‫أخفض من الذان‪ ،‬ويستحبّ أن يكون الؤذنُ حسن الصوت ثق ًة مأمونا خبيا بالوقت متبعا؛‬ ‫ويستحبّ أن يؤذّن ويقيم قائما على طهارة وموضع عال‪ ،‬مستقبل القبلة‪ ،‬فلو أذّن أو أقام مستدبر القبلة‬ ‫أو قاعدا أو مضطجعا أو مُحدثا أو جُنبا صحّ أذانه وكان مكروها‪ ،‬والكراهية ف الُنب أشدّ من‬ ‫الحدث‪ ،‬وكراهة الِقامة أشد‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ل يُشرع الذان إل للصلوات (‪)27‬المس‪ :‬الصبح والظهر والعصر والغرب والعشاء‪ ،‬وسواء‬ ‫فيها الاضرة والفائتة‪ ،‬وسواء الاضر والسافر‪ ،‬وسواء من صلّى وحده أو ف جاعة‪ .‬وإذا أذّن واحدٌ‬ ‫كفى عن الباقي‪ .‬وإذا قضى فوائت ف وقت واحد أذّن للول وحدها‪ ،‬وأقام لكلّ صلة‪ .‬وإذا جع بي‬ ‫الصلتي أذّن للول وحدها وأقام لكل واحدة‪ .‬وأما غي الصلوات المس فل يؤذّن لشيء منها بل‬ ‫خلف‪ .‬ث منها ما يستحبّ أن يقال عند إرادة صلتا ف جاعة‪ :‬الصلة جامعة‪ ،‬مثل العيد والكسوف‬ ‫والستسقاء‪ ،‬ومنها ما اختلف فيه كصلة التراويح والنازة‪ ،‬والص ّح أنه يأت به ف التراويح دون‬ ‫النازة‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ول تص ّح الِقامة إل ف الوقت وعند إرادة الدخول ف الصلة‪ ،‬ول يصحّ الذان إل بعد دخول‬ ‫وقت الصلة إل الصبح‪ ،‬فإنه يوز الذان لا قبل دخول الوقت‪ .‬واختُلف ف الوقت الذي يوز فيه‪،‬‬

‫‪49‬‬

‫والص ّح أنه يوز بعد نصف الليل‪ ،‬وقيل‪ :‬عند السّحَر‪ ،‬وقيل‪ :‬ف جيع الليل‪ ،‬وليس بشيء‪ ،‬وقيل‪ :‬بعد‬ ‫ثلثي الليل‪ ،‬والختار الوّل‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬وتقيم الرأة والنثى الشكل‪ ،‬ول يؤذّنان لنما منهيّان عن رفع الصوت‪.‬‬

‫بابُ ما يقو ُل مَنْ سعَ الؤ ّذنَ والقيمَ‬ ‫يُستحبّ أن يقول من سع الؤذّن والقيم‪ :‬مثل قوله‪ ،‬إل ف قوله حيّ على الصلة‪ ،‬ح ّي على الفلح‪ ،‬فإنه‬ ‫يقول ف ُدبُر كل لفظة‪ :‬ل حول ول قوّة إل باللّه‪ .‬ويقول ف قوله‪ :‬الصلة خي من النوم‪ :‬صدقتَ‬ ‫وبررتَ‪ ،‬وقيل يقول‪ :‬صدق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬الصلةُ خيٌ من النوم‪ .‬ويقول ف كلمت‬ ‫الِقامة‪ :‬أقامها اللّه وأدامها‪ ،‬ويقول عقيب قوله‪ :‬أشهد أنّ ممدا رسولُ اللّه‪ :‬وأنا أشهد أن ممدا رسول‬ ‫اللّه؛ ث يقول‪ :‬رضيتُ باللّه ربّا (‪ ، )28‬وبحمدٍ صلى اللّه عليه وسلم رسولً‪ ،‬وبالِسلم دينا‪ .‬فإذا‬ ‫ب هذه‬ ‫غ من التبعة ف جيع الذان صلّى وسلّم على النب صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬ث قال‪ :‬اللهمّ ر ّ‬ ‫فر َ‬ ‫الدعوة التامة‪ ،‬والصلة القائمة‪ ،‬آتِ ممّدا الوسيل َة والفضيلة‪ ،‬وابعثْه مقاما ممودا الذي وعدته‪ ،‬ث يدعو‬ ‫با شاء من أمور الخرة والدنيا‪.‬‬ ‫‪ 1/84‬روينا عن أب سعيد الدري رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذا سَ ِم ْعتُمُ النّداءَ َفقُولُوا ِمثْلَ ما َيقُو ُل الُؤَ ّذنُ" رواه البخاري‬ ‫ومسلم ف صحيحيهما‪)29( .‬‬ ‫‪ 2/85‬وعن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما‪،‬‬ ‫صلّوا عَلبّ‪ ،‬فإنّهُ‬ ‫أنه سع النبّ صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬إذَا سَ ِم ْعتُمُ ا ُلؤَ ّذنَ َفقُولُوا ِمثْلَ مَا َيقُولُ‪ ،‬ثُمّ َ‬ ‫لّنةِ ل َتْنَبغِي إلّ‬ ‫صلّى اللّ ُه عََليْ ِه بِها عَشْرا‪ ،‬ثُ ّم سَلُوا اللّه لِي ال َوسِيَلةَ‪ ،‬فإنا َمنْزَِلةٌ ف ا َ‬ ‫مَنْ صَلّى عَليّ صَلةً َ‬ ‫ِل َعبْدٍ مِنْ عِبادِ اللّه وأ ْرجُو أنْ أكُو َن أنا ُهوَ‪ ،‬فَ َمنْ سألَ ِل َي الوَسِيَلةَ َحّلتْ لَهُ الشّفا َعةُ" رواه مسلم ف‬ ‫صحيحه‪)30( .‬‬ ‫‪ 3/86‬وعن عمر بن الطاب رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫‪50‬‬

‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذَا قا َل الُؤَ ّذنُ‪ :‬اللّهُ أ ْكبَرُ اللّهُ أ ْكبَرُ‪ ،‬فَقالَ أحَدُكُمْ‪ :‬اللّهُ أكْبَرُ اللّ ُه‬ ‫أكْبَرُ‪ ،‬ثُمّ قالَ‪ :‬أ ْشهَ ُد أنْ ل إِلهَ إِلّ اللّهُ‪ ،‬قَالَ‪ :‬أ ْشهَدُ أنْ ل إِلهَ إِلّ اللّهُ‪ ،‬ثُمّ قالَ‪ :‬أ ْشهَدُ أ ّن مُحَمّدا َرسُولُ‬ ‫حمّدا َرسُولُ اللّهِ؛ ثُمّ قالَ‪َ :‬ح ّي عَلى الصّلةِ‪ ،‬قالَ‪ :‬ل َحوْ َل وَلَ ُق ّوةَ إِلّ باللّه؛ ثُمّ‬ ‫اللّهِ‪ ،‬قالَ‪ :‬أ ْشهَ ُد أنّ مُ َ‬ ‫قالَ‪َ :‬ح ّي عَلى الفَلح‪ ،‬قالَ‪ :‬ل َحوْ َل وَلَ ُق ّوةَ إِلّ باللّهِ؛ ثُمّ قَالَ‪ :‬اللّهُ أ ْكبَرُ اللّهُ أكْبَرُ‪ ،‬قالَ‪ :‬اللّهُ أ ْكبَرُ اللّهُ‬ ‫أكْبُ؛ ثّ قالَ‪ :‬ل إلهَ إِلّ اللّهُ‪ ،‬قالَ‪ :‬ل إلهَ إِلّ اللّه مِنْ َقلْبه دَ َخ َل النّة"‪ .‬رواه مسلم ف صحيحه‪)31( .‬‬ ‫‪ 4/87‬وعن سعد بن أب وقاص رضي اللّه عنه‬ ‫ي يَسْمَ ُع ا ُلؤَ ّذنَ‪ :‬أ ْشهَ ُد أنْ ل إله إلّ اللّ ُه وَحْ َدهُ ل‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ قَالَ ِح َ‬ ‫شَرِيكَ لَهُ‪ ،‬وَأ ّن مُحَمّدا َعبْدُ ُه وَ َرسُولُهُ‪ ،‬رَضِيتُ باللّهِ َربّا‪ ،‬وبِمُحَمّدٍ صلى اللّه عليه وسلم َرسُولً‪،‬‬ ‫ي يَسْ َمعُ ا ُلؤَ ّذنَ‪ :‬وأنا أ ْشهَدُ" رواه مسلم ف‬ ‫وبالِسْلمِ دِينا‪ُ ،‬غفِرَ لَهُ َذْنبُهُ" وف رواية "مَنْ قَالَ حِ َ‬ ‫صحيحه‪)32( .‬‬ ‫‪ 5/88‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها بإسناد صحيح‪:‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا سع الؤذّن يتشهد‪ ،‬قال‪" :‬وأنا وأنا"‪)33(.‬‬ ‫‪ 6/89‬وعن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما‪:‬‬ ‫ب هَذهِ ال ّد ْعوَ ِة التّا ّم ِة‬ ‫ي يَسْ َم ُع النّدَاءَ‪ :‬الّلهُمّ رَ ّ‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ قال حِ َ‬ ‫ت ُمحَمّدا ال َوسِيَلةَ وال َفضِيَلةَ‪ ،‬واْبعَثْ ُه مَقاما ممودا الذي َوعَ ْدتَهُ‪ .‬حَّلتْ لَ ُه شَفا َعتِي‬ ‫وَالصّلةِ القائِمةِ‪ ،‬آ ِ‬ ‫َيوْ َم القِيا َمةِ" رواه البخاري ف صحيحه‪)34( .‬‬ ‫‪ 7/90‬وروينا ف كتاب ابن السن عن معاوية‪:‬‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا سع الؤذّن يقول‪ :‬ح ّي على الفلح‪ ،‬قال‪" :‬الّلهُمّ ا ْجعَلْنا‬ ‫ُمفْلِحِي"‪)35(.‬‬ ‫‪ 8/91‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن َشهْر بن َح ْوشَب‪ ،‬عن أب أمامة ـ أو عن بعض‬ ‫أصحاب النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬

‫‪51‬‬

‫أ ّن بللً أخذ ف القامة‪ ،‬فلما قال‪ :‬قد قامت الصلة‪ ،‬قال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪":‬أقامَها اللّهُ‬ ‫وأدَامَها"‪ ،‬وقال ف سائر ألفاظ الِقامة كنحو حديث عمر ف الذان‪)36( .‬‬ ‫‪ 9/92‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أب هريرة‪:‬‬ ‫ب هذه الدعوة التامة‪ ،‬والصلة القائمة‪ ،‬صلّ على ممّد وآته‬ ‫أنه كان إذا سع الؤذّن يُقيم يقول‪ :‬اللهمّ ر ّ‬ ‫سؤلَه يو َم القيامة‪)37( .‬‬ ‫فصل‪ :‬إذا سع الؤذنَ أو القيم وهو يصلي ل يبه ف الصلة‪ ،‬فإذا سلّم منها أجابه كما ييبه مَن ل‬ ‫يُصلي‪ ،‬فلو أجابه ف الصلة كُرِه ول تبط ْل صلتُه‪ ،‬وهكذا إذا سعه وهو على اللء ل يُجيبه ف الال‪،‬‬ ‫فإذا خرج أجابه‪ ،‬فأما إذا كان يقرأ القرآن أو يسبّح أو يقرأ حديثا أو عِلْمَا آخر أو غي ذلك‪ ،‬فإنه يقطع‬ ‫جيع هذا وييب الؤ ّذ َن ث يعود إل ما كان فيه‪ ،‬لن الِجابة تفوت‪ ،‬وما هو (‪ )38‬فيه ل يفوت غالبا‪،‬‬ ‫وحيث ل يتابعه حت فرغ الؤذّن يستحبّ أن يتدارك التابعة ما ل يطل الفصل‬ ‫بابُ الدّعاء بعد الذان‬ ‫‪ 1/93‬روينا عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ل يُرَدّ الدّعا ُء بَيَ الذَانِ والِقا َمةِ" رواه أبو داود والترمذي‬ ‫والنسائي وابن السن وغيهم‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪ ،‬وزاد الترمذي (‪)39‬‬ ‫‪ 2/94‬وروينا عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما‪:‬‬ ‫أن رجلً قال‪ :‬يا رسول اللّه! إن الؤذّني يفضُلُوننا‪ ،‬فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ُ" :‬قلْ كما‬ ‫َيقُولونَ فإذَا اْنَتهَْيتَ فَسَ ْل ُتعْطَه" رواه أبو داود ول يضعفه‪)40( .‬‬ ‫‪ 3/95‬وروينا ف سنن أب داود أيضا‪ ،‬ف كتاب الهاد بإسناد صحيح‪ ،‬عن سهل بن سعد رضي اللّه‬ ‫عنه قال‪:‬‬

‫‪52‬‬

‫قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ثِنْتانِ ل تُ َردّانِ ـ أوْ قالَ‪ :‬ما تُ َردّانِ ـ الدّعا ُء ِعنْ َد الندَاءِ‪َ ،‬وعِنْدَ‬ ‫ضهُ ْم َبعْضا" قلت‪ :‬ف بعض النسخ العتمدة يلحم بالاء‪ ،‬وف بعضها باليم‪،‬‬ ‫ي يُ ْلحِ ُم َب ْع ُ‬ ‫البأْسِ حِ َ‬ ‫وكلها ظاهر‪)41( .‬‬ ‫باب ما يقولُ بعدَ ركعت سنّة الصّبح‬ ‫‪ 1/96‬روينا ف كتاب ابن السن عن أب الَُليْح‪ ،‬واسه عامر بن أُسامة‪ ،‬عن أبيه رضي اللّه عنه‬ ‫أنه صلّى ركعتّ الفجر‪ ،‬وأن رسول اللّه صلّى قريبا منه ركعتي خفيفتي‪ ،‬ث سعه يقول وهو جالس‪":‬‬ ‫ك مِ َن النّارِ‪ .‬ثَلثَ‬ ‫الّلهُمّ رَبّ ِجبْرِي َل َوِإسْرَافِي َل َومِيكائِي َل ومُحَمّدٍ النّب صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬أعُو ُذ بِ َ‬ ‫مَرّاتٍ"‪)42(.‬‬ ‫‪ 2/97‬وروينا فيه عن أنس‪،‬‬ ‫ح َة َي ْو ِم الُمعَة َقبْلَ صَل ِة الغَدَاةِ‪ :‬أسَْت ْغفِرُ اللّ َه الّذي ل إلهَ‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪":‬مَنْ قَالَ صَبي َ‬ ‫إِلّ ُه َو الَ ّي القَيّومَ وأتُوبُ إلَيْ ِه ثَلثَ مَرّاتٍ‪َ ،‬غفَرَ اللّ ُه تَعال ُذنُوبَهُ وََلوْ كَاَنتْ ِمثْلَ َزبَ ِد البَحْرِ"‪)43(.‬‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا انتهى إل الصّفّ‬ ‫‪ 1/98‬روَينا عن سعد بن أب وقاص رضي اللّه عنه‬ ‫أن رجلً جاء إل الصلة ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ُيصَلّي‪ ،‬فقال حي انتهى إل الصف‪ :‬اللهمّ‬ ‫آتن أفضل ما تُؤت عبادك الصالي؛ فلما قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الصلة قال‪" :‬مَنِ‬ ‫شهِد ف َسبِيلِ اللّه َتعَال" رواه النسائي‬ ‫ا ُلَتكَلّ ُم آنِفا؟ قَالَ‪ :‬أنا يا َرسُولَ اللّه! قال‪ :‬إ َذنْ ُي ْعقَر َجوَا ُد َك َوتَسْتَ ْ‬ ‫وابن السن‪ ،‬ورواه البخاري ف تاريه ف ترجة ممد بن مسلم بن عائذ‪)44( .‬‬ ‫باب ما يقولُ عند إرادته القيامَ إل الصّلة‬ ‫‪ 1/99‬روينا ف كتاب ابن السن عن ُأمّ رافعٍ رضي اللّه عنها‪ ،‬أنا قالت‪:‬‬ ‫يا رسول اللّه! دُلّن على عملٍ يأجرن اللّه عزّ وجلّ عليه؟ قال‪" :‬يا ُأمّ رَضاِفعٍ إذَا قُ ْمتِ إل الصّل ِة‬ ‫سبّحِي اللّهَ تَعَال عَشْرا‪َ ،‬وهَلّلِي ِه عَشْرا‪ ،‬واحْمَدِي ِه عَشْرا‪ ،‬و َكبّرِي ِه عَشْرا‪ ،‬وَا ْسَت ْغفِرِيهِ عَشْرا؛ فإنّكِ إذَا‬ ‫فَ َ‬ ‫‪53‬‬

‫حتِ قالَ‪ :‬هَذَا ل‪ ،‬وَإذَا هَلّ ْلتِ قالَ‪ :‬هَذَا لِي‪ ،‬وَإذَا َحمِدْتِ قالَ‪ :‬هَذَا ل‪ ،‬وَإذَا َكبّرْتِ قالَ‪ :‬هَذَا ل‪،‬‬ ‫َسبّ ْ‬ ‫وَإذَا ا ْسَتغْفَرْتِ قالَ‪ :‬قَدْ َف َع ْلتُ"‪)45(.‬‬ ‫بابُ الدّعاء عند الِقامة‬ ‫‪ 1/100‬روى الِمام الشافعي بإسناده ف ا ُلمّ حديثا مرسلً‪:‬‬ ‫ليُوشِ‪ ،‬وَإقا َمةِ الصّلةِ‪،‬‬ ‫أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪":‬اطُْلبُوا ا ْستِجاَبةَ الدّعاءِ ِعنْ َد التقا ِء ا ُ‬ ‫َونُزُو ِل الغَْيثِ" وقال الشافعي‪ :‬وقد حفظت عن غي واحد طلب الِجابة (‪)46‬‬ ‫كتاب ما يقوله إذا دخل ف الصّلة‬ ‫ب ما يقولُه إذا دخلَ ف الصّلة‬ ‫با ُ‬ ‫اعلم أن هذا الباب واسع جدا‪ ،‬وجاءت فيه أحاديث صحيحة كثية من أنواع عديدة‪ ،‬وفيه فروع كثية‬ ‫ف كتب الفقه ننبّه هنا منها على أصولا ومقاصدِها دون دقائقها ونوادرها‪ ،‬وأحذفُ أدلّة معظمها إيثارا‬ ‫للختصار‪ ،‬إذ ليس هذا الكتاب موضوعا لبيان الدلة‪ ،‬إنا هو لبيان ما يُعمل به‪ ،‬واللّه سبحانه الوفّق‪.‬‬ ‫ب تكبيةِ الِحْرام‬ ‫با ُ‬ ‫اعلم أن الصلةَ ل تص ّح إل بتكبية الِحرام فريضة كانت أو نافلة‪ .‬والتكبيةُ عند الشافعي والكثرين‬ ‫ط ليست من نفس الصلة‪.‬‬ ‫جزء من الصلة وركن من أركانا‪ .‬وعند أب حنيفة هي شر ٌ‬ ‫واعلم أن لفظ التكبي أن يقول‪ :‬اللّه أكب‪ ،‬أو يقول‪ :‬اللّه الكب‪ ،‬فهذان جائزان عند الشافعي وأب حنيفة‬ ‫وآخرين‪ ،‬ومنع مالك الثان‪ ،‬فالحتياط أن يأت الِنسان بالوّل ليخرج من اللف‪ ،‬ول يوز التكبي‬ ‫بغي هذين اللفظي‪ .‬فلو قال‪ :‬اللّه العظيم‪ ،‬أو اللّه التعال‪ ،‬أو اللّه أعظم‪ ،‬أو أعزّ‪ ،‬أو أجلّ‪ ،‬وما أشبه هذا‪،‬‬ ‫ل تص ّح صلته عند الشافعي والكثرين‪ ،‬وقال أبو حنيفة‪ :‬تصحّ‪ .‬ولو قال‪ :‬أكبُ اللّه‪ ،‬ل تصحّ على‬ ‫الصحيح عندنا‪ ،‬وقال بعض أصحابنا‪ :‬تصح كما لو قال ف آخر الصلة‪ :‬عليكم السلم‪ ،‬فإنه يصحّ على‬ ‫الصحيح‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫واعلم أنه ل يص ّح التكبي ول غيه من الذكار حت يتلفظ بلسانه بيث يسمع نفسه إذا ل يكن له‬ ‫س أو عيبُ حرّكَه‬ ‫عارض‪ ،‬وقد قدّمنا بيان هذا ف الفصول الت ف أوّل الكتاب‪ ،‬فإن كان بلسانه خر ٌ‬ ‫بقدر ما يقد ُر عليه وتصحّ صلته‪.‬‬ ‫واعلم أنه ل يص ّح التكبي بالعجمية لن قدر عليه بالعربية‪ ،‬وأما من ل يقدر فيص ّح ويب عليه تعلّم‬ ‫العربية‪ ،‬فإن قصّرَ ف التعلم ل تص ّح صلته وتب إعادة ما صلّه ف الدة الت قصّ َر فيها عن التعلم‪.‬‬ ‫واعلم أن الذهب الصحيح الختار أن تكبية الِحرام ل تدّ ول تطّط‪ ،‬بل يقولا مدرجة مسرعة‪ ،‬وقيل‬ ‫تدّ‪ ،‬والصواب الوّل‪ .‬وأما باقي التكبيات فالذهب الصحيح الختار استحباب مدّها إل أن يصل إل‬ ‫الركن الذي بعدها‪ ،‬وقيل ل تدّ‪ ،‬فلو مدّ ما ل يدّ أو ترك مدّ ما يدّ ل تبطل صلته‪ ،‬لكن فاتته الفضيلة‪.‬‬ ‫واعلم أن م ّل ال ّد بعد اللم من اللّه ول يدّ ف غيه‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬والسنّة أنّ يهر الِمام بتكبية الِحرام وغيها ليسمعَه الأمومُ‪ ،‬ويسرّ الأموم با بيث يُسْمِعُ‬ ‫نفسه‪ ،‬فإن جهر الأموم أو أسرّ الِمام ل تفسد صلته‪ ،‬وليحرص على تصحيح التكبي‪ ،‬فل يدّ ف غي‬ ‫موضعه‪ ،‬فإن مدّ المزة من اللّه‪ ،‬أو أشبع فتحة الباء من أكب بيث صارت على لفظ أكبار ل تصحّ‬ ‫صلته‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أن الصلة الت هي ركعتان شُرِع فيها إحدى عشرة تكبية‪ ،‬والت هي ثلث ركعات‬ ‫سبع عشرة تكبية‪ ،‬والت هي أربع ركعات اثنتان وعشرون تكبية‪ ،‬فإن ف كل ركعة خس تكبيات‪:‬‬ ‫تكبية للركوع‪ ،‬وأربعا للسجدتي والرفع منهما‪ .‬وتكبية الِحرام‪ ،‬وتكبية القيام من التشهد الوّل‪.‬‬ ‫ث اعلم أن جيع هذه التكبيات سنّة لو تركها عمدا أو سهوا ل تبط ُل صلتُه ول ترم عليه ول يسجد‬ ‫للسهو‪ ،‬إل تكبية الِحرام فإنا ل تنعقد الصلة إل با بل خلف‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫ب ما يقوله بعد تكبية الِحرام‬ ‫با ُ‬ ‫اعلم أنه قد جاءت فيه أحاديث كثية يقتضي مموعها أن يقول‪ :‬اللّهُ أ ْكبَرُ َكبِيا‪ ،‬وَالَمْدُ لِلّهِ َكثِيا‪،‬‬ ‫ت وَالَ ْرضَ َحنِيفا مُسْلِما وما أنا من‬ ‫َوسُبْحَانَ اللّه ُبكْ َرةً وَأصِيلً‪ ،‬وَ ّج ْهتُ َو ْجهِيَ لِلّذِي فَ َطرَ السّ َموَا ِ‬ ‫ت وأنَا مِنَ‬ ‫ي ل شَرِيكَ لَ ُه َوبِذَلِكَ ُأمِرْ ُ‬ ‫ي َومَمَاتِي ِللّهِ رَبّ العالَمِ َ‬ ‫سكِي َومَحْيا َ‬ ‫الُشْرِ ِكيَ‪ ،‬إنّ صَلتِي َونُ ُ‬ ‫‪55‬‬

‫ت بِ َذنْبِي‪ ،‬فا ْغفِرْ‬ ‫ت َنفْسِي وا ْعتَرَ ْف ُ‬ ‫الُسْلِميَ‪ ،‬الّلهُ ّم أْنتَ الَلكُ ل إلهَ إِلّ أْنتَ‪َ ،‬أْنتَ َربّي وأنا عَبْ ُدكَ‪ ،‬ظَلَ ْم ُ‬ ‫ل ُذنُوبِي جَمِيعا‪ ،‬فإنّهُ لَ يَ ْغفِرُ ال ّذنُوبَ إِلّ أْنتَ‪ ،‬وَاهْدِن لحْسَنِ الخْلقِ ل َيهْدِي لحْسَنها إلّ َأنْتَ‬ ‫ليْرُ كُلّهُ ف يَ َديْكَ‪ ،‬وَالشّرّ َلْيسَ إَِليْكَ‪،‬‬ ‫ف َسّيئَها إِلّ َأنْتَ‪َ ،‬لّبيْكَ َو َسعْ َديْكَ وا َ‬ ‫ف َعنّي َسيّئَها ل َيصْرِ ُ‬ ‫وَاصْرِ ْ‬ ‫ك َوإَِليْكَ‪ ،‬تَبارَ ْكتَ وَتعاَليْتَ‪ ،‬أ ْستَ ْغفِ ُر َك وأتُوبُ إَِليْكَ‪ .‬ويقول‪ :‬الّلهُ ّم باعِد َبيْن وبَيْنَ خَطايايَ كما‬ ‫أنا بِ َ‬ ‫ب الْبَيضُ مِنَ ال ّدَنسِ‪ ،‬الّلهُمّ‬ ‫ق وَا َلغْرِبِ‪ ،‬الّلهُ ّم َن ّقنِي مِنْ خَطايايَ كما ُينَقّى الّثوْ ُ‬ ‫بَاعَدْتَ َبيْ َن الَشْ ِر ِ‬ ‫ي بالثّلْ ِج وَالَا ِء وَالبَ َردِ‪.‬‬ ‫اغْسِ ْلنِي مِنْ خَطايا َ‬ ‫فكل هذا الذكور ثابت ف الصحيح عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪.‬‬ ‫وجاء ف الباب أحاديث أُخَر منها‪:‬‬ ‫‪ 1/101‬حديث عائشة رضي اللّه عنها‪:‬‬ ‫حمْ ِدكَ‪َ ،‬وتَبَا َر َك اسْمُكَ‪َ ،‬وتَعال‬ ‫كان النبّ صلى اللّه عليه وسلم إذا افتتح الصلة قال‪" :‬سُبْحانَكَ الّلهُ ّم وبِ َ‬ ‫جَ ّدكَ‪ ،‬وَلَ إلهَ غَيْ ُركَ"‪ .‬رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه بأسانيد ضعيفة‪ ،‬وضعّفه أبو داود والترمذي‬ ‫والبيهقي وغيهم‪ ،‬ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي من رواية أب سعيد الدري‬ ‫وضعفوه‪.‬‬ ‫قال البيهقي‪ :‬وروي الستفتاح بـ " ُسبْحانَكَ الّلهُ ّم وبِحَ ْم ِدكَ" عن ابن مسعود مرفوعا‪ ،‬وعن أنس‬ ‫مرفوعا‪ ،‬وكلها ضعيفة‪ .‬قال‪ :‬وأصحّ ما روي فيه عن عمر بن الطاب رضي اللّه عنه‪ ،‬ث رواه بإسناده‬ ‫حمْ ِدكَ‪ ،‬تَبَا َر َك اسْمُكَ‪ ،‬وتَعَال جَ ّدكَ‪ ،‬وَل إلهَ َغيْرُك‪)47( .‬‬ ‫عنه؛ أنه كب ث قال‪ُ :‬سبْحَانَكَ الّلهُ ّم وبِ َ‬ ‫‪ 2/102‬وروينا ف سنن البيهقي‪ ،‬عن الارث‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫ت َنفْسِي َوعَمِ ْلتُ‬ ‫ك ظَلَ ْم ُ‬ ‫كان النبّ صلى اللّه عليه وسلم إذا استفتح الصلة قال‪" :‬ل إلهَ إِلّ َأْنتَ ُسبْحانَ َ‬ ‫ت وَجْهيَ‪ .‬إل آ ِخرِه" وهو حديث ضعيف‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫سُوءا فا ْغفِرْ ل إنّهُ ل َيغْف ُر الذنُوبَ إِلّ َأْنتَ‪ ،‬وَ ّج ْه ُ‬ ‫ب يقول‪ :‬الارث كذّاب‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫الارث العور‪ :‬متفق على ضعفه‪ ،‬وكان الشع ّ‬ ‫وأما قوله صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬وَالشّرّ َلْيسَ إَليْكَ" فاعلم أن مذهب أهل الق من الحدّثي والفقهاء‬ ‫والتكلمي من الصحابة والتابعي ومن بعدهم من علماء السلمي أن جيع الكائنات خيها وشرّها‪،‬‬ ‫‪56‬‬

‫نفعَها وضَرّها كلها من اللّه سبحانه وتعال‪ ،‬وبإرادته وتقديره‪ ،‬وإذا ثبت هذا فل ب ّد من تأويل هذا‬ ‫الديث‪ ،‬فذكر العلماء فيه أجوبة‪ :‬أحدها‪ :‬وهو أشهرها قاله النضر بن شُ َميْ ِل والئمة بعده‪ ،‬معناه‪:‬‬ ‫والشرّ ل يتقرّب به إليك‪ ،‬والثان‪ :‬ل يصعد إليك‪ ،‬إنا يصعد الكَلِم الطيب‪ ،‬والثالث‪ :‬ل يضاف إليك‬ ‫أدبا‪ ،‬فل يقال‪ )48( :‬يا خالق النازير وإن كان خالقها‪ ،‬والرابع‪ :‬ليس شرّا بالنسبة إل حكمتك‪،‬‬ ‫فإنك ل تلق شيئا عبثا‪ ،‬واللّه أعلم‪)49( .‬‬ ‫فصل‪ :‬هذا ما ورد من الذكار ف دعاء التوجه‪ ،‬فيستحبّ المع بينها كلها لن صلى منفردا‪،‬‬ ‫سنَ‬ ‫وللِمام إذا أذن له الأمومون‪ .‬فأما إذا ل يأذنوا له فل يطوّل عليهم بل يقتصر على بعض ذلك‪ ،‬وحَ ُ‬ ‫اقتصارُه على‪ :‬وجّهت وجهي إل قوله‪ :‬من السلمي‪ ،‬وكذلك النفرد الذي يُؤثر التخفيف‪.‬‬ ‫واعلم أن هذه الذكار مستحبّة ف الفريضة والنافلة‪ ،‬فلو تركه ف الركعة الول عامدا أو ساهيا ل يفعله‬ ‫بعدَها لفوات مله‪ ،‬ولو فعله كان مكروها ول تبطل صلته‪ ،‬ولو تركه عقيب التكبية حت شرع ف‬ ‫القراءة أو التعوّذ فقد فات مله فل يأت به‪ ،‬فلو أتى به ل تبطل صلتُه‪ ،‬ولو كان مسبوقا أدرك الِمام ف‬ ‫إحدى الركعات أتى به إل أن ياف من اشتغاله به فوات الفاتة‪ ،‬فيشتغل بالفاتة فإنا آكد لنا واجبة‪،‬‬ ‫ق الِمامَ ف غي القيام إما ف الركوع وإما ف السجود وإما ف التشهد أحرم‬ ‫وهذا سنّة‪ .‬ولو أدرك السبو ُ‬ ‫معه وأتى بالذكر الذي يأت به الِمام‪ ،‬ول يأت بدعاء الستفتاح ف الال ول فيما بعد‪.‬‬ ‫ب لنا‬ ‫واختلف أصحابنا (‪ )50‬ف استحباب دعاء الستفتاح ف صلة النازة‪ ،‬والص ّح أنه ل يستح ّ‬ ‫مبنية على التخفيف‪ .‬واعلم أن دعاء الستفتاح سنّة ليس بواجب‪ ،‬ولو تركه ل يسجدْ للسهو‪ ،‬والسنّة‬ ‫فيه الِسرار‪ ،‬فلو جهر به كان مكروها ول تبطل صلته‪.‬‬ ‫ب التعوّذ بعد دعاء الستفتاح‬ ‫با ُ‬ ‫اعلم أن التعوّذ بعد دعاء الستفتاح سنّة بالتفاق‪ ،‬وهو مقدمة للقراءة‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬فإذا قَرأت‬ ‫شيْطانِ الرّجِيم} النحل‪ 98:‬معناه عند جاهي العلماء (‪ : )51‬إذا أردت‬ ‫القرآنَ فَا ْسَتعِذْ باللّه من ال ّ‬ ‫القراءة فاستعذ باللّه‪ .‬واعلم أن اللفظ الختار ف التعوّذ‪ :‬أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم‪ ،‬وجاء‪ :‬أعوذ‬ ‫باللّه السميع العليم من الشيطان الرجيم‪ ،‬ول بأس به‪ ،‬ولكن الشهور الختار هو الوّل‪.‬‬ ‫‪ 1/103‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي وغيها‪:‬‬ ‫‪57‬‬

‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال قبل القراءة ف الصلة‪" :‬أعُو ُذ باللّ ِه مِنَ الشّيْطانِ الرّجِي ِم مِ ْن َنفْخِ ِه َوَن ْفثِهِ‬ ‫شيْطانِ الرَّجِيمِ مِ ْن هَمْ ِز ِه َونَفْخِهِ َونَ ْفثِهِ" وجاء ف‬ ‫وهَمْ ِزهِ" وف رواية‪" :‬أعُوذُ باللّه السّمِي ِع العَلِي ِم مِنَ ال ّ‬ ‫تفسيه ف الديث‪ ،‬أن هزه‪ :‬الؤْتةُ‪ ،‬وهي النون‪ ،‬ونفخه‪ :‬الكب‪ ،‬ونفثه‪ :‬الشعرُ‪ ،‬واللّه أعلم‪)52( .‬‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أن التعوّذ مستحبّ ليس بواجب‪ ،‬لو تركه ل يأث ول تبط ُل صلته سواء تركه عمدا أو‬ ‫سهوا‪ ،‬ول يسجد للسهو‪ ،‬وهو مستحبّ ف جيع الصلوات الفرائض والنوافل كلها‪ ،‬ويستحبّ ف صلة‬ ‫النازة على الصحّ‪ ،‬ويستحبّ للقارىء خارج الصلة بإجاع أيضا‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬واعلم أن التعوّذ مستحبّ ف الركعة الول بالتفاق‪ ،‬فإن ل يتعوّذ ف الول أتى به ف‬ ‫الثانية‪ ،‬فإن ل يفعل ففيما بعدها‪ ،‬فلو تعوّذ ف الول هل يستحبّ ف الثانية؟ فيه وجهان لصحابنا‪،‬‬ ‫أصحهما أنه يستحبّ لكنه ف الول آكد‪ .‬وإذا تعوّذ ف الصلة الت يُسِرّ فيها بالقراءة أس ّر بالتعوّذ‪ ،‬فإن‬ ‫جهَر فيها بالقراءة فهل يهر؟ فيه خلف؛ من أصحابنا من قال‪ :‬يُسرّ‪ ،‬وقال المهور‪:‬‬ ‫تعوّذ ف الت يُ ْ‬ ‫للشافعي ف السألة قولن‪ :‬أحدها يستوي الهر والِسرار‪ ،‬وهو نصّه ف الم‪ .‬والثان يُس ّن الهر وهو‬ ‫نصّه ف الِملء‪ .‬ومنهم من قال فيه قولن‪ :‬أحدها‪ :‬يهر‪ )54( )53( ،‬؛ صححه الشيخ أبو حامد‬ ‫الِسفراين إمام أصحابنا العراقيي وصاحبه الحاملي وغيها‪ ،‬وهو الذي كان يفعله أبو هريرة رضي اللّه‬ ‫عنه‪ ،‬وكان ابن عمر رضي اللّه عنهما يُسِرّ‪ ،‬وهو الصحّ عند جهور أصحابنا‪ ،‬وهو الختار‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫بابُ القراءةِ بع َد التّعوّذ‬ ‫اعلم أن القراءة واجبة ف الصلة بالِجاع مع النصوص التظاهرة‪ ،‬ومذهبنا ومذهب المهور‪ ،‬أن قراءة‬ ‫الفاتة واجبة ل يُجزىء غيها لن قدر عليها‪ ،‬للحديث الصحيحح‬ ‫ح ِة الكِتابِ" رواه ابن خزية‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬ل تُجْزِىءُ صَل ٌة ل ُيقْرأُ فِيها بِفاتِ َ‬ ‫وأبو حات ابن ِحبّان ـ بكسر الاء ـ ف صحيحيهما بالِسناد الصحيح وحَكما بصحته‪ .‬وف‬ ‫الصحيحي‬ ‫صلَة إِلّ ِبفَاتِحَة الكِتابِ" ويب قراءة بسم اللّه الرحن الرحيم‪،‬‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "ل َ‬ ‫وهي آية كاملة من أوّل الفاتة‪ .‬وتب قراءة الفاحة بميع تشديداتا وهي أربع عشرة تشديدة‪ :‬ثلث ف‬ ‫البسملة‪ ،‬والباقي بعدها‪ ،‬فإن أخ ّل بتشديدة واحدة بطلت قراءته‪ .‬ويب أن يقرأها مرتبة متوالية‪ ،‬فإن‬ ‫‪58‬‬

‫ترك ترتيبها أو موالتا ل تصحّ قراءته‪ ،‬ويعذر ف السكوت بقدر التنفس‪ .‬ولو سجد الأموم مع الِمام‬ ‫للتلوة‪ ،‬أو سع تأمي الِمام فأمّن لتأمينه‪ ،‬أو سأل الرحة‪ ،‬أو استعاذ من النار لقراءة الِمام ما يقتضي‬ ‫ذلك‪ ،‬والأموم ف أثناء الفاتة ل تنقطع قراءته على أصحّ الوجهي لنه معذور‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬فإن لن ف الفاتة لنا يلّ العن بطلت صلته‪ ،‬وإن ل يلّ العن صحّت قراءته‪ ،‬فالذي‬ ‫يلّه مثل أن يقول‪ :‬أنعمت‪ ،‬بضم التاء أو كسرها‪ ،‬أو يقول‪ :‬إياك نعبد‪ ،‬بكسر الكاف‪ ،‬والذي ل يلّ‬ ‫ب العالي‪ ،‬بضم الباء أو فتحها‪ ،‬أو يقول نستعي‪ ،‬بفتح النون الثانية أو كسرها‪ ،‬ولو‬ ‫مثل أن يقول‪ :‬ر ّ‬ ‫قال‪ :‬ول الضّالّي بالظاء بطلت صلته على أرجح الوجهي إل أن يعجزَ عن الضاد بعد التعلم فيُعذر‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬فإن ل يُحسن الفاتة قرأ بقدرها من غيها‪ ،‬فإن ل يُحسن شيئا من القرآن أتى من الذكار‬ ‫كالتسبيح والتهليل ونوها بقدر آيات الفاتة‪ ،‬فإن ل يسن شيئا من الذكار وضاق الوقتُ عن التعلّم‬ ‫وقف بقدر القراءة ث يركع وتُجزئه صلتُه إن ل يكن فرّط ف التعلم‪ ،‬فإن كان فرّط ف التعلم وجبت‬ ‫الِعادة؛ وعلى كلّ تقدير مت تكّن من التعلم وجب عليه تعلّم الفاتة‪ ،‬أما إذا كان يُحس ُن الفاتة‬ ‫بالعجمية ول يُحسنها بالعربية ل يوز له قراءتا بالعجمية بل هو عاجز‪ ،‬فيأت بالبدل على ما ذكرناه‪.‬‬ ‫حتْ صلتُه ول يسجد‬ ‫فصل‪ :‬ث بعد الفاتة يقرأ سورة أو بعض سورة‪ ،‬وذلك سنّة لو تركه ص ّ‬ ‫للسهو‪ ،‬وسواء كانت الصلة فريضة أو نافلة‪ ،‬ول يستحبّ قراءة السورة ف صلة النازة على أصحّ‬ ‫الوجهي‪ ،‬لنا مبنية على التخفيف‪ ،‬ث هو باليار إن شاء قرأ سورة‪ ،‬وإن شاء قرأ بعض سورة‪،‬‬ ‫والسورة القصية أفضلُ من قدرها من الطويلة‪ .‬ويستحبّ أن يقرأ السورة على ترتيب الصحف‪ ،‬فيقرأ‬ ‫ف الثانية سورة بعد السورة الول‪ ،‬وتكون تليها‪ ،‬فلو خالف هذا جاز‪ .‬والسنّة أن تكون السورة بعد‬ ‫الفاتة‪ ،‬فلو قرأها قبل الفاتة ل تسب له قراءة السورة‪.‬‬ ‫واعلم أن ما ذكرناه من استحباب السورة هو للِمام والنفرد وللمأموم فيما يس ّر به الِمام‪ ،‬أما ما يهر‬ ‫به الِمام فل يزيد الأموم فيه على الفاتة إن سع قراءة الِمام‪ ،‬فإن ل يسمعها أو سع ههمة ل يفهمها‬ ‫استحبّت له السورة على الص ّح بيث ل يش ّوشُ على غيه‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬والسَنةَ أن تكونَ السورة ف الصبح والظهر من طوال الفصل‪ ،‬وف العصر والعشاء من‬ ‫أوساط الفصل‪ ،‬وف الغرب من قصار الفصل‪ ،‬فإن كان إماما خفّف عن ذلك إل أن يعلم أن الأمومي‬ ‫يُؤثرون التطويل‪ .‬والسنّة أن يقرأ ف الركعة الول من صلة الصبح يوم المعة سورة ـ آل تنيل ـ‬ ‫‪59‬‬

‫السجدة‪ ،‬وف الثانية‪ :‬هل أتى على الِنسان‪ ،‬ويقرأها بكمالما؛ وأما ما يفعله بعض الناس من القتصار‬ ‫على بعضهما فخلف السنّة‪ .‬والسنّة أن يقرأ ف صلة العيد والستسقاء ف الركعة الول بعد الفاتة‪:‬‬ ‫ق‪ ،‬وف الثانية‪ :‬اقتربت الساعة؛ وإن شاء قرأ ف الول‪ :‬سبّح اسم ربك العلى‪ ،‬وف الثانية‪ :‬هل أتاك‬ ‫حديث الغاشية‪ ،‬فكلها سنّة؛ والسنة أن يقرأ ف الول من صلة المعة‪ :‬سورة المعة‪ ،‬وف الثانية‬ ‫النافقون‪ ،‬وإن شاء ف الول‪ :‬سبّح‪ ،‬وف الثانية‪ :‬هل أتاك‪ ،‬فكلها سنّة‪ ،‬وليحذر القتصار على بعض‬ ‫السورة ف هذه الواضع‪ ،‬فإن أراد التخفيف أدرج قراءته من غي هذرمة‪ .‬والسنّة أن يقرأ ف ركعت سنّة‬ ‫الفجر ف الول بعد الفاتة‪{ :‬قولوا آمنّا باللّه وما أنزل إلينا}‪ ،‬وف الثانية‪{ :‬قل يا أهل الكتاب تعال إل‬ ‫كلمة سواء} الية‪ ،‬وإن شاء ف الول‪{ :‬قل يا أيها الكافرون} وف الثانية‪{ :‬قل هو اللّه أحد} فكلها‬ ‫صحّ ف صحيح مسلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فعله‪ ،‬ويقرأ ف ركعت سنّة الغرب وركعت‬ ‫الطواف والستخارة ف الول‪{ :‬قل يا أيها الكافرون} وف الثانية‪{ :‬قل هو اللّه أحد}‪ .‬وأما الوتر فإذا‬ ‫أوتر بثلث ركعات قرأ ف الول بعد الفاتة‪{ :‬سبّح اسم ربك} وف الثانية‪{ :‬قل يا أيها الكافرون}‬ ‫وف الثالثة‪{ :‬قل هو اللّه أحد} مع العوّذتي‪ ،‬وكل هذا الذي ذكرناه جاءت به أحاديث ف الصحيح‬ ‫وغيه مشهورة استغنينا بشُهرتا عن ذكرها‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬لو تر َك سورة المعة ف الركعة الول من صلة المعة قرأ ف الثانية سورة المعة مع سورة‬ ‫النافقي‪ ،‬وكذا صل ُة العيد والستسقاء والوتر وسنّة الفجر وغيها ما ذكرناه ما هو ف معناه‪ ،‬إذا ترك‬ ‫ف الول ما هو مسنون أتى ف الثانية بالوّل والثان‪ ،‬لئل تلو صلته من هاتي السورتي‪ ،‬ولو قرأ ف‬ ‫صلة المعة ف الول‪ :‬سورة النافقي‪ ،‬قرأ ف الثانية‪ :‬سورة المعة‪ ،‬ول يُعيد النافقي‪ ،‬وقد استقصيتُ‬ ‫دلئلَ هذا ف شرح الهذّب‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ثبتَ ف الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يطوّل ف الركعة الول من الصبح‬ ‫وغيها ما ل يطوّل ف الثانية‪ ،‬فذهب أكثر أصحابنا إل تأويل هذا‪ ،‬وقال‪ :‬ل يطوّل الول على الثانية؛‬ ‫وذهب الحققون منهم إل استحباب تطويل الول لذا الديث الصحيح‪ ،‬واتفقوا على أن الثالثة‬ ‫ب السورة فيهما‪ ،‬فإن قلنا‬ ‫والرابعة يكونان (‪ )55‬أقصرُ من الول والثانية‪ ،‬والص ّح أنه ل تستح ّ‬ ‫باستحبابا فالص ّح أن الثالثة كالرابعة‪ ،‬وقيل بتطويلها عليها‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬أجع العلماء على الهر بالقراءة ف صلة الصبح والوليي من الغرب والعشاء‪ .‬وعلى‬ ‫الِسرار ف الظهر والعصر والثالثة من الغرب‪ ،‬والثالثة والرابعة من العشاء‪ ،‬وعلى الهر ف صلة المعة‬ ‫‪60‬‬

‫والعيدين والتراويح والوتر عقبها‪ ،‬وهذا مستحبّ للِمام والنفرد فيما ينفرد به منها؛ وأما الأموم فل يهر‬ ‫ف شيء من هذا بالِجاع؛ ويسنّ الهر ف صلة كسوف القمر والِسرار ف صلة كسوف الشمس‪،‬‬ ‫ويهر ف صلة الستسقاء‪ ،‬ويُسرّ ف النازة إذا صلّها ف النهار‪ ،‬وكذا إذا صلّها بالليل على الصحيح‬ ‫الختار‪ ،‬ول يهر ف نوافل النهار غي ما ذكرناه من العيد والستسقاء‪.‬‬ ‫واختلف أصحابنا ف نوافل الليل فقيل ل يهر‪ ،‬وقيل يهر‪ .‬والثالث وهو الصح ـ وبه قطع القاضي‬ ‫حسي والبغوي ـ يقرأ بي الهر والِسرار‪ ،‬ولو فاتته صلة بالليل فقضاها ف النهار‪ ،‬أو بالنهار فقضاها‬ ‫بالليل فهل يعتب ف الهر والِسرار وقت الفوات أم وقت القضاء؟ فيه وجهان‪ :‬أظهرها يعتب وقت‬ ‫القضاء‪ .‬وقيل‪ :‬يُسِرّ مطلقا‪ .‬واعلم أن الهر ف مواضعه والِسرار ف مواضعه سنّة ليس بواجب‪ ،‬فلو‬ ‫جهر موضع الِسرار‪ ،‬أو أس ّر موضع الهر فصلته صحيحة‪ ،‬ولكنه ارتكب الكروه كراهة تنيه ول‬ ‫يسجد للسهو؛ وقد قدّمنا أن الِسرار ف القراءة والذكار الشروعة ف الصلة لبدّ فيه من أن يسمع‬ ‫نفسه‪ ،‬فإن ل يسمعها من غي عارض ل تصحّ قراءته ول ذكره‪.‬‬ ‫ب للِمام ف الصلة الهرية أن يسكت أربع سكتات‪ :‬إحداهنّ عقيب‬ ‫فصل‪ :‬قال أصحابنا‪ :‬يستح ّ‬ ‫تكبية الِحرام‪ ،‬ليأت بدعاء الستفتاح‪ ،‬والثانية بعد فراغه من الفاتة سكتة لطيفة جدا بي آخر الفاتة‬ ‫وبي آمي‪ ،‬ليعلم أن آمي ليست من الفاتة‪ ،‬والثالثة بعد آمي سكتة طويلة بيث يقرأ الأموم الفاتة‪،‬‬ ‫والرابعة بعد الفراغ من السورة يفصل با بي القراءة وتكبية الوي إل الركوع‪.‬‬ ‫حبّ له أن يقول آمي‪ ،‬والحاديث الصحيحة كثية مشهورة ف‬ ‫فصل‪ :‬فإذا فرغ من الفاتة ا ْستُ ِ‬ ‫كثرة فضله ((‪ )56‬وعظيم أجره‪ ،‬وهذا التأمي مستحبّ لكل قارىء‪ ،‬سواء كان ف الصلة أم خارجا‬ ‫منها؛ وفيه أربع لغات‪ :‬أصحهنّ (‪ )57‬وأشهرهنّ "آمي" بال ّد والتخفيف‪ ،‬والثانية بالقصر والتخفيف‪،‬‬ ‫والثالثة بالِمالة‪ ،‬والرابعة بال ّد والتشديد‪ .‬فالوليان مشهورتان‪ ،‬والثالثة والرابعة حكاها الواحدي ف أوّل‬ ‫البسيط‪ ،‬والختار الول‪ ،‬وقد بسطت القول ف بيان هذه اللغات وشرحها وبيان معناها ودلئلها وما‬ ‫يتعلق با ف (‪ . )58‬ويستحبّ التأمي ف الصلة للِمام والأموم والنفرد‪ ،‬ويهر به المام والنفرد ف‬ ‫الصلة الهرية‪ ،‬والصحيح أيضا أن الأموم يهر به‪ ،‬سواء كان المع قليلً أو كثيا‪ .‬ويستحبّ َأنْ‬ ‫يكون تأمي الأموم مع تأمي الِمام‪ ،‬ل قبله ول بعده‪ ،‬وليس ف الصلة موضع يستحب أن يقترن فيه‬ ‫قول الأموم بقول الِمام إل ف قوله‪ :‬آمي‪ ،‬وأما باقي القوال فيتأخر قول الأموم‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫فصل‪ :‬يسنّ لكل مَن قرأ ف الصلة أو غيها إذا م ّر بآية رحة أن يسأل اللّه تعال من فضله‪ ،‬وإذا م ّر بآية‬ ‫عذاب أن يستعيذ به من النار أو من العذاب أو من الشرّ أو من الكروه‪ ،‬أو يقول‪ :‬اللهمّ إن أسألك‬ ‫العافية أو نو ذلك؛ وإذا م ّر بآية تنيه للّه سبحانه وتعال ن ّزهَ فقال‪ :‬سبحانه وتعال‪ ،‬أو‪ :‬تبارك اللّه ربّ‬ ‫العالي‪ ،‬أو‪ :‬جلّت عظمة ربنا‪ ،‬أو نو ذلك‪.‬‬ ‫‪ 1/104‬روينا عن حذيفة بن اليمان رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫صَّلْيتُ مع النبّ صلى اللّه عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة‪ ،‬فقلت‪ :‬يركع عند الئة‪ ،‬ث مضى فقلت‪:‬‬ ‫يصلي با ف ركعة‪ ،‬فمضى‪ ،‬فقلت‪ :‬يركع با‪ ،‬ث افتتح آل عمران فقرأها‪ ،‬ث افتتح النساء فقرأها‪ ،‬يقرأ‬ ‫متر ّسلً إذا م ّر بآية فيها تسبيح سبّحَ‪ ،‬وإذا م ّر بسؤال سأل‪ ،‬وإذا م ّر بتعوّذ تعوّذ"‪ .‬رواه مسلم ف‬ ‫صحيحه‪.‬‬ ‫قال أصحابنا‪ :‬يستحبّ هذا التسبيح والسؤال والستعاذة للقارىء ف الصلة وغيها وللِمام والأموم‬ ‫والنفرد‪ ،‬لنه دعاء فاستووا فيه كالتأمي‪ .‬ويستحبّ لكل من قرأ‪{ :‬ألَْيسَ اللّ ُه بأحْكَ ِم الاكِمِيَ} التي‪:‬‬ ‫حِييَ ا َل ْوتَى}‬ ‫ك بِقادِ ٍر على أنْ يُ ْ‬ ‫‪ 8‬أن يقول‪ :‬بلى وأنا على ذلك من الشاهدين؛ وإذا قرأ‪{ :‬أََلْيسَ ذل َ‬ ‫القيامة‪ 40:‬قال‪ :‬بلى أشهد؛ وإذا قرأ‪َ{ :‬فبِأيّ حَدِيثٍ َبعْ َد ُه ي ْؤمِنُونَ} العراف‪ 185:‬قال‪ :‬آمنت‬ ‫ك العْلَى} العلى‪ 1:‬قال‪ :‬سبحان رب العلى‪ ،‬ويقول هذا كله ف‬ ‫باللّه؛ وإذا قرأ‪{ :‬سَبّ ِح اسْمَ َربّ َ‬ ‫الصلة وغيها‪)60(.")59( ،‬‬ ‫بابُ أذكار الركوع‬ ‫قد تظاهرت الخبارُ الصحيحةُ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه كان ُي َكبّر للركوع وهو سنّة‪،‬‬ ‫ولو تركه كان مكروها كراهة تنيه‪ ،‬ول تبط ُل صلتُه ول يسجدُ للسهو‪ ،‬وكذلك جيع التكبيات الت‬ ‫ف الصلة هذا حكمها إل تكبية الِحرام‪ ،‬فإنا ركن ل تنعقد الصلة إل با؛ وقد قدّمنا عَ ّد تكبيات‬ ‫الصلة ف أوّل أبواب الدخول ف الصلة‪.‬‬ ‫وعن الِمام أحد رواية‪ :‬أن جيع هذه التكبيات واجبة‪ .‬وهل يستحبّ مدّ هذا التكبي؟ فيه قولن‬ ‫للشافعي رحه اللّه‪ :‬أصحّهما وهو الديد يستحبّ مدّه إل أن يصل إل حدّ الراكعي فيشتغل بتسبيح‬ ‫الركوع لئل يلو جزء من صلته عن ذكر‪ ،‬بلف تكبية الِحرام‪ ،‬فإن الصحيح استحباب ترك الدّ‬ ‫‪62‬‬

‫فيها‪ ،‬لنه يتاج إل بسط النيّة عليها‪ ،‬فإذا مدّها شقّ عليه‪ ،‬وإذا اختصرها سهل عليه‪ ،‬وهكذا حكم باقي‬ ‫ح هذا ف باب تكبية الِحرام‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫التكبيات‪ ،‬وقد تقدم إيضا ُ‬ ‫ب العَظِيمِ‪ُ ،‬سبْحانَ رَبَ‬ ‫فصل‪ :‬فإذا وصل إل حدّ الراكعي اشتغل بأذكار الركوع فيقول‪ُ :‬سبْحَانَ رَ َ‬ ‫ب العَظِيمِ‪.‬‬ ‫العَظِيمِ‪ُ ،‬سبْحَانَ َر َ‬ ‫‪ 1/105‬فقد ثبت ف صحيح مسلم من حديث حذيفة‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال ف ركوعه الطويل الذي كان قريبا من قراءة البقرة والنساء وآل‬ ‫ب العَظِيمِ" ومعناه‪ :‬كرّر سبحان رب العظيم فيه‪ ،‬كما جاء مبيّنا ف سنن أب داود‬ ‫عمران " ُسبْحانَ َر َ‬ ‫وغيه‪.‬‬ ‫ب العَظِي ِم ثَلثا َفقَ ْد تَمّ‬ ‫وجاء ف كتب السنن أنه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إذَا قالَ أحَدُ ُك ْم ُسبْحانَ رَ َ‬ ‫رُكُوعُهُ" (‪()61‬أبو داود (‪ ، )886‬والترمذي (‪ )261‬وابن ماجه (‪ ، )890‬عن ابن مسعود‪،‬‬ ‫وقال الترمذي‪ :‬ليس إسناده بتصل‪ ،‬لن عونا ل يلق ابن مسعود) ‪ ) .‬مسلم (‪ ، )772‬وأبو داود (‬ ‫‪ ، )871‬والنسائي ‪(" ).3/226‬أبو داود (‪ ، )886‬والترمذي (‪ )261‬وابن ماجه (‪، )890‬‬ ‫عن ابن مسعود‪ ،‬وقال الترمذي‪ :‬ليس إسناده بتصل‪ ،‬لن عونا ل يلق ابن مسعود) ‪ ) .‬مسلم (‪)772‬‬ ‫‪ ،‬وأبو داود (‪ ، )871‬والنسائي ‪).3/226‬‬ ‫‪ 2/106‬وثبت ف الصحيحي عن عائشة رضي اللّه عنها‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول ف ركوعه وسجوده‪ُ " :‬سبْحانَكَ الّلهُمّ َربّنا وبِحَمْ ِدكَ‪،‬‬ ‫الّلهُ ّم اغْفِرْ ل" يتأوّلُ القرآنَ‪.‬‬ ‫(‪)62‬‬ ‫‪ 3/107‬وثبت ف صحيح مسلم عن عليّ رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫ك أسْلَ ْمتُ‪،‬‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا ركع يقول‪" :‬اللهمّ لكَ رَ َك ْعتُ‪َ ،‬وبِكَ آ َمنْتُ‪ ،‬ولَ َ‬ ‫ك َس ْمعِي َوَبصَرِي ومُخّي وَعَ ْظمِي َوعَصبِي"‪ .‬وجاء ف كتاب السنن "خَشَ َع َس ْمعِي َوَبصَرِي‬ ‫خَشَعَ لَ َ‬ ‫ت بِهِ َقدَمي ِللّهِ رَبّ العالَمِيَ"‪)63(.‬‬ ‫ومُخّي َوعَظْمِي‪ ،‬ومَا اسَْتقَّل ْ‬ ‫‪63‬‬

‫‪ 4/108‬وثبت ف صحيح مسلم عن عائشة رضي اللّه عنها‪:‬‬ ‫ب الَلِئ َكةِ‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول ف ركوعه وسجوده‪ُ " :‬سبّوحٌ قُدّوسٌ رَ ّ‬ ‫والرّوحِ" قال أهل اللغة‪ :‬سبوح قدوس‪ :‬بضم أولما وفتح ِه أيضا لغتان‪ :‬أجودها وأشهرها وأكثرها‬ ‫الضمّ‪)64( .‬‬ ‫‪ 5/109‬وروينا عن عوف بن مالك رضي اللّه عننه قال‪:‬‬ ‫قمتُ مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقام فقرأ سورة البقرة ل ي ّر بآية رحة إل وقف وسأل‪ ،‬ول‬ ‫لبَرُوتِ‬ ‫ي ّر بآية عذاب إل وقف وتعوّذ‪ ،‬قال‪ :‬ث ركع بقدر قيامه‪ ،‬يقول ف ركوعه‪ُ " :‬سبْحانَ ذِي ا َ‬ ‫ت والكِبِياءِ وَالعَظَ َمةِ" ث قال ف سجوده مثل ذلك‪ .‬هذا حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي‬ ‫وَالَلَكو ِ‬ ‫ف سننهما‪ ،‬والترمذي ف كتاب الشمائل بأسانيد صحيحة‪ ) .‬أبو داود (‪)65‬‬ ‫‪ 6/110‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬فأمّا الرّكُوعُ َفعَظّمُوا فِيهِ الرّبّ"‪.‬‬ ‫ب سبحانه وتعال ف الركوع بأيّ لفظ‬ ‫واعلم أن هذا الديث الخي هو مقصو ُد الفصل‪ ،‬وهو تعظيم الر ّ‬ ‫كان‪ ،‬ولكن الفضل أن يمعَ بي هذه الذكار كلها إن تكن من ذلك بيث ل يشقّ على غيه‪ ،‬ويقدم‬ ‫ب التسبيح‪ ،‬وأدن الكمال منه ثلث تسبيحات‪ ،‬ولو اقتصر على‬ ‫التسبيح منها‪ ،‬فإن أراد القتصا َر فيستح ّ‬ ‫مرّة كان فاعلً لصل التسبيح‪ .‬ويُستحبّ إذا اقتصر على البعض أن يفعل ف بعض الوقات بعضها‪ ،‬وف‬ ‫ل لميعها‪ ،‬وكذا ينبغي أن يفعل ف‬ ‫وقت آخر بعضا آخر‪ ،‬وهكذا يفعل ف الوقات حت يكون فاع ً‬ ‫أذكار جيع البواب‪.‬‬ ‫واعلم أن الذكرَ ف الركوع سّنةٌ عندنا وعند جاهي العلماء‪ ،‬فلو تركه عمدا أو سهوا ل تبط ُل صلته‬ ‫ول يأثُ ول يسجد للسهو‪ .‬وذهب الِمام أحد بن حنبل وجاعة إل أنه واجب‪ ،‬فينبغي للمصلي‬ ‫الحافظة عليه‪ ،‬للحاديث الصرية الصحيحة ف المر به‪ ،‬كحديث‪" :‬أما الركوع فعظموا فيه الربّ"‬ ‫وغيه ما سبق‪ ،‬وليخرج عن خلف العلماء رحهم اللّه‪ ،‬واللّه أعلم‪)66( .‬‬

‫‪64‬‬

‫فصل‪ :‬يُكره قراءة القرآن ف الركوع والسجود‪ ،‬فإن قرأ غي الفاتة ل تبطل صلتُه‪ ،‬وكذا لو قرأ‬ ‫الفاتة ل تبطل صلته على الصحّ‪ ،‬وقال بعض أصحابنا‪ :‬تبطل‪.‬‬ ‫‪ 7/111‬روينا ف صحيح مسلم عن عليّ رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫"نان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن أقرأ راكعا أو ساجدا"‪)67(.‬‬ ‫‪ 8/112‬وروينا ف صحيح مسلم أيضا‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‪،‬‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‪" :‬أل وَإن ُنهِيتُ أنْ أقْرأ القُرآنَ رَاكِعا أوْ ساجِدا"‪.‬‬ ‫(‪)68‬‬ ‫ب ما يقولُه ف رفعِ رأسِه من الركوع وف اعتدالِه‬ ‫با ُ‬ ‫ص عليه‬ ‫السنّة أن يقول حال رفع رأسه‪ :‬سَمِعَ اللّهُ لِمَنْ َحمِ َدهُ‪ ،‬ولو قال‪ :‬من حد اللّه سع له‪ ،‬جاز‪ ،‬ن ّ‬ ‫ت َومِلْءَ‬ ‫ك الَمْدُ حْدا َطيّبا مُبارَكا فِيهِ مِلْءَ السّ َموَا ِ‬ ‫الشافعي ف المّ‪ ،‬فإذا استوى قائما قالَ‪َ :‬ربّنَا لَ َ‬ ‫ال ْرضِ َومِلْ َء ما َبْينَهُما َومِلْ َء ما ِشْئتَ مِ ْن َشيْ ٍء َبعْدُ‪ ،‬أهْ َل الثّناءِ والَجْدِ‪ ،‬أ َح ّق ما قَا َل العَبْدُ‪ ،‬وكلنا لَكَ‬ ‫عَبْدٌ‪ ،‬ل مانِعَ لِمَا أعْ َطْيتَ‪ ،‬وَلَ ُمعْ ِطيَ لِمَا َمَنعْتَ‪ ،‬وَل َينْفَعُ ذَا الَ ّد ِمنْكَ الَدّ‪.‬‬ ‫‪ 1/113‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه أنه قال‪:‬‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬سَ ِمعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِ َدهُ" حي يرفع صلبه من الركوع‪ ،‬ث‬ ‫يقول وهو قائم‪َ " :‬ربّنا لَكَ الَ ْمدُ" وف روايات "ولَكَ الَمْدُ" بالواو‪ ،‬وكلها حسن‪.‬‬ ‫وروينا مثله ف الصحيحي عن جاعة من الصحابة‪)69( .‬‬ ‫‪ 2/114‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عليّ‪ ،‬وابن أب أوف رضي اللّه عنهم‪:‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا رفع رأسه (‪ )70‬قال‪" :‬سَمِعَ اللّهُ لِ َمنْ حَ ِم َدهُ‪َ ،‬ربّنا لكَ‬ ‫الَمْدُ مِلْءَ السّمَواتِ َومِلْءَ ال ْرضِ َومِلْءَ ما ِشْئتَ منْ شَيْ ٍء َبعْدُ"‪)71(.‬‬ ‫‪3/115‬ـ وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب سعيد الدري رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫‪65‬‬

‫ك الَمْ ُد مِلْ َء‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع قال‪" :‬الّل ُهمّ َرّبنَا لَ َ‬ ‫ك َعبْدٌ‪،‬‬ ‫ت وَال ْرضِ‪َ ،‬ومِلْ َء ما ِشْئتَ م ْن َشيْ ٍء َبعْدُ‪ ،‬أهْ َل الثّناءِ وَالَجْدِ‪ ،‬أ َح ّق ما قا َل العَبْ ُد وكُلّنا لَ َ‬ ‫السّ َموَا ِ‬ ‫ك الَدّ"‪)72( ).‬‬ ‫الّلهُ ّم ل مانِعَ لِمَا أعْ َطيْتَ‪ ،‬وَل ُمعْ ِطيَ لِمَا َمنَ ْعتَ‪ ،‬وَلَيْنفَعُ ذَا الَدّ مِنْ َ‬ ‫‪ 4/116‬وروينا ف صحيح مسلم أيضا‪ ،‬من رواية ابن عباس‪:‬‬ ‫ت َومِلْءَ ال ْرضِ وَما َبْينَهُما‪َ ،‬ومِلْ َء ما َشْئتَ مِ ْن َشيْ ٍء َبعْد(‪ ))73‬مسلم (‬ ‫ك الَمْدُ مِلْءَ السّمَوا ِ‬ ‫" َرّبنَا لَ َ‬ ‫‪ ، )478‬والنسائي ‪ )" ).2/198‬مسلم (‪ ، )478‬والنسائي ‪).2/198‬‬ ‫‪ 5/117‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫كنا يوما نصلي وراء النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فلما رفع رأسه من الركعة قال‪َ " :‬سمِعَ اللّهُ لِمَنْ حَ ِم َدهُ"‬ ‫ك الَمْدُ حَمْدا َكثِيا َطيّبا مُبارَكا فِيهِ‪ ،‬فلما انصرف قال‪" :‬مَن ا ُلتَكَلّمُ؟"‬ ‫فقال رجل وراءه‪َ " :‬رّبنَا وَلَ َ‬ ‫ي َيبْتَ ِدرُونَها أّيهُ ْم يَ ْكُتبُها أوّلُ"‪)74(.‬‬ ‫ض َعةً وثَلثِ َ‬ ‫قال‪ :‬أنا‪ ،‬قال‪" :‬رأيتُ ِب ْ‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أنه يُستحبّ أن يمع بي هذه الذكار كلها على ما قدّمناه ف أذكار الركوع‪ ،‬فإن‬ ‫اقتصر على بعضها فليقتصرْ على "سع اللّه لن حده ربنا لك المد ملء السموات ومَلْء الرض وما‬ ‫بينهما‪ ،‬وملء ما شئت من شيء بعد" فإن بالغَ ف القتصار اقتصر على "سع اللّه لن حده ربنا لك‬ ‫المد" فل أقلّ من ذلك‪.‬‬ ‫واعلم أن هذه الذكار كلها مستحبة للِمام والأموم والنفرد‪ ،‬إل أن الِمام ل يأت بميعها إل أن يعلم‬ ‫من حال الأمومي أنم يُؤثرون التطويل‪ .‬واعلم أن هذا الذكر سنّة ليس بواجب‪ ،‬فلو تركه كُ ِرهَ له‬ ‫كراهةَ تنيه ول يسجدُ للسهو‪ ،‬ويُكره قراءةُ القرآن ف هذا العتدال كما يُكره ف الركوع والسجود‪،‬‬ ‫واللّه أعلم‪.‬‬ ‫بابُ أَذْكَارِ السّجودِ‬ ‫فإذا فرغ من أذكار العتدال كبّ َر وهوى ساجدا وم ّد التكبي إل أن يضع جبهته على الرض‪ .‬وقد‬ ‫قدّمنا حكمّ هذه التكبية وأنا سنّة لو تركها ل تبط ْل صلتُه ول يسجد للسهو‪ ،‬فإذا سجد أتى بأذكار‬ ‫السجود‪ ،‬وهي كثية‪:‬‬ ‫‪66‬‬

‫فمنها ما رويناه ف صحيح مسلم من رواية حذيفة التقدمة ف الركوع ف صفة صلة النب صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬حي قرأ البقرة وآل عمران والنساء ف الركعة الواحدة‪ ،‬ل ي ّر بآية رحة إل سأل‪ ،‬ول بآية‬ ‫عذاب إل استعاذ‪ ،‬قال‪ :‬ث سجد فقال‪" :‬سُبحان رب العلى" فكان سجوده قريبا من قيامه (‪)1‬‬ ‫‪ 1/118‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪:‬‬ ‫كان النبّ صلى اللّه عليه وسلم يكثر أن يقول ف ركوعه وسجوده‪ُ " :‬سبْحانَكَ الّلهُمّ َربّنا وبِحَمْ ِدكَ‪،‬‬ ‫الّلهُ ّم اغْفِرْ ل"‪)2(.‬‬ ‫‪ 2/119‬وروينا ف صحيح مسلم عن عائشة رضي اللّه عنها ما قدّمناه ف الركوع‪:‬‬ ‫ب الَلِئ َكةِ‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول ف ركوعه وسجوده‪ُ " :‬سبّوحٌ قُدّوس‪ ،‬رَ ّ‬ ‫والرّوحِ"‪)3( ).‬‬ ‫‪ 3/120‬وروينا ف صحيح مسلم أيضا عن عليّ رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫ك أسْلَ ْمتُ‪ ،‬سَجَدَ وَ ْجهِي للّذي‬ ‫ك سَجَدْتُ‪َ ،‬وبِكَ آ َمْنتُ‪ ،‬ولَ َ‬ ‫أن رسول اللّه كان إذا سجد قال‪" :‬الّلهُمّ لَ َ‬ ‫صوّ َرهُ‪َ ،‬وشَ ّق سَ ْمعَ ُه َوبَصَ َرهُ‪ ،‬تبا َركَ اللّهُ أحْسَ ُن الالِقي"‪.‬‬ ‫خََلقَ ُه وَ َ‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪ 4/121‬وروينا ف الديث الصحيح ف كتب السنن‪ ،‬عن عوف بن مالك ما قدّمناه ف فصل‬ ‫الركوع‪:‬‬ ‫ت والََلكُوتِ‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رك َع ركوعَه الطويل يقول فيه‪" :‬سُبْحانَ ذِي الَبُرو ِ‬ ‫وَال ِكبْرِياء والعظمة" ث قال ف سجوده مثل ذلك‪ ) .‬أبو داود (‪ ، )873‬والنسائي ‪،2/191‬‬ ‫والترمذي ف الشمائل‪ ،‬وقد تقدم برقم ‪).5/109‬‬ ‫‪ 5/122‬وروينا ف كتب السنن‬ ‫ب العْلى ثلثا‪،‬‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬وَإذا َسجَدَ ـ أي أحدكم ـ فَ ْلَيقُلْ‪ُ :‬سبْحانَ َر َ‬ ‫وذلك أدْناهُ"‪)5(.‬‬ ‫‪67‬‬

‫‪ 6/123‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪:‬‬ ‫تفقدت النبّ صلى اللّه عليه وسلم ذات ليلة فتجسست‪ ،‬فإذا هو راكع أو ساجد يقول‪ُ ":‬سبْحَانَ َ‬ ‫ك‬ ‫وبِحَمْ ِدكَ ل إلهَ إِلّ أْنتَ"‪ ،‬وف رواية ف مسلم‪ :‬فوقعت يدي على بطن قدميه وهو ف السجد وها‬ ‫ك ِمنْكَ‪ ،‬ل‬ ‫ك مِ ْن ُعقُوَبتِكُ‪ ،‬وأعُو ُذ بِ َ‬ ‫منصوبتان وهو يقول‪" :‬الّلهُ ّم أعُو ُذ بِرضَاكَ مِنْ سَخطِكَ‪ ،‬وبِمُعافاتِ َ‬ ‫أُ ْحصِي ثَنا ًء عََليْكَ‪ ،‬أْنتَ كمَا أثَْنْيتَ على َنفْسِكَ"‪)6(.‬‬ ‫‪ 7/124‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‪،‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬فأمّا الرّكُوعُ َفعَظّمُوا فِيهِ الرّبّ‪ ،‬وأمّا السّجُودُ فا ْجَتهِدُوا ف‬ ‫ستَجَابَ َلكُم"‪.‬‬ ‫الدّعاءِ َفقَ ِمنٌ أ ْن يُ ْ‬ ‫يُقال‪ :‬قمن بفتح اليم وكسرها‪ ،‬ويوز ف اللغة قمي‪ ،‬ومعناه‪ :‬حقيق وجدير‪)7( .‬‬ ‫‪ 8/125‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‬ ‫ب ما َيكُو ُن العَبْ ُد مِنْ َربّ ِه َو ُهوَ ساجِدٌ‪ ،‬فأ ْكثِرُوا الدّعاء"‪( ).‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪":‬أقْرَ ُ‬ ‫‪)8‬‬ ‫‪ 9/126‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة أيضا‪،‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول ف سجوده‪" :‬الّل ُهمّ ا ْغفِرْ ل َذْنبِي كُلّهُ‪ ،‬دِقّ ُه وَ ِجلّ ُه وأوّلَهُ‬ ‫وآخِ َر ُه َوعَلِنَيتَهُ َوسِرّه"‪ .‬دِقه وجِلّه‪ :‬بكسر أولما‪ ،‬ومعناه‪ :‬قليله وكثيه‪.‬‬ ‫واعلم أنه يستحبّ أن يمع ف سجوده جيع ما ذكرناه‪ ،‬فإن ل يتمكن منه ف وقت أتى به ف أوقات‪،‬‬ ‫كما قدّمناه ف البواب السابقة‪ ،‬وإذا اقتصر يقتصر على التسبيح مع قليل من الدعاء‪ ،‬ويُق ّدمُ التسبيحَ‪،‬‬ ‫وحكمه ما ذكرناه ف أذكار الركوع من كراهة قراءة القرآن فيه‪ ،‬وباقي الفروع‪)9(.‬‬ ‫فصل‪ :‬اختلف العلماء ف السجود ف الصلة والقيام أيّهما أفضل؟ فمذهب الشافعي ومن وافقه‪:‬‬ ‫القيام أفضل‪ ،‬لقول النبّ صلى اللّه عليه وسلم ف الديث ف صحيح مسلم "أ ْفضَلُ الصّل ِة طُو ُل ال ُقنُوتِ"‬ ‫(‪ . )10‬قال الِمام أبو عيسى الترمذي ف كتابه‪ :‬اختلف أهل العلم ف هذا‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬طو ُل القيام‬ ‫‪68‬‬

‫ف الصلة أفضل من كثرة الركوع والسجود‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬كثرةُ الركوع والسجود أفضلُ من طول‬ ‫القيام‪ .‬وقال أحد بن حنبل‪ :‬روي فيه حديثان عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬ول يقضِ فيه أح ُد بشيء‪.‬‬ ‫وقال إسحاق‪ :‬أما بالنهار فكثرةُ الركوع والسجود‪ ،‬وأما بالليل فطو ُل القيام‪ ،‬إل أن يكون رجل له جزء‬ ‫ل لنه يأت على حزبه‪ ،‬وقد ربح كثرة الركوع‬ ‫بالليل يأت عليه‪ ،‬فكثرة الركوع والسجود ف هذا أحبّ إ ّ‬ ‫ف صلة النبّ صلى اللّه عليه وسلم بالليل‬ ‫والسجود‪ .‬قال الترمذي‪ :‬وإنا قال إسحاق هذا لنه وص َ‬ ‫ف طول القيام‪ .‬وأما بالنهار فلم يُوصف من صلته صلى اللّه عليه وسلم من طول القيام ما وُصف‬ ‫ووص َ‬ ‫بالليل‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬إذا سجد للتلوة استُحبّ أن يقول ف سجوده ما ذكرناه ف سجود الصلة‪ ،‬ويستحبّ أن‬ ‫يقول معه‪ :‬الّلهُمّ ا ْجعَلْها ل عِنْ َدكَ ُذخْرا‪ ،‬وأعْظِمْ ل ِبهَا أجْرا‪ ،‬وَضَ ْع َعنّي بِها وِزْرا‪َ ،‬وَت َقبّلْها مِنّي كما‬ ‫َتقَبّ ْلتَها مِنْ دَاوُ َد عََليْهِ السّلمُ‪ .‬ويُستَحبّ أن يقول أيضا‪ُ { :‬سبْحانَ َربّنا إ ْن كانَ َوعْدُ َربّنا لَ َم ْفعُولً}‬ ‫الِسراء‪ 108 :‬نصّ الشافعي على هذا الخي‪.‬‬ ‫‪ 10/127‬روينا ف سنن أب داود والترمذي والنسائي‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪:‬‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول ف سجود القرآن‪" :‬سَجَ َد َو ْجهِي للّذي َخَلقَهُ‪َ ،‬وشَقّ َس ْمعَهُ‬ ‫حوْلِ ِه وَُق ّوتِهِ"‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حديث صحيح‪ ،‬زاد الاكم‪َ " :‬فتَبا َركَ اللّهُ أحْسَ ُن الاِلقِيَ" قال‪:‬‬ ‫َوبَصَ َر ُه بِ َ‬ ‫وهذه الزيادة صحيحة على شرط الصحيحي‪ .‬وأما قوله "اللّهمّ اجعلها ل عندك ذخرا‪..‬ال" فرواه‬ ‫الترمذي مرفوعا من رواية ابن عباس رضي اللّه عنهما بإسناد حسن‪ .‬وقال الاكم‪ :‬حديث صحيح‪( .‬‬ ‫‪)11‬‬ ‫باب ما يقولُ ف رفعِ رأسه من السجود وف اللوس بي السجدتي‬ ‫السنّة أن ُي َكبّرَ من حي يبتدىء بالرفع‪ ،‬وي ّد التكبي إل أن يستويَ جالسا‪ ،‬وقد قدّمنا بيانَ عدد‬ ‫التكبيات‪ ،‬واللف ف مدّها‪ ،‬والدّ البطل لا؛ فإذا فرغ من التكبي واستوى جالسا‪ ،‬فالسنّة أن يدعو‪:‬‬ ‫‪ 1/128‬با رويناه ف سنن أب داود والترمذي والنسائي والبيهقي وغيها‪ ،‬عن حذيفة رضي اللّه عنه‬ ‫ف حديثه التقدم ف صلة النب صلى اللّه عليه وسلم ف الليل‪ ،‬وقيامه الطويل بالبقرة والنساء وآل‬

‫‪69‬‬

‫عمران‪ ،‬وركوعه نو قيامه‪ ،‬وسجوده نو ذلك‪ ،‬قال‪ :‬وكان يقول بي السجدتي‪" :‬رَبّ ا ْغفِرْ ل‪ ،‬رَبّ‬ ‫ا ْغفِرْ ل"‪ ،‬وجلس بقدر سجوده‪)12( .‬‬ ‫‪ 2/129‬وبا رويناه ف سنن البيهقي‪ ،‬عن ابن عباس ف حديث مبيته عند خالته ميمونة رضي اللّه‬ ‫عنها‪ ،‬وصلة النبّ صلى اللّه عليه وسلم ف الليل فذكره قال‪ :‬وكان إذا رفع رأسه من السجدة قال‪" :‬‬ ‫ب اغْفِرْ ل وارْحَ ْمنِي وا ْجبُ ْرنِي وَارَْف ْعنِي وَارْزُ ْقنِي وَاهْدِن" وف رواية أب داود "وَعَافِن" وإسناد حسن‪،‬‬ ‫رَ ّ‬ ‫واللّه أعلم‪)13( .‬‬ ‫فصل‪ :‬فإذا سجد السجدة الثانية قال فيه ما ذكرناه ف الول سواء‪ ،‬فإذا رف َع رأسه منه رفع مكبّرا‬ ‫وجلس للستراحة جلسة لطيفة بيث تسكنُ حركتُه سكونا بيّنا‪ ،‬ث يقوم ف الركعة الثانية وي ّد التكبية‬ ‫الت رفع با من السجود إل أن ينتصب قائما‪ ،‬ويكون ال ّد بعد اللم من اللّه‪ ،‬هذا أصحّ الوجه‬ ‫لصحابنا‪ ،‬ولم وجه أن يرفع بغي تكبي ويلس للستراحة فإذا نض كبّر؛ ووجه ثالث أن يرفع من‬ ‫السجود مكبّرا‪ ،‬فإذا جلس قطع التكبي ث يقومُ بغي تكبي‪ .‬ول خلف أنه ل يأت بتكبيين ف هذا‬ ‫الوضع‪ ،‬وإنا قال أصحابنا‪ :‬الوجه الوّل أصحّ لئل يلو جزء من الصلة عن ذكر‪.‬‬ ‫واعلم أن جلسة الستراحة سنّة صحيحة ثابتة ف صحيح البخاري وغيه من فعل رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬ومذهبنا استحبابُها لذه السنّة الصحيحة‪ ،‬ث هي مستحبّة عقيب السجدة الثانية من كل‬ ‫ركعة يقوم عنها‪ ،‬ول تستحبّ ف سجود التلوة ف الصلة (ف هامش أ وقد أوضحتُ هذا ف شرح‬ ‫الهذب وف شرح البخاري أيضا‪ ،‬وليس مقصودي ف هذا الكتاب إل بيان الذكار الاصة‪ .‬قلت‪:‬‬ ‫وشرح البخاري من الكتب الت بدأ النووي تأليفها‪ ،‬وتوف قبل أن يتمها) " ‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫بابُ أذكارِ الرّكْع ِة الثانية‬ ‫اعلم أن الذكار الت ذكرناها ف الركعة الول يفعلها كّلهَا ف الثانية على ما ذكرناه ف الول من‬ ‫الفرض والنفل‪ ،‬وغي ذلك من الفروع الذكورة‪ ،‬إل ف أشياء‪ :‬أحدُها‪ :‬أن الركعة الول فيها تكبية‬ ‫الِحرام وهي ركن‪ ،‬وليس كذلك الثانية فإنه ل يكبّر ف أوّلا‪ ،‬وإنا التكبية الت قبلها للرفع من السجود‬ ‫مع أنا سنّة‪ .‬الثان‪ :‬ل يُشرع دعاء الستفتاح ف الثانية بلف الول‪ .‬الثالث‪ :‬قدّمنا أنه يتعوّذ ف الول‬ ‫بل خلف‪ ،‬وف الثانية خلف‪ ،‬الص ّح أنه يتعوذ‪ .‬الرابع‪ :‬الختار أن القراءة ف الثانية تكون أقلّ من‬ ‫الول‪ ،‬وفيه اللف الذي قدّمناه‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫‪70‬‬

‫بابُ القُنوتِ ف الصّبح‬ ‫اعلم أن القنوتَ ف صلة الصبح سنّة للحديث الصحيح فيه‪:‬‬ ‫‪ 1/130‬عن أنس رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ل يزل يقنت ف الصبح حت فارق الدنيا‪ .‬رواه الاكم أبو عبد اللّه‬ ‫ف كتاب الربعي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث صحيح‪.‬‬ ‫واعلم أن القنوت مشروع عندنا ف الصبح وهو سنّة متأكدة‪ ،‬لو تركه ل تبطل صلته لكن يسجد‬ ‫للسهو سواء تركه عمدا أو سهوا‪ .‬وأما غي الصبح من الصلوات المس فهل يقنت فيها؟ فيه ثلثة‬ ‫أقوال للشافعي رحه اللّه تعال‪ :‬الصحّ الشهو ُر منها أنه إن نزل بالسلمي نازلة قنتوا‪ ،‬وإل فل‪ .‬والثان‪:‬‬ ‫يقنتون مطلقا‪ .‬والثالث‪ :‬ل يقنتو مطلقا‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫ب القنوت عندنا ف النصف الخي من شهر رمضان ف الركعة الخية من الوتر‪ ،‬ولنا وجه أن‬ ‫ويستح ّ‬ ‫يقنت فيها ف جيع شهر رمضان‪ ،‬ووجه ثالث ف جيع السنة وهو مذهبُ أب حنيفة‪ ،‬والعروف من‬ ‫مذهبنا هو الوّل‪ ،‬واللّه أعلم‪)14( .‬‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أن مل القنوت عندنا ف الصبح بعد الرفع من الركوع ف الركعة الثانية‪ .‬وقال مالك‬ ‫رحه اللّه‪ :‬يقنت قبل الركوع‪ .‬قال أصحابنا‪ :‬فلو قنت شافعي قبل الركوع ل يُحسبْ له على الصحّ‪،‬‬ ‫ولنا وجه أن يسب‪ ،‬وعلى الص ّح يعيده بعد الركوع ويسجد للسهو‪ ،‬وقيل ل يسجد‪ ،‬وأما لفظه‬ ‫فالختيار أن يقول فيه‪:‬‬ ‫‪ 2/131‬ما رويناه ف الديث الصحيح ف سنن أب داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والبيهقي‬ ‫وغيها بالِسناد الصحيح‪ ،‬عن السن بن عليّ رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫علّمن رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم كلماتٍ أقوُلهُنّ ف الوتر‪" :‬الّلهُ ّم اهْدِن فِيمَ ْن هَ َدْيتَ‪ ،‬وعَافِن‬ ‫ك َتقْضِي وَل ُي ْقضَى‬ ‫ضيْتَ‪ ،‬فإنّ َ‬ ‫فِيمَ ْن عَاَفيْتَ‪َ ،‬وَتوَلّن فِيمَن َتوَّليْتَ‪ ،‬وبَا ِركْ لِي فِيما َأعْ َطْيتَ‪ ،‬وَقِن شَرّ ما َق َ‬ ‫عََليْكَ‪َ ،‬وِإنّ ُه ل يَذِ ّل مَ ْن وَاَليْتَ‪َ ،‬تبَارَكْتَ َربّنا َوتَعاَلْيتَ"‪ .‬قال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن‪ ،‬قال‪ :‬ول‬ ‫نعرف عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم ف القنوت شيئا أحسن من هذا‪ .‬وف رواية ذكرها البيهقي أن‬ ‫‪71‬‬

‫ممد بن النفية‪ ،‬وهو ابن علي بن أب طالب رضي اللّه عنه قال‪ :‬إن هذا الدعاء هو الدعاء الذي كان‬ ‫أب يدعو به ف صلة الفجر ف قنوته‪ .‬ويستحبّ أن يقو َل عقيب هذا الدعاء‪ :‬الّلهُمّ صَ ّل على مُحَمّدٍ‬ ‫وعلى آ ِل ُمحَمّ ٍد َوسَلّم‪ ،‬فقد جاء ف رواية النسائي ف هذا الديث بإسناد حسن (‪" )15‬وَصَلَى اللّهُ‬ ‫على الّنبِيّ"‪.‬‬ ‫قال أصحابنا‪ :‬وإن قنت با جاء عن عمر بن الطاب رضي اللّه عنه كان حسنا‪ ،‬وهو أنه قنت ف الصبح‬ ‫ج ُركَ‪ ،‬الّل ُهمّ‬ ‫خلَ ُع مَ ْن َيفْ ُ‬ ‫سَتعِينُكَ َونَسَْت ْغفِ ُركَ وَ َل َن ْكفُ ُركَ‪َ ،‬وُن ْؤمِ ُن بِكَ َونَ ْ‬ ‫بعد الركوع فقال‪ " :‬الّلهُ ّم إنّا نَ ْ‬ ‫ك الِدّ‬ ‫سعَى وَ ْنفِدُ‪ ،‬نَ ْرجُو رَ ْح َمتَكَ َونَخْشَى عَذَابَكَ‪ ،‬إ ّن عَذَابَ َ‬ ‫ك ُنصَلّي َونَسْجُد‪َ ،‬وإَِليْكَ نَ ْ‬ ‫إيّا َك َنعْبُد‪ ،‬ولَ َ‬ ‫ب ال َكفَ َرةَ الّذِي َن َيصُدّونَ عَ ْن َسبِيلِكَ‪ ،‬ويُكَ ّذبُونَ ُر ُسلَكَ‪َ ،‬ويُقاتِلُونَ أوْلِيَا َءكَ‪.‬‬ ‫بال ُكفّا ِر مُ ْلحِقٌ‪ .‬الّلهُ ّم عَذّ ِ‬ ‫ف َبيْنَ قُلُوِبهِمْ‪ ،‬وَا ْجعَلْ فِي‬ ‫ي وَا ُل ْؤمِناتِ والُسْلِ ِم َي والُسْلِماتِ‪ ،‬وأصْلِح ذَاتَ َبْيِنهِمْ‪ ،‬وأَلّ ْ‬ ‫الّلهُ ّم اغْفِرْ للْ ُم ْؤ ِمنِ َ‬ ‫لكْ َمةَ‪َ ،‬وثَّبْتهُمْ على مِّلةِ َرسُولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وسلم‪َ ،‬وَأوْ ِز ْعهُمْ أ ْن يُوفُوا ِب َعهْدِكَ‬ ‫قُلُوِبهِم الِيَانَ وَا ِ‬ ‫الّذي عاهَ ْدَتهُ ْم عََليْهِ‪ ،‬وَانْصُ ْرهُ ْم على عَ ّد َوكَ َوعَ ُد ّوهِمْ إِلهَ الَ ّق وَا ْجعَلْنا ِمْنهُمْ (‪ )16‬وهو موقوف‬ ‫صحيح موصول‬ ‫واعلم أن النقول عن عمر رضي اللّه عنه‪ :‬عذّب الكفرة أهل الكتاب؛ لن قتالم ذلك الزمان كان مع‬ ‫كفرة أهل الكتاب؛ وأما اليوم فالختيار أن يقول‪" :‬عذّب الكفرة" فإنه أعمّ‪ .‬وقوله نلع‪ :‬أي‪ :‬نترك‪،‬‬ ‫وقوله يفجر‪ :‬أي‪ :‬يلحد ف صفاتك‪ ،‬وقوله نفِد بكسر الفاء‪ :‬أي‪ :‬نُسارع‪ ،‬وقوله الِ ّد بكسر اليم‪:‬‬ ‫أي‪ :‬الق‪ ،‬وقوله مُ ْلحِق بكسر الاء على الشهور ويقال بفتحها‪ ،‬ذكره ابن قتيبة وغيه‪ ،‬وقوله‪ :‬ذات‬ ‫بينهم‪ ،‬أي‪ :‬أمورهم ومواصلتم‪ ،‬وقوله الكمة‪ :‬هي كل ما منع من القبيح‪ ،‬وقوله وأوزعهم‪ :‬أي‪:‬‬ ‫ألمهم‪ ،‬وقوله واجعلنا منهم‪ :‬أي‪ :‬مّن هذه صفته‪ .‬قال أصحابنا‪ :‬يستحبّ المع بي قنوت عمر وما‬ ‫سبق‪ ،‬فإن جع بينهما فالصحّ تأخي قنوت عمر‪ ،‬وإن اقتصر فليقتصر على الوّل‪ ،‬وإنا يُستحبّ المع‬ ‫بينهما إذا كان منفردا أو إما َم مصورين يرضون بالتطويل‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫واعلم أن القنوت ل يتعي فيه دعاء على الذهب الختار‪ ،‬فأيّ دعاء دعا به حصل القنوت ولو َقَنتَ بآي ٍة‬ ‫أو آياتٍ من القرآن العزيز وهي مشتملة على الدعاء حصل القنوت‪ ،‬ولكن الفضل ما جاءت به السنّة‪.‬‬ ‫وقد ذهب جاعة من أصحابنا إل أنه يتعي ول يزىء غيه‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫واعلم أنه يستحبّ إذا كان الصلّي إماما أن يقول‪ :‬اللّه ّم اهدِنا بلفظ المع وكذلك الباقي‪ ،‬ولو قال‬ ‫اهدن حصل القنوت وكان مكروها‪ ،‬لنه يكره للِمام تصيص نفسه بالدعاء‪.‬‬ ‫‪ 3/132‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن ثوبان رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫خصّ َنفْسَ ُه بِ َد ْعوَةٍ دُوَنهُمْ‪ ،‬فإنْ َفعَلَ َفقَدْ‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ل َيؤُمّ ّن َعبْدٌ َقوْما َفَي ُ‬ ‫خاَنهُمْ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)17( .‬‬ ‫فصل‪ :‬اختلف أصحابنا ف رفع اليدين ف دعاء القنوت ومسح الوجه بما على ثلثة أوجه‪ :‬أصحّها‬ ‫أنه يستحبّ رفعهما ول يسح الوجه‪ .‬والثان‪ :‬يرفع ويسحه‪ .‬والثالث‪ :‬ل يسحُ ول يرفع‪ .‬واتفقوا على‬ ‫أنه ل يسح غي الوجه من الصدر ونوه‪ ،‬بل قالوا‪ :‬ذلك مكروه‪.‬‬ ‫وأما الهر بالقنوت والِسرار به فقال أصحابنا‪ :‬إن كان الصلي منفردا أس ّر به‪ ،‬وإن كان إماما جهر‬ ‫على الذهب الصحيح الختار الذي ذهب إليه الكثرون‪ .‬والثان أنه يسرّ كسائر الدعوات ف الصلة‪.‬‬ ‫وأما الأموم فإن ل يهر الِمام قنت سرّا كسائر الدعوات‪ ،‬فإنه يوافق فيها المام سرّا‪ .‬وإن جهر الِمام‬ ‫بالقنوت فإن كان الأموم يسمعه أمّن على دعائه وشاركه ف الثناء ف آخره‪ ،‬وإن كان ل يسمعه قنت‬ ‫سرّا‪ ،‬وقيل يؤمّن‪ ،‬وقيل له أن يشاركه مع ساعه‪ ،‬والختار الوّل‪.‬‬ ‫وأما غي الصبح إذا قنت فيها حيث نقول به‪ ،‬فإن كانت جهريّة وهي الغرب والعشاء فهي كالصبح‬ ‫على ما تقدّم‪ ،‬وإن كانت ظهرا أو عصرا فقيل يُسرّ فيها بالقنوت‪ ،‬وقيل إنا كالصبح‪ .‬والديث‬ ‫الصحيح ف قنوت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على الذين قتلوا القرّاء ببئر معونة يقتضي ظاهرُه‬ ‫ك مِنَ‬ ‫اله َر بالقنوت ف جيع الصلوات‪ ،‬ففي صحيح البخاري ف باب تفسي قول اللّه تعال‪َ{ :‬ليْسَ لَ َ‬ ‫المْ ِر َشيْءٌ} آل عمران‪ 128 :‬عن أب هريرة‪ :‬أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم َجهَرَ بالقنوت ف قنوت‬ ‫النازلة (‪)18‬‬ ‫بابُ التشهّدِ ف الصّلة‬ ‫اعلم أن الصلة إن كانت ركعتي فحسب كالصبح والنوافل فليس فيها إل تشهّدٌ واحد‪ ،‬وإن كانت‬ ‫ثلث ركعات أو أربعا ففيها تشهّدان‪ :‬أوّل‪ ،‬وثاننٍ‪ .‬ويتصوّر ف حقّ السبوق ثلثة تشهّدات‪ ،‬ويتصور‬ ‫ف حقه ف صلة الغرب أربعة تشهّدات‪ ،‬مثل أن يُدر َك الِمام بعد الركوع ف الثانية فيتابعه ف التشهّد‬ ‫‪73‬‬

‫الوّل والثان ول يصل له من الصلة إل ركعة‪ ،‬فإذا سلّم الِمام قام السبوق ليأت بالركعتي الباقيتي‬ ‫عليه‪ ،‬فيصلي ركعة ويتشهّد عقبها لنا ثانيته‪ ،‬ث يصلّي الثالثة ويتشهد عقيبها‪ .‬أما إذا صلّى نافلة فنوى‬ ‫أكثر من أربع ركعات ولو نوى (‪ )19‬مئة ركعة‪ ،‬فالختيار أن يقتصر فيها على تشهّدين‪ ،‬فيصلّي ما‬ ‫نواه إل ركعتي ويتشهد‪ ،‬ث يأت بالركعتي ويتشهد التشهد الثان ويسلّم‪ .‬قال جاعة من أصحابنا‪ :‬ل‬ ‫يوز أن يزيد على تشهدين‪ ،‬ول يوز أن يكون بي التشهد الوّل والثان أكثر من ركعتي‪ ،‬ويوز أن‬ ‫يكون بينهما ركعة واحدة‪ ،‬فإن زاد على تشهدين أو كان بينهما أكثر من ركعتي بطلت صلته‪ .‬وقال‬ ‫آخرون‪ :‬يوز أن يتشهد ف كل ركعة‪ ،‬والصحّ جوازه ف كل ركعتي ل ف كل ركعة‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫واعلم أن التشهد الخي واجب عند الشافعي وأحد وأكثر العلماء‪ ،‬وسنّة عند أب حنيفة ومالك؛ وأما‬ ‫التشهد الوّل فسنّة عند الشافعي ومالك وأب حنيفة والكثرين‪ ،‬وواجب عند أحد؛ فلو تركه عند‬ ‫الشافعي صحّت صلته‪ ،‬ولكن يسجد للسهو سواء تركه عمدا أو سهوا‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬وأما لفظ التشهد فثبت فيه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم ثلث تشهدات‪.‬‬ ‫‪1/133‬‬

‫أحدها رواية ابن مسعود رضي اللّه عنه‪،‬‬

‫ك أّيهَا النّ ّ‬ ‫ب‬ ‫ت وَال ّطيّباتُ‪ ،‬السّلمُ عََليْ َ‬ ‫حيّاتُ لِلّهِ‪ ،‬وَالصَّلوَا ُ‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬التّ ِ‬ ‫وَرَحْ َمةُ اللّ ِه َوبَرَكَاتُهُ‪ ،‬السّلم عََليْنا وعلى عِبادِ اللّ ِه الصّالِحي‪ ،‬أ ْشهَدُ أن ل إلهَ إِلّ اللّهُ‪ ،‬وأشْهَ ُد أ ّن مُحَمّدا‬ ‫عَبْ ُد ُه وَ َرسُولُهُ" رواه البخاري ومسلم ف صحيحيهما‪)20( .‬‬ ‫‪2/134‬‬

‫الثان رواية ابن عباس رضي اللّه عنهما‪،‬‬

‫ت الصّلَواتُ ال ّطيّباتُ لِلّهِ‪ ،‬السّل ُم عََليْكَ أّيهَا‬ ‫حيّاتُ الُبارَكا ُ‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬التّ ِ‬ ‫ب َورَحْ َمةُ اللّ ِه َوبَرَكَاتُهُ‪ ،‬السّل ُم عََليْنا وعلى عِبادِ اللّه الصّالِحيَ‪ ،‬أ ْشهَ ُد أنْ ل إلهَ إِلّ اللّهُ‪ ،‬وَأ ْشهَ ُد أنّ‬ ‫النّ ّ‬ ‫مُحَمّدا َرسُولُ اللّهِ" رواه مسلم ف صحيحه‪)21( .‬‬ ‫‪3/135‬‬

‫الثالث ف رواية أب موسى الشعري رضي اللّه عنه‪،‬‬

‫‪74‬‬

‫ب وَ َرحْ َم ُة‬ ‫ك أّيهَا النّ ّ‬ ‫ت الصَّلوَاتُ لِلّهِ‪ ،‬السّلمُ عََليْ َ‬ ‫حيّاتُ ال ّطيّبا ُ‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬التّ ِ‬ ‫اللّ ِه َوبَرَكَاتُهُ‪ ،‬السّلمُ عََليْنا وَعلى عِبادِ اللّ ِه الصّالِيَ‪ ،‬أ ْشهَدُ أنْ ل إِلهَ إِلّ اللّه وأنّ َممّدا َعبْ ُدهُ وَ َرسُولُهُ"‬ ‫رواه مسلم ف صحيحه‪)22( .‬‬ ‫‪ 4/136‬وروينا ف سنن البيهقي بإسناد جيد‪ ،‬عن القاسم قال‪ :‬علمتن عائشةُ رضي اللّه عنها قالت‪:‬‬ ‫حيّاتُ ِللّ ِه وَالصَّلوَاتُ وَال ّطيّباتُ‪ ،‬السّل ُم عََليْكَ أّيهَا النّ ّ‬ ‫ب‬ ‫هذا تشهّدُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬التّ ِ‬ ‫وَرَحْ َمةُ اللّ ِه َوبَرَكاتُهُ‪ ،‬السّلمُ عََلْينَا َوعَلى عِبادِ اللّ ِه الصّالِحي‪ ،‬أ ْشهَدُ َأنْ ل إِلهَ إِلّ اللّهُ‪ ،‬وأشْهَ ُد أ ّن مُحَمّدا‬ ‫عَبْ ُد ُه وَ َرسُولُه"‪ .‬وف هذا فائدة حسنة‪ ،‬وهي أن تشهّدَه صلى اللّه عليه وسلم بلفظ تشهّدّنا‪)23( .‬‬ ‫‪ 5/137‬وروينا ف موطأ مالك وسنن البيهقي وغيها بالسانيد الصحيحة‪ ،‬عن عبد الرحن بن عمر‬ ‫القاريّ ـ وهو بتشديد الياء ـ أنه سع عمر بن الطاب رضي اللّه عنه وهو على النب وهو يعلّم الناس‬ ‫ب وَ َرحْ َمةُ‬ ‫ك أّيهَا النّ ّ‬ ‫ت الصَّلوَاتُ لِلّهِ‪ ،‬السّلمُ عََليْ َ‬ ‫حيّاتُ ِللّهِ‪ ،‬الزّاكِياتُ لِلّهِ‪ ،‬الطّيّبا ُ‬ ‫التشهد يقول‪ :‬قولوا‪ :‬التّ ِ‬ ‫اللّ ِه َوبَرَكَاتُهُ‪ ،‬السّلمُ عََليْنا َوعَلى عِبادِ اللّ ِه الصّالِحيَ‪ ،‬أشْهَ ُد أنْ ل إلهَ إلّ اللّهُ‪ ،‬وأ ْشهَدُ أ ّن مُحَمّدا َعبْدُهُ‬ ‫و َرسُولُهُ‪)24( .‬‬ ‫‪ 6/138‬وروينا ف الوطأ وسنن البيهقي وغيها أيضا بإسناد صحيح عن عائشة رضي اللّه عنها‬ ‫ت الصَّلوَاتُ الزّاكِياتُ لِلّهِ‪ ،‬أ ْشهَدُ أن ل إلهَ إِلّ اللّ ُه وأنّ‬ ‫حيّاتُ ال ّطيّبا ُ‬ ‫أنا كانت تقول إذا تشهّدتْ‪ :‬التّ ِ‬ ‫مُحَمّدا عَبْ ُد ُه وَ َرسُولُهُ‪ ،‬السّل ُم عَلَيكَ أّيهَا الّنِبيّ وَ َرحْ َمةُ اللّ ِه َوبَركاتُهُ‪ ،‬السّل ُم عََليْنا وَعلى عِبادِ اللّهِ‬ ‫ت الصَّلوَاتُ ال َطيّباتُ الزّاكِياتُ لِلّهِ‪ ،‬أ ْشهَدُ أنْ ل إلهَ‬ ‫حيّا ُ‬ ‫حيَ" وف رواية عنها ف هذه الكتب‪" :‬التّ ِ‬ ‫الصّالِ ِ‬ ‫إِلّ اللّ ُه َوحْ َدهُ لَ َشرِيكَ لَهُ‪ ،‬وأ ّن مُحَمّدا عَبْ ُد ُه وَ َرسُولُهُ‪ ،‬السّلمُ عََليْكَ أّيهَا الّنِبيّ وَ َرحْ َمةُ اللّ ِه َوبَرَكَاتُهُ‪،‬‬ ‫حيَ"‪)25(.‬‬ ‫السّل ُم عََليْنا وَعلى عِبادِ اللّ ِه الصّالِ ِ‬ ‫‪ 7/139‬وروينا ف الوطأ وسنن البيهقي أيضا بالِسناد الصحيح‪ ،‬عن مالك عن نافع عن ابن عمر‬ ‫رضي اللّه عنهما‬ ‫حيّاتُ ِللّ ِه الصَّلوَاتُ لِلّهِ الزّاكِيات ِللّهِ‪ ،‬السّل ُم على الّنِبيّ وَ َرحْ َمةُ اللّهِ‬ ‫أنه كان يتشهد فيقول‪ :‬بِاسْمِ اللّ ِه التّ ِ‬ ‫ت أ ّن مُحَمّدا َرسُولُ‬ ‫َوبَرَكاتُهُ‪ ،‬السّلمُ عََليْنا وَعلى عِبادِ اللّ ِه الصّالِحِيَ‪َ ،‬شهِدْتُ أنْ ل إلهَ إِلّ اللّهُ‪َ ،‬شهِدْ ُ‬ ‫اللّهِ‪ .‬واللّه أعلم‪)26( .‬‬ ‫‪75‬‬

‫فهذه أنواع من التشهد‪ .‬قال البيهقي‪ :‬والثابت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثلثة أحاديث‪:‬‬ ‫حديث ابن مسعود‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وأب موسى‪ .‬هذا كلم البيهقي‪ .‬وقال غيه‪ :‬الثلثة صحيحة وأصحّها‬ ‫حديث ابن مسعود‪.‬‬ ‫ص عليه إمامنا الشافعي وغيه من‬ ‫ي تشهّد شاء من هذه الذكورات‪ ،‬هكذا ن ّ‬ ‫واعلم أنه يوز التشهّد بأ ّ‬ ‫العلماء رضي اللّه عنهم‪ .‬وأفضلُها عند الشافعي حديث ابن عباس للزيادة الت فيه من لفظ الباركات‪.‬‬ ‫قال الشافعي وغيه من العلماء رحهم اللّه‪ :‬ولكون المر فيها على السعة والتخيي اختلفت ألفاظ الرواة‪،‬‬ ‫واللّه أعلم‪.‬‬ ‫ف بعضَه فهل يزئه؟ فيه تفصيل‪،‬‬ ‫فصل‪ :‬الختيار أن يأت بتشهد من الثلثة الُول بكماله‪ ،‬فلو حذ َ‬ ‫فاعلم أن لفظ الباركات والصلوات والطيبات والزاكيات سنّة ليس بشرط ف التشهّد‪ ،‬فلو حذفها كلّها‬ ‫واقتصر على قوله التحيات للّه السلم عليك أيّها النبّ إل آخره أجزأه‪ .‬وهذا ل خلف فيه عندنا‪ .‬وأما‬ ‫ف اللفاظ من قوله‪ :‬السلم عليك أيّها النبّ‪ ،‬إل آخره فواجب ل يوز حذف شيء منه إل لفظ ورحة‬ ‫اللّه وبركاته‪ ،‬ففيهما ثلثة أوجه لصحابنا‪ .‬أصحها ل يوز حذف واحدة منهما‪ ،‬وهذا هو الذي‬ ‫يقتضيه الدليل لتفاق الحاديث عليهما‪ .‬والثان يوز حذفهما‪ .‬والثالث يوز حذف وبركاته دون‬ ‫ورحة اللّه‪ .‬وقال أبو العباس بن سُريْج من أصحابنا‪ :‬يوز أن يقتصر على قوله‪ :‬التحيات للّه‪ ،‬سلم‬ ‫عليك أيّها النبّ‪ ،‬سلم على عباد اللّه الصالي‪ ،‬أشه ُد أنْ ل إله إلّ اللّه وأنّ ممدا رسول اللّه‪ .‬وأما لفظ‬ ‫السلم فأكثر الروايات‪ :‬السلم عليك أيّها النبّ‪ ،‬وكذا السلم علينا باللف واللم فيهما‪ ،‬وف بعض‬ ‫الروايات‪ :‬سلم بذفهما فيهما‪ .‬قال أصحابنا‪ :‬كلها جائز‪ ،‬ولكن الفضل‪ :‬السلم باللف واللم‬ ‫لكونه الكثر‪ ،‬ولا فيه من الزيادة والحتياط‪.‬‬ ‫أما التسمية قبل التحيات فقد روينا حديثا مرفوعا ف سنن النسائي والبيهقي وغيها بإثباتا‪ ،‬وتقدم‬ ‫إثباتا ف تشهّد ابن عمر‪ ،‬لكن قال البخاري والنسائي وغيها من أئمة الديث‪ :‬إن زيادة التسمية غي‬ ‫صحيحة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فلهذا قال جهور أصحابنا‪ :‬ل يُستحبّ التسمية‪ ،‬وقال‬ ‫بعض أصحابنا‪ :‬يستحبّ‪ ،‬والختار أنه ل يأت با‪ ،‬لن جهور الصحابة الذين رووا التشهّد ل يرووها‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أن الترتيب ف التشهد مستحبّ ليس بواجب‪ ،‬فلو قدم بعضه على بعض جاز على‬ ‫الذهب الصحيح الختار الذي قاله المهور‪ ،‬ونصّ عليه الشافعي رحه اللّه ف الم‪ .‬وقيل ل يوز‬ ‫‪76‬‬

‫كألفاظ الفاتة‪ ،‬ويدلّ للجواز تقدي السلم على لفظ الشهادة ف بعض الروايات‪ ،‬وتأخيه ف بعضها‬ ‫كما قدّمناه‪ .‬وأما الفاتة فألفاظها وترتيبها معجز فل يوز تغييه‪ ،‬ول يوز التشهّد بالعجمية لن قدر‬ ‫على العربية‪ ،‬ومن ل يقدر يتشهد بلسانه ويتعلم كما ذكرنا ف تكبية الِحرام‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬السنّة ف التشهد الِسرار لِجاع السلمي على ذلك‪ ،‬ويدلّ عليه من الديث‪:‬‬ ‫‪ 8/140‬ما رويناه ف سنن أب داود والترمذي والبيهقي عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه تعال عنه‬ ‫قال‪ :‬من السنّة أن يفي التشهد‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪.‬‬ ‫وقال الاكم‪ :‬صحيح‪ .‬وإذا قال الصحاب من السنّة كذا كان بعن قوله‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬هذا هو الذهب الصحيح الختار الذي عليه جهور العلماء من الفقهاء والحدّثي وأصحاب‬ ‫الصول والتكلمي رحهم اللّه؛ فلو جهر به كره ول تبطل صلته ول يسجد للسهو(‪)27‬‬ ‫بابُ الصلة على النبّ صلى اللّه عليه وسلم بعد التشهّد‬ ‫اعلم أن الصلة على النبّ صلى اللّه عليه وسلم واجبة عند الشافعي رحه اللّه بعد التشهّد الخي‪ ،‬فلو‬ ‫تركها فيه ل تصحّ صلته‪ ،‬ول تب الصلة على آل النبّ صلى اللّه عليه وسلم فيه على الذهب‬ ‫صلّ على‬ ‫الصحيح الشهور‪ ،‬لكن تستحبّ‪ .‬وقال بعض أصحابنا‪ :‬تب‪ .‬والفضل أن يقول‪ " :‬الّلهُمّ َ‬ ‫ك الّنِبيّ ا ُلمّي َوعَلى آ ِل مُحَمّ ٍد وَأ ْزوَاجِ ِه َوذُ ّرّيتِه‪ ،‬كما صَّلْيتَ على ِإبْرَاهِي َم وَعلى‬ ‫مُحَمّ ٍد عَبْ ِد َك وَ َرسُولِ َ‬ ‫آلِ ِإبْرَاهِيمَ‪ ،‬وَبا ِركْ على ُمحَمّ ٍد الّنبِ ّي الُ ّم ّي َوعَلى آ ِل ُمحَمّ ٍد وَأ ْزوَاجِ ِه وَ ُذ ّريّتِهِ‪ ،‬كما بارَ ْكتَ على إِبْرَاهِيمَ‬ ‫َوعَلى آلِ ِإبْرَاهِيمَ فِي العَالَمِيَ ِإنّكَ َحمِي ٌد مَجِيدٌ"‪.‬‬ ‫جرَة عن رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫وروينا هذه الكيفية ف صحيح البخاري ومسلم (‪ ، )28‬عن كعب بن عُ ْ‬ ‫عليه وسلم إل بعضها‪ ،‬فهو صحيح من رواية غي كعب‪ .‬وسيأت تفصيله ف كتاب الصلة على ممد‬ ‫صلّى اللّه عليه وآله وسلم إن شاء اللّه تعال واللّه أعلم‪ .‬والواجب منه‪ :‬اللّهمّ ص ّل على النب‪ ،‬وإن شاء‬ ‫قال‪ :‬صلى اللّه على ممد‪ ،‬وإن شاء قال‪ :‬صلى اللّه على رسوله‪ ،‬أو صلى اللّه على النب‪ .‬ولنا وجه أنه ل‬ ‫يوز إل قوله‪ :‬اللّهم صلّ على ممد‪ .‬ولنا وجه أنه يوز أن يقول‪ :‬وصلى اللّه على أحد‪ .‬ووجه أنه‬ ‫يقول‪ :‬صلّى اللّه عليه‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬

‫‪77‬‬

‫وأما التشه ُد الول فل تب فيه الصلة على النب صلى اللّه عليه وسلم بل خلف‪ ،‬وهل تستحبّ؟ فيه‬ ‫قولن‪ :‬أصحّهما تستحبّ‪ ،‬ول تستحبّ الصلة على الل على الصحيح‪ ،‬وقيل تستحبّ‪ ،‬ول يُستحبّ‬ ‫الدعاء ف التشهّد الول عندنا‪ ،‬بل قال أصحابنا يُكره لنه مبن على التخفيف‪ ،‬بلف التشهد الخي‪،‬‬ ‫واللّه أعلم‬ ‫بابُ الدّعَاء بع َد التشهّدِ الخي‬ ‫اعلم أ ّن الدعاء بعد التشهّد الخي مشروعٌ بل خلف‪.‬‬ ‫‪ 1/141‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫خّيرُ منَ ال ّدعَاءِ" وف رواية البخاري‪:‬‬ ‫أن النب صلى اللّه عليه وسلم علّمهم التشهّد ث قال ف آخره‪" :‬ثُ ّم يُ َ‬ ‫سأََلةِ ما شاءَ"‪)29(.‬‬ ‫خيّ ْر مِنَ الَ ْ‬ ‫جبَهُ إَليْهِ َفيَ ْدعُو" وف روايات لسلم "ثُ ّم ليَتَ َ‬ ‫"أعْ َ‬ ‫ب ليس بواجب‪ ،‬ويستحبّ تطويلُه‪ ،‬إل أن يكون إماما؛ وله أن يدعوَ با‬ ‫واعلم أن هذا الدعاء مستح ّ‬ ‫شاء من أمور الخرة والدنيا‪ ،‬وله أن يدعوَ بالدعوات الأثورة‪ ،‬وله أن يدعو بدعوات يترعها والأثورة‬ ‫أفضل‪ .‬ث الأثورة منها ما ورد ف هذا الوطن‪ ،‬ومنها ما ورد ف غيه‪ ،‬وأفضلُها هنا ما ورد هنا‪.‬‬ ‫وثبت ف هذا الوضع أدعية كثية منها‪:‬‬ ‫‪ 2/142‬ما رويناه ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫شهّدِ الخِيِ فَ ْلَيَت َعوّ ْذ بِاللّ ِه مِنْ أ ْربَعٍ‪ :‬مِنْ‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذَا فَ َرغَ أحَدُكُمْ مِ َن التّ َ‬ ‫حيَا وَالَماتِ‪َ ،‬ومِ ْن شَ ّر الَسِيحِ الدّجّالِ" رواه مسلم من‬ ‫ب القَبْرِ‪َ ،‬ومِنْ ِفْتَنةِ الَ ْ‬ ‫عَذَابِ َج َهنّمَ‪َ ،‬ومِنْ عَذَا ِ‬ ‫ك مِنْ‬ ‫شهّدَ أحَدُكُمْ َف ْليَسَْتعِ ْذ بِاللّ ِه مِنْ أَ ْربَعٍ‪َ ،‬يقُولُ‪ :‬الّلهُمّ إِن أعُو ُذ بِ َ‬ ‫طرق كثية‪ .‬وف رواية منها‪" :‬إِذَا تَ َ‬ ‫ب القَبْرِ‪َ ،‬ومِنْ ِفْتَنةِ الَحْياوالَماتِ‪َ ،‬ومِ ْن شَرّ ِفْتنَة الَسِيحِ الدّجّالِ"‪.‬‬ ‫عَذَابِ َج َهنّمَ‪ ،‬وَمنْ عَذَا ِ‬ ‫(‪)30‬‬ ‫‪ 3/143‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها‪:‬‬

‫‪78‬‬

‫ب القَبْرِ‪ ،‬وَأعُو ُذ بِكَ‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان يدعو ف الصلة‪" :‬الّلهُمّ إن أعُوذُ بِكَ مِ ْن عَذَا ِ‬ ‫مِنْ ِفْتَنةِ الَسيحِ الدّجّال‪ ،‬وأعُوذُ بِكَ مِنْ ِفْتَنةِ الَحْيا والَماتِ‪ ،‬الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِكَ من الأثِ والَغْرَمِ"‪(.‬‬ ‫‪)31‬‬ ‫‪ 4/144‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قام إل الصلة يكون من آخر ما يقول بي التشهّد والتسليم‪" :‬‬ ‫ت َومَا َأعَْلنْتُ‪َ ،‬ومَا أسْرَ ْفتُ َومَا أْنتَ أعْلَ ُم بِ ِه ِمنّي‪ ،‬أْنتَ‬ ‫ت َومَا أخّرْتُ‪َ ،‬ومَا أسْرَرْ ُ‬ ‫الّلهُ ّم اغْفِرْ ل ما قَ ّد ْم ُ‬ ‫ا ُلقَ ّد ُم وأنْتَ ا ُلؤَخّرُ ل إِلهَ إِ ّل أنْتَ"‪)32(.‬‬ ‫‪ 5/145‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص‪ ،‬عن أب بكر‬ ‫الصديق رضي اللّه عنهم‪:‬‬ ‫أنه قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬علّمن دعاءً أدعو به ف صلت‪ ،‬قال‪ُ" :‬قلِ الّلهُمّ إن ظَلَ ْمتُ‬ ‫حنِي إنّك َأْنتَ ال َغفُورُ‬ ‫َنفْسِي ظُلْما َكثِيا َو ل َي ْغفِرُ ال ّذنُوبَ إِلّ َأْنتَ‪ ،‬فا ْغفِرْ لِي َم ْغفِ َرةً مِ ْن ِعنْ ِدكَ وَا ْر ْ‬ ‫الرّحِيم" هكذا ضبطناه "ظُلْما َكثِيا" بالثاء الثلثة ف معظم الروايات‪ ،‬وف بعض روايات مسلم " َكبِيا"‬ ‫بالباء الوحدة‪ ،‬وكلها حسن‪ ،‬فينبغي أن يُجمع بينهما فيُقال‪" :‬ظُلْما َكثِيا َكبِيا" وقد احت ّج البخاري‬ ‫ف صحيحه والبيهق ّي وغيها من الئمة بذا الديث للدعاء ف آخر الصلة وهو استدلل صحيح‪ ،‬فإن‬ ‫قوله ف صلت يعمّ جيعها‪ ،‬ومن مظا ّن الدعاء ف (‪)33‬‬ ‫‪ 6/146‬وروينا بإسناد صحيح ف سنن أب داود‪ ،‬عن أب صال ذكوان‪ ،‬عن بعض أصحاب النبّ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫ف َتقُولُ فِي الصّلةِ؟" قال‪ :‬أتشهّد وأقول‪ :‬الّلهُمّ إن أسألُ َ‬ ‫ك‬ ‫قال النبّ صلى اللّه عليه وسلم لرجل‪َ " :‬كيْ َ‬ ‫ك وَل َدنْ َدَنةَ معاذ‪ ،‬فقال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬‬ ‫ك مِ َن النّارِ‪ ،‬أما إن ل أحسنُ َدنْ َدنَتَ َ‬ ‫الَّنةَ‪ ،‬وأعُو ُذ بِ َ‬ ‫َحوَْلهَا َدنْ ِدنْ"‪.‬‬ ‫(‪)34‬‬

‫‪79‬‬

‫الدندنة‪ :‬كلم ل يُفهم معناه‪ ،‬ومعن "حولا َدنْ ِدنْ" أي حول النة والنار‪ ،‬أو حول مسألتهما‪ :‬إحداها‬ ‫سؤال طلب‪ ،‬والثانية سؤال استعاذة‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫ب الدعاء به ف كل موطن‪ :‬اللّهمّ إن أسألُك العف َو والعافية‪ ،‬اللّهمّ إن أسألُك الدى والتقى‬ ‫وما يستح ّ‬ ‫ف والغن‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫والعفا َ‬ ‫بابُ السّلم لِلتحلّل من الصّلة‬ ‫اعلم أن السلم للتحلّل من الصلة ركنٌ من أركانا وفرضٌ من فروضها ل تصحّ إل به‪ ،‬هذا مذهب‬ ‫الشافعي ومالك وأحد وجاهيِ السلف واللف‪ ،‬والحاديثُ الصحيح ُة الشهورة مُصرّحة بذلك‪.‬‬ ‫واعلم أن الكمل ف السلم أن يقول عن يينه "السّلمُ عََلْيكُ ْم وَرَ ْح َمةُ اللّهِ" َوعَنْ يَسا ِرهِ "السّلمُ عََلْيكُمْ‬ ‫وَرَحْ َمةُ اللّهِ" ول يُستحبّ أن يقول معه‪ :‬وبركاته‪ ،‬لنه خلف الشهور عن رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬وإن كان قد جاء ف رواية لب داود‪ .‬وقد ذكره جاعة من أصحابنا منهم إمام الرمي وزاهر‬ ‫السرخسي والرويّان ف اللية‪ ،‬ولكنه شاذ‪ ،‬والشهور ما قدّمناه‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫وسواء كان الصلّي إماما أو مأموما أو منفردا ف جاعة قليلة أو كثية ف فريضة أو نافلة ففي كل ذلك‬ ‫يُسلّم تسليمتي كما ذكرنا ويلتفتُ بما إل الانبي‪ ،‬والواجب تسليمة واحدة‪ ،‬وأما الثانية فسنّة لو‬ ‫تركها ل يضرّه؛ ث الواجب من لفظ السلم أن يقول‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬ولو قال‪ :‬سلم عليكم ل يزئه‬ ‫على الصح‪ .‬ولو قال‪ :‬عليكم السلم أجزأه على الصح‪ ،‬فلو قال‪ :‬السلم عليك أو سلمي عليك‪ ،‬أو‬ ‫سلمي عليكم‪ ،‬أو سلم اللّه عليكم‪ ،‬أو سل ُم عليكم بغي تنوين‪ ،‬أو قال‪ :‬السلم عليهم‪ ،‬ل يزئه شيء‬ ‫من هذا بل خلف‪ ،‬وتبطل صلته إن قاله عامدا عالا ف كل ذلك‪ ،‬إل ف قوله‪ :‬السلم عليهم‪ ،‬فإنه ل‬ ‫تبطل صلته به لنه دعاء‪ ،‬وإن كان ساهيا ل تبطل ول يصلُ التحلّل من الصلة‪ ،‬بل يتاج إل‬ ‫استئناف سلم صحيح‪ ،‬ولو اقتصر الِمام على تسليمة واحدة أتى الأموم بالتسليمتي‪ .‬قال القاضي أبو‬ ‫الطيب الطبي من أصحابنا وغيه‪ :‬إذا سلّم الِمام فالأموم باليار إن شاء سلّم ف الال‪ ،‬وإن شاء‬ ‫استدام اللوس للدعاء وأطال ما شاء‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫ب ما يقولُه الرجلُ إذا كلّمه إنسانٌ وهو ف الصّلة‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/147‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن سهل بن سعد الساعدي رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫‪80‬‬

‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَ ْن نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلتِهِ َف ْلَيقُلْ‪ُ :‬سبْحانَ اللّهِ" وف رواية ف‬ ‫سبِيحُ للرّجالِ‬ ‫صفّقِ (‪ )35‬النّساءُ" وف رواية‪" :‬التّ ْ‬ ‫سبّحِ الرّجالُ‪ ،‬وْلتُ َ‬ ‫الصحيح‪ " :‬إِذَا نَاَبكُ ْم أمْرٌ فَ ْليُ َ‬ ‫صفِيقُ للنّساءِ"‪.‬‬ ‫وَالّت ْ‬ ‫بابُ الذكارِ بع َد الصّلة‬ ‫أجع العلما ُء على استحباب الذكر بعد الصلة‪ ،‬وجاءت فيه أحاديث كثية صحيحة ف أنواع منه‬ ‫متعدّدة‪ ،‬فنذكرُ أطرافا من أهها‪:‬‬ ‫‪ 1/148‬روينا ف كتاب الترمذي عن أب أمامة رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قيل لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬أيّ الدعاء أسع؟ قال‪َ " :‬جوْفُ الّليْلِ الخِر‪ ،‬وَ ُدُب ُر الصَّلوَاتِ‬ ‫ا َلكْتوبات" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)36( .‬‬ ‫‪ 2/149‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫ف انقضاء صلة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالتكبي‪ .‬وف رواية مسلم "كنّا" وف رواية‬ ‫كنتُ أعر ُ‬ ‫س من الكتوبة‬ ‫ف النّا ُ‬ ‫ف صحيحيهما عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‪ :‬أن رفعَ الصوت بالذكر حي ينصر ُ‬ ‫كانَ على عهدِ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬وقال ابن عباس‪ :‬كنتُ أعلمُ إذا انصرفوا‪ ،‬بذلك‪ ،‬إذا‬ ‫سعتُه‪)37(.‬‬ ‫‪ 3/150‬وروينا ف صحيح مسلم عن ثوبان رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا انصرف من صلته استغفر ثلثا وقال‪ :‬الّل ُه ّم أنْتَ السّل ُم‬ ‫َومِنْكَ السّلمُ‪ ،‬تَبارَ ْكتَ يا ذَا الَل ِل وَالِكْرامِ" قيل للوزاعي وهو أحد رواة الديث‪ :‬كيف الستغفار؟‬ ‫قال‪ :‬ا ْستَ ْغفِرُ اللّهَ‪ ،‬أ ْسَتغْفِرُ اللّهَ‪)38( .‬‬ ‫‪ 4/151‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن الغية بن شعبة رضي اللّه عنه‪:‬‬

‫‪81‬‬

‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا فرغ من الصلة وسلّم قال‪" :‬ل إلهَ إِلّ اللّ ُه وَ ْح َدهُ ل شَرِيكَ‬ ‫ك وَلَ ُه الَمْ ُد َو ُهوَ على كُ ّل َشيْءٍ قَدِيرٌ؛ الّل ُه ّم ل مانِعَ ِلمَا أعْ َطيْتَ‪ ،‬وَلَ ُمعْطِيَ لِمَا َمَن ْعتَ‪ ،‬وَل‬ ‫لَهُ‪ ،‬لَهُ الُلْ ُ‬ ‫َينْفَعُ ذَا الَ ّد ِمنْكَ الَدّ"‪.‬‬ ‫(‪)39‬‬ ‫‪ 5/152‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عبد اللّه بن الزبي رضي اللّه عنهما‬ ‫ك وَلَ ُه الَمْ ُد َو ُهوَ‬ ‫أنه كان يقول ُدبُرَ كلّ صلة حي يسلم‪" :‬ل إلهَ إِلّ اللّ ُه وَح َدهُ ل شَريكَ لَهُ‪ ،‬لَ ُه الُلْ ُ‬ ‫عَلَة كُ ّل َشيْءٍ َقدِيرٌ‪ ،‬ل َحوْ َل وَلَ ُق ّوةَ إِلّ باللّه‪ ،‬ل إِلهَ إِلّ اللّه وَلَ َن ْعبُدُ إِ ّل إيّاهُ‪ ،‬لَ ُه الّنعْ َمةُ ولَ ُه الفَضْلُ‪ ،‬وَلَهُ‬ ‫الثّنا ُء الَسَنُ‪ ،‬ل إلهَ إِلّ اللّه مُخِْلصِيَ لَهُ الدّينَ وََلوْ كَ ِر َه الكافِرُونَ" قال ابن الزبي‪ :‬وكان رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم يهلّل بنّ ُدبُرَ كُ ّل صلة‪.‬‬ ‫(‪)40‬‬ ‫‪ 6/153‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫أن فقراء الهاجرين أتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالوا‪ :‬ذهبَ أهل ال ّدثُور بالدرجات العُلى‬ ‫والنعيم القيم‪ ،‬يُصَلّون كما نُصلّي‪ ،‬ويصومون كما نصوم‪ ،‬ولم فضل من أموال يجّون با ويعتمرون‬ ‫سبِقُونَ بِ ِه مَ ْن َبعْدَكُـمْ‪ ،‬وَلَ‬ ‫وياهدون ويتصدّقون‪ ،‬فقال‪" :‬أل ُأعَلّ ُمكُ ْم َشيْئا تُ ْدرِكُو َن بِ ِه مَ ْن َسبَ َقكُ ْم َوتَ ْ‬ ‫سبّحُونَ َوتَحْمَدُونَ‬ ‫صَنعْتُمْ؟ قالوا‪ :‬بلى يارسول اللّه! قال‪ :‬تُ َ‬ ‫صنَع ِمثْلَ ما َ‬ ‫يَكُونُ أ َحدٌ أ ْفضَ َل ِمنْكُمْ إِ ّل مَنْ َ‬ ‫َوتُ َكبّرُونَ خَلْفَ كُلّ صَل ٍة ثَلثا َوثَلثيَ"‪.‬‬ ‫قال أبو صال الراوي عن أب هريرة لا سئل عن كيفية ذكره؟ يقول‪ :‬سبحان اللّه والمدُ للّه واللّه أكب‪،‬‬ ‫حت يكون منهنّ كلّهن ثلث وثلثون‪ .‬الدثور‪ :‬جع َدثْر بفتح الدال وإسكان الثاء الثلثة‪ ،‬وهو الال‬ ‫الكثي‪)41( .‬‬ ‫‪ 7/154‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن كعب بن عُجْرَة رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫ب قائُِلهُ ّن أ ْو فاعُِلهُنّ ُدبُرَ كُلّ صَل ٍة َمكْتُوَبةٍ‪:‬‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪ُ " :‬معَقّباتٌ لَ يَخِي ُ‬ ‫ي َت ْكبِيةً"‪.‬‬ ‫حمِي َدةً‪ ،‬وأرْبعا َوثَلثِ َ‬ ‫ي تَ ْ‬ ‫حةً‪َ ،‬وثَلثا َوثَلثِ َ‬ ‫سبِي َ‬ ‫ي تَ ْ‬ ‫ثَلثا َوثَلثِ َ‬ ‫‪82‬‬

‫(‪)42‬‬ ‫‪ 8/155‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَ ْن َسبّحَ اللّهَ ف ُدبُرِ كُلّ صَلةٍ ثَلثا َوثَلثِيَ‪ ،‬وَ َحمِدَ اللّ َه‬ ‫ك وَلَهُ‬ ‫ثَلثا َوثَلثيَ‪ ،‬و َكبّرَ اللّ َه ثَلثا َوثَلثِيَ‪ ،‬وَقا َل تَما َم الئة‪ :‬ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه وَ ْح َدهُ ل شَرِيكَ له‪ ،‬لَ ُه الُلْ ُ‬ ‫حرِ"‪)43(.‬‬ ‫الَمْ ُد َو ُهوَ على كُ ّل َشيْءٍ َقدِيرٌ‪ُ ،‬غفِرَتْ خَطايا ُه وَإنْ كَاَنتْ ِمثْلَ َزبَ ِد البَ ْ‬ ‫‪ 9/156‬وروينا ف صحيح البخاري ف أوائل كتاب الهاد‪ ،‬عن سعد بن أب وقاص رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫ك مِنَ‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يتعوّذ ُدبُ َر الصلة بؤلء الكلمات‪" :‬الّلهُمّ ِإنّي َأعُو ُذ بِ َ‬ ‫ب ال َقبْرِ"‪(.‬‬ ‫ك مِ ْن فْتَنةِ ال ّدنْيا‪ ،‬وأعُو ُذ بِكَ م ْن عَذَا ِ‬ ‫الُبْنِ‪ ،‬وَأعُو ُذ بِكَ أنْ أُرَدّ إل أَرْذَلِ الع ُمرِ‪ ،‬وأعُو ُذ بِ َ‬ ‫‪)44‬‬ ‫‪ 10/157‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي والنسائي‪ ،‬عن عبد اللّه بن عمرو رضي اللّه عنهما‪،‬‬ ‫ظ عََلْيهِمَا عَبْ ٌد مُسِْلمٌ إلّ دَ َخ َل الَّنةَ‪،‬‬ ‫صلَضتانِ أوْ خَلّتانِ ل يُحاِف ُ‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪َ " :‬خ ْ‬ ‫سبّحُ اللّهُ تَعال ُدبُرَ كُلّ صَل ٍة عَشْرا‪َ ،‬ويَحْ َم ُد عَشْرا‪ ،‬وُيكَبّر عَشْرا‪،‬‬ ‫هُمَا يَسِيٌ‪َ ،‬ومَ ْن َيعْمَ ُل ِبهِمَا َقلِيلٌ‪ :‬يُ َ‬ ‫ج َعةُ وَيْ َمدُ‬ ‫س ِمَئةٍ ف الِي َزاِ‪َ .‬وُيكَبّرُ أ ْربَعا َوثَلثِيَ إذَا أ َخ َذ َمضْ َ‬ ‫فَذَلِكَ َخمْسُونَ و ِمَئةٌ باللّسانِ‪ ،‬وألْفٌ وخَمْ ُ‬ ‫ف باليزَانِ"‪ .‬قال‪ :‬فلقد رأيت رسول اللّه‬ ‫ك ِمَئةٌ باللّسانِ‪ ،‬وأل ٌ‬ ‫سبّ ُح ثَلثا َوثَلثيَ‪َ ،‬فذَل َ‬ ‫ثَلثا َوثَلثيَ‪َ ،‬ويُ َ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم يعقدها بيده‪ ،‬قالوا‪ :‬يارسول اللّه! كيف ها يسي‪ ،‬ومن يعمل بما قليل؟ قال‪" :‬‬ ‫يأتِي أ َحدَكُمْ ـ يعن الشيطان ـ ف مَنامِهِ َفُيَن ّومُهُ َقبْ َل أ ْن َيقُولَهُ‪ ،‬ويأتِيهِ ف صَلتِهِ َفيُذَكّ َرهُ حا َجةً َقبْ َل أنْ‬ ‫َيقُوَلهَا" إسناده صحيح‪ ،‬إل أن فيه عطاء بن السائب وفيه اختلف بسبب اختلطه‪ ،‬وقد أشار أيوبُ‬ ‫السختيان إل صحة حديثه هذا‪)45( .‬‬ ‫‪ 11/158‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي والنسائي وغيهم‪ ،‬عن عقبة بن عامر رضي اللّه عنه‬ ‫قال‪:‬‬ ‫أمرن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن أقرأ بالعوّذتي ُدبُرَ كل صلة‪ .‬وف رواية أب داود "بالعوّذات"‬ ‫فينبغي أن يقرأ‪ :‬قل هو اللّه أحد‪ ،‬وقل أعوذ بربّ الفلق‪ ،‬وقل أعوذ بربّ الناس‪)46( .‬‬ ‫‪83‬‬

‫‪ 12/159‬وروينا بإسناد صحيح ف سنن أب داود والنسائي‪ ،‬عن معاذ رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫ك يا‬ ‫أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أخذ بيده وقال‪" :‬يا ُمعَاذُ! وَاللّهِ ِإنّي لُ ِحبّكَ‪ ،‬فَقالَ‪ :‬أُوصِي َ‬ ‫مُعاذُ! ل تَ َدعَنّ فِي ُدبُرِ كُلّ صَل ٍة َتقُولُ‪ :‬الّلهُمّ أ ِعنّي على ذِ ْك ِركَ َو ُشكْ ِر َك وَحُسْ ِن عِبا َدتِكَ"‪)47(.‬‬ ‫‪ 13/160‬وروينا ف كتاب ابن السنّ‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫كانَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قَضى صلتَه مس َح جبهتَه بيده اليمن‪ ،‬ث قال‪" :‬أ ْشهَدُ أنْ ل إلهَ‬ ‫إِلّ اللّهُ الرّحْمَنُ الرّحِيمُ‪ ،‬الّلهُمّ أ ْذ ِهبْ َعنّي الَ ّم والزنَ"‪)48(.‬‬ ‫‪ 14/161‬وروينا فيه عن أب أُمامة رضى اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫ما دنوتُ من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف ُدبُر مكتوبة ول تطوّع إل سعتُه يقول‪" :‬الّلهُ ّم اغْفِرْ ل‬ ‫ُذنُوب وَخَطايايَ كُلّها‪ ،‬الّلهُ ّم اْنعِشْنِي وا ْجبُ ْرنِي وَاهْ ِدنِي ِلصَالِح العْما ِل وَالخْلقِ‪ ،‬إنّهُ َل َيهْدِي‬ ‫ف َسيّئَها إِلّ َأْنتَ"‪)49(.‬‬ ‫ِلصَالِحها وَلَ يَصْ ِر ُ‬ ‫‪ 15/162‬م وروينا فيه عن أب سعيد الدريّ رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا فرغ من صلته ـ ل أدري قبل أن يسلّم أو بعد أن يسلّم ـ‬ ‫ب العَالَمِيَ"‪)50(.‬‬ ‫ب العِ ّز ِة عَمّا َيصِفُونَ‪َ ،‬وسَلمٌ على الُ ْرسَلِيَ‪ ،‬وَالَمْدُ ِللّهِ رَ ّ‬ ‫يقول‪ُ " :‬سبْحانَ ربّكَ رَ ّ‬ ‫‪16/162‬وروينا فيه عن أَنس رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫كان النب صلى اللّه عليه وسلم يقول إذا انصرف من الصلة‪" :‬الّلهُمّ ا ْجعَلْ َخيْ َر عُمُرِي آخِ َرهُ‪ ،‬وَ َخيْرَ‬ ‫عَمَلِي خَواتِمَهُ‪ ،‬وَا ْجعَلْ َخيْرَ َأيّامي َي ْومَ ألْقاكَ"‪)51( .‬‬ ‫‪ 17/163‬وروينا فيه عن أب بكرة رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول ف دُبر الصلة‪" :‬الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِكَ مِ َن ال ُكفْ ِر وَالفَقْرِ‬ ‫َوعَذَابِ ال َقبْرِ"‪.‬‬ ‫(‪)52‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪ 18/164‬وروينا فيه بإسناد ضعيف عن فضالة بن عبيد اللّه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذَا صَلّى أحَدُكُمْ َف ْلَيبْدَأ ِبتَحْمِيدِ اللّهِ تَعال وَالثّناء عََليْهِ‪ ،‬ثُ ّم ُيصَلّي‬ ‫على النّبّ صلى اللّه عليه وسلم ثُمْ ليَ ْدعُو بِمَا شَاءَ"‪)53(.‬‬ ‫بابُ الثّ على ذكرِ اللّه تعال بعدَ صَلةِ الصّبح‬ ‫اعلم أن أشرفَ أوقات الذكر ف النهار‪ ،‬الذكرُ بعد صلة الصبح‪.‬‬ ‫‪ 1/165‬روينا عن أنس رضي اللّه عنه ف كتاب الترمذي وغيه قال‪:‬‬ ‫قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ صَلّى الفَجْرِ ف جَما َعةٍ ثُمّ َقعَ َد يَذْ ُكرُ اللّ َه تَعال حتّى تَطْلُ َع‬ ‫ج ٍة َوعُمْ َر ٍة تا ّمةٍ تام ٍة تامةٍ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)1( .‬‬ ‫الشَ ْمسُ‪ ،‬ثُمّ صَلّى رَ ْك َعتَيْ ِن كاَنتْ كأ ْجرِ َح ّ‬ ‫‪ 2/166‬وروينا ف كتاب الترمذي وغيه‪ ،‬عن أب ذر رضي اللّه عنه‬ ‫صبْ ِح َوهُ َو ثانٍ رِجْلَيهِ َقبْ َل أنْ َيَتكَلّمَ‪:‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ قالَ فِي ُدبُرِ صَلةِ ال ّ‬ ‫ك وَلَهُ الَ ْم ُد يُحْيي َويُمِيتُ َو ُهوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ‬ ‫ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه وَ ْح َدهُ َل شَرِيكَ لَهُ‪ ،‬لَ ُه الُلْ ُ‬ ‫ح َي َعنْهُ عَشْ ُر َسيّئاتٍ‪ ،‬وَرُفِعَ لَ ُه عَشْرُ دَرَجاتٍ‪ ،‬وكا َن َي ْومَهُ ذلكَ فِي‬ ‫مرّاتٍ ُكتِبَ لَ ُه عَشْرُ حَسَناتٍ‪ ،‬ومُ ِ‬ ‫ك الَيوْمِ إِلّ الشّ ْركَ باللّ ِه تَعال"‬ ‫شيْطانِ ولَمْ يَْنبَغِ لِ َذْنبٍ أ ْن يُدْرِكَهُ ف ذل َ‬ ‫س مِنَ ال ّ‬ ‫ِحرْ ٍز مِنْ كُ ّل َمكْرُوهٍ َوحُرِ َ‬ ‫‪ .‬قال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن‪ ،‬وف بعض النسخ‪ :‬صحيح‪)2( .‬‬ ‫‪ 3/167‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن مسلم بن الارث التميمي الصحاب رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه أس ّر إليه فقال‪ :‬إذَا اْنصَرَ ْفتَ مِنْ صَل ِة الَغْرِبِ َفقُلِ‪ :‬الّل ُهمّ أجِ ْرنِي‬ ‫ت الصّبْحَ‬ ‫صّليْ َ‬ ‫ت مِنْ َليَْلتِكَ ُكتِبَ لَكَ ِجوَا ٌر ِمنْها‪ ،‬وإذَا َ‬ ‫ك ثُمّ مُ ّ‬ ‫مِ َن النّا ِر َسبْ َع مَرّاتٍ‪ ،‬فإنّكَ إذَا قُ ْلتَ ذل َ‬ ‫ت مِ ْن َيوْمِكَ ُكِتبَ لَكَ ِجوَا ٌر ِمنْها"‪.‬‬ ‫ك إنْ ُم ّ‬ ‫َفقُلْ كذَلِكَ‪ ،‬فإنّ َ‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪ 4/168‬وروينا ف مسند الِمام أحد وسنن ابن ماجه وكتاب ابن السنّ‪ ،‬عن ُأمّ سلمة رضي اللّه‬ ‫عنها قالت‪:‬‬ ‫‪85‬‬

‫ك عِلْما نافِعا‪ ،‬وعَ َملً‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا صلى الصبح قال‪" :‬الّل ُهمّ إن أسألُ َ‬ ‫ُمتَ َقّبلً‪ ،‬وَ ِرزْقا طَيّبا"‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪ 5/169‬وروينا فيه‪ ،‬عن صُهيب رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يرّك شفتيه بعد صلة الفجر بشيء‪ ،‬فقلت‪ :‬يارسول اللّه! ما‬ ‫هذا الذي تقول؟ قال‪" :‬الّلهُ ّم بِكَ أُحاوِلُ‪َ ،‬وبِكَ أُصَاوِلُ‪َ ،‬وبِكَ أُقاتِلُ" والحاديث بعن ما ذكرته كثية‪،‬‬ ‫وسيأت ف الباب الت من بيان الذكار الت تقال ف أوّل النهار ما تق ّر به العيون إن شاء اللّه تعال‪.‬‬ ‫وروينا عن أب ممد البغوي ف شرح السنّة قال‪ :‬قال علقمة بن قيس‪ :‬بلغنا أن الرض تعجّ إل اللّه تعال‬ ‫من نومة العالِم بعد صلة الصبح (‪ . )5‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫ح وعن َد الساءِ‬ ‫بابُ ما يُقال عند الصّبا ِ‬ ‫ب أوس َع منه‪ ،‬وأنا أذكرُ إن شاء اللّه تعال فيه جلً من‬ ‫ب واسعٌ جدا ليس ف الكتاب با ٌ‬ ‫اعلم أن هذا البا َ‬ ‫متصراته‪ ،‬فمن وُفّق للعمل بكلّها فهي نعمة وفضل من اللّه تعال عليه وطوب له‪ ،‬ومن عجز عن جيعها‬ ‫فليقتصرْ من متصراتا على ما شاء ولو كان ذكرا واحدا‪.‬‬ ‫والصلُ ف هذا الباب من القرآن العزيز قولُ اللّه سبحانه وتعال‪َ { :‬و َسبّ ْح بِحَمْدِ َربّكَ َقبْلَ طُلُوعِ‬ ‫ش ّي وا ِلبْكارِ} غافر‪55:‬‬ ‫الشّ ْمسِ وََقبْلَ غُرُوبِها} طه‪ 130:‬وقال تعال‪َ { :‬و َسبّ ْح بِحَمْدِ َربّكَ بالْعَ ِ‬ ‫لهْ ِر مِ َن ال َقوْ ِل بالغُ ُدوّ والصَالِ}‬ ‫وقال تعال‪{ :‬وَ اذْكُرْ َربّكَ فِي َنفْسِكَ تَضَرّعا وَخِي َف ًة وَدُونَ ا َ‬ ‫العراف‪ 205:‬قال أهل اللغة‪ :‬الصال جع أصيل‪ :‬وهو ما بي العصر والغرب‪ .‬وقال تعال‪{ :‬‬ ‫شيّ يُرِيدُو َن وَ ْجهَهُ}النعام‪ 52:‬قال أهل اللغة‪ :‬العشيّ‪ :‬ما بي‬ ‫وَلتَطْرُ ِد الّذِي َن يَ ْدعُونَ َرّبهُمْ باْلغَدَاةِ وَاْلعَ ِ‬ ‫سبّحُ لَهُ فِيها‬ ‫زوال الشمس وغروبا‪ .‬وقال تعال‪{ :‬فِي بُيُوتٍ أ ِذنَ اللّهُ أ ْن تُرَْف َع َويُذْكَرَ فِيها اسْمُهُ‪ ،‬يُ َ‬ ‫باْلغُ ُدوّ والصَالِ رِجا ٌل ل تُ ْلهِيهِ ْم تِجا َرٌة وَ َل َبيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ}النور‪ 36:‬الية‪.‬‬ ‫شيّ وَا ِلشْرَاقِ} ص‪.18:‬‬ ‫سبّحْنَ باْلعَ ِ‬ ‫لبَالَ َمعَهُ يُ َ‬ ‫وقال تعال‪{ :‬إنّا سَخّرْنا ا ِ‬ ‫‪86‬‬

‫‪ 1/170‬وروينا ف صحيح البخاري عن شدّاد بن أوس رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪َ " :‬سيّ ُد السِْت ْغفَارِ‪ :‬الّلهُ ّم أنْتَ َربّي ل إِلهَ إِ ّل أنْتَ َخَل ْقتَنِي وأنا َعبْ ُدكَ‪،‬‬ ‫ك ِبِنعْ َمتِكَ عََليّ‪ ،‬وَأبُوءُ بِذَنب‪ ،‬فا ْغفِرْ ل فإنّه ل َي ْغفِرُ‬ ‫وأنا على َعهْ ِدكَ َو َوعْ ِدكَ ما ا ْستَ َطعْتُ‪ ،‬أبُوءُ لَ َ‬ ‫صَنعْتُ‪ .‬إذا قال ذلك حي يُمسي فمات دخل النة‪ ،‬أو كان من‬ ‫ال ّذنُوبَ إِلّ َأنْتَ‪ ،‬أعُو ُذ بِكَ مِ ْن َشرّ ما َ‬ ‫أهل النة‪ ،‬وإذا قال حي يُصبح فمات من يومه‪ ،‬مثله"معن أبوء‪ :‬أق ّر وأعتر(‪)7‬‬ ‫‪ 2/171‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫حمْ ِد ِه ِمئَ َة مَ ّر ٍة‬ ‫ي يُمْسِي‪ُ :‬سبْحانَ اللّ ِه وبِ َ‬ ‫ي ُيصْب ُح َوحِ َ‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ قالَ ِح َ‬ ‫لَ ْم يأْتِ أ َح ٌد َي ْومَ القِيا َم ِة بأفْضَ َل مِمّا جا َء بِهِ إِلّ أ َحدٌ قا َل مثْلَ ما قا َل أوْ زَا َد عََليْهِ" وف رواية أب داود "‬ ‫ُسبْحانَ اللّ ِه العَظي ِم وبِحَ ْم ِدهِ"‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬ ‫‪ 3/172‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي والنسائي وغيها بالسانيد الصحيحة‪ ،‬عن عبد اللّه بن‬ ‫خُبيب ـ بضم الاء العجمة ـ رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫خرجنا ف ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبّ صلى اللّه عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه فقال‪" :‬قُلْ‪ ،‬فلم‬ ‫أقل شيئا‪ ،‬ث قال‪ :‬قُلْ‪ ،‬فلم أقل شيئا‪ ،‬ث قال‪ُ :‬قلْ‪ ،‬فقلت‪ :‬يارسول اللّه! ما أقول؟ قال‪ :‬قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ‬ ‫صبِ ُح ثَلثَ مَرّاتٍ َت ْكفِيكَ مِنْ كُ ّل َشيْءٍ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‬ ‫ي تُ ْ‬ ‫ي تُمْسِي وَ ِح َ‬ ‫وَا ُل َعوّ َذَتيْنِ حِ َ‬ ‫صحيح‪.‬‬ ‫(‪)9‬‬ ‫‪ 4/173‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي وابن ماجه وغيها بالسانيد الصحيحة‪ ،‬عن أب هريرة‬ ‫رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫ك نَحْيا‪،‬‬ ‫سيْنا‪َ ،‬وبِ َ‬ ‫صبَحْنا‪َ ،‬وبِكَ أمْ َ‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم أنه كان يقول إذا أصبح‪" :‬الّلهُ ّم بِكَ أ ْ‬ ‫ت َوإَِليْكَ النّشُورُ"‬ ‫ك نَحْيا‪َ ،‬وبِكَ نَمُو ُ‬ ‫سيْنا‪َ ،‬وبِ َ‬ ‫ك أمْ َ‬ ‫ت َوإَِليْكَ النّشُورُ؛ وإذا أمسى قال‪ :‬الّلهُ ّم بِ َ‬ ‫َوبِكَ نَمُو ُ‬ ‫قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)10(.‬‬ ‫‪87‬‬

‫‪ 5/174‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫سنِ‬ ‫حمْدِ اللّ ِه وَحُ ْ‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا كان ف سفر أو سحر يقول‪" :‬سَمّ َع سامِ ٌع بِ َ‬ ‫بَلئِ ِه عََليْنا‪َ ،‬ربّنا صَا ِحبْنا‪ ،‬وأ ْفضِ ْل عََليْنا‪ ،‬عائِذا باللّهِ م َن النّارِ" قال القاضي عياض وصاحب الطالع‬ ‫وغيها‪ :‬سّ َع بفتح اليم الشدّدة‪ ،‬ومعناه‪ :‬بلّغ سامع قول هذا لغيه‪ ،‬تنبيها على الذكر ف السحَر‬ ‫والدعاء ف ذلك الوقت‪ ،‬وضبطه الطاب وغيه سَ ِمعَ بكسر اليم الخففة؛ قال الِمام أبو سليمان‬ ‫الطاب‪ :‬سَمِ َع سامِ ٌع معناه‪ :‬شه َد شاهدٌ‪ .‬وحقيقته‪ :‬ليسمعِ السامعُ وليشهد الشاهدُ حَمْدنا اللّه تعال‬ ‫على نعمته وحسن بلئه‪.‬‬ ‫(‪)11‬‬ ‫‪ 6/175‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫كان النبّ صلى اللّه عليه وسلم إذا أمسى قال‪" :‬أمْسَيْنا وأمْسَى الُلْكُ ِللّهِ‪ ،‬والَمْدُ لِلّهِ ل إِلهَ إِلّ اللّهُ‬ ‫ك وَلَ ُه الَمْ ُد َو ُهوَ على كُ ّل َشيْءٍ قَديرٌ‪ ،‬رَبّ‬ ‫وَح َد ُه ل شَرِيكَ لَهُ" قال الراوي‪ :‬أراه قال فيهنٌ‪" :‬لَ ُه الُلْ ُ‬ ‫ك مِ ْن شَرّ ما ف هَ ِذهِ الّليَْل ِة َوشَ ّر مَا َبعْ َدهَا‪ ،‬رَبّ‬ ‫أسألُكَ َخيْرَ ما فِي هَ ِذهِ الّليَْلةِ وَ َخيْ َر مَا َبعْدَها وأعُوذ بِ َ‬ ‫صبَحَ قالَ‬ ‫ك مِ ْن عَذَابٍ ف النّارِ َوعَذَابٍ ف ال َقبْرِ‪ ،‬وَإذَا أ ْ‬ ‫ك مِ َن الكَسَل وَالَ َر ِم َوسُو ِء ال ِكبَرِ‪ ،‬أعُو ُذ بِ َ‬ ‫َأعُو ُذ بِ َ‬ ‫صبَ َح الُلْكُ لِلّهِ"‪)12(.‬‬ ‫صبَحْنا وأ ْ‬ ‫ك أيْضا‪ :‬أ ْ‬ ‫ذل َ‬ ‫‪ 7/176‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫جاء رجلٌ إل النبّ صلى اللّه عليه وسلم فقال‪ :‬يارسول اللّه! ما لقيتُ من عقرب لدغتن البارحة؟ قال‪:‬‬ ‫ت مِ ْن شَرّ ما خَلَقَ َل ْم َتضُ ّركَ" ذكره مسلم متصلً‬ ‫سيْتَ‪ :‬أعُو ُذ بِكَلِماتِ اللّ ِه التّامّا ِ‬ ‫ي أمْ َ‬ ‫"أما َلوْ ُق ْلتَ حِ َ‬ ‫بديث لولة بنت حكيم رضي اللّه عنها وهكذا‪.‬‬ ‫ت مِ ْن شَرّ ما َخلَ َق ثَلثا َل ْم َيضُ ّرهُ‬ ‫ورويناه ف كتاب ابن السن‪ ،‬وقال فيه‪" :‬أعُو ُذ ِبكَلِماتِ اللّ ِه التّامّا ِ‬ ‫َشيْءٌ"‪.‬‬ ‫(‪)13‬‬ ‫‪ 8/177‬وروينا بالِسناد الصحيح ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‬ ‫‪88‬‬

‫أن أبا بكر الصديق رضي اللّه عنه قال‪ :‬يارسول اللّه! مُرْن بكلمات أقولنّ إذا أصبحتُ وإذا أمسيت‪،‬‬ ‫شهَا َدةِ‪ ،‬رَبّ كُ ّل َشيْءٍ َومَلِيكَهُ‪ ،‬أ ْشهَدُ أن ل إلهَ‬ ‫ب وَال ّ‬ ‫قال‪" :‬قُلِ الّل ُهمّ فَاطِرَ السّ َموَاتِ وَال ْرضِ‪ ،‬عالِ َم ال َغيْ ِ‬ ‫ت وَإذَا‬ ‫سيْ َ‬ ‫ت وَإذَا أمْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫صبَ ْ‬ ‫ك مِ ْن شَ ّر َنفْسِي َو َشرّ الشّيْطا ِن َوشِرْكِهِ‪ .‬قالَ‪ُ :‬قلْها إذَا أ ْ‬ ‫إِلّ أْنتَ‪ ،‬أعُو ُذ بِ َ‬ ‫جعَكَ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫ت َمضْ َ‬ ‫أخَذْ َ‬ ‫(‪)14‬‬ ‫‪ 9/178‬وروينا نوه ف سنن أب داود من رواية أب مالك الشعري رضي اللّه عنهم أنم قالوا‪:‬‬ ‫يا رسول اللّه! علّمنا كلمة نقولا إذا أصبحنا وإذا أمسينا واضطجعنا‪ ،‬فذكره‪ ،‬وزاد فيه بعد قوله‪:‬‬ ‫ف سُوءا عَلى أْنفُسِنا أ ْو نَجُ ّرهُ إل مُسِْلمٍ" قوله صلى اللّه عليه وسلم "وشركه" روي‬ ‫َوشِرْكِهِ "وأ ْن َنقْتَ ِر َ‬ ‫على وجهي‪ :‬أظهرها وأشهرها بكسر الشي مع إسكان الراء من الِشراك‪ :‬أي ما يدعو إليه ويوسوس‬ ‫به من الِشراك باللّه تعال‪ ،‬والثان َشرَكه بفتح الشي والراء‪ :‬حبائله ومصايده‪ ،‬واحدها شَرَكة بفتح‬ ‫الشي والراء وآخره هاء‪.‬‬ ‫(‪)15‬‬ ‫‪ 10/179‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن عثمان بن عفان رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَا مِ ْن عَبْ ٍد َيقُولُ ف صَباحِ كُ ّل َي ْومٍ َومَساءِ كُلّ َليَْلةٍ‪ ،‬باسْمِ اللّ ِه‬ ‫ث مَرّاتٍ لَ ْم َيضُرّه شَيْءٌ"‬ ‫ض وَل ف السّما ِء َو ُهوَ السّمِي ُع العَلِيم‪ ،‬ثَل َ‬ ‫الّذي َل يَضُرّ مَ َع اسْمِهِ َشيْءٌ فِي ال ْر ِ‬ ‫صبْهُ َفجْأ ُة بَلءٍ"‪.‬‬ ‫قال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬هذا لفظ الترمذي‪ .‬وف رواية أب داود‪" :‬لَم ُت ِ‬ ‫(‪)16‬‬ ‫‪ 11/180‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن ثوبان رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫حمّدٍ‬ ‫ي يُمْسِي‪ :‬رَضِيتُ باللّه َربّا‪ ،‬وَبا ِلسْلمِ دِينا‪ ،‬وبِمُ َ‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ قالَ ِح َ‬ ‫ضيَهُ" ف إسناده سعد بن الرزبان أبو سعد‬ ‫صَلى اللّ ُه عََليْ ِه َوسَلّم َنِبيّا‪ ،‬كانَ َحقّا على اللّه تعال أ ْن يُرْ ِ‬ ‫البقال بالباء‪ ،‬الكوفّ مول حذيفة بن اليمان‪ ،‬وهو ضعيف باتفاق الفّاظ (‪ ، )17‬وقد قال الترمذي‪:‬‬ ‫هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه‪ ،‬فلعله صحّ عنده من طريق آخر‪ .‬وقد رواه أبو داود‬ ‫‪89‬‬

‫والنسائي بأسانيد جيدة عن رجل خدم النبّ صلى اللّه عليه وسلم عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم بلفظه‪،‬‬ ‫فثبت أصل الديث‪ ،‬وللّه المد‪ .‬وقد رواه الاكم أبو عبد اللّه ف الستدرك على الصحيحي؛ وقال‪:‬‬ ‫حديث صحيح السناد‪ ،‬ووقع ف رواية أب داود وغيه‪" :‬وبحم ٍد رسولً" وف رواية الترمذي‪" :‬نبيّا"‬ ‫فيستحبّ أن يمع الِسان بينهما فيقول "نبيّا ورسولً" ولو اقتصر على أحدها كان عاملً بالديث‪.‬‬ ‫(‪)18‬‬ ‫‪ 12/181‬وروينا ف سنن أب داود بإسناد جيد ل يضعفه‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫حتُ ُأ ْشهِ ُدكَ‬ ‫صبَ ْ‬ ‫ي ُيصْب ُح أوْ يُمْسِي‪ :‬الّلهُمّ ِإنّي أ ْ‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ قالَ ح َ‬ ‫حمّدا َعبْ ُدكَ‬ ‫ك أنّكَ أْنتَ ل إِلهَ إِ ّل أنْتَ‪ ،‬وأ ّن مُ َ‬ ‫ك وَجَمِيعَ خَ ْلقِ َ‬ ‫ك َومَلئِ َكتَ َ‬ ‫وُأشْهِدُ حَمََل َة عَ ْرشِ َ‬ ‫صفَهُ مِ َن النّار‪َ ،‬ومَنْ قَالَها ثَلثا َأعْتَقَ اللّهُ‬ ‫وَ َرسُولُكَ‪ .‬أ ْعتَقَ اللّهُ ُرُبعَهُ مِنَ النّارِ‪ ،‬فَ َمنْ قَاَلهَا مَ ّرَتيْ ِن أعْتَقَ اللّ ُه ن ْ‬ ‫تعال ثَلَثةَ أ ْربَاعِهِ‪ ،‬فإنْ قاَلهَا أَ ْربَعا أ ْعَتقَه اللّ ُه تَعال مِ َن النّارِ"‪.‬‬ ‫(‪)19‬‬ ‫‪ 13/182‬وروينا ف سنن أب داود بإسناد ل يضعفه‪ ،‬عن عبد اللّه بن غنّام بالغي العجمة والنون‬ ‫الشددة البياضي الصحاب رضي اللّه عنه‬ ‫صبَحَ بِي مِ ْن ِنعْ َمةٍ فَ ِمنْكَ‬ ‫ي ُيصْبحُ‪ :‬الّل ُه ّم ما أ ْ‬ ‫أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم قال‪" :‬مَنْ قالَ حِ َ‬ ‫ي يُمْسِي‬ ‫ك الَمْ ُد وَلَكَ الشّكْرُ‪َ ،‬فقَدْ أدّى ُشكْ َر َي ْومِهِ؛ َومَنْ قَالَ مِثْلَ ذلكَ ِح َ‬ ‫وَحْ َد َك ل شَرِيكَ لَكَ‪ ،‬لَ َ‬ ‫َفقَد أدّى ُشكْرَ لَيَلتِهِ"‪.‬‬ ‫(‪)20‬‬ ‫‪ 14/183‬وروينا بالسانيد الصحيحة ف سنن أب داود والنسائي وابن ماجه‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه‬ ‫عنهما قال‪:‬‬ ‫ل يكن النبّ صلى اللّه عليه وسلم يَ َدعُ هؤلء الدعوات حي يُمسي وحي يُصبح‪" :‬الّلهُمّ إن أسألُكَ‬ ‫ي وأهْلِي ومَالِي‪ ،‬الّلهُ َمّ اسْتُرْ‬ ‫ك ال َعفْ َو وَالعَافَِيةَ ف دِين وَ ُدْنيَا َ‬ ‫العاِفَيةَ فِي ال ّدْنيَا وال ِخ َرةِ‪ ،‬الّل ُهمّ إن أسألُ َ‬ ‫َعوْرَاتِي وآمِنْ َروْعاتِي‪ ،‬الّلهُمّ ا ْحفَ ْظنِي مِ ْن َبيْن يَدَيّ ومِنْ خَ ْلفِي َوعَنْ يَمِينِي َوعَ ْن شِمالِي َومِنْ َفوْقِي‪،‬‬ ‫‪90‬‬

‫حتِي" قال وكيع‪ :‬يعن السف‪ .‬قال الاكم أبو عبد اللّه‪ :‬هذا حديث‬ ‫ك أنْ ُأغْتا َل مِ ْن تَ ْ‬ ‫وأعُو ُذ ِبعَظَ َمتِ َ‬ ‫صحيح الِسناد‪)21( .‬‬ ‫‪ 15/184‬وروينا ف سنن أب داود والنسائي وغيها بالِسناد الصحيح عن عليّ رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫ك الكَ ِر ِي‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬أنه كان يقول عند مضجعه‪" :‬الّلهُمّ ِإنّي أعُو ُذ ِبوَ ْجهِ َ‬ ‫ف ا َلغْ َرمَ والَأثَ‪ ،‬الّلهُ ّم ل ُيهْ َزمُ ُجنْ ُدكَ‬ ‫ت تَكْشِ ُ‬ ‫صَيتِهِ‪ ،‬الّلهُمّ أْن َ‬ ‫َوبِكَلِماتِكَ التّا ّمةِ مِ ْن شَر ما أنْتَ آخِ ٌذ بِنا ِ‬ ‫ك َوبِحَ ْم ِدكَ"‪)22(.‬‬ ‫ف َوعْ ُدكَ‪ ،‬وَلَ َيْنفَعُ ذَا الَ ّد ِمنْكَ الَدّ‪ُ ،‬سبْحانَ َ‬ ‫وَل ُيخْلَ ُ‬ ‫‪ 16/185‬وروينا ف سنن أب داود وابن ماجه بأسانيد جيدة عن أب عياش ـ بالشي العجمة ـ‬ ‫رضي اللّه عنه‬ ‫صبَحَ‪ :‬ل إلهَ إِلّ اللّ ُه وَحْ َدهُ َل شَرِيكَ لَهُ‪ ،‬لَهُ الُلْ ُ‬ ‫ك‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ قالَ ِإذَا أ ْ‬ ‫وَلَهُ الَ ْم ُد َوهُوَ على كُ ّل َشيْءٍ َقدِيرٌ‪ .‬كانَ لَ ُه عِدْلُ رََقَبةٍ مِنْ وَلَ ِد إسْمَاعِيلَ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وكُِتبَ‬ ‫شيْطانِ حت‬ ‫ط َعنْ ُه عَشْ ُر َسيّئاتٍ‪ ،‬وَرُِفعَ لَ ُه عَشْرُ َدرَجاتٍ‪ ،‬وكانَ فِي ِحرْ ٍز مِنَ ال ّ‬ ‫ت وَحُ ّ‬ ‫سنَا ٍ‬ ‫لَ ُه عَشْرُ حَ َ‬ ‫سيَ‪ ،‬وَإنْ قَاَلهَا إِذَا أمْسَى كانَ له ِمثْلُ ذلكَ حتّى ُيصْبحَ"‪)23(.‬‬ ‫يُمْ ِ‬ ‫‪ 17/186‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬بإسناد ل يضعفه‪ ،‬عن أب مالك الشعري رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫صبَ َح الُلْكُ لِلّهِ رَ ّ‬ ‫ب‬ ‫حنَا وأ ْ‬ ‫صبَ ْ‬ ‫صبَحَ أحَدُكُمْ َف ْلَيقُلْ‪ :‬أَ ْ‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إذَا أ ْ‬ ‫ك مِ ْن شَر ما فِي ِه َوشَرّ‬ ‫العَالَ ِميَ‪ ،‬الّلهُ ّم أسألُكَ َخْي َر هَذَا الَيوْمِ َفتْحَ ُه َوَنصْ َر ُه َونُو َر ُه َوبَرَ َكتَهُ َوهُدَاهُ‪ ،‬وأعُو ُذ بِ َ‬ ‫ما َبعْدَهُ‪ .‬ثُمّ إذا أمْسَى َف ْلَيقُلْ ِمثْلَ ذلكَ"‪.‬‬ ‫(‪)24‬‬ ‫‪ 18/187‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن عبد الرحن بن أب بكرة أنه قال لبيه‪ :‬يا أبتِ! إن أسعك‬ ‫تدعو ك ّل غداة‪" :‬الّلهُ ّم عافِن فِي بَدَن‪ ،‬الّلهُ ّم عاِفنِي ف سَ ْمعِي‪ ،‬الّل ُه ّم عافِن ف َبصَري‪ ،‬الّل ُهمّ إن أعُوذُ‬ ‫ب القَبِ‪ ،‬ل إِلهَ إِلّ أْنتَ" تعيدها حي تصبح ثلثا‪،‬‬ ‫بِكَ مِنَ ال ُكفْ ِر وَالفَقْرِ‪ ،‬الّلهُمّ إن أعُو َذ بِكَ مِ ْن عَذَا ِ‬ ‫وثلثا حي تُمسي‪ ،‬فقال‪ :‬إن سعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدعو بنّ‪ ،‬فأنا أُحبّ أن أست‬ ‫بسنّته‪.‬‬ ‫‪91‬‬

‫(‪)25‬‬ ‫‪ 19/188‬وروينا ف سنن أب داود عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‬ ‫ي تُمْسُونَ وَحِيَ‬ ‫سبْحان اللّهِ حِ َ‬ ‫ي ُيصْبحُ {فَ ُ‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‪" :‬مَنْ قالَ حِ َ‬ ‫خرِجُ‬ ‫ل ّي مِنَ ا َلّيتِ ويُ ْ‬ ‫ي تُ ْظهِرُونَ‪ُ .‬يخْ ِرجُ ا َ‬ ‫ض َوعَشِيّا وَ ِح َ‬ ‫ُتصْبِحونَ‪ .‬وَلَهُ الَمْدُ ف السّ َموَاتِ وَ ال ْر ِ‬ ‫ك تُخْرجُونَ} الروم‪17 :‬ـ ‪ 19‬أدرك ما فاتَهُ فِي‬ ‫حيِي ال ْرضَ َبعْ َد َم ْوِتهَا وَكَذَلِ َ‬ ‫ليّ‪ ،‬ويُ ْ‬ ‫ا َلّيتَ مِ َن ا َ‬ ‫ي يُمْسِي أَ ْد َركَ ما فَاتَهُ ف َليَْلتِهِ" ل يضعفه أبو داود‪ ،‬وقد ضعفه البخاري ف‬ ‫َيوْمِهِ ذلكَ‪َ ،‬ومَنْ قاَلهُنّ حِ َ‬ ‫تاريه الكبي‪ ،‬وف كتابه كتاب الضعفاء‪.‬‬ ‫(‪)26‬‬ ‫‪ 20/189‬وروينا ف سنن أب داود عن بعض بنات النبّ صلى اللّه عليه وسلم ورضي عنهنّ‪،‬‬ ‫حمْ ِدهِ‪ ،‬ل ُق ّوةَ إِلّ‬ ‫ي تُصْبحيَ‪ُ :‬سبْحانَ اللّه وبِ َ‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان يُعلّمها فيقول‪" :‬قُول ح َ‬ ‫ط ِبكُلّ‬ ‫باللّهِ‪ ،‬ما شاءَ اللّه كَانَ‪ ،‬ومَا لَ ْم يَشأ لَ ْم َيكُن‪ ،‬أعَْلمُ أنّ اللّهَ على كُ ّل َشيْءٍ َقدِيرٌ‪ ،‬وأَنّ اللّهَ قَدْ أحا َ‬ ‫ت ُيصْبحَ"‪(.‬‬ ‫ي يُمْسِي ُحفِظَ ح ّ‬ ‫سيَ‪َ ،‬ومَنْ قَاَلهُنّ حِ َ‬ ‫ي ُيصْبحُ ُحفِظَ حتّى يُمْ ِ‬ ‫َشيْءٍ عِلْما‪ ،‬فإنّهُ مَنْ قاَلهُنّ حِ َ‬ ‫‪)27‬‬ ‫‪ 21/190‬وروينا ف سنن أب داود عن أب سعيد الدري رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫دخلَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذاتَ يوم السجد فإذا هو برجل من النصار يُقال له أبو أمامة‪،‬‬ ‫فقال‪" :‬يا أبا أُما َمةَ! ما ل أرَاكَ جالِسا ف الَسْجِدِ فِي َغيْ ِر وَ ْقتِ صَلةٍ؟" قال‪ :‬هوم لزمتن وديون يا‬ ‫ك وقضى َعنْكَ َدْينَكَ؟" قلت‪ :‬بلى يا‬ ‫رسول اللّه! قال‪" :‬أفَل ُأعَلّمُكَ كَلما إذَا ُق ْلتَهُ أ ْذهَبَ اللّ ُه هَمّ َ‬ ‫ك مِنَ‬ ‫ك مِ َن الَ ّم والُزن‪ ،‬وأعُو ُذ بِ َ‬ ‫سيْتَ‪ :‬الّلهُمّ إِن أعُو ُذ بِ َ‬ ‫ت وَإذَا أمْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫صبَ ْ‬ ‫رسول اللّه! قال‪":‬قُلْ إذَا أ ْ‬ ‫ك مِ ْن غََلَبةِ ال ّديْ ِن وََقهْرِ الرّجالِ"‪ .‬قال‪ :‬ففعلتُ‬ ‫ك مِ َن الُبْ ِن والبُخلِ‪ ،‬وأعو ُذ بِ َ‬ ‫ج ِز والكَسَلِ‪ ،‬وأعُو ُذ بِ َ‬ ‫العَ ْ‬ ‫ذلك‪ ،‬فأذهبَ اللّه تعال هّي وغمّي وقضى عن دين‪)28( .‬‬ ‫‪ 22/191‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬بإسناد صحيح‪ ،‬عن عبد اللّه بن أبزى رضي اللّه عنه قال‪:‬‬

