Rasaail Shakhsiyyah Shaykh Muhammad Abdul Wahhaab

  • November 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Rasaail Shakhsiyyah Shaykh Muhammad Abdul Wahhaab as PDF for free.

More details

  • Words: 51,289
  • Pages: 147
‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬

‫الرسائل الشخصية‬ ‫للشيخ ممد بن عبدالوهاب‬ ‫القسم الول‬ ‫عقيدة الشيخ وبيان حقيقة دعوته‬ ‫ورد ما ألصق به من التهم‬

‫‪)(1‬‬

‫الرسالة الول‬

‫ص(‪)7‬‬

‫رسالة الشيخ إل أهل القصيم لا سألوه عن عقيدته ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫أشهد ال ومن حضرن من اللئكة وأشهدكم أن أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية أهل السنة والماعة‬ ‫من اليان بال وملئكته وكتبه ورسله والبعث بعد الوت‪ ،‬واليان بالقدر خيه وشره‪ ،‬ومن اليان بال‬ ‫اليان با وصف به نفسه ف كتابه على لسان رسوله صلى ال عليه وسلم من غي تريف ول تعطيل‪،‬‬ ‫بل أعتقد أن ال سبحانه وتعال ليس كمثله شيء وهو السميع البصي‪ ،‬فل أنفي عنه ما وصف به نفسه‬ ‫ول أحرف الكلم عن مواضعه‪ ،‬ول ألد ف أسائه وآياته‪ ،‬ول أكيف‪ ،‬ول أمثل صفاته تعال بصفات‬ ‫خلقه لنه تعال ل سي له ول كفؤ له‪ ،‬ول ندله‪ ،‬ول يقاس بلقه فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيه‬ ‫وأصدق قيلً وأحسن حديثا فنه نفسه عما وصفه به الخالفون من أهل التكييف والتمثيل ‪ :‬وعما نفاه‬ ‫عنه النافون من أهل التحريف والتعطيل فقال ‪ ( :‬سبحان ربك رب العزة عما يصفون‪ .‬وسلم على‬ ‫(‪)1‬‬

‫رقم الصفحة من القسم الامس من مؤلفات الشيخ ممد بن عبدالوهاب من مطبوعات جامعة المام ممد بن سعود‬ ‫‪1‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسلي‪ .‬والمد ل رب العالي!) والفرقة الناجية وسط ف باب أفعاله تعال بي القدرية والبية‪ ،‬وهم‬ ‫ف باب وعيد ال بي الرجئة والوعيدية ؛ وهم وسط ف باب اليان والدين بي الرورية والعتزلة‪ ،‬وبي‬ ‫الرجئة والهمية‪ ،‬وهم وسط ف باب أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم بي الروافض والوارج‪.‬‬ ‫وأعتقد أن القرآن كلم ال منل غي ملوق منه بدأ وإليه يعود ‪ :‬وأنه تكلم به حقيقة وأنزله على عبده‬ ‫ورسوله وأمينه على وحيه وسفيه بينه وبي عباده نبينا ممد صلى ال عليه وسلم ؛ وأومن بأن ال فعال‬ ‫لا يريد‪ ،‬ول يكون شيء إل بإرادته‪ ،‬ول يرج شيء عن مشيئته‪ ،‬وليس شيء ف العال يرج عن تقديره‬ ‫ول يصدر إل عن تدبيه ول ميد لحد عن القدر الحدود ول يتجاوز ما خط له ف اللوح السطور‪.‬‬ ‫وأعتقد اليان بكل ما أخب به النب صلى ال عليه وسلم ما يكون بعد الوت‪ ،‬فأومن بفتنة القب ونعيمة‪،‬‬ ‫وبإعادة الرواح إل الجساد‪ ،‬فيقوم الناس لرب العالي حفاة عراة غرل تدنو منهم الشمس‪ ،‬وتنصب‬ ‫الوازين وتوزن با أعمال العباد فمن ثقلت موازينه فأولئك هم الفلحون‪ ،‬ومن خفت موازينه فأولئك‬ ‫الذين خسروا أنفسهم ف جهنم خالدون وتنشر الدواوين فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله‪.‬‬ ‫وأومن بوض نبينا ممد صلى ال عليه وسلم بعرصة القيامة‪ ،‬ماؤه أشد بياضا من اللب وأحلى من‬ ‫العسل آنيته عدد نوم السماء من شرب منه شربة ل يظمأ بعدها أبدا‪ ،‬وأومن بأن الصراط منصوب‬ ‫على شفي جهنم ير به الناس على قدر أعمالم‪ ..‬وأومن بشفاعة النب صلى ال عليه وسلم وأنه أول‬ ‫شافع وأول مشفع‪ ،‬ول ينكر شفاعة النب صلى ال عليه وسلم إل أهل البدع والضلل‪ ،‬ولكنها ل تكون‬ ‫إل من بعد الذن والرضى كما قال تعال ‪(:‬ول يشفعون إل لن ارتضى )‪ ،‬وقال تعال ‪( :‬من ذا الذي‬ ‫يشفع عنده إل بإذنه)‪ ،‬وقال تعال ‪( :‬وكم من ملك ف السموات ل تغن شفاعتهم شيئا إل من بعد أن‬ ‫يأذن ال لن يشاء ويرضى) وهو ل يرضى إل التوحيد ؛ ول يأذن إل لهله‪ .‬وأما الشركون فليس لم‬ ‫من الشفاعة نصيب ؛ كما قال تعال ‪( :‬فما تنفعهم شفاعة الشافعي )‪.‬‬ ‫وأومن بأن النة والنار ملوقتان‪ ،‬وأنما اليوم موجودتان‪ ،‬وأنما ل يفنيان ؛ وأن الؤمني يرون ربم‬ ‫بأبصارهم يوم القيامة كما يرون القمر ليلة البدر ل يضامون ف رؤيته‪.‬‬ ‫وأومن بأن نبينا ممدا صلى ال عليه وسلم خات النبيي والرسلي‪ ،‬ول يصح إيان عبد حت يؤمن‬ ‫برسالته ويشهد بنبوته ؛ وأن أفضل أمته أبو بكر الصديق ؛ ث عمر الفاروق‪ ،‬ث عثمان ذو النورين‪ ،‬ث‬ ‫علي الرتضي‪ ،‬ث بقية العشرة‪ ،‬ث أهل بدر‪ ،‬ث أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان‪ ،‬ث سائر الصحابة رضي‬ ‫ال عنهم‪ .‬وأتول أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وأذكر ماسنهم وأترضى عنهم وأستغفر لم‬ ‫‪2‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫وأكف عن مساويهم وأسكت عما شجر بينهم‪ ،‬وأعتقد فضلهم عمل بقوله تعال ‪( :‬والذين جاؤوا من‬ ‫بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين سبقونا باليان ول تعل ف قلوبنا غل للذين آمنوا ربنا إنك‬ ‫رؤف رحيم ) وأترض عن أمهات الؤمني الطهرات من كل سوء وأقر بكرامات الولياء ومالم من‬ ‫الكاشفات إل أنم ل يستحقون من حق ال تعال شيئا ول يطلب منهم ما ل يقدر عليه إل ال‪ ،‬ول‬ ‫أشهد لحد من السلمي بنة ول نار إل من شهد له رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ولكن أرجو‬ ‫للمحسن وأخاف على السيء‪ ،‬ول أكفر أحدا من السلمي بذنب‪ ،‬ول أخرجه من دائرة السلم‪،‬‬ ‫وأرى الهاد ماضيا مع كل إمام برا كان أو فاجرا وصلة الماعة خلفهم جائزة‪ ،‬والهاد ماض منذ‬ ‫بعث ال ممدا صلى ال عليه وسلم إل أن يقاتل آخر هذه المة الدجال ل يبطله جور جائر ول عدل‬ ‫عادل‪ ،‬وأرى وجوب السمع والطاعة لئمة السلمي برهم وفاجرهم ما ل يأمروا بعصية ال‪ ،‬ومن ول‬ ‫اللفة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حت صار خليفة وجبت طاعته ؛ وحرم الروج‬ ‫عليه‪ ،‬وأرى هجر أهل البدع ومباينتهم حت يتوبوا‪ ،‬وأحكم عليهم بالظاهر وأكل سرائرهم إل ال‪،‬‬ ‫وأعتقد أن كل مدثة ف الدين بدعة‪.‬‬ ‫وأعتقد أن اليان قول باللسان وعمل بالركان واعتقاد بالنان يزيد بالطاعة وينقص بالعصية هو بضع‬ ‫وسبعون شعبة أعلها شهادة أن ل إله إل ال وأدناها إماطة الذى عن طريق‪ ،‬وأرى وجوب المر‬ ‫بالعروف والنهي عن النكر على ما توجبه الشريعة الحمدية الطاهرة‪.‬‬ ‫فهذه عقيدة وجيزة حررنا وأنا مشتغل البال لتطلعوا على ما عندي وال على ما نقول وكيل‪.‬‬ ‫ث ل يفى عليكم أنه بلغن أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم وأنه قبلها وصدقها بعض‬ ‫النتمي للعلم ف جهتكم وال يعلم أن الرجل افترى علي أمورا ل أقلها ول يأت أكثرها على بال‪.‬‬ ‫( فمنها ) قوله ‪ :‬إن مبطل كتب الذاهب الربعة‪ ،‬وإن أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء‬ ‫وإن أدعي الجتهاد‪ ،‬وإن خارج عن التقليد وإن أقول إن اختلف العلماء نقمة‪ ،‬وإن أكفر من توسل‬ ‫بالصالي‪ ،‬وإن أكفر البوصيي لقوله يا أكرم اللق‪ ،‬وإن أقول لو أقدر على هدم قبة رسول ال صلى‬ ‫ال عليه وسلم لدمتها‪ ،‬ولو أقدر على الكعبة لخدت ميزابا وجعلت لا ميزابا من خشب وإن أحرم‬ ‫زيارة قب النب صلى ال عليه وسلم وإن أنكر زيارة قب الوالدين وغيها‪ ،‬وإن أكفر من حلف بغي ال‪،‬‬ ‫وإن أكفر ابن الفارض وابن عرب‪ ،‬وإن أحرق دلئل اليات وروض الرياحي وأسية روض الشياطي‪.‬‬ ‫جواب عن هذه السائل أن أقول سبحانك هذا بتان عظيم‪ .‬وقبله من بت ممدا صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪3‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫أنه يسب عيسى بن مري ويسب الصالي فتشابت قلوبم بافتراء الكذب وقول الزور‪ .‬قال تعال ‪( :‬إنا‬ ‫يفتري الكذب الذين ل يؤمنون بآيات ال) بتوه صلى ال عليه وسلم بأنه يقول إن اللئكة وعيسى‬ ‫وعزيرا قي النار‪ .‬فأنزل ال ف ذلك ‪ ( :‬إن الذين سبقت لم منا السن أولئك عنها مبعدون )‪.‬‬ ‫وأما السائل الخر وهي أن أقول ل يتم إسلم النسان حت يعرف معن ل إله إل ال وأن أعرف من‬ ‫يأتين بعناها وأن أكفر الناذر إذا أراد بنذره التقرب لغي ال وأخذ النذر لجل ذلك‪ ،‬وأن الذبح لغي ال‬ ‫كفر والذبيحة حرام‪ .‬فهذه السائل حق وأنا قائل با‪ .‬ول عليها من كلم ال وكلم رسوله‪ ،‬ومن أقوال‬ ‫العلماء التبعي كالئمة الربعة وإذا سهل ال تعال بسطت الواب عليها ف رسالة مستقلة إن شاء ال‬ ‫تعال‪.‬‬ ‫ث اعلموا وتدبروا قوله تعال ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بهالة )‬

‫‪4‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الثانية‬ ‫ص ( ‪) 15‬‬ ‫ومنها رسالة إل ممد بن عباد مطوع ثرمداء وكان قد أرسل إليه كتابا فيه كلم حسن ف تقرير‬ ‫التوحيد وغيه وطلب من الشيخ رحه ال أن يبي له إن كان فيه شيء يفاه فكتب له رحه ال ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل الخ ممد بن عباد وفقه ال لا يبه ويرضاه سلم عليكم ورحة ال‬ ‫وبركاته‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫وصلنا أوراق ف التوحيد با كلم من أحسن الكلم وفقك ال للصواب‪ ،‬وتذكر فيه أن ودك نبي لك‬ ‫إن كان فيها شيء غاترك فاعلم أرشدك ال أن فيها مسائل غلط‪.‬‬ ‫الول ‪ :‬قولك أول واجب على كل ذكر وأنثى النظر قي الوجود ث معرفة العقيدة ث علم التوحيد‪،‬‬ ‫وهذا خطأ وهو من علم الكلم الذي أجع السلف على ذمه‪ ،‬وإنا الذي أتت به الرسل أول واجب هو‬ ‫التوحيد ليس النظر ف الوجود ول معرفة العقيدة كما ذكرته أنت ف الوراق أن كل نب يقول لقومه ‪:‬‬ ‫اعبدوا ال ما لكم من إله غيه‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬قولك ف اليان بال وملئكته إل آخره واليان هو التصديق الازم با أتى به الرسول فليس‬ ‫كذلك‪ ،‬وأبو طالب عمه جازم بصدقه والذين يعرفونه كما يعرفون أبناءهم‪ ،‬والذين يقولون اليان هو‬ ‫التصديق الازم هم الهمية‪ ،‬وقد اشتد نكي السلف عليهم ف هذه السألة‪.‬‬ ‫الثالثة ‪ :‬قولك إذا قيل للعامي ونوه ما الدليل على أن ال ربك‪ ،‬ث ذكرت ما الدليل على اختصاص‬ ‫العبادة بال‪ ،‬وذكرت الدليل على توحيد اللوهية‪.‬‬ ‫فاعلم أن الربوبية واللوهية يتمعان ويفترقان كما ف قوله ‪ ( :‬قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس‬ ‫) وكما يقال رب العالي وإله الرسلي وعند الفراد يتمعان كما ف قول القائل من ربك‪ ،‬مثاله الفقي‬ ‫والسكي نوعان ف قوله ‪ ( :‬إنا الصدقات للفقراء والساكي ) ونوع واحد ف قوله ‪( :‬افترض عليهم‬ ‫صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد إل فقرائهم ) إذا ثبت هذا فقول اللكي للرجل ف القب ‪ :‬من ربك ؟‬ ‫معناه من إلك لن الربوبيية الت أقر با الشركون ما يتحن أحد با‪ ،‬وكذلك قوله ‪( :‬الذين أخرجوا من‬ ‫ديارهم بغي حق إل أن يقولوا ربنا ال) وقوله‪( :‬قل أغي ال أبغي ربا) وقوله ‪( :‬إن الذين قالوا ربنا ال ث‬