‫‪92‬‬

‫حنَا على ِفطْ َر ِة ا ِلسْلمِ‪ ،‬وكَلِ َم ِة الِخْلصِ‪،‬‬ ‫صبَ ْ‬ ‫كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا أصبح قال‪" :‬أ ْ‬ ‫حمّدٍ صلى اللّه عليه وسلم‪َ ،‬ومِّلةِ إِبْرَاهِيمَ صلى اللّه عليه وسلم َحنِيفا مُسْلِما ومَا أنا مِنَ‬ ‫وَ ِديْ ِن نِبيّا مُ َ‬ ‫الُشْرِ ِكيَ"‪.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬كذا وقع ف كتابه‪" :‬ودين نبيّنا ممد" وهو غي متنع‪ ،‬ولعلّه صلى اللّه عليه وسلم قال ذلك جهرا‬ ‫ليسمعَه غيه فيتعلمه‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫(‪)29‬‬ ‫‪ 23/192‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عبد اللّه بن أوف رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫صبَحَ الُلْكُ ِللّ ِه عَ ّز وَجَلّ‪ ،‬وَالَمْدُ ِللّهِ‪،‬‬ ‫صبَحْنا وأ ْ‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا أصبح قال‪ :‬أ ْ‬ ‫وَال ِكبْرِيا ُء وَالعَظَ َمةُ ِللّهِ‪ ،‬وَالَ ْل ُق وَالمْ ُر وَالّليْ ُل وَالّنهَا ُر وَما َسكَنَ فِيهما لِلّ ِه تَعال‪ ،‬الّلهُمّ! ا ْجعَلْ َأوّ َل هَذَا‬ ‫النّهارِ صَلحا‪َ ،‬وَأ ْوسَطَ ُه نَجاحا وآخِ َرهُ فَلحا‪ ،‬يا أَرْحَمَ الرّاحِمِيَ!"‪.‬‬ ‫(‪)30‬‬ ‫‪ 24/193‬وروينا ف كتاب الترمذي وابن السن‪ ،‬بإسناد فيه ضعف‪ ،‬عن مَعقل بن يسار رضي اللّه‬ ‫عنه‬ ‫صبِ ُح ثَلثَ َمرّاتٍ‪ :‬أعُوذُ باللّهِ السّمِيع العَلِي ِم مِ َن‬ ‫ي ُي ْ‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ قَالَ حِ َ‬ ‫ك ُيصَلّو َن عََليْهِ‬ ‫ت مِ ْن سُو َرةِ الَشْرِ‪ ،‬وَكّلَ اللّ ُه تَعال بِ ِه َسْبعِيَ أَلْفَ مَلَ ٍ‬ ‫الشّيْطَانِ الرّجِيمِ‪ ،‬وََق َرأَ ثَلثَ آيا ٍ‬ ‫ك ا َلنْزَِلةِ"‪.‬‬ ‫ي يُمْسِي كانَ بِتلْ َ‬ ‫ت َشهِيدا‪َ ،‬ومَنْ قَاَلهَا حِ َ‬ ‫ك الَي ْومِ ما َ‬ ‫سيَ‪ ،‬وَإنْ ماتَ فِي ذَلِ َ‬ ‫َحتّى يُمْ ِ‬ ‫(‪)31‬‬ ‫‪ 25/194‬وروينا ف كتاب ابن السنّ‪ ،‬عن ممد بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫سْبتُمْ أنَما‬ ‫و ّج َهنَا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف سرية‪ ،‬فأمَ َرنَا أن نقرأ إذا أمسينا وأصبحنا‪{ :‬أَفَحَ ِ‬ ‫خََلقْناكُ ْم َعبَثا}الؤمنون‪ 115 :‬فقرأنا‪ ،‬فغنمنا وسلمنا‪.‬‬ ‫(‪)32‬‬ ‫‪93‬‬

‫‪ 26/195‬وروينا فيه عن أنس رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يدعو بذه الدعوة إذا أصبح وإذا أمسى‪" :‬الّلهُ ّم أسألُكَ منْ‬ ‫ليْرِ‪ ،‬وأعُو ُذ بِكَ مِنْ فَجأةِ الشّرّ"‪.‬‬ ‫فَجْأةِ ا َ‬ ‫(‪)33‬‬ ‫‪ 27/196‬وروينا فيه عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫ك بِهِ؟‬ ‫ك أنْ تَسْ َمعِي ما أُوصِي ِ‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لفاطمة رضي اللّه عنها‪" :‬ما يَ ْمَنعُ ِ‬ ‫ت وَإذَا أمْسَْيتِ‪ :‬يا َحيّ يَا َقيّومُ بِكَ أ ْسَتغِيثُ فأصْلِحْ ل شأنِي ُكلّ ُه وَلَ َتكِلْن إل َنفْسِي‬ ‫ح ِ‬ ‫صبَ ْ‬ ‫َتقُولِيَ إذَا أ ْ‬ ‫طَرَْف َة عَيْنِ"‪)34(.‬‬ ‫‪ 28/197‬وروينا فيه‪ ،‬بإسناد‪ ،‬ضعيف‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‪:‬‬ ‫أن رجلً شكا إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه تُصيبُه الفاتُ‪ ،‬فقال له رسولُ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ك َشيْءٌ" فقالنّ الرجلُ‪،‬‬ ‫حتَ‪ :‬باسمِ اللّ ِه على َنفْسِي وأهْلي ومَال‪ ،‬فإنّ ُه ل يَ ْذ َهبُ لَ َ‬ ‫صبَ ْ‬ ‫وسلم‪" :‬قُلْ إذَا أ ْ‬ ‫ت عنه الفاتُ‪.‬‬ ‫فذهب ْ‬ ‫(‪)35‬‬ ‫‪ 29/198‬وروينا ف سنن ابن ماجه وكتاب ابن السن‪ ،‬عن ُأمّ سلمة رضي اللّه عنها؛‬ ‫ك عِلْما نافعا‪ ،‬وَرِزْقا َطيّبا‪،‬‬ ‫أنّ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا أصبح قال‪":‬الّلهُمّ إن أسألُ َ‬ ‫َوعَ َملً ُمَت َقبّلً"‪.‬‬ ‫(‪)36‬‬ ‫‪ 20/199‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‪ ،‬قال‪:‬‬

‫‪94‬‬

‫ت منْكَ ف ِنعْ َم ٍة وَعاِفَيةٍ‬ ‫ح ُ‬ ‫صبَ ُ‬ ‫صبَحَ‪ :‬الّلهُمّ إن أ ْ‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ قالَ إذَا أ ْ‬ ‫صبَ َح َوإِذَا َأمْسَى‪ ،‬كان‬ ‫ث مَرّاتٍ إِذَا أ ْ‬ ‫ك عَليّ َوعَاِفَيتَكَ َو َستْ َركَ فِي ال ّدنْيا وال ِخ َرةِ‪ .‬ثَل َ‬ ‫َوسَتْرٍ‪ ،‬فأتِ ّم ِنعْ َمتَ َ‬ ‫َحقّا على اللّهِ تَعال أ ْن ُيتِ ّم عََليْهِ"‪)37(.‬‬ ‫‪ 31/200‬وروينا ف كتاب الترمذي وابن السن‪ ،‬عن الزبي بن العوّام رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫ح ُيصْبِ ُح العِبادُ إِ ّل مُنا ٍد يُنادِي‪ُ :‬سبْحانَ الَلكِ‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬ما مِنْ صَبا ٍ‬ ‫ك القُدّوسَ"‪)38(.‬‬ ‫صرَخَ صَارِخٌ‪ :‬أيّها اللئقُ! َسبّحوا الَل َ‬ ‫القُدّوس" وف رواية ابن السن "إلّ َ‬ ‫‪ 32/201‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن بُريدة رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ت عََليْهِ ل إِلهَ إِ ّل ُهوَ‬ ‫صبَ َح َوإِذَا أمْسَى‪َ :‬رّبيَ اللّ ُه َتوَكّ ْل ُ‬ ‫قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ قَالَ إذَا أ ْ‬ ‫ش العَظيمِ‪ ،‬ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه العَِليّ العَظِيمُ‪ ،‬ما شاءَ اللّ ُه كانَ‪ ،‬ومَا لَ ْم يَشاْ لَمْ‬ ‫ت َو ُهوَ رَبّ العَ ْر ِ‬ ‫عََليْهِ َتوَكّ ْل ُ‬ ‫لنّة"‪(.‬‬ ‫ط بِكُ ّل َشيْ ٍء عِلْما‪ ،‬ثُ ّم مَاتَ دَخَ َل ا َ‬ ‫يَكُنْ‪َ ،‬أعْلَ ُم أنّ اللّهَ على ُك ّل شَيْءٍ قَدِيرٌ‪ ،‬وأنّ اللّهَ قَدْ أحا َ‬ ‫‪)39‬‬ ‫‪ 33/202‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه؛‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪":‬أَيعْجِزُ أ َحدُكُ ْم أنْ َيكُونَ كأبِي ضَ ْمضَمٍ؟" قالُوا‪َ :‬ومَ ْن أبُو‬ ‫شتُمُ‬ ‫صبَحَ قالَ‪ :‬الّلهُمّ إِن َق ْد َوهَْبتُ نَفْسِي َوعِرْضِي لَكَ‪ ،‬فَل يَ ْ‬ ‫ضَ ْمضَ ٍم يَا َرسُولَ اللّهِ؟! قالَ‪" :‬كَانَ إِذَا أ ْ‬ ‫ض َربَهُ"‪)40( .‬‬ ‫ب مَنْ َ‬ ‫مَ ْن َشتَمَهُ‪ ،‬وَلَ يَ ْظلِ ُم مَ ْن ظَلَمَهُ‪ ،‬وَل َيضْرِ ُ‬ ‫‪ 34/203‬وروينا فيه‪ ،‬عن أب الدرداء رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫سبِيَ اللّهُ ل إِلهَ إِلّ‬ ‫ي يُمْسِي‪ :‬حَ ْ‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪":‬مَنْ قالَ فِي كُ ّل َي ْومٍ حِيَ يُصْب ُح وَ ِح َ‬ ‫ش العَظِي ِم َسبْ َع مَرّاتٍ َكفَاهُ اللّ ُه تَعال ما أهّ ُه مِ ْن أمْرِ ال ّدنْيا والخِ َرةِ"‪.‬‬ ‫ب العَ ْر ِ‬ ‫ُهوَ عََليْ ِه َتوَكّ ْلتُ َو ُهوَ رَ ّ‬ ‫(‪)41‬‬ ‫‪ 35/204‬وروينا ف كتاب الترمذي وابن السن‪ ،‬بإسناد ضعيف‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬‬

‫‪95‬‬

‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ قَرأ {حَم} ا ُل ْؤمِن إل‪{ :‬إِلَيْ ِه الَصِيُ} غافر‪1 :‬ـ ‪ 3‬وآيةَ‬ ‫ي يُمْسِي ُحفِظَ ِبهِما َحتّى ُيصْبحَ"‪.‬‬ ‫ظ ِبهِمَا حتّى يُمْسِي‪َ ،‬ومَنْ قَرأهُما ِح َ‬ ‫الكُ ْر ِسيّ حِيَ يُصْبحُ ُحفِ َ‬ ‫(‪)42‬‬ ‫فهذه جلةٌ من الحاديث الت قصدنا ذكرَها‪ ،‬وفيها كفايةٌ لن وفّقه اللّه تعال‪ ،‬نسألُ اللّه العظيم التوفيقَ‬ ‫للعمل با وسائر وجوه الي‪.‬‬ ‫‪ 36/205‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن طلق بن حبيب‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫جاء رجلٌ إل أب الدرداء فقال‪ :‬يا أبا الدرداء قد احترق بيتُك‪ ،‬فقال‪ :‬ما احترق‪ ،‬ل يكن اللّه عزّ وجلّ‬ ‫ليفعلَ ذلك بكلمات سعتهنّ من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬من قالا أوّل ناره ل تصبْه مصيبةٌ‬ ‫حت يُمسي‪ ،‬ومَنْ قالا آخ َر النهار ل تصبْه مصيبةٌ حت يُصبحَ‪" :‬الّلهُ َمّ أنتَ رَب‪ ،‬ل إِلهَ إِلَّ َأْنتَ عََليْكَ‬ ‫ش العَظِيمِ‪ ،‬ما شاءَ اللّ ُه كانَ‪َ ،‬ومَا لَ ْم يَشأْ َل ْم يَكُنْ‪ ،‬ل َح ْو َل وَل ُق ّوةَ إِلّ باللّهِ‬ ‫ب العَ ْر ِ‬ ‫َتوَكّ ْلتُ وأنْتَ رَ ّ‬ ‫ط ِبكُ ّل شَيْ ٍء عِلْما‪ ،‬الّل ُهمّ إِن أعُو ُذ بِكَ‬ ‫العَِل ّي العَظِيمِ‪ ،‬أعَْل ُم أنّ اللّ َه عَلى كُ ّل َشيْءٍ َقدِيرٌ‪ ،‬وأنّ اللّهَ قَدْ أحَا َ‬ ‫سَتقِيمٍ"‪.‬‬ ‫ط مُ ْ‬ ‫صيَتها‪ ،‬إنّ َربّي على صِرَا ٍ‬ ‫مِ ْن شَ ّر َنفْسِي‪َ ،‬ومِ ْن شَرّ ُكلّ دَاّبةٍ أْنتَ آخِ ٌذ بِنا ِ‬ ‫ورواه من طريق آخر‪ ،‬من أصحاب النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬ل يقل عن أب الدرداء‪ ،‬وفيه‪ :‬أنه تكرّر‬ ‫ت وهو يقول‪ :‬ما احترقتْ لن سعتُ النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫ميء الرجل إليه يقول‪ :‬أدرِك دارَك فقد احترق ْ‬ ‫وسلم يقول‪" :‬مَن قال حي يُصبح هذه الكلمات ـ وذكر هذه الكلمات ـ ل يُصبه ف نفسه ول أهله‬ ‫ول ماله شيء يكرهه" وقد قلتها اليوم‪ ،‬ث قال‪ :‬انضوا بنا‪ ،‬فقام وقاموا معه‪ ،‬فانتهوا إل داره وقد احترق‬ ‫ما حولا ول يصبها شيء‪.‬‬ ‫(‪)43‬‬ ‫بابُ ما يُقالُ ف صَبيح ِة المعة‬ ‫اعلم أن ك ّل ما يُقال ف غي يوم المعة يُقال فيه‪ ،‬ويُزاد (‪ )44‬استحبابُ كثرة الذكر فيه على غيه‪،‬‬ ‫ويُزادُ كثرةُ الصلة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪ 1/206‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه‬ ‫‪96‬‬

‫حةَ َيوْ ِم الُ ُم َعةِ َقبْلَ صَل ِة الغَدَاةِ‪ :‬أسَْت ْغفِرُ اللّ َه الّذِي ل‬ ‫صبِي َ‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ قالَ َ‬ ‫ت ِمثْلَ َزبَ ِد البَحْرِ"‪.‬‬ ‫ل ّي ال َقيّومَ وأتُوبُ إَِليْ ِه ثَلثَ َمرّاتٍ َغفَرَ اللّهُ ُذنُوبَ ُه وََلوْ كَانَ ْ‬ ‫إِلهَ إِ ّل ُهوَ ا َ‬ ‫ب الِكثارُ من الدعاء ف جيع يوم المعة من طلوع الفجر إل غروب الشمس رَجاءَ مصادفة‬ ‫ويُستح ّ‬ ‫ساعة الِجابة‪ ،‬فقد اختُلف فيها على أقوال كثية‪ ،‬فقيل‪ :‬هي بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس‪،‬‬ ‫وقيل‪ :‬بعد طلوع الشمس‪ ،‬وقيل‪ :‬بعد الزوال‪ ،‬وقيل‪ :‬بعد العصر‪ ،‬وقيل غي ذلك‪ .‬والصحيحُ‪ ،‬بل‬ ‫الصوابُ الذي ل يوز غيُه ما ثبت ف صحيح مسلم (‪ : )45‬عن أب موسى الشعريّ‪ ،‬عن رسول اللّه‬ ‫سلّم من الصلة‪)46( .‬‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم؛ أنا ما بيَ جلوس الِمام على النب إل أن يُ َ‬ ‫بابُ ما يَقولُ إذا طلعتِ الشّمس‬ ‫‪ 1/207‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬بإسناد ضعيف‪ ،‬عن أب سعيد الدريّ رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا طلعت الشمس قال‪" :‬الَمْدُ ِللّ ِه الّذي جَلّلَنا الَي ْومَ عافَِيتَهُ‪ ،‬وَجاءَ‬ ‫ت بِهِ مَلِئكَتُكَ وحَ َمَلةُ‬ ‫ت بِهِ ِلَنفْسِكَ‪َ ،‬و َشهِدَ ْ‬ ‫ت أ ْشهَدُ لَكَ بِما َشهِدْ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫صبَ ْ‬ ‫بالشَ ْمسِ‪ ،‬مِ ْن مَطَْلعِها‪ ،‬الّلهُمّ أ ْ‬ ‫لكِيمُ‪ ،‬ا ْكتُبْ‬ ‫ت القائِ ُم بالقِسْطِ‪ ،‬ل إِلهَ إِ ّل أْنتَ العَزِي ُز ا َ‬ ‫ك إنّكَ َأْنتَ اللّهُ ل إِلهَ إِ ّل أنْ َ‬ ‫ك وَجَمِيعُ خَ ْلقِ َ‬ ‫عَ ْرشِ َ‬ ‫ك وأُولِي العِ ْلمِ‪ ،‬الّلهُ ّم أنْتَ السّل ُم َو ِمنْكَ السّلمُ َوإَِليْكَ السّلمُ‪ ،‬أسألُكَ يا ذَا‬ ‫شَهادَت َبعْ َد شَها َد ِة مَلئِ َكتِ َ‬ ‫ستَجِيبَ لَنا َد ْعوََتنَا‪ ،‬وأ ْن ُتعْ ِطيَنَا َر ْغَبتَنا‪ ،‬وأنْ ُت ْغنِينَا عَمّ ْن أ ْغنَْيتَهُ عَنّا مِنْ َخ ْلقِكَ‪ ،‬الّلهُمّ‬ ‫الَل ِل والِكْرَامِ أنْ تَ ْ‬ ‫شتِي‪ ،‬وأصْلِحْ ل آ ِخ َرتِي اّلتِي إَليْها‬ ‫ي اّلتِي فِيها َمعِي َ‬ ‫أصْلحْ ل دِينِي الّذِي ُه َو ِعصْ َمةُ أمْرِي‪ ،‬وأصْلِحْ ل ُدنْيا َ‬ ‫ُمنْقََلبِي"‪)47(.‬‬ ‫‪ 2/208‬وروينا فيه عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه موقوفا عليه أنه جعلَ من يَرْقبُ له طلوع‬ ‫الشمس‪ ،‬فلما أخبه بطلوعها قال‪ :‬الَمْدُ ِللّ ِه الّذِي َوهَبَ َلنَا هَذَا الَيوْمَ وأقالَنا فِيهِ من (‪)48‬‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا استقّلتِ (‪ )49‬الشّمس‬ ‫‪ 1/209‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عمرو بن عبسة رضي اللّه عنه‪،‬‬

‫‪97‬‬

‫سَتقِلّ الشّ ْمسُ َفَيبْقَى َشيْ ٌء مِنْ َخلْقِ اللّ ِه َتعَال إِ ّل َسبّ َح‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬ما تَ ْ‬ ‫شيْطانِ وأعْتَا ِء َبنِي آ َدمَ" فَسأْلتُ عَنْ أعْتاء بَنِي آ َدمَ؟ فَقالَ‪" :‬شِرَارُ‬ ‫اللّ َه عَ ّز وَجَ ّل َوحَمِ َدهُ إِ ّل ما كا َن مِنَ ال ّ‬ ‫الَلْقِ"‪)50(.‬‬ ‫بابُ ما يقولُ بعدَ َزوَال الشّمسِ إل العصر‬ ‫ضأَ‪ ،‬وإذا قص َد‬ ‫قد تقدم إذا َلِبسَ ثوبَه‪ ،‬وإذا خرجَ من بيته‪ ،‬وإذا دخ َل اللءَ‪ ،‬وإذا خرج منه‪ ،‬وإذا تو ّ‬ ‫السجدَ‪ ،‬وإذا وص َل بابَه‪ ،‬وإذا صارَ فيه‪ ،‬وإذا سع الؤذّن والقيمَ‪ ،‬وما بي الذان والِقامة‪ ،‬وما يقولُه إذا‬ ‫أرا َد القيام للصلة‪ ،‬وما يقولُه ف الصلة من أوّلا إل آخرها‪ ،‬وما يقولُه بعدها‪ ،‬وهذا كلّه يشتركُ فيه‬ ‫جي ُع الصلوات‪.‬‬ ‫ب الِكثار من الذكار وغيها من العبادات عقبَ الزوال‪.‬‬ ‫ويستح ّ‬ ‫‪ 1/210‬لا روينا ف كتاب الترمذي عن عبد اللّه بن السائب رضي اللّه عنه‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يُصلّي أربعا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر‪ ،‬وقال‪" :‬إنّها‬ ‫صعَدَ ل فِيها عَمَلٌ صَاِلحٌ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪.‬‬ ‫ب أنْ َي ْ‬ ‫ساعةٌ ُت ْفتَحُ فِيها أْبوَابُ السّماءِ‪ ،‬فأُ ِح ّ‬ ‫شيّ‬ ‫ك بالعَ ِ‬ ‫حمْد َربّ َ‬ ‫ويُستحبّ كثرةُ الذكار بعد وظيفة الظهر؛ لعموم قول اللّه تعال‪َ { :‬وسَبّ ْح بِ َ‬ ‫وَا ِلبْكارِ} غافر‪ 55 :‬قال أهل اللغة‪ :‬العشيّ من زوال الشمس إل غروبا‪ .‬قال الِمام أبو منصور‬ ‫الزهري (‪ : )51‬العش ّي عند العرب‪ :‬ما بي أن تزولَ الشمس إل أن تغرب‪)52( .‬‬ ‫ب ما يقولُه بع َد العصرِ إل غُروبِ الشّمس‬ ‫با ُ‬ ‫ب الِكثارُ من الذكار ف العصر استحبابا متأكدا‬ ‫قد تقدم ما يقولُه بعد الظهر والعصر كذلك‪ ،‬ويُستح ّ‬ ‫فإنا الصلة الوسطى على قول جاعات من السلف واللف‪ ،‬وكذلك تُستحبّ زياد ُة العتناء بالذكار‬ ‫ب الِكثارُ من الذكار بعد العصر‬ ‫ف الصبح‪ ،‬فهاتان الصلتان أصحّ ما قيل ف الصلة الوسطى‪ ،‬ويُستح ّ‬ ‫حمْدِ َربّكَ َقبْ َل طُلُوعِ الشّ ْمسِ وََقبْ َل غُرُوبِها} طه‪130 :‬‬ ‫سبّ ْح بِ َ‬ ‫وآخر النهار أكثر‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬فَ َ‬ ‫ش ّي وا ِلبْكارِ}غافر‪ 55 :‬وقال اللّه تعال‪{ :‬واذْ ُكرْ َربّكَ ف‬ ‫وقال اللّه تعال‪َ { :‬و َسبّ ْح بِحَمْدِ َربّكَ بالعَ ِ‬ ‫سبّحُ‬ ‫لهْ ِر مِ َن القَوْ ِل بالغُ ُد ّو والصَال} العراف‪ 205 :‬وقال تعال‪{ :‬يُ َ‬ ‫َنفْسِكَ َتضَرّعا وَخِي َفةً َودُو َن ا َ‬ ‫‪98‬‬

‫لَهُ فِيها بالغُ ُد ّو والصَالِ رِجا ٌل ل تُ ْلهِيهِمْ تِجا َرٌة وَل َبيْ ٌع عَنْ ذِكْرِ اللّهِ} النور‪ 36:‬وقد تقدم أن الصال‬ ‫ما بي العصر والغرب‪.‬‬ ‫‪ 1/211‬وروينا ف كتاب ابن السن بإسناد ضعيف‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬لَنْ أَ ْجِلسَ مَعَ َق ْومٍ يَذْ ُكرُونَ اللّ َه عَ ّز وَ َج ّل مِنْ صَلةِ ال َعصْرِ إل‬ ‫ل مِنْ َأنْ أ ْعتِ َق ثَمَاِنَيةً مِ ْن وَلَ ِد إسْماعِيلَ"‪)53(.‬‬ ‫أ ْن َتغْرُبَ الشّ ْمسُ‪ ،‬أ َحبّ إ ّ‬ ‫ب ما يقولُه إذا سعَ أذانَ الغرب‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/212‬روينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن ُأمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت‪:‬‬ ‫ك َوإِ ْدبَا ُر نَها ِركَ‬ ‫علّمن رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن أقول عند أذان الغرب‪" :‬الّلهُ ّم هَذَا إقْبالُ َليْلِ َ‬ ‫ك فا ْغفِرْ ل"‪)54(.‬‬ ‫صوَاتُ دُعاتِ َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ب ما يقولُه بعدَ صَلةِ الغرب‬ ‫با ُ‬ ‫قد تقدم قريبا أنه يقول عقيب كل الصلوات الذكارَ التقدمة‪ ،‬ويُستحبّ أن يزيدَ فيقول بعد أن يصلّي‬ ‫سنّة الغرب‪:‬‬ ‫‪ 1/213‬ما رويناه ف كتاب ابن السن عن ُأمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت‪:‬‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا اصرف من صلة الغرب يدخل فيصلي ركعتي ث يقول فيما‬ ‫ب وَا َلبْصَا ِر َثّبتْ ُقلُوبَنا على دِينِكَ"‪.‬‬ ‫ب القُلُو ِ‬ ‫يدعو‪" :‬يا ُمقَّل َ‬ ‫(‪)55‬‬ ‫‪ 2/214‬وروينا ف كتاب الترمذي عن عمارة بن شبيب قال‪:‬‬ ‫ك وَلَ ُه الَمْ ُد‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ قالَ ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه َوحْ َدهُ لَ شَرِيكَ لَهُ‪ ،‬لَهُ الُلْ ُ‬ ‫ح ًة يََت َكفّلُونَهِ‬ ‫حيِي ويُمِيتُ َو ُه َو عَلى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْ َر مَرّاتٍ على أثَ ِر ا َلغْرِبِ‪َ ،‬بعَثَ اللّ ُه تَعال لَ ُه مَسَْل َ‬ ‫يُ ْ‬ ‫ت مُوجِبات‪َ ،‬ومَحَا َعنْهُ عَشْرَ سَيّئاتٍ‬ ‫شيْطانِ َحتّى يُصْبحَ‪ ،‬وَ َكتَبَ اللّهُ لَ ُه بِها عَشْرَ حَسَنا ٍ‬ ‫(‪ )56‬مِنَ ال ّ‬ ‫‪99‬‬

‫ب ُمؤْمناتٍ" قال الترمذي‪ :‬ل نعرفُ لعمارة بن شبيب ساعا من‬ ‫مُوبِقاتٍ‪ ،‬وكانَتْ لَ ُه ِبعِدْ ِل عَشْرِ رِقا ٍ‬ ‫النب صلى اللّه عليه وسلم‪)57( .‬‬ ‫قلت‪ :‬وقد رواه النسائي ف كتاب عمل اليوم والليلة من طريقي‪ :‬أحدها هكذا‪ ،‬والثان عن عمارة عن‬ ‫رجل من الننصار‪ .‬قال الافظ أبو القاسم بن عساكر‪ :‬هذا الثان هو الصواب‪.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬قوله‪" :‬مَسلحة" بفتح اليم وإسكان السي الهملة وفتح اللم وبالاء الهملة‪ :‬وهم الرس‪.‬‬ ‫بابُ ما يقرؤُه ف صَلةِ الوت ِر وما يقولُه بعدَها‬ ‫السنّة لن أوترَ بثلث ركعات أن يقرأ ف الول بعد الفاتة‪َ { :‬سبّ ِح اسْمَ َربّكَ العْلَى} وف الثانية{قُلْ‬ ‫يا أيّها الكافِرُونَ} وف الثالثة‪{ :‬قُ ْل ُهوَ اللّهُ أ َحدٌ} وا ُل َعوّ َذَتيْنِ‪ .‬فإن نسي {سَبّح} ف الول}‪ ،‬أتى با‬ ‫مع {قل يا أيّها الكافرون} ف الثانية‪ ،‬وكذا إن نسيَ ف الثانية{قل يا أيّها الكافرون} أتى با ف الثالثة‬ ‫مع {قل هو اللّه أحد} والعوّذتي‪.‬‬ ‫‪ 1/215‬وروينا ف سنن أب داود والنسائي وغيها بالِسناد الصحيح‪ ،‬عن أُبّ بن كعب رضي اللّه‬ ‫عنه قال‪:‬‬ ‫ك القُدّوسِ" وف رواية النسائي‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا سلّم ف الوتر قال‪ُ " :‬سبْحانَ الَلِ ِ‬ ‫س ثَلثَ َمرّاتٍ"‪.‬‬ ‫ك القُدّو ِ‬ ‫وابن السن " ُسبْحانَ الَلِ ِ‬ ‫(‪)58‬‬ ‫‪ 2/216‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي والنسائي عن عليّ رضي اللّه عنه؛‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان يقول ف آخر وتره‪" :‬الّلهُمّ إن َأعُوذُ بِرِضَاكَ مِ ْن سَخَطِكَ‪ ،‬وأعُو ُذ‬ ‫بِمُعافاتِكَ مِ ْن ُعقُوبَتِكَ‪ ،‬وأعُو ُذ بِكَ ل أُ ْحصِي ثَناءً عََليْكَ َأنْتَ كما أْثَنيْتَ على َنفْسِك" قال الترمذي‪:‬‬ ‫حديث حسن‪)59( .‬‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا أرا َد النومَ واضطجعَ على فراشِه‬

‫‪100‬‬

‫ض وَا ْختِلَفِ الّليْ ِل وَالنّها ِر لياتٍ لُول اللْبابِ‪ .‬الّذِينَ‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬إنّ ف َخلْقِ السّ َموَاتِ وَال ْر ِ‬ ‫يَذْكُرُونَ اللّه قِياما وَُقعُودا َوعَلى ُجنُوِبهِمْ} آل عمران‪190 :‬ـ ‪ 191‬اليات‪.‬‬ ‫‪ 1/217‬وروينا ف صحيح البخاري رحه اللّه‪ ،‬من رواية حذيفة وأب ذرّ رضي اللّه عنهما‪:‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا أوى إل فراشه قال‪ " :‬باسْمِكَ الّلهُمّ أحْيا وأمُوت" ورويناهُ‬ ‫ف صحيح مسلم‪ ،‬من رواية الباء بن عازب رضي اللّه عنهما‪)60( .‬‬ ‫‪ 2/218‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال له ولفاطمة رضي اللّه عنهما‪" :‬إذَا أ َويْتُما إل فِرَا ِشكُما‪ ،‬أوْ إذَا‬ ‫أخَ ْذتُما َمضَا ِج َعكُما َف َكبّرَا ثَلثا َوثَلثِيَ‪َ ،‬و َسبّحا ثَلثا وثَلثِيَ‪ ،‬وَا ْحمَدَا ثَلَثا َوثَلثِيَ"‪.‬‬ ‫سبِيحُ أ ْربَعا َوثِلثِيَ"‪.‬‬ ‫وف رواية‪" :‬التّ ْ‬ ‫وَف رواية‪" :‬الّتكْبيُ أرْبعا َوثَلثِيَ"‪ .‬قا َل عليّ‪ :‬فما تركته منذ سعتُه من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪،‬‬ ‫قيل له‪ :‬ول ليلة صفي؟ قال‪ :‬ول ليلة صفّي‪.‬‬ ‫(‪)61‬‬ ‫‪ 3/219‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذَا أوَى أ َحدُكُمْ إل ِفرَاشِهِ َف ْليَْن ُفضْ ِفرَاشَهُ بِدَاخَلةِ إِزَا ِرهِ‪ ،‬فإنّهُ ل‬ ‫ت َنفْسِي فا ْرحَمْها‪،‬‬ ‫سكْ َ‬ ‫ض ْعتُ َجْنبِي َوبِكَ أرَْفعُهُ‪ ،‬إنْ أمْ َ‬ ‫يَدْرِي ما َخَلفَ ُه عََليْهِ‪ ،‬ثُ ّم َيقُولُ‪ :‬باسْمِكَ رَب وَ َ‬ ‫ظ بِ ِه عِبا َد َك الصّالِحيَ" وف رواية "َيْنفُضُ ُه ثَلثَ َمرّاتٍ"‪.‬‬ ‫حفَ ُ‬ ‫َوإِنْ أ ْرسَ ْلتَها فا ْحفَظْها با تَ ْ‬ ‫(‪)62‬‬ ‫‪ 4/220‬وروينا ف الصحيحي عن عائشة رضي اللّه عنها‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬كان إذا أخذ مضجعه نفث ف يديه وقرأ بالعوّذات ومسح بما‬ ‫جسده‪.‬‬ ‫‪101‬‬

‫(‪)63‬‬ ‫‪ 5/221‬وف الصحيحي عنها‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا أوى إل فراشه كل ليلة جع كفّيه ث نفث فيهما وقرأ فيهما‪{ :‬قُلْ‬ ‫ب الناس} ثُم مسح بما ما استطاع من جسده‪،‬‬ ‫ب الفَلَقِ} و{قُ ْل أعُو ُذ بِرَ ّ‬ ‫ُهوَ اللّهُ أ َحدٌ} و{قُ ْل أعُو ُذ بِرَ ّ‬ ‫يبدأ بما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده‪ ،‬يفعل ذلك ثلث مرّات‪ ،‬قال أهل اللغة‪ :‬النفث‪ :‬نفخ‬ ‫لطيف بل ريق‪.‬‬ ‫(‪)64‬‬ ‫‪ 6/222‬وروينا ف الصحيحي عن أب مسعود النصاري البدري عقبة بن عمرو رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬اليَتا ِن مِنْ آ ِخ ِر سُو َرةِ الَبقَ َرةِ مَنْ قَرأ ِبهِما ف َليَْلةٍ َكفَتاهُ"‪.‬‬ ‫اختلف العلماء ف معن كفتاه؛ فقيل‪ :‬من الفات ف ليلته وقيل‪ :‬كفتاه من قيام ليلته‪ .‬قلت‪ :‬ويوز أن‬ ‫يُراد المران‪.‬‬ ‫‪ 7/223‬وروينا ف الصحيحي عن البَراء بن عازب رضي اللّه عنهما‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫جعَكَ َفَتوَضَّأ وُضُو َءكَ لِلصّلةِ‪ ،‬ثُ ّم اضْطَجِعْ على‬ ‫ت َمضْ َ‬ ‫قال ل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪":‬إذَا أَتيْ َ‬ ‫ت َظهْرِي إَِليْكَ‪َ ،‬ر ْغَب َة وَ َر ْهبَةً‬ ‫ضتُ أمْرِي إَِليْكَ‪ ،‬وَألأْ ُ‬ ‫ِشقِكَ اليْمَ ِن وَقُلِ‪ :‬الّلهُ ّم أسَْل ْمتُ َنفْسِي إَِليْكَ‪ ،‬وََفوّ ْ‬ ‫ك الّذي أنْزَْلتَ‪َ ،‬ونَِبيّكَ الّذي أَ ْر َس ْلتَ‪ .‬فإ ْن ِمتّ‬ ‫إَِليْكَ‪ ،‬ل ملجأ وَل َمنْجَى ِمنْكَ إِلّ إِليْكَ‪ ،‬آ َمْنتُ ِبكِتابِ َ‬ ‫ِمتّ على الفِطْ َرةِ‪ ،‬وا ْجعَ ْلهُنّ آخِ َر ما َتقُولُ" هذا لفظ إحدى روايات البخاري‪ ،‬وباقي رواياته وروايات‬ ‫مسلم مقاربة لا‪)65( .‬‬ ‫(‪)66‬‬ ‫‪ 8/224‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫وكّلن رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بفظ زكاة رمضان‪ ،‬فأتان آتٍ فجعل يثو من الطعام‪ ..‬وذكر‬ ‫الديث‪ ،‬وقال ف آخره‪ :‬إذا أويتَ إل فراشِكَ فاقرأ آيةَ الكرسي‪ ،‬فإنه لن يزا َل معكَ من اللّه تعال‬ ‫‪102‬‬

‫ك َو ُهوَ َكذُوبٌ‪ ،‬ذَاكَ‬ ‫حافظ‪ ،‬ول يقربَك شيطانٌ حت ُتصْبِحَ‪ .‬فقال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪":‬صَدَقَ َ‬ ‫شَيطانٌ" أخرج ُه البُخاري ف صحيحه فقال‪ :‬وقال عثمان بن اليثم‪ :‬حدّثنا عوف عن ممد بن سيين‪،‬‬ ‫عن أب هريرة وهذا متصل‪ ،‬فإن عثمان بن اليثم أحد شيوخ البخاري الذين روى عنهم ف صحيحه‪،‬‬ ‫وأما قول أب عبد اللّه الميدي ف المع بي الصحيحي‪ :‬إن البخاري أخرجه تعليقا‪ ،‬فغي مقبول؛ فإن‬ ‫الذهب الصحيح الختار عند العلماء والذي عليه الحقّقون أن قول البخاري وغيه‪" :‬وقال فلن" ممولٌ‬ ‫على ساعه منه واتصاله إذا ل يكن مدلّسا وكان قد لقيَه‪ ،‬وهذا من ذلك‪ .‬وإنا العلّ ُق ما أسقط البخاري‬ ‫منه شيخه أو أكثر بأن يقول ف مثل هذا الديث‪ :‬وقال عوف‪ ،‬أو قال ممد بن سيين‪ ،‬وأبو هريرة‪،‬‬ ‫واللّه أعلم‪.‬‬ ‫(‪)67‬‬ ‫‪ 9/225‬وروينا ف سنن أب داود عن حفصة ُأ ّم الؤمن رضي اللّه عنها؛‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا أرادَ أن يرقدَ وضعَ يدَه اليمن تتَ خدّه ث يقول‪ :‬الّلهُمّ قِن‬ ‫ث مَرّاتٍ" ورواه الترمذي من رواية حذيفة‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ث عِبا َدكَ‪ .‬ثَل َ‬ ‫ك َي ْومَ َتْبعَ ُ‬ ‫عَذَابَ َ‬ ‫وقال‪ :‬حديث صحيح حسن‪ .‬ورواه أيضا من رواية الباء بن عازب ول يذكر فيها ثلث مرات‪.‬‬ ‫(‪)68‬‬ ‫‪ 10/226‬وروينا ف صحيح مسلم وسنن أب داود والترمذي والنسائي وابن ماجه‪ ،‬عن أب هريرة‬ ‫رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫ت وَرَبّ ال ْر ِ‬ ‫ض‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم أنه كان يقولُ إذا أوى إل فراشه‪" :‬الّلهُمّ رَبّ السّ َموَا ِ‬ ‫ب وَالّنوَى‪ُ ،‬منَزّل الّتوْرَا ِة وَالِنِي ِل وَالقُرآنِ‪ ،‬أعُوذُ‬ ‫بّ العَ ْرشِ العَظِيمِ‪َ ،‬ربّنا وَرَبّ كُ ّل َشيْءٍ‪ ،‬فالِ َق الَ ّ‬ ‫وَرَ َ‬ ‫ك شَيْءٌ‪ ،‬وأنْتَ الخِرُ َفَلْيسَ َبعْ َدكَ‬ ‫ت الوّلُ َفَلْيسَ َقْبلَ َ‬ ‫بِكَ مِنْ شَرّ كُلّ ذِي شَ ّر أْنتَ آ ِخ ٌذ ِبنَاصَِيتِهِ؛ أنْ َ‬ ‫ك شَيْءٌ‪ ،‬ا ْقضِ َعنّا ال ّديْنَ‪ ،‬وأ ْغنِنا مِنَ‬ ‫ك َشيْءٌ‪ ،‬وأْنتَ الباطِنُ َفَلْيسَ دُونَ َ‬ ‫َشيْءٌ‪ ،‬وَأنْتَ الظّاهِرُ فََلْيسَ َفوْقَ َ‬ ‫ال َفقْرِ" وف رواية أب داود "ا ْقضِ َعنّي ال ّديْنَ‪ ،‬وأغْنِن مِ َن الفَقرِ"‪.‬‬ ‫(‪)69‬‬

‫‪103‬‬

‫‪ 11/227‬وروينا بالِسناد الصحيح ف سنن أب داود والنسائي‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫ك الكَ ِريِ‪،‬‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه كان يقول عند مضجعه‪" :‬الّلهُمّ إن أعُو ُذ ِبوَ ْجهِ َ‬ ‫صيَتِهِ‪ ،‬الّلهُ ّم أْنتَ َتكْشِفُ ا َلغْ َر َم والأثَ‪ ،‬اللّضهُ ّم ل ُيهْ َزمُ ُجنْ ُدكَ‪،‬‬ ‫ك التّامّة‪ ،‬مِ ْن شَ ّر ما أْنتَ آخِ ٌذ ِبنَا ِ‬ ‫وَكَلِماتِ َ‬ ‫ف َوعْ ُدكَ‪ ،‬وَل َيْنفَعُ ذَا الَ ّد ِمنْكَ الَدّ‪ُ ،‬سبْحانَكَ الّلهُ ّم َوبِحَ ْم ِدكَ"‪.‬‬ ‫وَل ُيخْلَ ُ‬ ‫(‪)70‬‬ ‫‪ 12/228‬وروينا ف صحيح مسلم وسنن أب داود والترمذي عن أنس رضي اللّه عنه؛‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا أوى إل فراشه قال‪" :‬الَمْدُ ِللّ ِه الّذي أطْعَمَنا َو َسقَانا‪،‬‬ ‫وكَفانا وآوَانا‪َ ،‬فكَ ْم مِمّنْ ل كاِفيَ لَ ُه وَل ُم ْؤوِيَ" قال الترمذي‪ :‬حديث حس صحيح‪.‬‬ ‫(‪)71‬‬ ‫‪ 13/229‬وروينا بالِسناد السن ف سنن أب داود‪ ،‬عن أب الزهريّ‪ ،‬ويقال‪ :‬أبو زهي الناري‬ ‫رضي اللّه عنه؛‬ ‫ضعْتُ َجْنبِي‪،‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال‪" :‬باسْمِ اللّهِ وَ َ‬ ‫ي العْلَى" النديّ‪ :‬بفتح النون‬ ‫الّلهُ ّم اغْفِرْ َذْنبِي‪ ،‬وأخْسِىءْ َشيْطانِي‪ ،‬وَفُكّ رِهانِي‪ ،‬وَا ْجعَ ْلنِي فِي النّدِ ّ‬ ‫وكسر الدال وتشديد الياء‪.‬‬ ‫وروينا عن الِمام أب سليمان أحد بن ممد بن إبراهيم بن الطاب الطاب رحه اللّه ف تفسي هذا‬ ‫ي العلى‪:‬‬ ‫الديث قال‪ :‬النديّ‪ :‬القوم الجتمعون ف ملس‪ ،‬ومثله النادي‪ ،‬وجعه أندية‪ .‬قال‪ :‬يريد بالند ّ‬ ‫الل العلى من اللئكة‪.‬‬ ‫(‪)72‬‬ ‫‪ 14/230‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن نوفل الشجعي رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال ل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬اقْرأ‪ :‬قُ ْل يا أيّها الكافِرُونَ‪ ،‬ثُ ّم نَمْ على خاتِ َمتِها فإنّها َبرَاءَ ٌة مِنَ‬ ‫الشّ ْركِ"‪.‬‬ ‫‪104‬‬

‫وف مسند أب يعلى الوصلي‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‪،‬‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬أل أدُّلكُمْ على كَلِ َم ٍة ُتنَجّيكُ ْم مِ َن الِشْرَاكِ باللّ ِه عَ ّز وَجَلّ‪ ،‬تَقْرَؤونَ‪:‬‬ ‫قُ ْل يا أيّها الكافِرُونَ ِعنْ َد َمنَامِكُمْ" (‪)73‬‬ ‫‪ 15/231‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن عرباض بن سارية رضي اللّه عنه؛‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ السبّحات ((‪ )74‬قبل أن يرقد‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪.‬‬ ‫(‪)75‬‬ ‫‪ 16/232‬وروينا عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪:‬‬ ‫كان النبّ صلى اللّه عليه وسلم ل ينامُ حت يقرأ بن إسرائيل والزمر‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حديث (‪)76‬‬ ‫‪ 17/233‬وروينا بالِسناد الصحيح ف سنن أب داود عن ابن عمر رضي اللّه عنهما؛‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان يقول إذا أخذ مضجعه‪ " :‬الَمْدُ لِلّ ِه الّذي كفان وآوَانِي‪ ،‬وأ ْطعَ َمنِي‬ ‫َو َسقَانِي‪ ،‬وَالّذِي مَ ّن عَل ّي فأ ْفضَلَ‪ ،‬وَالّذي أعطانِي فأ ْجزَل‪ ،‬الَمْدُ ِللّهِ على كُلّ حالٍ؛ الّلهُمّ رَبّ كُلّ‬ ‫ك مِ َن النّارِ"‪)77(.‬‬ ‫َشيْءٍ َومَلِيكَهُ‪َ ،‬وإِلهَ كُ ّل َشيْءٍ‪ ،‬أعُو ُذ بِ َ‬ ‫‪ 18/234‬وروينا ف كتاب الترمذي عن أب سعيد الدري رضي اللّه عه‪،‬‬ ‫ي يَأوِي إل ِفرَاشِهِ‪ :‬أ ْستَ ْغفِرُ اللّ َه الّذي ل إِلهَ إِ ّل هُ َو الَيّ‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ قَالَ حِ َ‬ ‫حرِ‪ ،‬وَ ِإنْ كَاَنتْ عَ َددَ‬ ‫ال َقيّومَ وأتُوب إَِليْهِ‪ ،‬ثَلثَ َمرّاتٍ‪َ ،‬غفَرَ اللّ ُه تَعال لَهُ ُذنُوبَ ُه وَ ِإنْ كاَنتْ مِثْلَ َزبَ ِد البَ ْ‬ ‫النّجُومِ‪َ ،‬وِإنْ كاَنتْ عَ َددَ َرمْ ِل عالٍ‪ ،‬وَ إ ْن كاَنتْ عَ َد َد أيّامِ ال ّدْنيَا"‪)78(.‬‬ ‫‪ 19/235‬وروينا ف سنن أب داود وغيه بإسناد صحيح‪ ،‬عن رجل من أسلم من أصحاب النبّ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫كنتُ جالسا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فجاء رجلٌ من أصحابه فقال‪ :‬يا رسول اللّهِ! ُل ِدغْتُ‬ ‫سيْتَ‪ :‬أعُوذُ‬ ‫ي أمْ َ‬ ‫الليلةَ فلم أن حت أصبحتُ‪ ،‬قال‪" :‬مَاذَا؟" قال‪ :‬عقربٌ‪ ،‬قال‪ " :‬أما إنّكَ َلوْ ُق ْلتَ حِ َ‬ ‫ت مِ ْن شَرّ ما خَلَقَ َل ْم َيضُ ّركَ َشيْءٌ إنْ شاءَ اللّ ُه تَعال"‪.‬‬ ‫بكَلِماتِ اللّ ِه التّامّا ِ‬ ‫‪105‬‬

‫ورويناه أيضا ف سنن أب داود وغيه من رواية أب هريرة‪ ،‬وقد تقدّم (‪ )79‬روايتنا له عن صحيح‬ ‫مسلم ف باب‪ :‬ما يقال عند الصباح والساء‪.‬‬ ‫(‪)80‬‬ ‫‪20/236‬وروينا ف كتاب ابن السن عن أنس رضي اللّه عنه؛‬ ‫ت مِتّ‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم أوصى رجلً إذا أخذ مضجعه أن يقرأ سورة الشر وقال‪ ":‬إنْ ِم ّ‬ ‫لّنةِ"(‪)81‬‬ ‫َشهِيدا" أو قال‪" :‬مِ ْن أهْ ِل ا َ‬ ‫‪ 21/237‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما؛‬ ‫ك مَمَاتُها َومَحْياها‪،‬‬ ‫أنه أمر رجلً إذا أخذ مضجعه أن يقول‪" :‬الّلهُ ّم أنْتَ َخَل ْقتَ َنفْسِي وأْنتَ َتَتوَفّاها‪ ،‬لَ َ‬ ‫إنْ أ ْحَيْيتَها فا ْحفَظْها‪ ،‬وَإ ْن أمَتّها فا ْغفِرْ َلهَا‪ ،‬الّلهُ ّم إنّي أسألُكَ العاِفَيةَ" قال ابن عمر‪ :‬سعته من رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪)82( .‬‬ ‫‪ 22/238‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي وغيها بالسانيد الصحيحة‪ ،‬حديث أب هريرة رضي‬ ‫اللّه عنه الذي قدّمناه ف باب‪ :‬ما يقول عند الصباح والساء ف قصة أب بكر الصديق رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫شهَا َدةِ رَبّ كُ ّل َشيْ ٍء َومَلِيكَهُ‪ ،‬أ ْشهَدُ أنْ ل إِلهَ إِلّ أْنتَ‬ ‫ض عالِ َم ال َغْيبِ وَال ّ‬ ‫"الّلهُ ّم فاطِرَ السّ َموَاتِ وال ْر ِ‬ ‫ج ْعتَ"‪( .‬‬ ‫ت وَإذَا َأمْسَْيتَ وَإذَا اضْ َط َ‬ ‫ح َ‬ ‫صبَ ْ‬ ‫شيْطا ِن َوشِرْكِهِ‪ .‬قُلْها إذَا أَ ْ‬ ‫ك مِ ْن َش ّر َنفِسِي َوشَرّ ال ّ‬ ‫أعُو ُذ بِ َ‬ ‫‪)83‬‬ ‫‪ 23/239‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬وابن السنن‪ ،‬عن شداد بن أوس رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ما مِ ْن مُسْلِ ٍم يأوي إل فِرَاشِهِ َفَيقْرأُ سُو َر ًة مِنْ كِتابِ اللّ ِه تَعال‬ ‫ع َشيْئا َيقْ َربُ ُه ُيؤْذِيهِ حتّى َي ُهبّ َمتَى َهبّ" إسناده‬ ‫جعَهُ إِ ّل وَكّلَ اللّ ُه عَ ّزوَجَلَ بِهِ مَلَكا ل يَ َد ُ‬ ‫حِيَ يأخُذُ مَضْ َ‬ ‫ضعيف‪ ،‬ومعن هبّ‪ :‬انتبه وقام‪)84( .‬‬ ‫‪ 24/240‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن جابر رضي اللّه عنه‪،‬‬

‫‪106‬‬

‫ك َو َشيْطانٌ‪َ ،‬فقَا َل‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪":‬إنّ الرّجُلَ إذَا أوَى إل فِرَاشِ ِه ابْتَدَ َر ُه مَلَ ٌ‬ ‫ك َيكْلَؤهُ"‪.‬‬ ‫شيْطانُ‪ :‬ا ْختِ ْم بِشَرّ‪ ،‬فإنْ ذَكَرَ اللّ َه تَعال ثُ ّم نا َم باتَ الَلَ ُ‬ ‫خيْرٍ‪ ،‬فَقالَ ال ّ‬ ‫الَلَكُ‪ :‬الّلهُمّ ا ْختِمْ بِ َ‬ ‫(‪)85‬‬ ‫‪ 25/241‬وروينا فيه عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي الّله عنهما‪،‬‬ ‫ض ْعتُ‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه كان يقول إذا اضطجع للنوم‪" :‬الّلهُمّ! باسْمِكَ رَب وَ َ‬ ‫َجْنبِي فا ْغفِرْ ل َذْنبِي"‪.‬‬ ‫(‪)86‬‬ ‫‪ 26/242‬وروينا فيه عن أب أُمامة رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫ت النبّ صلى اللّه عليه وسلم يقولُ‪" :‬مَ ْن أوَى إل ِفرَاشِهِ طاهِرا‪ ،‬وَذَ َكرَ اللّ َه عَ ّز وَجَلّ َحتّى يُدْرِكَ ُه‬ ‫سع ُ‬ ‫النّعاسُ لَ ْم َيَتقَّلبْ سا َع ًة مِنَ الّليْ ِل يَسألُ اللّ َه عَ ّز َوجَلّ فِيها َخيْرا مِنْ َخيْر ال ّدنْيا والخ َرةِ إِلّ أعْطا ُه إيّاهُ"‪(.‬‬ ‫‪)87‬‬ ‫‪ 27/243‬وروينا فيه عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪:‬‬ ‫كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا أوى إل فراشه قال‪" :‬الّلهُ ّم أ ْمِتعْنِي بِسَ ْمعِي َوَبصَرِي‪ ،‬وَا ْجعَ ْلهُما‬ ‫ع فإنّهُ‬ ‫ك مِ ْن غََلَبةِ ال ّديْ ِن َومِنَ الُو ِ‬ ‫ث ِمنّي‪ ،‬وَانْصُ ْرنِي على عَ ُدوّي وَأ ِرنِي َثأْرِي‪ ،‬الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِ َ‬ ‫الوَارِ َ‬ ‫س الضّجِيعُ"‪.‬‬ ‫ِبئْ َ‬ ‫قال العلماء‪ :‬معن اجعلهما الوارث من‪ :‬أي أبقهما صحيحي سليمي إل أن أموت؛ وقيل الراد بقاؤها‬ ‫وقوتما عند الكِبَر وضعف العضاء وباقي الواس‪ :‬أي اجعلهما وارث ْي قوّة باقي العضاء والباِقيَيْن‬ ‫بعدها؛ وقيل الراد بالسمع‪ :‬وعي ما يسمع والعمل به‪ ،‬وبالبصر‪ :‬العتبار با يرى‪ ،‬وروي "واجعله‬ ‫الوارث من" َفرَدّ الاء إل الِمتاع فوحّدَه‪.‬‬ ‫(‪)88‬‬ ‫‪ 28/244‬وروينا فيه عن عائشة رضي اللّه عنها أيضا‪ ،‬قالت‪:‬‬ ‫‪107‬‬

‫ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ـ منذ صحبته ـ ينامُ حت فارقَ الدنيا حت يتعوّذ من الب‬ ‫والكسل‪ ،‬والسآمة والبخل‪ ،‬وسوءِ ال ِكبَر‪ ،‬وسوء النظر ف الهل والال‪ ،‬وعذاب القب‪ ،‬ومن الشيطان‬ ‫وشركه‪)89( .‬‬ ‫‪ 29/245‬وروينا فيه عن عائشة أيضا‪،‬‬ ‫حةً‪ ،‬صَادِقَة َغيْرَ كا ِذَبةً‪ ،‬ناِف َع ًة َغيْرَ ضَا ّرةٍ‪.‬‬ ‫أنا كانتْ إذا أرادتْ النومَ تقول‪ :‬الّلهُمّ ِإنّي أسألُكَ ُرؤْيا صَاِل َ‬ ‫وكانتْ إذا قالت هذا قد عرفوا أنا غي متكلمة بشيء حت تصب َح أو تستيقظَ من الليل‪)90( .‬‬ ‫‪ 30/246‬وروى الِمام الافظ أبو بكر بن أب داود بإسناده‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫ما كنتُ أرى أحدا يعقل ينام قبل أن يقرأ اليات الثلث الواخر من سورة البقرة‪ .‬إسناده صحيح على‬ ‫شرط البخاري ومسلم‪)91( .‬‬ ‫‪ 31/247‬وروي أيضا عن عليّ‪ :‬ما أرى أحدا يعقلُ دخلَ ف الِسلم ينامُ حت يقرأ آيةَ الكرسي‪( .‬‬ ‫‪)92‬‬ ‫‪ 32/248‬وعن إبراهيم النخعي قال‪:‬‬ ‫كانوا يُعلّمونم إذا أووا إل فراشهم أن يقرؤوا العوّذتي‪ .‬وف رواية‪ :‬كانوا يستحبّون أن يقرؤوا هؤلء‬ ‫السور ف ك ّل ليلة ثلثَ مرات‪ :‬قل هو اللّه أحد والعوّذتي‪ .‬إسناده صحيح على شرط مسلم‪.‬‬ ‫(‪)93‬‬ ‫واعلم أن الحاديث والثار ف هذا الباب كثية‪ ،‬وفيما ذكرناه كفاية لن وُفّق للعمل به‪ ،‬وإنا حذفنا ما‬ ‫ت الِنسانُ بميع الذكور ف هذا الباب‪،‬‬ ‫زاد عليه خوفا من اللل على طالبه واللّه أعلم؛ ث الول أن يأ َ‬ ‫فإن ل يتمكن اقتصرَ على ما يقدرُ عليه من أهّه‪.‬‬ ‫بابُ كراه ِة النوْم مِن غيِ ذِكْرِ اللّه تَعال‬ ‫‪ 1/249‬روينا ف سنن أب داود بإسناد جيد عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪،‬عن رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫ت عََليْ ِه مِنَ اللّ ِه تِ َرةٌ‪َ ،‬ومَنْ اضْطَجَ َع َمضْجَعا‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ َقعَدَ َمقْعَدا لَ ْم يَذْكُر اللّ َه َتعَال فِيهِ كَانَ ْ‬ ‫‪108‬‬

‫ل يَذْكُرُ اللّ َه تَعال فِي ِه كاَنتْ عََليْ ِه مِنَ اللّ ِه تَعال تِ َرةٌ" قلت‪ :‬الترة (‪ )1‬بكسر التاء الثناة فوق وتفيف‬ ‫الراء‪ ،‬ومعناه‪ :‬نقص‪ ،‬وقيل تبعة‪)2( .‬‬ ‫بابُ ما يقول إذا استيقظَ ف الليل وأرا َد النّومَ بعدَه‬ ‫اعلم أن الستيقظ بالليل على ضربي‪ :‬أحدهُما‪ :‬من ل ينام بعدَه‪ ،‬وقد قدّمنا ف أوّل الكتاب أذكارَه‪.‬‬ ‫والثان‪ :‬من يُريد النوم بعدَه‪ ،‬فهذا يُستحبّ له أن يذكرَ اللّه تعال إل أن يغلبه النوم‪ ،‬وجاء فيه أذكار‬ ‫كثية‪ ،‬فمن ذلك ما تقدم ف الضرب الوّل‪ .‬ومن ذلك‪:‬‬ ‫‪ 1/250‬ما رويناه ف صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت رضي اللّه عنه‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫ك وَلَهُ الَ ْم ُد َوهُ َو على‬ ‫وسلم‪ ،‬قال‪" :‬مَ ْن تَعارّ من اللّيلِ فَقالَ‪ :‬ل إِلهَ إِلَّ اللّ ُه وَحْ َد ُه ل شَرِيكَ لَهُ‪ ،‬لَ ُه الُلْ ُ‬ ‫كُل َشيْءٍ َقدِيرٌ‪ ،‬والَمْدُ لِلّهِ‪َ ،‬و ُسبْحانَ اللّهِ‪ ،‬وَل إِلهَ إِلّ اللّهُ‪ ،‬وَاللّهُ أكْبَرُ‪ ،‬وَل َحوْ َل ول ُق َوّةَ إلِلّ باللّهِ‪ ،‬ثُمّ‬ ‫قَالَ‪ :‬الّلهُ ّم اغْفرْ ل ـ أوْ دَعا ـ اسْتُجِيبَ لَهُ‪ ،‬فإنْ َتوَضّأ ُقبَِلتْ صَلتُهُ" هكذا ضبطته ف أصل ساعنا‬ ‫الحقق‪ ،‬وف النسخ العتمدة من البخاري‪ ،‬وسقط قول "ول إِله إلّ اللّه" قبل "واللّه أكب" ف كثي من‬ ‫النسخ‪ ،‬ول يذكره الميدي أيضا ف المع بي الصحيحي‪ ،‬وثبت هذا اللفظ ف رواية الترمذي وغيه‪،‬‬ ‫وسقط ف رواية أب داود‪ ،‬وقوله "اغفر ل أو دعا" هو شك من الوليد بن مسلم أحد الرواة‪ ،‬وهو شيخ‬ ‫البخاري وأب داود والترمذي وغيهم ف هذا الديث‪.‬‬ ‫وقوله صلى اللّه عليه وسلم "تعارّ" هو بتشديد الراء ومعناه‪ :‬استيقظ‪)3( .‬‬ ‫‪ 2/251‬وروينا ف سنن أب داود بإسناد ل يضعفه‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها‪،‬أن رسول اللّه صلى‬ ‫ت ُسبْحانَكَ الّل ُهمّ‪ ،‬أسَْت ْغفِ ُركَ ِل َذْنبِي‪،‬‬ ‫اللّه عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال‪" :‬ل إلهَ إِ ّل أنْ َ‬ ‫ك أنْتَ‬ ‫وأسألُكَ رَ ْح َمتَكَ‪ ،‬الّلهُمّ زِ ْدنِي عِلْما وَ َل تُ ِزغْ قَ ْلبِي بعد إ ْذ هَ َديْتَن َو َهبْ لِي مِنْ لَ ُدنْكَ َرحْ َمةً‪ ،‬إنّ َ‬ ‫الوَهّابُ"‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪ 3/252‬وروينا ف كتاب ابن السن عن عائشة رضي اللّه عنها قالتكان ـ تعن رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫ض وَما بَْيَنهُما‬ ‫عليه وسلم ـ إذا تعارّ من الليل قال‪" :‬ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه الوَاحِ ُد ال َقهّارُ رَبّ السّ َموَاتِ وال ْر ِ‬ ‫العَزِي ُز ال َغفّارُ"‪)5(.‬‬ ‫‪109‬‬

‫‪ 4/253‬وروينا فيه بإسناد ضعيف عن أب هريرة رضي اللّه عنه‬ ‫أنه سع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪":‬إذَا َردّ اللّ ُه عَ ّز وَجَلّ إل العَبْ ِد الُسْلِ ِم َنفْسَ ُه مِنَ الّليْلِ‬ ‫سبَّحَ ُه وَاسَْت ْغفَ َرهُ َودَعاهُ َت َقبّلَ مِنْهُ"‪.‬‬ ‫فَ َ‬ ‫(‪)6‬‬ ‫‪ 5/254‬وروينا ف كتاب الترمذي وابن ماجه وابن السن بإسناد جيد‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫قال‪:‬‬ ‫صِن َفةِ‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪":‬إذَا قامَ أ َحدُكُ ْم عَنْ فِرَاشِ ِه مِنَ الّليْ ِل ث عادَ إَِليْهِ َف ْليَْن ُفضْهُ ِب َ‬ ‫ض ْعتُ َجْنبِي َوبِكَ‬ ‫إِزَا ِرهِ ثَلث مَرّاتٍ‪ ،‬فإنّهُ ل يَ ْدرِي ما خََلفَ ُه عََليْهِ‪ ،‬فإذَا اضْ َطجَعَ َف ْليَقُلْ‪ :‬باسْمِكَ الّلهُ ّم وَ َ‬ ‫حفَظُ بِ ِه عِبا َد َك الصّالِحي" قال‬ ‫ت َنفْسِي فارْ َحمْها‪َ ،‬وإِنْ َردَ ْدتَها فا ْحفَظْها بِما َت ْ‬ ‫أرَْفعُهُ‪ ،‬إِ ْن أمْسَ ْك َ‬ ‫صنِفة الِزار‪ :‬بكسر النون‪ ،‬جانبه الذي ل هدب فيه‪ ،‬وقيل‬ ‫الترمذي‪ :‬حديث حسن‪ .‬قال أهل اللغة‪َ :‬‬ ‫جانبه؛ أيّ جانب كان‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫‪ 6/255‬وروينا ف موطأ الِمام مالك رحه اللّه ف باب الدعاء آخر كتاب الصلة‪ ،‬عن مالك أنه بلغه‬ ‫عن أب الدرداء رضي اللّه عنه؛‬ ‫ت النّجُومُ وأْنتَ َحيّ َقيُوم‪ .‬قلت‪ :‬معن غارت‪:‬‬ ‫ت العُيُونُ وَغارَ ِ‬ ‫أنه كان يقوم من جوف الليل فيقول‪ :‬نامَ ِ‬ ‫غربت‪)8( .‬‬ ‫بابُ ما يَقولُ إذا قلقَ ف فراشِه فلم ينمْ‬ ‫‪ 1/256‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن زيد بن ثابت رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ت النّجُو ُم َوهَدأتِ ال ُعيُو ُن‬ ‫شكوتُ إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أرَقا أصابن فقال‪":‬قُلِ الّل ُهمّ غارَ ِ‬ ‫وأْنتَ َحيّ َقيّو ٌم ل تَأخُ ُذكَ ِسَن ٌة وَ َل َنوْمٌ‪ ،‬يا حيّ يا َقيّومُ َأهْدِىءْ َليْلي‪ ،‬وأنِ ْم َعْينِي" فقلتُها‪ ،‬فأذهب اللّه عزّ‬ ‫وج ّل عن ما كنتُ أجد‪)9( .‬‬ ‫‪110‬‬

‫‪ 2/257‬وروينا فيه عن ممد بن يي بن َحبّان ـ بفتح الاء والباء الوحدة‪،‬‬ ‫ـ أن خالد بن الوليد رضي اللّه عنه أصابَه أرقٌ‪ ،‬فشكا ذلك إل النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فأمره أن‬ ‫يتعوّذ عند منامه بكلماتِ اللّه التّامّات من غضبه‪ ،‬ومن ش ّر عباده‪ ،‬ومن هزات الشياطي وأ ْن يَحضرون‪.‬‬ ‫هذا حديث مرسل‪ ،‬ممد بن يي تابعي‪ .‬قال أهل اللغة‪ :‬الرق هو السهر‪)10( .‬‬ ‫‪ 3/258‬وروينا ف كتاب الترمذي بإسناد ضعيف‪ ،‬وضعّفه الترمذي عن بُريدة رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫شكا خالد بن الوليد رضي اللّه عنه إل النبّ صلى اللّه عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول اللّه! ما أنام الليل من‬ ‫سبْ ِع وَما‬ ‫الرق‪ ،‬فقال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذَا أ َوْيتَ إل فِرَاشِكَ َفقُلْ‪ :‬الّلهُمّ رَبّ السّ َموَاتِ ال ّ‬ ‫ي َومَا أضَّلتْ‪ ،‬كُنْ ل جارا مِنْ خَ ْلقِكَ كُّل ِهمْ جَمِيعا أنْ‬ ‫ي َومَا أقَّلتْ‪ ،‬وَرَبّ الشّياطِ ِ‬ ‫ب الَرض َ‬ ‫أظَّلتْ‪ ،‬وَرَ ّ‬ ‫ط عليّ أحَ ٌد ِمْنهُمْ أو أ ْن َيبْغي عليّ‪ ،‬عَزّ جا ُركَ‪ ،‬وَجَ ّل ثَنا ُؤكَ وَل إِل َه غَيْ ُركَ‪ ،‬وَل إِلهَ إِلّ أْنتَ"‪)11(.‬‬ ‫َيفْر َ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا كانَ يفزعُ ف منامه‬ ‫‪ 1/259‬روينا ف سنن أب داود والترمذي وابن السن وغيها‪ ،‬عن عمرو بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬ ‫جدّه؛‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات‪" :‬أعُو ُذ بِكَلِماتِ اللّ ِه التّا ّم ِة مِ ْن‬ ‫حضُرُونِ" قال‪ :‬وكان عبد اللّه بن عمرو يعلمه ّن مَنْ‬ ‫ي وأ ْن يَ ْ‬ ‫غَضَب ِه َوشَ ّر عِبا ِدهِ‪َ ،‬ومِ ْن هَ َمزَاتِ الشّياطِ ِ‬ ‫عقل من بنيه‪ ،‬ومَنْ ل يعقل كتبه فعلقه عليه‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪ .‬وف رواية ابن السن‪ :‬جاء‬ ‫رجلٌ إل النبّ صلى اللّه عليه وسلم فشكا أنه يفزعُ ف منامه‪ ،‬فقالَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬‬ ‫إذَا أوَْيتَ إل فِرَاشِكَ َفقُلْ‪َ :‬أعُو ُذ بِكَلِماتِ اللّه التّا ّم ِة مِ ْن َغضَبِ ِه وَم ْن شَ ّر عِبا ِدهِ‪َ ،‬ومِنْ هَمَزاتِ الشّياطِيِ‬ ‫وأ ْن يَحْضرُونِ" فقالا‪ ،‬فذهب عنه‪)12( .‬‬ ‫حبّ أو يَكرهُ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا رَأى ف منامِه ما يُ ِ‬ ‫‪ 1/260‬روينا ف صحيح البخاري عن أب سعيد الدري رضي اللّه عنه؛‬

‫‪111‬‬

‫حبّها‪ ،‬فإنّمَا هِ َي مِنَ اللّ ِه تَعال‪ ،‬فَ ْلَيحْمَدِ‬ ‫أنه سع النبّ صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬إذَا رَأى أحَدُكُمْ ُرؤْيا ُي ِ‬ ‫ك مِمّا َيكْ َرهُ‬ ‫حبّ‪ ،‬وَإذَا رأى َغيْرَ ذل َ‬ ‫ث بِها إِ ّل مَ ْن يُ ِ‬ ‫حدّ ْ‬ ‫ث بِها" وف رواية "فَل يُ َ‬ ‫حدّ ْ‬ ‫اللّه تَعال عََليْها وَْليُ َ‬ ‫ستَعِ ْذ مِ ْن َشرّها وَل يَذْكُرْها ل َح ٍد فإنا ل تَضّ ّرهُ"‪)13(.‬‬ ‫شيْطانِ َف ْليَ ْ‬ ‫فإنّمَا ِهيَ مِنَ ال ّ‬ ‫‪ 2/261‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب قَتادة رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫سَنةُ مِنَ اللّهِ‪ ،‬والُلْ ُم مِ َن‬ ‫حةُ" وف رواية "ال ّرؤْيا الَ َ‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ال ّرؤْيا الصّالِ َ‬ ‫شيْطان‪ ،‬فإنَا ل َتضُ ّرهُ" وف رواية‬ ‫الشّيْطانِ‪ ،‬فَمَنْ رأى َشيْئا َيكْ َرهُهُ َف ْليَْن ُفثْ عَ ْن شِمالِ ِه ثَلثا وَْليََت َعوّ ْذ مِنَ ال ّ‬ ‫"فَ ْلَيْبصُقْ" بدل‪ :‬فلينفثْ‪ ،‬والظاهر أن الراد النفث‪ ،‬وهو نفخ لطيف ل ريق معه‪)14( .‬‬ ‫‪ 3/262‬وروينا ف صحيح مسلم عن جابر رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إِذَا رأى أحَدُكُمُ الرّؤيا َيكْ َرهُها َف ْلَيبْصُ ْق عَ ْن يَسا ِر ِه ثَلثا‪،‬‬ ‫حوّ ْل عَنْ َجْنبِ ِه الّذِي كانَ عََليْهِ"‪)15(.‬‬ ‫شيْطانِ ثَلثا‪ ،‬وَْلَيتَ َ‬ ‫وَْليَسَْتعِذْ باللّه مِنَ ال ّ‬ ‫‪ 4/263‬وروى الترمذي من رواية أب هريرة مرفوعا‪:‬‬ ‫"إذَا رأى أحَدُكُمْ ُرؤْيا َيكْرهَها فَل يُحَدّثْ با أحَدا وَْلَيقُمْ فَ ْلُيصَلّ"‪)16(.‬‬ ‫‪ 5/264‬وروينا ف كتاب ابن السن وقال فيه‪" :‬إذَا رَأى أحَدُكُمْ ُرؤْيا َيكْ َرهُها فَ ْلَيْتفُلْ عن يَسَا ِر ِه‬ ‫شيْطانِ َو َسيّئاتِ الحْلمِ؛ فإّنهَا َل َتكُو ُن َشيْئا"‪(.‬‬ ‫ك مِ ْن عَمَل ال ّ‬ ‫ثَلث مَرّاتٍ‪ ،‬ثُ ّم لَيقُلِ‪ :‬اللّهمّ إن أعُو ُذ بِ َ‬ ‫‪)17‬‬ ‫صتْ عليه رُؤيا‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا ُق ّ‬ ‫‪ 1/265‬روينا ف كتاب ابن السن؛‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ قال له رأيت رؤيا‪ ،‬قال‪َ :‬خيْرا رَأيْتَ و َخيْرا َيكُونُ" وف رواية "‬ ‫َخيْرا تَلْقاهُ‪َ ،‬وشَرّا َتوَقّاهُ‪َ ،‬خيْرا لَنا‪َ ،‬وشَرّا على أعْدَائِنا‪ ،‬والَمْدُ لِلّهِ رَبّ العالَ ِميَ"‪)18(.‬‬ ‫لثّ على الدّعاء والستغفارِ ف النصفِ الثان من كلّ ليلة‬ ‫بابُ ا َ‬ ‫‪112‬‬

‫‪ 1/266‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم عن أب هريرة رضي اللّه عنه‬ ‫ي َيْبقَى ثُُلثُ الّليْل‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬يَنْ ِزلُ َربّنا ُكلّ َليَْلةٍ إل السّماءِ ال ّدنْيا حِ َ‬ ‫سَت ْغفِرُن َفَأ ْغفِر لَهُ؟" وف رواية لسلم "‬ ‫الخِر َفَيقُو ُل مَ ْن يَ ْدعُونِي فأ ْستَجِيبَ لَهُ؟ مَ ْن يَسْألُن فأُعْ ِطيَهُ؟ مَ ْن يَ ْ‬ ‫ك أنا‬ ‫ي يَ ْمضِي ثُُلثُ الّليْ ِل الوّلُ َفَيقُولُ‪ :‬أنا الَلِ ُ‬ ‫يَنِلُ اللّهُ سُبْحانَهُ َوتَعال إل السّماءِ ال ّدنْيا كُلّ َليَْلةٍ ِح َ‬ ‫سَت ْغفِ ُرنِي فأغْفِرَ لَهُ‪،‬‬ ‫الَلِكُ‪ ،‬مَنْ ذَا الّذي يَ ْدعُونِي فَأ ْستَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الّذي يَسألُنِي فُأعْ ِطيَهُ؟ مَنْ ذَا الّذِي يَ ْ‬ ‫جرُ"‪ .‬وف رواية"إِذَا َمضَى شَ ْطرُ الّليْ ِل أ ْو ثُُلثَاهُ"‪.‬‬ ‫فَل يَزَالُ كَذَلِكَ حتّى ُيضِيءَ الفَ ْ‬ ‫(‪" )19‬‬ ‫‪ 2/267‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي عن عمرو بن عبسة رضي اللّه عنه‬ ‫ب مِ َن العَبْدِ فِي َجوْفِ الّليْلِ الخر‪ ،‬فإن‬ ‫ب ما َيكُونُ الرّ ّ‬ ‫أنه سع النبّ صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬أقْرَ ُ‬ ‫اسْتَ َط ْعتَ أ ْن تَكُونَ مِمّ ْن يَذْكُرُ اللّ َه تَعال فِي تِلْكَ السّا َعةِ َفكُنْ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪( .‬‬ ‫‪)20‬‬ ‫ف ساعةَ الِجابة‬ ‫بابُ الدّعاءِ ف جَميع ساعاتِ الليل كلّه رجاءَ أن يُصادِ َ‬ ‫‪ 1/268‬روينا ف صحيح مسلم عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫سلِ ٌم يَسألُ اللّهَ تَعال َخيْرا‬ ‫سعت النبّ صلى اللّه عليه وسلم يقول‪ِ" :‬إنّ ف الّليْلِ لَسا َع ًة ل يُواِفقُها رَجُ ٌل مُ ْ‬ ‫مِنْ ال ّدنْيا والخِ َرةِ إلّ أعْطاهُ اللّ ُه إيّاهُ‪ ،‬وَذلكَ كُلّ َليَْلةِ"‪)21(.‬‬ ‫بابُ أساء اللّه السن‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬وَلِلّ ِه السْما ُء الُسْنَى فا ْدعُوهُ بِها}العراف‪.180:‬‬ ‫‪ 1/269‬وعن أب هريرة رضي اللّه عنه‬ ‫ي اسْما‪ ،‬إِلّ وَاحِدا‪ ،‬مَنْ أ ْحصَاها‬ ‫سعِ َ‬ ‫س َعةً َوتِ ْ‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪":‬إنّ ِللّ ِه تَعال تِ ْ‬ ‫حبّ ال ِوتْرِ (‪ُ ، )22‬هوَ اللّ ُه الّذي ل إِلهَ إِ ّل ُهوَ‪ ،‬الرّحْمَنُ‪ ،‬الرّحِيمُ‪ ،‬الَلِكُ‪ ،‬القُدّوسُ‪،‬‬ ‫َدخَ َل الَّنةَ‪ ،‬إنّهُ ِوتْ ٌر ُي ِ‬ ‫صوّرُ‪ ،‬ال َغفّارُ‪ ،‬ال َقهّارُ‪ ،‬ال َوهّابُ‪،‬‬ ‫لبّارُ‪ ،‬ا ُلَتكَبّرُ‪ ،‬الالِقُ‪ ،‬البارىءُ‪ ،‬ا ُل َ‬ ‫السّلمُ‪ ،‬ا ُل ْؤمِنُ‪ ،‬الُ َهيْمِنُ‪ ،‬العَزِيزُ‪ ،‬ا َ‬ ‫‪113‬‬

‫الرّزّاقُ‪ ،‬ال َفتّاحُ‪ ،‬العَلِيمُ‪ ،‬الباسِطُ‪ ،‬الَافِضُ‪ ،‬الرّافِعُ‪ ،‬الُعِزّ‪ ،‬الُذِلّ‪ ،‬السّمِيعُ‪ ،‬الَبصِيُ‪ ،‬الَكَمُ‪ ،‬العَدْلُ‪ ،‬اللّطِيفُ‪،‬‬ ‫شكُورُ‪ ،‬العَِليّ‪ ،‬ال َكبِيُ‪ ،‬ا ُلغِيثُ‪ ،‬الَسِيبُ‪ ،‬الَلِيلُ‪ ،‬الكَ ِريُ‪ ،‬الرّقِيبُ‪،‬‬ ‫الَبيُ‪ ،‬الَليمُ‪ ،‬العَظِيمُ‪ ،‬ال َغفُورُ‪ ،‬ال ّ‬ ‫شهِيدُ‪ ،‬الَقّ‪ ،‬الوَكِيلُ‪ ،‬ال َقوِيّ‪ ،‬ا َلتِيُ‪ ،‬الوَلّ‪،‬‬ ‫الُجِيبُ‪ ،‬الوَاسِعُ‪ ،‬الَكِيمُ‪ ،‬الوَدُودُ‪ ،‬الَجِيدُ‪ ،‬البا ِعثُ‪ ،‬ال ّ‬ ‫ليّ‪ ،‬ال َقيّومُ‪ ،‬الوَاجِدُ‪ ،‬الَاجِدُ‪ ،‬الوَاحِدُ‪ ،‬الصّمَدُ‪،‬‬ ‫حيِي‪ ،‬الُمِيتُ‪ ،‬ا َ‬ ‫حصِي‪ ،‬ا ُلبْدِىءُ‪ ،‬ا ُلعِيدُ‪ ،‬الُ ْ‬ ‫الَمِيدُ‪ ،‬الُ ْ‬ ‫القادِرُ‪ ،‬الُ ْقتَدِرُ‪ ،‬ا ُلقَ ّدمُ‪ ،‬ا ُلؤَخّرُ‪ ،‬الوّلُ‪ ،‬الخِرُ‪ ،‬الظّاهِرُ‪ ،‬البَاطِنُ‪ ،‬الوَال‪ ،‬الُتَعالِ‪ ،‬البَرّ‪ ،‬الّتوّابُ‪ ،‬ا ُلنَْتقِمُ‪،‬‬ ‫ال َع ُفوّ‪ ،‬ال ّرؤُوف‪ ،‬مالِكُ الُلْكِ‪ ،‬ذُو الَل ِل وَالِكْرَامِ‪ ،‬الُقْسِطُ‪ ،‬الامِعُ‪ ،‬ال َغِنيّ‪ ،‬ا ُلغْنِي‪ ،‬الَانِعُ‪ ،‬الضّار‪ ،‬النّافعُ‪،‬‬ ‫صبُورُ" هذا حديث البخاري ومسلم إل قوله "يبّ‬ ‫النّورُ‪ ،‬الَادِي‪ ،‬البَدِيعُ‪ ،‬الباقِي‪ ،‬الوَارِثُ‪ ،‬ال َرشِيدُ‪ ،‬ال ّ‬ ‫الوتر" وما بعده حديث حسن‪ ،‬رواه الترمذي وغيه‪ .‬قوله "الغيث" روي بدله "القيت" بالقاف والثناة‪،‬‬ ‫وروي "القريب" بدل "الرقيب"‪ ،‬وروي "البي" بالوحدة بدل "التي" بالثناة فوق‪ ،‬والشهور الثناة‪،‬‬ ‫ومعن أحصاها‪ :‬حفظها‪ ،‬هكذا فسره البخاري والكثرون‪ ،‬ويؤيده أن ف رواية ف الصحيح "مَنْ َحفِ َظهَا‬ ‫َدخَ َل الَّنةَ" وقيل معناه من عرف معانيها وآمن با‪ ،‬وقيل معناه‪ :‬من أطاقها بسن الرعاية لا وتلّق با‬ ‫يكنه من العمل بعانيها‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫•كتاب تلوة القرآن‬ ‫‪o‬‬

‫بابُ تلوة القرآن‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬الحافظة على تلوة القرآن‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬الوقات الختارة للقراءة‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ف آداب التم وما يتعلق به‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُستحبّ الدعاء عند التم‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬فيمن نام عن حزبه ووظيفته العتادة‪.‬‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ف المر بتعهد القرآن‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ف مسائل وآداب ينبغي للقارىء العتناء با‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا أراد القراءة أن ينظّفَ فَمَهُ بالسّواك وغيه‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬التحلي بالشوع‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬قراءة القرآن ف الصحف أفضل‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬حكم رفع الصوت وخفضه عند القراءة‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يستحبّ تسي الصوت بالقراءة وتزيينها‬ ‫‪114‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫فصل‪ :‬يستحب للقارئ أن يبدأمن أول الكلم الرتبط‬ ‫فصل‪ :‬البدع النكرة عند القراءة‬ ‫فصل‪ :‬يوز أن يقولَ‪ :‬سورة البقرة‬ ‫فصل‪ :‬يُكره أن يقول نسيتُ آية كذا أو سورة كذا‬ ‫فصل‪ :‬آداب القارىء والقراءة‬ ‫فصل‪ :‬قراءة القرآن آكد الذكار‬

‫كتاب تلوة القرآن‬ ‫بابُ تلوة القرآن‬ ‫ب ومقاصد‪ ،‬وقد‬ ‫اعلم أن تلوة القرآن هي أفضل الذكار‪ ،‬والطلوب القراءة بالتدبر‪ ،‬وللقراءة آدا ٌ‬ ‫جعت قبل هذا فيها كتاباُ متصرا (‪ )1‬مشتملً على نفائس من آداب القرّاء والقراءة وصفاتا وما يتعلق‬ ‫با‪ ،‬ل ينبغي لامل القرآن أن يفى عليه مثله‪ ،‬وأنا ُأشِيُ ف هذا الكتاب إل مقاصدَ من ذلك متصرة‪،‬‬ ‫وقد دللتُ من أراد ذلك وإيضاحه على مظنته‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫ل ونارا‪ ،‬سفرا وحضرا‪ ،‬وقد كانت للسلف رضي اللّه عنهم‬ ‫فصل‪ :‬ينبغي أن يافظ على تلوته لي ً‬ ‫عادات متلفة ف القدر الذي يتمون فيه‪ ،‬فكان جاع ٌة منهم يتمون ف كل شهرين ختمة‪ ،‬وآخرون ف‬ ‫كل شهر ختمة‪ ،‬وآخرون ف كل عشر ليال ختمة‪ ،‬وآخرون ف كل ثان ليالٍ ختمة‪ ،‬وآخرون ف كل‬ ‫سبع ليالٍ ختمة‪ ،‬وهذا فعل الكثرين من السلف‪ ،‬وآخرون ف كل ستّ ليال‪ ،‬وآخرون ف خس‪،‬‬ ‫وآخرون ف أربع‪ ،‬وكثيون ف كل ثلث‪ ،‬وكان كثيون يتمون ف كل يوم وليلة ختمة‪ ،‬وختم جاعة‬ ‫ف كل يوم وليلة ختمتي‪ .‬وآخرون ف كل يوم وليلة ثلث ختمات‪ ،‬وختم بعضهم ف اليوم والليلة ثان‬ ‫ختمات‪ :‬أربعا ف الليل‪ ،‬وأربعا ف النهار‪ :‬ومّن ختم أربعا ف الليل وأربعا ف النهار السيد الليل ابن‬ ‫الكاتب الصوف (‪ )2‬رضي اللّه عنه‪ ،‬وهذا أكثر ما بلغنا ف اليوم والليلة‪.‬‬ ‫وروى السيد الليل أحد الدورقي بإسناده عن منصور بن زاذان بن عباد التابعي رضي اللّه عنه أنه كان‬ ‫يتم القرآن ما بي الظهر والعصر‪ ،‬ويتمه أيضا فيما بي الغرب والعشاء‪ ،‬ويتمه فيما بي الغرب‬ ‫والعشاء ف رمضان ختمتي وشيئا‪ ،‬وكانوا يؤخرون العشاء ف رمضان إل أن يضي ربع الليل‪.‬‬

‫‪115‬‬

‫وروى ابن أب داود بإسناده الصحيح أنّ ماهدا رحه اللّه كان يتم القرآن ف رمضان فيما بي الغرب‬ ‫والعشاء‪.‬‬ ‫وأما الذين ختموا القرآن ف ركعة فل يُحصون لكثرتم‪ ،‬فمنهم عثمان بن عفان‪ ،‬وتيم الدّاري‪ ،‬وسعيد‬ ‫بن جبي‪.‬‬ ‫والختار أن ذلك يتلف باختلف الشخاص‪ ،‬فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر‬ ‫على قدر يصل له فهم ما يقرأ‪ ،‬وكذا من كان مشغولً بنشر العلم أو فصل الكومات بي السلمي أو‬ ‫غي ذلك من مهمات الدين والصال العامّة للمسلمي‪ ،‬فليقتصر على قدر ل يصل له بسببه إخلل با‬ ‫هو مرصد له ول فوت كماله‪ ،‬ومن ل يكن من هؤلء الذكورين فليستكثْر ما أمكنه من غي خروج إل‬ ‫حدّ اللل أو الذرمة ف القراءة‪.‬‬ ‫وقد كره جاعة من التقدمي التم ف يوم وليلة‪ ،‬ويدلّ عليه‪:‬‬ ‫‪ 1/270‬ما رويناه بالسانيد الصحيحة ف سنن أب داود والترمذي والنسائي وغيها‪ ،‬عن عبد اللّه بن‬ ‫عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬لَ يَ ْفقَ ُه مَنْ قَرأ القُرآنَ فِي أقَ ّل مِ ْن ثَلثٍ"‪.‬‬ ‫وأما وقت البتداء والتم فهو إل خية القارىء‪ ،‬فإن كان مّن يتم ف السبوع مرّة‪ ،‬فقد كان عثمان‬ ‫رضي اللّه عنه يبتدىء ليلة المعة ويتم ليلة الميس‪ ،‬وقال الِمام أبو حامد الغزال ف الِحياء‪ :‬الفضل‬ ‫أن يتم ختمة بالليل‪ ،‬وأخرى بالنهار‪ ،‬ويعل ختمة النهار يوم الثني ف ركعت الفجر أو بعدها‪ ،‬ويعل‬ ‫ختمة الليل ليلة المعة ف ركعت الغرب أو بعدها‪ ،‬ليستقبل أوّل النهار وآخره‪.‬‬ ‫وروى ابن أب داود عن عمرو بن مرّة التابعي الليل رضي اللّه عنه قال‪ :‬كانوا يبّون أن يتم القرآن من‬ ‫أوّل الليل أو من أوّل النهار‪ .‬وعن طلحة بن مصرف التابعي الليل الِمام قال‪ :‬من ختم القرآن أية ساعة‬ ‫ت عليه اللئكةُ حت يسي‪ ،‬وأية ساعة كانت من الليل صلّت عليه اللئكةُ حت‬ ‫كانت من النهار صّل ْ‬ ‫يُصبح‪ .‬وعن ماهد نوه‪)3( .‬‬

‫‪116‬‬

‫‪ 2/271‬وروينا ف مسند الِمام الجمع على حفظه وجللته وإتقانه وبراعته أب ممد الدارمي رحه‬ ‫اللّه‪ ،‬عن سعد بن أب وقاص رضي اللّه عنه قال‪ :‬إذا وافق ختم القرآن أول الليل صلّت عليه اللئكة حت‬ ‫يصبح‪ ،‬وإن وافق ختمه آخر الليل صلّت عليه اللئكة حت يُمسي‪ .‬قال الدارمي‪ :‬هذا حسن عن سعد‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫فصل‪ :‬ف الوقات الختارة للقراءة‪ ،‬اعلم أن أفضل القراءة ما كان ف الصلة‪ ،‬ومذهب الشافعي‬ ‫وآخرين رحهم اللّه‪ :‬أن تطوي َل القيام ف الصلة بالقراءة أفضلُ من تطويل السجود وغيه‪ .‬وأما القراءةُ‬ ‫ف غي الصلة فأفضلُها قراءة الليل‪ ،‬والنصف الخي منه أفضل من الوّل‪ ،‬والقراءةُ بي الغرب والعشاء‬ ‫مبوبة‪ .‬وأما قراء ُة النهار فأفضلُها ما بعد صلة الصبح‪ ،‬ول كراهة ف القراءة ف وقت من الوقات‪ ،‬ول‬ ‫ف أوقات النهي عن الصلة‪ .‬وأما ما حكاه ابن أب داود رحه اللّه عن مُعان بن رفاعة رحه اللّه عن‬ ‫مشيخته (‪ )5‬أنم كرهوا القراءة بع َد العصر وقالوا‪ :‬إنا دراسة يهود‪ ،‬فغي مقبول ول أصل له‪ ،‬ويتار‬ ‫من اليام‪ :‬المعة‪ ،‬والثني‪ ،‬والميس‪ ،‬ويوم عَرَفَة؛ ومن العشار‪ :‬العشر الوّل من ذي الجة والعشر‬ ‫الخي من رمضان؛ ومن الشهور‪ :‬رمضان‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ف آداب التم وما يتعلق به‪ ،‬قد تقدم أن التم للقارىء وحدَه يُستحب أن يكون ف صلة‪.‬‬ ‫وأما من يتم ف غي صلة‪ ،‬والماعة الذين يتمون متمعي‪ ،‬فيُستحبّ أن يكون ختمُهم ف أوّل الليل‬ ‫أو ف أوّل النهار كما تقدم‪ .‬ويُستحبّ صيام يوم التم إل أن يُصادف يوما نى الشرعُ عن صيامه‪ .‬وقد‬ ‫ي الكوفيّيَ رحهم اللّه‬ ‫ص ّح عن طلحة بن مصرّف والسيّب بن رافع وحبيب بن أب ثابت التابعيّ َ‬ ‫أجعي؛ أنم كانوا يُصبحون صياما اليوم الذي يتمون فيه‪ .‬ويُستحبّ حضو ُر ملس التم لن يقرأ ولن‬ ‫ل يُحسن القراءة‪.‬‬ ‫‪ 3/272‬روينا ف الصحيحي‪:‬‬ ‫لّيضَ بالروج يومَ العيد فيشه ْد َن اليَ ودعوةَ السلمي‬ ‫أنّ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أمر ا ُ‬ ‫(‪)6‬‬ ‫‪ 4/273‬وروينا ف مسند الدارمي عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‬

‫‪117‬‬

‫ل يُراقب رجلً يقرأ القرآن‪ ،‬فإذا أراد أن يتمَ أعلم ابنَ عباس رضي اللّه عنهما‪،‬‬ ‫أنه كان يعل رج ً‬ ‫فيشهد ذلك‪)7( .‬‬ ‫‪ 5/274‬وروى ابن أب داود بإسنادين صحيحي‪ ،‬عن قَتادَة التابع ّي الليل الِمام صاحب أنس رضي‬ ‫اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫كان أنسُ بن مالك رضي اللّه عنه إذا ختم القرآن جع أهله ودعا‪ .‬وروَى بأسانيد صحيحة عن الكم‬ ‫بن عَُتْيَبةَ ـ بالتاء الثناة فوق والثناة تت ث الباء الوحدة ـ التابعي الليل الِمام قال‪ :‬أرسل إلّ ماهد‬ ‫وعَبْ َدةُ بن أب لُبابة فقال‪ :‬إنّا أرسل إليك لنّا أردنا أن نتم القرآن‪ ،‬والدعاء يُستجاب عند ختم القرآن‪.‬‬ ‫وروى بإسناده الصحيح عن مُجاهد قال‪ :‬كانوا يتمعون عند ختم القرآن يقولون‪ :‬تنلُ الرحةُ‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬ ‫فصل‪ :‬ويُستحبّ الدعاء عند التم استحبابا متأكدا شديدا لا قدّمناه‪.‬‬ ‫‪ 6/275‬وروينا ف مسند الدارمي عن حُميد العرج رحه اللّه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫مَن قرأ القرآن ث دعا أمّنَ على دعائه أربعةُ آلف مَلَك‪.‬‬ ‫(‪)9‬‬ ‫وينبغي أن يُلحّ ف الدعاء‪ ،‬وأن يدع َو بالمور الهمة والكلمات الامعة‪ ،‬وأن يكون معظم ذلك أو كله‪،‬‬ ‫ف أمور الخرة وأمور السلمي وصلح سلطانم وسائر ولة أمورهم‪ ،‬وف توفيقهم للطاعات‪،‬‬ ‫وعِصمتهم من الخالفات‪ ،‬وتعاونم على ال ّب والتقوى‪ ،‬وقيامهم بال ّق واجتماعهم عليه‪ ،‬وظهورهم على‬ ‫ت فيه‬ ‫أعداء الدين وسائر الخالفي‪ ،‬وقد أشرت إل أحرف من ذلك ف كتاب آداب القرّاء‪ ،‬وذكر ُ‬ ‫دعوات وجيزة من أراد نقَلهَا منه‪ .‬وإذا فرغ من التمة فالستحبّ أن يشرع ف أخرى متصلً بالتم فقد‬ ‫استحبّه السّلفُ واحتجّوا فيه بديث‪:‬‬ ‫‪ 7/276‬عن أنس رضي اللّه عنه‬

‫‪118‬‬

‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪َ " :‬خيْرُ العْما ِل الَ ّل وَالرّ ْحَلةُ" قيل‪ :‬وما ها؟ قال‪" :‬ا ْفتِتاحُ‬ ‫القُرآ ِن وَ َختْمُهُ"‪)10(.‬‬ ‫فصل‪ :‬فيمن نام عن حزبه ووظيفته العتادة‪.‬‬ ‫‪ 8/277‬روينا ف صحيح مسلم عن عمر بن الطاب رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَ ْن نَامَ عَنْ حِ ْزبِ ِه مِنَ الّليْلِ‪ ،‬أوْ عَ ْن َشيْ ٍء ِمنْهُ‪َ ،‬فقَرأ ُه ما َبيْنَ صَلةِ‬ ‫ج ِر وَصلةِ ال ّظهْرِ ُكتِبَ لَهُ كأنَما قَرأهُ مِنَ الّليْلِ"‪)11(.‬‬ ‫الفَ ْ‬ ‫فصل‪ :‬ف المر بتعهد القرآن‪ ،‬والتحذير من تعريضه للنسيان‪.‬‬ ‫‪ 9/278‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم عن أب موسى الشعريّ رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫حمّ ٍد ِبيَ ِدهِ َل ُهوَ َأشَ ّد َتفَلّتا مِنَ‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪َ" :‬تعَاهَدُوا هَذَا القُرآنَ‪َ ،‬فوَالّذي َن ْفسُ مُ َ‬ ‫الِبِلِ ف ُعقُلها"‪)12(.‬‬ ‫‪ 10/279‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما؛‬ ‫ب القُرآنِ كَ َمثَ ِل الِبلِ الُعقَّلةِ إِ ْن عاهَ َد عََليْها‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪ِ" :‬إنّمَا َمثَلُ صا ِح ِ‬ ‫أمْسَكَها‪َ ،‬وإِ ْن أطَْلقَها َذ َهبَتْ"‪.‬‬ ‫(‪)13‬‬ ‫‪ 11/280‬وروينا ف كتاب أب داود والترمذي‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫ضتْ عََليّ أُجُورُ ُأ ّمتِي حتّى القَذَا ُة يُخْ ِرجُها الرّجُ ُل مِن‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ " :‬عُرِ َ‬ ‫ضتْ عََليّ ُذنُوبُ ُأ ّمتِي فََلمْ أَرَ ذَْنبا أعْظَ َم مِ ْن سُو َرةٍ مِنَ القُرآ ِن أوْ آَيةٍ أُوتِيهَا َرجُ ٌل ثُمّ‬ ‫جدِ‪َ ،‬وعُرِ َ‬ ‫الَسْ ِ‬ ‫سيَها" تكلم الترمذي فيه‪.‬‬ ‫نَ ِ‬ ‫(‪)14‬‬ ‫‪ 12/281‬وروينا ف سنن أب داود ومسند الدارمي‪ ،‬عن سعد بن عبادة رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫‪119‬‬

‫سيَهُ َل ِقيَ اللّ َه َتعَال َيوْ َم القِيا َمةِ أجْ َذمَ"‪.‬‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ قَرأ القُرآ َن ثُ ّم نَ ِ‬ ‫(‪)15‬‬ ‫فصل‪ :‬ف مسائل وآداب ينبغي للقارىء العتناء با‪ ،‬وهي كثية جدا‪ ،‬نذك ُر منها أطرافا مذوفة‬ ‫الدلة لشهرتا‪ ،‬وخوف الِطالة الملّة بسببها‪ .‬فأوّل ما يُؤمر به‪ :‬الِخلص ف قراءته‪ ،‬وأن يُريدَ با اللّهَ‬ ‫سبحانه وتعال‪ ،‬وأن ل يقص َد با توصلً إل شيء سوى ذلك‪ ،‬وأن يتأدّبَ مع القرآن ويستحضرَ ف‬ ‫ذهنه أنه يناجي اللّ َه سبحانه وتعال ويتلو كتابه‪ ،‬فيقرأ على حا ِل مَن يرى اللّه‪ ،‬فإنه إن ل يره فإن اللّه‬ ‫تعال يراه‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬وينبغي أنه إذا أراد القراءة أن ينظّفَ فَمَهُ بالسّواك وغيه‪ ،‬والختيار ف السواك أن يكونَ‬ ‫بعود الراك‪ ،‬ويوز بغيه من العيدان‪ ،‬وبالسعد والشنان‪ ،‬والرقة الشنة‪ ،‬وغي ذلك ما ينظف‪ .‬وف‬ ‫حصوله بالصبع الشنة ثلثة أوجه لصحاب الشافعي‪ :‬أشهرُها عندهم ل يصل‪ ،‬والثان‪ :‬يصل‪،‬‬ ‫والثالث‪ :‬يصل إن ل يد غيها‪ ،‬ول يصل إن وجد‪ .‬ويستاك عرضا مبتدئا بالانب الين من فمه‪،‬‬ ‫وينوي به الِتيان بالسنّة‪ .‬وقال بعض أصحابنا‪ :‬يقول عند السواك‪ :‬اللهمّ بارك ل فيه يا أرحم الراحي!‬ ‫ويَستاك ف ظاهر السنان وباطنها‪ ،‬وي ّر بالسواك على أطراف أسنانه وكراسي أضراسه وسقف حلقه‬ ‫إمرارا لطيفا‪ ،‬ويستاك بعود متوسط‪ ،‬ل شديد اليبوسة‪ ،‬ول شديد اللي‪ ،‬فإن اشت ّد يبسه ليّنه بالاء‪ .‬أما‬ ‫إذا كان فمه نسا بدم أو غيه‪ ،‬فإنه يكره له قراءة القرآن قبل غسله‪ ،‬وهل يرم؟ فيه وجهالن‪ :‬أصحّهما‬ ‫ل يرمُ‪ ،‬وسبقت السألة أوّل الكتاب‪ ،‬وف هذا الفصل بقايا تقدّم ذكرها ف الفصول الت قدمتها ف أوّل‬ ‫الكتاب‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ينبغي للقارىء أن يكون شأنه الشوع والتدبر والضوع‪ ،‬فهذا هو القصود الطلوب‪ ،‬وبه‬ ‫تنشرح الصدور وتستني القلوب‪ ،‬ودلئله أكثر من أن تصر وأشهر من أن تذكر‪ .‬وقد بات جاعة من‬ ‫السلف يتلو الواحد منهم آية واحدة ليلة كاملة أو معظم ليلة يتدبرها عند القراءة‪ .‬وصعق جاعة منهم‪،‬‬ ‫ومات جاعات منهم‪.‬‬ ‫ب البكاء والتباكي لن ل يقدر على البكاء‪ ،‬فإن البكاء عند القراءة صفة العارفي وشعار عباد اللّه‬ ‫ويستح ّ‬ ‫الصالي‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬وَيِرّونَ لِلذْقا ِن َيبْكُونَ َويَزِي ُدهُمْ خُشُوعا}السراء‪ .109:‬وقد ذكرتُ‬ ‫آثارا كثية وردت ف ذلك ف (التبيان ف آداب حلة القرآن)‬ ‫‪120‬‬

‫قال السيد الليل صاحب الكرامات والعارف والواهب واللطائف إبراهيم الوّاص رضي اللّه عنه‪ :‬دواء‬ ‫القلب خسة أشياء‪ :‬قراءة القرآن بالتدبر‪ ،‬وخلء البطن‪ ،‬وقيام الليل‪ ،‬والتضرّع عند السحر‪ ،‬ومالسة‬ ‫الصالي‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬قراءة القرآن ف الصحف أفضل من القراءة من حفظه‪ ،‬هكذا قاله أصحابنا‪ ،‬وهو مشهور عن‬ ‫السلف رضي اللّه عنهم‪ ،‬وهذا ليس على إطلقه‪ ،‬بل إن كان القارىء من حفظه يصل له من التدبر‬ ‫والتفكّر وجع القلب والبصر أكثر ما يصل من الصحف‪ ،‬فالقراءة من الفظ أفضل‪ ،‬وإن استويا فمن‬ ‫الصحف أفضل‪ ،‬وهذا مراد السلف‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬جاءت آثار بفضيلة رفع الصوت بالقراءة وآثار بفضيلة الِسرار‪ .‬قال العلماء‪ :‬والمع بينهما‬ ‫أن الِسرار أبعد من الرياء‪ ،‬فهو أفضل ف ح ّق مَن ياف ذلك‪ ،‬فإن ل يَخَفِ الرياءَ فالهر أفضل‪ ،‬بشرط‬ ‫لهْر أن العمل فيه أكثر‪ ،‬لنه يتعدى نفعه‬ ‫أن ل يؤذي غيه من مص ّل أو نائم أو غيها‪ .‬ودليل فضيلة ا َ‬ ‫إل غيه‪ ،‬ولنه يُوقظ قلب القارىء ويمع هّه إل الفكر ويصرف سعه إليه‪ ،‬ولنه يطر ُد النومَ ويزيد ف‬ ‫النشاط ويُوقظ غيه من نائم وغافل ويُنشّطه‪ ،‬فمت حضره شيء من هذه النيّات فالهرُ أفضل‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ويستحبّ تسي الصوت بالقراءة وتزيينها (‪ )16‬ما ل يرج عن ح ّد القراءة بالتمطيط‪،‬‬ ‫فإن أفرط (‪ )17‬حت زاد حرفا أو أخفى حرفا هو حرام‪ .‬وأما القراءة باللان فهي على ما ذكرناه إن‬ ‫أفر فحرام‪ ،‬وإل فل‪ ،‬والحاديث با ذكرناه ف تسي الصوت كثية مشهورة ف الصحيح وغيه؛ وقد‬ ‫ذكرتُ ف آداب القُرّاءِ قطعة منها‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ويُستحبّ للقارىء إذا ابتدأ من وسط السورة أن يبتدىء من أوّل الكلم الرتبط بعضه‬ ‫ببعض‪ ،‬وكذلك إذا وقفَ يقفَ على الرتبط وعند انتهاء الكلم‪ ،‬ول يتقيّدُ ف البتداء ول ف الوقف‬ ‫بالجزاء والحزاب والعشار‪ ،‬فإن كثيا منها ف وسط الكلم الرتبط بالكلم‪ ،‬ول يغت ّر الِنسانُ بكثرة‬ ‫الفاعلي لذا الذي نينا عنه مّن ل يُراعِي هذه الداب‪ ،‬وامتثِلْ ما قاله السيد الليل أبو علي ال ُفضَيْل بن‬ ‫عِياض رضي اللّه عنه‪ :‬ل تستوحشْ طرقَ الدى لقلّة أهلها‪ ،‬ول تغترّ بكثرة الالكي‪ ،‬ولذا العن قال‬ ‫العلماء‪ :‬قراءة سورة بكمالا أفضل من قراءة قدرها من سورة طويلة‪ ،‬لنه قد يفى الرتباط على كثي‬ ‫من الناس أو أكثرهم ف بعض الحوال والواطن‪.‬‬

‫‪121‬‬

‫فصل‪ :‬ومن البدع النكرة ما يفعلُه كثيون من جهلة الصلّي بالناس التراويحَ من قراءة سورة (‬ ‫النعام) بكمالا ف الركعة الخية منها ف الليلة السابعة‪ ،‬معتقدين أنا مستحبة‪ ،‬زاعمي أنا نزلت جلة‬ ‫واحدة‪ ،‬فيجمعون ف فعلهم هذا أنواعا من النكرات‪ :‬منها اعتقادها مستحبة‪ ،‬ومنها إيهام العوّام ذلك‪،‬‬ ‫ومنها تطويل الركعة الثانية على الول‪ ،‬ومنها التطويل على الأمومي‪ ،‬ومنها هذرمة القراءة‪ ،‬ومنها‬ ‫البالغة ف تفيف الركعات قبلها‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬يوز أن يقولَ‪ :‬سورة البقرة‪ ،‬وسورة آل عمران‪ ،‬وسورة النساء‪ ،‬وسورة العنكبوت‪،‬‬ ‫وكذلك الباقي‪ ،‬ول كراهة ف ذلك؛ وقال بعض السلف‪ :‬يُكره ذلك‪ ،‬وإنا يقال السورة الت تُذكر فيها‬ ‫البقرة‪ ،‬والت يُذكر فيها النساء‪ ،‬وكذلك الباقي‪ ،‬والصواب الوّل‪ ،‬وهو قولُ جاهي علماء السلمي من‬ ‫سلف المة وخلفها‪ ،‬والحاديثُ فيه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أكثر من أن تصر‪ ،‬وكذلك‬ ‫عن الصحابة فمن بعدهم؛ وكذلك ل يُكره أن يُقال‪ :‬هذه قراءة أب عمرو‪ ،‬وقراءةُ ابن كثي وغيها‪،‬‬ ‫هذا هو الذهب الصحيح الختار الذي عليه عمل السلف واللف من غي إنكار‪ ،‬وجاء عن إبراهيم‬ ‫النخعي رحه اللّه أنه قال‪ :‬كانوا يكرهون سنّة فلن‪ ،‬وقراءة فلن‪ ،‬والصواب ما قدّمناه‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬يُكره أن يقول نسيتُ آية كذا أو سورة كذا‪ ،‬بل يقول أُنسيتها أو أسقطتها‪.‬‬ ‫‪ 13/282‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫سيَ" وف رواية‬ ‫ت آَيةَ َكذَا وَكَذَا‪ ،‬بَ ْل ُهوَ نُ ّ‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ل يَقُولُ أ َحدُكُ ْم نَسِي ُ‬ ‫سيَ"‪.‬‬ ‫الصحيحي أيضا "ِبئْسمَا ل َح ِدهِمْ أ ْن َيقُولَ نَسِيتُ آَيةَ َكْيتَ وَ َكْيتَ‪ ،‬بَ ْل ُه َو نُ ّ‬ ‫(‪)18‬‬ ‫‪ 14/283‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها؛‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم سع رجلً يقرأ فقال‪" :‬رَحِمَهُ اللّهُ َلقَدْ أذْكَ َرنِي آَيةً ُكْنتُ أ ْسقَ ْطُتهَا" وف‬ ‫رواية ف الصحيح " ُكْنتُ أُنْسِيتُها"‪)19(.‬‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أن آداب القارىء والقراءة ل يكن استقصاؤها ف أقلّ من ملدات‪ ،‬ولكنا أردنا الِشارة‬ ‫إل بعض مقاصدها الهمات با ذكرناه من هذه الفصول الختصرات‪ ،‬وقد تقدم ف الفصول السابقة ف‬ ‫‪122‬‬

‫أوّل الكتاب شيء من آداب الذاكر والقارىء‪ ،‬وتقدم أيضا ف أذكار الصلة جل من الداب التعلقة‬ ‫بالقراءة‪ ،‬وقد قدّمنا الوالة على كتاب "التبيان ف آداب حلة القرآن" لن أراد مزيدا‪ ،‬وباللّه التوفيق‪،‬‬ ‫وهو حسب ونِع َم الوكيل‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أن قراءة القرآن آكد الذكار كما قدّمنا‪ ،‬فينبغي الداومة عليها‪ ،‬فل يُخلي عنها يوما‬ ‫وليلة‪ ،‬ويصل له أصلُ القراءة بقراءة اليات القليلة‪.‬‬ ‫‪ 15/284‬وقد روينا ف كتاب ابن السن عن أنس رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫ب مِ َن الغافِلِيَ‪َ ،‬ومَ ْن‬ ‫ي آَيةً لَ ْم ُي ْكتَ ْ‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ قَرأ ف َي ْومٍ وََليَْلةٍ َخمْسِ َ‬ ‫س ِمَئةٍ ُكِتبَ‬ ‫قَرأ ِمَئةَ آَيةٍ ُكِتبَ مِ َن القانِتِيَ‪َ ،‬ومَنْ قَرأ مِئَتيْ آَيةٍ لَ ْم يُحاج ِه القُرآنُ َي ْو َم القِيا َمةِ‪َ ،‬ومَنْ قَرأ خَمْ َ‬ ‫لَهُ ِقنْطا ٌر مِنَ الجْرِ" وف رواية "مَنْ قَرأ أَ ْرَبعِيَ آَيةً" بدل "خسي" وف رواية "عِشْرِينَ" وف رواية عن أب‬ ‫هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫ب مِ َن الغافِلِيَ"‪ .‬وجاء ف الباب‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ قَرأ عَشْرَ آياتٍ لَ ْم ُي ْكتَ ْ‬ ‫أحاديث كثية بنحو هذا‪.‬‬ ‫وروينا أحاديث كثية ف قراءة سورة ف اليوم والليلة منها‪ :‬يس‪ ،‬وتبارك اللك‪ ،‬والواقعة‪ ،‬والدّخان‪.‬‬ ‫(‪)20‬‬ ‫‪ 16/285‬فعن أب هريرة رضي اللّه عنه‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ قَرأ يس فِي َي ْومٍ وََليَْل ٍة ابْتِغا َء وَجْهِ اللّ ِه ُغفِرَ لَهُ"‪.‬‬ ‫صبَ َح َم ْغفُورا لَهُ" (‪)21‬‬ ‫وف رواية له "مَنْ قَرأ سُو َرةَ الدّخانِ فِي َليَْلةٍ أ ْ‬ ‫وف رواية عن ابن مسعود رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫صبْهُ فاقَة" (‪)22‬‬ ‫"مَنْ قَرأ سُو َر َة الوَاِق َعةِ فِي كُلّ َليَْلةٍ لَ ْم ُت ِ‬ ‫وعن جابر رضي اللّه عنه‪:‬‬ ‫‪123‬‬

‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ل ينام كل ليلة حت يقرأ آل تنيل الكتاب‪ ،‬وتبارك اللك (‪)23‬‬ ‫وعن أب هريرة رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ قَرَأ فِي َليْلَة إذَا زُلْزَِلتِ ال ْرضُ كاَنتْ لَهُ َكعِدْ ِل ِنصْفِ القُرآن‪،‬‬ ‫َومَنْ قَرأ يا أيّها الكافِرُونَ كَاَنتْ لَهُ َكعِدْل ُربْ ِع القُرآنِ‪َ ،‬ومَنْ قَرأ قُ ْل ُهوَ اللّهُ َأحَ ٌد كاَنتْ لَهُ َكعِدْ ِل ُثُلثِ‬ ‫القُرآن"‪)24(.‬‬ ‫ك الَي ْومَ مِنْ كُ ّل سُوءٍ"‪.‬‬ ‫‪ 18/287‬وف رواية "مَنْ قَرأ آَي َة الكُ ْر ِس ّي وأوّل حم ُعصِمَ ذل َ‬ ‫والحاديث بنحو ما ذكرنا كثية‪ ،‬وقد أشرنا إل القاصد‪ ،‬واللّه أعلم بالصواب‪ ،‬وله المد والنعمة‪ ،‬وبه‬ ‫التوفيق والعصمة‪)25( .‬‬ ‫•كتاب حد ال تعال‬ ‫‪o‬‬

‫بابُ حَ ْمدِ اللّهِ تعال‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬الم َد مستحبّ ف بداية كل عمل‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬المدُ ركن ف خطبة المعة‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُستحبّ أن يتم دعاءه بالمد للّه ربّ العالي‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُستحبّ حدُ اللّه تعال عند حصول نعمة‬ ‫‪ ‬فصل‬ ‫‪ ‬فصل ‪ :‬حكم من حلف ليحمدن ال‬

‫كتاب حد ال تعال‬ ‫بابُ حَ ْمدِ اللّهِ تعال‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬قُ ِل الَمْدُ ِللّ ِه َوسَل ٌم على عبا ِد ِه الّذي َن اصْطَفى} النمل‪ 59:‬وقال اللّه تعال‪{ :‬وَققُلِ‬ ‫الَمْدُ لِلّ ِه َسيُرِيكُ ْم آياتِهِ} النمل‪ 93:‬وقال تعال‪{ :‬وَقُ ِل الَمْدُ ِللّ ِه الّذي لَ ْم َيتّخِ ْذ وَلَدا} الِسراء‪:‬‬ ‫‪ 111‬وقال تعال‪َ{ :‬لئِنْ َشكَ ْرتُمْ لَزِي َدّنكُمْ} إبراهيم‪ 7:‬وقال تعال‪{ :‬فاذْكُرُونِي أذْكُرْكُ ْم وَا ْشكُرُوا‬ ‫ل وَل َت ْكفُرونِ} البقرة‪ 152:‬واليات الصرّحة بالمر بالمد والشكر وبفضلهما كثية معروفة‪.‬‬ ‫‪124‬‬

‫‪ 1/288‬وروينا ف سنن أب داود وابن ماجه‪ ،‬ومسند أب عوانة الِسفراين الخرّج على صحيح‬ ‫مسلم‪ ،‬رحهم اللّه‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‪" :‬كُ ّل أمْر ذِي با ٍل ل ُيبْدأُ فِي ِه بالَمْدِ ِللّهِ أقْطَعُ" وف رواية "‬ ‫بَحَ ْمدِ اللّهِ" وف رواية‪" :‬بالَ ْمدِ َف ُهوَ أقْ َطعُ" وف رواية "كُل كَلمٍ لُيبْدأُ فِي ِه بالَمْد ِللّهِ َف ُهوَ أجْ َذمُ" وف‬ ‫رواية‪" :‬كُ ّل أمْرٍ ذِي با ٍل ل ُيبْدأُ فِي ِه ِببِسْمِ اللّهِ الرّ ْحمَنِ الرّحِيمِ فَهوَ أقْطَعُ" روينا هذه اللفاظ كلها ف‬ ‫كتاب الربعي للحافظ عبد القادر الرهاوي‪ ،‬وهو حديث حسن‪ ،‬وقد رُوي موصولً كما ذكرنا‪،‬‬ ‫ل فالكم للتصال‬ ‫ورُوي مرسلً‪ ،‬ورواية الوصول جيدة الِسناد‪ ،‬وإذا روي الديث موصو ًل ومرس ً‬ ‫عند جهور العلماء لنا زيادة ثقة‪ ،‬وهي مقبولة عند الماهي‪)1( .‬‬ ‫ومعى ذي بال‪ :‬أي له حال يهت ّم به‪ ،‬ومعن أقطع‪ :‬أي ناقص قليل البكة‪ ،‬وأجذم بعناه‪ ،‬وهو بالذال‬ ‫العجمة وباليم‪.‬‬ ‫ب البداءة بالمد للّه لكل مصنف‪ ،‬ودارس‪ ،‬ومدرّس‪ ،‬وخطيب‪ ،‬وخاطب‪ ،‬وبي‬ ‫قال العلماء‪ :‬فيُستح ّ‬ ‫يدي سائر المور الهمة‪ .‬قال الشافعي رحه اللّه‪ :‬أحبّ أن يقدّم الرء بي يدي خطبته وكل أمر طلبه‪:‬‬ ‫حد اللّه تعال‪ ،‬والثناء عليه سبحانه وتعال‪ ،‬والصلة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أن الم َد مستحبّ ف ابتداء كل أمر ذي بال كما سبق‪ ،‬ويُستحب بعد الفراغ من‬ ‫الطعام والشراب‪ ،‬والعطاس‪ ،‬وعند خطبة الرأة ـ وهو طلب زواجها ـ وكذا عند عقد النكاح‪ ،‬وبعد‬ ‫الروج من اللء‪ ،‬وسيأت بيان هذه الواضع ف أبوابا بدلئلها وتفريع مسائلها إن شاء اللّه تعال‪ ،‬وقد‬ ‫سبق بيان ما يُقال بعد الروج من اللء ف بابه‪ ،‬ويُستحبّ ف ابتداء الكتب الصنفة كما سبق‪ ،‬وكذا‬ ‫ف ابتداء دروس الدرّسي‪ ،‬وقراءة الطالبي‪ ،‬سواء قرأ حديثا أو فقها أو غيها‪ ،‬وأحس ُن العبارات ف‬ ‫ذلك‪ :‬المد للّه رب العالي‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬حدُ اللّه تعال ركن ف خطبة المعة وغيها ل يص ّح شيء منها إل به‪ .‬وأقل الواجب‪:‬‬ ‫المد للّه‪ .‬والفضل أن يزيد من الثناء‪ ،‬وتفصيلُه معروف ف كتب الفقه‪ ،‬ويشترط كونا بالعربية‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬يُستحبّ أن يتم دعاءه بالمد للّه ربّ العالي‪ ،‬وكذلك يبتدئه بالمد للّه‪ ،‬قال اللّه تعال‪:‬‬ ‫{وآخِرُ َد ْعوَاهُمْ أ ِن الَمْدُ لِلّه رَبّ العالَمِيَ}يونس‪ 10:‬وأما ابتداء الدعاء بمد اللّه وتجيده فسيأت‬ ‫‪125‬‬

‫دليلُه من الديث الصحيح قريبا ف كتاب الصلة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬إن شاء اللّه‬ ‫تعال‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬يُستحبّ حدُ اللّه تعال عند حصول نعمة أو اندفاع مكروه‪ ،‬سواء حصل ذلك لنفسه أو‬ ‫لصاحبه أو للمسلمي‪.‬‬ ‫‪ 2/289‬وروينا ف صحيح مسلم عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم أُتَ ليلة أُسري به بقدحي من خر ولب فنظر إليهما‪ ،‬فأخذ اللب‪ ،‬فقال له‬ ‫جبيلُ صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬المد للّه الذي هداك للفطرة‪ ،‬لو أخذت المر غوتْ أمتك"‪)2(.‬‬ ‫فصل‪:‬‬ ‫‪ 3/290‬وروينا ف كتاب الترمذي وغيه عن أب موسى الشعري رضي اللّه عنه‬ ‫ت وَلَ ُد العَبْدِ قالَ اللّ ُه تَعال لِمَلِئكَتِهِ‪َ :‬قَبضْتُ ْم وَلَ َد‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إذا مَا َ‬ ‫عَبْدِي؟ َفَيقُولُونَ‪ :‬نَعَمْ‪َ ،‬فَيقُولُ‪َ :‬قَبضْتُ ْم ثَ َمرَة ُفؤَا ِدهِ؟ َفَيقُولُونَ‪َ :‬نعَمْ‪َ ،‬فَيقُولُ‪ :‬فَمَاذَا قا َل عَبْدِي؟ َفَيقُولُونَ‪:‬‬ ‫لنّ َة َوسَمّوهُ َبْيتَ الَمْدِ" قال الترمذي‪ :‬حديث‬ ‫حَ ِم َدكَ وَا ْستَرْجَعَ‪َ ،‬فَيقُولُ اللّ ُه تَعال‪ :‬اْبنُوا ِلعَبْدِي َبيْتا ف ا َ‬ ‫حسن‪ .‬والحاديث ف فضل المد كثية مشهورة‪ ،‬وقد سبق ف أوّل الكتاب جلة من الحاديث‬ ‫الصحيحة ف فضل سبحان اللّه والمد للّه ونو ذلك‪)3( .‬‬ ‫فصل‪ :‬قال التأخرون من أصحابنا الراسانيي‪ :‬لو حلف إنسان ليحمدنّ اللّه تعال بجامع المد ـ‬ ‫ومنهم من قال بأج ّل التحاميد ـ فطريقه ف برَ يينه أن يقول‪ :‬المد للّه حدا يواف نعمه ويكافء‬ ‫مزيده‪ .‬ومعن يواف نعمه‪ :‬أي يُلقيها فتحصل معه‪ ،‬ويكافء بمزة ف آخره‪ :‬أي يُساوي مزيدَ نعمه‪،‬‬ ‫ومعناه‪ :‬يقوم بشكر ما زاده من النِعم والِحسان‪ .‬قالوا‪ :‬ولو حلف ليثنيّ على اللّه تعال أحس َن الثناء‪،‬‬ ‫فطريق البّ أن يقول‪ :‬ل أحصي ثنا ًء عليك أنتَ كما أثنيتَ على نفسك‪ .‬وزاد بعضُهم ف آخره‪ :‬فلك‬ ‫المد حت ترضى‪ .‬وصوّر أبو سعد التول السألة فيمن حلف‪ :‬ليثنيّ على اللّه تعال بأج ّل الثناء‬ ‫وأعظمه‪ ،‬وزاد بعضهم ف أوّل الذكر‪ :‬سبحانك‪ .‬وعن أب نصر النمار عن ممد بن النضر رحه اللّه‬ ‫سبِ يَدِي‪َ ،‬ف َعلّ ْمنِي َشيْئا فِي ِه مَجَا ِمعُ الَ ْمدِ‬ ‫تعال قال‪ :‬قال آدمُ صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬يا رَبّ! َشغَ ْلَتنِي ِبكَ ْ‬

‫‪126‬‬

‫سيْتَ َفقُ ْل ثَلثا‪ :‬الَمْدُ‬ ‫حتَ َفقُ ْل ثَلثا‪ ،‬وَإذَا أمْ َ‬ ‫صبَ ْ‬ ‫سبِيحِ‪ ،‬فأوحى اللّ ُه تبارك وتعال إليه‪ :‬يا آ َدمُ! إذَا أ ْ‬ ‫وَالتّ ْ‬ ‫سبِيحِ‪ .‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫ك مَجَامِ ُع الَمْ ِد وَالتّ ْ‬ ‫لِلّهِ رَبّ العالَمِيَ حَمْدا يُوافِي ِنعَمَ ُه َويُكافِى ُء مَزي َدهُ‪ ،‬فَذَلِ َ‬ ‫•كتاب الصّلة على رسول ال صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫‪ o‬بابُ الصّلةِ عَلى رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫‪ o‬بابُ أم ِر مَنْ ذُ ِكرَ عندَه النبّ صلى اللّه عليه وسلم بالصّلة عليه والتسليم‬ ‫‪ o‬بابُ صفةِ الصّلة على رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬المع بي الصلة والتسليم‬ ‫‪ o‬فصل‪ :‬يستحبّ لقارىء الديث وغيه مّن ف معناه إذا ذكر رسولَ اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم أن يرفَ َع صوته بالصلة عليه والتسليم‬ ‫‪ o‬بابُ استفتاحِ الدّعاء بالمدِ للّه والصلة‬ ‫‪ o‬بابُ الصّلة على النبياءِ وآلم تبعا لم صلى اللّه عليهم وسلم‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُستحبّ الترضّي والترحّم على الصحابة والتابعي‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ذكر لقمان ومري‬ ‫كتاب الصّلة على رسول ال صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫صلّوا عََليْ ِه َوسَلّمُوا تَسْلِيما}‬ ‫ب يا أيّها الّذين آ َمنُوا َ‬ ‫قال اللّه تعال‪ِ{ :‬إنّ اللّ َه َومَلئِ َكتَ ُه يُصَلّونَ على النّ ّ‬ ‫الحزاب‪ 56 :‬والحاديث ف فضلها والمر با أكثر من أن تُحصر‪ ،‬ولكن نشيُ إل أحرفٍ من ذلك‬ ‫تنبيها على ما سواها وتبّكا للكتاب بذكرها‪.‬‬ ‫بابُ الصّلةِ عَلى رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫‪ 1/291‬روينا ف صحيح مسلم عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما؛‬ ‫صلّى عَليّ صَلةً صَلّى اللّ ُه عََليْهِ ِبهَا عَشْرا"‪)1(.‬‬ ‫أنه سع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬مَنْ َ‬ ‫‪ 2/292‬وروينا ف صحيح مسلم أيضا‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛‬

‫‪127‬‬

‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬أوْل النّاسِ ب َي ْومَ القِيا َمةَ أَ ْكثَ ُرهُ ْم عَليّ صَلةً" قال الترمذي‪:‬‬ ‫حديث حسن‪ .‬قال الترمذي‪ :‬وف الباب عن عبد الرحن بن عوف وعامر بن ربيعة وعمّار وأب طلحة‬ ‫وأنس وأُبّ بن كعب رضي اللّه عنهم‪)2(.‬‬ ‫‪ 293\2‬روينا ف كتاب الترمذي عن عبد ال بن مسعود ـ رضي ال عنه ـ أن رسول ال صلى‬ ‫ال عليه وسلم قال ‪ " :‬أول الناس ب يوم القيامة أكثرهم علي صلة " قال الترمذي‪ :‬حديث حسن ‪.‬‬ ‫قال الترمذي ‪ :‬وف الباب عن عبد الرحن بن عوف ‪ ،‬وعامر بن ربيعة ‪ ،‬وعمار ‪ ،‬وأب طلحة ‪ ،‬وأنس ‪،‬‬ ‫وأب بن كعب ـ رضي ال عنه ـ (‪)3‬‬ ‫‪ 4/294‬وروينا ف سنن أب داود والنسائي وابن ماجه‪ ،‬بالسانيد الصحيحة‪ ،‬عن أوس بن أوس رضي‬ ‫اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إِ ّن مِنْ أ ْفضَ ِل أيّامِكُ ْم َي ْومَ الُ ُم َعةِ‪ ،‬فأكْثِرُا عَل ّي مِ َن الصّلةِ فِيهِ‪،‬‬ ‫ض ٌة عَليّ" فقالوا‪ :‬يا رسول اللّه! وكيف تُعرض صلتنا عليك وقد أ َر ْمتَ؟ ـ قال‪:‬‬ ‫فإنّ صَلَتكُ ْم َمعْرُو َ‬ ‫يقول‪ :‬بليت ـ قال‪" :‬إنّ اللّه َح ّرمَ على الرض أجْسا َد الْنبِياءِ"‪ .‬قلت‪ :‬أ َر ْمتَ بفتح الراء وإسكان اليم‬ ‫وفتح التاء الخففة‪ .‬قال الطاب‪ :‬أصله أرمت‪ ،‬فحذفوا إحدى اليمي‪ ،‬وهي لغة لبعض العرب كما‬ ‫قالوا‪ :‬ظلت أفعل كذا‪ :‬أي ظللت‪ ،‬ف نظائر لذلك‪ .‬وقال غيه‪ :‬إنا هو أ َر ّمتْ بفتح الراء واليم الشددة‬ ‫وإسكان التاء‪ :‬أي أرمّت العظام‪ ،‬وقيل فيه أقوال ُأخَر‪ ،‬واللّه أعلم(‪)4‬‬ ‫‪ 5/295‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬ف آخر كتاب الجّ‪ ،‬ف باب زيارة القبور بالِسناد الصحيح‪ ،‬عن‬ ‫أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫صلّوا عليّ‪ ،‬فإنّ صَلَتكُ ْم َتبُْل ُغنِي َحْيثُ‬ ‫جعَلُوا َقْبرِي عِيدا وَ َ‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ل تَ ْ‬ ‫ُكنْتُمْ"‪)5(.‬‬ ‫‪ 6/296‬وروينا فيه أيضا بإسناد صحيح‪ ،‬عن أب هريرة أيضا‬ ‫سلّ ُم عَليّ إِلّ رَدّ اللّ ُه عَليّ رُوحي حتّى أَرُ ّد عََليْهِ‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَا مِنْ أحَ ٍد يُ َ‬ ‫السّلمَ"‪.‬‬

‫‪128‬‬

‫بابُ أم ِر مَنْ ذُ ِكرَ عندَه النبّ صلى اللّه عليه وسلم بالصّلة عليه والتسليم‪ ،‬صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫‪ 1/297‬روينا ف كتاب الترمذي عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ت ِعنْ َدهُ َفلَ ْم ُيصَ ّل عَليّ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)6( .‬‬ ‫وسلم‪َ " :‬رغِ َم أنْفُ َرجُلٍ ذُ ِكرْ ُ‬ ‫‪ 2/298‬وروينا ف كتاب ابن السن بإسناد جيد‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى‬ ‫ت ِعنْ َدهُ َف ْليُصَ ّل عَليّ‪ ،‬فإنّ ُه مَنْ صَلّى عَل ّي مَ ّرةً‪ ،‬صَلّى اللّ ُه عَ ّز وَجَ ّل عََليْ ِه عَشْرا"‬ ‫اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ ذُ ِكرْ ُ‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫‪ 3/299‬وروينا فيه بإسناد ضعيف‪ ،‬عن جابر رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ت ِعنْ َدهُ َفلَ ْم ُيصَ ّل عَليّ َفقَ ْد َشقِيَ"‪.‬‬ ‫وسلم‪" :‬مَنْ ذُكِرْ ُ‬ ‫(‪)8‬‬ ‫‪ 4/300‬وروينا ف كتاب الترمذي عن عليّ رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ت ِعنْدَهُ فََل ْم ُيصَ ّل عَليّ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫وسلم‪" :‬البَخِي ُل مَنْ ذُ ِكرْ ُ‬ ‫(‪)9‬‬ ‫ورويناه ف كتاب النسائي من رواية السي بن عليّ رضي اللّه عنهما‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪.‬‬ ‫قال المام أبو عيسى الترمذي عند هذا الديث‪ :‬يروى عن بعض أهل العلم قال‪ :‬إذا صلى الرجل على‬ ‫النبّ صلى اللّه عليه وسلم مرّة ف الجلس أجزأ عنه ما كان ف ذلك الجلس‪.‬‬ ‫بابُ صفةِ الصّلة على رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫قد قدّمنا ف كتاب أذكار الصلة صفة الصلة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وما يتعلّقُ با‪ ،‬وبيان‬ ‫أكملها وأقلها‪ .‬وأمّا ما قاله بعضُ أصحابنا وابن أب زيد الالكي من استحباب زيادة على ذلك وهي‪" :‬‬ ‫حمّدٍ" فهذا بدعة ل أصل لا‪ .‬وقد بالغ الِمام أبو بكر العرب الالكي ف كتابه "‬ ‫حمّدا وآ َل مُ َ‬ ‫وَارْحَ ْم مُ َ‬ ‫شرح الترمذي" ف إنكار ذلك وتطئة ابن أب زيد ف ذلك وتهيل فاعله‪ ،‬قال‪ :‬لن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫‪129‬‬

‫وسلم علّمنا كيفيةَ الصلة عليه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فالزيادة على ذلك استقصار لقوله‪ ،‬وستدراك عليه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬إذا صلّى على النبّ صلى اللّه عليه وسلم فليجمعْ بي الصلة التسليم‪ ،‬ول يقتص ْر على‬ ‫أحدها‪ ،‬فل يقل "صلّى اللّه عليه" فقط‪ ،‬ول "عليه السلم" فقط‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬يُستحبّ لقارىء الديث وغيه مّن ف معناه إذا ذكر رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن‬ ‫يرفَ َع صوته بالصلة عليه والتسليم‪ ،‬ول يبالغ ف الرفع مبالغة فاحشة‪ .‬ومّن نصّ على رفع الصوت‪ :‬الِمام‬ ‫الافظ أبو بكر الطيب البغدادي وآخرون‪ ،‬وقد نقلتُه إل علوم الديث‪ .‬وقد نصّ العلماء من أصحابنا‬ ‫وغيهم أنه يُستحبّ أن يرفع صوته بالصلة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف التلبية‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫بابُ استفتاحِ الدّعاء بالمدِ للّه تعال والصّلة على النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫‪ 1/301‬روينا ف سنن أب داود والترمذي والنسائي‪ ،‬عن َفضَالة بن عُبيد رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫سع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رجلً يدعو ف صلته ل يجّدِ اللّه تعال‪ ،‬ول يصلّ على النبّ صلى‬ ‫اللّه عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعلى آله وسلم‪" :‬عَجِ َل هَذَا" ث دعاه‪،‬‬ ‫فقال له أو لغيه‪" :‬إذَا صَلّى أحَدُكُمْ َف ْلَيبْدأ ِبتَ ْمجِيدِ َربّ ِه ُسبْحانَهُ وَالثّناءِ عََليْهِ‪ ،‬ثُ ّم ُيصَلّي على النِّبيّ صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم‪ ،‬ثُ ّم يَ ْدعُو َبعْ ُد بِمَا شاءَ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪)10( .‬‬ ‫‪ 2/302‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عمر بن الطاب رضي اللّه عنه قال‪ :‬إن الدعاء موقوف بي‬ ‫السماء والرض ل يصعد منه شيء حت تُصّليَ على نبيّك صلى اللّه عليه وسلم‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬أجع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالمد للّه تعال والثناء عليه‪ ،‬ث الصلة على رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وكذلك يتم الدعاء بما‪ ،‬والثار ف هذا الباب كثية معروفة(‪)11‬‬ ‫بابُ الصّلة على النبياءِ وآلم تبعا لم صلى اللّه عليهم وسلم‬ ‫أجعوا على الصلة على نبيّنا ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وكذلك أجع من يُعتدّ به على جوازها‬ ‫واستحبابا على سائر النبياء واللئكة استقللً‪ .‬وأما غيُ النبياء فالمهور على أنه ل يُصلّى عليهم‬ ‫ابتداء‪ ،‬فل يقال‪ :‬أبو بكر صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬واختُلف ف هذا النع‪ ،‬فقال بعض أصحابنا‪ :‬هو حرام‪،‬‬ ‫‪130‬‬

‫وقال أكثرهم‪ :‬مكروه كراهة تنيه‪ ،‬وذهب كثي منهم إل أنه خلف الوْلَى وليس مكروها‪ ،‬والصحي ُح‬ ‫الذي عليه الكثرون أنه مكروه كراهة تنيه لنه شعار أهل البدع‪ ،‬وقد نُهينا عن شعارهم‪ .‬والكروه هو‬ ‫ت مصوصةً ف لسان السلف‬ ‫ما ورد فيه نيٌ مقصود‪ .‬قال أصحابنا‪ :‬والعتمدُ ف ذلك أن الصّلةَ صار ْ‬ ‫بالنبياء صلوات اللّه وسلمه عليهم‪ ،‬كما أن قولنا‪ :‬عزّ وجلّ‪ ،‬مصوصٌ باللّه سبحانه وتعال‪ ،‬فكما ل‬ ‫يُقال‪ :‬ممد ع ّز وجلّ ـ وإن كان عزيزا جليلً ـ ل يُقال‪ :‬أبو بكر أو عليّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وإن‬ ‫كان معناه صحيحا‪.‬‬ ‫واتفقوا على جواز جعل غي النبياء تبعا لم ف الصلة‪ ،‬فيُقال‪ :‬اللّهمّ صلّ على ممد‪ ،‬وعلى آل ممد‪،‬‬ ‫وأصحابه‪ ،‬وأزواجه‪ ،‬وذرّيته‪ ،‬وأتباعه‪ ،‬للحاديث الصحيحة ف ذلك؛ وقد أُمرنا به ف التشهد‪ ،‬ول يزل‬ ‫السلفُ عليه خارج الصلة أيضا‪ .‬وأما السلم فقال الشيخ أبو ممد الوينّ من أصحابنا‪ :‬هو ف معن‬ ‫الصلة فل يُستعمل ف الغائب‪ ،‬فل يفرد به غي النبياء‪ ،‬فل يُقال‪ :‬عل ّي عليه السلم؛ وسواء ف هذا‬ ‫الحياء والموات‪ .‬وأما الاضر فيُخاطب به فيقال‪ :‬سلم عليك‪ ،‬أو‪ :‬سلم عليكم‪ ،‬أو‪ :‬السّلم عليك‪،‬‬ ‫أو‪ :‬عليكم؛ وهذا ممع عليه‪ ،‬وسيأت إيضاحه ف أبوابه إن شاء اللّه تعال‪.‬‬ ‫ب الترضّي والترحّم على الصحابة والتابعي فمن بعدهم من العلماء والعبّاد وسائر‬ ‫فصل‪ :‬يُستح ّ‬ ‫الخيار‪ ،‬فيقال‪ :‬رضي اللّه عنه‪ ،‬أو رحه اللّه ونو ذلك‪ .‬وأما ما قاله بعض العلماء‪ :‬إن قوله رضي اللّه‬ ‫عنه مصوص بالصحابة‪ ،‬ويُقال ف غيهم‪ :‬رحه اللّه فقط‪ ،‬فليس كما قال‪ ،‬ول يوافق عليه‪ ،‬بل الصحيح‬ ‫الذي عليه المهور استحبابه‪ ،‬ودلئله أكثر من أن تُحصر‪ ،‬فإن كان الذكور صحابيا ابن صحاب قال‪:‬‬ ‫قال ابن عمر رضي اللّه عنهما‪ ،‬وكذا ابن عباس‪ ،‬وابن الزبي‪ ،‬وابن جعفر‪ ،‬وأُسامة بن زيد ونوهم‪،‬‬ ‫لتشمله وأباه جيعا‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬فإن قيل‪ :‬إذا ذكر لقمان ومري هل يُصلّي عليهما كالنبياء‪ ،‬أم يترضّى كالصحابة والولياء‪،‬‬ ‫أم يقول عليهما السلم؟‪ .‬فالواب أن الماهي من العلماء على أنما ليسا نبيي‪ ،‬وقد شذّ من قال‪:‬‬ ‫نبيّان‪ ،‬ول التفات إليه‪ ،‬ول تعريج عليه‪ ،‬وقد أوضحتُ ذلك ف كتاب "تذيب الساء واللغات" فإذا‬ ‫عُرف ذلك‪ ،‬فقد قال بعض العلماء كلما يُفهم منهأنه يقول‪ :‬قال لقمان أو مري صلّى اللّه على النبياء‬ ‫وعليه أو وعليها وسلم‪ ،‬قال‪ :‬لنما يرتفعان عن حال من يُقال‪ :‬رضي اللّه عنه‪ ،‬لا ف القرآن ما‬ ‫يرفعهما؛ والذي أراه أن هذا ل بأس به‪ ،‬وأن الرجح أن يقال‪ :‬رضي اللّه عنه‪ ،‬أو عنها‪ ،‬لن هذا مرتبة‬

‫‪131‬‬

‫غي النبياء ول يثبتْ كونما نبيّي‪ .‬وقد نقل إمام الرمي إجاع العلماء على أن مري ليست نبيّة ـ‬ ‫ذكره ف الِرشاد ـ ولو قال‪ :‬عليه السلم‪ ،‬أو‪ :‬عليها‪ ،‬فالظاهر أنه ل بأس به‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫•كتاب الذكار والدّعوات للمور العارضات‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫بابُ دُعا ِء ال ْستِخَارة‬ ‫أبواب الذكار الت تُقال ف أوقات الشّدّة وعلى العَاهات‬ ‫ب والدعا ُء عندَ المو ِر الهمّة‬ ‫بابُ دعا ِء الكَرْ ِ‬ ‫بابُ ما يقولُه إذا راعَه شيءٌ أو َف ِزعَ‬ ‫بابُ ما َيقُولُ إذا أصابَه همّ أو حَزَن‬ ‫بابُ ما يَقولُه إذا وقعَ ف هََلكَة‬ ‫ف قوما‬ ‫بابُ ما يَقولُ إذا خا َ‬ ‫ف سُلْطانا‬ ‫بابُ ما يَقولُ إذا خا َ‬ ‫بابُ ما يَقولُ إذا نظرَ إل عدوّه‬ ‫بابُ ما َيقُولُ إذا عرضَ له شيطانٌ أو خَافَهُ‬ ‫بابُ ما َيقُولُ إذا غلبَه أمرٌ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا استصعبَ عليه أمرٌ‬ ‫ت عليه معيشتُه‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا َتعَسّرَ ْ‬ ‫بابُ ما يقولُه لدف ِع الفَاتِ‬ ‫بابُ ما يقولُه إذا أصابت ُه نكبةٌ قليل ٌة أو كثيةٌ‬ ‫ج َز عنه‬ ‫بابُ ما يقولُه إذا كان عليه دي ٌن عَ َ‬ ‫بابُ ما يقولُه مَن بُلي بالوَحْشة‬ ‫بابُ ما يقولُه مَ ْن بُلي بالوَ ْس َوسَة‬ ‫بابُ ما يُقرُأ على الَ ْعتُو ِه والَ ْلدُوغ‬ ‫بابُ ما ُي َعوّ ُذ به الصّْبيَانُ وغيُهم‬ ‫ج والَبثَ َر ِة ونوها‬ ‫بابُ ما يُقا ُل على الُرّا ِ‬

‫كتاب الذكار والدّعوات للمور العارضات‬ ‫‪132‬‬

‫اعلم أن ما ذكرته ف البواب السابقة يتكرّرُ ف كل يوم وليلة على حسب ما تقدّم وتبي‪ .‬وأما ما أذكرهُ‬ ‫الن فهي أذكا ٌر ودعوات تكون ف أوقات لسباب عارضات‪ ،‬فلهذا ل يُلتزم فيها ترتيب‪.‬‬ ‫بابُ دُعاءِ ال ْستِخَارة‬ ‫‪ 1/303‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال‪ :‬كان رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم يعلمنا الستخارة ف المور كلها كالسورة من القرآن‪ ،‬يقول‪" :‬إذَا هَمّ أحَدُ ُكمْ‬ ‫ضةِ‪ ،‬ثُمّ ِلَيقُلِ‪ :‬الّلهُ ّم إنّي أ ْستَخِ ُيكَ ِبعِلْمِكَ‪ ،‬وأ ْسَتقْدِ ُركَ ِبقُدْ َرتِكَ‪،‬‬ ‫بالمْرِ فَ ْليَرْكَعْ رَ ْكعََتيْ ِن مِ ْن َغيْ ِر الفَرِي َ‬ ‫ل ُم ال ُغيُوبِ‪ ،‬الّل ُهمّ إنْ ُكْنتَ‬ ‫ك العَظِيمِ‪ ،‬فإنّكَ َتقْدِ ُر ول أَقْدِرُ‪َ ،‬وتَعَْل ُم وَل أعْلَمُ‪ ،‬وأْنتَ َع ّ‬ ‫ك مِنْ َفضْلِ َ‬ ‫وَأسألُ َ‬ ‫َتعْلَ ُم أنّ هَذَا المْرَ َخيْرٌ ل فِي دِين َومَعاشِي وَعاِقَبةِ أمْرِي‪ ،‬أو قال‪ :‬عاج ِل أمْرِي وآجِلِهِ‪ ،‬فاقْدُ ْرهُ لِي‬ ‫َويَسّ ْرهُ ل‪ ،‬ثُم با ِركْ ل فِيهِ‪ ،‬وَإنْ ُكْنتَ َتعَْلمُ أ ّن هَذَا المْ َر َشرّ ل ف دِينِي وَمعاشِي وَعاِقَبةِ أمْرِي‪ ،‬أو قال‪:‬‬ ‫ضنِي بِهِ‪ ،‬قال‪ :‬ويُسمّي حا َجتَهُ"‪.‬‬ ‫ليْرَ َحْيثُ كا َن ثُمّ رَ ّ‬ ‫عاجِ ِل أمْرِي وآ ِجلِهِ‪ ،‬فاصْرِفْهُ عَنّي‪ ،‬وَاقْدُرْ ِليَ ا َ‬ ‫ب الستخارة بالصلة والدعاء الذكور‪ ،‬وتكون الصلة ركعتي من النافلة‪ ،‬والظاهر‬ ‫قال العلماء‪ :‬تستح ّ‬ ‫أنا تصل بركعتي من السنن الرواتب‪ ،‬وبتحية السجد وغيها من النوافل؛ ويقرأ ف الول بعد الفاتة‪:‬‬ ‫قل يا أيّها الكافرون‪ ،‬وف الثانية‪ :‬قل هو اللّه أحد؛ ولو تعذرت عليه الصلة استخار بالدعاء‪ .‬ويستحبّ‬ ‫افتتاح الدعاء الذكور وختمه بالمد للّه والصلة والتسليم على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؛ ث إن‬ ‫الستخارة مستحبّة ف جيع المور كما صرّح به نصّ هذا الديث الصحيح‪ ،‬وإذا استخار مضى بعدها‬ ‫لا ينشرحُ له صدره‪ .‬واللّه أعلم‪)1( .‬‬ ‫‪ 2/304‬وروينا ف كتاب الترمذي بإسناد ضعيف ضعّفه الترمذي وغيه‪ ،‬عن أب بكر رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا أراد المر قال‪" :‬الّلهُمّ ِخرْ ل وَا ْختَرْ ل"‪)2(.‬‬ ‫‪ 3/305‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪" :‬يا أَنسُ‪ ،‬إذَا هَ َم ْمتَ بِأمْرٍ فا ْستَخِرْ َربّكَ في ِه َسبْ َع مَرّاتٍ‪ ،‬ثُ ّم انْظُرْ إل الّذي َسبَقَ إل َق ْلبِكَ‪ ،‬فإنّ‬ ‫الَيْرَ فِيهِ" إسناده غريب‪ ،‬فيه مَنْ ل أعرفهم‪)3( .‬‬ ‫أبواب الذكار الت تُقال ف أوقات الشّدّة وعلى العَاهات)‬

‫‪133‬‬

‫ب والدعاءُ عن َد المورِ الهمّة‬ ‫بابُ دعا ِء الكَرْ ِ‬ ‫‪ 1/306‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‪ ،‬أن رسول اللّه صلى‬ ‫ش العَظِيمِ‪،‬‬ ‫ب العَ ْر ِ‬ ‫اللّه عليه وسلم كان يقول عند الكرب‪" :‬لَ إِلهَ إِلّ اللّ ُه العَظِي ُم الَلِيمُ‪ ،‬ل إِلهَ إِلّ اللّهُ رَ ّ‬ ‫ش الكَ ِريُ" وف رواية لسلم "أن النب صلى اللّه عليه‬ ‫ب العَ ْر ِ‬ ‫ت وَرَبّ ال ْرضِ رَ ّ‬ ‫ل إِلهَ إِلّ اللّهُ رَبّ السّ َموَا ِ‬ ‫وسلم كان إذا حَ َزبَه أمر قال ذلك"‪ .‬قوله "حزبه أمر"‪ :‬أي نزل (‪)4‬‬ ‫‪ 2/307‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم؛ أنه كان‬ ‫إذا أكربه أمر قال‪" :‬يا َحيّ يا َقيّومُ‪ ،‬بِرَ ْح َمتِكَ أسَْتغِيثُ" قال الاكم‪ :‬هذا حديث صحيح الِسناد‪)5( .‬‬ ‫‪ 3/308‬وروينا فيه عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا أهّه المر‬ ‫رفع رأسه إل السماء فقال‪ُ " :‬سبْحانَ اللّه العَظِيمِ" وإذا اجتهد ف الدعاء قال‪":‬يا َحيّ يا َقيّومُ"‪)6(.‬‬ ‫‪ 4/309‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬كان أكثر دعاء الن ّ‬ ‫ب‬ ‫سَنةً‪ ،‬وف الخِ َرةِ حَسَنةً‪ ،‬وَقِنا عَذَابَ النّارِ" زاد مسلم ف‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪ " :‬الّلهُ ّم آتِنا ف ال ّدنْيا حَ َ‬ ‫روايته قال‪ :‬وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا با‪ ،‬فإذا أراد أن يدعوَ بدعاء دعا با فيه‪)7( .‬‬ ‫‪ 5/310‬وروينا ف سنن النسائي وكتاب ابن السن‪ ،‬عن عبد اللّه بن جعفر‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنهم‬ ‫قال‪َ :‬لقّنن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هؤلء الكلمات‪ ،‬وأمرن إن نزل ب كرب أو شدّة أن أقولا‪:‬‬ ‫ب العَرْش العَظِيمِ‪ ،‬الَمْدُ ِللّهِ رَبّ العالَمِيَ"‪ .‬وكان‬ ‫"ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه الكَ ِريُ العَظِيمُ‪ُ ،‬سبْحانَهُ تَبا َركَ اللّهُ رَ ّ‬ ‫عبد اللّه بن جعفر يلقنها وينفث با على الوعوك‪ ،‬ويعلّمها الغتربة من بناته‪ .‬قلت‪ :‬الوعوك‪ :‬الحموم‪،‬‬ ‫وقيل‪ :‬هو الذي أصابه مغث المى‪ .‬والغتربة من النساء‪ :‬الت تُزوّج إل غي أقاربا‪)8( .‬‬ ‫‪ 6/311‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن أب بكرة رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫قال‪َ " :‬د َعوَاتُ ا َلكْرُوب‪ :‬الّلهُمّ َرحْ َمتَكَ أرْجُو فَل َتكِ ْلنِي إل َنفْسي طَرَْف َة َعيْنٍ‪ ،‬وأصْلِحْ ل شَأنِي كُلّهُ‪ ،‬ل‬ ‫إِلهَ إِ ّل أْنتَ"‪)9(.‬‬ ‫‪ 7/312‬وروينا ف سنن أب داود وابن ماجه‪ ،‬عن أساء بنت عُ َميْس رضي اللّه عنها‪ ،‬قالت‪:‬‬

‫‪134‬‬

‫قال ل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم‪" :‬أل أُعَلّمُكَ كَلِماتٍ تَقُوِلْينَهُ ّن ِعنْ َد الكَرْبِ ـ أو ف‬ ‫الكرب ـ اللّهُ اللّهُ رَب ل ُأشْ ِر ُك بِ ِه َشيْئا"‪)10(.‬‬ ‫‪ 8/313‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أب قتادة رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪" :‬مَنْ قرأ آَيةَ الكُ ْر ِسيّ وَ َخوَاتِيمَ سُو َر ِة البَقَ َر ِة ِعنْ َد الكَرْبِ‪ ،‬أغاثَهُ اللّهُ عَ ّز وَجَلّ"‪)11(.‬‬ ‫‪ 9/314‬وروينا فيه‪ ،‬عن سعد بن أب وقاص رضي اللّه عنه قال‪ :‬سعتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫صلّى اللّه عليه وسلّمَ‬ ‫ج َعنْهُ‪ :‬كَلِ َم َة أخي يُوُنسَ َ‬ ‫وسلم يقول‪" :‬إِن َلعْلَمُ َكلِ َم ًة ل َيقُوُلهَا َمكْرُوبٌ إِلّ ُفرّ َ‬ ‫ت ُسبْحانَكَ إن ُكْنتُ مِنَ الظّالِ ِميَ} النبياء‪."87:‬‬ ‫{فنَادَى فِي الظّلُماتِ‪ :‬أنْ ل إِلهَ إِ ّل أنْ َ‬ ‫ورواه الترمذي عن سعد قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪َ " :‬د ْع َوةُ ذِي النّونِ إذْ دَعا َربّهُ َو ُه َو‬ ‫ع بِها رَ ُج ٌل مُسْلِمٌ فِي َشيْء قَطّ‬ ‫ف بَطْنِ الُوتِ‪ :‬ل إِلهَ إِ ّل أْنتَ ُسبْحانَكَ ِإنّي ُكْنتُ مِنَ الظّالِ ِميَ‪ ،‬لَ ْم يَ ْد ُ‬ ‫إِلّ ا ْستَجابَ لَهُ"‪)12(.‬‬ ‫ب ما يقولُه إذا راعَه شي ٌء أو فَ ِزعَ‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/315‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن ثوبانَ رضي اللّه عنه؛أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا‬ ‫راعَه شيءٌ قال‪ُ " :‬هوَ اللّهُ‪ ،‬اللّهُ َربّي ل شَرِيكَ لَهُ"‪)13(.‬‬ ‫‪ 2/316‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جده؛أن رسول اللّه‬ ‫ضبِهِ َوشَرّ عِبا ِدهِ‪،‬‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم كان يعلّمهم من الفزع كلماتٍ‪" :‬أعُو ُذ ِبكَلِماتِ اللّ ِه التّا ّمةِ مِن َغ َ‬ ‫حضُرُونِ" وكان عبد اللّه بن عمرو يعلّمهنّ من عَقَل من بنيه‪ ،‬ومن ل‬ ‫َومِ ْن هَمَزَاتِ الشّيَاطِيِ‪ ،‬وأنْ يَ ْ‬ ‫يعق ْل كتبه فعلّقه عليه‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)14( .‬‬ ‫ب ما َيقُولُ إذا أصابَه همّ أو َحزَن‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/317‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أب موسى الشعري رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه‬ ‫ع ِبهَ ِذ ِه الكَلِماتِ‪َ ،‬يقُولُ‪ :‬أنا َعبْدُ َك ابْ ُن عَبْ ِد َك ابْنُ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ أصَابَ ُه هَ ّم أوْ حَ َزنٌ فَ ْليَ ْد ُ‬ ‫ك ِبكُلّ اسْ ٍم ُهوَ لَكَ‬ ‫صيَتِي بِيَ ِدكَ‪ ،‬ماضٍ ِفيّ ُحكْمُكَ‪ ،‬عَدْلٌ ِفيّ َقضَا ُؤكَ؛ أسألُ َ‬ ‫ضتِكَ‪ ،‬نا ِ‬ ‫َأمَتِكَ فِي َقبْ َ‬ ‫ت بِهِ فِي عِ ْل ِم الغَْيبِ ِعنْ َدكَ‬ ‫سَ ّمْيتَ بِ ِه َنفْسَكَ أ ْو أنْزَْلتَهُ فِي كِتابِكَ‪ ،‬أوْ عَلّ ْمتَه أحَدا مِنْ َخ ْلقِكَ‪ ،‬أ ِو ا ْستَأثَرْ َ‬ ‫‪135‬‬

‫ب هَمّي‪ .‬فقال رجل من القوم‪ :‬يا‬ ‫صدْرِي‪ ،‬وَ َربِيعَ قَ ْلبِي‪ ،‬وَجلءَ ُح ْزنِي‪ ،‬وَ َذهَا َ‬ ‫جعَ َل القُرآنَ نُورَ َ‬ ‫أ ْن تَ ْ‬ ‫رسول اللّه! إن الغبونَ لن غُب هؤلء الكلمات‪ ،‬فقال‪ :‬أجَلْ َفقُولُوهُنّ َوعَلّمُوهُنّ‪ ،‬فإنّ ُه مَنْ قَاَلهُ ّن اْلتِما َ‬ ‫س‬ ‫ما فِيهِنّ أ ْذهَبَ اللّ ُه تَعال ُح ْزنَهُ‪ ،‬وأطالَ َفرَحَهُ"‪)15(.‬‬ ‫ب ما يَقولُه إذا وقعَ ف هََلكَة‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/318‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪" :‬يا عَِليّ! أل ُأعَلّمُكَ َكلِماتٍ إِذَا وََق ْعتَ فِي وَ ْر َطةٍ قُ ْلتَها؟ قلتُ‪ :‬بلى‪ ،‬جعلن اللّه فِداءَك‪ ،‬قال‪ :‬إذَا‬ ‫وََقعْتَ فِي وَ ْر َطةٍ َفقُلْ‪ :‬بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ‪ ،‬وَل َحوْ َل وَل ُق ّوةَ إِلّ باللّ ِه العَِليّ العَظِيمِ‪ .‬فإنّ اللّ َه تَعال‬ ‫ف با ما شا َء مِ ْن أْنوَاعِ البَلءِ"‪)16(.‬‬ ‫َيصْرِ ُ‬ ‫قلت‪ :‬الوَرْطَة بفتح الواو وإسكان الراء‪ :‬وهي اللك‪.‬‬ ‫ف قوما‬ ‫ب ما يَقولُ إذا خا َ‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/319‬روينا بالِسناد الصحيح ف سنن أب داود والنسائي‪ ،‬عن أب موسى الشعري رضي اللّه‬ ‫ج َعلُكَ فِي ُنحُو ِرهِمْ‪َ ،‬ونَعُو ُذ بِ َ‬ ‫ك‬ ‫عنه؛أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال‪" :‬الّلهُ ّم إنّا نَ ْ‬ ‫مِ ْن شُرُو ِرهِمْ"‪)17(.‬‬ ‫ف سُلْطانا‬ ‫ب ما يَقولُ إذا خا َ‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/320‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫لكِيمُ‪ُ ،‬سبْحانَ اللّهِ رَبّ السّ َموَاتِ‬ ‫عليه وسلم‪" :‬إذَا ِخ ْفتَ سُلْطانا أوْ َغيْ َرهُ‪َ ،‬فقُلْ‪ :‬ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه الَلِي ُم ا َ‬ ‫ش العَظِيمِ‪ ،‬ل إِلهَ إِ ّل أنْتَ‪ ،‬عَزّ جا ُركَ‪ ،‬وَجَ ّل ثَناؤُكَ" ويستحبّ أن يقول ما قدّمناه ف‬ ‫ب العَ ْر ِ‬ ‫السّبْ ِع وَرَ ّ‬ ‫الباب السابق من حديث أب موسى‪)18( .‬‬ ‫ب ما يَقولُ إذا نظرَ إل عدوّه‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/321‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪ :‬كنا مع النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ف غزوة فلقي العدوّ‪ ،‬فسمعته يقول‪ " :‬يا مالِكَ َي ْومِ الدّينِ إيّاك أعْبُ ُد وإيّاكَ أ ْسَتعِيُ" فلقد رأيتُ الرجالَ‬

‫‪136‬‬

‫تُصرع‪ ،‬تضربُها اللئكةُ من بي أيديها ومن خلفها‪ .‬ويُستحبّ ما قدّمناه ف الباب السابق من حديث أب‬ ‫موسى‪)19( .‬‬ ‫ب ما َيقُولُ إذا عرضَ له شيطانٌ أو خَافَهُ‬ ‫با ُ‬ ‫ك مِنَ الشّيْطا ِن نَ ْزغٌ فا ْسَتعِذْ باللّه إنّهُ ُهوَ السّمِيعُ العَلِيمُ} فصلت‪ 36:‬وقال‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬وإمّا َينْ َز َغنّ َ‬ ‫تعال‪{ :‬وَإذَا قَرأتَ القُرآنَ َجعَلْنا َبْينَكَ َوَبيْ َن الّذِين ل ُي ْؤ ِمنُونَ بالخِ َرةِ حِجابا مَسْتُورا} الِسراء‪45:‬‬ ‫فينبغي أن يتعوّذ ث يقرأ من القرآن ما تيسّر‪.‬‬ ‫‪ 1/322‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب الدرداء رضي اللّه عنه قال‪" :‬قام رسولُ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم يُصلّي‪ ،‬فسمعناه يقول‪ :‬أعُو ُذ بِاللّهِ مِنْكَ‪ ،‬ث قال‪ :‬أْل َعنُك بَِل ْعَنةِ اللّ ِه ثَلثا‪ ،‬وبسطَ يدَه كأنّه يتناول‬ ‫ك تقولُه قبلَ‬ ‫غ من الصلة قلنا‪ :‬يا رسول اللّه! سعناك تقول ف الصلة شيئا ل نسمعْ َ‬ ‫شيئا‪ ،‬فلما فر َ‬ ‫جعَلَهُ ف وَ ْجهِي‪َ ،‬ف ُق ْلتُ‪:‬‬ ‫ب مِنْ نارٍ ِليَ ْ‬ ‫ذلك‪ ،‬ورأيناكَ بسطتَ ي َدكَ‪ ،‬قال‪ :‬إنّ عَ ُدوّ اللّهِ ِإبْلِيسَ جا َء بِشِها ٍ‬ ‫ك بَِل ْعَنةِ اللّه التّا ّمةِ (‪ ()20‬بلعنة اللّه التامة قال القاضي‪:‬‬ ‫ث مَرّاتٍ‪ ،‬ثُمّ قُ ْلتُ‪ :‬أْلعَنُ َ‬ ‫َأعُو ُذ باللّ ِه ِمنْكَ ثَل َ‬ ‫يتمل تسميتها التامة‪ :‬أي ل نقص فيها‪ ،‬ويتمل الواجبة له الستحقة عليه‪ ،‬أو الوجبة عليه العقاب‬ ‫سرمدا‪ .‬وقال ابن الوزي ف كشف الشكل‪ :‬أشار بتامة إل دوامها‪ .‬الفتوحات ‪ (" )4/21‬بلعنة اللّه‬ ‫التامة قال القاضي‪ :‬يتمل تسميتها التامة‪ :‬أي ل نقص فيها‪ ،‬ويتمل الواجبة له الستحقة عليه‪ ،‬أو‬ ‫الوجبة عليه العقاب سرمدا‪ .‬وقال ابن الوزي ف كشف الشكل‪ :‬أشار بتامة إل دوامها‪ .‬الفتوحات‬ ‫صبَحَ‬ ‫ت أنْ آخُ َذهُ‪ ،‬وَاللّهِ َلوْل َدعْ َوةُ أخي ُسَليْمانَ (‪)21‬ل ْ‬ ‫‪ " )4/21‬فاسْتأ َخ َر ثَلثَ َمرّاتٍ‪ ،‬ثُمّ أ َردْ ُ‬ ‫مُوثَقا تَ ْل َعبُ بِ ِه وِلْدَانُ أهْ ِل الَدِيَنةِ"‪)22(.‬‬ ‫قلت‪ :‬وينبغي أن يؤذّن أذان الصلة‪.‬‬ ‫‪ 2/323‬فقد روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن سُهيل بن أب صال أنه قال‪ :‬أرسلن أب إل بن حارثة‬ ‫ومعي غلم لنا أو صاحب لنا‪ ،‬فناداه مُنادٍ من حائط باسه‪ ،‬وأشرف الذي معي على الائط فلم ي َر شيئا‪،‬‬ ‫ت أنك تَلقى هذا ل أرسلك‪ ،‬ولكن إذا سعت صوتا فنا ِد بالصلة‪،‬‬ ‫فذكرتُ ذلك لب‪ ،‬فقال‪ :‬لو شعر ُ‬ ‫شيْطانَ‬ ‫فإن سعت أبا هريرة رضي اللّه عنه يدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‪" :‬إنّ ال ّ‬ ‫ي بالصّلةِ أ ْدبَرَ"‪)23(.‬‬ ‫إذَا نُودِ َ‬

‫‪137‬‬

‫ب ما َيقُولُ إذا غلبَه أمرٌ‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/324‬روينا ف صحيح مسلم عن أب هُريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ضعِيفِ‪ ،‬وف ُكلّ َخيْرٌ‪ ،‬ا ْح ِرصْ على ما‬ ‫وسلم‪ ":‬ا ُلؤْمِ ُن ال َقوِيّ َخيْ ٌر وَأ َحبّ إل اللّ ِه تَعال مِ َن ا ُلؤْمِ ِن ال ّ‬ ‫ل َتقُلْ‪َ :‬لوْ أَن َفعَ ْلتُ َكذَا كانَ كَذَا وَكَذَا‪،‬‬ ‫ج َزنّ (‪ )24‬وإ ْن أصابَكَ َشيْءٌ َف َ‬ ‫َينْ َفعُكَ‪ ،‬وا ْسَتعِنْ باللّ ِه ول َتعْ ِ‬ ‫شيْطانِ"‪)25(.‬‬ ‫وَ َلكِنْ ُقلْ قَدّرَ اللّ ُه وَما شاء َفعَلَ‪ ،‬فإنّ "َلوْ" َتفْتَ ُح عَمَلَ ال ّ‬ ‫‪ 2/325‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن عوف بن مالك رضي اللّه عنه؛أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫سِبيَ اللّ ُه َوِنعْمَ الوَكِيلُ‪ ،‬فقال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪:‬‬ ‫قضى بي رجلي فقال القضيّ عليه لّا أدبر‪ :‬حَ ْ‬ ‫سبِيَ اللّ ُه وِنعْ َم الوَكِيلُ"‪.‬‬ ‫ك أمْرٌ َفقُلْ حَ ْ‬ ‫جزِ‪ ،‬وََلكِنْ عََليْكَ بال َكْيسِ فإذَا غََلبَ َ‬ ‫"إِنّ اللّ َه تَعال يَلُومُ على العَ ْ‬ ‫(‪ ، )26‬وقال الافظ‪ :‬هذا حديث حسن أخرجه أبو داود والنسائي‪ ،‬وف سنده سيف (‪)27‬‬ ‫قلت‪ :‬ال َكيْس بفتح الكاف وإسكان الياء‪ ،‬ويطلق على معان‪ :‬منها الرفق‪ ،‬فمعناه واللّه أعلم‪ :‬عليك‬ ‫بالعمل ف رفق بيث تُطيق الدوام عليه‪.‬‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا استصعبَ عليه أمرٌ‬ ‫‪ 1/326‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫جعَ ُل الَ ْزنَ إذَا ِشْئتَ َسهْلً" قلتُ‪ :‬الَزْن بفتح الاء الهملة‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫"الّلهُ ّم ل َسهْلَ إِلّ ما َجعَ ْلتَهُ َسهْلً‪ ،‬وأنْ َ‬ ‫وإسكان الزاي‪ :‬وهو غليظ الرض وخشنها‪)28( .‬‬ ‫ت عليه معيشتُه‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا َتعَسّرَ ْ‬ ‫‪ 1/327‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ج مِ ْن َبْيتِهِ‪ :‬بِسْمِ اللّهِ على َنفْسِي ومَال‬ ‫قال‪":‬ما ْينَعُ أحَدَكُمْ إذَا عَسُ َر عََليْ ِه أمْ ُر َمعِيشَتِ ِه أنْ َيقُولَ إذا َخرَ َ‬ ‫ت ول تأخيَ ما‬ ‫ب َتعْجِيلَ ما أخّرْ َ‬ ‫ضنِي ِبقَضائِك‪ ،‬وباركْ ل فِيما قُ ّدرَ ل حتّى ل أُ ِح ّ‬ ‫ودِينِي‪ ،‬الّلهُمّ ر ّ‬ ‫عَجّ ْلتَ"‪)29(.‬‬ ‫بابُ ما يقولُه لدف ِع الفَاتِ‬

‫‪138‬‬

‫‪ 1/328‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم‪" :‬ما أنْعَمَ اللّ ُه عَزّ وَجَ ّل على عَبْ ٍد ِنعْ َمةً ف أهْلٍ ومَا ٍل َووَلَدٍ فَقالَ‪ :‬ما شاءَ اللّهُ ل ُق ّوةَ إِلّ باللّهِ‪،‬‬ ‫َفيَرَى فِيها آَفةً دونَ ا َلوْتِ"‪)30(.‬‬ ‫بابُ ما يقولُه إذا أصابت ُه نكبةٌ قليل ٌة أو كثيةٌ‬ ‫(‪)31‬‬ ‫قال اللّه تعال‪َ { :‬وبَشّر الصّابِري َن الّذينَ إذَا أصاَبْتهُ ْم ُمصِيَبةٌ (‪)32‬قالُوا إنّا ِللّ ِه َوإِنّا إَليْهِ رَا ِجعُونَ‪ .‬أُوَلئِكَ‬ ‫ك هُمُ ا ُل ْهتَدُونَ} البقرة‪155 :‬ـ ‪.156‬‬ ‫ت مِنْ َربّه ْم وَرَ ْح َم ٌة وَ أُولَئِ َ‬ ‫عََلْيهِمْ صََلوَا ٌ‬ ‫‪ 1/329‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬‬ ‫س ِع َنعْلِهِ‪ ،‬فإنّها مِ َن ا َلصَاِئبِ" ‪)33(.‬‬ ‫ِليَسْتَ ْرجِعْ أ َحدُكُمْ فِي كُ ّل َشيْءٍ حتّى فِي شِ ْ‬ ‫قلت‪ :‬الشسع‪ :‬بكسر الشي العجمة ث بإسكان السي الهملة‪ ،‬وهو أحد سُيور النعل الت تشدّ إل‬ ‫ِزمَامِها‬ ‫ج َز عنه‬ ‫بابُ ما يقولُه إذا كان عليه دي ٌن عَ َ‬ ‫‪ 1/330‬روينا ف كتاب الترمذي عن عليّ رضي اللّه عنه أن مُكاتبا جاءه فقال‪ :‬إن عجزتُ عن‬ ‫كتابت فأعنّي‪ ،‬قال‪ :‬أل أُعلّمك كلماتٍ علمنيهن رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬لو كان عليك مثل‬ ‫ك عَمّ ْن سِواكَ" قال‬ ‫ك عَنْ َحرَامِكَ‪ ،‬وَأغْنِن ِب َفضْلِ َ‬ ‫صيْرٍ دينا أدّاه عنك؟ قل‪" :‬الّلهُ ّم ا ْكفِن بِحَللِ َ‬ ‫جبل ِ‬ ‫الترمذي‪ :‬حديث حسن‪ .‬وقد قدّمنا ف باب ما يُقال عند الصباح والساء حديث أب داود (‪)34‬‬ ‫ب ما يقولُه مَنن بُلي بالوَحْشة‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/331‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن الوليد بن الوليد رضي اللّه عنه أنه قال‪ :‬يارسول اللّه! إن‬ ‫ضبِهِ َوعِقابِهِ َوشَ ّر ِعبَا ِدهِ‪،‬‬ ‫ت مِ ْن َغ َ‬ ‫جعَكَ َفقُلْ‪ :‬أعُو ُذ بِكَلِماتِ اللّ ِه التّامّا ِ‬ ‫ت َمضْ َ‬ ‫أجدُ وحشةً‪ ،‬قال‪":‬إذَا أخَذْ َ‬ ‫ضرُونِ‪ .‬فإنّها ل تَضُ ّر َك أ ْو ل َتقْ َربُكَ"‪)35(.‬‬ ‫حُ‬ ‫ي وأنْ يَ ْ‬ ‫َو مِ ْن هَمَزَاتِ الشّياطِ ِ‬

‫‪139‬‬

‫‪ 2/332‬وروينا فيه‪ ،‬عن الباء بن عازب رضي اللّه عنهما قال‪ :‬أتى رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ب الَلِئ َكةِ والرّوحِ‪،‬‬ ‫ك القُدّوسِ ر ّ‬ ‫رج ٌل يشكو إليه الوحشة‪ ،‬فقال‪" :‬أ ْكثِ ْر مِ ْن أنْ َتقُولَ‪ُ :‬سبْحانَ الَلِ ِ‬ ‫ت عنه الوحشة‪)36( .‬‬ ‫ت وَ ال ْرضَ بالعِ ّز ِة والبَرُوتِ"‪ ،‬فقالا الرجلُ فذهب ْ‬ ‫جَلّ ْلتَ السّ َموَا ِ‬ ‫ب ما يقولُه مَ ْن بُلي بال َو ْسوَسَة‬ ‫با ُ‬ ‫ك مِنَ الشّيْطا ِن نَ ْزغٌ فَا ْسَتعِذْ باللّ ِه إنّهُ ُهوَ السّمِي ُع العَلِيمُ} فصلت‪36:‬‬ ‫قال اللّه تعال‪َ { :‬و إمّا يَنْ َز َغنّ َ‬ ‫فأحس ُن ما يُقال ما أ ّدبَنا اللّه تعال به وأمرَنا بقوله‪.‬‬ ‫‪ 1/333‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬يأتِي الشّيْطانُ أحَدَكُمْ َفَيقُولُ‪ :‬مَنْ َخلَقَ كَذَا‪ ،‬مَنْ َخلَقَ كَذَا‪ ،‬حتّى َيقُولَ‪ :‬مَنْ‬ ‫س َيتَساءلُونَ حتّى‬ ‫سَتعِذْ باللّه وَْليَْنتَهِ" وف رواية ف الصحيح‪" :‬ل يَزالُ النّا ُ‬ ‫خََلقَ َربّكَ؟ فإذَا بَلَغَ ذَلِكَ فَ ْليَ ْ‬ ‫ك َشيْئا فَ ْلَيقُلْ‪ :‬آ َمنْتُ باللّ ِه وَ ُرسُلِهِ"‪)37(.‬‬ ‫يُقالَ هَذَا‪َ :‬خلَقَ اللّ ُه الَلْقَ‪َ ،‬فمَنْ َخلَقَ اللّهَ؟ فَمَ ْن وَ َج َد مِنْ ذل َ‬ ‫‪ 2/334‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها‪ ،‬قالت‪ :‬قال رسولُ اللّه صلى اللّه‬ ‫ك يَ ْذ َهبُ َعنْهُ"‪)38(.‬‬ ‫عليه وسلم‪" :‬مَ ْن وَجَدَ مِ ْن هَذَا ال َو ْسوَاسِ فَ ْلَيقُلْ‪ :‬آ َمنّا باللّ ِه َوبِ ُرسُلِ ِه ثَلثا‪ .‬فإنّ ذل َ‬ ‫‪ 3/335‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عثمان بن أب العاصي (عن عثمان بن أب العاصي‪ :‬هو الثقفي‬ ‫الطائفي قدم على النبّ صلى اللّه عليه وسلم ف وفد ثقيف سنة تسع‪ .‬واستعمله النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم عليهم وعلى الطائف‪ ،‬وكان أحدث القوم سنّا‪ ،‬وأقرّه عليها أبو بكر وعمر‪ ،‬واستعمله عمر أيضا‬ ‫على عمان والبحرين‪ ،‬روى له فيما قيل عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم تسعة عشر حديثا‪ ،‬أخرج مسلم‬ ‫عنه ثلثة أحاديث‪ ،‬ول يرّج عنه البخاري‪ ،‬وخرّج عنه الربعة‪ ،‬روى عنه ابن السيب ف آخرين‪ ،‬نزل‬ ‫ت يا رسول اللّه إن‬ ‫البصرة ومات با ف زمن معاوية سنة إحدى وخسي) " رضي اللّه عنه قال‪ :‬قل ُ‬ ‫الشيطان قد حال ("قد حال" بالاء الهملة‪ :‬أي جعل بين وبي كمال الصلة والقراءة حاجزا من‬ ‫سهَا عليّ‪ ،‬فقال‬ ‫وسوسته الانعة من رُوح العبادة وسرّها‪ ،‬وهو الشوع) بين وبي صلت وقراءت يَ ْلبِ ُ‬ ‫ستَهُ َفتَ َعوّذْ باللّهِ مِنْ ُه َو اتْفُ ْل عَنْ‬ ‫ك َشيْطا ٌن يُقالُ لَهُ ِخنْزَبٌ‪ ،‬فإذَا أحْسَ ْ‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ذل َ‬ ‫يَسا ِركَ ثَلثا" ففعلتُ ذلك فأذهبه اللّه عنه‪.‬‬

‫‪140‬‬

‫قلتُ‪ِ :‬خنْزب باء معجمة ث نون ساكنة ث زاي مفتوحة ث باء موحدة‪ ،‬واختلف العلماء ف ضبط الاء‬ ‫منه‪ ،‬فمنهم من فتحها‪ ،‬ومنهم من كسرها‪ ،‬وهذان مشهوران‪ ،‬ومنهم من ضمّها حكاه ابن الثي ف ناية‬ ‫الغريب‪ ،‬والعروف الفتح والكسر‪" )39( .‬‬ ‫‪ 4/336‬وروينا ف سنن أب داود بإسناد جيد‪ ،‬عن أب ُز َميْل قال‪ :‬قلت لبن عباس‪ :‬ما شيء أجده ف‬ ‫صدري؟ قال‪ :‬ما هو؟ قلت‪ :‬واللّه ل أتكلم به‪ ،‬فقال ل‪ :‬أشيء من شكّ؟ وضحك وقال‪ :‬ما نا منه‬ ‫ك مِمّا أنْزَلْنا إَليْكَ} الية‪ ،‬يونس‪ 94:‬فقال ل‪ :‬إذا‬ ‫أحدٌ حت أنزل اللّه تعال‪{ :‬فإنْ ُكنْتَ فِي شَ ّ‬ ‫وجدت ف نفسك شيئا فقل {هُ َو الوّلُ وال ِخ ُر وَالظّاهِرُ وَالباطِنُ َو ُه َو ِبكُلّ َشيْ ٍء عَلِيمٌ} الديد‪.3:‬‬ ‫وروينا بإسنادنا الصحيح ف رسالة الستاذ أب القاسم القُشيي رحه اللّه‪ ،‬عن أحد بن عطاء الروذباري‬ ‫السيد الليل رضي اللّه عنه قال‪ :‬كان ل استقصاء ف أمر الطهارة‪ ،‬وضاق صدري ليلة لكثرة ما صببتُ‬ ‫ب عفوك عفوك‪ ،‬فسمعتُ هاتفا يقول‪ :‬العفو ف العلم‪ ،‬فزال عن‬ ‫من الاء ول يسكنْ قلب‪ ،‬فقلت‪ :‬يا ر ّ‬ ‫ذلك‪ .‬وقال بعض العلماء‪ :‬يستحبّ قول "ل إِلهَ إِلّ اللّهُ" لن ابتلي بالوسوسة ف الوضوء أو ف الصلة أو‬ ‫شبههما‪ ،‬فإن الشيطان إذا سع الذكر خنس‪ :‬أي تأخر وبعد‪ ،‬ول إِله إِلّ اللّه رأسُ الذكر‪ ،‬ولذلك اختار‬ ‫السادة الجلّة من صفوة هذه المة أهل تربية السالكي وتأديب الريدين قول‪ :‬ل إِله إِلّ اللّه لهل اللوة‬ ‫وأمروهم بالداومة عليها‪ ،‬وقالوا‪ :‬أنفع علج ف دفع الوسوسة الِقبال على ذكر اللّه تعال والِكثار منه‪.‬‬ ‫وقال السيد الليل أحد بن أب الواري ـ بفتح الراء وكسرها ـ شكوتُ إل أب سُليمان الداران‬ ‫ستَ به فافرح‪ ،‬فإنك إذا فرحتَ به انقطع‬ ‫ي وقت أحْسَ ْ‬ ‫الوسواس‪ ،‬فقال‪ :‬إذا أردت أن ينقطع عنك‪ ،‬فأ ّ‬ ‫عنك‪ ،‬لنه ليس شيء أبغض إل الشيطان من سرور الؤمن‪ ،‬وإن اغتممت به زادك‪ .‬قلت‪ :‬وهذا ما يُؤيد‬ ‫ما قاله بعض الئمة‪ :‬إن الوسواس إنا يُبتلى به من كمل إيانه‪ ،‬فإن اللصّ ل يقصد بيتا خربا‪)40( .‬‬ ‫ب ما يُقرأُ على ا َلعْتُوهِ والَلْدُوغ‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/337‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب سعيد الدري رضي اللّه عنه قال‪ :‬انطلق نف ٌر‬ ‫من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف َسفْرة سافروها‪ ،‬حت نزلوا على حيّ من أحياء العرب‪،‬‬ ‫فاستضافُوهم فأبوا أن يُضيّفوهم‪ ،‬فلُدغ سيّدُ ذلك اليّ‪ ،‬فس َعوْا له بكل شيء ل ينفعُه شيءٌ‪ ،‬فقال‬ ‫بعضُهم‪ :‬لو أتيتم هؤلء ال ّرهَطَ الذين نزلوا لعلّهم أن يكو َن عندهم بعضُ شيءٍ‪ ،‬فأتوهُم فقالوا‪ :‬يا أيّها‬ ‫الرّهط إ ّن سيدنا لُدغ وسعينا له بك ّل شيءٍ ل ينفعه شيء‪ ،‬فهل عندَ أح ٍد منكم من شيءٍ؟ قال بعضُهم‪:‬‬ ‫‪141‬‬

‫إن واللّه لَرْقي‪ ،‬ولكنْ واللّه لقد استضفناكم فلم تضيّفونا‪ ،‬فما أنا براقٍ لكم حت تعلوا لنا ُج ْعلً (‬ ‫ب العَالَمِيَ) ‪ ،‬فكأنا‬ ‫‪ ، )41‬فصالُوهم على قطيع من الغنم‪ ،‬فانطل َق يتف ُل عليه ويقرأُ‪( :‬الَمْدُ ِللّهِ ر ّ‬ ‫نَشِطَ من عِقَال‪ ،‬فانطلقَ يشي وما به قََلبَة‪ ،‬فأوفوهم ُج ْعلَهم الذي صالوهم عليه‪ ،‬وقال بعضُهم‪ :‬اقسموا‬ ‫فقال الذي رَقَى‪ :‬ل تفعلوا حت نأتَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم فنذكرَ له الذي كان‪ ،‬فننظر الذي يأمرنا‪،‬‬ ‫صْبتُمُ‬ ‫ك أنا رُ ْقَيةٌ؟ ث قال‪ :‬قَدْ أ َ‬ ‫فقدموا على النبّ صلى اللّه عليه وسلم فذكروا له‪ ،‬فقال‪" :‬وَما يُدْرِي َ‬ ‫اقْسِمُوا وَاضْ ِربُوا ل َمعَكُم سَهما"‪ ،‬وضحك النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬هذا لفظ رواية البخاري وهي‬ ‫أتّ الروايات‪ .‬وف رواية "فجعل يقرأ ُأ ّم الكتاب ويمع بزاقه ويتفل‪ ،‬فبىء الرجل" وف رواية "فأمر له‬ ‫بثلثي شاة"‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬قوله "وما به َقَلبَة" وهي بفتح القاف واللم والباء الوحدة‪ :‬أي وجع‪)42( .‬‬ ‫‪ 2/338‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عبد الرحن بن أب ليلى‪ ،‬عن رجل عن أبيه قال‪ :‬جاء رجل‬ ‫إل النبّ صلى اللّه عليه وسلم فقال‪ :‬إن أخي وجع‪ ،‬فقال‪" :‬وَما وَجَعُ أخِيكَ؟ قال‪ :‬به لم‪ ،‬قال‪ :‬فاْبعَث‬ ‫بِهِ إلّ"‪ ،‬فجاء فجلس بي يديه‪ ،‬فقرأ عليه النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬فاتة الكتاب‪ ،‬وأربع آياتٍ من أوّل‬ ‫سورة البقرة‪ ،‬وآيتي من وسطها‪{ :‬وإ ُلكُمْ إِل ُه وَاحِدٌ ل إِلهَ إِ ّل ُهوَ الرّحْ َمنُ الرّحِيمُ‪ .‬إنّ ف َخلْقِ‬ ‫ت وال ْرضِ} حت فرغ من الية البقرة‪163 :‬ـ ‪ 164‬وآية الكرسي‪ ،‬وثلث آيات من آخر‬ ‫السّ َموَا ِ‬ ‫سورة البقرة‪ ،‬وآية من أوّل سورة آل عمران‪ ،‬و{ َشهِدَ اللّ ُه أنّهُ ل إِلهَ إِلّ ُهوَ‪ }..‬إل آخر الية آل‬ ‫عمران‪ 18 :‬وآية من سورة العراف‪{ :‬إنّ َرّبكُمُ اللّ ُه الّذي خََلقَ السّ َموَاتِ وال ْرضِ} العراف‪54:‬‬ ‫ش الكَ ِريِ} الؤمنون‪ 116:‬وآية‬ ‫ب العَ ْر ِ‬ ‫ك الَقّ ل إِله إِلّ ُهوَ رَ ّ‬ ‫وآية من سورة الؤمني‪َ{ :‬فتَعَال اللّهُ الَلِ ُ‬ ‫من سورة النّ‪{ :‬وأنّه تَعال َجدّ َربّنا ما اتّخَذَ صَا ِحَب ًة وَل وَلَدا} الن‪ 3 :‬وعشر آيات من سورة‬ ‫الصّافّات من أوّلا‪ ،‬وثلثا من آخر سورة الشر‪ ،‬و{قل هو اللّه أحد} والعوّذتي‪( .)43( .‬ابن السن‬ ‫(‪ )637‬وإسناده ضعيف‪ ،‬انظر الفتوحات ‪" ).4/42‬‬ ‫‪ 3/339‬وروينا ف سنن أب داود بإسناد صحيح‪ ،‬عن خارجة بن الصلت‪ ،‬عن عمّه قال‪ :‬أتيتُ النبّ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم فأسلمت‪ ،‬ث رجعتُ فمررتُ على قوم عندهم رجل منون مُوثق بالديد فقال‬ ‫أهله‪ :‬إنّنا حُدّثنا أن صاحبَك هذا قد جاء بي‪ ،‬فهل عندك شي ٌء تُداويه‪ ،‬فرقيته بفاتة الكتاب فبىء‪،‬‬ ‫فأعطون مَِئ َة شاة‪ ،‬فأتيت النبّ صلى اللّه عليه وسلم فأخبتُه‪ ،‬فقال‪" :‬هَلْ إِلّ هَذَا؟" وف رواية‪" :‬هَلْ‬ ‫ت َغيْ َر هَذَا؟ قلتُ‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ُ :‬خذْها فََلعَمرِي لَمَنْ أكَ َل بِرُ ْقَي ِة باطِلٍ‪َ ،‬لقَدْ أكَ ْلتَ ِبرُ ْقَيةٍ حَقّ"‪)44(.‬‬ ‫قُ ْل َ‬ ‫‪142‬‬

‫‪ 4/340‬وروينا ف كتاب ابن السن بلفظ آخر‪ ،‬وهي رواية أخرى لب داود‪ ،‬قال فيها عن‬ ‫ب فأتينا على حيّ من العرب‪ ،‬فقالوا‪ :‬عندكم دواءٌ‪ ،‬فإن عندنا‬ ‫خارجة عن عمّه قال‪ :‬أقبلنا من عند الن ّ‬ ‫معتوها ف القيود‪ ،‬فجاؤوا بالعتوه ف القيود‪ ،‬فقرأتُ عليه فات َة الكتاب ثلثةَ أيامٍ غدْو ًة وعشّيةً أجع‬ ‫بزاقي ث أتفلُ‪ ،‬فكأنا نَشِطَ من عِقال‪ ،‬فأعطون ُج ْعلً‪ ،‬فقلتُ‪ :‬ل‪ ،‬فقالوا‪ :‬سلِ النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫ت بِرُ ْقَيةِ َحقّ" قلت‪ :‬هذا العمّ‬ ‫وسلم‪ ،‬فسألته فقال‪" :‬كُلْ (‪ )45‬فََلعَ ْمرِي مَنْ أكَ َل بِرُ ْقَي ِة باطِلٍ‪َ ،‬لقَدْ أكَ ْل َ‬ ‫اسه عِلاقة بن صُحَار (‪)46‬‬ ‫‪ 5/341‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه أنه قرأ ف أُذن مبتلى‬ ‫سْبتُ ْم أنّمَا‬ ‫فأفاق‪ ،‬فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَا قَرأتَ ف أُ ُذنِهِ؟" قال‪ :‬قرأت {أَفَحَ ِ‬ ‫خََلقْناكُ ْم َعبَثا} الؤمنون‪ 115 :‬حت فرغ من آخر السورة‪ ،‬فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬‬ ‫ل مُوقِنا قَرأ بِها على َجبَلٍ لَزَالَ"‪)47(.‬‬ ‫َلوْ أنّ رَ ُج ً‬ ‫صْبيَا ُن وغيُهم‬ ‫ب ما ُي َعوّ ُذ به ال ّ‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/342‬روينا ف صحيح البخاري رحه اللّه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‪" :‬كان رسولُ اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم يعوّذ السن والسي‪ُ :‬أعِيذُكُما ِبكَلِماتِ اللّ ِه التّامّةِ‪ ،‬مِنْ كُ ّل َشيْطا ٍن وَها ّمةِ‪َ ،‬ومِنْ‬ ‫كُ ّل َعيْنٍ ل ّم ٍة ويقول‪ :‬إ ّن أباكُما كان ُي َعوّ ُذ بِها إسْماعِي َل وَإسْحاقَ" صلى اللّه عليهم أجعي وسلم‪( .‬‬ ‫‪)48‬‬ ‫قلتُ‪ :‬قال العلماء‪ :‬الامّة بتشديد اليم‪ :‬وهي كلّ ذات س ّم يقتل كاليّة وغيها‪ ،‬والمع الوامّ‪ ،‬قالوا‪:‬‬ ‫ب من اليوان وإن ل يقتل كالشرات‪ .‬ومنه حديث كعب بن عجرة رضي‬ ‫وقد يقع الوامّ على ما يد ّ‬ ‫اللّه عنه "أُيؤْذِيكَ هَوَامّ رأسِكَ؟" أي القمل‪ .‬وأما العي اللمّة بتشديد اليم‪ :‬وهي الت تُصيب ما نظرت‬ ‫إليه بسوء‪.‬‬ ‫ج والَبثَ َرةِ ونوها‬ ‫ب ما يُقالُ على الُرّا ِ‬ ‫با ُ‬ ‫ف الباب حديث عائشة الت (‪ )49‬قريبا ف باب ما يقوله الريض ويُقرأ عليه‪.‬‬

‫‪143‬‬

‫‪ 1/343‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن بعض أزواج النبّ صلى اللّه عليه وسلم قالت‪ :‬دخل عل ّي‬ ‫رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقد خرجَ ف أصبعي بثرة‪ ،‬فقال‪ِ " :‬عنْ َدكِ ذَرِي َرةٌ؟" فوضعها عليها وقال‪:‬‬ ‫صغّ ْر ما بِي‪ .‬فطفئت"‪)50(.‬‬ ‫صغِيِ َ‬ ‫صغّ َر الكَبِ ِي َومُ َكبّ َر ال ّ‬ ‫"قُول الّلهُم ُم َ‬ ‫قلتُ‪ :‬البثرة بفتح الباء الوحدة وإسكان الثاء الثلثة‪ ،‬وبفتحها أيضا لغتان‪ :‬وهو ُخرّاجٌ صِغار‪ ،‬ويقال بَثِر‬ ‫صبٍ من قصبِ الطيب‬ ‫وجهه وبثر بكسر الثاء وفتحها وضمّها ثلث لغات‪ .‬وأما الذّريرة‪ :‬فهي فتات َق َ‬ ‫يُجاء به من الند‪.‬‬ ‫•كتاب أذكار الرض والوت وما يتعلق بما‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫ب الِكْثارِ من ذِكْ ِر الوْت‬ ‫بابُ اسْتحبا ِ‬ ‫باب استحباب السؤال على الريض‬ ‫بابُ ما يَقولُه الريضُ‬ ‫بابُ استحباب وصيّة أه ِل الريضِ بالِحسانِ إِليه‬ ‫بابُ ما يقولُه مَ ْن به صُداعٌ أو ُحمّى‬ ‫باب جواز َقوْل الريض‪ :‬أنا شدي ُد الوجَع‬ ‫بابُ كراهية تنّي الوت لضُرّ نز َل بالِنسان‬ ‫بابُ استحبابِ دُعا ِء الِنسا ِن بأنْ يكونَ موتُه ف البلدِ الشريف‬ ‫ب نفس( الريضِ‬ ‫بابُ استحباب تَطْيي ِ‬ ‫بابُ الثّناءِ على الريضِ بحَاسِن أعمالِه‬ ‫بابُ ما جَاءَ ف تَشْهيةِ الريضِ‬ ‫بابُ طلبِ العوَّادِ الدّعاء من الريضِ‬ ‫ظ الريضِ بع َد عافيتِه‬ ‫بابُ وَعْ ِ‬ ‫بابُ ما يقولُه من َأِيسَ من حَياتِه‬ ‫‪ ‬فائدة‪:‬‬ ‫بابُ ما يقولُه بعد تَغميضِ اليّت‬ ‫بابُ ما يُقا ُل عن َد اليّت‬ ‫بابُ ما يقولُه مَ ْن مَاتَ له ميّت‬ ‫بابُ ما يقولُه مَ ْن بََلغَ ُه َموْتُ صَا ِحبِهِ‬ ‫‪144‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫بابُ ما يقولُه إذا بلَغه موتُ عد ّو الِسلم‬ ‫بابُ تريِ النيا َحةِ على اليّتِ وال ّدعَاءِ بدعوَى الاهليّة‬ ‫بابُ الّتعْ ِزيَة‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬أن يعم بالتعزية أهل اليت‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬حكم اللوس للتعزية‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬لفظ ُة التعزية‬ ‫‪ ‬أفضل ما يقال عند التعزية‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ذكر ما جاء ف الطاعون‬ ‫بابُ جَواز إعلمِ أصحاب الّيتِ وقرابتِه بوتِه وكراهةِ النّعي‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ف الِشارة إل بعض ما جرى من الطاعون ف‬ ‫الِسلم‬ ‫ت وقرابتِه بوتِه وكراه ِة النّعي‬ ‫ـ بابُ جَواز إعلمِ أصحاب اليّ ِ‬ ‫ب ما يُقالُ ف حَا ِل غُسْلِ الّيتِ وتَكفِينه‬ ‫ـ با ُ‬ ‫ـ بابُ أَذْكَا ِر الصّلة على اليّت‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬وإذا فرغَ من التكبيات وأذكارها سلّمَ تسليمتي‬ ‫كسائر الصلوات‬ ‫ب ما يقولُه الاشي مع الَنَازة‬ ‫ـ با ُ‬ ‫ب ما يقولُه مَنْ مرّتْ به جنازة أو رآها‬ ‫ـ با ُ‬ ‫ب ما يقولُه مَن يُدْ ِخلْ الّيتَ قبَه‬ ‫ـ با ُ‬ ‫ب ما يقولُه بعدَ الدّفْن‬ ‫ـ با ُ‬ ‫ي اليّت بعد الدفن‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬تلق ُ‬ ‫بابُ وصّيةِ الّيتِ‬ ‫بابُ ما ينف ُع الّيتَ من َقوْل غيه‬ ‫بابُ النّهي عن سبّ ال ْموَات‬ ‫بابُ ما يقولُه زائ ُر القبور‬ ‫بابُ ني الزائر مَنْ رآه يبكي جزعا عند قب‬ ‫بابُ البكاء والوف عند الرور بقبور الظالي وبصارعهم‬ ‫‪145‬‬

‫كتاب أذكار الرض والوت وما يتعلق بما‬ ‫ب اسْتحبابِ الِكْثارِ من ذِ ْكرِ الوْت‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/344‬روينا بالسانيد الصحيحة ف كتاب الترمذي وكتاب النسائي وكتاب ابن ماجه وغيها‪ ،‬عن‬ ‫أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬أ ْكثِرُوا ذِكْرَ ها ِذمِ اللّذّاتِ" يعن‬ ‫الوت‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)1( .‬‬ ‫سؤُول‬ ‫ض وأقَاربهِ عنه وجوابُ الَ ْ‬ ‫ب اسْتحبابِ سؤالِ أهلِ الري ِ‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/345‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛ أن عليّ بن أب طالب رضي اللّه‬ ‫عنه خرج من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف وجعه الذي توف فيه‪ ،‬فقال الناس‪ :‬يا أبا حسن!‬ ‫كيف أصبحَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال‪ :‬أصبحَ بمد اللّه بَارئا‪)2( .‬‬ ‫ب ما يَقولُه الريضُ ويُقا ُل عندَه ويُقرأ عليه وسؤالُه عن حالِه‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/346‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها؛أن رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم كان إذا أوى إل فراشه جع كفّيه ث نفث فيهما‪ ،‬فقرأ فيها‪{ :‬قُ ْل ُهوَ اللّهُ أحَدٌ} و{قُلْ أعُوذُ‬ ‫ب النّاس} ث يسحُ بما ما استطاع من جسده‪ ،‬يبدأ بما على رأسه ووجهه‬ ‫ب الفَلَقِ} و{قُلْ أعُو ُذ ِبرَ ّ‬ ‫بِرَ ّ‬ ‫وما أقبل من جسده‪ ،‬يفعلُ ذلك ثلثَ مرات‪ ،‬قالت عائشة‪ :‬فلما اشتكى كان يأمرن أن أفعل ذلك به‪.‬‬ ‫وف رواية ف الصحيح‪:‬أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان ينفث على نفسه ف الرض الذي توف فيه‬ ‫بالعوّذات‪ ،‬قالت عائشة‪ :‬فلما َثقُلَ كنتُ أنفثُ عليه بنّ وأمس ُح بيد نفسه لبكتها‪ ،‬وف رواية‪ :‬كان إذا‬ ‫اشتكى يقرأ على نفسه بالعوّذات وينفثُ‪ .‬قيل للزهري أحد رواة هذا الديث‪ :‬كيف ينفث؟ فقال‪:‬‬ ‫ث على يديه ث يسحُ بما وجهه‪.‬‬ ‫كان ينف ُ‬ ‫قلت‪ :‬وف الباب الحاديث الت تقدمت ف باب ما يُقرأ على العتوه‪ ،‬وهو قراءة الفاتة وغيها‪)3( .‬‬ ‫‪ 2/347‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم وسنن أب داود وغيها‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها؛‬

‫‪146‬‬

‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا اشتكى الِنسان الشيء منه‪ ،‬أو كانت قرحة أو جرح قال الن ّ‬ ‫ب‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم بإصبعه هكذا ـ ووضع سفيان بن عيينة الراوي سبّابته بالرض ث رفعها ـ وقال‪:‬‬ ‫شفَى بِ ِه َسقِيمُنا بإ ْذنِ َربّنا"‪ .‬وف رواية‪" :‬تُ ْرَبةُ أرْضِنا وَرِي َق ُة َبعْضِنا"‪.‬‬ ‫"بِسْمِ اللّ ِه تُ ْرَبةُ أرْضِنا بِرِي َقةِ َب ْعضِنا يُ ْ‬ ‫قلت‪ :‬قال العلماء‪ :‬معن بريقة بعضنا‪ :‬أي ببُصاقه‪ ،‬والراد بُصاق بن آدم‪ .‬قال ابن فارس‪ :‬الريق ريق‬ ‫الِنسان وغيه‪ ،‬وقد يؤنث فيقال ريقة‪ .‬وقال الوهري ف صحاحه‪ :‬الريقة أخصّ من الريق‪)4( .‬‬ ‫‪ 3/348‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها؛أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان يُ َعوّذُ‬ ‫ف أْنتَ الشّافِي‪ ،‬ل شِفاءَ إِلّ‬ ‫ب البأسَ‪ ،‬اشْ ِ‬ ‫ب النّاسِ أ ْذهِ ِ‬ ‫سحُ بيده اليمن ويقول‪" :‬الّل ُهمّ رَ ّ‬ ‫بعضَ أهله ي َ‬ ‫ب النّاسِ‪ِ ،‬بيَ ِدكَ الشّفاءُ‪ ،‬ل‬ ‫شِفاؤُ َك شِفاءً ل يُغا ِد ُر َسقَما" وف رواية‪ :‬كان يرقي‪ ،‬يقول‪" :‬امْسَ ِح الباسَ رَ ّ‬ ‫كاشِفَ لَهُ إِلّ َأْنتَ"‪)5(.‬‬ ‫‪ 4/349‬وروينا ف صحيح البخاري عن أنس رضي اللّه عنه أنه قال لثابت رحه اللّه‪ :‬أل أرقيك برُ ْقيَة‬ ‫ف أنْتَ الشّافِي‪،‬‬ ‫ب النّاسِ‪ ،‬مُ ْذ ِهبَ البأسِ‪ ،‬اشْ ِ‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪" :‬الّلهُمّ رَ ّ‬ ‫ت شِفاءً ل يُغا ِد ُر َسقَما" قلت‪ :‬معن ل يغادر‪ :‬أي ل يترك‪ ،‬والبأس‪ :‬الشدّة والرض‪)6( .‬‬ ‫ل شاِفيَ إِلّ َأنْ َ‬ ‫‪ 5/350‬وروينا ف صحيح مسلم رحه اللّه‪ ،‬عن عثمان بن أب العاصي رضي اللّه عنه أنه شكا إل‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وجعا يده ف جسده‪ ،‬فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "ضَعْ‬ ‫يَ َدكَ على الّذِي يأ ُل مِنْ جَسَ ِدكَ‪ ،‬وَقُلْ‪ :‬بِسْمِ اللّ ِه ثَلثا‪ ،‬وَُق ْل َسبْعَ َمرّاتٍ أعُو ُذ ِبعِ ّزةِ اللّ ِه وَقُدْ َرتِ ِه مِ ْن شَرّ ما‬ ‫أجِ ُد وأُحاذِرُ"‪)7(.‬‬ ‫‪ 6/351‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن سعد بن أب وقاص رضي اللّه عنه قال‪ :‬عادن النبّ صلى اللّه‬ ‫ف َسعْدا"‪)8(.‬‬ ‫ف َسعْدا‪ ،‬الّلهُ ّم اشْفِ َسعْدا‪ ،‬الّلهُ ّم اشْ ِ‬ ‫عليه وسلم فقال‪" :‬الّلهُ ّم اشْ ِ‬ ‫‪ 7/352‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي بالِسناد الصحيح‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‬ ‫حضُرْ أجَلُهُ فَقا َل عِنْ َد ُه َسبْ َع مَرّاتٍ‪ :‬أسألُ اللّهَ‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ عا َد َمرِيضا لَ ْم َي ْ‬ ‫شفِيكَ‪ ،‬إ ّل عافاهُ اللّ ُه ُسبْحَانَ ُه َوتَعال مِن ذلِك الَ َرضِ" قال الترمذي‪:‬‬ ‫ش العَظِي ِم أنْ يَ ْ‬ ‫ب العَ ْر ِ‬ ‫العَظِيمَ رَ ّ‬ ‫حديث حسن‪ .‬وقال الاكم أبو عبد اللّه ف كتابه الستدرك على الصحيحي‪ :‬هذا حديث صحيح على‬ ‫شرط البخاري‪ .‬قلت‪ :‬يَشفيك بفتح أوله‪)9( .‬‬ ‫‪147‬‬

‫‪ 8/353‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫ف عَبْ َد َك َينْكأ لَكَ عَ ُدوّا‪،‬‬ ‫قال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذَا جاءَ الرّجُ ُل َيعُو ُد مَرِيضا فَ ْلَيقُلِ‪ :‬الّلهُ ّم اشْ ِ‬ ‫أوْ يَمْشي لَكَ إل صَلةٍ" ل يضعفه أبو داود‪ ،‬قلت‪ :‬يَنكأ بفتح أوله وهز آخره‪ ،‬ومعناه‪ :‬يؤله ويوجعه‪( .‬‬ ‫‪)10‬‬ ‫‪ 9/354‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ :‬عن عليّ رضي اللّه عنه قال‪ :‬كنتُ شاكيا فمرّ ب رسولُ اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم وأنا أقول‪ :‬اللّهمّ إن كان أجلي قد حضرَ فأرحن‪ ،‬وإنْ كا َن متأخرا فارفعن‪ ،‬وإن‬ ‫كان بل ًء فصبّرن‪ ،‬فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪َ " :‬كيْفَ قُ ْلتَ؟" فأعاد عليه ما قاله‪ ،‬فضربه‬ ‫برجله وقال‪" :‬الّلهُ ّم عافِ ِه ـ أو اشْفِ ِه ـ" شك شعبة ـ قال‪ :‬فما اشتكيتُ وجعي بعدُ‪ .‬قال الترمذي‪:‬‬ ‫حديث حسن صحيح‪)11( .‬‬ ‫‪ 10/355‬وروينا ف كتاب الترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن أب سعيد الدريّ وأب هريرة رضي اللّه عنهما‬ ‫أنما شهدا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‪" :‬مَنْ قَالَ‪ :‬ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه وَاللّهُ أ ْكبَرُ‪ ،‬صَدّقَهُ‬ ‫َربّهُ‪ ،‬فَقالَ‪ :‬ل إِلهَ إِلّ أنا وأنا أ ْكبَرُ؛ وَإذَا قالَ‪ :‬ل إِلهَ إِلّ اللّهُ وَحْ َد ُه ل شَرِيكَ لَهُ قالَ‪َ :‬يقُولُ‪ :‬ل إِلهَ إِ ّل أنا‬ ‫ك وَلَ ُه الَمْدُ‪ ،‬قال‪ :‬ل إلهَ إِ ّل أنا ل الُلْكُ ولِي‬ ‫وَحْدِي ل َشرِيكَ ل؛ وَإذَا قالَ‪ :‬ل إِلهَ إِلّ اللّهُ لَ ُه الُلْ ُ‬ ‫الَمْدُ؛ وَ إِذَا قالَ‪ :‬ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه وَل َح ْو َل وَل ُق ّوةَ إِلّ باللّهِ‪ ،‬قالَ‪ :‬ل إِلهَ إِلّ أنا وَل َحوْ َل وَل ُق ّوةَ إِلّ بِي"‬ ‫وكان يقول "مَنْ قاَلهَا ف َمرَضِ ِه ثُ ّم مَات لَ ْم تَ ْطعَمْ ُه النّارُ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)12( .‬‬ ‫‪ 11/356‬وروينا ف صحيح مسلم وكتب الترمذي والنسائي وابن ماجه بالسانيد الصحيحة‪ ،‬عن‬ ‫أب سعيد الدريّ رضي اللّه عنه؛أن جبيل أتى النبّ صلى اللّه عليه وسلم فقال‪" :‬يا مُحَمّدُ! ا ْشَتكَْيتَ؟‬ ‫شفِيكَ‪،‬‬ ‫قال‪َ :‬نعَمْ‪ ،‬قال‪ :‬بِسْمِ اللّهِ أَرْقِيكَ‪ ،‬مِنْ كُ ّل َشيْ ٍء ُيؤْذِيكَ‪ ،‬مِ ْن شَرّ كُ ّل َن ْفسٍ أو َعيْنٍ حاسِدٍ‪ ،‬اللّ ُه يَ ْ‬ ‫بِسْمِ اللّهِ أرْقِيكَ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪)13( .‬‬ ‫‪ 12/357‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛أن النبّ دخل على أعرا ّ‬ ‫ب‬ ‫يعوده قال‪ :‬وكان النبّ إذا دخل على مَن يعُودُه قال‪" :‬ل بأسَ طَهُو ٌر إنْ شاءَ اللّهُ"‪ ()14(.‬البخاري (‬ ‫‪)5656‬‬

‫‪148‬‬

‫‪ 13/358‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫دخل على أعرابّ يعودُه وهو مموم فقال‪َ " :‬كفّا َرٌة َو َطهُورٌ"‪)15(.‬‬ ‫‪ 14/359‬وروينا ف كتاب الترمذي وابن السن‪ ،‬عن أب أُمامة رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه‬ ‫ف ُهوَ"‬ ‫ض أنْ َيضَعَ أ َحدُكُ ْم يَ َدهُ على َجْب َهتِ ِه أوْ على يَ ِدهِ َفيَسألَهُ َكيْ َ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬تَامُ عِيا َد ِة الَرِي ِ‬ ‫هذا لفظ الترمذي‪ .‬وف رواية ابن السن "مِنْ تَمَامِ العِيادَة أ ْن َتضَ َع يَ َدكَ على الَرِيضِ َفَتقُولَ‪َ :‬كيْفَ‬ ‫حتَ أوْ َكيْفَ َأمْسَْيتَ" قال الترمذي‪ :‬ليس إسناده بذاك‪)16( .‬‬ ‫صبَ ْ‬ ‫أَ ْ‬ ‫‪ 15/360‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن سلمان رضي اللّه عنه قال‪ :‬عادن رسولُ اللّه صلى اللّه‬ ‫ك وَجِسْمِكَ‬ ‫عليه وسلم وأنا مريض‪ ،‬فقال‪" :‬يا سَلْمانُ! َشفَى اللّ ُه َسقَمَكَ‪َ ،‬و َغفَرَ َذْنبَكَ‪ ،‬وَعافاكَ فِي ِدْينِ َ‬ ‫إل مُ ّدةِ أجَلِكَ"‪()17(.‬ابن السن (‪ ، )553‬وإسناده ضعيف‪ ،‬فيه أبو خالد‪ :‬عمرو بن خالد‬ ‫الواسطي‪ ،‬وهو ضعيف جدا‪ .‬انظر الفتوحات ‪).4/71‬‬ ‫‪ 16/361‬وروينا فيه‪ ،‬عن عثمان بن عفان رضي اللّه عنه قال‪ :‬مرضت فكان رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم يعوّذن‪ ،‬فعّوذن يوما‪ ،‬فقال‪" :‬بِسْمِ اللّه الرّحْمَنِ الرّحِيمِ‪ُ ،‬أعِي ُذكَ باللّه الَحَ ِد الصّمَ ِد الّذِي لَمْ‬ ‫جدُ‪ .‬فلما استقلّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قائما‬ ‫يَلِ ْد وَ ْل يُولَدْ ولَ ْم َيكُنْ لَهُ ُكفُوا أ َح ٌد مِ ْن شَ ّر ما تَ ِ‬ ‫قال‪ :‬يا ُعثْمَانُ َت َعوّ ْذ بِها فَمَا َت َعوّ ْذتُ ْم بِ ِمثْلِها"‪)18(.‬‬ ‫بابُ استحباب وصيّة أه ِل الريضِ َومَ ْن يَخدمه بالِحسانِ إِليه واحتمالِه والصبِ على ما يَشُقّ من أمْرِه‬ ‫ص أو غيها‪.‬‬ ‫ب سببُ موته بدّ أو َقصَا ٍ‬ ‫وكذلك الوصيّة بن قَرُ َ‬ ‫‪ 1/362‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عمران بن الصي رضي اللّه عنهما‪ ،‬أن امرأةً من جهينة أتت‬ ‫النبّ صلى اللّه عليه وسلم وهي حُبلى من الزن‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول اللّه! أصبتُ حَدّا فأقمْه عليّ‪ ،‬فدعا‬ ‫ض َعتْ فائتن ِبهَا" ففعلَ‪ ،‬فأم َر با النبّ صلى‬ ‫نبّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وليّها فقال‪" :‬أحْسِنْ إَِليْها فإذَا وَ َ‬ ‫ت عليها ثيابُها‪ ،‬ث أم َر با فرُجتْ ث صلّى عليها‪)1( .‬‬ ‫اللّه عليه وسلم فشُدّ ْ‬ ‫بابُ ما يقولُه مَ ْن به صُداعٌ أو ُحمّى أو غيهِما (‪()2‬ف ج ‪ :‬أو نوها ) "(ف ج ‪ :‬أو نوها )‬ ‫"(ف ج ‪ :‬أو نوها ) " من الَوْجَاع‬

‫‪149‬‬

‫‪ 1/363‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم كان يعلّمهم من الوجاع كلّها ومن المّى أن يقول‪" :‬بِسْمِ اللّ ِه الكَبِيِ‪َ ،‬نعُوذُ باللّ ِه العَظِيمِ م ْن َشرّ‬ ‫ق َنعّارٍ‪ ،‬وَم ْن َشرّ َح ّر النّارِ"‪)3(.‬‬ ‫عِ ْر ٍ‬ ‫وينبغي أن يَقرأ على نفسه الفاتة‪ ،‬وقل هو اللّه أحد‪ ،‬والعوّذتي وينفث ف يديه كما سبق بيانه‪ ،‬وأن‬ ‫يدعو بدعاء الكرب الذي قدّمناه‪.‬‬ ‫و"نعّار" من َنعَرَ العرق‪ :‬فار بالدم‪.‬‬ ‫باب جواز َقوْل الريض‪ :‬أنا شدي ُد الوجَع‪ ،‬أو َموْعوكٌ‪ ،‬أو وَارأسَا ُه ونو ذلك‪ ،‬وبيانُ أنه ل كراهة‬ ‫ف ذلك إذا ل يكن شيءٌ من ذلك على سبيل التّسَخّطِ وإظها ِر الَ َزعِ‬ ‫‪ 1/364‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال‪ :‬دخلتُ‬ ‫ستُه فقلت‪ :‬إنك لتُوعك وعكا شديدا‪ ،‬قال‪" :‬أجَلْ كما يُوعَكُ رَجُلنِ‬ ‫ب وهو يُوعَكُ‪ ،‬فمس ْ‬ ‫على الن ّ‬ ‫ِمنْكُمْ"‪)4(.‬‬ ‫‪ 2/265‬روينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن سعد بن أب وقاص رضي اللّه عنه قال‪ :‬جاءن رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم يعودُن من وَ َج ٍع اشتدّ ب‪ ،‬فقلتُ‪ :‬بلغ ب ما ترى وأنا ذو مالٍ ول يرثن إل ابنت‪ .‬وذكرَ‬ ‫الديث‪)5( .‬‬ ‫‪ 3/366‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن القاسم بن ممد قال‪ :‬قالت عائشة رضي اللّه عنها‪:‬‬ ‫وارأساه فقال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬بَ ْل أنا وارأساهُ" وذكر الديث‪ .‬هذا الديث بذا اللفظ‬ ‫مرسل (‪)6‬‬ ‫بابُ كراهية تنّي الوت لضُرّ نز َل بالِنسان وجوازُه إذا خاف فتنةً ف دينهِ‬ ‫‪ 1/367‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫ضرّ أصَابَهُ‪ ،‬فإنْ كا َن ل بُ ّد فا ِعلً َف ْلَيقُلْ‪ :‬الّلهُمّ أ ْحيِن ما كانَتِ‬ ‫وسلم‪" :‬ل َيتَ َمّنيَنّ أَ َحدُكُ ُم ا َلوْتَ مِنْ ُ‬ ‫الَياةُ َخيْرا ل‪َ ،‬وتَوَّفنِي إذَا كَاَنتِ الوَفاةُ َخيْرا لِي"‪)7(.‬‬

‫‪150‬‬

‫قال العلماء من أصحابنا وغيهم‪ :‬هذا إذا تن لض ّر ونوه‪ ،‬فإن تن الوت خوفا على دينه لفسادِ الزمان‬ ‫ونو ذلك‪ :‬ل يكره‪.‬‬ ‫بابُ استحبابِ دُعا ِء الِنسا ِن بأنْ يكونَ موتُه ف البلدِ الشريف‬ ‫‪ 1/368‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عَ ْن أمّ الؤمني حفصة بنت عمر رضي اللّه عنهما قالت‪ :‬قال‬ ‫عمر رضي اللّه عنه‪ :‬اللّهمّ ارزقن شهادة ف سبيلك‪ ،‬واجعلْ موت ف بلدِ رسولِك صلى اللّه عليه وسلم‪،‬‬ ‫فقلتُ‪ :‬أنّى يكونُ هذا؟ قال‪ :‬يأتين اللّه به إذا شاء‪)8( .‬‬ ‫ب نفس (‪()9‬ف د ‪ :‬ف تطييب الّنفْس ( "(ف د ‪ :‬ف تطييب الّنفْس ( "(ف د ‪:‬‬ ‫بابُ استحباب تَطْيي ِ‬ ‫ف تطييب الّنفْس ( " الريضِ‬ ‫‪ 1/369‬روينا ف كتاب الترمذي وابن ماجه بإسناد ضعيف‪ ،‬عن أب سعيد الدريّ رضي اللّه عنه‬ ‫ك ل يَ ُردّ‬ ‫قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذَا َدخَ ْلتُ ْم على مَرِيضٍ َفَنفّسُوا لَهُ فِي أَ َجلِهِ‪ ،‬فإنّ ذل َ‬ ‫ب َنفْسَهُ" ويغن عنه حديث ابن عباس السابق (‪)10‬‬ ‫َشيْئا َويُ َطيّ ُ‬ ‫بابُ الثّناءِ على الريضِ بحَاسِن أعمالِه ونوها إذا رأى منه خوفا ليذهبَ خوفُه ويُحَسّن ظنّه بربهِ‬ ‫سبحانَه وتعَال‬ ‫‪ 1/370‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛أنه قال لعمر بن الطاب رضي‬ ‫اللّه عنه حي ُطعِنَ وكان يُجزّعه‪ :‬يا أميَ الؤمني! ول كلّ ذلك‪ ،‬قد صحبتَ رسول اللّه فأحسنتَ‬ ‫ك وهو عنك راضٍ‪،‬‬ ‫ك وهو عنك راضٍ‪ ،‬ث صحبتَ أبا بكر فأحسنتَ صحبتَه‪ ،‬ث فارقَ َ‬ ‫صحبتَه‪ ،‬ث فارقَ َ‬ ‫ث صحبتَ السلمي فأحسنتَ صحبتهم‪ ،‬ولئن فارقتهم لتفارقنّهم وهم عنك راضون‪ ..‬وذكر تام‬ ‫الديث‪ .‬وقال عمر رضي اللّه عنه‪ :‬ذلك مِ ْن مَنّ اللّه تعال‪.‬‬ ‫‪ 2/371‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ابن شُماسة ـ بضم الشي وفتحها ـ قال‪ :‬حضرنا عمرو بن‬ ‫العاص رضي اللّه عنه‪ ،‬وهو ف سِياقة الوت يَبكي طويلً‪ ،‬وحوّل وجهه إل الدار فجعل ابنه يقول‪ :‬يا‬ ‫أبتاه‪ ،‬أما بَشّ َركَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بكذا‪ ،‬أما بشّرك رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫بكذا‪ ،‬فأقبلَ بوجهه فقال‪ :‬إنّ أفضلَ ما ُنعِدّ شهادةَ أن ل إِلهَ إِلّ اللّه وأن ممدا رسولُ اللّه‪ ،‬ث ذكرَ تامَ‬ ‫الديث‪)11( .‬‬ ‫‪151‬‬

‫‪ 3/372‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن القاسم بن ممد بن أب بكر رضي اللّه عنهم؛أن عائشة‬ ‫رضي اللّه عنها اشتكت‪ ،‬فجاء ابن عباس رضي اللّه عنهما فقال‪ :‬يا أ ّم الؤمني! تقدَمي على فَرْطِ‬ ‫صدق‪ :‬رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وأب بكر رضي اللّه عنه‪ .‬ورواه البخاري أيضا من رواية ابن‬ ‫أب مُليكة أن ابن عباس استأذن على عائشة قبل موتا وهي مغلوبة‪ ،‬قالت‪ :‬أخشى أن يثن عليّ‪ ،‬فقيل‪:‬‬ ‫ابن عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من وجوه السلمي‪ ،‬قالت‪ :‬ائذنوا له‪ ،‬قال‪ :‬كيف تدينك؟‬ ‫قالت‪ :‬بي إن اتقيتُ‪ ،‬قال‪ :‬فأنت بي إن شاء اللّه‪ :‬زوجة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬ول ينكح‬ ‫بِكرا غيك ونزلَ عذرُك من السماء‪()12( .‬مسلم (‪ (121‬و سياقة الوت ‪ :‬وقت حضور الجَل‪،‬‬ ‫كأن روحه تُساق لتخرج من جسده‪( ).‬البخاري (‪ (3770‬و (‪ . (3771‬و الفرط التقدم من‬ ‫كل شيء‪(" ).‬مسلم (‪ (121‬و سياقة الوت ‪ :‬وقت حضور الجَل‪ ،‬كأن روحه تُساق لتخرج من‬ ‫جسده‪( ).‬البخاري (‪ (3770‬و (‪ . (3771‬و الفرط التقدم من كل شيء‪(" ).‬مسلم (‪ (121‬و‬ ‫سياقة الوت ‪ :‬وقت حضور الجَل‪ ،‬كأن روحه تُساق لتخرج من جسده‪( ).‬البخاري (‪ (3770‬و (‬ ‫‪ . (3771‬و الفرط التقدم من كل شيء‪(" ).‬مسلم (‪ (121‬و سياقة الوت ‪ :‬وقت حضور‬ ‫الجَل‪ ،‬كأن روحه تُساق لتخرج من جسده‪( ).‬البخاري (‪ (3770‬و (‪ . (3771‬و الفرط‬ ‫التقدم من كل شيء‪(").‬مسلم (‪ (121‬و"سياقة الوت"‪ :‬وقت حضور الجَل‪ ،‬كأن روحه تُساق‬ ‫لتخرج من جسده‪( ).‬البخاري (‪ (3770‬و (‪ . (3771‬و"الفرط" التقدم من كل شيء‪).‬‬ ‫بابُ ما جَاءَ ف تَشْهيةِ الريضِ‬ ‫‪ 1/373‬روينا ف كتاب ابن ماجه وابن السن بإسناد ضعيف‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫شَتهِي شيئا؟ تشتهي َكعْكا؟" قال‪ :‬نعم‪،‬‬ ‫دخل النبّ صلى اللّه عليه وسلم على رجلٍ يعودُه فقال "هَ ْل تَ ْ‬ ‫فطلبه له‪)13( .‬‬ ‫‪ 2/374‬وروينا ف كتاب الترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن عقبة بن عامر رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬ ‫سقِيهِمْ" قال‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ل ُتكْ ِرهُوا مَرْضَاكُمْ على الطّعامِ والشّرابِ‪ ،‬فإنّ اللّ َه يُ ْطعِ ُمهُ ْم َويَ ْ‬ ‫الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)14( .‬‬ ‫بابُ طلبِ العوَّادِ الدّعاء من الريضِ‬

‫‪152‬‬

‫‪ 1/375‬روينا ف سنن ابن ماجه وكتاب ابن السن بإسناد صحيح أو حسن‪ ،‬عن ميمون بن مهران‪،‬‬ ‫عن عمر رضي اللّه عنهما قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذَا َدخَ ْلتَ على مَرِيضٍ َفمُ ْرهُ‬ ‫فَ ْليَ ْدعُ لَكَ‪ ،‬فإنّ ُدعَا َءهُ َكدُعاءِ الَلِئ َكةِ"‪ .‬لكن ميمون بن مهران ل يدرك عمر‪)15( .‬‬ ‫ظ الريضِ بع َد عافيتِه وتذكيه الوفاءَ با عاهدَ اللّه تعال عليه من التوبة وغيِها‬ ‫بابُ وَعْ ِ‬ ‫سؤُولً}الِسراء‪ 34:‬وقال تعال‪{ :‬والُوفُونَ ِب َعهْ ِدهِمْ‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬وَأوْفُوا بال َعهْدِ إِ ّن العَهْ َد كا َن مَ ْ‬ ‫إذَا عاهَدُوا} البقرة‪ 177:‬الية‪ ،‬واليات ف الباب كثية معروفة‪.‬‬ ‫‪ 1/376‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن خوّات بن جُبي رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪ :‬مرضتُ فعادَن رسولُ‬ ‫ص ّح الِسْمُ يا َخوّاتُ‪ ،‬قلت‪ :‬وجسمُك يا رسول اللّه! قال‪ :‬فَفِ اللّه‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال‪َ " :‬‬ ‫بِمَا َوعَ ْدتَهُ‪ ،‬فقلت‪ :‬ما وعدتُ اللّه عَ ّز وج ّل شيئا‪ ،‬قال‪ :‬بَلى إنّهُ ما م ْن َعبْ ٍد يَ ْم َرضُ إِلّ أ ْحدَثَ اللّ َه عَزّ‬ ‫وَجَلّ َخيْرا‪ ،‬فَفِ اللّه بِمَا َوعَ ْدتَهُ"‪)16(.‬‬ ‫بابُ ما يقولُه من َأِيسَ من حَياتِه‬ ‫‪ 1/377‬روينا ف كتاب الترمذي وسنن ابن ماجه‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬رأيتُ رسولَ‬ ‫ح فيه ماء‪ ،‬وهو يُدْخِلُ يدَه ف القدح ث يسحُ وجهَه‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو بالوت وعنده قد ٌ‬ ‫ت َو َسكَرَاتِ ا َلوْتِ"‪ ()17(.‬الترمذي (‪ ، (978‬وابن‬ ‫ت الَوْ ِ‬ ‫بالاء‪ ،‬ث يقولُ‪" :‬الّلهُمّ أ ِعنّي على غَمَرَا ِ‬ ‫ماجه (‪ ، (1623‬والنسائي ف اليوم والليلة (‪ ، (1093‬و غمرات الوت ‪ :‬شدائده‪ .‬و سكرات‬ ‫الوت ‪ :‬جع َسكْرة‪ ،‬وهي شدّته الت تُفقد الوعي‪ (" ).‬الترمذي (‪ ، (978‬وابن ماجه (‪، (1623‬‬ ‫والنسائي ف اليوم والليلة (‪ ، (1093‬و غمرات الوت ‪ :‬شدائده‪ .‬و سكرات الوت ‪ :‬جع َسكْرة‪،‬‬ ‫وهي شدّته الت تُفقد الوعي‪ (" ).‬الترمذي (‪ ، (978‬وابن ماجه (‪ ، (1623‬والنسائي ف اليوم‬ ‫والليلة (‪ ، (1093‬و غمرات الوت ‪ :‬شدائده‪ .‬و سكرات الوت ‪ :‬جع َسكْرة‪ ،‬وهي شدّته الت‬ ‫تُفقد الوعي‪ (" ).‬الترمذي (‪ ، (978‬وابن ماجه (‪ ، (1623‬والنسائي ف اليوم والليلة (‪1093‬‬ ‫( ‪ ،‬و غمرات الوت ‪ :‬شدائده‪ .‬و سكرات الوت ‪ :‬جع َسكْرة‪ ،‬وهي شدّته الت تُفقد الوعي‪(").‬‬ ‫الترمذي (‪ ، (978‬وابن ماجه (‪ ، (1623‬والنسائي ف "اليوم والليلة" (‪ ، (1093‬و"غمرات‬ ‫الوت"‪ :‬شدائده‪ .‬و"سكرات الوت"‪ :‬جع َسكْرة‪ ،‬وهي شدّته الت تُفقد الوعي‪).‬‬

‫‪153‬‬

‫‪ 3/378‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬سعتُ النبّ صلى‬ ‫لقْن بالرّفِي ِق العْلَى"‪.‬‬ ‫اللّه عليه وسلم وهو مستندٌ إلّ يقول‪" :‬الّلهُمّ ا ْغفِرْ ل وَارْحَ ْمنِي وأ ِ‬ ‫ويستحبّ أن يكثرَ من القرآن والذكار‪ ،‬ويُكره له الزع (‪ )18‬وسوء اللق‪ ،‬والشتم‪ ،‬والخاصمة‪،‬‬ ‫والنازعة ف غي المور الدينية‪ ،‬ويُستحبّ أن يكونَ شاكرا للّه تعال بقلبه ولسانه‪ ،‬ويستحضر ف ذهنه‬ ‫أن هذا آخ ُر أوقاتِه من الدنيا فيجتهدُ على ختمها بي‪ ،‬ويبادر إل أداء القوق إل أهلها‪ ،‬من ردّ الظال‬ ‫والودائع والعواري‪ ،‬واستحلل أهله‪ :‬من زوجته‪ ،‬ووالديه‪ ،‬وأولده‪ ،‬وغلمانه‪ ،‬وجيانه‪ ،‬وأصدقائه‪ ،‬وكل‬ ‫من كانت بينه وبينه معاملة أو مصاحبة‪ ،‬أو تعلّق ف شيء‪ .‬وينبغي أن يوصيَ بأمورِ أولدِه إن ل يكن لم‬ ‫ج ّد يَصلحُ للولية‪ ،‬ويُوصي با ل يتمكن من فعله ف الال‪ :‬من قضاء بعض الديون ونو ذلك‪ .‬وأن‬ ‫يكون حسنَ الظنّ باللّه سبحانه وتعال أنه يرحَه‪ ،‬ويستحضر ف ذهنه أنه حقي ف ملوقات اللّه تعال‪،‬‬ ‫ب العف َو والِحسان والصفح (‪)19‬‬ ‫وأن اللّه تعال غنّي عن عذابه وعن طاعته‪ ،‬وأنه عبدُه‪ ،‬ول يطل ُ‬ ‫والمتنان إل منه‪ .‬ويستحبّ أن يكون مُتعاهدا نفسه بقراءة آياتٍ من القرآن العزيز ف الرجاء‪ ،‬ويقرؤُها‬ ‫بصوت رقيق‪ ،‬أو يقرؤُها له غيه وهو يستمع‪ .‬وكذلك يستقرىءُ أحاديثَ الرجال وحكاياتِ الصالي‬ ‫وآثارَهم عند الوت‪ .‬وأن يكونَ خيُه مُتزايدا‪ ،‬ويافظ على الصلوات‪ ،‬واجتناب النجاسات‪ ،‬وغي ذلك‬ ‫من وظائف الدين‪ ،‬ويصب على مشقة ذلك؛ وليحذ ْر من التساهل ف ذلك‪ ،‬فإن من أقبح القبائح أن‬ ‫يكونَ آخِرُ عهده من الدنيا الت هي مزرعة الخرة التفريط فيما وجب عليه أو ندب إليه‪ .‬وينبغي له أن‬ ‫ل يقبل قول من يذله عن شيء ما ذكرناه‪ ،‬فإن هذا ما يُبتلى به‪ ،‬وفاعل ذلك هو الصديق الاهل العدوّ‬ ‫الفيّ فل يقبل تذيله‪ ،‬وليجتهد ف ختم عمره بأكمل الحوال‪ .‬ويستحبّ أن يوصي أهله وأصحابه‬ ‫بالصب عليه ف مرضه‪ ،‬واحتمال ما يصدر منه‪ ،‬ويوصيهم أيضا بالصب على مصيبتهم به‪ ،‬ويتهد ف‬ ‫وصيتهم بترك البكاء عليه‪ ،‬ويقول لم‪ :‬صحّ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‪" :‬ا َلّيتُ ُيعَذّبُ‬ ‫ِببُكا ِء أهْلِ ِه عََليْهِ " (‪)20‬‬ ‫ودلئل ما ذكرته ف هذا الباب معروفة مشهورة حذفتها اختصارا فإنا تتمل كراريس‪ .‬وإذا حضره‬ ‫النعُ فليكثرْ من قول‪ :‬ل إِلهَ إِلّ اللّه‪ .‬لتكون آخ َر كلمِه‪( .‬البخاري (‪ ، (4440‬ومسلم (‪(2444‬‬ ‫‪ ،‬والوطأ ‪1/238‬ـ ‪ ،239‬والترمذي (‪ ، (3490‬وهو ف السند ‪>").6/89‬‬

‫‪154‬‬

‫‪ 3/379‬فقد روينا ف الديث الشهور ف سنن أب داود وغيه‪ ،‬عن معاذ بن جبل رضي اللّه عنه‬ ‫لّنةَ" قال الاكم‬ ‫قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ " :‬مَنْ كَان آخِرَ كَلمِه ل إِلهَ إِلّ اللّهُ دَخَ َل ا َ‬ ‫أبو عبد اللّه ف كتابه الستدرك على الصحيحي‪ :‬هذا حديث صحيح الِسناد‪.‬‬ ‫(‪)21‬‬ ‫‪ 4/30‬وروينا ف صحيح مسلم وسنن أب داود والترمذي والنسائي وغيها‪ ،‬عن أب سعيد الدري‬ ‫رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪َ" :‬ل ّقنُوا َموْتاكُمْ ل إِلهَ إِلّ اللّه" قال الترمذي‪:‬‬ ‫هذا حديث حسن صحيح‪ .‬ورويناه ف صحيح مسلم أيضا من رواية أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬عن‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪.‬‬ ‫قال العلماء‪ :‬فإن ل يقل هو "ل إِله إِلّ اللّه" لقّنه مَنْ حضرَه‪ ،‬ويلقنه برفق مافةَ أن يضجرَ فيدّها (‬ ‫‪ ، )22‬وإذا قالا مرّة ل يُعيدها عليه إل أن يتكلم بكلم آخر‪ .‬قال أصحابنا‪ :‬ويستحبّ أن يكون اللقن‬ ‫ت ويتّهمه‪.‬‬ ‫ج الي َ‬ ‫حرِ َ‬ ‫ث متّهم‪ ،‬لئل يُ ْ‬ ‫غي وار ٍ‬ ‫واعلم أن جاعة من أصحابنا قالوا‪ُ :‬نَلقّ ُن ونقولُ (‪)23‬‬ ‫ل إِله إلّ اللّه ممد رسول اللّه‪ ،‬واقتصر المهور على قول ل إِله إِلّ اللّه‪ ،‬وقد بسطتُ ذلك بدلئله‬ ‫وبيان قائليه ف كتاب النائز من شرح الهذّب‪.‬‬ ‫فائدة‪:‬‬ ‫قال القرطب "صاحب كتاب الفهم شرح صحيح مسلم"‪ :‬ف تشديد الوت على النبياء فائدتان‪:‬‬ ‫إحداها‪ :‬تكميل فضائلهم ورفع درجاتم وليس ذلك نقصا ول عذابا‪ ،‬بل هو كما جاء "إن أشد الناس‬ ‫بلءً النبياء‪ ،‬ث المثل فالمثل"‪ .‬والثانية‪ :‬أن يعرف اللقُ مقدار أل الوت‪ ،‬فقد يطلع الِنسان على‬ ‫بعض الوتى ول يرى عليه حركة ول قلقا ويرى سهولة خروج روحه‪ ،‬فيظن المر سهلً ول يعرفُ ما‬ ‫اليتُ فيه‪ ،‬فلما ذك َر النبياءُ الصادقون شدّة الوت مع كرامتهم على اللّه سبحانه‪ ،‬قطعَ الل ُق بشدة‬ ‫الوت الذي يقاسيه اليت مطلقا؛ لِخبار الصادق عنه ما خل الشهيد قتيل الكفّار على ما ثبت ف‬ ‫الديث‪)24( .‬‬

‫‪155‬‬

‫بابُ ما يقولُه بعد تَغميضِ اليّت‬ ‫‪ 1/381‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ُأمّ سلمة‪ ،‬واسها هند رضي اللّه عنها‪ ،‬قالت‪ :‬دخلَ رسولُ اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وآله وسلم على أب سلمة وقد شَقّ بصرُه‪ ،‬فأغمضَه ث قال‪" :‬إن الرّوحَ إذَا ُقِبضَ تَبعَهُ‬ ‫خيْرٍ‪ ،‬فإنّ الَلئِ َك َة يُؤمّنُونَ على ما‬ ‫الَبصَرُ‪ ،‬فَضجّ ناسٌ من أهلِه‪ ،‬فقال‪ :‬ل تَ ْدعُوا على أنْفُسكُمْ إِ ّل بِ َ‬ ‫َتقُولُونَ‪ ،‬ث قال‪ :‬الّلهُ ّم ا ْغفِرْ َلبِي سََلمَة‪ ،‬وَارْفَعْ دَ َر َجتَهُ ف ا َلهْ ِديّيَ‪ ،‬وَاخُْلفْهُ ف َع ِقبِهِ ف الغَابِرِينَ‪ ،‬وَا ْغفِرْ‬ ‫لَنا وَلَهُ يا رَبّ العالَمِيَ‪ ،‬وَافْسحْ لَهُ فِي َقبْ ِر ِه َوَنوّرْ لَهُ فِيهِ" قلت‪ :‬قولا "شقّ بصرُه" هو بفتح الشي‪،‬‬ ‫وبصرُه برفع الراء فاعل شقّ‪ ،‬هكذا الرواية فيه باتفاق الفاظ وأهل الضبط‪ .‬قال صاحب الفعال‪ :‬يُقال‬ ‫شقّ بصرُ اليت‪ ،‬ش ّق اليتُ بصرَه‪ :‬إذا شخص‪)25( .‬‬ ‫‪ 2/382‬وروينا ف سنن البيهقي بإسناد صحيح‪ ،‬عن بكر بن عبد اللّه التابعي الليل قال‪:‬‬ ‫إذا أغمضتَ الّيتَ فقل‪ :‬بسمِ اللّه‪ ،‬وعلى مّلةِ رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم؛ وإذا حلته فقل‪ :‬بسم‬ ‫اللّه‪ ،‬ث سبّحْ ما دمتَ تملُه‪)26( .‬‬ ‫بابُ ما يُقا ُل عن َد اليّت‬ ‫‪ 1/383‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ُأمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ض ْرتُمُ الَرِيضَ َأوِ ا َليّتَ َفقُولُوا َخيْرا‪ ،‬فإ ّن الَلئ َكةَ ُي َؤ ّمنُونَ على ما َتقُولُونَ" قالت‪ :‬فلما‬ ‫وسلم‪" :‬إذَا َح َ‬ ‫مات أبو سلمة أتيتُ النبّ صلى اللّه عليه وسلم فقلتُ‪ :‬يا رسولَ اللّه! إن أبا سلمةَ قد ماتَ‪ ،‬قال‪ :‬قُول‪:‬‬ ‫سَنةً" فقلتُ‪ ،‬فأعقبن اللّه مَن هو خيٌ ل منه‪ :‬ممدا صلى اللّه‬ ‫"الّلهُ ّم اغْفِرْ ل وَلَهُ‪ ،‬وَأ ْع ِقْبنِي ِمنْهُ ُع ْقبَى حَ َ‬ ‫عليه وسلم‪ .‬قلتُ‪ :‬هكذا وقع ف صحيح مسلم‪ ،‬وف الترمذي‪".‬إذَا َحضَ ْرتُ ُم الَرِيضَ" أوِ "ا َلّيتَ" على‬ ‫الشكّ‪ .‬وروينا ف سنن أب داود وغيه "الّيتَ" من غي شك‪)27( .‬‬ ‫‪ 2/384‬وروينا ف سنن أب داود وابن ماجه‪ ،‬عن معقل بن يسار الصحاب رضي اللّه عنه؛‬ ‫أن النب صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬اقْ َرؤُوا يس على َموْتاكُمْ" قلت‪ :‬إسناده ضعيف‪ ،‬فيه مهولن‪ ،‬لكن‬ ‫ل يضعفه أبو داود‪.‬‬

‫‪156‬‬

‫وروى ابن أب داود‪ ،‬عن مُجالد‪ ،‬عن الشعبّ قال‪ :‬كانت النصارُ إذا َحضَرُوا قرؤوا عند اليت سورة‬ ‫البقرة‪ .‬مُجالد ضعيف‪)28( .‬‬ ‫بابُ ما يقولُه مَ ْن مَاتَ له ميّت‬ ‫‪ 1/385‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ُأمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬سعتُ رسولَ اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم يقول‪" :‬ما مِ ْن َعبْ ٍد تُصيبُ ُه ُمصِيَبةٌ َفَيقُولُ‪ :‬إنّا لِلّ ِه وإنّا إِلَيْهِ رَا ِجعُونَ؛ الّلهُمّ أجُ ْرنِي فِي ُمصِيبَت‬ ‫وأخْلِفْ ل َخيْرا ِمنْها إلّ َأجَ َرهُ اللّ ُه تَعال ف ُمصِيبَتِهِ وأخْلَفَ لَهُ َخيْرا ِمنْها"‪ ،‬قالت‪ :‬فلما توف أبو سلمة‬ ‫قلت كما أمرن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فأخلف اللّه تعال ل خيا منه‪ :‬رسولَ اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم‪)29( .‬‬ ‫‪ 2/386‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن أُم سلمة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫سبُ مُصِيبَتِي فأْجُ ْرنِي‬ ‫وسلم‪":‬إِذَا أصَابَ أحَدَ ُك ْم ُمصِيَبةٌ َف ْلَيقُلْ‪ :‬إِنّا لِلّهِ وإنّا إَِليْهِ رَا ِجعُونَ‪ ،‬الّلهُ ّم ِعنْ َدكَ أ ْحتَ ِ‬ ‫فِيها وأبْدِْلنِي بِها َخيْرا مِنها"‪)30(.‬‬ ‫‪ 3/387‬وروينا ف كتاب الترمذي وغيه‪ ،‬عن أب موسى الشعري رضي اللّه عنه أن رسول اللّه‬ ‫ضتُ ْم وَلَ َد َعبْدِي؟ َفيَقولونَ‪:‬‬ ‫ت وَلَ ُد ال َعبْدِ قالَ اللّ ُه تَعال ِلمَلئكَتهِ‪َ :‬قَب ْ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إذَا ما َ‬ ‫ضتُمْ ثَمَ َرةَ فُؤا ِدهِ؟ فيقولونَ‪َ :‬نعَمْ‪َ ،‬فيَقولُ‪ :‬فَماذا قا َل َعبْدِي؟ َفَيقُولُونَ‪ :‬حَ ِم َدكَ وَا ْستَرْجَعَ‪،‬‬ ‫َنعَمْ‪َ :‬فيَقولُ‪َ :‬قَب ْ‬ ‫ت الَمْدِ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)31( .‬‬ ‫لّنةِ َوسَمّو ُه َبيْ َ‬ ‫َفَيقُولُ اللّ ُه تَعال‪ :‬اْبنُوا ِل َعبْدي بَيْتا ف ا َ‬ ‫‪ 4/388‬وف معن هذا ما رويناه ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه أن رسول اللّه‬ ‫ص ِفيّ ُه مِنْ َأهْلِ‬ ‫ضتُ َ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم قال‪َ" :‬يقُولُ اللّ ُه تَعال‪ ،‬ما ِل َعبْدِي الُ ْؤمِ ِن ِعنْدِي َجزَاءٌ إِذَا َقَب ْ‬ ‫لّنةُ"‪)32(.‬‬ ‫سبَهُ إِ ّل ا َ‬ ‫ال ّدنْيا ثُمّ ا ْحتَ َ‬ ‫بابُ ما يقولُه مَ ْن بََلغَ ُه َموْتُ صَا ِحبِهِ‬ ‫‪ 1/389‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم‪" :‬الَوْتُ فَ َزعٌ‪ ،‬فإذَا بَلَغَ أحَدَ ُك ْم وَفاةُ أخِيهِ َف ْليَقُلْ‪ِ( :‬إنَّا لِلّ ِه وإنّا إَِليْهِ رَا ِجعُونَ‪َ ،‬وِإنّا إل َربّنا‬ ‫سنِيَ‪ ،‬وَا ْجعَلْ كِتابَهُ فِي عِّليّيَ‪ ،‬وَاخُْلفْهُ فِي َأهْلِهِ فِي الغابِرِينَ‪ ،‬وَل‬ ‫لَ ُمْنقَلِبونَ( الّلهُ ّم ا ْكتُبْ ُه ِعنْ َدكَ فِي الْمُحْ ِ‬ ‫تَحْ ِرمْنا أ ْج َرهُ وَ َل َت ْفتِنّا َبعْ َدهُ"‪)33(.‬‬ ‫‪157‬‬

‫بابُ ما يقولُه إذا بلَغه موتُ عد ّو الِسلم‬ ‫‪ 1/390‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال‪ :‬أتيتُ رسولَ اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم فقلتُ‪ :‬يا رسولَ اللّه! قد قتلَ اللّه ع ّز وج ّل أبا جهلٍ‪ ،‬فقال‪" :‬الَمْدُ لِلّهِ الّذِي نَصَ َر َعبْ َد ُه وَ‬ ‫أعَزّ دِينَهُ"‪)34(.‬‬ ‫بابُ تر ِي النيا َح ِة على الّيتِ وال ّدعَا ِء بدعوَى الاهليّة‬ ‫أجعت ال ّمةُ على تري النياحة‪ ،‬والدعاء بدعوى الاهلية‪ ،‬والدعاء بالويل والثبور عند الصيبة‪.‬‬ ‫‪ 1/391‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول‬ ‫س ِمنّا مَنْ لَ َط َم الُدُودَ‪َ ،‬وشَ ّق الُيُوبَ‪ ،‬وَدَعا بِ َد ْعوَى الاهِِلّيةِ" وف رواية‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪َ" :‬لْي َ‬ ‫لسلم "أوْ دَعا أ ْو شَقّ" بأو‪)35( .‬‬ ‫‪ 2/392‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن أب موسى الشعري رضي اللّه عنه؛‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم برىء من الصالقة والالقة والشاقة‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬الصالقة‪ :‬الت ترفع صوتا بالنياحة؛ والالقة‪ :‬الت تلق شعرها عند الصيبة؛ والشاقة‪ :‬الت تش ّق‬ ‫ثيابا عند الصيبة‪ ،‬وكل هذا حرام باتفاق العلماء‪ ،‬وكذلك يرم نشر الشعر ولطم الدود وخش الوجه‬ ‫والدعاء بالويل‪)36( .‬‬ ‫‪ 3/393‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن ُأ ّم عطيةَ رضي اللّه عنها قالت‪ :‬أخذَ علينا رسولُ اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم ف البيعة أن ل ننوح‪)37( .‬‬ ‫‪ 4/394‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال ‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ب وَالنّيا َحةُ على ا َليّتِ"‪()38(.‬مسلم (‪، (67‬‬ ‫وسلم‪" :‬اْثنَتانِ فِي النّاسِ هُمَا ِبهِمْ ُكفْرٌ‪ :‬ال ّطعْنُ ف النّسَ ِ‬ ‫والترمذي (‪(" . (1001‬مسلم (‪ ، (67‬والترمذي (‪(" . (1001‬مسلم (‪ ، (67‬والترمذي (‬ ‫‪(" . (1001‬مسلم (‪ ، (67‬والترمذي (‪(". (1001‬مسلم (‪ ، (67‬والترمذي (‪. (1001‬‬

‫‪158‬‬

‫‪ 5/395‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن أب سعيد الدري رضي اللّه عنه قال‪ :‬لعن رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم النائحة والستمعة‪.‬‬ ‫واعلم أن النياحة‪ :‬رفع الصوت بالندب‪ ،‬والندب‪ :‬تعديد النادبة بصوتا ماسن اليت‪ ،‬وقيل‪ :‬هو البكاء‬ ‫عليه مع تعديد ماسنه‪ .‬قال أصحابنا‪ :‬ويرم رفع الصوت بإفراط ف البكاء‪.‬‬ ‫وأما البكاء على اليت من غي ندب ول نياحة فليس برام‪)39( .‬‬ ‫‪ 6/396‬فقد روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما؛أن رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم عاد سعد بن عبادة ومعه عبد الرحن بن عوف وسعد بن أب وقاص وعبد اللّه بن‬ ‫مسعود‪ ،‬فبكى رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فلما رأى القو ُم بكاءَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ب ِبهَذَا َأ ْو يَرْ َحمُ‪،‬‬ ‫ب َكوْا‪ ،‬فقال‪" :‬أل تَسْ َمعُونَ إنّ اللّ َه ل ُيعَذّبُ بِ َدمْ ِع ال َعيْ ِن ول بِحُ ْز ِن القَ ْلبِ‪ ،‬وََلكِ ْن ُيعَذّ ُ‬ ‫وأشار إل لسانه صلى اللّه عليه وسلم"‪)40(.‬‬ ‫‪ 7/397‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن أُسامة بن زيد رضي اللّه عنهما؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم رُِف َع إليه اب ُن ابنته وهو ف الوت‪ ،‬ففاضت عينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فقال له سعد‪ :‬ما‬ ‫ب ِعبَا ِدهِ‪ ،‬وإنَا يَرْ َحمُ اللّ ُه تَعال مِ ْن عِبا ِدهِ‬ ‫هذا يا رسول اللّه؟! قال‪" :‬هَ ِذهِ رَ ْح َمةٌ َجعَلَها اللّ ُه تَعال ف قُلو ِ‬ ‫الرّحَماءَ"‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬الرحاء‪ :‬رُوي بالنصب والرفع‪ ،‬فالنصبُ على أنه مفعول يرحم‪ ،‬والرفع على أنه خب إنّ‪ ،‬وتكون‬ ‫ما بعن الذي‪)41( .‬‬ ‫‪ 8/398‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ت عينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫دخل على ابنه إبراهيم رضي اللّه عنه وهو يود بنفسه‪ ،‬فجعل ْ‬ ‫تذرفان‪ ،‬فقال له عبد الرحن بن عوف‪ :‬وأنت يا رسولَ اللّه؟! فقال‪" :‬يا بْ َن َعوْفٍ! ِإنَها رَحْ َمةٌ" ث‬ ‫ك يا‬ ‫ح َزنُ‪ ،‬وَ َل َنقُولُ إِ ّل ما يُرْضِي َربّنا‪ ،‬وَإنّا ِبفِرَاقِ َ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫أتبعها بأخرى فقال‪" :‬إنّ ال َعيْنَ تَ ْدمَعُ‪ ،‬وَالقَ ْل َ‬ ‫ِإبْرَاهِيمُ لَ َمحْزُونُونَ" والحاديث بنحو ما ذكرته كثية مشهورة‪.‬‬ ‫وأما الحاديث الصحيحة‪ :‬أن اليت يعذب ببكاء أهله عليه‪ ،‬فليست على ظاهرها وإطلقها‪ ،‬بل هي‬ ‫مؤوّلة واختلف العلماء ف تأويلها على أقوال‪ :‬أظهرها ـ واللّه أعلم ـ أنا ممولة على أن يكون له‬ ‫‪159‬‬

‫سبب ف البكاء إما بأن يكون أوصاهم به‪ ،‬أو غي ذلك‪ ،‬وقد جعت كل ذلك أو معظمه ف كتاب‬ ‫النائز من شرح الهذب‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫قال أصحابنا‪ :‬ويوز (‪)42‬‬ ‫بابُ الّتعْ ِزيَة‬ ‫‪ 1/399‬روينا ف كتاب الترمذي والسنن الكبى للبيهقي‪ ،‬عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه عن‬ ‫النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَ ْن عَزّى مُصَابا فَلَ ُه ِمثْلُ أَ ْج ِرهِ" وإسناده ضعيف‪)43( .‬‬ ‫‪ 2/400‬وروينا ف كتاب الترمذي أيضا‪ ،‬عن أب برزة السلمي رضي اللّه عنه عن النبّ صلى اللّه‬ ‫سيَ ُبرْدا ف الَّنةِ" قال الترمذي‪ :‬ليس إسناده بالقويّ‪)44( .‬‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬مَ ْن عَزّى ثَكْلَى كُ ِ‬ ‫‪ 3/401‬وروينا ف سنن أب داود والنسائي‪ ،‬عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما حديثا‬ ‫ك يَا فاطِ َم ُة مِ ْن َبيْتكِ؟"‬ ‫طويلً فيه أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال لفاطمة رضي اللّه عنها‪" :‬ما أخْ َرجَ ِ‬ ‫ت إليهم ميّتهم أو ع ّزْيتُهم به‪)45( .‬‬ ‫قالَت‪ :‬أتيتُ أهلَ هذا اليت فترح ُ‬ ‫‪ 4/402‬وروينا ف سنن ابن ماجه والبيهقي‪ ،‬بإسناد حسن‪ ،‬عن عمرو بن حزم رضي اللّه عنه‬ ‫صيَْبتِهِ إِلّ كَساهُ اللّ ُه عَ ّز وَجَ ّل مِنْ حُلَلِ‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬ما مِ ْن ُم ْؤمِ ٍن ُيعَزّي أخا ُه بِ ُم ِ‬ ‫الكَرَا َم ِة َيوْ َم القِيا َمةِ"‪)46(.‬‬ ‫واعلم أن التعزية هي التصبي وذكر ما يسلّي صاحب اليت ويفّف حزنه ويهوّن مصيبته وهي مستحبة‪،‬‬ ‫فإنا مشتملة على المر بالعروف والنهي عن النكر‪ ،‬وهي داخلة أيضا ف قول اللّه تعال‪َ { :‬وتَعاوَنُوا‬ ‫على البِ ّر والتَّ ْقوَى} وهذا من أحسن ما يُستدلّ به ف التعزية‪ .‬وثبت ف الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬وَاللّهُ فِي َعوْ ِن ال َعبْ ِد ما كانَ ال َعبْدُ ف َعوْن أخيه" (‪)47‬‬ ‫واعلم أن التعزية مستحبّة قبل الدفن وبعده‪ .‬قال أصحابنا‪ :‬يدخل وقت التعزية من حي يوت ويبقى إل‬ ‫ثلثة أيام بعد الدفن‪ .‬والثلثة على التقريب ل على التحديد‪ ،‬كذا قاله الشيخ أبو ممد الوين من‬ ‫أصحابنا‪ .‬قال أصحابنا‪ :‬وتُكره التعزية بعد ثلثة أيام‪ ،‬لن التعزية لتسكي قلب الُصاب‪ ،‬والغالب‬ ‫سكون قلبه بعد الثلثة‪ ،‬فل يدّد له الزن‪ ،‬هكذا قاله الماهي من أصحابنا‪ .‬وقال أبو العباس بن القاص‬ ‫‪160‬‬

‫من أصحابنا‪ :‬ل بأس بالتعزية بعد الثلثة‪ ،‬بل يبقى أبدا وإن طال الزمان؛ وحكى هذا أيضا إمام الرمي‬ ‫عن بعض أصحابنا‪ ،‬والختار أنا ل تفعل بعد ثلثة أيام إل ف صورتي استثناها أصحابنا أو جاعة‬ ‫منهم‪ ،‬وها إذا كان العزّي أو صاحب الصيبة غائبا حال الدفن واتفق رجوعه بعد الثلثة‪ .‬قال أصحابنا‪:‬‬ ‫التعزية بعد الدفن أفضل منها قبله‪ ،‬لن أهل اليت مشغولون بتجهيزه‪ ،‬ولن وحشتهم بعد دفنه لفراقه‬ ‫أكثر‪ ،‬هذا إذا ل ي َر منهم جزعا شديدا‪ ،‬فإن رآه قدّم التعزية ليسكّنهم‪ ،‬واللّه تعال أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ويستحبّ أن يعمّ بالتعزية جيعَ أهل اليت وأقاربه الكبار والصغار والرجال والنساء‪ ،‬إل أن‬ ‫تكون امرأ ًة شاّبةً فل يعزّيها إل مارمُها‪ .‬وقال أصحابنا‪ :‬وتعزي ُة الصلحاء والضعفاء على احتمال الصيبة‬ ‫والصبيان آكد‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬قال الشافعي وأصحابنا رحهم اللّه‪ :‬يُكره اللوس للتعزية‪ .‬قالوا‪ :‬ويعن باللوس أن يتم َع‬ ‫أهلُ اليت ف بيت ليقصدَهم مَن أراد التعزية‪ ،‬بل ينبغي أن َيتَصرّفوا ف حوائجهم ول فرقَ بي الرجال‬ ‫ح به الحاملي‪ ،‬ونقله عن نصّ الشافعي رضي اللّه عنه‪ ،‬وهذه كراهةُ‬ ‫والنساء ف كراهة اللوس لا‪ ،‬صرّ َ‬ ‫تنيه إذا ل يكن معها مُحدَثٌ آخر‪ ،‬فإن ضُ ّم إليها أمرٌ آخر من البدع الحرمة كما هو الغالب منها ف‬ ‫العادة كان ذلك حراما من قبائح الحرمات فإنه ُمحَدَث‪ ،‬وثبت ف الديث الصحيح‪" :‬إنّ ك ّل مُحدَثٍ‬ ‫بِدْعة‪ ،‬وك ّل بدعةٍ ضَللة" (رواه مسلم (‪ (867‬عن جابر رضي اللّه عنهما‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬وأما لفظ ُة التعزية فل حج َر فيه‪ ،‬فبأيّ لفظ عزّاه حصلت‪ .‬واستحبّ أصحابُنا أن يقول ف‬ ‫تعزية السلم بالسلم‪ :‬أعْظَمَ اللّهُ أجْ َركَ‪ ،‬وأحْسَ َن عَزَا َءكَ‪َ ،‬و َغفَ َر َليّتِكَ‪ .‬وف السلم بالكافر‪ :‬أعظم اللّه‬ ‫أجرَك‪ .‬وأحسن عزاءَك‪ .‬وف الكافر بالسلم‪ :‬أَحسن اللّه عزاءك‪ ،‬وغفر ليّتك‪ .‬وف الكافر بالكافر‪ :‬أخلف‬ ‫اللّه عليك‪)48(.‬‬ ‫وأحسن ما يُعزّى به‪:‬‬ ‫‪ 5/403‬ما روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أُسامة بن زيد رضي اللّه عنهما قال‪ :‬أرسل ْ‬ ‫ت‬ ‫إحدى بنات النبّ صلى اللّه عليه وسلم إليه تدعوه وتبه أ ّن صبيا لا أو ابنا ف الوت‪ ،‬فقال للرسول‪" :‬‬ ‫ارْجعْ إَليْها فأخْبْها أنّ ِللّ ِه تَعال ما أخَ َذ وَلَ ُه ما أعْطَى‪ ،‬وكُ ّل َشيْ ٍء ِعنْدَ ُه بأجَ ٍل مُسَمّى‪ ،‬ف ُمرْها َف ْلَتصْبْ‬ ‫حتَسبْ" وذكر تام الديث‪)49( .‬‬ ‫وَْلتَ ْ‬

‫‪161‬‬

‫قلت‪ :‬فهذا الديث من أعظم قواعد الِسلم‪ ،‬الشتملة على مهمات كثية من أصول الدين وفروعه‪،‬‬ ‫والداب‪ ،‬والصب على النوازل كلّها‪ ،‬والموم والسقام وغي ذلك من العراض‪ .‬ومعن "أن للّه تعال ما‬ ‫أخذ" أن العال كله ملك للّه تعال‪ ،‬فلم يأخذ ما هو لكم‪ ،‬بل أخذ ما هو له عندكم ف معن العارية؛‬ ‫ومعن "وله ما أعطى" أن ما وهبه لكم ليس خارجا عن ملكه‪ ،‬بل هو له سبحانه يفعل فيه مايشاء‪ ،‬وكل‬ ‫شيء عنده بأجلٍ مسمّى فل تزعوا‪ ،‬فإن من قبضه قد انقضى أجَله السمى‪ ،‬فمُحال تأخره أو تقدّمخ‬ ‫عنه‪ ،‬فإذا علمتم هذا كله فاصبوا واحتسبوا ما نزل بكم‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫‪ 6/404‬وروينا ف كتاب النسائي بإسناد حسن‪ ،‬عن معاوية بن قرّة بن إياس‪ ،‬عن أبيه رضي اللّه‬ ‫عنه؛أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم فقدَ بعضَ أصحابه فسأل عنه‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول اللّه! ُبَنيّهُ الذي رأيته‬ ‫هلك‪ ،‬فلقيه النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فسأله عن بنيّه فأخبه بأنه هلك‪ ،‬فعزّاه عليه ث قال‪" :‬يا فُلنُ!‬ ‫لّنةِ إِ ّل وَجَ ْدتَهُ قَ ْد َسَبقَكَ إَِليْهِ‬ ‫أيّمَا كانَ أ َحبّ إَليْكَ‪َ :‬أ ْن تَ َمتّ َع بِهِ عُ ُم َركَ‪ ،‬أوْ ل تَأتِي غَدا بابا مِ ْن أْبوَابِ ا َ‬ ‫َيفْتَحُهُ لَكَ‪ ،‬قال‪ :‬يا نبّ اللّه! بل يسبقن إل النة فيفتحها ل لو أحبّ إلّ‪ ،‬قال‪َ :‬فذَلِكَ لَكَ"‪)50(.‬‬ ‫وروى البيهقي بإسناده ف مناقب الشافعي (‪ )51‬اللّه؛ أن الشافعي بلغه أن عبد الرحن بن مهدي رحه‬ ‫ث إليه الشافعي رحه اللّه‪ :‬يا أخي ع ّز نفسك‬ ‫ع عليه عبد الرحن جزعا شديدا‪ ،‬فبع َ‬ ‫اللّه مات له ابن فجَز َ‬ ‫با َتعَزّى به غيُك‪ ،‬واستقبحْ من فعلك ما تستقبحُه من فعل غيك‪ .‬واعلم أن أمضّ الصائب فقدُ سرورٍ‬ ‫وحرمانُ أجر‪ ،‬فكيف إذا اجتمعا مع اكتِساب وزر؟ فتناول حظّكَ يا أخي إذا قرب منك قبل أن تطلبَه‬ ‫وقد نأى عنك‪ ،‬ألمك اللّهُ عند الصائب صبا‪ ،‬وأحر َز لنا ولك بالصب أجرا‪ ،‬وكتب إليه‪:‬‬ ‫إنّي ُمعَزّيكَ ل أن على ِث َقةٍ * مِ َن الُلُو ِد وََلكِ ْن ُسّنةُ الدّينِ‬ ‫ق َبعْ َد َميّتِهِ * وَل ا ُلعَزّي وََلوْ عاشا إل حِيِ‬ ‫فَمَا ا ُلعَزّى بِبا ٍ‬ ‫وكتبَ رجلٌ إل بعض إخوانه يعزّيه بابنه‪ :‬أما بعد‪ ،‬فإنّ الول َد على والده ما عاش حُ ْز ٌن وفتنة‪ ،‬فإذا قدّمه‬ ‫فصلة ورحة‪ ،‬فل تزعْ على ما فاتك من حزنه وفتنته‪ ،‬ول تضيّع ما عوّضك اللّه عزّوجلّ من صلته‬ ‫ورحته‪.‬‬ ‫وقال موسى بن الهدي لِبراهيم بن سال وعزّاه بابنه‪ :‬أسَرّك وهو بليّة وفتنة‪ ،‬وأحزنَك وهو صلوات‬ ‫ورحة؟!‬ ‫‪162‬‬

‫وعزّى رجلٌ فقال‪ :‬عليك بتقوى اللّه والصب‪ ،‬فبه يأخذ الحتسب‪ ،‬وإليه (‪)52‬‬ ‫وعن ابن ُج َريْجٍ رحه اللّه قال‪ :‬من ل يتع ّز عند مصيبته بالجر والحتساب‪َ ،‬سلَ كما تَسْلُو البهائم‪.‬‬ ‫وعن حُميد العرج قال‪ :‬رأيت سعيدَ بن جُبي رحه اللّه يقول ف ابنه ونظر إليه‪ :‬إن لعلم خي خلّة فيه‪،‬‬ ‫قيل‪ :‬ما هي؟ قال‪ :‬يوت فأحتسبه‪.‬‬ ‫وعن السن البصري رحه اللّه أن رجلً َجزِع على ولده وشكا ذلك إليه‪ ،‬فقال السن‪ :‬كان ابنك‬ ‫ب عنك غيبة ال ْجرُ‬ ‫يغيب عنك؟ قال‪ :‬نعم كانت غيبته أكثر من حضوره‪ ،‬قال‪ :‬فاتركه غائبا فإنه ل يغ ْ‬ ‫لك فيها أعظم من هذه‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا سعيد! هوّنت عنّي وجْدي على ابن‪.‬‬ ‫وعن ميمون بن مهران قال‪ :‬عزّى رجل عم َر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه على ابنه عبد اللك رضي اللّه‬ ‫عنه‪ ،‬فقال عمر‪ :‬المر الذي نزل بعبد اللك أم ٌر كنّا نعرفه‪ ،‬فلما وقع ل ننكره‪ .‬وعن بشر بن عبد اللّه‬ ‫قال‪ :‬قام عمر بن عبد العزيز على قب ابنه عبد اللك فقال‪ :‬رحك اللّه يا بنّ! فقد كنت سارّا مولودا‪،‬‬ ‫ف أبوه‬ ‫ت عبدُ اللك بن عمر كش َ‬ ‫وبارّا اشئا‪ ،‬وما أحبّ أن دعوتك فأجبتن‪ .‬وعن مسلمة قال‪ :‬لا ما َ‬ ‫ت بك‪ ،‬ولقد عمرتَ مسرورا بك‪ ،‬وما‬ ‫عن وجهه وقال‪ :‬رحك اللّه يا بن! فقد سررت بك يوم بُشّرْ ُ‬ ‫ت لتدعو أباك إل النة‪ .‬قال أبو السن‬ ‫أنت عليّ ساعة أنا فيها أسرّ من ساعت هذه‪ ،‬أما واللّه إن كن َ‬ ‫الدائن‪ :‬دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه ف وجعه فقال‪ :‬يا بن! كيف تدك؟ قال‪ :‬أجدن ف القّ‪،‬‬ ‫قال‪ :‬يا بنّ! لن تكون ف ميزان أحبّ إلّ من أن أكون ف ميزانك‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبتِ! لن يكون ما تُحبّ‬ ‫أحبّ إلّ من أن يكون ما أحب‪.‬‬ ‫وعن جُويرية بن أساء‪ ،‬عن عمّه‪ ،‬أن إخوة ثلثة شهدوا يوم تُسْتَرَ فاسْتشهدوا‪ ،‬فخرجتْ ُأمّهم إل‬ ‫ستَرَ‪ ،‬فعرفتْه‪ ،‬فسألته عن أمور َبنِيها‪ ،‬فقال‪ :‬ا ْستُشهدوا‪،‬‬ ‫السوق لبعض شأنا‪ ،‬فتلقاها رجلٌ حض َر تُ ْ‬ ‫فقالت‪ :‬مُقبلي أو مُدبرين؟ قال‪ :‬مُقبلي‪ ،‬قالت‪ :‬المد للّه‪ ،‬نالوا الفو َز وحاطوا الذّمار‪ ،‬بنفسي هم وأب‬ ‫وأمي‪ .‬قلت‪ :‬الذّمار بكسر الذال العجمة‪ ،‬وهم أهل الرجل وغيهم ما ي ّق عليه أن يميه‪ ،‬وقولا‬ ‫حاطوا‪ :‬أي حفِظوا ورعوا‪.‬‬ ‫ومات ابن الِمام الشافعي رضي اللّه عنه فأنشدَ‪:‬‬ ‫وما الدّهرُ إِ ّل هكذا فاصْطبْ لهُ * ر ِزّيةُ ما ٍل أو فِراقُ َحبِيب‬ ‫‪163‬‬

‫قال أبو السن الدائن‪ :‬مات السنُ وال ُد عبيد اللّه بن السن‪ ،‬وعبيدُ اللّه يومئذ قاضي البصرة وأميُها‪،‬‬ ‫فكثر من يعزّيه‪ ،‬فذكروا ما يتبيّنُ به جزعُ الرجل من صبه‪ ،‬فأجعوا على أنه إذا ترك شيئا كان يصنعه‬ ‫فقد جزع‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬والثار ف هذا الباب كثية‪ ،‬وإنا ذكرت هذه الحرف لئل يلو هذا الكتاب من الِشارة إل‬ ‫طرف من ذلك واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ف الِشارة إل بعض ما جرى من الطاعون ف الِسلم‪ .‬والقصود بذكره هنا التصبّر والمل‬ ‫على التأسّي‪ ،‬وأن مصيبة الِنسان قليلة بالنسبة إل ما جرى قبله‪.‬‬ ‫قال أبو السن الدائن‪ :‬كانت الطواعي الشهورة العظام ف الِسلم خسة‪ :‬طاعون شيويه بالدائن ف‬ ‫عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سنة ستّ من الجرة‪ ،‬ث طاعون عمواس ف زمن عمر بن الطاب‬ ‫رضي اللّه عنه كان بالشام‪ ،‬مات فيه خسة وعشرون ألفا‪ ،‬ث طاعون ف زمن ابن الزبي ف شوّال سنة‬ ‫تسع وستي‪ ،‬مات ف ثلثة أيام ف ك ّل يوم سبعون ألفا‪ ،‬مات فيه لنس بن مالك رضي اللّه عنه ثلثة‬ ‫وثانون ابنا‪ ،‬وقيل ثلثة وسبعون ابنا‪ ،‬ومات لعبد الرحن بن أب بكرة أربعون ابنا‪ ،‬ث طاعون الفتيات‬ ‫ف شوّال سنة سبع وثاني‪ ،‬ث طاعون سنة إحدى وثلثي ومئة ف رجب‪ ،‬واشتدّ ف رمضان‪ ،‬وكان‬ ‫يُحصى ف سكة الِربد ف كل يوم ألف جنازة‪ ،‬ث خفّ ف شوّال‪ .‬وكان بالكوفة طاعون سنة خسي‪،‬‬ ‫وفيه‪ :‬توف الغية بن شعبة‪ ،‬هذا آخر كلم الدائن‪.‬‬ ‫وذكر ابن قُتيبة ف كتابه "العارف" عن الصمعي ف عدد الطواعي نو هذا‪ ،‬وفيه زيادة ونقص‪ .‬قال‪:‬‬ ‫وسي طاعون الفتيات لنه بدأ ف العذارى بالبصرة وواسط والشام والكوفة‪ ،‬ويقال له‪ :‬طاعون الشراف‬ ‫لِما مات فيه من الشراف‪ .‬قال‪ :‬ول يقع بالدينة ول مكة طاعون قطّ‪.‬‬ ‫وهذا الباب واسع‪ ،‬وفيما ذكرته تنبيهٌ على ما تركته‪ ،‬وقد ذكرتُ هذا الفصل أبسط من هذا ف أوّل‬ ‫شرح صحيح مسلم رحه اللّه‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫ت وقرابتِه بوتِه وكراه ِة النّعي‬ ‫بابُ جَواز إعلمِ أصحاب اليّ ِ‬

‫‪164‬‬

‫ت فل تُؤذنوا ب‬ ‫‪ 1/405‬روينا ف كتاب الترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن حذيفة رضي اللّه عنه قال‪ :‬إذا ِم ّ‬ ‫أحدا‪ ،‬إن أخاف أن يكون نعيا‪ ،‬فإن سعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينهى عن النعي‪ .‬قال‬ ‫الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)53( .‬‬ ‫‪ 2/406‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم قال‪" :‬إيّاكُ ْم وَالّنعْيَ‪ ،‬فإنّ الّنعْ َي مِ ْن عَمَ ِل الاهِِلّيةِ" وف رواية عن عبد اللّه ول يرفعه‪ .‬قال‬ ‫الترمذي‪ :‬هذا أصحّ من الرفوع‪ ،‬وضعّف الترمذي الروايتي‪)54( .‬‬ ‫‪ 3/407‬وروينا ف الصحيحي؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نعى النجاشي إل أصحابه‪.‬‬ ‫وروينا ف الصحيحي (البخاري (‪ ، (1377‬ومسلم (‪ ، " ( (956‬أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫قال ف ميت دفنوه بالليل ول يعلم به‪" :‬أفل ُكْنتُمْ آ َذْنتُمُونِي بِهِ؟"‪(.‬البخاري (‪ ، (1333‬ومسلم (‬ ‫‪ ، (951‬وأبو داود (‪ ، (3204‬والترمذي (‪ ، (1022‬والنسائي ‪ ،4/72‬وهو ف الوطأ أيضا‬ ‫‪1/226‬ـ ‪(" ).227‬البخاري (‪ ، (1333‬ومسلم (‪ ، (951‬وأبو داود (‪، (3204‬‬ ‫والترمذي (‪ ، (1022‬والنسائي ‪ ،4/72‬وهو ف الوطأ أيضا ‪1/226‬ـ ‪).227‬‬ ‫قال العلماء الحققون والكثرون من أصحابنا وغيهم‪ :‬يُستحبّ إعلمُ أهل اليت وقرابته وأصدقائه‬ ‫ف بعثوا‬ ‫لذين الديثي‪ .‬قالوا‪ :‬النعيُ النهي عنه إنا هو نعي الاهلية‪ ،‬وكانت عادتم إذا مات منهم شري ٌ‬ ‫راكبا إل القبائل يقول‪ :‬نعايا فلن‪ ،‬أو يا نعايا العرب‪ :‬أي هلكت العرب بهلك فلن‪ ،‬ويكون مع النعي‬ ‫ضجيج وبكاء‪.‬‬ ‫وذكر صاحب الاوي من أصحابنا وجهي لصحابنا ف استحباب الِيذان باليت وإشاعة موته بالنداء‬ ‫والِعلم‪ ،‬فاستحبّ ذلك بعضهُم للميت الغريب والقريب‪ ،‬لا فيه من كثرة الصلّي عليه والدّاعي له‪.‬‬ ‫وقال بعضُهم‪ :‬يُستحبّ ذلك للغريب ول يُستحبّ لغيه‪ .‬قلت‪ :‬والختار استحبابه مطلقا إذا كان مرّد‬ ‫ت فيه أقوالَ‬ ‫إعلم (‪ :)55‬وقد أوضحتُ هذا البابَ ف شرح صحيح البخاري‪ ،‬وشرح الهذب‪ ،‬وجع ُ‬ ‫الئمة مع الحاديث والثار‪ ،‬وقد لّصتُ مقاصده هنا‪ ،‬فمن أرادَ زيادة طالعَ ذلك‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ف الِشارة إل بعض ما جرى من الطاعون ف الِسلم‬ ‫والقصود بذكره هنا التصبّر والمل على التأسّي‪ ،‬وأن مصيبة الِنسان قليلة بالنسبة إل ما جرى قبله‪.‬‬ ‫‪165‬‬

‫قال أبو السن الدائن‪ :‬كانت الطواعي الشهورة العظام ف الِسلم خسة‪:‬‬ ‫طاعون شيويه بالدائن ف عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سنة ستّ من الجرة‪.‬‬ ‫ث طاعون عمواس ف زمن عمر بن الطاب رضي اللّه عنه كان بالشام‪ ،‬مات فيه خسة وعشرون ألفا‪،‬‬ ‫ث طاعون ف زمن ابن الزبي ف شوّال سنة تسع وستي‪ ،‬مات ف ثلثة أيام ف ك ّل يوم سبعون ألفا‪ ،‬مات‬ ‫فيه لِأنس بن مالك رضي اللّه عنه‪ :‬ثلثة وثانون ابنا‪ ،‬وقيل ثلثة وسبعون ابنا‪ ،‬ومات لعبد الرحن بن‬ ‫أب بكرة أربعون ابنا‪.‬‬ ‫ث طاعون الفََتيَات ف شوّال سنة سبع وثاني‪.‬‬ ‫ث طاعون سنة إحدى وثلثي ومائة ف رجب‪ ،‬واشتدّ ف رمضان‪ ،‬وكان يُحصَى ف سكة الِربد ف كل‬ ‫يوم ألف جنازة‪ ،‬ث خفّ ف شوّال‪.‬‬ ‫وكان بالكوفة طاعون سنة خسي‪ ،‬وفيه‪ :‬توف الغية بن شعبة‪ .‬هذا آخر كلم الدائن‪.‬‬ ‫وذكر ابن قُتيبة ف كتابه "العارف" عن الصمعي ف عدد الطواعي نو هذا‪ ،‬وفيه زيادة ونقص‪ .‬قال‪:‬‬ ‫وسي طاعون الفتيات لنه بدأ ف العذارى بالبصرة وواسط والشام والكوفة‪ ،‬ويقال له‪ :‬طاعون الشراف‬ ‫لِما مات فيه من الشراف‪ .‬قال‪ :‬ول يقع بالدينة ول مكة طاعون قطّ‪.‬‬ ‫وهذا الباب واسع‪ ،‬وفيما ذكرته تنبيهٌ على ما تركته‪ ،‬وقد ذكرتُ هذا الفصل أبسط من هذا ف أوّل‬ ‫شرح صحيح مسلم رحه اللّه‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫ت وقرابتِه (‪()1‬ف أ ‪ :‬وأقاربه ) " بوتِه وكراه ِة النّعي‬ ‫ـ بابُ جَواز إعلمِ أصحاب اليّ ِ‬ ‫‪ 1/405‬روينا ف كتاب الترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن حذيفة رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫ت فل تُؤذنوا ب أحدا‪ ،‬إن أخاف أن يكون نعيا‪ ،‬فإن سعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫إذا مِ ّ‬ ‫ينهى عن النعي‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪( .‬الترمذي (‪ ، )986‬وابن ماجه (‪ ، )1476‬وإسناده‬ ‫حسن) (‪)2‬‬

‫‪166‬‬

‫‪ 2/406‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه عن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم قال‪" :‬إيّاكُ ْم وَالّنعْيَ‪ ،‬فإنّ الّنعْ َي مِ ْن عَمَ ِل الاهِِلّيةِ" وف رواية عن عبد اللّه ول يرفعه‪ .‬قال‬ ‫الترمذي‪ :‬هذا أصحّ من الرفوع‪ ،‬وضعّف الترمذي الروايتي‪ .‬الترمذي (‪)3()984‬‬ ‫‪ 3/407‬وروينا ف الصحيحي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نعى النجاشي إل أصحابه‪.‬‬ ‫وروينا ف الصحيحي (البخاري (‪ ، )1377‬ومسلم (‪ ، ) )956‬أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‬ ‫ف ميت دفنوه بالليل ول يعلم به‪" :‬أفل ُكْنتُمْ آ َذْنتُمُونِي بِهِ؟"‪..‬‬ ‫قال العلماء الحققون والكثرون من أصحابنا وغيهم‪ :‬يُستحبّ إعلمُ أهل اليت وقرابته وأصدقائه‬ ‫ف بعثوا‬ ‫لذين الديثي‪ .‬قالوا‪ :‬النعيُ النهي عنه إنا هو نعي الاهلية‪ ،‬وكانت عادتم إذا مات منهم شري ٌ‬ ‫راكبا إل القبائل يقول‪ :‬نعايا فلن‪ ،‬أو يا نعايا العرب‪ :‬أي هلكت العرب بهلك فلن‪ ،‬ويكون مع النعي‬ ‫ضجيج وبكاء‪.‬‬ ‫وذكر صاحب "الاوي" من أصحابنا وجهي لصحابنا ف استحباب الِيذان باليت وإشاعة موته بالنداء‬ ‫والِعلم‪ ،‬فاستحبّ ذلك بعضهُم للميت الغريب والقريب‪ ،‬لا فيه من كثرة الصلّي عليه والدّاعي له‪.‬‬ ‫وقال بعضُهم‪ :‬يُستحبّ ذلك للغريب ول يُستحبّ لغيه‪ .‬قلت‪ :‬والختار استحبابه مطلقا إذا كان مرّد‬ ‫إعلم (‪)4‬‬ ‫ب ما يُقالُ ف حَا ِل غُسْلِ الّيتِ وتَكفِينه‬ ‫ـ با ُ‬ ‫يُستحبّ الِكثار من ذكر اللّه تعال والدعاء للميت ف حال غسله وتكفينه‪ .‬قال أصحابنا‪ :‬وإذا رأى‬ ‫ث الناس بذلك‪،‬‬ ‫الغاس ُل من اليّت ما يُعجبه من استنارة وجهه وطيب ريه ونو ذلك استُحبّ له أن يدّ َ‬ ‫وإذا رأى ما يَكره من سوا ِد وجه‪ ،‬ونتْنِ رائحة‪ ،‬وتغيّر عضو‪ ،‬وانقلب صورة‪ ،‬ونو ذلك حرّم عليه أن‬ ‫يدّث أحدا به‪ ،‬واحتجوا‪:‬‬ ‫‪ 1/408‬با رويناه ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما أن رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم قال‪" :‬اذْ ُكرُوا مَحَاسِ َن َموْتاكُ ْم و ُكفّوا عَ ْن مَساوِيهِمْ" ( أبو داود (‪، )4900‬‬ ‫والترمذي (‪ ، )1019‬وهو حديث حسن بشواهده‪ ).‬ضعفه الترمذي‪.‬‬

‫‪167‬‬

‫‪ 2/409‬وروينا ف "السنن الكبى" للبيهقي‪ ،‬عن أب رافع مول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن‬ ‫ي مَ ّرةً"‪ ( .‬السنن‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَ ْن غَسّ َل َميّتا َف َكتَمَ عََليْ ِه َغفَرَ اللّهُ لَهُ أ ْرَبعِ َ‬ ‫الكبى للبيهقي ‪ ،3/395‬والاكم ف الستدرك ‪ ،1/354‬وإسناده حسن‪ ).‬ورواه الاكم أبو عبد‬ ‫اللّه ف الستدرك على الصحيحي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث صحيح على شرط مسلم‪.‬‬ ‫ث إن جاهي أصحابنا أطلقوا السألة كما ذكرته‪ .‬وقال أبو الي اليمن صاحب "البيان" منهم‪ :‬لو كان‬ ‫اليت مبتدعا مظهرا للبدعة‪ ،‬ورأى الغاس ُل منه ما يكره‪ ،‬فالذي يقتضيه القياس أن يتحدّث به ف الناس‬ ‫ليكونَ ذلك زجرا للناس عن البدعة‪.‬‬ ‫ـ بابُ َأذْكَا ِر الصّلة على اليّت‬ ‫اعلم أن الصلة على اليت فرض كفاية‪ ،‬وكذلك غسله وتكفينه ودفنه‪ ،‬وهذا كلّه ممع عليه‪ .‬وفيما‬ ‫يسقط به فرض الصلة أربعة أوجه‪:‬‬ ‫أصحّها عند أكثر أصحابنا يسقط بصلة رجل واحد‪ .‬والثان‪ :‬يُشترط اثنان‪ .‬والثالث‪ :‬ثلثة‪ .‬والرابع‪:‬‬ ‫أربعة؛ سواء صلّوا جاعة أو فُرادى‪.‬‬ ‫وأما كيفية هذه الصلة فهي أن يكبَ أرب َع تكبيات ول بُ ّد منها‪ ،‬فإن أخلّ بواحدة ل تص ّح صلته‪ ،‬وإن‬ ‫زاد خامسة ففي بطلن صلته وجهان لصحابنا‪ :‬الصحّ ل تبطل‪ ،‬ولو كان مأموما فكبّر إمامُه خامسة‪،‬‬ ‫فإن قلنا إن الامسة تبطل الصلة فارقه الأموم كما لو قام إل ركعة خامسة‪ .‬وإن قلنا بالص ّح أنا ل‬ ‫تبطل ل يفارقه ول يتابعه على الصحيح الشهور‪ ،‬وفيه وجه ضعيف لبعض أصحابنا أنه يتابعه‪ ،‬فإذا قلنا‬ ‫بالذهب الصحيح أنه ل يتابعه فهل ينتظره ليسلّم معه‪ ،‬أم يسلّم ف الال؟ فيه وجهان‪ :‬الصحّ ينتظره‪،‬‬ ‫وقد أوضحتُ هذا كلّه بشرحه ودلئله ف "شرح الهذّب"‪ .‬ويستحبّ أن يرف َع اليد مع كل تكبية‪.‬‬ ‫ب فيه وما يبطله وغي ذلك من فروعه فعلى ما قدمته ف باب صفة الصلة‬ ‫وأما صفة التكبي وما يستح ّ‬ ‫وأذكارها‪.‬‬ ‫وأما الذكارُ الت تُقال ف صلة النازة بي التكبيات‪ ،‬فيقرأ بعد التكبية الول الفاتة‪ ،‬وبعد الثانية‬ ‫يُصلّي على النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وبعد الثالثة يدعو للميت‪ ،‬والواجب منه ما يقع عليه اسم الدعاء‪،‬‬ ‫وأما الرابعة فل يب بعدها ذكر أصلً‪ ،‬ولكن يُستحبّ ما سأذكره إن شاء اللّه تعال‪.‬‬ ‫‪168‬‬

‫واختلف أصحابنا ف استحباب التعوّذ ودعاء الفتتاح عقيب التكبية الول قبل الفاتة وف قراءة السورة‬ ‫ب الميع‪ ،‬والثان ل يُستحبّ‪ ،‬والثالث وهو الص ّح أنه‬ ‫بعد الفاتة على ثلثة أوجه‪ :‬أحدُها يستح ّ‬ ‫ب التأمي عقيب الفاتة‪.‬‬ ‫يُستحبّ التعوّذ دون الفتتاح والسورة‪ .‬واتفقوا على أنه يستح ّ‬ ‫‪ 1/410‬وروينا ف صحيح البخاري عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنه صلى على جنازة فقرأ فاتة‬ ‫الكتاب وقال‪ :‬لتعلموا أنا سنّة‪.‬‬ ‫وقوله سنّة ف معن قول الصحاب‪ :‬من السّنة كذا‪ ،‬وكذا جاء ف سنن أب داود قال‪ :‬إنا من السنّة‪.‬‬ ‫فيكون مرفوعا إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على ما تقرّر وعُرف ف كتب الديث والصول‪.‬‬ ‫قال أصحابنا‪ :‬والسنّة ف قراءتا الِسرار دون الهر‪ ،‬سواء صُلّيت ليلً أو نارا‪ ،‬هذا هو الذهب الصحيح‬ ‫الشهور الذي قاله جاهي أصحابنا‪ .‬وقال جاعة منهم‪ :‬إن كانت الصلة ف النهار أسرّ‪ ،‬وإن كانت ف‬ ‫حمّدٍ‪ ،‬ويُستحبّ أن‬ ‫الليل جهر‪ .‬وأما التكبية الثانية فأق ّل الواجب عقيبها أن يقول‪ :‬الّلهُمّ صَ ّل على مُ َ‬ ‫حمّدٍ‪ .‬ول يب ذلك عند جاهي أصحابنا‪ .‬وقال بعض أصحابنا‪ :‬يب وهو شاذّ‬ ‫يقول‪ :‬وعلى آ ِل مُ َ‬ ‫ضعيف‪.‬‬ ‫ص عليه الشافعي‪ ،‬واتفق عليه‬ ‫ويستحبّ أن يدعو فيها للمؤمني والؤمنات إن اتسع الوقت له‪ ،‬ن ّ‬ ‫الصحاب‪ ،‬ونقل الزن (‪ )5‬عن الشافعي يُستحبّ أيضا أن يمد اللّه عزّ وجلّ‪ ،‬فقال باستحبابه‬ ‫جاعات من الصحاب وأنكره جهورهم‪ ،‬فإذا قلنا باستحبابه بدأ بالمد للّه‪ ،‬ث بالصلة على النبّ صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم‪ ،‬ث يدعو للمؤمني والؤمنات‪ ،‬فلو خالف هذا الترتيب جاز وكان تاركا للفضل‪.‬‬ ‫وجاءت أحاديث بالصلة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم (‪ )6‬رويناها ف سنن البيهقي‪ ،‬ولكن‬ ‫ت اختصار هذا الباب‪ ،‬إذ موضعُ بسطه كتب الفقه‪ ،‬وقد أوضحته ف شرح الهذب‪.‬‬ ‫قصد ُ‬ ‫وأما التكبية الثالثة فيجب فيها الدعاء للميت‪ ،‬وأقلّه ما ينطلق عليه السم كقوله‪ :‬رحه اللّه‪ ،‬أو غفر اللّه‬ ‫ف به ونو ذلك‪.‬‬ ‫له‪ ،‬أو اللهمّ اغفرْ له‪ ،‬أو ارحه‪ ،‬أو الط ْ‬ ‫وأما الستحبّ فجاءت فيه أحاديث وآثار؛ فأما الحاديث فأصحّها‪:‬‬

‫‪169‬‬

‫‪ 2/411‬ما رويناه ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عوف بن مالك رضي اللّه عنه قال‪ :‬صلّى رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول‪" :‬الّلهُمّ ا ْغفِرْ لَ ُه وَارْ َحمْهُ‪ ،‬وَعافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ‪،‬‬ ‫ض مِنَ‬ ‫وأكْ ِرمْ ُنزُلَهُ‪َ ،‬و َوسّعْ ُمدْخَلَهُ‪ ،‬وَاغْسِلْ ُه بالَاءِ والثّلْ ِج وَالبَرَدِ‪ ،‬وَنقّهِ م َن الَطايا كما نَ ّقْيتَ الّثوْبَ الْبيَ َ‬ ‫لّنةَ‪ ،‬وأعِ ْذهُ‬ ‫ال ّدَنسِ‪ ،‬وأبْدِلْهُ دَارا َخيْرا مِنْ دَا ِرهِ‪ ،‬وَأ ْهلً َخيْرا مِ ْن أهْلِهِ‪ ،‬وَ َزوْجا َخيْرا مِنْ َزوْجِهِ‪ ،‬وأدْخِلْ ُه ا َ‬ ‫مِ ْن عَذَابِ ال َقبْرِ أو مِ ْن عَذَابِ النّارِ" حت تنيت أن أكون أنا ذلك اليت‪ .‬وف رواية لسلم "وَقِ ِه فْتَنةَ ال َقبْرِ‬ ‫َوعَذَابَ النّارِ" ‪( .‬مسلم (‪)7( )963‬‬ ‫‪ 3/412‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي والبيهقي‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه عن النبّ صلى‬ ‫صغِيِنَا وَ َكبِينا‪ ،‬وَذَ َكرِنا وأُنْثانا‪،‬‬ ‫حيّنا َو َميّتِنا‪ ،‬وَ َ‬ ‫اللّه عليه وسلم أنه صلّى على جنازة فقال‪" :‬الّلهُمّ ا ْغفِرْ لِ َ‬ ‫وشَاهِدِنا وغائِبِنا؛ الّلهُ ّم مَنْ أ ْحَيْيتَه ِمنّا فأ ْحيِهِ على ا ِلسْلمِ‪َ ،‬ومَ ْن َتوَفّْيتَ ُه ِمنّا َفَتوَفّهُ على الِيان؛ الّلهُمّ ل‬ ‫تَحْ ِرمْنا أ ْج َرهُ وَ َل َت ْفتِنّا َبعْ َدهُ" (أبو داود (‪ ( ، )3201‬والترمذي (‪ ، )1024‬والبيهقي ‪،4/41‬‬ ‫والاكم ف الستدرك ‪ ،1/358‬والنسائي (‪ )1080‬ف "اليوم والليلة"‪ ،‬وإسناده صحيح‪ ) .‬قال‬ ‫الاكم أبو عبد اللّه‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم‪ .‬ورويناه ف سنن البيهقي وغيه‬ ‫من رواية أب قتادة‪ .‬ورويناه ف كتاب الترمذي من رواية أب إبراهيم الشهليّ (‪ )8‬عن أبيه‪ ،‬وأبوه‬ ‫صحاب‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬قال ممد بن إساعيل‪ ،‬يعن البخاري‪ :‬أصحّ‬ ‫حيّنا َو َمّيتِنا" رواية أب إبراهيم الشهلي عن أبيه‪ .‬قال البخاري‪ :‬وأصحّ‬ ‫الروايات ف حديث "الّلهُ ّم اغْفِرْ ِل َ‬ ‫شيء ف الباب حديث عوف بن مالك‪ .‬ووقع من رواية أب داود "فأ ْحيِهِ على الِيَانِ‪َ ،‬وتَوفّ ُه على‬ ‫الِسْلمِ" والشهور ف معظم كتب الديث "فأ ْحيِهِ على ا ِلسْلمِ‪َ ،‬وَتوَفّهُ على الِيَانِ" كما قدّمناه‪.‬‬ ‫‪ 4/413‬وروينا ف سنن أب داود وابن ماجه‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬سعت رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم يقول‪" :‬إذا صَّلْيتُ ْم على الَّيتِ فأ ْخِلصُوا لَهُ الدّعاءَ"‪ ( .‬أبو داود (‬ ‫‪ ، )3199‬وابن ماجه (‪ ، )1497‬قال الافظ‪ :‬هذا حديث حسن‪) .‬‬ ‫‪ 5/414‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم ف‬ ‫ضتَ رُوحَها وأْنتَ‬ ‫لسْلم وأْنتَ َقَب ْ‬ ‫الصلة على النازة "الّلهُ ّم أْنتَ َرّبهَا وأنْتَ َخَل ْقتَها وأْنتَ هَ َدْيَتهَا ل ِ‬ ‫أعْلَ ُم بِسِرّها َوعَلِنيَِتهَا‪ِ ،‬جئْنا ُشفَعاءَ فا ْغفِرْ لَهُ " (أبو داود (‪ ، )3200‬وهو حديث حسن أخرجه‬ ‫النسائي ف اليوم والليلة (‪ ، )1078‬والطبان ف "الدعاء"‪ ،‬الفتوحات ‪).4/176‬‬

‫‪170‬‬

‫‪ 6/415‬وروينا ف سنن أب داود وابن ماجه‪ ،‬عن واثلة بن السقع رضي اللّه عنه قال‪ :‬صلّى بنا‬ ‫رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم على رجل من السلمي فسمعته يقول‪" :‬الّلهُ ّم إنّ فُلنَ ابْنَ فُلنَة فِي‬ ‫ِذ ّمتِكَ (‪ )9‬وَ َحبْلِ جوَارِكَ (‪َ ، )10‬فقِهِ ِفتَْن َة القَبْر َوعَذَاب النّارِ‪ ،‬وأْنتَ أهْ ُل الوَفاءِ وَالَمْدِ؛ الّل ُه ّم فا ْغفِرْ‬ ‫ت ال َغفُورُ الرّحِيمُ"‪( .‬أبو داود (‪ ، )3202‬وابن ماجه (‪ ، )1499‬وإسناده‬ ‫ك أنْ َ‬ ‫لَ ُه وَارْحَمْ ُه إنّ َ‬ ‫حسن‪).‬‬ ‫واختار الِمام الشافعي رحه اللّه دعا ًء التقطه من مموع هذه الحاديث وغيها فقال‪ :‬يقول‪ :‬الّلهُ ّم هَذَا‬ ‫حبُوبُهُ وأ ِحبّاؤُ ُه فيها‪ ،‬إل ظُلْ َم ِة القَبْرِ ومَا ُه َو لقيهِ‪،‬‬ ‫ج مِنْ َروْحِ ال ّدنْيا َو َس َعتِها‪ ،‬ومَ ْ‬ ‫عَبْ ُد َك ابْنُ عَبْ ِدكَ‪َ ،‬خرَ َ‬ ‫ك وأْنتَ‬ ‫ت أعْلَ ُم بِهِ‪ ،‬الّلهُ ّم إنّهُ َنزَ َل بِ َ‬ ‫حمّدا َعبْ ُدكَ وَ َرسُولُكَ‪ ،‬وأنْ َ‬ ‫شهَ ُد أنْ ل إِلهَ إِ ّل أنْتَ‪ ،‬وأ ّن مُ َ‬ ‫كانَ يَ ْ‬ ‫ي إليك ُش َفعَاءَ لَهُ؛‬ ‫صبَحَ فَقيا إل رَ ْح َمتِكَ وأْنتَ َغِنيّ عَ ْن عَذَابِهِ‪ ،‬وََقدْ ِجْئنَاكَ رَا ِغبِ َ‬ ‫َخيْ ُر َمنْزُولٍ به‪ ،‬وأ ْ‬ ‫الّلهُ ّم إنْ كَا َن مُحْسِنا فَ ِزدْ ف إِحْسَانِهِ‪َ ،‬وِإنْ كَا َن مُسِيئا َفتَجاوَزْ عَنْ ُه وََلقّهِ ِبرَحْ َمتِكَ رِضَا َك وَقِهِ ِفْتَنةَ ال َقبْرِ‬ ‫ض عَنْ َجْنَبيْهِ‪ ،‬وََلقّ ِه بِرَ ْح َمتِكَ المْ َن مِ ْن عَذَابِكَ حتّى َتْبعَثَهُ إل‬ ‫َوعَذَابَهُ‪ ،‬وَافْسحْ لَهُ ف َقبْ ِرهِ‪ ،‬وَجافِ ال ْر َ‬ ‫َجّنتِكَ يا أ ْرحَمَ الرّاحِ ِميَ! هذا نصّ الشافعي ف "متصر الزن" رحهما اللّه‪.‬‬ ‫ل دعا لبويه فقال‪ :‬الّلهُمّ ا ْج َعلْهُ َلهُما فَرَطا‪ ،‬وا ْجعَلْهُ َلهُما سَلَفا‪،‬‬ ‫قال أصحابنا‪ :‬فإن كان اليت طف ً‬ ‫ح ِر ْمهُما‬ ‫صبْرَ على قُلوِبهِما‪ ،‬وَل َتفِْتْنهُما َبعْ َدهُ وَل تَ ْ‬ ‫وا ْجعَلْهُ َلهُما ُذخْرا‪َ ،‬وَثقّ ْل بِ ِه َموَازِيَنهُما‪ ،‬وأفرغ ال ّ‬ ‫أجْ َرهُ‪ .‬هذا لفظ ما ذكره أبو عبد اللّه الزبيي من أصحابنا ف كتابه "الكاف"‪ ،‬وقاله الباقون بعناه‪،‬‬ ‫حيّنا َو َميّتِنا‪ ،‬إل آخره‪ .‬قال الزبيي‪ :‬فإن كانتْ امرأةً قال‪" :‬‬ ‫وبنحوه قالوا‪ .‬ويقول معه‪ :‬الّلهُمّ ا ْغفِرْ لِ َ‬ ‫الّلهُ ّم هَ ِذهِ َأ َمتُكَ‪ ،‬ث ُينَسّ ُق الكلم‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫وأما التكبية الرابعة فل يبُ بعدها ذ ْك ٌر بالتفاق‪ ،‬ولكن يستحبّ أن يقول ما نصّ عليه الشافعي رحه‬ ‫ح ِرمْنا أجْ َرهُ‪ ،‬وَل َت ْفِتنّا َبعْ َدهُ‪ .‬قال أبو عليّ بن‬ ‫اللّه ف كتاب "البويطي" قال‪ :‬يقول ف الرابعة‪ :‬الّلهُمّ َل تَ ْ‬ ‫سَنةً‬ ‫سَنةً وفِي الخِ َرةِ حَ َ‬ ‫أب هريرة من أصحابنا‪ :‬كان التقدمون يقولون ف الرابعة { َربّنا آتنا ف ال ّدنْيا حَ َ‬ ‫ب النّار} [البقرة‪ .]201 :‬قال‪ :‬وليس ذلك بحكيّ عن الشافعي فإن فعله كان حسنا‪ ،‬قلت‪:‬‬ ‫وَقِنا عَذَا َ‬ ‫يكفي ف حسنه ما قد قدّمناه ف حديث أنس ف باب دعاء الكرب‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬ويُحتجّ للدعاء ف الرابعة‪:‬‬

‫‪171‬‬

‫با رويناه ف السنن الكبى للبيهقي (‪ ، )11‬عن عبد اللّه بن أب أوف رضي اللّه عنهما؛ أنه كبّر على‬ ‫جنازة ابنه أربع تكبيات‪ ،‬فقام بعد الرابعة كقدر ما بي التكبيتي يستغفر لا ويدعو‪ ،‬ث قال‪ :‬كان‬ ‫ث ساعةً حت ظننا أنه سيكبّر‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصنع هكذا‪ .‬وف رواية‪ :‬كبّ َر أربعا فمك َ‬ ‫خسا‪ ،‬ث سلّم عن يينه وعن شاله‪ ،‬فلما انصرف قلنا له‪ :‬ما هذا؟ فقال‪ :‬إن ل أزيدكم على ما رأيتُ‬ ‫رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصنعُ‪ ،‬أو هكذا صنعَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ .‬قال الاكم أبو‬ ‫عبد اللّه‪ :‬هذا حديث صحيح‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬وإذا فرغَ من التكبيات وأذكارها سلّمَ تسليمتي كسائر الصلوات‪ ،‬لا ذكرناه من حديث‬ ‫عبد اللّه بن أب أوف‪ ،‬وحكم السلم على ما ذكرناه ف التسليم ف سائر الصلوات‪ ،‬هذا هو الذهب‬ ‫الصحيح الختار‪ ،‬ولنا فيه هنا خلف ضعيف تركته لعدم الاجة إليه ف هذا الكتاب‪ ،‬ولو جاء مسبوقٌ‬ ‫فأدرك الِمامَ ف بعض الصلة أحرمَ معه ف الال وقرأ الفاتة ث ما بعدها على ترتيب نفسه‪ ،‬ول يُوافق‬ ‫الِمام فيما يقرؤه‪ ،‬فإن كبّ َر ث كبّ َر الِما ُم التكبية الخرى قبل أن يتمكن الأموم من الذكر سقطَ عنه‬ ‫كما تسقط القراء ُة عن السبوق ف سائر الصلوات وإذا سلّ َم الِمامُ وقد بقي على السبوق ف النازة‬ ‫ض التكبيات لزمه أن يأت با مع أذكارها على الترتيب‪ ،‬هذا هو الذهبُ الصحيح الشهور عندنا‪.‬‬ ‫بع ُ‬ ‫ولنا قول ضعيف أنه يأت بالتكبيات الباقيات متواليات بغي ذكر اللّه‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫لنَازة‬ ‫ب ما يقولُه الاشي مع ا َ‬ ‫ـ با ُ‬ ‫يُستحبّ له أن يكون مشتغلً بذكر اللّه تعال‪ ،‬والفكر فيما يلقاه اليت وما يكون مصيُه وحاصلُ ما‬ ‫كان فيه‪ ،‬وأن هذا آخرُ الدنيا ومصيُ أهلها؛ وليحذرْ كلّ الذر من الديث با ل فائدةَ فيه‪ ،‬فإن هذا‬ ‫وقتُ فِكر وذكر تقب ُح فيه الغفلةُ واللهو والشتغال بالديث الفارغ‪ ،‬فإن الكلمَ با ل فائدة فيه منهيّ‬ ‫عنه ف جيع الحوال‪ ،‬فكيف ف هذا الال‪.‬‬ ‫واعلم أن الصوابَ الختا َر ما كان عليه السلفُ رضي اللّه عنهم السكوتُ (‪ )12‬ف حال السي مع‬ ‫النازة فل يُرفع صوتٌ بقراءة ول ذكر ول غي ذلك‪ ،‬والكمة فيه ظاهرة وهي أنه أسكنُ لاطره‬ ‫وأجعُ لفكره فيما يتعلق بالنازة وهو الطلوبُ ف هذا الال‪ ،‬فهذا هو القّ‪ ،‬ول تغت ّرنّ بكثرة من‬ ‫ق الدَى‪ ،‬ول يض ّركَ قّلةُ‬ ‫يُخالفه‪ ،‬فقد قال أبو عليّ الفُضيل بن عِياض رضي اللّه عنه ما معناه‪ :‬الزمْ طر َ‬ ‫ق الضللة‪ ،‬ول تغت ّر بكثرة الالكي‪.‬‬ ‫السالكي‪ ،‬وإياك وطر َ‬ ‫‪172‬‬

‫وقد روينا ف سنن البيهقي (‪ )13‬ما يقتضي ما قلته‪ .‬وأما ما يفعله الهلةُ من القراءة على النازة‬ ‫بدمشق وغيها من القراءة بالتمطيط وإخراج الكلم عن موضوعه فحرام بإجاع العلماء‪ ،‬وقد أوضحت‬ ‫قبحه وغلظ تريه وفسق من تكّن من إنكاره فلم ينكره ف كتاب آداب القرّاء‪ ،‬واللّه الستعان‪.‬‬ ‫ب ما يقولُه مَنْ مرّتْ به جنازة أو رآها‬ ‫ـ با ُ‬ ‫يستحبّ أن يقول‪ُ :‬سبْحا َن الَ ّي الّذي ل يَمُوتُ‪ .‬وقال القاضي المام أبو الحاسن الرويان من أصحابنا‬ ‫ف كتابه "البحر"‪ :‬يُستحبّ أن يدعوَ ويقول‪ :‬ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه الَ ّي الّذي ل يَمُوتُ‪ ،‬فيستحبّ أن يدعوَ لا‬ ‫ويثن عليها بالي إن كانت أهلً للثناء‪ ،‬ول يُجازف ف ثنائه‪.‬‬ ‫ب ما يقولُه مَن يُدْخِ ْل اليّتَ قبَه‬ ‫ـ با ُ‬ ‫‪ 1/416‬روينا ف سنن أب داود والترمذي والبيهقي وغيها‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما أن الن ّ‬ ‫ب‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم كان إذا وضع اليت ف القب قال‪ ":‬بِاسْمِ اللّهِ‪َ ،‬وعَلى ُسنّة َرسُولِ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم" (أبو داود (‪ ، )3213‬والترمذي (‪ ، )1046‬والبيهقي ‪ .4/55‬وصححه ابن حبّان‪،‬‬ ‫والاكم‪ ،‬ووافقه الذهب‪ ).‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪ .‬قال الشافعي والصحاب رحهم اللّه‪ :‬يُستحبّ‬ ‫أن يدعو للميت مع هذا‪.‬‬ ‫ومن حسن الدعاء ما نصّ عليه الشافعي رحه اللّه ف "متصر الزن" قال‪ :‬يقول الذين يدخلونه القب (‬ ‫حبّ‬ ‫ق مَنْ كَا َن يُ ِ‬ ‫ك الشِحّاءُ (‪ )15‬مِ ْن أهْلِ ِه َووَلَ ِد ِه وَقَراَبتِهِ َوإِ ْخوَانِهِ‪ ،‬وَفَا َر َ‬ ‫‪ : )14‬الّلهُ ّم أسْلَمَهُ إَليْ َ‬ ‫ج مِ ْن َس َعةِ ال ّدنْيا وَالَياةِ إل ظُلْ َم ِة ال َقبْ ِر وَضِيقِهِ‪َ ،‬ونَزَلَ بِكَ وأْنتَ َخيْ ُر َمنْزُو ٍل بِهِ‪ ،‬إ ْن عاَقبْتَهُ‬ ‫قُ ْربَهُ‪ ،‬وَ َخرَ َ‬ ‫ت أهْلُ ال َع ْفوِ‪ ،‬أْنتَ َغِنيّ عَ ْن عَذَابِهِ َو ُهوَ َفقِيٌ إل رَ ْح َمتِكَ؛ الّل ُهمّ ا ْشكُرْ‬ ‫َفبِ َذنْبٍ‪ ،‬وإنْ َعفَوتَ َعنْ ُه فأنْ َ‬ ‫ك المْنَ م ْن عَذَابِكَ‪ ،‬واكْفِهِ كل َهوْلٍ‬ ‫سَنتَهُ‪ ،‬وَا ْغفِ ْر َسيَّئتَهُ‪ ،‬وأعِ ْذ ُه مِ ْن عَذَابِ ال َقبْرِ‪ ،‬وَاجْمَعْ لَ ُه ِبرَحْ َمتِ َ‬ ‫حَ َ‬ ‫ك يا أ ْرحَمَ‬ ‫لّنةِ؛ الّلهُمّ اخُْلفْهُ فِي تَرِ َكتِهِ فِي الغابِرِينَ‪ ،‬وَارَْفعْهُ فِي عِّليّيَ‪َ ،‬وعُ ْد عََليْهِ بِ َفضْلِ َرحْ َمتِ َ‬ ‫دُونَ ا َ‬ ‫الرّاحِمِيَ" ‪.‬‬ ‫ب ما يقولُه بعدَ الدّفْن‬ ‫ـ با ُ‬ ‫السنّة لن كان على القب أن يثي ف القب ثلث حثيات بيديه جيعا من قِبل رأسه‪ .‬قال جاعة من‬ ‫أصحابنا‪ :‬يُستحبّ أن يقول ف الثية الول‪ِ { :‬منْها خََلقْناكُم} وف الثانية‪{ :‬وفِيها ُنعِيدُكُمْ} وف‬ ‫‪173‬‬

‫الثالثة‪َ { :‬ومِنْها نُخ ِر ُجكُمْ تا َرةً أُ ْخرَى} [طه‪ .]56:‬ويُستحبّ أن يقعد عنده بعد الفراغ ساعة قدر ما‬ ‫يُنحر جزور ويُقسم لمُها‪ ،‬ويشتغل القاعدون بتلوة القرآن‪ ،‬والدعاء للميت‪ ،‬والوعظ‪ ،‬وحكايات أهل‬ ‫الي‪ ،‬وأحوال الصالي‪.‬‬ ‫‪ 1/417‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه قال‪ :‬كنّا ف جنازة ف بقيع‬ ‫الغرقد‪ ،‬فأتانا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فقعدَ وقعدنا حولَه ومعه مِخصَرَة‪ ،‬فنكسَ وجع َل ينكتُ‬ ‫ب َم ْقعَدُ ُه مِ َن النّا ِر َو َمقْعَ ُد ُه مِ َن الَّنةِ‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول‬ ‫بخصرته‪ ،‬ث قال‪" :‬ما مِْنكُ ْم مِنْ أحَدٍ إِلّ َقدْ ُكتِ َ‬ ‫اللّه! أفل نتكلُ على كتابنا؟ فقال‪ :‬اعْمَلُوا َفكُ ّل ُميَسّرٌ ِلمَا خُِلقَ لَهُ" وذكر تام الديث‪( .‬البخاري (‬ ‫‪ ، )1362‬ومسلم (‪ ، )2647‬وأبو داود (‪ ، )4694‬والترمذي (‪ )2137‬و (‪( . )3341‬‬ ‫‪))16‬‬ ‫‪ 2/418‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عمرو بن العاص رضي اللّه عنه قال ‪:‬إذا دفنتمون أقيموا حول‬ ‫س بكم وأنظرَ ماذا أراجعُ به رسلَ رب‪.‬‬ ‫قبي قدر ما يُنحر جزور ويقسم لمها‪ ،‬حت أستأن َ‬ ‫‪ 3/419‬وروينا ف سنن أب داود والبيهقي‪ ،‬بإسناد حسن‪ ،‬عن عثمان رضي اللّه عنه قال‪ :‬كان الن ّ‬ ‫ب‬ ‫ف عليه فقال‪" :‬اسَْت ْغفِرُوا لَخِيكُمْ‪َ ،‬وسَلُوا لَهُ الّتْثبِيتَ فإنّهُ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم إذا فرغَ من دفن اليت وق َ‬ ‫ال َن يُسْألُ" (أبو داود (‪ ، )3221‬والبيهقي ‪ ،4/56‬وحسّنه الافظ‪ ).‬قال الشافعي والصحاب‪:‬‬ ‫يُستحبّ أن يقرؤوا عنده شيئا من القرآن‪ ،‬قالوا‪ :‬فإن ختموا القرآن كلّه كان حسنا‪.‬‬ ‫‪ 4/420‬وروينا ف سنن البيهقي بإسناد حسن؛ أن ابن عمر استحبّ أن يقرأ على القب بعد الدفن أوّل‬ ‫سورة البقرة وخاتتها‪ (.‬البيهقي ‪ 4/56‬وقال الافظ‪ :‬هذا موقوف حسن‪).‬‬ ‫ي اليّت بعد الدفن فقد قال جاعة كثيون من أصحابنا باستحبابه‪ ،‬ومّن نصّ على‬ ‫فصل‪ :‬وأما تلق ُ‬ ‫استحبابه‪ :‬القاضي حسي ف تعليقه‪ ،‬وصاحبه أبو سعد التول ف كتابه "التتمة"‪ ،‬والشيخ الِمام الزاهد‬ ‫أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر القدسي‪ ،‬والِمام أبو القاسم الرافعي وغيهم‪ ،‬ونقله القاضي حسي‬ ‫عن الصحاب‪ .‬وأما لفظه فقال الشيخ نصر‪ :‬إذا فرغ من دفنه يقف عند رأسه ويقول‪ :‬يا فلن بن فلن!‬ ‫ذكر العهد الذي خرجتَ عليه من الدنيا‪ :‬شهادة أن ل إِلهَ إِلّ اللّه وحده ل شريك له‪ ،‬وأن ممدا عبده‬ ‫ورسوله‪ ،‬وأن الساعة آتيةٌ ل ريب فيها‪ ،‬وأن اللّه يبعث مَن ف القبور‪ ،‬قل رضيت باللّه ربّا‪ ،‬وبالِسلم‬ ‫دينا‪ ،‬وبحمد صلى اللّه عليه وسلم نبيّا وبالكعبة قبلة‪ ،‬وبالقرآن إماما‪ ،‬وبالسلمي إخوانا‪ ،‬ربّي اللّه ل‬ ‫‪174‬‬

‫إِلهَ إِل هو‪ ،‬وهو ربّ العرش العظيم‪ ،‬هذا لفظ الشيخ نصر القدسي ف كتابه "التهذيب"‪ ،‬ولفظ الباقي‬ ‫بنحوه‪ ،‬وف لفظ بعضهم نقص عنه‪ ،‬ث منهم مَن يقول‪ :‬يا عبد اللّه ابن أمة اللّه! ومنهم مَن يقول‪ :‬يا عبد‬ ‫اللّه ابن حوّاء‪ ،‬ومنهم من يقول‪ :‬يا فلن ـ باسه ـ ابن أمة اللّه‪ ،‬أو يا فلن ابن حوّاء‪ ،‬وكله بعن‪.‬‬ ‫وسُئل الشيخ الِمام أبو عمرو بن الصلح رحه اللّه عن هذا التلقي فقال ف فتاويه‪ :‬التلقي هو الذي‬ ‫نتاره ونعمل به‪ ،‬وذكره جاعة من أصحابنا الراسانيي قال‪ :‬وقد روينا فيه حديثا من حديث أب أمامة‬ ‫ليس بالقائم إسناده (‪ ، )17‬ولكن اعتضد بشواهد وبعمل أهل الشام به قديا‪ .‬قال‪ :‬وأما تلقي الطفل‬ ‫الرضيع فما له مُستند يُعتمد ول نراه‪ ،‬واللّه أعلم‪ .‬قلتُ‪ :‬الصواب أنه ل يلقن الصغي مطلقا‪ ،‬سواء كان‬ ‫رضيعا أو أكب منه ما ل يبلغ ويصي مكلفا‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫ب وصّيةِ الّيتِ أنّ يُصّل َي عليه إنسا ٌن بعينه‪ ،‬أو أن يُدفن على صفةٍ مصوصةٍ وف َموْضعٍ‬ ‫با ُ‬ ‫مَخصوص‪ ،‬وكذلك الكف ُن وغيُه من أمورِه الت تُفعل والت ل تُفعل‬ ‫‪ 1/421‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬دخلت على أب بكر رضي اللّه‬ ‫عنه‪ :‬يعن وهو مريض‪ ،‬فقال‪ :‬ف كم كفّنتم النبّ صلى اللّه عليه وسلم؟ فقلت‪ :‬ف ثلثة أثواب‪ ،‬قال‪ :‬ف‬ ‫ي يوم تُوف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قالت‪ :‬يوم الثني‪ ،‬قال‪ :‬فأيّ يوم هذا؟ قالت‪ :‬يوم‬ ‫أّ‬ ‫الثني‪ ،‬قال‪ :‬أرجو فيما بين وبي الليل‪ ،‬فنظر إل ثوب عليه كان يرّض فيه به رَدْع من زعفران‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫اغسلوا ثوب هذا وزيدوا عليه ثوبي فكفّنون فيها‪ .‬قلت‪ :‬إن هذا خَلَق‪ ،‬قال‪ :‬إن اليّ أحقّ بالديد من‬ ‫اليت‪ ،‬إنا هو للمهلة‪ ،‬فلم يتوفّ حت أمسى من ليلة الثلثاء‪ ،‬ودُفن قبل أن يُصبحَ‪( .‬البخاري (‬ ‫‪ )1387‬والوطأ بلغا ‪).)18(1/224‬‬ ‫قلت‪ :‬قولا رَدْع‪ ،‬بفتح الراء وإسكان الدال وبالعي الهملت‪ :‬وهو الثر‪ .‬وقوله للمهلة‪ ،‬روي بضم‬ ‫اليم وفتحها وكسرها ثلث لغات والاء ساكنة‪ :‬وهو الصديد الذي يتحلّل من بدن اليت‪.‬‬ ‫‪ 2/422‬وروينا ف صحيح البخاري؛ أن عمر بن الطاب رضي اللّه عنه قال لا جُ ِرحَ‪ :‬إذا أنا ُقبِضتُ‬ ‫فاحلون‪ ،‬ث سلّم وق ْل يستأذنُ عمر‪ ،‬فإن أذنتْ ل ـ يعن عائشةَ ـ فأدخلون‪ ،‬وإن ردّتن فردّون إل‬ ‫مقابر السلمي‪( .‬البخاري (‪))19( )1392‬‬

‫‪175‬‬

‫‪ 3/423‬ـ وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عامر بن سعد بن أب وقاص قال‪ :‬قال سعد‪ :‬الدوا ل‬ ‫ب نصبا كما صُنع برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪( .‬مسلم (‪))20( )966‬‬ ‫لدا‪ ،‬وانصبوا عليّ الل َ‬ ‫‪ 4/424‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عمرو بن العاص رضي اللّه عنه؛ أنه قال وهو ف سياقة الوت‪:‬‬ ‫ت فل تصحبن نائحة ول نار‪ ،‬فإذا دفنتمون فشنّوا عليّ التراب شنّا‪ ،‬ث أقيموا حول قبي قدر‬ ‫إذا أنا م ّ‬ ‫ما يُنحر جزور ويقسم لمها أستأنس بكم‪ ،‬وأنظر ماذا أراجع به رسل رب‪( .‬مسلم (‪).)21( )121‬‬ ‫قلت‪ :‬قوله شنوا‪ ،‬روي بالسي الهملة وبالعجمة‪ ،‬ومعناه‪ :‬صبّوه قليلً قليلً‪.‬‬ ‫وروينا ف هذا العن حديث حذيفة التقدم ف باب إعلم أصحاب اليت بوته‪ ،‬وغي ذلك من‬ ‫الحاديث‪ ،‬وفيما ذكرناه كفاية وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫ت ويتابع ف كلّ ما وصّى به‪ ،‬بل يُعرض ذلك على أهل العلم‪ ،‬فما أباحوه‬ ‫قلت‪ :‬وينبغي أن ل يقلد الي ُ‬ ‫فعل ما ل فل‪ .‬وأنا أذكر من ذلك أمثلة‪ ،‬فإذا أوصى بأن يدفن ف موضع من مقابر بلدته‪ ،‬وذلك الوضع‬ ‫معدن الخيار فينبغي أن يُحافظ على وصيته‪ ،‬وإذا أوصى بأن يُصلّي عليه أجنب فهل ُيقَدّم ف الصلة‬ ‫على أقارب اليت؟ فيه خلف للعلماء‪ ،‬والصحيح ف مذهبنا أن القريب أول‪ ،‬لكن إن كان الوصَى له‬ ‫مّن يُنسب إل الصلح أو الباعة ف العلم مع الصيانة والذكر السن‪ ،‬استحبّ للقريب الذي ليس هو ف‬ ‫مثل حاله إيثاره رعاية لقّ اليت‪ ،‬وإذا أوصى بأن يُدفن ف تابوت ل تنفذ وصيته‪ ،‬إل أن تكون الرض‬ ‫رخوة‪ ،‬أو نديّة يتاج فيها إليه‪ ،‬فتُنفذ وصيّته فيه ويكون من رأس الال؛ كالكفن‪ .‬وإذا أوصى بأن يُنقل‬ ‫إل بلد آخر ل تنفّذ وصيّته‪ ،‬فإن النقل حرامٌ على الذهب الصحيح الختار الذي قاله الكثرن وصرّح به‬ ‫الحققون‪ ،‬وقيل‪ :‬مكروه‪.‬‬ ‫قال الشافعي رحه اللّه‪ :‬إل أن يكون بقرب مكة أو الدينة أو بيت القدس فيُنقل إليها لبكتها‪ .‬وإذا‬ ‫أوصى بأن يُدفَن تته مِضربة أو مدة تتَ رأسه أو نو ذلك ل تُنفذ وصيّته‪ .‬وكذا إذا أوصى بأن يُكفّن‬ ‫ف حرير‪ ،‬فإن تكفيَ الرجال ف الرير حرام‪ ،‬وتكفيُ النساء فيه مكروه وليس برام‪ ،‬والنثى ف هذا‬ ‫كالرجل‪ .‬ولو أوصى بأن يُ َكفّن فيما زاد على عدد الكفن الشروع أو ف ثوب ل يَستر البدن ل تنفذ‬ ‫وصيّته‪ .‬ولو أوصى بأن يُقرأ عند قبه أو يُتصدّق عنه وغي ذلك من أنواع القرب‪ُ ،‬نفّذَتْ إل أن يقترن‬ ‫با ما ينع الشرع منها بسببه‪ .‬ولو أوصى بأن ُتؤَخّرَ جنازته زائدا على الشروع ل تنفذ‪ .‬ولو أوصى بأن‬ ‫يُبن عليه ف مقبة مسبّلة للمسلمي ل تنفّذ وصيته‪ ،‬بل ذلك حرام‪.‬‬ ‫‪176‬‬

‫ب ما ينفعُ اليّتَ من َقوْل غيه‬ ‫با ُ‬ ‫أجع العلماء على أن الدعاء للموات ينفعهم ويَصلُهم (‪ . )22‬واحتجّوا بقول اللّه تعال‪{ :‬وَالّذِي َن‬ ‫جاؤوا مِنْ بَعْ ِدهِ ْم َيقُولُونَ َربّنا ا ْغفِرْ لَنا ولِ ْخوَانِنا الّذين َسبَقُونا با ِليَانِ}[الشر‪ ]10:‬وغي ذلك من‬ ‫اليات الشهورة بعناها‪ ،‬وف الحاديث الشهورة كقوله صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬الّلهُ ّم ا ْغفِ ْر لهْ ِل َبقِيعِ‬ ‫حيّنا َو َميِّتنَا" (أبو داود (‬ ‫الغَرَْقدِ" (مسلم (‪ ) )974‬وكقوله صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬الّلهُ ّم ا ْغفِرْ لِ َ‬ ‫‪ ) )3201‬وغي ذلك‪.‬‬ ‫واختلف العلماء ف وصول ثواب قراءة القرآن‪ ،‬فالشهور من مذهب الشافعي وجاعة أنه ل يَصل‪.‬‬ ‫وذهب أحدُ بن حنبل وجاعةٌ من العلماء وجاعة من أصحاب الشافعي إل أنه يَصل‪ ،‬والختيار أن‬ ‫ب الثناء على اليت‬ ‫يقولَ القارئُ بعد فراغه‪" :‬اللهمّ أوص ْل ثوابَ ما قرأته إل فلن‪ ،‬واللّه أعلم‪ .‬ويُستح ّ‬ ‫وذكر ماسنه‪.‬‬ ‫‪1/425‬ـ وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال مرّوا بنازة فأثنوا عليها‬ ‫خيا‪ ،‬فقال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬وَ َجَبتْ" ث مرّوا بأخرى فأثنوا عليها شرّا ‪ ،‬فقال‪َ " :‬و َجبَتْ"‬ ‫فقال عمر بن الطاب رضي اللّه عنه‪ :‬ما وجبت؟ قال‪" :‬هَذَا أْثَنيْتُ ْم عََليْهِ َخيْرَا َف َو َجبَتْ لَ ُه الَّنةُ‪َ ،‬وهَذَا‬ ‫أثَْنْيتُمْ عََليْهِ َشرّا َفوَ َجَبتْ لَ ُه النّارُ‪ ،‬أْنتُ ْم ُشهَدَاءُ اللّه ف ال ْرضِ"‪( .‬البخاري (‪ ، )1367‬ومسلم (‬ ‫‪ ، )949‬والترمذي (‪ ، )1058‬والنسائي ‪4/49‬ـ ‪).50‬‬ ‫‪ 2/426‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أب السود قال‪:‬قدمتُ الدينةَ فجلستُ إل عمرَ بن الطاب‬ ‫رضي اللّه عنه‪ ،‬فمرّتْ بم جنازة‪ ،‬فأُثن على صاحبها خيٌ‪ ،‬فقال عمر‪ :‬وجبتْ‪ ،‬ث مُرّ بأخرى فأُثن على‬ ‫صاحبها خيٌ‪ ،‬فقال عمر‪ :‬وجبتْ‪ ،‬ث مُ ّر بالثالثة فأُثن على صاحبها شرّ فقا َل عمرُ‪ :‬وجبتْ؛ قال أبو‬ ‫السود‪ :‬فقلت‪ :‬وما وجبت يا أمي الؤمني؟! قال‪ :‬قلتُ كما قال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪":‬أيّمَا مُسِْلمٍ‬ ‫لَثةٌ" فقلنا‪ :‬واثنان‪ ،‬قال‪" :‬وَاثْنانِ"‪ ،‬ث ل‬ ‫لّنةَ" فقلنا‪ :‬وثلثة؟ قال‪َ " :‬وَث َ‬ ‫خيْرٍ أدْ َخلَهُ اللّهُ ا َ‬ ‫َشهِدَ لَهُ أَ ْرَب َعةٌ بِ َ‬ ‫نسأله عن الواحد‪( .‬البخاري (‪ ، )1368‬والترمذي (‪ ، )1059‬والنسائي ‪ ).4/51‬والحاديث‬ ‫بنحو ما ذكرنا كثية‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫ب ال ْموَات‬ ‫ب النّهي عن س ّ‬ ‫با ُ‬

‫‪177‬‬

‫‪ 1/427‬روينا ف صحيح البخاري عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ضوْا إل ما قَ ّدمُوا"‪( .‬البخاري (‪ ، )1393‬وأبو داود (‬ ‫سبّوا المْوَاتَ فإّنهُمْ قَدْ أ ْف َ‬ ‫وسلم‪" :‬ل تَ ُ‬ ‫‪ ، )4899‬والنسائي ‪4/52‬ـ ‪))23( .63‬‬ ‫‪ 2/428‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬بإسناد ضعيف ضعّفه الترمذي‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه‬ ‫عنهما قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬اذْكُرُوا مَحاس َن َموْتاكُمْ‪ ،‬وكُفّوا عَ ْن مَساوِيهمْ"‪( .‬‬ ‫أبوداود (‪ ، )4900‬والترمذي (‪))24( )1019‬‬ ‫قلت‪ :‬قال العلماء‪ :‬يَحرم سبّ اليت السلم الذي ليس معلنا بفسقه‪ .‬وأما الكافرُ والُعلِ ُن بفسقه من‬ ‫السلمي ففيه خلف للسلف وجاءت فيه نصوص متقابلة‪ ،‬وحاصلُه أنه ثبت ف النهي عن سبّ الموات‬ ‫ما ذكرناه ف هذا الباب‪.‬‬ ‫وجاء ف الترخيص ف سبّ الشرار أشياء كثية‪ ،‬منها ما قصّه اللّ ُه علينا ف كتابه العزيز وأمرنا بتلوته‬ ‫ث كثية ف الصحيح‪ ،‬كالديث الذي ذكر فيه صلى اللّه عليه وسلم عمروَ‬ ‫وإشاعة قراءته؛ ومنها أحادي ُ‬ ‫بن ليّ‪ ،‬وقصة أب رِغال (‪ ، )25‬والذي كان يسرقُ الاجّ بحجنه (‪ ، )26‬وقصة ابن ُجدْعان (‬ ‫‪ )27‬وغيهم‪ ،‬ومنها الديث الصحيح الذي قدّمناه لا مرّت جنازة فأثنوا عليها شرّا فلم ينكر عليهم‬ ‫النبّ صلى اللّه عليه وسلم بل قال‪" :‬وجبتْ"‪.‬‬ ‫ت الكفار يوز ذكر‬ ‫واختلف العلماءُ ف المع بي هذه النصوص على أقوال أصحّها وأظهرُها أن أموا َ‬ ‫مساويهم‪ .‬وأما أمواتُ السلمي العلني بفسق أو بدعة أو نوها‪ ،‬فيجوز ذكرُهم بذلك إذا كان فيه‬ ‫مصلحة لاجة إليه للتحذير من حالم‪ ،‬والتنفي من قبول ما قالوه والقتداء بم فيما فعلوه‪ ،‬وإن ل تكن‬ ‫حاجة ل يزْ؛ وعلى هذا التفصيل ُتنَزّ ُل هذه النصوص‪ ،‬وقد أجعَ العلماءُ على جرح الجروح من الرواة‪،‬‬ ‫واللّه أعلم‪.‬‬ ‫ب ما يقولُه زائ ُر القبور‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/429‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها‪ ،‬قالت‪ :‬كان رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم كّلمَا كان ليلتُها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يرجُ من آخر الليل إل البقيع فيقول‪" :‬‬ ‫السّل ُم عََلْيكُمْ دَارَ َق ْومٍ ُمؤْمِنيَ‪ ،‬وَأتاكُ ْم ما تُوعَدُونَ‪ ،‬غَدا ُمؤَجّلُونَ‪ ،‬وَإنّا إنْ شاءَ اللّ ُه بِكُمْ لحقُونَ؛ الّلهُمّ‬ ‫‪178‬‬

‫ا ْغفِ ْر لهْ ِل َبقِيعِ الغَرَْقدِ"‪( .‬مسلم (‪ ، )974‬والنسائي ‪ ،4/93‬وف "اليوم والليلة" (‪( )1092‬‬ ‫‪))28‬‬ ‫‪ 2/430‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عائشة أيضا أنا قالت‪ :‬كيف أقولُ يا رسولَ اللّه؟! ـ تعن ف‬ ‫ي وَالُسْلميَ‪َ ،‬ويَ ْرحَمُ اللّ ُه الُسَْتقْ ِدمِيَ‬ ‫زيارة القبور ـ قال‪" :‬قُول‪ :‬السّلمُ على أهْلِ الدّيا ِر مِ َن ا ُلؤْمن َ‬ ‫ِمنْكُ ْم َو ِمنّا وَالُسْتأ ِخرِين‪ ،‬وَإنّا إنْ شاءَ اللّه ِبكُمْ ل ِحقُونَ"‪( .‬مسلم (‪))29( )103( )974‬‬ ‫‪ 3/431‬ورَوينا بالسانيد الصحيحة ف سنن أب داود والنسائي وابن ماجه‪ ،‬عن أب هُريرة رضيَ اللّه‬ ‫عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم خرج إل القبة فقال‪" :‬السّل ُم عَلَيكُم دَارَ َق ْومٍ‬ ‫ُم ْؤمِنِيَ‪ ،‬وإنّا إنْ شاءَ اللّ ُه ِبكُمْ ل ِحقُونَ"‪( .‬أبو داود (‪ ، )3237‬والنسائي ‪ ،4/91‬وابن ماجه (‬ ‫‪))30( )4306‬‬ ‫‪ 4/432‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‪ :‬مرّ رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم بقبور أهل الدينة‪ ،‬فأقبلَ عليهم بوجهه فقال‪" :‬السّلمُ عََلْيكُ ْم يا أهْ َل ال ُقبُورِ! َي ْغفِرُ اللّهُ لَنا‬ ‫وََلكُمْ‪ ،‬أْنتُ ْم سََلفُنا َونَحْ ُن بالثَرِ" ( الترمذي (‪ ، )1053‬وإسناده حسن‪ ).‬قال الترمذي‪ :‬حديث‬ ‫حسن‪.‬‬ ‫‪ 5/433‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن بريدة رضي اللّه عنه قال‪ :‬كان النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫يعلّمهم إذا خرجوا إل القابر أن يقول قائلهم‪" :‬السّل ُم عََليْكُ ْم أهْلَ الدّيا ِر مِ َن الؤْ ِمنِيَ‪ ،‬وإنّا إنْ شاءَ اللّهُ‬ ‫بِكُمْ لَل ِحقُونَ‪ ،‬أسألُ اللّهُ َلنَا وَلكُمُ العافَيةَ"‪ .‬ورويناه ف كتاب النسائي وابن ماجه هكذا‪ ،‬وزاد بعد‬ ‫قوله‪ :‬للحقون‪" :‬أنْتُمْ َلنَا فَ َرطٌ‪َ ،‬ونَحْنُ َلكُ ْم َتبَعٌ"‪( .‬مسلم (‪ ، )975‬والنسائي ‪ ،4/94‬وابن ماجه (‬ ‫‪ ، )1547‬وهو عند النسائي ف "اليوم والليلة" (‪).)31()1091‬‬ ‫‪ 6/434‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها؛ أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم أتى‬ ‫البقيعَ فقال‪":‬السّل ُم عََلْيكُمْ دار َق ْو ٍم ُمؤْ ِمنِيَ‪ ،‬أْنتُمْ لَنا َفرَطٌ‪ ،‬وإنّا بِكُمْ ل ِحقُونَ؛ الّلهُ ّم ل تَحْ ِرمْنا أ ْج َرهُمْ‬ ‫وَل ُتضِلّنا َبعْ َدهُمْ"‪( .‬ابن السن (‪))32( )596‬‬ ‫ويُستحب للزائر الِكثار من قراءة القرآن والذكر‪ ،‬والدعاء لهل تلك القبة وسائر الوتى والسلمي‬ ‫أجعي‪ .‬ويُستحبّ الِكثار من الزيارة‪ ،‬وأن يكث َر الوقوفَ عند قبور أهل الي والفضل‪.‬‬ ‫‪179‬‬

‫ب ني الزائر مَ ْن رآه يبكي جزعا عند قب‪ ،‬وأمرِه ِإيّاه بالص ِب ونيِهِ أيضا عن غي ذلك ما نى‬ ‫با ُ‬ ‫الشرعُ عنه‬ ‫‪ 1/435‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬م ّر النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫صبِرِي"‪( .‬البخاري (‪ ، )1283‬ومسلم (‪) .)926‬‬ ‫وسلم بامرأة تبكي عند قب فقال‪" :‬اتّقي اللّهَ وَا ْ‬ ‫‪ 2/436‬وروينا ف سنن أب داود والنسائي وابن ماجه‪ ،‬بإسناد حسن‪ ،‬عن بشي بن معبد ـ العروف‬ ‫بابن الصاصية ـ رضي اللّه عنه قال‪ :‬بينما أنا أُماشي النبّ صلى اللّه عليه وسلم نظر فإذا رجل يشي‬ ‫بي القبور عليه نعلن‪ ،‬فقال‪" :‬يا صَا ِحبَ السّْبِتيَّتيْنِ ألْ ِق ِسبِْتّيتَيْكَ" وذكر تام الديث‪( .‬أبو داود (‬ ‫‪ ، )3230‬والنسائي ‪ ،4/296‬وابن ماجه (‪)33( . )1568‬‬ ‫قلت‪ :‬السّبتية‪ :‬النعل الذي ل شعر عليها‪ ،‬وهي بكسر السي الهملة وإسكان الباء الوحدة‪ .‬وقد أجعت‬ ‫المة على وجوب المر بالعروف والنهي عن النكر‪ ،‬ودلئله ف الكتاب والسنّة مشهورة‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫ب البكاء والوف عند الرور بقبور الظالي وبصارعهم وإظهار الفتقار إل اللّه تعال والتحذير‬ ‫با ُ‬ ‫من الغفلة عن ذلك‬ ‫‪ 1/437‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما أن رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫جرَ ديارَ ثود ـ‪" :‬ل تَدْخُلُوا على َهؤُل ِء الُعَذّبيَ إِ ّل أنْ‬ ‫وسلم قال لصحابه ـ يعن لا وصلوا الِ ْ‬ ‫تَكُونُوا باكِيَ‪ ،‬فإنْ لَ ْم َتكُونُوا باكيَ فَل تَ ْدخُلُوا عََلْيهِ ْم ل يُصيُبكُم ما أصَاَبهُمْ"‪(.‬البخاري (‪، )433‬‬ ‫وهو ف صحيح مسلم أيضا (‪.) )2980‬‬ ‫•كتاب الذكار ف صلوات مصوصة‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫بابُ الذكارِ الستحّب ِة يو َم المعة وليلتها والدّعاء‬ ‫حبّ الِكثار من ذكر اللّه تعال بعد صلة‬ ‫ستَ َ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُ ْ‬ ‫المعة‬ ‫بابُ الذْكَارِ الشروعةِ ف العِيدين‬ ‫ب التكبي ليلت العيدين‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ويستح ّ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬مشروعية التكبي ف العيدين‬ ‫‪180‬‬

‫‪o‬‬

‫‪ ‬فصل‪ :‬كيفية التكبي‬ ‫بابُ الَذْكارِ ف العَشْر ا ُلوَلِ من ذي الِجّة‬

‫كتاب الذكار ف صلوات مصوصة‬ ‫بابُ الذكارِ الستحّب ِة يو َم المعة وليلتها والدّعاء‬ ‫يُستحبّ أن يُكْثرَ ف يومها وليلتها من قراءة القرآن والذكار والدعوات‪ ،‬والصلة على رسول اللّه(‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم) ويقرأ سورة الكهف ف يومها‪ .‬قال الشافعي رحه اللّه ف كتاب "المّ"‪ :‬وأستحبّ‬ ‫قراءتَها أيضا ف ليلة المعة‪.‬‬ ‫‪ 1/438‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛ أن رسول اللّه (صلى اللّه‬ ‫عليه وآله وسلم ) ذك َر يو َم المعة فقال‪":‬في ِه سا َع ٌة ل ُيوَاِفقُها َعبْ ٌد مُسِْل ٌم َوهُوَ قَائِ ٌم ُيصَلّي يَسألُ اللّهَ‬ ‫تَعال َشيْئا إِلّ أعْطا ُه إيّاهُ" وأشار بيده يقللها‪)1( .‬‬ ‫قلت‪ :‬اختلفَ العلماءُ من السلف واللف ف هذه الساعة على أقوال كثية منتشرة غاية النتشار‪ ،‬وقد‬ ‫جعتُ القوالَ الذكور َة فيها كلها ف شرح الهذّب وبيّنتُ قائلها‪ ،‬وأن كثيا من الصحابة على أنا بعد‬ ‫العصر‪ .‬والراد بقائم ُيصَلّي‪ :‬من ينتظ ُر الصلة فإنه ف صلة‪ .‬وأصحّ ما جاء فيها‪:‬‬ ‫‪ 2/439‬ما رويناه ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب موسى الشعري( رضي اللّه عنه)أنه قال‪ :‬سعتُ رسولَ‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬ه َي ما َبيْنَ أ ْن يَجْلِس الِمامُ إل أنْ َي ْقضِ َي الصّلةَ" يعن يلس على‬ ‫النب‪.‬‬ ‫أما قراءةُ سورة الكهف‪ ،‬والصّلةُ على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فجاءتْ فيهما أحاديث مشهورة‬ ‫تركتُ نقلَها لطول الكتاب؛ لكونا مشهورة‪ ،‬وقد سبق جلة منها ف بابا‪)2( .‬‬ ‫‪ 3/440‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه‪،‬عن النبّ (صلى اللّه عليه وسلم )قال‪" :‬‬ ‫ليّ ال َقيّو َم وأتُوبُ إَِليْهِ‬ ‫ح َة َي ْومِ الُ ُم َعةِ َقبْلَ صَلةِ الغَدَاةِ‪ :‬أ ْسَتغْفِرُ اللّ َه الّذي ل إِلهَ إِ ّل ُهوَ ا َ‬ ‫صبِي َ‬ ‫مَنْ قالَ َ‬ ‫حرِ"‪)3(.‬‬ ‫ت ِمثْلَ َزبَ ِد البَ ْ‬ ‫ت َغفَرَ اللّهُ لَهُ ُذنُوبَ ُه وََلوْ كَاَن ْ‬ ‫ثَلثَ مَرّا ٍ‬

‫‪181‬‬

‫‪ 4/441‬وروينا فيه‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬كان رسولُ اللّه( صلى اللّه عليه وسلم) إذا‬ ‫ب مَنْ‬ ‫دخل السجد يومَ المعة أخذ بعضادت الباب ث قال‪" :‬الّلهُمّ ا ْجعَلْن أوْجَ َه مَ ْن َتوَجّهَ إلَيْكَ‪ ،‬وأقْرَ َ‬ ‫َتقَرّبَ إَِليْكَ‪ ،‬وأ ْفضَ َل مَ ْن سألَكَ وَ َر ِغبَ إَِليْكَ"‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬يُستحبّ لنا نن أن نقول‪ :‬ا ْجعَلْن مِ ْن أوْجَ ِه مَ ْن َتوَجّهَ إَِليْكَ َومِنْ أقْرَبِ َومِنْ أَ ْفضَلِ‪ .‬فنيد لفظة (‬ ‫‪)4‬‬ ‫وأما القراءة الستحبة ف صلة المعة وف صلة الصبح يوم المعة فتقدّم بيانا ف باب أذكار الصلة‪.‬‬ ‫‪ 5/442‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ب النّاسِ‪َ ،‬سبْعَ‬ ‫ب الفَلَقِ‪ ،‬وَقُ ْل أعُو ُذ بِرَ ّ‬ ‫وسلم‪" :‬مَنْ َقرَأ بَعْدَ صَل ِة الُ ُم َعةِ‪ُ :‬ق ْل ُهوَ اللّهُ أ َحدٌ‪ ،‬وَقُلْ َأعُوذُ بِرَ ّ‬ ‫مَرّاتٍ أعا َذهُ اللّ ُه عَ ّز َوجَ ّل بِها مِنَ السّوءِ إل الُ ُم َع ِة الُخْرَى"‪)5(.‬‬ ‫ضَيتِ الصّلةُ‬ ‫ب الِكثار من ذكر اللّه تعال بعد صلة المعة‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬فإذَا ُق ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ستَ َ‬ ‫فصل‪ :‬يُ ْ‬ ‫فاْنتَشِرُوا ف ال ْرضِ وَابَْتغُوا مِنْ َفضْلِ اللّ ِه وَاذْ ُكرُوا اللّه َكثِيا َلعَّلكُ ْم ُتفِْلحُونَ}[المعة‪.[10:‬‬ ‫بابُ الذْكَا ِر الشروعةِ ف العِيدين‬ ‫اعلم أنه يُستحبّ إحياء ليلت العيدين بذكر اللّه تعال والصلة وغيها من الطاعات للحديث الوارد ف‬ ‫حتَسِبا‬ ‫ذلك‪" :‬مَنْ أَحْيا َليْلَت العِيدِ لَ ْم يَ ُمتْ َق ْلبُهُ َي ْو َم تَمُوتُ القُلُوبُ" ورُوي "مَنْ قَامَ َليْلَت العِي َديْنِ لِلّ ِه ُم ْ‬ ‫ت القُلُوبُ" هكذا جاء ف رواية الشافعي وابن ماجه (‪ ، )6‬وهو حديث ضعيف‬ ‫ي تَمُو ُ‬ ‫لَ ْم يَ ُمتْ قَ ْلبُهُ ح َ‬ ‫رويناه من رواية أب أمامة مرفوعا وموقوفا‪ ،‬وكلها ضعيف‪ ،‬لكن أحاديث الفضائل يُتسامح فيها كما‬ ‫قدّمناه ف أوّل الكتاب‪.‬‬ ‫واختلف العلماءُ ف القدر الذي يَحصل به الِحياءُ‪ ،‬فالظه ُر أنه ل يصل إل بعظم الليل‪ ،‬وقيل‪ :‬يَحصل‬ ‫بساعة‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ويستحبّ التكبي ليلت العيدين‪ ،‬ويُستحبّ ف عيد الفطر من غروب الشمس إل أن يُحرم‬ ‫ت وغيها من الحوال‪ .‬ويُكثر منه عند ازدحام الناس‪،‬‬ ‫ف الصلوا ِ‬ ‫الِمام بصلة العيد‪ ،‬ويُستحبّ ذلك خل َ‬ ‫ويُ َكبّر ماشيا وجالسا ومضطجعا‪ ،‬وف طريقه‪ ،‬وف السجد‪ ،‬وعلى فراشه‪ ،‬وأما عيدُ الضحى فُي َكبّر فيه‬ ‫‪182‬‬