‫‪5‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫استقاموا) فالربوبية ف هذا هي اللوهية ليست قسيمة لا كما تكون قسيمة لا عند القتران فينبغي‬ ‫التقطن لذه السألة‪.‬‬ ‫الرابعة ‪ :‬قولك ف الدليل على إثبات نبوة ممد صلى ال عليه وسلم ودليله الكتاب والسنة ث ذكرت‬ ‫اليات‪ ،‬كلم من ل يفهم السألة لن النكر للنبوة أو الشاك فيها إذا استدللت عليه بالكتاب والسنة‬ ‫يقول كيف تستدل علي بشيء ما أتى به إل هو‪ ،‬والصواب ف السألة أن تستدل عليه بالتحدي بأقصر‬ ‫سورة من القرآن أو شهادة علماء أهل الكتاب كما ف قوله ‪ ( :‬أو ل يكن لم آية أن يعلمه علماء بن‬ ‫إسرائيل ) أو لكونم يعرفونه قبل أن يرج كما ف قوله تعال ‪( :‬وكانوا من قبل يستفتحون على الذين‬ ‫كفروا ) الية إل غي ذلك من اليات الت تفيد الصر وتقطع الصم‪.‬‬ ‫الامسة ‪ :‬قولك اعلم يا أخي ل علمت مكروها فأعلم أن هذه كلمة تضاد التوحيد وذلك أن التوحيد‬ ‫ل يعرفه إل من عرف الاهلية والاهلية هي الكروه فمن ل يعلم الكروه ل يعلم الق فمعن هذه‬ ‫الكلمة أعلم ل علمت خيا‪ ،‬ومن ل يعلم الكروه ليجتنبه ل يعلم الحبوب‪.‬‬ ‫وبالملة فهي كلمة عامية جاهلية‪ ،‬ول ينبغي لهل العلم أن يقتدوا بالهال‪.‬‬ ‫السادسة ‪ :‬جزمك بأن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪( :‬اطلبوا العلم ولو من الصي ) فل ينبغي أن يزم‬ ‫النسان على رسول ال صلى ال عليه وسلم با ل يعلم صحته‪ ،‬وهو من القول بل علم‪ ،‬فلو أنك قلت‬ ‫وروى‪ ،‬أو ذكر فلن‪ ،‬أو ذكر ف الكتاب الفلن لكان هذا مناسبا‪ ،‬وأما الزم بالحاديث الت ل تصح‬ ‫فل يوز فتفطن لذه السألة فما أكثر من يقع فيها‪.‬‬ ‫السابعة ‪ :‬قولك ف سؤال اللكي ‪ :‬والكعبة قبلت وكذا وكذا‪ ،‬فالذي علمناه عن رسول ال عليه وسلم‬ ‫أنما يسألن عن ثلث‪ .‬عن التوحيد‪ ،‬وعن الدين‪ ،‬وعن ممد صلى ال عليه وسلم‪ .‬فإن كان ف هذا‬ ‫عندكم رابعة فأفيدونا‪ ،‬ول يوز الزيادة على ما قال ال ورسوله‪.‬‬ ‫الثامنة ‪ :‬قولك ف اليان بالقدر إنه اليان بأن ل يكون صغي ول كبي إل بشية ال وإرادته‪ ،‬وأن يفعل‬ ‫الأمورات ويترك النهيات وهذا غلط لن ال سبحانه له اللق والمر والشيئة والرادة وله الشرع‬ ‫والدين‪ .‬إذا ثبت هذا ففعل الأمورات وترك النهيات هو اليان بالمر وهو اليان بالشرع والدين‪ ،‬ول‬ ‫يذكر ف حد اليان بالقدر‪.‬‬ ‫التاسعة ‪ :‬قولك اليات الت قي الحتجاج بالقدر كقوله تعال ( وقال الذين أشركوا لو شاء ال ما عبدنا‬ ‫من دونه من شيء ) الية ث قلت ‪ :‬فإياك والقتداء بالشركي ف الحتجاج على ال وحسبك من القدر‬ ‫‪6‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫اليان به‪ .‬فالذي ذكرنا ف تفسي هذه اليات غي العن الذي أردت فراجعه وتأمله بقلبك فإن اتضح‬ ‫لك وإل فراجعن فيه لنه كلم طويل‪.‬‬ ‫العاشرة ‪ :‬وأخرناها لشدة الاجة إليها قولك ‪ :‬إن الشركي الذين قاتلهم رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم قد أقروا بتوحيد الربوبية‪ ،‬ث أوردت الدلة الواضحة على ذلك‪ ،‬وإنا قاتلهم رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم عند توحيد اللوهية‪ ،‬ول يدخل الرجل ف السلم بتوحيد الربوبية إل إذا انضم إليه توحيد‬ ‫اللوهية فهذا كلم من أحسن الكلم وأبينه تفصيل‪ ،‬ولكن العام لا وجهنا إليه إبراهيم كتبوا له علماء‬ ‫سدير مكاتبة وبعثها لنا وهى عندنا الن ول يذكروا فيها إل توحيد الربوبية‪ ،‬فإذا كنت تعرف هذا فلي‬ ‫شيء ما أخبت إبراهيم ونصحته‪ .‬إن هؤلء ما عرفوا التوحيد‪ ،‬وإنم منكرون دين السلم‪ ،‬وكذلك‬ ‫أحد بن يي راعي رغبه عداوته لتوحيد اللوهية والستهزاء بأهل العارض لا عرفوه‪ ،‬وإن كان يقربه‬ ‫أحيانا عداوة ظاهرة ل يكن أنا ل تبلغك‪ ،‬وكذلك ابن إساعيل إنه نقض ما أبرمت ف التوحيد وتعرف‬ ‫أن عنده الكتاب الذي صنفه رجل من أهل البصرة كله من أوله إل آخره ف إنكار توحيد اللوهية‬ ‫وأتاكم به ولد ممد بن سليمان راعي وثيثيه وقرأه عندكم وجادل به جاعتنا‪ ،‬وهذا الكتاب مشهور‬ ‫عند الويس وأتباعه مثل ابن سحيم وابن عبيد يتجون به علينا ويدعون الناس إليه‪ ،‬ويقولون هذا كلم‬ ‫العلماء‪ .‬فإذا كنت تعرف أن النب صلى ال عليه وسلم ما قاتل الناس إل عند توحيد اللوهية‪ ،‬وتعلم أن‬ ‫هؤلء قاموا وقعدوا ودخلوا وخرجوا وجاهدوا ليل ونارا ف صد الناس عن التوحيد يقرءون عليهم‬ ‫مصنفات أهل الشرك لي شيء ل تظهر عداوتم وأنم كفار مرتدون ؟ فإن كان باين لك أن أحدا من‬ ‫العلماء ل يكفر من أنكر التوحيد أو أنه يشك ف كفره فاذكره لنا وأفدنا‪ ،‬وإن كنت تزعم أن هؤلء‬ ‫فرحوا بذا الدين وأحبوه ودعوا الناس إليه‪ ،‬ولا أتاهم تصنيف أهل البصرة ف إنكار التوحيد كفروه‬ ‫وكفروا من عمل به‪ ،‬وكذلك لا أتاهم كتاب ابن عفالق الذي أرسله الويس لبن إساعيل وقدم به‬ ‫عليكم العام وقرأه على جاعتكم يزعم فيه أن التوحيد دين ابن تيمية وأنه لا أفت به كفره العلماء وقامت‬ ‫عليه القيامة‪.‬‬ ‫إن كنت تقول ما جرى من هذا شيء فهذا مكابرة‪ ،‬وإن كنت تعرف أن هذا هو الكفر الصراح والردة‬ ‫الواضحة‪ ،‬ولكن تقول أخشى الناس فال أحق أن تشاه‪ .‬ول تظن أن كلمي هذا معاتبة وكلم عليك‪،‬‬ ‫فوال الذي ل إله إل هو إنه نصيحة لن كثيا من واجهناه وقرأ علينا يتعلم هذا ويعرفه بلسانه‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫فإذا وقعت السألة ل يعرفها بل إذا قال له بعض الشركي نن نعرف أن رسول ال ل يلك لنفسه نفعا‬ ‫ول ضرا وأن النافع الضار هو ال يقول جزاك ال خيا‪ .‬ويظن أن هذا هو التوحيد ونن نعلمه أكثر من‬ ‫سنة أن هذا هو توحيد الربوبية الذي أقر به الشركون‪ .‬فال ال ف التفطن لذه السألة فإنا الفارقة بي‬ ‫الكفر والسلم‪ ،‬ولو أن رجل قال ‪ :‬شروط الصلة تسعة ث سردها كلها فإذا رأى رجل يصلي عريانا‬ ‫بل حاجة أو على غي وضوء أو لغي القبلة ل يدر أن صلته فاسدة ل يكن قد عرف الشروط ولو‬ ‫سردها بلسانه‪ ،‬ولو قال الركان أربعة عشر ث سردها كلها ث رأى من ل يقرأ الفاتة ومن ل يركع‬ ‫ومن ل يلس للتشهد ول يفطن أن صلته باطلة ل يكن قد عرف الركان ولو سردها فال ال ف‬ ‫التفطن لذه السألة‪ ،‬ولكن أشي عليك بعزية أنك تواصلنا ونتذاكر معك‪ ،‬وكذلك أيضا من جهة البدع‬ ‫قيل ل إنك تقول فيها شيء ما يقوله الذي هو عارف مسألة البدع‪ ،‬وصلى ال على ممد وآله وسلم‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الثالثة‬ ‫ص (‪) 23‬‬ ‫ومنها رسالة أرسلها إل بن عيد من مطاوعة ثرمدا قال فيها ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل ممد بن عيد وفقنا ال وإياه‪ .‬لا يبه ويرضاه وبعد ‪:‬‬ ‫وصل الكراس وتذكرون أن الق إن بان لكم اتبعتم‪ ،‬وفيه كلم غي هذا يسر الاطر من طرفك خاصة‬ ‫بسبب أن لك عقل‪ .‬والثانية أن لك عرضا تشح به‪.‬والثالثة ‪ :‬أن الظن فيك إن بان لك الق أنك ما‬ ‫تبيعه بالزهايد‪ ،‬فأما تقريركم أول الكلم أن السلم خس كأعضاء الوضوء وأنكم تعرفون كلم ال‬ ‫وكلم رسوله وإجاع العلماء أن له نواقض كنواقض الوضوء الثمانية ‪ :‬اعتقاد القلب وإن ل يعمل أو‬ ‫يتكلم يعن إذا اعتقد خلف ما عمله الرسول أمته بعد ما تبي له‪ ،‬ومنها كلم باللسان وإن ل يعمل ول‬ ‫يعتقد‪ ،‬ومنها عمل بالوارح وإن ل يعتقد ويتكلم ولكن من أظهر السلم وظننا أنه أتى بناقض ل‬ ‫نكفره بالظن لن اليقي ل يعرفه الظن‪ ،‬وكذلك ل نكفر من ل نعرف منه الكفر بسبب ناقض ذكر عنه‬ ‫ونن ل نتحققه وما قررت هو الصواب الذي يب على كل مسلم اعتقاده والتزامه‪ ،‬ولكن قبل الكلم‬ ‫اعلم أن عرفت بأربع مسائل ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬بيان التوحيد مع أنه ل يطرق آذان أكثر الناس‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬بيان الشرك ولو كان ف كلم من ينتسب إل العلم أو عبادة من دعوة غي ال‪ ،‬أو قصده بشيء‬ ‫من العبادة‪ ،‬ولو زعم أنم يريدون أنم شفعاء عند ال مع أن أكثر الناس يظن أن هذا من أفضل القربات‬ ‫كما ذكرت عن العلماء أنم يذكرون أنه قد وقع ف زمانم‪.‬‬ ‫الثالثة ‪ :‬تكفي من بان له أن التوحيد هو دين ال ورسوله ث أبغضه ونفر الناس عنه‪ .‬وجاهد من صدق‬ ‫الرسول فيه ومن عرف الشرك وأن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث بإنكاره وأقر بذلك ليل ونارا‬ ‫ث مدحه وحسنه للناس وزعم أن أهله ل يطئون لنم السواد العظم‪ ،‬وأما ما ذكر العداء عن أن‬ ‫أكفر بالظن وبالوالة أو أكفر الاهل الذي ل تقم عليه الجة فهذا بتان عظيم يريدون به تنفي الناس‬ ‫عن ال ورسوله‪.‬‬ ‫الرابعة ‪ :‬المر بقتال هؤلء خاصة حت ل تكون فتنة ويكون الدين كله ال فلما اشتهر عن هؤلء الربع‬ ‫صدقن من يدعي أنه من العلماء ف جيع البلدان ف التوحيد وف نفي الشرك وردوا على التكفي والقتال‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫إذا تققت ما ذكرت لك انبن الواب على ما ذكرت ف أول الوراق من إقراركم بعرفة نواقض‬ ‫السلم بإجاع العلماء بشرط أنكم ل تكفرون بالظن ول من ل تعرفون فنقول‪ :‬من العلوم عند الاص‬ ‫والعام ما عليه البوادي أو أكثرهم فإن كابر معاند ل يقدر على إن عنة وآل ظفي وأمثالم كلهم‬ ‫مشاهي هم والتباع إنم مقرون بالبعث ول يشكون فيه‪ ،‬ول يقدر أن يقول إنم يقولون إن كتاب ال‬ ‫عند الضر وأنم عانقوه ومتبعون ما أحدث آباؤهم ما يسمونه الق ويفضلونه على شريعة ال فإن كان‬ ‫للوضوء ثانية نواقض ففيهم من نواقض السلم أكثر من الائة ناقض فلما بينت ما صرحت به آيات‬ ‫التنيل وعلمه الرسول أمته‪ ،‬وأجع عليه العلماء من أنكر البعث أو شك فيه‪ ،‬أو سب الذان إذا سعه‪ ،‬أو‬ ‫فضل فراضة الطاغوت على حكم ال‪ ،‬أو سب من زعم أن الرأة ترث أو أن النسان ل يؤخذ ف القتل‬ ‫بريرة أبيه وابنه إنه كافر مرتد قال علماؤكم معلوم أن هذا حال البوادي ل ننكره ولكن يقولون ‪ :‬ل‬ ‫إله إل ال وهي تميهم من الكفر ولو فعلوا كل ذلك‪ ،‬ومعلوم أن هؤلء أول وأظهر من يدخل ف‬ ‫تقريركم فلما أظهرت تصديق الرسول فيما جاء به سبون غاية السبة‪ ،‬وزعموا أن أكفر أهل السلم‬ ‫وأستحل أموالم‪ ،‬وصرحوا أنه ل يوجد ف جزيرتنا رجل واحد كافر‪ ،‬وأن البوادي يفعلون من النواقص‬ ‫مع علمهم أن دين الرسول عند الضر‪ ،‬وجحدوا كفرهم وأنتم تذكرون أن من رد شيا ما جاء به‬ ‫الرسول بعد معرفته أنه كافر‪.‬‬ ‫فإذا كان الويس وابن إساعيل والعديلى وابن عباد وجيع أتباعهم كلهم على هذا فقد صرحتم غاية‬ ‫التصريح أنم كفار مرتدون‪ ،‬وإن ادعى مدع أنم يكفرونم أو ادعى أن جيع البادية ل يتحقق من أحد‬ ‫منهم من النواقض شيئا أو ادعى أنم ل يعرفون أن دين الرسول خلف ما هم عليه فهذا كمن ادعى أن‬ ‫ابن سليمان وسويد وابن دواس وأمثالم عباد زهاد فقراء ما شاخوا ف بلد قط ومن ادعى هذا فأسقط‬ ‫الكلم معه‪.‬‬ ‫ونقول ثانيا ‪ :‬إذا كانوا أكثر من عشرين سنة يقرون ليل ونارا سرا وجهارا أن التوحيد الذي أظهر‬ ‫هذا الرجل هو دين ال ورسوله لكن الناس ل يطيعوننا‪ ،‬وأن الذي أنكره هو الشرك وهو صادق ف‬ ‫إنكاره‪ ،‬ولكن لو يسلم من التكفي والقتال كان حق‪ .‬هذا كلمهم على رؤوس الشهاد ث مع هذا‬ ‫يعادون التوحيد ومن مال إليه العداوة الت تعرف ولو ل يكفر ويقاتل‪ ،‬وينصرون الشرك نصره الذي‬ ‫تعرف مع إقرارهم بأنه شرك مثل كون الويس وخواص أصحابه ركبوا وتركوا أهليهم وأموالم إل أهل‬ ‫قبة الكواز وقبة رجب سنة يقولون إنه قد خرج من ينكر قبتكم وما أنتم عليه‪ ،‬وقد أحل دماءهم‬ ‫‪10‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫وأموالم وكذلك ابن إساعيل وابن ربيعة والويس أيضا بعدهم بسنة رحلوا إل أهل قبة أب طالب‬ ‫وأغروهم بن صدق النب صلى ال وسلم وأحلوا دماءنا وأموالنا حت جرى على الناس ما تعرف مع أن‬ ‫كثيا منهم ل يكفر ول يقاتل وقررت أن من خالف الرسول ف عشر معشار هذا ولو بكلمة أو عقيدة‬ ‫قلب أو فعل فهو كافر فكيف بن جاهد بنفسه وماله وأهله ومن أطاعه ف عداوة التوحيد وتقرير الشرك‬ ‫مع إقراره بعرفة ما جاء به الرسول فإن ل تكفروا هؤلء ومن اتبعهم من عرف أن التوحيد حق وأن‬ ‫ضده الشرك فأنتم كمن أفت بانتقاض وضوء من بزغ منه مثل رأس البرة من البول وزعم أن من يتغوط‬ ‫ليل ونارا وأفت للناس أن ذلك ل ينقض وتبعوه على ذلك حت يوت أنه ل ينقض وضوءه‪ ،‬وتذكرون‬ ‫أن أكفرهم بالوالة وحاشا وكل‪ ،‬ولكن أقطع أن كفر من عبد قبة أب طالب ل يبلغ عشر كفر الويس‬ ‫وأمثاله كما قال تعال ‪( :‬ل ينهاكم ال عن الذين ل يقاتلوكم ف الدين ول يرجوكم من دياركم )‬ ‫اليتي‪ ،‬وأنا أمثل لك مثال لعل ال أن ينفعك به لعلمي أن الفتنة كبية وأنم يتجون با تعرفون ‪ :‬منها‬ ‫ف الوراق أنم ل يقصدوا بربكم رد التوحيد وإحياء الشرك وإنا قصدوا دفع الشر عن أنفسهم خوف‬ ‫البغي عليهم‪ .‬فتقول لو نقدر أن السلطان ظلم أهل الغرب ظلما عظيما ف أموالم وبلدهم ومع هذا‬ ‫خافوا استيلءهم على بلدهم ظلما وعدوانا ورأوا أنم ل يدفعونم إل باستنجاد الفرنج وعلموا أن‬ ‫الفرنج ل يوافقونم إل أن يقولوا نن معكم على دينكم ودنياكم ودينكم هو الق ودين السلطان هو‬ ‫الباطل وتظاهروا بذلك ليل ونارا مع أنم ل يدخلوا ف دين الفرنج ول يتركوا السلم بالفعل‪ ،‬لكن لا‬ ‫تظاهروا با ذكرنا ومرادهم دفع الظلم عنهم هل يشك أحد أنم مرتدون ف أكب ما يكون من الكفر‬ ‫والردة إذا صرحوا أن دين السلطان هو الباطل مع علمهم أنه حق وصرحوا أن دين الفرنج هو الصواب‪،‬‬ ‫وأنه ل يتصور أنم ل يتيهون لنم أكثر من السلمي ولن ال أعطاهم من الدنيا شيئا كثيا ولنم أهل‬ ‫الزهد والرهبانية فتأمل هذا تأمل جيدا وتأمل ما صدرت به الوراق من موافقتكم به السلم ومعرفتكم‬ ‫بالناقض إذا تققتموه وأنه يكون بكلمة ولو ل تعتقد ويكون بفعل ولو ل يتكلم ويكون ف القلب من‬ ‫الب والبغض ولو ل يتكلم ول يعمل تبي لك المر اللهم إل إن كنتم ذاكرين ف أول الوراق وأنتم‬ ‫تعقدون خلفه فذلك أمر آخر‪.