‫من بعد صلة الصبح من يوم عَرَفة إل أن يصل َي العصر من آخر أيام التشريق‪َ ،‬وُي َكبّر خلفَ هذه ال َعصْرِ‬ ‫ث يقطع‪ ،‬هذا هو الصحّ الذي عليه العمل‪ ،‬وفيه خلف مشهور ف مذهبنا ولغينا‪ ،‬ولكن الصحيح ما‬ ‫ذكرناه‪ ،‬وقد جاء فيه أحاديث رويناها ف سنن البيهقي‪ ،‬وقد أوضحتُ ذلك كلّه من حيث الديث‬ ‫ونقل الذهب ف شرح الهذّب وذكرتُ جيعَ الفروع التعلقة به‪ ،‬وأنا أُش ُي هنا إل مقاصده متصرة‪.‬‬ ‫قال أصحابنا‪ :‬لفظ التكبي أن يقول‪" :‬اللّهُ أ ْكبَرُ اللّهُ أ ْكبَرُ اللّهُ أ ْكبَرُ" هكذا ثلثا متواليات‪ ،‬ويكرّر هذا‬ ‫على حسب إرادته‪ .‬قال الشافعي والصحاب‪ :‬فإن زادَ فقال‪" :‬اللّه أ ْكبَرُ كَبيا‪ ،‬والَمْدُ لِلّهِ كَثيا‪،‬‬ ‫خِلصِيَ لَهُ الدي َن وََلوْ َك ِرهَ الكافِرُون‪ ،‬ل إِلهَ‬ ‫َوسُبْحانَ اللّ ِه ُبكْ َرةً وأصِيلً‪ ،‬ل إِلهَ إِلّ اللّهُ‪ ،‬وَل َنعْبُدُ إِلّ ِإيّاهُ مُ ْ‬ ‫ب وَحْ َدهُ‪ ،‬ل إِلهَ إِلّ اللّه واللّهُ أ ْكبَرُ" كانَ حَسَنا‪.‬‬ ‫ق َوعْ َدهُ‪َ ،‬وَنصَ َر َعبْ َدهُ‪َ ،‬وهَ َزمَ الحْزَا َ‬ ‫إِلّ اللّ ُه َوحْ َدهُ‪ ،‬صَ َد َ‬ ‫وقال جاعة من أصحابنا‪ :‬ل بأسَ أن يقول ما اعتاده الناسُ‪ ،‬وهو "اللّهُ أ ْكبَرُ اللّهُ أكْبَرُ اللّهُ أكْبَرُ‪ ،‬ل إِلهَ إِلّ‬ ‫اللّهُ‪ ،‬واللّهُ أكْبَرُ اللّهُ أ ْكبَرُ ولِلّ ِه الَمْدُ"‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أن التكبي مشروعٌ بعد ك ّل صلة تُصلّى ف أيام التكبي‪ ،‬سواء كانت فريضة أو نافلة أو‬ ‫صلة جنازة‪ ،‬وسواءٌ كانت الفريضة مؤدّاة أو مقضية أو منذروة‪ ،‬وف بعض هذا خلف ليس هذا موضع‬ ‫بسطه‪ ،‬ولكن الصحيح ما ذكرته وعليه الفتوى وبه العمل‪ ،‬ولو كبّ َر الِمامُ على خلف اعتقاد الأموم‬ ‫بأن كان يَرى الِمامُ التكب َي يوم عرفة أو أيام التشريق‪ ،‬والأموم ل يَراه‪ ،‬أو عكسه‪ ،‬فهل يتابعه‪ ،‬أم يعمل‬ ‫ت بالسلم من‬ ‫باعتقاد نفسه؟ فيه وجهان لصحابنا‪ :‬الص ّح يَعمل باعتقاد نفسه‪ ،‬لن القدوة انقطع ْ‬ ‫الصلة بلف ما إذا كبّر ف صلة العيد زيادة على ما يراه الأموم‪ ،‬فإنه يُتابعه من أجل القُدوة‪.‬‬ ‫سنّة أن يُكب ف صلة العيد قبل القراءة تكبياتٍ زوائد‪ ،‬فُي َكبّر ف الركعة الول سب َع‬ ‫فصل‪ :‬وال ّ‬ ‫تكبيات سوى الفتتاح‪ ،‬وف الثانية خسَ تكبيات سوى تكبية الرفع من السجود‪ ،‬ويكو ُن التكبيُ ف‬ ‫الول بعد دعاء الستفتاح وقبل التعوّذ‪ ،‬وف الثانية قبل التعوّذ‪ .‬ويستحبّ أن يقولَ بي كل تكبيتي‪:‬‬ ‫سبحان اللّه والمد للّه ول إِله إِلّ اللّه واللّه أكب‪ ،‬هكذا قاله جهور أصحابنا‪ .‬وقال بعض أصحابنا‪:‬‬ ‫ليْ ُر َو ُهوَ على كُ ّل َشيْءٍ قَديرٌ"‪.‬‬ ‫ك وَلَ ُه الَمْدُ‪ِ ،‬بيَ ِدهِ ا َ‬ ‫يقول‪" :‬ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه وَحْ َد ُه ل شَرِيكَ لَهُ‪ ،‬لَهُ الُلْ ُ‬ ‫وقال أبو نصر بن الصباغ وغيه من أصحابنا‪ :‬إن قال ما اعتاده الناس فحَسَن‪ ،‬وهو "اللّهُ أ ْكبَرُ كَبيا‪،‬‬ ‫والَ ْمدُ لِلّهِ َكثِيا‪َ ،‬و ُسبْحانَ اللّ ِه ُبكْ َرةً وأصِيلً" وكل هذا على التوسعة‪ ،‬ول َحجْرَ ف شيء منه‪ ،‬ولو ترك‬ ‫ت صلته ول يسجد للسهو‪ ،‬ولكن فاتته‬ ‫ح ْ‬ ‫جيع هذا الذكر وترك التكبيات السبع والمس‪ ،‬ص ّ‬ ‫‪183‬‬

‫الفضيلة؛ ولو نسي التكبيات حت افتتح القراءة ل يرجع إل التكبيات على القول الصحيح‪ .‬وللشافعي‬ ‫قول ضعيف أنه يرجع إليها‪ .‬وأما الطبتان ف صلة العيد فيُستحبّ أن يُ َكبّرَ ف افتتاح الول تسعا‪ ،‬وف‬ ‫الثانية سبعا‪ .‬وأما القراءة ف صلة العيد فقد تقدّم بيان ما يُستحبّ أن يقرأ فيها ف باب صفة أذكار‬ ‫الصلة‪ ،‬وهو أنه يقرأ ف الول بعد الفاتة سورة "ق"‪ ،‬وف الثانية {اقْتَ َرَبتِ السّا َعةُ} وإن شاء ف الول‬ ‫ك العْلَى} وف الثانية {هَل أتاكَ حَدِيثُ الغا ِشيَة‪.‬‬ ‫{سَبّ ِح اسْم َربّ َ‬ ‫ب الَذْكارِ ف العَشْر الُوَلِ من ذي الِجّة‬ ‫با ُ‬ ‫قال اللّه تعال‪َ { :‬ويَذْكُروا اسْمَ اللّهِ فِي أيّامٍ َمعْلُوماتٍ} [الج‪ [28:‬الية‪ .‬قال ابن عباس والشافعي‬ ‫والمهور‪ :‬هي أيامُ العشر‪.‬‬ ‫واعلم أنه يُستحبّ الِكثار من الذكار ف هذا العشر زيادةً على غيه‪ ،‬ويُستحب من ذلك ف يوم عَرَفة‬ ‫أكثر من باقي العشر‪.‬‬ ‫‪ 1/443‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم أنه‬ ‫قال‪" :‬ما العَمَلُ ف أيّامٍ أ ْفضَ َل ِمنْها ف هَ ِذهِ قالوا‪ :‬وَل الهادُ فِي سَبيل اللّه؟ قال‪ :‬وَل الِهادُ‪ ،‬إِلّ رَجُلٌ‬ ‫شيْءٍ" هذا لفظ رواية البخاري وهو صحيح‪ .‬وف رواية الترمذي‪:‬‬ ‫ج يُخاطِ ُر بَنفْسِ ِه وَمالِه َفلَ ْم يَ ْرجِ ْع بِ َ‬ ‫َخرَ َ‬ ‫"ما مِ ْن أيّا ٍم العَمَ ُل الصّالِحُ فِيهنّ أ َحبّ إل اللّه تعال مِ ْن هَ ِذهِ ا َليّامِ العَشْرِ" وف رواية أب داود مثل هذه‪،‬‬ ‫إل أنه قال‪" :‬مِ ْن هَ ِذ ِه اليّام" يعن العشر‪)7( .‬‬ ‫‪ 2/444‬ورويناه ف مسند الِمام أب ممد عبد اللّه بن عبد الرحن الدارمي‪ ،‬بإسناد الصحيحي‪ ،‬قال‬ ‫فيه‪:‬‬ ‫جةِ‪ ،‬قيل‪ :‬ول الهاد؟" وذكر تامه‪ ،‬وف رواية "‬ ‫"ما العَمَلُ فِي أيّامٍ أفْضَ َل مِ َن العَمَلِ فِي عَشْرِ ذِي الِ ّ‬ ‫عَشْ ِر الضْحَى"‪)8(.‬‬ ‫‪ 3/445‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عمرو بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪،‬عن النب صلى اللّه عليه‬ ‫ت أنا وَالّنبِيّونَ مِنْ َقبْلِي‪ :‬ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه وَ ْح َدهُ ل‬ ‫وسلم قال‪َ " :‬خيْرُ الدّعاءِ دعا ُء َي ْومِ عَرََفةَ‪َ ،‬و َخيْرُ ما قُ ْل ُ‬ ‫ك وَلَ ُه الَمْ ُد َو ُهوَ على كُ ّل َشيْءٍ قَدِيرٌ" ضعّفَ الترمذي إسناده‪)9( .‬‬ ‫شَرِيكَ لَهُ‪ ،‬لَهُ الُلْ ُ‬

‫‪184‬‬

‫‪ 4/446‬ورويناه ف موطأ الِمام مالك‪ ،‬بإسناد مرسل وبنقصان ف لفظه‪ ،‬ولفظه‪" :‬أ ْفضَلُ الدّعاءِ دعاءُ‬ ‫ت أنا وَالنِّبيّو َن مِنْ َقبْلِي‪ :‬ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه وَ ْح َدهُ ل َشرِيكَ لَهُ"‪.‬‬ ‫َيوْ ِم عَرََفةَ‪ ،‬وأ ْفضَلُ ما قُ ْل ُ‬ ‫س يوم عَرََفةَ‪،‬‬ ‫وبلغنا عن سال (‪ )10‬بن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهم؛ أنه رأى سائلً يسألُ النا َ‬ ‫فقال‪ :‬يا عاجزُ! ف هذا اليوم يُسأ ُل غيُ اللّه عزّ وجلّ؟‬ ‫وقال البخاري ف صحيحه (‪ : )11‬كان عمر رضي اللّه عنه ُي َكبّرُ ف ُقّبتِهِ بن فيسمعه أهلُ السجد‬ ‫ن تلك اليام‬ ‫ن تكبيا‪ .‬قال البخاري "وكان ابنُ عم َر يُكبّر بِم ً‬ ‫فيُكبّرون ويُ َكبّر أهلُ السواق حت ترت ّج مِ ً‬ ‫وخلف الصلوات‪ ،‬وعلى فراشه‪ ،‬وف فسطاطه وملسه ومشاه تلك اليام جيعا") ‪ :‬وكان ابن عمر وأبو‬ ‫هريرة رضي اللّه عنهما يَخرجان إل السوق ف أيام العشر ُي َكبّران ويُ َكبّر الناسُ بتكبيها‪)12( .‬‬ ‫•كتاب أذكار الصّيام‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫بابُ ما يقوله إذا رأى الللَ‪ ،‬وما يقولُ إذا رأى القمرَ‪.‬‬ ‫صوْم‪.‬‬ ‫بابُ الذكارِ الستحبّة ف ال ّ‬ ‫بابُ ما يقو ُل عن َد الِفْطَار‬ ‫بابُ ما َيقُولُ إذا أفطرَ عندَ قوم‪.‬‬ ‫بابُ ما يَدعُو به إذا صَادَفَ ليلةَ القَدْر‬ ‫باب الَذْكَارِ ف العِْتكَاف‬

‫كتاب أذكار الصّيام‬ ‫بابُ ما يقوله إذا رأى الللَ‪ ،‬وما يقولُ إذا رأى القمرَ‪.‬‬ ‫‪ 1/473‬روينا ف مسند الدارمي وكتاب الترمذي‪ ،‬عن طلحة بن عبيد اللّه رضي اللّه عنه أن الن ّ‬ ‫ب‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم كان إذا رأى اللل قال‪" :‬الّلهُ ّم أهِلّهُ عََليْنا باليُمْ ِن وَالِيانِ وَالسّل َمةِ وَا ِلسْلمِ َربّي‬ ‫وَ َربّكَ اللّهُ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)1( .‬‬ ‫‪ 2/474‬وروينا ف مسند الدارمي‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال‪ :‬كان رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم إذا رأى اللل قال‪" :‬اللّهُ أ ْكبَرُ‪ ،‬الّلهُ ّم أهِلّ ُه عََليْنا بالمْ ِن والِيْمَا ِن والسّل َم ِة والِسلمِ وَالّتوْفِيقِ‬ ‫ب َوتَرْضَى‪َ ،‬ربّنا َو َربّكَ اللّهُ"‪)2(.‬‬ ‫ح ّ‬ ‫لِمَا تُ ِ‬ ‫‪185‬‬

‫‪ 3/475‬وروينا ف سنن أب داود ف كتاب الدب‪ ،‬عن قتادة أنه بلغه؛أن نبّ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم كان إذا رأى الللَ قال‪":‬هِللٌ َخيْ ٍر وَ ُرشْدٍ‪ ،‬هِللُ َخيْ ٍر وَ ُرشْدٍ‪ ،‬هِللُ َخيْ ٍر وَ ُرشْدٍ‪ ،‬آ َمنْتُ باللّه‬ ‫شهْرِ َكذَا"‪.‬‬ ‫شهْرِ كَذَا وجَا َء بِ َ‬ ‫الّذي خََلقَكَ‪ ،‬ثَلث مراتٍ‪ ،‬ث يقول‪ :‬الَمْدُ لِلّ ِه الّذي َذ َهبَ بِ َ‬ ‫وف رواية (‪ )3‬عن قتادة "أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا رأى اللل صرف وجهَه عنه" هكذا‬ ‫رواها أبو داود مُر َسلَي‪ .‬وف بعض نسخ أب داود‪ ،‬قال أبو داود‪ :‬ليس ف هذا الباب عن النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم حديث مُسند صحيح‪)4( .‬‬ ‫‪ 476\5‬ورويناه ف كتاب ابن السن (‪ ، )5‬عن أب سعيد الدري‪ ،‬عن رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت أخذ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بيدي‪ ،‬فإذا القمر حي طلع‬ ‫فقال‪َ" :‬ت َعوّذِي باللّه مِ ْن شَ ّر هَذَا الغاسقِ إذَا وََقبَ" (‪)7‬‬ ‫صوْم‪.‬‬ ‫بابُ الذكارِ الستحبّة ف ال ّ‬ ‫يُستحبّ أن يمعَ ف نيّة الصوم بي القلب واللسان كما قلنا ف غيه من العبادات‪ ،‬فإن اقتصر على‬ ‫سنّة إذا شتمَه غيُه أو تَسَافَه عليه ف حال‬ ‫القلب كفاه‪ ،‬وإن اقتصرَ على اللسان ل يزئه بل خلف‪ ،‬وال ّ‬ ‫صومه أن يقول‪ :‬إن صائم إن صائم‪ ،‬مرتي أو أكثر‪.‬‬ ‫‪1/478‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هُريرة رضي اللّه عنه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫جهَلْ ("فل يرفث ول يهل"‪ :‬قال ابن‬ ‫ث وَل َي ْ‬ ‫صيَامُ ُجّنةٌ‪ ،‬فإذَا صامَ أ َحدُكُمْ فَل يَرُْف ْ‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬ال ّ‬ ‫علّن‪ :‬كذا فيما وقفت عليه من نسخ‪ ،‬وفيه حذف وهو كما ف الصحيحي "فإذا كان أحدُكم صائما‬ ‫جهَل" ول ينبّه على هذا الافظ ولعله على الصواب فيما وقف عليه من الصول‪ ،‬ث رأيته‬ ‫فل يرفثْ ول يَ ْ‬ ‫ملحقا ف أصل مصحح) ‪َ ،‬وِإنِ امْ ُر ٌؤ قاتَلَهُ أو شاتَمَهُ َف ْليَقُلْ‪ :‬إن صَائِمٌ إن صَائِ ٌم َم ّرَتيْن"‪)8(.‬‬ ‫قلت‪ :‬قيل إنه يقول بلسانه ويُسمع الذي شاته لعلّه ينجر‪ ،‬وقيل يقوله بقلبه لينكفّ عن السافهة ويافظ‬ ‫على صيانة صومه‪ ،‬والوّل أظهر‪ .‬ومعن شاته‪ :‬شتمه متعرضا لشاتته‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫‪186‬‬

‫‪ 2/479‬وروينا ف كتاب الترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسولُ اللّه‬ ‫لَثةٌ َل تُ َردّ َد ْع َوُتهُم‪ :‬الصّائِمُ َحتّى ُيفْطِرَ‪ ،‬وَالِمامُ العادِلُ‪ ،‬وَ َد ْع َوةُ الَظْلُومِ" قال‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪َ" :‬ث َ‬ ‫الترمذي‪ :‬حديث حسن‪ .‬قلت‪ :‬هكذا الرواية "حت" بالتاء الثناة فوق‪)9( .‬‬ ‫بابُ ما يقو ُل عن َد الِفْطَار‬ ‫‪ 1/480‬روينا ف سنن أب داود والنسائي‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال‪ :‬كان النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم إذا أفطر قال‪َ " :‬ذ َهبَ الظّمأُ‪ ،‬واْبتَّلتِ العُرُوقُ‪َ ،‬وثََبتَ ال ْجرُ إِنْ شاءَ اللّ ُه تَعال"‪.‬‬ ‫ك بأنُ ْم ل ُيصِيُبهُ ْم ظَمأُ} [التوبة‪:‬‬ ‫قلت‪ :‬الظمأ مهموز الخر مقصور‪ :‬وهو العطش‪ .‬قال اللّه تعال‪{ :‬ذل َ‬ ‫ت مَن اشتبه عليه فتوهه مدودا‪)10( .‬‬ ‫‪ ]120‬وإنا ذكرت هذا وإن كان ظاهرا لن رأي ُ‬ ‫‪ 2/481‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن معاذ بن زهرة أنه بلغه أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا‬ ‫ت َوعَلى رِزْقِكَ أفْطَرْتُ" هكذا رواه مر َسلً‪)11( .‬‬ ‫أفطر قال‪":‬الّلهُمّ لَكَ صُ ْم ُ‬ ‫‪ 3/482‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن معاذ بن زهرة قال‪:‬كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا‬ ‫أفطر قال‪" :‬الَمْدُ لِلّ ِه الّذي أعانَنِي َفصَ ْمتُ‪ ،‬وَ َرزََقنِي فأفْطَرْتُ"‪)12(.‬‬ ‫‪ 4/483‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‪:‬كان النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫صمْنا‪ ،‬وَعلى رِزْقِكَ أَفْطَرْنا‪َ ،‬فَتقَبّ ْل ِمنّا إنّكَ أْنتَ السّمِيعُ (‪)13‬‬ ‫وسلم إذا أفطر قال‪" :‬الّلهُمّ لَكَ ُ‬ ‫‪ 5/484‬وروينا ف كتاب ابن ماجه وابن السن‪ ،‬عن عبد اللّه بن أب مليكة عن عبد اللّه بن عمرو بن‬ ‫العاص رضي اللّه عنهما قال‪ :‬سعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬إنّ للصّائِ ِم ِعنْدَ فِ ْط ِرهِ‬ ‫ك بِرَ ْح َمتِكَ‬ ‫لَ َد ْعوَ ًة ما تُ َردّ" قال ابن أب مُليكة‪ :‬سعتُ عبد اللّه بن عمرو إذا أفطرَ يقول‪":‬الّلهُمّ إن أسألُ َ‬ ‫الّتِي َوسِ َعتْ كُ ّل َشيْء أنْ َت ْغفِرَ ل"‪)14(.‬‬ ‫بابُ ما َيقُولُ إذا أفطرَ عن َد قوم‪.‬‬ ‫‪ 1/485‬روينا ف سنن أب داود وغيه‪ ،‬بالِسناد الصحيح‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه؛أن النب صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم جاء إل سعد بن عبادة فجاء ببز وزيت فأكل‪ ،‬ث قال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬أفْ َطرَ‬ ‫عِنْدَكُمُ الصّائِمُونَ‪ ،‬وأكَ َل َطعَامَكُ ُم البْرَارُ‪ ،‬وَصَّلتْ عََليْكُ ُم ا َللَِئ َكةُ"‪)15(.‬‬ ‫‪187‬‬

‫‪ 2/486‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬كان النبّ صلى اللّه عليه وسلم إذا أفطر عند قوم‬ ‫دعا لم فقال‪" :‬أفْ َط َر ِعنْدَكُ ُم الصّائِمُونَ" إل آخره‪)16( .‬‬ ‫ب ما يَدعُو به إذا صَادَفَ ليل َة القَدْر‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/487‬روينا بالسانيد الصحيحة ف كتب الترمذي والنسائي وابن ماجه وغيها‪ ،‬عن عائشة رضي‬ ‫اللّه عنها قالت‪ :‬قلتُ يارسول اللّه! إن علمتُ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال‪" :‬قُول‪ :‬الّلهُ ّم إنّكَ َع ُفوّ‬ ‫ب ال َع ْفوَ فاعْفُ َعنّي" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪)17( .‬‬ ‫ح ّ‬ ‫تُ ِ‬ ‫قال أصحابَنا رحهم اللّه‪ :‬يُستحبّ أن يُكثِر فيها من هذا الدعاء‪ ،‬ويُستحبّ قراءةُ القرآن وسائر الذكار‬ ‫والدعوات الستحبة ف الواطن الشريفة‪ ،‬وقد سب َق بيانا مموع ًة ومفرّقةً‪ .‬قال الشافعي رحه اللّه‪:‬‬ ‫أستحبّ أن يكون اجتهادُه ف يومها كاجتهاده ف ليلتها‪ ،‬هذا نصّه‪ :‬ويستحبّ أن يُكثرَ فيها من‬ ‫الدعوات بهمات السلمي‪ ،‬فهذا شعار الصالي وعباد اللّه العارفي‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫باب الَذْكَارِ ف ال ْعِتكَاف‬ ‫يُستحبّ أن يُكثر فيه من تلوة القرآن وغيِه من الذكار‪.‬‬ ‫•كتاب أذكار الجّ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫فصل‪ :‬يُستحبّ أن يصلّي على رسول اللّه بعد التلبية‬ ‫فصل‪ :‬ما يفعله الحرم إذا وصل مكة‬ ‫فصل ‪ :‬يستحب أن يرفع يديه ويدعوا عند الكعبة‬ ‫فصل‪ :‬ف أذكار الطواف‬ ‫فصل‪ :‬الدعاء ف اللتزم‬ ‫فصل‪ :‬الدعاء ف الِجْر‬ ‫فصل‪ :‬الدعاء ف البيت‬ ‫فصل‪ :‬ف أذكار السعي‬ ‫فصل‪ :‬ما يقوله ف خروجه من مكة إل عرفات‬ ‫فصل‪ :‬ف الذكار والدعوات الستحبّات بعرفات‪.‬‬ ‫‪188‬‬

‫‪ ‬فصل‪ :‬الذكار الستحبّة ف الِفاضة من عَرَفَة إل مزدلفة‪.‬‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬الذكار الستحبة ف الزدلفة والشعر الرام‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬الذكار الستحبّة ف الدفع من الشعر الرام إل منً‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ف الذكار الستحبة بِن َيوْمَ النحر‪.‬‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ف الذكار الستحبة بِنً ف أيام التشريق‪.‬‬ ‫‪ ‬فصل ‪ :‬يستحب له التهليل والتكبي بعد الفراغ من من‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬فيما يقوله إذا شرب ماء زمزم‪.‬‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ما يفعله إذا أراد الروج من مكة‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ف زيارة قب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫وأذكارها‬ ‫كتاب أذكار الجّ‬ ‫اعلم أن أذكار الجّ ودعواته كثية ل تنحصر‪ ،‬ولكن نُشي إل الهمّ من مقاصدها‪ .‬والذكار الت فيه‬ ‫على ضربي‪ :‬أذكار ف سفره‪ ،‬وأذكار ف نفس الجّ‪ .‬فأما الت ف سفره فنؤخرها لنذكرَها ف أذكار‬ ‫السفار‪ -‬إن شاء اللّه تعال‪ -‬وأما الت ف نفس الج فنذكرُها على ترتيب عمل ال ّج إن شاء اللّه تعال‪،‬‬ ‫وأحذفُ الدلة والحاديث ف أكثرها خوفا من طول الكتاب‪ ،‬وحصول السآمة على مُطاِلعِهِ‪ ،‬فإن هذا‬ ‫ب طويلٌ جدا‪ ،‬فلهذا أسلُك فيه الختصار إن شاء اللّه تعال‪.‬‬ ‫البا َ‬ ‫فأول ذلك‪ :‬إذا أراد الِحرام اغتسل وتوضأ ولبس إزاره ورداءه (‪ ، )1‬وقد قدّمنا ما يقوله التوضىء‬ ‫والغتسل‪ ،‬وما يقول إذا لبس الثوب ث يُصلّي ركعتي‪ ،‬وتقدمت أذكار الصلة‪ ،‬ويُستحبّ أن يقرأ ف‬ ‫الركعة الول بعد الفاتة {قُ ْل يا أّيهَا الكافِرُونَ} وف الثانية {قُ ْل ُهوَ اللّهُ أحَدٌ} فإذا فرغ من الصلة‬ ‫ف الصلة‪ ،‬فإذا أراد الِحرام‬ ‫ت والذكار خل َ‬ ‫استحبّ أن يدعوَ با شاء‪ ،‬وتقدّم ذكرُ جُملٍ من الدعوا ِ‬ ‫ت الجّ وأحرمتُ به للّه عزّوجلّ‪ ،‬لبّيك اللّهمّ‬ ‫نواه بقلبه‪ .‬ويُستحبّ أن يساعدَ بلسانه قلبه‪ ،‬فيقول‪ :‬نوي ُ‬ ‫لبّيك إل آخر التلبية‪ .‬والواجب نيّة القلب واللفظ سنّة‪ ،‬فلو اقتصر على القلب أجزأه‪ ،‬ولو اقتصر على‬ ‫اللسان ل يزئه‪.‬‬

‫‪189‬‬

‫قال الِمام أبو الفتح سُليم بن أيوب الرازي‪ :‬لو قال يعن بعد هذا‪ :‬اللّهمّ لك أحرم نفسي وشعري‬ ‫وبشري ولمي ودمي كان حسنا‪ .‬وقال غيه‪ :‬يقول أيضا‪ :‬الله ّم إن نويت ال ّج فأعنّي عليه وتقبله‬ ‫من‪ ،‬ويلبّي فيقول‪ :‬لبيكَ اللّه ّم لبّيك‪ ،‬لبّيك ل شريك لك لبّيك‪ ،‬إن المد والنعمة لك والُلْك ل شريك‬ ‫لك‪ .‬هذه تلبية رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬ويُستحبّ أن يقولَ ف أوّل تلبية يلبّيها‪ :‬لبّيك اللّهمّ‬ ‫بجة إن كان أحرم بجة‪ ،‬أو لبّيك بعمرة إن كان أحرم با‪ ،‬ول يُعيد ذك َر الجّ والعمرة فيما يأت بعد‬ ‫ذلك من التلبية على الذهب الصحيح الختار‪.‬‬ ‫واعلم أن التلبي َة سّنةٌ لو تركها صحّ حجّه وعمرتُه ول شيء عليه‪ ،‬لكن فاتته الفضيل ُة العظيمة والقتداء‬ ‫برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬هذا هو الصحيح من مذهبنا ومذهب جاهي العلماء‪ ،‬وقد أوجبها‬ ‫بعضُ أصحابنا‪ ،‬واشترطَها لصحة الجّ بعضُهم‪ ،‬والصوابُ الوّل‪ ،‬لك ْن تُستحبّ الحافظة عليها للقتداء‬ ‫برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وللخروج من اللف‪ ،‬واللّهُ أعلم‪.‬‬ ‫ت به للّه تعال عن فلن‪ ،‬لبّيك اللّه ّم عن فلن إل آخر ما‬ ‫وإذا أحرم عن غيه قال‪ :‬نويتُ الجّ وأحرم ُ‬ ‫يقوله مَن يُحرم عن نفسه‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ويُستحبّ أن يصلّي على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعد التلبية‪ ،‬وأن يدعوَ لنفسه ولن‬ ‫ب الِكثار من‬ ‫أراد بأمور الخرة والدنيا‪ ،‬ويسألُ اللّه تعال رضوانَه والنّة‪ ،‬ويستعيذُ به من النار‪ ،‬ويُستح ّ‬ ‫التلبية‪ ،‬ويستحبّ ذلك ف كلّ حال‪ :‬قائِما‪ ،‬وقاعدا‪ ،‬وماشيا‪ ،‬وراكبا‪ ،‬ومضطجعا‪ ،‬ونازلً‪ ،‬وسائرا‪،‬‬ ‫ومُحْدِثا‪ ،‬وجُنبا‪ ،‬وحائضا‪ ،‬وعند تدّد الحوال وتغايرها زمانا ومكانا وغي ذلك‪ ،‬كإقبال الليل‬ ‫والنهار‪ ،‬وعند السحار‪ ،‬واجتماع الرّفاق‪ ،‬وعند القيام والقعود‪ ،‬والصعود والبوط‪ ،‬والركوب والنول‪،‬‬ ‫وأدبار الصّلواتِ‪ ،‬وف الساجد كلّها‪ ،‬والص ّح أنه ل يُلبّي ف حال الطواف والسعي‪ ،‬لن لما أذكارا‬ ‫مصوصة‪.‬‬ ‫ويُستحبّ أن يرف َع صوتَه بالتلبية بيث ل يش ّق عليه‪ ،‬وليس للمرأة رفع الصوت‪ ،‬لن صوتَها يُخاف‬ ‫الفتتان به‪ .‬ويُستحبّ أن يُكرّر التلبية كل مرّة ثلث مرات فأكثر‪ ،‬ويأت با متوالية ل يقطعها بكلم ول‬ ‫غيه‪ .‬وإن سلّم عليه إنسانٌ ر ّد السلم‪ ،‬ويُكره السلم عليه ف هذه الالة‪ ،‬وإذا رأى شيئا فأعجبه قال‪:‬‬ ‫لبّيك إن العيشَ عيشُ الخرة‪ .‬اقتداءً برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪.‬‬

‫‪190‬‬

‫ف طوافَ الِفاضة إن قدّمه‬ ‫واعلم أن التلبية ل تزا ُل مستحبةً حت يرميَ جرة العقبة يومَ النحر أو يطو َ‬ ‫عليها‪ ،‬فإذا بدأ بواحد منهما قط َع التلبية مع أول شروعه فيه واشتغ َل بالتكبي‪ .‬قال الِمام الشافعي رحه‬ ‫اللّه‪ :‬ويُلبّي العتمرُ حت يَستلم الركن‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬إذا وصل الحرمُ إل حرم مكة ‪ -‬زاده اللّه شرفا‪ -‬استحبّ له أن يقولَ‪ :‬الّل ُه ّم هَذَا حَ َرمُ َ‬ ‫ك‬ ‫حرّمنِي على النارِ‪ ،‬وأ ّمنّي مِن عَذَابِكَ يَومَ َتْب َعثُ عِبا َدكَ‪ ،‬وَا ْجعَ ْلنِي مِن أولِيائِك وَأهْلِ طَا َعتِكَ‪،‬‬ ‫وأمْنُكَ فَ َ‬ ‫ويدعو با أحبّ‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬فإذا دخل مكة ووقع بصرُه على الكعبة ووصلَ السج َد استحبّ له أن يرفع يديه ويدعو؛‬ ‫فقد جاء أنه يُستجاب دعا ُء السلم عند رؤيته الكعبة ويقول‪ :‬الّلهُمّ زِ ْد هَذَا الَبْيتَ تَشْريفا َوَتعْظِيما‬ ‫شرِيفا َوَتكْرِيا َوَتعْظِيما َوبِرّا‪ ،‬ويقول‪:‬‬ ‫َوتَكْرِيا َو َمهَابَةً‪ ،‬وَ ِز ْد مِن شَرّفَ ُه وكَرمَ ُه مِمّنْ حَجّه أو اعْتَ َمرَه تَ ْ‬ ‫الّلهُ ّم أنْتَ السّل ُم َو ِمنْكَ السّلمُ‪َ ،‬حيّنا َربّنا بالسّلمِ‪ ،‬ث يدعو با شاء من خيات الخرة والدنيا‪ ،‬ويقول‬ ‫عند دخول السجد ما قدّمناه ف أوّل الكتاب ف جيع الساجد‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ف أذكار الطواف‪ :‬يُستحبّ أن يقول عند استلم الجر السود أولً‪ ،‬وعند ابتداء الطواف‬ ‫سّنةِ نَِبيّكَ صلى‬ ‫ك َوتَصدِيقا بِكِتابِكَ‪َ ،‬ووَفا ًء ِب َعهْ ِدكَ وَاتّباعا لِ ُ‬ ‫أيضا‪ :‬بِسمِ اللّهِ‪ ،‬واللّهُ أ ْكبَرُ‪ ،‬الّلهُمّ إيَانا بِ َ‬ ‫اللّه عليه وسلم‪ .‬ويُستحبّ أن يكرّر هذا الذكر عند ماذاة الجر السود ف كل طوفة‪ ،‬ويقولُ ف رمله‬ ‫شكُورا"‪ .‬ويقول ف‬ ‫ف الشواط الثلثة "الّلهُمّ ا ْجعَلْهُ َحجّا َمبْرُورا (‪ ، )2‬وذنْبا َمغْفُورا‪َ ،‬و َسعْيا مَ ْ‬ ‫سَنةً‬ ‫ف عَمّا َتعْلَ ْم وَأْنتَ العَ ّز الكْرَم‪ ،‬الّل ُهمّ َربّنا آتنا ف ال ّدنْيا حَ َ‬ ‫الربعة الباقية‪" :‬الّلهُ ّم اغْفِر وَارْ َحمْ‪ ،‬وَاعْ ُ‬ ‫وف الخِرة حَسَن ًة وَقِنا عَذَابَ النّارِ"‪.‬‬ ‫سَنةً إل آخره‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ب ما يُقال ف الطواف‪ :‬الّلهُمّ َربّنا آتِنا ف ال ّدنْيا حَ َ‬ ‫قال الشافعي رحه اللّه‪ :‬أح ّ‬ ‫وأُ ِحبّ أن يُقال ف كله‪ ،‬ويُستحبّ أن يدعوَ فيما بي طوافه با أحبّ من دين ودنيا‪ ،‬ولو دعا واحد‬ ‫وأمّن جاعةٌ فحسن‪.‬‬ ‫وحُكي عن السن رحه اللّه أن الدعاء يُستجاب هنالك ف خسة عشر موضعا‪ :‬ف الطواف‪ ،‬وعند‬ ‫اللتزم‪ ،‬وتت اليزاب‪ ،‬وف البيت‪ ،‬وعند زمزم‪ ،‬وعلى الصفا والروة‪ ،‬وف السعى‪ ،‬وخلف القام‪ ،‬وف‬ ‫عرفات‪ ،‬وف الزدلفة‪ ،‬وف من‪ ،‬وعند المرات الثلث‪ ،‬فمحروم مَن ل يَجتهد ف الدعاء فيها‪.‬‬

‫‪191‬‬

‫ومذهب الشافعي وجاهيُ أصحابه أنه يُستحبّ قراء ُة القرآن ف الطواف لنه موضعُ ذكر‪ .‬وأفضلُ الذكر‬ ‫قراءةُ القرآن‪ .‬واختار أبو عبد اللّه الليمي من كبار أصحاب الشافعي أنه ل يُستحبّ قراءة القرآن فيه‪،‬‬ ‫والصحي ُح هو الول‪ .‬قال أصحابُنا‪ :‬والقراءةُ أفض ُل من الدعوات غي الأثورة‪ ،‬وأما الأثور ُة فهي أفضل‬ ‫من القراءة على الصحيح‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬القراءة أفضل منها‪ .‬قال الشيخ أبو ممد الوين رحه اللّه‪ :‬يُستحبّ أن يقرأ ف أيام الوسم ختمةً‬ ‫ف طوافه فيعظُم أجرُها (‪ ، )3‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫ويُستحبّ إذا فرغَ من الطواف ومن صلة ركعت الطواف أن يدعوَ با أحبّ‪ ،‬ومن الدعاء النقول فيه‪" :‬‬ ‫الّلهُمّ َأنَا َعبْ ُد َك وَابْ ُن َعبْ ِدكِ أَتْيتُكَ بِ ُذنُوبٍ َكثِيَةٍ (‪ )4‬وأعْما ٍل َسّيَئةٍ‪َ ،‬وهَذَا َمقَامُ العائِذِ بِكَ مِ َن النّارِ‪،‬‬ ‫ت الغَفُورُ الرّحِيمُ"‪.‬‬ ‫ك أنْ َ‬ ‫فا ْغفِرْ ل إنّ َ‬ ‫فصل‪ :‬ف الدعاء ف اللتزم‪ ،‬وهو ما بي الكعبة والجر السود‪ .‬وقد ق ّد ْمنَا أنه يُستجاب فيه الدعاء‪.‬‬ ‫ك الَمْدُ َحمْدا ُيوَافِي ِنعَمَكَ‪َ ،‬ويُكافِىءُ َمزِي َدكَ‪ ،‬أ ْحمَ ُد َك بِجَمِي ِع‬ ‫ومن الدعوات الأثورة‪" :‬الّلهُمّ لَ َ‬ ‫ك ما عَلِ ْمتُ مِنْها َومَا لَمْ َأعْلَمْ‪َ ،‬وعَلى كُلّ حالٍ؛‬ ‫ت ِمنْهَا َومَا لَمْ َأعْلَمْ على َجمِي ِع ِنعَمِ َ‬ ‫مَحَامِ ِد َك ما عَلِ ْم ُ‬ ‫شيْطانِ الرّجِيمِ‪ ،‬وَأعِذْن مِنْ كُ ّل سُوءٍ‪،‬‬ ‫حمّدٍ؛ الّلهُ ّم أعِذنِي مِنَ ال ّ‬ ‫الّلهُمّ صَ ّل َوسَلّمْ على ُمحَمَّ ٍد َوعَلى آ ِل مُ َ‬ ‫وََقنّ ْعنِي بِمَا رَزَ ْقَتنِي َوبَا ِركْ لِي فِيهِ؛ الّلهُمّ ا ْجعَ ْلنِي مِنْ أَ ْك َرمِ وَ ْف ِدكَ عََليْكَ‪ ،‬وألْ ِز ْمنِي َسبِيلَ ال ْسِتقَا َمةِ حتّى‬ ‫ألْقاكَ يا رَبّ العالَمِيَ!" (‪ )5‬ثّ يدعو با أحب‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ف الدعاء ف الِجْر‪ ،‬بكسر الاء وإسكان اليم‪ ،‬وهو مسوب من البيت‪ .‬وقد قدّمنا أنه‬ ‫يُستجاب الدعاءُ فيه‪.‬‬ ‫ل َمعْرُوفَكَ فَأنِ ْلنِي َمعْرُوفا مِ ْن َمعْرُوفِكَ‬ ‫ك مِ ْن ُش ّق ٍة َبعِي َد ٍة ُم َؤمّ ً‬ ‫ب أَتيْتُ َ‬ ‫ومن الدعاء الأثور (‪ )6‬فيه‪" :‬يا رَ ّ‬ ‫ُتغْنِينِي بِهِ عَنْ َمعْرُوفِ مَ ْن ِسوَاكَ يا َمعْرُوفا با َلعْرُوفِ"‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ف الدعاء ف البيت‪ ،‬وقد ق ّدمْنا أنه يُستجاب الدعاءُ فيه‪.‬‬ ‫‪ 1/488‬وروينا ف كتاب النسائي‪ ،‬عن أُسامةَ بن زيد رضي اللّه عنهما؛أنّ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫حدَ اللّه تعال وأثن عليه‬ ‫وسلم لا دخ َل البيتَ أتى ما استقبلَ من دُبر الكعبة فوضعَ وجهَه وخدّه عليه‪ ،‬و ِ‬ ‫‪192‬‬

‫وسألَه واستغفرَه‪ ،‬ث انصرفَ إل كلّ ركنٍ من أركانِ الكعبةِ‪ ،‬فاستقبلَه بالتكبي والتهليل والتسبيح والثناء‬ ‫على اللّه عزّوج ّل والسألة والستغفار‪ ،‬ث خرجَ‪)7( .‬‬ ‫سنّة أن يُطيل القيام على الصفا‬ ‫فصل‪ :‬ف أذكار السعي‪ ،‬وقد تقدّم أنه يُستجاب الدعا ُء فيه‪ ،‬وال ّ‬ ‫ويستقبل الكعبة فيُكبّر ويدعو فيقول‪" :‬اللّهُ أكْبَرُ اللّهُ أ ْكبَرُ اللّهُ أ ْكبَرُ ولِلّ ِه الَمْدُ‪ ،‬اللّهُ أ ْكبَ ُر على ما هَدَانا‪،‬‬ ‫حيِي ويُمِيتُ بِيَ ِد ِه الَيْرُ‬ ‫ك وَلَ ُه الَمْ ُد يُ ْ‬ ‫والَ ْمدُ لِلّه على ما أولنا‪ ،‬ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه وَ ْح َدهُ ل َشرِيكَ لَهُ‪ ،‬لَ ُه الُلْ ُ‬ ‫َوهُ َو على كُ ّل َشيْءٍ َقدِيرٌ‪ ،‬ل إِلهَ إِلّ اللّهُ أنَ َز َوعْ َدهُ‪َ ،‬ونَصَرَ عَبْ َدهُ‪َ ،‬وهَ َزمَ ال ْحزَابَ َوحْ َدهُ‪ ،‬ل إِلَهَ إِلّ اللّهُ‪،‬‬ ‫جبْ َلكُمْ‪َ ،‬وِإنّكَ‬ ‫صيَ لَهُ الدّينَ وََلوْ كَ ِر َه الكافِرُون؛ الّلهُمّ ِإنّكَ قُ ْلتَ‪ :‬ا ْدعُونِي أسْتَ ِ‬ ‫وَل َن ْعبُدُ إِ ّل إيّاهُ‪ ،‬مُخِْل ِ‬ ‫لسْل ِم أنْ ل َتنْ ِزعَ ُه ِمنّي حتّى َتَتوَفّان وأنَا مُسْلِمٌ"‪.‬‬ ‫ف الِيعادَ‪ ،‬وإنّي أسألُكَ كما هَ َدْيتِن ِل ِ‬ ‫ل تُخْلِ ُ‬ ‫ث يدعو بيات الدنيا والخرة‪ ،‬ويكرّر هذا الذكر والدعاء ثلثَ مرّات‪ ،‬ول يُلبّي؛ وإذا وصل إل الروة‬ ‫رَقَى عليها وقال الذكار والدعواتِ الت قالا على الصفا‪.‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ب‬ ‫حبّكَ‪ ،‬ونُ ِ‬ ‫وروينا (‪ ، )8‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما أنه كان يقول على الصفا‪ :‬الّلهُمّ ا ْجعَلْنا نُ ِ‬ ‫ك وإلَى أْنبِيائِكَ‬ ‫ب عِبا َد َك الصّالِحِيَ؛ الّلهُمّ َحّببْنا إَليْكَ وَإل مَلِئكَتِ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫مَلِئ َكتَكَ وأْنبِيا َءكَ وَ ُرسُلَكَ‪َ ،‬ونُ ِ‬ ‫سرَى‪ ،‬وَ َجّنبْنا العُسْرَى‪ ،‬وا ْغفِرْ لَنا ف الخِ َرةِ والول‪،‬‬ ‫حيَ؛ الّلهُ ّم يَسّرْنا لليُ ْ‬ ‫وَ ُرسُلِكَ وإل عِبا ِد َك الصّالِ ِ‬ ‫وَا ْجعَلْنا مِنْ أئ ّم ِة ا ُلتّقِيَ"‪.‬‬ ‫ت العَ ّز الكْ َرمُ؛‬ ‫ك أنْ َ‬ ‫ب ا ْغفِ ْر وَارْحَ ْم وَتاوَ ْز عَمّا َتعْلَ ُم إنّ َ‬ ‫ويقول ف ذهابه ورجوعه بي الصفا والروة‪ :‬رَ ّ‬ ‫ب النّارِ‪.‬‬ ‫سَن ًة وَِقنَا عَذَا َ‬ ‫سَنةً وفِي الخِ َرةِ حَ َ‬ ‫الّلهُ ّم آتِنا ف ال ّدنْيا حَ َ‬ ‫ب القُلُوبِ (‪)9‬‬ ‫ومن الدعية الختارة ف السعي وف كل مكان‪ :‬الّلهُ ّم يا ُمقَّل َ‬ ‫ك مُوجِباتِ رَ ْح َمتِكَ‪َ ،‬وعَزَائِ َم َم ْغفِ َرتِكَ‪ ،‬وَالسّل َمةَ مِ ْن‬ ‫َثبّتْ قَ ْلبِي على دينِكَ (‪ ، )10‬الّلهُمّ إن أسألُ َ‬ ‫ف وَال ِغنَى؛ الّلهُ ّم أ ِعنّي‬ ‫لّنةِ‪ ،‬وَالنّجاةَ مِ َن النّارِ؛ الّلهُ ّم إنّي أسألُكَ الُدَى والّتقَى وال َعفَا َ‬ ‫كُ ّل إثْمٍ‪ ،‬وَال َفوْ َز با َ‬ ‫ت ِمنْهُ وَما لَمْ َأعْلَمْ وأعُوذُ‬ ‫ك مِ َن الَيْرِ كُلّ ِه ما عَلِ ْم ُ‬ ‫س ِن عِبَا َدتِك؛ الّلهُمّ إن أسألُ َ‬ ‫على ذِكْ ِر َك َو ُشكْ ِركَ وَحُ ْ‬ ‫لّنةَ وَما قرّب إَِليْها مِنْ َقوْل أ ْو عَمَلٍ (‪، )11‬‬ ‫ت ِمنْهُ َومَا لَ ْم أعَْلمْ‪ ،‬وأسألُكَ ا َ‬ ‫بِكَ مِنَ الشّرّ كُلّ ِه ما عَلِ ْم ُ‬ ‫ك مِ َن النّا ِر َومَا َقرّبَ إَليْها مِننْ َقوْ ٍل أ ْو عَمَلٍ‪ .‬ولو قرأ القرآن كان أفضل‪ .‬وينبغي أن يمع بي‬ ‫وأعُو ُذ بِ َ‬ ‫هذه الذكار والدعوات والقرآن‪ ،‬فإن أراد القتصار أتى بالهمّ‪.‬‬ ‫‪193‬‬

‫فصل‪ :‬ف الذكار الت يقولا ف خروجه من مكة إل عرفات‪ .‬يُستحبّ إذا خرجَ من مكة متوجها‬ ‫ن أن يقول‪ :‬الّلهُ ّم إيّاكَ أرْجُو‪ ،‬وَلَكَ أ ْدعُو‪َ ،‬فَبّلغْنِي صَالِ َح أمَلِي‪ ،‬وا ْغفِرْ لِي ُذنُوبِي‪ ،‬وَامْنُ ْن عَل ّي بِما‬ ‫إل مِ ً‬ ‫حبّ أن‬ ‫َمنَْنتَ بِ ِه على أهْلِ طا َعتِكَ إنّكَ على كُ ّل َشيْءٍ َقدِيرٌ (‪ .)12‬وإذا سار من مِنً إل َعرََفةَ استُ ِ‬ ‫ك الكَ ِريَ أ َردْتُ‪ ،‬فا ْجعَلْ َذْنبِي َم ْغفُورَا‪ ،‬وَ َحجّي مَبْرُورا‪ ،‬وا ْرحَ ْمنِي‬ ‫ك َتوَجّهتُ‪َ ،‬ووَ ْجهَ َ‬ ‫يقول‪ :‬الّلهُمّ إَليْ َ‬ ‫خيّبْن إنّكَ على ك ّل َشيْءٍ َقدِي ٌر ‪ .‬ويَُلبّي ويقرأ القرآن‪ ،‬ويُكثر من سائر الذكار والدعوات‪ ،‬ومن‬ ‫وَلَ ُت َ‬ ‫ب النّارِ‪.‬‬ ‫سَنةً وَقِنا عَذَا َ‬ ‫سَنةً وف ال ِخ َرةِ حَ َ‬ ‫قوله‪ :‬الّلهُ ّم آتِنا ف ال ّدنْيا حَ َ‬ ‫فصل‪ :‬ف الذكار والدعوات الستحبّات بعرفات‪.‬‬ ‫قد قدّمنا ف أذكار العيد حديث (‪ )13‬النبّ صلى اللّه عليه وسلم " َخيْرُ الدّعاءِ َي ْو َم عَرَفَة‪ ،‬وَ َخيْرُ ما ُق ْلتُ‬ ‫ك وَلَ ُه الَمْ ُد َو ُهوَ على كُ ّل َشيْءٍ َقدِيرٌ"‪.‬‬ ‫أنا وَالنِّبيّو َن مِنْ َقبْلِي‪ :‬ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه وَ ْح َدهُ ل َشرِيكَ لَهُ‪ ،‬لَ ُه الُلْ ُ‬ ‫فيُستحبّ الِكثارُ من هذا الذكر والدعاء‪ ،‬ويَجتهدُ ف ذلك‪ ،‬فهذا اليوم أفض ُل أيام السنة للدعاء‪ ،‬وهو‬ ‫غ الِنسانُ وُسعَه ف الذكر والدعاء وف‬ ‫مُعظم الج (‪ ، )14‬ومقصودُه والعوّل عليه‪ ،‬فينبغي أن يستفر َ‬ ‫قراءة القرآن‪ ،‬وأن يدعوَ بأنواع الدعية‪ ،‬ويأت بأنواع الذكار‪ ،‬ويدعو لنفسه ويذكر ف ك ّل مكان‪،‬‬ ‫ويدعو منفردا ومع جاعة‪ ،‬ويدعو لنفسه ووالديه وأقاربه ومشايه وأصحابه وأصدقائه وأحبابه‪ ،‬وسائر‬ ‫مَن أحسن إليه وجيع السلمي‪ .‬وليحذر كلّ الذرِ من التقصي ف ذلك كله‪ ،‬فإن هذا اليوم ل يكن‬ ‫تداركه‪ ،‬بلف غيه‪ .‬ول يتكلّفُ السجعَ ف الدعاء‪ ،‬فإنّه يُشغل القلبَ ويُذهبُ النكسار والضوعَ‬ ‫والفتقار والسكنة والذلّة والشوع‪ ،‬ول بأس بأن يدعو بدعواتٍ مفوظة معه له أو غيه مسجوعة إذا ل‬ ‫يشتغل بتكلّف ترتيبها ومراعاة إعرابا‪.‬‬ ‫والسّنّة أن يفضَ صوته بالدعاء‪ ،‬ويكثر من الستغفار والتلفّظ بالتوبة من جيع الخالفات مع العتقاد‬ ‫بالقلب ويلحّ ف الدعاء ويكرّره‪ ،‬ول يستبطىء الِجابة‪ ،‬ويفتح دعاءه ويتمه بالمد للّه تعال والثناء‬ ‫عليه سبحانه وتعال‪ ،‬والصلة والتسليم على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وليختمه بذلك وليحرص‬ ‫على أن يكون مستقبلَ الكعبة وعلى طهارة‪.‬‬ ‫‪ 2/489‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه قال‪:‬أكثرُ دعاءِ النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫سكِي‪،‬‬ ‫يوم عَرَفة ف الوقف‪" :‬الّلهُمّ لَكَ المدُ كالذي نقولُ‪ ،‬وخيا ما نقولُ؛ الّلهُمّ لَكَ صَلتِي َونُ ُ‬

‫‪194‬‬

‫ك مِ ْن عَذَابِ ال َقبْرِ‪َ ،‬و َو ْس َوسَ ِة الصّدْرِ‪،‬‬ ‫ب تُرَاثي؛ الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِ َ‬ ‫ي َومَمَاتِي‪ ،‬وإَليْكَ مآلِي‪ ،‬وَلَكَ رَ ّ‬ ‫َومَحْيا َ‬ ‫ك مِ ْن شَرّ ما تي ُء بهِ الرّيحُ"‪)15(.‬‬ ‫ت المْرِ؛ الّلهُمّ إِن أعُو ُذ بِ َ‬ ‫َوشَتا ِ‬ ‫ب الِكثار من التلبية فيما بي ذلك‪ ،‬ومن الصّلة والسلم على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪،‬‬ ‫ويُستح ّ‬ ‫ب ال َعبَرات‪ ،‬وتُستقال العثرات‪ ،‬وترتى الطلبات‪،‬‬ ‫وأن يُكثِ َر من البكاء مع الذكر والدعاء‪ ،‬فهنالك تُسك ُ‬ ‫ف عظيم ومَجمع جليل‪ ،‬يتمعُ فيه خيار عباد اللّه الخلصي‪ ،‬وهو أعظم مامع الدنيا‪.‬‬ ‫وإنه لوق ٌ‬ ‫سَنةً وَقِنا عَذَابَ النّارِ"‪.‬‬ ‫سَن ًة وفِي ال ِخ َرةِ حَ َ‬ ‫ومن الدعية الختارة (‪" : )16‬الّلهُمّ آتِنا ف ال ّدنْيا حَ َ‬ ‫ت َنفْسِي ظُلْما َكثِيا‪ ،‬وإنّه ل َي ْغفِرُ ال ّذنُوبَ إِ ّل أنْتَ‪ ،‬فاغْفرْ ل َمغْفِ َر ًة مِ ْن عن ِدكَ‪،‬‬ ‫"الّلهُمّ إن ظَلَ ْم ُ‬ ‫ت الغَفُورُ الرّحِيمُ"‪.‬‬ ‫ك أنْ َ‬ ‫وَارْحَ ْمنِي إنّ َ‬ ‫ب عليّ‬ ‫"الّلهُ ّم اغْفِرْ ل َم ْغفِ َرةً ُتصْلِحْ بِها شأن فِي الدّا َريْنِ‪ ،‬وارْ َح ْمنِي َرحْ َم ًة أ ْسعَ ُد ِبهَا ف الدّا َريْنِ‪َ ،‬وتُ ْ‬ ‫َتوَْب ًة َنصُوحا ل أْن ُكثُها أبَدا‪ ،‬وألْ ِز ْمنِي السِْتقَا َمةِ ل أَزي ُغ َعنْها أبَدا"‪.‬‬ ‫صَيتِكَ‪،‬‬ ‫ك عَ ْن َمعْ ِ‬ ‫"الّلهُ ّم انْقُ ْلنِي مِنْ ذُلّ ا َل ْعصَِيةِ إل عِزّ الطّا َعةِ‪ ،‬وأ ْغِننِي بَللِكَ عَنْ حَرَامِكَ‪َ ،‬وبِطاعَتِ َ‬ ‫ك عَمّن ِسوَاكَ"‪.‬‬ ‫َوبِ َفضْلِ َ‬ ‫" َوَنوّرْ َق ْلبِي وََقبْرِي وأعِ ْذنِي مِنَ الشّرّ ُكلّهِ‪ ،‬واجْمَعْ ل الَيْرَ ُكلّهُ"‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ف الذكار الستحبّة ف الِفاضة من عَرَفَة إل مزدلفة‪.‬‬ ‫ب الِكثارُ من التلبية ف كل موطن‪ ،‬وهذا من آكدها‪ .‬ويُكثر من قراءة القرآن ومن‬ ‫قد تقدم أنه يُستح ّ‬ ‫الدعاء‪ ،‬ويُستحبّ أن يقول (‪ : )17‬ل إِلهَ إِلّ اللّهُ‪ ،‬واللّهُ أ ْكبَرُ‪ ،‬ويُكرّر ذلك‪.‬‬ ‫ليْرِ أ ْكثَرَ ما‬ ‫سكِي َووَّفقْنِي وارْزُ ْقنِي فيهِ مِنَ ا َ‬ ‫ويقول (‪ : )18‬إَِليْكَ الّلهُمّ أ ْر َغبُ‪ ،‬وإيّاكَ أ ْرجُو‪َ ،‬فَت َقبّ ْل نُ ُ‬ ‫لوَا ُد الكَ ِريُ‪.‬‬ ‫خّيبْن إنّكَ أْنتَ اللّ ُه ا َ‬ ‫أطُْلبُ‪ ،‬وَل تُ َ‬ ‫وهذه الليلة هي ليلة العيد‪ ،‬وقد تق ّدمَ ف أذكار العيد بيان فضل إحيائها بالذكر والصلة‪ ،‬وقد انضمّ إل‬ ‫شرف الليلة شرفُ الكان‪ ،‬وكونُه ف الرم والِحرام‪ ،‬ومَجم ُع الجيج‪ ،‬وعقيب هذه العبادة العظيمة‪،‬‬ ‫وتلك الدعوات الكرية ف ذلك الوطن الشريف‪.‬‬ ‫‪195‬‬

‫فصل‪ :‬ف الذكار الستحبة ف الزدلفة والشعر الرام‪ .‬قال اللّه تعال‪{ :‬فإذَا أَفضْتُمْ (‪ )19‬مِ ْن‬ ‫عَرَفَاتٍ فاذْكُرُوا اللّهَ (‪ )20‬عنْ َد الَشْعَ ِر الَرَامِ (‪ )21‬واذْكُرُوهُ كما هَدَاكُ ْم َوإِنْ ُكنْتُ ْم مِنْ َقْبلِهِ لَمِنَ‬ ‫الضّالّي} [البقرة‪ ]198:‬فيُستحبّ الِكثارُ من الدعاء ف الزدلفة ف ليلته‪ ،‬ومن الذكار والتلبية وقراءة‬ ‫القرآن فإنا ليلة عظيمة‪ .‬كما قدّمناه ف الفصل الذي قبل هذا‪.‬‬ ‫ليْرِ كُلّهِ‪ ،‬وأ ْن تُصِْل َح شأنِي‬ ‫ك أنْ تَ ْرزَُقنِي ف هَذَا الَكانِ جَوامِعَ ا َ‬ ‫ومن الدعاء الذكور فيها‪ :‬الّلهُمّ إن أسألُ َ‬ ‫ك َغيْ ُركَ‪ ،‬وَلَ يَجُو ُد بِهِ إِلّ أْنتَ (‪.)22‬‬ ‫ف َعنّي الشّرّ ُكلّهُ‪ ،‬فإنّه َل َي ْفعَلُ ذل َ‬ ‫كُلّهُ‪ ،‬وأنْ َتصْرِ َ‬ ‫وإذا صلّى الصب َح ف هذا اليوم صلّها ف أوّل وقتها‪ ،‬وبالغَ ف تبكيها‪ ،‬ث يسيُ إل الشعر الرام‪ ،‬وهو‬ ‫صعَدَه‪ ،‬وإل وقف‬ ‫جبل صغي ف آخر الزدلفة يُسمّى "قُزَح" بضم القاف وفتح الزاي‪ ،‬فإن أمكنه صعودُه َ‬ ‫تتَه مستقبلَ الكعبة‪ ،‬فيَحمد اللّه تعال ويُكبّره ويُهلّله ويُوحّده ويُسبّحه ويُكثر من التلبية والدعاء‪،‬‬ ‫ويُستحبّ أن يقولَ‪ :‬الّلهُمّ كما وََق ْفتَنا فِيهِ وأ َرْيتَنا إيّاه‪َ ،‬فوَّفقْنا لذِكْ ِركَ كما هَ َدْيتَنا‪ ،‬وَا ْغفِرْ لَنا وَارْحَمنَا‬ ‫شعَ ِر الَرَامِ واذْ ُكرُوهُ كما‬ ‫كما َوعَ ْدتَنا ِب َقوْلِكَ وََقوْلُكَ الَقّ‪{ :‬فإذا أفضْتُ ْم مِ ْن عَرفاتٍ فاذْكُرُوا اللّه ِعنْدَ الَ ْ‬ ‫س وا ْسَتغْفِرُوا اللّه إنّ اللّه َغفُورٌ‬ ‫ث أفاضَ النّا ُ‬ ‫هَداكُمْ وإنْ ُكنْتُ ْم مِنْ َقبْلهِ َلمِ َن الضّالّي‪ ،‬ثّ أفيضُوا مِنْ َحْي ُ‬ ‫سَنةً‬ ‫رَحيمٌ} [البقرة‪ 198 :‬ـ ‪ ]199‬ويُكثر من قوله‪َ { :‬رّبنَا آتِنا فِي ال ّدنْيا حَسَضَنةً وف الخِرةِ حَ َ‬ ‫وَقِنا عَذاب النّارِ} [البقرة‪.]201 :‬‬ ‫ك الَمْد كُلّهُ‪ ،‬وَلَكَ الكَمالُ كُلّهُ‪ ،‬ولك الَللُ كُلّهُ‪ ،‬ولك التقديس كُلّهُ‪،‬‬ ‫ويُستحبّ أن يقول‪" :‬الّلهُمّ لَ َ‬ ‫الّلهُ ّم اغْفِرْ ل جَمي َع ما أسَْلفْتُهُ‪ ،‬وَاعْصِ ْمنِي فِيما بَ ِقيَ‪ ،‬وَارْزُقْن عَ َملً صَالِحا تَرْضَى بِ ِه عنّي يا ذَا ال َفضْلِ‬ ‫العَظِيمِ" (‪)23‬‬ ‫ك أنْ تَ ْرزَُقنِي َجوَامِ َع الَيْرِ ُكلّهِ‪ ،‬وأن‬ ‫ص ِعبَا ِدكَ‪ ،‬وأَت َوسّلُ بِكَ إَِليْكَ‪ ،‬أسألُ َ‬ ‫شفِعُ إِلَيْكَ َبوَا ّ‬ ‫"الّلهُمّ إن أ ْستَ ْ‬ ‫ت بِهِ عَلى أوْلِيائِكَ‪ ،‬وأنْ ُتصْلحَ حال ف الخِ َر ِة وَال ّدنْيا يا أرْ َحمَ الرّاحِمِيَ!" (‪)24‬‬ ‫تَمُ ّن عَل ّي بِمَا َمنَْن َ‬ ‫فصل‪ :‬ف الذكار الستحبّة ف الدفع من الشعر الرام إل منً‪ .‬إذا أسفر الفج ُر انصرفَ من الشعر‬ ‫ص على التلبية‬ ‫الرام متوجها إل مِنً‪ ،‬وشعارهُ التلبيةُ والذكا ُر والدعا ُء والِكثارُ من ذلك كلّه‪ ،‬وليحر ْ‬ ‫فهذا آخر زمنها‪ ،‬وربا ل يُقدّر له ف عمره تلبية بعدها‪.‬‬

‫‪196‬‬

‫ن يُستحبّ أن‬ ‫ف من الشعر الرام ووص َل مِ ً‬ ‫فصل‪ :‬ف الذكار الستحبة بِن َيوْمَ النحر‪ .‬إذا انصر َ‬ ‫ضتِكَ أسألُكَ أنْ‬ ‫يقول‪" :‬الَمْدُ ِللّ ِه الّذي بَّل َغنِيها سالِما مُعاَفىً‪ ،‬الّلهُمّ هَ ِذهِ ِمنَى َق ْد أتَْيتُها وأنا َعبْدُكَ وف َقْب َ‬ ‫ك مِ ْن الِرْمانِ وَا ُلصِيَبةِ ف دِينِي يا أ ْرحَمَ‬ ‫ت به على أوليائِكَ؛ الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِ َ‬ ‫تَمُ ّن عَل ّي بِمَا َمنَْن َ‬ ‫الرّاحِمِيَ!" (‪. )25‬‬ ‫فإذا شرعَ ف رمي جرة العَقَبة قط َع التلبية مع أوّل حصاة واشتغلَ بالتكبي فيُكبّر مع كل حصاة‪ ،‬ول‬ ‫يُس ّن الوقوف عندها للدعاء‪ ،‬وإذا كان معه هَدْي فنحرَه أو ذبه‪ ،‬استحبّ أن يقول عند الذبح أو النحر‪:‬‬ ‫"بِسْمِ اللّهِ واللّهُ أكْبَرُ؛ الّل ُهمّ صَ ّل على مُحَمّ ٍد وعلى آلِه وسَلّم‪ ،‬الّلهُ ّم ِمنْكَ َوإَِليْكَ‪َ ،‬ت َقبّ ْل ِمنّي" أو َتقَبّلْ‬ ‫مِنْ فُلنٍ إن كان يذبه عن غيه‪.‬‬ ‫وإذا حلَقَ رأسه بعد الذبح فقد استحبّ بعض علمائنا أن يُمسك ناصيته‬ ‫(‪ )26‬بيده حالة اللق ويُكبّر ثلثا ث يقول‪ :‬الَمْدُ للّه على ما هَدَانا‪ ،‬والَمْدُ لِلّ ِه على ما أْنعَ َم بِ ِه عََليْنا؛‬ ‫ي وا ُلقَصّرِينَ‪ ،‬يا وَاسِعَ ا َل ْغفِ َرةِ‪,‬‬ ‫صيَت َفتَ َقبّ ْل ِمنّي وَاغْفِرْ ل ُذنُوب‪ ،‬الّلهُمّ ا ْغفِرْ ل وللْ ُمحَّلقِ َ‬ ‫الّلهُ ّم هَ ِذهِ نَا ِ‬ ‫آمِي‪ .‬وإذا فرغ من اللق كبّر وقال‪ :‬الَمْدُ لِلّهِ الذي َقضَى َعنّا نُسُكَنا؛ الّلهُمّ ِزدْنا إيَانا َويَقِينا َوَتوْفِيقا‬ ‫َوعَونا‪ ،‬وَا ْغفِرْ َلنَا ولبائِنا وُأمّهاتِنا والُسْلِميَ أجْ َمعِيَ‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ف الذكار الستحبة بِنً ف أيام التشريق‪.‬‬ ‫شةَ الي (‪ )27‬الذلّ الصحاب رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫‪ 3/490‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن نَُبيْ َ‬ ‫ب َوذْكْرِ اللّ ِه تَعال"‪.‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬أيّا ُم التّشْرِيقِ (‪ )28‬أيّامُ أكْ ٍل َوشُرْ ٍ‬ ‫فيُستحبّ الِكثار من الذكار‪ ،‬وأفضلُها قراءة القرآن‪ .‬والسنّة أن يقف ف أيام الرمي كل يوم عند المرة‬ ‫الول إذا رماها‪ ،‬ويستقبل الكعبة‪ ،‬ويمَد اللّه تعال‪ ،‬ويُكبّر‪ ،‬ويُهلّلُ‪ ،‬ويُسبّح‪ ،‬ويدعو مع حضور القلب‬ ‫وخشوع الوارح‪ ،‬ويَمكثُ كذلك قدرَ قراءة سورة البقرة‪ ،‬ويفعلُ ف المرة الثانية وهي الوسطى‬ ‫كذلك‪ ،‬ول يقفُ عند الثالثة‪ ،‬وهي جرة العقبة‪)29( .‬‬ ‫ن فقد انقضى حجّه ول يبقَ ذك ٌر يتعلّق بال ّج لكنه مسافر‪ ،‬فيُستحبّ له‬ ‫فصل‪ :‬وإذا نفرَ من مِ ً‬ ‫التكبي والتهليل والتحميد والتمجيد وغي ذلك من الذكار الستحبة للمسافرين‪ .‬وسيأت بيانُها إن شاء‬ ‫اللّه تعال‪.‬‬ ‫‪197‬‬

‫وإذا دخل مكة وأراد العتمار فعل ف عمرته من الذكار ما يأت به ف الجّ ف المور الشتركة بي‬ ‫الجّ والعمرة‪ ،‬وهي‪ :‬الحرام والطواف والسعي والذبح واللق‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬فيما يقوله إذا شرب ماء زمزم‪.‬‬ ‫‪ 4/491‬روينا عن جابر رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَاءُ زمْ َزمَ لِما‬ ‫شُرِبَ لَهُ"‪ .‬وهذا ما عَمِلَ العلما ُء والخيارُ به‪ ،‬فشربُوه لطالبَ لم جليل ٍة فنالوها‪ .‬قال العلماء‪ :‬فيُستحبّ‬ ‫لن شربَه للمغفرة أو للشفاء من مرضٍ ونو ذلك أن يقول عند شربه‪ :‬الّلهُ ّم إنّهُ بََل َغنِي أنّ َرسُولَ اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬ماءُ َز ْم َزمَ ِلمَا شُرِبَ لَهُ" الّلهُ ّم وإن أشْ َربُهُ ِلَت ْغفِرَ ل وَِلتَ ْفعَلَ ب َكذَا وكَذَا‪،‬‬ ‫شفِيا بِهِ فَا ْشفِن‪ ،‬ونو هذا‪ ،‬واللّه أعلم‪)30( .‬‬ ‫فا ْغفِرْ ل أ ِو ا ْفعَلْ‪ .‬أو‪ :‬الّلهُمّ إن أشْ َربُهُ مُسْتَ ْ‬ ‫فصل‪ :‬وإذا أراد الروج من مكة إل وطنه طافَ للوَدَاع‪ ،‬ث أتى اللتَزَم فالتزمه‪ ،‬ث قال‪" :‬الّلهُمّ‪ ،‬البَْيتُ‬ ‫َبيْتُك‪ ،‬وَال َعبْ ُد َعبْ ُدكَ وَابْ ُن عَب ِد َك وابْ ُن أ َمتِكَ‪ ،‬حَ َم ْلتَنِي على ما سَخّرْتَ ل مِنْ خَ ْلقِكَ‪ ،‬حتّى َسيّ ْرتَن فِي‬ ‫ت عَنّي فازْ َددْ عن رِضا َوإِلّ‬ ‫بِل ِدكَ‪َ ،‬وبَّل ْغَتنِي ِبِنعْ َمتِكَ حتّى أعَْنَتنِي على َقضَا ِء مَنا ِسكِكَ‪ ،‬فإنْ ُكنْتَ رَضِي َ‬ ‫ك وَل ِببَْيتِكَ‪،‬‬ ‫فَمِ َن النَ َقبْ َل أ ْن يَنأى عَ ْن َبيْتِكَ دَارِي‪ ،‬هَذَا أوَانُ اْنصِرَاف‪ ،‬إنْ أ ِذْنتَ ل غَيْرَ مُسَْتبْدِ ٍل بِ َ‬ ‫حْبنِي العافَِيةَ ف بَ َدنِي وَال ِعصْ َمةَ ف دِينِي‪ ،‬وأحْسِ ْن ُمْنقََلبِي‪،‬‬ ‫ك وَل عَنْ بَْيتِكَ‪ ،‬الّلهُمّ فأصْ ِ‬ ‫وَل رَا ِغبٍ عَنْ َ‬ ‫ك ما أبْ َقْيتَنِي‪ ،‬واجْمَعْ ل َخيْرَي الخِرةِ وال ّدنْيا‪ ،‬إنّكَ على كُ ّل َشيْءٍ قدِيرٌ" (‪)31‬‬ ‫وَارْزُ ْقنِي طاعَتَ َ‬ ‫ويفتتحُ هذا الدعا َء ويتمه بالثناء على اللّه سبحانه وتعال‪ ،‬والصلة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫كما تقدم ف غيه من الدعوات‪ .‬وإن كانت امرأة حائضا استحبّ لا أن تقف على باب السجد وتدعو‬ ‫بذا الدعاء ث تنصرف‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ف زيارة قب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأذكارها‪.‬‬ ‫اعلم أنه ينبغي لكل من ح ّج أن يتوجه إل زيارة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬سواء كان ذلك‬ ‫طريقه أو ل يكن‪ ،‬فإن زيارته صلى اللّه عليه وسلم من أه ّم القربات وأربح الساعي (‪ )32‬وأفضل‬ ‫الطلبات‪ ،‬فإذا توجّه للزيارة أكث َر من الصلة عليه صلى اللّه عليه وسلم ف طريقه‪ ،‬فإذا وقعَ بصرُه على‬ ‫أشجار الدينة وحَرمِها وما يَعرفُ با زاد من الصلة والتسليم عليه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وسألَ اللّه‬ ‫تعال أن ينفعَه بزيارته صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وأن يُسعدَه با ف الدارين‪ ،‬وليقلْ‪ :‬الّلهُمّ افْتَ ْح عَل ّي أْبوَابَ‬ ‫‪198‬‬

‫رَ ْح َمتِكَ وَارْزُ ْقنِي ف زِيا َرةِ َقبْ ِر َنِبيّكَ صلى اللّه عليه وسلم ما رز ْقتَ ُه أوْلِياءَ َك وأهْلَ طَا َعتِكَ وا ْغفِرْ ل‬ ‫سؤُول‪ .‬وإذا أراد دخول السجد استحبّ أن يقولَ ما يقوله عند دخول باقي الساجد‪،‬‬ ‫وارْحنِي يا َخيْرَ مَ ْ‬ ‫وقد قدّمناه ف أول الكتاب‪ ،‬فإذا صلّى تية السجد أتى القب الكري فاستقبله واستدبر القبلة على نو‬ ‫أربع أذرع من جدار القب‪ ،‬وسلّم مقتصدا ل يرفع صوته‪ ،‬فيقول‪" :‬السّلمُ عََليْكَ يا َرسُولَ اللّه! السّلمُ‬ ‫ي وَخَاتَ َم النِّبيّيَ!‬ ‫ك يَا َسيّ ِد الُ ْرسَِل َ‬ ‫ك يَا َحبِيبَ اللّهِ! السّل ُم عََليْ َ‬ ‫عََليْكَ يا خِ َيةَ اللّه مِنْ خَ ْلقِهِ! السّل ُم عََليْ َ‬ ‫ي وَسائِ ِر الصّالِحِيَ؛ أ ْشهَ ُد أنّكَ بَّل ْغتَ‬ ‫ك وأهْلِ َبْيتِكَ وَعَلى النّبيّ َ‬ ‫ك وأصْحابِ َ‬ ‫السّل ُم عََليْكَ وَعلى آلِ َ‬ ‫ت ا ُل ّمةَ‪َ ،‬فجَزَاكَ اللّهُ عَنّا أ ْفضَ َل مَا جَزَى َرسُولً عَنْ ُأ ّمتِهِ" (‪)33‬‬ ‫ح َ‬ ‫ت الماَنةَ‪َ ،‬ونَصَ ْ‬ ‫الرّساَلةَ‪ ،‬وأ ّديْ َ‬ ‫وإن كان قد أوصاه أحدٌ بالسّلم على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪ :‬السّلم عليك يا رسولَ اللّه‬ ‫من فلن بن فلن! ث يتأخرَ قدر ذراع إل جهة يينه فيُسلّم على أب بكر‪ ،‬ث يتأخرُ ذراعا آخرَ للسلم‬ ‫على عُمر رضي اللّه عنهما‪ ،‬ث يرجعُ إل موقفه الوّل قُبالة وجهِ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫فيتوسلُ به ف ح ّق نفسه‪ ،‬ويتشف ُع به إل ربه سبحانه وتعال‪ ،‬ويدعو لنفسه ولوالديه وأصحابه وأحبابه‬ ‫ومَن أحس َن إليه وسائر السلمي‪ ،‬وأن يَجتهدَ ف إكثار الدعاء‪ ،‬ويغتنم هذا الوقف الشريف ويمد اللّه‬ ‫تعال ويُسبّحه ويكبّره ويُهلّله ويُصلّي على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ويُكثر من كل ذلك‪ ،‬ث يأت‬ ‫الروضةَ بي القب والنب‪ ،‬فيُكثر من الدعاء فيها‪.‬‬ ‫‪ 5/492‬فقد روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬عن رسول اللّه صلى‬ ‫لّنةِ"‪)34(.‬‬ ‫ض ٌة مِنْ رِياضِ ا َ‬ ‫اللّه عليه وسلم قال‪" :‬ما َبيْنَ قبي َو ِمنْبَرِي َروْ َ‬ ‫وإذا أراد الروج من الدينة والسف َر استحبّ أن يُودّع السجد بركعتي‪ ،‬ويدعو با أحبّ‪ ،‬ث يأت القب‬ ‫جعَ ْل هَذَا‬ ‫فيُسلّم كما سلّم أوّلً‪ ،‬ويُعيد الدعاء‪ ،‬ويُودّع النبّ صلى اللّه عليه وسلم ويقول‪" :‬الّلهُ ّم ل تَ ْ‬ ‫ح َرمِ َرسُولِكَ‪َ ،‬ويَسّرْ ل ال َعوْدَ إِل الَ َر َميْ ِن َسبِيلً َسهَْلةً بِ َمنّكَ وََفضْلِكَ‪ ،‬وَارْز ْقنِي ال َع ْفوَ‬ ‫آخِرَ ال َعهْ ِد بِ َ‬ ‫ي غانِمِيَ إل أوْطانِنا آ ِمنِيَ‬ ‫والعَافِيةَ ف ال ّدنْيا وال ِخ َرةِ‪ ،‬وَ ُردّنا سالِمِ َ‬ ‫فهذا آخرُ ما وفّقن اللّه بمعه من أذكار الجّ‪ .‬وهي وإن كان فيها بعض الطول بالنسبة إل هذا الكتاب‬ ‫فهي متصرة بالنسبة إل ما نفظه فيه‪ ،‬واللّه الكري نسأل أن يوفّقنا لطاعته‪ ،‬وأن يم َع بيننا وبي إخواننا‬ ‫ف دار كرامته‪.‬‬

‫‪199‬‬

‫وقد أوضحت ف كتاب الناسك ما يتعلّق بذه الذكار من التتمّات والفروع الزائدات‪ ،‬واللّه أعلم‬ ‫بالصواب‪ ،‬وله المد والنعمة والتوفيق والعصمة‪.‬‬ ‫وعن ال ُعتْبّ (‪ )35‬قال‪ :‬كنتُ جالسا عند قب النبّ صلى اللّه عليه وسلم فجاء أعرابّ فقال‪ :‬السلم‬ ‫عليك يا رسول اللّه! سعتُ اللّه تعال يقول‪َ { :‬ولَ ْو أنّ ُه ْم ِإذْ ظَلَمُوا أْن ُفسَ ُه ْم جَاؤُوكَ فاسَْتغْ َفرُوا اللّهَ‬ ‫واسَْتغْ َف َر َلهُ ُم ال ّرسُولُ ل َو َجدُوا ال ّلهَ تَوّابا َرحِيما} [النساء‪ ]64:‬وقد جئتُك مستغفرا من ذنب‪،‬‬ ‫مستشفعا بك إل رب‪ ،‬ث أنشأ يقول‪:‬‬ ‫ت بالقاع أعظُمُه * فطابَ من طيبه ّن القَاعُ والكمُ‬ ‫يا خ َي مَنْ دُفن ْ‬ ‫ت ساكنُهُ * فيه العفافُ وفيه الو ُد والك َرمُ‬ ‫نفسي الفداءُ لقبٍ أن َ‬ ‫قال‪ :‬ث انصرفَ‪ ،‬فحملتن عيناي فرأيت النبّ صلى اللّه عليه وسلم ف النوم فقال ل‪ :‬يا عُتْبّ‪ ،‬القِ‬ ‫ب فبشّره بأن اللّه تعال قد غفر له‪.‬‬ ‫العرا ّ‬ ‫•كتاب أذكار الهاد‬ ‫‪ o‬بابُ استحباب سؤال الشهادة‬ ‫‪ o‬باب حثّ الِمام أمي السرية على تقوى اللّه‬ ‫‪ o‬باب بيان أن السنّة للِمام وأمي السرية إذا أراد غزوة أن يورّي بغيها‬ ‫‪ o‬بابُ الدعاء لن يُقاتلُ أو يعم ُل على ما يُعي على القتال ف وجهه‬ ‫‪ o‬بابُ الدعاء والتضرّع والتكبي عند القتال واستنجاز اللّه ما وعد من نصر‬ ‫الؤمني‬ ‫ت عِندَ القِتال لغي حَاجة‬ ‫صوْ ِ‬ ‫‪ o‬بابُ النّهي عن رف ِع ال ّ‬ ‫‪ o‬بابُ قولِ الرجلِ ف حَال القتا ِل أنا فلنٌ لِرعابِ عدّوه‬ ‫‪ o‬بابُ استحبابِ الرّ َجزِ حالَ البارزة‬ ‫‪ o‬باب استحباب إظهار الصّبِ والقوّة‬ ‫‪ o‬بابُ ما يقولُ إذا َظهَر السلمون وغلبُوا عدوّهم‬ ‫‪ o‬باب ما يقول إذا رأى هزيةً ف السلمي والعياذُ باللّه الكري‬ ‫ت منه براعةٌ ف القتال‬ ‫‪ o‬بابُ ثنا ِء الِمام على من َظهَرَ ْ‬ ‫‪200‬‬

‫‪o‬‬

‫بابُ ما يقولُه إذا رجع مِن الغَزْو‬

‫كتاب أذكار الهاد‬ ‫أما أذكار سفره ورجوعه فسيأت ف كتاب أذكار السفر إن شاء اللّه تعال‪ .‬وأما ما يتصّ به فنذك ُر منه‬ ‫ما حض َر الن متصرا‪.‬‬ ‫بابُ استحباب سؤال الشهادة‪.‬‬ ‫‪ 1/493‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم دخل على ُأمّ حَرَام ("على ُأمّ حرام"‪ :‬زاد ف رواية‪ :‬بنت مِلْحَان‪ ،‬وكانت تت عبادة بن‬ ‫الصامت‪ ،‬وهي الغُ َمْيصَاء بالغي العجمة والصاد الهملة؛ والغمص والرمص‪ :‬نقص يكون ف العي‪ .‬قال‬ ‫ف الصحاح‪ :‬الرمص بالتحريك‪ :‬وسخ يُجمع ف الوق‪ ،‬فإن سال فهو غمص‪ ،‬وإن جد فهو َرمَص) ‪،‬‬ ‫س مِنْ ُأ ّمتِي عُرِضُوا عَليّ‬ ‫فنام ث استيقظ وهو يضحك‪ ،‬فقالت‪ :‬وما يُضحكك يا رسول اللّه؟! قال‪" :‬نا ٌ‬ ‫ح ِر مُلُوكا على السِ ّر ِة أوْ ِمثْ َل الُلُوك" فقالت‪ :‬يا رسولَ اللّه! ا ْدعُ‬ ‫غُزَاةً ف سَبيلِ اللّه يَرْ َكبُونَ َثبَ َج هَذَا البَ ْ‬ ‫اللّه أن يعلن منهم‪ ،‬فدعا لا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪)1( .‬‬ ‫قلت‪ :‬ثبج البحر بفتح الثاء الثلثة وبعدها باء موحدة مفتوحة أيضا ث جيم‪ :‬أي ظهره؛ وأُمّ َحرَامٍ بالراء‪.‬‬ ‫‪ 2/494‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي والنسائي وابن ماجه‪ ،‬عن معاذ رضي اللّه عنه‪,‬أنه سع‬ ‫ت أوْ ُقتِ َل فإنّ لَهُ أ ْجرَ‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬مَنْ سألَ اللّهَ ال َقتْ َل مِ ْن َنفْسِهِ صَادِقا‪ ،‬ثّ ما َ‬ ‫َشهِيدٍ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪)2( .‬‬ ‫‪ 3/495‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪:‬‬ ‫"مَ ْن طََلبَ الشّها َدةَ صَادِقا ُأعْطِيها وََلوْ لَ ْم ُتصِبْهُ"‪)3(.‬‬ ‫‪ 4/496‬وروينا ف صحيح مسلم أيضا‪ ،‬عن سهل بن حُنيف رضي اللّه عنه‪،‬أن رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫شهَدَا ِء وَإنْ ماتَ على‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ سألَ اللّ َه تَعال الشّهادَة ِبصِ ْدقٍ بَّلغَهُ اللّ ُه تَعال مَنازِلَ ال ّ‬ ‫فِرَاشِهِ"‪)4(.‬‬

‫‪201‬‬

‫باب حثّ الِمام أمي السرية على تقوى اللّه تعال‪ ،‬وتعليمه إيّاه ما يتاج إليه من أمر قتال عدوّه‬ ‫ومصالتهم وغي ذلك‪.‬‬ ‫‪ 1/497‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن بريدة رضي اللّه عنه قال‪:‬كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫صتِه بتقوى اللّه تعال ومَ ْن معه من السلمي خيا‪ ،‬ث‬ ‫إذا أمّ َر أميا على جيشٍ أو سريةٍ‪ ،‬أوصاه ف خا ّ‬ ‫قال‪" :‬اغزوا باسْمِ اللّه ف َسبِيلِ اللّهِ‪ ،‬قاتِلُوا مَنْ َكفَرَ باللّه‪ ،‬اغْزُوا وَل َتغُلّوا ول َتغْدِرُوا وَل تُ َمثّلوا وَل‬ ‫َتقْتُلُوا وَلِيدا‪ ،‬وَإذا لقِيتَ عَ ُد ّو َك مِنَ الُشْرِ ِكيَ فا ْد ُعهُمْ إل ثلثِ خِصالٍ" وذكر الديث بطوله‪)5( .‬‬ ‫باب بيان أن السنّة للِمام وأمي السرية إذا أراد غزوة أن يورّي بغيها‬ ‫‪ 1/498‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪،‬عن كعب بن مالك رضي اللّه عنه قال‪ :‬ل يكن رسولُ‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم يُريد سفرة إلّ ورّى بغيها‪)6( .‬‬ ‫بابُ الدعاء لن يُقاتلُ أو يعم ُل على ما يُعي على القتال ف وجهه وذكر ما ُينَشّطُهم ويرّضُهم على‬ ‫القتال‬ ‫ي على القِتالِ} [النفال‪ ]65 :‬وقال تعال‪{ :‬وحَ ّرضِ‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬يا أيّها الّنبِيّ َح ّرضِ ا ُل ْؤمِنِ َ‬ ‫ا ُل ْؤ ِمنِيَ} [النساء‪]84:‬‬ ‫‪ 1/499‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬خرجَ رسولُ اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم إل الندق فإذا الهاجرون والنصار يفرون ف غداة باردة‪ ،‬فلما رأى ما بم من الّنصَب‬ ‫والوع قال‪" :‬الّلهُ ّم إنّ ال َعْيشَ َعْيشُ الخِ َرةِ‪ ،‬فاغْفِرْ لِلْنصَا ِر وَالُها ِج َرةِ"‪()7(.‬البخاري (‪، )4099‬‬ ‫ومسلم (‪ ، )1805‬والترمذي (‪(" )3856‬البخاري (‪ ، )4099‬ومسلم (‪، )1805‬‬ ‫والترمذي (‪(" )3856‬البخاري (‪ ، )4099‬ومسلم (‪ ، )1805‬والترمذي (‪(" )3856‬‬ ‫البخاري (‪ ، )4099‬ومسلم (‪ ، )1805‬والترمذي (‪(")3856‬البخاري (‪ ، )4099‬ومسلم‬ ‫(‪ ، )1805‬والترمذي (‪)3856‬‬ ‫ب الدعاء والتضرّع والتكبي عند القتال واستنجاز اللّه ما وعد من نصر الؤمني‪.‬‬ ‫با ُ‬

‫‪202‬‬

‫قال اللّه ع ّز وجلّ‪{ :‬يا أيّها الّذين آمَنُوا إذَا َلقِيتُمْ ِفَئةً فاْثُبتُوا وَاذْكُرُوا اللّه َكثِيا َلعَّلكُ ْم ُتفْلِحُونَ‪ .‬وأطِيعُوا‬ ‫صبِرُوا إنّ اللّه مَ َع الصّابِرِينَ‪ .‬وَل َتكُونُوا كالّذينَ‬ ‫اللّ َه وَ َرسُولَهُ وَل تَنا َزعُوا َفَتفْشَلُوا َوتَ ْذ َهبَ رِيُكُ ْم وَا ْ‬ ‫س َويَصُدُونَ عَنْ َسبِيلِ اللّه} [النفال‪45 :‬ـ ‪ ]47‬قال بعض‬ ‫َخرَجُوا مِنْ دِيا ِرهِ ْم بَطَرا وَرِئاء النّا ِ‬ ‫العلماء هذه الية الكرية أجع شيء جاء ف آداب القتال‪.‬‬ ‫‪ 1/500‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫وهو ف ُقبّته‪" :‬الّلهُمّ إن أنْشُ ُد َك َعهْ َدكَ َو َوعْ َدكَ‪ ،‬الّلهُ ّم إنْ ِشْئتَ لَمْ تُ ْعبَ ْد َبعْ َد اليَ ْومِ‪ ،‬فأخذ أبو بكر رضي‬ ‫ت على ربّك‪ ،‬فخرج وهو يقول‪َ { :‬سُيهْ َزمُ الَ ْمعُ‬ ‫ح َ‬ ‫ك يا رسول اللّه! فقد أَلْحَ ْ‬ ‫سبُ َ‬ ‫اللّه عنه بيده فقال‪ :‬حَ ْ‬ ‫َوُيوَلّونَ ال ّدبُرَ‪ .‬بَلِ السّا َع ُة َموْعِ ُدهُ ْم وَالسّا َعةُ أَ ْدهَى وَأمَرّ} [القمر‪45:‬ـ ‪ "]46‬وف رواية "كان ذلك‬ ‫يوم بدر" هذا لفظ رواية البخاري‪ .‬وأما لفظ مسلم فقال‪" :‬استقبل نبّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم القبلة ث‬ ‫ت ما َوعَ ْدَتنِي‪ ،‬الّلهُ ّم إنْ َتهْلِكْ‬ ‫جزْ ل ما َوعَ ْدَتنِي‪ ،‬الّلهُمّ آ ِ‬ ‫مَدَّ يديه فجعل يهتفُ بربه يقول‪" :‬الّلهُ ّم أنْ ِ‬ ‫هَ ِذهِ العِصاَب ُة مِ ْن أهْ ِل الِسْلمِ ل ُت ْعبَدْ فِي ال ْرضِ‪ ،‬فما زال يهتف بربه مادّا يديه حت (‪)8‬‬ ‫قلتُ‪ :‬يَهتف بفتح أوله وكسر ثالثه ومعناه‪ :‬يرفع صوته بالدعاء‪.‬‬ ‫‪ 2/501‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن عبد اللّه بن أب أوف رضي اللّه عنهما؛أن رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫س ث قامَ ف الناس فقال‪" :‬‬ ‫عليه وسلم ـ ف بعض أيامه الت لقي فيها العدو ـ انتظر حت مالتِ الشم ُ‬ ‫أيّها النّاسُ ل َتتَ َمّنوْا ِلقَا َء العَ ُدوّ ("ل تتمنّوا لقاء العدو" قال الافظ ف الفتح‪ :‬قال ابن بطال‪ :‬حكمة النهي‬ ‫أن الرء ل يعل ُم ما يؤول إليه المر‪ ،‬وهو نظي سؤال العافية من الفت) َوسَلُوا اللّ َه العاِفَيةَ‪ ،‬فإذَا لَقيتُموهُم‬ ‫جرِيَ السّحابِ‪،‬‬ ‫ت ظِللِ السّيُوفِ‪ ،‬ث قال‪ :‬الّلهُ ّم ُمنْزِ َل الكِتَابِ‪ ،‬ومُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫لّنةَ تَ ْ‬ ‫صبِرُوا‪ ،‬واعْلَمُوا أنّ ا َ‬ ‫فا ْ‬ ‫وَهازِم ال ْحزَابِ‪ ،‬اهْ ِز ْمهُ ْم وَاْنصُ ْرنَا عََلْيهِمْ" وف رواية‪" :‬الّلهُ ّم ُمنْزِ َل الكتابِ‪ ،‬سَرِي َع الِسابِ‪ ،‬اهْ ِزمِ‬ ‫الحْزَابَ‪ ،‬الّلهُمّ اهْ ِز ْمهُ ْم َوزَلْزِْلهُمْ"‪)9(.‬‬ ‫‪ 3/502‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬صبّحَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم خيبَ‪،‬‬ ‫فلما رأوْه قالوا‪ :‬ممد والميس‪ ،‬فلجؤوا إل الصن‪ ،‬فرفعَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم يديه فقال‪" :‬اللّهُ‬ ‫أكْبَرُ خَ ِرَبتْ َخْيبَرُ‪ ،‬إنّا إذَا َنزَلْنا بِسا َحةِ َق ْومٍ فَساءَ صَباحُ ا ُلنْذَرِينَ"‪)10(.‬‬

‫‪203‬‬

‫‪ 4/503‬وروينا بالِسناد الصحيح‪ ،‬ف سنن أب داود‪ ،‬عن سهل بن سعد رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬قال‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ِ" :‬ثْنتَا ِن ل تُرَدّانِ ـ أوْ قَلّما ُترَدّانِ ـ الدُعا ُء ِعنْ َد النّدَاءِ‪َ ،‬و ِعنْدَ البأسِ‬ ‫ضهُ ْم َبعْضا" (‪)11‬‬ ‫حِيَ يُلْجِمُ بَ ْع ُ‬ ‫قلت‪ :‬ف بعض النسخ العتمدة "يُ ْلحِمُ" بالاء‪ ،‬وف بعضها باليم‪ ،‬وكلها ظاهر‪.‬‬ ‫‪ 5/504‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي والنسائي‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬كان رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم إذا غزا قال‪" :‬الّلهُ ّم أْنتَ َعضُدِي َونَصيِي‪ ،‬بِكَ أحُو ُل َوبِكَ أصُولُ‪َ ،‬وبِكَ أُقاتِلُ"‪.‬‬ ‫قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪ .‬قُ ْلتُ‪ :‬معن َعضُدِي‪ :‬عون‪ .‬قال الطاب‪ :‬معن أحول‪ :‬أحتال‪ .‬قال‪ :‬وفيه‬ ‫وجه آخر‪ ،‬وهو أن يكون معناه‪ :‬النع والدفع‪ ،‬من قولك‪ :‬حال بي الشيئي‪ :‬إذا منع أحدها من الخر‪،‬‬ ‫فمعناه‪ :‬ل أمن ُع ول أدفعُ إل بك‪)12( .‬‬ ‫‪ 6/505‬وروينا بالِسناد الصحيح ف سنن أب داود والنسائي‪ ،‬عن أب موسى الشعري رضي اللّه‬ ‫ج َعلُكَ ف نُحُو ِرهِمْ‪َ ،‬ونَعُو ُذ بِكَ‬ ‫عنه‪:‬أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا خافَ قوما قال‪" :‬الّلهُ ّم إنّا نَ ْ‬ ‫مِ ْن شُرُو ِرهِمْ"‪)13(.‬‬ ‫‪ 7/506‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عمارة بن َزعْكَ َرةَ رضي اللّه عنه قال‪:‬سعت رسولَ اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬إنّ اللّ َه تَعال َيقُولُ‪ :‬إ ّن َعبْدِي كُ ّل عَبْدِي‪ ،‬الّذي يَذْ ُك ُرنِي َو ُهوَ مُلقٍ قِ ْرنَهُ" يعن‬ ‫عند القتال‪ .‬قال الترمذي‪ :‬ليس إسناده بالقويّ‪)14( .‬قلت‪َ :‬زعْكَرة بفتح الزاي والكاف وإسكان العي‬ ‫الهملة بينهما‪.‬‬ ‫‪ 8/507‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال‪:‬قال رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم يوم خيبَر "ل تَتَ ّمّنوْا ِلقَا َء العَ ُدوّ‪ ،‬فإّنكُمْ ل تَ ْدرُو َن ما ُتبْتَل ْو بِ ِه ِمْنهُمْ‪ ،‬فإذَا َلقِيتُمُوهُمْ‬ ‫َفقُولُوا‪ :‬الّلهُ ّم أنْتَ َربّنا وَ َرّبهُمْ‪ ،‬وَقُلُوبُنا وَُقلُوبُهُ ْم ِبيَ ِدكَ‪ ،‬وإنّمَا َيغِْلُبهُ ْم أْنتَ"‪)15(.‬‬ ‫‪ 9/508‬وروينا ف الديث الذي قدّمناه عن كتاب ابن السن‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬كنّا مع‬ ‫النبّ صلى اللّه عليه وسلم ف غزوةٍ فلق َي العَ ُدوّ‪ ،‬فسمعتُه يقول‪" :‬يا مالكَ َي ْومِ الدّينِ‪ ،‬إيّا َك َنعْبُ ُد وإيّاكَ‬ ‫ستَعِيُ" فلقد رأيتُ الرّجا َل تُصرَع تضربُها اللئكةُ من بي أيديها ومن خلفها‪)16(.‬‬ ‫نَ ْ‬ ‫وروى الِمام الشافعي رحه اللّه ف "المّ" (‪ )17‬بإسناد مُرسل‪،‬‬ ‫‪204‬‬

‫ليُوشِ‪ ،‬وإقا َمةِ الصّلةِ‪َ ،‬ونُزُولِ‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬اطُْلبُوا اسْتِجاَبةَ الدّعا ِء عِنْ َد اْلتِقاءِ ا ُ‬ ‫ال َغْيثِ"‪.‬‬ ‫ب استحبابا متأكدا أن يقرأ ما تيسر له من القرآن‪ ،‬وأن يقول دعاء الكرب الذي قدّمنا‬ ‫قلت‪ :‬ويستح ّ‬ ‫ش العَظيمِ‪ ،‬ل إِلهَ‬ ‫ب العَ ْر ِ‬ ‫ذكره‪ ،‬وأنه ف الصحيحي (‪" )18‬ل إِلهَ إِلّ اللّهُ العَظي ُم الَليمُ‪ ،‬ل إِلهَ إِلّ اللّهُ رَ ّ‬ ‫ب العَ ْرشِ الكَ ِريِ"‪.‬‬ ‫ض وَرَ ّ‬ ‫ت وَرَبّ ال ْر ِ‬ ‫إِلّ اللّهُ رَبّ السّ َموَا ِ‬ ‫ويقول ما قدّمناه هناك ف الديث الخَر "ل إِلهَ إِلّ اللّهُ الَلِي ُم الكَريُ‪ ،‬سُبْحان اللّهِ رَبّ السّ َموَاتِ السّبْع‬ ‫ب العَ ْرشِ العَظيم‪ ،‬ل إِلهَ إِلّ أْنتَ َعزّ جا ُر َك وَجَ ّل ثَنا ُؤكَ"‪.‬‬ ‫وَرَ ّ‬ ‫سبُنا اللّ ُه َوِنعْ َم الوَكِيلُ"‪.‬‬ ‫ويقول‪ :‬ما قدّمناه ف الديث الخر "حَ ْ‬ ‫ويقول‪" :‬ل َح ْو َل وَل ُق ّوةَ إِلّ باللّه العَزي ِز الَكيم‪ ،‬ما شاء اللّهُ ل ُق ّوةَ إِلّ باللّه‪ ،‬ا ْعَتصَمْنا باللّه‪ ،‬ا ْسَت َعنّا‬ ‫باللّه‪َ ،‬توَكّلْنا على اللّه"‪.‬‬ ‫ليّ ال َقيّو ِم الّذي ل يَمُوتُ َأبَدَا‪ ،‬وَدََف ْعتُ َعنّا السّوءَ بل َحوْ َل وَل ُق ّوةَ‬ ‫ي با َ‬ ‫ويقول‪َ " :‬حصّْنتُنا ُكلّنا أجْ َمعِ َ‬ ‫إِلّ باللّهِ العَل ّي العَظيمِ"‪.‬‬ ‫ويقول‪" :‬يا قَ ِد َي الِحْسانِ! يا مَنْ إحْسانُهُ َف ْوقَ كُلّ إِحْسان! يا مالِكَ ال ّدنْيا والخِ َرةِ! يا َحيّ يا َقيّومَ! يا‬ ‫ج ُزهُ َشيْ ٌء وَل َيتَعاظَمُهُ! اْنصُرْنا على أعْدَائنا َهؤُلءِ َو َغيْ ِرهِمْ‪ ،‬وأظْهِرْنا‬ ‫ذَا الَل ِل والِكْرَامِ! يا مَ ْن ل ُيعْ ِ‬ ‫عََلْيهِمْ فِي عاِفَي ٍة وَسل َم ٍة عامّة عاجلً" فكلّ هذه الذكورات جاء فيها حثّ أكيد‪ ،‬وهي مرّبة‪.‬‬ ‫صوْتِ عِن َد القِتال لغي حَاجة‪.‬‬ ‫ب النّهي عن رف ِع ال ّ‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/509‬روينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن قيس بن عُبا ٍد التابعي رحه اللّه ـ وهو بضم العي وتفيف الباء‬ ‫ـ قال‪ :‬كانَ أصحابُ رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يَكرهون الصوْتَ عندَ القتال‪)19( .‬‬ ‫بابُ قو ِل الرجلِ ف حَال القتالِ أنا فلنٌ لِرعابِ عدّوه‪.‬‬ ‫‪ 1/510‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ,‬أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال َيوْمَ حُني‪" :‬أنا‬ ‫النّبّ ل َكذِب‪ ،‬أنا ابْ ُن َعبْدِ الُطّلب"‪)20(.‬‬ ‫‪205‬‬

‫‪ 2/511‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن سلمة بن الكوع‪ :‬أن عليّا رضي اللّه عنهما لا بارز مرحبا‬ ‫اليبي قال عليّ رضي اللّه عنه‪ :‬أنا الّذي سَ ّمْتنِي ُأمّي َحيْ َدرَة‪)21( .‬‬ ‫‪ 3/512‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن سلمة أيضا أنه قال ف حال قتاله الذين أغاروا على اللقاح‪ :‬أنا‬ ‫ابن الكوع‪ ،‬واليو ُم يومُ الرّضّع‪)22( .‬‬ ‫ب استحبابِ الرّجَزِ حا َل البارزة‪.‬‬ ‫با ُ‬ ‫فيه الحاديث التقدمة ف الباب الذي قبل هذا‪.‬‬ ‫‪ 1/513‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن الباء بن عازب رضي اللّه عنهما أنه قال له رجل‪:‬‬ ‫أفررت يوم حُني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فقال الباء‪ :‬لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ل يفرّ‪ ،‬لقد رأيته وهو على بغلته البيضاء‪ ،‬وإن أبا سفيان بن الارث آخذ بلجامها‪ ،‬والنبّ صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم يقول‪" :‬أنا الّنبِيّ ل كَذِبْ‪ ،‬أنا ابْ ُن َعبْد الُطِّلبْ" وف رواية "فنلَ ودعا واستنصرَ"‪)23(.‬‬ ‫‪ 2/514‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن الباء أيضا قال‪ :‬رأيتُ النبّ صلى اللّه عليه وسلم ينقلُ معنا‬ ‫ض بطنه وهو يقول‪:‬‬ ‫ب بيا َ‬ ‫التراب يومَ الحزاب‪ ،‬وقد وارى الترا ُ‬ ‫ت ما ا ْهتَ َديْنا * وَل َتصَدَّقْنا وَل صَّليْنا‬ ‫"الّلهُمّ َلوْل أْن َ‬ ‫ت القْدَام إنْ لَقيْنا "‬ ‫فأنْزِلَن ْن َسكِينَ ًة عََليْنا * َوَثبّ ِ‬ ‫إ ّن الُل قَ ْد َب َغوْا عََليْنا * إذَا أرَادُوا ِفْتنَ ًة أَبيْنا"(‪ ()24‬البخاري (‪ ، )4106‬ومسلم (‪ ، )1803‬وهو‬ ‫ف عمل اليوم والليلة للنسائي برقم (‪ (" )533‬البخاري (‪ ، )4106‬ومسلم (‪ ، )1803‬وهو‬ ‫ف عمل اليوم والليلة للنسائي برقم (‪ (" )533‬البخاري (‪ ، )4106‬ومسلم (‪ ، )1803‬وهو‬ ‫ف عمل اليوم والليلة للنسائي برقم (‪ (" )533‬البخاري (‪ ، )4106‬ومسلم (‪ ، )1803‬وهو‬ ‫ف عمل اليوم والليلة للنسائي برقم (‪ (")533‬البخاري (‪ ، )4106‬ومسلم (‪ ، )1803‬وهو ف‬ ‫"عمل اليوم والليلة" للنسائي برقم (‪)533‬‬ ‫‪ 3/515‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬جعل الهاجرون والنصار يفرون‬ ‫حمّدا‪ ،‬على‬ ‫ح ُن الّذِينَ باَيعُوا مُ َ‬ ‫الندق وينقلون التراب على ُمتُونم ـ أي ظهورهم ـ ويقولون‪ :‬نَ ْ‬ ‫‪206‬‬

‫الِسْلم‪ ،‬وف رواية‪ :‬على الِها ِد ما َبقِينا أبَدا‪ ،‬والنبّ صلى اللّه عليه وسلم ييبهم "الّلهُ ّم إنّهُ ل َخيْرَ إِلّ‬ ‫َخيْرُ ال ِخ َرةِ‪ ،‬فَبا ِركْ ف الْنصَا ِر والُهاجِرَة"‪)25(.‬‬ ‫ح واستبشاره با حصل له من الرح ف سبيل اللّه وبا‬ ‫باب استحباب إظهار الصّ ِب والقوّة لن جُ ِر َ‬ ‫يصي إليه من الشهادة‪ ،‬وإظهار السرور بذلك وأنّه ل ضي علينا ف ذلك بل هذا مطلوبُنا وهو نايةُ أملِنا‬ ‫وغاي ُة سؤلِنا‪.‬‬ ‫ي بِمَا‬ ‫سبَ ّن الّذينَ ُقتِلُوا فِي َسبِيلِ اللّهِ َأ ْموَاتا بَلْ أحْيا ٌء ِعنْدَ َرّبهِ ْم يُرْزَقُونَ‪ ،‬فَرِ ِح َ‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬وَ َل تَحْ َ‬ ‫ف عََلْيهِ ْم وَل هُ ْم يَحْ َزنُونَ‬ ‫حقُوا ِبهِمْ مِنْ خَ ْل ِفهِ ْم أنْ لَ َخوْ ٌ‬ ‫ضلِ ِه َويَسَْتبْشِرُونَ بالّذِين َل ْم يَلْ َ‬ ‫آتاهُمُ اللّ ُه مِنْ َف ْ‬ ‫ستَبْشِرُو َن بِِنعْمَة مِنَ اللّ ِه وََفضْ ٍل وأنّ اللّ َه لُيضِيعُ أ ْج َر ا ُلؤْ ِمنِيَ‪ .‬الّذي َن اسْتَجَابُوا لِلّ ِه وَال ّرسُو ِل مِ ْن َبعْ ِد ما‬ ‫يَ ْ‬ ‫س إنّ النّاس قَدْ جَ َمعُوا َلكُم‬ ‫سنُوا ِمْنهُم وَاّت َقوْا أجْرٌ عظِيمٌ‪ .‬الّذِين قالَ َلهُم النّا ُ‬ ‫أصَاَبهُمْ القَ ْرحُ لِلّذِينَ أحْ َ‬ ‫س ُه ْم سُوءٌ‪،‬‬ ‫سبُنا اللّ ُه َوِنعْمَ الوكِيلُ‪ .‬فاْنقََلبُوا ِبنِعْ َم ٍة مِنَ اللّ ِه وََفضْلٍ لَ ْم يَمْسَ ْ‬ ‫ش ْوهُم فَزَا َدهُمْ إيَانا وقالُوا حَ ْ‬ ‫فاخ َ‬ ‫ضوَانَ اللّهِ‪ ،‬واللّهُ ذُو َفضْ ٍل عَظِيمٍ} [آل عمران‪ 169 :‬ـ ‪.]172‬‬ ‫واّتَبعُوا رِ ْ‬ ‫‪ 1/516‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه ف حديث القرّاء أهل بئر‬ ‫ت الكفّارُ بم فقتلوهم‪ :‬أن رجلً من الكفار طعنَ خا َل أنس وهو َحرَام بن مِلحان‪،‬‬ ‫َمعُونة الذين غدر ِ‬ ‫ب الكعبة‪ .‬وسقط ف رواية مسلم "اللّه أكب"(‪ )26‬قلتُ‪ :‬حَرَام‬ ‫فأنفذه‪ ،‬فقال حَرام‪ :‬اللّه أكب فُزْتُ ور ّ‬ ‫بفتح الاء والراء‪.‬‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا َظهَر السلمون وغلبُوا عدوّهم‪.‬‬ ‫ينبغي أن يُكثرَ عند ذلك من شكر اللّه تعال‪ ،‬والثناء عليه‪ ،‬والعتراف بأن ذلك من فضله ل بولنا‬ ‫وقوتنا‪ ،‬وأن النصرَ من عند اللّه‪ ،‬وليحذروا من الِعجاب بالكثرة فإِنه يُخاف منها التعجيز؛ كما قال اللّه‬ ‫ت ثُمّ‬ ‫ض بِمَا رَ ُحَب ْ‬ ‫جَبتْكُمْ َكثْ َرُتكُمْ فََل ْم ُتغْنِ َعْنكُ ْم َشيْئا وَضَاَقتْ عََلْيكُمُ ال ْر ُ‬ ‫تعال‪{ :‬وََي ْومَ ُحَنيْنٍ إ ْذ أعْ َ‬ ‫وَّليْتُ ْم مُ ْدبِرِينَ} [التوبة‪.]25:‬‬ ‫باب ما يقول إذا رأى هزيةً ف السلمي والعياذُ باللّه الكري‪.‬‬

‫‪207‬‬

‫يُستحبّ إذا رأى ذلك أن يفزعَ إل ذكر اللّه تعال واستغفاره ودعائه‪ ،‬واستنجاز ما وعدَ الؤمني من‬ ‫نصرهم وإظهار دينه‪ ،‬وأن يدعوَ بدعاء الكرْب التقدم‪" :‬ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه العَظِيمُ الَلِيمُ‪ ،‬ل إِلهَ إِلّ اللّهُ رَبّ‬ ‫ب العَ ْرشِ الكَ ِريِ"‪.‬‬ ‫ت وَرَبّ ال ْرضِ رَ ّ‬ ‫ش العَظِيمِ‪ ،‬ل إِلهَ إِلّ اللّهُ رَبّ السّ َموَا ِ‬ ‫العَ ْر ِ‬ ‫ويُستحبّ أن يدعو بغيه من الدعوات الذكورة التقدمة والت ستأت ف مواطن الوف واللكة‪ .‬وقد‬ ‫قدّمنا ف باب الرجز الذي قبل هذا؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا رأى هزية السلمي‪ ،‬نزل‬ ‫سَنةٌ}[الحزاب‪21 :‬‬ ‫واستنصر ودعا‪ .‬وكان عاقبة ذلك النصر {َلقَ ْد كانَ َلكُمْ فِي َرسُولِ اللّه ُأ ْس َوةٌ حَ َ‬ ‫]‪.‬‬ ‫‪ 1/517‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬لا كان يوم أُحُد وانكشف‬ ‫صنَ َع هؤلء ـ يعن أصحابه ـ وأبرأ‬ ‫السلمون‪ ،‬قال عمّي أنس بن النضر‪ :‬الّلهُمّ إن أعتذ ُر إليكَ ما َ‬ ‫إليك ما صنع هؤلء ـ يعن الشركي ـ ث تقدَّم فقاتلَ حت استُشهد‪ ،‬فوجدنَا به بضعا وثانيَ ضربةً‬ ‫بالسيف أو طعنةً برمح أو رميةً بسهم‪)27( .‬‬ ‫ت منه براعةٌ ف القتال‪.‬‬ ‫ب ثناءِ الِمام على من َظهَرَ ْ‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/518‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن سلمةَ بن الكوع رضي اللّه عنه ف حديثه الطويل‬ ‫ف قصة إغارة الكفار على سرح الدينة وأخذهم اللقاح وذهاب سلمة وأب قتادة ف أثرهم‪ ،‬فذكرَ‬ ‫الديثَ إل أن قال‪ :‬قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬كانَ َخيْرَ فُرْسانِنا الَي ْومَ أبُو قَتا َد َة وَ َخيْرَ‬ ‫رَجّاَلتِنا سَلَ َمةُ"‪)28(.‬‬ ‫ب ما يقولُه إذا رجع مِن الغَزْو‬ ‫با ُ‬ ‫فيه أحاديثُ ستأت إن شاء اللّه تعال ف كتابِ أذْكَا ِر الُسَافر‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫•كتاب أذكار السافر‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫بابُ الستخارة والستشارة‬ ‫بابُ أذكارِه بعدَ استقرارِ عزمِه على السّفر‪.‬‬ ‫ج من بيتِه‪.‬‬ ‫بابُ أذكارِه عندَ إرادتِه الرو َ‬ ‫بابُ أذْكَارِه إذا خَرَج‪َ.‬‬ ‫‪208‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪ ‬ما يقوله الودع للمسافر‬ ‫ليْرِ‬ ‫ب طَلبهِ الوصّيةَ من أهلِ ا َ‬ ‫بابُ اسْتحبا ِ‬ ‫بابُ استحباب وصيّة الُقيم السافرَ بالدعاء له‬ ‫بابُ ما يقولُه إذا ركبَ داّبتَه‬ ‫ب سفينةً‬ ‫بابُ ما يَقولُ إذا رَ ِك َ‬ ‫ب الدعاء ف السفر‬ ‫بابُ استحبا َ‬ ‫باب تكبي السافر إذا صعد الثّنايا‬ ‫بابُ النّهي عن البالغةِ ف رَفْ ِع الصّوْتِ بالتكبي ونوه‬ ‫باب استحباب الُدَاء للسرعة ف السّي‬ ‫باب ما يقول إذا انفلتت داّبتُهُ‬ ‫ص ْعبَةِ‬ ‫بابُ ما يقولُهُ على الدّاّبةِ ال ّ‬ ‫بابُ ما يقولُه إذا رأَى قري ًة يُريدُ دخولَها أول يريده‬ ‫ف ناسا أو غيَهم‬ ‫بابُ ما يَدعُو به إذا خا َ‬ ‫بابُ ما يقولُ السافرُ إذا َت َغوّلَت الغِيلن‬ ‫باب ما يقولُ إذا عرضَ له شيطان‬ ‫بابُ ما يَقولُ إذا نز َل مَنلً‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا َرجَ َع مِن سَف ِرهِ‬ ‫بابُ ما يقولُه السافرُ بع َد صل ِة الصّبْح‬ ‫باب ما يقول إذا َرأَى بلدتَه‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا قَ ِدمَ من سفرهِ فدخل بيتَه‬ ‫بابُ ما يُقال لن َيقْ َدمُ من سفر‬ ‫بابُ ما يُقال لن َيقْ َدمُ من غزو‬ ‫بابُ ما يُقال لن َيقْ َدمُ من َح ّج وما يقولُه‬

‫كتاب أذكار السافر‬

‫‪209‬‬

‫اعلم أن الذكار الت تُستحبّ للحاضر ف الليل والنهار واختلف الحوال وغي ذلك ما تقدم تُستحبّ‬ ‫للمسافر أيضا‪ ،‬ويَزيدُ السافرُ بأذكار فهي القصودةُ بذا الباب‪ ،‬وهي كثيةٌ منتشرة جدا‪ ،‬وأنا أختصرُ‬ ‫ب لا أبوابا تناسبها‪ ،‬مستعينا باللّه‪ ،‬متوكلً عليه‪.‬‬ ‫مقاصدها إن شاء اللّه تعال‪ ،‬وأُبوّ ُ‬ ‫بابُ الستخارة والستشارة‬ ‫اعلم أنه يُستحبّ لن خط َر بباله السفرُ أن يُشاو َر فيه مَن يعلمُ من حاله النصيحة والشفقة والبة ويث ُق‬ ‫بدينه ومعرفته‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬وشَاوِ ْرهُمْ فِي المْرِ} [آل عمران‪ ]159:‬ودلئلُه كثية‪ ،‬وإذا شاورَ‬ ‫وظهرَ أنه مصلحةٌ استخارَ اللّه سبحانه وتعال ف ذلك‪ ،‬فصلّى ركعتي من غي الفريضة ودعا بدعاء‬ ‫الستخارة الذي قدّمناه ف بابه‪ .‬ودلي ُل الستخارة الديث التقدّم عن صحيح البخاري (‪ ، )1‬وقد‬ ‫قدّمنا هناك آداب هذا الدعاء وصفة هذه الصلة‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫بابُ أذكارِه بعدَ استقرارِ عزمِه على السّفر‪.‬‬ ‫فإذا استقرّ عزمُه على السفر فليجتهدْ ف تصيل أمور منها‪ :‬أن يوصي با يتاج إل الوصية به‪ ،‬وليُشه ْد‬ ‫على وصيته‪ ،‬ويستحلّ كلّ من بينه وبينه معاملة ف شيء‪ ،‬أو مصاحبة‪ ،‬ويسترضي والديه وشيوخه ومن‬ ‫يُندب إل برّه واستعطافه‪ ،‬ويتوبُ إل اللّه ويستغفره من جيع الذنوب والخالفات‪ ،‬وليطلبْ من اللّه‬ ‫تعال العونةَ على سفره‪ ،‬وليجتهدْ على تعلّم ما يتاج إليه ف سفره‪ .‬فإن كان غازيا َتعَلّ َم ما يَحتاج إليه‬ ‫الغازي من أمور القتال والدعوات وأمور الغنائم‪ ،‬وتعظيم تري الزية ف القتال وغي ذلك‪.‬‬ ‫ب معه كتابا بذلك‪ ،‬ولو تعلّمها واستصحبَ‬ ‫وإن كان حاجّا أو معتمرا تعلّ َم مناسكَ ال ّج أو استصح َ‬ ‫ب كتابا فيه ما يتاج إليه‪.‬‬ ‫كتابا كان أفضل‪ .‬وكذلك الغازي وغيه‪ ،‬ويُستحبّ أن يستصح َ‬ ‫وإن كان تاجرا تعلّم ما يتاج إليه من أمور البيوع ما يص ّح منها وما يَبطل‪ ،‬وما ي ّل وما يَحرم‪،‬‬ ‫ويُستحبّ ويكره ويباح‪ ،‬وما يَرجحُ على غيه‪ .‬وإن كان متعبّدا سائحا معتزلً للناس‪ ،‬تعلّم ما يتاج إليه‬ ‫ف أمور دينه‪ ،‬فهذا أهمّ ما ينبغي له أن يطلبه‪ .‬وإن كان مّن يصيدُ تعلّم ما يتاج إليه أه ُل الصيد‪ ،‬وما‬ ‫ي ّل من اليوان وما يَحرمُ‪ ،‬وما ي ّل به الصيد وما يَحرم‪ ،‬وما يشترط ذكاتُه‪ ،‬وما يكفي فيه قتل الكلب‬ ‫أو السهم وغي ذلك‪.‬‬

‫‪210‬‬

‫وإن كان راعيا تعلّم ما يتاج إليه ما قدّمناه ف ح ّق غيه مّن يعتزل الناس‪ ،‬وتعلّم ما يتاج إليه من الرف ِق‬ ‫بالدّوابّ وطلب النصيحة لا ولهلها‪ ،‬والعتناء بفظها والتيقّظِ لذلك‪ ،‬واستأذنَ أهلَها ف ذبح ما يتاجُ‬ ‫إل ذبه ف بعض الوقات لعارض وغي ذلك‪.‬‬ ‫وإن كان رسولً من سلطان إل سلطان أو نوه اهت ّم بتعلّم ما يتاج إليه من آداب ماطبات الكبار‪،‬‬ ‫وجوابات ما يَعرض ف الحاورات وما يلّ له من الضيافات والدايا وما ل يَحلّ‪ ،‬وما يَجب عليه من‬ ‫مراعاة النصيحة وإظهار ما يُبطنه وعدم الغشّ والِداع والنفاق‪ ،‬والذر من التسبّب إل مقدمات الغدر‬ ‫أو غيه ما يرم وغي ذلك‪.‬‬ ‫وإن كان وكيلً أو عاملً ف قراض أو نوه تعلّم ما يَحتاج إليه ما يَجوز أن يشتريه وما ل يوز‪ ،‬وما‬ ‫يَجوز أن يبي َع به وما ل يوز‪ ،‬وما يوز التصرّف فيه وما ل يوز‪ ،‬وما يُشترط الِشهاد فيه وما يب وما‬ ‫يشترط فيه ول يب‪ ،‬وما يوز له من السفار وما ل يوز‪.‬‬ ‫وعلى جيع الذكورين أن يتعلّم مَن أراد منهم ركوبَ البحر الالَ الت يوز فيها ركوبَ البحر‪ ،‬والال‬ ‫الت ل يوز‪ ،‬وهذا كلّه مذكور ف كتب الفقه ل يليق بذا الكتاب استقصاؤه‪ ،‬وإنا غرضي هنا بيانُ‬ ‫الذكار خاصة‪ ،‬وهذا التعلّم الذكور من جلة الذكار كما ق ّدمْته ف أول هذا الكتاب‪ ،‬وأسألُ اللّه‬ ‫التوفيقَ وخاتة الي ل ولحبائي والسلمي أجعي‪.‬‬ ‫ج من بيتِه‪.‬‬ ‫بابُ أذكارِه عندَ إرادتِه الرو َ‬ ‫يُستحبّ له عند إرادتِه الروجَ أن يصلّي ركعتي ‪:‬‬ ‫‪ 1/519‬لديث الُ ْطعِم (‪()2‬ف الصل القطم قال الافظ‪ :‬هو سه ٌو نشأ عن تصحيف إنا هو‬ ‫الُ ْطعِم‪ ،‬بسكون الطاء وكسر العي‪ .‬الفتوحات الربانية ‪ )5/105‬بن القدام الصنعان (ف الصل‬ ‫الصحاب قال الافظ‪ ،‬إنا هو الصنعان‪ ،‬نسبة إل صنعاء دمشق‪ ،‬وقيل‪ :‬بل إل صنعاء اليمن‪ ،‬ث توّل‬ ‫إل الشام‪ .‬وكان ف عصر صغار الصحابة‪ ،‬ول يثبت له ساع من صحاب‪ ،‬بل أرسله عن بعضهم‪ ،‬وجلّ‬ ‫روايته عن التابعي؛ كمجاهد والسن‪(" )...‬ف الصل القطم قال الافظ‪ :‬هو سهوٌ نشأ عن تصحيف‬ ‫إنا هو الُ ْطعِم‪ ،‬بسكون الطاء وكسر العي‪ .‬الفتوحات الربانية ‪ )5/105‬بن القدام الصنعان (ف‬ ‫الصل الصحاب قال الافظ‪ ،‬إنا هو الصنعان‪ ،‬نسبة إل صنعاء دمشق‪ ،‬وقيل‪ :‬بل إل صنعاء اليمن‪ ،‬ث‬ ‫‪211‬‬

‫توّل إل الشام‪ .‬وكان ف عصر صغار الصحابة‪ ،‬ول يثبت له ساع من صحاب‪ ،‬بل أرسله عن بعضهم‪،‬‬ ‫وج ّل روايته عن التابعي؛ كمجاهد والسن‪(" )...‬ف الصل القطم قال الافظ‪ :‬هو سه ٌو نشأ عن‬ ‫تصحيف إنا هو الُ ْطعِم‪ ،‬بسكون الطاء وكسر العي‪ .‬الفتوحات الربانية ‪ )5/105‬بن القدام الصنعان‬ ‫(ف الصل الصحاب قال الافظ‪ ،‬إنا هو الصنعان‪ ،‬نسبة إل صنعاء دمشق‪ ،‬وقيل‪ :‬بل إل صنعاء‬ ‫اليمن‪ ،‬ث توّل إل الشام‪ .‬وكان ف عصر صغار الصحابة‪ ،‬ول يثبت له ساع من صحاب‪ ،‬بل أرسله عن‬ ‫بعضهم‪ ،‬وجلّ روايته عن التابعي؛ كمجاهد والسن‪ " )...‬رضي اللّه عنه‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬ما َخلّفَ أحَ ٌد ِعنْدَ َأهْلِهِ أ ْفضَلَ منْ رَ ْك َعتَيْ ِن يَرْ َك ُعهُما عنْ َدهُ ْم‬ ‫حيَ يُرِي ُد َسفَرا" رواه الطبان‪ .‬قال بعض أصحابنا‪ :‬يُستحبّ أن يقرأ ف الول منهما بعد الفاتة {قُلْ‬ ‫يا أّيهَا الكافِرُونَ} وف الثانية‪{ :‬قُ ْل ُهوَ اللّهُ أ َحدٌ}‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬يَقرأ ف الول بعد الفاتة {قُ ْل أعُوذُ‬ ‫ب النّاسِ}‪ .‬فإذَا سلّم قرأ آيةَ الكرسي‪ ،‬فقد جاء‪ :‬أن من قرأ آية‬ ‫ب الفَلَقِ} وف الثانية {قُ ْل أعُو ُذ بِرَ ّ‬ ‫بِرَ ّ‬ ‫الكرسي قبلَ خروجهِ من منلِه ل يصبْه شيءٌ يكرهُه حت يَرجع (‪ . )3‬ويُستحبّ أن يقرأ سورة {‬ ‫لِيلفِ ُق َرْيشٍ} فقد قال الِمام السيد الليل أبو السن القزوين‪ ،‬الفقيه الشافعي‪ ،‬صاحب الكرامات‬ ‫الظاهرة‪ ،‬والحوال الباهرة‪ ،‬والعارف التظاهرة‪ :‬إنه أمان من كل سوء‪ .‬قال أبو طاهر بن جحشويه‪:‬‬ ‫ت سفرا وكنتُ خائفا منه فدخلتُ إل القزوين أسألُه الدعاءَ‪ ،‬فقال ل ابتداءً من ِقبَل نفسه‪ :‬مَن أرادَ‬ ‫أرد ُ‬ ‫سفرا فف ِزعَ من عدوّ أو وحش فليقرأ {لِيلفِ قُ َرْيشٍ} فإنا أمانٌ من كلّ سوء‪ ،‬فقرأتُها فلم يعرض ل‬ ‫عارض حت الن‪ .‬ويستحبّ إذا فرغ من هذه القراءة أن يدعو بإِخلص ورقّة‪ .‬ومن أحسن ما يقول‪:‬‬ ‫ش ّق َة َسفَرِي‪ ،‬وَارْزُ ْقنِي مِنَ‬ ‫ك أتَوَكّلُ؛ الّلهُمّ ذَلّلْ ل صعُوَب َة أمْرِي‪َ ،‬و َسهّ ْل عَليّ مَ َ‬ ‫ي َوعََليْ َ‬ ‫ك أسَْتعِ ُ‬ ‫الّلهُ ّم بِ َ‬ ‫ب اشْرَحْ ل صَدْرِي‪َ ،‬ويَسّرْ لِي أمْرِي‪ ،‬الّلهُمّ إن‬ ‫ف َعنّي كُ ّل شَرّ‪ .‬رَ ّ‬ ‫الَيْرِ أ ْكثَ َر مِمّا أطُْلبُ‪ ،‬وَاصْرِ ْ‬ ‫ت عَليّ َوعَلْيهِ ْم بِ ِه مِنْ آ ِخ َرةٍ َو ُدنْيا‪،‬‬ ‫ك وأ ْسَتوْ ِدعُكَ َنفْسِي وَدِينِي وأهْلِي وأقارِب وكُ ّل ما أْنعَ ْم َ‬ ‫حفِظُ َ‬ ‫أسْتَ ْ‬ ‫ي مِنْ ُك ّل سُوءٍ يا كَ ِريُ‪ .‬ويفتتح دعاءَه ويتمه بالتحميد للّه تعال‪ ،‬والصّلة والسلم على‬ ‫فا ْحفَ ْظنَا أجعَ َ‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؛ وإذا نضَ من جلوسه فليقلْ‪)4( :‬‬ ‫‪ 2/520‬ما رويناه عن أنس رضي اللّه عنه‪:‬أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ل يرد سفرا إل قال‬ ‫حي ينهض من جلوسه‪" :‬الّلهُمّ إَِليْكَ َتوَ ّجهْتُ‪َ ،‬وبِكَ ا ْعتَصَ ْمتُ؛ الّلهُ ّم اكْفن ما هَمّن َومَا ل َأهْتَمّ لَهُ‪،‬‬ ‫خيْ ِر أْينَمَا َتوَ ّج ْهتُ"‪)5(.‬‬ ‫الّلهُمّ َزوّ ْدنِي الّت ْقوَى‪ ،‬وَا ْغفِرْ ل َذْنبِي َووَ ّج ْهنِي ِللْ َ‬ ‫بابُ أذْكَارِه إذا خَرَج‪َ.‬‬ ‫‪212‬‬

‫قد تق ّدمَ ف أول الكتاب ما يقولُه الارجُ من بيته‪ ،‬وهو مُستحبّ للمسافر‪ ،‬ويُستحبّ له الِكثار منه‪،‬‬ ‫ويُستحبّ أن يودّع أهله وأقاربَه وأصحابَه وجيانه‪ ،‬ويسألم الدعاء له ويدعو لم‪.‬‬ ‫‪ 1/521‬وروينا ف مسند الِمام أحد بن حنبل وغيه‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهماعن رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‪" :‬إنّ اللّه تَعال إذا ا ْستُو ِدعَ َشيْئا َحفِظَهُ"‪)6(.‬‬ ‫‪ 2/522‬وروينا ف كتاب ابن السن وغيه‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪،‬عن رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫خلّفُ‪ :‬أسَْتوْ ِد ُعكُمُ اللّ َه الّذي ل َتضِي ُع َودَاِئعُهُ"‪)7(.‬‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ أَرَادَ أ ْن يُسافِرَ َف ْلَيقُلْ ِلمَ ْن يُ َ‬ ‫‪ 3/523‬وروينا عن أب هريرة أيضا‪،‬عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إذا أرَاد أحَدُكُم‬ ‫َسفَرا فَ ْلُيوَ ّدعْ إ ْخوَانَهُ‪ ،‬فإنّ اللّ َه تَعال جاعِلٌ فِي دُعاِئهِمْ َخيْرا"‪.‬‬ ‫والسنّة أن يقول له مَن يودّعه‪:‬‬ ‫‪ 4/524‬ما رويناه ف سنن أب داود‪ ،‬عن قزعة قال‪:‬قال ل ابن عمرَ رضي اللّه عنهما‪ :‬تعال أُودّعك‬ ‫كما ودّعن رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬أ ْسَتوْ ِدعُ اللّهَ دِينَكَ وأماَنتَكَ وَ َخوَاتِيمَ عَ َملِكَ"‪)8(.‬‬ ‫قال الِمام الطاب‪ :‬المانة هنا‪ :‬أهله ومن يلفه ومالُه الذي عند أمينه‪ .‬قال‪ :‬وذكر الدّين هنا لن السفر‬ ‫مظنّة الشقة‪ ،‬فربا كان سببا لِهال بعض أمور الدين‪ .‬قلتُ‪ :‬قَزعة بفتح الزاي وإسكانا‪.‬‬ ‫‪ 5/525‬ورويناه ف كتاب الترمذي أيضا عن نافع عن ابن عمر قال‪:‬كان النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫إذا ودّع رجلً أخذ بيده فل يدعها حت يكون الرجل هو الذي يدعُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪،‬‬ ‫ويقولُ‪" :‬أ ْسَتوْ ِدعُ اللّهَ دِينَكَ وأماَنتَكَ وآ ِخ َر عَمَلِكَ"‪)9(.‬‬ ‫‪ 6/526‬ورويناه أيضا ف كتاب الترمذي عن سال؛أن ابن عمر كان يقول للرجل إذا أراد سفرا‪ :‬ا ْدنُ‬ ‫منّي أُودّعك كما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يودّعنا‪ ،‬فيقول‪" :‬أ ْستَوْ ِدعُ اللّهَ دِينَكَ وأمانَتَكَ‬ ‫وَ َخوَاتِي َم عَمَلِكَ" قال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪)10( .‬‬ ‫‪ 7/527‬وروينا ف سنن أب داود وغيه‪ ،‬بالِسناد الصحيح‪ ،‬عن عبد اللّه بن زيد الَطْ ِم ّي الصحاب‬ ‫رضي اللّه عنه قال‪:‬كان النبّ صلى اللّه عليه وسلم إذا أراد أن يودّع اليش قال‪" :‬أسَْتوْ ِدعُ اللّهَ دِيَنكُمْ‬ ‫وأماَنَتكُمْ َو َخوَاتِي َم أعْماِلكُمْ"‪)11(.‬‬ ‫‪213‬‬

‫‪ 8/528‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن أنس رضي اللّه قال‪:‬جاء رجل إل النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫فقال‪ :‬يارسول اللّه إن أُريد سفرا فزوّدن‪ ،‬فقال‪َ " :‬زوّ َدكَ اللّ ُه التّ ْقوَى" قال‪ :‬زِدن‪ ،‬قال‪َ " :‬و َغفَرَ َذْنبَكَ"‬ ‫ك الَيْرَ َحْيثُما ُكنْتَ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)12( .‬‬ ‫قال‪ :‬زدن‪ ،‬قال‪َ " :‬ويَسّرَ لَ َ‬ ‫ليْرِ‬ ‫ب طَلبهِ الوصّيةَ من أهلِ ا َ‬ ‫بابُ اسْتحبا ِ‬ ‫‪ 1/529‬روينا ف كتاب الترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه أن رجلً قال‪ :‬يا رسولَ‬ ‫ك بتَ ْقوَى اللّ ِه تَعال‪ ،‬وَالتّ ْكبِيِ على كُ ّل شَرَفٍ‪ ،‬فلما ولّى‬ ‫اللّه! إن أُريد أنْ أسافرَ فأوصن‪ ،‬قال‪" :‬عََليْ َ‬ ‫الرجلُ قال‪ :‬الّلهُ ّم اطْوِ لَ ُه البَعِيدَ‪ ،‬و َهوّ ْن عََليْهِ السّفَرَ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)13( .‬‬ ‫بابُ استحباب وصيّة الُقيم السافرَ بالدعاء له ف مواطن الي ولو كان القيم أفضل من السافر‬ ‫‪ 1/530‬روينا ف سنن أب داود والترمذي وغيها‪ ،‬عن عمرَ بن الطاب رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫استأذنتُ النبّ صلى اللّه عليه وسلم ف العمرة‪ ،‬فأ ِذنَ وقال‪" :‬ل َتنْسَنا يا أُ َخ ّي مِن دُعائِكَ" فقال كلمةً ما‬ ‫يسرّن أنّ ل با الدنيا‪ .‬وف رواية قال‪" :‬أشْرِكْنا يا أخِي ف دُعائِكَ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‬ ‫صحيح‪)14( .‬‬ ‫بابُ ما يقولُه إذا ركبَ داّبتَه‬ ‫ك وَالنْعامِ ما َترْ َكبُونَ ِلتَسْتَووا على ُظهُو ِر ِه ثُ ّم تَذْكُرُوا ِنعْ َمةَ َرّبكُمْ‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬وَ َجعَلَ َلكُ ْم مِ َن الفُلْ ِ‬ ‫إذَا ا ْسَت َويْتُ ْم عََليْ ِه َوَتقُولُوا ُسبْحا َن الّذي سَخّرَ لَنا هَذََا وَما ُكنّا لَ ُه ُمقْ ِرنِيَ ‪ ،‬وَإنّا إل َربّنا َل ُمْنقَِلبُونَ} (‬ ‫‪[ )15‬الزخرف‪12:‬ـ ‪]14‬‬ ‫‪ 1/531‬وروينا ف كتب أب داود والترمذي والنسائي‪ ،‬بالسانيد الصحيحة‪،‬عن عل ّي بن ربيعة قال‪:‬‬ ‫ت عليّ بن أب طالب رضي اللّه عنه أُت بدابّة ليكَبها‪ ،‬فلما وضعَ رجلَه ف الرّكاب قال‪ :‬بِاسْمِ‬ ‫شهد ُ‬ ‫ي َوِإنّا إل َربّنا‬ ‫اللّه‪ ،‬فلما استوى على ظهرها قال {الَمْدُ لِلّهِ الّذي سَخّرَ لَنا هَذَا َومَا ُكنّا لَ ُه ُمقْ ِرنِ َ‬ ‫لَ ُمْنقَِلبُونَ} ث قال‪ :‬الَ ْمدُ لِلّهِ ثلث مرات‪ ،‬ث قال‪ :‬اللّهُ أكْبَ ُر ثلث مرات‪ ،‬ث قال‪ُ :‬سبْحانَك إن ظَلَ ْمتُ‬ ‫ي شيء‬ ‫ضحِكَ! فقيل‪ :‬يا أمي الؤمني‪ ,‬من أ ّ‬ ‫َنفْسِي فا ْغفِرْ ل‪ ،‬إنّ ُه ل َيغْفِرُ ال ّذنُوبَ إِ ّل أنْتَ‪ ،‬ث َ‬ ‫ضحِكَ! فقلتُ‪ :‬يا رسولَ اللّه‪,‬‬ ‫ت النبّ صلى اللّه عليه وسلم فعل مثلَ ما فعلتُ ث َ‬ ‫ضحكت؟ قال‪ :‬رأي ُ‬ ‫جبُ مِ ْن عَبْ ِدهِ إذَا قالَ‪ :‬ا ْغفِرْ ل ُذنُوب‪َ ،‬يعْلَ ُم أنّهُ ل‬ ‫ك ُسبْحَانَ ُه َيعْ َ‬ ‫ي شيء ضحكت؟ قال‪" :‬إنّ َربّ َ‬ ‫من أ ّ‬ ‫‪214‬‬

‫ب َغيْرِي" هذا لفظ رواية أب داود‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪ .‬وف بعض النسخ‪ :‬حسن‬ ‫َيغْفِرُ ال ّذنُو َ‬ ‫صحيح‪)16( .‬‬ ‫‪ 2/532‬وروينا ف صحيح مسلم ف كتاب الناسك‪ ،‬عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما؛أن‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا استوى على بعيه خارجا إل سفر كبّر ثلثا‪ ،‬ث قال‪ُ " :‬سبْحانَ‬ ‫الّذي سَخّرَ لَنا هَذَا وَما ُكنّا لَ ُه ُمقْرِنيَ‪َ ،‬وِإنّا إل َرّبنَا لَ ُمْنقَِلبُونَ‪ .‬الّلهُ ّم إنّا نَسألُكَ فِي سفَ ِرنَا هَذَا البِرّ‬ ‫وَالّت ْقوَى‪َ ،‬ومِ ْن العَمَ ِل ما تَرْضَى‪ ،‬الّلهُ ّم َهوّن عََليْنا َسفَ َرنَا هَذَا‪ ،‬وَاطْ ِو َعنّا ُبعْ َدهُ‪ .‬الّلهُ ّم أْنتَ الصّا ِحبُ فِي‬ ‫سفَ ِر وكآَب ِة الَنْ َظ ِر َوسُوءِ الُْنقََلبِ ف الَالِ‬ ‫السّفَرِ وَالَلِي َفةُ ف الهْلِ‪ .‬الّل ُهمّ إن أعُو ُذ بِكَ مِنْ وَعْثاءِ ال ّ‬ ‫والهْلِ‪ .‬وإذا رَجع قالنّ وزاد فيهنّ‪ :‬آِيبُو َن تائبُونَ عابدُونَ ل َربّنَا حامِدُون" هذا لفظ رواية مسلم‪ .‬زاد أبو‬ ‫داود (‪)17‬‬ ‫‪ 3/533‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عبد اللّه بن َسرْ ِجسَ رضي اللّه عنه قال‪:‬كان رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم إذا سافر يتعوّذ من َوعْثَاءِ السفر‪ ،‬وكآبة النقلب‪ ،‬والَوْ ِر بعد الكَوْن‪ ،‬ودعوة الظلوم‪،‬‬ ‫وسوء النظر ف الهل والال‪)18( .‬‬ ‫‪ 4/534‬وروينا ف كتاب الترمذي وكتاب النسائي وكتاب ابن ماجه‪ ،‬بالسانيد الصحيحة‪ ،‬عن عبد‬ ‫ت الصّا ِحبُ‬ ‫اللّه بن سَرْجِس رضي اللّه عنه قال‪:‬كان النبّ صلى اللّه عليه وسلم إذا سافر يقول‪" :‬الّل ُه ّم أنْ َ‬ ‫لوْ ِر َبعْدَ‬ ‫ك مِ ْن َوعْثاءِ السّفَ ِر وكآَبةِ ا ُلْنقََلبِ‪َ ،‬ومِ َن ا َ‬ ‫سفَ ِر وَالَلِي َفةُ فِي الهْلِ؛ الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِ َ‬ ‫فِي ال ّ‬ ‫ال َك ْونِ‪َ ،‬ومِنْ َد ْعوَةِ الَ ْظلُومِ‪َ ،‬ومِ ْن سُوءِ ا َلنْظَرِ فِي الهْلِ وَالَالِ"‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ويروى‪ :‬الور بعد الكوْر أيضا(‪)19‬‬ ‫قلت‪ :‬ورواية النون أكثر‪ ،‬وهي الت ف أكثر أصول صحيح مسلم‪ ،‬بل هي الشهورة فيها‪ .‬والوَعْثاء بفتح‬ ‫الواو وإسكان العي وبالثاء الثلثة وبالدّ‪ :‬هي الشِدّة‪ .‬والكآبة بفتح الكاف وبالدّ‪ :‬هو تغيّر النفس من‬ ‫حزن ونوه‪ ,‬النقلب‪ :‬الرجع‪.‬‬ ‫ب سفينةً‬ ‫بابُ ما يَقولُ إذا رَ ِك َ‬ ‫جرَاهَا َومُرْساها (‪ ()20‬مَجْراها ومَرْساها بفتح اليمي‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬وَقالَ ارْ َكبُوا فيها بِسْمِ اللّ ِه مَ ْ‬ ‫وضمّهما مع المالة وعدمها‪ ،‬مصدران؛ أي جريها ورسيها‪ ،‬أي منتهى سيها) "( مَجْراها ومَرْساها‬ ‫‪215‬‬

‫بفتح اليمي وضمّهما مع المالة وعدمها‪ ،‬مصدران؛ أي جريها ورسيها‪ ،‬أي منتهى سيها) "( َمجْراها‬ ‫ومَرْساها بفتح اليمي وضمّهما مع المالة وعدمها‪ ،‬مصدران؛ أي جريها ورسيها‪ ،‬أي منتهى سيها) "‬ ‫( مَجْراها ومَرْساها بفتح اليمي وضمّهما مع المالة وعدمها‪ ،‬مصدران؛ أي جريها ورسيها‪ ،‬أي منتهى‬ ‫سيها) "( مَجْراها ومَرْساها بفتح اليمي وضمّهما مع المالة وعدمها‪ ،‬مصدران؛ أي جريها ورسيها‪،‬‬ ‫ك وَالنْعامِ ما َترْ َكبُونَ} [‬ ‫أي منتهى سيها) " } [هود‪ ]41:‬وقال اللّه تعال‪{ :‬وَ َجعَلَ َلكُ ْم مِ َن الفُلْ ِ‬ ‫الزخرف‪ ]12:‬اليتي‪.‬‬ ‫‪ 1/535‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن السي بن عليّ رضي اللّه عنهما قال‪:‬قال رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم‪" :‬أمانٌ ُل ّمتِي مِ َن الغَ َرقِ إذَا رَ ِكبُوا أنْ َيقُولُوا‪{ :‬بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا ومُ ْرسَاها‪ ،‬إنّ ربّي‬ ‫َل َغفُورٌ رَحِيمٌ} [هود‪َ { ]41:‬ومَا َقدَرُوا اللّه حَقّ قَ ْد ِرهِ} [الزمر‪ ]67:‬الية" هكذا هو ف النسخ "إذا‬ ‫ركبوا" ل يقل السفينة‪)21( .‬‬ ‫ب الدعاء ف السفر‬ ‫بابُ استحبا َ‬ ‫‪ 1/536‬روينا ف كتب أب داود والترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول‬ ‫ت ل شَكّ فِيهِنّ‪َ :‬د ْع َوةُ الَظْلُومِ‪ ،‬وَ َد ْعوَ ُة الُسافِرِ‪،‬‬ ‫ستَجابا ٌ‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ثَلثُ َد َعوَاتٍ مُ ْ‬ ‫وَ َد ْع َوةُ الوَالِ ِد على وَلَ ِدهِ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪ ،‬وليس ف رواية أب داود "على ولده"‪)22(.‬‬ ‫باب تكبي السافر إذا صعد الثّنايا وشبهها وتسبيحه إذا هَبَطَ الودية ونوها‬ ‫صعِ ْدنَا َكبّ ْرنَا‪ ،‬وإذا نزلنا‬ ‫‪ 1/537‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن جابر رضي اللّه عنه قال‪:‬كنّا إذا َ‬ ‫سبّحنا‪)23( .‬‬ ‫‪ 2/358‬وروينا ف سنن أب داود ف الديث الصحيح الذي قدّمناه ف باب ما يقولُ إذا ركبَ دابّته‪،‬‬ ‫عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال‪ :‬كان النبّ صلى اللّه عليه وسلم وجيوشُه إذا عَلَوا الثنايا كبّروا‪ ،‬وإذا‬ ‫هَبَطوا سبّحُوا‪)24( .‬‬ ‫‪ 3/539‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال‪:‬كان النبّ صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم إذا َقفَل من الجّ أو العمرة ـ قال الراوي‪ :‬ول أعلمه إل قال‪ :‬الغزو ـ كلما أوف على‬ ‫ثنية أو َفدْفَ ٍد كبّ َر ثلثا ث قال‪" :‬ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه وَحْ َد ُه ل شَرِيكَ لَهُ‪ ،‬لَهُ الُلْكُ‪ ،‬وَلَ ُه الَمْ ُد َو ُه َو عَلَى كُلّ‬ ‫‪216‬‬

‫ص َدقَ اللّ ُه َوعْ َدهُ‪َ ،‬وَنصَ َر عَبْ َدهُ‪َ ،‬وهَ َزمَ الحْزَابَ‬ ‫َشيْءٍ قَدِيرٌ‪ ،‬آيِبُونَ عابِدُونَ‪ ،‬ساجِدُونَ ِل َربّنا حامِدُونَ‪َ ،‬‬ ‫وَحْ َدهُ" هذا لفظ رواية البخاري‪ ،‬ورواية مسلم مثله إل أنه ليس فيها "ول أعلمه إل قال الغزو" وفيها "‬ ‫إذا قفل من اليوش أو السرايا أو ال ّج أو العمرة"‪)25(.‬‬ ‫قلت‪ :‬قوله‪ :‬أوف‪ :‬أي ارتفع؛ وقوله‪ :‬فَدْفَد‪ ،‬هو بفتح الفاءين بينهما دال مهملة ساكنة وآخره دال‬ ‫أخرى‪ :‬وهو الغليظ الرتفع من الرض؛ وقيل الفلة الت ل شيء فيها؛ وقيل غليظ الرض ذات الصى؛‬ ‫وقيل اللد من الرض ف ارتفاع‪.‬‬ ‫‪ 4/540‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن أب موسى الشعري رضي اللّه عنه قال‪:‬كنّا مع النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬فكنّا إذا أشرفنا على وادٍ هلّلنا وكبّرْنا وارتفعتْ أصواتُنا‪ ،‬فقال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬‬ ‫سكُ ْم فإّنكُ ْم ل تَ ْدعُونَ أصَ ّم وَل غائِبا‪ ،‬إنّهُ َم َعكُ ْم إنّه سَمِيعٌ َقرِيبٌ"‪)26(.‬‬ ‫يا أّيهَا النّاسُ ا ْرَبعُوا على أنْفُ ِ‬ ‫قلتُ‪ :‬أرَبعُوا بفتح الباء الوحدة‪ ،‬معناه‪ :‬ارفقوا بأنفسكم‪.‬‬ ‫وروينا ف كتاب الترمذي الديث التقدم (‪ )27‬ف باب استحباب طلبه الوصية أن رسول اللّه صلى‬ ‫ك ِبَتقْوَى اللّه تَعال‪ ،‬وَالتّ ْكبِيِ على كُ ّل شَ َرفٍ"‪.‬‬ ‫اللّه عليه وسلم قال‪" :‬عََليْ َ‬ ‫‪ 5/541‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬كان النبّ صلى اللّه عليه وسلم إذا‬ ‫ك الَمْد على كُلّ حالٍ"‪)28(.‬‬ ‫عل شرفا من الرض قال‪" :‬الّل ُهمّ لكَ الشّرَفُ على كُ ّل شَرَفٍ‪ ،‬وَلَ َ‬ ‫بابُ النّهي عن البالغةِ ف رَفْ ِع الصّوْتِ بالتكبي ونوه‬ ‫فيه حديث أب موسى ف الباب التقدم‪.‬‬ ‫باب استحباب الُدَاء للسرعة ف السّي وتنشيط النفوس وترويها وتسهيل السّي عليها‬ ‫فيه أحاديث كثية مشهورة‪.‬‬ ‫باب ما يقول إذا انفلتت داّبتُهُ‬ ‫‪ 1/542‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه‪،‬عن رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬إذَا اْنفََلتَتْ داّبةُ أحَدِكُ ْم بأ ْرضِ فَلةٍ َف ْليُنادِ‪ :‬يا عِبادَ اللّه! ا ْحبِسُوا‪ ،‬يا عِبادَ اللّهِ! ا ْحبِسُوا‪،‬‬ ‫‪217‬‬

‫حبِسُهُ"(‪ .)29‬قلت‪ :‬حكى ل بعض شيوخنا الكبار ف العلم أنه‬ ‫فإنّ ِللّ ِه عَ ّز وَجَلّ ف ال ْرضِ حاصِرا سَيَ ْ‬ ‫ت أنا م ّرةً‬ ‫ف هذا الديث‪ ،‬فقاله؛ فحبسَها اللّه عليهم ف الال‪ .‬وكن ُ‬ ‫افلتت له دابّة أظنّها بغلة‪ ،‬وكان يَعر ُ‬ ‫مع جاعة‪ ،‬فانفلتت منها بيم ٌة وعجزوا عنها‪ ،‬فقلته‪ ،‬فوقفت ف الال بغيِ سببٍ سوى هذا الكلم‪.‬‬ ‫ص ْعبَةِ‬ ‫بابُ ما يقولُهُ على الدّاّبةِ ال ّ‬ ‫‪ 1/543‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن السيد الليل الجمع على جللته وحفظه وديانته وورعه‬ ‫ونزاهته وبراعته؛ أب عبد اللّه يُونس بن عُبيد بن دينار البصري التابعي الشهور‪ ،‬رحه اللّه قال‪ :‬ليس‬ ‫ت وَال ْرضِ‬ ‫رجل يكونُ على داب ٍة صعبةٍ فيقولُ ف ُأ ُذنِها {أََف َغيْرَ دِينِ اللّ ِه َيْبغُونَ‪ ،‬وَلَهُ أسْلَ َم مَنْ ف السّ َموَا ِ‬ ‫َطوْعا وكَرْها َوإِلَيْ ِه يُرْجَعونَ} [آل عمران‪ ]83 :‬إل وقفت بإذن اللّه تعال‪)30( .‬‬ ‫بابُ ما يقولُه إذا رأَى قري ًة يُريدُ دخولَها أول يريده‬ ‫‪ 1/544‬روينا ف سنن النسائي وكتاب ابن السن‪ ،‬عن صُهيب رضي اللّه عنه‪:‬أن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫سبْعِ وَما أظْلَ ْلنَ‪ ،‬وَالَرْضيِن‬ ‫وسلم ل يرَ قري ًة يُريد دخولَها إل قال حي يَراهَا‪" :‬الّلهُمّ رَبّ الس َموَاتِ ال ّ‬ ‫ح َومَا ذَ َريْنَ‪ ،‬أسألُكَ َخيْ َر هَ ِذهِ القَ ْرَي ِة وَ َخيْرَ‬ ‫ي َومَا أضَْللْنَ‪ ،‬وَرَبّ الرّيا ِ‬ ‫السّبْ ِع وَما أقَْللْنَ‪ ،‬وَرَبّ الشّياط ِ‬ ‫ك مِ ْن شَرّها َوشَ ّر أهْلها َوشَرّ ما فِيها"‪)31(.‬‬ ‫أهْلِها َو َخيْ َر ما فيها‪َ ،‬وَنعُو ُذ بِ َ‬ ‫‪ 2/545‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عائشةَ رضي اللّه تعال عنها قالت‪:‬كان رسولُ اللّه صلى‬ ‫ف على أرضٍ يُريد دخولَها قال‪" :‬الّلهُمّ إن أسألُكَ مِنْ َخيْ ِر هَ ِذ ِه وَ َخيْرِ ما‬ ‫اللّه عليه وسلم إذا أشر َ‬ ‫ك مِ ْن شَرّها َوشَرّ ما َج َمعْتَ فِيها‪ ،‬الّلهُمّ ارْزُقْنا َحيَاها‪َ ،‬وأَعِذْنا مِ ْن وَباهَا‪َ ،‬و َحبّبْنا‬ ‫جَ َم ْعتَ فِيها‪ ،‬وأعُو ُذ بِ َ‬ ‫إل أهِْلهَا‪ ،‬وَ َحّببْ صَالِحي أهْلِها إَِليْنا"‪)32(.‬‬ ‫ف ناسا أو غيَهم‬ ‫بابُ ما يَدعُو به إذا خا َ‬ ‫‪ 1/546‬روينا ف سنن أب داود والنسائي‪ ،‬بالِسناد الصحيح‪ ،‬ما قدّمناه من حديث أب موسى‬ ‫جعَلُك ف نُحُو ِرهِمْ‪،‬‬ ‫الشعري‪،‬أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا خافَ قوما قال‪":‬الّلهُ ّم إنّا نَ ْ‬ ‫ك مِ ْن شُرُو ِرهِمْ" ويُستحبّ أن يدعوَ معه بدعاء الكرب وغيه ما ذكرناه معه‪)33( .‬‬ ‫َونَعُو ُذ بِ َ‬ ‫بابُ ما يقولُ السافرُ إذا َت َغوّلَت الغِيلن‬ ‫‪218‬‬

‫‪ 1/547‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن جابر رضي اللّه عنه؛أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إذَا‬ ‫َتغَوَّلتْ َلكُمُ الغِيلن فَنادُوا بالذَان"‪)34(.‬‬ ‫قلت‪ :‬وال ِغْيلَنُ جنسٌ من ال ّن والشياطي وهم سَحَ َرتُُهم؛ ومعن تغوّلت‪ :‬تلوّنت ف صور؛ والراد ادفعوا‬ ‫شرّها بالذان‪ ،‬فإن الشيطانَ إذا سع الذان أدبر‪ .‬وقد قدّمنا ما يشبُه هذا ف باب ما يقولُ إذا عرضَ‬ ‫له شيطان‪ ،‬ف أوّل كتاب الذكار والدعوات للمور العارضات‪ ،‬وذكرنا أنه ينبغي أنه يشتغلَ بقراءة‬ ‫القرآن لليات الذكورة ف ذلك‪.‬‬ ‫بابُ ما يَقولُ إذا نز َل مَنلً‬ ‫‪ 1/548‬روينا ف صحيح مسلم وموطأ مالك وكتاب الترمذي‪ ،‬وغيها‪ ،‬عن خول َة بنتِ حكيم رضي‬ ‫اللّه عنها قالت‪:‬سعتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬مَ ْن نَزَ َل َمنْز ًل ثُمّ قالَ‪ :‬أعُو ُذ ِبكَلِماتِ اللّهِ‬ ‫ت مِ ْن شَ ّر مَا خَلَقَ‪ ،‬لَم يَضُ ّر ُه َشيْءٌ حَت َي ْرتَحِ َل مِ ْن َمنْزِلِهِ ذلكَ"‪)35(.‬‬ ‫التّامّا ِ‬ ‫‪ 2/549‬وروينا ف سنن أب داود وغيه‪ ،‬عن عبد اللّه بن عمر الطاب رضي اللّه عنهما قال‪:‬كان‬ ‫رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا سافَرَ فأقبلَ الليلُ قال‪" :‬يَا أ ْرضُ َربّي وَ َربّكِ اللّهُ‪ ،‬أعُوذُ باللّ ِه مِنْ‬ ‫لّيةِ‬ ‫ك مِ ْن أسَ ٍد وأسْوَدَ‪َ ،‬ومِنَ ا َ‬ ‫شَ ّر ِك َوشَرّ ما فِيكِ‪َ ،‬و َش ّر ما خُِلقِ فِيكِ‪َ ،‬وشَرّ ما يَدبّ عََليْكِ؛ أعُو ُذ بِ َ‬ ‫وَال َعقْرَبِ‪َ ،‬ومِ ْن ساكِ ِن البَلَ ِد َومِ ْن وَالِ ٍد وَما وََلدَ" (‪)36‬قال الطاب‪ :‬قوله "ساكن البلد" هم النّ الذين‬ ‫هم سكان الرض؛ والبلد من الرض‪ :‬ما كان مأوى اليوان وإن ل يكن فيه بناء ومنازل‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ويُحتمل أن يكون الراد بالوالد‪ :‬إبليس‪ ،‬وما ولد‪ :‬الشياطي‪ ،‬هذا كلم الطاب‪ ،‬والسود‪ :‬الشخص‪،‬‬ ‫فكل شخص يُسمى أسود‪.‬‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا رَجَ َع مِن سَف ِرهِ‬ ‫صعِدَ الثنايا‪.‬‬ ‫السنّة أن يقول ما قدّمناه ف حديث ابن عمر الذكور قريبا ف باب تكبي السافر إذا َ‬ ‫‪ 1/550‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬أقبلنا مع النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫أنا وأبو طلحة‪ ،‬وصفيّة رديفته على ناقته‪ ،‬حت إذا كنّا بظهر الدينة قال‪" :‬آِيبُو َن تاِئبُونَ عابِدُون لِ َربّنا‬ ‫حامِدُونَ" فلم يز ْل يقولُ ذلك حت قَ ِد ْمنَا الدينةَ‪)37( .‬‬

‫‪219‬‬

‫صبْح‬ ‫ب ما يقولُه السافرُ بع َد صلةِ ال ّ‬ ‫با ُ‬ ‫اعلم أن السافر يستحبّ له أن يقول ما يقوله غيه بعد الصبح‪ ،‬وقد تقدم بيانه (‪)38‬‬ ‫‪ 1/551‬ويُستحب له معه ما رويناه ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أب برزة رضي اللّه عنه قال‪:‬كان‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا صلّى الصبح ـ قال الراوي‪ :‬ل أعلم إلّ قال ف سفر ـ رفع صوته‬ ‫ي اّلتِي َجعَ ْلتَ‬ ‫صلِحْ ل دين الّذي َجعَ ْلتَ ُه عِصْ َم َة أمْرِي‪ ،‬الّلهُمّ أصْلِحْ ل ُدْنيَا َ‬ ‫حت يسمع أصحابه‪" :‬الّلهُمّ أ ْ‬ ‫صلِحْ ل آخِ َرتِي الت َجعَ ْلتَ إَِليْها َمرْجِعي ـ ثلث مرات ـ‬ ‫فِيها مَعاشِي ـ ثلثَ مرّات ـ الّلهُمّ أ ْ‬ ‫الّلهُ ّم أعُو ُذ بِرِضَا َك مِ ْن سُخْطِكَ؛ الّلهُ ّم أعُو ُذ بِكَ ـ ثلثَ مرّات ـ ل مانِعَ لِمَا َأعْ َطيْتَ‪ ،‬وَل ُمعْ ِطيَ لِمَا‬ ‫َمنَ ْعتَ‪ ،‬وَل َيْنفَعُ ذَا الَ ّد مِنكَ الَدّ"‪)39(.‬‬ ‫باب ما يقول إذا َرأَى بلدتَه‬ ‫الستحبّ أن يقو َل ما قدّمناه ف حديث أنس ف الباب الذي قبل هذا‪ ،‬وأن يقولَ ما قدّمناهُ ف باب ما‬ ‫يقولُ إذا رأى قرية‪ ،‬وأن يقول‪" :‬الّلهُمّ ا ْجعَلْ لَنا ِبهَا قَرَارا وَرِزْقا حَسَنا"‪)40( .‬‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا َق ِدمَ من سفرهِ فدخل بيتَه‬ ‫‪ 1/552‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‪:‬كان رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم إذا رجع من سفره‪ ،‬فدخلَ على أهله قال‪َ" :‬توْبا َتوْبا لِ َربّنا أوْبا‪ ،‬ل يُغادِرُ َحوْبا"‪)41(.‬‬ ‫قلت‪ :‬توبا توبا‪ :‬سؤال للتوبة‪ ،‬وهو منصوب إما على تقدير‪ :‬تب علينا‪ ،‬وإما على تقدير نسألك توبا‬ ‫توبا؛ وأوبا بعناه من آب إذا رجع‪ .‬ومعن ل يغادر‪ :‬ل يترك؛ و َحوْبا معناه‪ :‬إثا‪ ،‬وهو بفتح الاء‬ ‫وضمّها لغتان‪.‬‬ ‫ب ما يُقال لن َيقْ َدمُ من سفر‬ ‫با ُ‬ ‫يستحبّ أن يُقال‪ :‬الَمْد ِللّ ِه الّذِي سَلّمَكَ‪ ،‬أ ِو الَمْدُ ِللّ ِه الّذِي جَ َمعَ الشّمْ َل بِكَ‪ ،‬أو نو ذلك‪ ،‬قال اللّه‬ ‫تعال‪َ{ :‬لئِنْ َشكَ ْرتُمْ لزِي َدّنكُمْ}[إبراهيم‪ ]7:‬وفيه أيضا حديث عائشة رضي اللّه عنها الذكور ف الباب‬ ‫بعده‪.‬‬

‫‪220‬‬

‫ب ما يُقال لن َيقْ َدمُ من غزو‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/553‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪:‬كان رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ت بيده‪()42( ،‬ابن السن (‪ )537‬قال الافظ‪ :‬وأخرجه‬ ‫وسلم ف غزو‪ ،‬فلما دخل استقبلتُه فأخذ ُ‬ ‫مسلم والنسائي وأبو داود‪(" ).‬ابن السن (‪ )537‬قال الافظ‪ :‬وأخرجه مسلم والنسائي وأبو داود‪" ).‬‬ ‫(ابن السن (‪ )537‬قال الافظ‪ :‬وأخرجه مسلم والنسائي وأبو داود‪(" ).‬ابن السن (‪ )537‬قال‬ ‫الافظ‪ :‬وأخرجه مسلم والنسائي وأبو داود‪(" ).‬ابن السن (‪ )537‬قال الافظ‪ :‬وأخرجه مسلم‬ ‫والنسائي وأبو داود‪" ).‬فقلت‪ :‬الَ ْمدُ لِلّ ِه الّذي َنصَ َر َك وأعَ ّز َك وأكْ َرمَكَ‪.‬‬ ‫ب ما يُقال لن َيقْ َدمُ من حَ ّج وما يقولُه‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/554‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال‪:‬جا َء غلمٌ إل النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم فقال‪ :‬إن أُري ُد الجّ‪ ،‬فمشى معه رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال‪" :‬يا غُلمُ! َزوّ َدكَ اللّهُ‬ ‫ليْرِ‪ ،‬وَ َكفَا َك الَمّ" فلما رجع الغلم سلّم على النبّ صلى اللّه عليه وسلم فقال‪" :‬يا‬ ‫الّت ْقوَى‪َ ،‬ووَ ّجهَكَ ف ا َ‬ ‫ف َن َفقَتَكَ"‪)43(.‬‬ ‫غُلمُ! َقبِلَ اللّهُ َحجّكَ‪َ ،‬وغَفَرَ َذْنبَكَ‪ ،‬وأ ْخلَ َ‬ ‫‪ 2/555‬وروينا ف سنن البيهقي‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ج وَلِ َم ِن اسَْت ْغفَرَ لَهُ الاج" قال الاكم‪ :‬هو صحيحٌ على شرط مسلم‪)44( .‬‬ ‫وسلم‪" :‬الّلهُ ّم ا ْغفِرْ لِلْحا ّ‬ ‫•كتاب أذكار الكل والشّرب‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫بابُ ما يقولُ إذا قُرّب إليه طعامُه‬ ‫بابُ استحباب قول صاحب الطعام ِلضِْيفَانِه ‪ :‬كُلوا‬ ‫باب التسمية عند الك ِل والشّربِ‬ ‫بابُ ل يعيبُ الطعا َم والشرابَ‬ ‫بابُ جواز قوله‪ :‬ل أشتهي هذا الطعام‬ ‫بابُ مَدحِ الكلِ الطعامَ الذي يأك ُل منه‬ ‫بابُ ما يقولُه من َحضَرَ الطعا ُم وهو صائمٌ إذا ل يُفطر‬ ‫بابُ ما يقولُه مَن ُدعِي لطعامٍ إذا َتِبعَه غيُه‬ ‫بابُ وَعْظِ ِه وتأديبِهِ مَ ْن يُسيءُ ف أكلِه‬ ‫‪221‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫بابُ استحباب الكَلمِ على الطّعام‬ ‫بابُ ما يقولُ ُه ويفعلُه من يأك ُل ول يَشبعُ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا أكلَ مع صَاحبِ عَا َهةٍ‬ ‫بابُ استحباب قولِ صاحبِ الطّعام لضيفهِ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا فَ َرغَ من الطّعامِ‬ ‫بابُ دعاءِ الدع ّو والضيفَ لهلِ الطّعامِ إذا فَ َرغَ من أكلهِ‬ ‫بابُ دُعا ِء الِنسانِ لن َسقَاهُ ماءً أو لبنا ونوها‬ ‫ضيْفا‬ ‫بابُ دعا ِء الِنسان وتريضِه لن يُضيّفُ َ‬ ‫بابُ الثناءِ على مَنْ أكر َم ضيفَه‬ ‫بابُ استحباب ترحيب الِنسان بضيفه‬ ‫بابُ ما يقولُه بعدَ انصرافِه عن الطّعام‬

‫كتاب أذكار الكل والشّرب‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا قُرّب إليه طعامُه‬ ‫‪ 1/556‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما‪،‬‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم أنه كان يقول ف الطعام إذا ُقرّبَ إليه‪" :‬الّلهُمّ با ِركْ لَنا فِيما رَزَ ْقتَنا‪ ،‬وَقِنا‬ ‫عَذَابَ النّارِ‪ ،‬باسم اللّهِ"‪)1(.‬‬ ‫بابُ استحباب قول صاحب الطعام ِلضِْيفَانِه عن َد تقدي الطّعام‪ :‬كُلوا‪ ،‬أو ما ف مَعناه‬ ‫اعلم أنه يُستحبّ لصاحِب الطعام أن يقولَ لضيفه عند تقدي الطعام‪ :‬باسم اللّه‪ ،‬أو كُلوا‪ ،‬أو الصّلة‪ ،‬أو‬ ‫نو ذلك من العبارات الصرّحة بالِذن ف الشروع ف الكل‪ ،‬ول يب هذا القول‪ ،‬بل يكفي تقديُ‬ ‫الطعام إليهم‪ ،‬ولم الكل بجرّد ذلك من غي اشتراط لفظ‪ ،‬وقال بعض أصحابنا‪ :‬ل بدّ من لفظ‪،‬‬ ‫والصوابُ الوّل‪ ،‬وما ورد ف الحاديث الصحيحة من لفظ الِذن ف ذلك‪ :‬ممول على الستحباب‪.‬‬ ‫باب التسمية عند الك ِل والشّربِ‬

‫‪222‬‬

‫‪ 1/557‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عمر بن أب سلمة رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫قال ل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬سَمّ اللّهَ‪ ،‬وَكُ ْل ِبيَمِينِكَ"‪()2(.‬البخاري (‪ ، )5376‬ومسلم‬ ‫(‪ ، )2022‬والوطأ ‪ ،2/934‬وأبو داود (‪ ، )3777‬والترمذي (‪ ، )1858‬وابن ماجه (‬ ‫‪ ، )3267‬والنسائي (‪ . )278‬وتتمته‪ :‬وكُلْ ما يليكَ ‪(" ).‬البخاري (‪ ، )5376‬ومسلم (‬ ‫‪ ، )2022‬والوطأ ‪ ،2/934‬وأبو داود (‪ ، )3777‬والترمذي (‪ ، )1858‬وابن ماجه (‬ ‫‪ ، )3267‬والنسائي (‪ . )278‬وتتمته‪" :‬وكُلْ ما يليكَ"‪).‬‬ ‫‪ 2/558‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذَا أكَلَ أحَدُكُمْ َف ْليَذْكُ ِر اسْمَ اللّ ِه تَعال ف أوّلِهِ‪ ،‬فإ ْن نَسِ َي أنْ‬ ‫يَذْكُر اسْمَ اللّ ِه تَعال ف أوّلِهِ َف ْليَقُلْ‪ :‬باسم اللّ ِه أوّلَهُ وآخِ َرهُ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح(‪)3‬‬ ‫‪ 3/559‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن جابر رضي اللّه عنه قال‪ :‬سعتُ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم يقول‪" :‬إِذَا دَ َخلَ الرّجُ ُل َبْيتَهُ فَذَكَرَ اللّ َه تَعال عنْدَ دُخُولِ ِه وَعنْ َد طَعامِهِ‪ ،‬قالَ الشّيْطانُ‪ :‬ل َمبِيتَ‬ ‫شيْطانُ‪ :‬أ ْدرَ ْكتُمُ ا َلبِيتَ‪ ،‬وَإذَا لَ ْم يَذْكُرِ‬ ‫َلكُ ْم وَل عَشاءَ‪َ ،‬وإِذَا َدخَلَ فََل ْم يَذْكُرِ اللّ َه تَعال عنْدَ دُخُولِهِ قالَ ال ّ‬ ‫ت وَالعَشاء"‪)4(.‬‬ ‫اللّ َه تَعال ِعنْدَ طَعامِهِ قالَ‪ :‬أ ْدرَ ْكتُمُ ا َلبِي َ‬ ‫‪ 4/560‬وروينا ف صحيح مسلم أيضا‪ ،‬ف حديث أنس الشتمل على معجز ٍة ظاهرةٍ من معجزا ِ‬ ‫ت‬ ‫رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم لّا دعا ُه أبو طلحةَ وأُ ّم سُليم للطعام‪ ،‬قال‪ :‬ث قال النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم "ائْ َذنْ ِلعَشَ َرةٍ" فأذن لم‪ ،‬فدخلُوا فقال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬كُلُوا وسَمّوا اللّ َه تَعال" فأكلُوا‬ ‫حت فعلَ ذلك بثماني رجلً‪)5( .‬‬ ‫‪ 5/561‬وروينا ف صحيح مسلم أيضا‪ ،‬عن حذيفة رضي اللّه عنه قال‪ :‬كنّا إذا حض ْرنَا مع رسو ِل‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم طعاما ل نض ْع أيدينا حت يبدأ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيضعُ يدَه‪ ،‬وإنّا‬ ‫حضرنا معه مرّة طعاما فجاءت جارية كأنا تُدفعُ‪ ،‬فذهبتْ لتضعَ يدَها ف الطعام فأخذَ رسولُ اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم بيدها‪ ،‬ث جاءَ أعرابّ كأنا يُدَْفعُ‪ ،‬فأخ َذ بيدِه‪ ،‬فقال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إنّ‬ ‫ت ِبيَدِها‪،‬‬ ‫ستَحِ ّل ِبهَا‪ ،‬فأخَذْ ُ‬ ‫ستَحِلّ الطّعامَ أ ْن ل يُذْكَ َر اسْمُ اللّه عََليْه‪ ،‬وأنّهُ جا َء بَ ِذ ِه الا ِرَيةِ ِليَ ْ‬ ‫الشّيْطا َن يَ ْ‬

‫‪223‬‬

‫ستَحِ ّل بِهِ‪ ،‬فأخَذْتُ بِيَ ِدهِ‪ ،‬وَالّذي َنفْسِي ِبيَدِه إنّ يَ َدهُ ف يَدِي مَ َع يَ ِدهِما" ث ذكر‬ ‫فَجا َء بذا العْراِبيّ ِليَ ْ‬ ‫اسم اللّه تعال وأكل‪)6( .‬‬ ‫شيّ الصحاب رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫‪ 6/562‬وروينا ف سنن أب داود والنسائي‪ ،‬عن أميّة بن َمخْ ِ‬ ‫كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالسا ورج ٌل يأكلُ‪ ،‬فلم يُسمّ حت ل يبقَ من طعامه إل لقمة‪،‬‬ ‫فلما رفعها إل فِيه قال‪ :‬باسم اللّه أوّله وآخرُه‪ ،‬فضحكَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم ث قال‪" :‬ما زَالَ‬ ‫شيّ‪ ،‬بفتح اليم وإسكان الاء‬ ‫ت مَخْ ِ‬ ‫الشّيْطا ُن يأكُ ُل َمعَهُ‪ ،‬فََلمّا ذَ َكرَ اسْمَ اللّ ِه ا ْسَتقَاءَ ما ف بَ ْطنِهِ" (‪)7‬قل ُ‬ ‫وكسر الشي العجمتي وتشديد الياء؛ وهذا الديث ممول على أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم ل يعلمْ‬ ‫تركَه التسمية إل ف آخر أمره‪ ،‬إذ لو علم ذلك ل يسكتْ عن أمره بالتسمية‪.‬‬ ‫‪ 7/563‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عائشةَ رضي اللّه عنها قالت‪ :‬كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم يأكلُ طعاما ف ستة من أصحابه‪ ،‬فجاء أعرابّ فأكلَه بلقمتي‪ ،‬فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪" :‬أما إنّهُ َل ْو سَمّى َلكَفاكُمْ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪)8( .‬‬ ‫سيَ أ ْن يُسَ ّميَ‬ ‫‪ 8/564‬وروينا‪ ،‬عن جابر رضي اللّه عنه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَ ْن نَ ِ‬ ‫على طَعامِهِ‪ ،‬فَ ْلَيقْرأ‪ :‬قُ ْل ُهوَ اللّهُ أحَدٌ إذَا فَ َرغَ"‪)9(.‬‬ ‫قلت‪ :‬أجع العلماءُ على استحباب التسمية على الطعام ف أوّلِه‪ ،‬فإن تركَ ف أوله عامدا أو ناسيا أو‬ ‫مُكرها أو عاجزا لعارض آخر ث تكن ف أثناء أكلِه‪ ،‬استحبّ أن يسمّي للحديث التقدم ويقول‪ :‬باسم‬ ‫اللّه أوله وآخره‪ ،‬كما جاء ف الديث‪ .‬والتسميةُ ف شرب الاء واللب والعسل والرق وسائر الشروبات‬ ‫كالتسمية ف الطعام ف جيع ما ذكرناه‪ .‬قال العلماء من أصحابنا وغيهم‪ :‬ويُستحبّ أن يه َر بالتسمية‬ ‫ليكونَ فيه تنبيهٌ لغيه على التسمية وليُقتدى به ف ذلك‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫بابُ ل يعيبُ الطعا َم والشرابَ‬ ‫‪ 1/565‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬ما عابَ رسولُ اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم طعاما قطّ‪ ،‬إن اشتهاه أكلَه‪ ،‬وإن كرهَه تركَه‪ .‬وف رواية لسلم‪ :‬وإن ل يشتهه‬ ‫سكت‪)10( .‬‬

‫‪224‬‬

‫‪ 2/566‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن هُلْب (‪ )11‬الصحاب رضيَ اللّه عنه‬ ‫قال‪ :‬سعتُ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وسأله رجلٌ‪ :‬إن من الطعام طعاما أترّجُ منه؟ فقال‪" :‬ل‬ ‫ت بِهِ الّنصْرانِّيةَ"‪)12(.‬‬ ‫صدْ ِر َك َشيْءٌ ضَا َرعْ َ‬ ‫جنّ ف َ‬ ‫َيتَحَلّ َ‬ ‫قلتُ‪ :‬هُلْب بض ّم الاء وإسكان اللم وبالباء الوحدة‪ .‬وقوله َيتَحَلّجَنّ‪ ،‬هو بالاء الهملة قبل اللم واليم‬ ‫بعدها‪ ،‬هكذا ضبطه الروي والطاب والماهي من الئمة‪ ،‬وكذا ضبطناه ف أصول ساعنا سنن أب‬ ‫داود وغيه بالاء الهملة‪ ،‬وذكره أبو السعادات ابن الثي بالهملة أيضا‪ ،‬ث قال‪ :‬ويُروى بالاء العجمة‪،‬‬ ‫وها بعن واحد‪ .‬قال الطاب‪ :‬معناه ل يقع ف ريبة منه‪ .‬قال‪ :‬وأصله من اللج‪ :‬هو الركة‬ ‫ت النصرانية‪ :‬أي قاربتها ف الشبه‪ ،‬فالضارعة‪:‬‬ ‫والضطراب‪ ،‬ومنه َحلْجُ القطن‪ .‬قال‪ :‬ومعن ضارع َ‬ ‫القاربة ف الشبه‪.‬‬ ‫بابُ جواز قوله‪ :‬ل أشتهي هذا الطعام أو ما اعتدتُ أكله ونو ذلك إذا دعت إليه حاجةٌ‬ ‫ب لا‬ ‫‪ 1/567‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن خالد بن الوليد رضي اللّه عنه ف حديث الضّ ّ‬ ‫قدّموه مشويا إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فأهوى رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم بيده إليه‪،‬‬ ‫ضبّ يا‬ ‫ضبّ يا رسولَ اللّه! فرفعَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدَه‪ ،‬فقال خالد‪ :‬أحرام ال ّ‬ ‫فقالوا‪ :‬هو ال ّ‬ ‫رسول اللّه؟! قال‪" :‬ل‪ ،‬وََلكِنّهُ لَ ْم َيكُ ْن بِأ ْرضِ َقوْمي فأ ِج ُدنِي أعافُهُ"‪)13(.‬‬ ‫بابُ مَدحِ الكلِ الطعامَ الذي يأك ُل منه‬ ‫‪ 1/568‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن جابر رضي اللّه عنه؛ أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم سألَ أهلَه‬ ‫الُ ْدمَ‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما عندنا إلّ خَلّ‪ ،‬فدعا به فجع َل يأك ُل منه ويقول‪ِ" :‬نعْ َم الُ ْد ُم الَلّ‪ِ ،‬نعْ َم الُ ْد ُم الَلّ"‪(.‬‬ ‫‪)14‬‬ ‫بابُ ما يقولُه من َحضَرَ الطعا ُم وهو صائمٌ إذا ل يُفطر‬ ‫‪ 1/569‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هُريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫جبْ‪ ،‬فإنْ كانَ صَائِما ف ْليُصَلّ‪ ،‬وَإنْ كَا َن ُمفْطِرا َف ْليَ ْطعَمْ" قال العلماء‪ :‬معن‬ ‫وسلم‪" :‬إذَا ُدعِيَ أَحَدُكُمْ َف ْليُ ِ‬ ‫فليصل‪ :‬أي فلي ْدعُ‪)15( .‬‬

‫‪225‬‬

‫‪ 2/570‬وروينا ف كتاب ابن السن وغيه‪ ،‬قال فيه‪" :‬فإنْ كا َن ُمفْطِرا َف ْليَأكُلْ‪ ،‬وَإنْ كَانَ صَائِما دَعا‬ ‫لَ ُه بالبَرَ َكةِ"‪)16(.‬‬ ‫بابُ ما يقولُه مَن ُدعِي لطعامٍ إذا َتِبعَه غيُه‬ ‫‪ 1/571‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب مسعودٍ النصاري قال‪ :‬دعا رجلٌ النبّ صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم لطعا ٍم صنعَه له خامسَ خسةٍ‪ ،‬فتبعهُم رجلٌ‪ ،‬فلما بلغَ البابَ قال النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪ِ" :‬إنّ هَذَا اتَّبعَنا فإنْ ِشْئتَ َأنْ تأ َذنَ لَهُ‪َ ،‬وِإنْ ِشْئتَ َرجَعَ" قال‪ :‬بل آذنُ له يا رسولَ اللّه! (‪)17‬‬ ‫بابُ وَعْظِ ِه وتأديبِهِ مَ ْن يُسيءُ ف أكلِه‬ ‫‪ 1/572‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عمر بن أب سلمةَ رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫ت غلما ف حِجْر رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكانتْ يدي تطيشُ ف الصحفة‪ ،‬فقال ل رسولُ‬ ‫كن ُ‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬يا غُلمُ! سَمّ اللّه تعال‪ ،‬وكُ ْل ِبيَمينِكَ‪ ،‬وكُ ْل مِمّا يَلِيكَ" وف ِروَاية ف‬ ‫الصحيح قال‪ :‬أكلتُ يوما مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فجعلتُ آكلُ من نواحي الصحفة‪ ،‬فقال‬ ‫ل رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬كُ ْل مِمّا يَلِيكَ"‪ .‬قُلت‪ :‬قولُه تطِيشُ‪ ،‬بكسر الطاء وبعدها ياء مثناة‬ ‫من تت ساكنة‪ ،‬ومعناه‪ :‬تتحرّك وتتدّ إل نواحي الصحفة ول تقتصرُ على موضع واحد‪)18( .‬‬ ‫‪ 2/573‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن جبلةَ بن سحيم قال‪ :‬أصاَبنَا عامُ سَن ٍة مع ابن‬ ‫الزبي‪ ،‬فرزقنا‪ ،‬فكان عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما ي ّر بنا ونن نأكلُ‪ ،‬ويقولُ‪ :‬ل تقا ِرنُوا‪ ،‬فإن الن ّ‬ ‫ب‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم نى عن الِقران‪ ،‬ث يقول‪ :‬إ ّل أنْ يَسْتأ ِذنَ الرّجُلُ أخاهُ‪)19( .‬‬ ‫قلت‪ :‬قوله ل تقارنوا‪ :‬أي ل يأكل الرجل ترتي ف لقمة واحد‪.‬‬ ‫‪ 3/574‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن سلمة بن الكوع رضي اللّه عنه؛ أن رجلً أكل عن َد الن ّ‬ ‫ب‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم بشماله‪ ،‬فقال‪" :‬كُ ْل ِبيَ ِمْينِكَ" (‪ ، )20‬قال‪ :‬ل أستطيعُ‪ ،‬قال‪" :‬ل ا ْستَ َطعْتَ" (‬ ‫‪ ، )21‬ما منعه إل ال ِكبْر (‪ ، )22‬فما رفعها إل ِفيْه‪)23( .‬‬ ‫قلتُ‪ :‬هذا الرجل هو بُسر بضم الوحدة وبالسي الهملة‪ :‬ابن راعي العَي بالثناة وفتح العي‪ ،‬وهو‬ ‫صحاب‪ ،‬وقد أوضحتُ حالَه‪ ،‬وشرح صحيح مسلم" واللّه أعلم‪.‬‬ ‫‪226‬‬

‫بابُ استحباب الكَلمِ على الطّعام‬ ‫فيه حديث جابر (‪ )24‬الذي قدّمناه ف باب مدح الطعام‪ .‬قال الِمام أبو حامد الغزال ف "الِحياء"‪:‬‬ ‫من آداب الطعام أن يتحدّثوا ف حال أكله بالعروف‪ ،‬ويتحدّثوا بكايات الصالي ف الطعمة وغيها‪.‬‬ ‫بابُ ما يقولُ ُه ويفعلُه من يأك ُل ول يَشبعُ‬ ‫‪ 1/575‬روينا ف سنن أب داود وابن ماجه‪ ،‬عن وحشيّ بن حرب رضي اللّه عنه؛ أن أصحاب‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قالوا‪ :‬يا رسولَ اللّه! إنّا نأك ُل ول نشبعُ‪ ،‬قال‪" :‬فََلعَّلكُم َت ْفتَرِقُونَ‪ ،‬قالوا‪:‬‬ ‫نعم‪ ،‬قال‪ :‬فا ْجتَ ِمعُوا على طَعامِكُمْ واذْ ُكرُوا اسْمَ اللّ ِه ُيبَا َركْ َلكُمْ فيه"‪)25(.‬‬ ‫ب عَا َهةٍ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا أكلَ مع صَاح ِ‬ ‫‪ 2/576‬روينا ف سنن أب داود والترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن جابر رضي اللّه عنه؛ أن رسولَ اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم أخ َذ بيدِ مذو ٍم فوضعَها معه ف القَصعةِ‪ ،‬فقال‪" :‬كُلْ باسم اللّ ِه ِث َقةً بِاللّ ِه َوَتوَ ّكلً عََليْهِ"‪(.‬‬ ‫‪)26‬‬ ‫ب استحباب قولِ صاحبِ الطّعام لضيفهِ ومَنْ ف معناهُ إذا رفع يده من الطعام "كُلْ" وتكريرُه‬ ‫با ُ‬ ‫ذلك عليه ما ل يتحقّ ْق أنه اكتفى منه وكذلك يفعلُ ف الشرابِ والطّيبِ ونو ذلك‬ ‫اعلم أن هذا مُستحبّ‪ ،‬حت يُستحبّ ذلك للرجل مع زوجته وغيها من عيالِه‪ ،‬الذين يُتوهم منهم أنم‬ ‫رفعوا أيديهم ولم حاجةٌ إل الطعام وإن قلّت‪.‬‬ ‫وما يُستدّل به ف ذلك‪:‬‬ ‫‪ 1/577‬ما رويناهُ ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه ف حديثه الطويل الشتمل على‬ ‫ت ظاهرةٍ لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬لا اشتدّ جوعُ أب هريرة وقعدَ على الطريق يستقرىءُ‬ ‫معجزا ٍ‬ ‫مَن مَرّ به القرآن معرّضا بأن يُضيفه‪ ،‬ث بعثه رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم إل أهل الص ّفةِ فجاءَ بم‬ ‫فأرْواهم أجعيَ من قدحِ لبٍ‪ ،‬وذكر الديث إل أن قال‪ :‬قال ل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "‬ ‫َبقِيتُ أنا وَأنْتَ" قلتُ‪ :‬صَدقتَ يا رسولَ اللّه! قال‪" :‬اقْعُدْ فا ْشرَبْ" فقعدتُ فشربتُ‪ ،‬فقال‪" :‬اشْرَبْ"‬

‫‪227‬‬

‫فَشَ ِرْبتُ‪ ،‬فَمَا زَا َل َيقُو ُل اشْرَبْ‪ ،‬حت قلتُ‪ :‬ل‪ ،‬والذي بعثك بالقّ ل أجد له مَسْلَكا‪ ،‬قال‪ :‬فأرِن‪،‬‬ ‫ب الفضلةَ‪)27( .‬‬ ‫فأعطيته القدحَ فحمد اللّه تعال وسّى وشر َ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا َف َرغَ من الطّعامِ‬ ‫‪ 1/578‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أب أُمامةَ رضي اللّه عنه أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان‬ ‫ن َعنْهُ َربّنا" وف‬ ‫سَتغْ ً‬ ‫ع وَل مُ ْ‬ ‫إذا رفع مائدته قال‪" :‬الَمْدُ ِللّهِ َكثِيا َطيّبا مُبارَكا فِيهِ َغيْ َر َمكْف ّي وَل ُموَ ّد ٍ‬ ‫رواية "كان إذا َف َرغَ من طعامِه" وقال مرّة‪ :‬إذا رفع مائدته قال‪" :‬الَمْدُ لِلّ ِه الّذِي كَفانا وأ ْروَانا َغيْرَ‬ ‫َمكْ ِفيّ ول َم ْكفُورٍ"‪)28(.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬مكْفيّ بفتح اليم وتشديد الياء‪ ،‬هذه الرواية الصحيحة الفصيحة‪ ،‬ورواه أكثر الرواة بالمز وهو‬ ‫فاسد من حيث العربية‪ ،‬سواء كان من الكفاية أو من كفأت الِناء‪ ،‬كما ل يقال ف مقروء من القراءة‪:‬‬ ‫مقرىء‪ ،‬ول ف مرمىْ بالمز‪ .‬قال صاحب مطالع النوار ف تفسي هذا الديث‪ :‬الراد بذا الذكور كله‬ ‫الطعام‪ ،‬وإليه يعود الضمي‪ .‬قال الربّ‪ :‬فالكفيّ‪ :‬الِناء القلوب للستغاء عنه كما قال "غي مستغن‬ ‫عنه" أو لعدمه‪ ،‬وقوله غي مكفور‪ :‬أي غي محود نِعمَ اللّه سبحانه وتعال فيه‪ ،‬بل مشكورة‪ ،‬غي مستور‬ ‫العتراف با والمد عليها‪.‬‬ ‫وذهب الطاب إل أن الراد بذا الدعاء كله البارى سبحانه وتعال‪ ،‬وأن الضمي يعود إليه‪ ،‬وأن معن‬ ‫قوله غي مكفيّ‪ :‬أنه يُ ْطعِ ُم ول يُ ْطعَ ُم كأنه على هذا من الكفاية‪ ،‬وإل هذا ذهب غيه ف تفسي هذا‬ ‫الديث‪ :‬أي إن اللّه تعال مستغنٍ عن معي وظهي‪ ،‬قال‪ :‬وقوله ل مودّع‪ :‬أي غي متروك الطلب منه‬ ‫والرغبة إليه‪ ،‬وهو بعن الستغن عنه‪ ،‬وينتصب ربنا على هذا بالختصاص أو الدح أو بالنداء كأنه قال‪:‬‬ ‫يا ربنا اسع حدنا ودعاءنا‪ ،‬ومن رفعه قطعه وجعله خبا‪ ،‬وكذا قيده الصيلي كأنه قال‪ :‬ذلك ربّنا‪ :‬أي‬ ‫أنت ربنا‪ ،‬ويص ّح فيه الكسر على البدل من السم ف قوله المد للّه‪.‬‬ ‫وذكر أبو السعادات ابن الثي ف ناية الغريب نو هذا اللف متصرا‪ .‬وقال ومن رفع ربّنا فعلى‬ ‫البتداء الؤخر‪ :‬أي ربنا غي مكفيّ ول مودع‪ ،‬وعلى هذا يرفع غي‪ .‬قال‪ :‬ويوز أن يكون الكلم راجعا‬ ‫إل المد كأنه قال‪ :‬حدا كثيا غي مكفي ول مودّع ول مستغن عن هذا المد‪ .‬وقال ف قوله ول‬ ‫مودّع‪ :‬أي غي متروك الطاعة‪ ،‬وقيل هو من الوداع وإليه يرجع‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬

‫‪228‬‬

‫‪ 2/579‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪" :‬إنّ اللّه تعال َليَرْضَى عَ ِن ال َعبْدِ يأكُ ُل الكَْلةَ َفيَحْ َم ُدهُ عََليْها‪ ،‬ويَشْرَبُ الشّ ْرَبةَ َفيَحْمَ ُد ُه عََليْها"‪(.‬‬ ‫‪)29‬‬ ‫‪ 3/580‬وروينا ف سنن أب داود وكتاب "الامع" و"الشمائل" للترمذي‪ ،‬عن أب سعيد الدري‬ ‫رضي اللّه عنه؛‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا فَرَغ من طعامه قال‪" :‬الَ ْمدُ لِلّ ِه الّذي أ ْطعَ َمنَا َوسَقانا َو َجعَلَنا‬ ‫مُسْلِ ِميَ"‪)30(.‬‬ ‫‪ 4/581‬وروينا ف سنن أب داود والنسائي‪ ،‬بالِسناد الصحيح‪ ،‬عن أب أيوب خالد بن زيد‬ ‫النصاري رضي اللّه عنه قال‪ :‬كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا أكَلَ أو شَرِبَ قال‪" :‬الَمْدُ لِلّهِ‬ ‫الّذي أ ْطعَ َم َو َسقَى‪َ ،‬و َس ّوغَهُ‪ ،‬وَ َجعَلَ لَ ُه َمخْرَجا"‪)31(.‬‬ ‫‪ 5/582‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن معاذ بن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ أكَ َل طَعاما فَقالَ‪ :‬الَمْدُ لِلّ ِه الّذِي أ ْطعَ َمنِي هَذَا وَرَزََقنِيهِ مِ ْن‬ ‫غَيْرِ َحوْ ٍل ِمنّي وَلَ ُق ّوةٍ‪ُ ،‬غفِرَ لَ ُه ما َتقَ ّد َم مِنْ َذْنبِهِ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪ .‬قال الترمذي‪ :‬وف الب‬ ‫غ منه ـ عن عقبةَ بن عامر وأب سعيد وعائشة وأب أيوب وأب‬ ‫ـ يعن باب المد على الطعام إذا فر َ‬ ‫هريرة‪)32( .‬‬ ‫‪ 6/583‬وروينا ف سنن النسائي وكتاب ابن السن‪ ،‬بإسناد حسن‪ ،‬عن عبد الرحن بن جُبي التابعي؛‬ ‫بأنه حدّثه رجلٌ خدمَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم ثان سني أنه كان يسمعُ النبّ صلى اللّه عليه وسلم إذا‬ ‫ت وأقَْنْيتَ‬ ‫ت َو َسقَْيتَ وَأ ْغنَْي َ‬ ‫قَرّبَ إليه طعاما يقول‪" :‬باسم اللّهِ" فإذا فَرغَ من طعامه قال‪" :‬الّلهُ ّم أطْعَ ْم َ‬ ‫سنْتَ‪ ،‬فَلَكَ الَ ْمدُ على ما أعْ َطْيتَ"‪)33(.‬‬ ‫َوهَ َديْتَ وأحْ َ‬ ‫‪ 7/584‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما‪،‬‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم؛ أنه كان يقول ف الطعام إذا فرغَ‪" :‬الَ ْمدُ لِلّ ِه الّذي مَ ّن عََليْنا َوهَدَانا‪،‬‬ ‫وَالّذي أشَْبعَنا وَأ ْروَانا‪ ،‬وكُ ّل الِحْسا ِن آتانا"(‪)34‬‬ ‫‪229‬‬

‫‪ 8/585‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي وكتاب ابن السن‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذَا أكَلَ أحَدُكُ ْم طَعاما" وف رواية ابن السن "مَ ْن أطْعَمَهُ اللّهُ‬ ‫طَعاما فَ ْلَيقُلِ‪ :‬الّلهُمّ با ِركْ لَنا فِيهِ وأ ْطعِمْنا َخيْرا ِمنْهُ‪َ ،‬ومَ ْن سَقاهُ اللّهُ تعال َلبَنا فَ ْلَيقُلِ‪ :‬الّلهُمّ با ِركْ لَنا فِيهِ‬ ‫س َشيْءٌ ُيجْزِىءُ منَ الطّعا ِم وَالشّرَابِ َغيْرَ الّلبَنِ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)35( .‬‬ ‫وَزِدْنا ِمنْهُ‪ ،‬فإنّهُ َلْي َ‬ ‫‪ 9/586‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬بإسناد ضعيف‪ ،‬عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫س ثلثة أنفاسٍ يمد اللّه تعال ف كل‬ ‫كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا شرب ف الِناء تن ّف َ‬ ‫نفس‪ ،‬ويشكرُه ف آخره‪)36( .‬‬ ‫بابُ دعا ِء الدعوّ والضيفَ لهلِ الطّعامِ إذا َف َرغَ من أكلهِ‬ ‫‪ 1/587‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عبد اللّه بن بُسْرٍ ـ بضمّ الباء وإسكان السي الهملة ـ‬ ‫الصحابّ‪ ،‬قال‪ :‬نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على أب‪ :‬فقرّبنا إليه طعاما ووَ ْطَب ًة فأكل منها‪ ،‬ث‬ ‫أُتَ بتمر فكان يأكلُه ويُلقي الّنوَى بي أصبعيه ويم ُع السبّاَبةَ والوُسطى ـ قال شعبة‪ :‬هو ظن وهو فيه‬ ‫إن شاء اللّه تعال إلقا ُء النّوى بي الصبعي ـ ث أُت بشرابٍ فشربَه‪ ،‬ث ناولَه الذي عن يينه‪ ،‬فقال أب‪،‬‬ ‫وأخ َذ بلجامِ دابّته‪ :‬ادعُ اللّهَ لنا‪ ،‬فقال‪" :‬الّلهُمّ با ِركْ َلهُمْ فِيما َرزَ ْقَتهُمْ‪ ،‬وَا ْغفِرْ َلهُ ْم وَارْحَ ْمهُمْ"‪)37(.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬الوطبة بفتح الواو وإسكان الطاء الهملة بعدها باء موحدة‪ :‬وهي قربة لطيفة يكون فيها اللب‪.‬‬ ‫‪ 1/588‬وروينا ف سنن أب داود وغيه‪ ،‬بالِسناد الصحيح‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه؛ أن النبّ صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم جاء إل سعد بن عبادة رضي اللّه عنه‪ ،‬فجاء بب ٍز وزْيتٍ فأكل‪ ،‬ث قال النبّ صلى اللّه‬ ‫صّلتْ عََلْيكُ ُم الَلِئ َكةُ"‪)38(.‬‬ ‫عليه وسلم‪" :‬أفْطَ َر ِعنْدَكُ ُم الصّائِمُونَ‪ ،‬وأكَ َل طَعَا َمكُ ُم البْرَارُ‪ ،‬وَ َ‬ ‫‪ 3/589‬وروينا ف سنن ابن ماجه‪ ،‬عن عبد اللّه بن الزبي رضي اللّه عنهما قال‪ :‬أفطرَ رسولُ اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وآله وسلم عند سعد بن معاذ‪ ،‬فقال‪" :‬أفْطَ َر ِعنْدَكُ ُم الصّائِمُونَ" الديث‪)39( .‬‬ ‫قلتُ‪ :‬فهما قضيتان َج َرتَا لسعد بن عبادة وسعد بن معاذ‪.‬‬ ‫‪ 4/590‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن رجل عن جابر رضي اللّه عنه قال‪ :‬صن َع أبو اليثم بن الّتّيهَان‬ ‫للنبّ صلى اللّه عليه وسلم طعاما‪ ،‬فدعا النبّ صلى اللّه عليه وسلم وأصحابَه‪ ،‬فلما فرغوا‪ ،‬قال‪" :‬أثِيبُوا‬ ‫‪230‬‬

‫ب َشرَابُهُ‪،‬‬ ‫أخاكُمْ" قالوا‪ :‬يا رسول اللّه! وما إثابته؟ قال‪" :‬إنّ الرّجُلَ إذَا دُخ َل َبْيتُهُ فأُكِ َل طَعامُهُ َوشُرِ َ‬ ‫ك إثاَبتُهُ"‪)40(.‬‬ ‫فَ َد َعوْا لَهُ‪ ،‬فَذَلِ َ‬ ‫بابُ دُعاءِ الِنسانِ لن َسقَاهُ ما ًء أو لبنا ونوها‬ ‫‪ 1/591‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن القداد رضي اللّه عنه ف حديثه الطويل الشهور قال‪ :‬فرفع النبّ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم رأسَه إل السماء‪ ،‬فقال‪" :‬الّلهُمّ أ ْطعِ ْم مَ ْن أ ْطعَ َمنِي‪ ،‬وَاسْ ِق مَ ْن سَقانِي"‪)41(.‬‬ ‫‪ 2/592‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عمرو بن الَمِقِ رضيَ اللّه عنه؛ أنه سقى رسولَ اللّه صلى‬ ‫ت عليه ثانون سنةً ل يرَ شعر ًة بيضاء‪ )42( .‬قلت‪:‬‬ ‫اللّه عليه وسلم َلبَنا فقال‪ ":‬الّلهُمّ أمِْتعْهُ بِشَبابِه" فمرّ ْ‬ ‫الَمِق بفتح الاء الهملة وكسر اليم‪.‬‬ ‫‪ 3/593‬وروينا فيه‪ ،‬عن عمرو بن أخطب‪ ،‬بالاء العجمة وفتح الطاء رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫سقَى رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأتيتُه باء ف ججمة وفيها شعرة فأخرجتُها‪ ،‬فقال رسول اللّه‬ ‫اسْتَ ْ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬الّلهُمّ جَمّلْهُ" قال الراوي‪ :‬فرأيته ابن ثلث وتسعي أسود الرأس واللحية‪( .‬‬ ‫‪()43‬ابن السن (‪ )478‬وهو حديث حسن‪ ،‬أخرجه أحد وابن حبّان والاكم‪ .‬انظر الفتوحات‬ ‫الربانية ‪(" )5/255‬ابن السن (‪ )478‬وهو حديث حسن‪ ،‬أخرجه أحد وابن حبّان والاكم‪ .‬انظر‬ ‫الفتوحات الربانية ‪)5/255‬‬ ‫قلت‪ :‬الُمْجُمة بيمي مضمومتي بينهما ميم ساكنة‪ ،‬وهي قدح من خشب وجعها جاجم‪ ،‬وبه سي‬ ‫دير الماجم‪ ،‬وهو الذي كانت به وقعة ابن الشعث مع الجاج بالعراق‪ ،‬لنه كان يُعمل فيه أقداح من‬ ‫خشب‪ ،‬وقيل‪ :‬سي به لنه ُبنِي من جاجم القتلى لكثرة من قُتل‪.‬‬ ‫ضيْفا‬ ‫بابُ دعا ِء الِنسان وتريضِه لن يُضيّفُ َ‬ ‫‪ 1/594‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬جاء رجلٌ إل رسول‬ ‫ف هَذَا رَ ِحمَهُ اللّهُ" فقام‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليضيفَه فلم يك ْن عندَه ما يضيفُه‪ ،‬فقال‪" :‬أل َرجُ ٌل ُيضِي ُ‬ ‫رجل من النصار فانطلق به‪ .‬وذكر الديث‪)44( .‬‬ ‫ب الثنا ِء على مَنْ أكر َم ضيفَه‬ ‫با ُ‬ ‫‪231‬‬

‫‪ 1/595‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬جاء رجلٌ إل الن ّ‬ ‫ب‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم فقال‪ :‬إن مهودٌ‪ ،‬فأرسلَ إل بعض نسائِه فقالتْ‪ :‬والذي بعثكَ بالقّ ما عندي إل‬ ‫ف هَذَا الّليَْلةَ‬ ‫ماءٌ‪ ،‬ث أرسلَ إل أخرى فقالت مثلَ ذلك‪ ،‬حت قلنَ كلهنّ مثلَ ذلك‪ ،‬فقال‪" :‬مَ ْن يُضِي ُ‬ ‫رَ ِحمَهُ اللّهُ" فقام رجل من النصار فقال‪ :‬أنا يا رسولَ اللّه! فانطلقَ به إل رحلِه فقال لمرأته‪ :‬هل عندكِ‬ ‫ج وأريه أنّا‬ ‫شيءٌ؟ قالت‪ :‬ل‪ ،‬إل قوتُ صبيان‪ ،‬قال‪ :‬فعلّليهم بشيء‪ ،‬فإذا دخلَ ضيفُنا فأطفئي السرا َ‬ ‫نأكلُ‪ ،‬فإذا أهوى ليأك َل فقومي إل السّراجِ حت تطفئيه‪ ،‬فقعدُوا وأك َل الضيفُ‪ ،‬فلما أصبحَ غدا على‬ ‫ضيْ ِفكُما الّليَْلةَ" فأنزل اللّه تعال‬ ‫صْنعِكُما ِب َ‬ ‫جبَ اللّهُ مِنْ ُ‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فقال‪َ" :‬ق ْد عَ ِ‬ ‫صةٌ} [الشر‪)45( .]9:‬‬ ‫سهِ ْم وََل ْو كانَ ِبهِمْ َخصَا َ‬ ‫هذه الية { َوُيؤْثِرُونَ على أْنفُ ِ‬ ‫قلتُ‪ :‬وهذا ممولٌ على أن الصبيان ل يكونوا متاجي إل الطعام حاجة ضرورية‪ ،‬لن العادةَ أن الصبّ‬ ‫وإن كان شبعانا يطلبُ الطعامَ إذا رأى مَن يأكلُه‪ ،‬ويُحمل فع ُل الرجل والرأة على أنما آثرا بنصيبهما‬ ‫ضيفهما‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫ب استحباب ترحيب الِنسان بضيفه وحده اللّه تعال على حصوله ضيفا عنده وسروره بذلك‬ ‫با ُ‬ ‫وثنائه عليه لكونه جعلَه أهلً لذلك‬ ‫‪ 1/596‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬من طرق كثية‪ ،‬عن أب هريرة وعن أب ُش َريْحٍ الزاعيّ‬ ‫رضيَ اللّه عنهما؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَ ْن كانَ ُي ْؤمِنُ باللّ ِه وَالَي ْومِ ال ِخرِ فَ ْلُيكْ ِرمْ‬ ‫ضْيفَهُ"‪)46(.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ 2/597‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬خرجَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ت يومٍ ـ أو ليلةٍ ـ فإذا هو بأب بكر وعمر رضي اللّه عنهما‪ ،‬قال‪" :‬ما أخْرَ َجكُما مِنْ بُيُوتِكُما‬ ‫وسلم ذا َ‬ ‫هَ ِذهِ السّا َعةَ؟" قال‪ :‬الوع يا رسول اللّه! قال‪" :‬وأنا وَالّذي َنفْسِي ِبيَدِهِ لَ ْخرَجَن الّذي أخْ َر َجكُما‪،‬‬ ‫قُومُوا" فقاموا معه‪ ،‬فأتى رجلً من النصار‪ ،‬فإذا ليس هو ف بيته‪ ،‬فلما رأتْهُ الرأ ُة قالتْ‪ :‬مرحبَا وأهلً‪،‬‬ ‫فقالَ لا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬أيْنَ فُلنٌ؟" قالت‪ :‬ذهبَ يستعذبُ لنا من الاء‪ ،‬إذ جاء‬ ‫النصاريّ فنظر إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وصاحبيه‪ ،‬ث قال‪ :‬المد للّه‪ ،‬ما أح ٌد اليوم أكرمُ‬ ‫أضيافا منّي‪ .‬وذكر تام الديث‪)47( .‬‬ ‫ب ما يقولُه بع َد انصرافِه عن الطّعام‬ ‫با ُ‬ ‫‪232‬‬

‫‪ 1/598‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عائشةَ رضي اللّه عنها قالت‪ :‬قالَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫سوَ لَهُ ُقلُوبُكُمْ"‪)48(.‬‬ ‫وسلم‪" :‬أذِيبُوا طَعامَكُ ْم بِذِ ْكرِ اللّ ِه عَ ّز وَجَ ّل وَالصّلةِ‪ ،‬وَل تَنَامُوا عََليْهِ َفَتقْ ُ‬ ‫•كتاب السلم والستئذان‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫بابُ فضلِ السّل ِم والمرِ بإفشائه‬ ‫بابُ كيفيّة السّلم‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬السلم ثلثا‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬أقل السّلم‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يشترط أن يكون جواب السلم على الفور‬ ‫بابُ كراهة السلم بالشارة باليد‬ ‫سلَم‬ ‫بابُ ُحكْمِ ال ّ‬ ‫‪ ‬فصل ‪ :‬حكم من سلم على غيه من وراء ستار‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يستحب أن يرد على البلغ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬كيفية السلم على الصم‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬كيفية السلم على الصب‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬حكم تكرار السلم‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا تلقى رجلن فسلّم كلّ واح ٍد منهما على‬ ‫صاحبه دفعة‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا لقي إنسانا فقال البتدىء‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬السنّة أن السلّم يبدأ بالسلم قبل كل كلم‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬البتداء بالسلم أفضل‬ ‫ب فيها السّلمُ‬ ‫ح ّ‬ ‫بابُ الحوالِ الت يُستَ َ‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬الحوالُ الت يُكره فيها السلم‬ ‫بابُ مَن يُسلّمُ عليه ومن ل يُسلّ ُم عليه ومَ ْن يُر ّد عليه ومن ل يُ َردّ عليه‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬حكم السلم على أهل الذمّة‬ ‫‪ ‬فرع ‪ :‬إذا مرّ واحدٌ على جاعة فيهم‬ ‫مسلمون أو مسلم وكفّار‬ ‫‪233‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫ب فيه‬ ‫‪ ‬فرع ‪ :‬إذا كتب كتابا إل مشرك وكت َ‬ ‫سلما أو نوَه‬ ‫‪ ‬فرع ‪ :‬فيما يقولُ إذا عَادَ ذَميّا‪ .‬اعلم أن‬ ‫أصحابنا اختلفوا ف عيادة الذميّ‬ ‫ب منه‬ ‫ع َومَنْ اقترف ذنبا عظيما ول َيتُ ْ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬أما البتد ُ‬ ‫فينبغي أن ل يسلّم عليهم‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬وأما الصبيان فالسنّة أن يسلّم عليهم‪.‬‬ ‫بابٌ ف آدابٍ ومسائلَ من السّلم‬ ‫ص طائفة منهم‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا لقي رجلٌ جاعةً فأراد أن ي ّ‬ ‫بالسلم كره‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا مشى ف السوق أو الشوارع الطروقة كثيا ونو‬ ‫ذلك ما يكثر فيه التلقون‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا سلّمتْ جاعةٌ على رجل فقال‪ :‬وعليكم السلم‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا دخل إنسانٌ على جاعة قليلة يعمّهم سلمٌ واحد‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يستحبّ إذا دخل بيته أن يُسلّم وإن ل يكن فيه أحد‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا كان جالسا مع قوم ث قام ليفارقهم‪ ،‬فالسنّة أن‬ ‫يُسلّم عليهم‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا مرّ على واحد أو أكثر وغلبَ على ظنه أنه إذا‬ ‫سلّم ل يردّ عليه‬ ‫باب الستئذان‬ ‫ق الباب‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ينبغي إذا استأذن على إنسان بالسلم أو بد ّ‬ ‫فقيل له‪ :‬مَنْ أنتَ؟‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ل بأس أن يصف نفسه با يعرف إذا ل يعرفه‬ ‫الخاطب بغيه‬ ‫بابُ ف مسائل تتف ّرعُ على السّلم‬ ‫‪ ‬مسألة‪ :‬التحيّة عند الروج من المّام‬ ‫‪ ‬مسألة‪ :‬إذا ابتدأ الارّ المرور عليه فقال‪ :‬صبّحكَ اللّه بالي‬ ‫‪234‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا أراد تقبيل يد غيه‪ ،‬إن كان ذلك لزهده‬ ‫وصلحه أو علمه أو شرفه‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ول بأس بتقبيل وجه اليت الصال للتبّك‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ف الصافحة‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره حْنيُ الظهر ف كل حال لكل أحد‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إكرام الداخل بالقيام‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يستحبّ استحبابا متأكدا زيارة الصالي والِخوان‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ف استحباب طلب الِنسان من صاحبه الصال أن‬ ‫يزورَه‬ ‫ت العَاطسِ وحُكم التّثَاؤُب‬ ‫بابُ تَشْمِي ِ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬اتفق العلماء على أنه يُستحبّ للعاطس أن يقولَ‬ ‫عقب عطاسه‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا ل يمد العاطس ل يُشَ ّمتُ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا قال العاطسُ لفظا آخ َر غي المد للّه ل يستحقّ‬ ‫التشميت‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا عَ َطسَ ف صلته يُستحبّ أن يقول‪ :‬المد للّه‪،‬‬ ‫ويُسمع نفسَه‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬السنّة إذا جاءَه العطاسُ أن يضعَ يدَه أو ثوبَه أو نو‬ ‫ض صوتَه‬ ‫ذلك على فمه وأن يف َ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا تَك ّر َر العطاسُ من إنسان متتابعا‪ ،‬فالسنّة أن‬ ‫يشمّته لكل مرّة إل أن يبلغ ثلث مرّات‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا عَ َطسَ ول يمد اللّه تعال فقد قدّمنا أنه ل‬ ‫يُشمّت‬ ‫س يهوديّ‪.‬‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬فيما إذا عَ َط َ‬ ‫س عِنْ َدهُ َف ُهوَ حَقّ‬ ‫‪ ‬فصل ‪:‬مَنْ حَدّثَ حَدِيثا َفعَ َط َ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا تثاءب فالسنّة أن ير ّد ما استطاع‬ ‫بابُ الَ ْدحِ‬ ‫‪235‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪ ‬أحاديث النع‬ ‫‪ ‬أحاديث الِباحة‬ ‫بابُ مدح الِنسان نفسه وذكر ماسنه‬ ‫بابٌ ف مسائل تتعلّق با تقدّم‬ ‫‪ ‬مسألة‪ :‬يُستحبّ إجابةُ مَن ناداك بلبّيك وسعديك أو لبّيك‬ ‫وحدها‬ ‫‪ ‬مسألة‪ :‬ول بأس بقوله للرجل الليل ف علمه أو صلحه‬ ‫‪ ‬مسألة‪ :‬إذا احتاجتْ الرأة إل كلم غي الحارم ف بيع أو‬ ‫شراء‬

‫كتاب السلم والستئذان وتشميت العاطس وما يتعلق با‬ ‫قال اللّه سبحانه وتعال‪{ :‬فإذَا َدخَ ْلتُ ْم ُبيُوتا فَسَلّمُوا على أْنفُسِكُم ِتّيةً مِ ْن عِنْدِ اللّ ِه ُمبَارَ َك ًة َطيَّبةً} [‬ ‫النور‪]61 :‬‬ ‫حيّوا بِأحْسَنَ مِنْها أوْ رُدّوها}[النساء‪.]86:‬‬ ‫حّيةٍ فَ َ‬ ‫وقال تعال‪{ :‬وَإذَا ُحّيْيتُمْ ِبتَ ِ‬ ‫وقال تعال‪{ :‬ل تَدْ ُخلُوا ُبيُوتا َغيْ َر ُبيُوِتكُمْ حتّى تَسْتأنِسُوا َوتُسَلّمُوا على أهْلِها}[النور‪]27:‬‬ ‫سَتأْ ِذنُوا كما ا ْستَأ َذ َن الّذِي َن مِنْ َقبِْلهِمْ} [النور‪.]59:‬‬ ‫وقال تعال‪{ :‬وَإذَا بَلَ َغ الطْفا ُل ِمْنكُ ُم الُلُمَ فَ ْليَ ْ‬ ‫ضيْفِ ِإبْرَاهِي َم الُكْ َرمِيَ إِذْ َدخَلُوا عََليْهِ فَقالُوا سَلما‪ ،‬قا َل سَلمٌ} [‬ ‫وقال تعال‪َ { :‬وهَ ْل أتَاكَ َحدِيثُ َ‬ ‫الذاريات‪]24:‬‬ ‫سنّة والِجاع‪ .‬وأما أفراد مسائله وفروعه فأكث ُر من أن تُحصر‪،‬‬ ‫واعلم أن أصلَ السّلمِ ثابتٌ بالكتاب وال ّ‬ ‫وأنا أختصرُ مقاصدَه ف أبواب يسية إن شاء اللّه تعال‪ ،‬وبه التوفيق والداية والِصابة والرعاية‪.‬‬ ‫بابُ فضلِ السّل ِم والم ِر بإفشائه‬ ‫‪ 1/599‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما؛‬

‫‪236‬‬

‫أنّ رجلً سأل رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬أيّ الِسلم َخيْرٌ؟ قال‪" :‬تُ ْطعِمُ الطّعامَ‪َ ،‬وَتقْرأُ السّلم‬ ‫على مَ ْن َعرَ ْفتَ َومَنْ لَ ْم َتعْ ِرفْ"‪)1(.‬‬ ‫‪ 2/600‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬‬ ‫خََلقَ اللّ ُه عَ ّز وَجَلّ آ َدمَ على صُو َرتِهِ طُولُ ُه ِستّونَ ذِرَاعا‪َ ،‬فلَمّا خََلقَهُ قال‪ :‬ا ْذ َهبْ فَسَلّمْ على أُوَلئِكَ‪َ :‬نفَرٍ‬ ‫حّيةُ ذُ ّرّيتِكَ‪ ،‬فقال‪ :‬السّل ُم عََليْكُمْ‪ ،‬فَقالُوا‪:‬‬ ‫حّيتُكَ َوتَ ِ‬ ‫حيّونَكَ فإّنهَا تَ ِ‬ ‫مِنَ الَلئِ َكةِ ُجلُوسٍ فا ْستَمِ ْع ما يُ َ‬ ‫السّل ُم عََليْكَ وَرَحْ َمةُ اللّهُ‪َ ،‬فزَادُوهُ‪ :‬وَ َرحْ َمةُ اللّهِ"‪)2(.‬‬ ‫‪ 3/601‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن الباء بن عازب رضي اللّه عنهما قال‪ :‬أمرنا رسولُ اللّه صلى‬ ‫ع النائز‪ ،‬وتشميتِ العاطسِ‪ ،‬ونص ِر الضعيفِ‪ ،‬وع ْونِ الظلومِ‪،‬‬ ‫اللّه عليه وسلم بسبع‪ :‬بعيادةِ الريض‪ ،‬واتّبا ِ‬ ‫وإفشاءِ السّلمِ‪ ،‬وإبرا ِر القَسَم‪ .‬هذا لفظ إحدى روايات البخاري‪)3( .‬‬ ‫‪ 4/602‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫لّنةَ حتّى ُت ْؤمِنُوا‪ ،‬وَل ُت ْؤ ِمنُوا حتّى تابّوا‪ ،‬أوْل أدُّلكُ ْم على شَيْءٍ إِذَا َفعَ ْلتُمُوهُ‬ ‫وسلم‪" :‬ل تَدْ ُخلُوا ا َ‬ ‫تَحاَببْتُمْ؟ أفْشُوا السّلمَ َبْينَكُمْ"‪)4(.‬‬ ‫‪ 5/603‬وروينا ف مسند الدارمي وكتاب الترمذي وابن ماجه‪ ،‬وغيها بالسانيد اليدة‪ ،‬عن عبد اللّه‬ ‫بن سلم رضي اللّه عنه قال‪ :‬سعتُ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬يا أيّهَا النّاسُ أفْشُوا السّلمَ‪،‬‬ ‫لنّ َة بِسَلمٍ" قال الترمذي‪ :‬حديث صحيح‪.‬‬ ‫وأ ْطعِمُوا الطّعامَ‪ ،‬وَصِلُوا الرْحامَ وَصَلّوا وَالنّاسُ نِيا ٌم تَدْ ُخلُوا ا َ‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪ 6/604‬وروينا ف كتاب ابن ماجه وابن السن‪ ،‬عن أب أُمامةَ رضي اللّه عنه قال‪ :‬أمَ َرنَا نبيّنا صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم أن نُفشيَ السّلمَ‪)6( .‬‬ ‫‪ 7/605‬وروينا ف موطأ الِمام مالك رضي اللّه عنه‪ ،‬عن إسحاق بن عبد اللّه بن أب طلحة‪،‬‬ ‫أن الطّفيلَ بن أُبّ بن كعب أخبَه أنه كان يأت عبدَ اللّه بن عمر فيغدو معه إل السوق‪ ،‬قال‪ :‬فإذَا غدوْنا‬ ‫إل السوق ل يرّ بنا عبدُ اللّه على َسقّاطٍ ول صاحبِ َبْي َعةٍ ول مِسكي ول أحدٍ إلّ سلّم عليه؛ قال‬ ‫ت عبدَ اللّه بن عمر يوما‪ ،‬فاستتبعن إل السوق‪ ،‬فقلتُ له‪ :‬ما تصن ُع بالسوق وأنتَ ل تقفُ‬ ‫الطّفيلُ‪ :‬فجئ ُ‬ ‫س بنا هاهنا‬ ‫على البيْ ِع ول تسألُ عن السّل ِع ول تسومُ ول تلسُ ف مالس السوق؟ قال‪ :‬وأقولُ اجل ْ‬ ‫‪237‬‬

‫نتحدّثْ‪ ،‬فقال ل ابن عمر‪ :‬يا أبا بطن ـ وكان الطفيلُ ذا بطن ـ إنا نغدو من أجل السلم نُسَلّم على‬ ‫مَن لقيناه‪)7( .‬‬ ‫‪ 8/606‬وروينا ف صحيح البخاري عنه‪ ،‬قال‪ :‬وقال عمّار رضي اللّه عنه‪ :‬ثلثٌ من جَمعهنّ فقد‬ ‫جعَ الِيانَ؛ الِنصافُ من نفسك‪ ،‬وبذلُ السّلم للعال‪ ،‬والِنفاقُ من الِقتار‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬ ‫وروينا هذا ف غي البخاري مرفوعا إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪.‬‬ ‫ف يقتضي أن يؤدّي إل اللّه‬ ‫قلت‪ :‬قد جعَ ف هذه الكلمات الثلث خياتِ الخرة والدنيا‪ ،‬فإ ّن الِنصا َ‬ ‫تعال جيع حقوقه وما أمره به‪ ،‬ويتنب جيع ما ناه عنه‪ ،‬وأن يؤدّي إل الناس حقوقهم‪ ،‬ول يطلب ما‬ ‫ليس له‪ ،‬وأن ينصف أيضا نفسه فل يوقعها ف قبيح أصلً‪ .‬وأما بذ ُل السلم للعال فمعناه لميع الناس‪،‬‬ ‫فيتضمن أن ل يتكب على أحد‪ ،‬وأن ل يكون بينه وبي أحد جفاء يتنع من السلم عليه بسببه‪ .‬وأما‬ ‫الِنفاق من القتار فيقتضي كمال الوثوق باللّه تعال والتوكل عليه والشفقة على السلمي إل غي ذلك‪،‬‬ ‫نسأل اللّه تعال الكري التوفيق لميعه‪.‬‬ ‫بابُ كيفيّة السّلم‬ ‫اعلم أن الفضل أن يقول السلم‪ :‬السّلمُ عََلْيكُ ْم وَ َرحْ َمةُ اللّ ِه َوبَرَكَاتُهُ‪ ،‬فيأت بضمي المع وإن كان‬ ‫السلّم عليه واحدا‪ ،‬ويقولُ الجيب‪َ :‬وعََلْيكُمُ السّلمُ وَرَحْ َمةُ اللّ ِه َوبَركاتُه‪ ،‬ويأت بواو العطف ف قوله‪:‬‬ ‫وعليكم‪.‬‬ ‫ومّن نصّ على أن الفضل ف البتدىء أن يقول "السلم عليكم ورحة اللّه وبركاته" الِمام أقضى القضاة‬ ‫سيَر‪ ،‬والِمام أبو سعد التول من أصحابنا ف كتاب‬ ‫أبو السن الاورديّ ف كتابه "الاوي" ف كتاب ال ّ‬ ‫"صلة المعة" وغيها‪.‬‬ ‫‪ 1/607‬ودليله ما رويناه ف مسند الدارمي وسنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن عمران بن الصي رضي‬ ‫اللّه عنهما قال‪" :‬جاء رجلٌ إل النبّ صلى اللّه عليه وسلم فقال‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬فردّ عليه ث جلس‪،‬‬ ‫فقال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬عَشْرٌ‪ ،‬ث جاء آخر فقال‪ :‬السلم عليكم ورحة اللّه‪ ،‬فردّ عليه ث جلس‪،‬‬ ‫‪238‬‬

‫فقال‪ :‬عِشْرُونَ‪ ،‬ث جاء آخر فقال‪ :‬السلم عليكم ورحة اللّه وبركاتُه‪ ،‬فردّ عليه فجلس‪ ،‬فقال‪" :‬ثلثُونَ"‬ ‫‪ .‬فقال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪.‬‬ ‫وف رواية لب داود‪ ،‬من رواية معاذ بن أنس رضي اللّه عنه‪ ،‬زيادة على هذا‪ ،‬قال‪" :‬ث أتى آخر فقال‪:‬‬ ‫السلم عليكم ورحة اللّه وبركاته ومغفرته‪ ،‬فقال‪ :‬أ ْرَبعُونَ‪ ،‬وقال‪َ :‬هكَذَا َتكُو ُن الفَضَائِلُ"‪)9(.‬‬ ‫‪ 2/608‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬بإسناد ضعيف‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬كان رجلٌ ي ّر‬ ‫بالنبّ صلى اللّه عليه وسلم يَرعى دوابّ أصحابه فيقول‪ :‬السلم عليك يا رسول اللّه! فيقول له النبّ‬ ‫ضوَانُهُ"‪ ،‬فقيل‪ :‬يا رسول اللّه!‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪َ " :‬وعََليْكَ السّل ُم وَرَحْ َمةُ اللّ ِه َوبَرَكَاتُ ُه َو َم ْغفِ َرتُهُ َورِ ْ‬ ‫ك َوهُ َو َينْصَ ِرفُ بأ ْجرِ‬ ‫تُسَلّم على هذا سلما ما تُسلّمه على أحدٍ من أصحابك؟ قال‪َ " :‬ومَا يَ ْمَن ُعنِي مِنْ ذل َ‬ ‫ِبضْ َع َة عَشَرَ َر ُجلً؟"‪)10(.‬‬ ‫قال أصحابنا‪ :‬فإن قال البتدىء‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬حصل السّلمُ‪ ،‬وإن قال‪ :‬السلم عليكَ‪ ،‬أو سلم‬ ‫ك السلم‪ ،‬أو وعليكم السلم‪ ،‬فإن حذف الواو فقال‪:‬‬ ‫عليكَ‪ ،‬حصل أيضا‪ .‬وأما الواب فأقلّه‪ :‬وعلي َ‬ ‫ص عليه إمامنا‬ ‫عليكم السّلم أجزأه ذلك وكان جوابا‪ ،‬هذا هو الذهب الصحيح الشهور الذي ن ّ‬ ‫الشافعي رحه اللّه ف "الُم" وقال به جهور من أصحابنا‪ .‬وجزم أبو سعد التولّي من أصحابنا ف كتابه "‬ ‫التتمة" بأنه ل يزئه ول يكون جوابا‪ ،‬وهذا ضعيف أو غلط‪ ،‬وهو مالفٌ للكتاب والسنّة ونصّ إمامنا‬ ‫الشافعي‪.‬‬ ‫أما الكتاب فقال اللّه تعال‪{ :‬قالُوا سَلما‪ ،‬قا َل سَلمٌ} [هود‪ ]69:‬وهذا وإن كان شرعا لِما َقبْلنا فقد‬ ‫جاء شرعنا بتقريره‪ ،‬وهو حديث أب هريرة الذي قدّمناه (‪ )11‬ف جواب اللئكة آدم صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬فإن النبّ صلى اللّه عليه وسلم أخبنا "أن اللّه تعال قال‪ :‬هي تيتك وتية ذرّيتك" وهذه المة‬ ‫داخلة ف ذرّيته‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫واتفق أصحابنا على أنه لو قال ف الواب‪ :‬عليكم ل يكن جوابا‪ ،‬فلو قال‪ :‬وعليكم بالواو فهل يكون‬ ‫جوابا؟ فيه وجهان لصحابنا؛ ولو قال البتدىء‪ :‬سلم عليكم‪ ،‬أو قال‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬فللمُجيب أن‬ ‫يقول ف الصورتي‪ :‬سلم عليكم‪ ،‬وله أن يقول‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬قالُوا سَلما‪ ،‬قالَ‬ ‫سَلمٌ} قال الِمام أبو السن الواحديّ من أصحابنا‪ :‬أنت ف تعريف السلم وتنكيه باليار؛ قلت‪:‬‬ ‫ولكن اللف واللم أول‪.‬‬ ‫‪239‬‬

‫فصل‪:‬‬ ‫‪ 3/609‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم؛ أنه كان‬ ‫إذا تكلم بكلمة أعادها ثلثا حت تُفهم عنه‪ ،‬وإذا أتى على قوم فسلّم عليهم سلّ َم عليهم ثلثا‪)12( .‬‬ ‫قلت‪ :‬وهذا الديث ممولٌ على ما إذا كان المعُ كثيا‪ ،‬وسيأت بيان هذه السألة وكلم الاوردي‬ ‫صاحب الاوي فيها إن شاء اللّه تعال‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬وأقل السّلم الذي يصي به مؤدّيا سنّة السلم أن يرفع صوته بيث يُسمع السلّم عليه‪ ،‬فإن‬ ‫ل يُسْمعه ل يكن آتيا بالسلم‪ ،‬فل يب الردّ عليه‪ .‬وأق ّل ما يسقط به فرض ر ّد السلم أن يرفع صوتَه‬ ‫بيث يسمعه السلّم‪ ،‬فإن ل يسمعه ل يسقط عنه فرض الردّ‪ ،‬ذكرها التول وغيه‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬والستحبّ أن يرفع صوته رفعا يسمعه به السلّم عليه أو عليهم ساعا مققا‪ ،‬وإذا تشكك ف أنه‬ ‫ض صوتَه‬ ‫يسمعهم زاد ف رفعه‪ ،‬واحتاط واستظهر‪ ،‬أما إذا سلّم على أيقاظ عندهم نيام‪ ،‬فالسنّة أن يف َ‬ ‫بيث يَحصل ساعُ اليقاظ ول يستيقظ النيام‪.‬‬ ‫‪ 4/610‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬ف حديث القداد رضي اللّه عنه الطويل‪ ،‬قال‪ :‬كنّا نرفع للنبّ صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم نَصيبه من اللب‪ ،‬فيجيء من الليل فيسلّم تسليما ل يُوقظ نائما ويُسمِع اليقظانَ‪ ،‬وجعل‬ ‫ل ييئن النوم‪ ،‬وأما صاحباي فناما‪ ،‬فجاء النبّ صلى اللّه عليه وسلم فسلّم كما كان يُسلّم‪ .‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫(‪)13‬‬ ‫فصل‪ :‬قال الِمام أبو ممد القاضي حسي‪ ،‬والِمام أبو السن الواحدي وغيها من أصحابنا‪:‬‬ ‫ويُشترط أن يكون الواب على الفور‪ ،‬فإن أخّرَه ث ردّ ل يع ّد جوابا‪ ،‬وكان آثا بترك الردّ‪.‬‬ ‫بابُ ما جاء ف كَراه ِة الِشارة بالسّلم باليد ونوها بل لفظ‬ ‫‪ 1/611‬روينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عمرو بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جدّه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫شبّهَ ِب َغيْ ِرنَا‪ ،‬ل تَشَّبهُوا بالَيهُو ِد َو ل بالّنصَارَى‪ ،‬فإ ّن تَسْلِي َم اليَهُو ِد الِشا َرةُ‬ ‫وسلم قال‪َ" :‬لْيسَ ِمنّا مَ ْن تَ َ‬ ‫بالصَابِعِ‪َ ،‬وتَسْلِيمَ الّنصَارَى الِشارَ ُة بالكَفّ" قال الترمذي‪ :‬إسناده ضعيف‪)14( .‬‬

‫‪240‬‬

‫‪ 2/612‬قلت‪ :‬وأما الديث الذي رويناه ف كتاب الترمذي عن أساءَ بنت يزيد‪ :‬أن رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم مرّ ف السجد يوما‪ ،‬وعُصبَة من النساء قُعود‪ ،‬فأشار بيده بالتسليم‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حديث‬ ‫حسن‪ ،‬فهذا ممول على أنه صلى اللّه عليه وسلم جع بي اللفظ والِشارة‪ ،‬يد ّل على هذا أن أبا داود‬ ‫روى هذا الديث‪ ،‬وقال ف روايته‪ :‬فسلّ َم علينا‪)15( .‬‬ ‫سلَم‬ ‫بابُ ُحكْمِ ال ّ‬ ‫اعلم أن ابتداء السّل ِم سّنةٌ مستحبّة ليس بواجب‪ ،‬وهو سّنةٌ على الكفاية‪ ،‬فإن كان السلّم جاعة كفى‬ ‫عنهم تسليمُ واحد منهم‪ ،‬ولو سلّموا كلّهم كان أفضل‪ .‬قال الِمام القاضي حسي من أئمة أصحابنا ف‬ ‫كتاب "السي" من تعليقه‪ :‬ليس لنا سنّة على الكفاية إل هذا‪ .‬قلت‪ :‬وهذا الذي قاله القاضي من الصر‬ ‫يُنكر عليه‪ ،‬فإن أصحابنا رحهم اللّه قالوا‪ :‬تشميتُ العاطسِ سّنةٌ على الكفاية كما سيأت بيانه قريبا إن‬ ‫شاء اللّه تعال‪ .‬وقال جاعة من أصحابنا بل كلهم‪ :‬الُضحية سّنةٌ على الكفاية ف حقّ كل أهل بيت‪،‬‬ ‫فإذا ضحّى واحد منهم حصل الشّعار والسنّة لميعهم‪ .‬وأما ر ّد السلم‪ ،‬فإن كان السلّم عليه واحدا‬ ‫تعيّنَ عليه الردّ‪ ،‬وإن كانوا جاعةً كان ر ّد السلم فرضُ كفايةٍ عليهم‪ ،‬فإن ردّ واحد منهم سقطَ الرج‬ ‫عن الباقي‪ ،‬وإن تركوه كلّهم أثوا كلّهم‪ ،‬وإن ردّوا كلّهم فهو النهاية ف الكمال والفضيلة‪ ،‬وكذا قاله‬ ‫أصحابنا‪ ،‬وهو ظاهر حسن‪ .‬واتفق أصحابنا على أنه لو ر ّد غيُهم ل يسقط الر ّد عنهم‪ ،‬بل يب عليهم‬ ‫أن يردّوا‪ ،‬فإن اقتصروا على ردّ ذلك الجنبّ أثوا‪.‬‬ ‫‪ 1/613‬روينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬‬ ‫س أنْ يَ ُردّ أحَ ُدهُمْ"(‪(.)16‬أبو داود‬ ‫يُجْزِىءُ عَنِ الَما َعةِ إذَا مَرّوا أ ْن يُسَلّمَ أ َح ُدهُمْ‪ ،‬ويُجْزِى ُء عَ ِن الُلُو ِ‬ ‫(‪ )5210‬وهو حديث حسن‪ ،‬رجاله رجال الصحيح‪ .‬الفتوحات الربانية ‪(." )5/305‬أبو داود (‬ ‫‪ )5210‬وهو حديث حسن‪ ،‬رجاله رجال الصحيح‪ .‬الفتوحات الربانية ‪(." )5/305‬أبو داود (‬ ‫‪ )5210‬وهو حديث حسن‪ ،‬رجاله رجال الصحيح‪ .‬الفتوحات الربانية ‪(." )5/305‬أبو داود (‬ ‫‪ )5210‬وهو حديث حسن‪ ،‬رجاله رجال الصحيح‪ .‬الفتوحات الربانية ‪(.")5/305‬أبو داود (‬ ‫‪ )5210‬وهو حديث حسن‪ ،‬رجاله رجال الصحيح‪ .‬الفتوحات الربانية ‪)5/305‬‬ ‫‪ 2/614‬وروينا ف الوطأ‪ ،‬عن زيد بن أسلم أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إذَا سَلّ َم وَاحِدٌ‬ ‫مِ َن القَ ْومِ أَجْزَأ َعْنهُمْ" قلت‪ :‬هذا مرسل صحيح الِسناد‪)17( .‬‬ ‫‪241‬‬

‫فصل‪ :‬قال الِمام أبو سعد التول وغيه‪ :‬إذا نادى إنسان إنسانا من خلف ستر أو حائط فقال‪:‬‬ ‫السلم عليك يا فلن! أو كتب كتابا فيه‪ :‬السلم عليك يا فلن‪ ،‬أو السلم على فلن‪ ،‬أو أرسل رسولً‬ ‫وقال‪ :‬سلّم على فلن‪ ،‬فبلغه الكتاب أو الرسول‪ ،‬وجب عليه أن ير ّد السلم؛ وكذا ذكر الواحدي‬ ‫وغيه أيضا أنه يب على الكتوب إليه ر ّد السلم إذا بلغه السلم‪.‬‬ ‫‪ 3/615‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬قال ل رسولُ اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم "هَذَا ِجبْرِي ُل َيقْرُأ عََليْكِ السّلمَ" قالت‪ :‬قلتُ‪ :‬وعليه السلم ورحة اللّه وبركاته‪.‬‬ ‫هكذا وقع ف بعض روايات الصحيحي "وبركاته" ول يقع ف بعضها‪ ،‬وزيادة الثقة مقبولة‪ ،‬ووقع ف‬ ‫كتاب الترمذي "وبركاته" وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪ ،‬ويُستحبّ أن يرسلَ بالسلم إل مَن غاب عنه‪.‬‬ ‫(‪)18‬‬ ‫فصل‪ :‬إذا بعث إنسان مع إنسان سلما‪ ،‬فقال الرسول‪ :‬فلن يسلّم عليك‪ ،‬فقد قدّمنا أنه يب عليه‬ ‫أن يردّ على الفور‪ ،‬ويستحبّ أن ير ّد على البلّغ أيضا‪ ،‬فيقول‪ :‬وعليك وعليه السلم‪.‬‬ ‫‪ 4/616‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن غالب القطان‪ ،‬عن رجل قال‪ :‬حدّثن أب عن جدي قال‪:‬‬ ‫بعثن أب إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال‪ :‬ائته فأقرئه السلم‪ ،‬فأتيته فقلت‪ :‬إن أب يُقرئك‬ ‫السلم‪ ،‬فقال‪" :‬عََليْكَ السّل ُم وَعلى أبِيكَ السّلمُ" (‪ ، )19‬وإسناده ضعيف لوجود ماهيل فيه‪).‬قلت‪:‬‬ ‫وهذا وإن كان رواية عن مهول‪ ،‬فقد قدّمنا أن أحاديثَ الفضائل يُتسامح فيها عند أهل العلم كلهم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬قال التول‪ :‬إذا سلم على أصمّ ل يسمع فينبغي أن يتلفظ بلفظ السلم لقدرته عليه‪ ،‬ويشي‬ ‫باليد حت يصل الِفهام ويستح ّق الواب‪ ،‬فلو ل يمع بينهما ل يستح ّق الواب‪ .‬قال‪ :‬وكذا لو سلّم‬ ‫عليه أصمّ وأراد الرد فيتلفظ باللسان ويشي بالواب ليحصل به الِفهام ويسقط عنه فرض الواب‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ولو سلّم على أخرس فأشار الخرس باليد سقط عنه الفرض لن إشارته قائمة مقام العبارة‪ ،‬وكذا لو‬ ‫س بالِشارة يستح ّق الواب كما ذكرنا‪.‬‬ ‫سلّم عليه أخر ُ‬ ‫ب ل يب عليه الواب‪ ،‬لن الصبّ ليس من أهل الفرض‪ ،‬وهذا‬ ‫فصل‪ :‬قال التول‪ :‬لو سلّم على ص ّ‬ ‫ب له الواب‪ .‬قال القاضي حسي وصاحبه التولّي‪ :‬ولو سلّم‬ ‫الذي قاله صحيح‪ ،‬لكن الدب والستح ّ‬ ‫الصب على بالغ‪ ،‬فهل يب عليه الرد؟ فيه وجهان ينبنيان على صحة إسلمه‪ ،‬إن قلنا يص ّح إسلمُه كان‬ ‫‪242‬‬

‫سلمُه كسلم البالغ فيجب جوابُه‪ .‬وإن قلنا ل يصحّ إسلمه ل يب ر ّد السلم لكن يُستحبّ‪ .‬قلت‪:‬‬ ‫حيّوا بِأحْسَنَ مِنْها أوْ‬ ‫حّيةٍ فَ َ‬ ‫الصحيح من الوجهي وجوب ر ّد السلم لقول اللّه تعال‪َ { :‬وإِذَا ُحّيْيتُمْ ِبتَ ِ‬ ‫رُدّوها} [النساء ‪ ]86‬وأما قولما إنه مبنّ على إسلمه‪ ،‬فقال الشاشي‪ :‬هذا بناء فاسد‪ ،‬وهو كما قال‬ ‫واللّه أعلم‪ .‬ولو سلم بالغ على جاعة فيهم صبّ فردّ الصبّ ول ير ّد منهم غيُه‪ ،‬فهل يسقط عنهم؟ فيه‬ ‫وجهان‪ :‬أصحّهما ـ وبه قال القاضي حسي وصاحبه التول ـ ل يسقط لنه ليس أهلً للفرض‪ ،‬والردّ‬ ‫فرض فلم يسقط به كما ل يسقط به الفرض ف الصلة على النازة‪ .‬والثان هو قول أب بكر الشاشي‪،‬‬ ‫صاحب الستظهري‪ ،‬من أصحابنا أنه يسقط‪ ،‬كما يصحّ أذانه للرجال ويسقط عنهم طلب الذان‪ .‬قلت‪:‬‬ ‫وأما الصلة على النازة فقد اختلف أصحابُنا ف سقوط فرضها بصلة الصبّ على وجهي مشهورين‪:‬‬ ‫الصحيحُ منهما عند الصحاب أنه يسقط‪ ،‬ونصّ عليه الشافعي‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬إذا سلّم عليه إنسان ث لقيه على قرب يُس ّن له أن يُسلّم عليه ثانيا وثالثا وأكثر‪ ،‬اتفق عليه‬ ‫صحابنا‪ ،‬ويدل عليه‪:‬‬ ‫‪ 5/617‬ما رويناه ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هُريرة رضي اللّه عنه ف حديث السيء‬ ‫صلته؛ أنه جاء فصلّى‪ ،‬ث جاء إل النبّ صلى اللّه عليه وسلم فسلّم عليه‪ ،‬فر ّد عليه السلم‪ ،‬وقال‪" :‬‬ ‫ارْجِعْ َفصَ ّل فإنّكَ لَ ْم ُتصَلّ" فرجعَ فَصلّى‪ ،‬ث جاء فسلّم على النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬حت فعلَ ذلك‬ ‫ثلثَ مرّاتٍ‪)20( .‬‬ ‫‪ 6/618‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫قال‪" :‬إِذَا َل ِقيَ أ َحدُكُمْ أخاهُ فَ ْليُسَلّ ْم عََليْهِ‪ ،‬فإنْ حاَلتْ َبْيَنهُما شَجَرَة أوْ جِدَا ٌر أوْ َحجَ ٌر ثُمّ َل ِقيَهُ فَ ْليُسَلّمْ‬ ‫عََليْهِ"‪)21(.‬‬ ‫‪ 7/619‬وروينا ف كتاب ابن السنّ‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬كان أصحابُ رسولِ اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم يتماشَون‪ ،‬فإذا استقبلتهم شجرة أو أكَمة فتفرّقوا يينا وشالً ث التقوا من ورائها‪ ،‬سلّم‬ ‫بعضُهم على بعضٍ‪)22( .‬‬ ‫فصل‪ :‬إذا تلقى رجلن فسلّم كلّ واح ٍد منهما على صاحبه دفعة واحدة أو أحدها بعد الخر‪،‬‬ ‫فقال القاضي حسي وصاحبه أبو سعد التولّي‪ :‬يَصي كلّ واحد منهما مبتدئا بالسلم فيجب على كلّ‬

‫‪243‬‬

‫واحد منهما أن يردّ على صاحبهِ‪ .‬وقال الشاشي‪ :‬هذا فيه نظر‪ .‬فإن هذا اللفظ يَصلح للجواب‪ ،‬فإذا كان‬ ‫أحدها بعد الخر كان جوابا‪ ،‬وإن كان دفعة ل يكن جوابا‪ ،‬وهذا الذي قاله الشاشي هو الصواب‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬إذا لقي إسانا فقال البتدىء "وعليكم السلم" قال التول‪ :‬ل يكون ذلك سلما‪ ،‬فل‬ ‫يستح ّق جوابا‪ ،‬لنّ هذه الصيغة ل تصلح للبتداء‪ .‬قلت‪ :‬أما إذا قال‪ :‬عليك‪ ،‬أو عليكم السلم‪ ،‬بغي‬ ‫واو‪ ،‬فقطع الِمام أبو السن الواحدي بأنه سلم يتحتم على الخاطَب به الواب‪ ،‬وإن كان قد قلب‬ ‫اللفظ العتاد‪ ،‬وهذا الذي قاله الواحدي هو الظاهر‪ .‬وقد جزم أيضا إمام الرمي به فيجب فيه الواب‬ ‫لنه يُسمّى سلما‪ ،‬ويتمل أن يُقال ف كونه سلما وجهان كالوجهي لصحابنا فيما إذا قال ف تلّله‬ ‫من الصلة "عليكم السلم" هل يصل به التحلّل أم ل؟ الص ّح أنه يصل‪ ،‬ويتمل أن يُقال‪ :‬إن هذا ل‬ ‫يستحق فيه جوابا بكل حال‪.‬‬ ‫‪ 8/620‬لا رويناه ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬وغيها بالسانيد الصحيحة عن أب جزي الجيم ّي‬ ‫الصحاب رضي اللّه عنه‪ ،‬واسه جابر بن سليم‪ ,‬وقيل سليم بن جابر (‪ )23‬قال‪ :‬لقيتُ رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم ف بعض سكك الدينة وعليه ثوب قِطْري وهو بكسر القاف وسكون الهملة‪ ،‬فقلت‪:‬‬ ‫عليك السلم يا رسول اللّه! فقال‪ :‬عليك السلم تيّة الوتى‪ ،‬قل السلم عليكم قالا مرّتي أو ثلثا‬ ‫قال الافظ بعد تريه‪ :‬حديث صحيح أخرجه النسائي) " ؛ ‪ ،‬قال‪ :‬أتيتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم فقلت‪ :‬عليك السلم يا رسول اللّه‪ ،‬قال‪" :‬ل َتقُ ْل عََليْكَ السّلمُ‪ ،‬فإنّ عََليْك السّلمُ ِتّيةُ ا َل ْوتَى" (‬ ‫‪)24‬‬ ‫قلت‪ :‬ويتمل أن يكون هذا الديث ورد ف بيان الحسن والكمل‪ ،‬ول يكون الراد أن هذا ليس‬ ‫بسلم‪ ،‬واللّه أعلم‪ .‬وقد قال الِمام أبو حامد الغزال ف الِحياء‪ :‬يكره أن يقول ابتداء "عليكم السلم"‬ ‫لذا الديث‪ ،‬والختار أنه يُكره البتداء بذه الصيغة‪ ،‬فإن ابتدأ وجب الواب لنه سلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬السنّة أن السلّم يبدأ بالسلم قبل كل كلم‪ ،‬والحاديث الصحيحة وعمل سلف المة‬ ‫وخلفها على وفق ذلك مشهورة‪ ،‬فهذا هو العتمد ف دليل الفصل‪.‬‬ ‫‪ 9/621‬وأما الديث الذي رويناه ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن جابر رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬السّلمُ َقبْ َل الكَلمِ" فهو حديث ضعيف‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬هذا حديث منكر‪( .‬‬ ‫‪)25‬‬ ‫‪244‬‬

‫فصل‪ :‬البتداء بالسلم أفضل لقوله صلى اللّه عليه وسلم ف الديث الصحيح‪" :‬وَ َخيْ ُرهُما الّذي َيبْدأُ‬ ‫بالسّلمِ" (‪()26‬البخاري (‪ ، )6077‬ومسلم (‪(" ) )2560‬البخاري (‪ ، )6077‬ومسلم (‬ ‫‪(" ) )2560‬البخاري (‪ ، )6077‬ومسلم (‪(" ) )2560‬البخاري (‪ ، )6077‬ومسلم (‬ ‫‪(") )2560‬البخاري (‪ ، )6077‬ومسلم (‪ . ) )2560‬فينبغي لكل واحد من التلقي أن‬ ‫يرص على أن يبتدىء بالسلم‪.‬‬ ‫‪ 10/622‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬بإسناد جيد‪ ،‬عن أب أُمامة رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إ ّن أوْلَى النّاسِ باللّ ِه مَ ْن بَدَأهُمْ بالسّلمِ" وف رواية الترمذي عن‬ ‫أب أُمامة‪ :‬قيل‪ :‬يا رسول اللّه! الرجلن يلتقيان أيّهما يبدأ بالسلم؟ قال‪" :‬أوْلهُما باللّه تعال" قال‬ ‫الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)27( .‬‬ ‫ب فيها السّلمُ‪ ،‬والت يُكر ُه فيها‪ ،‬والت يُباح‬ ‫ح ّ‬ ‫بابُ الحوالِ الت يُستَ َ‬ ‫اعلم أنّا مأمورون بإفشاء السلم كما قدّمناه‪ ،‬لكنه يتأكد ف بعض الحوال ويفّ ف بعضها‪ .‬ونُهي عنه‬ ‫ف بعضها‪ ،‬فأما أحوال تأكده واستحبابه فل تنحصر‪ ،‬فإنا الصل فل نتكلف التعرّض لفرادها‪.‬‬ ‫واعلم أنه يدخل ف ذلك السلم على الحياء والوتى‪ ،‬وقد قدّمنا ف كتاب أذكار النائز كيفية السلم‬ ‫على الوتى‪ .‬وأما الحوال الت يُكره فيها أو يفّ أو يُباح فهي مستثناة من ذلك فيحتاج إل بيانا‪ ،‬فمن‬ ‫ذلك إذا كان السلّم عليه مشتغلً بالبول أو الماع أو نوها فيُكره أن يُسلّم عليه‪ ،‬ولو سلّم ل يستحقّ‬ ‫جوابا‪ ،‬ومن ذلك من كان نائما أو ناعسا‪ ،‬ومن ذلك من كان مُصليا أو مؤذنا ف حال أذانه أو إقامته‬ ‫الصلةَ‪ ،‬أو كان ف حام أو نو ذلك من المور الت ل يُؤثر السلم عليه فيها‪ ،‬ومن ذلك إذا كان يأكلُ‬ ‫واللقمة ف فمه‪ ،‬فإن سلّم عليه ف هذه الحوال ل يستحقّ جوابا‪ .‬أما إذا كان على الكل وليست‬ ‫س بالسلم‪ ،‬ويبُ الواب‪ .‬وكذلك ف حال البايعة وسائر العاملت يُسلّم ويب‬ ‫اللقمةُ ف فمه فل بأ َ‬ ‫الواب‪ .‬وأما السلم ف حال خطبة المعة فقال أصحابنا‪ :‬يُكره البتداء به لنم مأمورون بالِنصات‬ ‫للخطبة‪ ،‬فإن خالفَ وسلّم فهل يُ َردّ عليه؟ فيه خلف لصحابنا‪ ،‬منهم مَن قال‪ :‬ل ُيرَ ّد عليه لتقصيه‪،‬‬ ‫ت سنّة رَدّ عليه واحد من‬ ‫ب ل ير ّد عليه‪ ،‬وإن قلنا إن الِنصا َ‬ ‫ومنهم مَن قال‪ :‬إن قلنا إن الِنصاتَ واج ٌ‬ ‫الاضرين‪ ،‬ول يردّ عليه أكثر من واحد على كل وجه‪.‬‬

‫‪245‬‬

‫وأما السّلمُ على الشتغل بقراءة القرآن‪ ،‬فقال الِمام أبو السن الواحدي‪ :‬الول ترك السلم عليه‬ ‫لشتغاله بالتلوة‪ ،‬فإن سلّم عليه كفاه الر ّد بالِشارة‪ ،‬وإن ردّ باللفظ استأنف الستعاذة ث عاد إل‬ ‫التلوة‪ ،‬هذا كلم الواحدي‪ ،‬وفيه نظر؛ والظاهر أن يُسلّم عليه ويب الردّ باللفظ‪ .‬أما إذا كان مشتغلً‬ ‫بالدعاء مستغرقا فيه ممع القلب عليه‪ ،‬فيحتمل أن يُقال هو كالشتغل بالقراءة على ما ذكرناه‪ ،‬والظهر‬ ‫عندي ف هذا أنه يُكره السلم عليه‪ ،‬لنه يتنكد به ويشقّ عليه أكثر من مشقة الكل‪ .‬وأما اللبّي ف‬ ‫الِحرام فيُكره أن يُسلّم عليه‪ ،‬لنه يُكره له قطعُ التلبية‪ ،‬فإن سلّم عليه ر ّد السلمَ باللفظ‪ ،‬نصّ عليه‬ ‫الشافعي وأصحابنا رحهم اللّه‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬قد تقدمت الحوالُ الت يُكره فيها السلم‪ ،‬وذكرنا أنه ل يستح ّق فيها جوابا فلو أراد السلّم‬ ‫عليه أن يتبع بردّ السلم هل يشرع له‪ ،‬أو يُستحبّ؟ فيه تفصيل؛ فأما الشتغل بالبول ونوه فيُكره له‬ ‫ردّ السلم‪ ،‬وقد قدّمنا هذا ف أول الكتاب؛ وأما الكل ونوه فيُستحبّ له الواب ف الوضع الذي ل‬ ‫ت صلتُه إن كان عالا‬ ‫يب؛ وأما الصلّي فيحرم عليه أن يقول‪ :‬وعليكم السلم‪ ،‬فإن فعلَ ذلك بطل ْ‬ ‫بتحريه‪ ،‬وإن كان جاهلً ل تبطل على أصحّ الوجهي عندنا‪ ،‬وإن قال عليه السلم بلفظ الغَيبة ل تبطل‬ ‫صلتُه لنه دعاءٌ ليس بطاب‪ .‬والستحبّ أن ير ّد عليه ف الصلة بالِشارة ول يتلفظ بشيء‪ ،‬وإن ردّ‬ ‫بعد الفراغ من الصلة باللفظ فل بأس‪ .‬وأما الؤذّن فل يُكره له ر ّد الواب بلفظه العتاد‪ ،‬لن ذلك يسي‬ ‫ل يُبطلُ الذا َن ول يُخلّ به‪.‬‬ ‫بابُ مَن يُسلّمُ عليه ومن ل يُسلّ ُم عليه ومَ ْن يُر ّد عليه ومن ل يُ َر ّد عليه‬ ‫اعلم أنّ الرجلَ السلمَ الذي ليس بشهور بفسق ول بدعة يُسَلّم ويُسَلّم عليه‪ ،‬فيُسنّ له السلم‪ ،‬ويب‬ ‫الردّ عليه‪ .‬قال أصحابنا‪ :‬والرأةُ مع الرأة كالرجل مع الرجل‪ .‬وأما الرأة مع الرجل؛ فقال الِمام أبو سعد‬ ‫التولّ‪ :‬إن كانت زوجته أو جاريتَه أو مرَما من مارمه‪ ،‬فهي معه كالرجل‪ ،‬فيستحبّ لكل واحد منهما‬ ‫ابتداء الخر بالسلم‪ ،‬ويب على الخر ر ّد السلم عليه؛ وإن كانت أجنبيةً‪ ،‬فإن كانت جيل ًة يُخاف‬ ‫الفتتان با ل يُسَلّم الرجل عليها‪ ،‬ولو سلّمَ ل يز لا ر ّد الواب‪ ،‬ول تسلّم هي عليه ابتداءً‪ ،‬فإن سلّمتْ‬ ‫ل تستحق جوابا فإن أجابا كُره له‪ ،‬وإن كانت عجوزا ل يفتت با جاز أن تسلّم على الرجل‪ ،‬وعلى‬ ‫الرجل ر ّد السلم عليها؛ وإذا كانت النساء جعا فيُسلّم عليهنّ الرجل‪ ،‬أو كان الرجالُ جعا كثيا‬ ‫فسلّموا على الرأة الواحدة جاز‪ ،‬إذا ل يف عليه ول عليهنّ ول عليها أو عليهم فتنة‪.‬‬

‫‪246‬‬

‫‪ 1/623‬روينا ف سنن أب داود والترمذي وابن ماجه وغيها‪ ،‬عن أساءَ بنت يزيدَ رضي اللّه عنها‬ ‫قالت‪ :‬م ّر علينا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف نسوة فسلّم علينا‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪.‬‬ ‫وهذا الذي ذكرته لفظ رواية أب داود‪ .‬وأما رواية الترمذي ففيها عن أساء‪ :‬أن رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم مرّ ف السجد يوما وعصبةٌ من النساء قعود‪ ،‬فألوى بيده بالتسليم‪)1( .‬‬ ‫‪ 2/624‬وروينا ف كتاب ابن السنّ‪ ،‬عن جرير بن عبد اللّه رضي اللّه عنه‪ :‬أن رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم م ّر على نسوة فسلّم عليهنّ‪)2( .‬‬ ‫ت فينا امرأةٌ‪ .‬وف‬ ‫‪ 3/625‬وروينا ف صحيح البخاري عن سهل بن سعدٍ رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪ :‬كان ْ‬ ‫رواية‪ :‬كانتْ لنا عجوزٌ تأخذُ من أصول السّلق فتطرحُه ف القِدْر وتكركرُ َحبّاتٍ من شعي‪ ،‬فإذا صلّينا‬ ‫المعة انصرفنا نُسلّم عليها فتقدمه إلينا‪ )3( .‬قلت‪ :‬تكركر معناه‪ :‬تطحن‪.‬‬ ‫ت النبّ‬ ‫‪ 4/626‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ُأمّ هانء بنت أب طالب رضي اللّه عنها قالت‪ :‬أتي ُ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم يومَ الفتح وهو يغتسلُ‪ ،‬وفاطمة تسترُه‪ ،‬فسلّمتُ‪ .‬وذكرت الديث‪)4( .‬‬ ‫فصل‪ :‬وأما أهل الذمّة فاختلف أصحابُنا فيهم‪ ،‬فقطعَ الكثرون بأننه ل يوز ابتداؤهم بالسلم‪.‬‬ ‫وقال آخرون‪ :‬ليس هو برام‪ ،‬بل هو مكروه‪ ،‬فإن سلّمُوا هم على مسلم قال ف الردّ‪ :‬وعليكم‪ ،‬ول يزيدُ‬ ‫على هذا‪.‬‬ ‫وحكى أقضى القضاة الاورديّ وجها لبعض أصحابنا‪ ،‬أنه يوز ابتداؤهم بالسلم‪ ،‬لك ْن يقتصرُ السلّم‬ ‫على قوله‪ :‬السلم عليك‪ ،‬ول يذكرُه بلفظ المع‪.‬‬ ‫وحكى الاوردي وجها أنه يقول ف الردّ عليهم إذا ابتدأوا‪ :‬وعليكم السلم‪ ،‬ولكن ل يقول ورحة اللّه‪،‬‬ ‫وهذان الوجهان شاذان ومردودان‪.‬‬ ‫‪ 5/627‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه أنّ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ضَيقِهِ"‪)5(.‬‬ ‫ضطَرُوهُ إل أ ْ‬ ‫قال‪" :‬لَتبْدأوا اليَهُو َد وَل النّصَارَى بالسّلمِ‪ ،‬فإذَا لقيتُمْ أ َح َدهُمْ ف طَريقٍ فا ْ‬ ‫‪ 6/628‬وروينا ف صحيح البخاري ومسلم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم‪" :‬إذَا سَلّ َم عََلْيكُ ْم أهْ ُل الكِتابِ َفقُولُوا‪َ :‬وعََليْكُمْ"‪)6(.‬‬ ‫‪247‬‬

‫‪ 7/629‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن ابن عمرَ رضي اللّه عنهما؛ أن رسول صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫قال‪" :‬إِذَا سَلّ َم عََليْكُ ُم الَيهُو ُد فإنّمَا َيقُولُ أحَ ُدهُم‪ :‬السّامُ عََليْكَ‪َ ،‬فقُلْ‪َ :‬وعََليْكَ" وف السألة أحاديث كثية‬ ‫بنحو ما ذكرنا‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫حبّ أن يستر ّد سلمَه فيقول له‪:‬‬ ‫قال أبو سعد التول‪ :‬ولو سلّم على رجل ظنّه مسلما فبان كافرا يست َ‬ ‫رُدّ عليّ سلمي؛ والغرض من ذلك أن يوحشه ويظهرَ له أنه ليس بينهما ألفة‪ .‬ورُوي أن ابن عمر رضي‬ ‫اللّه عنهما سلّم على رجلٍ‪ ،‬فقيل إنه يهودي‪ ،‬فتبعه وقال له‪ :‬ر ّد عل ّي سلمي (‪)7‬‬ ‫قلت‪ :‬وقد روينا ف موطأ مالك (‪ )8‬رحه اللّه أن مالكا سُئل عمّن سلّم على اليهوديّ أو النصران هل‬ ‫يستقيله ذلك؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬فهذا مذهبُه‪ .‬واختاره ابن العرب الالكي‪.‬‬ ‫قال أبو سعد‪ :‬لو أراد تية ذميّ فعلَها بغي السلم بأن يقول‪ :‬هداك اللّه‪ ،‬أو أنعم اللّه صباحك‪ .‬قلت‪:‬‬ ‫ت بالي أو بالسعادة أو بالعافية‪ ،‬أو‬ ‫ح َ‬ ‫صبّ ْ‬ ‫هذا الذي قاله أبو سعد ل بأس به إذا احتاج إليه فيقول‪ُ :‬‬ ‫صبّحَك اللّه بالسرور أو بالسعادة والنعمة أو بالسرّة أو ما أشبه ذلك‪ .‬وأما إذا ل يتج إليه فالختيار أن‬ ‫ل يقول شيئا‪ ،‬فإن ذلك بسطٌ له وإيناس وإظهار صورة ودّ‪ ،‬ونن مأمورون بالِغلظ عليهم ومنهيّون‬ ‫عن ودّهم فل نظهره‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فرع ‪ :‬إذا مرّ واحدٌ على جاعة فيهم مسلمون أو مسلم وكفّار‪ ،‬فالسنّة أن يُسلّم عليهم ويقصد‬ ‫السلمي أو السلم‪.‬‬ ‫‪ 8/630‬روينا ف صحيح البخاري ومسلم‪ ،‬عن أُسامةَ بن زيد رضي اللّه عنهما؛ أن النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم مرّ على ملسٍ فيه أخلطٌ من السلمي والشركي َعبَدة الوثان واليهود‪ ،‬فسلّم عليهم النبّ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪)9( .‬‬ ‫فرع ‪ :‬إذا كتب كتابا إل مشرك وكتبَ فيه سلما أو نوَه فينبغي أن يكتب‪:‬‬ ‫‪ 9/631‬ما رويناه ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬ف حديث أب سفيان رضي اللّه عنه ف قصة هرقل‪:‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كتبَ‪" :‬من مم ٍد عبدِ اللّه ورسولِه‪ ،‬إل هرقلَ عظيمِ الرومِ‪ ،‬سلمٌ‬ ‫على مَن اتّب َع الُدى"‪)10(.‬‬ ‫‪248‬‬

‫فرع ‪ :‬فيما يقولُ إذا عَادَ ذَميّا‪ .‬اعلم أن أصحابنا اختلفوا ف عيادة الذميّ‪ ،‬فاستحبّها جاعة ومنعها‬ ‫جاعة؛ وذكر الشاشي الختلف ث قال‪ :‬الصوابُ عندي أن يُقال‪ :‬عيادة الكافر ف الملة جائزة‪،‬‬ ‫والقربة فيها موقوفة على نوع حرمة تقترن با من جوار أو قرابة‪ ،‬قلت‪ :‬هذا الذي ذكره الشاشيّ حسن‪.‬‬ ‫‪ 10/632‬فقد روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬كان غلمٌ يهوديّ يدُم النبّ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم فمرضَ‪ ،‬فأتاه النبّ صلى اللّه عليه وسلم يعودُه‪ ،‬فقعدَ عند رأسه‪ ،‬فقال له‪" :‬أسْلِمْ"‬ ‫فنظر إل أبيه وهو عنده‪ ،‬فقال‪ :‬أط ْع أبا القاسم‪ ،‬فأسلم‪ ،‬فخرجَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم وهو يقول‪" :‬‬ ‫الَمدُ لِلّ ِه الّذي أْنقَ َذهُ مِ َن النّارِ"‪)11(.‬‬ ‫‪ 11/633‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن السيّب بن َحزْن والد سعيد بن السيّب رضي‬ ‫ت أبا طالب الوفاةُ‪ ،‬جاءه رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬يا عَمّ! قُلْ ل‬ ‫اللّه عنه قال‪ :‬لا حضر ْ‬ ‫إِلهَ إِلّ اللّهُ" وذكر الديث بطوله‪)12( .‬‬ ‫قلتُ‪ :‬فينبغي لعائد الذميّ أن يرغّبه ف الِسلم‪ ،‬ويبيّن له ماسنَه‪ ،‬ويثّه عليه‪ ،‬ويرّضه على معاجلته قبل‬ ‫أن يصيَ إل حال ل ينفعه فيها توبته‪ ،‬وإن دعا له دعا بالداية ونوها‪.‬‬ ‫ب منه‪ ،‬فينبغي أن ل يسلّم عليهم ول ير ّد عليهم‬ ‫ع َومَنْ اقترف ذنبا عظيما ول َيتُ ْ‬ ‫فصل‪ :‬وأما البتد ُ‬ ‫السلم‪ ،‬كذا قاله البخاري وغيه من العلماء‪ .‬واحت ّج المام أبو عبد اللّه البخاري ف صحيحه ف هذه‬ ‫السألة‪:‬‬ ‫‪ 12/634‬با رويناه ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬ف قصة كعب بن مالك رضي اللّه عنه حي‬ ‫تلّف عن غزوة تبوك هو ورفيقان له‪ ،‬فقال‪ :‬ونى رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن كلمنا‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫وكنتُ آت رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأُسلّم عليه فأقولُ‪ :‬هل ح ّر َك شَفتيه بر ّد السلم أم لقال‬ ‫البخاري‪ :‬وقال عبدُ اللّه بن عمرو‪ :‬ل تسلّموا على شَ َربَة المر‪ )13( .‬قلتُ‪ :‬فإن اضّطُر إل السلم‬ ‫على الظلمة‪ ،‬بأن دخل عليهم وخاف ترتب مفسدة ف دينه أو دنياه أو غيها إن ل يسلّم‪ ،‬سلّم عليهم‪.‬‬ ‫قال الِمام أبو بكر بن العرب‪ :‬قال العلماء‪ :‬يسلّم‪ ،‬وينوي أن السلم اسم من أساء اللّه تعال‪ ،‬العن‪ :‬اللّه‬ ‫عليكم رقيب‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬وأما الصبيان فالسنّة أن يسلّم عليهم‪.‬‬ ‫‪249‬‬

‫‪ 13/635‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه‪ ,‬أنه م ّر على صبيانٍ فسّل َم‬ ‫عليهم وقال‪ :‬كان النبّ صلى اللّه عليه وسلم يفعله‪ .‬وف رواية لسلم عنه‪ :‬أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم م ّر على غِلمانٍ فسلّم عليهم‪)14( .‬‬ ‫‪ 14/636‬وروينا ف سنن أب داود وغيه‪ ،‬بإسناد الصحيحي‪ ،‬عن أنس‪ ،‬أن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫ن وغيه‪ ،‬قال فيه فقال‪" :‬السّلمُ‬ ‫وسلم مرّ على غلمانٍ يَلعبون فسلّم عليهم ورويناهُ ف كتاب ابن الس ّ‬ ‫صبْيانُ"‪)15(.‬‬ ‫عََليْكُمْ يا ِ‬ ‫بابٌ ف آدابٍ ومسائلَ من السّلم‬ ‫‪ 1/637‬روينا ف صحيح البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسولُ اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم‪" :‬يُسَلّمُ الرّا ِكبُ على الَاشِي‪ ،‬وَالَاشِي على القاعِدِ‪ ،‬وَالقَلِيلُ على الكثي" وف رواية‬ ‫للبخاري‪" :‬يُسَلّ ُم الصّغ ُي على الكَبيِ‪ ،‬وَالَاشِي على القاعِدِ‪ ،‬وَالقَلِي ُل على الكَثِيِ"‪)16(.‬‬ ‫قال أصحابُنا وغيُهم من العلماء‪ :‬هذا الذكور هو السنّة‪ ،‬فلو خالفوا فسلّم الاشي على الراكب‪ ،‬أو‬ ‫الالس عليهما ل يُكره‪ ،‬صرّح به الِمام أبو سعد التول وغيه‪ ،‬وعلى مقتضى هذا ل يُكره‪ .‬ابتداء‬ ‫الكثيين بالسلم على القليل‪ ،‬والكبي على الصغي‪ ،‬ويكونُ هذا تركا لا يستحقّه من سلم غيه عليه‪،‬‬ ‫ب هو فيما إذا تلقى الثنان ف طريق‪ ،‬أما إذا وَ َردَ على قعود أو قاعد؛ فإن الوار َد يبدأُ بالسلم‬ ‫وهذا الد ُ‬ ‫على كل حال‪ ،‬سواء كان صغيا أو كبيا‪ ،‬قليلً أو كثيا‪ ،‬وسّى أقضى القضاة هذا الثان سنّة‪ ،‬وسّى‬ ‫الوّل أدبا وجعلَه دون السنّة ف الفضيلة‪.‬‬ ‫ص طائفة منهم بالسلم كره‪ ،‬لن القصد من‬ ‫فصل‪ :‬قال التول‪ :‬إذا لقي رجلٌ جاعةً فأراد أن ي ّ‬ ‫السلم الؤانسة واللفة‪ ،‬وف تصيص البعض إياش للباقي‪ ،‬وربا صار سببا للعداوة‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬إذا مشى ف السوق أو الشوارع الطروقة كثيا ونو ذلك ما يكثر فيه التلقون‪ ،‬فقد ذك َر‬ ‫ي أن السلم هنا إنا يكونُ لبعض الناس دون بعض‪ .‬قال‪ :‬لنه لو سلّم على ك ّل مَن‬ ‫أقضى القضاة الاورد ّ‬ ‫لقي لتشاغل به عن كل مهمّ‪ ،‬ولرج به عن العُرْف‪ .‬قال‪ :‬وإنا يُقصد بذا السلم أحدُ أمرين‪ :‬إما‬ ‫اكتساب ودّ‪ ،‬وإما استدفاع مكروه‪.‬‬

‫‪250‬‬

‫فصل‪ :‬قال التولّي‪ :‬إذا سلّمتْ جاعةٌ على رجل فقال‪ :‬وعليكم السلم‪ ،‬وقصد الردّ على جيعهم‬ ‫ض الصلة‬ ‫ض الردّ ف حقّ جيعهم‪ ،‬كما لو صلّى على جنائزَ دفعةً واحدةً فإنه يُسقط فر َ‬ ‫سقط عنه فر ُ‬ ‫على الميع‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬قال الاوردي‪ :‬إذا دخل إنسانٌ على جاعة قليلة يعمّهم سلمٌ واحد‪ ،‬اقتصر على سلم واحد‬ ‫على جيعهم‪ ،‬وما زاد من تصيص بعضهم فهو أدب‪ ،‬ويكفي أن ير ّد منهم واحدٌ‪ ،‬فمن زاد منهم فهو‬ ‫أدب‪ .‬قال‪ :‬فإن كان جعا ل ينتش ُر فيهم السلم الواحد كالامع والجلس الفل؛ فسنّة السلم أن‬ ‫يبتدىء به الداخل ف أوّل دخوله إذا شاه َد القو َم ويكون مؤديا سنّة السلم ف حقّ جيع مَن سعه‪،‬‬ ‫ويدخلُ ف فرض كفاية الردّ جيعُ مَن سعه‪ ،‬فإن أرا َد اللوس فيهم سقط عنه سنّة السلم فيمن ل يسمعه‬ ‫من الباقي‪ ،‬وإن أراد أن يلس فيمن بعدَهم مّن ل يسمع سلمه التقدّم ففيه وجهان لصحابنا‪ :‬أحدُها‬ ‫أن سنّة السلم عليهم قد حصلت بالسلم على أوائلهم لنم جع واحد‪ ،‬فلو أعاد السلم عليهم كان‬ ‫ي أهل السجد ر ّد عليه سقط به فرض الكفاية عن جيعهم‪ .‬والوجه الثان أن سنّة‬ ‫أدَبا‪ ،‬وعلى هذا أ ّ‬ ‫السلم باقية لن ل يبلغهم سلمه التقدم إذا أراد اللوس فيهم‪ ،‬فعلى هذا ل يسقط فرض ر ّد السلم‬ ‫التقدم عن الوائل بر ّد الواخر‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ويستحبّ إذا دخل بيته أن يُسلّم وإن ل يكن فيه أحد‪ ،‬وليقل‪ :‬السّلمُ عََليْنا وعلى عِبادِ اللّهِ‬ ‫حيَ‪ .‬وقد قدّمنا (‪ )17‬ف أول الكتاب بيان ما يقوله إذا دخل بيته‪ .‬وكذا إذا دخل مسجدا أو‬ ‫الصّالِ ِ‬ ‫بيتا لغيه ليس فيه أحد يُستحبّ أن يُسلّم وأن يقول‪ :‬السّل ُم عََليْنا وَعلى عِبادِ اللّ ِه الصّالِحِيَ‪ ،‬السّلمُ‬ ‫عََليْكُ ْم أهْ َل البَْيتِ وَرَحْ َمةُ اللّ ِه َوبَرَكَاتُهُ‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬إذا كان جالسا مع قوم ث قام ليفارقهم‪ ،‬فالسنّة أن يُسلّم عليهم‪.‬‬ ‫‪ 2/638‬فقد روينا ف سنن أب داود والترمذي وغيها‪ ،‬بالسانيد اليدة‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه‬ ‫جِلسِ فَ ْليُسَلّمْ فإذَا أَرَا َد أنْ َيقُومَ‬ ‫عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذَا اْنَتهَى أحَدُكُمْ إل الَ ْ‬ ‫ستِ الُول بأحَ ّق مِنَ الخِ َرةِ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)18( .‬‬ ‫فَ ْليُسَلّمْ‪ ،‬فََليْ َ‬ ‫قلت‪ :‬ظاهر هذا الديث أنه يب على الماعة ر ّد السلم على هذا الذي سلّم عليهم وفارقهم‪ ،‬وقد قال‬ ‫الِمامان‪ :‬القاضي حسي وصاحبه أبو سعد التولّي‪ :‬جرتْ عاد ُة بعض الناس بالسلم عند مفارقة القوم‪،‬‬ ‫ب جوابه ول يب؛ لن التحية إنا تكون عند اللقاء ل عند النصراف‪ ،‬وهذا‬ ‫وذلك دعا ٌء يُستح ّ‬ ‫‪251‬‬

‫كلمُهما‪ ،‬وقد أنكره الِمام أبو بكر الشاشي ‪ -‬الخي من أصحابنا ‪ -‬وقال‪ :‬هذا فاسد‪ ،‬لن السّلمَ‬ ‫سّنةٌ عند النصراف كما هو سنّة عند اللوس‪ ،‬وفيه هذا الديث‪ ،‬وهذا الذي قاله الشاشي هو‬ ‫الصواب‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬إذا مرّ على واحد أو أكثر وغلبَ على ظنه أنه إذا سلّم ل ير ّد عليه‪ ،‬إما لتكبّر المرور عليه‪،‬‬ ‫وإما لِهاله الارّ أو السلم‪ ،‬وإما لغي ذلك‪ ،‬فينبغي أن يُسلّم ول يتركه لذا الظنّ‪ ،‬فإنّ السلمَ مأمورٌ به‪،‬‬ ‫والذي ُأمِ َر به الارّ أن يُسلّم ول يؤمر بأن يصل الردّ مع أن المرور عليه قد يُخطىء الظنّ فيه ويردّ‪ .‬وأما‬ ‫قول مَن ل تقيق عنده‪ :‬إن سلمَ الا ّر سبب لصول الِث ف حقّ المرور عليه فهو جهالة ظاهرة وغباوة‬ ‫بيّنة‪ ،‬فإن الأمورات الشرعية ل تسقط عن الأمور با بثل هذه اليالت‪ ،‬ولو نظرنا إل هذا اليال‬ ‫الفاسد لتركنا إنكار النكر على مَن فعله جاهلً كونه منكرا‪ ،‬وغلب على ظننا أنه ل ينجر بقولنا‪ ،‬فإن‬ ‫إنكارنا عليه وتعريفنا له قبحه يكون سببا لِثه إذا ل يقلع عنه‪ ،‬ول شكّ ف أنّا ل نترك الِنكار بثل‬ ‫هذا‪ ،‬ونظائر هذا كثية معروفة‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫ويُستحبّ لن سلّم على إنسان وأسعه سلمه وتوجّه عليه الردّ بشروطه فلم يرد؛ أن يلّله من ذلك‬ ‫فيقول؟ أبرأته من حقّي ف ر ّد السلم‪ ،‬أو جعلتُه ف ِح ّل منه ونو ذلك‪ ،‬ويلفظ بذا‪ ،‬فإنه يسقط به حقّ‬ ‫هذا الدمي‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫‪ 3/639‬وقد روينا ف كتاب ابن السن عن عبد الرحن بن شبل الصحاب رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫س ِمنّا"‪.‬‬ ‫جبْ فََلْي َ‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ أجَابَ السّلمَ َف ُهوَ لَهُ‪َ ،‬ومَنْ لَ ْم يُ ِ‬ ‫ويُستحبّ لن سلّم على إنسان فلم يرد عليه أن يقول له بعبارة لطيفة‪ :‬ر ّد السلم واجبٌ‪ ،‬فينبغي لك أن‬ ‫تر ّد عليّ ليسقطَ عنك الفرضُ‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫باب الستئذان‬ ‫ستَأنِسُوا َوتُسَلّمُوا على أهْلها} [‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬يَا أّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا ل تَدْ ُخلُوا ُبيُوتا َغيْ َر ُبيُوِتكُمْ َحتّى تَ ْ‬ ‫ستَأْ ِذنُوا كما اسْتَأ َذنَ الّذِي َن مِنْ َقبِْل ِهمْ} [‬ ‫النور‪ ]27:‬وقال تعال‪َ { :‬وإِذَا بََل َغ الطْفا ُل ِمنْكُ ُم الُلُمَ َف ْليَ ْ‬ ‫النور‪.]59:‬‬

‫‪252‬‬

‫‪ 1/640‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب موسى الشعري رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال‬ ‫ك َوإِلّ فَارْ ِجعْ"‪.‬‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ال ْستِئْذَانُ ثَلثٌ‪ ،‬فإنْ ُأ ِذنَ لَ َ‬ ‫ورويناه ف الصحيحي أيضا‪ ،‬عن أب سعيد الدري رضي اللّه عنه وغيه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪)19( .‬‬ ‫‪ 2/641‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن سهل بن سعد رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم‪" :‬إنّمَا ُجعِ َل ال ْستِئْذَانُ مِنْ أ ْج ِل الَبصَرِ"‪.‬‬ ‫وروينا الستئذان ثلثا من جهات كثية‪ .‬والسنّة أن يُسلّم ث يستأذن فيقوم عند الباب بيث ل ينظرُ إل‬ ‫مَن ف داخله‪ ،‬ث يقول‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬أأدخل؟ فإن ل يبْه أحدٌ قال ذلك ثانيا وثالثا‪ ،‬فإن ل يبْه أحدٌ‬ ‫انصرف‪)20( .‬‬ ‫‪ 3/642‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬بإسناد صحيح‪ ،‬عن ربعيّ بن حِراش‪ ،‬بكسر الاء الهملة وآخره‬ ‫شي معجمة‪ ،‬التابعي الليل‪ ،‬قال‪ :‬حدّثنا رجل من بن عامر استأذن على النبّ صلى اللّه عليه وسلم وهو‬ ‫ف بيت‪ ،‬فقال‪ :‬أألُ؟ فقالَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم لادمه‪" :‬ا ْخرُجْ إل هَذَا َفعَلّمْ ُه ال ْسِتئْذَانَ‪،‬‬ ‫َفقُلْ لَهُ‪ :‬قُلْ‪ :‬السّلمُ عََلْيكُمْ‪ ،‬أأدْخُلُ؟" فسمعه الرجلُ فقال‪ :‬السلم عليكم‪ ،‬أأدخلُ؟ فأذنَ له النبّ صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم فدخلَ‪)21( .‬‬ ‫‪ 4/643‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن كَلَدَة بن الَنْبل الصحاب رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪ :‬أتي ُ‬ ‫ت‬ ‫النبّ صلى اللّه عليه وسلم فدخلتُ عليه ول أسلّم‪ ،‬فقالَ النبّ‪" :‬ارْجِعْ َفقُلْ‪ :‬السّلمُ عََلْيكُمْ َأأَدْ ُخلُ؟" قال‬ ‫لنْبل بفتح الاء الهملة وبعدها‬ ‫الترمذي‪ :‬حديث حسن‪))22( .‬قلت‪َ :‬كلَدة بفتح الكاف واللم‪ .‬وا َ‬ ‫نون ساكنة ث باء موحدة ث لم‪.‬‬ ‫وهذا الذي ذكرناه من تقدي السلم على الستئذان هو الصحيح‪ .‬وذكر الاوردي فيه ثلثة أوجه‪:‬‬ ‫أحدها هذا‪ .‬والثان تقدي الستئذان على السلم‪ ،‬والثالث وهو اختياره‪ ،‬إن وقعت عي الستأذن على‬ ‫صاحب النل قبل دخوله قدّم السلم‪ ،‬وإن ل تقع عليه عينه قدّم الستئذان‪ .‬وإذا استأذن ثلثا فلم يُؤذن‬ ‫ب الالكي فيه ثلثة مذاهب‪ :‬أحدُها‬ ‫له وظنّ أنه ل يسمع فهل يزيدُ عليها؟ حكى الِمام أبو بكر بن العر ّ‬

‫‪253‬‬

‫يعيده‪ .‬والثان ل يعيده‪ .‬والثالث إن كان بلفظ الستئذان التقدم ل يعدْه‪ ،‬وإن كان بغيه أعاده؛ قال‪:‬‬ ‫والص ّح أنه ل يعيدُه بال‪ ،‬وهذا الذي صحّحه هو الذي تقتضيه السنّة‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬وينبغي إذا استأذن على إنسان بالسلم أو بدقّ الباب فقيل له‪ :‬مَنْ أنتَ؟ أن يقول‪ :‬فلنُ بن‬ ‫فلن‪ ،‬أو فلنٌ الفلن‪ ،‬أو فلنٌ العروف بكذا‪ ،‬أو ما أشبه ذلك‪ ،‬بيث يصل التعريف التامّ به‪ ،‬ويُكره‬ ‫أن يقتصر على قوله أنا‪ ،‬أو الادم‪ ،‬أو بعض الغلمان‪ ،‬أو بعض الحبّي‪ ،‬وما أشبه ذلك‪.‬‬ ‫‪ 5/644‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم ف حديث الِسراء الشهور‪ ،‬قال رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫صعِدَ ب ِجبْرِيلُ إل السّماءِ ال ّدنْيا فَا ْسَتفْتَحَ‪َ ،‬فقِيلَ‪ :‬مَ ْن هَذَا؟ قَالَ‪ِ :‬جبْرِيلُ‪ ،‬قيلَ‪َ :‬ومَنْ‬ ‫عليه وسلم‪" :‬ثُمّ َ‬ ‫صعِدَ ب إل السّما ِء الثّاِنيَ ِة والثّالَِث ِة وَسائِرِهنّ‪َ ،‬ويُقالُ ف بابِ كُلّ سَاءٍ‪ :‬مَ ْن هَذَا؟‬ ‫حمّدٌ‪ ،‬ثُمّ َ‬ ‫َمعَكَ؟ قالَ‪ :‬مُ َ‬ ‫َفَيقُولُ‪ :‬جْبرِيلُ"‪)23(.‬‬ ‫‪ 6/645‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬حديثَ أب موسى لا جلسَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم على بئر‬ ‫البستان؛ جاء أبو بكر فاستأذن‪ ،‬فقال‪ :‬مَنْ؟ قال‪ :‬أبو بكر‪ ،‬ث جاء عمر فاستأذن‪ ،‬فقال‪ :‬مَن؟ قال‪ :‬عمر‪،‬‬ ‫ث عثمان كذلك‪)24( .‬‬ ‫‪ 7/646‬وروينا ف صحيحيهما أيضا‪ ،‬عن جابر رضي اللّه عنه قال‪ :‬أتيتُ النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫فدققتُ البابَ‪ ،‬فقال‪" :‬مَنْ ذَا؟ فَقلتُ‪ :‬أنا‪ ،‬فقال‪ :‬أنَا أنَا" كأنه كرهها‪)25( .‬‬ ‫فصل‪ :‬ول بأس أن يصف نفسه با يعرف إذا ل يعرفه الخاطب بغيه‪ ،‬وإن كان فيه صورة تبجيل‬ ‫له بأن يكنّي نفسه‪ ،‬أو يقول أنا الفت فلن‪ ،‬أو القاضي‪ ،‬أو الشيخ فلن‪ ،‬أو ما أشبه ذلك‪.‬‬ ‫‪ 8/647‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أمّ هانء بنت أب طالب رضي اللّه عنها‪ ،‬واسها‬ ‫فاختة على الشهور‪ ،‬وقيل فاطمة‪ ،‬وقيل هند‪ ،‬قالت‪ :‬أتيتُ النبّ صلى اللّه عليه وسلم وهو يغتسل‬ ‫وفاطمةُ تستُره‪ ،‬فقال‪" :‬مَ ْن هَ ِذهِ؟" فقلتُ‪ :‬أنا ُأمّ هانء‪)26( .‬‬ ‫‪ 9/648‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن أب ذرّ رضي اللّه عنه‪ ،‬واسه جُندب‪ ،‬وقيل بُ َريْ ٌر بض ّم الباء‬ ‫تصغي برّ‪ ،‬قال‪ :‬خرجتُ ليلةً من الليال فإذا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يشي وحدَه‪ ،‬فجعلتُ‬ ‫أمشي ف ظلّ القمر‪ ،‬فالتفتَ فرآن فقال‪" :‬مَ ْن هَذَا؟" فقلت‪ :‬أبو ذرّ‪)27( .‬‬

‫‪254‬‬

‫‪ 10/649‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب قتادة الارث بن رِبعي رضي اللّه عنه ف حديث اليضأة‬ ‫الشتمل على معجزات كثية لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعلى جل من فنون العلوم‪ ،‬قال فيه أبو‬ ‫قتادة‪ :‬فرفع النبّ صلى اللّه عليه وسلم رأسه فقال‪" :‬مَ ْن هَذَا؟"(‪ )28‬قلت‪ :‬أبو قتادة‪ .‬قلت‪ :‬ونظائر هذا‬ ‫كثية‪ ،‬وسببه الاجة‪ ،‬وعدم إرادة الفتخار‪.‬‬ ‫ويقرب من هذا‪:‬‬ ‫‪ 11/650‬ما رويناه ف صحيح مسلم عن أب هريرة‪ ،‬واسه عبد الرحن بن صخر على الصحّ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫قلتُ‪ :‬يا رسول اللّه! ادعُ اللّه أن يهديَ ُأمّ أب هريرة‪ ...‬وذكر الديثَ إل أن قال فرجعتُ فقلت‪ :‬يا‬ ‫رسول اللّه! قد استجاب اللّه دعوتك وهدى ُأمّ أب هريرة‪)29( .‬‬ ‫بابُ ف مسائل تتف ّرعُ على السّلم‬ ‫مسألة‪ :‬قال أبو سعد التولّي‪ :‬التحيّة عند الروج من المّام بأن يُقال له‪ :‬طابَ حّامُك‪ ،‬ل أصل‬ ‫ستَ‪ .‬قلت‪ :‬هذا‬ ‫ت فل نَجِ ْ‬ ‫لا؛ ولكن روي أن عليّ رضي اللّه عنه قال لرجل خرج من المّام‪ :‬طَهَرْ َ‬ ‫الحلّ ل يص ّح فيه شيء‪ ،‬ولو قال إنسان لصاحبه على سبيل الودة والؤالفة واستجلب الودّ‪ :‬أدام اللّه‬ ‫لك النعيم ونو ذلك من الدعاء فل بأس به‪.‬‬ ‫مسألة‪ :‬إذا ابتدأ الارّ المرور عليه فقال‪ :‬صبّحكَ اللّه بالي‪ ،‬أو بالسعادة‪ ،‬أو قوّاك اللّه‪ ،‬ول أوح َ‬ ‫ش‬ ‫اللّه منك‪ ،‬أو غي ذلك من اللفاظ الت يستعملها الناسُ ف العادة‪ ،‬ل يستحقّ جوابا؛ لكن لو دعا له قبالة‬ ‫ذلك كان حسنا‪ ،‬إل أ ْن َيتْ ُركَ جوابَه بالكلية زجرا ف تلّفه وإهاله السلم‪ ،‬وتأديبا له ولغيه ف العتناء‬ ‫بالبتداء بالسلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬إذا أراد تقبيل يد غيه‪ ،‬إن كان ذلك لزهده وصلحه أو علمه أو شرفه وصيانته أو نو ذلك‬ ‫من المور الدينية ل يُكره بل يُستحبّ؛ وإن كان لغناه ودنياه وثروته وشوكته ووجاهته عند أهل الدنيا‬ ‫ونو ذلك فهو مكروه شديد الكراهة‪ .‬وقال التولّي من أصحابنا‪ :‬ل يوز‪ ،‬فأشار إل أنه حرام‪.‬‬ ‫‪ 1/651‬روينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن زارع رضي اللّه عنه‪ ،‬وكان ف وفد عبد القيس قال‪ :‬فجعلْنا‬ ‫نتبادرُ من رواحلنا فنقبّلُ يدَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم ورجلَه‪)1( .‬‬ ‫‪255‬‬

‫قلتُ‪ :‬زارع بزاي ف أوّله وراء بعد اللف‪ ،‬على لفظ زَارع النطة وغيها‪.‬‬ ‫‪ 2/652‬وروينا ف سنن أب داود أيضا‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قصةً قال فيها‪ :‬فدنونا ـ يعن‬ ‫من النبّ صلى اللّه عليه وسلم ـ ف َقبّلنا يده‪)2( .‬‬ ‫وأما تقبيل الرجُل خدّ ولده الصغي‪ ،‬وأخيه‪ ،‬وقُبلة غي خدّه من أطرافه ونوها على وجه الشفقة والرحة‬ ‫سّنةٌ‪ .‬والحاديث فيه كثية صحيحة مشهورة وسواء الولد الذكر والنثى‪.‬‬ ‫واللطف ومبة القرابة‪ ،‬ف ُ‬ ‫وكذلك قبلته ولد صديقه وغيه من صغار الطفال على هذا الوجه‪ .‬وأما التقبي ُل بالشهوة فحرام‬ ‫بالتفاق‪ .‬وسواء ف ذلك الوالد وغيه‪ ،‬بل النظر إليه بالشهوة حرام بالتفاق على القريب والجنب‪.‬‬ ‫‪ 3/653‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪َ :‬قبّلَ النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم السنَ بن عليّ رضي اللّه عنهما وعنده القرعُ بن حابس التميمي‪ .‬فقال القرعُ‪ :‬إن ل‬ ‫ت منهم أحدا‪ ،‬فنظرَ إليه رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ث قال‪" :‬مَ ْن ل َيرْحَمُ ل‬ ‫عشرةً من الولد ما قبّل ُ‬ ‫يُرْ َحمُ"‪)3(.‬‬ ‫‪ 4/654‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬قدم ناسٌ من العراب على رسول‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فقالوا‪ُ :‬ت َقبّلُونَ صبيانَكم؟ فقالوا‪ :‬نعم‪ ،‬قالوا‪ :‬لكنّا واللّه ما نُ َقبّلُ‪ ،‬فقال رسول‬ ‫ع ِمنْكُمُ الرّ ْح َمةَ؟" هذا لفظ إحدى الروايات‪،‬‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬أ َو أمْلِكُ أ ْن كانَ اللّهُ تَعال نَ َز َ‬ ‫وهو مروي بألفاظ‪)4( .‬‬ ‫‪ 5/655‬وروينا ف صحيح البخاري وغيه‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬أخذَ رسولُ اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم ابنَه إبراهيم ف َقبّله وشّه‪)5( .‬‬ ‫‪ 6/656‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن الباء بن عازب رضي اللّه عنهما قال‪ :‬دخلتُ مع أب بكر‬ ‫رضي اللّه عنه أوّلَ ما قَ ِد َم الدينةَ‪ ،‬فإذا عائش ُة ابنته رضي اللّه عنها مضطجعةٌ قد أصابَها حُمّى‪ ،‬فأتاها أبو‬ ‫بكر فقال‪ :‬كيف أنتِ يا بنيّة؟! وقبّلَ خدّها‪)6( .‬‬ ‫‪ 7/657‬وروينا ف كتب الترمذي والنسائي وابن ماجه‪ ،‬بالسانيد الصحيحة‪ ،‬عن صفوان بن عَسّال‬ ‫الصحابّ رضي اللّه عنه‪ ،‬وعَسّال بفتح العي وتشديد السي الهملتي‪ ،‬قال‪ :‬قال يهوديّ لصاحبه‪ :‬اذهب‬

‫‪256‬‬

‫بنا إل هذا النبّ‪ ،‬فأتيا رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فسأله عن تسعِ آياتٍ بيّناتٍ‪ ،‬فذك َر الديثَ إل‬ ‫قوله‪ :‬فقبّلوا يدَه ورجلَه وقال‪ :‬نشهدُ أنك نبّ‪)7( .‬‬ ‫‪ 8/658‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬بالِسناد الصحيح الليح‪ ،‬عن إِياس بن َد ْغفَل قال‪ :‬رأيتُ أبا نضرة‬ ‫َقبّل خدّ السن بن عليّ رضي اللّه عنهما‪)8( .‬‬ ‫قلت‪ :‬أبو َنضْ َر َة بالنون والضاد العجمة‪ :‬اسه النذر بن مالك بن قطعة‪ ،‬تابعي ثقة‪ .‬و َد ْغفَل بدال مهملة‬ ‫مفتوحة ث غي معجمة ساكنة ث فاء مفتوحة ث لم‪.‬‬ ‫وعن ابن عمر (‪ )9‬رضي اللّه عنهما أنه كان يقبّل ابنه سالا ويقول‪ :‬اعجبوا من شيخ ُي َقبّلُ شيخا‪.‬‬ ‫وعن سهل بن عبد اللّه التستري السيد الليل أحد أفراد زهّاد المة وعبّادها رضي اللّه عنه أنه كان يأت‬ ‫ث به حديثَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫أبا داود السجستان ويقول‪ :‬أخرج ل لسانكَ الذي تُحدّ ُ‬ ‫لَُقبّله فيقبّلُه‪ .‬وأفعالُ السلف ف هذا الباب أكثر من أن تُحصر‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ول بأس بتقبيل وجه اليت الصال للتبّك‪ ،‬ول بأس بتقبيل الرجُل وجه صاحبه إذا قدم من‬ ‫سفر ونوه‪.‬‬ ‫‪ 9/659‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها ف الديث الطويل ف وفاة رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم قالت‪ :‬دخ َل أبو بكر رضي اللّه عنه فكشفَ عن وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ب عليه ف َقبّله‪ ،‬ث بكى‪)10( .‬‬ ‫وسلم ث أك ّ‬ ‫‪ 10/660‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬ق ِدمَ زيدُ بنُ حارثةَ الدين َة‬ ‫ع البابَ‪ ،‬فقامَ إليه النبّ صلى اللّه عليه وسلم يرّ‬ ‫ورسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف بيت‪ ،‬فأتاه فقر َ‬ ‫ثوبَه‪ ،‬فاعتنقه وقبّله‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)11( .‬‬ ‫وأما العانق ُة وتقبيلُ الوجه لغي الطفل ولغي القادم من سفر ونوه فمكروهان‪ ،‬نصّ على كراهتهما أبو‬ ‫ممد البغويّ وغيه من أصحابنا‪.‬‬ ‫ويدلّ على الكراهة‪:‬‬

‫‪257‬‬

‫‪ 11/661‬ما رويناه ف كتاب الترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رجل‪ :‬يا‬ ‫رسول اللّه! الرجل منّا يَلقى أخاه أو صديقه أينحن له؟ قال‪" :‬ل" قال‪ :‬أفيلتزمه ويقبّله؟ قال‪" :‬ل" قال‪:‬‬ ‫فيأخذه بيده ويصافحُه؟ قال‪َ" :‬نعَمْ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)12( .‬‬ ‫قلت‪ :‬وهذا الذي ذكرناه ف التقبيل والعانقة‪ ،‬وأنه ل بأس به عند القدوم من سفر ونوه‪ ،‬ومكروه‬ ‫كراهة تنيه ف غيه‪ ،‬وهو ف غي المرد السن الوجه؛ فأما المردُ السنُ فيحرم بكلّ حال تقبيله‪،‬‬ ‫سواء قدم مَن سفر أم ل‪ .‬والظاهر أن معانقته كتقبيله‪ ،‬أو قريبة من تقبيله‪ ،‬ول فرق ف هذا بي أن يكون‬ ‫القبّل والقبّل رجلي صالي أو فاسقي‪ ،‬أو أحدُها صالا‪ ،‬فالمي ُع سواء‪ .‬والذهبُ الصحيح عندنا‬ ‫تري النظر إل المرد السن ولو كان بغي شهوة‪ ،‬وقد أمن الفتنة‪ ،‬فهو حرام كالرأة لكونه ف معناها (‬ ‫‪)13‬‬ ‫فصل‪ :‬ف الصافحة‪ :‬اعلم أنا سنّة مم ٌع عليها عند التلقي‪.‬‬ ‫ت الصافحةُ ف‬ ‫ت لنس رضي اللّه عنه أكان ِ‬ ‫‪ 12/662‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن قتادة قال‪ :‬قل ُ‬ ‫أصحاب النبّ صلى اللّه عليه وسلم؟ قال‪ :‬نعم‪)14( .‬‬ ‫‪ 13/663‬وروينا ف صحيح البخاري ومسلم ف حديث كعب بن مالك رضي اللّه عنه ف قصة‬ ‫توبته قال‪ :‬فقام إلّ طلحة بن عبيد اللّه رضي اللّه عنه يُهرول‪ ،‬حت صافحن وهنّأن‪)15( .‬‬ ‫‪ 14/664‬وروينا بالِسناد الصحيح ف سنن أب داود‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسولُ اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَا مِ ْن مُسِْل َميْنِ يَ ْلَتقِيانِ فَيتَصافَحانِ إِلّ غُفرَ َلهُما َقبْلَ َأ ْن َيتَفَرّقَا"(‪)16‬‬ ‫‪ 15/665‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن الباء رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسولُ‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم "ما مِ ْن مُسِْل َميْنِ يَ ْلَتقِيانِ إ ّل غُفرَ َلهُما َقبْ َل أنْ يََتفَرّقا"‪)17(.‬‬ ‫‪ 16/666‬وروينا ف كتاب الترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رجلٌ‪ :‬يا رسو َل‬ ‫اللّه! الرج ُل منّا يلقى أخاه أو صديقه أينحن له؟‪ ،‬قال‪" :‬ل" قال‪ :‬أفيلتزمه ويقبله؟ قال‪" :‬ل" قال‪ :‬فيأخذ‬ ‫بيده ويصافحه؟ قال‪َ" :‬نعَمْ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪ .‬وف الباب أحاديث كثية‪)18( .‬‬

‫‪258‬‬

‫‪ 17/667‬وروينا ف موطأ الِمام مالك رحه اللّه‪ ،‬عن عطاء بن عبد اللّه الراسانّ قال‪ :‬قال ل‬ ‫ب الغِلّ‪َ ،‬وَتهَا َدوْا تَحابّوا َوتَ ْذ َهبِ الشّحْناءُ" قلت‪ :‬هذا‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪َ" :‬تصَافَحُوا يَ ْذهَ ِ‬ ‫حديث مرسل‪)19( .‬‬ ‫س من الصافحة بعد صلت الصبح‬ ‫واعلم أن هذه الصافحة مستحبّة عند كل لقاء‪ ،‬وأما ما اعتاده النا ُ‬ ‫والعصر‪ ،‬فل أصلَ له ف الشرع على هذا الوجه‪ ،‬ولكن ل بأس به‪ ،‬فإن أصل الصافحة سنّة‪ ،‬وكونم‬ ‫حافَظوا عليها ف بعض الحوال‪ ،‬وفرّطوا فيها ف كثي من الحوال أو أكثرها‪ ،‬ل يرج ذلك البعض عن‬ ‫كونه من الصافحة الت ورد الشرع بأصلها‪.‬‬ ‫وقد ذكر الشيخ الِمام أبو ممد عبد السلم رحه اللّه ف كتابه "القواعد" أن البدع على خسة أقسام‪:‬‬ ‫واجبة‪ ،‬ومرّمة‪ ،‬ومكروهة‪ ،‬ومستحبّة‪ ،‬ومباحة‪ .‬قال‪ :‬ومن أمثلة البدع الباحة الصافحة عقب الصبح‬ ‫والعصر‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬وينبغي أن يترز من مصافحة المرد السن الوجه‪ ،‬فإن النظ َر إليه حرام كما قدّمنا ف الفصل‬ ‫الذي قبل هذا‪ ،‬وقد قال أصحابنا‪ :‬ك ّل مَن َح ُر َم النظ ُر إليه حَ ُرمَ مسّه‪ ،‬بل السّ أشدّ‪ ،‬فإنه ي ّل النظر إل‬ ‫الجنبية إذا أراد أن يتزوّجها‪ ،‬وف حال البيع والشراء والخذ والعطاء ونو ذلك‪ ،‬ول يوز مسّها ف‬ ‫شيء من ذلك‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ويُستحبّ مع الصافحة‪ ،‬البشاشة بالوجه‪ ،‬والدعاء بالغفرة وغيها‪.‬‬ ‫‪ 18/668‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب ذرّ رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال ل رسولُ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ف َشيْئا‪ ،‬وََلوْ أ ْن تَ ْلقَى أخا َك ِبوَجْ ِه طَلِيقٍ"‪)20(.‬‬ ‫حقِ َر ّن مِ َن ا َلعْرُو ِ‬ ‫وسلم‪" :‬ل تَ ْ‬ ‫‪ 19/669‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن الباء بن عازب رضي اللّه عنهما قال‪ :‬قال رسولُ اللّه‬ ‫حةٍ تَنَاثَرَتْ خَطاياهُما بَيَنهُما"‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إنّ الُسْلِ َميْنِ إذَا اْلَتقَيا َفَتصَافَحَا َوَتكَاشَرَا ِبوُ ّد َوَنصِي َ‬ ‫وف رواية "إذَا اْلَتقَى الُسْلِمانِ َفتَصَافَحَا وَحَمِدَا اللّ َه تَعال وَا ْستَ ْغفَرَا‪َ ،‬غفَرَ اللّ ُه عَ ّز وَجَلّ َلهُمَا"‪)21(.‬‬ ‫‪ 20/670‬وروينا فيه‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَا مِ ْن َعبْ َديْنِ‬ ‫سَتقْبِلُ أحَ ُدهُما صَا ِحبَهُ َفُيصَافِحَهُ َفُيصَلّيانِ على الّنبِيّ صلى اللّه عليه وسلم إِلّ لَ ْم َيَتفَرّقَا‬ ‫ُمتَحاّبيْنِ ف اللّ ِه يَ ْ‬ ‫حتّى ُت ْغفَرَ ُذنُوبُمَا ما َتقَ ّد َم منْها وَما تَأخّرَ"‪)22(.‬‬ ‫‪259‬‬

‫‪ 21/671‬وروينا فيه‪ ،‬عن أنس أيضا‪ ،‬قال‪ :‬ما أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بيدِ رجلٍ‬ ‫سَن ًة وَقِنا عَذَابَ النّارِ"‪)23(.‬‬ ‫سَن ًة وَف الخِ َرةِ حَ َ‬ ‫ففارقه حت قال‪" :‬الّلهُ ّم آتِنا ف الدّنيا حَ َ‬ ‫فصل‪ :‬ويُكره حْنيُ الظهر ف كل حال لكل أحد‪ ،‬ويدلّ عليه ما قدّمنا ف الفصلي التقدمي من‬ ‫حديث أنس‪ ،‬وقوله‪ :‬أينحن له؟ قال‪" :‬ل" وهو حديث حسن كما ذكرناه ول يأت له معارض فل‬ ‫مصيَ إل مالفته‪ ،‬ول يغت ّر بكثرة مَن يفعله مّن ينسب إل علم أو صلح وغيها من خصال الفضل‪،‬‬ ‫فإن القتداء إنا يكون برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬وَما آتاكُمُ ال ّرسُولُ فَخُذُوهُ‪،‬‬ ‫َومَا نَهاكُ ْم َعنْهُ فَاْنتَهُوا} [الشر‪ ]7:‬وقال تعال‪{ :‬فَ ْلَيحْذَ ِر الّذي َن يُخاِلفُونَ عَ ْن أمْ ِر ِه أنْ ُتصِيَبهُمْ ِفْتَنةٌ أوْ‬ ‫ُيصِيَبهُ ْم عَذَابٌ ألِيمٌ} [النور‪.]63:‬‬ ‫وقد قدّمنا ف كتاب النائز (‪ ، )24‬عن الفضيل بن عياض رضي اللّه عنه ما معناه‪ :‬اتّب ْع طُ ُرقَ الدى‪،‬‬ ‫ول يضرّك قلّة السالكي‪ ،‬وإياك وطرق الضللة‪ ،‬ول تغت ّر بكثرة الالكي‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬وأما إكرام الداخل بالقيام‪ ،‬فالذي نتاره أنه مستحبّ لن كان فيه فضيلة ظاهرة من علم أو‬ ‫صلح أو شرف أو ولية مصحوبة بصيانة‪ ،‬أو له ولدة أو رحم مع س ّن ونو ذلك‪ ،‬ويكون هذا القيام‬ ‫للبِ ّر والِكرام والحترام ل للرياء والِعظام‪ ،‬وعلى هذا الذي اخترناه استمرّ عمل السلف واللف‪ ،‬وقد‬ ‫جعت ف ذلك جزءا جعت فيه الحاديث والثار وأقوال السلف وأفعالم الدّالة على ما ذكرته‪ ،‬ذكرت‬ ‫فيه ما خالفها وأوضحت الواب عنه‪ ،‬فمن أشكل عليه من ذلك شيء ورغب ف مطالعة ذلك الزء‬ ‫رجوت أن يزول إشكاله إن شاء اللّه تعال‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬يستحبّ استحبابا متأكدا زيارة الصالي والِخوان واليان والصدقاء والقارب‬ ‫وإكرامهم وبرّهم وصلتهم‪ ،‬وضبط ذلك يتلف باختلف أحواله ومراتبهم وفراغهم‪ .‬وينبغي أن تكون‬ ‫زيارته لم على وجه ل يكرهونه وف وقت يرتضونه‪ .‬والحاديث والثار ف هذا كثية مشهورة‪ ،‬ومن‬ ‫أحسنها‪:‬‬ ‫‪ 22/672‬ما رويناه ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪:‬‬ ‫"أن رجلً زارَ أخا له ف قرية أخرى‪ ،‬فأرصدَ اللّه تعال على مَ ْدرَجتِه مَلَكا‪ ،‬فلما أتى عليه قال‪ :‬أين‬ ‫ك عليه من نعمة ت ُربّها؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬غيَ أن أحببتُه ف‬ ‫تُريد؟ قال‪ :‬أُريدُ أخا ل ف هذه القرية‪ ،‬قال‪ :‬هل ل َ‬ ‫اللّه تعال‪ ،‬قال‪ :‬فإن رسولُ اللّه إليك بأن اللّه تعال قد أحبّكَ كما أحببتَه فيه"‪)25(.‬‬ ‫‪260‬‬

‫قلت‪ :‬مدرجتُه بفتح اليم والراء‪ :‬طريقه‪ .‬ومعن تَ ُربّها‪ :‬أي تفظها وتراعيها وتربيها كما يُربّي الرجلُ‬ ‫ولدَه‪.‬‬ ‫‪ 23/673‬وروينا ف كتاب الترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن أب هريرة أيضا قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫ت وَطابَ مَمْشاكَ‪َ ،‬وَتَبوّأتَ‬ ‫عليه وسلم‪" :‬مَنْ عا َد مَرِيضا‪ ،‬أوْ زَارَ أخا لَهُ ف اللّ ِه تَعال‪ ،‬نادَا ُه مُنا ٍد بأ ْن ِطبْ َ‬ ‫مِ َن الَّن ِة مَنِلً"‪)26(.‬‬ ‫فصل‪ :‬ف استحباب طلب الِنسان من صاحبه الصال أن يزورَه‪ ،‬وأن يكثرَ من زيارته‪.‬‬ ‫‪ 24/674‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‪ ،‬قال‪ :‬قال النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم لبيل صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ما يَ ْمَنعُكَ أ ْن تَزُورَنا أ ْكثَ َر مِمّا تَزُورُنا؟ فنلتْ {وَما َنَتنَزّلُ إِ ّل بِأمْرِ‬ ‫َربّكَ‪ ،‬لَ ُه ما بَيْ َن أيْدِينا وَما خَ ْلفَنا} [مري‪)27( ]64:‬‬ ‫ت العَاطسِ وحُكم التّثَاؤُب‬ ‫بابُ تَشْمِي ِ‬ ‫‪ 1/675‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫حبّ العُطاسَ‪َ ،‬وَيكْ َرهُ التَثاؤُبَ‪ ،‬فإذا عَ َطسَ أ َحدُكُ ْم وَحَ ِمدَ اللّ َه تَعال كان َحقّا على‬ ‫قال‪" :‬إنّ اللّ َه تَعال يُ ِ‬ ‫شيْطان‪ ،‬فإذا َتثَاءَبَ أ َحدُكُمْ‬ ‫كُ ّل مُسْلِ ٍم َس ِمعَهُ أ ْن َيقُولَ لَهُ‪ :‬يَ ْرحَمُكَ اللّهُ‪ .‬وأمّا التّثاؤُبُ فإنّما ُهوَ مِنَ ال ّ‬ ‫شيْطانُ"‪)28( .‬‬ ‫ك ِمنْهُ ال ّ‬ ‫ضحِ َ‬ ‫فَ ْليَ ُر ّدهُ ما ا ْستَطاعَ‪ ،‬فَإن أحدَكم إذا تَثاءَبَ َ‬ ‫س سببه ممود‪ ،‬وهو خفّة السم الت تكون لقلة الخلط وتفيف‬ ‫قلتُ‪ :‬قال العلماء‪ :‬معناه أن العطا َ‬ ‫سهّلُ الطاعة‪ ،‬والتثاؤب بضدّ ذلك‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫الغذاء‪ ،‬وهو أمر مندوب إليه لنه يُضعف الشهوة ويُ َ‬ ‫‪ 2/676‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أب هريرة أيضا‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إذَا‬ ‫عَ َطسَ أحَدُكُمْ َف ْلَيقُل‪ :‬الَمْدُ ِللّهِ‪ ،‬وَْلَيقُلْ لَهُ أخُو ُه أوْ صَاحبُهُ‪ :‬يَرْ َحمُكَ اللّهُ‪ ،‬فإذَا قالَ لَهُ‪َ :‬يرْحَمُكَ اللّهُ‪،‬‬ ‫فَ ْلَيقُلْ‪َ :‬يهْدِيكُمُ اللّ ُه َوُيصْلِحُ باَلكُمْ" قال العلماء‪ :‬بالكم‪ :‬أي شأنكم‪)29( .‬‬ ‫‪ 3/677‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬عَ َطسَ رجلن عند النبّ‬ ‫س فلن فشمّته‪،‬‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فشمّت أحدَها ول يشمّت الخر‪ ،‬فقال الذي ل يشمّته‪ :‬عَ َط َ‬ ‫وعطستُ فلم تشمّتن‪ ،‬فقال‪" :‬هَذَا َحمِدَ اللّ َه تَعال‪ ،‬وَإنّكَ َل ْم تَحْ َمدِ اللّ َه تَعال"‪)30(.‬‬ ‫‪261‬‬

‫‪ 4/678‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب موسى الشعريّ رضي اللّه عنه قال‪ :‬سعتُ رسولَ اللّه‬ ‫ش ّمتُوهُ‪ ،‬فإنْ لَ ْم يَحْ َمدِ اللّهَ فَل‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬إذَا عَ َطسَ أ َحدُكُمْ َفحَمِدَ اللّ َه تَعال فَ َ‬ ‫تُشَ ّمتُوهُ"‪)31(.‬‬ ‫‪ 5/679‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن الباء رضي اللّه عنه قال‪ :‬أمَرَنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫بسبع‪ ،‬ونانا عن سبع‪ :‬أمَرَنا بعيادة الريض‪ ،‬واتباع النازة‪ ،‬وتشميت العاطس‪ ،‬وإجابة الداعي‪ ،‬وردّ‬ ‫السلم‪ ،‬ونصر الظلوم‪ ،‬وإبرار القسم‪)32( .‬‬ ‫‪ 6/680‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن أب هريرة عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬حَ ّق الُسْلِ ِم على‬ ‫الُسِْلمِ خَ ْمسٌ‪ :‬رَدّ السّلمِ‪َ ،‬وعِيا َدةُ الَرِيض‪ ،‬وَاتّباعُ الَنائِز‪ ،‬وإجاَبةُ ال ّد ْع َوةِ‪َ ،‬وتَشْمِيتُ العاطِس" وف رواية‬ ‫لسلم " َحقّ الُسِْلمِ على الُسْلِ ِم ِستّ‪ :‬إذَا َلقِيتَهُ فَسَلّ ْم عََليْهِ‪َ ،‬وِإذَا َدعَاكَ فأ ِجبْهُ‪َ ،‬وإِذَا ا ْسَتنْصَحَكَ فَاْنصَحْ لَهُ‪،‬‬ ‫َوإِذَا عَ َطسَ َفحَمِدَ اللّه تَعال فَشَ ّمتْهُ‪َ ،‬وإِذَا َم ِرضَ َفعُ ْدهُ‪َ ،‬وإِذَا مَاتَ فَاّتِبعْهُ"‪)33(.‬‬ ‫فصل‪ :‬اتفق العلماء على أنه يُستحبّ للعاطس أن يقولَ عقب عطاسه‪ :‬المد للّه‪ ،‬فلو قال‪ :‬المد‬ ‫للّه ربّ العالي كان أحسن‪ ،‬ولو قال‪ :‬المد للّه على كل حال كان أفضل‪.‬‬ ‫‪ 7/681‬روينا ف سنن أب داود وغيه‪ ،‬بإسناد صحيح‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬عن النبّ صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم قال‪ِ" :‬إذَا عَ َطسَ أحَدُ ُكمْ فَ ْلَيقُلِ‪ :‬الَمْدُ لِلّهِ على كُلّ حالٍ‪ ،‬وَْلَيقُلْ أخُو ُه أوْ صَا ِحبُهُ‪:‬‬ ‫يَرْ َحمُكَ اللّه‪َ ،‬ويَقُو ُل ُهوَ‪َ :‬يهْدِيكُمُ اللّ ُه َوُيصْلِ ُح بَاَلكُمْ"‪)34(.‬‬ ‫ل عَ َطسَ إل جنبه فقال‪:‬‬ ‫‪ 8/682‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما؛ أن رج ً‬ ‫المدُ للّه والسّلم على رسول اللّه‪ ،‬فقال ابن عمر‪ :‬وأنا أقول‪ :‬المدُ للّه والسلمُ على رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم‪ ،‬وليس هكذا علّمنا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬علّمنا أن نقول‪" :‬الَمْدُ ِللّهِ على‬ ‫كُلّ حالٍ"‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ويُستحبّ لكل مَن سعه أن يقول لَه‪ :‬يرحك اللّه‪ ،‬أو يرحكم اللّه‪ ،‬أو رحكم اللّه‪ ،‬ويُستحبّ‬ ‫للعاطس بعد ذلك أن يقول‪ :‬يهديكم اللّه ويُصلح بالكم‪ ،‬أو يغفر اللّه لنا ولكم (‪)36( )35‬‬ ‫‪ 9/683‬وروينا ف موطأ مالك‪ ،‬عنه‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما؛ أنه قال‪ :‬إذا عَ َطسَ‬ ‫أحدُكم فقيل له‪ :‬يرحُك اللّه‪ ،‬يقول‪ :‬يرحنا اللّه وإياكم‪ ،‬ويغفرُ اللّه لنا ولكم‪)37( .‬‬ ‫‪262‬‬

‫ت وهو قوله يرحك اللّه سنّة على الكفاية‬ ‫وكل هذا سنّة ليس فيه شيء واجب‪ ،‬قال أصحابنا‪ :‬والتشمي ُ‬ ‫لو قاله بعضُ الاضرين أجزأ عنهم‪ ،‬ولكن الفضل أن يقوله كلّ واحد منهم؛ لظاهر قوله صلى اللّه عليه‬ ‫سلِ ٍم سَ ِمعَ ُه أنْ َي ُقوْلَ لَهُ‪ :‬يَرْ َحمُكَ اللّهُ"‬ ‫وسلم ف الديث الصحيح الذي قدّمناه "كانَ َحقّا على كُ ّل مُ ْ‬ ‫هذا الذي ذكرناه من استحباب التشميت هو مذهبنا‪ :‬واختلف أصحابُ مالك ف وجوبه‪ ،‬فقال القاضي‬ ‫عبد الوهاب‪ :‬هو سنّة‪ ،‬ويُجزىء تشميتُ واحد من الماعة كمذهبنا‪ ،‬وقال ابن ُم َزيْنٍ‪ :‬يَلزم كلّ واحد‬ ‫منهم‪ ،‬واختاره ابن العرب الالكي‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬إذا ل يمد العاطس ل يُشَ ّمتُ؛ للحديث التقدم‪ .‬وأقلّ المد والتشميت وجوابِه أن يرفعَ‬ ‫صوتَه بيث يُسمِعُ صاحبَه‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬إذا قال العاطسُ لفظا آخ َر غي المد للّه ل يستحقّ التشميت‪.‬‬ ‫‪ 10/684‬روينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن سال بن عبيد الشجعي الصحاب رضي اللّه تعال‬ ‫عنه قال‪ :‬بينا ن ُن عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذ عَ َطسَ رجلٌ من القوم‪ ،‬فقال‪ :‬السلم عليكم‪،‬‬ ‫ك َوعَلى ُأمّكَ‪ ،‬ث قال‪ :‬إذَا عَ َطسَ أحَدُكُمْ َف ْليَحْ َمدِ اللّهَ ـ‬ ‫فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪َ " :‬وعََليْ َ‬ ‫فذكر بعض الحامد ـ وَْليَقُلْ لَ ُه مَ ْن ِعنْ َدهُ‪ :‬يَرْحَمُكَ اللّهُ‪ ،‬وَلْيَ ُردّ ـ يعن عليهم ـ َي ْغفِرُ اللّهُ لَنا وََلكُمْ"‪(.‬‬ ‫‪)38‬‬ ‫فصل‪ :‬إذا عَ َطسَ ف صلته يُستحبّ أن يقول‪ :‬المد للّه‪ ،‬ويُسمع نفسَه‪ ،‬هذا مذهبنا‪ .‬ولصحاب‬ ‫مالك ثلثة أقوال‪ :‬أحدُها هذا‪ ،‬واختاره ابن العرب‪ .‬والثان يمد ف نفسه‪ ،‬والثالث قاله سحنون‪ :‬ل‬ ‫يمَد جهرا ول ف نفسه‪.‬‬ ‫ض صوتَه‪.‬‬ ‫فصل‪:‬السنّة إذا جاءَه العطاسُ أن يضعَ يدَه أو ثوبَه أو نو ذلك على فمه وأن يف َ‬ ‫‪ 11/685‬روينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن أب هريرةَ رضي اللّه عنه قال‪ :‬كان رسولُ اللّه‬ ‫ض با صوتَه‪ .‬ـ شكّ الراوي‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم إذا عطَس وضعَ يدَه أو ثوبَه على فِيه‪ ،‬وخفضّ أو غ ّ‬ ‫أيّ اللفظي قال ـ قال الترمذي‪ :‬حديث صحيح‪)39( .‬‬ ‫‪ 12/686‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عبد اللّه بن الزبي رضي اللّه عنهما‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللّه‬ ‫صوْتِ بالتّثاؤُبِ والعُطاسِ"‪)40(.‬‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إنّ اللّ َه عَزّ وَجَ ّل َيكْ َرهُ رَفْ َع ال ّ‬ ‫‪263‬‬

‫‪ 13/687‬وروينا فيه‪ ،‬عن ُأمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬سعتُ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫شيْطانِ"‪)41(.‬‬ ‫سةُ الشّدِيدَ ُة مِنَ ال ّ‬ ‫يقول‪" :‬التّثاؤُبُ الرّفِي ُع وَالعَطْ َ‬ ‫فصل‪ :‬إذا تَك ّر َر العطاسُ من إنسان متتابعا‪ ،‬فالسنّة أن يشمّته لكل مرّة إل أن يبلغ ثلث مرّات‪.‬‬ ‫‪ 14/688‬روينا ف صحيح مسلم وسنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن سلمة بن الكوع رضي اللّه عنه؛‬ ‫س عندَه رجلٌ‪ ،‬فقال له‪ :‬يَ ْرحَمُكَ اللّهُ‪ ،‬ث عَ َطسَ أخرى فقال له‬ ‫أنه سعَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪َ ،‬وعَ َط َ‬ ‫رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬الرّجُ ُل مَزْكُومٌ" هذا لفظ رواية مسلم‪ .‬وأما رواية أب داود والترمذي‬ ‫فقال‪ :‬قال سلمة‪ :‬عَ َطسَ رجل عندَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأنا شاهدٌ‪ ،‬فقال رسول اللّه صلى‬ ‫س الثانية أو الثالثة‪ ،‬فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬‬ ‫اللّه عليه وسلم‪" :‬يَرْ َحمُكَ اللّهُ" ث عَ َط َ‬ ‫يَرْ َحمُكَ اللّهُ‪ ،‬هَذَا َرجُ ٌل مَزْكُومٌ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪)42( .‬‬ ‫‪ 15/689‬وأما الذي رويناه ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن عبيد اللّه بن رفاعة الصحابّ رضي اللّه‬ ‫س ثَلثا‪ ،‬فإنْ زَا َد فإ ْن ِشئْتَ فَشَ ّمتْ ُه وَإنْ‬ ‫ت العا ِط ُ‬ ‫عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬يُشَ ّم ُ‬ ‫ِشئْتَ فَل" فهو حديث ضعيف‪ ،‬قال فيه الترمذي‪ :‬حديث غريب وإسناده مهول‪)43( .‬‬ ‫‪ 16/690‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬بإسناد فيه رجل ل أتقق حاله‪ ،‬وباقي إسناده صحيح عن أب‬ ‫هريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬سعتُ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪ِ" :‬إذَا عَ َطسَ أَ َحدُكُمْ فَ ْليُشَمّتهُ‬ ‫جَلِيسُهُ‪َ ،‬وِإنْ زَاد على ثَلثَة َف ُهوَ َمزْكُومٌ‪ ،‬وَل يُشَ ّمتُ َبعْ َد ثَلثٍ"‪)44(.‬‬ ‫واختلف العلماء فيه‪ ،‬فقال ابن العرب الالكي‪ :‬قيل يقال له ف الثانية‪ :‬إنك مزكوم‪ ،‬وقيل يقال له ف‬ ‫الثالثة‪ ،‬وقيل ف الرابعة‪ ،‬والص ّح أنه ف الثالثة‪ .‬قال‪ :‬والعن فيه أنك لست مّن يُشمّت بعد هذا‪ ،‬لن هذا‬ ‫الذي بك زكامٌ ومرض ل خفّة العطاس‪ .‬فإن قيل‪ :‬فإذا كان مرضا فكان ينبغي أن يُدعى له ويُشمّت‪،‬‬ ‫لنه أحقّ بالدعاء من غيه؟ فالواب أنه يُستحبّ أن يُدعى له لكن غي دعاء العطاس الشروع‪ ،‬بل دعاء‬ ‫السلم للمسلم بالعافية والسلمة ونو ذلك‪ ،‬ول يكون من باب التشميت‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬إذا عَ َطسَ ول يمد اللّه تعال فقد قدّمنا أنه ل يُشمّت‪ ،‬وكذا لو حد اللّه تعال ول يسمعه‬ ‫الِنسان ل يشمّته‪ ،‬فإن كانوا جاعة فسمعه بعضُهم دون بعض فالختار أنه يُشمّته من سعه دون غيه‪.‬‬

‫‪264‬‬

‫وحكى ابن العرب خلفا ف تشميت الذين ل يسمعوا المد إذا سعوا تشميتَ صاحبهم‪ ،‬فقيل يشمّته‬ ‫لنه عرف عطاسه وحده بتشميت غيه‪ ،‬وقيل ل‪ ،‬لنه ل يسمعه‪.‬‬ ‫ب لن عنده أن يذكّره المد‪ ،‬هذا هو الختار‪.‬‬ ‫واعلم أنه إذا ل يمد أصلً يُستح ّ‬ ‫وقد روينا ف معال السنن للخطاب نوه عن الِمام الليل إبراهيم النخعي‪ ،‬وهو باب النصيحة والمر‬ ‫بالعروف‪ ،‬والتعاون على ال ّب والتقوى‪ ،‬وقال ابن العرب‪ :‬ل يفعل هذا وزعم أنه َجهْلٌ من فاعله‪ .‬وأخطأ‬ ‫ف زعمه‪ ،‬بل الصواب استحبابه لا ذكرناه‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫س يهوديّ‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬فيما إذا عَ َط َ‬ ‫‪ 17/691‬روينا ف سنن أب داود والترمذي وغيها‪ ،‬بالسانيد الصحيحة‪ ،‬عن أب موسى الشعري‬ ‫رضي اللّه عنه قال‪ :‬كان اليهو ُد يتعاطسُونَ عندَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يَرْجُون أن يقولَ لم‪:‬‬ ‫حكُم اللّ ُه فيقولُ‪" :‬يَهديكُم اللّ ُه َوُيصْلِحُ باَلكُمْ"‪ :‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪)1( .‬‬ ‫ير ُ‬ ‫فصل‪ :‬روينا ف مسند أب يعلى الوصلي (‪ ،)2‬وهو حديث ضعيف‪ ،‬وأخرجه الطبان والدارقطن‬ ‫ف الفراد‪ ،‬والبيهقي وقال‪ :‬إنه منكر‪ ،‬وقال غيه‪ :‬إنه باطل ولو كان سنده كالشمس‬ ‫س ِعنْ َدهُ‬ ‫عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ حَدّثَ حَدِيثا َفعَ َط َ‬ ‫َف ُهوَ حَقّ" كل إسناده ثقات مُتقنون إل بقية بن الوليد فمختلف فيه‪ ،‬وأكث ُر الفاظ والئمة يتجّون‬ ‫بروايته عن الشاميي‪ ،‬وقد روي هذا الديث عن معاوية بن يي الشامي‬ ‫فصل‪ :‬إذا تثاءب فالسنّة أن ير ّد ما استطاع للحديث الصحيح الذي قدّمناه‪ .‬والسنّة أن يضع يده‬ ‫على فيه‪.‬‬ ‫‪ 18/692‬لا رويناه ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب سعيد الدريّ رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه‬ ‫ك بِيَ ِدهِ على فَمِهِ‪ ،‬فإنّ الشّيْطا َن يَدْخُلُ"‪)3(.‬‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذَا تَثاءَبَ أحَدُكُمْ َف ْليُمْسِ ْ‬ ‫قلتُ‪ :‬وسواء كان التثاؤب ف الصلة أو خارجها‪ ،‬يستحبّ وض ُع اليد على الفم‪ ،‬وإنا يكره للمصلّي‬ ‫وض ُع يده على فمه ف الصلة إذا ل تكن حاجة كالتثاؤب وشبهه‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬

‫‪265‬‬

‫ب الَدْحِ‬ ‫با ُ‬ ‫اعلم أ ّن مدح الِنسان والثناءَ عليه بميل صفاته قد يكون ف وجه المدوح‪ ،‬وقد يكون بغي حضوره‪،‬‬ ‫ح ويدخل ف الكذب فيحرُم عليه بسبب‬ ‫فأما الذي ف غي حضورِه فل من َع منه إل أن يُجازف الاد ُ‬ ‫ب هذا الدح الذي ل كذبَ فيه إذا ترتب عليه مصلحةٌ ول يرّ إل‬ ‫الكذب ل لكونه مدحا‪ ،‬ويُستح ّ‬ ‫مفسدة بأن يبلغَ المدوحَ فيفتت به‪ ،‬أو غي ذلك‪ .‬وأما الدحُ ف وجه المدوح فقد جاءت فيه أحاديث‬ ‫تقتضي إباحتَه أو استحبابه‪ ،‬وأحاديث تقتضي النع منه‪ .‬قال العلماء‪ :‬وطريق المع بي الحاديث أن‬ ‫يُقال‪ :‬إن كان المدوحُ عنده كمالُ إيان وحسنُ يقي ورياض ُة نفس ومعرف ٌة تامة بيث ل يفتت ول يغترّ‬ ‫ب به نفسُه فليس برام ول مكروه‪ ،‬وإن خيف عليه شيءٌ من هذه المور كُ ِرهَ مدحُه‬ ‫بذلك ول تلع ُ‬ ‫كراهةً شديدة‪.‬‬ ‫فمن أحاديث النع‪:‬‬ ‫ح عثمانَ رضي اللّه‬ ‫‪ 1/693‬ما رويناه ف صحيح مسلم عن القداد رضي اللّه عنه؛ أن رجلً جعلَ يد ُ‬ ‫عنه‪ ،‬فعمدَ القدا ُد فجثا على ركبتيه‪ ،‬فجع َل يثو ف وجهه الصباءَ‪ ،‬فقال له عثمانُ‪ :‬ما شأنُك؟ فقال‪:‬‬ ‫إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إِذَا رأْيتُم الَدّاحِيَ فا ْحثُوا ف وُجُو ِههِمْ التّرابَ"‪)4(.‬‬ ‫‪ 2/694‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب موسى الشعري رضي اللّه عنه قال‪ :‬سع النبّ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم رجلً يُثن على رجل ويُطريه ف الِدْ َحةِ‪ ،‬فقال‪" :‬أَهَْل ْكتُ ْم أوْ قَ َط ْعتُ ْم َظهْرَ الرّجُلِ"‪.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬قوله يُطْريه‪ :‬بضم الياء وإسكان الطاء الهملة وكسر الراء وبعدها ياء مثناة تت‪ .‬والِطراء‪ :‬البالغة‬ ‫ف الدح وماوزة الدّ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الدح‪)5( .‬‬ ‫‪ 3/695‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن أب بكرة رضي اللّه عنه؛ أن رجلً ذُ ِك َر عندَ النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫ت ُعنُقَ صَا ِحبِكَ ـ يقوله‬ ‫وسلم‪ ،‬فأثن عليه رجلٌ خيا‪ ،‬فقال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪َ " :‬ويْحَكَ قَ َط ْع َ‬ ‫ك وَحَسِيبُهُ‬ ‫سبُ َكذَا وكَذَا إنْ كا َن يَرَى أنّهُ كَذَلِ َ‬ ‫مرارا ـ إنْ كانَ أحَدُكُمْ مادِحا َل مَحَاَلةَ َف ْلَيقُلْ‪ :‬أحْ ِ‬ ‫اللّ ُه وَل ُيزَكّي على اللّهِ أحَدا"‪)6(.‬‬ ‫وأما‬

‫أحاديث الِباحة فكثيةٌ ل تنحصر‪ ،‬ولكن نُشي إل أطراف منها‪:‬‬

‫‪266‬‬

‫ك باْثنَيْنِ اللّ ُه‬ ‫فمنها قوله صلى اللّه عليه وسلم ف الديث الصحيح لب بكر رضي اللّه عنه "ما ظَنّ َ‬ ‫ت ِمْنهُم (‪ " )8‬أي لستَ من الذين يُسبلون أُزرَهم خيلء‪ .‬وف‬ ‫س َ‬ ‫ثاِلثُهُما؟" (‪ )7‬وف الديث الخر "لَ ْ‬ ‫حَبتِهِ َومَالِهِ أبُو بَكْرٍ‪ ،‬وََلوْ كُنتُ ُمتّخِذا مِنْ‬ ‫الديث الخر "يا أبا بَكْرٍ! ل َتبْكِ‪ ،‬إنّ أمَ ّن النّاسِ عَليّ ف صُ ْ‬ ‫ت أبا َبكْرٍ خَلِيلً" (‪ )9‬وف الديث الخر "أ ْرجُو أ ْن َتكُونَ ِمْنهُم" (‪()10‬البخاري‬ ‫ل لتّخَذْ ُ‬ ‫ُأمّتِي خَلِي ً‬ ‫(‪ ، )3666‬ومسلم (‪(" )86( )1027‬البخاري (‪ ، )3666‬ومسلم (‪ )86( )1027‬أي‬ ‫لّنةِ" (‪ )11‬وف‬ ‫من الذين يُدْعون من جيع أبواب النة لدخولا‪ .‬وف الديث الخر "ائْ َذنْ لَ ُه َوبَشّ ْر ُه با َ‬ ‫الديث الخر "اْثبُتْ أُحُ ُد فإنّمَا عََليْكَ نَبّ وَصِدّي ٌق َو َشهِيدَانِ " (‪." )12‬‬ ‫لّنةَ فَرأيْتُ َقصْرا‪َ ،‬فقُ ْلتُ‪ :‬لِمَ ْن هَذَا؟ قالُوا‪ِ :‬لعُمَرَ‪،‬‬ ‫تا َ‬ ‫وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬دَخَ ْل ُ‬ ‫ت َغيْ َرتَكَ" (‪ )13‬فقال عمر رضي اللّه عنه‪ :‬بأب وأمي يا رسول اللّه! أعليك‬ ‫ت أنْ أدْخُلَهُ فَذَكَرْ ُ‬ ‫فأرَدْ ُ‬ ‫شيْطانُ سَالِكا فَجّا إِ ّل سَلَكَ َفجّا َغيْرَ فَجّكَ" (‪. )14‬‬ ‫أغار؟‪ .‬وف الديث الخر "ياعُمَرُ! ما َل ِقيَكَ ال ّ‬ ‫لنّةِ" (‪)15‬‬ ‫وف الديث الخر "ا ْفتَحْ ِل ُعثْمانَ َوبَشّ ْر ُه با َ‬ ‫وف الديث الخر قال لعليّ‪" :‬أْنتَ ِمنّي وأنا ِمنْكَ" (‪)16‬‬ ‫وف الديث الخر قال لعليّ‪" :‬أما تَرْضَى أنْ َتكُو َن ِمنّي بِ َمنْزَِل ِة هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟" (‪)17‬‬ ‫وف الديث الخر قال لبلل "سَ ِم ْعتُ دَفّ نَعَْليْكَ ف الَّنةِ" (‪)18‬‬ ‫وف الديث الخر قال لُبّ بن كعب "ِلَي ْهنَ ْأ َك العِ ْل ُم أبا النْذِرِ" (‪()19‬مسلم (‪ ، )810‬وفيه‪ :‬ليهنكَ‬ ‫وأبو داود (‪(" )1460‬مسلم (‪ ، )810‬وفيه‪" :‬ليهنكَ" وأبو داود (‪)1460‬‬ ‫وف الديث الخر قال لعبد اللّه بن َسلَم "أنْتَ على ا ِلسْلمِ حتّى تَمُوتَ" (‪)20‬‬ ‫ب مِنْ ِفعَاِلكُما" (‪)21‬‬ ‫ج َ‬ ‫ضحِكَ اللّ ُه عَ ّز وَجَلّ‪ ،‬أ ْو عَ ِ‬ ‫وف الديث الخر قال للنصاري " َ‬ ‫وف الديث الخر قال للنصار "أْنتُمْ مِنْ أ َحبّ النّاس إِلّ" (‪)22‬‬ ‫حّبهُما اللّهُ تَعال وَ َرسُولُهُ‪ :‬الِلْ َم وَالناة"‬ ‫وف الديث الخر قال لشجّ عبد القيس‪" :‬إ ّن فيكَ َخصَْلَتيْنِ ُي ِ‬ ‫(‪)23‬‬ ‫‪267‬‬

‫وكلّ هذه الحاديث الت أشرت إليها ف الصحيح مشهورة‪ ،‬فلهذا ل أضفها‪ ،‬ونظائر ما ذكرناه من‬ ‫مدحه صلى اللّه عليه وسلم ف الوجه كثية‪ .‬وأما مدح الصحابة والتابعي فمن بعدهم من العلماء‬ ‫والئمة الذين يُقتدى بم رضي اللّه عنهم أجعي فأكثر من أن تُحصر‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫قال أبو حامد الغزال ف آخر كتاب الزكاة من الِحياء‪ :‬إذا تصدق إنسان بصدقة فينبغي للخذ منه أن‬ ‫ب الشكر عليها ونشرها فينبغي للخذ أن يفيَها لن قضاء حقه أن ل‬ ‫ح ّ‬ ‫يَنظر‪ ،‬فإن كان الداف ُع مّن يُ ِ‬ ‫حبّ الشكر ول يقصده فينبغي أن‬ ‫ينصره على الظلم وطلبه الشكر ظلم‪ ،‬وإن علم من حاله أنه ل يُ ِ‬ ‫يشكرَه ويظهر صدقته‪ .‬وقال سفيان الثوري رحه اللّه‪ :‬مَن عرف نفسه ل يضرّه مدح الناس‪ .‬قال أبو‬ ‫حامد الغزال بعد أن ذكر ما سبق ف أول الباب‪ :‬فدقائق هذه العان ينبغي أن يلحظها من يُراعي قلبَه‪،‬‬ ‫فإن أعمالَ الوارح مع إهال هذه الدقائق ضحكة للشيطان وشاتة له‪ ،‬لكثرة التعب وقلة النفع‪ ،‬ومثل‬ ‫هذا العلم هو الذي يقال فيه‪ :‬إن تعلم مسألة منه أفضل مِنْ عبادة سنة‪ ،‬إذ بذا العلم تيا عبادة العمر ‪،‬‬ ‫وبالهل به توت عبادة العمر كله وتتعطل‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫ب مدح الِنسان نفسه وذكر ماسنه‬ ‫با ُ‬ ‫سكُمْ} [النجم‪ ]32:‬اعلم أن ذكرَ ماسن نفسه ضربان‪ :‬مذموم‪،‬‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬فَل تُزَكّوا أْنفُ َ‬ ‫ومبوب‪ ،‬فالذمومُ أن يذكرَه للفتخار وإظهار الرتفاع والتميّز على القران وشبه ذلك؛ والحبوبُ أن‬ ‫يكونَ فيه مصلحة دينية‪ ،‬وذلك بأن يكون آمرا بعروف أو ناهيا عن منكر أو ناصحا أو مشيا بصلحة‬ ‫أو معلما أو مؤدبا أو واعظا أو مذكّرا أو مُصلحا بي اثني أو يَدف ُع عن نفسه شرّا أو نو ذلك‪ ،‬فيذكر‬ ‫ماسنَه ناويا بذلك أن يكون هذا أقربَ إل قَبول قوله واعتماد ما يذكُره‪ ،‬أو أن هذا الكلم الذي أقوله‬ ‫ل تدونه عند غيي فاحتفظوا به أو نو ذلك‪ ،‬وقد جاء ف هذا العن ما ل يصى من النصوص كقول‬ ‫النبّ صلى اللّه عليه وسلم "أنا الّنبِي ل كَذِبْ" "أنا َسيّ ُد وَلَد آدَم" "أنا أوّ ُل مَ ْن َتنْشَقّ َعنْهُ ال ْرضُ" ‪:‬أنا‬ ‫أعْلَ ُمكُمْ باللّ ِه وأتْقاكُمْ" "إن أبِيتُ عنْدَ رب" وأشباهه كثية‪ ،‬وقال يوسف صلى اللّه عليه وسلم‪{" :‬‬ ‫ا ْجعَلْن على َخزَائِنِ ال ْرضِ إن َحفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف‪ ]55:‬وقال شعيب صلى اللّه عليه وسلم‪{ :‬‬ ‫حيَ} [القصص‪.]27:‬‬ ‫َستَجِ ُدنِي إنْ شاءَ اللّهُ مِ َن الصّالِ ِ‬ ‫‪ 1/696‬وقال عثمان رضي اللّه عنه حي حُصر ما رويناه ف صحيح البخاري أنه قال‪ :‬ألستم تعلمون‬ ‫ش العُسْ َرةِ َفلَ ُه الَّنةُ؟" فجهّزتم‪ ،‬ألستم تعلمون‬ ‫أنّ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ َج ّهزَ َجْي َ‬ ‫‪268‬‬

‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ َح َف َر بِئرَ رُومَة َفلَ ُه الَّنةُ" فحفرتا؟ فصدّقوه با قاله‪( .‬‬ ‫‪)24‬‬ ‫‪ 2/697‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن سعد بن أب وقاص رضي اللّه عنه أنه قال حي شكاه أهل‬ ‫الكوفة إل عمر بن الطاب رضي اللّه عنه وقالوا‪ :‬ل يُحسن يصلي‪ ،‬فقال سعد‪ :‬واللّه إنّي لول رجل‬ ‫من العرب رمى بسهم ف سبيل اللّه تعال‪ ،‬ولقد كنّا نغزو مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وذكر‬ ‫تام الديث‪)25( .‬‬ ‫‪ 3/698‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه قال‪ :‬والذي فلق البّة وبرأَ النسمةَ‪ ،‬إنه‬ ‫ل "أنه ل يبن إل مؤمنٌ ول يبغضن إل منافق"‪)26(.‬‬ ‫لعه ُد النبّ صلى اللّه عليه وسلم إ ّ‬ ‫قلتُ‪ :‬بَ َرَأ مهموز معناه خلق؛ والنسمة‪ :‬النفس‪.‬‬ ‫‪ 4/699‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن أب وائل قال‪ :‬خطبنا ابنُ مسعود رضي اللّه عنه فقال‪ :‬واللّه لقد‬ ‫أخذتُ من ف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بضعا وسبعي سورة‪ ،‬ولقد علمَ أصحابُ رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم أن مِ ْن أعلمهم بكتاب اللّه تعال وما أنا بيهم‪ ،‬ولو أعلم أن أحدا أعل ُم منّي‬ ‫لرحلتُ إليه‪)27( .‬‬ ‫‪ 5/700‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنه سئل عن البدنة إذا أزحفت‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬على البي سقطتَ ـ يعن نفسَه ـ وذكر تام الديث‪)28( .‬‬ ‫ونظائر هذا كثية ل تنحصر‪ ،‬وكلّها ممولة على ما ذكرنا‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫بابٌ ف مسائل تتعلّق با تقدّم‬ ‫مسألة‪ :‬يُستحبّ إجاب ُة مَن ناداك بلبّيك وسعديك أو لبّيك وحدها‪ ،‬ويُستحبّ أ ْن يقول لن ورد‬ ‫عليه مرحّبا‪ ،‬وأن يقول لن أحسن إليه أو رأى منه فعلً جيلً‪ :‬حفظك اللّه وجزاك اللّه خيا‪ ،‬وما‬ ‫أشبهه‪ ،‬ودلئل هذا من الديث الصحيح كثية مشهورة‪.‬‬ ‫مسألة‪ :‬ول بأس بقوله للرجل الليل ف علمه أو صلحه أو نو ذلك‪ :‬جعلن اللّه فداكَ‪ ،‬أو فِداكَ‬ ‫أب وأُمي وما أشبهه‪ ،‬ودلئل هذا من الديث الصحيح كثية مشهورة حذفتها اختصارا‪.‬‬ ‫‪269‬‬

‫مسألة‪ :‬إذا احتاجتْ الرأة إل كلم غي الحارم ف بيع أو شراء أو غي ذلك من الواضع الت يوز‬ ‫لا كلمه فيها فينبغي أن تفخّ َم عبارتَها وتغلظها (‪ )29‬ول تليّنها مافةً من طمعه فيها‪.‬‬ ‫قال الِمام أبو السن الواحدي من أصحابنا ف كتابه "البسيط"‪ :‬قال أصحابنا‪ :‬الرأة مندوبة إذا خاطبتِ‬ ‫ت مَحرما عليها‬ ‫الجانبَ إل الغِلْظة ف القالة‪ ،‬لن ذلك أبعد من الطمع ف الريبة‪ ،‬وكذلك إذا خاطب ْ‬ ‫بالصاهرة‪ ،‬أل ترى أن اللّه تعال أوصى ُأمّهات الؤمني وهنّ مرّمات على التأبيد بذه الوصية‪ ،‬فقال‬ ‫ض ْع َن بال َقوْ ِل فَيَطْمَ َع الّذي ف قَلِْبهِ‬ ‫تعال‪{ :‬يا نساءَ النّبّ َلسْتُنّ كَأحَ ٍد ِمنَ النّسا ِء إِ ِن اتّقَيُْت ّن فَل تَخْ َ‬ ‫َمرَضٌ} [الحزاب‪ ]32:‬قلتُ‪ :‬هذا الذي ذكره الواحدي من تغليظ صوتا‪ ،‬كذا قاله أصحابنا‪ .‬قال‬ ‫الشيخ إبراهيم الروزي من أصحابنا‪ :‬طريقُها ف تغليظه أن تأخذ ظهرَ كفّها بفيها وتُجيب كذلك‪ ،‬واللّه‬ ‫أعلم‪ .‬وهذا الذي ذكره الواحديّ من أن الحرّم بالصاهرة كالجنب ف هذا ضعيف وخلف الشهور‬ ‫ت الؤمني فإننّ ُأمّهاتٌ ف تري‬ ‫عند أصحابنا؛ لنه كالَحرم بالقرابة ف جواز النظر واللوة‪ .‬وأما ُأمّها ُ‬ ‫نكاحهنّ ووجوب احترامهنّ فقط‪ ،‬ولذا ي ّل نكاح بناتنّ‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫•كتاب أذكار النّكاح وما يتعلّق به‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫باب ما يقوله من جاء يطب امرأةً من أهلها لنفسه أو لغيه‬ ‫باب عرض الرجل بنته للزواج من أهل الي‬ ‫بابُ ما يقولُه عند َعقْ ِد النّكَاح‬ ‫بابُ ما يُقالُ للزوج بع َد عق ِد النّكاح‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره أن يُقال له بالرّفاء والبني‬ ‫باب ما يقول الزوجُ إذا دخلت عليه امرأتُه ليلة الزّفاف‬ ‫باب ما يُقالُ للرجل بعدَ دُخولِ أهلهِ عليه‬ ‫بابُ ما يقولُه عن َد المَاع‬ ‫بابُ مُلعبةِ الرجلِ امرَأتَه ومازحته لا ولطف عبارتِه معها‬ ‫بابُ بيان أدبِ ال ّزوِجِ مع أصهاره ف الكلم‬ ‫بابُ ما يُقال عند الولدة وتألّم الرأة بذلك‬ ‫بابُ الَذَان ف أُ ُذ ِن الولُود‬ ‫بابُ الدعا ِء عن َد تَحنيكِ الطفل‬ ‫‪270‬‬

‫كتاب أذكار النّكاح وما يتعلّق به‬ ‫باب ما يقوله من جاء يطب امرأةً من أهلها لنفسه أو لغيه‬ ‫يُستحبّ أن يبدأ الاطبُ بالمد للّه والثناء عليه والصّلة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ويقول‪:‬‬ ‫أشهدُ أنْ ل إِلهَ إِلّ اللّه وحدَه ل شريكَ له‪ ،‬وأشه ُد أنّ ممدا عب ُد ُه ورسولُه جئتكم راغبا ف فتاتِكم‬ ‫فُلنة أو ف كريتِكم فُلنة بنت فلن أو نو ذلك‪.‬‬ ‫‪ 1/701‬روينا ف سنن أب داود وابن ماجه وغيها‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬عن رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم قال‪ُ " :‬كلّ كَلمٍ" وف بعض الروايات "كُ ّل أمْ ٍر ل ُيبْدأُ فِيه بالَمْد لِلّهِ َف ُهوَ أجْ َذمُ"‬ ‫وروي "أقْطَعُ" وها بعن‪ .‬هذا حديث حسن‪ .‬وأجذم باليم والذال العجمة ومعناه‪ :‬قليل البكة‪)1( .‬‬ ‫‪ 2/702‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن أب هريرة‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬كُلّ‬ ‫شهّدٌ َف ِهيَ كاليَدِ الَذْماءِ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)2( .‬‬ ‫خ ْطَبةٍ َلْيسَ فِيها تَ َ‬ ‫باب عرض الرجل بنته وغيها من إليه تزويها على أهلِ الفض ِل والي ليتزوجُوها‬ ‫‪ 1/703‬روينا ف صحيح البخاري؛ أن عمر بن الطاب رضي اللّه عنه لا تُوف َز ْوجُ بنته حفصة‬ ‫ت عليه حفصةَ فقلتُ‪ :‬إن شئتَ أنكحتُك حفصة بنتَ عمر‪،‬‬ ‫رضي اللّه عنهما قال‪ :‬لقيتُ عثمان فعرض ُ‬ ‫فقال‪ :‬سأنظر ف أمري‪ ،‬فلبثتُ ليال ث لقين فقال‪ :‬قد بدا ل أن ل أتزوّج يومي هذا‪ ،‬قال عمر‪ :‬فلقيتُ‬ ‫حتُك حفصةَ بنتَ عمر‪ ،‬فصمتَ أبو بكر رضي اللّه‬ ‫أبا بكر الصديق رضي اللّه عنه فقلتُ‪ :‬إن شئتَ أنك ْ‬ ‫عنه‪ ،‬وذكر تام الديث‪)3( .‬‬ ‫ب ما يقولُه عند َعقْ ِد الّنكَاح‬ ‫با ُ‬ ‫يُستحبّ أن يطبَ بي يدي العقد خطبةً تشتملُ على ما ذكرناهُ ف الباب الذي قب َل هذا وتكونُ أطولَ‬ ‫من تلك‪ ،‬وسواء خطبَ العاق ُد أو غيُه‪.‬‬ ‫وأفضلُها‪:‬‬

‫‪271‬‬

‫‪ 1/704‬ما روينا ف سنن أب داود والترمذي والنسائي وابن ماجه‪ ،‬وغيها‪ ،‬بالسانيد الصحيحة‪ ،‬عن‬ ‫عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫سَت ْغفِ ُرهُ َوَنعُو ُذ بِ ِه مِ ْن شُرُو ِر‬ ‫ستَعِينُهُ َونَ ْ‬ ‫علّمنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خطبة الاجة‪" :‬الَمْدُ ِللّ ِه نَ ْ‬ ‫َأنْفُسِنا‪ ،‬مَ ْن َيهْدِ اللّهُ َفلَ مُضِلّ لَهُ‪َ ،‬ومَ ْن ُيضْلِلْ فَل هادِيَ لَهُ‪ ،‬وأ ْشهَ ُد أنْ ل إِلهَ إِلّ اللّهُ‪ ،‬وأشْهَدُ َأ ّن مُحَمّدا‬ ‫س اّتقُوا َرّبكُمُ الّذي خََل َقكُ ْم مِ ْن َن ْفسٍ وَا ِح َدةٍ وَ َخلَ َق ِمنْها َزوْجَها‪َ ،‬وَبثّ ِمْنهُما‬ ‫عَبْ ُد ُه وَ َرسُولُهُ {يا أّيهَا النّا ُ‬ ‫رِجَالً َكثِيا َونِساءً‪ ،‬واّتقُوا اللّهَ الذي تَساءَلُو َن بِهِ والرْحا َم إنّ اللّهَ كا َن عََلْيكُمْ رَقِيبا} [النساء‪{ .]1:‬يا‬ ‫أيّهَا الّذينَ آ َمنُوا اتّقُوا اللّهَ حَ ّق تُقاتِهِ وَل تَمُوتُنّ إِلّ وَأْنتُ ْم مُسْلِمُون} [آل عمران‪{ ]102 :‬يا أّيهَا الّذين‬ ‫آمَنوا اّتقُوا اللّه وَقُولُوا َقوْ ًل سَدِيدا ُيصْلِحْ َلكُ ْم أعْماَلكُمْ‪ ،‬ويَ ْغفِرْ َلكُمْ ُذنُوَبكُمْ‪َ ،‬ومَ ْن يُطِعِ اللّ َه وَ َرسُولَهُ َفقَدْ‬ ‫فَازَ َفوْزَا عَظِيما} [الحزاب‪ ."]71:‬هذا لفظ إحدى روايات أب داود‪.‬‬ ‫وف رواية له أخرى (‪ )4‬بعد قوله ورسوله "أ ْرسَلَ ُه بالَ ّق بَشِيا َونَذِيرا َبيْنَ يَدَيِ السّا َعةِ‪ ،‬مَ ْن يُطِعِ اللّه‬ ‫صهِما فإنّ ُه ل َيضُرّ إِلّ َنفْسَ ُه وَل يَضُرّ اللّهَ شَيْئا" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪.‬‬ ‫وَ َرسُولَهُ َفقَدْ َرشَدَ‪َ ،‬ومَ ْن َيعْ ِ‬ ‫قال أصحابنا‪ :‬ويُستحبّ أن يقول مع هذا‪ :‬أُزوّجك على ما أمر اللّه به من إمساك بعروف أو تسريح‬ ‫بإحسان‪ ،‬وأق ّل هذه الطبة‪ :‬الَمْدُ ِللّ ِه وَالصّلةُ على َرسُولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أُوصِي بَِت ْقوَى اللّهِ‪،‬‬ ‫واللّه أعلم‪)5( .‬‬ ‫ت بشيء منها ص ّح النكاح باتفاق العلماء‪ .‬وحكي عن داود‬ ‫واعلم أن هذه الطبة سنّة‪ ،‬لو ل يأ ِ‬ ‫الظاهري رحه اللّه أنه قال‪ :‬ل يصحّ‪ ،‬ولكن قال ‪.‬العلماء الحققون‪ :‬ل تعدّوا خلفَ داود خلفا معتبا‪،‬‬ ‫ق الِجاعُ بخالفته‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫ول ينخر ُ‬ ‫وأما الزوجُ فالذهب الختار أنه ل يطب بشيء‪ ،‬بل إذا قال له الولّ‪ :‬زوّجتك فلنة‪ .‬يقول متصلً به‪:‬‬ ‫قبلتُ تزويها؛ وإن شاء قال‪ :‬قبلتُ نكاحَها‪ ،‬فلو قال‪ :‬المد للّه والصلة على رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم قبلتُ‪ ،‬صحّ النكاحُ‪ ،‬ول يضرّ هذا الكلم بي الِياب والقبول؛ لنه فصل يسي له تعلق بالعقد‪.‬‬ ‫وقال بعض أصحابنا‪ :‬يبط ُل به النكاح؛ وقال بعضهم‪ :‬ل يبطلُ بل يُستحبّ أن يأت به‪ ،‬والصوابُ ما‬ ‫قدّمناه أنه ل يأت به ولو خالف فأتى به ل يَبطل النكاح‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫ب ما يُقالُ للزوج بع َد عق ِد النّكاح‬ ‫با ُ‬ ‫‪272‬‬

‫السنّة أن يُقال له‪ :‬باركَ اللّه لك‪ ،‬أو باركَ اللّه عليك‪ ،‬وج َع بينكما ف خي‪ .‬ويُستحبّ أن يُقال لكلّ‬ ‫واحد من الزوجي‪ :‬بارَك اللّه لكلّ واحدٍ منكما ف صاحبه‪ ،‬وج َع بينكما ف خي‪.‬‬ ‫‪ 1/705‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه؛ أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫قال لعبد الرحن بن عوف رضي اللّه عنه حي أخبه أنه تزوّج‪" :‬با َركَ اللّهُ لَكَ"‪)6( .‬‬ ‫‪ 2/706‬وروينا ف الصحيح أيضا أنه صلى اللّه عليه وسلم قال لابر رضي اللّه عنه حي أخبه أنه‬ ‫تزوّج‪" :‬با َركَ اللّ ُه عََليْكَ"‪)7( .‬‬ ‫‪ 3/707‬وروينا بالسانيد الصحيحة ف سنن أب داود والترمذي وابن ماجه وغيها‪ ،‬عن أب هريرة‬ ‫رضي اللّه عنه؛‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا رفأ الِنسانُ‪ ،‬أي‪ :‬إذا تزوّج قال‪" :‬بَا َركَ اللّهُ لك‪ ،‬وبا َركَ عََليْكَ‪،‬‬ ‫وَجَ َم َع بَْيَنكُما ف َخيْرٍ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬ ‫فصل‪ :‬ويُكره أن يُقال له بالرّفاء والبني‪ ،‬وسيأت دلي ُل كراهته إن شاء اللّه تعال ف كتاب حفظ‬ ‫اللسان ف آخر الكتاب‪ .‬والرّفاء بكسر الراء وبالدّ‪ :‬وهو الجتماع‪.‬‬ ‫باب ما يقول الزوجُ إذا دخلت عليه امرأتُه ليلة الزّفاف‬ ‫يُستحبّ أن يُسَ ّميَ اللّهَ تعال‪ ،‬ويأخ َذ بناصيتهَا أو َل ما يَلقاها ويقول‪ :‬بارَك اللّهَ لكلّ واحدٍ منّا ف‬ ‫صاحبه‪ ،‬ويقول معه‪:‬‬ ‫‪ 1/708‬ما رويناه بالسانيد الصحيحة ف سنن أب داود وابن ماجه وابن السن وغيها‪ ،‬عن عمرو‬ ‫بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إِذَا تَ َزوّجَ أحَدُكُ ُم امْرأةً أوِ ا ْشتَرَى خَادما فَ ْلَيقُلِ‪ :‬الّلهُمّ إِن أسألُكَ‬ ‫َخيْرَها وَ َخيْرَ ما َجبَ ْلتَها عََليْهِ‪ ،‬وأعُو ُذ بِكَ مِنْ شَرّها َوشَرّ ما َجبَ ْلتَها (‪ )9‬عََليْهِ‪َ .‬وإِذَا اشْتَرَى َبعِيا فَلْيأْخُذْ‬ ‫صَيتِها وَْليَ ْدعُ بالبَرَ َكةِ ف الَرأة والْخَا ِدمِ"‪)10(.‬‬ ‫بِذِ ْر َوةِ ِسنَامِ ِه وَْليَقُ ْل ِمثْلَ ذلكَ" وف رواية "ثُ ّم ليأْخُ ْذ بِنا ِ‬ ‫‪273‬‬

‫باب ما يُقالُ للرجل بعدَ دُخولِ أهل ِه عليه‬ ‫‪ 1/709‬روينا ف صحيح البخاري وغيه عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬بن رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم بزينب رضي اللّه عنها‪ ،‬فأول ببز ولم‪ ..‬وذكر الديث ف صفة الوليمة وكثرة مَن دُعي إليها‪ .‬ث‬ ‫قال‪ :‬فخرجَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فانطلق إل حجرة عائشة فقال‪" :‬السّل ُم عََلْيكُمْ أهْ َل الَبيْتِ‬ ‫وَرَحْ َمةُ اللّ ِه َوبَرَكَاتُهُ" فقالت‪ :‬وعليك السلم ورحة اللّه‪ ،‬كيف وجدتَ أهلك؟ بارك اللّه لك‪ ،‬فتقرّى‬ ‫ُحجَر نسائه كلّه ّن يقولُ لنّ كما يقول لعائشة‪ ،‬ويقلن له كما قالت عائشة‪)11( .‬‬ ‫ب ما يقولُه عن َد المَاع‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/710‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‪ ،‬من طرق كثية‪،‬‬ ‫شيْطا َن‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪َ" :‬ل ْو أنّ أ َحدَكُمْ إذَا أتى أهْلَهُ قالَ‪ :‬بِسْمِ اللّه الّلهُمّ َجّنبْنا ال ّ‬ ‫ضيَ َبْيَنهُمَا وَلَدٌ لَ ْم َيضُ ّرهُ" وف رواية للبخاري "َل ْم َيضُ ّرهُ َشيْطانٌ أبَدا"‪(.‬‬ ‫شيْطانَ ما َرزَ ْقتَنا َف ُق ِ‬ ‫وَ َجّنبِ ال ّ‬ ‫‪)12‬‬ ‫ب مُلعبةِ الرجلِ امرَأتَه ومازحته لا ولطف عبارتِه معها‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/711‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن جابر رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال ل رسول اللّه صلى‬ ‫ت ِبكْرا تُل ِعبُها َوتُلعِبُكَ"‬ ‫ل تَ َزوّ ْج َ‬ ‫ت ثيبا‪ ،‬قال‪َ :‬ه ّ‬ ‫ت ِبكْرا َأمْ َثيّبا؟ قلت‪ :‬تَزوّج ُ‬ ‫اللّه عليه وسلم‪" :‬تَ َزوَّ ْج َ‬ ‫‪()13(.‬البخاري (‪ ، )6387‬ومسلم (‪(")110( )715‬البخاري (‪ ، )6387‬ومسلم (‬ ‫‪)110( )715‬‬ ‫‪ 2/712‬وروينا ف كتاب الترمذي وسنن النسائي‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬قال رسول اللّه‬ ‫سُنهُمْ خُلُقا وألْ َط ُفهُ ْم لهْلِهِ"‪)14(.‬‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬أكمَ ُل ا ُل ْؤمِنِيَ إِيانَا أحْ َ‬ ‫ب بيان أدبِ ال ّز ِوجِ مع أصهاره ف الكلم‬ ‫با ُ‬ ‫اعلم أنه يستحبّ للزوج أن ل ياطب أحدا من أقارب زوجته بلفظ فيه ذكر جاع النساء‪ ،‬أو تقبيلهنّ‪،‬‬ ‫أو معانقتهنّ‪ ،‬أو غي ذلك من أنواع الستمتاع بنّ‪ ،‬أو ما يتضمن ذلك أو يُستد ّل به عليه أو يفهم منه‪.‬‬

‫‪274‬‬

‫ل مَذّا ًء‬ ‫‪ 1/713‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه قال‪ :‬كنت رج ً‬ ‫فاستحييتُ أن أسألَ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم لكان ابنته منّي‪ ،‬فأمرتُ القدادَ فسألَه‪)15( .‬‬ ‫ب ما يُقال عند الولدة وتألّم الرأة بذلك‬ ‫با ُ‬ ‫ينبغي أن يُكثر من دُعاء الكَرْب الذي قدّمناه‪.‬‬ ‫‪ 1/714‬وروينا ف كتاب ابن السن عن فاطمة رضي اللّه عنها؛ أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ب بنتَ جحشٍ أن يأتيا فيقرآ عندها آية الكرسي‪ ،‬و{إن ربّكم اللّهُ} [‬ ‫لا دنا ولدها أمرَ ُأمّ سلمة وزين َ‬ ‫العراف‪ ]54:‬إل آخر الية‪ ،‬ويعوّذاها بالعوّذتي‪)16( .‬‬ ‫ب الَذَان ف أُ ُذنِ الولُود‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/715‬روينا ف سنن أب داود والترمذي وغيها‪ ،‬عن أب رافع رضي اللّه عنه مول رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم قال؛ رأيتُ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أذّن ف أُذن السي بن عليّ حيَ‬ ‫ولدتهُ فاطمةُ بالصلة ـ رضي اللّه عنهم ـ قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪)17( .‬‬ ‫قال جاعة من أصحابنا‪ :‬يُستحبّ أن يؤذّن ف أُذنه اليمن ويُقيم الصلة ف أُذنه اليسرى‪.‬‬ ‫‪ 2/716‬وقد روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن السي بن عليّ رضي اللّه عنهما قال‪ :‬قال رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَ ْن وُلِدَ لَ ُه َموْلُودٌ فأ ّذنَ ف ُأ ُذنِهِ اليُ ْمنَى‪ ،‬وأقامَ ف ُأ ُذنِهِ اليُسْرَى لَمْ تَضُ ّرهُ ُأمّ‬ ‫صبْيانِ"‪)18(.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫بابُ الدعاءِ عن َد تَحنيكِ الطفل‬ ‫‪ 1/717‬روينا بالِسناد الصحيح ف سنن أب داود‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬كانَ رسولُ اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم يُؤتى بالصبيان فيدعو لم وينّكُهم‪ .‬وف رواية‪ :‬فيدعو لم بالبكة‪)19( .‬‬ ‫‪ 2/718‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أساء بنت أب بكر رضي اللّه عنها قالت‪ :‬حلتُ‬ ‫ت بقباءَ‪ ،‬ث أتيتُ به النّب صلى اللّه عليه وسلم‪،‬‬ ‫بعبد اللّه بن الزبي بكة‪ ،‬فأتيتُ الدينةَ فنلتُ قباءَ فولد ُ‬

‫‪275‬‬

‫فوضعَه ف حِجره ث دعا بتمرةٍ فمضغَها ث تفلَ ف فِيه‪ ،‬فكانَ أوّل شيء دخل جوفَه ريقُ رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬ث حّنكَه بالتمرة‪ ،‬ث دعا له وباركَ عليه‪)20( .‬‬ ‫‪ 3/719‬وروينا ف صحيحهما‪ ،‬عن أب موسى الشعري رضي اللّه عنه قال‪ :‬وُلد ل غلمٌ‪ ،‬فأتيتُ به‬ ‫النبّ صلى اللّه عليه وسلم فسمّاه إبراهيم‪ ،‬وحنّكه بتمرةٍ‪ ،‬ودعا له بالبكة‪ ،‬هذا لفظ البخاري ومسلم إل‬ ‫قوله "ودعا له بالبكة" فإنه للبخاري خاصة‪)21( .‬‬ ‫•كتاب الساء‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫بابُ تَسْمِيةِ ا َلوْلُود‬ ‫سقْط‬ ‫بابُ تَسْمِيةِ ال ّ‬ ‫بابُ استحباب تَحسيِ السم‬ ‫بابُ بيانِ أحبّ الساءِ إل اللّه عزّ وجلّ‬ ‫بابُ استحباب التهنئة وجواب الُ َهنّأ‬ ‫بابُ النهي عن التسميةِ بالساءِ ا َلكْرُوهة‬ ‫باب ذكر الِنسان من يتبعُه من ولد أو غلم‬ ‫بابُ نداءِ مَ ْن ل يُعرف اسُه‬ ‫باب ني الولد والتعلم والتلميذ أن يُنادي أباه ومعلّمه وشيخه باسه‬ ‫بابُ استحباب تغيي السم إل أحس َن منه‬ ‫بابُ جَوازِ ترخي ِم السمِ إذَا ل َيتَأذّ بذلك صاحبُه‬ ‫بابُ النهي عن الَلقابِ الت َيكْ َرهُها صاحبُها‬ ‫بابُ جَوا ِز واستحباب اللقبِ الذي يُحبّه صاحبُه‬ ‫بابُ جوا ِز الكِن واستحباب ماطبةِ أَهْ ِل ال َفضْل با‬ ‫بابُ كُنيةِ الرجل ِبأَكبِ أولدِه‬ ‫بابُ كُنية الرجلِ الذي له أول ٌد بغيِ أولدِه‬ ‫بابُ النّهي ع ِن التّ َكنّي بأب القَاسِم‬ ‫باب َجوَاز تكنيةِ الكَافِر والبتدع والفاسق‬ ‫باب جواز تكنية الرجل بأب فُلنة وأب فُلن والرأة بُأ ّم فلن وُأمّ فُلنة‬ ‫‪276‬‬

‫كتاب الساء‬ ‫بابُ تَسْمِيةِ ا َلوْلُود‬ ‫السّنّة أن يُسمّى الولود ف اليوم السابعِ من ولدته أو يوم الولدة‪.‬‬ ‫‪ 1/720‬فأما استحبابه يومَ السابع فِلمَا رَويناه ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عمرو بن شُعيب‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬ ‫عن جده؛‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم أم َر بتسمية الولود يومَ سابعهِ‪ ،‬ووضعِ الذى عنه‪ ،‬والعقّ‪ .‬قال الترمذي‪:‬‬ ‫حديث حسن‪)1( .‬‬ ‫‪ 2/721‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيها‪ ،‬بالسانيد الصحيحة‪ ،‬عن‬ ‫سرة بن جُندب رضي اللّه عنه؛‬ ‫ي ِبعَقِيقَتِ ِه تُ ْذبَ ُح َعنْهُ َي ْو َم سابِعِهِ‪ ،‬ويُحَْلقُ‪،‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬كُ ّل غُلمٍ َرهِ ٌ‬ ‫َويُسَمّى" قال الترمذي‪ :‬حديثٌ حسن صحيح‪ .‬وأما يوم الولدة فلِما رويناه ف الباب التقدم من حديث‬ ‫أب موسى‪)2( .‬‬ ‫‪ 3/722‬وروينا ف صحيح مسلم وغيه‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪" :‬وُلِدَ ل الّليَْل َة غُلمٌ فَسَ ّمْيتُ ُه باسْمِ أب‪ :‬إبْرَاهِيم صلى اللّه عليه وسلم"‪)3(.‬‬ ‫ت به النبّ‬ ‫‪ 4/723‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أنس قال‪ :‬وُلد لب طلح َة غلمٌ‪ ،‬فأتي ُ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم فحنّكَه‪ ،‬وسّاه عبد اللّه‪)4( .‬‬ ‫‪ 5/724‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن سهل بن سعد الساعدي رضي اللّه عنه قال‪ :‬أُت بالنذر بن أب‬ ‫ُأسَيْد إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حي وُلد‪ ،‬فوضعه النبّ صلى اللّه عليه وسلم على فخذه وأبو‬ ‫أُسيد جالسٌ‪ ،‬فَل ِهيَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم بشيء بي يديه‪ ،‬فأمر أبو أُسيد بابنه فا ْحتُمِل من على فخذ‬ ‫النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فأقلبُوه‪ ،‬فاستفاقَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم فقال‪" :‬أيْ َن الصِّبيّ؟" فقال أبو‬ ‫أُسيد‪ :‬أقلبناه يا رسول اللّه‪ .‬قال‪" :‬ما اسْمُهُ؟" قال‪ :‬فلن‪" ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬وََلكِ ِن اسْمُهُ ا ُلنْذِرُ" فسمّاه يومئذ‬ ‫النذر‪)5( .‬‬ ‫‪277‬‬

‫قلت‪ :‬قوله لِي‪ ،‬بكسر الاء وفتحها لغتان‪ :‬الفتح لطيء‪ ،‬والكسر لباقي العرب‪ ،‬وهو الفصيح الشهور‪،‬‬ ‫ومعناه‪ :‬انصرف عنه‪ ،‬وقيل اشتغل بغيه‪ ،‬وقيل نسيه‪ ،‬وقوله استفاق‪ :‬أي ذكره‪ ،‬وقوله فأقلبوه‪ :‬أي َردّوه‬ ‫إل منلم‪.‬‬ ‫سقْط (‪)6‬‬ ‫بابُ تَسْمِيةِ ال ّ‬ ‫يُستحبّ تسميتُه‪ ،‬فإن ل يُعلم أذكرٌ هو أو أنثى‪ُ ،‬سمّي باسم يَصلحُ للذكر والُنثى كأساء وهند وهُنيدة‬ ‫ب تسمي ُة السقط لديث ورد فيه‬ ‫وخارجة وطلحة وعُمية وزُرْعة ونو ذلك‪ .‬قال الِمام البغوي‪ :‬يُستح ّ‬ ‫(‪ ، )7‬وكذا قاله غيه من أصحابه‪ .‬قال أصحابنا‪ :‬ولو مات الولود قبل تسميته استُحبّ تسميتُه‪.‬‬ ‫بابُ استحباب تَحسيِ السم‬ ‫‪ 1/725‬روينا ف سنن أب داود‪ ،‬بالِسناد اليد‪ ،‬عن أب الدرداء رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه‬ ‫سنُوا أسْماءَكُمْ"‪)8( .‬‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إّنكُمْ تُ ْد َع ْونَ َي ْو َم القِيا َمةِ بأسْمائكُمْ وأسا ِء آبائِكُمْ فأحْ ِ‬ ‫بابُ بيانِ أحبّ الساءِ إل اللّه عزّ وجلّ‬ ‫‪ 1/726‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪" :‬إنّ أ َحبّ أسْمائكُمْ إل اللّه عَ ّز وَ َج ّل َعبْدُ اللّه‪َ ،‬و َعبْدُ الرّ ْحمَنِ"‪)9(.‬‬ ‫‪ 2/727‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن جابر رضي اللّه عنه قال‪ :‬وُلد لرج ٍل منّا غلمٌ‬ ‫فسمّاه القاسم‪ ،‬فقلنا‪ :‬ل ُن َكنّيك أبا القاسم ول كرامة‪ ،‬فأخبَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فقال‪َ " :‬سمّ‬ ‫ك عَبْدَ الرّحْمَنِ"‪)10(.‬‬ ‫اْبنَ َ‬ ‫‪ 3/728‬وروينا ف سنن أب داود والنسائي وغيها‪ ،‬عن أب وُهيب الشمي الصحاب رضي اللّه عنه‬ ‫قال‪:‬‬ ‫ب السْماءِ إل اللّه تَعال َعبْدُ اللّه‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬تَسَمّوا بأسْما ِء الْنبِياءِ‪ ،‬وَأ َح ّ‬ ‫ب َومُ ّرةُ"‪)11(.‬‬ ‫ث َوهّامٌ‪ ،‬وأ ْقبَحُها‪ :‬حَرْ ٌ‬ ‫َوعَبْدُ الرّحْمَن‪ ،‬وأصْدَقُها‪ :‬حَارِ ٌ‬ ‫بابُ استحباب التهنئة وجواب الُ َهنّأ‬ ‫‪278‬‬

‫يُستحبّ تنئة الولود له‪ ،‬قال أصحابنا‪ :‬ويُستحبّ أن ُي َهنّأ با جاءَ عن السي رضي اللّه عنه أنه علّم‬ ‫ت الواهبَ‪ ،‬وبلغَ أشدّه ورُزقت برّه‪.‬‬ ‫إنسانا التهنئة فقال‪ :‬قل‪ :‬باركَ اللّه لكَ ف الوهوب لك‪ ،‬وشكر َ‬ ‫حبّ أن ير ّد على الُهنء فيقول‪ :‬باركَ اللّه لك‪ ،‬وبارَك عليك‪ ،‬وجزاكَ اللّه خيا‪ ،‬ورزقك اللّه مثلَه‪،‬‬ ‫ويُسْتَ َ‬ ‫أو أجزلَ اللّه ثوابَك‪ ،‬ونو هذا‪.‬‬ ‫بابُ النهي عن التسميةِ بالساءِ ا َلكْرُوهة‬ ‫‪ 1/729‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن سرة بن جندب رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫ك َتقُو ُل أثَ ّم ُهوَ؟ فَل‬ ‫ك يَسَارا‪ ،‬وَل رَباحا‪ ،‬وَل نَجاحا‪ ،‬وَل أفَْلحَ‪ ،‬فإنّ َ‬ ‫عليه وسلم‪" :‬ل تُسَ ّميَ ّن غُلمَ َ‬ ‫يَكُونُ‪َ ،‬فَتقُولُ‪ :‬ل‪ .‬إنّمَا هُنّ أَ ْربَعٌ فَل تَزِيدونَ عَليّ"‪)12(.‬‬ ‫‪ 2/730‬وروينا ف سنن أب داود وغيه‪ ،‬من رواية جابر‪ ،‬وفيه أيضا النهي عن تسميته بركة‪)13( .‬‬ ‫‪ 3/731‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫ك المْلكِ" وف رواية "أخن" بدل "أخنع"‪.‬‬ ‫وسلم قال‪" :‬إنّ أ ْخنَ َع اسْ ٍم ِعنْدَ اللّ ِه تَعال رَجُ ٌل تَسَمّى مَلِ َ‬ ‫ك المْلكِ‪ ،‬ل مَلِكَ إِلّ‬ ‫وف رواية لسلم "أغْيَظُ َرجُ ٍل ِعنْدَ اللّ ِه َيوْ َم القِيا َمةِ وأ ْخبَثُهُ َرجُلٌ كَانَ يُسَمّى مَلِ َ‬ ‫اللّهُ" قال العلماء‪ :‬معن أخنع وأخن‪ :‬أوضع وأذلّ وأرذل‪ .‬وجاء ف الصحيح عن سفيان بن عيينة قال‪:‬‬ ‫ملك الملك مثل شاهان شاه‪)14( .‬‬ ‫باب ذكر الِنسان من يتبعُه من ولد أو غلم أو متعلمٍ أو نوهم باس ٍم قبيحٍ ليؤ ّدبَه ويزجرَه عن‬ ‫القبيح وير ّوضَ نفسَه‬ ‫‪ 1/732‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عبد اللّه بن بُسْرٍ الازن الصحاب رضي اللّه عنه‪ ،‬وهو بضمّ‬ ‫الباء الوحدة وإسكان السي الهملة‪.‬‬ ‫ت منه قبل أن أُبلغَه إياه‪،‬‬ ‫ف مِن ِعنَب‪ ،‬فأكل ُ‬ ‫قال‪ :‬بعثتن أُمي إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ِبقِطْ ٍ‬ ‫فلما جئتُ به أَخَذَ بأُذن وقال‪" :‬يا غُدَرُ"‪)15(.‬‬ ‫‪ 2/733‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عبد الرحن بن أب بكر الصديق رضي اللّه عنهما‬ ‫ف حديثه الطويل الشتمل على كرامة ظاهرة للصديق رضي اللّه عنه‪ ،‬ومعناه‪:‬‬ ‫‪279‬‬

‫أن الصديق رضي اللّه عنه ضيّفَ جاعةً وأجلسَهم ف منله وانصرفَ إل رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم فتأخّرَ رجوعُه‪ ،‬فقال عند رجوعه‪ :‬أعشّيتمُوهم؟ قالُوا‪ :‬ل‪ ،‬فأقبل على ابنه عبد الرحن فقال‪ :‬يا‬ ‫ع َو َسبّ‪)16( .‬‬ ‫غُْنثَرُ َفجَ ّد َ‬ ‫قلتُ‪ :‬قوله‪ :‬غنثر‪ ،‬بغي معجمة مضمومة‪ ،‬ث نون ساكنة ث تاء مثلثة مفتوحة ومضمومة ث راء‪ ،‬ومعناه‪:‬‬ ‫يا لئيم‪ ،‬وقوله‪ :‬فج ّدعَ‪ ،‬وهو باليم والدال الهملة‪ ،‬ومعناه‪ :‬دعا عليه بقطع النف ونوه‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫بابُ نداءِ مَ ْن ل يُعرف اسُه‬ ‫ب ول مَلَقٌ (‪ )17‬كقولك‪ :‬يا أخي‪ ،‬يا فقيه‪ ،‬يا‬ ‫ينبغي أن يُنادى بعبارةٍ ل يتأذّى با‪ ،‬ول يكون فيها كذ ٌ‬ ‫فقي‪ ،‬يا سيدي‪ ،‬يا هذا‪ ،‬يا صاحبَ الثوب الفلن أو النعل الفلن أو الفرس أو المل أو السيف أو‬ ‫الرمح‪ ،‬وما أشبه هذا على حسب حال الُنَادى وا ُلنَادِي‪.‬‬ ‫‪ 1/734‬وقد روينا ف سنن أب داود والنسائي وابن ماجه‪ ،‬بإسناد حسن‪ ،‬عن بَشي بن معبد العروف‬ ‫صيَة رضي اللّه عنه قال‪ :‬بينما أنا أُماشي النبّ صلى اللّه عليه وسلم نظرَ فإذا رجلٌ يشي بي‬ ‫لصَا ِ‬ ‫بابن ا َ‬ ‫سْبتِّيَتيْنِ! َويْحَكَ أَلْ ِق ِسبِْتّيتَيْكَ" وذكر تام الديث‪)18( .‬قلتُ‪:‬‬ ‫القبور عليه نعلن فقال‪" :‬يا صَاحبَ ال ّ‬ ‫النعالُ السّبتِيةُ بكسر السي‪ :‬الت ل شع َر عليها‪.‬‬ ‫‪ 2/735‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن جاري َة النصاري الصحاب رضي اللّه عنه‪ ،‬وهو باليم قال‪:‬‬ ‫ت عندَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم وكان إذا ل يفظ اسم الرجل قال‪" :‬يا بنَ عبد اللّه!"‪)19( .‬‬ ‫كن ُ‬ ‫باب ني الولد والتعلم والتلميذ أن يُنادي أباه ومعلّمه وشيخه باسه‬ ‫‪ 1/736‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪" :‬أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم رأى‬ ‫ستَسِبّ لَهُ‪ ،‬وَل تَجِْلسْ‬ ‫ش أمامَهُ‪ ،‬ول تَ ْ‬ ‫ل معه غلم‪ ،‬فقال للغلم‪ :‬مَ ْن هَذَا؟ قال‪ :‬أب‪ ،‬قال‪ :‬فَل تَ ْم ِ‬ ‫رج ً‬ ‫َقبْلَهُ‪ ،‬وَل تَ ْدعُهُ باسْمِهِ"‪)20(.‬‬ ‫ل يتعرّض فيه لن يسبّك أبوك زجرا لك وتأديبا على فعلك‬ ‫ستَسِبّ له‪ :‬أي ل تفعل فع ً‬ ‫قلت‪ :‬معن ل تَ ْ‬ ‫القبيح‪.‬‬

‫‪280‬‬

‫‪ 2/737‬وروينا فيه‪ ،‬عن السيد الليل العبد الصال التفق على صلحه عبيد اللّه بن َزحْر‪ ،‬بفتح الزاي‬ ‫وإسكان الاء الهملة رضي اللّه عنه قال‪ :‬يُقال من العقوق أن تُسَمّي أباك باسه‪ ،‬وأن تش َي أمامَه ف‬ ‫طريق‪)21( .‬‬ ‫بابُ استحباب تغيي السم إل أحس َن منه‬ ‫فيه حديثُ سهلِ به سعدٍ الساعدي الذكور ف باب تسمية الولود ف قصة النذر بن أب ُأسَيْد‪.‬‬ ‫‪ 1/738‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛ أن زينبَ كان اسُها ب ّرةَ‪،‬‬ ‫فقيل‪ :‬تزكَي نفسها‪ ،‬فسمّاها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم زينب‪.‬‬ ‫ب بنت أب سلمة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬فقال رسول اللّه صلى‬ ‫‪ 2/739‬وف صحيح مسلم‪ ،‬عن زين َ‬ ‫اللّه عليه وسلم‪" :‬سوها زينب" قالت‪ :‬ودخلت عليه زينب بنت جحش واسها برة‪ ،‬فسمّاها زينبَ‪( .‬‬ ‫البخاري (‪ ، )6192‬ومسلم (‪. )2141‬‬ ‫(‪)22‬‬ ‫حوّلَ رسولُ اللّه‬ ‫‪ 3/740‬وف صحيح مسلم أيضا‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬كانت جويريةُ اسها برّة‪ ،‬فَ َ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم اسَها جويرية‪ ،‬وكان يكرهُ أن يُقال َخرَج من عند برّة‪)23( .‬‬ ‫‪ 4/741‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن سعيد بن السيب بن حَزْن عن أبيه‪ ،‬أن أباه جاء إل النب‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم فقال‪" :‬ما اسْمُكَ؟" قال‪َ :‬حزْن‪ ،‬فقال‪" :‬أْنتَ َسهْلٌ" قال‪ :‬ل أُغيّر اسا سّانيه أب‪،‬‬ ‫قال ابنُ السيب‪ :‬فما زالت الزونة فينا بعد(‪()24‬البخاري (‪(" )6190‬البخاري (‪.)6190‬‬ ‫قلتُ‪ :‬الزونة‪ :‬غلظ الوجه وشيء من القساوة‪.‬‬ ‫‪ 5/742‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما؛ أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم غيّرَ‬ ‫اسم عاصية وقال‪" :‬أنت جيلة" وف رواية لسلم أيضا‪ :‬أن ابنةً لعمرَ كان يُقال لا عاصية‪ ،‬فسمّاها‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جيلة‪()25( .‬مسلم (‪ )14( )2139‬و (‪ ، )15‬وهو ف سنن أب‬ ‫داود (‪(" )4952‬مسلم (‪ )14( )2139‬و (‪ ، )15‬وهو ف سنن أب داود (‪)4952‬‬

‫‪281‬‬

‫‪ 6/743‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬بإسناد حسن‪ ،‬عن أُسامة بن َأخْدَريّ الصحاب رضي اللّه عنه ـ‬ ‫ل ُيقَال له أصرم كان ف‬ ‫وأخدري بفتح المزة والدال الهملة وإسكان الاء العجمة بينهما ـ أن رج ً‬ ‫النفَر الذين أتوْا رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فقالَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ما اسْمُكَ؟"‬ ‫قال‪ :‬أَصْرَم‪ ،‬قال‪" :‬بَ ْل أنْتَ زُ ْر َعةُ"‪)26(.‬‬ ‫‪ 7/744‬وروينا ف سنن أب داود والنسائي وغيها‪ ،‬عن أب ُش َريْح هانء الارثي الصحاب رضي اللّه‬ ‫عنه؛ أنه لا وَفَدَ إل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مع قومه سعهم يُكنّونه بأب الكم‪ ،‬فدعاه رسول‬ ‫لكْمُ فَِل َم ُتكَنّى أبا الَكَمِ؟" فقال‪ :‬إن قومي‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال‪" :‬إنّ اللّهَ هُ َو الَكَ ُم َوإَِليْهِ ا ُ‬ ‫ت بينَهم‪ ،‬فرضي كِل الفريقي‪ ،‬فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪:‬‬ ‫إذا اختلفوا ف شيء أتون فحكم ُ‬ ‫" مَا أحْسَ َن هَذَا‪ ،‬فَمَا لَكَ م َن الوَلَدِ؟" قال‪ :‬ل شُريح‪ ،‬ومُسلم‪ ،‬وعبدُ اللّه‪ ،‬قال‪" :‬فَ َمنْ أَ ْكبَ ُرهُمْ؟" قلت‪:‬‬ ‫شريحُ‪ ،‬قال‪" :‬فأْنتَ أبُو شُ َريْحٍ"‪.‬‬ ‫قال أبو داود (‪ :)27‬وغيّر النبّ صلى اللّه عليه وسلم اس َم العاصي‪ ،‬وعزيز‪ ،‬و َعتْلَة (‪ ، )28‬وشيطان‪،‬‬ ‫والكم‪ ،‬وغراب‪ ،‬وحباب‪ ،‬وشهاب‪ ،‬فسمّاه هاشا‪ ،‬وسّى حَرْبا سِلْما‪ ،‬وسى الضطجع النبعث‪ ،‬وأرضا‬ ‫يُقال لا عَقِرَة (‪ )29‬سّاها خضرة‪ ،‬و ِش ْعبَ الضللة سّاه ِش ْعبَ الُدى‪ ،‬وبنو الزّينة سّاهم بن ال ّرشْدَة‪،‬‬ ‫وسّى بن مُغوية بن ِر ْشدَة‪ .‬قال أبو داود‪ :‬تركتُ أسانيدها للختصار‪ .‬قلتُ‪َ :‬عتْلة بفتح العي الهملة‬ ‫وسكون التاء الثناة فوق‪ ،‬قاله ابن ماكول‪ ،‬قال‪ :‬وقال عبد الغن‪َ :‬عتَلة‪ :‬يعن بفتح التاء أيضا‪ ،‬قال‪ :‬وسّاه‬ ‫النبّ صلى اللّه عليه وسلم ُعتْبة‪ ،‬وهو عتبة بن عبد السلمي‪)30( .‬‬ ‫بابُ جَوازِ ترخي ِم السمِ إذَا ل َيتَأذّ بذلك صاحبُه‬ ‫‪ 1/745‬روينا ف الصحيح‪ ،‬من طرق كثية؛ أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم رخّمَ أساء جاعة‬ ‫من الصحابة‪ ،‬فمن ذلك قوله صلى اللّه عليه وسلم لب هريرة رضي اللّه عنه" ‪:‬يا أبا هِرّ"‪.‬‬ ‫وقوله صلى اللّه عليه وسلم لعائشةَ رضي اللّه عنها‪" :‬يا عَاِئشُ" (‪)31‬‬ ‫وف كتاب ابن السن (‪ )32‬أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال لُسامة "يا ُأ َسيْمُ" وللمقدت "يا قُ َديْمُ"‪( .‬‬ ‫‪)33‬‬ ‫بابُ النهي عن الَلقابِ الت َيكْ َرهُها صاحبُها‬ ‫‪282‬‬

‫قال اللّه تعال‪{ :‬وَل َتنَابَزُوا باللْقابِ} [الجرات‪ ]11 :‬واتفق العلماء على تري تلقيب الِنسان با‬ ‫يكره‪ ،‬سواء كان له صفة؛ كالعمش‪ ،‬والجلح‪ ،‬والعمى‪ ،‬والعرج‪ ،‬والحول‪ ،‬والبرص‪ ،‬والشج‪،‬‬ ‫والصفر‪ ،‬والحدب‪ ،‬والصمّ‪ ،‬والزرق‪ ،‬والفطس‪ ،‬والشتر‪ ،‬والثرم‪ ،‬والقطع‪ ،‬والزمن‪ ،‬والقعد‪،‬‬ ‫والشلّ‪ ،‬أو كان صفة لبيه أو لمه أو غي ذلك ما يَكره‪ .‬واتفقوا على جواز ذكره بذلك على جهة‬ ‫التعريف لن ل يعرفه إل بذلك‪ .‬ودلئل ما ذكرته كثرة مشهورة حذفتها اختصارا واستغناءً بشهرتا‪.‬‬ ‫بابُ جَوا ِز واستحباب اللقبِ الذي يُحبّه صاحبُه‬ ‫فمن ذلك أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه‪ ،‬اسه عبد اللّه بن عثمان‪ ،‬لقبه عتيق‪ ،‬هذا هو الصحيح الذي‬ ‫سيَر والتواريخ وغيهم‪ .‬وقيل اسه عتيق‪ ،‬حكاه الافظ أبو‬ ‫عليه جاهي العلماء من الحدّثي وأهل ال ِ‬ ‫القاسم بن عساكر ف كتابه الطراف‪ ،‬والصواب الول‪ ،‬واتفق العلماء على أنه لقبُ خي‪ .‬واختلفوا ف‬ ‫سبب تسميته عتيقا‪ ،‬فروينا عن عائشة رضي اللّه عنها من أوجه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫قال‪" :‬أبُو بَكْ ٍر َعتِيقُ اللّهِ م َن النّارِ" (‪ )34‬قال‪ :‬فمن يومئذ سُ ّميَ عتيقا‪ .‬وقال مصعب بن الزبي وغيه‬ ‫من أهل النسب‪ :‬سُمّي عتيقا لنه ل يكن ف نسبه شيء يُعاب به‪ ،‬وقيل غي ذلك‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫‪ 1/746‬ومن ذلك أبو تراب لقبٌ لعليّ بن أب طالب رضي اللّه عنه‪ ،‬وكُنيته أبو السن‪ ،‬ثبت ف‬ ‫الصحيح‪،‬‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وجده نائما ف السجد وعليه التراب‪ ،‬فقال‪ُ" :‬ق ْم أبا تُرَابٍ! قُمْ أَبَا‬ ‫تُرابٍ!" فلزمه هذا اللقب السن الميل‪)35( .‬‬ ‫‪ 2/747‬وروينا هذا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن سهل بن سعد‪ ،‬قال سهل‪ :‬وكانت أحبّ‬ ‫أساء عل ّي إليه‪ ،‬وإن كان ليفرح أن يُدعى با‪ .‬هذا لفظ رواية البخاري‪)36( .‬‬ ‫‪ 3/748‬ومن ذلك ذو اليدين واسه الِرْباق ـ بكسر الاء العجمة وبالباء الوحدة وآخره قاف ـ‬ ‫كان ف يديه طول‪ ،‬ثبت ف الصحيح؛‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يدعوه "ذا اليدين" واسه الِرْباق‪ ،‬رواه البخاري بذا اللفظ ف‬ ‫أوائل كتاب ال ّب والصلة‪ .‬البخاري (‪)37‬‬

‫‪283‬‬

‫بابُ جوا ِز الكِن واستحباب ماطبةِ أَهْ ِل ال َفضْل با‬ ‫ص والعوامّ‪ ،‬والدب أن‬ ‫هذا الباب أشهر من أن نذكر فيه شيئا منقولً‪ ،‬فإن دلئله يشترك فيها الوا ّ‬ ‫يُخاطب أهل الفضل ومن قاربم بالكنية‪ ،‬وكذلك إنْ كتبَ إليه رسالة‪ ،‬وكذا إن رَوى عنه روايةً‪،‬‬ ‫فيُقال‪ :‬حدّثنا الشيخ أو الِمام أبو فلن‪ ،‬فلن بن فلن وما أشبهه؛ والدبُ أن ل يذكرَ الرج ُل كنيتَه ف‬ ‫كتابه ول ف غيه‪ ،‬إل أن ل يُعرف إل بكنيته‪ ،‬أو كانت الكنية أشهرَ من اسه‪ .‬قال النحاس‪ :‬إذا كانت‬ ‫الكنية أشهر‪ ،‬يُكن على نظيه ويُسمّى لن فوقه‪ ،‬ث يلحق بـ‪ :‬العروف أبا فلن أو بأب فلن‪.‬‬ ‫بابُ كُنيةِ الرجل ِبأَكبِ أولدِه‬ ‫ُكنّي نبيّنا ممّدٌ صلى اللّه عليه وسلم أبا القاسم بابنه القاسم‪ ،‬وكان أكبَ بنيه‪ .‬وف الباب حديث أب‬ ‫شريح (‪ )38‬الذي قدّمناه ف باب استحباب تغيي السم إل أحسن منه‪.‬‬ ‫بابُ كُنية الرجلِ الذي له أول ٌد بغيِ أولدِه‬ ‫ف به‪ ،‬ول بأس بذلك بابُ كُني ِة مَنْ ل يُولَد له‪ ،‬وكُنية الصغيِ‬ ‫هذا الباب واس ٌع ليُحصى مَن يتّص ُ‬ ‫‪ 1/749‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬كان النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم أحسنَ الناس خلقا‪ ،‬وكان ل أخ يُقال له أبو عمي ـ قال الراوي‪ :‬أحسبه قال فَطِيمٌ ـ وكان‬ ‫النبّ صلى اللّه عليه وسلم إذا جاءَه يقول‪" :‬يا أبا عُ َميْرٍ! ما َفعَ َل النُ َغيْرُ" ُنغَ ٌر كا َن يلعبُ به‪ .‬البخاري (‬ ‫‪)39‬‬ ‫‪ 2/750‬وروينا بالسانيد الصحيحية ف سنن أب داود وغيه‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها‪ ،‬قالت‪ :‬يا‬ ‫رسول اللّه! كلّ صواحب لنّ كُن‪ ،‬قال‪" :‬فا ْكتَنِي باْبنِكَ عَبْدِ اللّه" قال الراوي‪ :‬يعن عبد اللّه بن الزبي‪،‬‬ ‫وهو ابن أختها أساء بنت أب بكر‪ ،‬وكانت عائشةُ ُت َكنّى ُأمّ عبد اللّه‪ .‬قلت‪ :‬فهذا هو الصحيح العروف‪.‬‬ ‫(‪)40‬‬ ‫‪ 3/751‬وأما ما رويناه ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬أسقطتُ من النبّ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم َسقْطا فسمّاه عبد اللّه‪ ،‬وكنّان بُأمّ عبد اللّه‪ .‬فهو حديث ضعيف‪)41( .‬‬

‫‪284‬‬

‫وقد كان من الصحابة جاعات لم كن قبل أن يُولد لم‪ ،‬كأب هريرة‪ ،‬وأنس‪ ،‬وأب حزة‪ ،‬وخلئق ل‬ ‫يُحصون من الصحابة والتابعي فمن بعدهم‪ ،‬ول كراهةَ ف ذلك بل هو مبوبٌ بالشرط السابق‪.‬‬ ‫بابُ النّهي ع ِن التّ َكنّي بأب القَاسِم‬ ‫‪ 1/752‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن جاعة من الصحابة منهم جابر وأبو هريرة رضي‬ ‫اللّه عنهما؛‬ ‫أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬سَمّوا باسْمي وَل ُتكَنّوا ِب ُكنَْيتِي" (‪)42‬قلت‪ :‬اختلف العلماء‬ ‫ف التكنّي بأب القاسم على ثلثة مذاهب‪ :‬فذهب الشافعي رحه اللّه ومَ ْن وافقه إل أنه ل يَحِلّ لحد أن‬ ‫َيتَ َكنّى أبا القاسم‪ ،‬سواء كان اسه ممدا أو غيه‪ ،‬ومّن روى هذا من أصحابنا عن الشافعي الئمةُ‬ ‫ظ الثقات الثبات الفقهاء الحدّثون‪ :‬أبو بكر البيهقي‪ ،‬وأبو ممد البغوي ف كتابه "التهذيب" ف‬ ‫الفّا ُ‬ ‫أول كتاب الكاح‪ ،‬وأبو القاسم بن عساكر ف تاريخ دمشق‪.‬‬ ‫والذهب الثان‪ :‬مذهب مالك رحه اللّه أنه يوز التكنّي بأب القاسم لن اسه ممد ولغيه‪ ،‬ويعل النهي‬ ‫خاصا بياة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪.‬‬ ‫والذهب الثالث‪ :‬ل يوز لن اسه ممد ويوز لغيه‪ .‬قال الِمام أبو القاسم الرافعي من أصحابنا‪ :‬يُشبه‬ ‫أن يكون هذا الثالث أصحّ‪ ،‬لن الناس ل يزالوا يكتنون به ف جيع العصار من غي إنكار‪ ،‬وهذا الذي‬ ‫قاله صاحب هذا الذهب فيه مالفة ظاهرة للحديث‪.‬‬ ‫وأما إطباق الناس على فعله مع أن ف التكني به والكنّي الئمة العلم‪ ،‬وأهل ال ّل والعقد والذين‬ ‫يُقتدى بم ف مهمات الدين ففيه تقوية لذهب مالك ف جوازه مطلقا‪ ،‬ويكونون قد فهموا من النهي‬ ‫الختصاص بياته صلى اللّه عليه وسلم كما هو مشهور من سبب النهي ف تكنّي اليهود بأب القاسم‬ ‫ومناداتم يا أبا القاسم للِيذاء‪ ،‬وهذا العن قد زال‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫باب َجوَاز تكنيةِ الكَافِر والبتدع والفاسق إذا كان ل يُعرف إل با أو خِيفَ من ذِكْره باسِه فتنة‬ ‫ت يَدَا أب َل َهبٍ} واسه عبد العزّى‪ ،‬قيل‪ :‬ذكر بكنيته لنه يُعرف با‪ ،‬وقيل‪ :‬كراهةً‬ ‫قال اللّه تعال‪َ{ :‬تبّ ْ‬ ‫لسه حيثُ جُعل عبدا للصنم‪.‬‬ ‫‪285‬‬

‫‪ 1/753‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ُأسَامةَ بن زيد رضي اللّه عنهما؛ أن رسولَ اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم ركبَ على حار ليعودَ سعدَ بن عبادة رضي اللّه عنه‪ ..‬فذكر الديث ومرور النبّ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم على عبد اللّه بن َأبّ سلول النافق‪ ،‬ث قال‪ :‬فسا َر النبّ صلى اللّه عليه وسلم حت‬ ‫ي َسعْدُ! ألَ ْم تَسْمَعْ إل ما قا َل أبُو حُبابٍ‬ ‫دخلَ على سعد بن عبادة‪ ،‬فقال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬أ ْ‬ ‫ـ يُريد عبد اللّه بن أُبّ ـ قالَ‪ :‬كَذَا وكَذَا" وذكر الديث‪)43( .‬‬ ‫قلت‪ :‬تكرّر ف الديث تكنيةُ أب طالبٍ واسُه عبدُ مناف‪ ،‬وف الصحيح "هَذَا َقبْرُ أب رِغالٍ" (‪)44‬‬ ‫ونظائر هذا كثية‪ ،‬هذا كله إذا وجد الشرط الذي ذكرناه ف الترجة‪ ،‬فإن ل يُوجد‪ ،‬ل يزد على السم؛‬ ‫كما رويناه ف صحيحيهما (‪ )45‬؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كتب‪" :‬مِ ْن مُحَمّ ٍد َعبْدِ اللّهِ‬ ‫وَ َرسُولِهِ إل هِرَقْلَ" فسمّاه باسه ول يكنّه ول لقبه بلقب ملك الروم وهو قيصر‪ ،‬ونظائرُ هذا كثية‪ ،‬وقد‬ ‫أمرنا بالِغلظ عليهم‪ ،‬فل ينبغي أن نُكنيَهم ول نرق َق لم عبارة ول نلي لم قولً ول نظهر لم ودّا ول‬ ‫مؤالفة‪.‬‬ ‫باب جواز تكنية الرجل بأب فُلنة وأب فُلن والرأة بُأمّ فلن وُأمّ فُلنة‬ ‫اعلم أن هذا كلّه ل َحجْ َر فيه‪ ،‬وقد تكنّى جاعاتٌ من أفاضل سلف المة من الصحابة والتابعي فمن‬ ‫بعدهم بأب فلنة‪ ،‬فمنهم عثمان بن عفان رضي اللّه عنه له ثلث كن‪ :‬أبو عمرو‪ ،‬وأبو عبد اللّه‪ ،‬وأبو‬ ‫ليلى‪ ،‬ومنهم أبو الدرداء وزوجته ُأمّ الدرداء الكبى صحابية اسها خية‪ ،‬وزوجته الخرى ُأمّ الدرداء‬ ‫جيْمة‪ ،‬وكانت جليلة القدر فقيهة فاضلة موصوفة بالعقل الوافر والفضل الباهر وهي‬ ‫الصغرى اسها هُ َ‬ ‫تابعية‪ .‬ومنهم أبو ليلى والد عبد الرحن بن أب ليلى‪ ،‬وزوجته ُأمّ ليلى‪ ،‬وأبو ليلى وزوجته صحابيان‪.‬‬ ‫ومنهم أبو أُمامة وجاعات من الصحابة‪ .‬ومنهم أبو َريْحانة‪ ،‬وأبو َرمْثة‪ ،‬وأبو ِريْمة‪ ،‬وأبو عَمْرة بشي بن‬ ‫عمرو‪ ،‬وأبو فاطمة الليثي‪ ،‬قيل اسه عبد اللّه بن أنيس‪ ،‬وأبو مري الزدي‪ ،‬وأبو رَُقيّة تيم الداري‪ ،‬وأبو‬ ‫كرية القدام بن معد يكرب‪ ،‬وهؤلء كلّهم صحابة‪.‬‬ ‫ومن التابعي‪ :‬أبو عائشة مسروقُ الجدع وخلئق ل يُحصون‪.‬‬ ‫قال السمعان ف "النساب"‪ :‬سُمّي مسروقا‪ ،‬لنه سرقه إنسانٌ وهو صغي ث وُجد‪ .‬وقد ثبت ف‬ ‫الحاديث الصحيحة تكنية النبّ صلى اللّه عليه وسلم أبا هريرة بأب هريرة‪.‬‬

‫‪286‬‬

‫•كتاب الذكار التفرّقة‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫بابُ استحباب حد اللّه تعال والثناء عليه عن َد البِشارةِ با يَسُرّه‬ ‫ح الكَ ْلبِ‬ ‫ك وني َق الِمار ونُبا َ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا سع صِياحَ الدّي ِ‬ ‫بابُ ما يَقولُ إذا رأى الريق‬ ‫بابُ ما يقولُه عن َد القِيام مِنَ الجلسِ‬ ‫بابُ دُعا ِء الَالسِ ف جعٍ لنفسِه ومَ ْن َمعَه‬ ‫بابُ كَراه ِة القِيَام مِن الجلسِ قب َل أنْ يذكرَ اللّه تعال‬ ‫بابُ الذّكْرِ ف الطّ ِريْق‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا َغضِبَ‬ ‫بابُ استحباب إعلمِ الرّجُلِ من يُحبّه أنّه يبّه‬ ‫ض أو غيِه‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا رَأى مُبتلى بر ٍ‬ ‫بابُ استحباب حدِ اللّه تعال للمسؤول عن حاله‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا دخلَ السّوقَ‬ ‫بابُ استحباب قو ِل الِنسانِ لن تزوّجَ تزوّجا مُستحبا‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا نظرَ ف الِرْآة‬ ‫بابُ ما يَقو ُل عن َد الِجَامَة‬ ‫بابُ ما يَقولُ إذا َطنّتْ أُذُنه‬ ‫بابُ ما يقولُه إذا خَ ِدرَتْ رِ ْجلُه‬ ‫بابُ جَواز دُعاء الِنسان على مَ ْن ظََلمَ السلمي أو ظلَمه وحدَه‬ ‫ع والَعاصي‬ ‫بابُ التبّي مِنْ أَهلِ البد ِ‬ ‫بابُ ما يقولُه إذا شرعَ ف إزال ِة مُنكر‬ ‫حشٌ‬ ‫بابُ ما يَقو ُل مَ ْن كانَ ف لسانِه فُ ْ‬ ‫بابُ ما يَقولُه إذا عَثَرَتْ دَابّتُه‬ ‫بابُ بيانِ أنه يُستحبّ لكبي البلد إذا مات الوال أن يطب الناس‬ ‫صنَعَ معروفا إليه‬ ‫بابُ دُعا ِء الِنسانِ لن َ‬ ‫ب مُكافأةِ ا ُلهْدي بالدعاءِ لل ُم ْهدَى له إذا دَعا له عن َد الدية‬ ‫بابُ استحبا ِ‬ ‫ت إليه هدّيةٌ فردّها لعن شرعي‬ ‫ب اعتذا ِر مَن أُهدي ْ‬ ‫بابُ اسْتحبا ِ‬ ‫‪287‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫بابُ ما يقولُ لن أزا َل عنه أذىً‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا رَأى البَاكُورة مِن الثمر‬ ‫ب القتصَادِ ف الوعظة والعلم‬ ‫بابُ استحبا ِ‬ ‫ث عليها‬ ‫بابُ َفضْل الدّلَلةِ على الي والَ ّ‬ ‫ث مَ ْن سُئلَ علما ل يعلمُه ويعل ُم أنّ غيَه يعرفُه على أن يَ ُد ّل عليه‬ ‫بابُ ح ّ‬ ‫بابُ ما يَقو ُل مَن دُعي إل ُحكْمِ اللّهِ تعال‬ ‫‪ ‬فصل‬ ‫بابُ الِعراض عن الاهلي‬ ‫ظ الِنسا ِن مَ ْن هُو أج ّل منه‬ ‫بابُ وَع ِ‬ ‫بابُ المر بالوفاءِ بالعه ِد وال َوعْدِ‬ ‫ض عليه مالَه أو غيَه‬ ‫بابُ استحباب دُعاء الِنسان لن عَ َر َ‬ ‫بابُ ما يقولُه السلمُ للذميّ إذا فع َل به َمعْرُوفا‬ ‫بابُ ما يقولُه إذا رَأى مِن نفسِه أو ولده فأعجبَهُ‬ ‫ب وما يَكره‬ ‫ح ّ‬ ‫بابُ ما يقول إذا رأى ما يُ ِ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا نظَرَ إل السّماء‬ ‫بابُ ما يَقول إذا تطيّ َر بشيء‬ ‫بابُ ما يَقو ُل عندَ دُخول المّام‬ ‫بابُ ما يَقولُ إذا اشترى غُلما‬ ‫ليْ ِل ويُدعى ل ُه به‬ ‫بابُ ما يقو ُل مَن ل يَثبتُ على ا َ‬ ‫ث الناسَ با ل يَفهمونه‬ ‫بابُ نيِ العال وغيِه أن يُحدّ َ‬ ‫بابُ استنصات العال حاضري ملسِه‬ ‫بابُ ما يقولُه الرج ُل الُقتدى به إذا فعل شيئا ف ظاهره مالف ٌة للصواب‬ ‫بابُ ما يقولُه التابعُ للمتبوعِ إذا فعلَ ذلك أو نوه‬ ‫لثّ على الُشَاورة‬ ‫بابُ ا َ‬ ‫ب الكَلَم‬ ‫لثّ على ِطيْ ِ‬ ‫بابُ ا َ‬ ‫بابُ استحباب بيان الكلم وإيضاحه للمخاطب‬ ‫بابُ الزاح‬ ‫‪288‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫بابُ الشّفاعَة‬ ‫بابُ استحباب التّبْش ِي والتّهنئةِ‬ ‫بابُ جَواز التعجّب بلفظ التّسبي ِح والتّهلي ِل ونوها‬ ‫بابُ الم ِر بالعروف والنّهي عن النكرِ‬

‫كتاب الذكار التفرّقة‬ ‫ع با إن‬ ‫اعلم أن هذا الكتاب أنث ُر فيه إن شاء اللّه تعال أبوابا متفرّقة من الذكار والدعواتِ يعظم النتفا ُ‬ ‫شاء اللّه تعال‪ ،‬وليس لا ضابطٌ نلتز ُم ترتيبها بسببه‪ ،‬واللّه الوفّق‪.‬‬ ‫بابُ استحباب حد اللّه تعال والثناء عليه عن َد البِشارةِ با يَسُرّه‬ ‫اعلم أنه يُستحبّ لن تدّدتْ له نعم ٌة ظاهرة‪ ،‬أو اندفعتْ عنه نقمةٌ ظاهرة أن يسجد شكرا للّه تعال‪،‬‬ ‫وأن يمدَ اللّه تعال أو يثن عليه با هو أهله‪ ،‬والحاديث والثار ف هذا كثية مشهورة‪.‬‬ ‫‪ 1/754‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن عمرو بن ميمون ف مقتل عمر بن الطاب رضي اللّه عنه ف‬ ‫حديث الشورى الطويل؛‬ ‫أن عمر رضيَ اللّه عنه أرس َل ابنه عبد اللّه إل عائشة رضي اللّه عنها يستأذنُها أن يُدفن مع صاحبيه‪ ،‬فلما‬ ‫ب يا أم َي الؤمني‪ ،‬أ ِذَنتْ‪ ،‬قال‪ :‬المدُ للّه ما كان‬ ‫أقبلَ عبدُ اللّه قال عمر‪ :‬ما لديك؟ قال‪ :‬الذي تُح ّ‬ ‫شيءٌ أهمّ إلّ من ذلك‪)1(.‬‬ ‫ح الكَ ْلبِ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا سع صِياحَ الدّيكِ وني َق الِمار ونُبا َ‬ ‫‪ 1/755‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرةَ رضي اللّه عنه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫ت َشيْطانا؛ وَإذا سَ ِم ْعتُمْ صِياحَ‬ ‫شيْطانِ‪ ،‬فإّنهَا رأ ْ‬ ‫ق الَمِيِ َفَت َعوّذُوا باللّه مِنَ ال ّ‬ ‫وسلم قال‪" :‬إذَا َس ِمعْتُ ْم ُنهَا َ‬ ‫ت مَلَكا"‪)2( .‬‬ ‫ال ّديَ َكةِ فا ْسأَلُوا اللّه مِنْ َفضْلِ ِه فإنّها رأ ْ‬ ‫‪ 2/756‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى‬ ‫ح الكِلبِ َونَهِي َق الَمِيِ بالّليْلِ َفتَ َعوّذُوا باللّهِ‪ ،‬فإّنهُ ّن يَ َريْ َن ما ل تَ َر ْونَ"‪(.‬‬ ‫اللّه عليه وسلم‪":‬إذَا سَ ِم ْعتُ ْم نُبا َ‬ ‫‪)3‬‬ ‫‪289‬‬

‫ب ما يَقولُ إذا رأى الريق‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/757‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عمرو بن شُعيب‪ ،‬عن أبيه عن جدّه رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إِذَا رأيْتُ ُم الَرِيقَ َف َكبّرُوا‪ ،‬فَِإ ّن التّ ْكبِيَ يُطْفئُهُ"‪)4(.‬‬ ‫ويُستحبّ أن يدعوَ مع ذلك بدعاء الكرْب وغيه ما قدّمناه ف كتاب الذكار للمور العارضات وعند‬ ‫العاهات والفات‪.‬‬ ‫ب ما يقولُه عن َد القِيام مِنَ الجلسِ‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/758‬روينا ف كتاب الترمذي وغيه‪ ،‬عن أب هُريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم‪" :‬مَنْ َجَلسَ فِي َمجِْلسٍ َف َكثُرَ فِيهِ لغَطُهُ فَقالَ َقبْ َل أنْ َيقُومَ مِ ْن َمجْلِسِهِ ذلكَ‪ :‬سُبْحانَكَ الّلهُمّ‬ ‫وبِحَمْ ِدكَ‪ ،‬أ ْشهَ ُد أنْ ل إِلهَ إِلّ أْنتَ أسَْت ْغفِ ُركَ وأتُوبُ إِلَيْكَ‪ ،‬إِ ّل غُفِرَ لَهُ ما كَانَ ف مَجْلِسِهِ ذلكَ" قال‬ ‫الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪)5( .‬‬ ‫‪ 2/759‬وروينا ف سنن أب داود وغيه‪ ،‬عن أب برزةَ رضي اللّه عنه ـ واسه نضلة ـ قال‪ :‬كان‬ ‫رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول بأخَ َرةٍ إذا أراد أن يقوم من الجلس‪ُ :‬سبْحانَكَ الّلهُ ّم وبِحَ ْم ِدكَ‪،‬‬ ‫أ ْشهَدُ أنْ ل إِلهَ إِ ّل أْنتَ‪ ،‬أ ْسَتغْفِ ُر َك وأتُوبُ إَِليْكَ‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رسول اللّه! إنك لتقول قولً ما كنتَ‬ ‫تقولُه فيما مضى‪ ،‬قال‪ :‬ذلكَ َكفّا َرةٌ لِمَا َيكُونُ ف الَجِْلسِ" ورواه الاكم ف الستدرك من رواية عائشة‬ ‫رضي اللّه عنها وقال‪ :‬صحيح الِسناد‪ .‬قلت‪ :‬قوله بأَخَرة‪ ،‬وهو بمزة مقصورة مفتوحة وبفتح الاء‪،‬‬ ‫ومعناه‪ :‬ف آخر المر‪)6( .‬‬ ‫‪ 3/760‬وروينا ف حلية الولياء‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه قال‪ :‬مَن أحبّ أن يكتالَ بالكيال الوف‬ ‫ب العزّة عمّا يَصفون‪ ،‬وسلمٌ على الرسلي‪ ،‬والمدُ‬ ‫فليقلْ ف آخر ملسه أو حي يقول‪ :‬سبحانَ ربّك ر ّ‬ ‫للّه رب العالي‪)7( .‬‬ ‫بابُ دُعاءِ الَالسِ ف ج ٍع لنفسِه ومَ ْن َمعَه‬ ‫‪ 1/761‬روينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما‪ ،‬قال‪ :‬قلّما كانَ رسولُ اللّه صلى‬ ‫شيَتِكَ ما‬ ‫اللّه عليه وسلم يقومُ من ملس حت يدع َو بؤلء الدعوات لصحابه‪" :‬الّلهُ ّم اقْسِمْ لَنا مِنْ خَ ْ‬ ‫‪290‬‬

‫ك ما تُبَّلغُنا بِهِ َجّنتَكَ‪َ ،‬ومِ َن اليَقي ما ُتهَ ّونُ بِهِ عََليْنا َمصَائبَ ال ّدنْيا؛‬ ‫يَحُو ُل َبْينَنا وَبيْنَ مَعاصِيكَ‪َ ،‬ومِ ْن طا َعتِ َ‬ ‫ث منّا‪ ،‬وَا ْجعَلْ ثأْرنا على مَنْ ظَلَمَنا‪،‬‬ ‫الّلهُ ّم َمّتعْنا بأسْماعنا وأْبصَارِنا وَُق ّوتِنا ما أ ْحَييْتَنا‪ ،‬وا ْجعَلْ ُه الوَارِ َ‬ ‫جعَلِ ال ّدنْيا أ ْكبَ َر هَمّنا وَل َمبْلَغَ عِلْمِنا‪ ،‬وَل‬ ‫جعَ ْل ُمصِيَبتَنا ف دِينِنا‪ ،‬وَل َت ْ‬ ‫واْنصُرْنا على مَنْ عادَانا وَل تَ ْ‬ ‫تُسَلّط عََليْنا مَنْ ل َيرْحُنا" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)8( .‬‬ ‫بابُ كَراهةِ ال ِقيَام مِن الجلسِ قبلَ أنْ يذكرَ اللّه تعال‬ ‫‪ 1/762‬روينا بالِسناد الصحيح ف سنن أب داود وغيه‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال‬ ‫س ل يَذْكُرُونَ اللّ َه تَعال فِيهِ إِلّ قامُوا عَنْ‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَا مِنْ َق ْو ٍم َيقُومُونَ مِ ْن َمجْل ٍ‬ ‫س َرةً"‪)9(.‬‬ ‫مثْلِ جِي َفةِ حِما ٍر وكانَ َلهُمْ حَ ْ‬ ‫‪ 3/763‬وروينا فيه‪ ،‬عن أب هريرة أيضا‪ ،‬عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ َق َع َد َمقْعَدا‬ ‫لَ ْم يَذْكُرِ اللّ َه تَعال فِيهِ كاَنتْ عََليْهِ مِنَ اللّ ِه ِت َرةٌ‪َ ،‬ومَ ِن اضْ َطجَ َع َمضْجَعا ل يَذْكُرُ اللّ َه تَعال في ِه كاَنتْ عََليْهِ‬ ‫مِنَ اللّه تِ َرةٌ"‬ ‫(‪)10‬قلت‪ :‬تِرَة بكسر التاء وتفيف الراء‪ ،‬ومعناه‪ :‬نقص‪ ،‬وقيل تبعة؛ ويوز أن يكون حسرة كما ف‬ ‫الرواية الخرى‪.‬‬ ‫‪ 3/764‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن أب هريرة أيضا‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬ما‬ ‫جلِسا لَ ْم يَذْ ُكرُوا اللّ َه تَعال فِيهِ ولَ ْم ُيصَلّوا على َنبِيّهمْ فِيهِ إِ ّل كانَ عََلْيهِ ْم تِ َرةٌ‪ ،‬فإنْ شاءَ‬ ‫جَلَس َق ْو ٌم مَ ْ‬ ‫عَذبُمْ‪ ،‬وَإنْ شا َء َغفَرَ َلهُم" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪.‬‬ ‫(‪)11‬‬ ‫بابُ الذّكْرِ ف الطّ ِريْق‬ ‫‪ 1/765‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫جلِسا لَ ْم يَذْكُرُوا اللّ َه عَ ّز وَ َجلّ فِيهِ إِ ّل كاَنتْ عََلْيهِ ْم تِ َرةٌ‪ ،‬ومَا سَلَكَ َرجُلٌ‬ ‫قال‪" :‬ما مِنْ َق ْومٍ َجلَسُوا مَ ْ‬ ‫طَرِيقا لْ يَذْكُرِ اللّ َه عَ ّز وَ َجلّ فِيه إِ ّل كاَنتْ عََليْ ِه تِرةٌ"‪)12(.‬‬

‫‪291‬‬

‫‪ 2/766‬وروينا ف كتاب ابن السن ودلئل النبوّة للبيهقي‪ ،‬عن أب أُمام َة الباهلي رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫أتى رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم جبيلُ صلى اللّه عليه وسلم وهو بتبوك فقال‪" :‬يا مُحَمّدُ! ا ْشهَدْ‬ ‫جَنا َز َة مُعاوَِي َة بْ ِن مُعاوَِي َة الُ َزنِيّ‪ ،‬فخرجَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬ونزلَ جبي ُل عليه السلم ف‬ ‫سبعي ألفا من اللئكة‪ ،‬فوضعَ جناحَه الين على البال فتواضعتْ ووضع جناحَه اليسر على الرضي‬ ‫فتواضعت‪ ،‬حت نظرَ إل مكة والدينة‪ ،‬فصلّى عليه رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وجبي ُل واللئكةُ‬ ‫عليهم السلم؛ فلما فرغ قال‪ :‬يا جْبرِيل! بِ َم بَلَ َغ مُعا ِوَيةُ هَ ِذ ِه الَنْزَِلةَ؟ قال‪ِ :‬بقِرَا َءتِه‪ُ :‬ق ْل ُهوَ اللّه أ َحدٌ قائما‬ ‫وَرَاكبا ومَاشيا"‪.‬‬ ‫(‪)13‬‬ ‫ضبَ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا َغ ِ‬ ‫ك مِنَ‬ ‫ي ال َغيْظَ} [آل عمران‪ ]134:‬الية‪ ،‬وقال تعال‪{ :‬وإمّا َينْ َز َغنّ َ‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬وَالكاظم َ‬ ‫الشّيْطا ِن نَ ْزغٌ فا ْسَتعِذْ باللّهِ ِإنّهُ ُهوَ السّمِيعُ العليمُ} [فصلت‪.]36:‬‬ ‫‪ 1/767‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬ليسَ الشدي ُد بالصّر َعةِ‪ ،‬إنا الشديدُ الذي يلكُ نفسَ ُه عند الغضب"‪)14(.‬‬ ‫‪ 2/768‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪" :‬ما َتعُدّونَ الصّ َر َعةَ فيكُمْ؟ قلنا‪ :‬الذي ل تصرعُه الرجالُ‪ ،‬قال‪َ :‬لْيسَ بذلكَ‪ ،‬وََل ِكنّهُ الّذي يَمْلكُ‬ ‫ع الناسَ كثيا‬ ‫َنفْسَهُ ِعنْ َد الغَضَب" (‪)15‬قلت‪ :‬الصّرَعة بضم الصاد وفتح الراء‪ ،‬وأصله الذي يَصر ُ‬ ‫كالُمزة واللّمزة الذي يَهمزهم كثيا‪.‬‬ ‫‪ 3/769‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن معاذ بن أنس الهن الصحاب رضي اللّه‬ ‫عنه‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ كَظَ َم َغيْظا َوهُوَ قادِ ٌر على أ ْن ُيَنفّذَهُ دَعاهُ اللّ ُه ُسبْحانَ ُه َوتَعال‬ ‫خيّ َرهُ مِ َن الُورِ ما شاءَ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪.‬‬ ‫على رُؤوس الَلئِقِ َي ْو َم القِيا َمةِ حتّى يُ َ‬ ‫(‪)16‬‬ ‫‪292‬‬

‫صرَد الصحاب رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫‪ 4/770‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن سليمان بن ُ‬ ‫سَتبّان‪ ،‬وأحدُها قد احرّ وجهُه وانتفختْ أوداجُه‪،‬‬ ‫كنتُ جالسا مع النبّ صلى اللّه عليه وسلم ورجلن يَ ْ‬ ‫ب َعنْهُ ما يَجدُ‪َ ،‬لوْ قالَ‪ :‬أعُوذُ باللّه‬ ‫فقال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إن لعْلَمُ كَِل َمةً َلوْ قاَلهَا َل َذهَ َ‬ ‫ب ِمنْهُ ما َيجِدُ" فقالوا له‪ :‬إن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪َ :‬ت َعوّذْ باللّه منَ‬ ‫مِنَ الشّيْطانِ الرّجيمِ‪َ ،‬ذهَ َ‬ ‫الشّيْطانِ الرّجِيم‪ ،‬فقال‪ :‬وهل ب من جنون؟‬ ‫(‪)17‬‬ ‫‪ 5/771‬ورويناه ف كتاب أب داود والترمذي بعناه‪ ،‬من رواية عبد الرحن بن أب ليلى عن معاذ بن‬ ‫جبل رضي اللّه عنه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬هذا مرسل‪ .‬يعن أن عبد الرحن ل‬ ‫يُدْرك معاذا‪.‬‬ ‫(‪)18‬‬ ‫‪ 6/772‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬دخ َل عل ّي النبّ صلى اللّه‬ ‫ف الِفصل من أنفي فعركه ث قال‪" :‬يا ُع َويْشُ قُول‪ :‬الّل ُهمّ ا ْغفِرْ ل‬ ‫عليه وسلم وأنا َغضْب‪ ،‬فأخ َذ بطر ِ‬ ‫َذْنبِي وأ ْذ ِهبْ غَيْظَ قَ ْلبِي‪ ،‬وأجِرْن مِنَ الشّيْطانِ"‪.‬‬ ‫(‪)19‬‬ ‫‪ 7/773‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن عطيةَ بن عرو َة السعديّ الصحاب رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫شيْطانَ خُلق من النار ‪ ،‬وإنا تطفأ‬ ‫ضبَ مِنَ الشّيْطانِ‪َ ،‬وإِنّ ال ّ‬ ‫قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إِ ّن الغَ َ‬ ‫النار بالاء ‪ ،‬فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " (‪)20‬‬ ‫بابُ استحباب إعلمِ الرّجُلِ من يُحبّه أنّه يبّه‪ ،‬وما يقولُه له إذا أعلمَه‬ ‫‪ 1/774‬روينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن القدام بن معد يكرب رضي اللّه عنه‪ ،‬عن النبّ صلى‬ ‫حبّهُ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪( .‬‬ ‫خبِ ُر ُه أنّهُ ُي ِ‬ ‫اللّه عليه وسلم قال‪ِ" :‬إذَا أ َحبّ الرّ ُجلُ أخاهُ َف ْليُ ْ‬ ‫‪)1‬‬ ‫‪293‬‬

‫ل كان عندَ النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫‪ 2/775‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه؛ أن رج ً‬ ‫وسلم‪ ،‬فمرّ رجلٌ فقال‪ :‬يا رسول اللّه! إن لحبّ هذا‪ ،‬فقال له النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬أعْلَ ْمتَهُ؟"‬ ‫قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪" :‬أعِْلمْهُ" فلحقه فقال‪ :‬إن أُحبك ف اللّه‪ ،‬قال‪ :‬أحبّك الذي أحببتن له‪)2( .‬‬ ‫‪ 4/777‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن يزي َد بن نعامة الضبّ قال‪ :‬قالَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪" :‬إذَا آخَى الرّ ُجلُ الرّجُلَ َف ْليَسْأَلْ ُه عَ ِن اسْمِ ِه وَاسْ ِم أبيه َومّ ْن ُهوَ‪ ،‬فإنّه أوْصَلُ لِلْ َم َو ّدةِ"‪.‬‬ ‫قال الترمذي‪ :‬حديث غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه‪ ،‬قال‪ :‬ول نعلم ليزي َد بن نعامة ساعا من النبّ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬ويُروى عن ابن عمر عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم نو هذا‪ ،‬ول يصحّ‬ ‫إسناده‪)3( .‬‬ ‫قلتُ‪ :‬وقد ا ْختُلف ف صحبة (‪ )4‬يزي َد بن نعامة فقال عبد الرحن بن أب حات‪ :‬ل صحبةَ له‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫وحكى البخاري أن له صحبة‪ ،‬قال‪ :‬وغَلِطَ‪.‬‬ ‫ض أو غيِه‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا رَأى مُبتلى بر ٍ‬ ‫‪ 1/778‬روينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫"مَنْ رأى ُمْبتَلىً فَقالَ‪ :‬الَمْدُ ِللّ ِه الّذي عافان مِمّا ابْتل َك بِهِ وََفضَّلنِي على َكثِ ٍي مِمّنْ خَلَ َق َت ْفضِيلً‪ ،‬لَمْ‬ ‫ك البَلءُ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)5( .‬‬ ‫ُيصِبْهُ ذل َ‬ ‫‪ 2/779‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عمرَ بن الطاب رضي اللّه عنه؛أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ب بَلءٍ فَقالَ‪ :‬الَ ْمدُ لِلّ ِه الّذي عافانِي مِمّا اْبتَل َك بِهِ وََفضَّلنِي على َكثِ ٍي مِمّنْ‬ ‫وسلم قال‪" :‬مَنْ رأى صَا ِح َ‬ ‫ك البَل ِء كائِنا ما كانَ ما عاش" ضعّفَ الترمذي إسنادَه‪)6( .‬‬ ‫خََل َق تَفضِيلً إِ ّل عُوِفيَ مِنْ ذل َ‬ ‫قلتُ‪ :‬قال العلماءُ من أصحابنا وغيهم‪ :‬ينبغي أن يقولَ هذا الذك َر سِرّا بيثُ يُسم ُع نفسَه ول يُسمعُه‬ ‫البتلى لئل يتألّمَ قلبُه بذلك‪ ،‬إل أن تكون بلّيتُه معصيةً فل بأس أن يُسمعَه ذلك إن ل يفْ من ذلك‬ ‫مفسدة‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫بابُ استحباب حدِ اللّه تعال للمسؤول عن حاله أو حال مبُوبه مع جوابه إذا كان ف جوابه إخبارٌ‬ ‫بطيبِ حالِه‬ ‫‪294‬‬

‫‪ 1/780‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛ أن عليّا رضيَ اللّه عنه خرجَ من‬ ‫عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف وجعهِ الذي تُوف فيه‪ ،‬فقال الناسُ‪ :‬يا أبا حسنٍ! كيف أصبحَ‬ ‫صبَ َح بِحَ ْمدِ اللّه تَعال بارئا"‪)7(.‬‬ ‫رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فقال‪" :‬أ ْ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا دخلَ السّوقَ‬ ‫‪ 1/781‬روينا ف كتاب الترمذي وغيه‪ ،‬عن عمرَ بن الطاب رضي اللّه عنه؛ أن رسولَ اللّه صلى‬ ‫ك وَلَ ُه الَمْدُ‪،‬‬ ‫اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ دَخَلَ السّوقَ فقالَ‪ :‬ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه وَ ْح َدهُ ل شَريكَ لَهُ‪ ،‬لَ ُه الُلْ ُ‬ ‫سَنةٍ‪،‬‬ ‫حيِي ويُمِيتُ َو ُهوَ َح ّي ل يَمُوتُ‪ ،‬بِيَ ِد ِه الَيْ ُر َو ُهوَ على ُك ّل شَيْءٍ قَدِيرٌ‪ :‬كَتبَ اللّهُ لَهُ ألْفَ ألْفِ حَ َ‬ ‫يُ ْ‬ ‫ف َسّيْئةٍ‪ ،‬وَرََفعَ لَهُ ألْفَ ألْفِ دَ َرجَة" (‪)8‬رواه الاكم أبو عبد اللّه ف الستدرك على‬ ‫َومَحَا َعنْهُ ألْفَ ألْ ِ‬ ‫لّنةِ" وفيه من الزيادة‪ :‬قال‬ ‫الصحيحي من طرق كثية‪ ،‬وزاد فيه ف بعض طرقه " َوبَن لَ ُه َبيْتا ف ا َ‬ ‫الراوي‪ :‬فقدمتُ خراسان‪ ،‬فأتيتُ ُقتَيبةَ بن مسلم فقلتُ‪ :‬أتيتكَ بدية فحدّثته بالديث‪ ،‬فكان قتيبةُ بن‬ ‫ق فيقولُها ث ينصرف‪ .‬ورواه الاكم أيضا من رواية ابن عمر عن‬ ‫ت السو َ‬ ‫مُسلم يركبُ ف موكبه حت يأ َ‬ ‫النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬قال الاكم‪ :‬وف الباب عن جابر وأب هريرة وبُريدة السلمي وأنس‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫وأقربُها من شرائط هذا الكتاب حديث بُريدة (‪ )9‬بغي هذا اللفظ‪ ،‬فرواه بإسناده عن بُريدة قال‪ :‬كان‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا دخل السوق قال‪" :‬باسْمِ اللّهِ‪ ،‬الّلهُ ّم إنّي أسألُكَ َخْي َر هَ ِذهِ السّوقِ‬ ‫ك أنْ أُصِيبَ فِيها يَمِينا فاجِ َرةً‪ ،‬أوْ‬ ‫ك مِ ْن شَرّها َوشَرّ ما فِيهَا؛ الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِ َ‬ ‫وَ َخيْرَ ما فِيها‪ ،‬وأعُو ُذ بِ َ‬ ‫ص ْف َقةً خاسِ َرةً"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ل يَستحسنُه الشرعُ‪:‬‬ ‫بابُ استحباب قو ِل الِنسانِ لن تزوّجَ تزوّجا مُستحبا‪ ،‬أو اشترى أو فعل ِف ْع ً‬ ‫ت ونوه‬ ‫أصبتَ أو أحسن َ‬ ‫‪ 1/782‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن جابر رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال ل رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪" :‬تَ َزوّ ْجتَ يا جاِبرُ؟! قلت‪ :‬نَعم‪ ،‬قال‪ِ :‬بكْرا َأ ْم َثيّبا؟ قلتُ‪ :‬ثيّبا يا رسول اللّه! قال‪ :‬ف َهلّ جا ِرَيةً‬ ‫تُل ِعبُها َوتُلعِبُكَ؟" أو قال‪" :‬تُضَا ِح ُكهَا وُتضَا ِحكُكَ"‪ .‬قلت‪ :‬إن عبد اللّه ـ يعن أباه ـ تُوف وتركَ‬ ‫تس َع بناتٍ ‪ -‬أو سبعا ً‪ -‬وإن كرهتُ أن أجيئهنّ بثلهنّ‪ ،‬فأحببتُ أنْ أجيءَ بامرأ ٍة تقومُ عليهنّ‬ ‫صْبتَ" وذكر الديث‪)10( .‬‬ ‫وتُصِْلحُهنّ‪ ،‬قال‪" :‬أ َ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا نظرَ ف الِرْآة‬ ‫‪295‬‬

‫‪ 1/783‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه؛ أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا‬ ‫سْنتَ َخ ْلقِي َفحَسّنْ ُخُلقِي"‪)11(.‬‬ ‫نظر ف الرآة قال‪" :‬الَمْد لِلّهِ‪ ،‬الّلهُمّ كما حَ ّ‬ ‫ورويناه فيه‪ ،‬من رواية ابن عباس بزيادة‪.‬‬ ‫‪ 2/784‬ورويناه فيه‪ ،‬من رواية أنس قال‪ :‬كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا نظرَ وجهَه ف‬ ‫سنَها‪ ،‬وَ َجعَلَن مِنَ الُسْلِميَ"‪(.‬‬ ‫الرآةِ قال‪" :‬الَمْدُ ِللّ ِه الّذي َسوّى خَلْقي َفعَدّلَهُ‪ ،‬وَكَ ّرمَ صُو َر َة وَ ْجهِي َفحَ ّ‬ ‫‪)12‬‬ ‫بابُ ما يَقو ُل عن َد الِجَامَة‬ ‫‪ 1/785‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ت َمنْ َف َعةَ حِجامَتِهِ"‪)13(.‬‬ ‫وسلم‪" :‬مَنْ قَرأ آيَة الكُ ْر ِسيّ ِعنْ َد الِجا َمةِ كاَن ْ‬ ‫بابُ ما يَقولُ إذا َطنّتْ أُذُنه‬ ‫‪ 1/786‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أب رافع رضي اللّه عنه مول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذَا َطنّتْ أُ ُذنُ أحَدِكُمْ َف ْليَذْكُ ْرنِي وَلُيصَ ّل عَليّ وْلَيقُلْ‪ :‬ذَ َكرَ‬ ‫خيْ ٍر مَنْ ذَكَ َرنِي"‪)14(.‬‬ ‫اللّ ُه بِ َ‬ ‫بابُ ما يقولُه إذا خَ ِدرَتْ رِ ْجلُه‬ ‫‪ 1/787‬روينا ف كتاب ابن السن عن اليثم بن حنش قال‪ :‬كنّا عندَ عبد اللّه بن عمر رضي اللّه‬ ‫ب الناس إليك‪ ،‬فقال‪ :‬يا ممّدُ صلى اللّه عليه وسلم‪،‬‬ ‫عنهما فخدِرَتْ رجلُه‪ ،‬فقال له رجل‪ :‬اذكر أح ّ‬ ‫فكأنا نُشِطَ من ِعقَال‪)15( .‬‬ ‫‪ 2/788‬وروينا فيه‪ ،‬عن مُجاهد قال‪َ :‬خدِرَتْ رِجلُ رج ٍل عند ابن عباس‪ ،‬فقال ابنُ عباس رضي اللّه‬ ‫ب الناس إليك‪ ،‬فقال‪ :‬ممّدٌ صلى اللّه عليه وسلم فذهبَ َخدَرُه‪)16( .‬‬ ‫عنهما‪ :‬اذكر أح ّ‬ ‫وروينا فيه (‪ ، )17‬عن إبراهيم بن النذر الزامي أح ِد شيوخ البخاري الذين روى عنهم ف صحيحه‬ ‫قال‪ :‬أهلُ الدينة يَعجبون من حُسن بيت أب العتاهية‪:‬‬ ‫‪296‬‬

‫وتَخْدَرُ ف بعضِ الحاييِ ِرجْلُهُ * فإنْ ل يَق ْل يا ُعتْب ل يذهبِ الَ َدرْ‬ ‫بابُ جَواز دُعاء الِنسان على مَ ْن ظََلمَ السلمي أو ظلَمه وحدَه‬ ‫ص الكتاب والسنّة‪ ،‬وأفعالُ سلف المة‬ ‫اعلم أن هذا الباب واسعٌ جدا‪ ،‬وقد تظاهرَ على جوازه نصو ُ‬ ‫وخلفها‪ ،‬وقد أخبَ اللّه سبحانه وتعال ف مواضع كثية معلومة من القرآن عن النبياء صلواتُ اللّه‬ ‫وسلمُه عليهم بدعائهم على الكفّار‪.‬‬ ‫‪ 1/789‬روينا ف صحيح البخاري ومسلم‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه‪ :‬أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫قال يوم الحزاب‪َ " :‬ملَ اللّه ُقبُو َرهُ ْم َوبُيُوَتهُمْ نارا كما َشغَلُونا عَنِ الصّل ِة ال ُوسْطَى"‪)18(.‬‬ ‫‪ 2/790‬وروينا ف الصحيحي‪ ،‬من طرق‪ :‬أنه صلى اللّه عليه وسلم دعا على الذين قَتلوا القرّاءَ رضي‬ ‫صّيةَ"‪)19(.‬‬ ‫اللّه عنهم‪ ،‬وأدامَ الدعاءَ عليهم شهرا يقولُ‪" :‬الّلهُ ّم اْلعَنْ ِر ْعلً َوذَ ْكوَانَ َو ُع َ‬ ‫‪ 3/791‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه ف حديثه الطويل ‪،‬ف قصة أب جهلٍ‬ ‫ضعُوا َسلَ الزور على ظهر النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فدعا عليهم وكان‬ ‫وأصحابه من قريش حي وَ َ‬ ‫ك ِبقُ َرْيشٍ" ثلثَ مرّاتٍ‪ ،‬ث قال‪" :‬الّلهُ ّم عليكَ بأب َجهْلٍ‪َ ،‬و ُعْتَبةَ‬ ‫إذا دعا‪ ،‬دعا ثلثا ث قال‪" :‬الّلهُ ّم عََليْ َ‬ ‫بْنِ رَبيعَةَ" وذكر تام السبعة‪ ،‬وتام الديث‪)20( .‬‬ ‫‪ 4/792‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه أنّ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ن يُوسُفَ"‪)21(.‬‬ ‫كان يدعو‪" :‬الّلهُ ّم اشْدُ ْد وَطأتَكَ على ُمضَرَ؛ الّل ُهمّ ا ْجعَلْها عََلْيهِ ْم ِسنِيَ كَسِ ّ‬ ‫‪ 5/793‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن سلمةَ بن الكوع رضي اللّه عنه‪ :‬أن رجلً أكل بشماله عند‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال‪" :‬كُلْ بِيَمِينِكَ" قال‪ :‬ل أستطيع‪ ،‬قال‪" :‬ل اسْتَ َط ْعتَ" ما منَعه إل‬ ‫الكبُ‪ ،‬قال‪ :‬فما رفعَها إل ِفيْه‪)22( .‬‬ ‫قلتُ‪ :‬هذا الرجل هو بُسر ـ بضم الباء وبالسي الهملة ـ ابن راعي العي الشجعي‪ ،‬صحاب‪ ،‬ففيه‬ ‫جواز الدعاء على مَن خالف الكم الشرعي‪.‬‬ ‫‪ 6/794‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم عن جابر بن سرة قال‪ :‬شكا أه ُل الكوفة سعدَ بن أب‬ ‫وقاص رضي اللّه عنه إل عمر رضي اللّه عنه‪ ،‬فعزلَه واستعملَ عليهم‪ ..‬وذك َر الديثَ إل أن قال‪ :‬أرسل‬ ‫‪297‬‬

‫ع مسجدا إل سأ َل عنه ويُثنون معروفا‪ ،‬حت‬ ‫معه عمر رجا ًل أو رجلً إل الكوفة يسألُ عنه‪ ،‬فلم يد ْ‬ ‫دخل مسجدا لبن عَْبسٍ‪ ،‬فقامَ رج ٌل منهم يُقال له أُسامة بن قتادة‪ُ ،‬ي َكنّى أبا سعدة فقال‪ :‬أما إذا نشدتنا‬ ‫فإن سعدا ل يسيُ بالسريّة‪ ،‬ول يَقسِ ُم بالسويّة‪ ،‬ول يَعدِلُ ف القضية‪ .‬قال سعد‪ :‬أما واللّه لدعونّ‬ ‫بثلث‪ :‬اللهمّ إن كان عبدُك هذا كاذبا قام رياءً وسعةً فأطلْ عمرَه‪ ،‬وأطلْ فقرَه‪ ،‬وعرّضْه للفت‪ .‬فكانَ‬ ‫بعد ذلك يقول‪ :‬شيخ مفتون أصابتن دعوة سعد‪ .‬قال عبد اللك بن عُمي الراوي‪ ،‬عن جابر بن سرة‪:‬‬ ‫فأنا رأيتُه بعدُ قد سقطَ حاجباه على عينيه من الكِبَر‪ ،‬وإنه ليتع ّرضُ للجواري ف الطرق فيغمزُهنّ‪( .‬‬ ‫‪)23‬‬ ‫‪ 7/795‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن عروة بن الزبي؛ أن سعيدَ بن زيد رضي اللّه عنهما خاص ْمتُه‬ ‫ت أنه أخذ شيئا من أرضها‪ ،‬فقال سعيد‬ ‫ت أوْس ـ وقيل‪ :‬أُويس ـ إل مروان بن الكم‪ ،‬وادّع ْ‬ ‫أروى بن ُ‬ ‫رضي اللّه عنه‪ :‬أنا كنتُ آخذ من أرضها شيئا بعد الذي سعتُ من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟‬ ‫قال‪ :‬ما سعتَ من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال‪ :‬سعتُ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪:‬‬ ‫ض ظُلْما ُطوّقَهُ إل َسبْعِ أرَضِيَ" قال مروان‪ :‬ل أسألُك بيّن ًة بعد هذا‪ ،‬فقال‬ ‫"مَنْ أخَ َذ شبْرا مِنَ ال ْر ِ‬ ‫سعيد‪ :‬الله ّم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واقتلْها ف أرضها‪ ،‬قال‪ :‬فما ماتتْ حت ذهبَ بصرُها‪ ،‬وبينما‬ ‫هي تشي ف أرضها إذ وقعتْ ف حفرة فماتت‪)24( .‬‬ ‫ع والَعاصي‬ ‫بابُ التبّي مِنْ أَهلِ البد ِ‬ ‫‪ 1/796‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب بُردة بن أب موسى قال‪ :‬وجع أبو موسى رضي‬ ‫اللّه عنه وجعا‪ ،‬فغُشي عليه ورأسُه ف حِجر امرأة من أهله‪ ،‬فصاحت امرأةٌ من أهله فلم يستطعْ أن يردّ‬ ‫شيئا‪ ،‬فلما أفاق قال‪ :‬أنا بري ٌء مّن برىء منه رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فإن رسولَ اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم برىءَ من الصّالقةِ والَالقةِ والشّاقةِ‪ .‬قلت‪ :‬الصّالقةُ‪ :‬الصائحة بصوت شديد؛ والالقةُ‪ :‬الت‬ ‫تلق رأسَها عند الصيبة؛ والشّاقةُ‪ :‬الت تش ّق ثيابَها عند الصيبة‪)25( .‬‬ ‫‪ 2/797‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن يي بن يَعمر قال‪ :‬قلتُ لبن عمر رضي اللّه عنهما‪ :‬أبا عبد‬ ‫الرحن! إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرأون القرآن ويزعمون أن ل قَدَر‪ ،‬وأ ّن المرَ أُنُفٌ‪ ،‬فقال‪ :‬إذا لقيت‬ ‫أولئك فأخبهم أنّي بري ٌء منهم وأنم بَرآءُ من (‪)26‬قلت‪ُ :‬أنُف بضمّ المزة والنون‪ :‬أي مُستأنف ل‬ ‫يتقدّم به علم ول قدر‪ ،‬وكذب أهل الضللة‪ ،‬بل سبق علم اللّه تعال بميع الخلوقات‪.‬‬ ‫‪298‬‬

‫ب ما يقولُه إذا شرعَ ف إزالةِ مُنكر‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/798‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال‪ :‬دخل النبّ صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم مكة يوم الفتح‪ ،‬وحول الكعبة ثلثائةٍ وستون ُنصُبا‪ ،‬فجع َل يطعنُها بعود كان ف يده‪،‬‬ ‫ويقول‪" :‬جاءَ الَقّ‪ ،‬وَ َزهَ َق الباطلُ‪ ،‬إ ّن الباطِ َل كانَ َزهُوقا جاءَ الَ ّق وَما ُيبْدِى ُء الباطِ ُل وما ُيعِيدُ"‪)27(.‬‬ ‫حشٌ‬ ‫ب ما يَقولُ مَ ْن كانَ ف لسانِه ُف ْ‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/799‬روينا ف كتاب ابن ماجه وابن السن‪ ،‬عن حُذيفةَ رضي اللّه عنه قال‪ :‬شكوتُ إل رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم ذَرَبَ لسان‪ ،‬فقال‪" :‬أيْنَ أْنتَ مِنَ ال ْسِتغْفارِ؟ إن َل ْسَتغْفِرُ اللّ َه َع ّز وَجَلّ كُ ّل َي ْومٍ‬ ‫ِمَئةَ مَ ّرةِ"‪)28(.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬الذَْب بفتح الذال العجمة والراء‪ ،‬قال أبو زيد وغيه من أهل اللغة‪ :‬هو فُحش اللسان‪.‬‬ ‫ب ما يَقولُه إذا َعثَرَتْ دَاّبتُه‬ ‫با ُ‬ ‫ف الن ّ‬ ‫ب‬ ‫‪ 1/800‬روينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن أب الليح التابعي الشهور عن رجل قال‪ :‬كنتُ ردي َ‬ ‫شيْطانُ‪ ،‬فإنّكَ إذَا قُ ْلتَ‬ ‫س الشيطان‪ ،‬فقال‪" :‬ل َتقُ ْل َت ِعسَ ال ّ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فعثرت دابّته فقلتُ‪َ :‬ت ِع َ‬ ‫ك تَعاظَمَ حتّى َيكُو َن ِمثْ َل الَبْيتِ‪َ ،‬وَيقُولُ‪ِ :‬بقُ ّوتِي‪ ،‬وََلكِنْ قُلْ‪ :‬باسْمِ اللّهِ‪ ،‬فإنّكَ إذَا قُ ْلتَ ذلك َتصَاغَرَ‬ ‫ذل َ‬ ‫حت يَكُونَ ِمثْلَ الذّبابِ" قلتُ‪ :‬هكذا رواه أبو داود عن أب الليح عن رجل هو رَديف النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪ 2/801‬ورويناه ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أب الليح عن أبيه‪ ،‬وأبوه صحاب اسه أُسامة على الصحيح‬ ‫الشهور‪ ،‬وقيل فيه أقوال أُخَر‪.‬‬ ‫وكِل الروايتي صحيحة متصلة‪ ،‬فإن الرجل الجهول ف رواية أب داود صحاب‪ ،‬والصحابة رضي اللّه‬ ‫لهَال ُة بأعيانم‪ .‬وأما قوله َتعَس‪ ،‬فقيل معناه‪ :‬هلك‪ ،‬وقيل سقط‪ ،‬وقيل عثر‪،‬‬ ‫عنهم كلّهم عدولٌ ل تضرّ ا َ‬ ‫وقيل لزمه الشرّ‪ ،‬وهو بكسر العي وفتحها‪ ،‬والفتح أشهر‪ ،‬ول يذكر الوهري ف صِحاحه غيه‪)29( .‬‬ ‫ب لكبي البلد إذا مات الوال أن يطب الناس يُسكّنهم ويعظُهم ويأمُرهم بالصبِ‬ ‫ب بيا ِن أنه يُستح ّ‬ ‫با ُ‬ ‫والثباتِ على ما كانُوا عليه‬ ‫‪299‬‬

‫‪ 1/802‬روينا ف الديث الشهور ف خطبة أب بكر الصديق رضي اللّه عنه يوم وفاة النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم وقوله رضي اللّه عنه‪ :‬مَنْ كان يعبدُ ممّدا‪ ،‬فإنّ ممّدا قد ماتَ‪ ،‬ومَ ْن كانَ يعبدُ اللّه‪ ،‬فإنّ اللّه‬ ‫حيّ ل يوت‪)30( .‬‬ ‫ت الغيةُ بن شعبة وكان أميا على‬ ‫‪ 2/803‬وروينا ف الصحيحي‪ ،‬عن جرير بن عبد اللّه أنه يوم ما َ‬ ‫البصرة والكوفة‪ ،‬قام جريرٌ فحمِد اللّه تعال وأثن عليه وقال‪ :‬عليكم باتقاء اللّه وحدَه ل شريكَ له‪،‬‬ ‫والوقا َر والسكينةَ حت يأتيَكم أميٌ فإنا يأتيكم الن‪)31( .‬‬ ‫صنَعَ معروفا إليه أو إل النّاسِ كلّهم أو بعضِهم‪ ،‬والثنا ِء عليه وتريضه على‬ ‫بابُ دُعاءِ الِنسانِ لن َ‬ ‫ذلك‬ ‫‪ 1/804‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهما قال‪ :‬أتى الن ّ‬ ‫ب‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم اللءَ‪ ،‬فوضعتُ له وَضوءا‪ ،‬فلما خرج قال‪" :‬مَ ْن وَضَ َع هَذَا؟" فأُخب‪ ،‬قال‪" :‬الّلهُمّ‬ ‫َف ّقهْهُ" زاد البخاري "َف ّقهْهُ ف الدّينِ"‪.‬‬ ‫‪ 2/805‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب قتادة رضي اللّه عنه ف حديثه الطويل العظيم الشتمل على‬ ‫ت متعدّداتٍ لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪ :‬فبينا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يسيُ‬ ‫معجزا ٍ‬ ‫حت اْبهَارّ الليل وأنا إل جنبه‪ ،‬فنَعَس رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فمالَ عن راحلته فأتيتُه فدعّمتُه من‬ ‫غي أن أُوقظَه حت اعتدل على راحلته‪ ،‬ث سارَ حت َتهَوّر الليلُ مال عن راحلته‪ ،‬فدعّمتُه من غي أن‬ ‫أوقظَه حت اعتدل على راحلته‪ ،‬ث سارَ حت إذا كان من آخر السّحَر مالَ ميلة هي أش ّد من اليلتي‬ ‫الُوَلَييْن حت كاد ينجفلُ‪ ،‬فأتيتُه فدعّمته‪ ،‬فرفعَ رأسَه فقال‪" :‬مَنْ هَذَا؟" قلتُ‪ :‬أبو قتادة‪ ،‬قال‪َ " :‬متَى كان‬ ‫هَذَا مَسِيكَ مِنّي؟" قلتُ‪ :‬ما زال هذا مسيي منذ الليلة‪ ،‬قال‪َ " :‬حفِظَكَ اللّه بِما َحفِ ْظتَ بِ ِه َنِبيّهُ" وذكر‬ ‫الديث‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ابا ّر بوصل المزة وإسكان الباء الوحدة وتشديد الراء ومعناه‪ :‬انتصف؛ وقوله توّرَ‪ :‬أي ذهب‬ ‫معظمه؛ وانفل باليم‪ :‬سقط؛ ودعّمته‪ :‬أسندته‪.‬‬

‫‪300‬‬

‫‪ 3/806‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن أُسامةَ بن زيد رضي اللّه عنهما‪ ،‬عن رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫صنِعَ إِلَيْه َمعْرُوفٌ فَقالَ لِفاعِلِهِ‪َ :‬جزَاك اللّهُ َخيْرا‪َ ،‬فقَ ْد أبْلَغَ ف الثّناء" قال الترمذي‪:‬‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ ُ‬ ‫حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫‪ 4/807‬وروينا ف سنن النسائي وابن ماجه وكتاب ابن السن‪ ،‬عن عبد اللّه بن أب ربيعة الصحاب‬ ‫رضي اللّه عنه قال‪ :‬استقرضَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم منّيَ أربعي ألفا‪ ،‬فجاءَه مال فدفعَه إلّ وقال‪" :‬‬ ‫ف الَمْدُ والداءُ"‪.‬‬ ‫ك ومَالِكَ‪ ،‬إنّمَا جَزَاءُ السّلَ ِ‬ ‫با َركَ اللّهُ لَكَ ف أهْلِ َ‬ ‫‪ 5/808‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن جرير بن عبد اللّه البَجَليّ رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫ت لثعمَ يُقال له الكعبة اليمانية‪ ،‬ويُقال له ذو الَلَصة‪ ،‬فقال ل رسولُ اللّه صلى اللّه‬ ‫كان ف الاهلية بي ٌ‬ ‫صةِ؟" فنفرتُ إليه ف مئة وخسي فارسا من أحس فكسّ ْرنَا‬ ‫ت مُرِيِي مِنْ ذِي الََل َ‬ ‫عليه وسلم‪" :‬هَ ْل أنْ َ‬ ‫وقتلنَا مَن وجدنا عنده‪ ،‬فأتيناه فأخبناه‪ ،‬فدعا لنا ولحس‪ .‬وف رواية‪ :‬فبّك رسُول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم على خيلِ أحس ورجالا خسَ مرّات‪.‬‬ ‫‪ 6/809‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛ أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم أتى زمزمَ وهم يَسقون ويَعملون فيها‪ ،‬فقال‪" :‬اعْمَلُوا فإّنكُمْ على عَمَلٍ صَالِحٍ"‪.‬‬ ‫ب استحبابِ مُكافأ ِة ا ُلهْدي بالدعاءِ لل ُمهْدَى له إذا دَعا له عن َد الدية‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/810‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالتْ‪ :‬أَهديتُ لرسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم شاةٌ قال‪" :‬اقْسِمِيها" فكانت عائشةُ إذا رجعتِ الادمُ تقولُ‪ :‬ما قالُوا؟ تقولُ الادمُ‪ :‬قالوا‪:‬‬ ‫باركَ اللّه فيكم‪ ،‬فتقول عائشة‪ :‬وفيهم بارك اللّه‪ ،‬نردّ عليهم مث َل ما قالوا‪ ،‬ويَبقى أجرُنا لنا‪)32( .‬‬ ‫ب اسْتحبابِ اعتذارِ مَن أُهديتْ إليه هدّيةٌ فردّها لعن شرعي بأن يكون قاضيا أو واليا أو كان‬ ‫با ُ‬ ‫فيها شُبهة أو كان له عذرٌ غي ذلك‬ ‫ص ْعبَ بن َجثّامةَ رضي اللّه‬ ‫‪ 1/811‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛ أن ال ّ‬ ‫ح ِرمُونَ‬ ‫ش وهو مُحْ ِرمٌ‪ ،‬فردَّه عليه وقال‪َ" :‬لوْل أنّا مُ ْ‬ ‫عنه أهدى إل النبّ صلى اللّه عليه وسلم حارَ و ْح ٍ‬ ‫َل َقبِلْنا ِمنْكَ" (‪)33‬قلت‪َ :‬جثّامة بفتح اليم وتشديد الثاء الثلثة‪.‬‬

‫‪301‬‬

‫بابُ ما يقولُ لن أزالَ عنه أذىً‬ ‫‪ 1/812‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن سعيد بن السيب‪ ،‬عن أب أيَوبَ النصاري رضي اللّه عنه؛‬ ‫أنه تناول من ليةِ رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أذىً‪ ،‬فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَسَحَ‬ ‫ك يا أبا أَيوبَ! ما تَكْ َرهُ" وف رواية عن سعد؛ أ ّن أبا أيوب أخذ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫اللّ ُه عَنْ َ‬ ‫وسلم شيئا‪ ،‬فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ل َيكُنْ بِكَ السّو ُء يا أبا َأيّوبَ‪ ،‬ل َيكُ ْن بِكَ السّوءُ"‬ ‫‪)34(.‬‬ ‫‪ 2/813‬وروينا فيه‪ ،‬عن عبد اللّه بن بكر الباهلي قال‪ :‬أخ َذ عمرُ رضي اللّه عنه من لية رجلٍ أو‬ ‫ف عنّا السوءُ منذ‬ ‫رأسه شيئا‪ ،‬فقال الرجلُ‪ :‬صرفَ اللّه عنك السوء‪ ،‬فقال عمر رضي اللّه عنه‪ :‬صُر َ‬ ‫ت يداك خيا‪)35( .‬‬ ‫أسلمنا‪ ،‬ولكن إذا أُخذ عنك شيء فقل‪ :‬أخذ ْ‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا رَأى البَاكُورة مِن الثمر‬ ‫‪ 1/814‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬كانَ النّاسُ إذا رأوْا أوّل الثمر‬ ‫جاؤوا به إل رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فإذا أخذَه رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬الّلهُمّ‬ ‫با ِركْ لَنا ف ثَمَرِنا‪ ،‬وبَا ِركْ لَنا ف مَدِينَتِنا‪ ،‬وبَا ِركْ لَنا ف صَاعِنا‪ ،‬وبَا ِركْ لَنا ف مُدّنا‪ ،‬ث يدعُو أصغرَ وليدٍ له‬ ‫فيُعطيه ذلك الثمرَ" وف رواية لسلم أيضا "بَرَ َكةً مع بركة‪ ،‬ثُم يعطيه أصغر من يَحضُره من الولدان" وف‬ ‫رواية الترمذي "أصغرَ ولي ٍد يراهُ" وف رواية لبن السن‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه تعال عنه‪ :‬رأيتُ‬ ‫رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬إذا أُت بباكورةٍ وضعَها على عينيه ث على شفتيه وقال‪" :‬الّلهُمّ كمَا‬ ‫أرْيتَنا أوّلَهُ فأرِنا آ ِخ َرهُ" ث يُعطيه مَنْ يكونُ عندَه من الصبيان‪)36( .‬‬ ‫ب استحبابِ القتصَادِ ف الوعظة والعلم‬ ‫با ُ‬ ‫ل يُمِلّهم‪ ،‬لئل‬ ‫ب لن وعظَ جاعةً أو ألقى عليهم عِلْما أن يقتصدَ ف ذلك ول يُطوّل تطوي ً‬ ‫اعلم أنه يُستح ّ‬ ‫ب حلوتُه وجللتُه من قلوبم‪ ،‬ولئل َيكْ َرهُوا العلمَ وساعَ الي فيقعُوا ف الحذور‪.‬‬ ‫يَضجروا وتذه َ‬ ‫‪ 1/815‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن شقيق بن سلمة قال‪ :‬كان ابنُ مسعودٍ يُذكّرنا ف‬ ‫ت أنك ذكّرتَنا كل يوم‪ ،‬فقال‪ :‬أما إنه ينعن من‬ ‫كل خيس‪ ،‬فقال له رجل‪ :‬يا أبا عبد الرحن! لودد ُ‬

‫‪302‬‬

‫ذلك أنّي أكره أنْ ُأمِلّكم‪ ،‬وإن أتوّلكم بالوعظة كما كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتخوّلنا با‬ ‫مافةَ السآمة علينا‪)37( .‬‬ ‫‪ 2/816‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عمّار بن ياسر رضي اللّه عنهما قال‪ :‬سعتُ رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬إن طُولَ صَلةِ الرّ ُج ِل وَِقصَرَ خُ ْطَبتِ ِه َمئِّن ٌة مِنْ ِف ْقهِهِ‪ ،‬فأطِيلوا الصّل َة واقْصِرُوا‬ ‫الُطَْبةَ"‪)38(.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬مئنّة‪ ،‬بيم مفتوحة ث هزة مكسورة ث نون مشددة‪ :‬أي علمة دالّة على فقهه‪.‬‬ ‫س كانَ للشيطان فيه نصيب‪.‬‬ ‫وروينا عن ابن شهابٍ الزهريّ رحه اللّه قال‪ :‬إذا طالَ الَجل ُ‬ ‫لثّ عليها‬ ‫بابُ َفضْل الدّلَلةِ على الي وا َ‬ ‫قال اللّه تعال‪َ { :‬وتَعاونُوا على البِ ّر والّت ْقوَى} [الائدة‪.]2:‬‬ ‫‪ 1/817‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛ أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ك مِنْ أُجُو ِرهِمْ شَيْئا‪َ ،‬ومَنْ‬ ‫ى كانَ ل ُه مِنَ ال ْج ِر ِمثْلُ أُجُو ِر مَ ْن َتبِعَهُ‪ ،‬ل َيْنقُصُ ذل َ‬ ‫قال‪" :‬مَن دَعا إل هُد ً‬ ‫ك مِ ْن آثامِهِ ْم َشيْئا"‪)39(.‬‬ ‫دَعا إل ضَلَلةٍ كَانَ عََليْهِ مِ َن ا ِلثْ ِم ِمثْ ُل آثامِ مَ ْن َتِبعَهُ ل َيْن ُقصُ ذل َ‬ ‫‪ 2/818‬وروينا ف صحيح مسلم أيضا‪ ،‬عن أب مسعود النصاري البدريّ رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ دَلّ على َخيْرٍ َفلَ ُه ِمثْلُ أجْ ِر فاعِلِهِ"‪)40(.‬‬ ‫‪ 3/819‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن سهل بن سعدٍ رضي اللّه عنه؛ أن رسولَ اللّه‬ ‫ك مِنْ‬ ‫ل وَاحِدا َخْيرٌ لَ َ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم قال لعليّ رضي اللّه عنه‪َ" :‬فوَاللّهِ َل ْن َيهْدِيَ اللّ ُه بِكَ رَ ُج ً‬ ‫حُ ْم ِر النّعَمِ"‪)41(.‬‬ ‫وروينا ف الصحيح قوله صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬واللّهُ ف َع ْونِ ال َعبْدِ ما كا َن العَبْدُ ف َعوْنِ أخِيهِ" (‪)42‬‬ ‫والحاديث ف هذا الباب كثية ف الصحيح مشهورة‪.‬‬ ‫ث مَ ْن سُئلَ علما ل يعلمُه ويعلمُ أ ّن غيَه يعرفُه على أن يَدُ ّل عليه‬ ‫بابُ ح ّ‬

‫‪303‬‬

‫فيه الحاديث الصحيحة التقدمةُ ف الباب قبلَه‪ ،‬وفيه حديث "الدين النصيحة" (‪ )43‬وهذا من‬ ‫النصيحة‪.‬‬ ‫‪ 1/820‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن شُريحِ بن هانءٍ قال‪ :‬أتيتُ عائشةَ رضي اللّه عنها أسألُها عن‬ ‫ك بعليّ بن أب طالب رضي اللّه عنه فاسألْه‪ ،‬فإنه كان يُسافر مع رسول‬ ‫السح على الفّي‪ ،‬فقالتْ‪ :‬علي َ‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فسألناه‪ .‬وذكر الديث‪.‬‬ ‫‪ 2/821‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬الديث الطويل ف قصة سعد بن هشام بن عامر لا أرادَ أن يسأل‬ ‫عن وترِ رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأتى ابنَ عباس يسألُه عن ذلك‪ ،‬فقال ابن عباس‪ :‬أل أدلّكَ على‬ ‫أعلمِ أهلِ الرض بوتر رسول اللّه عليه وسلم؟ قال‪ :‬مَن؟ قال‪ :‬عائشة ف ْأتِها فاسألا‪ .‬وذكر الديث‪( .‬‬ ‫‪)44‬‬ ‫‪ 3/822‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن عمران بن حِطّانَ‪ ،‬قال‪ :‬سألتُ عائشةَ رضي اللّه عنها عن‬ ‫س فاسألْه‪ ،‬فسألتُه‪ ،‬فقال‪ :‬س ِل ابنَ عمر‪ ،‬فسألتُ ابنَ عمر‪ ،‬فقال‪ :‬أخبن أبو‬ ‫الرير فقالتْ‪ :‬ائتِ ابنَ عبا ٍ‬ ‫حفص‪ :‬يعن عمرَ بن الطاب رضي اللّه عنه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪ِ" :‬إنّمَا يَ ْلَبسُ‬ ‫الَرِيرَ ف ال ّدنْيا مَنْ ل خَلقَ لَهُ ف الخِ َرةِ"‪)45(.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬ل خلق‪ :‬أي ل نصيبَ‪ .‬والحاديث الصحيحة بنحو هذا كثية مشهورة‪.‬‬ ‫ب ما يَقولُ مَن دُعي إل ُحكْمِ اللّهِ تعال‬ ‫با ُ‬ ‫ينبغي لن قال له غيُه‪ :‬بين وبينَك كتاب اللّه أو سنّة رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬أو أقوال علماء‬ ‫السلمي‪ ،‬أو نو ذلك‪ ،‬أو قال‪ :‬اذهبْ معي إل حاكم السلمي‪ ،‬أو الفت لفص ِل الصومةِ الت بيننا‪ ،‬وما‬ ‫أشبَه ذلك‪ ،‬أن يقولَ‪ :‬سعنا وأطعنا‪ ،‬أو سعا وطاعةً‪ ،‬أو نعم وكرامة‪ ،‬أو شبه ذلك‪ ،‬قال اللّه تعال‪ِ{ :‬إنّمَا‬ ‫حكُ َم َبيَْنهُ ْم أنْ َيقُولُوا سَ ِمعْنا وأ َطعْنا َوأُوَلئِكَ هُمُ‬ ‫كانَ َقوْ َل ا ُل ْؤمِنيَ إذَا ُدعُوا إل اللّه وَ َرسُولِهِ ِليَ ْ‬ ‫ا ُلفِْلحُونَ} [النور‪.]51:‬‬ ‫فصل ‪:‬ينبغي لن خاصمَه غيُه أو نازعَه ف أمر فقال له‪ :‬اتّقِ اللّهَ تعال‪ ،‬أو َخفِ اللّهَ تعال‪ ،‬أو راقبِ‬ ‫اللّهَ‪ ،‬أو اعلم أنّ اللّه تعال مطّل ٌع عليك‪ ،‬أو اعلم أنّ ما تقوله يُكتب عليك وتُحاسبُ عليه‪ ،‬أو قال له‪:‬‬ ‫حضَرا} [آل عمران‪ ]30 :‬أو {اتّقُوا َيوْما‬ ‫قال اللّه تعال‪َ{ :‬ي ْومَ تَجدُ كُ ّل َن ْفسٍ ما عَ ِمَلتْ مِنْ َخيْ ٍر مُ ْ‬ ‫‪304‬‬

‫تُرْ َجعُونَ فِيهِ إل اللّه} [البقرة‪ ]281:‬أو نو ذلك من اليات‪ ،‬وما أشبه ذلك من اللفاظ؛ أن يتأدّبَ‬ ‫ويقول‪ :‬سعا وطاعةً‪ ،‬أو أسألُ اللّه التوفيقَ لذلك‪ ،‬أو أسألُ اللّه الكريَ لطفه‪ ،‬ث يتلطّفُ ف ماطبة مَن‬ ‫قال له ذلك‪ ،‬وليحذرْ كلّ الذرِ من تساهلهِ عند ذلك ف عبارته‪ ،‬فإن كثيا من الناس يتكلمون عند‬ ‫ذلك با ل يَليق‪ ،‬وربا تكلّم بعضُهم با يكون كفرا‪ ،‬وكذلك ينبغي إذا قال له صاحبه‪ :‬هذا الذي فعلتَه‬ ‫خلف حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أو نو ذلك‪ ،‬أن ل يقول‪ :‬ل ألتز ُم الديثَ‪ ،‬أو ل أعملُ‬ ‫ث متروكَ الظاهر لتخصيص أو تأوي ٍل أو‬ ‫بالديث‪ ،‬أو نو ذلك من العبارات الستبشعة؛ وإن كان الدي ُ‬ ‫نو ذلك‪ ،‬بل يقول عند ذلك‪ :‬هذا الديثُ مصوصٌ أو متأوّ ٌل أو متروكُ الظاهر بالِجاع‪ ،‬وشبه ذلك‪.‬‬ ‫بابُ الِعراض عن الاهلي‬ ‫ض عَنِ الاهليَ} [العراف‪ ]199:‬وقال‬ ‫ف وَأعْر ْ‬ ‫قال اللّه سبحانه وتعال‪{ :‬خُ ِذ ال َع ْفوَ َوْأمُ ْر بالعُرْ ِ‬ ‫تعال‪َ { :‬وإِذَا سَ ِمعُوا الّل ْغوَ أعْرَضُوا عَنْهُ وقالُوا لَنا أعْمالُنا وََلكُ ْم أعْماُلكُ ْم سَلمٌ عََلْيكُ ْم ل َنبَْتغِي الاهِلِي}‬ ‫صفَحِ‬ ‫ض عَمّ ْن َتوَل عَنْ ذِكْرِنا} [النجم‪ ]9:‬وقال تعال‪{ :‬فا ْ‬ ‫[القصص‪ ]55:‬وقال تعال‪{ :‬فأعْ ِر ْ‬ ‫صفْ َح الَمِيلَ} [الجر‪]85:‬‬ ‫ال ّ‬ ‫‪ 1/823‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال‪ :‬لا كان‬ ‫ف العربِ ف القسمة‪ ،‬فقال رجلٌ‪ :‬واللّه إن‬ ‫يومُ حُني آثرَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ناسا من أشرا ِ‬ ‫هذه قسم ٌة ما عُد َل فيها‪ ،‬وما أُريدَ فيها وجهُ اللّه‪ ،‬فقلت‪ :‬واللّه لخبنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪،‬‬ ‫فأتيتُه فأخبتُه با قال‪ ،‬فتغيّرَ وجهُه حت كان كالصِرْف‪ ،‬ث قال‪َ :‬فمَ ْن َيعْدِلُ إذَا لَ ْم َيعْدِلِ اللّ ُه َو َرسُولُهُ‪ ،‬ث‬ ‫صبَرَ" قلت‪ :‬الصرف بكسر الصاد الهملة وإسكان‬ ‫قال‪ :‬يَ ْرحَمُ اللّه مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بأ ْكثَ َر مِ ْن هَذَا َف َ‬ ‫الراء‪ ،‬وهو صبغ أحر‪)1( .‬‬ ‫‪ 2/824‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‪ :‬قَ ِد َم عُيينة بنُ حصن بن‬ ‫حذيفة‪ ،‬فنل على ابن أخيه الرّ بن قيس‪ ،‬وكانَ من النفرِ الذين يُدنيهم عمرُ رضي اللّه عنه‪ ،‬وكان‬ ‫القرّاءُ أصحابُ ملسِ عمرَ رضي اللّه عنه ومشاورته ُكهُو ًل كانوا أو شبّانا‪ ،‬فقال عيينة لبن أخيه‪ :‬يا بن‬ ‫أخي‪ ،‬لك وجهٌ عن َد هذا المي فاستأذنْ ل عليه‪ ،‬فاستأذنَ فأذنَ له عمر‪ ،‬فلما دخلَ قال‪ِ :‬ه ْي يا بن‬ ‫الطاب‪ ،‬فو اللّه ما تُعطينا الزل ول تكمُ فينا بالعدل‪ ،‬فغضبَ عمرُ رضي اللّه عنه حت همّ أن يُوقع‬ ‫به‪ ،‬فقال له الرّ‪ :‬يا أميَ الؤمني! إن اللّه تعال قال لنبيّه صلى اللّه عليه وسلم‪{" :‬خُ ِذ ال َع ْفوَ وأمُرْ‬ ‫‪305‬‬

‫ف وأعْ ِرضْ عَ ِن الاهِلِيَ} [العراف‪ ]199:‬وإن هذا من الاهلي‪ ،‬واللّه ما جاوزَها عمرُ حي‬ ‫بالعُرْ ِ‬ ‫تلها عليه‪ ،‬وكان وقّافا عند كتاب اللّه تعال‪ . )2( .‬و"هِي"‪ :‬بكسر الاء وسكون الياء‪ ،‬كلمة تديد‪،‬‬ ‫وقيل‪ :‬هي ضمي وثّ مذوف أي‪ :‬هي داهية‪ .‬وف نسخة هيه باء السكت ف آخره‪ ،‬وف أخرى إيه‪،‬‬ ‫وها بعن‪ :‬زدن‪).‬‬ ‫ظ الِنسا ِن مَ ْن هُو أج ّل منه‬ ‫بابُ وَع ِ‬ ‫فيه حديثُ ابن عباس ف قصة عمر رضي اللّه عنه ف الباب قبلَه‪.‬‬ ‫ظ والم ُر بالعروف والنهيُ‬ ‫ب ما تتأك ُد العناي ُة به‪ ،‬فيجبُ على الِنسان النصيح ُة والوع ُ‬ ‫اعلم أن هذا البا َ‬ ‫عن النكر لكل صغي وكبي إذا ل يغلبْ على ظنه ترّتبُ مفسدةٍ على وعظه‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬ا ْدعُ إل‬ ‫سنُ} [النحل‪ ]125:‬وأما الحاديثُ‬ ‫سَنةِ‪ ،‬وَجادِْلهُمْ باّلتِي ِهيَ أحْ َ‬ ‫لكْ َمةِ وَا َلوْعِ َظ ِة الَ َ‬ ‫ك با ِ‬ ‫َسبِيلِ َربّ َ‬ ‫بنحو ما ذكرنا فأكثرُ من أن تُحصر‪.‬‬ ‫وأما ما يفعله كثيٌ من الناس من إهال ذلك ف حقّ كبار الراتب وتوههم أنّ ذلك حياء‪ ،‬فخطأٌ صري ٌح‬ ‫وجه ٌل قبيحٌ‪ ،‬فإن ذلك ليس بياء‪ ،‬وإنا هو َخوَ ٌر ومهانةٌ وضعفٌ وعجزٌ‪ ،‬فإن الياءَ خيٌ كلّه‪ ،‬والياءُ ل‬ ‫يأت إل بي‪ ،‬وهذا يأت بشرٌ‪ ،‬فليس بياء‪ ،‬وإنا الياءُ عند العلماء الربانيي والئمة الحققي‪ُ :‬خلُق يبعثُ‬ ‫على ترك القبيح‪ ،‬وينعُ من التقصي ف حقّ ذي القّ‪ ،‬وهذا معن ما رويناه عن الُنيد رضي اللّه عنه ف‬ ‫رسالة القشيي قال‪ :‬الياءُ رؤيةُ اللء‪ ،‬ورؤيةُ التقصي‪ ،‬فيتولد بينهما حالة تُسمّى حياء‪ .‬وقد أوضحتُ‬ ‫هذا مبسوطا ف أوّل شرح صحيح مسلم‪ ،‬وللّه المد‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫بابُ المر بالوفاءِ بالعه ِد وال َوعْدِ‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬وَأوْفُوا ِب َعهْدِ اللّهِ إذَا عاهَ ْدتُم} [النحل‪ ]91:‬وقال تعال‪{ :‬يا أيّها الّذي َن أ َمنُوا أوْفُوا‬ ‫سؤُولً}[السراء‪ .]34:‬واليات ف‬ ‫بالعُقُودِ} [الائدة‪ ]1:‬وقال تعال‪{ :‬وأوْفُوا بال َعهْ ِد إنّ ال َعهْ َد كانَ مَ ْ‬ ‫ذلك كثية‪ ،‬ومن أشدّها قوله تعال‪{ :‬يا أيّها الّذينَ أمَنوا لِمَ تَقُولُونَ ما ل َت ْفعَلُونَ‪َ ،‬كبُ َر َمقْتا ِعنْدَ اللّ ِه أنْ‬ ‫َتقُولُوا ما ل َت ْفعَلُونَ} [الصف‪]3:‬‬

‫‪306‬‬

‫‪ 1/825‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرةَ رضي اللّه عنه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬آَي ُة الُنافِ ِق ثَلثٌ‪ :‬إذَا حَدّثَ كَذَبَ‪َ ،‬وإِذَا َوعَدَ أ ْخلَفَ‪َ ،‬وإِذَا اؤْتُمِنَ خانَ" زاد ف رواية‬ ‫سلِمٌ" والحاديث بذا العن كثية‪ ،‬وفيما ذكرناه كفاية‪)3( .‬‬ ‫" َوإِنْ صَا َم وَصَلّى وَ َزعَ َم أنّهُ مُ ْ‬ ‫وقد أجعَ العلماءُ على أن مَن وعد إنسانا شيئا ليس بنهيّ عنه فينبغي أن يفي بوعده‪ ،‬وهل ذلك واجبٌ‬ ‫أو مستحبّ؟ فيه خلف بينهم؛ ذهب الشافع ّي وأبو حنيفة والمهورُ إل أنه مستحبّ‪ ،‬فلو تركه فاته‬ ‫الفضل وارتكب الكروه كراهة تنيه شديدة‪ ،‬ولكن ل يأث؛ وذهبَ جاعةٌ إل أنه واجب‪ ،‬قال الِمامُ أبو‬ ‫ت الالكية مذهبا‬ ‫بكر بن العرب الالكي‪ :‬أج ّل مَن ذهبَ إل هذا الذهب عمرُ بن عبد العزيز‪ ،‬قال‪ :‬وذهب ِ‬ ‫ثالثا أنه إن ارتبط الوع ُد بسبب كقوله‪ :‬تزوّج ولك كذا‪ ،‬أو احلف أنك ل تشتمن ولك كذا‪ ،‬أو نو‬ ‫ذلك‪ ،‬وجب الوفاء‪ ،‬وإن كان وعدا مُطلقا ل يب‪ .‬واستدلّ مَن ل يوجبه بأنه ف معن البة‪ ،‬والبة ل‬ ‫تلزم إل بالقبض عند المهور‪ ،‬وعند الالكية‪ :‬تلزم قبل القبض‪.‬‬ ‫ض عليه مالَه أو غيَه‬ ‫بابُ استحباب دُعاء الِنسان لن عَ َر َ‬ ‫‪ 1/826‬روينا ف صحيح البخاري وغيه‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬لا قدموا الدينة نزل عب ُد‬ ‫الرحن بن عوف على سعد بن الربيع فقال‪ :‬أُقاسك مال وأنزل لك عن إحدى امرأتّ‪ ،‬قال‪ :‬بارك اللّه‬ ‫لك ف أهلك ومالك‪)4( .‬‬ ‫بابُ ما يقولُه السلمُ للذميّ إذا فع َل به َمعْرُوفا‬ ‫اعلم أنه ل يوز أن يُدعى له بالغفرة وما أشبهها ما ل يُقال للكفار‪ ،‬لكن يوزُ أن يُدعى بالداية وصحةِ‬ ‫البدن والعافية وشبهِ ذلك‪.‬‬ ‫‪ 1/827‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪ :‬استسقى النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫فسقاه يهوديّ‪ ،‬فقال له النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬جَمّلَكَ اللّهُ" فما رأى الشيب حت ماتَ‪)5( .‬‬ ‫ك شيئا فأعجبَهُ وخاف أن يصيبه بعينه‬ ‫بابُ ما يقولُه إذا رَأى مِن نفسِه أو ولده أو مالِه أو غي ذل َ‬ ‫وأ ْن يتض ّررَ بذلك‬

‫‪307‬‬

‫‪ 1/828‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هُريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم قال‪" :‬ال َعيْنُ حَقّ"‪)6(.‬‬ ‫‪ 2/829‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن ُأمّ سلمة رضي اللّه عنها‪ :‬أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم رأى ف‬ ‫بيتها جاريةً ف وجهها سفعة فقال‪" :‬ا ْستَرْقُوا َلهَا‪ ،‬فإ ّن ِبهَا النّظْ َرةَ"‪)7(.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬السّفعة بفتح السي الهملة وإسكان الفاء‪ :‬هي تغيّر وصفرة‪ .‬وأما النظرة فهي العي‪ ،‬يُقال صبّ‬ ‫منظور‪ :‬أي أصابته العي‪.‬‬ ‫‪ 3/830‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛ أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫قال‪" :‬ال َعيْنُ حَقٌ‪ ،‬وََل ْو كانَ َشيْ ٌء سابَقَ القَدَ َر َسَب َقتْهُ ال َعيْنُ‪ ،‬وَ ِإذَا ا ْسُتغْسلْتم فاغْسِلُوا"‪)8(.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬قال العلماء‪ :‬الستغسال أن يُقال للعائن‪ ،‬وهو الصائب بعينه الناظر با بالستحسان‪ :‬اغسلْ داخلَ‬ ‫إِزارك ما يلي اللد باء‪ ،‬ث يُصبّ على العي‪ ،‬وهو النظور إليه‪.‬‬ ‫وثبت عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬كان يُؤمر العائن أن يَتوضأ ث يغتسل منه العي‪ .‬رواه أبو داود (‬ ‫‪ )9‬بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫‪ 4/831‬وروينا ف كتاب الترمذي والنسائي وابن ماجه‪ ،‬عن أب سعيد الدريّ رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتعوّ ُذ من الانّ وعي الِنسان حت نزلت العوّذتان‪ ،‬فلما نزلتا‬ ‫أخذَ بما وتر َك ما سواها‪ .‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)10( .‬‬ ‫‪ 5/832‬وروينا ف صحيح البخاري حديث ابن عباس؛ أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان يُعوّذ‬ ‫السن والسي‪ُ" :‬أعِيذُكُما بِكَلِماتِ اللّ ِه التّا ّم ِة مِنْ كُ ّل َشيْطانٍ وَها ّم ٍة وَمنْ كُ ّل َعيْنٍ َل ّمةٍ‪ ،‬ويقول‪ :‬إن‬ ‫أباكما كا َن يعوّذ بما إساعي َل وإسحاقَ"‪)11(.‬‬ ‫‪ 6/833‬وروينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬عن سعيد بن حكيم رضي اللّه عنه قال‪ :‬كان النبّ صلى اللّه‬ ‫ف أن يُصيبَ شيئا بعينه قال‪" :‬الَلّهُمّ با ِركْ فِيهِ وَل َتضُ ّرهُ"‪)12(.‬‬ ‫عليه وسلم إذا خا َ‬ ‫‪ 7/834‬وروينا فيه‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه‪ ,‬أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ رأى‬ ‫جبَهُ فَقالَ‪ :‬ما شَاءَ اللّهُ ل ُق ّوةَ إِلّ باللّهِ‪ ،‬لَ ْم َيضُ ّرهُ"‪)13(.‬‬ ‫َشيْئا فَأعْ َ‬ ‫‪308‬‬

‫‪ 8/835‬وروينا فيه‪ ،‬عن سهل بن حنيف رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬‬ ‫جبُهُ ف َنفْسِهِ أ ْو مَالِهِ فَ ْلُيبَ ّركْ عََليْهِ‪ ،‬فإ ّن العَيْنَ حَقّ"‪)14(.‬‬ ‫إذَا رأى أحَدُكُ ْم ما ُيعْ ِ‬ ‫‪ 9/836‬وروينا فيه‪ ،‬عن عامر بن ربيعة رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬‬ ‫ع بالبَرَ َكةِ" ‪)15(.‬‬ ‫جبُهُ فَ ْليَ ْد ُ‬ ‫جبَ ُه ما ُيعْ ِ‬ ‫إِذَا رأى أحدُكم من نفسِه ومالِه وأعْ َ‬ ‫وذكر الِمامُ أبو ممد القاضي حسي من أصحابنا رحهم اللّه ف كتابه التعليق ف الذهب قال‪ :‬نظ َر‬ ‫ت منهم‬ ‫ض النبياء ـ صلواتُ اللّه وسلمُه عليهم أجعي ـ إل قومه يوما فاستكثَرهم وأعجبُوه‪ ،‬فما َ‬ ‫بع ُ‬ ‫صنَْتهُمْ لَمْ‬ ‫ك ِعنَْتهُمْ‪ ،‬وََل ْو أنّكَ إ ْذ ِعْنَتهُمْ َح ّ‬ ‫ف ساعة سبعون ألفا‪ ،‬فأوحى اللّه سبحانه وتعال إليه‪ :‬أنّ َ‬ ‫صنُْتكُ ْم بالَ ّي القَيّومِ الّذي ل‬ ‫صُنهُمْ؟ فأوحى اللّه تعال إليه‪ :‬تقولُ‪َ :‬ح ّ‬ ‫َيهِْلكُوا‪ ،‬قال‪ :‬وَبأيّ َشيْءٍ أُ َح ّ‬ ‫ت أبَدا‪َ ،‬ودََف ْعتُ َعنْكُمُ السّو َء بِل َحوْ َل وَل ُقوّةَ إِلّ باللّ ِه العَِليّ العَظيمِ‪ .‬قال العلّق عن القاضي‬ ‫يَمُو ُ‬ ‫حسي‪ :‬وكان عادة القاضي رحه اللّه إذا نظرَ إل أصحابه فأعجبَه سَ ْمتُهم وحسنُ حالم‪ ،‬حصّنهم بذا‬ ‫الذكور‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫ب وما يَكره‬ ‫ح ّ‬ ‫بابُ ما يقول إذا رأى ما يُ ِ‬ ‫‪ 1/837‬روينا ف كتاب ابن ماجه وابن السن‪ ،‬بإسناد جيد‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬كان‬ ‫حبّ قال‪" :‬الَمْدُ لِلّ ِه الّذي ِبِنعْ َمتِهِ َتتِ ّم الصّالِحاتُ" وإذا‬ ‫رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا رأى ما يُ ِ‬ ‫رأى ما يكره قال‪" :‬الَ ْمدُ لِلّهِ على كلّ حالٍ" قال الاكم أبو عبد اللّه‪ :‬هذا حديث صحيح الِسناد(‬ ‫‪)16‬‬ ‫بابُ ما يقولُ إذا نظَرَ إل السّماء‬ ‫ت هَذَا بَا ِطلً ُسبْحانَكَ َفقِنا عَذَابَ النّار} [آل عمران‪ ]191:‬إل‬ ‫يُستحبّ أن يقول‪َ { :‬ربّنا ما خََل ْق َ‬ ‫آخر اليات‪ ،‬لديث ابن عباسٍ رضي اللّه عنهما الخرّج ف صحيحيهما أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم قال ذلك‪ ،‬وقد سب َق بيانُه (‪ ، )17‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫بابُ ما يَقول إذا تطيّ َر بشيء‬

‫‪309‬‬

‫‪ 1/838‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن معاوية بن الكم السلميّ الصحاب رضي اللّه عنه قال‪ :‬قلت‪:‬‬ ‫ك َشيْءٌ َيجِدُونَه ف صُدُو ِرهِمْ‪ ،‬فَل َيصُ ّدّنهُمْ"‪)18(.‬‬ ‫يارسول اللّه! منّا رجال يتطيون‪ ،‬قال‪" :‬ذل َ‬ ‫‪ 2/839‬وروينا ف كتاب ابن السن وغيه‪ ،‬عن عروة (‪ )19‬بن عامر الهنّ رضي اللّه عنه قال‬ ‫سُئل النبّ صلى اللّه عليه وسلم عن ال ّطيَرة فقال‪" :‬أصْدَقُها الفأَلُ‪ ،‬وَل يَ ُر ّد مُسْلِما‪َ ،‬وإِذَا رأيتُ ْم مِنَ ال ّطيَ َرةِ‬ ‫َشيْئا َتكْ َرهُونَهُ فَقولُوا‪ :‬الّلهُم ل يأتِي بالَسَناتِ إِلّ َأْنتَ‪ ،‬وَل يَ ْذ َهبُ بالسّيّئاتِ إِلّ أْنتَ‪ ،‬وَل َحوْ َل وَل‬ ‫ُق ّوةَ إِلّ بالِ"‪)20(.‬‬ ‫بابُ ما يَقو ُل عندَ دُخول المّام‬ ‫قيل‪ :‬يستحبّ أن يُس ّميَ اللّه تعال‪ ،‬وأنْ يسألَه الّنةَ‪ ،‬ويستعيذَه من النار‪.‬‬ ‫‪ 1/840‬روينا ف كتاب ابن السن‪ ،‬بإسناد ضعيف‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال رسول‬ ‫لّنةَ وَا ْستَعا َذهُ‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ِ" :‬نعْ َم البَْيتُ الَمّا ُم يَدْ ُخلُهُ الُسِْلمُ‪ ،‬إذَا َدخَلَهُ سألَ اللّ َه عَ ّز وَجَ ّل ا َ‬ ‫مِ َن النّارِ"‪)21(.‬‬ ‫بابُ ما يَقولُ إذا اشترى غُلما أو جَاريةً أو داّبةً‪ ،‬وما يقولُه إذا قَضى َديْنا‬ ‫يُستحبّ ف الوّل أن يأخ َذ بناصيته ويقول‪ :‬الّلهُمّ إن أسألُكَ َخيْ َر ُه وَ َخيْ َر مَا ُجبِ َل عََليْهِ‪ ،‬وَأعُو ُذ بِكَ مِنْ‬ ‫شَ ّر ِه َوشَرّ ما ُجبِ َل عََليْهِ‪.‬‬ ‫وقد سبق ف كتاب أذكار النكاح الديث الوارد ف نو ذلك ف سنن أب داود وغيه‪ ،‬ويقول ف قضاء‬ ‫ك وَمالِكَ" و" َجزَاكَ َخيْرا" (‪)22‬‬ ‫الدّين "با َركَ اللّهُ لَكَ ف أهْلِ َ‬ ‫ليْ ِل ويُدعى ل ُه به‬ ‫بابُ ما يقو ُل مَن ل يَثبتُ على ا َ‬ ‫‪ 1/841‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن جرير بن عبد اللّه البجليّ رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫شكوتُ إل النبّ صلى اللّه عليه وسلم أن ل أثبتُ على اليل‪ ،‬فضربَ بيده ف صدري وقال‪" :‬الّلهُ ّم َثبّتْهُ‬ ‫وَا ْجعَلْهُ هادِيا َمهْ ِديّا"‪)23(.‬‬

‫‪310‬‬

‫ث الناسَ با ل يَفهمونه‪ ،‬أو يُخافُ عليهم من تريف معناه وحلِهِ‬ ‫بابُ نيِ العال وغيِه أن يُحدّ َ‬ ‫على خلف الراد منه‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬وَما أَ ْرسَلْنا مِنْ َرسُولٍ إِ ّل بِلِسانِ َق ْومِهِ ِلُيبَيّنَ َلهُمْ} [إبراهيم‪.]4:‬‬ ‫‪ 1/842‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لعاذ رضي‬ ‫ت يا مُعاذُ؟!"‪)24(.‬‬ ‫اللّه عنه حي طوّل الصلة بالماعة‪" :‬أفتّا ٌن أنْ َ‬ ‫‪ 2/843‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه قال‪ :‬حدّثوا الناسَ با يَعرفون‪ ،‬أتِبّون‬ ‫أن يُكذّب اللّ ُه ورسولُه صلى اللّه عليه وسلم؟(‪ ()25‬البخاري (‪ ، )127‬والراد بقوله "يعرفون" أي‪:‬‬ ‫يفهمون‪).‬‬ ‫بابُ استنصات العال والواعظِ حاضري ملسِه ليتوَفّروا على استماعِه‬ ‫‪ 1/844‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن جرير بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال‪ :‬قال ل النبّ‬ ‫ت الناسَ‪ ،‬ث قال‪ :‬ل تَرْ ِجعُوا َبعْدي ُكفّارا يَضْرِبُ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم ف حجة الوداع‪" :‬اسَْتْنصِ ِ‬ ‫ب َب ْعضٍ"‪)26(.‬‬ ‫ضكُمْ رِقا َ‬ ‫َبعْ ُ‬ ‫صوَابٌ‬ ‫بابُ ما يقولُه الرج ُل الُقتدى به إذا فعل شيئا ف ظاهره مالف ٌة للصوابِ مع أنه َ‬ ‫اعلم أنه يُستحبّ للعال والعلّم والقاضي والفت والشيخ الربّي وغيهم مّن يقتدى به ويؤخذ عنه‪ :‬أن‬ ‫يتنب الفعا َل والقوا َل والتصرّفات الت ظاهرها خلف الصواب وإن كان مقّا فيها‪ ،‬لنه إذا فعلَ ذلك‬ ‫ترّتبَ عليه مفاسد من جلتها‪ :‬توهم كثي مّن يعلم ذلك منه أن هذا جائز على ظاهره بكل حال‪ ،‬وأن‬ ‫يبقى ذلك شرعا وأمرا معمولً به أبدا‪ ،‬ومنها وقوع الناس فيه بالتنقص‪ ،‬واعتقادهم نقصه وإطلق‬ ‫ألسنتهم بذلك؛ ومنها أن الناس يُسيئون الظ ّن به فينفرون عنه‪ ،‬وُيَنفّرون غيهم عن أخذ العلم عنه‬ ‫وتَسقط رواياته وشهادته‪ ،‬ويبطلُ العمل بفتواه‪ ،‬ويذهبُ ركون النفوس إل ما يقولُه من العلوم‪ ،‬وهذه‬ ‫مفاسد ظاهرة؛ فينبغي له اجتناب أفرادها‪ ،‬فكيف بجموعها؟ فإن احتاج إل شيء من ذلك وكان مقّا‬ ‫ف نفس المر ل يظهره‪ ،‬فإن أظهرَه أو ظه َر أو رأى الصلحةَ ف إظهاره ليعلم جوازه وحكمُ الشرع فيه‪،‬‬ ‫فينبغي أن يقولَ‪ :‬هذا الذي فعلتُه ليس برام‪ ،‬أو إنا فعلتُه لتعلموا أنه ليس برام إذا كان على هذا الوجه‬ ‫الذي فعلتُه‪ ،‬وهو كذا وكذا‪ ،‬ودليلُه كذا وكذا‪.‬‬ ‫‪311‬‬

‫‪ 1/845‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن سهل بن سعدٍ الساعديّ رضي اللّه عنه قال‪ :‬رأي ُ‬ ‫ت‬ ‫رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قا َم على الِنب‪ ،‬فكبّر على الرض‪ ،‬ث عادَ إل النب حت فرغَ من صلتِه‪،‬‬ ‫ت هَذَا ِلتَأتَمّوا بِي وَِلتَعَلّمُوا صَلت" والحاديثُ ف هذا‬ ‫صَنعْ ُ‬ ‫ث أقب َل على الناس فقال‪" :‬أيّها النّاسُ! إنّمَا َ‬ ‫صفِّيةُ" (‪)27‬‬ ‫الباب كثيةٌ كحديث "إّنهَا َ‬ ‫وف البخاري (‪ : )28‬أن عليّا شربَ قائما وقال‪ :‬رأيتُ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فعلَ كما‬ ‫رأيتمون فعلتُ‪ .‬والحاديثُ والثارُ ف هذا العن ف الصحيح مشهورة‪.‬‬ ‫بابُ ما يقولُه التابعُ للمتبوعِ إذا فعلَ ذلك أو نوه‬ ‫اعلم أنه يُستحبّ للتابع إذا رأى من شيخه وغيه مّن يُقتدى به شيئا ف ظاهره مالفة للمعروف أن‬ ‫يسأله عنه بنيّة السترشاد‪ ،‬فإن كان قد فعلَه ناسيا تداركَه‪ ،‬وإن كان فعلَه عامِدا وهو صحيحٌ ف نفس‬ ‫المر‪َ ،‬بيّنه له‪:‬‬ ‫‪ 1/846‬فقد روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أُسامة بن زيد رضي اللّه عنهما قال‪ :‬دف َع‬ ‫رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم من عَرََفةَ حت إذا كان بالشّعب نزلَ‪ ،‬فَبا َل ث توضأ‪ ،‬فقلتُ‪ :‬الصل َة يا‬ ‫رسول اللّه؟! فقال‪" :‬الصّلةُ أمامَكَ"‪)29(.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬إنا قال أُسامة ذلك‪ ،‬لنه ظنّ أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم نسي صلة الغرب‪ ،‬وكان قد دخل‬ ‫وقتها قربَ خروجه‪.‬‬ ‫‪ 2/847‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬قولَ سعد بن أب وقاص‪ :‬يا رسولَ اللّه! ما لك عن فلن؟ واللّه إن‬ ‫لراه مؤمنا‪)30( .‬‬ ‫‪ 3/848‬وف صحيح مسلم‪ ،‬عن بريدة؛ أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم صلّى الصلواتِ يومَ الفتح‬ ‫صنَ ْعتُ ُه يا عُمَرُ!" ونظائر‬ ‫بوُضوء واحد‪ ،‬فقال عمر‪ :‬لقد صنعتَ اليومَ شيئا ل تك ْن تصنعه‪ ،‬فقال‪" :‬عَمْدا َ‬ ‫هذا كثية ف الصحيح مشهورة‪)31( .‬‬ ‫لثّ على الُشَاورة‬ ‫بابُ ا َ‬

‫‪312‬‬

‫قال اللّه تعال‪{ :‬وَشاوِ ْرهُمْ ف المْرِ} [آل عمران‪ ]159 :‬والحاديثُ الصحيحةُ ف ذلك كثيةٌ‬ ‫مشهورة‪.‬‬ ‫وتُغن هذه الية الكرية عن كلّ شيء‪ ،‬فإنه إذا أمرَ اللّه سبحانه وتعال ف كتابه نصّا جليّا‪ ،‬نبّه نبيّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم بالشاورة مع أنه أكمل اللق‪ ،‬فما الظن بغيه؟‪.‬‬ ‫واعلم أنه يُستحبّ لن همّ بأمر أن يُشاور فيه مَن يَث ُق بدينه وخبته وحذقه ونصيحته ووَرَعه وشفقته‪.‬‬ ‫ويُستحبّ أن يُشاور جاعة بالصفة الذكورة ويستكثر منهم‪ ،‬ويعرّفهم مقصودَه من ذلك المر‪ ،‬ويُبيّن‬ ‫لم ما فيه من مصلحة ومفسدة إن علم شيئا من ذلك‪ ،‬ويتأكّدُ الم ُر بالشاورة ف ح ّق ولة المور العامة‬ ‫كالسلطان والقاضي ونوها‪ ،‬والحاديث الصحيحة ف مشاورة عمر بن الطاب رضي اللّه عنه أصحابَه‬ ‫ورجوعِه إل أقوالم كثية مشهورة‪ ،‬ث فائدة الشاورة القَول من الستشار إذا كان بالصفة الذكورة‪ ،‬ول‬ ‫تظهر الفسدة فيما أشار به‪ ،‬وعلى الستشار بذل الوسع ف النصيحة وإعمال الفكر ف ذلك‪.‬‬ ‫‪ 1/849‬فقد روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن تيم الداريّ رضي اللّه عنه‪،‬عن رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫حةُ‪ ،‬قالوا‪ :‬لن يا رسول اللّه؟! قال‪ِ :‬للّ ِه وكِتابِ ِه وَ َرسُولِهِ وأئ ّم ِة الُسْلِمِيَ‬ ‫وسلم أنه قال‪" :‬الدّي ُن النّصِي َ‬ ‫وَعا ّمِتهِمْ"‪)32(.‬‬ ‫‪ 2/850‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي والنسائي وابن ماجه‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫ستَشا ُر ُم ْؤتَمَنٌ"‪)33(.‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬الُ ْ‬ ‫ب الكَلَم‬ ‫لثّ على ِطيْ ِ‬ ‫بابُ ا َ‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬وَا ْخ ِفضْ َجنَاحَكَ لِل ُم ْؤ ِمنِيَ} [الجر‪]88:‬‬ ‫‪ 1/851‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عديّ بن حات رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬اّتقُوا النّا َر وََل ْو بِشِ ّق تَمْ َرةٍ‪ ،‬فَ َمنْ لَ ْم يَجِدْ َفبِكَِل َمةٍ طَّيَبةٍ"‪)34(.‬‬ ‫‪ 2/852‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫صدََقةٌ‪ ،‬وتُعِيُ‬ ‫س َتعْدِ ُل َبيْنَ الْثنَيْنِ َ‬ ‫صدََقةٌ‪ ،‬كُ ّل َي ْومٍ تَ ْطلُعُ فِيهِ الشّ ْم ُ‬ ‫س عََليْهِ َ‬ ‫وسلم‪" :‬كُ ّل سُلمَى مِ َن النّا ِ‬

‫‪313‬‬

‫صدََقةٌ‪ ،‬قال‪ :‬وَالكَِل َمةُ ال ّطيَّبةُ صَدََقةٌ‪َ ،‬وِبكُلّ خُ ْط َوةٍ‬ ‫الرّجُلَ ف دَاّبتِهِ َفَتحْمِلُ ُه عََليْها أ ْو تَرْفَعُ لَ ُه عَليْها مَتاعَهُ َ‬ ‫صدََقةٌ‪ ،‬وتُميطُ الذَى عَنِ الطّرِيقِ صَدََقةٌ"‪)35(.‬‬ ‫تَمشِيها إل الصّلةِ َ‬ ‫سلَمَى بضم السي وتفيف اللم‪ :‬أح ُد مفاصل أعضاء الِنسان‪ ،‬وجعه‪ :‬سُل َميَات بضم السي‬ ‫قلتُ‪ :‬ال ّ‬ ‫وفتح اليم وتفيف الياء‪ ،‬وتقدم ضبطها ف أوائل الكتاب‪.‬‬ ‫‪ 3/853‬وروينا ف صحيح مسلم عن أب ذرّ رضي اللّه عنه قال‪:‬قال ل النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬‬ ‫حقِ َر ّن مِنَ ا َلعْرُوفِ َشيْئا وََلوْ َأنْ تَ ْلقَى أخَا َك ِبوَجْ ٍه طَلْقٍ"‪)36(.‬‬ ‫ل تَ ْ‬ ‫بابُ استحباب بيان الكلم وإيضاحه للمخاطب‬ ‫‪ 1/854‬روينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪:‬كان كلم رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫ل يفهمه ك ّل مَن يسمعُه‪)37( .‬‬ ‫عليه وسلم كلما فص ً‬ ‫‪ 2/855‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬أنه كان‬ ‫إذا تكلّم بكلمة أعادها ثلثا حت تُفهم عنه‪ ،‬وإذا أتى على قوم فسلّم عليهم‪ ،‬سلّم عليهم ثلثا‪)38( .‬‬ ‫بابُ الزاح‬ ‫‪ 1/856‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه‪،‬أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم كان يقو ُل لخيه الصغي‪" :‬يا أبا عُ َميْرٍ ما َفعَلَ الّن َغيْرُ"‪.‬‬ ‫‪ 2/857‬وروينا ف كتاب أب داود والترمذي‪ ،‬عن أنس أيضا؛أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال له‪" :‬‬ ‫يا ذَا الُ ُذنَيْنِ" قال الترمذي‪ :‬حديث صحيح‪)39( .‬‬ ‫ل أتى النبّ صلى اللّه عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسولَ اللّه!‬ ‫‪ 3/858‬وروينا ف كتابيهما أيضا؛أن رج ً‬ ‫احلن‪ ،‬فقال‪" :‬إن حامِلُكَ على وَلَ ِد النّاَقةِ" فقال‪ :‬يا رسولَ اللّه! وما أصن ُع بولد الناقة؟ فقال رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪َ " :‬وهَ ْل تَل ُد الِبلَ إِلّ النّوقُ؟" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪)40( .‬‬ ‫‪ 4/859‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬قالوا‪ :‬يا رسولَ اللّه! إنك‬ ‫تداعبنا‪ .‬قال‪" :‬إن ل أقُولُ إِلّ َحقّا" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)41( .‬‬ ‫‪314‬‬

‫‪ 5/860‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‪،‬عن النب صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫قال‪" :‬ل تُمَارِ أخاكَ وَل تُما ِزحْ ُه وَل تَعِ ْد ُه َم ْوعِدا َفُتخِْلفَهُ"‪)42(.‬‬ ‫ح النهيّ عنه‪ ،‬هو الذي فيه إفراط ويُداوم عليه‪ ،‬فإنه يُورث الضحك وقسو َة القلب‪،‬‬ ‫قال العلماء‪ :‬الزا ُ‬ ‫ويُشغل عن ذكر اللّه تعال والفكر ف مهمات الدين‪ ،‬ويؤولُ ف كثي من الوقات إل الِيذاء‪ ،‬ويُورث‬ ‫الحقاد‪ ،‬ويُسقطُ الهاب َة والوقارَ‪ .‬فأما ما سَِلمَ من هذه المور فهو الباحُ الذي كان رسولُ اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم يفعله‪ ،‬فإنه صلى اللّه عليه وسلم إنا كان يفعله ف نادر من الحوال لصلحة وتطييب نفس‬ ‫الخاطب ومؤانسته‪ ،‬وهذا ل منعَ منه قطعا‪ ،‬بل هو سّن ٌة مستحبةٌ إذا كان بذه الصفة‪ ،‬فاعتمدْ ما نقلناه‬ ‫ج إليه‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫عن العلماء وحقّقناه ف هذه الحاديث وبيان أحكامها‪ ،‬فإنه ما يَعظمُ الحتيا ُ‬ ‫بابُ الشّفاعَة‬ ‫ب الشفاعة إل ولة المر وغيهم من أصحاب القوق والستوفي لا ما ل تكن شفاع ًة‬ ‫اعلم أنه تُستح ّ‬ ‫ف ح ّد أو شفاعةً ف أمر ل يوز تركهُ؛ كالشفاعة إل ناظ ٍر على طفل أو منون أو وقف‪ ،‬أو نو ذلك ف‬ ‫ترك بعض القوق الت ف وليته‪ ،‬فهذه كلّها شفاعة مرّمة ترم على الشافع‪ ،‬ويرم على الشفوع إليه‬ ‫قبولا‪ ،‬ويرم على غيها السعي فيها إذا علمها؛ ودلئلُ جيع ما ذكرته ظاهرة ف الكتاب والسنّة‬ ‫شفَعْ َشفَا َعةً‬ ‫سَن ًة َيكُنْ لَ ُه نَصِيبٌ ِمنْها‪َ ،‬ومَ ْن يَ ْ‬ ‫شفَ ْع شَفاعَةً حَ َ‬ ‫وأقوال علماء المة‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬مَ ْن يَ ْ‬ ‫َسيَّئ ًة َيكُنْ لَهُ ِكفْ ٌل ِمنْها‪ ،‬وكانَ اللّهُ على كُ ّل َشيْءٍ ُمقِيتا} [النساء‪ ]85:‬القيت‪ :‬القتدر والقدّر‪ ،‬هذا‬ ‫قول أهل اللغة‪ ،‬وهو مك ّي عن ابن عباس وآخرين من الفسرين‪ .‬وقال آخرون منهم القيت‪ :‬الفيظ‪،‬‬ ‫وقيل القيت‪ :‬الذي عليه قوت كل دابة ورزقها‪ .‬وقال الكلب‪ :‬القيت الجازي بالسنة والسيئة‪ ،‬وقيل‬ ‫القيت الشهيد‪ ،‬وهو راجع إل معن الفيظ‪ .‬وأما الكِفْل فهو الظ والنصيب‪ ،‬وأما الشفاعة الذكورة ف‬ ‫الية‪ :‬فالمهور على أنا هذه الشفاعة العروفة‪ ،‬وهي شفاعة الناس بعضهم ف بعض؛ وقيل الشفاعة‬ ‫السنة أن يشفع إيانه بأنه يقاتل الكفار‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫‪ 1/861‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب موسى الشعري رضي اللّه عنه قال‪:‬كان النب‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال‪" :‬ا ْش َفعُوا ُتؤْجَرُوا‪َ ،‬وَي ْقضِي اللّه على‬ ‫لسانِ َنِبيّهِ ما أ َحبّ" وف رواية "ما شاءَ" وف رواية أب داود "ا ْش َفعُوا إِلّ ِلُتؤْجَرُوا‪ ،‬وَْليَ ْقضِ اللّهُ على‬ ‫لِسانِ َنِبيّهِ ما شاءَ" وهذه الرواية توضّح معن رواية الصحيحي‪)43( .‬‬ ‫‪315‬‬

‫‪ 2/862‬وروينا ف صحيح البخاري‪،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ف قصة بريرة وزوجها‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫قال لا النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪َ" :‬لوْ رَاجعتِيهِ؟ قالت‪ :‬يا رسول اللّه تأمرن؟ قال‪ :‬إنا أ ْشفَعُ‪ ،‬قالتْ‪ :‬ل‬ ‫حاجةَ ل فيه"‪)44(.‬‬ ‫‪ 3/863‬وروينا ف صحيح البخاري‪،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬لا َق ِدمَ عيينةُ بن حصن بن حذيفة بن بدر‬ ‫نز َل على ابن أخيه ال ّر بن قيس‪ ،‬وكانَ من النفر الذين يُدنيهم عمرُ رضي اللّه عنه‪ ،‬فقال عيينة‪ :‬يا بن‬ ‫أخي! لك وجهٌ عند هذا المي فاستأذنْ ل عليه‪ ،‬فاستأذنَ له عمرَ‪ ،‬فلما دخل قال‪ :‬هي يا بن الطاب!‬ ‫فو اللّه ما تُعطينا الزلَ ول تك ُم بيننا بالعدل‪ ،‬فغضبَ عمر حت همّ أن يُوقع به‪ ،‬فقال الرّ‪ :‬يا أميَ‬ ‫ض عَنِ‬ ‫الؤمني! إن اللّه ع ّز وجلّ قال لنبيه صلى اللّه عليه وسلم‪ُ { :‬خ ِذ ال َع ْف َو َوأْمُرْ بالعُ ْرفِ‪ ،‬وأعْ ِر ْ‬ ‫الاهِلي} [العراف‪ ]199 :‬وإن هذا من الاهلي‪ ،‬فو اللّه ما جاوزها عمرُ حي تلها عليه‪ ،‬وكان‬ ‫وقّافا عند كتاب اللّه تعال‪)45( .‬‬ ‫بابُ استحباب التّبْش ِي والتّهنئةِ‬ ‫حيَى} [آل عمران‪]39:‬‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬فَنا َدتْ ُه الَلِئ َكةُ وهُو قائِ ٌم يُصلّي ف الِحْرابِ أنّ اللّ َه ُيبَشّ ُركَ ِبيَ ْ‬ ‫وقال تعال‪{ :‬ولّا جاءتْ ُرسُلُنا إبرَاهِيمَ بالبُشْرَى} [العنكبوت‪ ]31:‬وقال تعال‪{ :‬وَلَقَدْ جاءَتْ ُرسُلُنا‬ ‫إبْرَاهِي َم بالبُشْرَى} [هود‪ ]69:‬وقال تعال‪َ{ :‬فبَشّ ْرنَاهُ بِغُلم حَلِيمٍ} [الصّافات‪ ]101:‬وقال تعال‪{ :‬‬ ‫قالُوا ل تَخَفْ َوبَشّرُو ُه ِبغُل ٍم عَلِيمٍ} [الذاريات‪ ]28:‬وقال تعال‪{ :‬قالُوا ل َتوْجَ ْل إنّا نُبشّ ُر َك ِبغُلمٍ‬ ‫حقَ‬ ‫ح َق وَمنْ وَرَاءِ إسْ َ‬ ‫ح َكتْ َفبَشّرْناها بإسْ َ‬ ‫عَلِيمٍ} [الجر‪ ]53:‬وقال تعال‪{ :‬وَامْرأتُهُ قائِ َمةٌ َفضَ ِ‬ ‫ت الَلِئ َكةُ يا مَ ْريَمُ ِإنّ اللّ َه يُبَشّ ُر َك ِبكَلِ َم ٍة ِمنْهُ} الية[آل‬ ‫َيعْقُوبََ} [هود‪ ]71:‬وقال تعال‪{ :‬إِذ قَاَل ِ‬ ‫ك الّذي ُيبَشّرُ اللّهُ عبا َد ُه الّذينَ آ َمنُوا وَعَ ِملُوا الصّالات} [الشورى‪:‬‬ ‫عمران‪ ،]45:‬وقال تعال‪{ :‬ذل َ‬ ‫سنَهُ} [الزمر‪17:‬ـ ‪ ]18‬وقال‬ ‫ستَمِعونَ ال َقوْلَ َفَيتّبِعونَ أحْ َ‬ ‫‪ ]23‬وقال تعال‪َ{ :‬فبَشّ ْر عِبادِ‪ ،‬الّذينَ يَ ْ‬ ‫ي والُ ْؤمِناتِ‬ ‫تعال‪{ :‬وَأبْشِرُوا بالَّن ِة الّت ُكْنتُمْ تُوعَدُونَ} [فصّلت‪ ]30:‬وقال تعال‪{ :‬يَ ْو َم تَرى ا ُلؤْ ِمنِ َ‬ ‫حتِها الْنهَارُ} [الديد‪ ]12:‬وقال‬ ‫شرَاكُمُ الَي ْومَ َجنّاتٌ َتجْرِي مِ ْن َت ْ‬ ‫سعَى نُو ُرهُمْ بَيْنَ َأيْدِيهِ ْم وبأيَاِنهِمْ بُ ْ‬ ‫يَ ْ‬ ‫ضوَا ٍن وَ َجنّاتٍ َلهُمْ فِيها َنعِي ٌم ُمقِيمٌ} [التوبة‪.]21:‬‬ ‫تعال‪{ :‬يُبَشّ ُرهُمْ َرّبهُمْ ِبرَحْ َم ٍة ِمنْ ُه وَرِ ْ‬ ‫وأما الحاديث الواردة ف البشارة فكثية جدا ف الصحيح مشهورة‪ ،‬فمنها حديث تبشي خدية رضي‬ ‫اللّه عنها ببيت ف النة من قصب ل نصبَ فيه ول صخب (‪ . )46‬ومنها حديث كعب بن مالك‬ ‫‪316‬‬