‬‬ ‫وأما ما ذكرت من كلم العلماء فعلى الرأس والعي‪ ،‬ولكن عنه جوابان ‪:‬‬ ‫أحدها ‪ :‬أنكم لو ل تنقلوا كلم ابن عقيل ( ف الفنون ) وكلم الشيخ ف ( اقتضاء الصراط الستقيم )‬ ‫وكلم ابن القيم لقلت لعلهم مطئون قائلون ببلغ علمهم هذا كله عندنا ف هذه الكتب كما هو عندكم‬ ‫‪11‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫وابن عقيل ذكر أنم كفار بذا الفعل أعن دعوة صاحب التربة ودس الرقاع وأنتم تعلمون ذلك‪،‬‬ ‫وأصرح منه كلم الشيخ ف قوله ومن ذلك ما يفعله الاهلون بكة يا سبحان ال كيف تركتم صريه ف‬ ‫العبارة بعينها إن هذا من فعله كان مرتدا‪ ،‬و إن السلم إذا ذبح للزهرة والن ولغي ال فهو ما أهل لغي‬ ‫ال به وهي أيضا ذبيحة مرتد لكن يتمع ف الذبيحة مانعان فصرح أن هذا الرجل إذا ذبح للجن مرة‬ ‫واحدة صار كافرا مرتدا وجيع ما يذبه للكل بعد ذلك ل يل لنه ذبيحة مرتد‪ ،‬وصرح ف مواضع‬ ‫من الكتاب كثية بكفر من فعل شيئا من الذبح والدعوة حت ذكر ثابت بن قرة وأبا معشر البلخي‬ ‫وذكر أنم كفار مرتدون وأمثالم مع كونم من أهل التصانيف‪ ،‬وأصرح من الميع كلم ابن القيم ف‬ ‫كثي من كتبه فلما نقلتم بعض العبارة وتركتم بعضها علمت أنه ليس بهالة‪ ،‬ولكن الشرهة عليك لو‬ ‫أنك فاعل كما فعل بعض أهل السا لا صنف بعضهم كتابا ف الرد علينا يريد أن يبعثه تكلم رجل‬ ‫منهم وقال أحب ما إل ابن عبد الوهاب وصول هذا إليه أنتم ما تستحيون فتركوا الرسالة‪.‬‬ ‫الواب الثان ‪ :‬أنه على سبيل التنل أن الشرك ل يكفر من فعله أو أنه شرك أصغر أو أنه معصية غي‬ ‫الكفر مع أن جيع ما ذكرت ل يدل على ذلك فإن أردت بينت لك ف غي هذه الرة معان هذه‬ ‫العبارات من الدلة من كلم كل رجل كما بينته لك من كلم الشيخ‪ .‬لكن أنتم مسلمون أن رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم قد أنكره ونى عنه‪ ،‬فلو أن رجل أقر بذلك مع كونه ل يفعله لكنه زينه للناس‬ ‫ورغبهم فيه أليس هذا كافرا مرتدا ولو قدرنا أن المر الذي كرهه وصد الناس عنه ما أمر به الرسول‬ ‫إل أمر استحباب كركعت الفجر‪ ،‬أو أن الذي نى عنه ما نى عنه إل ني تنيه كأكل بالشمال والنوم‬ ‫للجنب من غي وضوء ولو أن رجلً عرف ني الرسوم وزعم لجل غرض من الغراض أن الكل‬ ‫بالشمال هو الحب الرضى عند ال وأن الكل باليمي يضر عند ال وأن الوضوء للجنب إذا أراد النوم‬ ‫يضر عند ال وأن النوم من غي وضوء أحب إل ال مع علمه با قال الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أليس‬ ‫هذا كلم كافر مرتد فكيف بن سب دين ال الذي بعث به جيع النبياء مع إقراره ومعرفته به‪ ،‬ومدح‬ ‫دين الشركي الذي بعث ال النبياء بإنكاره ودعا الناس إليه مع معرفته‪ ،‬ولكن أرى لك أن تقوم ف‬ ‫السحر وتدعو بقلب حاضر بالدعية الأثورة وتطرح نفسك بي يدي ال أن يهديك لدينه ودين نبيه‬ ‫عليه السلم وصلى ال على ممد وآله وسلم‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الرابعة‬ ‫ص ( ‪)31‬‬ ‫ومنها رسالة أرسلها إل فاضل آل مزيد رئيس بادية الشام قال فيها ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل الشيخ فاضل آل مزيد زاده ال من اليان وأعاذه من نزغات الشيطان‪ .‬أما‬ ‫بعد ‪:‬‬ ‫فالسبب ف الكاتبة أن راشد بن عربان ذكر لنا عنك كلما حسنا سر الاطر‪ ،‬وذكر عنك أنك طالب‬ ‫من الكاتبة بسبب ما ييك عنا من كلم العدوان من الكذب والبهتان وهذا هو الواجب من مثلك أنه‬ ‫ل يقبل كلما إل إذا تققه‪ ،‬وأنا أذكر لك أمرين قبل أن أذكر لك صفة الدين‪.‬‬ ‫المر الول ‪ :‬أن أذكر لن خالفن أن الواجب على الناس اتباع ما وصى به النب صلى اله عليه وسلم‬ ‫أمته‪ ،‬وأقول لم الكتب عندكم انظروا فيها ول تأخذوا من كلمي شيئا لكن إذا عرفتم كلم رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم الذي ف كتبكم فاتبعوه ولو خالفه أكثر الناس‪.‬‬ ‫والمر الثان ‪ :‬أن هذا الذي أنكروا علي وأبغضون من أجله إذا سألوا عنه كل عال ف الشام واليمن أو‬ ‫غيهم يقول هذا هو الق وهو دين ال ورسوله ولكن ما أقدر أن أظهره ف مكان لجل أن الدولة ما‬ ‫يرضون وابن عبد الوهاب أظهره لن الاكم ف بلده ما أنكره‪ ،‬بل لا عرف الق اتبعه هذا كلم العلماء‬ ‫وأظن أنه وصلك كلمهم فأنت تفكر ف المر الول وهو قول ل تطيعون ول تطيعوا إل أمر رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم الذي ف كتبكم وتفكر ف المر الثان أن كل عاقل به لكن ما يقدر أن يظهره‪.‬‬ ‫فقدم لنفسك ما ينجيك عند ال‪ .‬واعلم أنه ل ينجيك إل اتباع رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬والدنيا‬ ‫زائلة والنة والنار ما ينبغي للعاقل أن ينساها‪ .‬وصورة المر الصحيح أن أقول ما يدعى إل ال وحده ل‬ ‫شريك له كما قال تعال ف كتابه ‪ ( :‬فل تدعوا مع ال أحدا ) وقال ف حق النب صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪ ( :‬قل إن ل أملك لكم ضرا ول رشدا ) فهذا كلم ال والذي ذكره لنا رسول ال ووصانا به‪ ،‬ونى‬ ‫الناس أن ل يدعوه فلما ذكرت لم أن هذه القامات الت ف الشام والرمي وغيهم أنا على خلف‬ ‫أمر ال ورسوله‪ ،‬وأن دعوة الصالي والتعلق بم هو الشرك بال الذي قال ال فيه ‪( :‬إنه من يشرك بال‬ ‫فقد حرم ال عليه النة ومأواه النار ) فلما أظهرت هذا أنكروه وكب عليهم‪ ،‬وقالوا أجعلتنا مشركي‬ ‫وهذا ليس إشراكا‪ .‬هذا كلمهم وهذا كلمي أسنده عن ال ورسوله‪ ،‬وهذا هو الذي بين وبينكم فإن‬ ‫‪13‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫ذكر عن شيء غي هذا فهو كذب وبتان‪ ،‬والذي يصدق كلمي هذا أن العال ما يقدر أن يظهره حت‬ ‫من علماء الشام من يقول هذا هو الق ولكن ل يظهره إل من يارب الدولة‪ ،‬وأنت ول المد ما‬ ‫تاف إل ال نسأل ال أن يهدينا وإياكم إل دين ال ورسوله وال أعلم )‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الامسة‬ ‫ص (‪) 35‬‬ ‫ومنها رسالة أرسلها إل السويدي عال من أهل العراق وكان قد أرسل له كتابا وسأله عما يقول‬ ‫الناس فيه فأجابه بذه الرسالة وهي ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل عبد الرحن بن عبد ال سلم عليكم ورحة ال وبركاته أما بعد ‪:‬‬ ‫فقد وصل كتابك وسر الاطر جعلك ال من أئمة التقي ومن الدعاة إل دين سيد الرسلي وأخبك أن‬ ‫ول المد متبع ولست ببتدع عقيدت ودين الذي أدين ال به مذهب أهل السنة والماعة الذي عليه‬ ‫أئمة السلمي مثل الئمة الربعة وأتباعهم إل يوم القيامة لكن بينت للناس إخلص الدين ل‪ ،‬ونيتهم‬ ‫عن دعوة الحياء والموات من الصالي‪ ،‬وغيهم‪ ،‬وعن إشراكهم فيما يعبد ال به من الذبح والنذر‬ ‫والتوكل والسجود وغي ذلك ما هو حق ال الذي ل يشركه فيه ملك مقرب ول نب مرسل‪ ،‬وهو الذي‬ ‫دعت إليه الرسل من أولم إل آخرهم‪ ،‬وهو الذي عليه أهل السنة والماعة‪ ،‬وبينت لم أن أول من‬ ‫أدخل الشرك ف هذه المة هم الرافضة اللعونة الذين يدعون عليا وغيه ويطلبون منهم قضاء الاجات‬ ‫وتفريج الكربات‪ ،‬وأنا صاحب منصب ف قريت مسموع الكلمة فأنكر هذا بعض الرؤساء لنه خالف‬ ‫عادة نشأوا عليها وأيضا ألزمت من تت يدي بإقام الصلة وإيتاء الزكاة وغي ذلك من فرائض ال‪،‬‬ ‫ونيتم عن الربا وشرب السكر‪ ،‬وأنواع من النكرات فلم يكن الرؤساء القدح ف هذا وعيبه لكونه‬ ‫مستحسنا عند العوام فجعلوا قدحهم وعداوتم فيما آمر به من التوحيد وأنى عنه من الشرك‪ ،‬ولبسوا‬ ‫على العوام أن هذا خلف ما عليه أكثر الناس وكبت الفتنة جدا‪ ،‬وأجلبوا علينا بيل الشيطان ورجله‪،‬‬ ‫منها إشاعة البهتان با يستحي العاقل أن يكيه فضل عن أن يفتريه‪ ،‬ومنها ما ذكرت أن أكفر جيع‬ ‫الناس إل من اتبعن‪ ،‬وأزعم أن أنكحتهم غي صحيحة‪ .‬ويا عجبا كيف يدخل هذا ف عقل عاقل هل‬ ‫يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو منون‪ ،‬وكذلك قولم إنه يقول لو أقدر أهدم قبة النب صلى ال‬ ‫عليه وسلم لدمتها‪.‬‬ ‫وأما ( دلئل اليات ) فله سبب وذلك أن أشرت على من قبل نصيحت من إخوان أن ل يصي ف قلبه‬ ‫أجل من كتاب ال ويظن أن القراءة فيه أجل من قراءة القرآن‪ ،‬وأما إحراقه والنهي عن الصلة على النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم بأي لفظ كان فهذا من البهتان‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫والاصل أن ما ذكر عنا من السباب غي دعوة الناس إل التوحيد والنهي عن الشرك فكله من البهتان‪،‬‬ ‫وهذا لو خفي على غيكم فل يفى على حضرتكم‪ ،‬ولو أن رجل من أهل بلدكم ولو كان أحب اللق‬ ‫إل الناس قام يلزم الناس بالخلص وينعهم من أهل القبور وله أعداء وحساد أشد منه رياسة وأكثر‬ ‫أتباعا وقاموا يرمونه با تسمع ويوهون الناس أن هذا تنقص بالصالي وأن دعوتم من إجللم‬ ‫واحترامهم تعلمون كيف يري عليه ومع هذا وأضعافه فل بد من اليان با جاء به الرسول ونصرته‬ ‫كما أخذ ال على النبياء قبله وأنم ف قوله تعال ‪( :‬وإذ أخذ ال ميثاق النبيي لا آتيتكم من كتاب‬ ‫وحكمة ث جاءكم رسول مصدق لا معكم لتؤمنن به ولتنصرنه )‪ ،‬فلما فرض ال اليان ل يز ترك‬ ‫ذلك وأنا أرجو أن يكرمك ال بنصر دينه ونبيه وذلك بقتضى الستطاعة ولو بالقلب والدعاء وقد قال‬ ‫صلى ال عليه وسلم ‪( :‬إذا أُمرت بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) فإن رأيت عرض كلمي على من ظننت‬ ‫أنه يقبل من إخواننا فإن ال ل يضيع أجر من أحسن عمل‪ ،‬ومن أعجب ما أجرى من الرؤساء الخالفي‬ ‫أن لا بينت لم كلم ال وما ذكر أهل التفسي ف قوله ( أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة‬ ‫أيهم أقرب ) وقوله ‪( :‬ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال ) وقوله ‪ ( :‬ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال‬ ‫زلفى ) وما ذكر ال من إقرار الكفار ف قوله ‪ ( :‬قل من يرزقكم من السماء والرض) الية وغي ذلك‪،‬‬ ‫قالوا القرآن ل يوز العمل به لنا ولمثالنا ول بكلم الرسول ول بكلم التقدمي‪ ،‬ول نطيع إل ما ذكره‬ ‫التأخرون‪ ،‬قلت لم أنا أخاصم النفي بكلم التأخرين من النفية والالكي والشافعي والنبلي كل‬ ‫أخاصمه بكتب التأخرين من علمائهم الذين يعتمدون عليهم‪ ،‬فلما أبو ذلك نقلت لم كلم العلماء من‬ ‫كل مذهب وذكرت ما قالوا بعد ما حدثت الدعوة عند القبور والنذر لا فصرفوا ذلك وتققوه ول‬ ‫يزدهم إل نفورا‪ .‬وأما التكفي فأنا أكفر من عرف دين الرسول ث بعد ما عرفه سبه ونى الناس عنه‬ ‫وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره وأكثر المة ول المد ليسوا كذلك‪ .‬وأما القتال فلم نقاتل أحدا‬ ‫إل اليوم إل دون النفس والرمة وهم الذين أتونا ف ديارنا ول أبقوا مكنا ولكن قد نقاتل بعضهم على‬ ‫سبيل القابلة ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) وكذلك من جاهر بسب دين الرسول بعد ما عرفه والسلم‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة السادسة‬ ‫ص (‪) 39‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل العلماء العلم ف بلد ال الرام نصر ال بم سيد النام وتابعي الئمة‬ ‫العلم‪ ،‬سلم عليكم ورحة ال وبركاته وبعد ‪:‬‬ ‫جرى علينا من الفتنة ما بلغكم وبلغ غيكم وسببه هدم بنيان ف أرضنا على قبور الصالي فلما كب‬ ‫هذا على العامة لظنهم أنه تنقيص للصالي ومع هذا نيناهم عن دعواهم وأمرناهم بإخلص الدعاء ل‬ ‫فلما أظهرنا هذه السئلة مع ما ذكرنا من هدم البنيان على القبور كب على العامة جدا وعاضدهم بعض‬ ‫من يدعى العلم لسباب أخر الت ل تفى على مثلكم أعظمها اتباع هوى العوام مع أسباب أخر‬ ‫فأشاعوا عنا أنا نسب الصالي وأنا على غي جادة العلماء‪ ،‬ورفعوا المر إل الشرق والغرب وذكروا‬ ‫عنا أشياء يستحي العاقل من ذكرها وأنا أخبكم با نن عليه ( خبا ل أستطيع أن أكذب ) بسبب أن‬ ‫مثلكم ل يروج عليه الكذب على أناس متظاهرون بذهبهم عند الاص والعام فنحن ول المد متبعي‬ ‫غي مبتدعي على مذهب المام أحد بن حنبل وحت من البهتان الذي أشاع العداء إن ادعي الجتهاد‬ ‫ول أتبع الئمة فإن بان لكم أن هدم البنا على القبور والمر بترك دعوة الصالي لا أظهرناه وتعلمون‬ ‫أعزكم ال أن الطاع ف كثي من البلدان لو تبي بالعمل باتي السئلتي أنا تكب على العامة الذين‬ ‫درجوهم وإياهم على ضد ذلك فإن كان كان المر كذلك فهذه كتب النابلة عندكم بكة شرفها ال‬ ‫مثل (القناع ) (وغاية النتهى) (والنصاف) اللت عليه اعتماد التأخرين وهو عند النابلة ( كالتحفة )‬ ‫(والنهاية) عند الشافعية وهم ذكروا ف باب النايز هدم البنا على القبور واستدلوا عليه با ف صحيح‬ ‫مسلم عن علي رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعثه بدم القبور الشرفة وأنه هدمها‪،‬‬ ‫واستدلوا على وجوب إخلص الدعوة ل والنهى عما اشتهر ف زمنهم من دعاء الموات بأدلة كثية‪،‬‬ ‫وبعضهم يكى الجاع على ذلك فإن كانت السئلة إجاعا فل كلم‪ ،‬وإن كانت مسألة اجتهاد‬ ‫فمعلومكم أنه ل إنكار ف مسائل الجتهاد فمن عمل بذهبه ف مل وليته ل ينكر عليه‪ ،‬وما أشاعوا‬ ‫عنا من التكفي وأن أفتيت بكفر البوادي الذي ينكرون البعث والنة والنار‪ ،‬وينكرون مياث النساء مع‬ ‫علمهم أن كتاب ال عند الضر‪ ،‬وأن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث بالذي أنكروا‪ ،‬فلما أفتيت‬ ‫بكفرهم مع أنم أكثر الناس ف أرضنا استنكر العوام ذلك وخاصتهم العداء من يدعي العلم‪ ،‬وقالوا من‬ ‫‪17‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫قال ل إله إل ال ل يكفر ولو أنكروا البعث وأنكروا الشرائع كلها‪ ،‬ولا وقع ذلك من بعض القرى مع‬ ‫علمهم اليقي بكفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض حت أنم يقولون من أنكر فرعا ممعا عليه‬ ‫كفر‪ ،‬فقلت لم إذا كان هذا عندكم فيمن أنكر فرعا ممعا عليه فكيف بن أنكر اليان باليوم الخر ؟