‫رضي اللّه عنه الخرّج ف الصحيحي (‪ )47‬ف قصة توبته قال‪ :‬سعت صوت صارخ يقو ُل بأعلى‬ ‫ب الناسُ يبشروننا‪ ،‬وانطلقتُ أتأمّم رسولَ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫صوته‪ :‬يا كعبَ بن مالك أبشر‪ ،‬فذه َ‬ ‫وسلم يتلقان الناسُ فوجا فوجا يهنئون بالتوبة‪ ،‬ويقولون‪ :‬ليهنئك توبةُ اللّه تعال عليك حت دخلتُ‬ ‫السجدَ‪ ،‬فإذا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم حولَه الناس‪ ،‬فقام طلح ُة بن عبيد اللّه يُهرول حت صافحن‬ ‫وهنّأن‪ ،‬وكان كعبٌ ل ينساها لطلحة؛ قال كعبُ‪ :‬فلما سلّمتُ على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫خيْ ِر َي ْومٍ مَرّ عََليْكَ ُمنْ ُذ وَلَدتْكَ ُأمّكَ"‪.‬‬ ‫قال وهو ُيبْرقُ وجهُه من السرور‪" :‬أبْشِ ْر ِب َ‬ ‫بابُ جَواز التعجّب بلفظ التّسبي ِح والتّهلي ِل ونوها‬ ‫‪ 1/864‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛أن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم لقيه وهو ُجنُب‪ ،‬فانس ّل فذهبَ فاغتسلَ‪ ،‬فتفقّده النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فلما جاء قال‪" :‬أيْنَ‬ ‫ت يا أبا هُ َرْي َرةَ؟!" قال‪ :‬يا رسول اللّه! لقيتن وأنا ُجنُب فكرهتُ أن أُجالسَك حت أغتسل‪ ،‬فقال‪" :‬‬ ‫ُكنْ َ‬ ‫جسُ"‪)48(.‬‬ ‫ُسبْحانَ اللّه! إنّ ا ُل ْؤمِ َن ل يَنْ ُ‬ ‫‪ 2/865‬وروينا ف صحيحيهما عن عائشة رضي اللّه عنها‪:‬أن امرأة سألتِ النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ص ًة مِ ْن مِسْكٍ َفتَ َطهّري ِبهَا‪ ،‬قالت‪ :‬كيف‬ ‫عن غسلها من اليض‪ ،‬فأمرَها كيف تغتسلُ قال‪" :‬خُذِي ِفرْ َ‬ ‫أتطهرُ با؟ قال‪ :‬تَطَهرِي ِبهَا‪ ،‬قالت‪َ :‬كيْفَ؟ قال‪ :‬سبْحانَ اللّهِ! تَ َطهّرِي‪ ،‬فاجتذبتُها إلّ فقلتُ‪ :‬تتبعي أثرَ‬ ‫الدم"‪)49(.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬هذا لفظ إحدى روايات البخاري‪ ،‬وباقيها روايات مسلم بعناه‪ ،‬والفِرصة بكسر الفاء وبالصاد‬ ‫الهملة‪ :‬القطعة‪ .‬والسك بكسر اليم‪ :‬وهو الطيب العروف‪ ،‬وقيل اليم مفتوحة‪ ،‬والراد اللد‪ ،‬وقيل‬ ‫أقوال كثية‪ :‬والختار أنا تأخذ قليلً من مسك فتجعله ف قطنة أو صوفة أو خرقة أو نوها فتجعله ف‬ ‫الفرج لتُطّيبَ الحلّ وتزيلَ الرائحةَ الكريهة؛ وقيل‪ :‬إن الطلوب منه إسراع علوق الولد‪ ،‬وهو ضعيف‪،‬‬ ‫واللّه أعلم‪.‬‬ ‫‪ 3/866‬وروينا ف صحيح مسلم عن أنس رضي اللّه عنه‪:‬أن أُختَ ال ّرَبيّع ُأمّ حارثة جرحت إنسانا‪،‬‬ ‫فاختصموا إل النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فقال‪" :‬القِصَاصَ ال ِقصَاصَ"‪ .‬فقالت ُأمّ ال ُرَبيّع‪ .‬يا رسول اللّه!‬ ‫أتقتصّ من فلنة واللّه ل يُقتصّ منها؟ فقال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬سُبْحانَ اللّ ِه يا ُأمّ ال ُربَيّع!‬

‫‪317‬‬

‫ال ِقصَاصُ كتابُ اللّه"(‪ )50‬قلتُ‪ :‬أصل الديث ف الصحيحي‪ ،‬ولكن هذا الذكور لفظ مسلم وهو‬ ‫غرضنا هنا‪ ،‬وال ُرَبيّع‬ ‫بضم الراء وفتح الباء الوحدة وكسر الياء الشددة‪.‬‬ ‫‪ 4/867‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عِمرانَ بن الُصي رضي اللّه عنهما ف حديثه الطويل‪ :‬ف قصة‬ ‫ت إن نّاها اللّه تعال لتنحرنّها‪،‬‬ ‫الرأة الت أُسرت‪ ،‬فانفلتتْ وركبتْ ناقةَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬ونذر ْ‬ ‫فجاءت فذكروا ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ُ " :‬سبْحانَ اللّه! ِبْئسَ ما َج َزتْها"‪)51(.‬‬ ‫‪ 5/868‬وروينا ف صحيح مسلم‪،‬عن أب موسى الشعري رضي اللّه عنه‪ ،‬ف حديث الستئذان أنه‬ ‫قال عمر رضي اللّه عنه‪ ...‬الديث‪ ،‬وف آخره‪ :‬يا ابْ َن الَطابِ! ل َتكُونَ ّن عَذَابا على أصْحابِ َرسُول‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬سبحانَ اللّه! إنا سعتُ شيئا فأحببتُ أن أتََثّبتَ‪)52( .‬‬ ‫‪ 6/869‬وروينا ف الصحيحي ف حديث عبد اللّه بن سلم الطويل لا قيل‪:‬إنك من أهل النة‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫سبحان اللّه! ما ينبغي لحد أن يقول ما ل يعلم‪ ،‬وذكر الديث‪)53( .‬‬ ‫بابُ الم ِر بالعروف والنّهي عن النكرِ‬ ‫هذا الباب أه ّم البواب‪ ،‬أو من أهّها لكثرة النصوص الواردة فيه‪ ،‬لعظم موقعه وشدّة الهتمام به‪ ،‬وكثرة‬ ‫تساهل أكثر الناس فيه‪ ،‬ول يكن استقصاء ما فيه هنا لكن ل ن ّل بشيء من أصوله‪ ،‬وقد صنّفَ العلماء‬ ‫فيه متفرّقات‪ ،‬وقد جعتُ قطعةً منه ف أوائل شرح صحيح مسلم‪ ،‬ونبّهت فيه على مهمات ل يُستغن‬ ‫ف َوَيْنهَ ْونَ عَن النكَر‬ ‫ليْرِ؛ ويأْمرونَ با َلعْرو ِ‬ ‫عن معرفتها‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬وَلَْتكُ ْن ِمنْكُمْ ُأ ّم ٌة يَ ْدعُونَ إل ا َ‬ ‫ك هُمُ ا ُلفِْلحُونَ} [آل عمران‪ ]104 :‬وقال تعال‪{ :‬خُ ِذ ال َع ْفوَ وْأمُ ْر بالعُرْفِ} [العراف‪:‬‬ ‫وأُولَئِ َ‬ ‫ف َوَيْنهُو َن عَنِ ا ُلْنكَرِ}‬ ‫ت َب ْعضُهُ ْم أوْلِيا ُء َبعْضٍ‪ ،‬يأْمُرُو َن بالَعْرُو ِ‬ ‫‪ ]199‬وقال تعال‪{ :‬وَا ُل ْؤ ِمنُو َن وا ُلؤْمنا ُ‬ ‫[التوبة‪ ]71:‬وقال تعال‪{ :‬كانُوا ل َيتَناهَ ْونَ عَنْ ُمْنكَرٍ َفعَلُوهُ} [الائدة‪ ]79:‬واليات بعن ما ذكرته‬ ‫مشهورة‪.‬‬ ‫‪ 1/870‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب سعيد الدري رضي اللّه عنه قال‪:‬سعتُ رسولَ اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬مَنْ رأى ِمنْكُ ْم ُمْنكَرا فَ ْلُي َغيّ ْرهُ ِبيَ ِدهِ‪ ،‬فإنْ لَم يَسْتَ ِطعْ َفبِلِسانِهِ‪ ،‬فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ‬ ‫ضعَفُ الِيَانِ"‪)54(.‬‬ ‫َفِبقَ ْلبِهِ‪ ،‬وَذلكَ أ ْ‬ ‫‪318‬‬

‫‪ 2/871‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن حذيفة رضي اللّه عنه‪،‬عن النب صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬‬ ‫ث عََلْيكُمْ عِقابا‬ ‫وَالّذِي نَفْسِي بِيَ ِدهِ َلَتأْمُ ُر ّن با َلعْرُوفِ‪ ،‬وََلتَْن َهوُ ّن عَ ِن الُْنكَرِ‪َ ،‬أوْ َليُو ِشكَنّ اللّ ُه تَعال أن َيْبعَ َ‬ ‫ستَجَابَ َلكُمْ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)55( .‬‬ ‫ِمنْهُ‪ ،‬ثُ ّم تَ ْدعُونَهُ فَل يُ ْ‬ ‫‪ 3/872‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي والنسائي وابن ماجه‪ ،‬بأسانيد صحيحةعن أب بكر‬ ‫الصديق رضي اللّه عنه قال‪ :‬يا أيّها الناس‪ ،‬إنكم تقرؤون هذه الية‪{ :‬يا أيّها الّذينَ آمَنُوا عََلْيكُ ْم أْنفُسَكُمْ‬ ‫ل يَضُرّ ُك ْم مَنْ ضَلّ إذَا اهْتَ َدْيتُ ْم }[الائدة‪ ]105:‬وإن سعتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬‬ ‫ب ِمنْهُ"‪)56(.‬‬ ‫ك أنْ َيعُ ّمهُمُ اللّ ُه ِبعِقا ٍ‬ ‫إِ ّن النّاسَ إذَا رأوا الظّالِمَ فََل ْم يأخُذُوا على يَ َديْ ِه أوْشَ َ‬ ‫‪ 4/873‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي وغيها‪ ،‬عن أب سعيد‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫قال‪" :‬أ ْفضَلُ الهادِ كَلِ َم ُة عَدْلٍ عنْ َد سُ ْلطَانٍ جائرٍ"‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)57( .‬‬ ‫قلت‪ :‬والحاديثُ ف الباب أشهر من أن تُذكر‪ ،‬وهذه الية الكرية ما يَغت ّر با كثي من الاهلي‬ ‫ويملونا على غي وجهها‪ ،‬بل الصواب ف معناها‪ :‬أنكم إذا فعلتم ما أُمرت به فل يَضرّكم ضَلل ُة مَن‬ ‫ضلّ‪ .‬ومن جلة ما أمروا به المر بالعروف والنهي عن النكر‪ ،‬والية قريبة العن من قوله تعال‪{ :‬ما‬ ‫على ال ّرسُولِ إِ ّل البَلغُ} [العنكبوت‪.]18:‬‬ ‫واعلم أن المر بالعروف والنهي عن النكر له شروط وصفات معروفة ليس هذا موضع بسطها‪ ،‬وأحسنُ‬ ‫مظانّها إحياء علوم الدين‪ ،‬وقد أوضحتُ مهماتا ف شرح مسلم‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫•كتاب حفظ اللّسان‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫بابُ حفظ اللسان‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ينبغي أن يفظ الرء لسانه‬ ‫بابُ تري الغِيبَ ِة والنّمِيمَة‬ ‫بابُ بيانِ ُمهِمّاتٍ تتعلّقُ ب ّد الغِيبَة‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يرم ذكر الغيبة وساعها‬ ‫بابُ بَيانِ ما يَدَْف ُع به الغيبةَ عن نفسِه‬ ‫ح مِن الغِيبَة‬ ‫بابُ بَيانِ ما ُيبَا ُ‬ ‫‪ ‬الوّل‪ :‬التظلم‬ ‫‪319‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪ ‬الثان‪ :‬الستعانة على تغيي النكر‬ ‫‪ ‬الثالث‪ :‬الستفتاء‬ ‫‪ ‬الرابع‪ :‬تذير السلمي من الش ّر ونصيحتهم‬ ‫‪ ‬الامس‪ :‬أن يكون مُجاهرا بفسقه أو بدعته‬ ‫‪ ‬السادس‪ :‬التعريف‬ ‫بابُ أمرِ م ْن سَم َع غيبةَ شيخِهِ أو صاحب ِه أو غيِها‬ ‫بابُ ال ِغْيَبةِ بالقَ ْلبِ‬ ‫بابُ َكفّارةِ الغيْب ِة والّت ْوَبةِ منها‬ ‫بابٌ ف النميمة‬ ‫‪ ُ ‬مَنْ حُمِلت إليه نيمة لزمه أمور‪:‬‬ ‫‪ ‬الول‪ :‬أن ل يصدقه‬ ‫‪ ‬الثان‪ :‬أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبّح‬ ‫فعله‪.‬‬ ‫‪ ‬الثالث‪ :‬أن يبغضَه ف اللّه تعال‬ ‫‪ ‬الرابع‪ :‬أن ل يظ ّن بالنقول عنه السوء‬ ‫‪ ‬الامس‪ :‬أن ل يملَك ما حُكي لك على‬ ‫التجسس‬ ‫‪ ‬السادس‪ :‬أن ل يرضى لنفسه ما نى النمّامَ‬ ‫عنه‬ ‫بابُ النهي عن َنقْ ِل الَديثِ إل وُلةِ الُمور‬ ‫ب الثّابتةِ‬ ‫بابُ النّهي عن الطعن ف ا َلنْسَا ِ‬ ‫بابُ النّهي عن ال ْفتِخَار‬ ‫بابُ النهي عن إظهار الشماتة بالسلم‬ ‫ي والسّخْرِي ِة منهم‬ ‫بابُ تَحريِ ا ْحتِقار السلم َ‬ ‫بابُ غِلَظِ تر ِي شَهادةِ الزّور‬ ‫بابُ النهي عن الَ ّن بالعَطِّي ِة ونوِها‬ ‫بابُ النّهي عن الّلعْن‬ ‫‪320‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪ ‬فصل‪ :‬ف جواز لعن أصحاب العاصي‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬لعن السلم حرام‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬حكم من لعن من ل يستحق‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ما يوز فعله للمر بالعروف‬ ‫ضعَفاء‬ ‫بابُ النّهي عن انتها ِر ال ُفقَراءِ وال ّ‬ ‫ظ يُكرهُ استعمالُها‬ ‫بابٌ ف ألفا ٍ‬ ‫‪ ‬فصل ‪ :‬ما ورد ف تسمية العنب‬ ‫ك النّاسُ َف ُه َو أهَْلكُهُمْ‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬إِذَا قالَ الرّ ُج ُل هَلَ َ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬النهي عن قول ما شاء ال وشاء فلن‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره أن يقول‪ :‬مُطرنا بنوْءِ كذا‬ ‫ت كذا فأنا يهوديّ أو نصران‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يرمُ أن يقولَ إن فعل ُ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يرم عليه تريا مغلّظا أن يقولَ لسلم‪ :‬يا كافر!‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬حكم ما لو دعى مسلم على مسلم‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬حكم ما لو أكرهَ الكفّار مسلما على كلمة الكفر‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬حكم ما لو أكره السلمُ كافرا على الِسلم‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬إذا نط َق الكافرُ بالشهادتي بغي إكراه‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬ما يقال للخليفة‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬يرم أن يقول للسلطان شاهان شاه‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ف لفظ السيد‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره أن يقول الملوك لالكه‪ :‬رب‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬حكم من قال مولي‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ف النهي عن سبّ الريح‪.‬‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره سبّ المى‪.‬‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ف النهي عن سبّ الديك‪.‬‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ف النهي عن الدعاء بدعوى الاهلية‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره أن يُسمّى الح ّرمُ صفرا‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يرمُ أن يُدعى بالغفرة‬ ‫‪321‬‬

‫‪ ‬فصل‪ :‬يرم سبّ السلم من غي سبب‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬اللفاظ الذمومة‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬اللفاظ الكروة‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬يكره أن يقال ‪ :‬وحق هذا التم‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬يرم أن يقال ‪ :‬أنعم اللّه بك عينا‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ف النهي أن يتناجى الرجلن إذا كان معهما ثالث‬ ‫وحده‪.‬‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ني الرأة أن تبَ زوجَها بس ِن بدنِ امرأةٍ أخرى‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره أن يُقال للمتزوّج‪ :‬بالرّفا ِء والبني‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬يكره أن يقال لشخص عن الغضب أذكر ال‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬أقبح اللفاظ الذمومة‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره أن يقولَ ف الدّعاء‪ :‬اللّهم اغفر ل إن شئت‬ ‫ف بغي أساء اللّه تعال وصفاته‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ويُكره الل ُ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره إكثارُ اللف ف البيع‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره أن يُقال قوسُ قزح‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره للِنسان إذا ابتُلي بعصيةٍ أو نوها أن ي َب غيَه‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬يَحر ُم على الكلّف أن يدّث عبدَ الِنسان‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬ما يقال عند إخراج مال الصدقة ‪.‬‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ما ينهى عن فعله ف الصلة‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬ما يكره ف البيوع‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يكره أن يسألُ بوجه اللّه تعال غي النة‪.‬‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره منعُ من سألَ باللّه تعال وتشفّع به‪.‬‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يكره أن يقال أطالَ اللّه بقاءَك‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬ل يُكره قول الِنسان لغيه‪ :‬فِداكَ أب وأُمي‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ما يُذمّ من اللفاظ‪ :‬الِراء والِدال والُصومة‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره التقعيُ ف الكلم‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬حكم السمر بعد العشاء‬ ‫‪322‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره أن تُسمّى العشاء الخرة العتمة‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬ف الُنهى عنه إفشاءُ السرّ‪،‬‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره أن يُسألَ الرجلُ‪ :‬فيم ضربَ امرأتَه؟ من غي‬ ‫حاجة‪.‬‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬ما ورد ف الشعر‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬وما يُنهى عنه الفحشُ‪ ،‬وبذاءةُ اللسان‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ير ُم انتها ُر الوالد والوالدة‬ ‫ب وبيان أقسامهِ‬ ‫بابُ النهي عن الكَذ ِ‬ ‫بابُ الثّ على التثّبت فيما يكي ِه الِنسانُ‬ ‫بابُ التعريض والتورية‬ ‫بابُ ما يقولُه ويفعلُه مَنْ تكلّ َم بكلمٍ قبيح‬ ‫ت مكروهةً‬ ‫بابٌ ف ألفاظٍ حُكي عن جاعةٍ من العلماء كراهتُها وليس ْ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬فيما يكره قوله‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره أن يقولَ افعلْ كذا على اسم اللّه‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬يكره أن يقال جعَ اللّه بيننا ف مستقرُ رحته‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬يكره أن يقول توكّلتُ على رب الربّ الكري‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬ل يقلْ‪ :‬اللهمّ أجِرْنا من النار‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬يكره أن يُسمّى الطوافُ بالبيت شوطا أو دورا‬ ‫‪ ‬فصل‪:‬يكره أن يقال صُمنا رمضانَ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يُكره أن يقولَ‪ :‬سورة البقرة‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬يكره أن يقول‪ :‬إن اللّه تعال يقول ف كتابه‬

‫كتاب حفظ اللّسان‬ ‫بابُ حفظ اللسان‬ ‫ظ مِنْ َقوْلٍ إِلّ لَ َديْهِ رَقِيبٌ َعتِيدٌ} [ق‪ ]18:‬وقال اللّه تعال‪{ :‬إنّ َربّ َ‬ ‫ك‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬وما يَ ْلفِ ُ‬ ‫لَبالِ ْرصَادِ} [الفجر‪ .]14:‬وقد ذكرت ما يَسّ َرهُ اللّه سبحانه وتعال من الذكار الستحبة ونوها فيما‬ ‫‪323‬‬

‫سبقَ‪ ،‬وأردتُ أن أض ّم إليها ما يُكره أو يَحرم من اللفاظ ليكونَ الكتابُ جامعا لحكام اللفاظ‪ ،‬ومُبيّنا‬ ‫أقسامَها‪ ،‬فأذكرُ من ذلك مقاص َد يتاج إل معرفتها كلّ متدين‪ ،‬وأكثرُ ما أذكره معروف‪ ،‬فلهذا أترك‬ ‫الدلة ف أكثره‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أنه لكلّ مكلّف أن يفظَ لسانَه عن جيع الكلم إل كلما تظهرُ الصلحة فيه‪ ،‬ومت‬ ‫استوى الكلمُ وتركُه ف الصلحة‪ ،‬فالسنّة الِمساك عنه‪ ،‬لنه قد ينج ّر الكلم الباح إل حرام أو مكروه‪،‬‬ ‫بل هذا كثي أو غالب ف العادة‪ ،‬والسلمة ل يعدلُها شيء‪.‬‬ ‫‪ 1/874‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه عن النب صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم قال‪" :‬مَ ْن كانَ ُي ْؤمِنُ باللّ ِه وَالَي ْومِ ال ِخرِ فَ ْلَيقُلْ َخيْرا أوْ ِلَيصْ ُمتْ"‪ )1( .‬قلت‪ :‬فهذا الديث التفق‬ ‫على صحته نصّ صريح ف أنه ل ينبغي أن يتكلم إل إذا كان الكلم خيا‪ ،‬وهو الذي ظهرت له‬ ‫ك ف ظهور الصلحة فل يتكلم‪ .‬وقد قال الِمام الشافعي رحه اللّه‪ :‬إذا أراد الكلم‬ ‫مصلحته‪ ،‬ومت ش ّ‬ ‫فعليه أن يفكر قبل كلمه‪ ،‬فإن ظهرت الصلحة تكلّم‪ ،‬وإن شكّ ل يتكلم حت تظهر‪.‬‬ ‫‪ 2/875‬وروينا ف صحيحيهماعن أب موسى الشعري قال‪ :‬قلتُ يا رسولُ اللّه‪ ،‬أيّ السلمي أفضلُ؟‬ ‫قال‪" :‬مَ ْن سَِلمَ الُسِْلمُونَ مِنْ لِسانِ ِه َويَ ِدهِ"‪)2( ..‬‬ ‫‪ 3/876‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن سهل بن سعد رضي اللّه عنه‪،‬عن رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫لّنةَ"‪)3(.‬‬ ‫حَييْهِ وَما بيَ ِرجَْليْهِ‪ ،‬أضْمَنْ لَ ُه ا َ‬ ‫وسلم قال‪" :‬مَ ْن يَضْ َمنْ ل ما بيَ َل ْ‬ ‫‪ 4/877‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة‪،‬أنه سع النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫يقول‪ِ" :‬إ ّن ال َعبْ َد َيتَكَلّ ُم بِالْكَِل َم ِة مَا يََتَبيّنُ فِيها يَ ِز ّل ِبهَا إِلَى النّا ِر أْبعَد مِمّا َبيْ َن الَشْ ِرقِ وَا َلغْرِبِ" وف رواية‬ ‫البخاري‪" :‬أْبعَدُ ِممّا َبيْنَ الَشْ ِرقِ" من غي ذكر الغرب‪ ،‬ومعن يتبي‪ :‬يتفكر ف أنا خي أم ل‪)4( .‬‬ ‫‪ 5/878‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أب هريرة‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إ ّن العَبْدَ‬ ‫ضوَانِ اللّ ِه تَعال ما يُ ْلقِي َلهَا با ًل يَرْفَعُ اللّ ُه تَعال با دَرَجاتٍ‪ ،‬وَإ ّن ال َعبْدَ َلَيتَكَلّمُ‬ ‫َليََتكَلّ ُم بالكَلِ َم ِة مِنْ رِ ْ‬ ‫بالكَِل َم ِة مِ ْن سَخْطِ اللّ ِه تَعال ل يُ ْلقِي لَها بالً َي ْهوِي بِها ف َج َهنّمَ" قلت‪ :‬كذا ف أصول البخاري "يَرْفَعُ‬ ‫اللّ ُه بِها دَرَجاتٍ" وهو صحيح‪ :‬أي درجاته‪ ،‬أو يكون تقديره‪ :‬يرفعه‪ ،‬ويُلقي بالقاف‪)5( .‬‬

‫‪324‬‬

‫‪ 6/879‬وروينا ف موطأ الِمام مالك وكتاب الترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن بلل بن الارث الزن رضي‬ ‫ضوَانِ اللّ ِه تَعال ما‬ ‫اللّه عنه؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إنّ الرّجُلَ َلَيَتكَلّ ُم بالكَلِ َم ِة مِنْ رِ ْ‬ ‫ضوَانَهُ إل َيوْ ِم يَلْقاهُ‪َ ،‬وِإنّ الرّجُلَ َلَيَتكَلّ ُم بالكَلِ َمةِ‬ ‫كَانَ يَظُن أ ْن َتبْلُ َغ مَا بََل َغتْ؛ َي ْكتُبُ اللّ ُه تَعال لَ ُه ِبهَا رِ ْ‬ ‫خطَهُ إل َي ْومِ َي ْلقَاهُ" قال‬ ‫مِ ْن سَخَطِ اللّ ِه تَعال ما كا َن يَظُ ّن أنْ َتبْلُ َغ مَا بََل َغتْ؛ َيكُْتبُ اللّ ُه تَعال بِها سَ َ‬ ‫الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪)6( .‬‬ ‫‪ 7/880‬وروينا ف كتاب الترمذي والنسائي وابن ماجه‪،‬عن سفيان بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قلت‪ :‬يا رسول اللّه! حدّثن بأمر أعتصم به‪ ،‬قال‪" :‬قُلْ َرّبيَ اللّ ُه ثُمّ ا ْسَتقِمْ" قلت‪ :‬يا رسول اللّه! ما‬ ‫أخوف ما ياف عليّ؟ فأخذ بلسان نفسه ث قال‪" :‬هَذَا"‪.‬‬ ‫قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪)7( .‬‬ ‫‪ 8/881‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما‪ ،‬قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫س َوةٌ ل ْل َق ْلبِ‪ ،‬وَإنّ‬ ‫لمَ ِب َغيْرِ ذِكْرِ اللّهِ‪ ،‬فإنّ َكثْ َرةَ الكَل ِم ِب َغيْرِ ذِكْرِ اللّهِ تَعال قَ ْ‬ ‫عليه وسلم‪" :‬ل ُتكْثِرُوا ال َك َ‬ ‫س مِنَ اللّ ِه تَعال القَ ْلبُ القَاسِي"‪)8(.‬‬ ‫أبْعَ َد النّا ِ‬ ‫‪ 9/882‬وروينا فيه‪ ،‬عن أب هريرة قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَ ْن وَقاهُ اللّه تَعال َشرّ‬ ‫حَييْهِ‪َ ،‬وشَ ّر ما َبيْنَ رِ ْجَليْهِ دَ َخ َل الَّنةَ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)9( .‬‬ ‫ما بَيْنَ َل ْ‬ ‫‪ 10/883‬وروينا فيه‪ ،‬عن عقبة بن عامر رضي اللّه عنه قال‪:‬قلتُ يا رسولَ اللّه‪ ،‬ما النجاة؟ قال‪" :‬‬ ‫ك َبْيتُكَ وَابْكِ على َخطِيَئتِكَ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)10( .‬‬ ‫ك وَْليَسَعْ َ‬ ‫أمْسِكْ عََليْكَ لِسانَ َ‬ ‫‪ 11/884‬وروينا فيه‪ ،‬عن أب سعيد الدري رضي اللّه عنه‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إذَا‬ ‫صبَحَ ابْنُ آدَم فإنّ العْضَاءَ كُلّها ُت َكفّرُ اللّسَانَ َفَتقُولُ‪ :‬اتقِ اللّهَ فِينا فإنا نَحْ ُن ِمنْكَ‪ ،‬فإنِ ا ْسَتقَ ْمتَ‬ ‫أ ْ‬ ‫جتَ ا ْعوَجَجْنا"‪)11(.‬‬ ‫اسَْتقَمْنا‪ ،‬وَإنِ ا ْعوَ َج ْ‬ ‫‪ 12/885‬وروينا ف كتاب الترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن ُأ ّم حبيبة رضي اللّه عنها‪،‬عن النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم‪" :‬كُلّ كَلمِ ابْنِ آ َد َم عََليْهِ ل لَهُ‪ ،‬إِ ّل أمْرا بِ َمعْرُوفٍ‪َ ،‬وَنهْيا عَ ْن ُمنْكَرٍ‪ ،‬أوْ ذِكْرا للّه تَعال"‪(.‬‬ ‫‪)12‬‬

‫‪325‬‬

‫‪ 13/886‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن معاذ رضي اللّه عنه قال‪:‬قلت‪ :‬يا رسول اللّه! أخبن بعمل‬ ‫ت عَ ْن عَظِي ٍم وإنّهُ َليَسِيٌ على مَ ْن يَسّ َرهُ اللّ ُه تَعال عََليْهِ‪:‬‬ ‫يُدخلن النة ويُباعدن من النار‪ ،‬قال‪َ :‬لقَ ْد سألْ َ‬ ‫ح ّج الَبْيتَ‪ ،‬ث قال‪ :‬أل‬ ‫َتعْبُدُ اللّهَ َل تُشْ ِر ُك بِ ِه َشيْئا‪َ ،‬وُتقِي ُم الصّلةَ‪ ،‬وُتؤْتِي الزّكاةَ‪َ ،‬وَتصًومُ َر َمضَانَ‪َ ،‬وتَ ُ‬ ‫ص ْومُ ُجّنةٌ‪ ،‬وَالصّدََق ُة تُ ْطفِىءُ الَطِيئَةَ كما يُطْفىءُ الَا ُء النارَ‪ ،‬وَصَلةُ الرّ ُجلِ ف‬ ‫ليْرِ؟ ال ّ‬ ‫ك على أبْوَابِ ا َ‬ ‫أدُلّ َ‬ ‫س المْرِ‬ ‫َجوْفِ الّليْلِ‪ ،‬ث تل {َتتَجافَى ُجنُوبُهُ ْم عَ ِن ا َلضَاجعِ} حت بلغ {َيعْمَلُونَ} ث قال‪ :‬أل أُ ْخبِ ُركَ برأ ِ‬ ‫س المْ ِر ا ِلسْلمُ‪َ ،‬وعَمُو ُد ُه الصّلةُ‪ ،‬وَذِ ْر َوةُ‬ ‫وَعمُو ِدهِ َوذِ ْر َوةِ سَنامِهِ؟ قلت‪ :‬بلى يا رسول اللّه! قال‪ :‬رأ ُ‬ ‫َسنَامِ ِه الِهادُ‪ ،‬ث قال‪ :‬أل أُ ْخبِ ُركَ بِمَلكِ ذلكَ ُكلّهُ؟ قلت‪ :‬بلى يا رسول اللّه! فأخذ بلسانه ث قال‪ :‬كُفّ‬ ‫عََليْكَ هَذَا‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول اللّه! وإنا لؤاخذون با نتكلم به؟ فقال‪َ :‬ثكَِلتْكَ ُأمّكَ‪َ ،‬وهَ ْل َي ُكبّ النّاسَ ف‬ ‫النّا ِر على وُجُو ِههِمْ إِلّ َحصَائِدُ ألْسَِنِتهِمْ؟" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪ .‬قلت‪ :‬الذّروة بكسر‬ ‫الذال العجمة وضمّها‪ :‬وهي أعله‪)13( .‬‬ ‫‪ 14/887‬وروينا ف كتاب الترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن أب هريرة‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫"منْ حُسْ ِن إسْلمِ الَرْ ِء تَرْكُ ُه ما ل َي ْعنِيهِ" حديث حسن‪)14( .‬‬ ‫‪ 15/888‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص؛أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ص َمتَ نَجا" (‪)15‬إسناده ضعيف‪ ،‬وإنا ذكرته لُبيّنه لكونه مشهورا‪ ،‬والحاديث الصحيحة‬ ‫قال‪" :‬مَنْ َ‬ ‫بنحو ما ذكرته كثية‪ ،‬وفيما أشرت به كفاية لن وفّق‪ ،‬وسيأت إن شاء اللّه ف باب الغيبة ُجمَل من‬ ‫ذلك‪ ،‬وباللّه التوفيق‬ ‫وأما الثار عن السلف وغيهم ف هذا الباب فكثية‪ ،‬ول حاجة إليها مع ما سبق‪ ،‬لكن ننبّه على عيونٍ (‬ ‫‪ )16‬منها‪:‬‬ ‫بلغنا أن قسّ بن ساعدة وأكثم بن صيفي اجتمعا‪ ،‬فقال أحدها لصاحبه‪ :‬كم وجدت ف ابن آدم من‬ ‫العيوب؟ فقال‪ :‬هي أكثر من أن تُحصى‪ ،‬والذي أحصيتُه ثانيةُ آلف عيب‪ ،‬ووجدتُ خصلةً إن‬ ‫ت العيوبَ كلّها‪ ،‬قال‪ :‬ما هي؟ قال‪ :‬حفظ اللسان‪.‬‬ ‫استعملتها ستر َ‬ ‫ضيْل بن عياض رضي اللّه عنه قال‪ :‬مَ ْن عَ ّد كلمَه من عمله ق ّل كلمُه فيما ل‬ ‫وروينا عن أب عل ّي الفُ َ‬ ‫يعنيه‪.‬‬

‫‪326‬‬

‫وقال الِمامُ الشافعيّ رحه اللّه لصاحبه ال ّربِيع‪ :‬يا ربيعُ! ل تتكلم فيما ل يعنيك‪ ،‬فإنك إذا تكلّمتَ‬ ‫بالكلمة ملكتكَ ول تلكها‪.‬‬ ‫وروينا عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال‪ :‬ما من شيء أحقّ بالسجن من اللسان‪ .‬وقال غيُه‪:‬‬ ‫َمثَلُ اللسان َمثَلُ السّبُع إن ل تُوثقه عَدَا عليك‪.‬‬ ‫ت سلمةٌ وهو الصل‪،‬‬ ‫وروينا عن الستاذ أب القاسم القُشيي رحه اللّه ف رسالته الشهورة قال‪ :‬الصم ُ‬ ‫ف الصال‪ ،‬قال‪ :‬سعت أبا عليّ الدقاق‬ ‫والسكوتُ ف وقته صفةُ الرجال؛ كما أن النطق ف موضعه أشر ُ‬ ‫رضي اللّه عنه يقول‪ :‬مَ ْن سكتَ عن ال ّق فهو شيطانٌ أخرس‪ .‬قال‪ :‬فأما إيثار أصحاب الجاهدة‬ ‫ت الدح‪ ،‬واليل‬ ‫ظ النفس وإظهار صفا ِ‬ ‫السكوتَ فلِمَا علموا ما ف الكلم من الفات‪ ،‬ث ما فيه من ح ّ‬ ‫إل أن يتميزَ بي أشكاله بسن النطق وغي هذا من الفات‪ ،‬وذلك نعتُ أرباب الرياضة‪ ،‬وهو أحدُ‬ ‫أركانم ف حكم النازلة وتذيب اللق‪ ،‬وما أنشدوه ف هذا الباب‪:‬‬ ‫احفظْ لسانَك أيّها الِنسانُ * ل يلدغنّك إنه ثُعبانُ‬ ‫كم ف القابرِ من قتيلِ لسانِه * قد كانَ هابَ لقاءَه الشجعانُ‬ ‫(‪)17‬‬ ‫وقال ال ّريَا ِشيّ رحه اللّه‪:‬‬ ‫شغْلً * ِلَنفْسِي عن ذنوب بن ُأمَيّه‬ ‫لعمرُك إنّ ف ذنب لَ ُ‬ ‫على ربّي حِسَابُهمُ إليه * َتنَاهَى عِلمُ ذلكَ ل إِليّهْ‬ ‫وليسَ بضائري ما قَ ْد أت ْوهُ * إذا ما اللّه أصلحَ ما لديّهْ‬ ‫بابُ تري الغِيبَ ِة والنّمِيمَة‬ ‫اعلم أن هاتي الصلتي من أقبح القبائح وأكثرها انتشارا ف الناس‪ ،‬حت ما يسل ُم منهما إل القليل من‬ ‫الناس‪ ،‬فلعموم الاجة إل التحذير منهما بدأتُ بما‪.‬‬ ‫‪327‬‬

‫فأما الغيبة‪ :‬فهي ذكرُك الِنسانَ با فيه ما يكره‪ ،‬سواء كان ف بدنه أو دينه أو دنياه‪ ،‬أو نفسه أو خَلقه‬ ‫أو خُلقه‪ ،‬أو ماله أو ولده أو والده‪ ،‬أو زوجه أو خادمه أو ملوكه‪ ،‬أو عمامته أو ثوبه‪ ،‬أو مشيته‬ ‫وحركته وبشاشته‪ ،‬وخلعته وعبوسه وطلقته‪ ،‬أو غي ذلك ما يتعلق به‪ ،‬سواء ذكرته بلفظك أو‬ ‫ت إليه بعينك أو يدك أو رأسك أو نو ذلك‪ .‬أما البدن فكقولك‪ :‬أعمى‬ ‫كتابك‪ ،‬أو رمزتَ أو أشر َ‬ ‫أعرج أعمش أقرع‪ ،‬قصي طويل أسود أصفر‪ .‬وأما ال ّديْنُ فكقولك‪ :‬فاسق سارق خائن‪ ،‬ظال متهاون‬ ‫ب الغيبة‪ .‬وأما‬ ‫بالصلة‪ ،‬متساهل ف النجاسات‪ ،‬ليس بارّا بوالده‪ ،‬ل يض ُع الزكاة مواضعَها‪ ،‬ل يتن ُ‬ ‫الدنيا‪ :‬فقليلُ الدب‪ ،‬يتهاو ُن بالناس‪ ،‬ل يرى لحد عليه حقا‪ ،‬كثيُ الكلم‪ ،‬كث ُي الكل أو النوم‪ ،‬ينامُ ف‬ ‫غي وقته‪ ،‬يلسُ ف غي موضعه‪ ،‬وأما التعلّق بوالده فكقوله‪ :‬أبوه فاسق‪ ،‬أو هندي أو نبطي أو زني‪،‬‬ ‫إسكاف بزاز ناس نار حداد حائك‪ .‬وأما الُلُق فكقوله‪ :‬سيء اللق‪ ،‬متكبّر مُرَاء‪ ،‬عجول جبّار‪،‬‬ ‫ف القلب‪ ،‬مُتهوّر عبوس‪ ،‬خليع‪ ،‬ونوه‪ .‬وأما الثوب‪ :‬فواسع الكمّ‪ ،‬طويل الذيل‪َ ،‬وسِ ُخ الثوب‬ ‫عاجز ضعي ُ‬ ‫ونو ذلك‪ ،‬ويُقاس الباقي با ذكرناه‪ .‬وضابطُه‪ :‬ذكرُه با يكره‪.‬‬ ‫وقد نقل الِمام أبو حامد الغزال إجاع السلمي على أن الغيبة‪ :‬ذكرُك غيَك با يك َرهُ‪ ،‬وسيأت الديث‬ ‫الصحيح الصرّح بذلك‪.‬‬ ‫وأما النميمة‪ :‬فهي نق ُل كلم الناس بعضِهم إل بعضٍ على جه ِة الِفساد‪ .‬هذا بيانما‪.‬‬ ‫وأما حكمهما‪ ،‬فهما مرّمتان بإجاع السلمي‪ ،‬وقد تظاهرَ على تريهما الدلئلُ الصريةُ من الكتاب‬ ‫ضكُمْ بَعْضا} [الجرات‪ ]12:‬وقال تعال‪{ :‬وَيْلٌ‬ ‫والسنّة وإجاع المة‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬وَل َيغَْتبْ َب ْع ُ‬ ‫ِلكُلّ هُمَ َزةٍ لُمَ َزةٍ} [المزة‪ ]1:‬وقال تعال‪{ :‬هَمّا ٍز مَشّا ٍء ِبنَمِيمٍ} [القلم‪)18( ]11:‬‬ ‫‪ 1/889‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن حذيفة رضي اللّه عنه عن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫لّنةَ نَمّامٌ"‪)19(.‬‬ ‫وسلم قال‪" :‬ل يَ ْدخُ ُل ا َ‬ ‫‪ 2/890‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛أنّ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫م ّر بقبين فقال‪" :‬إّنهُما ُيعَذّبانِ ومَا ُيعَذّبانِ ف كَبي" قال‪ :‬وف رواية البخاري‪" :‬بلى إنّه كَبيٌ‪ ،‬أمّا‬ ‫ستَتِ ُر مِ ْن َبوْلِهِ"‪)20(.‬‬ ‫أحَ ُدهُما فَكانَ يَمْشِي بالنّمِي َمةِ‪ ،‬وأما ال َخرُ فَكا َن ل يَ ْ‬ ‫قلتُ‪ :‬قال العلماء‪ :‬معن وما يُعذّبان ف كبي‪ :‬أي ف كبي ف زعمهما أو كبي تركه عليهما‪.‬‬ ‫‪328‬‬

‫‪ 3/891‬وروينا ف صحيح مسلم وسنن أب داود والترمذي والنسائي‪ ،‬عن أب هُريرة رضي اللّه‬ ‫عنه؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬أتَدْرُو َن ما ال ِغْيَبةُ؟" قالوا‪ :‬اللّ ُه ورسولُه أعلمُ‪ ،‬قال‪" :‬ذِكْ ُركَ‬ ‫أخاكَ بِمَا يَكْ َرهُ" قيل‪ :‬أفرأيتَ إ ْن كانَ ف أخي ما أقولُ؟ قال‪" :‬إ ْن كانَ فِي ِه ما َتقُولُ َف َقدِ ا ْغَتبْتَهُ‪ ،‬وَإنْ لَمْ‬ ‫يَكُنْ فِي ِه ما َتقُولُ َفقَ ْد َبهَتّهُ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪)21( .‬‬ ‫‪ 4/892‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب بكرة رضي اللّه عنه؛أن رسولَ اللّه صلى اللّه‬ ‫ضكُمْ حَرَامٌ‬ ‫عليه وسلم قال ف خطبته يوم النحر بِمنً ف حجة الوداع‪" :‬إنّ دِماءَكُ ْم وَأ ْموَالَكُ ْم وأعْرَا َ‬ ‫عََليْكُمْ‪َ ،‬كحُ ْر َم ِة َي ْومِكُ ْم هَذَا‪ ،‬ف بََلدِكُ ْم هَذَا ف َشهْرِكُمْ هَذَا‪ ،‬أل هَ ْل بَّل ْغتُ؟"‪)22(.‬‬ ‫‪ 5/893‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالتْ‪:‬قلتُ للنبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم‪ :‬حسبُك من صفيّة كذا وكذا ـ قال بعضُ الرواة‪ :‬تعن قصية ـ فقال‪َ" :‬لقَدْ قُ ْلتِ كَلِ َمةً َلوْ‬ ‫ت إنسانا وأنّ ل كَذَا‬ ‫ت بِمَا ِء البَحْرِ َلمَزَ َجتْهُ" قالت‪ :‬وحكيتُ له إنسانا فقال‪" :‬ما أُ ِحبّ أن َحكَْي ُ‬ ‫مُزِ َج ْ‬ ‫وكَذَا" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪)23( .‬‬ ‫قلتُ‪ :‬مزجته‪ :‬أي خالطته مالطة يتغيُ با طعمُه أو ريُه لشدّة نتنها وقبحها‪ ،‬وهذا الديث من أعظم‬ ‫الزواجر عن الغيبة أو أعظمها‪ ،‬وما أعلم شيئا من الحاديث يبلغُ ف الذمّ لا هذا البلغ { َومَا َينْط ُق عَنِ‬ ‫الَوَى إنْ ُهوَ إ ّل وَ ْحيٌ يُوحَى} [النجم‪ ]3:‬نسألُ اللّه الكري لطفه والعافية من كل مكروه‪.‬‬ ‫‪ 6/894‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪:‬‬ ‫س يَخْمِشُو َن وُجُو َههُمْ وَصُدُو َرهُمْ‪َ ،‬فقُ ْلتُ‪ :‬مَ ْن هؤُلءِ يا‬ ‫ت ِبقَ ْومٍ َلهُ ْم أظْفا ٌر مِ ْن نُحا ٍ‬ ‫ج بِي مَ َررْ ُ‬ ‫"لَمّا عُ ِر َ‬ ‫ضهِمْ"‪)24(.‬‬ ‫س َويَ َقعُونَ ف أعْرَا ِ‬ ‫ِجبْرِيلُ؟ قال‪َ :‬هؤُلءِ الّذي َن يأكُلُونَ ُلحُومَ النّا ِ‬ ‫‪ 7/895‬وروينا فيه‪ ،‬عن سعيد بن زيد رضي اللّه عنه‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إ ّن مِن‬ ‫أ ْربَى الرّبا السْتِطاَلةَ ف عِ ْرضِ الُسْلِ ِم ِب َغيْرِ َحقّ"‪)25(.‬‬ ‫‪ 8/896‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪" :‬الُسْلِمُ أخُو الُسْلِ ِم ل يَخونُ ُه وَل يَكْ ِذبُ ُه وَل يَخْذُلُهُ‪ ،‬كُ ّل الُسْلِ ِم على الُسْلِمِ َحرَامٌ عرْضُ ُه ومَالُهُ‬ ‫ح ِقرَ أخاهُ الُسْلمَ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪( .‬‬ ‫ب امْرِى ٍء مِنَ الش ّر أنْ يَ ْ‬ ‫س ِ‬ ‫وَ َدمُهُ‪ ،‬التّ ْقوَى ها هنا‪ ،‬بِح ْ‬ ‫‪)26‬‬ ‫‪329‬‬

‫قلتُ‪ :‬ما أعظم نفع هذا الديث وأكثر فوائده‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫بابُ بيانِ ُمهِمّاتٍ تتعلّقُ ب ّد الغِيبَة‬ ‫قد ذكرنا ف الباب السابق أن الغيبة‪ :‬ذكرك النِسان با يكره‪ ،‬سواء ذكرته بلفظك أو ف كتابك‪ ،‬أو‬ ‫ت إليه بعينك أو يدك أو رأسك‪ .‬وضابطُه‪ :‬ك ّل ما أفهمت به غيك نقصان مسلم فهو‬ ‫رمزتَ أو أشر َ‬ ‫غيبة مرّمة‪ ،‬ومن ذلك الحاكاة بأن يشي متعارجا أو مُ َط ْأطِئا أو على غي ذلك من اليئات‪ ،‬مريدا‬ ‫حكاية هيئة من َيَتَنقّصُهُ بذلك‪ ،‬فكلّ ذلك حرام بل خلف‪ ،‬ومن ذلك إذا ذَك َر مُصنفُ كتاب شخصا‬ ‫بعينه ف كتابه قائلً‪ :‬قال فلن كذا مريدا تنقيصه (‪ )27‬والشناعةَ عليه‪ ،‬فهو حرام‪ ،‬فإن أرادَ بيانَ غلطه‬ ‫لئل يُقلّ َد أو بيانَ ضعفه ف العلم لئل يُغت ّر به ويُقبل قوله‪ ،‬فهذا ليس غيبة‪ ،‬بل نصيحة واجبة يُثاب عليها‬ ‫إذا أراد ذلك‪ ،‬وكذا إذا قال الصنف أو غيه‪ :‬قال قوم أو جاعة كذا‪ ،‬وهذا غلط أو خطأ أو جَهالة‬ ‫وغفلة‪ ،‬ونو ذلك فليس غيبة‪ ،‬إنا الغيبة ذكر الِنسان بعينه أو جاعة معيني‪.‬‬ ‫ض الناس أو بعض الفقهاء‪ ،‬أو بعضُ من يَدّعي العلم‪ ،‬أو بعضُ‬ ‫ومن الغيبة الحرّمة قولك‪ :‬فعل كذا بع ُ‬ ‫ض مَن رأيناه‪،‬‬ ‫الفتي‪ ،‬أو بعض مَن يُنسب إل الصلح أو يَدّعي الزهدَ‪ ،‬أو بعض مَن م ّر بنا اليوم‪ ،‬أو بع َ‬ ‫أو نو ذلك إذا كان الخاطب يفهمه بعينه؛ لصول التفهيم‪.‬‬ ‫ومن ذلك غيبة التفقهي والتعبدين‪ ،‬فإنم يعرضون بالغيبة تعريضا يفهم به كما يفهم بالصريح‪ ،‬فيُقال‬ ‫لحدهم‪ :‬كيف حال فلن؟ فيقول‪ :‬اللّه يُصلحنا‪ ،‬اللّه يغفر لنا‪ ،‬اللّه يُصلحه‪ ،‬نسأل اللّه العافية‪ ،‬نمدُ اللّه‬ ‫ب علينا وما‬ ‫الذي ل يبتلنا بالدخول على الظلمة‪ ،‬نعوذ باللّه من الشرّ‪ ،‬اللّه يُعافينا من قلّة الياء‪ ،‬اللّه يتو ُ‬ ‫أشبه ذلك ما يُفهم منه تنقّصه‪ ،‬فكل ذلك غيبة مرّمة‪ ،‬وكذلك إذا قال‪ :‬فلن يُبتلى با ابتلينا به كلّنا‪ ،‬أو‬ ‫ماله حيلة ف هذا‪ ،‬كلّنا نفعلُه‪ ،‬وهذه أمثلة وإل فضابط الغيبة‪ :‬تفهيمك الخاطب نقص إنسان كما سبق‪،‬‬ ‫وكلّ هذا معلوم من مقتضى الديث الذي ذكرناه ف الباب الذي قبل هذا عن صحيح مسلم وغيه ف‬ ‫ح ّد الغيبة‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أن الغيبة كما يرم على الغتاب ذكرها‪ ،‬يرم على السامع استماعها وإقرارها فيجب‬ ‫على من سع إنسانا يبتدىء بغيبة مرّمة أن ينهاه إن ل يَخَفْ ضررا ظاهرا‪ ،‬فإن خافه وجب عليه‬ ‫الِنكا ُر بقلبه ومفارقةُ ذلك الجلس إن تكن من مفارقته‪ ،‬فإن قدر على الِنكار بلسانه أو على قطع‬ ‫ت وهو يشتهي بقلبه استمرارُه‪،‬‬ ‫الغيبة بكلم آخر لزمه ذلك‪ ،‬فإن ل يفعل عصى‪ ،‬فإن قال بلسانه أسك ْ‬ ‫‪330‬‬

‫فقال أبو حامد الغزال‪ :‬ذلك نفاقٌ ل يرجُه عن الِث‪ ،‬ول بدّ من كراهته بقلبه‪ ،‬ومت اضطرّ إل القام ف‬ ‫ذلك الجلس الذي فيه الغيبة وعجز عن الِنكار أو أنكر فلم يُقبل منه ول يُمكنه الفارقة بطريق حرم‬ ‫عليه الستماع والِصغاء للغيبة‪ ،‬بل طريقه أن يذكرَ اللّه تعال بلسانه وقلبه‪ ،‬أو بقلبه‪ ،‬أو يفكر ف أمر‬ ‫آخر ليشتغل عن استماعها‪ ،‬ول يضرّه بعد ذلك السماع من غي استماع وإصغاء ف هذه الالة‬ ‫الذكورة‪ ،‬فإن تكن بعد ذلك من الفارقة وهم مستمرّون ف الغيبة ونوها وجب عليه الفارقة‪ ،‬قال اللّه‬ ‫سيَنّكَ‬ ‫ض َعْنهُمْ حتّى يوضُوا ف َحدِيثٍ َغيْ ِرهِ وَإمّا ُينْ ِ‬ ‫تعال‪َ { :‬وإِذَا رأْيتَ الّذينَ َيخُوضُونَ ف آياتِنا فأعْ ِر ْ‬ ‫الشّيْطانُ فَل َتقْعُ ْد َبعْدَ الذّكْرَى مَعَ ال َق ْومِ الظّاِلمِيَ} [النعام‪.]68:‬‬ ‫وروينا عن إبراهيم بن أدهم رضي اللّه عنه؛ أنه دُعي إل وليمة‪ ،‬فحضرَ‪ ،‬فذكروا رجلً ل يأتم‪ ،‬فقالوا‪:‬‬ ‫ت موضعا يُغتاب فيه الناس‪ ،‬فخرج ول يأكلْ‬ ‫إنه ثقيل‪ ،‬فقال إبراهيم‪ :‬أنا فعلتُ هذا بنفسي حيثُ حضر ُ‬ ‫ثلثة أيام‪ .‬وما أنشدوه ف هذا‪:‬‬ ‫ع القبيحِ * كصَ ْونِ اللسا ِن عن النّطْ ِق بِهْ‬ ‫َوسَ ْمعَكَ صُنْ عن سا ِ‬ ‫ك لقائِلِه فانتبِهْ‬ ‫ع القبيحِ * شري ٌ‬ ‫فإنّكَ عندَ سا ِ‬ ‫بابُ بَيانِ ما يَدَْف ُع به الغيبةَ عن نفسِه‬ ‫اعلم أن هذا الباب له أدل ٌة كثيةٌ ف الكتاب والسنّة‪ ،‬ولكن أقتص ُر منه على الِشارة إل أحرف‪ ،‬فمن‬ ‫كان موفّقا انزجرَ با‪ ،‬ومن ل يكن كذلك فل ينجر بجلدات‪.‬‬ ‫وعمدة الباب أن يعرضَ على نفسه ما ذكرناه من النصوص ف تري الغيبة‪ ،‬ث يفكر ف قول اللّه تعال‪:‬‬ ‫سبُونَ ُه هَيّنا َوهُ َو ِعنْدَ اللّهِ‬ ‫ب َعتِيدٌ} [ق‪ ]18:‬وقوله تعال‪{ :‬وَتَحْ َ‬ ‫ظ مِنْ َق ْولٍ إِلّ َل َديْهِ رَقِي ٌ‬ ‫{ما يَ ْلفِ ُ‬ ‫عَظِيمٌ} [النور‪ ]15:‬وما ذكرناه من الديث الصحيح "إنّ الرّجُل َليََتكَلّ ُم بالكَلِ َم ِة مِ ْن َسخَطِ اللّه تعال‬ ‫ما يُ ْلقِي لَها با ًل َي ْهوِي ِبهَا ف َج َهنّمَ" (‪ )28‬وغي ذلك ما قدّمناه ف باب حفظ اللسان وباب الغيبة‪،‬‬ ‫ويضمّ إل ذلك قولم‪ :‬اللّه معي‪ ،‬اللّه شاهدي‪ ،‬اللّه ناظر إلّ‪.‬‬ ‫وعن السن البصري رحه اللّه أن رجلً قال له‪ :‬إنك تغتابن‪ ،‬فقال‪ :‬ما بلغَ قدرُك عندي أن أحكّمَكَ ف‬ ‫حسنات‪.‬‬

‫‪331‬‬

‫ت مُغتابا أحدا لغتبتُ والديّ لنما أحقّ بسنات‪.‬‬ ‫وروينا عن ابن البارك رحه اللّه قال‪ :‬لو كن ُ‬ ‫ح مِن الغِيبَة‬ ‫ب بَيا ِن ما ُيبَا ُ‬ ‫با ُ‬ ‫اعلم أ ّن الغيب َة وإن كانت مرّمة فإنا تُباح ف أحوال للمصلحة‪ ،‬والُجوّ ُز لَا غرض صحيح شرعي ل‬ ‫يكن الوصو ُل إليه إل با‪ ،‬وهو أحد ستة أسباب‪:‬‬ ‫الوّل‪ :‬التظلم‪ ،‬فيجوز للمظلوم أن يتظلّم إل السلطان والقاضي وغيها مّن له ولية أو له قدرة‬ ‫على إنصافه من ظاله فيذك ُر أن فلنا ظلمن وفعل ب كذا وأخذ ل كذا‪ ،‬ونو ذلك‪.‬‬ ‫الثان‪ :‬الستعانة على تغيي النكر وردّ العاصي إل الصواب‪ ،‬فيقول لن يرجو قدرته على إزالة‬ ‫النكر‪ :‬فلن يعملُ كذا فازجرْه عنه ونو ذلك‪ ،‬ويكون مقصوده التوسل إل إزالة النكر‪ ،‬فإن ل يقصد‬ ‫ذلك كان حراما‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬الستفتاء‪ ،‬بأن يقولَ للمفت‪ :‬ظلمن أب أو أخي أو فلن بكذا‪ ،‬فهل له ذلك أم ل؟ وما‬ ‫طريقي ف اللص منه وتصيل حقّي ودفع الظلم عن؟ ونو ذلك‪.‬‬ ‫وكذلك قوله‪ :‬زوجت تفع ُل معي كذا‪ ،‬أو زوجي يفعلُ كذا ونو ذلك‪ ،‬فهذا جائز للحاجة‪ ،‬ولكن‬ ‫الحوط أن يقول‪ :‬ما تقولُ ف رجل كان من أمره كذا‪ ،‬أو ف زوج أو زوجة تفعلُ كذا‪ ،‬ونو ذلك‪،‬‬ ‫فإنه يصل به الغرض من غي تعيي‪ ،‬ومع ذلك فالتعيي جائز لديث هند الذي سنذكره إن شاء اللّه‬ ‫تعال وقولُها‪ :‬يا رسول اللّه! إن أبا سفيانَ رجلٌ شحيح‪ ..‬الديث‪ .‬ول ينهها رسولُ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬تذير السلمي من الش ّر ونصيحتهم‪ ،‬وذلك من وجوه‪:‬‬ ‫منها جرح الجروحي من الرواة للحديث والشهود‪ ،‬وذلك جائز بإجاع السلمي‪ ،‬بل واجب للحاجة‪.‬‬ ‫ومنها ما استشارك إنسان ف مصاهرته أو مشاركته أو إيداعه أو الِيداع عنده أو معاملته بغي ذلك‬ ‫وجب عليك أن تذكر له ما تعلمه منه على جهة النصيحة‪ ،‬فإن حصل الغرض بجرّد قولك ل تصلحُ لك‬ ‫معاملتُه أو مصاهرُته أو ل تفع ْل هذا أو نو ذلك ل تز الزيادةُ بذكر الساوىء‪ ،‬وإن ل يصل الغرض إل‬ ‫ت مَن يشتري عبدا معروفا بالسرقة أو الزنا أو الشرب أو‬ ‫بالتصريح بعينه فاذكره بصريه‪ .‬ومنها إذا رأي َ‬ ‫‪332‬‬

‫غيها‪ ،‬فعليك أن تبيّن ذلك للمشتري إن ل يكن عالا به‪ ،‬ول يتصّ بذلك‪ ،‬بل كل من علم بالسلعة‬ ‫البيعة عيبا وجب عليه بيانه للمشتري إذا ل يعلمه‪.‬‬ ‫ومنها إذا رأيت متفقها يتردّدُ إل مبتدعٍ أو فاس ٍق يأخذ عنه العلم ِخ ْفتَ أن يتضرّرَ التفقّه بذلك‪ ،‬فعليك‬ ‫نصيحته ببيان حاله‪ ،‬ويُشترط أن يقص َد النصيحةَ‪ ،‬وهذا ما يُغلَطُ فيه‪ ،‬وقد يَحم ُل الُتكلمَ بذلك السدُ‪،‬‬ ‫س الشيطانُ عليه ذلك‪ ،‬ويُخيّ ُل إليه أنه نصيح ٌة وشفقةٌ‪ ،‬فليتفطّنْ لذلك‪.‬‬ ‫أو يَُلّب ُ‬ ‫ومنها أن ل يكون له ولية ل يقوم با على وجهها‪ ،‬إما بأن ل يكون صالا لا‪ ،‬وإما بأن يكون فاسقا‬ ‫أو مغفلً ونو ذلك‪ ،‬فيجب ذكر ذلك لن له عليه ولية عامة ليزيلَه ويُولّي من يَصلحُ‪ ،‬أو يعلم ذلك منه‬ ‫لتعامله بقتضة حاله ول يغت ّر به‪ ،‬وأن يسعى ف أن يثّه على الستقامة أو يستبدل به‪.‬‬ ‫الامس‪ :‬أن يكون مُجاهرا بفسقه أو بدعته كالجاهر بشرب المر‪ ،‬أو مصادرة الناس وأخذ‬ ‫الُكس‪ ،‬وجباية الموال ظلما‪ ،‬وتولّي المور الباطلة‪ ،‬فيجوز ذكره با يُجاهر به ويرم ذكره بغيه من‬ ‫العيوب إل أن يكون لوازه سبب آخر ما ذكرناه‪.‬‬ ‫السادس‪ :‬التعريف‪ ،‬فإذا كان الِنسان معروفا بلقب كالعمش والعرج والص ّم والعمى والحول‬ ‫والفطس وغيهم‪ ،‬جاز تعريفه بذلك بنيّة التعريف‪ ،‬ويرمُ إطلقُه على جهة النقص‪ ،‬ولو أمكن التعريف‬ ‫بغيه كان أول‪ .‬فهذه ستة أسباب ذكرها العلماء ما تُباح با الغيبة على ما ذكرناه‪.‬‬ ‫ومّن نصّ عليها هكذا الِمام أبو حامد الغزال ف الِحياء وآخرون من العلماء‪ ،‬ودلئلُها ظاهرة من‬ ‫الحاديث الصحيحة الشهورة‪ ،‬وأكثرُ هذه السباب ممع على جواز الغيبة با‪.‬‬ ‫ل استأذنَ على الن ّ‬ ‫ب‬ ‫‪ 1/897‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪،‬عن عائشة رضي اللّه عنها؛ أن رج ً‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم فقال‪" :‬ائْ َذنُوا لَ ُه ِبْئسَ أخُو العَشيَةِ" احت ّج به البخاري على جواز غيبة أهل الفساد‬ ‫وأهل ال ّرَيبِ‪)29( .‬‬ ‫‪ 2/898‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال‪:‬قسمَ رسولُ اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم قسمةً‪ ،‬فقال رجلٌ من النصار‪ :‬واللّه ما أرادَ ممدٌ بذا وجهَ اللّه تعال‪ ،‬فأتيتُ‬ ‫ي بأكْثَ َر مِ ْن هَذَا‬ ‫رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأخبتُه‪ ،‬فتغيّرَ وجهُه وقال‪" :‬رَ ِحمَ اللّ ُه مُوسَى َلقَدْ أُوذِ َ‬ ‫صبَرَ" وف بعض رواياته‪ :‬قال ابن مسعود‪ :‬فقلتُ ل أرف ُع إليه بعد هذا حديثا‪)30( .‬‬ ‫َف َ‬ ‫‪333‬‬

‫قلتُ‪ :‬احت ّج به البخاري ف إخبار الرجل أخاه با يُقال فيه‪.‬‬ ‫‪ 3/899‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن عائشةَ رضي اللّه عنها قالت‪:‬قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪" :‬مَا أظُنّ فُلنا وَفُلنا َيعْرِفا ِن مِنْ دِينِنا َشيْئا"‪)31(.‬‬ ‫قال الليث بن سعد ـ أحد الرواة ـ‪ :‬كانا رجلي من النافقي‪.‬‬ ‫‪ 4/900‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن زيد بن أرقمَ رضي اللّه عنه قال‪:‬خرجنا مع‬ ‫س فيه شدةٌ‪ ،‬فقال عبدُ اللّه بن أُبّ‪ :‬ل تُنفقوا على‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف سفر فأصابَ النا َ‬ ‫مَن عند رسول اللّه حت يَْن َفضّوا من حوله‪ ،‬وقال‪ :‬لئن رجعنَا إل الدينة ليُخْرِ َج ّن العزّ منها الذلّ‪،‬‬ ‫فأتيتُ النبّ صلى اللّه عليه وسلم فأخبتُه بذلك‪ ،‬فأرسلَ إل عبد اللّه بن أُبّ‪ .‬وذكر الديث‪ ،‬وأنزل اللّه‬ ‫تعال تصديقه‪{ :‬إذَا جَا َءكَ الُنافِقونَ} [النافقون‪)32( .]1:‬‬ ‫وف الصحيح حديث هند (‪ )33‬امرأة أب سفيان وقولا للنب صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إن أبا سفيان‬ ‫رجل شحيح" إل آخره‪.‬‬ ‫صعْلُوكٌ‪ ،‬وأمّا أبُو‬ ‫وحديث فاطمة بنت قيس (‪ )34‬وقول النبّ صلى اللّه عليه وسلم لا‪" :‬أما معاوَِيةُ َف ُ‬ ‫َجهْمٍ فَل َيضَع العَصَا عَ ْن عاتِقِهِ"‪.‬‬ ‫بابُ أمرِ م ْن سَم َع غيبةَ شيخِهِ أو صاحب ِه أو غيِها‬ ‫اعلم أنه ينبغي لن سع غِيبةَ مسلم أن يردّها ويزجرَ قائلَها‪ ،‬فإن ل ينج ْر بالكلم زجرَه بيده‪ ،‬فإن ل‬ ‫يستطع باليدِ ول باللسان‪ ،‬فارقَ ذلكَ الجلس‪ ،‬فإن س َع غِيَبةَ شيخه أو غيه مّن له عليه حقّ‪ ،‬أو كانَ‬ ‫من أهل الفضل والصّلح‪ ،‬كان العتناءُ با ذكرناه أكثر‪.‬‬ ‫‪ 1/901‬روينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن أب الدرداء رضي اللّه عنه‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫"مَنْ َر ّد عَنْ عِ ْرضِ أخِيهِ رَدّ اللّ ُه عَ ْن وَ ْجهِ ِه النّا َر َيوْ َم القِيا َمةِ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)35( .‬‬ ‫‪ 2/902‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬ف حديث عِتبان بكسر العي على الشهور‪ ،‬و ُحكِي‬ ‫بضمّها رضي اللّه عنه ف حديثه الطويل الشهور قال‪:‬قام النبّ صلى اللّه عليه وسلم يُصلّي‪ ،‬فقالوا‪ :‬أين‬

‫‪334‬‬

‫حبّ اللّ َه ورسولَه‪ ،‬فقال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ل‬ ‫مالك بن الدّخْشُم؟ فقال رجل‪ :‬ذلك منافق ل يُ ِ‬ ‫ك َوجْهَ اللّهِ؟"‪)36(.‬‬ ‫َتقُلْ ذلكَ‪ ،‬أل تَرَاهُ قَدْ قالَ ل إِلهَ إِلّ اللّهُ‪ ،‬يُرِي ُد بِذل َ‬ ‫‪ 3/903‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن السن البصري رحه اللّه‪:‬أن عائذ بن عمرو وكان من‬ ‫أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دخلَ على عُبيد اللّه بن زياد فقال‪ ":‬أي بنّ إن سعتُ رسولَ‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬إ ّن شَرّ ال ّرعَاء الُطَ َمةُ‪ ،‬فإيّاكَ أ ْن َتكُونَ ِمْنهُمُ‪ ،‬فقال له‪ :‬اجلسْ‪ ،‬فإنا‬ ‫أنتَ من نُخالة أصحابِ ممّدٍ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬فقال‪ :‬وهل كانتْ لم نالةٌ؟! إنا كانت النّخَالةُ‬ ‫بعدَهم وف غيِهم"‪)37(.‬‬ ‫‪ 4/904‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن كعب بن مالك رضي اللّه عنه ف حديثه الطويل ف قصة توبته‬ ‫قال‪:‬قال النبّ صلى اللّه عليه وسلم وهو جالسٌ ف القوم بتبوك "ما َفعَلَ َك ْعبُ بْنُ مالِكٍ؟" فقال رجلٌ من‬ ‫بن سَلِمة‪ :‬يا رسول اللّه! حبسَه بُرداهُ والنظرُ ف عِ ْط َفيْه‪ ،‬فقال له مُعاذُ بن جبل رضي اللّه عنه‪ :‬بئسَ ما‬ ‫قلتَ‪ ،‬واللّه يا رسولَ اللّه! ما علمنا عليه إل خيا‪ ،‬فسكتَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪)38( .‬‬ ‫قلت‪ :‬سَلِمة بكسر اللم؛ وعِطْفاه‪ :‬جانباه‪ ،‬وهو إشارة إل إعجابه بنفسه‪.‬‬ ‫‪ 5/905‬ورويناه ف سنن أب داود‪ ،‬عن جابر بن عبد اللّه وأب طلحة رضي اللّه عنهم قال‪:‬قال رسول‬ ‫ك فيهِ حُ ْر َمتُ ُه َويُْنَت َقصُ فِي ِه مِنْ‬ ‫خذُ ُل امْ َرأَ مُسْلِما ف َموْضِ ٍع ُتنَْتهَ ُ‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ما مِن امْرى ٍء يَ ْ‬ ‫حبّ فِي ِه ُنصْ َرتَهُ‪ ،‬ومَا مِ ْن امْرىِ ٍء َيْنصُ ُر مُسْلِما ف َموْضِ ٍع ُيْنتَ َقصُ فِيهِ مِنْ‬ ‫عِرْضَهِ إِلّ خَذَلَهُ اللّهُ ف َموْطِ ٍن يُ ِ‬ ‫عِرْضِهِ‪َ ،‬وُينَْتهَك فِيهِ مِنْ حُ ْر َمتِ ِه إل نَصَ َرهُ اللّهُ ف َموْطِ ٍن يُحِب ُنصْ َرتَهُ"‪)39(.‬‬ ‫‪ 6/906‬وروينا فيه‪ ،‬عن معاذ بن أنس‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مَنْ َحمَى ُم ْؤمِنا مِ ْن‬ ‫حمَ ُه َيوْ َم القِيا َم ِة مِنْ نارِ َج َهنّمَ‪َ ،‬ومَنْ َرمَى مُسْلِما‬ ‫مُنافِقٍ ـ أُراه قال ـ َبعَثَ اللّ ُه تَعال مَلَكا يَحْمِي لَ ْ‬ ‫ج مِمّا قَالَ"‪)40(.‬‬ ‫خرُ َ‬ ‫بِشَيْ ٍء يُري ُد َشْينَهُ َحبَسَهُ اللّهُ على جِسْرِ َج َهنّمَ حتّى يَ ْ‬ ‫بابُ ال ِغْيَبةِ بالقَ ْلبِ‬ ‫اعلم أن سوء الظنّ حرام مثل القول‪ :‬فكما يرم أن تدّث غيك بساوىء إنسان‪ ،‬يرم أن تدّث نفسك‬ ‫بذلك وتسيء الظنّ به‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬ا ْجَتنِبُوا َكثِيا مِنَ الظّنّ} [الجرات‪.]12:‬‬

‫‪335‬‬

‫‪ 1/907‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛أن رسولَ اللّه صلى اللّه‬ ‫ب الَدِيثِ"‪)41(.‬‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬إيّاكُ ْم وَالظّ ّن فإنّ الظّنّ أكْذِ ُ‬ ‫والحاديثُ بعن ما ذكرته كثية‪ ،‬والراد بذلك عقدُ القلب (‪ )42‬وحكمُ ُه على غيك بالسوء‪ ،‬فأما‬ ‫الواطر وحديث النفس إذا ل يستقرّ ويستمرّ عليه صاحبُه فمعف ٌو عنه باتفاق العلماء‪ ،‬لنه ل اختيارَ له‬ ‫ف وقوعه‪ ،‬ول طريقَ له إل النفكاك عنه‪ ،‬وهذا هو الراد با ثبتَ ف الصحيح عن رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم أنه قال‪" :‬إنّ اللّ َه تَجَاوَزَ ُلمّتِي ما حَ ّدَثتْ بِ ِه أْنفُسَها ما لَمْ تََتكَلّم بِ ِه أ ْو َتعْمَلْ" (‪ )43‬قال‬ ‫العلماء‪ :‬الراد به الواطر الت ل تستقرّ‪ .‬قالوا‪ :‬وسواءٌ كان ذلك الاطِ ُر غِيبة أو كفرا أو غيَه؛ فمن‬ ‫خطرَ له الكفرُ مرّد خَطَرٍ من غي تعمّدٍ لتحصيله‪ ،‬ث صَرفه ف الال فليس بكافر ول شيء عليه‪.‬‬ ‫وقد قدّمنا ف باب الوسوسة ف الديث الصحيح أنم قالوا‪ :‬يا رسولَ اللّه! يدُ أحدُنا ما يتعاظمُ أن‬ ‫صرِي ُح الِيَانِ" (‪ " )44‬وغي ذلك ما ذكرناه هناك وما هو ف معناه‪.‬‬ ‫يتكلّمَ به‪ ،‬قال‪" :‬ذلكَ َ‬ ‫ب العفو ما ذكرناه من تعذّ ٍر اجتنابه‪ ،‬وإنا المكن اجتناب الستمرار عليه فلهذا كان الستمرار‬ ‫وسب ُ‬ ‫وعقد القلب حراما‪ .‬ومهما عرضَ لك هذا الاطرُ بالغيبة وغيها من العاصي وجبَ عليك دفعُه‬ ‫بالِعراض عنه وذكر التأويلت الصارفة له عن ظاهره‪.‬‬ ‫قال الِمام أبو حامد الغزال ف الِحياء (‪ : )45‬إذا وقع ف قلبك ظ ّن السوء فهو من وسوسة الشيطان‬ ‫يلقيه إليك‪ ،‬فينبغي أن تُكذّبه فإنه أفس ُق الفسّاق‪ ،‬وقد قال اللّه تعال‪{ :‬إنْ جاءَكُمْ فاسِ ٌق بَِنبَإ َفَتبَّينُوا أنْ‬ ‫صبِحُوا على ما َفعَ ْلتُ ْم نَا ِدمِيَ} [الجرات‪ ]6:‬فل يوز تصديق إبليس‪ ،‬فإن كان‬ ‫ُتصِيبُوا َقوْما بِجَهاَلةٍ َفتُ ْ‬ ‫هناك قرينة تدل على فساد واحتمل خلفه‪ ،‬ل تز إساءة الظنّ؛ ومن علمة إساءة الظنّ أن يتغيّر قلبُك‬ ‫معه عمّا كان عليه‪ ،‬فتنف ُر منه وتستثقله وتفتر عن مراعاته وإكرامه والغتمام بسيّئته‪ ،‬فإ ّن الشيطانَ قد‬ ‫يقرّبُ إل القلب بأدن خيالٍ مساوى َء الناس‪ ،‬ويُلقي إليه أن هذا من فطنتك وذكائك وسرعة تنبّهك‪،‬‬ ‫وإن الؤمن ينظر بنور اللّه تعال‪ ،‬وإنا هو على التحقيق ناطقٌ بغرور الشيطان وظلمته‪ ،‬وإن أخ َبكَ عدلٌ‬ ‫بذلك فل تُصدّقه ول تُكذّبه لئل تُسيءَ الظنّ بأحدها؛ ومهما خطرَ لك سوءٌ ف مسلمٍ ف ِزدْ ف مراعاته‬ ‫وإكرامه‪ ،‬فإن ذلك يُغيظُ الشيطانَ ويدفعُه عنك فل يُلقي إليك مثلَه خِيفةً من اشتغالك بالدعاء له‪،‬‬ ‫ك فيها فانصحْه ف الس ّر ول يدعنّك الشيطانُ فيدعوك إل‬ ‫جةٍ ل ش ّ‬ ‫ومهما عرفتَ هفوةَ مسلم ب ّ‬ ‫اغتيابِه‪ ،‬وإذا وعظتَهُ فل تعِظْه وأنت مسرو ٌر باطّلعِك على نقصِه فينظ ُر إليك بعي التعظيم وتنظ ُر إليه‬ ‫‪336‬‬

‫بالستصغار‪ ،‬ولكن اقص ْد تليصَه من الِث وأنت حزينٌ كما تزنُ على نفسك إذا دخلَك نقصٌ‪ ،‬وينبغي‬ ‫أن يكون تركُه لذلك النقص بغي وعظك أحبّ إليك من تركه بوعظك‪ .‬هذا كلم الغزال‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬قد ذكرنا أنه يبُ عليه إذا عرضَ له خاط ٌر بسوء الظن أن يقطعَه‪ ،‬وهذا إذا ل تدعُ إل الفكر ف‬ ‫ذلك مصلحةٌ شرعية‪ ،‬فإذا دعتْ جا َز الفكرُ ف نقيصته والتنقيب عنها كما ف جرح الشهود والرواة‬ ‫وغي ذلك ما ذكرناه ف باب ما يُباح من الغيبة‪.‬‬ ‫بابُ َكفّار ِة الغيْبةِ والّتوَْب ِة منها‬ ‫اعلم أن كلّ من ارتكب معصيةً لزمه البادرةُ إل التوبة منها‪ ،‬والتوبةُ من حقوق اللّه تعال يُشترط فيها‬ ‫ثلثة أشياء‪ :‬أن يُقلع عن العصية ف الال‪ ،‬وأن يندمَ على فعلها‪ ،‬وأن يَع ِزمَ ألّ يعود إليها‪.‬‬ ‫والتوبةُ من حقوق الدميي يُشترط فيها هذه الثلثة‪ ،‬ورابع‪ :‬وهو ردّ الظلمة إل صاحبها‪ ،‬أو طلب‬ ‫ب على الغتاب التوبة بذه المور الربعة‪ ،‬لن الغيبة حقّ آدمي‪ ،‬ول بدّ‬ ‫عفوه عنها والِبراء منها؛ فيج ُ‬ ‫من استحلله مَن اغتابَه‪ ،‬وهل يكفيه أن يقول‪ :‬قد اغتبتُك فاجعلن ف حلّ‪ ،‬أم ل بُدّ أن يبيّنَ ما اغتابه‬ ‫به؟ فيه وجهان لصحاب الشافعي رحهم اللّه‪ :‬أحدها يُشترط بيانُه‪ ،‬فإن أبرأه من غي بيانه ل يصحّ؛‬ ‫كما لو أبرأه عن مال مهول‪ .‬والثان ل يُشترط‪ ،‬لن هذا ما يُتسامحُ فيه فل يُشترط علمه بلف الال‪.‬‬ ‫ب الغيبةِ ميّتا أو غائبا‬ ‫والوّل أظهرُ‪ ،‬لن الِنسانَ قد يسمحُ بالعفو عن غيبة دو َن غِيبة؛ فإن كان صاح ُ‬ ‫فقد تعذّ َر تصيلُ الباءة منها؛ لكن قال العلماء‪ :‬ينبغي أن يُكث َر الستغفار له والدعاء ويُكثر من‬ ‫السنات‪.‬‬ ‫واعلم أنه يُستحبّ لصاحب الغِيبة أن يبئه منها ول يبُ عليه ذلك لنه ت ّبعٌ وإسقاطُ حقّ‪ ،‬فكان إل‬ ‫خِيته‪ ،‬ولكن يُستحبّ له استحبابا متأكدا الِبراء‪ ،‬ليخّلصَ أخاه السلم من وبال هذه العصية‪ ،‬ويفوزَ‬ ‫ي ال َغيْظَ‬ ‫هو بعظيم ثواب اللّه تعال ف العفو ومبة اللّه سبحانه وتعال‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬وَالكاظِمِ َ‬ ‫سنِيَ} [آل عمران‪ ]134 :‬وطريقهُ ف تطبيب نفسه بالعفو أن‬ ‫حبّ الُحْ ِ‬ ‫س وَاللّ ِه ُي ِ‬ ‫ي عَ ِن النّا ِ‬ ‫وَالعَافِ َ‬ ‫ت ثوابَه وخلصَ أخي السلم‪،‬‬ ‫يذكّ َر نفسَه أن هذا المر قد وقعَ‪ ،‬ول سبيلَ إل رفعه فل ينبغي أن أُفوّ َ‬ ‫صبَ َر َو َغفَرَ إِن ذلكَ لَمِ ْن عَ ْز ِم المُورِ} [الشورى‪ ]43:‬وقال تعال‪{ :‬خُذِ‬ ‫وقد قال اللّه تعال‪َ { :‬ولَنْ َ‬ ‫ال َع ْفوَ} [العراف‪ .]199:‬واليات بنحو ما ذكرنا كثية‪.‬‬

‫‪337‬‬

‫وف الديث الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬وَاللّهُ ف َعوْ ِن ال َعبْدِ ما كَانَ ال َعبْدُ ف‬ ‫ض فهو شيطان‪ .‬وقد أنشد‬ ‫َعوْنِ أخيهِ" (‪ . )46‬وقد قال الشافعي رحه اللّه‪ :‬من اسْتُرضي فلم ير َ‬ ‫التقدّمونَ (‪: )47‬‬ ‫قيلَ ل قد أساءَ إليك فلنٌ * ومُقام ال َفتَى على الذّ ّل عَارُ‬ ‫ب عِندنَا العْتذَارُ‬ ‫ث عُذْرا * دِيةُ الذن ِ‬ ‫قلتُ قدْ جا َءنَا وأ ْحدَ َ‬ ‫فهذا الذي ذكرنا ُه من الثَ على الِبراء عن الغيبة هو الصواب‪ .‬وأما ما جاء عن سعيد بن السيب أنه‬ ‫قال‪ :‬ل أُ َحلّ ُل مَن ظلمن‪ ،‬وعن ابن سيين‪ :‬ل أُحرّمها عليه فأُحلُّلهَا له‪ ،‬لن اللّه تعال حرّم الغيب َة عليه‪،‬‬ ‫وما كنتُ لُحَلّلَ ما حرّمه اللّه تعال أبدا‪ .‬فهو ضعيفٌ أو غلطٌ‪ ،‬فإن الُبىءَ ل يلّلُ مرّما‪ ،‬وإنا يُسقط‬ ‫حقا ثبتَ له‪ ،‬وقد تظاهرت نصوصُ الكتاب والسنّة على استحباب العفو وإسقاط القوق الختصّة‬ ‫بالسقِط‪ .‬أو يُحمل كل ُم ابن سيين على أن ل أُبيح غيبت أبدا‪ ،‬وهذا صحيح‪ ،‬فإن الِنسانَ لو قال‪:‬‬ ‫أبتُ عرضي لن اغتابن ل يَصرْ مباحا‪ ،‬بل يَحرمُ على كل أحد غِيبتُه كما يَحرم غيبة غيه‪.‬‬ ‫ج مِنْ بَْيتِهِ قالَ ِإنّي َتصَدّ ْقتُ ِبعِرْضِي‬ ‫ض ْمضَمٍ‪ ،‬كانَ إذَا َخرَ َ‬ ‫وأما الديث‪" :‬أَيعْجِزُ أحَدُكُ ْم أنْ َيكُونَ كأب َ‬ ‫على النّاسِ" (‪ )48‬فمعناه‪ :‬ل أطلبُ مَظلمت مّن ظلمن ل ف الدنيا ول ف الخرة‪ ،‬وهذا يَنفعُ ف‬ ‫إسقاط مَظلمة كانت موجودة قبل الِبراء‪ .‬فأما يدثُ بعدَه فل بدّ من إبراء جديد بعدَها‪ ،‬وباللّه‬ ‫التوفيق‪.‬‬ ‫بابٌ ف النميمة‬ ‫قد ذكرنا تريها ودلئلَها وما جاء ف الوعيد عليها وذكرنَا بيا َن حقيقتها ولكنه متصرٌ‪ ،‬ونزي ُد الن ف‬ ‫شرحه‪ .‬قال الِمام أبو حامد الغزال رحه اللّه‪ :‬النميمةُ إنا تُطلق ف الغالب على مَن يَنمّ قو َل الغي إل‬ ‫القول فيه‪ ،‬كقوله‪ :‬فلن يقولُ فيك كذا‪ ،‬وليست النميم ُة مصوصةً بذلك‪ ،‬بل حدّها كشف ما يكره‬ ‫كشفُه‪ ،‬سواء كرهه النقول عنه‪ ،‬أو النقول إليه‪ ،‬أو ثالث‪ ،‬وسواء كان الكشفُ بالقول أو الكتابة أو‬ ‫ح ِقيْ َقةُ‬ ‫الرمز أو الِياء أو نوها‪ ،‬وسواء كان النقو ُل من القوال أو العمال‪ ،‬وسواء كان عيبا أو غيه‪َ ،‬ف َ‬ ‫النميمة إفشاءُ الس ّر وهتكُ الستر عمّا يُكره كشفُه‪ ،‬وينبغي للِنسان أن يسكتَ عن كلّ ما رآهُ من‬

‫‪338‬‬

‫أحوال الناس إل ما ف حكايته فائدةٌ لسلم أو دف ُع معصية‪ ،‬وإذا رآ ُه يُخفي مالَ نفسه فذكره فهو نيمة‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وك ّل مَنْ حُمِلت إليه نيمة وقيل له‪ :‬قال فيك فلن كذا‪ ،‬لزمه ستة أمور‪:‬‬ ‫الول‪ :‬أن ل يصدقه‪ ،‬لن النّمامَ فاس ٌق وهو مردود الب‪.‬‬ ‫الثان‪ :‬أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبّح فعله‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬أن يبغضَه ف اللّه تعال فإنه بغيض عند اللّه تعال‪ ،‬والبغضُ ف اللّه تعال واجب‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬أن ل يظ ّن بالنقول عنه السوء لقول اللّه تعال‪{ :‬ا ْجتَِنبُوا َكثِيا مِنَ الظنّ} [الجرات‪12:‬‬ ‫]‪.‬‬ ‫الامس‪ :‬أن ل يملَك ما حُكي لك على التجسس والبحث عن تقيق ذلك‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬ول‬ ‫تَجَسّسُوا} [الجرات‪.)12:‬‬ ‫السادس‪ :‬أن ل يرضى لنفسه ما نى النمّامَ عنه فل يكي نيمته‪.‬‬ ‫ل بشيء‪ ،‬فقال عمر‪ :‬إن شئتَ نظرنَا ف‬ ‫وقد جاء أن رجلً ذَكَرَ لعمرَ بن عبد العزيز رضي اللّه عنه رج ً‬ ‫أمرك‪ ،‬فإن كنتَ كاذبا فأنتَ من أهل هذه الية‪{ :‬إنْ جاءَكُمْ فاسِ ٌق بِنَبإ َفَتبَّينُوا} [الجرات‪ ]6:‬وإن‬ ‫ت عفونا عنك‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫كنتَ صادقا فأنتَ من أهل هذه الية‪{ :‬هَمّا ٍز مَشّا ٍء بنَمِيمٍ} [القلم‪ ]11:‬وإن شئ َ‬ ‫العفو يا أم َي الؤمني! ل أعودُ إليه أبدا‪.‬‬ ‫ورفع إنسانٌ رُقعةً إل الصاحب بن عبّاد يثّه فيها على أخذ مال يتيم‪ ،‬وكان ما ًل كثيا‪ ،‬فكتبَ على‬ ‫ظهرها‪ :‬النميمةُ قبيح ٌة وإن كانت صحيحةً‪ ،‬والّيتُ رحه اللّه‪ ،‬واليتيمُ جبَه اللّه‪ ،‬والا ُل ثَمّ َرهُ اللّه‪،‬‬ ‫والساعي لعنه اللّه‪.‬‬ ‫ف َمفْسدةٍ ونوِهَا‬ ‫ب النهي عن َنقْلِ الَديثِ إل وُل ِة الُمور إذا ل تَ ْدعُ إليه ضرورةٌ لو ِ‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/908‬روينا ف كتاب أب داود والترمذي‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬قال رسولُ اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ل ُيبَّلغْن أحَدٌ منْ أصْحابِي عَنْ أ َح ٍد َشيْئا‪ ،‬فإن أُ ِحبّ أنْ أَخْ ُرجَ إَِليْكُ ْم وأنا سَلِيمُ‬ ‫الصّدْرِ"‪)49(.‬‬ ‫‪339‬‬

‫ب النّهي عن الطعن ف ا َلنْسَابِ الثّابتةِ ف ظاهِر الشّ ْرعِ‬ ‫با ُ‬ ‫سؤُولً}‬ ‫ك بِ ِه عِلْمٌ ِإنّ السّ ْم َع وَالَبصَ َر وَال ُفؤَادَ كُلّ أُوَلئِكَ كا َن َعنْهُ مَ ْ‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬وَ َل َتقْفُ ما َلْيسَ لَ َ‬ ‫[الِسراء‪.]36:‬‬ ‫‪ 1/909‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم؛ "اْثنَتانِ ف النّاسِ هُمَا بِهمْ ُكفْرٌ‪ :‬ال ّطعْنُ ف النّسَبِ‪ ،‬وَالنّيا َحةُ على ا َليّت"‪)50(.‬‬ ‫بابُ النّهي عن ال ْفتِخَار‬ ‫سكُمْ ُه َو أعْلَ ُم بِمَ ِن اّتقَى} [النجم‪]32:‬‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬فَل تُزَكّوا أْنفُ َ‬ ‫‪ 1/910‬وروينا ف صحيح مسلم وسنن أب داود وغيها‪ ،‬عن عياض بن حِمار الصحاب رضي اللّه‬ ‫عنه قال‪:‬قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إنّ اللّ َه تَعال أوْحَى إلّ أ ْن َتوَاضَعُوا حتّى ل َيبْغيَ أحَدٌ‬ ‫على أ َحدٍ‪ ،‬وَل َيفْخَرَ أ َحدٌ على أ َحدٍ"‪)1(.‬‬ ‫بابُ النهي عن إظهار الشماتة بالسلم‬ ‫‪ 1/911‬روينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن واثلةَ بن السقع رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم‪" :‬ل تُ ْظهِرِ الشّماَتةَ لخِيكَ َفيَرْحَمُهُ اللّهُ َويَْبتَلِيكَ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)2( .‬‬ ‫ي والسّخْرِي ِة منهم‬ ‫بابُ تَحريِ ا ْحتِقار السلم َ‬ ‫ت وَالّذينَ ل يَجدُونَ إل ُجهْ َدهُ ْم‬ ‫ي مِنَ ا ُل ْؤمِنِيَ ف الصّدَقَا ِ‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬الّذِينَ يلْ ِمزُونَ الُ ّطوّعِ َ‬ ‫َفيَسْخَرُو َن ِمْنهُمْ َسخِرَ اللّ ُه ِمْنهُ ْم َولُ ْم عَذَابٌ ألِيمٌ} [التوبة‪ ]79:‬وقال تعال‪{ :‬يا أيّها الّذين آمَنُوا ل‬ ‫يَسخَرُ َق ْو ٌم مِنْ َق ْو ٍم عَسَى أنْ َيكُونُوا َخيْرا ِمْنهُ ْم وَل نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسَى أ ْن َيكُنّ َخيْرا ِمْنهُ ّن وَل تَ ْلمِزُوا‬ ‫سكُ ْم وَل تَابَزُوا باللْقابِ} الية [الجرات‪ ،]11:‬وقال تعال‪{ :‬وَيْلٌ ِلكُ ّل هُ َم َزةٍ لُ َم َزةٍ} [المزة‪:‬‬ ‫أنْفُ َ‬ ‫‪.]1‬‬ ‫ع المة منعقدٌ على تري ذلك‪ ،‬واللّه‬ ‫وأما الحاديث الصحيحةُ ف هذا الباب فأكثرُ من أن تُحصر‪ ،‬وإجا ُ‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫‪340‬‬

‫‪ 1/912‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ضكُمْ على َب ْعضٍ وكُونُوا‬ ‫وسلم‪" :‬ل تَحاسَدُوا‪ ،‬وَل تَناجَشُوا‪ ،‬وَل تَبا َغضُوا‪ ،‬وَ َل تَدَابَرُوا‪َ ،‬و ل َيبْغِ َب ْع ُ‬ ‫حقِ ُرهُ‪ ،‬الّت ْقوَى هَاهُنا ـ ويشيِ إل صدره‬ ‫خذُلُ ُه وَل يَ ْ‬ ‫عِبادَ اللّهِ إخْوانا‪ ،‬الُسلِمُ أخُو الُسْلِ ِم ل يَظْلِمُهُ وَل يَ ْ‬ ‫حقِرَ أخا ُه الُسْلِمَ‪ ،‬كُ ّل الُسْلِ ِم على الُسْلِمِ َحرَامٌ‪َ :‬دمُهُ ومَالُهُ‬ ‫سبِ امْرى ٍء مِنَ الشّ ّر أ ْن يَ ْ‬ ‫ثلثَ مرات ـ ِبحَ ْ‬ ‫َوعِرْضُهُ"‪)3(.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬ما أعظم نفع هذا الديث وأكثر فوائده لن تدبره‪.‬‬ ‫‪ 2/913‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫لّنةَ مَنْ ف قَ ْلبِ ِه ِمثْقالُ ذَ ّر ٍة مِنْ ِكبْرٍ‪ ،‬فقال رجلٌ‪ :‬إن الرج َل يُحبّ أن يكون ثوبُه حسنا ونعلُه‬ ‫"ل يَدْخُل ا َ‬ ‫ط النّاسِ"‪)4(.‬‬ ‫ب الَمالَ‪ ،‬الكِبْ ُر بَ َط ُر الَ ّق وَغَمْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫حسنةً‪ ،‬قال‪ :‬إنّ اللّهَ جَمِي ٌل يُ ِ‬ ‫قلتُ‪ :‬بَطر ال ّق بفتح الباء والطاء الهملة وهو دفعه وإبطاله‪ ،‬وغمطٌ بفتح الغي العجمة وإسكان اليم‬ ‫وآخره طاء مهملة‪ ،‬ويروى غمص بالصاد الهملة ومعناها واحد وهو الحتقار‪.‬‬ ‫بابُ غِلَظِ تر ِي شَهادةِ الزّور‬ ‫ك بِ ِه عِلْمٌ إنّ‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬وَا ْجَتنِبُوا َقوْلَ الزّورِ} [الج‪ ]30:‬وقال تعال‪{ :‬وَل َتقْفُ ما َلْيسَ لَ َ‬ ‫سؤُولً} [الِسراء‪.]36:‬‬ ‫ك كانَ َعنْهُ مَ ْ‬ ‫السّمْ َع وَالَبصَ َر وَالفُؤادَ كُلّ أُوَلئِ َ‬ ‫‪ 1/914‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب بكرة نُفيع بن الارث رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬أل ُأَنّبئُكُ ْم بأكْبَ ِر الكَبائرِ؟ ـ ثلثا ـ قلنا‪ :‬بلى يا رسول اللّه!‬ ‫ق الوالِ َديْنِ‪ ،‬وكان متكئا فجلسَ فقال‪ :‬أل وََقوْلُ الزّور َوشَها َدةُ الزّورِ" فما‬ ‫قال‪ :‬ا ِلشْرَاكُ باللّهِ‪َ ،‬و ُعقُو ُ‬ ‫زال يُكرّرها حت قلنا‪ :‬ليته سكت‪)5( .‬‬ ‫قلت‪ :‬والحاديثُ ف هذا الباب كثية‪ ،‬وفيما ذكرته كفاية‪ ،‬والِجاع منعقد عليه‪.‬‬ ‫بابُ النهي عن الَ ّن بالعَطِّي ِة ونوِها‬

‫‪341‬‬

‫صدَقاِتكُمْ بالَ ّن وَالذَى} [البقرة‪ ]264:‬قال الفسرون‪:‬‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬يا أّيهَا الذينَ آ َمنُوا ل ُتبْطِلُوا َ‬ ‫أي ل تُبطلوا ثوابَها‪.‬‬ ‫‪ 1/915‬ـ وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب ذرّ رضي اللّه عنه‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬‬ ‫ثَلَث ٌة ل يُكَلّ ُمهُمُ اللّ ُه َي ْومَ ال ِقيَامَ ِة وَل َينْظُرُ إَِلْيهِمْ وَل يُزَكّيه ْم وََلهُ ْم عَذَابٌ أَلِيمٌ"‪ ،‬قال‪ :‬فقرأها رسولُ اللّه‬ ‫سبِلُ‪،‬‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم ثلثَ مَرّاتٍ‪ ،‬قال أبو ذرّ‪ :‬خابُوا وخَسِروا مَن هم يا رسولَ اللّه؟! قال‪" :‬الُ ْ‬ ‫وَا َلنّانُ‪ ،‬وَالُْنفِ ُق سِ ْل َعتَهُ باْلحَلِفِ الكاذِبِ"‪)6(.‬‬ ‫بابُ النّهي عن الّلعْن‬ ‫‪ 1/916‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ثابت بن الضحّاك رضي اللّه عنه‪ ،‬وكان من‬ ‫أصحاب الشجرة قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪َ" :‬لعْنُ ا ُل ْؤمِنِ َكقَتْلِهِ"‪)7(.‬‬ ‫‪ 2/917‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫قال‪" :‬ل َيْنبَغِي ِلصِدّي ٍق أ ْن يَكُونَ َلعّانا"‪)8(.‬‬ ‫‪ 3/918‬وروينا ف صحيح مسلم أيضا‪ ،‬عن أب الدرداء رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم‪" :‬ل َيكُونُ الّلعّانُونَ ُشفَعا َء وَل ُشهَدَا َء َي ْومَ القِيا َمةِ"‪)9(.‬‬ ‫‪ 4/919‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن سرة بن جندب رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه‬ ‫ضبِهِ وَل بالنّارِ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ل تَل َعنُوا بَِل ْعَنةِ اللّ ِه وَل ِب َغ َ‬ ‫(‪)10‬‬ ‫‪ 5/920‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ش وَل البَذيء" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)11( .‬‬ ‫وسلم‪َ" :‬لْيسَ ا ُل ْؤمِنُ بال ّطعّانِ وَل الّلعّان وَل الفا ِح ِ‬ ‫‪ 6/921‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن أب الدرداء رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫صعِدَتِ الّل ْعَنةُ إل السّماءِ َفُتغْلَ ُق أْبوَابُ السّماءِ دُوَنهَا‪ ،‬ثّ َت ْهبِطُ إل ال ْرضِ‬ ‫وسلم‪" :‬إنّ ال َعبْد إذَا َلعَ َن َشيْئا َ‬ ‫َفُتغْلَ ُق أْبوَابُها دُونَها‪ ،‬ثُ ّم تأخُ ُذ يَمِينا َوشِمالً‪ ،‬فإذَا لَ ْم َتجِ ْد مَساغا رَ َج َعتْ إل الّذي ُلعِنَ‪ ،‬فإن كان أ ْهلً‬ ‫ك َوإِلّ رَ َج َعتْ إل قائِلِها"‪)12(.‬‬ ‫لِذَلِ َ‬ ‫‪342‬‬

‫‪ 7/922‬وروينا ف كتاب أب داود والترمذي‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛أن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم قال‪" :‬مَنْ َلعَ َن َشيْئا َلْيسَ بأهْلٍ رَ َج َعتِ الّلعْنَة عََليْهِ"‪)13(.‬‬ ‫‪ 8/923‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عمران بن الصي رضي اللّه عنهما قال‪:‬بينما رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم ف بعض أسفاره وامرأة من النصار على ناقة َفضَجِرَتْ فلعنتها‪ ،‬فسمعَها رسولُ اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم فقال‪" :‬خُذُوا ما عََليْها وَ َدعُوها فإنّها مَ ْلعُوَنةٌ" قال عمران‪ :‬فكأن أراها الن تشي‬ ‫ف الناس ما يَعرض لا أحد‪)14( .‬‬ ‫قلت‪ :‬اختلف العلماء ف إسلم حصي والد عمران وصحبته‪ ،‬والصحيح إسلمه وصحبته‪ ،‬فلهذا قلت‬ ‫رضي اللّه عنهما‪.‬‬ ‫‪ 9/924‬وروينا ف صحيح مسلم أيضا‪ ،‬عن أب برزة رضي اللّه عنه قال‪:‬بينما جاريةٌ على ناق ٍة عليها‬ ‫ض متاع القوم‪ ،‬إذ بصرتْ بالنبّ صلى اللّه عليه وسلم وتضاي َق بم البلُ فقالت‪ :‬حَلْ اللّه ّم العنها‪،‬‬ ‫بع ُ‬ ‫فقالَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ل ُتصَا ِحبُنا ناَق ٌة عََليْها َلعَْنةٌ" وف رواية‪" :‬ل تُصَا ِحبُنا رَاحَِل ٌة عََليْها َل ْعَنةٌ‬ ‫مِنَ اللّ ِه تَعال"‪)15(.‬‬ ‫قلت‪ :‬حَ ْل بفتح الاء الهملة وإسكان اللم‪ ،‬وهي كلمة تزجر با الِبل‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ف جواز لعن أصحاب العاصي غي العيني والعروفي؛ ثبت ف الحاديث الصحيحة‬ ‫الشهورة‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪َ" :‬لعَنَ اللّ ُه الوَاصَِل َة وَالُسَْتوْصَِلةَ" (‪ )16‬الديث‪ ،‬وأنه قال‪" :‬‬ ‫صوّرِينَ" (‪ )18‬وأنه قال‪َ" :‬لعَنَ اللّ ُه مَ ْن َغيّرَ‬ ‫َلعَنَ اللّهُ آكِلَ الرّبا" (‪ )17‬الديث‪ ،‬وأنه قال‪َ" :‬لعَنَ اللّهُ ا ُل َ‬ ‫ضةَ (‪ )20‬وأنه قال‪َ" :‬لعَنَ اللّ ُه مَنْ َلعَنَ‬ ‫س ِرقُ الَبيْ َ‬ ‫مَنارَ ال ْرضِ" (‪ )19‬وأنه قال "َلعَنَ اللّهُ السّا ِرقَ يَ ْ‬ ‫وَالِ َديْهِ‪ ،‬وََلعَنَ اللّ ُه مَنْ َذبَحَ ِلغَيْرِ اللّهِ" (‪ )21‬وأنه قال "مَنْ أ ْحدَثَ فِينا حَدَثا أوْ آوَى ُمحْدِثا َفعََليْهِ َلعَْنةُ‬ ‫صتِ اللّه َو َرسُولَهُ"‬ ‫صّيةَ عَ َ‬ ‫ل وَذَ ْكوَا َن َوعُ َ‬ ‫جعِيَ" (‪ )22‬وأنه قال‪" :‬الّلهُ ّم اْلعَنْ ِر ْع ً‬ ‫اللّ ِه وَالَلئِ َك ِة وَالنّاسِ أ َ‬ ‫ت عََلْيهِمُ الشّحُومُ فج َملُوها‬ ‫(‪ )23‬وهذه ثلث قبائل من العرب‪ ،‬وأنه قال‪َ" :‬لعَنَ اللّ ُه الَيهُودَ حُ ّر َم ْ‬ ‫فَباعُوها" (‪ )24‬وأنه قال‪َ" :‬لعَنَ اللّ ُه الَيهُو َد وَالنّصَارَى اتّخَذُوا ُقبُو َر أنْبِياِئهِمْ مَسَاجِدَ" (‪ )25‬وأنه "لعن‬ ‫التشبهي من الرجال بالنساء والتشبهات من النساء بالرجال" (‪)26‬‬ ‫‪343‬‬

‫ت إليها‬ ‫وجيع هذه اللفاظ ف صحيحي البخاري ومسلم بعضها فيهما وبعضها ف أحدها‪ ،‬وإنا أشر ُ‬ ‫ول أذكر طرقها للختصار‪.‬‬ ‫‪ 10/925‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن جابر‪:‬أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم رأى حِمارا قد ُوسِمَ ف‬ ‫وجهه فقال‪َ" :‬لعَنَ اللّ ُه الّذي َوسَمَهُ"‪)27(.‬‬ ‫‪ 11/926‬وف الصحيحي‪ ،‬أن ابن عمر رضي اللّه عنهما م ّر بفتيان من قُريش قد نَصبوا طيا وهم‬ ‫يرمونه‪ ،‬فقال ابن عمر‪ :‬لعن اللّه من فع َل هذا‪ ،‬إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪َ" :‬لعَنَ اللّ ُه مَنِ‬ ‫ح غَرَضا"‪)28(.‬‬ ‫خ َذ َشيْئا فِيهِ الرّو ُ‬ ‫اتّ َ‬ ‫فصل‪ :‬اعلم أن لعن السلم الصون حرامٌ بإجاع السلمي‪ ،‬ويوزُ لعنُ أصحاب الوصاف الذمومة‬ ‫كقولك‪ :‬لعن اللّه الظالي‪ ،‬لعن اللّه الكافرين‪ ،‬لعن اللّه اليهود والنصارى‪ ،‬ولعن اللّه الفاسقي‪ ،‬لعن اللّه‬ ‫الصوّرين‪ ،‬ونو ذلك ما تقدّم ف الفصل السابق‪.‬‬ ‫ف بشيءٍ من العاصي؛ كيهودي أو نصران أو ظال أو زانٍ أو مصوّرٍ أو‬ ‫وأما لعن الِنسان بعينه مّن اتّصَ َ‬ ‫سارقٍ أو آكلِ ربا‪ ،‬فظواهر الحاديث أنه ليس برام‪ .‬وأشارَ الغزال إل تريه إل ف ح ّق مَن عَلِ ْمنَا أنه‬ ‫مات على الكفر كأب لب وأب جهل وفرعونَ وهامانَ وأشباههم‪ ،‬قال‪ :‬لن اللعن هو الِبعاد عن رحة‬ ‫اللّه تعال‪ ،‬وما ندري ما يُتم به لذا الفاسق أو الكافر‪ .‬قال‪ :‬وأما الذين لعنَهم رسولُ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم بأعيانم فيجو ُز أنه صلى اللّه عليه وسلم عَلِ َم موتَهم على الكفر‪ .‬قال‪ :‬ويقربُ من اللعن الدعاء‬ ‫على الِنسان بالشرّ حت الدعاء على الظال؛ كقول الِنسان‪ :‬ل أصحّ اللّه جسمَه‪ ،‬ول سلّمه اللّه‪ ،‬وما‬ ‫جرى مراه‪ ،‬وكلّ ذلك مذمومٌ‪ ،‬وكذلك لعنُ جيع اليوانات والماد فكلّه مذموم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬حكى أبو جعفرُ النحاس عن بعض العلماء أنه قال‪ :‬إذا لعن الِنسا ُن ما ل يستحقّ اللعن‪،‬‬ ‫فليباد ْر بقوله‪ :‬إلّ أن يكون ل يستحقّ‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ويوزُ للمر بالعروف والناهي عن النكر وكلّ مؤدّب أن يقولَ لن ياطبه ف ذلك المر‪:‬‬ ‫ويلك‪ ،‬أو يا ضعيفَ الال! أو يا قلي َل النظر لنفسه! أو يا ظالَ نفسه! وما أشبه ذلك بيث ل يتجاوز‬ ‫إل الكذب‪ ،‬ول يكون فيه لفظُ قذفٍ‪ ،‬صريا كان أو كنايةً أو تعريضا‪ ،‬ولو كان صادقا ف ذلك‪ ،‬وإنا‬ ‫ض منه التأديب والزجر‪ ،‬وليكونَ الكلمُ أوقعَ ف النفس‪.‬‬ ‫يوزُ ما قدّمناه ويكون الغر ُ‬ ‫‪344‬‬

‫‪ 12/927‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه؛أن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫ق بدنةً‪ ،‬فقال‪" :‬ارْ َكبْها"‪ ،‬فقال‪ :‬إنا بدنة‪ ،‬قال‪" :‬ارْ َكبْها"‪ ،‬قال‪ :‬إنا بدنة‪ ،‬قال ف‬ ‫ل يسو ُ‬ ‫وسلم رأى رج ً‬ ‫الثالثة‪ :‬ارْكَبْها َويْلَك"‪.‬‬ ‫‪ 13/928‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن أب سعيد الدري رضي اللّه عنه قال‪:‬بينا نن عند رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم وهو يَقسم قَسْما أتاه ذو الويصرة‪ ،‬رجلٌ من بن تيم‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول اللّه!‬ ‫ك َومَ ْن َيعْدِلُ إِذَا لَ ْم أعْدِلْ"‪ ()29(.‬البخاري (‬ ‫اعدل‪ ،‬فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪َ " :‬ويْلَ َ‬ ‫‪ ، )6163‬ومسلم (‪ (" )1064‬البخاري (‪ ، )6163‬ومسلم (‪ (")1064‬البخاري (‬ ‫‪ ، )6163‬ومسلم (‪)1064‬‬ ‫‪ 14/929‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عديّ بن حات رضي اللّه عنه‪:‬أن رجلً خطبَ عندَ رسول‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال‪ :‬مَ ْن يُطع اللّه ورسولَه فقد رشدَ‪ ،‬ومَ ْن يعصهِمَا فقد غوى‪ ،‬فقال رسول‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ِ" :‬بْئسَ الَطِيبُ أْنتَ‪ُ ،‬قلْ‪َ :‬ومَ ْن َيعْصِ اللّ َه وَ َرسُولَهُ"‪)30(.‬‬ ‫‪ 15/930‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬أيضا‪ ،‬عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما‪:‬أن عبدا لاطب‬ ‫رضي اللّه عنه جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يشكو حاطبا فقال‪ :‬يا رسولَ اللّه! ليدخل ّن حاطبٌ‬ ‫النّارَ‪ ،‬فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬كَ َذْبتَ ل يَ ْدخُلُها‪ ،‬فإنّ ُه َشهِ َد بَدْرا وَالُ َدْيبَِيةَ"‪)31(.‬‬ ‫‪ 16/931‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬قولَ أب بكر الصديق رضي اللّه عنه لبنه عبد‬ ‫الرحن حي ل يده عشّى أضيافه‪ :‬يا غنثر‪ ،‬وقد تقدم بيان هذا الديث ف كتاب الساء‪)32( .‬‬ ‫‪ 17/932‬وروينا ف صحيحيهما‪ :‬أن جابرا صلّى ف ثوب واحد وثيابه موضوعة عنده‪ ،‬فقيل له‪:‬‬ ‫فعلتَ هذا؟ فقال‪ :‬فعلته ليان الهّا ُل مثلكُم‪ ،‬وف رواية‪ :‬ليان أحق مثلك‪.‬‬ ‫(‪)33‬‬ ‫ضعَفا ِء واليتيم والسّائ ِل ونوهم‪ ،‬وإلن ُة القوْل لم والتواضعُ معهم‬ ‫بابُ النّهي عن انتها ِر ال ُفقَراءِ وال ّ‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬فأمّا الَيتِيمَ فَل َت ْقهَرْ‪ ،‬وأمّا السّائلَ فَل َتْنهَرْ} [الضحى‪9 :‬ـ ‪ ]10‬وقال تعال‪{ :‬وَل‬ ‫شيّ ُيرِيدُو َن وَ ْجهَهُ} إل قوله تعال‪َ{ :‬فتَطْ ُر َدهُمْ َفَتكُونَ مِنَ‬ ‫تَطْ ُر ِد الّذِينَ يَ ْدعُونَ َرّبهُ ْم بالغَدَا ِة وَالعَ ِ‬ ‫‪345‬‬

‫شيّ يُريدُو َن‬ ‫صبِ ْر َنفْسَكَ مَ َع الّذِي َن يَ ْدعُونَ َرّبهُ ْم بالغَدَاةِ وَالعَ ِ‬ ‫الظّالِمِيَ} [النعام‪ ]52:‬وقال تعال‪{ :‬وَا ْ‬ ‫وَ ْجهَ ُه وَل تَعْ ُد َعْينَا َك َعْنهُمْ} [الكهف‪ ]28 :‬وقال تعال‪{ :‬وَا ْخ ِفضْ جَناحَكَ للِ ُم ْؤ ِمنِيَ} [الجر‪88:‬‬ ‫]‪.‬‬ ‫‪ 1/933‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عائذ بن عمرو بالذال العجمة الصحاب رضي اللّه عنه؛أن أبا‬ ‫ت سيوفُ اللّه من عنق عدوّ اللّه‬ ‫سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلل ف نفر‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما أخذ ْ‬ ‫مأخذها‪ ،‬فقال أبو بكر رضي اللّه عنه‪ :‬أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدِهم‪ ،‬فأتى النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫ضْبتَ َربّكَ" فأتاهم فقال‪:‬‬ ‫ك أ ْغضَْبَتهُمْ؟ َلئِنْ ُكْنتَ أ ْغضَْبَتهُمْ َلقَ ْد أغْ َ‬ ‫وسلم فأخبه‪ ،‬فقال‪" :‬يا أبا َبكْرٍ! َلعَلّ َ‬ ‫يا إخوتاه! أغضبتُكم؟ فقالوا‪ :‬ل‪)34( .‬‬ ‫ف حقها من عنقه لسوء فعاله‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬قوله مأخذَها‪ ،‬بفتح الاء‪ :‬أي ل تستو ِ‬ ‫ظ يُكرهُ استعمالُها‬ ‫بابٌ ف ألفا ٍ‬ ‫‪ 1/934‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن سهل بن حُنيف‪ ،‬وعن عائشة رضي اللّه عنهما‪،‬‬ ‫ستْ َنفْسِي"‪)35(.‬‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬ل َيقُولَنّ أحَدُكُمْ َخبَُثتْ نَفْسِي‪ ،‬وَلَكِنْ ِلَيقُلْ َلقِ َ‬ ‫‪ 2/935‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬بإسناد صحيح‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫ستْ َنفْسِي" (‪)36‬قال العلماء‪ :‬معن‬ ‫وسلم قال‪" :‬ل َيقُولَنّ أحَدُ ُكمْ جا َشتْ َنفْسِي‪ ،‬وَلَكِنْ ِلَيقُلْ َلقِ َ‬ ‫َلقِسَتْ وجاشت‪ :‬غثت؛ قالوا‪ :‬وإنا ُكرِه خبثت للفظ البث والبث‪.‬‬ ‫قال الِمام أبو سليمان الطاب‪ :‬لقست وخبثت معناها واحد‪ ،‬وإنا كُره خبث للفظ البث وبشاعة‬ ‫السم منه‪ ،‬وعلّمهم الدب ف استعمال السن منه وهجران القبيح‪ ،‬وجاشت باليم والشي العجمة‪،‬‬ ‫ولقست بفتح اللم وكسر القاف‪.‬‬ ‫فصل‪:‬‬ ‫‪ 3/936‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم‪َ " :‬يقُولُونَ الكَ ْرمَ‪ ،‬إنّمَا الكَ ْرمُ َق ْلبُ ال ْؤمِنِ" وف رواية لسلم "ل تُسَمّوا العِنَب الكَ ْرمَ‪ ،‬فإنّ‬ ‫الكَ ْر َم الُسْلِمُ" وف رواية "فإ ّن الكَ ْرمَ قَلْب ا ُلؤْمِنِ"‪)37(.‬‬ ‫‪346‬‬

‫‪ 4/937‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن وائلَ بن حِجر رضي اللّه عنه عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫لبََلةَ"‪)38(.‬‬ ‫ب وا َ‬ ‫قال‪" :‬ل َتقُولُوا الكَ ْرمَ‪ ،‬وََلكِنْ قُولُوا العَِن َ‬ ‫قلت‪ :‬الَبَلة بفتح الاء والباء‪ ،‬ويُقال أيضا بإسكان الباء قاله الوهري وغيُه‪ ،‬والراد من هذا الديث‬ ‫ض الناس اليوم تُسمّيه كذلك‪ ،‬ونى‬ ‫النهي عن تسمية العنب كرما‪ ،‬وكانت الاهليةُ تسمّيه كرما‪ ،‬وبع ُ‬ ‫النبّ صلى اللّه عليه وسلم عن هذه التسمية‪ ،‬قال الِمام الطاب وغيه من العلماء‪ :‬أشفق النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم أن يدعوهم حسنُ اسها إل شربِ المر التخذة من ثرها فسلبَها هذا السم‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪:‬‬ ‫‪ 5/938‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ك النّاسُ َف ُهوَ أهَْل ُكهُمْ"‪)39(.‬‬ ‫قال‪" :‬إِذَا قالَ الرّجُ ُل هَلَ َ‬ ‫قلت‪ :‬روي أهلكُهم برفع الكاف وفتحها‪ ،‬والشهور الرفع‪ ،‬ويُؤيّده أنه جاء ف رواية رويناها ف حلية‬ ‫الولياء ف ترجة سفيان الثوري "َف ُه َو مِ ْن أهَْلكِهمْ" قال الِمام الافظ أبو عبد اللّه الميدي ف المع بي‬ ‫الصحيحي ف الرواية الول‪ ،‬قال بعض الرواة‪ :‬ل أدري هو بالنصب أم بالرفع؟ قال الميدي‪ :‬والشهر‬ ‫الرفع‪ :‬أي أشدّهم هلكا‪ ،‬قال‪ :‬وذلك إذا قال على سبيل الزراء عليهم والحتقار لم وتفضيل نفسه‬ ‫ض علمائنا يقولُ‪ ،‬هذا كلم الميدي‪ .‬وقال‬ ‫عليهم‪ ،‬لنه ل يدري سرّ اللّه تعال ف خلقه‪ ،‬هكذا كان بع ُ‬ ‫س وهلكوا ونو ذلك‪ ،‬فإذا فعل‬ ‫ب الناسَ ويذك ُر مساويهم ويقول‪ :‬فس َد النّا ُ‬ ‫الطاب‪ :‬معناه‪ :‬ل يزا ُل يعي ُ‬ ‫ذلك فهو أهلكُهم‪ :‬أي أسوأ حالً فيما يَلحقُه من الِث ف عيبهم والوقيعة فيهم‪ ،‬وربا أدّاه ذلك إل‬ ‫العجب بنفسه ورؤيته أن له فضلً عليهم‪ ،‬وأنه خي منهم فيهلك‪ ،‬هذا كلم الطاب فيما رويناه عنه ف‬ ‫كتابه "معال السنن"‪.‬‬ ‫‪ 6/939‬وروينا ف سنن أب داود رضي اللّه عنه قال‪ :‬حدّثنا القعنب‪ ،‬عن مالك‪ ،‬عن سهل بن أب‬ ‫صال‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أب هريرة فذكر هذا الديث‪ ،‬ث قال‪:‬قال مالكٌ‪ :‬إذا قال ذلك تزنا لا يرى ف‬ ‫الناس قال‪ :‬يعن من أمر دينهم فل أرى به بأسا‪ ،‬وإذا قال ذلك عجبا بنفسه وتصاغرا للناس فهو الكروه‬ ‫الذي يُنهى عنه‪)40( .‬‬

‫‪347‬‬

‫قلتُ‪ :‬فهذا تفسي بإسناد ف ناية من الصحة وهو أحسن ما قيل ف معناه وأوجز‪ ،‬ول سيما إذا كان عن‬ ‫الِمام مالك رضي اللّه عنه‪.‬‬ ‫فصل‪:‬‬ ‫‪ 7/940‬روينا ف سنن أب داود‪ ،‬بالِسناد الصحيح‪ ،‬عن حذيفةَ رضي اللّه عنه‪،‬عن النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬ل َتقُولُوا ما شاءَ اللّ ُه وَشاءَ فُلنٌ‪ ،‬وََلكِنْ قولُوا ما شَاءَ اللّهُ ثُ ّم ما شَاءَ فُلنٌ"‪)41(.‬‬ ‫قال الطاب وغيه‪ :‬هذا إرشادٌ إل الدب‪ ،‬وذلك أن الواو للجمع والتشريك‪ ،‬وث للعطف مع الترتيب‬ ‫والتراخي‪ ،‬فأرشدَهم صلى اللّه عليه وسلم إل تقدي مشيئة اللّه تعال على مشيئة مَن سواه‪ .‬وجاء عن‬ ‫إبراهيم النخعي أنه كان يكرهُ أن يقول الرجل‪ :‬أعوذ باللّه وبك؛ ويوز أن يقول‪ :‬أعوذ باللّه ث بك؛‬ ‫قالوا‪ :‬ويقول‪ :‬لول اللّه ث فلن لفعلت كذا‪ ،‬ول تقل‪ :‬لول اللّه وفلن‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ويُكره أن يقول‪ :‬مُطرنا بنوْءِ كذا‪ ،‬فإن قاله معتقدا أن الكوكب هو الفاعل فهو كفر‪ ،‬وإن‬ ‫قاله معتقدا أن اللّه تعال هو الفاعل وأن النوْءَ الذكور علمة لنول الطر ل يكفر‪ ،‬ولكنه ارتكب‬ ‫مكروها لتلفظه بذا اللفظ الذي كانت الاهلية تستعملُه‪ ،‬مع أنه مشتركٌ بي إرادة الكفر وغيه‪ ،‬وقد‬ ‫قدّمنا الديث الصحيح التعلق بذا الفصل ف باب ما يقول عند نزول الطر‪.‬‬ ‫ت كذا فأنا يهوديّ أو نصران‪ ،‬أو بريءٌ من السلم ونو ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫فصل‪ :‬يرمُ أن يقولَ إن فعل ُ‬ ‫قاله وأرا َد حقيقة تعليق خروجه عن الِسلم بذلك صارَ كافرا ف الال وجرتْ عليه أحكامُ الرتدّين‪،‬‬ ‫ب عليه التوبة‪ ،‬وهي أن يُقلعَ ف الال عن معصيته‬ ‫وإن ل يُردْ ذلك ل يكفرْ‪ ،‬لكن ارتكبَ مرّما‪ ،‬فيج ُ‬ ‫ويندمَ على ما فعل ويَعْ ِز َم على أن ل يعو َد إليه أبدا ويستغفر اللّه تعال ويقول‪ :‬ل إله إلّ اللّه ممدٌ رسولُ‬ ‫اللّه‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬يرم عليه تريا مغلّظا أن يقولَ لسلم‪ :‬يا كافر!‬ ‫‪ 8/941‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما‪ ،‬قال‪:‬قال رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذَا قالَ الرّجُلُ لخِيهِ‪ :‬يا كافِرٌ! َفقَدْ با َء بِها أحَ ُدهُما‪ ،‬فإن كانَ كما قال َوإِلّ‬ ‫ت عََليْهِ"‪.‬‬ ‫رَ َج َع ْ‬

‫‪348‬‬

‫‪ 9/942‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن أب ذرّ رضي اللّه عنه أنه سع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ل بال ُكفْ ِر أوْ قَا َل عَ ُدوّ اللّه ـ وََلْيسَ كَذَلِكَ ـ إلّ حا َر عََليْهِ" وهذا لفظ رواية‬ ‫يقول‪" :‬مَنْ دَعا رَ ُج ً‬ ‫مسلم‪ ،‬ولفظ البخاري بعناه‪ ،‬ومعن حارَ‪ :‬رجع‪)42( .‬‬ ‫فصل‪ :‬لو دعا مسلم على مسلم فقال‪ :‬اللّه ّم اسلبه الِيانَ عصى بذلك‪ ،‬وهل يكفر الداعي بجرد‬ ‫هذا الدعاء؟ فيه وجهان لصحابنا حكاها القاضي حسي من أئمة أصحابنا ف الفتاوى أصحّهما ل‬ ‫يكفر‪ ،‬وقد يُحت ّج لذا بقول اللّه تعال إخبارا عن موسى صلى اللّه عليه وسلم‪َ { :‬ربّنا اطْ ِمسْ على‬ ‫أ ْموَاِلهِ ْم وَاشْ ُددْ على قُلُوِبهِمْ فَل ُيؤْ ِمنُوا} الية [يونس‪ ،]88 :‬وف هذا الستدلل نظر‪ ،‬وإن قلنا إنّ‬ ‫شرعَ من قبلنَا شرعٌ لنا‪.‬‬ ‫ص القرآن (‬ ‫فصل‪ :‬لو أكرهَ الكفّار مسلما على كلمة الكفر فقالا وقلبه مطمئ ّن بالِيان ل يكفر بن ّ‬ ‫قال تعال‪{ :‬إِ ّل مَن أُكره وقلبه مطمئن بالِيان} [النحل‪ )]106:‬وإجاع السلمي‪ ،‬وهل الفضل أن‬ ‫يتكلّم با ليصو َن نفسَهُ من القتل؟ فيه خسةُ أوجه لصحابنا‪ ،‬الصحيحُ أن الفضلَ أن يصبَ للقتل ول‬ ‫يتكلّم بالكفر‪ ،‬ودلئلُه من الحاديث الصحيحة وفعل الصحابة رضي اللّه عنهم مشهورة‪ ،‬والثان‬ ‫الفضلُ أن يتكلّ َم ليصو َن نفسَه من القتل‪ .‬والثالث إن كان ف بقائه مصلحةٌ للمسلمي بأن كان يرجو‬ ‫النكايةَ ف العدوّ أو القيام بأحكام الشرع‪ ،‬فالفضلُ أن يتكلّم با‪ ،‬وإن ل يكن كذلك فالصبُ على القتل‬ ‫أفضل‪ .‬والرابع إن كان من العلماء ونوهم مّن يُقتدى بم فالفض ُل الصب لئل يغت ّر به العوامّ‪ .‬والامسُ‬ ‫ب عليه التكلّم لقول اللّه تعال‪{ :‬وَل تُ ْلقُوا بأيْدِيكُمْ إل الّتهُْل َكةِ} [البقرة‪ ]195:‬وهذا الوجه‬ ‫أنه ي ُ‬ ‫ضعيف جدا‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬لو أكره السلمُ كافرا على الِسلم فنطقَ بالشهادتي‪ ،‬فإن كان الكافرُ حربيا ص ّح إسلمه‪،‬‬ ‫لنه إكراه بقّ؛ وإن كان ذميّا ل يصِرْ مسلما لنّا التزمنا الكفّ عنه‪ ،‬فإكراهُه بغي حق‪ ،‬وفيه قولٌ‬ ‫ضعيفٌ أنه يصيُ مسلما لنه أمره بالقّ‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬إذا نط َق الكافرُ بالشهادتي بغي إكراه‪ ،‬فإن كان على سبيل الكاية بأن قال‪ :‬سعتُ زيدا‬ ‫يقول‪ :‬ل إِله إِلّ اللّه ممدٌ رسولُ اللّه‪ .‬ل يُحكم بإسلمه‪ ،‬وإن نط َق بما بعد استدعاء مسلم بأن قال له‬ ‫مسلمٍ‪ :‬قل ل إِله إلّ اللّه ممدٌ رسولُ اللّه‪ ،‬فقالما‪ ،‬صا َر مسلما؛ وإن قالما ابتداءً ل حكاي ًة ول‬

‫‪349‬‬

‫باستدعاء‪ ،‬فالذهبُ الصحي ُح الشهورُ الذي عليه جهور أصحابنا أنه يصيُ مسلما‪ ،‬وقيل ل يصيُ‬ ‫لحتمال الكاية‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ينبغي أن ل يُقال للقائم بأمر السلمي خليفة اللّه‪ ،‬بل يُقال الليفة‪ ،‬وخليفةُ رسولِ اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم وأميُ الؤمني‪.‬‬ ‫روينا ف شرح السنّة للِمام أب ممد البغوي رضي اللّه عنه قال رحه اللّه‪ :‬ل بأسَ أن يُسمّى القائم بأمر‬ ‫السلمي أمي الؤمني والليفة‪ ،‬وإن كان مالفا لسية أئمة العدل لقيامه بأمر الؤمني وسع الؤمني له‪.‬‬ ‫ف الاضي قبلَه وقام مقامه‪ .‬قال‪ :‬ول يُسمى أحدٌ خليفة اللّه تعال بعد آدم‬ ‫قال‪ :‬ويُسمّى خليفة لنه خل َ‬ ‫وداود عليهما الصلة والسلم‪ .‬قال اللّه تعال‪{ :‬إن جاعِلٌ ف ال ْرضِ خَلِي َفةً} [البقرة‪ ]30:‬وقال‬ ‫تعال‪{ :‬يا دَاوُ َد إنّا َجعَلْناكَ خَلِيفةً ف ال ْرضِ} [ص‪ ]26:‬وعن ابن أب مُليكة أن رجلً قال لب بكر‬ ‫الصديق رضي اللّه عنه‪ :‬يا خليفة اللّه! فقال‪ :‬أنا خليفة ممد صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وأنا راضٍ بذلك‪.‬‬ ‫وقال رجلٌ لعمرَ بن الطاب رضي اللّه عنه‪ :‬يا خليفة اللّه! فقال‪ :‬ويلَك لقد تناولتَ تناو ًل بعيدا‪ ،‬إن‬ ‫ت أبا حفص‪ ،‬فلو دعوتن به قبلتُ‪ ،‬ث‬ ‫ت ف ُكنّي ُ‬ ‫ُأمّي سّتن عمر‪ ،‬فلو دعوتن بذا السم قبلتُ‪ ،‬ث َكبِر ُ‬ ‫وليتمون أمورَكم فسمّيتُون أمَي الؤمني‪ ،‬فلو دعوتن بذاك كفاك‪.‬‬ ‫وذكر الِمام أقضى القضاة أبو السن الاوردي البصري الفقيه الشافعي ف كتابه "الحكام السلطانية" أن‬ ‫الِما َم سُ ّميَ خليفةً؛ لنه خلفَ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف أُمته‪ ،‬قال‪ :‬فيجوز أن يُقال الليفة‬ ‫على الِطلق‪ ،‬ويوز خليفة رسول اللّه‪.‬‬ ‫قال‪ :‬واختلفوا ف جواز قولنا خليفة اللّه‪ ،‬فجوّزه بعضُهم لقيامه بقوقه ف خلقه‪ ،‬ولقوله تعال‪{ :‬هُوَ‬ ‫الّذِي َجعََلكُمْ خَلئِفَ ف ال ْرضِ} [فاطر‪ ]39:‬وامتنع جهورُ العلماء من ذلك ونسبُوا قائلَه إل‬ ‫الفجور‪ ،‬هذا كلم الاوردي‪.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬وأوّلُ مَن سُمّي أميَ الؤمني عمر بن الطاب رضي اللّه عنه‪ ،‬ل خلف ف ذلك بي أهل العلم‪.‬‬ ‫وأما ما توهه بعضُ الهلة ف مسيلمة فخطأٌ صريح وجهلٌ قبيح مالف لِجاع العلماء‪ ،‬وكُتبهم‬ ‫متظاهرة على نقل التفاق على أن أوّل مَن سُمّي أميَ الؤمني عمر بن الطاب رضي اللّه عنه‪.‬‬

‫‪350‬‬

‫وقد ذكر الِمام الافظ أبو عمر بن عبد البّ ف كتابه "الستيعاب" ف أساء الصحابة رضي اللّه عنهم‬ ‫بيان تسمية عمر أمي الؤمني أوّلً‪ ،‬وبيان سبب ذلك‪ ،‬وأنه كان يُقال ف أب بكر رضي اللّه عنه خليفة‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬يرمُ تريا غليظا أن يقولَ للسلطان وغيه من اللق شاهان شاه‪ ،‬لن معناه ملك اللوك‪،‬‬ ‫ول يُوصف بذلك غي اللّه سبحانه وتعال‪.‬‬ ‫‪ 10/943‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هُريرة رضي اللّه عنه عن النبّ قال‪" :‬إ ّن‬ ‫ك المْلكِ" وقد قدّمنا بيان هذا ف كتاب الساء‪ ،‬وأن سفيانَ‬ ‫أ ْخنَ َع اسْ ٍم عِنْدَ اللّ ِه تَعال رَجُ ٌل يُسَمّى مَلِ َ‬ ‫بن عيينة قال‪ :‬ملك الملك مثل شاهان شاه‪)43( .‬‬ ‫فصل‪ :‬ف لفظ السيد‪ .‬اعلم أن السيد يُطلق على الذي يفوق قومَه ويرتفعُ قدرُه عليهم‪ ،‬ويُطلق على‬ ‫الزعيم والفاضل‪ ،‬ويُطلق على الليم الذي ل يستفزّه غضبُه‪ ،‬ويُطلق على الكري وعلى الالك وعلى‬ ‫ث كثي ٌة بإطلق سيد على أهل الفضل‪.‬‬ ‫الزوج‪ ،‬وقد جاءت أحادي ُ‬ ‫‪ 11/944‬فمن ذلك ما رويناه ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أب بكرةَ رضي اللّه عنه؛أن النبّ صلى اللّه‬ ‫صعِدَ بالسن بن عليّ رضي اللّه عنهما النبَ فقال‪" :‬إنّ اْبنِي هَذَا َسيّدٌ‪ ،‬وََلعَلّ اللّه تعال أنْ‬ ‫عليه وسلم َ‬ ‫ُيصْلِ َح بِ ِه بَيْنَ ِفَئَتيْ ِن مِنَ الُسِْلمِيَ"‪)44(.‬‬ ‫‪ 12/945‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب سعيد الدري رضي اللّه عنه؛أن رسولَ اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم قال للنصار لا أقبل سعد بن معاذ رضي اللّه عنه‪" :‬قُومُوا إل َسيّدِكُمْ" أو "‬ ‫َخيْرِكُمْ" كذا ف بعض الروايات "سيّدكم أو خيِكم" وف بعضها "سيّدكم" بغي شك‪)45( .‬‬ ‫‪ 13/946‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛أن سعدَ بن عبادة رضي اللّه عنه‬ ‫ل أيقتله؟ الديث‪ ،‬فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫قال‪ :‬يا رسولَ اللّه! أرأيتَ الرجلَ يدُ مع امرأته رج ً‬ ‫وسلم‪" :‬انْظُرُوا إل ما َيقُولُ َسيّدُكُمْ"‪ ()46(.‬مسلم (‪ )1498‬ولفظه‪ :‬اسعوا إل ما يقول سيّدُكم ‪،‬‬ ‫قال ابن علّن‪ :‬وأخرجه مالك ف الوطأ‪ ،‬وأبو داود‪ (" ).‬مسلم (‪ )1498‬ولفظه‪ :‬اسعوا إل ما يقول‬ ‫سيّدُكم ‪ ،‬قال ابن علّن‪ :‬وأخرجه مالك ف الوطأ‪ ،‬وأبو داود‪ (").‬مسلم (‪ )1498‬ولفظه‪" :‬اسعوا‬ ‫إل ما يقول سيّدُكم"‪ ،‬قال ابن علّن‪ :‬وأخرجه مالك ف الوطأ‪ ،‬وأبو داود‪).‬‬ ‫‪351‬‬

‫وأما ما وردَ ف النهي‪:‬‬ ‫‪ 14/947‬فما رويناه بالِسناد الصحيح ف سنن أب دَاود‪ ،‬عن بريدة رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول‬ ‫ك َسيّدا َفقَ ْد أسْخَ ْطتُمْ َربّكُ ْم عَ ّز َوجَلّ"‪(.‬‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ل َتقُولُوا لِلمُنافِ ِق َسيّدٌ‪ ،‬فإنّه إنْ يَ ُ‬ ‫‪)47‬‬ ‫قلت‪ :‬والمع بي هذه الحاديث أنه ل بأس بإطلق فلن سيد‪ ،‬ويا سيدي‪ ،‬وشبه ذلك إذا كان السوّد‬ ‫فاضلً خيّرا‪ ،‬إما بعلم‪ ،‬وإما بصلح‪ ،‬وإما بغي ذلك؛ وإن كان فاسقا‪ ،‬أو متهما ف دينه‪ ،‬أو نو ذلك‬ ‫كُره له أن يقال سيّد‪ .‬وقد روينا عن الِمام أب سليمان الطاب ف معال السنن ف المع بينهما نو‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬يُكره أن يقول الملوك لالكه‪ :‬رب‪ ،‬بل يقول‪ ،‬سيدي‪ ،‬وإن شاء قال‪ :‬مولي‪ .‬ويُكره للمالك‬ ‫أن يقول‪ :‬عبدي وأمت‪ ،‬ولكن يقول‪ :‬فتايَ وفتات أو غلمي‪.‬‬ ‫‪ 15/948‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫ي َو َموْليَ؛ وَل َيقُلْ‬ ‫وسلم قال‪" :‬ل َيقُلْ أ َحدُكُ ْم أطْعِمْ َربّكَ‪ ،‬وَضّىءْ َربّكَ‪ ،‬اسْقِ َربّكَ‪ ،‬وَلَْيقُلْ‪َ :‬سيّدِ ِ‬ ‫ي وَفَتاتِي َوغُلمي" وف رواية لسلم‪" :‬وَل َيقُلْ أحَدُكُمْ َربّي وَْليَقُلْ‬ ‫أحَدُكُ ْم عبْدِي أ َمتِي‪ ،‬وَْلَيقُلْ‪ :‬فَتا َ‬ ‫َسيِدي َو َموْليَ" وف رواية له‪" :‬ل َيقُولَنّ أ َحدُكُ ْم َعبْدِي وَأ َمتِي‪َ ،‬فكُّلكُ ْم َعبِيدٌ‪ ،‬وَل َيقُ ِل ال َعبْدُ رَب وَْلَيقُلْ‬ ‫َسيّدِي" وف رواية له‪" :‬ل َيقُولَنّ أحَدُكُ ْم َعبْدِي وَأمَت‪ ،‬كُّلكُ ْم َعبِيدُ اللّهِ‪ ،‬وكُ ّل نِسائِكُمْ إماءُ اللّهِ‪ ،‬وََلكِنْ‬ ‫ِلَيقُلْ غُلمي وَجا ِريَتِي وَفَتايَ وَفَتاتِي"‪.‬‬ ‫ب باللف واللم إلّ على اللّه تعال خاصة‪ ،‬فأما مع الضافة فيقال‪ :‬ر ّ‬ ‫ب‬ ‫قلتُ‪ :‬قال العلماء‪ :‬ل يُطلق الر ّ‬ ‫الال‪ ،‬وربّ الدار‪ ،‬وغي ذلك‪ .‬ومنه قول النبّ صلى اللّه عليه وسلم ف الديث الصحيح ف ضالّة الِبل "‬ ‫ب الصّ َريْمة وال ُغنَيْمة‪ ،‬ونظائره ف الديث كثية مشهورة‪.‬‬ ‫َدعْها حتّى َيلْقاها َربّها" (‪ : )48‬ر ّ‬ ‫وأما استعمال حلة الشرع ذلك فأمر مشهور معروف‪ .‬قال العلماء‪ :‬وإنا كره للمملوك أن يقول لالكه‪:‬‬ ‫رب‪ ،‬لن ف لفظه مشاركة للّه تعال ف الربوبية‪ .‬وأما حديث "حت يلقاها ربّها" و"ربّ الصرية" وما ف‬ ‫معناها‪ ،‬فإنا استعمل لنا غي مكلفة‪ ،‬فهي كالدار والال‪ ،‬ول شك أنه ل كراهة ف قول ربّ الدار‬ ‫وربّ الال‪ .‬وأما قول يوسف صلى اللّه عليه وسلم‪{ :‬اذكرن عند ربك} [يوسف‪ ]42:‬فعنه جوابان‪:‬‬ ‫‪352‬‬

‫أحدها أنه خاطبه با يعرفه‪ ،‬وجاز هذا الستعمال للضرورة‪ ،‬كما قال موسى صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫للسامري‪{ :‬وَانْظُرْ إل إلك} [طه‪ ]97:‬أي الذي اتذته إلا‪ .‬والواب الثان أن هذا شرعُ مَنْ َقبْلنَا‪،‬‬ ‫وشرعُ من قبلنا ل يكون شرعا لنا إذا ورد شرعُنا بلفه‪ ،‬وهذا ل خلف فيه‪ .‬وإنا اختلف أصحاب‬ ‫الصول ف شرع من قبلنا إذا ل يردْ شرعُنا بوافقته ول مالفته‪ ،‬هل يكون شرعا لنا أم ل؟‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬قال المام أبو جعفر النحاس ف كتابه "صناعة الكتاب"‪ :‬أما الول فل نعلم اختلفا بي‬ ‫العلماء أنه ل ينبغي لحد أن يقول لحد من الخلوقي‪ :‬مولي‪ .‬قلت‪ :‬وقد تقدم ف الفصل السابق‬ ‫جواز إطلق مولي‪ ،‬ول مالفة بينه وبي هذا‪ ،‬فإن النحاس تكلّم ف الول باللف واللم‪ ،‬وكذا قال‬ ‫النحاس‪ :‬يقال سيد لغي الفاسق‪ ،‬ول يقال السيد باللف واللم لغي اللّه تعال؛ والظهر أنه ل بأس بقوله‬ ‫الول والسيد باللف واللم بشرطه السابق‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ف النهي عن سبّ الريح‪ .‬وقد تقدم الديثان ف النهي عن سبّها وبيانما ف باب ما يقول إذا‬ ‫هاجت الريح (‪.)49‬‬ ‫فصل‪ :‬يُكره سبّ المى‪.‬‬ ‫‪ 16/949‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن جابر رضي اللّه عنه‪:‬أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم دخلَ‬ ‫ك يا ُأمّ السّائِبِ! ـ أو يا ُأمّ السيّب ـ تُزَ ْفزِفِيَ؟" قالت‪:‬‬ ‫على ُأمّ السائب أو ُأمّ السيب فقال‪" :‬ما لَ ِ‬ ‫سبّي الُمّى‪ ،‬فإنّها تُ ْذ ِهبُ خَطايا بن آ َدمَ كَمَا يُ ْذ ِهبُ الكِيُ َخبَثَ‬ ‫المّى ل باركَ اللّه فيها‪ ،‬فقال‪" :‬ل تَ ُ‬ ‫الَدِيدِ"‪)50(.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬تزفزفي‪ :‬أي تتحركي حركة سريعة‪ ،‬ومعناه‪ :‬ترتعد‪ ،‬وهو بضم التاء وبالزاي الكرّرة‪ ،‬وروي‬ ‫أيضا بالراء الكرّرة‪ ،‬والزاي أشهر؛ ومّن حكاها ابن الثي؛ وحكى صاحب الطالع الزاي‪ ،‬وحُكي الراء‬ ‫مع القاف؛ والشهور أنه بالفاء سواء بالزاي أو بالراء‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ف النهي عن سبّ الديك‪.‬‬ ‫‪ 17/950‬روينا ف سنن أب داود بإسناد صحيح‪ ،‬عن زيد بن خالد الهن رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ل تَسُبّوا الدّيكَ‪ ،‬فإنّ ُه يُوقِظُ لِلصّلةِ"‪)51(.‬‬ ‫‪353‬‬

‫فصل‪ :‬ف النهي عن الدعاء بدعوى الاهلية وذمّ استعمال ألفاظهم‪.‬‬ ‫‪ 18/951‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه؛أن رسول اللّه صلى‬ ‫ليُوبَ وَدعا بِ َدعْوى الَاهِلّيةِ" وف رواية "أوْ‬ ‫ب الُدُو َد َوشَ ّق ا ُ‬ ‫س ِمنّا مَنْ ضَرَ َ‬ ‫اللّه عليه وسلم قال‪َ" :‬لْي َ‬ ‫شَ ّق أوْ دعا" بأو‪)52( .‬‬ ‫فصل‪ :‬ويُكره أن يُسمّى الح ّرمُ صفرا‪ ،‬لن ذلك من عادة الاهلية‪.‬‬ ‫ب والّذينَ آمَنُوا‬ ‫فصل‪ :‬يرمُ أن يُدعى بالغفرة ونوها لن مات كافرا‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬ما كانَ لِلنّ ّ‬ ‫ي وََلوْ كَانُوا أُول ُق ْربَى مِ ْن َبعْد ما َتبَيّنَ َلهُ ْم أّنهُمْ أصْحابُ الَحِيمِ} [التوبة‪:‬‬ ‫سَتغْفِرُوا لِ ْلمُشْرِكِ َ‬ ‫أ ْن يَ ْ‬ ‫‪ ]113‬وقد جاء الديث بعناه‪ ،‬والسلمون ممعون عليه‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬يرم سبّ السلم من غي سبب شرعي يوّز ذلك‪.‬‬ ‫‪ 19/952‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه‪،‬عن رسول اللّه صلى‬ ‫ب الُسْلِمِ فُسُوقٌ"‪.‬‬ ‫اللّه عليه وسلم قال‪" :‬سِبا ُ‬ ‫ورويناه ف صحيح مسلم‪ ،‬وكتاب أب داود والترمذي‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ .‬وصحّ أن رسول‬ ‫ستَبّا ِن ما قال‪َ ،‬فعَلى البادِى ِء ِمْنهُما ما لَ ْم َي ْعتَدِ الَ ْظلُومُ" قال الترمذي‪:‬‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬الُ ْ‬ ‫حديث حسن صحيح‪)53( .‬‬ ‫فصل‪ :‬ومن اللفاظ الذمومة الستعملة ف العادة قوله لن ياصمه‪ ،‬يا حار! يا تيس! يا كلب! ونو‬ ‫ذلك؛ فهذا قبيح لوجهي‪ :‬أحدها أنه كذب‪ ،‬والخر أنه إيذاء؛ وهذا بلف قوله‪ :‬يا ظال! ونوه‪ ،‬فإن‬ ‫ذلك يُسامح به لضرورة الخاصمة‪ ،‬مع أنه يصدق غالبا‪ ،‬فق ّل إنسانٌ إل وهو ظال لنفسه ولغيها‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬قال النحاس‪ :‬كر َه بعضُ العلماء أن يُقال‪ :‬ما كان معي َخلْقٌ إلّ اللّه‪ .‬قلت‪ :‬سبب الكراهة‬ ‫ل وهو هنا مُحال‪ ،‬وإنا الراد هنا الستثناء‬ ‫بشاعةُ اللفظ من حيث أن الصل ف الستثناء أن يكون متص ً‬ ‫النقطع‪ ،‬تقديرُه ولكن كان اللّه معي‪ ،‬مأخوذ من قوله‪َ { :‬وهُ َو َم َعكُمْ} َوَينْبغي أن يُقال بد َل هذا‪ :‬ما‬ ‫كان معي أحدٌ إلّ اللّه سبحانه وتعال‪ ،‬قال‪ :‬وكره أن يُقال‪ :‬اجلس على اسم اللّه‪ ،‬وليقلْ اجلس باسم‬ ‫اللّه‪.‬‬ ‫‪354‬‬

‫س عن بعض السلف أنه يُكره أن يقو َل الصائمُ‪ :‬وح ّق هذا الات الذي على‬ ‫فصل‪ :‬حكى النحّا ُ‬ ‫فمي‪ ،‬واحتجّ له بأنه إنا يُختم على أفواه الكفار‪ ،‬وف هذا الحتجاج نظر‪ ،‬وإنا حجته أنه حلفٌ بغي اللّه‬ ‫سبحانه وتعال‪ ،‬وسيأت النهي عن ذلك إن شاء اللّه تعال قريبا‪ ،‬فهذا مكروهٌ لا ذكرنا‪ ،‬ولا فيه من‬ ‫إظهار صومه لغي حاجة‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪:‬‬ ‫‪ 20/953‬روينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬أو غيه‪،‬عن عمران بن‬ ‫الصي رضي اللّه عنهما قال‪ :‬كنّا نقول ف الاهلية‪ :‬أنعم اللّه بك عينا‪ ،‬وأنعم صباحا‪ ،‬فلما كان‬ ‫الِسلم نُهينا عن ذلك‪ .‬قال عبد الرزاق‪ :‬قال معمر‪ :‬يُكره أن يقول الرجل‪ :‬أنعم اللّه بك عينا‪ ،‬ول بأس‬ ‫أن يقول‪ :‬أنعم اللّه عينَك‪ .‬قلتُ‪ :‬هكذا رواه أبو داود عن قتادة أو غيه‪ ،‬ومثل هذا الديث قال أهل‬ ‫ت به‬ ‫العلم‪ :‬ل يُحكم له بالصحة‪ ،‬لن قتادة ثقة وغيُه مهول‪ ،‬وهو متمل أن يكون عن الجهول فل يثب ُ‬ ‫حكم شرعي‪ ،‬ولكن الحتياط للِنسان اجتناب هذا اللفظ لحتمال صحته‪ ،‬ولن بعض العلماء يتجّ‬ ‫بالجهول‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ف النهي أن يتناجى الرجلن إذا كان معهما ثالث وحده‪.‬‬ ‫‪ 21/954‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه‬ ‫ختَِلطُوا بالنّاسِ مِنْ أجْ ِل أنّ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إذَا ُكْنتُمْ ثَلثَة فَل َيَتنَاجَى اْثنَانِ دُونَ الخَرِ حتّى تَ ْ‬ ‫ك يُحْزنُهُ"‪)54(.‬‬ ‫ذل َ‬ ‫‪ 22/955‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫لَثةً فَل َيَتنَاجَى اثْنانِ دُو َن الثّاِلثِ" (‪)55‬ورويناه ف سنن أب داود‪ ،‬وزاد ـ قال أبو‬ ‫قال‪ " :‬إِذَا كانُوا َث َ‬ ‫ت لبن عمر‪ :‬فأربعة؟ قال‪ :‬ل يضرّك‪.‬‬ ‫صال الراوي ـ عن ابن عمر‪ :‬قل ُ‬ ‫ع إليه حاجة شرعية‬ ‫فصل‪ :‬ف ني الرأة أن تبَ زوجَها أو غيَه بس ِن بدنِ امرأةٍ أخرى إذا ل تد ُ‬ ‫من رغبة ف زواجها ونو ذلك‪.‬‬ ‫‪ 23/956‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ل تُباشِرِ الرأةُ الَرأةَ َفَتصِفُها ل َز ْوجِها كأنّ ُه َينْظُرُ إَِلْيهَا"‪.‬‬ ‫‪355‬‬

‫(‪)56‬‬ ‫فصل‪ :‬يُكره أن يُقال للمتزوّج‪ :‬بالرّفا ِء والبنيَ‪ ،‬وإنا يُقال له‪ :‬باركَ اللّه لك وباركَ عليك‪ ،‬كما‬ ‫ذكرناه ف كتاب النكاح‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬روى النّحاسُ عن أب بكر ممد بن يي ـ وكان أح َد الفقهاء الدباء ـ أنه قال‪ :‬يُكره أن‬ ‫يُقال لح ٍد عند الغضب‪ :‬اذكر اللّه تعال؛ خوفا من أن يملَه الغضبُ على الكفر‪ ،‬قال‪ :‬وكذا ل يُقال‬ ‫له‪ :‬ص ّل على النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬خوفا من هذا‪.‬‬ ‫ف على شي ٍء فيتورّع‬ ‫فصل‪ :‬من أقبح اللفاظ الذمومة‪ ،‬ما يَعتادُه كثيون من الناس إذا أرادَ أن يَحلِ َ‬ ‫عن قوله‪ :‬واللّه‪ ،‬كراهيةَ النث أو إجللً للّه تعال وتصوّنا عن اللف‪ ،‬ث يقول‪ :‬اللّه يعلم ما كان كذا‪،‬‬ ‫أو لقد كان كذا ونوه‪ ،‬وهذه العبارةُ فيها خطرٌ‪ ،‬فإن كان صاحبُها متيقنا أن المر كما قال فل بأس‬ ‫با‪ ،‬وإن كان تشكّكَ ف ذلك فهو من أقبح القبائح لنه تع ّرضَ للكذب على اللّه تعال‪ ،‬فإنه أخبَ أن اللّه‬ ‫تعال يعل ُم شيئا ل يتيق ُن كيف هو‪ .‬وفيه دقيقة أخرى أقبحُ من هذا‪ ،‬وهو أنه تعرّض لوصف اللّه تعال‬ ‫بأنه يعلمُ المرَ على خلف ما هو‪ ،‬وذلك لو تقّقَ كان كافرا‪ ،‬فينبغي للنِسان اجتنابُ هذه العبارة‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ويُكره أن يقولَ ف الدّعاء‪ :‬اللّهم اغفر ل إن شئت‪ ،‬أو إن أردتَ‪ ،‬بل يزمُ بالسألة‪.‬‬ ‫‪ 24/957‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛أن رسولَ اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬ل َيقُولَنّ أحَدُكُمْ‪ :‬الّلهُمّ ا ْغفِرْ لِي إ ْن ِشئْتَ‪ ،‬الّلهُمّ ارْ َح ْمنِي إنْ ِشْئتَ‪ِ ،‬لَيعْ ِز ِم الَسأل َة فإنّهُ‬ ‫ل مُكْ ِرهَ لَهُ"‪ .‬وف رواية لسلم "ولَك ْن لَيعْ ِز ْم وَْليُعظِمِ ال ّر ْغَبةَ‪ ،‬فإنّ اللّه ل َيتَعاظَمُ ُه َشيْ ٌء أعْطاهُ"‪)57(.‬‬ ‫‪ 25/958‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ستَكْ ِرهَ لَهُ"‪)58(.‬‬ ‫"إذَا دَعا أحَدُكُمْ فَ ْلَيعْ ِزمِ السألةَ وَل َيقُولَنّ اللّه ّم إنْ ِشْئتَ فأعْطِن فإنّه ل مُ ْ‬ ‫فصل‪ :‬ويُكره اللفُ بغي أساء اللّه تعال وصفاته‪ ،‬سواءٌ ف ذلك النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪،‬‬ ‫والكعبة‪ ،‬واللئكة‪ ،‬والمانة‪ ،‬والياة‪ ،‬والروح‪ ،‬وغي ذلك‪ .‬ومن أشدّها كراهة‪ :‬اللف بالمانة‪.‬‬

‫‪356‬‬

‫‪ 26/959‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما‪،‬عن النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬إنّ اللّ َه يَنْهاكُ ْم أنْ َتحِْلفُوا بأباِئكُمْ‪ ،‬فَ َم ْن كانَ حَالِفا َف ْليَحْلِفْ باللّه أوْ ِليَصمُت" وف‬ ‫سكُتْ"‪)59(.‬‬ ‫رواية ف الصحيح "َفمَ ْن كانَ حالِفا فَل يَحْلِفْ إِلّ باللّ ِه أوْ ِليَ ْ‬ ‫وروينا ف النهي عن اللف بالمانة تشديدا كثيا‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬ ‫‪ 27/960‬ما رويناه ف سنن أب داود‪ ،‬بإسناد صحيح‪ ،‬عن بُريدة رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه‬ ‫ف بالماَنةِ َفَلْيسَ ِمنّا"‪)60(.‬‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ َحلَ َ‬ ‫فصل‪ :‬يُكره إكثارُ اللف ف البيع ونوه وإن كان صادقا‪.‬‬ ‫‪ 28/961‬روينا ف صحيح مسلم عن أب قتادة رضي اللّه عنه أنه سع رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم يقول‪" :‬إيّاكُمْ و َكثْ َر َة الَلِفِ ف الَبيْ ِع فإنّ ُه يُْنفِ ُق ثُ ّم يَ ْمحَقُ"‪)61(.‬‬ ‫فصل‪ :‬يُكره أن يُقال قوسُ قزح لذه الت ف السماء‪.‬‬ ‫‪ 29/962‬روينا ف حلية الولياء لب نعيم‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‪،‬أن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫ح َشيْطانٌ‪ ،‬وََلكِنْ قُولُوا َقوْسَ اللّ ِه عَ ّز وَ َجلّ‪ ،‬ف ُهوَ أما ٌن لهْلِ‬ ‫وسلم قال‪ " :‬ل تَقُولُوا َقوْسَ ُقزَحَ‪ ،‬فإنّ قُ َز َ‬ ‫ال ْرضِ" (‪)62‬قلت‪ :‬قُزح بضم القاف وفتح الزاي‪ ،‬قال الوهري وغيه‪ :‬هي غي مصروفة وتقولُه‬ ‫العوامّ قدح بالدال وهو تصحيف‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬يُكره للِنسان إذا ابتُلي بعصيةٍ أو نوها أن يبَ غيَه بذلك‪ ،‬بل ينبغي أن يتوب إل اللّه‬ ‫تعال فيقل َع عنها ف الال ويند َم على ما فعل ويعزم أن ل يعود إل مثلها أبدا؛ فهذه الثلثة هي أركان‬ ‫التوبة ل تص ّح إل باجتماعها‪ ،‬فإن أخبَ بعصيته شيخَه أو شبهَه مّن يرجو بإخباره أن يعلّمه مرجا من‬ ‫معصيته‪ ،‬أو ليعلّمَه ما يَسلمُ به من الوقوع ف مثلها‪ ،‬أو يعرّفَه السببَ الذي أوقعه فيها‪ ،‬أو يدعوَ له أو‬ ‫نوَ ذلك فل بأسَ به‪ ،‬بل هو حسنٌ‪ ،‬وإنا يُكره إذا انتفتْ هذه الصلحةُ‪.‬‬ ‫‪ 30/963‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬سعتُ رسولَ اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬كُلّ ُأمّتِي معافً إل الُجاهِرينَ‪ ،‬وإنّ مِنَ الُجاهَ َر ِة أنْ َيعْمَلَ الرّجُل بالّليْلِ‬

‫‪357‬‬

‫ستُ ُرهُ َربّهُ‪،‬‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫عَ َملً ثًمّ يُصْب ُح وَقَ ْد َستَ َر ُه تَعال عََليْهِ‪َ ،‬فَيقُولُ‪ :‬يا فُلنُ! عَ ِم ْلتُ البارِ َحةَ كَذَا وكَذَا‪ ،‬وَقَ ْد با َ‬ ‫َويُصْب ُح َيكْشِفُ ِستْرَ اللّ ِه عََليْهِ"‪)63(.‬‬ ‫فصل‪:‬يَحرمُ على الكلّف أن يدّث عب َد الِنسان أو زوجته أو ابنه أو غلمَه ونوَهم با يُفسدهم به‬ ‫عليه‪ ،‬إذا ل يك ْن ما يُحدّثهم به أمرا بعروف أو نيا عن منكر‪ .‬قال اللّه تعال‪َ { :‬وَتعَاوَنوا على البِرّ‬ ‫ظ مِنْ َق ْولٍ إِلّ َل َديْهِ رَقِيبٌ‬ ‫وَالّت ْقوَى وَل َتعَا َونُوا على ا ِلثْ ِم وَالعُ ْدوَانِ} [الائدة‪ ]2:‬وقال تعال‪{ :‬ما يَ ْلفِ ُ‬ ‫عَتِيدٌ} [ق‪.]18:‬‬ ‫‪ 31/964‬وروينا ف كتاب أب داود والنسائي‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ َخّببَ َزوْ َج َة امْرِى ٍء أ ْو مَمْلُوكَهُ َفَلْيسَ ِمنّا"‪)64(.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬خّببَ باء معجمة ث باء موحدة مكرّرة ومعناه‪ :‬أفسده وخدعه‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ينبغي أن يُقال ف الال الخرج ف طاعة اللّه تعال‪ :‬أنفقتُ وشبهُه‪ ،‬فيقال‪ :‬أنفقتُ ف حجت‬ ‫ألفا‪ ،‬وأنفقتُ ف غزوت ألفي‪ ،‬وكذا أنفقتُ ف ضيافة ضيفان‪ ،‬وف خِتان أولدي‪ ،‬وف نكاحي‪ ،‬وشبه‬ ‫ذلك‪ :‬ول يقولُ ما يقوله كثيون من العوامّ‪ :‬غَ ِر ْمتُ ف ضيافت‪ ،‬وخسرتُ ف حجت‪ ،‬وضيّعت ف‬ ‫ت وضيّعت ونوها يكونُ ف‬ ‫ت وشبهه يكونُ ف الطاعات‪ .‬وخسرتُ وغرِم ُ‬ ‫سفري‪ .‬وحاصلهُ أن أنفق َ‬ ‫العاصي والكروهات‪ ،‬ول تُستعمل ف الطاعات‪.‬‬ ‫ستَعيُ)‬ ‫فصل‪ :‬ما يُنهى عنه ما يقولُه كثيون من الناس ف الصلة إذا قال الِمام (إيّاكَ َن ْعبُ ُد وإيّا َك نَ ْ‬ ‫فيقول الأموم‪ :‬إياك نعبد وإياك نستعي‪ ،‬فهذا ما ينبغي تركه والتحذير منه‪ ،‬فقد قال صاحب "البيان" من‬ ‫أصحابنا‪ :‬إنّ هذا يُبطل الصلة إل أن يقصد به التلوة‪ ،‬وهذا الذي قاله وإن كان فيه نظرٌ‪ ،‬والظاه ُر أنه‬ ‫ل ُيوَافق عليه‪ ،‬فينبغي أن يُجتنبَ‪ ،‬فإنه وإن ل يُبط ِل الصلةَ فهو مكروهٌ ف هذا الوضع‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ما يتأكد النهيُ عنه والتحذيرُ منه ما يقولُه العوا ّم وأشباهُهم ف هذه الكوس الت تُؤخذُ ما‬ ‫يبيع أو يشتري ونوها‪ ،‬فإنم يقولون‪ :‬هذا حقّ السلطان‪ ،‬أو عليك حقّ السلطان ونو ذلك من‬ ‫العبارات الشتملة على تسميته حقا أو لزما ونو ذلك‪ ،‬وهذا من أشدّ النكرات وأشنع الستحدثات‪،‬‬ ‫حت قال بعضُ العلماء‪ :‬من سّى هذا حقا فهو كافرٌ خارجٌ عن ملّة الِسلم‪ ،‬والصحيحُ أنه ل يكفرُ إل‬

‫‪358‬‬

‫إذا اعتقده حقا مع علمه بأنه ظلم؛ فالصوابُ أن يُقال فيه الكسُ أو ضريبةُ السلطان أو نو ذلك من‬ ‫العبارات‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬يكره أن يسألُ بوجه اللّه تعال غي النة‪.‬‬ ‫‪ 32/965‬روينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن جابر رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫لّنةُ"‪)1(.‬‬ ‫وسلم‪" :‬ل يُسأ ُل ِبوَجْهِ اللّهِ إلّ ا َ‬ ‫فصل‪ :‬يُكره منعُ من سألَ باللّه تعال وتشفّع به‪.‬‬ ‫‪ 33/966‬روينا ف سنن أب داود والنسائي‪ ،‬بأسانيد الصحيحي‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما‬ ‫قال‪:‬قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَ ْن ا ْستَعا َذ باللّهِ فأعِيذُوهُ‪َ ،‬ومَنْ سألَ باللّ ِه تَعال فأعْطُوهُ‪،‬‬ ‫صنَعَ إَِليْكُ ْم َمعْرُوفا َفكَاِفئُوهُ‪ ،‬فإنْ لَ ْم تَجِدُوا ما تُكافِئُونَهُ فا ْدعُوا لَهُ َحتّى تَ َروْا‬ ‫َومَنْ دَعاكُمْ فأجِيبُوهُ‪َ ،‬ومَنْ َ‬ ‫أنّكُمْ قَدْ كافأْتُمُوهُ"‪)2(.‬‬ ‫فصل‪:‬الشه ُر أنه يُكره أن يُقال‪ :‬أطالَ اللّه بقاءَك‪ .‬قال أبو جعفر النحّاس ف كتابه "صناعة الكتاب"‬ ‫ص فيه بعضُهم‪ .‬قال إساعيل بن إسحاق‪ :‬أوّلُ مَن‬ ‫‪ :‬كَ ِر َه بعضُ العلماء قولم‪ :‬أطالَ اللّه بقاءك‪ ،‬ور ّخ َ‬ ‫كتب أطالَ اللّه بقاءَك الزنادقة‪ .‬وروي عن حاد بن سلمة رضي اللّه عنه أن مكاتبة السلمي كانت من‬ ‫فلن إل فلن‪ ،‬أما بعد‪ :‬سلمٌ عليك‪ ،‬فإن أحدُ اللّه الذي ل إِله إِ ّل هو‪ ،‬وأسألُه أن يصّليَ على ممد‬ ‫وعلى آل ممد‪ .‬ث أحدثتِ الزنادقةُ هذه الكاتبات الت أوّلُها‪ :‬أطالَ اللّه بقاءَك‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬الذهبُ الصحي ُح الختار أنه ل يُكره قول الِنسان لغيه‪ :‬فِداكَ أب وأُمي‪ ،‬أو جعلن اللّه‬ ‫فداك‪ ،‬وقد تظاهرتْ على جواز ذلك الحاديثُ الشهورة الت ف الصحيحي وغيها‪ ،‬وسوا ٌء كانَ‬ ‫البوان مسلمي أو كافرين‪ ،‬وكَ ِرهَ ذلك بعضُ العلماء إذا كانا مسلمي‪ .‬قال النحاس‪ :‬وكرهَ مالكُ بن‬ ‫أنس‪ :‬جعلن اللّه فداك‪ ،‬وأجازَه بعضُهم‪ .‬قال القاضي عياض‪ :‬ذهبَ جهورُ العلماء إل جواز ذلك‪،‬‬ ‫سواءٌ كان الفديّ به مسلما أو كافرا‪ .‬قلت‪ :‬وقد جاء من الحاديث الصحيحة ف جواز ذلك مال‬ ‫يصى وقد نبهت على جل منها ف صحيح مسلم‬

‫‪359‬‬

‫فصل‪ :‬وما يُذمّ من اللفاظ‪ :‬الِراء والِدال والُصومة‪ .‬قال الِمام أبو حامد الغزال‪ :‬الراء‪ :‬طعنُك‬ ‫ف كلم الغي لِظهار خَلل فيه‪ ،‬لغي غرض سوى تقي قائله وإظهار مزّيتِك عليه؛ قال‪ :‬وأما الدالُ‬ ‫فعبارةٌ عن أمر يتعلّ ُق بإظهار الذاهب وتقريرها‪.‬‬ ‫ف به مقصودَه من مال أو غيه‪ ،‬وتارة يكون ابتدا ًء وتارة‬ ‫قال‪ :‬وأما الصومةُ فلِجَاجٌ ف الكلم ليستو َ‬ ‫يكون اعتراضا؛ والِراء ل يكون إل اعتراضا‪ .‬هذا كلم الغزال‪.‬‬ ‫واعلم أن الدال قد يكون بقّ‪ ،‬وقد يكون بباطل‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬وَل تُجادِلُوا أهْلَ الكِتابِ إِلّ باّلتِي‬ ‫هِيَ أحْسَنُ} [العنكبوت‪ ]41:‬وقال تعال‪{ :‬وَجادِْلهُمْ باّلتِي ِهيَ أَحْسَنُ} [النحل‪ ]125:‬وقال‬ ‫ف على القّ‬ ‫تعال‪{ :‬ما يُجادِلُ ف آياتِ اللّهِ إلّ الّذِينَ َكفَروا} [غافر‪ ]4:‬فإن كان الدالُ للوقو ِ‬ ‫وتقريرِه كان ممودا‪ ،‬وإن كان ف مدافعة القّ أو كان جدا ًل بغي علم كان مذموما‪ ،‬وعلى هذا‬ ‫التفصيل تني ُل النصوص الواردة ف إباحته وذمّه‪ ،‬والجادلة والدال بعن‪ ،‬وقد أوضحتُ ذلك مبسوطا‬ ‫ف تذيب الساء واللغات‪.‬‬ ‫ت شيئا أذهبَ للدين ول أنقصَ للمروءة ول أضيعَ للذة ول أشغلَ للقلب من‬ ‫قال بعضُهم‪ :‬ما رأي ُ‬ ‫ب به الِمامُ الغزال‬ ‫الصومة‪ .‬فإن قلتَ‪ :‬ل بُ ّد للِنسان من الصومة لستبقاء حقوقه‪ .‬فالوابُ ما أجا َ‬ ‫أن الذمّ التأكّدَ إنا هو لن خاص َم بالباطل أو غي عل ٍم كوكيل القاضي‪ ،‬فإنه يتوكّ ُل ف الصومة قبل أن‬ ‫يعرفَ أن القّ ف أيّ جانب هو فيخاصمُ بغي علم‪ .‬ويدخلُ ف الذمّ أيضا مَن يطلبُ َحقّه لكنه ل‬ ‫ب للِيذاء والتسليط على خصمه‪ ،‬وكذلك من خَلَطَ‬ ‫يقتصرُ على قدرِ الاجة‪ ،‬بل يظه ُر اللد َد والكذ َ‬ ‫ت تُؤذي‪ ،‬وليس له إليها حاجة ف تصيل حقه‪ ،‬وكذلك مَن يملُه على الصومة مضُ‬ ‫بالصومة‪ ،‬كلما ٍ‬ ‫جتَه بطريق الشرع من غي لَ َددٍ‬ ‫العِناد لقهر الصم وكسره‪ ،‬فهذا هو الذموم‪ ،‬وأما الظلومُ الذي ينصرُ ح ّ‬ ‫وإسرافٍ وزيادةِ لاجٍ على الاجة من غي قصدِ عنادٍ ول إيذاء‪ ،‬ففعلُه هذا ليس حراما‪ ،‬ولكن الول‬ ‫تركُه ما وجد إليه سبيلً‪ ،‬لنّ ضبطَ اللسان ف الصومة على ح ّد العتدال متعذّر‪ ،‬والصومةُ تُوغرُ‬ ‫ج الغضبُ حص َل الق ُد بينهما حت يفرح كل واحد بساءةِ الخر‪،‬‬ ‫الصدو َر وتي ُج الغضبَ‪ ،‬وإذا ها َ‬ ‫ويزنُ بسرّته ويُطلق اللسانَ ف عرضه‪ ،‬فمن خاصمَ فقد تع ّرضَ لذه الفات‪ ،‬وأقلّ ما فيه اشتغالُ القلب‬ ‫حت أنه يكون ف صلته وخاطره معلقٌ بالحاجّة والصومة فل يَبقى حالُه على الستقامة؛ والصومةُ‬ ‫مبدأ الشرّ‪ ،‬وكذا الِدال والِراء‪ .‬فينبغي أن ل يفت َح عليه بابَ الصومة إل لضرورة ل بُ ّد منها‪ ،‬وعند‬ ‫ذلك يُحفظُ لسانَه وقلبَه عن آفات الصومة‪.‬‬ ‫‪360‬‬