‬ ‫وسب الضر وسفه أحلمهم إذا صدقوا بالبعث‪ .‬فلما أفتيت بكفر من تب البوادي من أهل القرى مع‬ ‫علمه با أنزل ال وبا أجع عليه العلماء كثرت الفتنة وصدق الناس با قيل فينا من الكاذيب والبهتان‪.‬‬ ‫وبالملة هذا ما نن عليه وأنتم تعلمون أن من هو أجل منا لو تبي ف هذه السائل قامت عليه القيامة‬ ‫وأنا أشهد ال وملئكته وأشهدكم على دين ال ورسوله أن متبع لهل العلم وما غاب عن من الق‬ ‫وأخطأت فيه فبينوا ل‪ ،‬وأنا أشهد ال أن أقبل على الرأس والعي‪ ،‬والرجوع إل الق خي من التمادي‬ ‫ف الباطل‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة السابعة‬ ‫ص ( ‪) 43‬‬ ‫وله أيضا رحه ال تعال لعال من أهل الدينة ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫المد ل رب العالي الرحن الرحيم‪ ،‬مالك يوم الدين ؛ إله الولي والخرين‪ ،‬وقيوم السموات‬ ‫والرضي‪ ،‬وهو الذي ف السماء إله وف الرض إله وهو الكيم العليم‪ ،‬ث ينتهى إل جناب‪ ......‬ل‬ ‫زال مروس الناب‪ ،‬بعي اللك الوهاب وبعد ‪:‬‬ ‫الط وصل أوصلك ال إل رضوانه وسر الاطر حيث أخب بطيبكم فإن سألت عنا فالمد ل الذي‬ ‫بمده تتم الصالات‪ ،‬وإن سألت عن سبب الختلف الذي هو بيننا وبي الناس فما اختلفنا ف شئ من‬ ‫شرائع السلم من صلة وزكاة وصوم وحج وغي ذلك‪ ،‬ول ف شئ من الحرمات‪ ،‬الشيء الذي عندنا‬ ‫زين هو عند الناس زين‪ ،‬والذي عندهم شي هو عندنا شي إل إذا نعمل بالزين ونغصب الذي يدنا عليه‬ ‫وننهي عن الشي ونؤدب الناس عليه‪ ،‬والذي قلب الناس علينا الذي قلبهم على سيد ولد آدم صلى ال‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬وقلبهم على الرسل من قبله (( كلما جاء أمة رسولا كذبوه)) ومثل ما قال ورقة للنب صلى‬ ‫ال عليه وسلم وال ما جاء أحد بثل ما جئت به إل عودي‪ .‬فرأس المر عندنا وأساسه إخلص الدين‬ ‫ل نقول ‪ :‬ما يدعى إل ال ول ينذر إل ل ول يذبح القربان إل ل ول ياف خوف ال إل من ال‪،‬‬ ‫فمن جعل من هذا شيئا لغي ال فنقول هذا الشرك بال الذي قال ال فيه (( إن ال ل يغفر أن يشرك‬ ‫به )) الية‪ ،‬والكفار الذين قاتلهم النب صلى ال عليه وسلم واستحل دماءهم يقرون أن ال هو الالق‬ ‫وحده ل شريك له النافع الضار الدبر لميع المور‪ ،‬واقرأ قوله تعال ‪ :‬لنبيه صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫(( قل من يرزقكم من السماء والرض أمن يلك السمع والبصار )) الية (( قل من بيده ملكوت كل‬ ‫شئ وهو يي ول يار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون ل))‪ ،‬وأخب ال عن الكفار أنم يلصون ل‬ ‫الدين أوقات الشدائد واذكر قوله سبحانه ‪ (( :‬فإذا ركبوا ف الفلك دعوا ال ملصي له الدين )) والية‬ ‫الخرى (( وإذا غشيهم موج كالظل دعوا ال ملصي له الدين )) وبي غاية الكفار ومطلبهم أنم‬ ‫يطلبون الشفع واقرأ أول سورة الزمر تراه سبحانه بي دين السلم وبي دين الكفار ومطلبهم واليات‬ ‫ف هذا من القرآن ما تصي ول تعد‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫وأما الحاديث الثابتة عنه صلى ال عليه وسلم فلما قال بعض الصحابة ما شاء ال وشئت قال ‪:‬‬ ‫(( أجعلتن ل ندا‪ ،‬قل ما شاء ال وحده ))‪ .‬وف الديث الثان قال بعض الصحابة ‪ :‬قوموا بنا نستغيث‬ ‫برسول ال صلى ال عليه وسلم من هذا النافق قال ‪ (( :‬إنه ل يستغاث ب وإنا يستغاث بال وحده ))‬ ‫وف الديث الثالث أن أم سلمة رضي ال عنها ذكرت له كنيسة رأتا بأرض البشة وما فيها من الصور‬ ‫قال ‪ (( :‬أولئك إذا مات فيهم الرجل الصال ـ أو العبد الصال ـ بنوا على قبه مسجدا وصورا فيه‬ ‫تلك الصور‪ ،‬أولئك شرار اللق عند ال يوم القيامة )) والديث الرابع لا بعث معاذا إل اليمن قال له ‪:‬‬ ‫(( إنك تأت قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن ل إله إل ال‪ ،‬فإن أجابوك‬ ‫لذلك فأعلمهم أن ال افترض عليهم خس صلوات ف كل يوم وليلة‪ ،‬فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم‬ ‫أن ال افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ))‪ ،‬والديث الامس عن معاذ قال‬ ‫كنت رديف النب صلى ال عليه وسلم على حار فقال ل ‪ (( :‬يا معاذ أتدرى ما حق ال على العباد وما‬ ‫حق العباد على ال ؟ )) قلت ‪ :‬ال ورسوله أعلم قال ‪ (( :‬حق ال على العباد أن يعبدوه ول يشركوا به‬ ‫شيئا وحق العباد على ال أن ل يعذب من ل يشرك به شيئا )) الديث‪ ،‬والحاديث ف هذا ما تصى‬ ‫وأما تنويهه صلى ال عليه وسلم بأن دينه يتغي بعده فقال صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬عليكم بسن وسنة‬ ‫اللفاء الراشدين الهديي من بعدي عضوا عليها بالتواجد وإياكم ومدثات المور فإن كل مدثة بدعة‬ ‫وكل بدعة ضللة )) وف الديث عنه صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬من عمل عمل ليس عليه أمرنا فهو‬ ‫رد ))‪ ،‬وف الديث قال ‪ (( :‬افترقت المم قبلكم‪ ،‬افترقت اليهود على إحدى وسبعي فرقة‪ ،‬والنصارى‬ ‫افترقت على اثنتي وسبعي فرقة‪ ،‬وتفرقت أمت على ثلث وسبعي فرقة كلها ف النار إل واحدة‪ .‬قالوا‬ ‫من الواحدة يا رسول ال ؟ قال ‪ (( :‬من كان مثل ما أنا عليه وأصحاب )) وف الديث قال صلى ال‬ ‫عليه وسلم ‪ (( :‬لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حت لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ))‬ ‫قالوا ‪ :‬اليهود والنصارى ؟ قال ‪ (( :‬فمن ؟ ))‪.‬‬ ‫ويكون عندك معلوما أن أساس المر ورأسه ودعوة الرسل من أولم إل آخرهم المر بعبادة ال وحده‬ ‫ل شريك له والنهي عن عبادة من سواه قال تعال ‪ (( :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه‬ ‫أنه ل إله إل أنا فاعبدون )) وقال تعال ( ولقد بعثنا ف كل أمة رسولً أن اعبدوا ال )) وقال تعال ‪(( :‬‬ ‫يا أيها الدثر )) اليتي ويكون عندك معلوما أن ل تعال أفعال وللعبيد أفعال‪ ،‬فأفعال ال اللق والرزق‬ ‫والنفع والضر والتدبي وهذا أمر ما ينازع فيه ل كافر ول مسلم‪ ،‬وأفعال العبد العبادة كونه ما يدعو إل‬ ‫‪20‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫ال ول ينذر إل ل ول يذبح إل له ول ياف خوف السر إل منه ول يتوكل إل عليه‪ ،‬فالسلم من وحد‬ ‫ال بأفعاله سبحانه وأفعاله بنفسه‪ ،‬والشرك الذي يوحد ال بأفعاله سبحانه ويشرك بأفعاله بنفسه‪ ،‬وف‬ ‫الديث لا نزل ال عليه ((قم فأنذر)) صعد الصفا صلى ال عليه وسلم فنادى ‪ (( :‬واصباحاه )) فلما‬ ‫اجتمع إليه قريش قال لم ‪ :‬ما قال فقال عمه تبا لك‪ ،‬ما جعتنا إل لذا وأنزل ال فيه ‪ (( :‬تبت يدا أب‬ ‫لب وتب )) وقال صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬يا عباس عم رسول ال‪ ،‬ويا صفية عمة رسول ال اشتروا‬ ‫أنفسكم ل أغن عنكم من ال شيئا‪ ،‬ويا فاطمة بنت ممد سلين من مال ما شئت ل أغن عنك من ال‬ ‫شيئا )) أين هذا من قول صاحب البدة ‪:‬‬ ‫يا أكرم اللق مال من ألوذ به سواك عند حلول الادث العمم‬ ‫وقوله ‪:‬‬ ‫ولن يضيق رسول ال جاهك ب إذا الكري تلى باسم منتقم‬ ‫وذكر صاحب السية أنه صلوات ال وسلمه عليه قام يقنت على قريش ويصص أناسا منهم ف مقتل‬ ‫حزة وأصحابه فأنزل ال عليه ‪ (( :‬ليس لك من المر شيء )) الية ولكن مثل ما قال صلى ال عليه‬ ‫وسلم ‪ (( :‬بدأ السلم غريبا وسيعود غريبا كما بدأ))‪.‬‬ ‫فإن قال قائلهم إنم يكفرون بالعموم فنقول ‪ :‬سبحانك هذا بتان عظيم الذي نكفر الذي يشهد أن‬ ‫التوحيد دين ال ودين رسوله‪ ،‬وأن دعوة غي ال باطلة ث بعد هذا يكفر أهل التوحيد‪ ،‬ويسميهم‬ ‫الوارج ويتبي مع أهل القبب على أهل التوحيد‪ ،‬ولكن نسأل ال الكري رب العرش العظيم أن يرينا‬ ‫الق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطل ويرزقنا اجتنابه ول يعله ملتبسا علينا فنضل (( قل إن‬ ‫كنتم تبون ال فاتبعون )) الية ويكون عندك معلوما أن أعظم الراتب وأجلها عند ال الدعوة إليه الت‬ ‫قال ال ‪ (( :‬ومن أحسن قول من دعا إل ال )) الية وف الديث (( وال لن يهدي ال بك رجل‬ ‫واحدا خي لك من حر النعم ))‪ .‬ث بعد هذا يذكر لنا عدوان السلم الذين ينفرون الناس عنه يزعمون‬ ‫أننا ننكر شفاعة الرسول صلى ال عليه وسلم فنقول سبحانك هذا بتان عظيم‪ ،‬بل نشهد أن رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم الشافع الشفع صاحب القام الحمود نسأل ال الكري رب العرش العظيم أن يشفعه‬ ‫فينا وأن يشرنا تت لوائه ـ هذا اعتقادنا وهذا الذي مشى عليه السلف الصال من الهاجرين والنصار‬ ‫والتابعي وتابع التابعي والئمة الربعة رضي ال عنهم أجعي‪ ،‬وهم أحب الناس لنبيهم وأعظمهم ف‬ ‫اتباعه وشرعه ؛ فإن كانوا يأتون عند قبه يطلبونه الشفاعة فإن اجتماعهم حجة‪ .‬والقائل إنه يطلب‬ ‫‪21‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الشفاعة بعد موته يورد علينا الدليل من كتاب ال‪ ،‬أو من سنة رسول ال أو من إجاع المة ؛ والق‬ ‫أحق أن يتبع‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الثامنة‬ ‫ص (‪) 51‬‬ ‫وله قدس ال روحه ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫الذي يعلم من و قف عل يه من الخوان التبع ي ممدا صلى ال عل يه و سلم أن ا بن صياح سألن ع ما‬ ‫ينسب إل فطلب من أن اكتب الواب فكتبته ‪:‬‬ ‫المد ل رب العالي أما بعد ‪:‬‬ ‫فما ذكره الشركون على أن أني عن الصلة على النب‪ ،‬أو أن أقول لو أن ل أمرا هدمت قبة النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أو أن أتكلم ف الصالي‪ ،‬أو أني عن مبتهم فكل هذا كذب وبتان افتراه على‬ ‫الشياطي الذين يريدون أن يأكلوا أموال الناس بالباطل مثل أولد شسان‪ ،‬وأول إدريس الذين يأمرون‬ ‫الناس ينذرون لم وينخونم ويندبونم‪ ،‬وكذلك فقراء الشيطان الذين ينتسبون إل الشيخ عبد القادر‬ ‫رحه ال وهو منهم بري كباءة علي بن أب طالب من الرافضة‪ ،‬فلما رأون آمر الناس با أمرهم به نبيهم‬ ‫صلى ال عليه وسلم أن ل يعبدوا إل ال‪ ،‬وأن من دعا عبد القادر فهو كافر وعبد القادر منه بريء ‪،‬‬ ‫وكذلك من نا الصالي أو النبياء أو ندبم أو سجد لم أو نذر لم أو قصدهم بشيء من أنواع‬ ‫العبادة الت هي حق ال على العبيد‪ ،‬وكل إنسان يعرف أمر ال ورسوله ل ينكر هذا المر بل يقربه‬ ‫ويعرفه‪ ،‬وأما الذي ينكره فهو بي أمرين ‪ :‬إن قال إن دعوة الصالي واستغاثتهم والنذر لم وصيورة‬ ‫النسان فقيا لم أمر حسن ولو ذكر ال ورسوله أنه كفر فهو مصر بتكذيب ال ورسوله‪ ،‬ول خفاء ف‬ ‫كفره فليس لنا معه كلم‪ ،‬وإنا كلمنا مع رجل يؤمن بال واليوم الخر‪ ،‬ويب ما أحب ال ورسوله‪،‬‬ ‫ويبغض ما أبغض ال ورسوله لكنه جاهل قد لبست عليه الشياطي دينه‪ ،‬ويظن أن العتقاد ف الصالي‬ ‫حق ولو يدرى أنه كفر يدخل صاحبه ف النار ما فعله‪ ،‬ونن نبي لذا ما يوضح له المر فنقول ‪ :‬الذي‬ ‫يب على السلم أن يتبع أمر ال ورسوله‪ ،‬ويسأل عنه وال سبحانه أنزل القرآن وذكر فيه ما يبه‬ ‫ويبغضه‪ ،‬وبي لنا فيه ديننا‪ ،‬وكذلك ممد صلى ال عليه وسلم أفضل النبياء فليس على وجه الرض‬ ‫أحد أحب إل أصحابه منه‪ ،‬وهم يبونم على أنفسهم وأولدهم‪ ،‬ويعرفون قدره ويعرفون أيضا الشرك‬ ‫واليان فإن كان أحد من السلمي ف زمن النب صلى ال عليه وسلم قد دعاه أو نذر له أو ندبه أو أحد‬ ‫من أصحابه جاء عند قبه بعد موته يسأله أو يندبه أو يدخل عليه لللتجاء له عند القب فاعرف أن هذا‬ ‫‪23‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫المر صحيح حسن ول تطعن ول غيي‪ ،‬وإن كان إذا سألت إذا أنه صلى ال عليه وسلم تبأ من اعتقد‬ ‫ف النبياء والصالي‪ ،‬وقتلهم وسباهم وأولدهم‪ ،‬وأخذ أموالم‪ ،‬وحكم بكفرهم فاعرف أن النب صلى‬ ‫ال عليه وسلم ل يقول إل الق والواجب على كل مؤمن اتباعه فيما جاء به‪ ،‬وبالملة فالذي أنكره‬ ‫العتقاد ف غي ال ما ل يوز لغيه‪ ،‬فإن كنت قلته من عندي فارم به‪ ،‬أو من كتاب لقيته ليس عليه‬ ‫عمل فارم به كذلك‪ ،‬أو نقلته عن أهل مذهب فارم به‪ ،‬وإن كنت قلته عن أمر ال ورسوله‪ ،‬وعما أجع‬ ‫عليه العلماء ف كل مذهب فل ينبغي لرجل يؤمن بال واليوم الخر أن يعرض عنه لجل أهل زمانه أو‬ ‫أهل بلده‪ ،‬وأن أكثر الناس ف زمانه أعرضوا عنه‪.‬‬ ‫واعلم أن الدلة على هذا من كلم ال وكلم رسوله كثية لكن أنا أمثل لك بدليل واحد ينبهك على‬ ‫غيه قال ال تعال (( قل ادعو الذين زعمتم من دونه فل يلكون كشف الضر عنكم ول تويل أولئك‬ ‫الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة أيهم أقرب )) الية‪ .‬ذكر الفسرون ف تفسيها أن جاعة كانوا‬ ‫يعتقدون ف عيسى عليه السلم وعزير فقال تعال ‪ :‬هؤلء عبيدي كما أنتم عبيدي‪ ،‬ويرجون رحت كما‬ ‫ترجون رحت ويافون عذاب كما تافون عذاب‪ .‬فيا عباد ال تفكروا ف كلم ربكم تبارك وتعال إذا‬ ‫كان ذكر عن الكفار الذين قاتلهم رسول ال صلى ال عليه وسلم أن دينهم الذي كفرهم به هو‬ ‫العتقاد ف الصالي‪ ،‬وإل فالكفار يافون ال ويرجونه ويجون ويتصدقون ولكنهم كفروا بالعتقاد ف‬ ‫الصالي‪ ،‬وهم يقولون إنا اعتقدنا فيهم ليقربونا إل ال زلفى ويشفعوا لنا كما قال تعال ‪( :‬والذين‬ ‫اتذوا من دونم أولياء ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال زلفى ) وقال تعال ‪(( :‬ويعبدون من دون ال مال‬ ‫يضرهم ول ينفعهم ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال )) فيا عباد ال إذا كان ال ذكر ف كتابه أن دين‬ ‫الكفار هو العتقاد ف الصالي‪ ،‬وذكر أنم اعتقدوا فيهم ودعوهم وندبوهم لجل أنم يقربوهم إل ال‬ ‫زلفى هل بعد هذا البيان بيان ؟ فإذا كان اعتقد ف عيسى ابن مري مع أنه نب من النبياء وندبه وناه‬ ‫فقد كفر فكيف بن يعتقدون ف الشياطي كالكلب أب حديدة‪ ،‬وعثمان الذي ف الوادي‪ ،‬والكلب‬ ‫الخر ف الرج وغيهم ف سائر البلدان الذين يأكلون أموال الناس بالباطل‪ ،‬ويصدون عن سبيل ال‬ ‫وأنت يا من هداه ال ل تظن أن هؤلء يبون الصالي بل هؤلء أعداء الصالي وأنت وال الذي تب‬ ‫الصالي لن من أحب قوما أطاعهم‪ ،‬فمن أحب الصالي وأطاعهم ل يعتقد إل ف ال‪ ،‬وأما من‬ ‫عصاهم ودعاهم يزعم أنه يبهم فهو مثل النصارى الذين يدعون عيسى ويزعمون مبته وهو بريء‬ ‫منهم‪ ،‬ومثل الرافضة الذين يدعون على بن أب طالب وهو بريء منهم‪ ،‬ونتم هذا الكتاب بكلمة واحدة‬ ‫‪24‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫وهى أن أقول ‪ :‬يا عباد ال ل تطيعون ول تفكروا واسألوا أهل العلم من كل مذهب عما قال ال‬ ‫ورسوله وأنا أنصحكم ل تظنوا أن العتقاد ف الصالي مثل الزنا والسرقة بل هو عبادة للصنام من‬ ‫فعله كفر وتبأ منه رسول ال صلى ال عليه وسلم يا عباد ال تفكروا وتذكروا والسلم‬

‫‪25‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة التاسعة‬ ‫ص (‪) 57‬‬ ‫وله أيضا رحه ال ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل من يصل إليه من السلمي سلم عليكم ورحة ال وبركاته ؛ وبعد ‪:‬‬ ‫ما ذكر لكم عن أن أكفر بالعموم فهذا من بتان العداء‪ ،‬وكذلك قولم إن أقول من تبع دين ال‬ ‫ورسوله وهو ساكن ف بلده أنه ما يكفيه حت يييء عندي فهذا أيضا من البهتان ؛ إنا الراد اتباع دين‬ ‫ال ورسوله ف أي أرض كانت ؛ ولكن نكفر من أقر بدين ال ورسوله ث عاداه وصد الناس عنه ؛‬ ‫وكذلك من عبد الوثان بعد ما عرف أنا دين للمشركي وزينة للناس ؛ فهذا الذي أكفره وكل عال‬ ‫على وجه الرض يكفر هؤلء إل رجلً معاندا أو جاهلً وال أعلم والسلم‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة العاشرة‬ ‫ص ( ‪) 59‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل الخ حد التويري ألمه ال رشده‪ ،‬سلم عليكم ورحة ال وبركاته‪،‬‬ ‫وبعد ‪:‬‬ ‫وصل الط أوصلك ال ما يرضيه‪ ،‬وأشرفنا على الرسالة الذكورة‪ ،‬وصاحبها ينتسب إل مذهب المام أحد‬ ‫رحه ال‪ ،‬وما تضمنته رسالته من الكلم ف الصفات مالف لعقيدة المام أحد‪ ،‬وما تضمنته من الشبه الباطلة‬ ‫ف توين أمر الشرك بل ف إباحته فمن أبي المور بطلنه لن سلم من الوى والتعصب ؛ وكذلك تويهه على‬ ‫الطغام بأن ابن عبد الوهاب يقول ‪ :‬الذي ما يدخل تت طاعت كافر ؛ ونقول ‪ :‬سبحانك هذا بتان عظيم‪،‬‬ ‫بل نشهد ال على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد‪ ،‬وتبأ من الشرك وأهله فهو السلم ف أي زمان‬ ‫وأي مكان وإنا نكفر من أشرك بال ف إلتيه بعد ما نبي له الجة على بطلن الشرك وكذلك نكفر من‬ ‫حسنه للناس‪ ،‬أو أقام الشبه الباطلة على إباحته‪ ،‬وكذلك من قام بسيفه دون هذه الشاهد الت يشرك بال‬ ‫عندها‪ ،‬وقاتل من أنكرها وسعى ف إزالتها وال الستعان والسلم‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الادية عشرة‬ ‫ص (‪) 61‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫ومنها رسالة أرسلها جوابا لعبد ال بن سحيم مطوع أهل الجمعة حي سأله عن الكتاب الذي أرسله‬ ‫عدو ال سليمان بن ممد بن سحيم مطوع أهل الرياض‪ ،‬وكانت رسالة أرسلها إل أهل البصرة‬ ‫والسا يشنع فيها على الشيخ بالكذب والبهتان والزور والباطل الذي ما جرى‪ ،‬وما كان قصده‬ ‫بذلك الستنصار بكلمهم على إبطال ما أظهره الشيخ من بيان التوحيد وإخلص الدعوة ل‪ ،‬وهدم‬ ‫أركان الشرك‪ ،‬وإبطال مناهج الضلل والفك ورام هذا أن يرتقي إل ذلك بأسباب‪ ،‬ويستدعى من‬ ‫كل معاند مكابر الواب‪ ،‬فإن ال تعال بفضله قد أزال اللبس والجاب‪ ،‬وكشف عن القلوب‬ ‫ظلمات الرين والحتجاب وهذا نص الرسالة‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل عبد ال بن سحيم وبعد ‪:‬‬ ‫ألفينا مكتوبك وما ذكرت فيه من ذكرك وما بلغك‪ ،‬ول يفاك أن السائل الت ذكرت أنا بلغتكم ف‬ ‫كتاب من العارض جلتها أربعة وعشرون مسألة بعضها حق بتان وكذب‪ ،‬وقبل الكلم فيها ل بد من‬ ‫تقدي أصل وذلك أن أهل العلم إذا اختلفوا‪ ،‬والهال إذا تنازعوا ومثلى ومثلكم إذا اختلفنا ف مسألة هل‬ ‫الواجب اتباع أمر ال ورسوله وأهل العلم ؟ أو الواجب اتباع عادة الزمان الت أدركنا الناس عليها‪ ،‬ولو‬ ‫خالفت ما ذكره العلماء ف جيع كتبهم‪ ،‬وإنا ذكرت هذا ولو كان واضحا لن بعض السائل الت‬ ‫ذكرت أنا قلتها لكن هي موافقة لا ذكره العلماء ف كتبهم‪ .‬النابلة وغيهم‪ ،‬ولكن هي مالفة لعادة‬ ‫الناس الت نشأوا عليها فأنكرها علي لجل مالفة العادة وإل فقد رأوا تلك ف كتبهم عيانا‪ ،‬وأقروا با‬ ‫وشهدوا أن كلمي هو الق لكن أصابم ما أصاب الذين قال ال فيهم (( فلما جاءهم ما عرفوا كفروا‬ ‫به فلعنة ال على الكافرين )) الية وهذا هو ما نن فيه بعينه‪ ،‬فإن الذي راسلكم هو عدو ال ابن‬ ‫سحيم‪ ،‬وقد بينت ذلك له فأقر به‪ ،‬وعندنا كتب يده ف رسائل متعددة أن هذا هو الق‪ ،‬وأقام على‬ ‫ذلك سني‪ ،‬لكن أنكر آخر المر لسباب أعظمها البغي أن ينل ال من فضله على من يشاء من عباده‪،‬‬ ‫وذلك أن العامة قالوا له ولمثاله إذا كان هذا هو الق فلي شيء ل تنهونا عن عبادة شسان وأمثاله‪،‬‬ ‫فتعذروا أنكم ما سألتمونا‪ ،‬قالوا ‪ :‬وإن ل نسألكم كيف نشرك بال عندكم ول تنصحونا‪ ،‬وظنوا أن‬ ‫‪28‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫يأتيهم ف هذا غضاضة وأن فيه شرفا لغيه‪ ،‬وأيضا لا أنكرنا عليهم أكل السحت والرشا إل غي ذلك‬ ‫من المور‪ ،‬فقام يدخل عندكم وعند غيكم بالبهتان وال ناصر دينه ولو كره الشركون‪ ،‬وأنت ل‬ ‫تستهون مالفة العادة على العلماء فضل عن العوام‪ ،‬وأنا أضرب لك مثل بسألة واحدة وهي مسئلة‬ ‫الستجمار ثلثا فصاعدا غي عظم ول روث‪ ،‬وهو كاف مع وجود الاء عند الئمة الربعة وغيهم‬ ‫وهو إجاع المة ل خلف ف ذلك‪ ،‬ومع هذا لو يفعله أحد لصار هذا عند الناس أمرا عظيما ولنهوا‬ ‫عن الصلة خلفه‪ ،‬وبدعوه مع إقرارهم بذلك ولكن لجل العادة‪ .‬إذا تبي هذا فالسائل الت شنع با منها‬ ‫‪ :‬ماهو من البهتان الظاهر وهي قوله ‪ :‬إن مبطل كتب الذاهب‪ ،‬وقوله ‪ :‬إن أقول إن الناس من ستمائة‬ ‫سنة ليسوا على شيء وقوله إن أدعى الجتهاد‪ ،‬وقوله ‪ :‬إن خارج عن التقليد‪ ،‬وقوله إن أقول ‪ :‬إن‬ ‫اختلف العلماء نقمة‪ ،‬وقوله إن أكفر من توسل بالصالي‪ ،‬وقوله ‪ :‬إن أكفر البوصيي لقوله يا أكرم‬ ‫اللق‪ ،‬وقوله إن أقول لو أقدر على هدم حجرة الرسول لدمتها ولو أقدر على الكعبة لخذت ميزابا‬ ‫وجعلت لا ميزابا من خشب‪ ،‬وقوله إن أنكر زيارة قب النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وقوله إن أنكر زيارة‬ ‫قب الوالدين وغيهم وإن أكفر من يلف بغي ال فهذه اثنتا عشرة مسألة جواب فيها أن أقول ‪:‬‬ ‫((سبحانك هذا بتان عظيم )) ولكن قبله من بت النب ممدا صلى ال عليه وسلم أنه يسب عيسى ابن‬ ‫مري ويسب الصالي ((تشابت قلوبم )) وبتوه بأنه يزعم أن اللئكة‪ ،‬وعيسى‪ ،‬وعزيرا ف النار فأنزل‬ ‫ال ف ذلك ( إن الذين سبقت لم السن أولئك عنها مبعدون) الية‪ ،‬وأما السائل الخر وهي أن أقول‬ ‫ل يتم إسلم النسان حت يعرف معن ل إله إل ال‪ ،‬ومنها أن أعرف من يأتين بعناها‪ ،‬ومنها أن أقول‬ ‫الله هو الذي فيه السر‪ ،‬ومنه تكفي الناذر إذا أراد به التقرب لغي ال وأخذ النذر كذلك‪ ،‬ومنها أن‬ ‫الذبح للجن كفر‪ ،‬والذبيحة حرام ولو سى ال عليها إذا ذبها للجن فهذه خس مسائل كلها حق وأنا‬ ‫قائلها‪ .‬ونبدأ بالكلم عليها لنا أم السائل وقبل ذلك أذكر معن ل إله إل ال فنقول ‪ :‬التوحيد نوعان‬ ‫توحيد الربوبية وهو ‪ :‬أن ال سبحانه متفرد باللق والتدبي عن اللئكة والنبياء وغيهم‪ ،‬وهذا حق‬ ‫لبد منه‪ ،‬لكن ل يدخل الرجل ف السلم لن أكثر الناس مقرون به قال ال تعال ‪(( :‬قل من يرزقكم‬ ‫من السماء والرض أم من يلك السمع والبصار)) إل قوله ((أفل تتقون)) وأن الذي يدخل الرجل ف‬ ‫السلم هو توحيد اللوهية‪ ،‬وهو ‪ :‬أن ل يعبد إل ال ل ملكا مقربا ول نبيا مرسل‪ ،‬وذلك أن النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم بعث وأهل الاهلية يعبدون أشياء مع ال‪ ،‬فمنهم من يدعو الصنام‪ ،‬ومنهم من‬ ‫يدعو عيسى‪ ،‬ومنهم من يدعو اللئكة فنهاهم عن هذا‪ ،‬وأخبهم أن ال أرسله ليوحد ول يدعي أحد‬ ‫‪29‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫من دونه ل اللئكة ول النبياء‪ ،‬فمن تبعه ووحد ال فهو الذي شهد أن ل إله إل ال‪ ،‬ومن عصاه ودعا‬ ‫عيسى واللئكة واستنصرهم‪ ،‬والتجأ إليهم فهو الذي جحد ل إله إل ال مع إقراره أنه ل يلق ول‬ ‫يرزق إل ال‪ ،‬وهذه جلة لا بسط طويل‪ ،‬لكن الاصل أن هذا ممع عليه بي العلماء‪ ،‬ولا جرى ف‬ ‫هذه المة ما أخب به نبيها صلى ال عليه وسلم حيث قال‪ (( :‬لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة‬ ‫بالقذة حت لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )) وكان من قلبهم كما ذكر ال عنهم ‪(( :‬اتذوا أحبارهم‬ ‫ورهبانم أربابا من دون ال )) فصار ناس من الضالي يدعون أناسا من الصالي ف الشدة والرخاء مثل‬ ‫عبد القادر اليلن‪ ،‬وأحد البدوي وعدي بن مسافر‪ ،‬وأمثالم من أهل العبادة والصلح‪ ،‬فأنكر عليهم‬ ‫أهل العلم غاية النكار‪ ،‬وزجروهم عن ذلك‪ ،‬وحذروهم غاية التحذير والنذار من جيع الذاهب ف‬ ‫سائر القطار والمصار فلم يصل منهم انزجار بل استمروا على ذلك غاية الستمرار‪ .‬وأما الصالون‬ ‫الذين يكرهون ذلك فحاشاهم من ذلك‪ ،‬وبي أهل العلم أن أمثال هذا هو الشرك الكب‪ ،‬وأنت ذكرت‬ ‫ف كتابك تقول ‪ :‬يا أخي مالنا وال دليل إل من كلم أهل العلم وأنا أقول كلم أهل العلم رضي‪ ،‬وأنا‬ ‫أنقله لك وأنبهك عليه فتفكر فيه وقم ل ساعة ناظرا ومناظرا مع نفسك ومع غيك‪ ،‬فإن عرفت أن‬ ‫الصواب معي‪ ،‬وأن دين السلم اليوم من أغرب الشياء أعن دين السلم الصرف الذي ل يزج‬ ‫بالشرك والبدع وأما السلم الذي ضده الكفر فل شك أن أمة ممد صلى ال عليه وسلم آخر المم‬ ‫وعليها تقوم الساعة فإن فهمت أن كلمي هو الق فاعمل لنفسك واعلم أن المر عظيم والطب‬ ‫جسيم‪ ،‬فإن أشكل عليك شيء فسفرك إل الغرب ف طلبه غي كثي‪ ،‬واعتب لنفسك حيث قلت ل فيما‬ ‫مضى إن هذا هو الق الذي ل شك فيه لكن ل نقدر على تغيه‪ ،‬وتكلمت بكلم حسن‪ ،‬فلما غربلك‬ ‫ال بولد الويس ولبس عليك‪ ،‬وكتب لهل الوشم يستهزئ بالتوحيد‪ ،‬ويزعم أنه بدعة‪ ،‬وأنه خرج من‬ ‫خراسان ويسب دين ال ورسوله ل تفطن لهله وعظم ذنبه وظننت أن كلمي فيه من باب النتصار‬ ‫للنفس‪ ،‬وكلمي هذا ل يغيك فإن مرادي أن تفهم أن الطب جسيم وأن أكابر أهل العلم يتعلمون هذا‬ ‫ويغلطون فيه فضل عنا وعن أمثالنا فلعله إن أشكل عليك تواجهن‪ ،‬هذا إن عرفت أنه حق وإن كنت إذا‬ ‫نقلت لك عبارات العلماء عرفت أن ل أفهم معناها وأن الذي نقلت لك كلمهم أخطئوا‪ ،‬وأنم‬ ‫خالفهم أحد من أهل العلم فنبهي على الق وأرجع إليه إن شاء ال تعال‪.