‫‪ 34/967‬روينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‪ ،‬قال‪:‬قال رسولُ اللّه صلى اللّه‬ ‫ك إثْما أ ْن ل تَزَا َل مُخَاصِما"‪ (.‬الترمذي (‪ )1995‬وقال‪ :‬إنه حديث غريب؛ أي‬ ‫عليه وسلم‪َ " :‬كفَى بِ َ‬ ‫ضعيف‪).‬‬ ‫‪ .‬قلتُ‪ :‬القُحَم بضم القاف وفتح الاء الهملة‪ :‬هي الهالك‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬يُكره التقعيُ ف الكلم بالتشدّق وتكلّف السجع والفَصاحة والتصنّع بالقدمات الت يَعتادُها‬ ‫التفاصحون وزخارف القول‪ ،‬فكلّ ذلك من التكلّف الذموم‪ ،‬وكذلك تكلّف السجع‪ ،‬وكذلك التحريّ‬ ‫ف دقائق الِعراب ووحشي اللغة ف حال ماطبة العوامّ؛ بل ينبغي أن يقصدَ ف ماطبته لفظا يفهمُه‬ ‫صاحبُه فهما جليّا ول يستثقلُه‪.‬‬ ‫‪ 35/968‬روينا ف كتاب أب داود والترمذي‪ ،‬عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما؛أن‬ ‫خلّل بِلِسانِهِ كما َتتَخَلّلُ‬ ‫ض البَلِي َغ مِنَ الرّجا ِل الّذي َيتَ َ‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إنّ اللّ َه ُيْبغِ ُ‬ ‫الَبقَ َرةُ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)3( .‬‬ ‫‪ 36/969‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه؛أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ك ا ُلتَنَ ّطعُونَ" قالا ثلثا‪ )4( .‬قال العلماء‪ :‬يعن بالتنطعي‪ :‬البالغي ف المور‪.‬‬ ‫قال‪" :‬هَلَ َ‬ ‫‪ 37/970‬وروينا ف كتاب الترمذي عن جابر رضي اللّه عنه؛أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ل وأْبعَدَكُمْ‬ ‫ضكُمْ إ ّ‬ ‫ل وأقْ َربِكُ ْم ِمنّي َمجْلِسا َي ْومَ ال ِقيَا َمةِ أحا ِسُنكُمْ أخْلقا‪ ،‬وَإ ّن أْبغَ َ‬ ‫قال‪" :‬إنّ مِنْ أ َحبّكُمْ إ ّ‬ ‫ِمنّي َي ْومَ القِيا َم ِة الثّرْثارُو َن وَا ُلتَشَدّقُونَ وَا ُلتَ َفْي ِقهُونَ‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول اللّه قد علمنا الثرثارون والتشدّقون‪،‬‬ ‫فما التفيقهون؟ قال‪ :‬ا ُلتَ َكبّرُون" قال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن‪ .‬قال‪ :‬والثرثار‪ :‬هو الكثي الكلم؛‬ ‫والتش ّدقُ‪ :‬مَن يتطاو ُل على الناس ف الكلم ويبذو عليهم‪ ، )5( .‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن غريب من‬ ‫هذا الوجه‪ ،‬وف الباب عن أب هريرة‪.‬‬ ‫ث بالديث الباح ف غي هذا الوقت وأعن بالُباح‬ ‫فصل‪ :‬ويُكره لن صلى العشاء الخرة أن يتحدّ َ‬ ‫الذي استوى فعله وتركه‪ .‬فأما الديث الحرّم ف غي هذا الوقت أو الكروه فهو ف هذا الوقت أشدّ‬ ‫تريا وكراهة‪ .‬وأما الديثُ ف الي كمذاكرة العلم وحكايات الصالي ومكارم الخلق والديث‬ ‫مع الضيف فل كراهةَ فيه‪ ،‬بل هو مستحبّ‪ ،‬وقد تظاهرت الحاديثُ الصحيحةُ به‪ ،‬وكذلك الديثُ‬ ‫‪361‬‬

‫للغدر والمور العارضة ل بأس به‪ ،‬وقد اشتهرت الحاديثُ بكل ما ذكرتُه‪ ،‬وأنا أُشيُ إل بعضها‬ ‫متصرا‪ ،‬وأرمزُ إل كثي منها‪).‬‬ ‫واعلم أنه ل يدخلُ ف الذمّ تسي ألفاظ الطب والواعظ إذا ل يكن فيها إفراط وإغراب لن القصودَ‬ ‫منها تييج القلوب إل طاعة اللّه عزّ وجلّ‪ ،‬ولسن اللفظ ف هذا أثر ظاهر‪.‬‬ ‫‪ 38/971‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب بَرزةَ رضي اللّه عنه؛أن رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم كان يكر ُه النومَ قبل العِشاء والديثَ بعدَها‪)6( .‬‬ ‫وأما الحاديث بالترخيص ف الكلم للمور الت قدّمتُها فكثيةٌ‪.‬‬ ‫‪ 39/972‬فمن ذلك حديث ابن عمر ف الصحيحي‪:‬أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلّى‬ ‫س ِمَئةِ َسَن ٍة ل َيبْقَى مِمّ ْن ُهوَ‬ ‫العشاءَ ف آخر حياته‪ ،‬فلما سلّم قال‪" :‬أرأْيتُكُمْ َليَْلَتكُ ْم هَ ِذهِ‪ ،‬فإنّ على رأ ِ‬ ‫ض الَي ْومَ أحَدٌ"‪)7(.‬‬ ‫على َظهْرِ ال ْر ِ‬ ‫‪ 40/973‬ومنها حديث أب موسى الشعري رضي اللّه عنه‪ ،‬ف صحيحيهما؛أن رسولَ اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم أعتم بالصلة حت ابارّ الليلُ‪ ،‬ث خرجَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فصلّى بم‪ ،‬فلما‬ ‫قضَى صلته قال لن حضره‪" :‬على ِرسِْلكُمْ ُأعَلّ ْمكُمْ‪ ،‬وأبْشِرُوا أ ّن مِ ْن ِنعْ َمةِ اللّه عََليْكُ ْم أنّهُ َلْيسَ مِنَ النّاسِ‬ ‫صلّى أحَ ٌد هَ ِذهِ السّا َع َة َغيْرَكُمْ"‪)8(.‬‬ ‫أحَ ٌد ُيصَلّي هَ ِذهِ السّا َعةَ َغيْرَكُمْ" أو قال‪" :‬ما َ‬ ‫‪ 41/974‬ومنها حديث أنس ف صحيح البخاري؛أنم انتظروا النبّ صلى اللّه عليه وسلم فجاءَهم‬ ‫قريبا من شطر الليل‪ ،‬فصلّى بم‪ :‬يعن العشاء قال‪ :‬ث خطبَنا فقال‪ " :‬أل إ ّن النّاسَ قَدْ صَّلوْا ثُمّ رَقَدُوا‪،‬‬ ‫وَإّنكُمْ لَ ْن تَزَالُوا ف صَلةٍ ما اْنتَظَ ْرتُ ُم الصّلةَ"‪.‬‬ ‫ومنها حديث ابن عباس (‪ " )9‬رضي اللّه عنهما‪ ،‬ف مبيته ف بيت خالته ميمونة قوله‪ :‬إن النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم صلّى العشاءَ‪ ،‬ث دخلَ فحدّثَ أهلَه‪ ،‬وقوله‪" :‬نَامَ الغَُليْم؟"‪)10(.‬‬ ‫ومنها حديث عبد الرحن (البخاري (‪ ، )602‬ومسلم (‪ . )2057‬وتقدم برقم ‪ " )2/733‬بن‬ ‫أب بكر رضي اللّه عنهما ف قصة أضيافه واحتباسه عنهم حت صلّى العشاء‪ ،‬ث جاء وكلّمهم‪ ،‬وكلّم‬

‫‪362‬‬

‫امرأتَه وابنه وتكرّر كلمُهم‪ ،‬وهذان الديثان ف الصحيحي‪ ،‬ونظائرُ هذا كثية ل تنحصرُ‪ ،‬وفيما‬ ‫ذكرناه أبل ُغ كفاية‪ ،‬وللّه المد‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬يُكره أن تُسمّى العشاء الخرة العتمة‪ ،‬للحاديث الصحيحة الشهورة ف ذلك ويُكره أيضا‬ ‫أن تُسمّى الغرب عشاء‪.‬‬ ‫‪ 42/975‬روينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن عبد اللّه بن ُم َغفّل الزن رضي اللّه عنه ـ وهو بالغي‬ ‫العجمة ـ قال‪:‬قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ل َتغِْلَبنّكُ ُم ا َلعْرَابُ على اسمِ صَلتِكُ ُم ا َلغْرِبِ"‬ ‫قال‪ :‬وتقول العرابُ‪ :‬هي العشاء‪)11( .‬‬ ‫وأما الحاديث الواردة بتسمية عَتَ َمةً كحديث‪" :‬لو َيعْلَمُو َن ما ف الصّبْ ِح وَال َعتَ َمةِ َلَت ْوهُمَا وََلوْ َحبْوا" (‬ ‫ت بيانا لكون النهي ليس للتحري بل للتنيه‪ .‬والثان أنه خُوطبَ‬ ‫‪ )12‬عنها من وجهي‪ :‬أحدها أنا وقع ْ‬ ‫ف أنه يلتبس عليه الراد لو سّاها عشاءً‪.‬‬ ‫با مَن يا ُ‬ ‫وأما تسمية الصبح غداةً فل كراهة فيه على الذهب الصحيح‪ ،‬وقد كثرتِ الحاديثُ الصحيحةُ ف‬ ‫س بتسمية الغرب والعشاء‬ ‫استعمال غداة‪ ،‬وذكر جاعة من أصحابنا كراهة ذلك‪ ،‬وليس بشيء‪ ،‬ول بأ َ‬ ‫عشاءين‪ ،‬ول بأس بقول العشاء الخرة‪ .‬وما نُقل عن الصمعي أنه قال‪ :‬ل يُقال العشاء الخرة فغلط‬ ‫ظاهر‪ ،‬فقد ثبتَ ف صحيح مسلم (‪ )13‬؛ أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬أيّمَا امْرأةٍ أصَاَبتْ‬ ‫شهَ ْد َمعَنا العِشاءَ ال ِخ َرةَ"‪.‬‬ ‫بَخُورا فَل تَ ْ‬ ‫وثبت ف ذلك كلمُ خلئ َق ل يُحصون من الصحابة ف الصحيحي وغيها‪ ،‬وقد أوضحتُ ذلك كلّه‬ ‫بشواهده ف تذيب الساء واللغات‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬وما يُنهى عنه إفشاءُ السرّ‪ ،‬والحاديثُ فيه كثية‪ ،‬وهو حرامٌ إذا كان فيه ضررٌ أو إيذاء‪.‬‬ ‫‪ 43/976‬روينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن جابر رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم‪" :‬إذَا حَدّثَ الرّجُ ُل بالَدِيثِ ثُ ّم اْلَتفَتَ َف ِهيَ أماَنةٌ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)14( .‬‬ ‫فصل‪ :‬يُكره أن يُسألَ الرجلُ‪ :‬فيم ضربَ امرأتَه؟ من غي حاجة‪.‬‬

‫‪363‬‬

‫قد روينا ف أوّل هذا الكتاب ف حفظ اللسان والحاديث الصحيحة ف السكوت عمّا ل تظهر فيه‬ ‫الصلحة‪ ،‬وذكرنا الديث الصحيح "منْ حُسْ ِن إسْلمِ الَرْ ِء تَرْكُ ُه ما ل َي ْعنِيه" (‪)15‬‬ ‫‪ 44/977‬وروينا ف سنن أب داود والنسائي وابن ماجه‪ ،‬عن عمر بن الطاب رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫ب امْرأتَهُ"‪)16(.‬‬ ‫ضرَ َ‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬ل يُسألُ الرّجُلُ‪ :‬فيمَ َ‬ ‫فصل‪ :‬أما الشعر فقدروينا ف مسند أب يعلى الوصلي (‪ ، )17‬بإسناد حسن‪،‬‬ ‫عن عائشة رضي اللّه عنهما‪ ،‬قالت‪ :‬سُئل رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الشعر فقال‪ُ " :‬ه َو كلمٌ‬ ‫سنُهُ حَسَنٌ‪ ،‬وََقبِيحُهُ َقبِيحٌ" قال العلماء‪ :‬معناه‪ :‬أ ّن الشعرَ كالنثر‪ ،‬لكن التج ّر َد له والقتصا َر عليه‬ ‫حَ َ‬ ‫ث الصحيحةُ بأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سع الشعرَ‪ ،‬وأمرَ حسان بن‬ ‫مذمومٌ‪ .‬وقد ثبتَت الحادي ُ‬ ‫حكْ َمةً" (‪ )18‬وكل ذلك‬ ‫ثابت بجاء الكفّار‪ .‬وثبتَ أنه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إ ّن مِنَ الشّعْرِ َل ِ‬ ‫على حسب ما ذكرناه‪.‬‬ ‫ث الصحيحة فيه كثية معروفة‪ .‬ومعناه‪:‬‬ ‫فصل‪ :‬وما يُنهى عنه الفحشُ‪ ،‬وبذاءةُ اللسان؛ والحادي ُ‬ ‫التعبيُ عن المور الستقبحة بعبارة صرية‪ ،‬وإن كانتْ صحيح ًة والتكلّمُ با صادق‪ ،‬ويقعُ ذلك كثيا ف‬ ‫ألفاظ الوقاع ونوها‪ .‬وينبغي أن يستعملَ ف ذلك الكنايات ويعبّر عنها بعبارة جيلة يُفهم با الغرضُ‪،‬‬ ‫وبذا جا َء القرآن العزيز والسنة الصحيحة الكرّمة‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬أُحِلّ َلكُمْ َليَْل َة الصّيامِ الرَّفثُ إل‬ ‫ضكُمْ إل َبعْضٍ} [النساء‪:‬‬ ‫نِسائِكُمْ} [البقرة‪ ]187:‬وقال تعال‪{ :‬وَ َكيْفَ تَأخُذُونَ ُه وَقَدْ أ ْفضَى َب ْع ُ‬ ‫‪ ]21‬وقال تعال‪{ :‬وَإ ْن طَّلقْتُمُوهُ ّن مِنْ َقبْ ِل أنْ تَمَسّوهُنّ} [البقرة‪ ]237 :‬واليات والحاديث‬ ‫الصحيحة ف ذلك كثية‪.‬‬ ‫قال العلماء‪ :‬فينبغي أن يستعملَ ف هذا وما أشبهَه من العبارات الت يُستحي من ذكرها بصريح اسها‬ ‫الكنايات الفهمة‪ ،‬فيُكنّي عن جاع الرأة بالِفضاءِ والدخو ِل والعاشر ِة والوِقاع ونوها‪ ،‬ول يُصرّح‬ ‫بالنّيل والماع ونوها‪ ،‬وكذلك يُكنّي عن البول والتغوّط بقضاء الاجة والذهاب إل اللء‪ ،‬ول‬ ‫ح بالِرَاءة والبول ونوها‪ ،‬وكذلك ذك ُر العيوب كالبص والبَخَر والصّنان وغيها‪ ،‬يعبّر عنها‬ ‫يصرّ ُ‬ ‫بعبارات جيلة يُفهم منها الغرض‪ ،‬ويُلحق با ذكرناه من المثلة ما سواه‪.‬‬

‫‪364‬‬

‫واعلم أن هذا كلّه إذا ل تدعُ حاجةٌ إل التصريح بصريح اسه‪ ،‬فإن دعتْ حاجةٌ لغرض البيان والتعليم‬ ‫وخِيفَ أن الخاطَب ل يفهم الجاز‪ ،‬أو يفه ُم غيَ الراد صرّح حينئذ باسه الصريح ليحص َل الِفهامُ‬ ‫القيقي ‪,‬وعلى هذا يمل ما جاء من التصريح ف الحاديث بثل هذا فإن ذلك ممول على الاجة كما‬ ‫ذكرنا‪ ,‬فإن تصيل الفهام ف هذا أول من مراعاة مرّد الدب‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫‪ 45/978‬روينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى‬ ‫ش وَل البَذِيء" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪.‬‬ ‫اللّه عليه وسلم‪َ" :‬لْيسَ ا ُل ْؤمِنُ بال ّطعّا ِن وَل الّلعّا ِن وَل الفا ِح ِ‬ ‫(‪)19‬‬ ‫‪ 46/979‬وروينا ف كتاب الترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى‬ ‫حشُ ف شَيْءٍ إ ّل شانَهُ‪ ،‬وَما كانَ الَياءُ ف َشيْءٍ إلّ زَانَهُ" قال الترمذي‪:‬‬ ‫اللّه عليه وسلم‪" :‬ما كان الفُ ْ‬ ‫حديث حسن‪)20( .‬‬ ‫فصل‪ :‬ير ُم انتها ُر الوالد والوالدة وشبههما تريا غليظا‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬وَقَضَى َربّكَ أنْ َل َتعْبُدُوا‬ ‫ف وَل َتْنهَ ْرهُما وَقُلْ‬ ‫إِلّ إيّاهُ وبالْوَالِ َديْنِ إحْسَانا إمّا َيبُْلغَ ّن ِعنْ َدكَ ال ِكبَرَ أحَ ُدهُما أوْ كِلهُما فَل َتقُلْ َلهُما أُ ّ‬ ‫صغِيا} الية[‬ ‫َلهُما َقوْلً كَريا‪ .‬وَا ْخفِضْ َلهُما جَناحَ الذّ ّل مِنَ الرّ ْح َم ِة وَقُلْ رَبّ ارْ َح ْمهُما كما َربّيَان َ‬ ‫الِسراء‪23:‬ـ ‪.]25‬‬ ‫‪ 47/980‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه‬ ‫عنهما؛أن رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬مِنَ الكَبائ ِر َشتْمُ الرّجُ ِل وَالِ َديْهِ‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول اللّه‪،‬‬ ‫سبّ ُأمّهُ"‪)21(.‬‬ ‫سبّ أبَا الرّ ُجلِ ‪َ ،‬ويَسُبّ ُأمّهُ َفيَ ُ‬ ‫وهل يشتُم الرجلُ والديه؟ قال‪َ :‬نعَمْ‪ ،‬يَ ُ‬ ‫‪ 48/981‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي‪،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال‪ :‬كان تت امرأةٌ‬ ‫وكنتُ أُحبها‪ ،‬وكان عم ُر يكرهُها‪ ،‬فقال ل‪ :‬طّلقْها‪ ،‬فأبيتُ‪ ،‬فأتى عمرُ رضي اللّه عنه النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم فذكرَ ذلك له‪ ،‬فقال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬طَّلقْها" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‬ ‫صحيح‪)22( .‬‬ ‫ب وبيان أقسامهِ‬ ‫ب النهي عن الكَذ ِ‬ ‫با ُ‬

‫‪365‬‬

‫ت نصوصُ الكتاب والسنّة على تري الكذب ف الملة‪ ،‬وهو من قبائح الذنوب وفواحش‬ ‫قد تظاهر ْ‬ ‫العيوب‪ .‬وإجاعُ المة منعقدٌ على تريه مع النصوص التظاهرة‪ ،‬فل ضرورة إل نقل أفرادها‪ ،‬وإنا الهمّ‬ ‫بيان ما يُستثن منه والتنبيه على دقائقه‪ ،‬ويكفي ف التنفي منه الديث التفق على صحته‪:‬‬ ‫‪ 1/982‬وهو ما رويناه ف صحيحيهما عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم‪" :‬آَيةُ الُنافِ ِق ثَلثٌ‪ :‬إذا َحدّثَ كَذَبَ‪َ ،‬وإِذَا َوعَدَ أخْلَفَ‪َ ،‬وِإذَا اؤتُمن خَانَ"‪)23(.‬‬ ‫‪ 2/983‬وروينا ف صحيحيهما عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما؛أن النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم قال‪" :‬أَ ْربَ ٌع مَنْ ُكنّ فِيهِ كا َن مُنافِقا خالِصا‪َ ،‬ومَنْ كَاَنتْ فِيهِ َخصَْل ٌة ِمنْهُنّ كَاَنتْ فِيهِ َخصَْلةٌ‬ ‫مِ ْن نِفاقٍ حتّى يَ َدعَها‪ِ :‬إذَا اؤتُمِن خانَ‪ ،‬وَإذَا حَدّثَ كَذَبَ‪َ ،‬وإِذَا عاهَ َد غَدَرَ‪َ ،‬وِإذَا خاصَمَ َفجَرَ" وف‬ ‫رواية مسلم "إذا وعدَ أخلفَ" بدل "وإذا اؤتُمِن خان"‪)24(.‬‬ ‫وأما الستثن منه‪:‬‬ ‫‪ 3/984‬فقد روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ُأمّ كلثوم رضي اللّه عنها؛أنا سعت رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم يقول‪َ" :‬لْيسَ الكَذّابُ الّذي ُيصْلِ ُح َبيْ َن النّاسِ َفَينْمّي َخيْرا أ ْو َيقُولُ َخيْرا" هذا القدر‬ ‫ف صحيحيهما‪ .‬وزاد مسلم ف رواية له‪ :‬قالت ُأمّ كلثوم‪ :‬ول أسعه يُر ّخصُ ف شيء ما يقول الناس إل‬ ‫ف ثلث ـ يعن‪ :‬الرب‪ ،‬والِصلح بي الناس‪ ،‬وحديث الرجل امرأته والرأة زوجها‪)25( .‬فهذا‬ ‫حديث صريح ف إباحة بعض الكذب للمصلحة‪ ،‬وقد ضبط العلما ُء ما يُباح منه‪.‬‬ ‫وأحس ُن ما رأيتُه ف ضبطه‪ ،‬ما ذكرَه الِمامُ أبو حامد الغزال فقال‪ :‬الكلمُ وسيلةٌ إل القاصد‪ ،‬فك ّل‬ ‫مقصودٍ ممو ٍد يُمكن التوص ُل إليه بالصدق والكذب جيعا‪ ،‬فالكذبُ فيه حرامٌ لعدم الاجة إليه‪ ،‬وإن‬ ‫ب فيه مباحٌ إن كان تصيل ذلك القصود مباحا‪،‬‬ ‫أمك َن التوصل إليه بالكذب ول يكن بالصدق فالكذ ُ‬ ‫ب الكذبُ بإخفائه‪ ،‬وكذا‬ ‫وواجبٌ إن كان القصود واجبا‪ ،‬فإذا اختفى مسلم من ظال وسأل عنه‪ :‬وج َ‬ ‫لو كان عندَه أو عن َد غيه وديعة وسأل عنها ظا ٌل يُريدُ أخذَها وجبَ عليه الكذب بإخفائها‪ ،‬حت لو‬ ‫أخبَه بوديعةٍ عندَه فأخذَها الظالُ قهرا‪ ،‬وجبَ ضمانُها على الُودع الُخب‪ ،‬ولو استحلفَه عليها‪ ،‬لزمَه أن‬ ‫يَحلفَ ويورّي ف يينه‪ ،‬فإن حلفَ ول يورّ‪ ،‬حنثَ على الصحّ‪ ،‬وقيل ل ينثُ‪ ،‬وكذلك لو كان‬ ‫مقصودُ حَرْبٍ أو إصلحِ ذاتِ البي أو استمالة قلب الجن عليه ف العفو عن الناية ل يصل إل‬ ‫بكذب‪ ،‬فالكذبُ ليس برام‪ ،‬وهذا إذا ل يصل الغرضُ إل بالكذب‪ ،‬والحتياطُ ف هذا كلّه أن يورّي؛‬ ‫‪366‬‬

‫ومعن التورية أن يقص َد بعبارته مقصودا صحيحا ليس هو كاذبا بالنسبة إليه‪ ،‬وإن كان كاذبا ف ظاهر‬ ‫اللفظ‪ ،‬ولو ل يقصد هذا بل أطلق عبار َة الكذب فليس برام ف هذا الوضع‪ .‬قال أبو حامد الغزال‪:‬‬ ‫ض مقصودٌ صحيح له أو لغيه‪ ،‬فالذي له مثلُ أن يأخذَه ظا ٌل ويسألَه عن‬ ‫وكذلك كل ما ارتبط به غر ٌ‬ ‫ماله ليأخذَه فله أن ينكرَه‪ ،‬أو يسألَه السلطانُ عن فاحش ٍة بينَه وبيَ اللّه تعال ارتكبَها فله أن ينكرَها‬ ‫ويقول ما زنيتُ‪ ،‬أو ما شربتُ مثلً‪.‬‬ ‫ض غيه‪ ،‬فمثل أن‬ ‫وقد اشتهرتِ الحاديث بتلقي الذين أقرّوا بالدود الرجوع عن الِقرار‪ .‬وأما غر ُ‬ ‫يُسأَلَ عن سرّ أخيه فينك َرهُ ونو ذلك‪ ،‬وينبغي أن يُقابِلَ بي مَفسدةِ الكذب والفسدةِ الترتبة على‬ ‫الصدق؛ فإن كانت الفسدةُ ف الصدق أشدّ ضررا فله الكذبُ‪ ،‬وإن كان عكسُه‪ ،‬أو شكّ‪َ ،‬ح ُر َم عليه‬ ‫الكذبُ؛ ومت جازَ الكذبُ فإن كان البيحُ غرضا يتعلّ ُق بنفسه فيستحبّ أن ل يكذبَ‪ ،‬ومت كان‬ ‫متعلقا بغيه ل تز السامةُ ب ّق غيه؛ والزمُ تركه ف كل موضعٍ أُبيحَ إل إذا كان واجبا‪.‬‬ ‫ب هو الِخبار عن الشيء‪ ،‬بلف ما هو‪ ،‬سواء تعمدتَ ذلك أم‬ ‫واعلم أن مذهبَ أهل السنّة أن الكذ َ‬ ‫جهلته‪ ،‬لكن ل يأثُ ف الهل وإنا يأثُ ف العمد‪ ،‬ودليلُ أصحابنا تقييد النبّ صلى اللّه عليه وسلم "مَنْ‬ ‫ب عَل ّي ُمتَعَمّدا َف ْلَيتَبَوأ َمقْعَ َد ُه مِ َن النّارِ" (‪)26‬‬ ‫كَذَ َ‬ ‫ث على التثّبت فيما يكيهِ الِنسا ُن والنهي عن التحديث بكلّ ما سعَ إذا ل يظنّ صحته‬ ‫ب ال ّ‬ ‫با ُ‬ ‫ك بِ ِه عِلْ ٌم إنّ السّ ْم َع وَالَبصَ َر وَالفُؤادَ كُلّ أُوَلئِكَ كا َن َعنْهُ مَسْؤولً}‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬وَل َتقْفُ ما َلْيسَ لَ َ‬ ‫ب َعتِيدٌ} [ق‪ ]18 :‬وقال تعال‪{ :‬إنّ‬ ‫ظ مِنْ َق ْولٍ إِلّ َل َديْهِ رَقِي ٌ‬ ‫[الِسراء‪ ]36:‬وقال تعال‪{ :‬ما يَ ْلفِ ُ‬ ‫َربّكَ لَبالِ ْرصَادِ} [الفجر‪.]14:‬‬ ‫‪ 1/985‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن حفص بن عاصم التابعي الليل عن أب هريرة رضي اللّه‬ ‫ث ِبكُلّ ما سَ ِمعَ" (‪)27‬ورواه مسلم‬ ‫حدّ َ‬ ‫عنه؛أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪َ " :‬كفَى بالَرْءِ كَذِبا أنْ يُ َ‬ ‫من طريقي‪ :‬أحدها هكذا‪ .‬والثان عن حفص بن عاصم‪ ،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم مرسلً ل يذكر‬ ‫أبا هريرة‪ ،‬فتُق ّد ُم روايةُ مَن أثبت أبا هريرة‪ ،‬فإن الزيادة من الثقة مقبولة‪ ،‬وهذا هو الذهب الصحيحُ‬ ‫الختارُ الذي عليه أه ُل الفقه والصول والحقّقون من الحدّثي‪ ،‬أن الديث إذا روي من طريقي أحدها‬ ‫مرسلٌ والخر متصلٌ‪ ،‬قدّم التصل وحكم بصحة الديث‪ ،‬وجاز الحتجاج به ف كل شيء من الحكام‬ ‫وغيها‪ .‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫‪367‬‬

‫‪ 2/986‬وروينا ف صحيح مسلم‪،‬عن عمرَ بن الطاب رضي اللّه عنه قال‪ :‬بسبِ الرءِ من الكذ ِ‬ ‫ب‬ ‫أن يدّثِ بكلّ ما سعَ‪ .‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه مثله‪)28( .‬‬ ‫والثارُ ف هذا الباب كثية‪.‬‬ ‫‪ 3/987‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬بإسناد صحيح‪ ،‬عن أب مسعود‪ ،‬أو حذيفة بن اليمان‪ ،‬قال‪:‬سعتُ‬ ‫رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪ِ" :‬بْئسَ مَ ِطّيةُ الرّجُلِ َزعَمُوا"‪)29(.‬‬ ‫قال الِمام أبو سليمان الطاب فيما رويناه عنه ف معال السنن‪ :‬أص ُل هذا الديث أن الرجلَ إذا أرا َد‬ ‫الظعن ف حاجة والسي إل بلد ركب مطية وسار حت يبلغ حاجته‪ ،‬فشبّ َه النبّ صلى اللّه عليه وسلم ما‬ ‫يق ّدمُ الرج ُل أمامَ كلمه ويتوصل به إل حاجته من قولم‪( :‬زعموا) بالطيّة‪ ،‬وإنا يُقال‪( :‬زعموا) ف‬ ‫حديث ل سند له ول ثبت‪ ،‬إنا هو شيء يُحكى على سبيل البلغ‪ ،‬فذمّ النبّ صلى اللّه عليه وسلم من‬ ‫الديث ما هذا سبيلُه‪ ،‬وأمر بالتوثق فيما يكيه والتثبت فيه‪ ،‬فل يَرويه حت يكون معزوّا إل ثبت‪ ،‬هذا‬ ‫كلمُ الطاب‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫ب التعريض والتورية‬ ‫با ُ‬ ‫اعلم أن هذا الباب من أه ّم البواب‪ ،‬فإنه ما يكث ُر استعمالُه وتع ّم به البلوى‪ ،‬فينبغي لنا أن نعتن‬ ‫بتحقيقه‪ ،‬وينبغي للواقف عليه أن يتأملَه ويعملَ به‪ ،‬وقد قدّمنا ف الكذب من التحري الغليظ‪ ،‬وما ف‬ ‫ض معناها‪:‬‬ ‫إطلق اللسان من الطر‪ ،‬وهذا البابُ طريقٌ إل السلمة من ذلك‪ .‬واعلم أن التوريةَ والتعري َ‬ ‫ف ظاهره‪ ،‬وهذا‬ ‫أن تُطلقَ لفظا هو ظاهرٌ ف معن وتري ُد به معنً آخر يتناوله ذلك اللفظ‪ ،‬لكنه خل ُ‬ ‫ضربٌ من التغرير والداع‪ .‬قال العلماء‪ :‬فإن دعتِ إل ذلك مصلح ٌة شرعيةٌ راجح ٌة على خداعِ‬ ‫الخااطب أو حاجة ل مندوح َة عنها إل بالكذب فل بأس بالتعريض‪ ،‬وإن ل يكن شيءٌ من ذلك فهو‬ ‫مكروٌه وليس برام‪ ،‬إل أن يُتوصَل به إل أخذ باطل أو دفع حقّ‪ ،‬فيصيُ حينئذ حراما‪ ،‬هذا ضابطُ‬ ‫الباب‪.‬‬ ‫فأما الثار الواردةُ فيه‪ ،‬فقد جاء من الثار ما يُبيحه وما ل يُبيحه‪ ،‬وهي ممولةٌ على هذا التفصيل الذي‬ ‫ذكرناه‪ .‬فمما جاء ف النع‪:‬‬

‫‪368‬‬

‫ضعّفه أبو داود‪ ،‬فيقتضي أن يكون‬ ‫‪ 1/988‬ما رويناه ف سنن أب داود‪ ،‬بإسناد فيه ضعفٌ لكن ل ُي َ‬ ‫حسنا عنده كما سبق بيانه‪ ،‬عن سفيان بن أسد ـ بفتح المزة ـ رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫ك بِ ِه ُمصَ ّدقٌ‬ ‫سعتُ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪َ " :‬كبُرَتْ خِياَنةً أ ْن تُحَدّثَ أخاكَ حَدِيثا ُهوَ لَ َ‬ ‫ت بِهِ كاذِبٌ"‪)30(.‬‬ ‫وأْن َ‬ ‫وروينا عن ابن سيين رحه اللّه أنه قال‪ :‬الكلمُ أوسعُ من أن يكذب ظريفٌ‪ .‬مثال التعريض الباح ما‬ ‫قاله النخعي رحه اللّه‪ :‬إذا بلغ الرجلَ عنك شيءٌ قلتَه فقل‪ :‬اللّه يعلم ما قلتُ من ذلك من شيء‪ ،‬فيتوهم‬ ‫السامعُ النف َي ومقصودُك اللّه يعلم الذي قلتُه‪ .‬وقال النخعيّ أيضا‪ :‬ل تقلْ لبنك‪ :‬أشتري لك سكرا‪ ،‬بل‬ ‫قل‪ :‬أرأيتَ لو اشتريت لك سكرا؟ وكان النخعي إذا طلبه رجلٌ قال للجارية‪ :‬قول له اطلبه ف السجد‪.‬‬ ‫وقال غيه‪ :‬خرج أب ف وقت قبل هذا‪ .‬وكان الشعب يطّ دائرة ويقول للجارية‪ :‬ضعي أصبعك فيها‬ ‫وقول‪ :‬ليس هو هاهنا‪ .‬ومثل هذا قول الناس ف العادة لن دعاهُ لطعام أنا على نيّة؛ موها أنه صائم‬ ‫ومقصودُه على نيّة ترك الكل؛ ومثلُه‪ :‬أبصرتَ فلنا؟ فيقول ما رأيتُه‪ :‬أي ما ضربتُ رئته‪ .‬ونظائرُ هذا‬ ‫ف بالطلق‬ ‫ف باللّه تعال أو حل َ‬ ‫كثية‪ .‬ولو حلف على شيء من هذا وورّى ف يينه ل ينثْ‪ ،‬سواء حل َ‬ ‫أو بغيه‪ ،‬فل يقعُ عليه الطلق ول غيه‪ ،‬وهذا إذا ل يلّفه القاضي ف دعوى؛ فإن حّلفَه القاضي ف‬ ‫دعوى فالعتبار بنيّة القاضي إذا حلّفه باللّه تعال‪ ،‬فإن حلّفه بالطلق بالعتبار بنيّة الالف‪ ،‬لنه ل يوز‬ ‫للقاضي تليفه بالطلق فهو كغيه من الناس‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫قال الغزال‪ :‬ومن الكذب الحرّم الذي يُوجب الفسقَ ما جرتْ به العاد ُة ف البالغة كقوله‪ :‬قلتُ لك مِئة‬ ‫مرّة‪ ،‬وطلبتُك مِئةَ مرّة ونوه بأنه ل يُراد به تفهيم الرات بل تفهيم البالغة‪ ،‬فإن ل يكن طلبَه إل مرّة‬ ‫واحدة كان كاذبا‪ ،‬وإن طلبه مرّات ل يُعتاد مثلُها ف الكثرة ل يأث‪ ،‬وإن ل يبل ْغ مئة مرّة وبينهما‬ ‫درجات يتع ّرضُ البالغُ للكذب فيها‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬ودليل جواز البالغة وأنه ل يُعدّ كذبا‪:‬‬ ‫لهْمِ فَل َيضَ ُع ال َعصَا‬ ‫‪ 2/989‬ما رويناه ف الصحيحي‪،‬أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬أمّا أبُو ا َ‬ ‫عَ ْن عاِتقِهِ‪ ،‬وأمّا مُعاوَيةُ فَل مالَ لَهُ"(‪ ()31‬البخاري (‪ ، )5321‬ومسلم (‪ ، )1480‬وقد تقدم ف‬ ‫باب ما يباح من الغيبة رقم ‪ 317‬ص ‪ (" ).529‬البخاري (‪ ، )5321‬ومسلم (‪، )1480‬‬ ‫وقد تقدم ف باب ما يباح من الغيبة رقم ‪ 317‬ص ‪ (" ).529‬البخاري (‪ ، )5321‬ومسلم (‬ ‫‪369‬‬

‫‪ ، )1480‬وقد تقدم ف باب ما يباح من الغيبة رقم ‪ 317‬ص ‪ (" ).529‬البخاري (‪)5321‬‬ ‫‪ ،‬ومسلم (‪ ، )1480‬وقد تقدم ف باب ما يباح من الغيبة رقم ‪ 317‬ص ‪ (" ).529‬البخاري (‬ ‫‪ ، )5321‬ومسلم (‪ ، )1480‬وقد تقدم ف باب ما يباح من الغيبة رقم ‪ 317‬ص ‪(").529‬‬ ‫البخاري (‪ ، )5321‬ومسلم (‪ ، )1480‬وقد تقدم ف باب ما يباح من الغيبة رقم ‪ 317‬ص‬ ‫‪ ).529‬ومعلوم أنه كان له ثوب يلبسه‪ .‬وأنه كان يض ُع العصا ف وقت النوم وغيه‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫ب ما يقولُه ويفعلُه مَنْ تكلّ َم بكل ٍم قبيح‬ ‫با ُ‬ ‫ك مِنَ الشّيْطَا ِن نَ ْزغٌ فَا ْسَتعِذْ باللّهِ} [فصّلت‪ ]36:‬وقال تعال‪{ :‬إِ ّن الّذينَ‬ ‫قال اللّه تعال‪َ { :‬و إمّا يَنْ َز َغنّ َ‬ ‫ف مِنَ الشّيْطا ِن تَذَكّرُوا فإذَا هُ ْم ُمبْصِرونَ} [العراف‪ ]201 :‬وقال تعال‪{ :‬‬ ‫سهُ ْم طائِ ٌ‬ ‫اّت َقوْا إذَا مَ ّ‬ ‫سهُمْ ذَكَرُوا اللّهَ فا ْستَ ْغفَرُوا لِ ُذنُوِبهِ ْم َومَ ْن َي ْغفِرُ ال ّذنُوبَ إِلّ اللّ ُه وَلَمْ‬ ‫ش ًة أ ْو ظَلَمُوا أنْفُ َ‬ ‫وَالّذِينَ إذَا َفعَلُوا فاحِ َ‬ ‫حتِها الَْنهَارُ‬ ‫جرِي مِ ْن تَ ْ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫ُيصِرّوا على ما َفعَلُوا َوهُ ْم َيعْلَمُونَ‪ .‬أُولَئِكَ َجزَاؤُهم َم ْغفِ َرٌة مِنْ َربّه ْم وَ َجنّا ٌ‬ ‫خَالِدِينَ فِيها وَنعْمَ أجْ ُر العامِلِيَ} [آل عمران‪135 :‬ـ ‪.]136‬‬ ‫‪ 1/990‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛أن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم قال‪" :‬مَنْ حََلفَ فَقالَ ف حَِلفِ ِه باللّتِ والعُزّى َف ْلَيقُلْ‪ :‬ل إِلهَ إِلّ اللّهُ‪َ ،‬ومَنْ قالَ ِلصَا ِحبِهِ‪ :‬تَعالَ‬ ‫أُقامِ ْركَ َف ْلَيتَصَ ّدقْ" ‪ (.‬البخاري (‪ ، )4860‬ومسلم (‪ ، )1647‬ويُفيد الديث‪:‬‬ ‫أـ حرمة اللف بالصنام‪ ،‬فإن مَن حلف با معظّما لا كان كافرا ويب عليه تديد إيانه‪.‬‬ ‫ب ـ حرمة الدعوة إل القمار‪ ،‬وأن كفارة ذلك التوبة منها‪ ،‬والِسراع إل التصدّق با تيسر له‪>").‬‬ ‫واعلم أن مَن تكلم برام أو فعله وجب عليه البادرة إل التوبة‪ ،‬ولا ثلثة أركان‪ :‬أن يقلع ف الال عن‬ ‫العصية‪ ،‬وأن يندمَ على ما فعل‪ ،‬وأن يعزمَ أن ل يعود إليها أبدا‪ ،‬فإن تعلّق بالعصية حق آدمي وجب‬ ‫عليه مع الثلثة رابع‪ ،‬وهو ردّ الظلمة إل صاحبها أو تصيل الباءة منها‪ ،‬وقد تقدم بيان هذا‪ ،‬وإذا تابَ‬ ‫مِنْ ذنبٍ فينبغي أن يتوبَ من جيع الذنوب؛ فلو اقتص َر على التوبة من ذنب صحّت توبتُه منه؛ وإذا تابَ‬ ‫من ذنب توبةً صحيحةً كما ذكرنا ث عاد إليه ف وقت أث بالثان ووجب عليه التوبة منه‪ ،‬ول تبط ْل توبتُه‬ ‫من الوّل؛ هذا مذهبُ أهل السنّة خلفا للمعتزلة ف السألتي‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫بابٌ ف ألفاظٍ حُكي عن جاعةٍ من العلماء كراهتُها وليستْ مكروهةً‬ ‫‪370‬‬

‫ب ما تدعو الاجةُ إليه لئل يغت ّر بقولٍ باط ٍل ويعوّل عليه‪.‬‬ ‫اعلم أن هذا البا َ‬ ‫واعلم أن أحكامَ الشرع المسة‪ ،‬وهي‪ :‬الِيابُ‪ ،‬والندبُ‪ ،‬والتحريُ‪ ،‬والكراهةُ‪ ،‬والِباحة‪ ،‬ل يثب ُ‬ ‫ت‬ ‫شيء منها إل بدليل‪ ،‬وأدلة الشرع معروفة‪ ،‬فما ل دلي َل عليه ل يُلتفتُ إليه ول يتاج إل جواب‪ ،‬لنه‬ ‫ليس بجة ول يُشتغل بوابه؛ ومع هذا فقد تبعَ العلماءُ ف مثل هذا بذكر دليلٍ على إبطاله‪ ،‬ومقصودي‬ ‫ت أن قائلً كرهَه ث قلت‪ :‬ليس مكروها‪ ،‬أو هذا باطلٌ أو نو ذلك‪ ،‬فل حاجةً‬ ‫بذه القدمة أ ّن ما ذكر ُ‬ ‫ت متبّعا به‪ ،‬وإنا عقدتُ هذا الباب لُبيّن الطأَ فيه من الصواب‬ ‫إل دليل على إبطاله وإن ذكرتُه كن ُ‬ ‫لئل يُغت ّر بللة مَن يُضاف إليه هذا القول الباطل‪.‬‬ ‫واعلم أن ل أُسّي القائلي بكراهة هذه اللفاظ لئل تسقطَ جللتُهم ويُساء الظ ّن بم‪ ،‬وليس الغرض‬ ‫حتْ عنهم أم ل تصحّ‪ ،‬فإن‬ ‫القدح فيهم‪ ،‬وإنا الطلوب التحذير من أقوال باطلة نُقلت عنهم‪ ،‬سواء أص ّ‬ ‫حتْ ل تقدحْ ف جللتهم كما عرف‪ ،‬وقد أُضيف بعضُها لغرض صحيح بأن يكونَ ما قاله متملً‬ ‫صّ‬ ‫فينظر غيي فيه‪ ،‬فلعلّ نظره يُخالف نظري فيعتضدُ نظرُه بقول هذا الِمام السابق إل هذا الكم‪ ،‬وباللّه‬ ‫التوفيق‪.‬‬ ‫فمن ذلك ما حكاهُ الِمامُ أبو جعفر النحاس ف كتابه "شرح أساء اللّه تعال سبحانه" عن بعض العلماء‬ ‫ق يرجو الثواب‪ .‬قلتُ‪ :‬هذا الكم خطأ صريح‬ ‫أنه كره أن يُقال‪ :‬تصدّق اللّه عليكَ‪ ،‬قال‪ :‬لن التص ّد َ‬ ‫وجه ٌل قبيح‪ ،‬والستدلل أشدّ فسادا‪.‬‬ ‫وقد ثبت ف صحيح مسلم (‪ )32‬عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال ف قصر الصلة‪" :‬صَدََقةٌ‬ ‫صدََقتَهُ"‪.‬‬ ‫َتصَ ّدقَ اللّ ُه ِبهَا عََلْيكُمْ فا ْقبَلُوا َ‬ ‫س أيضا عن هذا القائل التقدّم أنه كره أن يُقال‪ :‬اللّهمّ أعتقن من‬ ‫فصل‪ :‬ومن ذلك ما حكاهُ النحّا ُ‬ ‫النار‪ ،‬قال‪ :‬لنه ل يعتق إل مَن يطلب الثواب‪ .‬قلتُ‪ :‬وهذه الدعوى والستدلل من أقبح الطأ وأرذل‬ ‫ث الصحيحة الصرّحة بإعتاق اللّه تعال مَن شاء من‬ ‫الهالة بأحكام الشرع‪ ،‬ولو ذهبتُ أتتبعُ الحادي َ‬ ‫خلقه لطال الكتاب طو ًل مُ ِملّ‪ ،‬وذلك كحديث "مَ ْن أ ْعتَقَ رََقَبةً أ ْعتَقَ اللّ ُه تَعال ِبكُ ّل عُضْو ِمنْها ُعضْوا‬ ‫ِمنْهُ مِ َن النّارِ" (‪ )33‬وحديث "ما مِ ْن َيوْمٍ أ ْكثَ ُر أنْ ُي ْعتِقَ اللّ ُه تَعال فِيهِ َعبْدا مِ َن النّا ِر مِ ْن َي ْومِ عَرَفَة" (‬ ‫‪)34‬‬

‫‪371‬‬

‫فصل‪ :‬ومن ذلك قو ُل بعضهم‪ :‬يُكره أن يقولَ افع ْل كذا على اسم اللّه‪ ،‬لن اسَه سبحانه على كلّ‬ ‫شيءٍ‪ .‬قال القاضي عياض وغيُه‪ :‬هذا القول غلط‪ ،‬فقد ثبتت الحاديث الصحيحة‪ :‬أن النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم قال لصحابه ف الضحية‪" :‬ا ْذبَحُوا على اسْمِ اللّه" (‪ )35‬أي قائلي باسم اللّه‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ومن ذلك ما رواه النحاسُ عن أب بكر ممد بن يي قال‪ :‬وكان من الفقهاء الدباء العلماء‪،‬‬ ‫قال‪ :‬ل تقلْ‪ :‬جعَ اللّه بيننا ف مستقرُ رحته‪ ،‬فرحةُ اللّه أوسعُ من أن يكون لا قرار؛ قال‪ :‬ل تقلْ‪ :‬ارحنا‬ ‫برحتك‪ .‬قلت‪ :‬ل نعلمُ لا قاله ف اللفظي حجة‪ ،‬ول دليلَ له فيما ذكره‪ ،‬فإن مرا َد القائل بستقرّ الرحة‪:‬‬ ‫النة‪ ،‬ومعناه‪ :‬ج َع بيننا ف النة الت هي دار القرار ودار القامة ومل الستقرار‪ ،‬وإنا يدخلها الداخلون‬ ‫برحة اللّه تعال‪ ،‬ث من دخلَها استق ّر فيها أبدا‪ ،‬وأمِ َن الوادث والكدار‪ ،‬وإنا حصل له ذلك برحة اللّه‬ ‫تعال‪ ،‬فكأنه يقول‪ :‬اجع بيننا ف مستق ّر نناله برحتك‪.‬‬ ‫س عن هذا الذكور‪ ،‬قال‪ :‬ل تقل‪ :‬توكّلتُ على رب الربّ الكري‪،‬‬ ‫فصل‪ :‬ومن ذلك ما حكاهُ النحّا ُ‬ ‫وقل‪ :‬توكلت على رب الكري‪ .‬قلتُ‪ :‬ل أصلَ لا قال‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬روى النحّاسُ عن أب بكر التقدم قال‪ :‬ل يقلْ‪ :‬اللهمّ أجِرْنا من النار ول يقل‪ :‬اللهمْ ارزقنا‬ ‫شفاعةَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم فإنا يُشفعُ لن استوجبَ النار‪ .‬قلتُ‪ :‬هذا خطأ فاحش وجَهالة بيّنة‪،‬‬ ‫ت على حكايته‪ ،‬فكم من‬ ‫ف الغترار بذا الغلط وكونه قد ذكرَ ف كتب مصنفه لا تاسر ُ‬ ‫ولول خو ُ‬ ‫حديث ف الصحيح جاء ف ترغيب الؤمني الكاملي بوعدهم شفاعة النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬لقوله‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ قا َل ِمثْلَ ما َيقُو ُل الُؤَ ّذنُ َحّلتْ لَ ُه شَفاعَت" (‪ )36‬وغي ذلك‪.‬‬ ‫ظ الفقيه أبو الفضل عِياض رحه اللّه ف قوله‪ :‬قد عُرف بالنقل الستفيض سؤا ُل‬ ‫ولقد أحسن الِمام الاف ُ‬ ‫السلف الصال رضي اللّه عنهم شفاعةَ نبيّنا صلى اللّه عليه وسلم ورغبتهم فيها قال‪ :‬وعلى هذا ل يُلتفت‬ ‫إل كراهة مَن كَ ِرهَ ذلك لكونا ل تكونُ إل للمذنبي‪ ،‬لنه ثبتَ ف الحاديث ف صحيح مسلم (‪)37‬‬ ‫وغيه إثبات الشفاعة لقوام ف دخولم النة بغي حساب‪ ،‬ولقوم ف زيادة درجاتم ف النة؛ قال‪ :‬ثّ‬ ‫كل عاقل معترف بالتقصي‪ ،‬متاجٌ إل العفو‪ ،‬مشفقٌ من كونه من الالكي؛ ويلز ُم هذا القائل َأنْ ل يدعوَ‬ ‫ف ما عُرف من دعاء السلف واللف‪.‬‬ ‫بالغفرة والرحة‪ ،‬لنما لصحاب الذنوب‪ ،‬وكلّ هذا خل ُ‬ ‫ف بالبيت شوطا أو‬ ‫فصل‪ :‬ومن ذلك ما حُكي عن جاعة من العلماء أنم كرهوا أن يُسمّى الطوا ُ‬ ‫دورا‪ ،‬قالوا‪ :‬بل يُقال للمرّة الواحدة طوفة‪ ،‬وللمرتي طوفتان‪ ،‬وللثلث طوفات‪ ،‬وللسبع طواف‪ .‬قلتُ‪:‬‬ ‫‪372‬‬

‫وهذا الذي قالوه ل نعلمُ له أصلً‪ ،‬ولعلّهم كرهوه لكونه من ألفاظ الاهلية‪ ،‬والصوابُ الختار أنه ل‬ ‫كراهةَ فيه‪.‬‬ ‫‪ 2/991‬فقد روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‪ :‬أمرهم رسو ُل‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يرملوا ثلثةَ أشواط ول ينعْه أن يأمرَهم أن يرملوا الشواطَ كلّها إل الِبقاء‬ ‫عليهم‪)38( .‬‬ ‫فصل‪ :‬ومن ذلك‪ :‬صُمنا رمضانَ‪ ،‬وجاء رمضانُ‪ ،‬وما أشبه ذلك إذا أُريد به الشهر‪ .‬واختلف ف‬ ‫كراهته؛ فقال جاعة من التقدمي‪ :‬يُكره أن يُقال رمضان من غي إضافة إل الشهر‪ ،‬رُوي ذلك عن‬ ‫ب أصحابنا أنه يُكره أن يُقال‪ :‬جاء‬ ‫السن البصري وماهد‪ .‬قال البيهقي‪ :‬الطريق إليهما ضعيف؛ ومذه ُ‬ ‫رمضانُ‪ ،‬ودخل رمضانُ‪ ،‬وحضر رمضانُ‪ ،‬وما أشبه ذلك ما ل قرينة تدلّ على أن الرادَ الشهرُ‪ ،‬ول‬ ‫ب صومُ‬ ‫ت رمضانَ‪ ،‬وي ُ‬ ‫ت رمضانَ‪ ،‬وقم ُ‬ ‫يُكره إذا ذُكر معه قرينة تدلّ على الشهر‪ ،‬كقوله‪ :‬صم ُ‬ ‫رمضان‪ ،،‬وحض َر رمضانُ الشهر البارك‪ ،‬وشبه ذلك‪ ،‬هكذا قاله أصحابنا ونقله الِمامان‪ :‬أقضى القضاة‬ ‫أبو السن الاوردي ف كتابه "الاوي" وأبو نصر الصباغ ف كتابه "الشامل" عن أصحابنا‪ ،‬وكذا نقله‬ ‫غيُها من أصحابنا عن الصحاب مطلقا‪ ،‬واحتجّوا بديث‪:‬‬ ‫‪ 3/992‬رويناه ف سنن البيهقي‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪" :‬ل َتقُولُوا َر َمضَانُ‪ ،‬فإنّ َر َمضَا َن اسْ ٌم مِ ْن أسْماءِ اللّ ِه تَعال‪ ،‬وََلكِنْ قُولُوا‪َ :‬شهْرُ َر َمضَانَ" وهذا‬ ‫الديث ضعيف ضعّفه البيهقيّ والضعف عليه ظاهر‪ ،‬ول يذكرْ أح ٌد رمضانَ ف أساء اللّه تعال مع كثرة‬ ‫مَ ْن صنّف فيها‪ .‬والصوابُ واللّه أعلم‪ ،‬ما ذهب إليه الِمام أبو عبد اللّه البخاري ف صحيحه وغي واحد‬ ‫من العلماء الحقّقي أنه ل كراهةَ مطلقا كيفما قال‪ ،‬لن الكراهةَ ل تثبتُ إل بالشرع‪ ،‬ول يثبتْ ف‬ ‫كراهته شيء‪ ،‬بل ثبتَ ف الحاديث جواز ذلك‪ ،‬والحاديث فيه من الصحيحي وغيها أكثر من أن‬ ‫تُحصر‪.‬‬ ‫ولو تفرّغتُ لمع ذلك رجوتُ أن يبلغ أحاديثه مئي‪ ،‬لكن الغرضَ يصل بديث واحد‪ ،‬ويكفي من‬ ‫ذلك كله‪:‬‬

‫‪373‬‬

‫‪ 4/993‬ما رويناه ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛أن رسولَ اللّه صلى‬ ‫صفّدَتِ الشّياطِيُ " (‬ ‫ب النّارِ وَ ُ‬ ‫ت أْبوَا ُ‬ ‫ب الَّن ِة َوغُّلقَ ْ‬ ‫ت أْبوَا ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إذَا جَاءَ َر َمضَانُ ُفتّ َ‬ ‫‪ )39‬منها صوم رمضان‪ ،‬وأشبا ُه هذا كثيةٌ معروفة‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ومن ذلك ما نُقل عن بعض التقدمي أنه يُكره أن يقولَ‪ :‬سورة البقرة‪ ،‬وسورة الدخان‪،‬‬ ‫والعنكبوت‪ ،‬والروم‪ ،‬والحزاب‪ ،‬وشبه ذلك؛ قالوا‪ :‬وإنا يُقال السورة الت يُذكر فيها البقرة‪ ،‬والسورة‬ ‫الت يُذكر فيها النساء وشبه ذلك‪ .‬قلتُ‪ :‬وهذا خطأ مالف للسنّة‪ ،‬فقد ثبت ف الحاديث استعمال ذلك‬ ‫فيما ل يُحصى من الواضع كقوله صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬اليَتا ِن مِنْ آخِرِ سُورَ ِة البَقَ َر ِة مَنْ قَرأهُما ف‬ ‫َليَْلةٍ َكفَتَاه" (‪ )40‬وهذا الديث ف الصحيحي وأشباهُه كثية ل تنحصر‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ومن ذلك ما جاء عن مُطرف رحه اللّه أنه كره أن يقول‪ :‬إن اللّه تعال يقول ف كتابه؛ قال‪:‬‬ ‫وإنا يُقال‪ :‬إن اللّه تعال قال‪ :‬كأنه كره ذلك لكونه لفظا مضارعا‪ ،‬ومقتضاهُ الا ُل أو الستقبالُ‪ ،‬وقول‬ ‫اللّه تعال هو كلمُه‪ ،‬وهو قدي‪ .‬قلتُ‪ :‬وهذا ليس بقبول‪ ،‬وقد ثبتَ ف الحاديث الصحيحة استعمالُ‬ ‫ذلك من جهات كثية‪ ،‬وقد نبّهتُ على ذلك ف شرح صحيح مسلم‪ ،‬وف كتاب آداب القرّاء‪ ،‬قال اللّه‬ ‫تعال‪{ :‬واللّه يقول القّ} [الحزاب‪.]4:‬‬ ‫وف صحيح مسلم (‪ ، )41‬عن أب ذرّ قال‪ :‬قال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪َ" :‬يقُولُ اللّ ُه عَ ّز وَجَلّ‪{ :‬مَنْ‬ ‫سَنةِ َفلَ ُه عَشْ ُر أمْثاِلهَا} [النعام‪.]160:‬‬ ‫جا َء بالَ َ‬ ‫•كتاب جامع الدّعوات‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫باب دعوات مهمة مستحبّة ف جيع الوقات‬ ‫بابٌ ف آدابِ الدعاء‬ ‫ب الدعاء عشرة‬ ‫‪ ‬آدا ُ‬ ‫‪ ‬الول‪ :‬أن يترصّ َد الزمان‬ ‫الشريفة‬ ‫‪ ‬الثان‪ :‬أن يغتنمَ الحوالَ‬ ‫الشريفة‬

‫‪374‬‬

‫‪o‬‬

‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪ ‬الثالث‪ :‬استقبالُ القبلة ورفعُ‬ ‫اليدين ويسحُ بما وجهه ف‬ ‫آخره‪.‬‬ ‫ض الصوت بي‬ ‫‪ ‬الرابع‪ :‬خف ُ‬ ‫الخافتة والهر‪.‬‬ ‫‪ ‬الامس؛ أن ل يتكلّف‬ ‫السجعَ‬ ‫ع والشوعُ‬ ‫‪ ‬السادس‪ :‬التض ّر ُ‬ ‫والرهبة‬ ‫‪ ‬السابع‪ :‬أن يزمَ بالطلب‬ ‫ويُوقن بالِجابة‬ ‫‪ ‬الثامن‪ :‬أن يُلحّ ف الدعاء‬ ‫ويكرّره ثلثا ول يستبطىء‬ ‫الِجابة‪.‬‬ ‫‪ ‬التاسع‪ :‬أن يفتتح الدعاء‬ ‫بذكر اللّه تعال‬ ‫‪ ‬العاشر‪ :‬التوب ُة وردّ الظال‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ما فائدة الدعاء مع أن القضاءَ ل َمرَدّ له؟‬ ‫بابُ دعا ِء الِنسان وتوسّله بصالِ عملهِ إل اللّه تعال‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬أحسن ما جاءَ عن السلف ف الدعاء‬ ‫س ِح الوَجْهِ بما‬ ‫بابُ رَفعِ اليدين ف الدعا ِء ث مَ ْ‬ ‫ب تَكريرِ الدّعاء‬ ‫باب استحبا ِ‬ ‫بابُ الثّ على حُضور القلب ف الدّعاء‬ ‫بابُ فضلِ الدعاء بظهر الغيب‬ ‫س َن إليه‪ ،‬وصفة دُعائِه‬ ‫بابُ استحباب الدعاءِ لن أَحْ َ‬ ‫باب استحباب طلب الدعاءِ من أهل الفضلِ‬ ‫بابُ ني الكلّفِ عن دعائه على نفسه وولده وخادمه وماله ونوها‬ ‫‪375‬‬

‫‪ o‬بابُ الدليل على أنّ دعاء السلم يُجاب بطلوبه أو غيه وأنه ل يستعجلُ‬ ‫الِجابة‬ ‫كتاب جامع الدّعوات‬ ‫باب دعوات مهمة مستحبّة ف جيع الوقات‬ ‫اعلم أن غرضنا بذا الكتاب ذكر دعواتٍ مهمّة مستحبّة ف جيع الوقات غي متصّة بوقت أو حال‬ ‫مصوص‪..‬‬ ‫ب واسعٌ جدا ل يكن استقصاؤهُ ول الِحاطة بعشاره‪ ،‬لكن أُشيُ إل أه ّم الهمّ من‬ ‫واعلم أن هذا البا َ‬ ‫عيونه‪ .‬فأوّلُ ذلك الدعواتُ الذكوراتُ ف القرآن الت أخبَ اللّه سبحانه وتعال با عن النبياء صلواتُ‬ ‫اللّه وسلمُه عليهم وعن الخيار وهي كثية معروفةٌ؛ ومن ذلك ما صحّ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم أنه فعلَه أو علّمه غيَه؛ وهذا القسم كثي جدا تقدّم جلٌ منه ف البواب السابقة‪ ،‬وأنا أذك ُر منه‬ ‫هنا جُملً صحيح ًة تُضمّ إل أدعية القرآن وما سبق‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫‪ 1/994‬روينا بالسانيد الصحيحة ف سنن أب داود والترمذي والنسائي وابن ماجه‪ ،‬عن النعمان بن‬ ‫بشي رضي اللّه عنهما‪،‬‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬الدّعا ُء ُهوَ العبادَة" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪)1( .‬‬ ‫‪ 2/995‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬بإسناد جيد‪،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪ :‬كان رسول اللّه‬ ‫ع ما سوى ذلك‪)2( .‬‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم يَستحبّ الوامعَ من الدعاء ويد ُ‬ ‫‪ 3/996‬وروينا ف كتاب الترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‬ ‫س َشيْءٌ أكْ َرمَ على اللّ ِه تَعال مِنَ الدّعاءِ"‪)3(.‬‬ ‫عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪َ" :‬لْي َ‬ ‫‪ 4/997‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن أب هريرة قال‪:‬قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ‬ ‫ستَجِيبَ اللّ ُه تَعال لَ ُه عنْدَ الشّدَائِ ِد وَالكُرَبِ فَ ْلُي ْكثِرِ الدّعاءَ ف الرّخاءِ"‪.‬‬ ‫سَ ّرهُ أ ْن يَ ْ‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪376‬‬

‫‪ 5/998‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪،‬عن أنس رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪ :‬كان أكثرُ دعا ِء النبّ‬ ‫سَن ًة وَِقنَا عَذَابَ النّارِ"‪.‬‬ ‫سَنةً وف الخِ َرةِ حَ َ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬الّلهُمّ آتنا ف ال ّدنْيا حَ َ‬ ‫زاد مسلم ف روايته قال‪ :‬وكان أنس إذا أرادَ أن يدعوَ بدعوة دعا با‪ ،‬فإذا أرادَ أن يدع َو بدعاء دعا با‬ ‫فيه‪)5( .‬‬ ‫‪ 6/999‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه؛أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان‬ ‫ك الُدَى والّتقَى وَال َعفَافَ وَال ِغنَى"‪)6(.‬‬ ‫يقول‪" :‬الّلهُمّ إن أسألُ َ‬ ‫‪ 7/1000‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن طارق بن أشيم الشجعي الصحاب رضي اللّه عنه قال‪:‬‬ ‫كان الرجل إذا أسلم علّمه النبّ صلى اللّه عليه وسلم الصلة‪ ،‬ث أمرَه أن يدعوَ بذه الكلمات "الّلهُ ّم‬ ‫ا ْغفِرْ ل وَارْحَ ْمنِي وَاهْدِن وَعافِن وَارْزُقْن" وف رواية أُخرى لسلم عن طارق‪ :‬أنه سع النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم وأتاه رجل فقال‪ :‬يا رسول اللّه! كيف أقول حي أسألُ ربّي؟ قال‪ُ" :‬قلِ الّلهُ ّم اغْفرْ ل‬ ‫جمَعُ لَكَ ُدنْياكَ وآخِ َرتَكَ"‪)7(.‬‬ ‫وَارْحَمْن وَعافن وَارْزُقْن؛ فإ ّن َهؤُلءِ تَ ْ‬ ‫‪ 8/1001‬وروينا فيه‪ ،‬عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما‪ ،‬قال‪:‬قال رسول اللّه صلى‬ ‫ف القُلُوبِ صَرّفْ ُقلُوبَنا على طاعَتِكَ"‪)8(.‬‬ ‫اللّه عليه وسلم‪" :‬الّلهُ ّم يا ُمصَرّ َ‬ ‫‪ 9/1002‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪،‬عن النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم قال‪َ" :‬ت َعوّذُوا باللّ ِه مِنْ َجهْ ِد البَلءِ‪َ ،‬ودَ َركِ الشّقاءِ‪َ ،‬وسُوءِ ال َقضَاءِ‪َ ،‬وشَمَاَتةِ العْدَاءِ" وف رواية‬ ‫ت أنا واحدة‪ ،‬ل أدري أيّتهنّ‪ ..‬وف رواية قال سفيان‪ :‬أشكّ‬ ‫عن سفيان أنه قال‪ :‬ف الديث ثلث‪ ،‬وزد ُ‬ ‫أن زدتُ واحدة منها‪)9( .‬‬ ‫‪ 10/1003‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه‪،‬قال‪ :‬كان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫لبْنِ وَالَ َر ِم وَالبُخْلِ‪ ،‬وأعُوذُ بِكَ مِ ْن عَذَابِ‬ ‫وسلم يقول‪" :‬الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِك مِ َن العَجْ ِز وَالكَسَلِ وَا ُ‬ ‫ال َقبْرِ‪ ،‬وأعُو ُذ بِكَ مِنْ ِفتَْن ِة الَحيَا وَالَماتِ" وف رواية "وَضَلَعِ ال ّديْ ِن َوغََلَبةِ الرّجالِ"‪.‬‬ ‫(‪)10‬‬ ‫قلت‪ :‬ضَلَع الدين‪ :‬شدّته وثقلُ حله‪ .‬والحيا والمات‪ :‬الياة والوت‪.‬‬ ‫‪377‬‬

‫‪ 11/1004‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص‪،‬عن أب بكر الصديق رضي‬ ‫اللّه عنهم؛ أنه قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؛ علّمن دُعاءً أدعُو به ف صَلت‪ ،‬قال‪" :‬قُلِ الّلهُمّ‬ ‫ك أنْتَ‬ ‫ت َنفْسِي ظُلْما َكثِيا وَل َي ْغفِرُ ال ّذنُوبَ إِ ّل أْنتَ فا ْغفِرْ ل َمغْفِ َر ًة مِ ْن ِعنْ ِدكَ‪ ،‬وَارْ َحمْن إنّ َ‬ ‫إنّي ظَلَ ْم ُ‬ ‫ال َغفُورُ الرّحِيمُ"‪)11(.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬روي كثيا بالثلثة‪ ،‬وكبيا بالوحدة‪ ،‬وقد قدّمنا بيانه ف أذكار الصلة‪ ،‬فيستحبّ أن يقول الداعي‬ ‫كثيا كبيا‪ ،‬يمع بينهما‪ ،‬وهذا الدعاء وإن كان ورد ف الصلة فهو حسن نفيس صحيح فيُستحبّ ف‬ ‫كل موطن‪ ،‬وقد جاء ف رواية "وف بيت"‪.‬‬ ‫‪ 12/1005‬وروينا ف صحيحيهما‪ ،‬عن أب موسى الشعري رضي اللّه عنه‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم أنه كان يدعو بذا الدعاء‪" :‬الّلهُ ّم اغْفِرْ ل َخطِيئَت وَ َجهْلي وَإسْرَافِي ف أمْرِي‪ ،‬ومَا أْنتَ أعْلَ ُم بِهِ‬ ‫ك ِعنْدِي؛ الّلهُمّ ا ْغفِرْ ل ما قَ ّد ْمتُ ومَا‬ ‫ِمنّي؛ الّلهُ ّم اغْفِرْ ل َجدّي َوهَزْل َوخَطَئي َوعَمْدي وَكُلّ ذل َ‬ ‫ت وَما أعَْلْنتُ وَما أْنتَ أعْلَ ُم بِ ِه ِمنّي‪ ،‬أْنتَ ا ُلقَ ّدمُ وأْنتَ ا ُلؤَخّ ُر وأنْتَ على ك ّل َشيْءٍ‬ ‫ت َومَا أسْرَرْ ُ‬ ‫أخّرْ ُ‬ ‫قَدِيرٌ"‪)12(.‬‬ ‫‪ 13/1006‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها؛أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان‬ ‫ت َومِ ْن شَ ّر مَا لَ ْم أعْمَلْ"‪)13(.‬‬ ‫يقول ف دعائه‪" :‬الّلهُ ّم إنّي َأعُو ُذ بِكَ مِ ْن شَ ّر ما عَمِ ْل ُ‬ ‫‪ 14/1007‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال‪:‬كان دعاء رسول اللّه‬ ‫ك وَجَمِيعِ‬ ‫حوّ ِل عافيتك وَفَجْأةِ ِنقْ َمتِ َ‬ ‫ك َوتَ َ‬ ‫ك مِنْ َزوَا ِل ِنعْ َمتِ َ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِ َ‬ ‫سُخْطِكَ"‪)14(.‬‬ ‫‪ 15/1008‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن زيد بن أرقم رضي اللّه عنه قال‪:‬ل أقول لكم إل كما‬ ‫ج ِز وَالكَسَ ِل وَالُبْنِ‬ ‫كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪ ،‬كان يقول‪" :‬الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِكَ مِ َن العَ ْ‬ ‫ت وَِليّها َو َموْلها‪،‬‬ ‫ت َنفْسِي َت ْقوَاها‪ ،‬وَزَكّها أنْتَ َخيْرُ مَنْ زَكّاها‪ ،‬أْن َ‬ ‫ب ال َقبْرِ‪ ،‬الّلهُمّ آ ِ‬ ‫وَالبُخْلِ وَالَ ّم َوعَذَا ِ‬ ‫شبَعُ‪َ ،‬ومِنْ َدعْ َو ٍة ل يُسْتَجَابُ‬ ‫ب ل يَخْشَعُ‪ ،‬وَم ْن َن ْفسٍ ل تَ ْ‬ ‫ك مِ ْن عِلْ ٍم ل َيْنفَعُ‪َ ،‬ومِنْ قَ ْل ٍ‬ ‫الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِ َ‬ ‫َلهَا" ‪)15(.‬‬

‫‪378‬‬

‫‪ 16/1009‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ك الُدَى وَالسّدادَ"‪)16(.‬‬ ‫وسلم‪" :‬قُلِ الّل ُهمّ اهْدِن َوسَدّ ْدنِي" وف رواية‪" :‬الّلهُمّ إن أسألُ َ‬ ‫‪ 17/1010‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن سعد بن أب وقاص رضي اللّه عنه قال‪:‬جاء أعرابّ إل‬ ‫النبّ صلى اللّه عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسولَ اللّه! علّمن كلما أقوله‪ ،‬قال‪ُ" :‬قلْ ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه وَحْ َدهُ ل‬ ‫شَرِيكَ لَهُ‪ ،‬اللّهُ أكْبَرُ َكبِيا‪ ،‬وَالَمْدُ لِلّه َكثِيا‪ ،‬سُبْحانَ اللّهِ رَبّ العالَمِيَ‪ ،‬ل َحوْ َل وَل ُق ّوةَ إِلّ باللّ ِه العَزِيزِ‬ ‫الَكيمِ‪ ،‬قال‪ :‬فهؤلء لرب فما ل؟ قال‪ :‬قُلِ الّلهُ ّم ا ْغفِرْ ل وَارْ َحمْن وَاهْدن وَارْزُ ْقنِي وَعافن" شكّ‬ ‫الراوي ف "وعافن"‪)17(.‬‬ ‫‪ 18/1011‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬كان رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫ي اّلتِي فيها مَعاشِي‪،‬‬ ‫عليه وسلم يقول‪" :‬الّل ُهمّ أصْلِحْ ل دِين الّذي ُهوَ ِعصْ َم ُة أمْرِي‪ ،‬وَأصْلِحْ ل ُدنْيا َ‬ ‫وأصْلِحْ ل آ ِخ َرتِي الّت فيها مَعادي‪ ،‬وَا ْجعَ ِل الَياةَ زيا َدةً ل ف كُلّ َخيْرٍ‪ ،‬وَا ْجعَ ِل ا َلوْتَ را َحةً ل مِنْ كُلّ‬ ‫شَرّ"‪)18(.‬‬ ‫‪ 19/1012‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛أن رسولَ اللّه‬ ‫ك أَنبْتُ‪َ ،‬وبِكَ‬ ‫ت َوعََليْكَ َتوَكّ ْلتُ‪َ ،‬وإِلَيْ َ‬ ‫ك أسَْل ْمتُ‪َ ،‬وبِكَ آ َمنْ ُ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم كان يقول‪" :‬الّلهُمّ لَ َ‬ ‫ت وَالِنّ وا ِلْنسُ‬ ‫ت الَ ّي الّذي َل يَمو ُ‬ ‫ص ْمتُ؛ الّلهُ ّم إنّي َأ ُعوْ ُذ ِبعِ ّزتِكَ ل إِلهَ إِلّ أْنتَ أ ْن تُضِلّن‪ ،‬أنْ َ‬ ‫خا َ‬ ‫يَمُوتُونَ"‪)19(.‬‬ ‫‪ 20/1013‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي والنسائي وابن ماجه‪ ،‬عن بُريدةَ رضي اللّه عنه؛‬ ‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سع رجلً يقول‪ :‬اللّهمّ إن أسألك بأن أشه ُد أنك أنتَ اللّه ل إِلهَ‬ ‫إِلّ أنتَ الح ُد الصمدُ الذي ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد‪ .‬فقال‪َ" :‬لقَ ْد سأْلتَ اللّ َه تَعال‬ ‫بالسْمِ الّذي إذَا ُسئِ َل بِ ِه أعْطَى‪َ ،‬وإِذَا ُد ِعيَ أجابَ" وف رواية "َلقَ ْد سأْلتَ اللّ َه باسْمهِ العْظَمِ" قال‬ ‫الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)20( .‬‬ ‫‪ 21/1014‬وروينا ف سنن أب داود والنسائي‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه؛أنه كان مع رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم جالسا ورجل يُصلّي ث دعا‪ :‬اللّهمّ إن أسألك بأنّ لكَ المدُ ل إِله إِلّ أنتَ النّانُ‬

‫‪379‬‬

‫بديعُ السّماواتِ والرض‪ ،‬يا ذا اللل والِكرام يا ح ّي يا قيّوم‪ .‬فقال النبّ صلى اللّه عليه وسلم‪َ" :‬لقَدْ‬ ‫دَعا اللّ َه تَعال باسْم ِه العَظيمِ الّذي إذَا دُعيَ بهِ أجابَ‪َ ،‬وإِذَا ُسئِ َل بِهِ أعْطَى"‪)21(.‬‬ ‫‪ 22/1015‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي والنسائي وابن ماجه‪ ،‬بالسانيد الصحيحة‪ ،‬عن‬ ‫عائشة رضي اللّه عنها؛‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كا َن يدعو بؤلء الكلماتِ‪" :‬الّل ُهمّ إن أعُو ُذ بِكَ مِنْ ِفتَْن ِة النّارِ َوعَذَابِ‬ ‫النّارِ‪ ،‬وَم ْن شَرّ ال ِغنَى وَالفَقْرِ" هذا لفظ أب داود‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪)22( .‬‬ ‫‪ 23/1016‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن زياد بن ِعلَقَة‪ ،‬عن عَمّه‪ ،‬وهو قُ ْطَبةُ بن مالك رضي اللّه‬ ‫عنه قال‪:‬‬ ‫ك مِ ْن ُمنْكَرَاتِ الخْلقِ وَالعْمالِ‪ ،‬وَال ْهوَاءِ"‬ ‫كان النبّ صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬الّلهُمّ إن أعُو ُذ ب َ‬ ‫قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)23( .‬‬ ‫‪ 24/1017‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي والنسائي‪ ،‬عن َشكَل بن حُميد رضي اللّه عنه ـ‬ ‫وهو بفتح الشي العجمة والكاف ـ قال‪:‬‬ ‫ك مِ ْن شَ ّر سَ ْمعِي وَمنْ شَ ّر َبصَرِي‪َ ،‬ومِنْ‬ ‫قلتُ‪ :‬يا رسولَ اللّه! علّمن دعاء‪ ،‬قال‪ُ" :‬قلِ الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِ َ‬ ‫شَرّ لِسان‪َ ،‬ومِنْ شَرّ قَلْب وَم ْن شَ ّر َمِنيّي" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)24( .‬‬ ‫‪ 25/1018‬وروينا ف كتاب أب داود والنسائي‪ ،‬بإسنادين صحيحي‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه؛‬ ‫لنُو ِن وَالُذَامِ‪َ ،‬وسَيّءِ‬ ‫ص وَا ُ‬ ‫ك مِ َن البَ َر ِ‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم كان يقول‪" :‬الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِ َ‬ ‫السْقامِ"‪)25(.‬‬ ‫‪ 26/1019‬وروينا فيهما‪ ،‬عن أب اليَسَر الصحاب رضي اللّه عنه ـ وهو بفتح الياء الثناة تت‬ ‫والسي الهملة‬

‫‪380‬‬

‫أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يدعو "الّلهُمّ إن أعُو ُذ بِكَ مِ َن الَ ْدمِ‪ ،‬وأعُو ُذ بِكَ مِ َن التّ َردّي‪،‬‬ ‫خبّ َطنِي الشّيْطا ُن عِنْ َد ا َلوْتِ؛ وأعُو ُذ بِكَ أ ْن أمُوتَ‬ ‫ق وَالَ َرمِ‪ ،‬وَأعُو ُذ بِكَ أن َيتَ َ‬ ‫ق وَالَ َر ِ‬ ‫ك مِ َن الغَ َر ِ‬ ‫وأعُو ُذ بِ َ‬ ‫ك مُ ْدبِرا‪ ،‬وأعُو ُذ بِكَ أن أمُوتَ لَديغا" هذا لفظ أب داود‪ ،‬وف رواية له "وَالغَمّ"‪)26(.‬‬ ‫فِي َسبِيلِ َ‬ ‫‪ 27/1020‬وروينا فيهما؛ بالِسناد الصحيح‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬كان رسولُ اللّه‬ ‫ك مِ َن الِياَنةِ‬ ‫س الضّجِيعُ‪ ،‬وَأعُو ُذ بِ َ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬الّلهُمّ إن أعو ُذ بِكَ م َن الوع فَإنّهُ بْئ َ‬ ‫ستِ البطاَنةُ"‪)27(.‬‬ ‫فإنّها ِبئْ َ‬ ‫‪ 28/1021‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه؛أن مُكاتبا جاءه فقال‪ :‬إن عجزتُ‬ ‫ت عَلمنيهنّ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم لو كا َن عَليكَ‬ ‫عن كتابت فأعنّي‪ ،‬قال‪ :‬أل أُعلّمُك كلما ٍ‬ ‫ك عَمّ ْن ِسوَاكَ"‬ ‫صيْرٍ َديْنا أدّاهُ عنك؟ ُقلِ‪" :‬الّلهُ ّم اكْفن بِحَللِكَ عَنْ حَرامِكَ‪ ،‬وَأ ْغنِن ِب َفضْلِ َ‬ ‫مثلُ جبل ِ‬ ‫قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)28( .‬‬ ‫‪ 29/1022‬وروينا فيه‪ ،‬عن عمران بن الصي رضي اللّه عنهما؛أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم علّمَ‬ ‫أباه حصينا كلمتي يدعو بما‪" :‬الّلهُمّ أْلهِ ْمنِي ُرشْدِي‪ ،‬وَأعِ ْذنِي مِ ْن َش ّر َنفْسِي" قال الترمذي‪ :‬حديث‬ ‫حسن‪)29( .‬‬ ‫‪ 30/1023‬وروينا فيهما‪ ،‬بإسناد ضعيف‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛أن رسولَ اللّه صلى اللّه‬ ‫ق َوسُوءِ الخْلقِ"‪)30(.‬‬ ‫عليه وسلم كان يقولُ‪" :‬الّلهُمّ إن أعُو ُذ بكَ منَ الشّقاقِ وَالنّفا ِ‬ ‫‪ 31/1024‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن شهر بن حوشب‪ ،‬قال‪:‬قلتُ ُلمّ سلمة رضي اللّه عنها‪:‬‬ ‫يا ُأمّ الؤمني! ما أكثرَ دعاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا كان عندكِ؟ قالت‪ :‬كان أكثرُ دعائه‪" :‬‬ ‫ب َثبّت قَلْب على دِينكَ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)31( .‬‬ ‫يا ُمقَّلبَ القُلُو ِ‬ ‫‪ 32/1025‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪:‬كان رسولُ اللّه صلى اللّه‬ ‫ث ِمنّي‪ ،‬ل إِلهَ إِ ّل أنْتَ‬ ‫عليه وسلم يقول‪" :‬الّل ُهمّ عافن ف جَسَدِي‪ ،‬وَعافن ف َبصَرِي‪ ،‬وَا ْجعَلْ ُه الوَارِ َ‬ ‫ش العَظِيمِ‪ ،‬وَالَ ْمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِيَ"‪)32(.‬‬ ‫ب العَ ْر ِ‬ ‫الَلِيمُ الكَ ِريُ‪ُ ،‬سبْحانَ اللّه رَ ّ‬ ‫‪ 33/1026‬وروينا فيه‪ ،‬عن أب الدرداء رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬‬ ‫حبّكَ‪ ،‬وَالعَ َم َل الّذي‬ ‫ب مَ ْن يُ ِ‬ ‫ك وَ ُح ّ‬ ‫كانَ مِنْ دُعاءِ دَاوُدَ صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬الّلهُمّ إن أسألُكَ ُحبّ َ‬ ‫‪381‬‬

‫ل مِ ْن َنفْسِي وَأهْلِي وَم َن الَا ِء البا ِردِ" قال الترمذي‪ :‬حديث‬ ‫ُيبَّلغُنِي ُحبّكَ؛ الّلهُمّ ا ْجعَلْ ُحبّكَ أ َحبّ إِ ّ‬ ‫حسن‪)33( .‬‬ ‫‪ 34/1027‬وروينا فيه‪ ،‬عن سعد بن أب وقاص رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ك إنّي ُكْنتُ مِنَ‬ ‫وسلم‪َ " :‬د ْعوَةُ ذِي النّونِ إذْ دَعا َربّهُ وَ ُهوَ ف بَ ْط ِن الُوتِ‪ :‬ل إِلهَ إِلّ أْنتَ ُسبْحانَ َ‬ ‫ع بِها َرجُ ٌل مُسْلِمٌ ف َشيْءٍ َقطّ إِلّ ا ْستَجابَ لَهُ" قال (‪ )34‬أبو عبد اللّه‪ :‬هذا‬ ‫الظالِمِيَ‪ ،‬فإنّهُ لَ ْم يَ ْد ُ‬ ‫صحيح الِسناد‪.‬‬ ‫‪ 35/1028‬وروينا فيه وف كتاب ابن ماجه‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه؛أن رجلً جاء إل النبّ صلى‬ ‫ي الدعاء أفضل؟ قال‪" :‬سَلْ َربّكَ العاِفَيةَ وَالُعافاةَ ف ال ّدنْيا‬ ‫اللّه عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسولَ اللّه! أ ّ‬ ‫وال ِخ َرةِ‪ .‬ث أتاه ف اليوم الثان فقال‪ :‬يا رسولَ اللّه! أيّ الدعاء أفضل؟ فقال له مثل ذلك‪ .‬ث أتاه ف‬ ‫اليوم الثالث فقال له مثل ذلك‪ ،‬قال‪ :‬فإذَا ُأعْطِيتَ العاِفَيةَ ف ال ّدنْيا وُأعْطِيتَها ف الخرة َفقَدْ أفْلَحْت" قال‬ ‫الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)35( .‬‬ ‫‪ 36/1029‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن العباس بن عبد الطلب رضي اللّه عنه قال‪:‬قلت‪ :‬يا‬ ‫رسول اللّه! علّمن شيئا أسأله اللّه تعال‪ ،‬قال‪" :‬سَلُوا اللّ َه العاِفَيةَ" فمكثت أياما ث جئت فقلت‪ :‬يا‬ ‫رسول اللّه! علّمن شيئا أسأله اللّه تعال‪ ،‬فقال‪" :‬يا َعبّاسُ‪ ،‬يا عَمّ َرسُول اللّهِ‪ ،‬سَلُوا اللّ َه العاِفَيةَ ف ال ّدنْيا‬ ‫وال ِخرَة" قال الترمذي‪ :‬هذا حديث صحيح‪)36( .‬‬ ‫‪ 37/1030‬وروينا فيه‪ ،‬عن أب أمامة رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬دعا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫ت بدعاءٍ كثيٍ ل نفظ منه شيئا‪ ،‬فقال‪" :‬أَلَ‬ ‫بدعاء كثي ل نفظ منه شيئا‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول اللّه! دعو َ‬ ‫ك مُحَمّدٌ صلى اللّه عليه‬ ‫أدُّلكُ ْم ما يَجْ َمعُ ذلكَ كُلّهُ؟ َتقُولُ‪ :‬الّلهُمّ إن أسألُكَ مِنْ َخيْ ٍر ما سألَكَ منْ ُه نَِبيّ َ‬ ‫ستَعا ُن َوعََليْكَ‬ ‫وسلم‪َ ،‬وَنعُو ُذ بِكَ مِ ْن شَ ّر ما اسْتَعا َذ َك ِمنْهُ َنِبيّكَ ُمحَمّدٌ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وأنْتَ الُ ْ‬ ‫البَلغُ‪ ،‬وَل َحوْ َل وَل ُق ّوةَ إِلّ باللّهِ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)37( .‬‬ ‫‪ 38/1031‬وروينا فيه‪ ،‬عن أنس رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ألِظّوا‬ ‫بِياذَا الَل ِل وَالِكْرامِ"‪.‬‬

‫‪382‬‬

‫ورويناه ف كتاب النسائي‪ ،‬من رواية ربيعة بن عامر الصحاب رضي اللّه عنه‪ ،‬قال الاكم‪ :‬حديث‬ ‫صحيح الِسناد‪)38( .‬‬ ‫قلتُ‪ :‬ألِظّوا بكسر اللم وتشديد الظاء العجمة‪ ،‬ومعناه‪ :‬الزموا هذه الدعوة وأكثروا منها‪.‬‬ ‫‪ 39/1032‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي وابن ماجه‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‪:‬‬ ‫كان النبّ صلى اللّه عليه وسلم يدعو ويقول‪" :‬رَبّ أ ِعنّي وَل ُتعِ ْن عَليّ‪ ،‬وَاْنصُ ْرنِي وَل َتنْصُ ْر عََليّ‪،‬‬ ‫ك شاكِرا‪ ،‬لَكَ‬ ‫ي وَانْصُ ْرنِي على مَ ْن َبغَى عَليّ‪ .‬رَبّ ا ْجعَ ْلنِي لَ َ‬ ‫وَا ْمكُرْ ل وَل تَ ْمكُرْ عَليّ‪َ ،‬ويَسّ ْر هُدَا َ‬ ‫ك مُجِيبا أ ْو مُنيبا‪َ ،‬ت َقبّلْ َت ْوَبتِي‪ ،‬وَاغْسِلْ َح ْوبَت‪ ،‬وَأ ِجبْ َد ْعوَت‪،‬‬ ‫ك مِ ْطوَاعا‪ ،‬إَِليْ َ‬ ‫ذَاكِرا‪ ،‬لَكَ رَاهِبا‪ ،‬لَ َ‬ ‫جتِي‪ ،‬وَاهْدِ َق ْلبِي‪َ ،‬وسَدّدْ لِسان‪ ،‬وَاسْلُ ْل سَخِي َمةَ َق ْلبِي" وف رواية الترمذي "أوّاها ُمنِيبا" قال‬ ‫َوثَّبتْ حُ ّ‬ ‫الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬السخيمة بفتح السي الهملة وكسر الاء العجمة‪ ،‬وهي القد وجعها سخائم‪ ،‬هذا معن‬ ‫السخيمة هنا‪.‬‬ ‫وف حديث آخر "مَ ْن سَ ّل سَخِي َمتَهُ ف طَرِي ِق الُسْلِ ِميَ َفعََليْهِ َل ْعَنةُ اللّهِ" (‪)39‬‬ ‫‪ 40/1033‬وروينا ف مسند الِمام أحد بن حنبل رحه اللّه وسنن ابن ماجه‪ ،‬عن عائشة رضي اللّه‬ ‫عنها؛‬ ‫ليْرِ كُلّهِ عاجِلِهِ وآ ِجلِهِ‪ ،‬ما عَلِ ْمتُ مِنْهُ‬ ‫أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال لا‪" :‬قُول الّلهُمّ إن أسألُكَ مِنَ ا َ‬ ‫لّنةَ َومَا‬ ‫ت ِمنْهُ َومَا لَ ْم أعْلَمْ‪ ،‬وأسألُكَ ا َ‬ ‫وَما َل ْم أعْلَمُ‪ ،‬وأعُوذُ بِكَ مِنَ الشّرّ ُكلّهِ عاجله وآجِلهِ‪ ،‬ما عَلِ ْم ُ‬ ‫ك مِ َن النّا ِر َومَا قَرّبَ إَِليْها مِنْ َقوْ ٍل أوْ عَ َملٍ‪ ،‬وأسألُكَ َخيْرَ ما‬ ‫قَرّبَ إَِليْها مِنْ َقوْ ٍل أوْ عَمَلٍ‪ ،‬وأعُو ُذ بِ َ‬ ‫ك مُحَمّدٌ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وَ َأعُو ُذ بِكَ مِنْ شَ ّر ما اسْتَعا َذ َك ِمنْهُ َعبْ ُدكَ‬ ‫ك بِ ِه َعبْدُ َك وَ َرسُولُ َ‬ ‫سألَ َ‬ ‫جعَ َل عاِقبَتَهُ َرشَدا" (‪)40‬‬ ‫ك ما َقضَْيتَ ل مِ ْن أمْ ٍر أ ْن تَ ْ‬ ‫وَ َرسُولُكَ ُمحَمّدٌ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وأسألُ َ‬ ‫‪ 42/1035‬وفيه‪ ،‬عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال‪:‬جاء رجلٌ إل رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم فقال‪" :‬وَا ُذنُوبا ُه وَا ُذنُوباهُ! مرّتي أو ثلاثا‪ ،‬فقال له رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬قُلِ‬ ‫الّلهُ ّم َم ْغفِ َرتُكَ أ ْوسَ ُع مِنْ ُذنُوب‪ ،‬وَرَ ْح َمتُكَ أ ْرجَى ِعنْدِي مِ ْن عَمَلي‪ ،‬فقالا‪ ،‬ث قال‪ :‬عُدْ‪ ،‬فعاد‪ ،‬ث قال‪:‬‬ ‫‪383‬‬

‫عُدْ‪ ،‬فعاد‪ ،‬فقال‪ُ :‬قمْ َفقَ ْد ُغفِرَ لَكَ"‪ .)41(.‬ومعن مغفرتك أوسع من ذنوب أي إن ذنوب وإن‬ ‫عظمت فمغفرتك أعظم منها‪ .‬وما أحسن قول الِمام الشافعي‪:‬‬ ‫تعاظمن ذنب فلما قرنتُه * بعفوكَ رب كانَ عفوكَ أعظما‬ ‫‪ 43/1036‬وفيه‪ ،‬عن أب أمامة رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إنّ ِللّهِ‬ ‫ل بِمَ ْن َيقُولُ يا أرْحَمَ الرّا ِحمِيَ‪ ،‬فَ َم ْن قالا ثلثا قالَ لَ ُه الَلَكُ‪ :‬إنّ أ ْرحَمَ الرّاحِميَ قَدْ‬ ‫تَعال مَلَكا ُموَكّ ً‬ ‫أ ْقبَلَ عََليْكَ فَسَلْ"‪)42(.‬‬ ‫بابٌ ف آدابِ الدعاء‬ ‫اعلم أن الذهب الختار الذي عليه الفقهاء والحدّثون وجاهي العلماء من الطوائف كلها من السلف‬ ‫جبْ َلكُمْ} [غافر‪ ]60:‬وقال‬ ‫واللف‪ :‬أن الدعاء مستحبّ‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬وَقالَ َرّبكُمُ ا ْدعُونِي أ ْستَ ِ‬ ‫تعال‪{ :‬ا ْدعُوا َرّبكُمْ تَضَرّعا وَ ُخ ْفَيةً} [العراف‪ ]55 :‬واليات ف ذلك كثية مشهورة‪.‬‬ ‫وأما الحاديث الصحيحة فهي أشهر من أن تُشهر‪ ،‬وأظهر من أن تُذكر‪ ،‬وقد ذكرنا قريبا ف الدعوات‬ ‫ما به أبلغ كفاية‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫ف الناسُ ف أن الفضل الدعاء أم‬ ‫وروينا ف رسالة الِمام أب القاسم القشييّ رضي اللّه عنه قال‪ :‬اختل َ‬ ‫السكوت والرضا؟ فمنهم من قال‪ :‬الدعاء عبادة للحديث السابق "الدّعا ُء ُهوَ العِبادَة" (‪ )43‬ولنّ‬ ‫الدعاءَ إظها ُر الفتقار إل اللّه تعال‪ .‬وقالت طائفة‪ :‬السكوت والمودُ تت جريان الكم أتّ‪ ،‬والرضا با‬ ‫سبق به القدر أول‪ .‬وقال قوم‪ :‬يكون صاحبُ دعاءٍ بلسانه ورضا بقلبه ليأتَ بالمرين جيعا‪.‬‬ ‫قال القشيي‪ :‬والول أن يُقال‪ :‬الوقات متلفة؛ ففي بعض الحوال الدعاء أفضل من السكوت وهو‬ ‫الدب‪ ،‬وف بعض الحوال السكوت أفضل من الدعاء وهو الدب‪ ،‬وإنا يُعرف ذلك بالوقت؛ فإذا‬ ‫وجدَ ف قلبه إشارةً إل الدعاء‪ ،‬فالدعاءُ أول به؛ وإذا وجد إشارةً إل السكوت فالسكوتُ أتّ‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ويص ّح أن يُقال ما كان للمسلمي فيه نصيب‪ ،‬أو للّه سبحانه وتعال فيه حقّ‪ ،‬فالدعاء أول لكونه عبادة‪،‬‬ ‫وإن كان لنفسك فيه حظّ فالسكوت أتّ‪ .‬قال‪ :‬ومن شرائط الدعاء أن يكون مطعمُه حللً‪ .‬وكان يي‬ ‫بن معاذ الرازي رضي اللّه عنه يقول‪ :‬كيف أدعوك وأنا عاصٍ؟ وكيف ل أدعوك وأنت كري؟‪.‬‬

‫‪384‬‬

‫ومن آدابه‪ :‬حضور القلب‪ ،‬وسيأت دليله إن شاء اللّه تعال‪ .‬وقال بعضُهم‪ :‬الراد بالدعاء إظها ُر الفاقة‪،‬‬ ‫وإل فاللّه سبحانه وتعال يفعلُ ما يشاء‪.‬‬ ‫وقال الِمام أبو حامد الغزال ف الِحياء‪:‬‬

‫ب الدعاء عشرة‪:‬‬ ‫آدا ُ‬

‫الول‪ :‬أن يترصّ َد الزمان الشريفة؛ كيوم َعرَفَة وشهر رمضان ويوم المعة والثلث الخي من الليل‬ ‫ووقت السحار‪.‬‬ ‫الثان‪ :‬أن يغتنمَ الحوالَ الشريفة؛ كحالة السجود‪ ،‬والتقاء اليوش‪ ،‬ونزول الغيث‪ ،‬وإقامة الصلة‬ ‫وبعدَها‪ .‬قلتُ‪ :‬وحالة رقّة القلب‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬استقبالُ القبلة ورفعُ اليدين ويسحُ بما وجهه ف آخره‪.‬‬ ‫ض الصوت بي الخافتة والهر‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬خف ُ‬ ‫الامس؛ أن ل يتكلّف السجعَ وقد فسّر به العتداء ف الدعاء‪ ،‬والول أن يقتصر على الدعوات‬ ‫الأثورة‪ ،‬فما كل أحد يُحسن الدعاءَ فيخاف عليه العتداء‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬ادعُ بلسان الذلّة والفتقار‪،‬‬ ‫ل بلسان الفصاحة والنطلق‪ ،‬ويُقال‪ :‬إن العلماء والبدال ل يزيدون ف الدعاء على سبع كلمات‬ ‫ويشهد له ما ذكره اللّه سبحانه وتعال ف آخر سورة البقرة { َربّنا ل ُتؤَاخِذْنا} إل آخرها [البقرة‪:‬‬ ‫‪ ]286‬ل يب سبحانه ف موضع عن أدعية عباده بأكثر من ذلك‪ .‬قلتُ‪ :‬ومثلهُ قول اللّه سبحانه وتعال‬ ‫ف سورة إبراهيم صلى اللّه عليه وسلم‪َ { :‬وإِذْ قالَ ِإبْرَاهِيمُ‪ :‬رَبّ ا ْجعَ ْل هَذَا البََلدَ آمِنا} إل آخره [‬ ‫إبراهيم‪ .]35:‬قلتُ‪ :‬والختار الذي عليه جاهي العلماء أنه ل حجرَ ف ذلك‪ ،‬ول تُكرهُ الزياد ُة على‬ ‫ب الِكثارُ من الدعاء مطلقا‪.‬‬ ‫السبع‪ ،‬بل يُستح ّ‬ ‫ليْرَاتِ َويَ ْدعُونَنا‬ ‫ع والشوعُ والرهبة‪ ،‬قال اللّه تعال‪{ :‬إّنهُ ْم كانُوا يُسا ِرعُونَ ف ا َ‬ ‫السادس‪ :‬التض ّر ُ‬ ‫َرغَبا وَ َرهَبا وكانُوا لَنا خا ِشعِيَ} [النبياء‪ ]90:‬وقال تعال‪{ :‬ا ْدعُوا َرّبكُ ْم َتضَرّعا وَ ُخ ْفَيةً} [العراف‪:‬‬ ‫‪.]55‬‬

‫‪385‬‬

‫السابع‪ :‬أن يزمَ بالطلب ويُوقن بالِجابة ويصدقَ رجاءه فيها‪ ،‬ودلئلُه كثي ٌة مشهورة‪ .‬قال سفيان‬ ‫بن عُيينة رحه اللّه‪ :‬ل ينعنّ أحدَكم من الدعاء ما يعلمُه من نفسه‪ ،‬فإن اللّه تعال أجاب شرّ الخلوقي‬ ‫إبليس إذ {قال أنْظِ ْرنِي إل َيوْ ِم ُيْبعَثُونَ‪ .‬قالَ ِإنّكَ م َن ا ُلنْظَرِينَ} [العراف‪14 :‬ـ ‪.]15‬‬ ‫الثامن‪ :‬أن يُلحّ ف الدعاء ويكرّره ثلثا ول يستبطىء الِجابة‪.‬‬ ‫التاسع‪ :‬أن يفتتح الدعاء بذكر اللّه تعال‪ .‬قلتُ‪ :‬وبالصلة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعد‬ ‫المد للّه تعال والثناء عليه‪ ،‬ويتمه بذلك كله أيضا‪.‬‬ ‫العاشر‪ :‬وهو أهّها والصل ف الِجابة‪ ،‬وهو التوب ُة وردّ الظال والِقبال على اللّه تعال‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬قال الغزال‪ :‬فإن قيل‪ :‬فما فائدة الدعاء مع أن القضاءَ ل مَ َردّ له؟ فاعلم أن من جلة القضاء‬ ‫س سبب لدفع السلح‪ ،‬والاءُ‬ ‫ردّ البلء بالدعاء‪ ،‬فالدعاءُ سببٌ لر ّد البلء ووجود الرحة‪ ،‬كما أن التر َ‬ ‫سببٌ لروج النبات من الرض؛ فكما أن الترسَ يدفع السه َم فيتدافعان‪ ،‬فكذلك الدعاءُ والبلء‪ ،‬وليس‬ ‫حَتهُمْ}‬ ‫من شرط العتراف بالقضاء أن ل يملَ السلح‪ ،‬وقد قال اللّه تعال‪{ :‬وَلْيَأخُذُوا حِ ْذ َرهُمْ وَأسِْل َ‬ ‫[النساء‪ ]102:‬فقدّرَ اللّه تعال المرَ وقدّ َر سبَبه‪ .‬وفيه من الفوائد ما ذكرناه‪ ،‬وهو حضور القلب‬ ‫والفتقار‪ ،‬وها ناية العبادة والعرفة‪ ،‬واللّه أعلم‪.‬‬ ‫بابُ دعا ِء الِنسان وتوسّله بصالِ عملهِ إل اللّه تعال‬ ‫‪ 1/1037‬روينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬حديث أصحاب الغار‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه‬ ‫عنهما قال‪:‬‬ ‫سعتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬انْ َطلَ َق ثَلثَ ُة َنفَ ٍر مِمّنْ كان َقبَْلكُمْ حتّى آوَاهُ ُم الَبيتُ إل‬ ‫ت عََلْيهِ ُم الغارَ‪ ،‬فَقالُوا‪ :‬إنّهُ ل ُينْجِيكُمْ مِ ْن هَ ِذهِ الصّخْ َرةِ‬ ‫سدّ ْ‬ ‫لبَلِ فَ َ‬ ‫صخْ َرٌة مِ َن ا َ‬ ‫غارٍ فَدَ َخلُوهُ‪ ،‬فاْنحَدَرَتْ َ‬ ‫إلّ أ ْن تَ ْدعُوا اللّ َه تَعال بصَالِ أعْماِلكُمْ‪ .‬قالَ َرجُ ٌل ِمْنهُمْ‪ :‬الّلهُ ّم إنّهُ كانَ ل أَبوا ِن َشيْخانِ َكبِيَانِ‪ ،‬و ُكنْتُ‬ ‫ل أُ ْغبِقُ َقبَْلهُما أ ْهلً وَل مالً"‪ .‬وذكر تام الديث الطويل فيهم‪ ،‬وأن كلّ واحد منهم قال ف صال‬ ‫ج َعنّا ما نَحْنُ فِيهِ" فانفرج ف دعوة كلّ واحدٍ‬ ‫عمله‪" :‬الّلهُ ّم إنْ ُكنْتُ قَدْ َفعَ ْلتُ ذلكَ اْبتِغاءَ َو ْجهِكَ َف َفرّ ْ‬ ‫شيءٌ منها وانفرجتْ كلّها عقب دعوة الثالث "فخرجوا يشون"‬

‫‪386‬‬

‫(‪)44‬قلتُ‪ :‬أُغبق بضم المزة وكسر الباء‪ :‬أي أسقي‪.‬‬ ‫وقد قال القاضي حسي من أصحابنا وغيه ف صلة الستسقاء كلما معناه‪ :‬أنه يُستحبّ لن وقعَ ف‬ ‫شدّة أن يدعوَ بصال عمله‪ ،‬واستدلوا بذا الديث‪ ،‬وقد يُقال ف هذا شيء‪ :‬لن فيه نوعا من ترك‬ ‫ب الدعاء الفتقار‪ ،‬ولكن ذكرَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم هذا‬ ‫الفتقار الطلق إل اللّه تعال‪ ،‬ومطلو ُ‬ ‫الديث ثناءً عليهم‪ ،‬فهو دلي ٌل على تصويبه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وباللّه التوفيق‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬ومن أحسن ما جاءَ عن السلف ف الدعاء؛ ما حُكي عن الوزاعيّ رحه اللّه تعال قال‪:‬‬ ‫خرج الناسُ يستسقون‪ ،‬فقام فيهم بللُ بن سعد‪ ،‬فحمدَ اللّه تعال وأثن عليه ث قال‪ :‬يا معشر مَن‬ ‫سنِي مِ ْن سَبيلٍ}‬ ‫حضر! ألستم مقرّين بالِساءة؟ قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬فقال‪ :‬اللّه ّم إنّا سعناك تقول‪{ :‬ما عَلى الحْ ِ‬ ‫[التوبة‪ ]91:‬وقد أقررنا بالِساءة‪ ،‬فهل تكون مغفرتك إل لثلنا؟ اللّه ّم اغف ْر لنا وارحنا واسقنا‪ ،‬فرفع‬ ‫يديه ورفعوا أيديهم فسُقوا‪ .‬وف معن هذا أنشدوا‪:‬‬ ‫أنا الُذْنبُ الَطّا ُء والعف ُو واسعٌ * ولو ل يكنْ ذنبٌ لا وق َع العَ ْفوُ‬ ‫س ِح الوَجْهِ بما‬ ‫بابُ رَفعِ اليدين ف الدعا ِء ث مَ ْ‬ ‫‪ 1/1038‬روينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عمر بن الطاب رضي اللّه تعال عنه قال‪:‬كان رسولُ اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم إذا رفع يديه ف الدعاء ل يطّهما حت يسحَ بما وجهَه‪.‬‬ ‫‪ 2/1039‬وروينا ف سنن أب داود عن ابن عباس رضي اللّه عنهما‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم‬ ‫نوه‪ ،‬وف إسناد كل واحد ضعفٌ‪ .‬وأما قول الافظ عبد الق رحه اللّه تعال‪ :‬إن الترمذي قال ف‬ ‫الديث الوّل‪ :‬إنه حديث صحيح‪ ،‬فليس ف النسخ العتمدة من الترمذي أنه صحيح‪ ،‬بل قال‪ :‬حديث‬ ‫غريب‪)45(.‬‬ ‫ب تَكريرِ الدّعاء‬ ‫باب استحبا ِ‬ ‫‪ 1/1040‬روينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه‪:‬أنّ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم كان يُعجبُه أن يدعوَ ثلثا‪ ،‬ويستغفرَ ثلثا‪)46( .‬‬ ‫بابُ الثّ على حُضور القلب ف الدّعاء‬ ‫‪387‬‬

‫اعلم أن مقصود الدعاء هو حضور القلب كما سبق بيانه‪ ،‬والدلئل عليه أكثر من أن تُحصر‪ ،‬والعلم به‬ ‫أوضح من أن يذكر‪ ،‬لكن نتبّك بذكر حديث فيه‪.‬‬ ‫‪ 1/1041‬روينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه تعال عنه‪ ،‬قال‪:‬قال رسول اللّه صلى‬ ‫ستَجِيبُ دُعا ًء مِنْ قَ ْلبٍ‬ ‫اللّه عليه وسلم‪" :‬ا ْدعُوا اللّ َه وَأنْتُ ْم مُوِقنُو َن بالِجاَبةِ‪ ،‬وَاعْلَمُوا أنّ اللّه تَعال ل يَ ْ‬ ‫غافِ ٍل لهٍ" إسنادُه فيه ضعف‪)47( .‬‬ ‫بابُ فضلِ الدعاء بظهر الغيب‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬والّذِينَ جاؤُوا مِ ْن َبعْ ِدهِ ْم َيقُولُون‪َ :‬ربّنا ا ْغفِرْ َلنَا ولِخْوانِنا الّذين سََبقُونا بالِيَانِ} [‬ ‫ي وَا ُلؤْمِناتِ} [ممد‪ ]19:‬وقال تعال إخبارا عن‬ ‫الشر‪ ]10:‬وقال تعال‪{ :‬وَا ْسَتغْفِرْ ِل َذنْبِك ولل ُم ْؤمِنِ َ‬ ‫ي َيوْ َم َيقُو ُم الِسابُ} [إبراهيم‪]41:‬‬ ‫إبراهيم صلى اللّه عليه وسلم‪َ { :‬ربّنا ا ْغفِرْ ل وَِلوَالِدَيّ وِللْ ُم ْؤ ِمنِ َ‬ ‫ي وَلِمَنْ دَخَلَ بَْيِتيَ ُم ْؤمِنا‬ ‫ب ا ْغفِرْ ل ولِوالِدَ ّ‬ ‫وقال تعال‪ :‬إخبارا عن نوح صلى اللّه عليه وسلم‪{ :‬رَ ّ‬ ‫ي وَا ُل ْؤمِناتِ} [نوح‪.]28:‬‬ ‫وَللْ ُم ْؤ ِمنِ َ‬ ‫‪ 1/1042‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب الدرداء رضي اللّه تعال عنه؛أنه سعَ رسولَ اللّه صلى‬ ‫ك بِ ِمثْلٍ" وف رواية‬ ‫اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬مَا مِ ْن َعبْ ٍد مُسْل ٍم يَ ْدعُو لخِي ِه بِ َظهْ ِر ال َغيْبِ إِلّ قَا َل الَلَكُ‪ :‬وَلَ َ‬ ‫أخرى ف صحيح مسلم عن أب الدرداء أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول‪َ " :‬د ْع َوةُ الَرْءِ‬ ‫ك ا ُلوَكّلُ‬ ‫خيْرٍ‪ ،‬قالَ الَلَ ُ‬ ‫ك ُموَكّلٌ كُلّما دَعا لخِي ِه بِ َ‬ ‫ستَجاَبةٌ‪ِ ،‬عنْدَ رأس ِه مَلَ ٌ‬ ‫ب مُ ْ‬ ‫الُسِْلمِ لخِي ِه بِ َظهْ ِر بال َغيْ ِ‬ ‫ي وَلَكَ بِ ِمْثلِهِ" (‪)48‬‬ ‫بِهِ‪ :‬آ ِم َ‬ ‫‪ 2/1043‬وروينا ف كتاب أب داود والترمذي‪ ،‬عن ابن عمر رضي اللّه تعال عنهما؛أن رسول اللّه‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬أسْ َرعُ الدّعاءِ إجاَبةً َد ْع َوةُ غاِئبٍ لِغائبٍ" ضعّفه الترمذي‪)49(.‬‬ ‫س َن إليه‪ ،‬وصفة دُعائِه‬ ‫بابُ استحباب الدعاءِ لن أَحْ َ‬ ‫هذا الباب فيه أشياء كثية تقدمت ف مواضعها‪ .‬ومن أحسنها‪:‬‬

‫‪388‬‬

‫‪ 1/1044‬ما روينا ف الترمذي‪ ،‬عن أُسامة بن زيد رضي اللّه تعال عنهما‪ ،‬قال‪:‬قال رسولُ اللّه صلى‬ ‫صنِعَ إَِليْهِ َمعْرُوفٌ فَقالَ لِفاعِلِهِ‪ :‬جَزَاكَ اللّهُ َخيْرا‪َ ،‬فقَ ْد أبَْلغَ ف الثّناءِ" قال الترمذي‪:‬‬ ‫اللّه عليه وسلم‪" :‬مَن ُ‬ ‫حديث حسن صحيح‪.‬‬ ‫صنَعَ‬ ‫وقد قدّمنا قريبا ف كتاب حفظ اللسان ف الديث الصحيح قوله صلى اللّه عليه وسلم‪َ " :‬ومَنْ َ‬ ‫إَِليْكُ ْم َمعْرُوفا فَكاِفئُوهُ‪ ،‬فإنْ َل ْم تَجدُوا ما تُكاِفئُونَهُ فا ْدعُوا لَهُ حتّى تَ َروْا أّنكُمْ قَدْ كاف ْأتُمُوهُ"‪)50(.‬‬ ‫ب منه‪ ،‬والدعاء ف‬ ‫باب استحباب طلب الدعاءِ من أهل الفض ِل وإن كان الطالبُ أفضل من الطلو ِ‬ ‫الواضعِ الشريفة‬ ‫اعلم أن الحاديث ف هذا الباب أكثرُ من أن تُحصر‪ ،‬وهو مم ٌع عليه‪ ،‬ومن أدلّ ما يستدلّ به‪:‬‬ ‫‪ 1/1045‬ما روينا ف كتاب أب داود والترمذي‪ ،‬عن عمر بن الطاب رضي اللّه تعال عنه قال‪:‬‬ ‫استأذنتُ النبّ صلى اللّه عليه وسلم ف العمرة‪ ،‬فأذنَ وقال‪" :‬ل َتنْسَنا يا أُ َخ ّي مِنْ دُعائِكَ" فقال كلمة ما‬ ‫يسرّن أن ل با الدنيا‪ .‬وف رواية قال‪" :‬أشْرِكَنا يا أُ َخيّ ف دُعائِكَ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‬ ‫صحيح‪ ،‬وقد ذكرناه ف أذكار السافر(‪)51‬‬ ‫ب ني الكلّفِ عن دعائه على نفسه وولده وخادمه وماله ونوها‬ ‫با ُ‬ ‫‪ 1/1046‬روينا ف سنن أب داود‪ ،‬بإسناد صحيح‪ ،‬عن جابر رضي اللّه تعال عنه قال‪:‬قال رسولُ اللّه‬ ‫سكُمْ‪ ،‬وَل تَ ْدعُوا على أوْلدِكُمْ‪ ،‬وَل تَ ْدعُوا على َخ َدمِكمْ‪ ،‬ول‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ل تَ ْدعُوا على أنْفُ ِ‬ ‫ب ِمْنكُمْ"‪.‬‬ ‫ستَجا َ‬ ‫تَ ْدعُوا على أ ْموَالِكُمْ‪ ،‬ل تُواِفقُوا مِنَ اللّ ِه ساعَ ًة ِنيْ َل فيها عَطاءٌ َفيُ ْ‬ ‫ب فيها ويُعطى مطلوبَه‪.‬‬ ‫قلتُ‪ :‬نيل بكسر النون وإسكان الياء‪ ،‬ومعناه‪ :‬ساعة إجابة يَنالُ الطال ُ‬ ‫وروى مسلم هذا الديث ف آخر صحيحه وقال فيه‪" :‬ل تَ ْدعُوا على أْنفُسِكُ ْم وَل تَ ْدعُوا على أوْلدِ ُكمْ‪،‬‬ ‫ستَجِيبَ َلكُمْ"‪.‬‬ ‫وَل تَ ْدعُوا على أ ْموَالِكُمْ‪ ،‬ل تُوافِقُوا مِنَ اللّ ِه َتعَال سا َع ًة يُسألُ فيها عَطاءٌ َفيَ ْ‬ ‫(‪)52‬‬ ‫بابُ الدليل على أنّ دعاء السلم يُجاب بطلوبه أو غيه وأنه ل يستعج ُل الِجابة‬ ‫‪389‬‬

‫ك عِبادِي َعنّي فإن قَرِيبٌ ُأجِيبُ َد ْع َوةَ الدّاعِ إذَا دَعانِ} [البقرة‪]186:‬‬ ‫قال اللّه تعال‪َ { :‬وإِذَا سألَ َ‬ ‫جبْ َلكُمْ} [غافر‪.]60:‬‬ ‫وقال تعال‪{ :‬ا ْدعُونِي أسْتَ ِ‬ ‫‪ 1/1047‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن عُبادة بن الصامت رضي اللّه تعال عنه‪:‬أن رسولَ اللّه‬ ‫ض مُسْلِ ٌم يَ ْدعُو اللّ َه تَعال بِ َد ْعوَةٍ إ ّل آتاهُ اللّ ُه إيّاها‪ ،‬أوْ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬ما على وَجْهِ ال ْر ِ‬ ‫ع بإثْ ٍم أوْ قَطِي َعةِ رَحِمٍ" فقال رجل من القوم‪ :‬إذا نكثر‪ ،‬قال‪" :‬اللّه‬ ‫صَرَفَ عَنْ ُه مِنَ السّوءِ ِمثْلَها ما لَ ْم يَ ْد ُ‬ ‫أكْثَرُ" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪ .‬ورواه الاكم أبو عبد اللّه ف الستدرك على الصحيحي من‬ ‫رواية أب سعيد الدري‪ ،‬وزاد فيه "أ ْو يَدّ ِخرَ لَ ُه مِنَ الجْ ِر ِمثْلَها"‪)53(.‬‬ ‫‪ 2/1048‬وروينا ف صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه تعال عنه‪،‬عن النبّ صلى‬ ‫جبْ ل"‪)54(.‬‬ ‫ستَ َ‬ ‫ستَجَابُ ل َحدِكُمْ ما لَ ْم َيعْجَلْ َفيَقُولَ‪ :‬قَدْ َد َعوْتُ فَلَ ْم يُ ْ‬ ‫اللّه عليه وسلم قال‪" :‬يُ ْ‬ ‫•كتاب الستغفار‬ ‫‪o‬‬

‫‪o‬‬

‫باب الستغفار‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ما يتعلّق بالستغفار‬ ‫ص ْمتِ َي ْومٍ إل الليل‬ ‫بابُ النّهي عن َ‬ ‫‪ ‬فصل‪ :‬ف آخر ما قصدتُه من هذا الكتاب‬ ‫‪ ‬الديث الول‬ ‫‪ ‬الديث الثان‬ ‫‪ ‬الديث الثالث‬ ‫‪ ‬الديث الرابع‬ ‫‪ ‬الديث الامس‬ ‫‪ ‬الديث السادس‬ ‫‪ ‬الديث السابع‬ ‫‪ ‬الديث الثامن‬ ‫‪ ‬الديث التاسع‬ ‫‪ ‬الديث العاشر‬ ‫‪ ‬الديث الادي عشر‬ ‫‪390‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫الديث الثان عشر‬ ‫الديث الثالث عشر‬ ‫الديث الرابع عشر‬ ‫الديث الامس عشر‬ ‫الديث السادس عشر‬ ‫السابع عشر‬ ‫الديث الثامن عشر‬ ‫الديث التاسع عشر‬ ‫الديث العشرون‬ ‫الديث الادي والعشرون‬ ‫الديث الثان والعشرون‬ ‫الديث الثالث والعشرون‬ ‫الديث الرابع والعشرون‬ ‫الديث الامس والعشرون‬ ‫الديث السادس والعشرون‬ ‫الديث السابع والعشرون‬ ‫الديث الثامن والعشرون‬ ‫الديث التاسع والعشرون‬ ‫الديث الثلثون‬

‫خاتة‬

‫كتاب الستغفار‬ ‫باب الستغفار‬ ‫اعلم أن هذا الكتاب من أه ّم البواب الت يعتن با ويافظ على العمل به‪ .‬وقصدت بتأخيه التفاؤلَ بأن‬ ‫يتم اللّه الكري لنا به‪ ،‬نسأله ذلك وسائر وجوه الي ل ولحبائي وسائر السلمي آمي‪.‬‬

‫‪391‬‬

‫شيّ وَا ِلبْكارِ} [غافر‪ ]55 :‬وقال تعال‪{ :‬‬ ‫ك بالعَ ِ‬ ‫حمْدِ َربّ َ‬ ‫قال اللّه تعال‪{ :‬وَاسَْت ْغفِرْ لِ َذْنبِكَ َوسَبّ ْح بِ َ‬ ‫وَا ْسَت ْغفِرْ لِ َذْنبِكَ وَل ْل ُم ْؤ ِمنِيَ وا ُل ْؤمِناتِ} [ممد‪ ]19:‬وقال تعال‪{ :‬وَا ْسَتغْفِرُوا اللّ َه إنّ اللّ َه كا َن غَفُورا‬ ‫حتِها النارُ خالِدِينَ‬ ‫ت تَجْرِي مِنْ تَ ْ‬ ‫رَحِيما} [النساء‪ ]106:‬وقال تعال‪{ :‬لِلّذي َن اّتقَوْا عِنْدَ َرِبهِمْ َجنّا ٌ‬ ‫ضوَانٌ مِنَ اللّهِ‪ ،‬وَاللّ ُه َبصِيٌ بالعِبادِ‪ ،‬الّذي َن َيقُولُونَ َربّنا آ َمنّا فا ْغفِرْ لَنا ُذنُوبَنا وَقِنا‬ ‫ج مُ َطهّ َرةٌ وَرِ ْ‬ ‫فِيها وأ ْزوَا ٌ‬ ‫ي وَالُسَْت ْغفِرِينَ بالسحَارِ} [آل عمران‪15:‬ـ ‪]17‬‬ ‫ي وَا ُلنْ ِفقِ َ‬ ‫ي وَالقانِتِ َ‬ ‫عَذَابَ النّارِ‪ ،‬الصّابِرِي َن وَالصّادِقِ َ‬ ‫سَت ْغفِرُونَ} [النفال‪]33:‬‬ ‫وقال تعال‪{ :‬وَما كانَ اللّهُ ِلُيعَ ّذَبهُ ْم وَأنْتَ فِيهِ ْم وَما كانَ اللّ ُه ُمعَ ّذَبهُ ْم َوهُمْ يَ ْ‬ ‫سهُمْ ذَكَرُوا اللّ َه فا ْسَتغْفَرُوا لِ ُذنُوِبهِمْ‪َ ،‬ومَ ْن َي ْغفِرُ‬ ‫ش ًة أوْ ظََلمُوا أْنفُ َ‬ ‫وقال تعال‪{ :‬وَالّذينَ إذَا َفعَلُوا فاحِ َ‬ ‫ال ّذنُوبَ إِلّ اللّهُ؟ وَلَ ْم ُيصِرّوا على ما َف َعلُوا َوهُ ْم َيعْلَمُونَ} [آل عمران‪ ]135 :‬وقال تعال‪َ { :‬ومَنْ‬ ‫سَت ْغفِرِ اللّ َه يَجِدِ اللّ َه َغفُورا رَحِيما} [النساء‪ ]110 :‬وقال تعال‪{ :‬‬ ‫َيعْمَ ْل سُوءا أ ْو يَظِْل ْم َنفْسَهُ ثُ ّم يَ ْ‬ ‫وأ ِن اسَْت ْغفِرُوا َربّكُ ْم ثُ ّم تُوبُوا إَِليْهِ‪ }..‬الية [هود‪ ،]3:‬وقال تعال إخبارا عن نوح صلى اللّه عليه وسلم‪:‬‬ ‫{َفقُ ْلتُ ا ْسَتغْفِرُوا َرّبكُ ْم إنّهُ كا َن َغفّارا} [نوح‪ ]10 :‬وقال تعال حكاية عن هود صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم‪َ { :‬ويَا َق ْومِ ا ْسَتغْفِرُوا َرّبكُ ْم ثُ ّم تُوبُوا إَليْهِ‪ }..‬الية [هود‪ ،]52:‬واليات ف الستغفار كثية‬ ‫معروفة‪ ،‬ويصل التنبيه ببعض ما ذكرناه‪.‬‬ ‫وأما الحاديث الواردة ف الستغفار فل يكن استقصاؤها‪ ،‬لكن أُشي إل أطراف من ذلك‪.‬‬ ‫‪ 1/1049‬روينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن الغرّ الزنّ الصحابّ رضي اللّه تعال عنه‪:‬أن رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم قال‪" :‬إنّهُ َليُغانُ على َق ْلبِي‪ ،‬وإن َل ْسَت ْغفِرُ اللّهَ ف الَي ْومِ ِمئَة مَ ّرةٍ"‪)1(.‬‬ ‫‪ 2/1050‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬سعتُ رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫ي َمرّة"‪()2(.‬البخاري (‬ ‫عليه وسلم يقول‪" :‬واللّه إنّي َل ْسَت ْغفِرُ اللّ َه وأتُوبُ إلَيهِ فِي اليَ ْو ِم أكثَ َر مِن َسبْعِ َ‬ ‫‪ ، )6307‬والترمذي (‪(" )3255‬البخاري (‪ ، )6307‬والترمذي (‪(" )3255‬البخاري (‬ ‫‪ ، )6307‬والترمذي (‪(" )3255‬البخاري (‪ ، )6307‬والترمذي (‪(" )3255‬البخاري (‬ ‫‪ ، )6307‬والترمذي (‪(")3255‬البخاري (‪ ، )6307‬والترمذي (‪)3255‬‬ ‫‪ 3/1051‬وروينا ف صحيح البخاري أيضا‪ ،‬عن شداد بن أوس رضي اللّه عنه‪،‬عن النبّ صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم قال‪َ " :‬سيّ ُد السْتغْفا ِر أنْ يقُو َل العَبْدُ‪ :‬الّلهُ ّم أْنتَ َربّي ل إِلهَ إِلّ َأْنتَ خََل ْقَتنِي وأنا َعبْ ُدكَ‪ ،‬وأنا‬ ‫ك ِبِنعْ َمتِكَ عل ّي وأبُو ُء بِ َذنْب‪،‬‬ ‫صنَ ْعتُ‪ ،‬أبُوءُ لَ َ‬ ‫ك مِ ْن شَرّ مَا َ‬ ‫على َعهْ ِد َك َو َوعْدِ َك ما اسْتَ َط ْعتُ‪ ،‬أَعُو ُذ بِ َ‬ ‫‪392‬‬

‫سيَ َف ُهوَ مِنْ‬ ‫ت مِ ْن َي ْومِهِ َقبْلَ أ ْن يُمْ ِ‬ ‫فا ْغفِرْ ل فإنّ ُه ل َي ْغفِرُ ال ّذنُوبَ إِ ّل أنْتَ؛ مَنْ قَاَلهَا بالنّها ِر مُوقِنا بِها فَمَا َ‬ ‫لنّةِ"‪)3(.‬‬ ‫لّنةِ‪َ ،‬ومَنْ قَاَلهَا مِنَ الّليْ ِل َو ُه َو موقِن با َفمَاتَ َقبْ َل أنْ ُيصْبحَ َف ُهوَ مِ ْن أهْ ِل ا َ‬ ‫َأهْلِ ا َ‬ ‫قلت‪ :‬أبوء بضم الباء وبعد الواو هزة مدودة‪ ،‬ومعناه‪ :‬أق ّر وأعترف‪.‬‬ ‫‪ 4/1052‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي وابن ماجه‪،‬عن ابن عمر رضي اللّه تعال عنهما‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ب اغْفِرْ ل َوُتبْ عََل ّي إنّكَ أْنتَ‬ ‫كنّا نعدّ لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ف الجلس الواحد ِمَئةَ مرّة‪" :‬ر ّ‬ ‫الّتوّابُ الرّحيمُ" قال الترمذي‪ :‬حديث صحيح‪)4( .‬‬ ‫‪ 5/1053‬وروينا ف سنن أب داود وابن ماجه‪ ،‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‪:‬قال رسولُ اللّه‬ ‫خرَجا َومِنْ كُ ّل هَمّ َفرَجا‪ ،‬وَرَزَقَهُ‬ ‫صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ َل ِزمَ ال ْستِغْفارَ َجعَلَ اللّهُ لَهُ مِنْ كُلّ ضِي ٍق مَ ْ‬ ‫حتَسِبُ"‪)5(.‬‬ ‫مِنْ َحْيثُ ل َي ْ‬ ‫‪ 6/1054‬وروينا ف صحيح مسلم‪ ،‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫سَتغْفِرُونَ اللّ َه تَعال َفيَغفِرُ‬ ‫وسلم‪" :‬وَالّذي َنفْسِي ِبيَ ِدهِ َلوْ لَمْ تُ ْذنِبُوا َل َذهَبَ اللّ ُه ِبكُمْ‪َ ،‬ولَاءَ ِب َق ْومٍ يُ ْذِنبُونَ َفيَ ْ‬ ‫َلهُمْ"‪)6(.‬‬ ‫‪ 7/1055‬وروينا ف سنن أب داود‪ ،‬عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه تعال عنه؛أن رسول اللّه صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم كان يُعجبه أن يدع َو ثلثا‪ ،‬ويستغف َر ثلثا‪ .‬وقد تقدم هذا الديث قريبا ف جامع‬ ‫الدعوات(‪)7‬‬ ‫‪ 8/1056‬وروينا ف كتاب أب داود والترمذي‪ ،‬عن مول لب بكر الصديق رضي اللّه تعال عنه قال‪:‬‬ ‫ي مَ ّرةً" قال الترمذي‪:‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ما أصَ ّر مَ ِن ا ْستَ ْغفَ َر وَإنْ عادَ ف الَيوْ ِم َسْبعِ َ‬ ‫ليس إسناده بالقويّ‪)8( .‬‬ ‫‪ 9/1057‬وروينا ف كتاب الترمذي‪ ،‬عن أنس رضي اللّه تعال عنه قال‪:‬سعتُ رسولَ اللّه صلى اللّه‬ ‫عليه وسلم يقول‪" :‬قالَ اللّ ُه تَعال‪ :‬يا بْنَ آ َدمَ! إّنكَ ما َد َع ْوتَنِي وَ َر َج ْوتَنِي غَفَرْتُ لَكَ ما كا َن منْكَ وَ ل‬ ‫ك عَنانَ السّما ِء ثُ ّم اسَْت ْغفَ ْرَتنِي َغفَرْتُ لَكَ‪ ،‬يابْنَ آ َدمَ! َل ْو أتَْيَتنِي ِبقُرَابِ‬ ‫أُبال‪ ،‬يا بْنَ آ َدمَ! َل ْو بََل َغتْ ُذنُوبُ َ‬ ‫ك ِبقُرَابِها َم ْغفِ َرةً" قال الترمذي‪ :‬حديث حسن‪)9( .‬‬ ‫ال ْرضِ خَطايَا ثُ ّم أتَْيَتنِي ل تُشْ ِر ُك بِي َشيْئا َلَتيْتُ َ‬ ‫‪393‬‬

‫قلت‪ :‬عنان السماء بفتح العي‪ :‬وهو السحاب‪ ،‬واحدتا عنانة؛ وقيل العنان‪ :‬ما عنّ لك منها‪ ،‬أي ما‬ ‫اعترضَ وظهر لك إذا رفعت رأسك‪ .‬وأما قراب الرض فروي بضم القاف وكسرها‪ ،‬والضم هو‬ ‫الشهور‪ ،‬ومعناه‪ :‬ما يُقارب ِم ْلئَها‪ ،‬ومّن حكى كسرها صاحب الطالع‪.‬‬ ‫‪ 10/1058‬وروينا ف سنن ابن ماجه‪ ،‬بإسناد جيد عن عبد اللّه بن بُسْ ٍر ـ بضم الباء وبالسي‬ ‫الهملة ـ رضي اللّه تعال عنه قال‪:‬‬ ‫صحِيفَتِ ِه اسِْتغْفارا َكثِيا"‪)10(.‬‬ ‫قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬طُوبَى ِلمَ ْن وَجَدَ ف َ‬ ‫‪ 11/1059‬وروينا ف سنن أب داود والترمذي‪ ،‬عن ابن مسعود رضي اللّه تعال عنه‪ ،‬قال‪:‬قال‬ ‫رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مَنْ قالَ‪ :‬أسَْت ْغفِرُ اللّ َه الّذي ل إِلهَ إِلّ ُه َو الَ ّي القَيّومَ وأتُوبُ إِليْهِ‪،‬‬ ‫ُغفِرَتْ ُذنُوبُهُ وَإنْ كَانَ قَدْ َف ّر مِنَ الزّ ْحفِ" قال الاكم‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط البخاري‬ ‫ومسلم‪)11( .‬‬ ‫قلتُ‪ :‬وهذا الباب واسع جدا‪ ،‬واختصاره أقرب إل ضبطه‪ ،‬فنقتصر على هذا القدر منه‪.‬‬ ‫فصل‪ :‬وما يتعلّق بالستغفار ما جاء عن الرّبيع بن ُخَثيْم رضي اللّه تعال عنه قال‪ :‬ل يقلْ أحدُكم‪:‬‬ ‫ب عليّ‪ ،‬وهذا الذي‬ ‫أستغفر اللّه وأتوب إليه فيكون ذنبا وكذبا إن ل يفعل‪ ،‬بل يقولُ‪ :‬اللّهمّ اغفر ل وتُ ْ‬ ‫قاله من قوله‪ :‬اللّه ّم اغفر ل وتب عليّ حسن‪.‬‬ ‫ب مغفرتَه‪ ،‬وليس ف‬ ‫وأما كراهيته أستغفرُ اللّه وتسميته كذبا فل نُوافق عليه‪ ،‬لن معن أستغفرُ اللّه أطل ُ‬ ‫هذا كذب‪ ،‬ويكفي ف ردّه حديث ابن مسعود الذكور قبله‪.‬‬ ‫وعن الفُضيل رضي اللّه تعال عنه‪ :‬استغفا ٌر بل إقلع توب ُة الكذّابي‪ ،‬ويُقاربه ما جا َء عن رابعة العدوية‬ ‫رضي اللّه تعال عنها قالت‪ :‬استغفارُنا يتاجُ إل استغفار كثي‪.‬‬ ‫ض العراب أنه تعلّ َق بأستار الكعبة وهو يقول‪ :‬اللّهمّ إن استغفاري مع إصراري لؤم‪ ،‬وإن تركي‬ ‫وعن بع ِ‬ ‫ل بالنعم مع غِناكَ عن‪ ،‬وَأتََب ّغضُ إليك بالعاصي‬ ‫حّببُ إ ّ‬ ‫سعَة عفوك لعجز‪ ،‬فكم تَتَ َ‬ ‫الستغفارَ مع علمي ب َ‬ ‫مع فقري إليك‪ ،‬يا مَن إذا وَع َد وَفّى‪ ،‬وإذا توعّ َد تاوز وعفا‪ ،‬أدخلْ عظيمَ جُرمي ف عظيم عفو َك يا‬ ‫أرحم الراحي‪.‬‬ ‫‪394‬‬

‫ص ْمتِ َي ْومٍ إل الليل‬ ‫بابُ النّهي عن َ‬ ‫‪ 1/1060‬روينا ف سنن أب داود‪ ،‬بإسناد حسن‪ ،‬عن عليّ رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬حفظتُ عن رسول‬ ‫اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬ل ُيتْم(‪(()12‬ل يُتْم‪ :‬بسكون التاء‪ .‬يعن أنه إذا احتلم ل تر عليه أحكام‬ ‫صغار اليتام)) "((ل يُتْم‪ :‬بسكون التاء‪ .‬يعن أنه إذا احتلم ل تر عليه أحكام صغار اليتام)) "((ل ُيتْم‪:‬‬ ‫بسكون التاء‪ .‬يعن أنه إذا احتلم ل تر عليه أحكام صغار اليتام)) "((ل ُيتْم‪ :‬بسكون التاء‪ .‬يعن أنه إذا‬ ‫احتلم ل تر عليه أحكام صغار اليتام)) "‬ ‫ت َي ْومٍ إل الّليْلِ"‪)13(.‬‬ ‫عْدَ ا ْحتِلم‪ ،‬وَل صُما َ‬ ‫وروينا ف معال السنن للِمام أب سليمان الطاب رضي اللّه عنه قال ف تفسي هذا الديث‪ :‬كان أهل‬ ‫ت ول ينطق‪ ،‬فنُهوا‪ :‬يعن ف‬ ‫ف اليومَ والليلة فيصم ُ‬ ‫الاهلية من نُسْكهم الصّماتُ‪ ،‬وكان أحدُهم يعتك ُ‬ ‫الِسلم عن ذلك‪ ،‬وأُمروا بالذكر والديث بالي‪.‬‬ ‫‪ 2/1061‬وروينا ف صحيح البخاري‪ ،‬عن قيس بن أب حازم رحه اللّه قال‪:‬دخل أبو بكر الصديق‬ ‫س يُقال لا زينب فرآها ل تتكلم‪ ،‬فقال‪ :‬ما لا ل تتكلم؟ فقالوا‪:‬‬ ‫رضي اللّه عنه على امرأة من أحْ َم َ‬ ‫جتْ ُمصْ ِمَتةً‪ ،‬فقال لا‪ :‬تكلمي فإن هذا ل يَحِلّ‪ ،‬هذا من عمل الاهلية‪ ،‬فتكلّمتْ‪)14( .‬‬ ‫َح ّ‬ ‫الحاديث الت عليها مدار السلم‬ ‫فصل‪ :‬ف آخر ما قصدتُه من هذا الكتاب‪ ،‬وقد رأيتُ أن أضمّ إليه أحاديث تتمّ ماس ُن الكتاب با‬ ‫إن شاء اللّه تعال‪ ،‬وهي الحاديث الت عليها مدارُ الِسلم (‪ ، )15‬وقد اختلفَ العلما ُء فيها اختلفا‬ ‫منتشرا‪ ،‬وقد اجتم َع مِن تداخل أقوالم مع ما ضممتُه إليها ثلثون حديثا‪.‬‬ ‫‪ 1062‬الديث الول‪ :‬حديثُ عمر بن الطاب رضي اللّه عنه‪":‬إنّمَا العْما ُل بالّنيّاتِ" وقد سبق‬ ‫بيانَه ف أول هذا الكتاب‪)16(.‬‬ ‫‪ 1063‬الديث الثان‪ :‬عن عائشة رضي اللّه عنها قالت‪:‬قالَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬‬ ‫س ِمنْهُ َف ُهوَ َردّ" رويناه ف صحيحي البخاري ومسلم‪)17( .‬‬ ‫مَنْ أحْدَثَ ف أمْ ِرنَا هَذَا ما َلْي َ‬

‫‪395‬‬

‫‪ 1064‬الثالث‪ :‬عن النعمان بن بشي رضيَ اللّه عنهما قال‪:‬سعتُ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫شَتبِهاتٌ ل َيعَْل ُمهُنّ َكثِيٌ مِ َن النّاسِ‪ ،‬فَمَ ِن اّتقَى‬ ‫وسلم يقول‪" :‬إ ّن الَللَ َبيّ ٌن وَإنّ الَرَامَ بَيّنٌ‪َ ،‬وَبْينَهُما مُ ْ‬ ‫شبُهاتِ وَقَعَ ف الَرَامِ‪ ،‬كالرّاعي َي ْرعَى َحوْ َل الِمَى‬ ‫ت اسْتَبأ لِدِينِهِ َوعِرْضِهِ‪َ ،‬ومَ ْن وَقَعَ ف ال ّ‬ ‫الشّبُها ِ‬ ‫ك أنْ َي ْرتَعَ فِيهِ‪ ،‬أ َل وإنّ ِلكُ ّل مَلِكٍ حِمىً‪ ،‬ألَ وَإنّ حِمَى اللّ ِه تَعال مَحَا ِرمُهُ‪ ،‬أل وَإنّ ف الَسَدِ‬ ‫يُوشِ ُ‬ ‫سدَتْ فَسَ َد الَسَدُ كُلّهُ أ َل َوهِ َي القَ ْلبُ" رويناه ف‬ ‫حتْ صَلَ َح الَسَدُ كُلّهُ‪َ ،‬وِإذَا فَ َ‬ ‫ُمضْ َغةً إذَا صََل َ‬ ‫صحيحيهما‪)18( .‬‬ ‫‪ 1065‬الرابع‪ :‬عن ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬حدّثنا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو‬ ‫ي َي ْومَا نُ ْط َفةً‪ ،‬ثُ ّم َيكُو ُن عََل َقةً ِمثْلَ ذلكَ‪،‬‬ ‫جمَعُ َخ ْلقُهُ ف بَطْنِ ُأمّهِ أَ ْرَبعِ َ‬ ‫الصادق الصدوق‪" :‬إنّ أحَدَكُ ْم يُ ْ‬ ‫ض َغ ًة ِمثْلَ ذلكَ‪ ،‬ثُ ّم يُ ْرسَ ُل الَلَكُ َفَينْفُخُ فِيهِ الرّوحَ‪َ ،‬ويُ ْؤمَ ُر بأ ْربَعِ كَلِماتٍ‪ :‬بِ َكتْب ِرزْقِ ِه وَأجَلِهِ‬ ‫ثُ ّم َيكُونُ ُم ْ‬ ‫َوعَمَلِ ِه َو َشقِيّ َأ ْو َسعِيدٍ‪َ ،‬فوَالّذي ل إِل َه غَيْ ُر ُه إنّ أحَدَكُمْ َلَيعْمَ ُل ِبعَمَ ِل أهْ ِل الَّنةِ حتّى ما َيكُونُ َبْينَهُ َوَبْينَها‬ ‫إلّ ذِرَاعٌ َفيَسْبِ ُق عََليْ ِه الكِتابُ َفَيعْمَ ُل ِبعَمَ ِل أهل النّارِ في ْدخُلُها‪ ،‬وَإنّ أ َحدَكُمْ َلَيعْمَ ُل ِبعَمَ ِل أهْ ِل النّارِ َحتّى‬ ‫لّنةِ َفيَ ْدخُلُها" رويناه ف‬ ‫سبِ ُق عََليْهِ الكِتابُ َفَيعْمَ ُل ِبعَمَلِ أه ِل ا َ‬ ‫ما يَكُونُ َبْينَهُ وَبْينَها إِلّ ِذرَاعٌ َفيَ ْ‬ ‫صحيحيهما‪)19( .‬‬ ‫‪ 1066‬الامس‪ :‬عن السن بن عليّ رضي اللّه عنهما‪ ،‬قال‪َ :‬حفِظتُ من رسولِ اللّه صلى اللّه‬ ‫ع ما يَرِيبُكَ إل ما ل يَرِيبُكَ" رويناه ف الترمذي واننسائي‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬حديث‬ ‫عليه وسلم‪َ " :‬د ْ‬ ‫صحيح‪ .‬قوله يَريبك بفتح الياء وضمّها لغتان‪ ،‬والفتح أشهر‪)20( .‬‬ ‫‪ 1067‬السادس‪ :‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬مِنْ‬ ‫حُسْ ِن إسْلمِ الَرْ ِء تَرْكُ ُه ما ل َي ْعنِيهِ" رويناه ف كتاب الترمذي وابن ماجه‪ ،‬وهو حسن‪.‬‬ ‫‪ 1068‬السابع‪ :‬عن أنس رضي اللّه عنه‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬ل ُي ْؤمِنُ أحَدُكُمْ‬ ‫حبّ لخِي ِه ما يُحبّ ِلَنفْسِهِ" رويناه ف صحيحيهما‪)21( .‬‬ ‫حتّى ُي ِ‬ ‫‪ 1069‬الثامن‪ :‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪" :‬إنّ اللّ َه‬ ‫ي بِمَا أمَ َر بِهِ الُ ْر َسلِيَ‪ ،‬فَقا َل تَعال‪{ :‬يا أّيهَا ال ّرسُلُ‬ ‫ب ل يَ ْقبَلُ إِ ّل طَيّبا‪ ،‬وَإنّ اللّ َه تَعال أمَ َر الُ ْؤ ِمنِ َ‬ ‫تَعال طَّي ٌ‬ ‫ت وَاعْ َملُوا صَالِحا إنّي بِما َتعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [الؤمنون‪ ]51:‬وَقالَ تعال‪{ :‬يا أيّها الّذِينَ‬ ‫كُلُوا مِنَ الطّيّبا ِ‬ ‫آ َمنُوا كُلُوا مِ ْن َطيّباتِ مَا رَزَ ْقنَاكُمْ} [البقرة‪ ]172:‬ثُمّ ذَكَرَ الرّ ُج َل يُطِيلُ السّفَ َر أشْعث أ ْغبَ َر يَمُ ّد يَ َديْهِ‬ ‫‪396‬‬

‫ستَجابُ‬ ‫إل السّماءِ‪ :‬يا رَبّ يا رَبّ‪َ ،‬ومَ ْطعَمُهُ حَرَا ٌم َومَشْ َربُهُ حَرَا ٌم َومَ ْلبَسُهُ حَرَا ٌم َوغُذِي بالَرَامِ‪ ،‬فأنّى يُ ْ‬ ‫لِذَلِكَ؟" رويناه ف صحيح مسلم‪)22( .‬‬ ‫ن وغيه‬ ‫ضرَ َر وَل ضِرَارَ" رويناه ف الوطأ مرسلً‪ ،‬وف سنن الدارقط ّ‬ ‫‪ 1070‬التاسع‪ :‬حديث "ل َ‬ ‫من طرق متصلً‪ ،‬وهو حسن‪)23( .‬‬ ‫‪ 1071‬العاشر‪ :‬عن تيم الداري رضي اللّه عنه‪:‬أن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬الدّين‬ ‫ي وَعامِّتهِم" رويناه ف مسلم‪)24( .‬‬ ‫حةُ‪ ،‬قلنا‪ :‬لن؟ قال‪ :‬لِلّهِ‪ ،‬وَِلكِتابِهِ‪ ،‬وَلِرسُولهِ‪ ،‬و َلئِ ّمةِ الُسْلِ ِم َ‬ ‫الّنصِي َ‬ ‫‪ 1072‬الادي عشر‪ :‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛أنه سعَ النبّ صلى اللّه عليه وسلم يقول‪" :‬ما‬ ‫ك الّذي َن مِنْ َقبِْلكُمْ َكثْ َر ُة مَسائِِلهِمْ‬ ‫َنهَْيُتكُمْ عَنْهُ فا ْجَتِنبُوهُ‪ ،‬وَما أمَ ْرتُكُ ْم بِهِ فا ْفعَلُوا ِمنْهُ ما ا ْستَ َطعْتُ ْم فإنّما أهْلَ َ‬ ‫وَا ْختِلفهُ ْم على أنْبِياِئهِمْ" رويناه ف صحيحيهما‪)25( .‬‬ ‫‪ 1073‬الثان عشر‪ :‬عن سهل بن سعد رضي اللّه عنه قال‪:‬جاءَ رجلٌ إل النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫وسلم فقال‪ :‬يا رسول اللّه! دُلّن على عمل إذا عملتُه أحبّن اللّه وأحبّن الناس؟ فقال‪" :‬ا ْزهَدْ ف ال ّدنْيا‬ ‫حبّكَ النّاسُ" حديث حسن رويناه ف كتاب ابن ماجه‪)26( .‬‬ ‫حبّكَ اللّهُ‪ ،‬وَازْهَدْ فِيما ِعنْ َد النّاس ُي ِ‬ ‫يُ ِ‬ ‫‪ 1074‬الثالث عشر‪ :‬عن ابن مسعود رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪:‬‬ ‫شهَ ُد أنْ ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه وأنّي رَسولُ اللّه إِلّ بإ ْحدَى ثَلثٍ‪ :‬الّثيّبِ الزّانِي‪،‬‬ ‫"ل يَحِلّ َدمُ امْرِى ٍء مُسْل ٍم يَ ْ‬ ‫وَالّن ْفسِ بالّن ْفسِ‪ ،‬وَالتّا ِركِ لِدِينِهِ ا ُلفَا ِرقِ للجَمَا َعةِ" رويناه ف صحيحيهما‪.‬‬ ‫(‪)27‬‬ ‫‪ 1075‬الرابع عشر‪ :‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬‬ ‫حمّدا َرسُولُ اللّهِ‪َ ،‬وُيقِيمُوا الصّلةَ‪َ ،‬ويُ ْؤتُوا‬ ‫شهَدُوا أنْ ل إِلهَ إِلّ اللّ ُه وَأنّ مُ َ‬ ‫ت أنْ أُقَاتِ َل النّاسَ حتّى يَ ْ‬ ‫ُأمِرْ ُ‬ ‫ك عَصَمُوا ِمنّي دِما َءهُ ْم وَأ ْموَالَهمْ إِ ّل بِحَ ّق ا ِل ْسلَمِ‪ ،‬وَحِساُبهُمْ على اللّه تعال"‬ ‫الزّكاة‪ ،‬فإذَا َفعَلُوا ذل َ‬ ‫رويناه ف صحيحيهما‪)28( .‬‬

‫‪397‬‬

‫‪ 1076‬الامس عشر‪ :‬عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال‪:‬قالَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪:‬‬ ‫"ُبنِ َي الِسْلمُ على َخ ْمسٍ‪ :‬شَها َدةِ أن ل إِلهَ إِلّ اللّهُ‪ ،‬وأنّ ُمحَمّدا َرسُولُ اللّهِ‪ ،‬وَإقا ِم الصّلةِ‪ ،‬وَإيتاءِ‬ ‫ص ْومِ َر َمضَانَ" رويناه ف صحيحيهما‪)29( .‬‬ ‫الزّكاةِ‪ ،‬وَالَجّ‪ ،‬وَ َ‬ ‫السادس عشر‪ :‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫‪1077‬‬ ‫ي على مَنْ‬ ‫"َلوْ يُعْطَى النّاسُ بِ َد ْعوَاهُمْ‪ ،‬ل ّدعَى رجا ٌل أ ْموَالَ َق ْو ٍم وَ ِدمَا َءهُمْ‪َ ،‬لكِ ِن الَبّيَنةُ على الُدّعِي وَاليَمِ ُ‬ ‫أنْكَرَ" هو حسن بذا اللفظ‪ ،‬وبعضه ف الصحيحي‪)30( .‬‬ ‫ص َة بن معبد رضي اللّه عنه؛أنه أتى رسولَ اللّه صلى اللّه صلى اللّه‬ ‫‪ 1078‬السابع عشر‪ :‬عن وَابِ َ‬ ‫ت تَسأ ُل عَ ِن البِ ّر وَالِثْمِ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬ا ْستَ ْفتِ قَ ْلبَكَ‪ :‬البِرّ ما اطْمأنّت إَِليْهِ‬ ‫عليه وسلم فقال‪ِ " :‬جْئ َ‬ ‫س وَأ ْفتَ ْوكَ" حديث‬ ‫س َوتَرَدّدَ ف الصّدْرِ‪ ،‬وَإنْ أفْتاكَ النّا ُ‬ ‫الّنفْس وَاطْمأنّ إَِليْهِ القَ ْلبُ‪ ،‬وَالِثْمُ ما حاكَ ف الّن ْف ِ‬ ‫حسن رويناه ف مسندَيْ أحد والدارمي وغيها‪.‬‬ ‫وف صحيح مسلم‪ ،‬عن النواس بن سعانَ رضي اللّه عنه‪،‬عن النبّ صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬البّ‪ :‬حُسْنُ‬ ‫الُلُقِ‪ ،‬وَالِثْمُ ما حاكَ ف َنفْسِكَ وَكَ ِر ْهتَ أ ْن يَطِّل َع عََليْهِ النّاسُ"‪)31(.‬‬ ‫‪ 1079‬الثامن عشر‪ :‬عن شَدّادِ بن أوسٍ رضي اللّه عنه‪،‬عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪:‬‬ ‫سنُوا ال ّذبْحَ‪،‬‬ ‫حتُمْ فأحْ ِ‬ ‫سنُوا ال ِقتَْل َة َوإِذَا َذبَ ْ‬ ‫"إنّ اللّ َه تَعال َكَتبَ الِحْسانَ على كُلّ شَيْءٍ‪ ،‬فإذَا َقتَ ْلتُمْ فأحْ ِ‬ ‫حتَهُ" رويناه ف مسلم‪ ،‬والقِتلة بكسر أولا‪)32( .‬‬ ‫وَْليُحِدّ أحَدُ ُك ْم َشفْ َرتَهُ وَْليُ ِرحْ َذبِي َ‬ ‫‪ 1080‬التاسع عشر‪ :‬عن أب هريرةَ رضي اللّه عنه‪،‬عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‪" :‬‬ ‫ضْيفَهُ" رويناه‬ ‫مَنْ كَانَ ُي ْؤمِنُ باللّ ِه وَاليَ ْومِ الخِرِ فَ ْلُيكْ ِرمْ جا َرهُ‪َ ،‬ومَ ْن كا َن ُي ْؤمِنُ باللّهِ وَالَي ْومِ الخِرِ فَ ْلُيكْ ِرمْ َ‬ ‫ف صحيحيهما(‪)33‬‬ ‫‪ 1081‬العشرون‪ :‬عن أب هريرة رضي اللّه عنه؛أن رجلً قالَ للنب صلى اللّه عليه وسلم‪ :‬أوصن‬ ‫ضبْ" رويناه ف البخاري‪)34(.‬‬ ‫قال‪" :‬ل َت ْغضَبْ" فردّد مِرارا‪ ،‬قال‪" :‬ل َتغْ َ‬ ‫‪ 1082‬الادي والعشرون‪ :‬عن أب ثعلبة الُشنّ رضي اللّه عنه‪،‬عن رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ضيّعُوها‪ ،‬وَحَدّ ُحدُودا فَل َت ْعتَدُوها‪ ،‬وَ َح ّرمَ أشْياءَ فَل‬ ‫وسلم قال‪" :‬إنّ اللّ َه عَ ّز وَجَلّ فَ َرضَ فَرَاِئضَ فَل ُت َ‬

‫‪398‬‬

‫حثُوا َعنْها" رويناه ف سنن الدارقطن بإسناد‬ ‫َتنَْت ِهكُوها‪َ ،‬وسَ َكتَ عَنْ أشْياءَ رَ ْح َمةً َلكُ ْم غَيْ َر نِسْيانٍ فَل َتبْ َ‬ ‫حسن‪)35( .‬‬ ‫‪ 1083‬الثان والعشرون‪ :‬عن معاذٍ رضي اللّه عنه قال‪:‬قلت‪ :‬يا رسول اللّه! أخبن بعمل يُدخلُن‬ ‫ت عَ ْن عَظِيمٍ‪ ،‬وَإنّهُ َليَسِيٌ على مَ ْن يَسّ َرهُ اللّ ُه تَعال عََليْهِ؛ َت ْعبُدُ اللّهَ‬ ‫الن َة ويُباعدن من النار؟ قال‪َ" :‬لقَ ْد سألْ َ‬ ‫ل تُشْركُ بِ ِه َشيْئا‪َ ،‬وُتقِي ُم الصّلةَ‪َ ،‬وُت ْؤتِي الزّكّاةَ‪َ ،‬وتَصُومُ َر َمضَانَ‪َ ،‬وتَحُ ّج البَْيتَ‪ ،‬ث قال‪ :‬أل َأدُلّكَ على‬ ‫ص ْومُ ُجّنةٌ‪ ،‬وَالصّدََق ُة تُ ْطفِىءُ الَطِيَئةَ كما يُطْفىءُ الَا ُء النّارَ‪ ،‬وَصَلةُ الرّ ُجلِ ف َجوْفِ‬ ‫ليْرِ؟" ال ّ‬ ‫أبْوَابِ ا َ‬ ‫الّليْلِ‪ ،‬ث تل {تَتَجافَى ُجنُوُبهُ ْم عَن ا َلضَاجِع} حت بلغ" {يَعْ َملُونَ} [السجدة‪16:‬ـ ‪ ]17‬ث قال‪ :‬أل‬ ‫أُ ْخبِ ُر َك بِرأْس المْ ِر َوعَمُو ِد ِه وَ ِذ ْر َوةِ سنَامِهِ؟ قلتُ‪ :‬بَلَى يا رسولَ اللّهِ! قالَ‪ :‬رأسُ المر الِسلمُ‪ ،‬وعمودهُ‬ ‫الصلةُ‪ ،‬وذِ ْر َوةُ سَنامِ ِه الِهادُ‪ ،‬ث قال‪ :‬أل أُ ْخبِ ُر َك بِمِلكِ ذلكَ كُلّهِ؟ قلت‪ :‬بلى يا رسول اللّه! فأخذ‬ ‫ف عََليْكَ هَذَا‪ ،‬فقلتُ‪ :‬يا نبّ اللّه! وإنّا لؤاخَذُونَ با نتكلم به؟ فقال‪َ :‬ثكَِلتْكَ ُأمّكَ‪،‬‬ ‫بلسانه‪ ،‬ث قال‪ :‬كُ ّ‬ ‫سنَتِهِمْ؟" رويناه ف الترمذي‬ ‫َوهَلْ َي ُكبّ النّاسَ ف النّارِ على وُجُوهِهِمْ‪ ،‬أ ْو على مَناخِرهِم إلّ َحصَائِدُ ألْ ِ‬ ‫وقال‪ :‬حسن صحيح‪)36( .‬‬ ‫وذِروة السنام‪ :‬أعله‪ ،‬وهي بكسر الذال وضمّها‪ .‬وملك المر بكسر اليم‪ :‬أي مقصوده‪.‬‬ ‫‪ 1084‬الثالث والعشرون‪ :‬عن أب ذرّ ومعاذ رضي اللّه عنهماعن رسول اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫خلُقٍ حَسَنٍ" رويناه ف‬ ‫س بِ ُ‬ ‫سنَة تَمْحُها‪ ،‬وخَاِل ِق النّا َ‬ ‫وسلم قال‪" :‬اتّقِ اللّهَ َحْيثُما ُكْنتَ‪ ،‬وأتْبعِ السّّيَئةَ الَ َ‬ ‫الترمذي وقال‪ :‬حسن‪ ،‬وف بعض نسخه العتمدة‪ :‬حسن صحيح‪)37( .‬‬ ‫‪ 1085‬الرابع والعشرون‪ :‬عن العِرباضِ بن ساريةَ رضي اللّه عنه‪ ،‬قال‪َ :‬وعَظَنا رسولُ اللّه صلى اللّه‬ ‫ت منها العيون‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا رسولَ اللّه! كأنا موعظ ُة مُودّع‬ ‫عليه وسلم موعظةً وَجِلت منها القلوب‪ ،‬وذرف ْ‬ ‫سيَرَى‬ ‫فأوصنا‪ ،‬قال‪" :‬أُوصِيكُ ْم ِبتَ ْقوَى اللّهِ‪ ،‬وَالسّمْ ِع وَالطّا َعةِ وَإنْ تأمّ َر عََلْيكُ ْم عَبْدٌ‪ ،‬وَإنّ ُه مَ ْن َي ِعشْ ِمْنكُمْ فَ َ‬ ‫ي َعضّوا عََليْها بالنّواجِذِ‪ ،‬وَإيّاكُمْ َومُحْدَثاتِ‬ ‫سّنتِي َو ُسّنةِ الَُلفَاءِ الرّاشِدينَ ا َلهْ ِديّ َ‬ ‫ا ْختِلفا َكثِيا‪َ ،‬فعَليْكُم ب ُ‬ ‫الُمُورِ‪ ،‬فإنّ كُ ّل بِ ْد َعةٍ ضَلَلةٌ" رويناه ف سنن أب داود والترمذي وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪)38( .‬‬ ‫‪ 1086‬الامس والعشرون‪ :‬عن أب مسعود البدريّ رضي اللّه عنه قال‪:‬قال رسول اللّه صلى اللّه‬ ‫صنَ ْع مَا ِشئْتَ" رويناه ف‬ ‫ستَحِ فا ْ‬ ‫س مِنْ كَلمِ الّنُبوّ ِة الُول‪ :‬إذَا لَ ْم تَ ْ‬ ‫عليه وسلم‪" :‬إنّ مِمّا أدْ َر َك النّا ُ‬ ‫البخاري‪)39( .‬‬ ‫‪399‬‬

‫‪ 1087‬السادس والعشرون‪ :‬عن جابر رضي اللّه عنه‪:‬أن رجلً سألَ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه‬ ‫ت الللَ‪ ،‬وحرّمتُ الرامَ‪ ،‬ول أزدْ‬ ‫ت رمضانَ‪ ،‬وأحلل ُ‬ ‫صّلْيتُ الكتوبات‪ ،‬وصم ُ‬ ‫وسلم فقال‪ :‬أرأيتَ إذا َ‬ ‫على ذلك شيئا؛ أدخ ُل النة؟ قال‪َ" :‬نعَمْ" رويناه ف مسلم‪)40( .‬‬ ‫‪ 1088‬السابع والعشرون‪ :‬عن سفيانَ بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال‪:‬قلت‪ :‬يا رسول اللّه! قل ل‬ ‫ف الِسلم قولً ل أسأ ُل عنه أحدا غيك‪ ،‬قال‪ُ" :‬قلْ آ َمنْتُ باللّ ِه ثُ ّم اسَْتقِمْ" رويناه ف مسلم‪.‬‬ ‫قال العلماءُ‪ :‬هذا الديث من جوامع كلمه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬وهو مطابق لقول اللّه تعال‪{ :‬إنّ‬ ‫ح َزنُونَ} [فصّلت‪ ]30:‬قال جهور‬ ‫ف عََلْيهِ ْم وَل هُ ْم يَ ْ‬ ‫الّذينَ قالُوا‪َ :‬ربّنا اللّ ُه ثُ ّم اسْتَقامُوا فَل َخوْ ٌ‬ ‫العلماء‪ :‬معن الية والديث‪ :‬آمنوا والتزموا طاعةَ اللّه‪)41(.‬‬ ‫‪ 1089‬الثامن والعشرون‪ :‬حديث عمر بن الطاب رضي اللّه عنه ف سؤال جبيل النبّ صلى‬ ‫اللّه عليه وسلم عن الِيان والِسلم والِحسان والساعة‪ ،‬وهو مشهور ف صحيح مسلم وغيه‪)42( .‬‬ ‫ف النبّ صلى اللّه عليه‬ ‫‪ 1090‬التاسع والعشرون‪ :‬عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال‪":‬كنتُ خَ ْل َ‬ ‫حفَظْكَ‪ ،‬ا ْحفَظِ اللّ َه تَجِ ْد ُه تُجاهَكَ‪ ،‬إذَا‬ ‫وسلم يوما فقال‪" :‬يا غُلمُ! إن ُأعَلّمُكَ كَلِماتٍ‪ :‬ا ْحفَظِ اللّ َه يَ ْ‬ ‫شيْءٍ لَمْ‬ ‫سَأْلتَ فاسألِ اللّهَ‪َ ،‬وإِذَا ا ْستَ َعْنتَ فا ْسَتعِنْ باللّهِ؛ وَاعَْل ْم أنّ ا ُل ّمةَ َلوِ ا ْجتَ َم َعتْ على أنْ َيْن َفعُو َك بِ َ‬ ‫شيْءٍ لَ ْم َيضُرُوكَ إِل بِشَيءٍ قد َكتَبَهُ‬ ‫َينْ َفعُوكَ إِ ّل بِشَيْءٍ قَدْ َكَتبَهُ اللّهُ لَكَ‪َ ،‬وإِنِ ا ْجتَ َمعُوا على أ ْن َيضُرُوكَ بِ َ‬ ‫حفُ" رويناه ف الترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح؛ وف‬ ‫ت الصّ ُ‬ ‫اللّ ُه عََليْكَ‪ ،‬رُِف َعتِ القْلمُ وَ َج ّف ِ‬ ‫رواية غي الترمذي زيادة "ا ْحفَظِ اللّ َه تَج ْد ُه أمامَكَ‪َ ،‬تعَرّفْ إل اللّه ف الرّخا ِء َيعْرِفْكَ ف الشّ ّدةِ‪ ،‬وَاعْلَمْ أنّ‬ ‫صبْرِ‪ ،‬وأنّ‬ ‫ما أخْطأكَ لَمْ يَكُنْ ِلُيصِيبَكَ‪َ ،‬ومَا أصَابَكَ لَمْ يَكُنْ ِليُخْ ِطئَكَ" وف آخره "وَاعْلَ ْم أنّ الّنصْ َر مَ َع ال ّ‬ ‫ج مَ َع الكَرْبِ‪ ،‬وأ ّن مَ َع العُسْ ِر يُسرا" هذا حديث عظيم الوقع‪)43( .‬‬ ‫الفَ َر َ‬ ‫‪ 1091‬الثلثون‪ :‬وبه اختتامها واختتام الكتاب‪ ،‬فنذكره بإسناد مستطرف‪ ،‬ونسأل اللّه الكري‬ ‫خاتة الي‪ ،‬أخبنا شيخنا الافظ أبو البقاء خالد بن يوسف النابلسيّ ث الدمشقي رحه اللّه تعال‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫أخبنا أبو طالب عبد اللّه وأبو منصور يُونس وأبو القاسم حسي بن هبة اللّه بن مصري وأبو يَعلى حزة‬ ‫وأبو الطاهر إساعيل‪ ،‬قالوا‪ :‬أخبنا الافظ أبو القاسم عليّ بن السي ـ هو ابن عساكر ـ قال‪ :‬أخبنا‬ ‫الشريفُ أبو القاسم عليّ بن إبراهيم بن العباس السين خطيب دمشق‪ ،‬قال‪ :‬أخبنا أبو عبد اللّه ممد‬ ‫بن علي بن يي بن سلوان‪ ،‬قال‪ :‬أخبنا أبو القاسم الفضل بن جعفر‪ ،‬قال‪ :‬أخبنا أبو بكر عبد الرحن‬ ‫‪400‬‬

‫بن القاسم بن الفرج الاشيّ قال‪ :‬أخبنا أبو مسهر قال‪ :‬أخبنا سعيدُ بن عبد العزيز عن ربيعةَ بن يزيدَ‬ ‫عن أب إدريسَ الولن‪ ،‬عن أب ذرّ رضي اللّه عنه‪،‬‬ ‫عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬عن جبيلَ صلى اللّه عليه وسلم‪ ،‬عن اللّه تبارك وتعال أنه قال‪" :‬‬ ‫يا عِبادي! إن َح ّر ْمتُ الظّ ْلمَ على َنفْسِي َو َجعَ ْلتُهُ بَْيَنكُمْ مُحَرّما فَل تَظّالَمُوا؛ يا عِبادي! إِّنكُ ُم الّذينَ‬ ‫ب وَل أُبال‪ ،‬فا ْسَتغْفِرُون أغْفِرْ َلكُمْ؛ يا عبادي! كُّلكُمْ‬ ‫تُخْ ِطئُونَ بالّليْ ِل وَالّنهَارِ‪ ،‬وأنا الّذي أ ْغفِرُ ال ّذنُو َ‬ ‫سكُمْ؛‬ ‫س ْوتُ ُه فا ْستَكْسُونِي أكْ ِ‬ ‫جائعٌ إ ّل مَ ْن أطْعَ ْمتُهُ فا ْستَ ْطعِمُونِي ُأ ْطعِمْكُمْ؛ يا عبادي! كُّلكُمْ عارٍ إِ ّل مَنْ كَ َ‬ ‫جرِ قَ ْلبِ رَ ُج ٍل ِمنْكُمْ لَ ْم َيْن ُقصْ ذلكَ منْ‬ ‫يا عِبادي! َلوْ أ ّن أوّلَكُمْ وآ ِخرَكُ ْم وَإنْسَكُ ْم وَ ِجّنكُ ْم كانُوا على أفْ َ‬ ‫سكُ ْم وَ ِجّنكُـ ْم كانُوا على أتْقَى َق ْلبِ رَجُ ٍل ِمْنكُمْ لَمْ‬ ‫مُ ْلكِي َشيْئا؛ يا عِبادي! َل ْو أنّ أوَّلكُمْ وآخِرَ ُك ْم وَإنْ َ‬ ‫سكُ ْم وَ ِجّنكُمْ كانُوا ف صَعي ٍد وَاحدٍ‬ ‫يَزِدْ ذلكَ ف مُلْكي َشيْئا؛ يا عِبادِي! َل ْو أنّ أوَّلكُمْ وآخِرَكُ ْم وَإنْ َ‬ ‫ح ُر أنْ‬ ‫ص البَ ْ‬ ‫ك مِ ْن ُم ْلكِي َشيْئا إِلّ كما َيْنقُ ُ‬ ‫فَسألُونِي فأعْ َطْيتُ كُ ّل إنْسانٍ ِمْنهُمْ ما سألَ لَ ْم َيْنقُصْ ذل َ‬ ‫خيَطُ فِيه غَمْس ًة وَاح َدةً؛ يا عِبادي! إنّما ِهيَ أعْماُلكُمْ أ ْحفَظُها عََلْيكُمْ‪ ،‬فَمَ ْن َوجَدَ َخيْرا فَ ْليَحْ َمدِ‬ ‫ُيغْ َمسَ الِ ْ‬ ‫اللّ َه عَ ّزوَجَلّ‪َ ،‬ومَ ْن وَ َج َد َغيْرَ ذَلِكَ فَل يَلُومَنّ إِ ّل َنفْسَهُ"‪)44(.‬‬ ‫قال أبو مسهر‪ :‬قال سعيدُ بن عبد العزيز‪ :‬كان أبو إدريس إذا حدّثَ بذا الديث جثا على ركبتيه‪.‬‬ ‫هذا حديث صحيح‪ ،‬رويناه ف صحيح مسلم وغيه‪ ،‬ورجال إسناده من إل أب ذرّ رضي اللّه عنه كلّهم‬ ‫دمشقيون‪ ،‬ودخل أبو ذرّ رضي اللّه عنه دمشق‪ ،‬فاجتمع ف هذا الديث جل من الفوائد‪ :‬منها صحة‬ ‫إسناده َومَتنه‪ ،‬وعلوّه وتسلسله بالدمشقيي رضي اللّه عنهم وبارك فيهم‪ ،‬ومنها ما اشتمل عليه من البيان‬ ‫لقواعد عظيمة ف أصول الدين وفروعه والداب ولطائف القلوب وغيها‪ ،‬وللّه المد‪.‬‬ ‫روينا عن الِمام أب عبد اللّه أحد بن حنبل رحه اللّه تعال ورضي عنه قال‪ :‬ليس لهل الشام حديث‬ ‫أشرف من هذا الديث‪.‬‬ ‫خاتة‬ ‫هذا آخ ُر ما قصدتُه من هذا الكتاب‪ ،‬وقد مَنّ اللّه الكريُ فيه با هو أهلٌ له من الفوائد النفيسة والدقائق‬ ‫ت القائق ومَطلُوبَاتِها‪ .‬ومن تفسي آياتٍ من القرآن العزيز‬ ‫اللطيفة من أنواع العلوم ومهماتا‪ ،‬ومُستجادَا ِ‬ ‫وبيانِ الراد با‪ ،‬والحاديث الصحيحة وإيضاح مقاصدها‪ ،‬وبيان نُ َكتٍ من علوم السانيد ودقائ ِق الفقه‬ ‫‪401‬‬

‫ت القلوب وغيها‪ ،‬واللّه الحمودُ على ذلك وغيه من نعمه الت ل تُحصى‪ ،‬وله الِنّة أن هدان‬ ‫ومعامل ِ‬ ‫لذلك‪ ،‬ووفّقن لمعه ويَسّرَه عليّ‪ ،‬وأعانن عليه َومَنّ علي بإتامه؛ فله السحم ُد والمتنانُ والفضلُ‬ ‫خ صال أنتفعُ با تقرّبن إل اللّه الكري‪ ،‬وانتفاع‬ ‫وال ّطوْلُ والشكرانُ‪ .‬وأنا راجٍ من فضل اللّه تعال دعوة أ ٍ‬ ‫مسل ٍم راغب ف الي ببعض ما فيه أكون مساعدا له على العمل برضاة ربّنا‪.‬‬ ‫وأستودعُ اللّه الكريَ اللطيفَ الرحيمَ منّي ومن والديّ‪ ،‬وجيعِ أحبابنا وإخواننا ومَنْ أحس َن إلينا وسائ ِر‬ ‫السلمي‪ :‬أديانَنا وأماناتِنا وخواتِيمَ أعمالنا‪ ،‬وجيعَ ما أنعمَ اللّ ُه تَعال به علينا‪ ،‬وأسألُه سبحانه لنا أجعي‬ ‫سلوكَ سبيل الرشاد والعِصْمة من أحوال أهل ال ّزيْغ والعِناد‪ ،‬والدّوامَ على ذلك وغيه من الي ف ازدياد‪،‬‬ ‫ع إليه سبحانه أن يرزقنا التوفيقَ ف القوال والفعال للصواب‪ ،‬والريَ على آثار ذوي البصائر‬ ‫وأتض ّر ُ‬ ‫ت وإليه متاب‪ ،،‬حسبنا اللّه ونِعمَ‬ ‫واللباب‪ ،‬إنه الكري الواسعُ الوهّاب‪ ،‬وما توفيقي إل باللّه عليه توكل ُ‬ ‫الوكيل‪ ،‬ول حو َل ول قوّة إل باللّه العزيز الكيم‪.‬‬ ‫والمدُ للّه ربّ العالي أوّلً وآخرا وظاهرا وباطنا‪ ،‬وصلواتُه وسلمُه الطيبان التّان الكملن على‬ ‫سيدنا ممد خي خلقه أجعي‪ ،‬كلما ذكره الذاكرون‪ ،‬و َغفَل عن ذكره الغافلون‪ ،‬وعلى سائر النبيّيَ‬ ‫وآل كل وسائر الصالي‪.‬‬ ‫قال جامعه أبو زكريا مي الدين _ عفا ال عنه‪ :‬فرغت من جعه ف الحرم سنة سبع وستي وستمائة‪,‬‬ ‫سوى أحرف القتها بعد ذلك وأجزت روايته لميع السلمي‪.‬‬ ‫ت نسخ الكتاب من موقع نداء اليان‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫الثني الوافق ‪ 1/1425/ 24‬هـ‬

‫‪402‬‬

Related Documents

Al Adzkar Imam Nawawiy
April 2020 3
Imam Al Sadiq (a.s)
June 2020 8
Imam Al Ghazali
October 2019 43
Imam Al-ghazali
October 2019 53
Panduan Imam Al Ghazali
November 2019 23