‬‬ ‫فنقول ‪ :‬قال الشيخ نقي الدين وقد غلط ف مسمى التوحيد طوائف من أهل النظر‪ ،‬ومن أهل العبادة‬ ‫حت قلبوا حقيقته‪ ،‬فطائفة ظنت أن التوحيد هو نفي الصفات‪ ،‬وطائفة ظنوا أنه القرار بتوحيد الربوبية‬ ‫‪30‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫ومنهم من أطال ف تقرير هذا الوضع وظن أنه بذلك قرر الوحدانية وأن اللوهية هي القدرة على‬ ‫الختراع ونو ذلك‪ ،‬ول يعلم أن مشركي العرب كانوا مقرين بذا التوحيد قال ال تعال ‪ (( :‬قل لن‬ ‫الرض ومن فيها إن كنتم تعلمون )) اليات‪ ،‬وهذا حق لكن ل يلص به عن الشراك بال الذي ل‬ ‫يغفره ال‪ ،‬بل ل بد أن يلص الدين ل فل يعبد إل ال فيكون دينه ل والله هو الألوه الذي تأله‬ ‫القلوب‪ ،‬وأطال رحه ال الكلم‪.‬‬ ‫وقال أيضا ف ( الرسالة السنية ) الت أرسلها إل طائفة من أهل العبادة ينتسبون إل بعض الصالي‪ ،‬ويغلون‬ ‫فيه‪ ،‬فذكر حديث الوارج ث قال ‪ :‬فإذا كان ف زمن النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وخلفائه الراشدين من‬ ‫ينتسب إل السلم من مرق منه مع عبادته العظيمة فليعلم أن النتسب إل السلم قد يرق من الدين وذلك‬ ‫بأمور ‪ :‬منها ‪ :‬الغلو الذي ذمه ال مثل الغلو ف عدي بن مسافر أو غيه بل الغلو ف علي بن أب طالب‪ ،‬بل‬ ‫الغلو ف السيح ونوه فكل من غل ف نب أو صحاب أو رجل صال‪ ،‬وجعل فيه نوعا من اللية مثل أن يقول‬ ‫يا سيدي فلن أغثن أو أنا ف حسبك ونو هذا فهذا كافر يستتاب‪ ،‬فإن تاب وإلقتل فإن ال سبحانه إنا‬ ‫أرسل الرسل‪ ،‬وأنزل الكتب ليعبد ول يدعى معه إله آخر والذين يدعون مع ال آلة أخرى مثل الشمس‬ ‫والقمر والصالي والتماثيل الصورة على صورهم ل يكونوا يعتقدون أنا تنل الطر‪ ،‬وتنبت النبات وإنا‬ ‫كانوا يعبدون اللئكة والصالي ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال فبعث ال الرسل‪ ،‬وأنزل الكتب تنهى أن‬ ‫يدعى أحد من دونه لدعاء عبادة ول دعاء استغاثة‪ .‬وأطال الكلم رحه ال‪ ،‬فتأمل كلمه ف أهل عصره من‬ ‫أهل النظر الذين يدعون العلم‪ ،‬ومن أهل العبادة الذين يدعون الصلح‪ .‬وقال ف ( القناع ) ف باب حكم‬ ‫الرتد ف أوله ‪ :‬فمن أشرك بال أو جحد ربوبيته أو وحدانيته إل أن قال أو استهزأ بال أو رسله قال الشيخ‪،‬‬ ‫أو كان مبغضا لرسوله أو لا جاء به اتفاقا‪ ،‬أو جعل بينه وبي ال وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألم‬ ‫كفر إجاعا‪ .‬إل أن قال ‪ :‬أو أنكر الشهادتي أو إحداها‪ ،‬فتأمل هذا الكلم بشراشر قلبك‪ ،‬وتأمل هل قالوا‬ ‫هذا ف أشياء وجدت ف زمانم‪ ،‬واشتد نكيهم على أهلها أو قالوا ول تقع‪ ،‬وتأمل الفرق بي جحد الربوبية‬ ‫والوحدانية والبغض لا جاء به الرسول‪.‬‬

‫وقال أيضا ف أثناء الباب ‪ :‬ومن اعتقد أن لحد طريقا إل ال غي متابعة ممد صلى ال عليه وسلم‪،‬‬ ‫أول يب عليه اتباعه‪ ،‬أو أن لغيه خروجا عن اتباعه‪ ،‬أو قال أنا متاج إليه ف علم الظاهر دون علم‬ ‫الباطن‪ ،‬أو ف علم الشريعة دون علم القيقة أو قال إن من العلماء من يسعه الروج عن شريعته كما‬ ‫وسع الضر الروج عن شريعة موسى كفر ف هذا كله‪ ،‬ولو تعرف من قال هذا الكلم فيه وجزم‬

‫‪31‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫بكفرهم وعلمت ما هم عليه من الزهد والعبادة وأنم عند أكثر أهل زماننا من أعظم الولياء لقضيت‬ ‫العجب‪.‬‬ ‫وقال أيضا ف الباب ‪ :‬ومن سب الصحابة واقترن بسبه دعوى أن عليا إله أو نب أو أن جبيل غلط فل‬ ‫شك ف ك فر هذا‪ ،‬بل ل شك ف ك فر من تو قف ف تكفيه فتأ مل‪ ،‬هذا إذا كان كل مه هذا ف علي‬ ‫فكيف بن ادعى أن ابن عرب أو عبد القادر إله ؟ وتأمل كلم الشيخ ف معن الله الذي تأله القلوب‪،‬‬ ‫واعلم أن الشرك ي ف زمان نا قد زادوا على الكفار ف ز من ال نب صلى ال عل يه و سلم بأن م يدعون‬ ‫الولياء والصالي ف الرخاء والشدة‪ ،‬ويطلبون منهم تفريج الكربات وقضاء الاجات مع كونم يدعون‬ ‫اللئكة والصالي‪ ،‬ويريدون شفاعتهم والتقرب بم‪ ،‬وإل فهم مقرون بأن المر ل فهم ل يدعونم إل‬ ‫ف الرخاء فإذا جاءتم الشدائد أخلصوا ل قال ال تعال ‪ " :‬وإذا مسكم الضر ف البحر ضل من تدعون‬ ‫إل إياه فلما ناكم إل الب أعرضتم " الية‪.‬‬ ‫وقال أيضا ف ( القناع ) ف الباب ‪ :‬ويرم تعلم السحر وتعليمه وفعله‪ ،‬وهو عقد ورقى وكلم يتكلم‬ ‫به‪ ،‬أو يكتبه‪ ،‬أو يعمل شيئا يؤثر ف بدن السحور أو قلبه أو عقله‪ ،‬ومنه ما يقتل‪ ،‬ومنه ما يرض‪ ،‬ومنه‬ ‫ما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها ومنه ما يبعض أحدها للخر ويبب بي اثني‪ ،‬ويكفر بتعلمه‬ ‫وفعله سواء اعتقد تريه أو إباحته‪ ،‬فتأمل هذا الكلم‪ ،‬ث تأمل ما جرى ف الناس خصوصا الصرف‬ ‫والعطف تعرف أن الكفر ليس ببعيد‪ ،‬وعليك بتأمل هذا الباب ف القناع وشرحه تأمل جيدا وقف عند‬ ‫الواضع الشكلة‪ ،‬وذاكر فيها كما تفعل ف باب الوقف والجازة يتبي لك إن شاء ال أمر عظيم‪.‬‬ ‫وأما النفية فقال الشيخ قاسم ف شرح (درر البحار ) ‪ :‬النذر الذي يقع من أكثر العوام‪ ،‬وهو أن يأت‬ ‫إل قب بعض الصلحاء قائل‪ :‬يا سيدي فلن إن رد غائب‪ ،‬أو عوف مريضي‪ ،‬أو قضيت حاجت فلك كذا‬ ‫وكذا باطل اجاعأً لوجوه ‪ :‬منها ‪ :‬أن النذر للمخلوق ل يوز‪ ،‬ومنها ظن أن اليت يتصرف ف المر‬ ‫واعتقاد هذا كفر‪ ،‬إل أن قال إذا عرف هذا فما يؤخذ من الدراهم والشمع والزيت ونوها وينقل إل‬ ‫ضرائح الولياء فحرام بإجاع السلمي‪ ،‬وقد ابتلى الناس بذا ل سيما ف مولد أحد البدوي‪ ،‬فتأمل قول‬ ‫صاحب النهر مع أنه بصر ومقر العلماء كيف شاع بي أهل مصر مال قدرة للعلماء على دفعه‪ ،‬فتأمل‬ ‫قوله من أكثر العوام أتظن أن الزمان صلح بعده ؟ أما الالكية‪ ،‬فقال الطرطوشي ف كتاب (الوادث‬ ‫والبدع ) روى البخاري عن أب واقد الليثي قال ‪(( :‬خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم إل‬ ‫حني ونن حديثو عهد بكفر وللمشركي سدرة يعكفون حولا وينوطون با أسلحتهم يقال ذات أنواط‬ ‫‪32‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫فمررنا بسدرة فقلنا‪ .‬يا رسول ال اجعل لنا ذات أنواط كما لم ذات أنوط فقال ال أكب هذا كما قال‬ ‫بنو إسرائيل لوسى ‪ :‬اجعل لنا إلا كما لم آلة‪ ،‬لتركب سنن من كان قبلكم ) فانظروا رحكم ال أينما‬ ‫وجدت سدرة يقصدها الناس‪ ،‬وينوطون با الرق فهي ذات أنواط فاقطعوها‪ ،‬وقال صلى عليه وسلم‬ ‫(( بدأ السلم غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوب للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس )) ومعن هذا‬ ‫أن ال لا جاء بالسلم فكان الرجل إذا أسلم ف قبيلته غريبا مستخفيا بإسلمه قد جفاه العشية فهو‬ ‫بينهم ذليل خائف‪ ،‬ث يعود غريبا لكثرة الهواء الضلة والذاهب الختلفة حت يبقى أهل الق غرباء ف‬ ‫الناس لقلتهم وخوفهم على أنفسهم‪.‬‬ ‫وروى البخاري عن أم الدرداء عن أب الدرداء قال ‪ ( :‬وال ما أعرف فيهم من أمر ممد إل أنم يصلون‬ ‫جيعا)‪ ،‬وذلك أنه أنكر أكثر أفعال أهل عصره‪ .‬وقال الزهري ‪ :‬دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو‬ ‫يبكي فقلت ‪ :‬ما يبكيك ؟ فقال ‪ :‬ما أعرف فيهم شيئا ما أدركت إل هذه الصلة وهذه الصلة قد‬ ‫ضيعت انتهى كلم الطرطوشي‪.‬‬ ‫فليتأمل اللبيب هذه الحاديث‪ ،‬وف أي زمان قيلت وف أي مكان وهل أنكرها أحد من أهل العلم‪،‬‬ ‫والفوائد فيها كثية‪ ،‬ولكن مرادي منها ما وقع من الصحابة وقول الصادق الصدوق إنه مثل كلم الذين‬ ‫اختارهم ال على العالي لنبيهم اجعل لنا إلا‪ ،‬يا عجبا إذا جرى هذا من أولئك السادة كيف ينكر علينا‬ ‫أن رجل من التأخرين غلط ف قوله يا أكرم اللق‪ ،‬كيف تعجبون من كلمي فيه وتظنون به خيا‬ ‫وأعلم منهم ؟ ولكن هذه المور ل علم لكم با‪ ،‬وتظنون أن من وصف شركا أو كفرا أنه الكفر‬ ‫الكب الخرج عن اللة ‪ ،‬ولكن أين كلمك هذا من كتابك الذي أرسلت إل قبل أن يغربلك ال‬ ‫بصاحب الشام‪ ،‬وتذكر وتشهد أن هذا هو الق وتعتذر أنك ل تقدر على النكار‪ ،‬ومرادي أن أبي لك‬ ‫كلم الطرطوشي وما وقع ف زمانه من الشرك بالشجر مع كونه ف زمن القاضي أب يعلي أتظن الزمان‬ ‫صلح بعده ؟‬ ‫وأما كلم الشافعية فقال المام مدث الشام أبو شامة ف كتاب ( الباعث على إنكار البدع والوادث )‬ ‫وهو ف زمن الشارح وابن حدان‪ ،‬وقد وقع من جاعة من النابذين لشريعة السلم النتمي إل الفقر‬ ‫الذي حقيقته الفتقار من اليان من اعتقادهم ف مشايخ لم ضالي مضلي فهم داخلون تت قوله‪:‬‬ ‫(( أم لم شركاء شرعوا لم من الذين ما ل يأذن به ال )) وبذه الطرق وأمثالا كان مبادئ ظهور‬ ‫الكفر من عبادة الصنام وغيها‪ ،‬ومن هذا القسم ما قد عم البتلء به من تزيي الشيطان للعامة تليق‬ ‫‪33‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫اليطان والعمد‪ ،‬وإسراج مواضع ف كل بلد يكي لم حاك أنه رأى ف منامه أحدا من شهر بالصلح‬ ‫فيفعلون ذلك‪ ،‬ويظنون أنم يتقربون إل ال‪ ،‬ث ياوزون ذلك إل أن يعظم وقع تلك الماكن ف قلوبم‪،‬‬ ‫ويرجون الشفاء لرضاهم وقضاء حوائجهم بالنذر لم‪ ،‬وهي بي عيون وشجر وحائط وحجر‪ ،‬وف‬ ‫دمشق صانا ال من ذلك مواضع متعددة كعوينة المى‪ ،‬والشجرة اللعونة خارج باب النصر سهل ال‬ ‫قطعها فما أشبهها بذات أنواط‪ ،‬ث ذكر كلما طويل إل أن قال ‪ :‬أسال ال الكري معافاته من كل ما‬ ‫يالف رضاه ول يعلنا من أضله فاتذ إله هواه‪ ،‬فتأمل ذكره ف النوع أنه نبذ لشريعة السلم وأنه‬ ‫خروج على اليان‪ ،‬ث ذكر أنه عم البتلء ف الشام فأنت قل لصاحبكم هؤلء العلماء من الئمة‬ ‫الربعة ذكروا أن الشرك عم البتلء به وغيه‪ ،‬وصاحوا بأهله من أقطار الرض‪ ،‬وذكروا أن الدين عاد‬ ‫غريبا‪ ،‬فهو بي اثنتي ‪ :‬إما أن يقول كل هؤلء العلماء جاهلون ضالون مضلون خارجون‪ ،‬وإما أن‬ ‫يدعي أن زمانه وزمان مشايه صلح بعد ذلك‪ ،‬ول يفاك أن عثرت على أوراق عند ابن عزاز فيها‬ ‫إجازات له من عند مشايه‪ ،‬وشيخ مشايه رجل يقال له عبد الغن‪ ،‬ويثنون عليه أوراقهم‪ ،‬ويسمونه‬ ‫العارف بال‪ ،‬وهذا اشتهر عنه أنه على دين ابن عرب الذي ذكر العلماء أنه أكفر من فرعون‪ ،‬حت قال‬ ‫ابن القري الشافعي من شك ف كفر طائفة ابن عرب فهو كافر‪ ،‬فإذا كان إمام دين ابن عرب والداعي‬ ‫إليه هو شيخهم ويثنون عليه أنه العارف بال فكيف يكون المر ؟ ولكن أعظم من هذا كله ما تقدم عن‬ ‫أب الدرداء وأنس وها بالشام ذلك الكلم العظيم‪ .‬واحتج به أهل العلم على أن زمانم أعظم فكيف‬ ‫بزماننا ؟ وقال ابن القيم رحه ال ف (الدي النبوي ) ف الكلم على حديث وفد الطائف لا أسلموا‬ ‫وسألوا النب صلى ال عليه وسلم أن يترك لم اللت ل يهدمها سنة‪ ،‬ولا تقدم ابن القيم على السائل‬ ‫الـأخوذة من القصة قال ‪ :‬ومنها أنه ل يوز إبقاء مواضع الشرك والطواغيت بعد القدرة على هدمها‬ ‫وإبطالا يوما واحدا‪ ،‬فإنا شعائر الشرك والكفر‪ ،‬وهي أعظم النكرات فل يوز القرار عليها مع القدرة‬ ‫البتة‪ ،‬وهذا حكم الشاهد الت بنيت على القبور الت اتذت أوثانا تعبد من دون ال‪ ،‬ولحجار الت‬ ‫تقصد للتبك والنذر والتقبيل ل يوز إبقاء شيء منها على وجه الرض مع القدرة على إزالته‪ ،‬وكثي‬ ‫منها بنلة اللت والعزى ومناة الثالثة الخرى بل أعظم شركا عندها وبا وال الستعان ول يكن أحد‬ ‫من أرباب هذه الطواغيت يعتقد أنا تلق وترزق‪ ،‬وإنا كانوا يفعلون عندها وبا ما يفعله إخوانم من‬ ‫الشركي اليوم عند طواغيتهم‪ ،‬فاتبع هؤلء سنن من قبلهم وسلكوا سبيلهم شبا بشب وذراعا بذراع‪،‬‬ ‫وسلكوا سبيلهم حذو القذة بالقذة‪ ،‬وغلب الشرك على أكثر النفوس لغلبة الهل وخفاء العلم‪ ،‬وصار‬ ‫‪34‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫العروف منكرا والنكر معروفا‪ ،‬والسنة بدعة والبدعة سنة‪ ،‬ونشا ف ذلك الصغي‪ ،‬وهرم عليه الكبي‪،‬‬ ‫وطمست العلم واشتدت غربة السلم وقل العلماء‪ ،‬وغلب السفهاء وتفاهم المر‪ ،‬واشتد البأس‪،‬‬ ‫وظهر الفساد ف الب والبحر با كسبت أيدي انتهى كلمه‪.‬‬ ‫وقال أيضا ‪ :‬ف الكلم على هذه القصة لا ذكر أن النب صلى ال عليه وسلم أخذ مال اللت وصرفه ف‬ ‫الصال‪ ،‬ومنها جواز صرف المام الموال الت تصي إل هذه الطواغيت ف الهاد ومصال السلمي‬ ‫فيجب عليه أن يأخذ أموال هذه الطواغيت الت تساق إليها‪ ،‬ويصرفها على الند والقاتلة‪ ،‬ومصال‬ ‫السلم كما أخذ النب صلى ال عليه وسلم أموال اللت‪ ،‬وكذا الكم ف وقفها‪ ،‬والوقف عليها باطل‪،‬‬ ‫وهو مال ضائع فيصرف ف مصال السلمي‪ ،‬فإن الوقف ل يصح إل ف قربة وطاعة ال ورسوله فل‬ ‫يصح على مشهد ول قب يسرج عليه ويعظم وينذر له ويعبد من دون ال‪ ،‬وهذا ما ل يالف فيه أحد‬ ‫من أئمة الدين‪ ،‬ومن اتبع سبيلهم انتهى كلمه‪.‬‬ ‫فتأمل كلم هذا الرجل هو من أهل العلم‪ ،‬وهو أيضا من أهل الشام كيف صرح أنه ظهر ف زمانه فيمن‬ ‫يدعي السلم ف الشام وغيه عبادة القبور والشاهد والشجار والحجار الت هي أعظم من عبادة‬ ‫اللت والعزى أو مثله‪ ،‬وأن ذلك ظهر ظهورا عظيما حت غلب الشرك على أكثر النفوس‪ ،‬وحت صار‬ ‫السلم غريبا بل اشتدت غربته أين هذا ؟ من قول صاحبكم لهل الوشم ف كتابه لا ذكروا له أن ف‬ ‫بلدانكم شيئا من الشرك يأب ال أن يكون ذلك ف السلمي‪ ،‬وكلم هؤلء الئمة من أهل الذاهب‬ ‫الربعة أعظم وأعظم وأطم ما قال ابن عيدان وصاحبه ف أهل زمانما افترى هؤلء العلماء أتوا فرية‬ ‫عظيمة ومقالة جسيمة ؟فهذا ما يسر ال نقله من كلم أهل العلم على سبيل العجلة فأنت تأمله تأملً‬ ‫جيدا‪ ،‬واجعل تأملك ل مستعيذا بال من اتباع الوى‪ ،‬ول تفعل فعلك أول‪ ،‬لا ذكرت لك أنك تتأمل‬ ‫كلمي وكلمه‪ ،‬فإن كان كلمي صحيحا ل مازفة فيه‪ ،‬وأن شاميكم ل يعرف معن ل إله إل ال‪ ،‬ول‬ ‫يعرف عقيدة المام أحد‪ ،‬وعقيدة الذين ضربوه فاعرف قدره فهو بغيه أجهل‪ ،‬واعرف أن المر أمر‬ ‫جليل‪ ،‬فإن كان كلمي باطل ونسبت رجل من أهل العلم إل هذه المور العظيمة بالكذب والبهتان‬ ‫فالمر أيضا عظيم فأعرضت عن ذلك كله وكتبت ل كتابا ف شيء آخر‪ ،‬فإن كان مرادك اتباع الوى‬ ‫أعاذنا ال منه‪ ،‬وأنك مع ولد الويس كيف كان فاترك الواب‪ ،‬فإن بعض الناس يذكرون عنك أنك‬ ‫صائر معه لجل شيء من أمور الدنيا‪ ،‬وإن كنت مع الق فل أعذرك من تأمل كلمي هذا وكلمي‬ ‫الول وتعرضهما على كلم أهل العلم وتررها تريرا جيدا ث تتكلم بالق‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫إذا تقرر هذا فخمس السائل الت قدمت جوابا ف كلم العلماء وأضيف إليها مسألة سادسة وهى ‪:‬‬ ‫إفتائي بكفر شسان وأولده ومن شابهم وسيتهم طواغيت‪ ،‬وذلك أنم يدعون الناس إل عبادتم من‬ ‫دون ال عبادة أعظم من عبادة اللت والعزى بأضعاف‪ ،‬وليس ف كلمي مازفة بل هو الق لن عباد‬ ‫اللت والعزى يعبدونا ف الرخاء‪ ،‬ويلصون ل ف الشدة وعبادة هؤلء أعظم من عبادتم إياهم ف‬ ‫شدائد الب والبحر‪ ،‬فإن كان ال أوقع ف قلبك معرفة الق والنقياد له والكفر بالطاغوت والتبي من‬ ‫خالف هذه الصول ولو كان أباك أو أخاك فاكتب ل وبشرن لن هذا ليس مثل الطأ ف الفروع‪ ،‬بل‬ ‫ليس الهل بذا فضل عن إنكاره مثل الزنا والسرقة بل وال ث وال ث وال إن المر أعظم‪ ،‬وإن وقع ف‬ ‫قلبك إشكال فاضرع إل مقلب القلوب أن يهديك لدينه ودين نبيه‪.‬‬ ‫وأما بقيه السائل فالواب عنها مكن إذا خلصنا من شهادة أن ل إله إل ال وبيننا وبينكم كلم أهل‬ ‫العلم لكن العجب من قولك أنا هادم قبور الصحابة‪ ،‬وعبارة القناع ف النائز يب هدم القباب الت‬ ‫على القبور لنا أسست على معصية الرسول والنب صلى ال عليه وسلم صح عنه أنه بعث عليا لدم‬ ‫القبور ومثل صاحب كتابكم لو كتب لكم أن ابن عبد الوهاب ابتدع لنه أنكر على رجل تزوج أخته‬ ‫فالعجب كيف راج عليكم كلمه فيه ؛ وأما قول ‪ :‬إن الله الذي فيه السر فمعلوم أن اللغات تتلف‬ ‫فالعبود عند العرب وإلله الذي يسمونه عوامنا السيد‪ ،‬والشيخ‪ ،‬والذي فيه السر‪ ،‬والعرب الولون‬ ‫يسمون اللوهية ما يسميها عوامنا السر لن السر عندهم هو القدرة على النفع والضر‪ ،‬وكونه يصلح أن‬ ‫يدعى ويرجى وياف ويتوكل عليه فإذا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪(( :‬ل صلة لن ل يقرأ‬ ‫بفاتة الكتاب )) وسئل بعض العامة ما فاتة الكتاب ما فسرت له إل بلغة بلده‪ ،‬فتارة تقول هي فاتة‬ ‫الكتاب وتارة تقول هي أم القرآن‪ ،‬وتارة تقول هي المد‪ ،‬وأشباه هذه العبارات الت معناها واحد‪،‬‬ ‫ولكن إن كان السر ف لغة عوامنا ليس هذا وأن هذا ليس هو الله ف كلم أهل العلم فهذا وجه النكار‬ ‫فبينوا لنا‪ .‬والمد ل رب العالي‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الثانية عشرة‬ ‫ص (‪) 77‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫هذه كلمات جواب عن الشبهة الت احتج با من أجاز وقف النف والث‪ ،‬ونن نذكر قبل ذلك صورة‬ ‫السألة ث نتكلم على الدلة‪ .‬وذلك أن السلف اختلفوا ف الوقف الذي يراد به وجه ال على غي من يرثه‬ ‫مثل الوقف على اليتام‪ ،‬وصوام رمضان‪ ،‬أو الساكي‪ ،‬أو أبناء البسبيل‪ .‬فقال شريح القاضي‪ ،‬وأهل‬ ‫الكوفة ل يصح ذلك الوقف حكاه عنهم المام أحد‪ ،‬وقال جهور أهل العلم ‪ :‬هذا وقف صحيح‬ ‫واحتجوا بجج صحيحه صرية ترد قول أهل الكوفة‪ ،‬فهذه الجج الت ذكرها أهل العلم يتجون با‬ ‫على علماء أهل الكوفة مثل قوله ((صدقة جارية )) ومثل وقف عمر أوقاف أهل القدرة من الصحابة‬ ‫على جهات الب الت أمر ال با ورسوله ليس فيها تغيي لدود ال‪.‬‬ ‫وأما مسألتنا فهي إذا أراد النسان أن يقسم ماله على هواه‪ ،‬وفر من قسمة ال وترد عن دين ال‪ .‬مثل ‪:‬‬ ‫أن يريد أن امرأته ل ترث من هذا النخل‪ ،‬ول تأكل منه إل حياة عينها‪ ،‬أو يريد أن يزيد بعض أولده‬ ‫على بعض فرارا من وصية ال بالعدل‪ ،‬أو يريد أن يرم نسل البنات‪ ،‬أو يريد أن يرم على ورثته بيع‬ ‫هذا العقار لئل يفتقروا بعده‪ ،‬ويفت له بعض الفتي أن هذه البدعة اللعونة صدقة بر تقرب إل ال‪،‬‬ ‫ويوقف على هذا الوجه قاصدا وجه ال فهذه مسألتنا فتأمل هذا بشراشر قلبك‪ ،‬ث تأمل ما نذكره من‬ ‫الدلة فنقول ‪ :‬من أعظم النكرات وأكب الكبائر تغيي شرع ال ودينه والتحيل على ذلك بالتقرب إليه‬ ‫وذلك مثل أوقافنا هذه إذا أراد أن يرم من أعطاه ال من امرأة أو امرأة ابن أو نسل بنات أو غي ذلك‪،‬‬ ‫أو يعطى من حرمه ال‪ ،‬أو يزيد أحدا عما فرض ال‪ ،‬أو ينقصه من ذلك‪ ،‬ويريد التقرب إل ال بذلك‬ ‫مع كونه مبعدا عن ال فالدلة على بطلن هذا الوقف‪ ،‬وعوده طائعا‪ ،‬وقسمه على قسم ال ورسوله‬ ‫أكثر من أن تصر‪ ،‬ولكن من أوضحها دليل واحد وهو أن يقال لدعى الصحة‪ .‬إذا كانت تدعى أن هذا‬ ‫ما يبه ال ورسوله‪ ،‬وفعله أفضل من تركه‪ ،‬وهو داخل فيما حض عليه النب صلى ال عليه وسلم من‬ ‫الصدقة الارية وغي ذلك‪ ،‬فمعلوم أن النسان مبول على حبه لولده وإيثاره على غيه حت أصحاب‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ال تعال ( إنا أموالكم وأولدكم فتنة ) فإذا شرع ال لم أن يوقفوا‬ ‫أموالم على أولدهم‪ ،‬ويزيدوا من شاءوا‪ ،‬أو يرموا النساء والعصبة ونسل البنات فلي شيء ل يفعله‬ ‫التابعون‪ ،‬ولي شيء ل يفعله الئمة الربعة وغيهم ؟ أتراهم راغبوا عن العمال الصالة ول يبوا‬ ‫‪37‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫أولدهم‪ ،‬وآثروا البعيد عليهم‪ ،‬وعلى العمل الصال‪ ،‬ورغب ف ذلك أهل القرن الثان عشر‪ ،‬أم تراهم‬ ‫خفي عليهم حكم هذه السألة‪ ،‬ول يعلموها حت ظهر هؤلء فعلموها ؟ سبحان ال ما أعظم شأنه وأعز‬ ‫سلطانه‪ ،‬فإن ادعى أحد أن الصحابة فعلوا هذا الوقف فهذا عي الكذب والبهتان والدليل على أن هذا‬ ‫أن هذا الذي تتبع الكتب‪ ،‬وحرص على الدلة ل يد إل ما ذكره ونن نتكلم على ما ذكره‪ .‬فأما‬ ‫حديث أب هريرة الذي فيه (( صدقة جارية )) فهذا حق وأهل العلم استدلوا به على من أنكر الوقف‬ ‫على اليتيم وابن السبيل والساجد‪ ،‬ونن أنكرنا على من غي حدود ال وتقرب با ل يشرعه ولو فهم‬ ‫الصحابة وأهل العلم هذا الوقف من هذا الديث لبادروا إليه‪ ،‬وأما حديث عمر أنه تصدق بالرض على‬ ‫الفقراء والرقاب والضيف وذوي القرب وأبناء السبيل فهذا بعينه من أبي الدلة على مسألتنا‪ ،‬وذلك أن‬ ‫من احتج على الوقف على الولد ليس له حجة إل هذا الديث لن عمر قال ‪ :‬ل جناح على من وليه‬ ‫أن يأكل بالعروف‪ ،‬وإن حفصة وليته‪ ،‬ث وليه عبد ال بن عمرو فاحتجوا بأكل حفصة وأخيها دون بقية‬ ‫الورثة‪ ،‬وهذه الجة من أبطل الجج‪ ،‬وقد بينه الشيخ الوفق رحه ال والشارح‪ ،‬وذكروا أن أكل الول‬ ‫ليس زيادة على غيه وإنا ذلك أجرة عمله كما كان ف زماننا هذا يقول صاحب الضحية لوليها اللد‬ ‫والكارع ففي هذا دليل من جهتي ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬أن من وقف من الصحابة مثل عمر وغيه ل يوقفوا على ورثتهم ولو كان خيا لبادروا إليه‪،‬‬ ‫وهذا الصحح ل يصحح بقوله ‪ (( :‬ث أدناك أدناك )) فإذا كان وقف عمر أولده أفضل من الفقراء‪،‬‬ ‫وأبناء السبيل فما باله ل يوقف عليهم أتظنه اختار الفضول وترك الفاضل أم تظن أنه هو ورسوله ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم الذي أمره ل يفهما حكم ال ؟‬ ‫الثانية ‪ :‬أن من احتج على صحة الوقف على الولد وتفضيل البعض ل يتج إل بقوله تليه حفصة‪ ،‬ث‬ ‫ذو الرأي‪ ،‬وإنه يأكل بالعروف‪ ،‬وقد بينا معن ذلك وأنه ل يب أحدا‪ ،‬وإنا جعل ذلك للول عن تعبه ف‬ ‫ذلك فإذا كان الستدل ل يد عن الصحة إل هذا تبي لك أن قولم تصدق أبو بكر بداره على ولده‬ ‫وتصدق فلن وفلن‪ ،‬وأن الزبي خص بعض بناته‪ ،‬ليس معناه كما فهموا‪ ،‬وإنا معناه أنم تصدقوا با‬ ‫ذكر صدقة عامة على الحتاجي‪ ،‬فكان أولده إذا قدموا البلد نزلوا تلك الدار لنم من أبناء السبيل كما‬ ‫يوقف النسان مسقاة ويتوضأ منها وينتفع با هو وأولده مع الناس‪ ،‬وكما يوقف مسجدا ويصلى فيه‪.‬‬ ‫وعباده البخاري ف صحيحه ‪ :‬وتصدق أنس بدار فكان إذا قدم نزلا وتصدق الزبي بدوره‪ ،‬واشترط‬ ‫للمردودة من بناته أن تسكنها‪ .‬فتأمل عبارة البخاري يتبي لك أن ما ذكر عن الصحابة مثل من وقف‬ ‫‪38‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫نل عن الفطرين من الفقراء ف هذا السجد ويقول ‪ :‬إن افتقر أحد من ذريت فليفطر معهم فأين هذا من‬ ‫وقف النف والث ؟ على أن هذه العبارة كلم الميدي والميدي ف زمن القاضي أب يعلي‪ ،‬وأجع‬ ‫أهل العلم على أن مراسيل التأخرين ل يوز الحتجاج با فمن احتج با فقد خالف الجاع هذا لو‬ ‫فرضنا أنه يدل على ذلك فكيف وقد بينا معناه ول المد ؟‬ ‫إذا تبي لك أن من أجاز الوقف على الولد والتفصيل ل يد إل حديث عمر‪ ،‬وقوله ليس على من وليه‬ ‫جناح وأن الوفق وغيه ردوا على من احتج به تبي لك أن حديث عمر من أبي الدلة على بطلن‬ ‫وقف النف والث‪ ،‬وأما قوله ل يكن من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ذو مقدرة إل وقف‬ ‫فهل هذا يدل على صحة وقف النف والث‪ ،‬وما مثله إل كمن رأى رجل يصلي ف أوقات النهي‬ ‫فأنكر عليه فقال ‪ ( :‬أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى )‪ ،‬ويقول إن أصحاب رسول ال عليه وسلم‬ ‫يصلون أو يذكر فضل الصلوات‪ ،‬وكذلك مسألتنا إذا قلنا ‪ ( :‬يوصيكم ال ف أولدكم للذكر مثل حظ‬ ‫النثيي ) – ( ولن الربع ما تركتم ) وغي ذلك‪ ،‬أو قلنا إن ال أعطى كل ذي حق حقه فل وصية‬ ‫لوارث أو قلنا إن النب صلى ال عليه وسلم غلظ القول فيمن تصدق باله كله‪ ،‬أو قلنا ‪ (( :‬اتقوا ال‬ ‫واعدلوا بي أولدكم )) وادعو علينا أن الصحابة وقفوا أهل أنكرنا الوقف كأهل الكوفة حت يتج علينا‬ ‫بذلك ؟‬ ‫وأما قول أحد من رد الوقف فكأنا رد السنة فهذا حق ومراده وقف الرسول صلى ال عليه وسلم‬ ‫وأصحابه كما ذكره أحد ف كلمه‪ .‬وأما وقف الث والنف فمن رده فقد عمل بالسنة ورد البدعة‪،‬‬ ‫واتبع القرآن‪ ،‬وأما قوله إن ف صدقة رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يأكل بالعروف‪ ،‬وإن زيدا‬ ‫وعمرا سكنا داريهما الت وقفا‪ ،‬فيا سبحان ال من أنكر هذا ؟ وهذا كمن وقف مسجدا وصلى فيه‬ ‫وذريته‪ ،‬أو وقف مسقاة واستسقى منها وذريته‪ ،‬وقول الرقي والظاهر أنه عن شرط فكذلك وهذا‬ ‫شرط صحيح وعمل صحيح كمن وقف داره على السجد‪ ،‬أو أبناء السبيل‪ ،‬أو استثن سكناها مدة‬ ‫حياته‪ ،‬وكل هذا يردون به على أهل الكوفة فإن هذا ليس من وقف النف والث‪ .‬وأما قوله ‪ (( :‬ابدأ‬ ‫بنفسك ث بن تعول )) وقوله ‪ (( :‬صدقتك على رحك صدقة وصلة )) وقوله ‪ (( :‬ث أدناك أدناك ))‬ ‫وأشباه ذلك فكل هذا صحيح ل إشكال فيه لكن ل يدل على تغيي حدود ال‪ .‬فإذا قال ‪ ( :‬يوصيكم‬ ‫ال ف أولدكم للذكر مثل حظ النثيي ) ووقف النسان على أولده ث أخرج نسل الناث متجا‬ ‫بقوله ‪( :‬ث أدناك أدناك ) أو صلة الرحم فمثلة كمثل رجل أراد أن يتزوج خالة أو عمة فقية فتزوجها‬ ‫‪39‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫يريد الصلة واحتج بتلك الحاديث‪ ،‬فإن قال إن ال حرم نكاح الالت والعمات‪ ،‬قلنا وحرم تعدي‬ ‫حدود ال الت حد ف سورة النساء قال تعال ‪ (( :‬ومن يعص ال ورسوله ويتعدّ حدوده يدخله نارا‬ ‫خالدا فيها )) فإذا قال الوقف ليس من هذا‪ ،‬قلنا ‪ :‬هذا مثل قوله من تزوج خالته إذا تزوجها لفقرها‬ ‫ليس من هذا‪ ،‬فإذا كان عندكم بي السألتي فرق فبينوه‪ .‬وأما قول عمر ‪ :‬إن حدث ب حادث فإن ثغى‬ ‫صدقة هذا يستدلون به على تعليق الوقف بالشرط وبعض العلماء يبطله‪ ،‬فاستدلوا به على صحته‪ ،‬وأما‬ ‫القول بأن عمر وقفه على الورثة فيا سبحان ال كيف يكابرون النصوص‪ ،‬ووقف عمر وشرطه ومصارفه‬ ‫ثغي وغيها معروفة مشهورة‪ ،‬وأما قول عمر إل سهمي الذي بيب أردت أن أتصدق به فهذا دليل على‬ ‫أهل الكوفة كما قدمناه‪ ،‬فأين ف هذا دليل على صحة هذا الوقف اللعون ؟ الذي بطلنه أظهر من‬ ‫بطلن أصحاب بكثي‪.‬‬ ‫وأما وقف حفصة اللي على آل الطاب فيا سبحان ال ؟ هل وقفت على ورثتها أو حرمت أحدا‬ ‫أعطاه ال‪ ،‬أو أعطت أحدا حرمه ال‪ ،‬أو استثنت غلته مدة حياتا‪ ،‬فإذا وقف ممد بن مسعود نل على‬ ‫الضعيف من آل مقرن أو مثل ذلك هل أنكرنا هذا‪ ،‬وهذا وقف حفصة فأين هذا ما نن فيه ؟‪ .‬وأما‬ ‫قولم إن عمر وقف على ورثته‪ ،‬فإن كان الراد ولية الوقف فهو صحيح وليس ما نن فيه‪ ،‬فإن كان‬ ‫مراد ولية الوقف صحيح وليس ما نن فيه‪ ،‬فإن كان مراد القائل إنه ظن أنه وقف يدل على صحة ما‬ ‫نن فيه‪ ،‬فهذا كذب ظاهر ترده النقول الصحيحة ف صفة وقف عمر‪.‬‬ ‫وأما كون صفية وقفت على أخ لا يهودي فهو ل يرثها ول ننكر ذلك‪ ،‬وأما كلم الميدي فتقدم‬ ‫الكلم عنه‪ .‬وسر السألة أنك تفهم أن أهل الكوفة يبطلون الوقف على الساجد‪ ،‬وعلى الفقراء‬ ‫والقرابات الذين ل يرثونم‪ ،‬فرد عليهم أهل العلم بتلك الدلة الصحيحة‪ ،‬ومسألتنا هي إبطال هذا‬ ‫الوقف الذي يغي حدود ال‪ ،‬وإيتاء حكم الاهلية وكل هذا ظاهر ل خفاء فيه‪ ،‬ولكن إذا كان الذي‬ ‫كتبه يفهم معناه وأراد به التلبيس على الهال كما فعل غيه فالتلبيس يضمحل‪ ،‬وإن كان هذا قدر فهمه‬ ‫وأنه ما فهم هذا الذي تعرفه العوام فاللف والليفة على ال‪ ،‬وأما ختمه الكلم بقوله ‪ (( :‬ما آتاكم‬ ‫الرسول فخذوه وما ناكم عنه فانتهوا )) فيا لا من كلمة ما أجعها و وال إن مسألتنا هذه من إنكارها‪،‬‬ ‫وقد أتانا رسول ال صلى ال عليه وسلم يلزم حدود ال والعدل بي الولد‪ ،‬ونانا عن تغيي حدود ال‪،‬‬ ‫والتحيل على مارم ال‪ ،‬وإذا قدرنا أن مراد صاحب هذا الوقف وجه ال لجل من أفتاه بذلك فقد نانا‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عن البدع ف دين ال ولو صحت نية فاعلها فقال ‪ (( : :‬من أحدث قي‬ ‫‪40‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) وف لفظ ‪(( :‬ومن عمل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد )) هذا نص‬ ‫الذي قال ال فيه ‪(( :‬وما آتاكم الرسول فخذوه وما ناكم عنه فانتهوا )) وقال ((وإن تطيعوه تتدوا ))‬ ‫وقال ‪(( :‬قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال )) فمن قبل ما آتاه الرسول‪ ،‬وانتهى عما نى‬ ‫وأطاعه ليهتدي‪ ،‬واتبعه ليكون مبوبا عند ال فليوقف كما أوقف رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وكما‬ ‫وقف عمر رضي ال عنه‪ ،‬وكما وقفت حفصة وغيهم من الصحابة وأهل العلم‪ ،‬وأما هذا الوقف‬ ‫الحدث اللعون الغي لدود ال فهذا الذي قال ال فيه بعد ما حد الواريث والقوق للولد والزوجات‬ ‫وغيهم ‪(( :‬تلك حدود ال ومن يطع ال ورسوله يدخله جنات تري من تته النار خالدين فيها‬ ‫وذلك الفوز العظيم‪ .‬ومن يعص ال ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهي ))‬ ‫وقد علمتم ما قال الرسول فيمن أعتق ستة من العبيد‪ ،‬وما رد وأبطل من ذلك فهو شبيه بن أوقف ماله‬ ‫كله خالصا لوجه ال على مسجد أو صوام أو غي ذلك‪ ،‬فكيف با هو أعظم وأطم من هذه الوقاف ؟‬ ‫وأما قوله ‪ (( :‬يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الي لعلكم تفلحون )) فوال‬ ‫الذي ل إله إل هو إن فعل الي اتباع ما شرع ال‪ ،‬وإبطال من غي حدود ال‪ ،‬والنكار على من ابتدع‬ ‫ف دين ال‪ ،‬هذا هو فعل الي العلق به الفلح خصوصا مع قوله صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬وإياكم‬ ‫ومدثات المور فإن كل بدعة ضللة )) وقوله ‪ (( :‬ل ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا مارم ال‬ ‫بأدن اليل )) وقوله ‪ (( :‬لعن ال اليهود‪ ،‬حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها وأكلوا ثنها ))‬ ‫فليتأمل اللبيب الال عن التعصب والوى الذي يعرف أن وراءه جنة ونارا الذي يعلم أن ال يطع‬ ‫خفيات الضمي هذه النصوص ويفهمها فهما جيدا‪ ،‬ث ينلا على مسئلة وقف النف والث فيتبي له‬ ‫الق إن شاء ال‪ ،‬صلى ال على ممد وآله وسلم‪ .‬هذا آخر ما ذكره الشيخ رحة ال ف الرد على من‬ ‫أجاز وقف النف وبيان الوقف الصحيح الوافق لا أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الثالثة عشرة‬ ‫ص (‪) 87‬‬ ‫وله أيضا حشره ال ف زمرة النبيي والصديقي‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫يعلم من يقف عليه أن وقفت على أوراق بط ولد ابن سحيم صنفها يربد أن يصد با الناس عن دين‬ ‫السلم‪ ،‬وشهادة أن ل إله إل ال فأردت أن أنبه على ما فيها من الكفر الصريح وسب دين السلم‪،‬‬ ‫وما فيها من الهالة الت يعرفها العامة‪ ،‬فأما تناقض كلمه فمن وجوه ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬أنه صنف الوراق يسبنا ويرد علينا ف تكفي كل من قال ل إله إل ال‪ ،‬وهذا عمدة ما يشبه به‬ ‫على الهال وعقولا‪ ،‬فصار ف أوراقه يقول ‪ :‬أما من قال ل إله إل ال ل يكفر‪ ،‬ومن ؟أم القبلة ل‬ ‫يكفر‪ ،‬فإذا ذكرنا لم اليات الت فيها كفره‪ ،‬وكفر أبيه‪ ،‬وكفر الطواغيت يقول نزلت ف النصارى‬ ‫نزلت ف الفلن ث رجع ف أوراقه يكذب نفسه ويوافقنا ويقول ‪ :‬من قال إن النب صلى ال عليه وسلم‬ ‫أملس الكف كفر ومن قال كذا كفر تارة يقول ما يوجد الكفر فينا‪ ،‬وتارة يقرر الكفر أعجب لبانيه‬ ‫يربه‪.‬‬ ‫الثان ‪ :‬أنه ذكر ف أوراقه أنه ل يوز الروج عن كلم العلماء وصادق ف ذلك‪.‬‬ ‫ث ذكر فيها كفر القدرية‪ ،‬والعلماء ل يكفرونه فكفر ناسا ل يكفروا وأنكر علينا تكفي أهل الشرك‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬أنه ذكر معن التوحيد أن تصرف جيع العبادات من القوال والفعال ل وحده ل يعل فيها‬ ‫شيء ل للك مقرب ول نب مرسل‪ ،‬وهذا حق‪ ،‬ث يرجع يكذب نفسه ويقول ‪ :‬إن دعاء شسان وأمثاله‬ ‫ف الشدائد والنذر لم ليبئوا الريض‪ ،‬ويفرجوا عن الكروب الذي ل يصل إليه عبدة الوثان بل يلصون‬ ‫ف الشدائد ل‪ ،‬ويعل هذا ليس من الشرك‪ ،‬ويستدل على كفره الباطل بالديث الذي فيه أن الشيطان‬ ‫يئس أن يعبد ف جزيرة العرب‪.‬‬ ‫الرابع ‪ :‬أنه قسم التوحيد إل نوعي توحيد الربوبية‪ ،‬وتوحيد اللوهية ويقول إن الشيخ بي ذلك‪ ،‬ث‬ ‫يرجع يرد علينا ف تكفي طالب المضي وأمثاله الذين يشركون بال ف توحيد الربوبية وتوحيد‬ ‫اللوهية‪ ،‬ويزعمون أن حسينا وإدريس ينفعون ويضرون‪ ،‬وهذه الربوبية‪ ،‬ويزعم أنم ينخون ويندبون‬ ‫وهذا توحيد اللوهية‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الامس ‪ :‬أنه ذكر ف (( قل هو ال أحد )) أنا كافية ف التوحيد فوحد نفسه الفعال فل خالق فل‬ ‫خالق إل ال‪ ،‬وف اللوهية فل يعبد إل إياه‪ ،‬وبالمر والنهي فل حكم إل ل‪ ،‬فيقرر هذه النواع الثلثة‪،‬‬ ‫ث يكفر با كلها ويرد علينا ؛ فإذا كفرنا من قال إن عبد القادر والولياء ينفعون ويضرون قال ‪ :‬كفرت‬ ‫أهل السلم‪ ،‬وإذا كفرنا من يدعو شسان وتاجا وحطابا قال كفرت أهل السلم‪ ،‬والعجب أنه يقول‬ ‫إن من التوحيد توحيد ال بالمر والنهي فل حكم إل ل‪ ،‬ث يرد علينا إذا عملنا بكم ال ويقول من‬ ‫عمل بالقرآن كفر والقرآن ما يفسر‪.‬‬ ‫السادس ‪ :‬أنه ينهي عن تفسي القرآن ويقول ما يعرف‪ ،‬ث يرجع يفسره ف تصنيفه‪ ،‬ويقول قل هو ال‬ ‫أحد فيها كفاية‪ ،‬فلما فسرها كفر با‪.‬‬ ‫السابع ‪ :‬أنه ذكر أن التوحيد له تعلق بالصفات وتعلق بالذات‪ ،‬وقبل ذلك قد كتب إلينا أن التوحيد ف‬ ‫ثلث كلمات أن ال ليس على شيء وليس ف ول من شيء‪ ،‬فتارة يذكر أن التوحيد إثبات الصفات‪،‬‬ ‫وتارة ينكر ذلك ويقول التوحيد نفي الصفات‪.‬‬ ‫الثامن ‪ :‬أنه ذكر آيات ف المر بالتوحيد‪ ،‬وآيات ف المر بالتوحيد‪ ،‬وآيات ف النهي عن الشرك ث قال‬ ‫الراد بذا الشرك ف هذه اليات والحاديث الشرك اللي كشرك عباد الشمس ل على العموم كما‬ ‫يتوهه بعض الهال فصرح بأن مراد ال‪ ،‬ومراد النب صلى ال عليه وسلم ل يدخل فيه إل عبادة الوثان‬ ‫وأن الشرك الصغر ل يدخل فيه‪ ،‬ويسمى الذين أدخلوه فيه الهال ث ف آخر الصفح بعينه قال ‪ :‬وقد‬ ‫يطلق الشرك بعبارات أخر وكل ذلك ف قوله ‪ (( :‬وما أنا من الشركي )) فرد علينا ف أول الصفح‬ ‫وكذب على ال ورسوله ف أن معن ذلك بعض الشرك‪ ،‬ث رجع يقرر ما أنكره ويقول إن الشرك الكب‬ ‫والصغر داخل ف قوله ‪ (( :‬وما أنا من الشركي ))‬ ‫التاسع ‪ :‬أنه ذكر أن الشرك أربعة أنواع ‪ :‬شرك اللوهية‪ ،‬وشرك الربوبية وشرك العبادة‪ ،‬وشرك اللك‪،‬‬ ‫وهذا كلم من ل يفهم ما يقول فإن شرك العبادة هو شرك اللية وشرك الربوبية هو شرك اللك‪.‬‬ ‫العاشر ‪ :‬أنه قال ف مسألة الذبح والنذر‪ ،‬ومن قال إن النذر والذبح عبادة فهو منه دليل على الهل لن‬ ‫العبادة ما أمر به شرعا من غي اطراد عرف ول اقتضاء عقلي لكن البهيم ل يفهم معن العبادة فاستدل‬ ‫على النقي بدليل الثبات‪.‬‬ ‫الادي عشر ‪ :‬بعد أربعة أسطر كذب نفسه ف كلمه هذا فقال من ذبح لخلوق يقصد به التقرب‪ ،‬أو‬ ‫لرجاء نفع‪ ،‬أو دفع ضر من دون ال فهذا كفر‪ ،‬فتارة يرد علينا إذا قلنا إنه عبادة وتارة يكفر من فعله‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الثان عشر ‪ :‬أنه قرر أن من ذبح لخلوق لدفع ضر أنه يكفر‪ ،‬ث قرر أن الذبح للجن ليس بكفر‪.‬‬ ‫الثالث عشر ‪ :‬أنه رد علينا ف الستدلل بقوله ‪ (( :‬فصل لربك وانر )) ث رجع يقرر ما قلنا بكلم‬ ‫البغوي كان ناس يذبون لغي ال فنلت فيهم الية فيا سبحان ال ما من عقول تفهم أن هذا الرجل من‬ ‫البقر الت ل تيز بي التي والعنب والمد ل رب العالي‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الرابعة عشرة‬ ‫ص (‪) 93‬‬ ‫وله رسالة إل البكبلي صاحب اليمن‪.‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫المد ل الذي نزل الق ف الكتاب‪ ،‬وجعله تذكره لول اللباب‪ ،‬ووفق من من عليه من عباده‬ ‫للصواب‪ ،‬لعنوان الواب وصلى ال وسلم وبارك على نبيه ورسوله وخيته من خلفه ممد وعلى آله‬ ‫وشيعته وجيع الصحاب‪ ،‬ما طلع نم وغاب‪ ،‬وانل وابل من سحاب‪.‬‬ ‫من عبد العزيز بن ممد بن سعود وممد بن عبد الوهاب‪ .‬إل الخ ف ال أحد بن ممد العديلي‬ ‫البكبلي سلمه ال من جيع الفات واستعمله بالباقيات الصالات‪ ،‬وحفظه من جيع البليات‪ ،‬وضاعف‬ ‫له السنات‪ ،‬وما عنه السيئات‪.‬‬ ‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬ ‫لفانا كتابكم وسر الاطر با ذكرت فيه من‪ ،‬سؤالكم وما بلغنا على البعد من أخباركم وسؤالكم عما‬ ‫نن عليه وما دعونا الناس إليه فأردنا أن نكشف عنكم الشبهة بالتفصيل ونوضح لكم القول الراجح‬ ‫بالدليل‪ ،‬ونسأل ال سبحانه وتعال أن يسلك بنا ربكم أحسن منهج وسبيل‪.‬‬ ‫أما ما نن عليه من الدين فعلى دين السلم الذي قال ال فيه ‪ (( :‬ومن يبتغ غي السلم دينا فلن يقبل‬ ‫منه وهو ف الخرة من الاسرين )) وأما ما دعونا الناس إليه فندعوهم إل التوحيد الذي قال ال فيه‬ ‫خطابا لنبيه صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬قل هذه سبيلي أدعو إل على بصية أنا ومن اتبعن وسبحان ال‬ ‫وما أنا من الشركي ))وقوله تعال ‪ (( :‬وأن الساجد ل فل تدعوا مع ال أحدا )) وأما ما نينا الناس‬ ‫عنه فنهيناهم عن الشرك الذي قال ال فيه ‪ (( :‬ومن يشرك بال فقد حرم ال عليه النة ومأواه النار ))‪،‬‬ ‫وقوله تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم على سبيل التغليط وإل فهو منه هو وإخوانه عن الشرك ‪:‬‬ ‫(( ولقد أوحي إليك وإل الذين من فبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الاسرين بل ال‬ ‫فاعبد وكن من الشاكرين )) وغي ذلك من اليات ونقاتلهم عليه كما قال تعال ‪ (( :‬وقاتلوهم حت ل‬ ‫تكون فتنة )) أي شرك (( ويكون الدين كله ل )) وقوله تعال ‪ :‬فاقتلوا الشركي حيث وجد توهم‬ ‫وخذوهم واحصروهم واقعدوا لم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ))‬ ‫وقوله صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬أمرت أن أقاتل الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول‬ ‫‪45‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫ال‪ ،‬ويقيموا الصلة‪ ،‬ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا من دماءهم وأموالم إل بقها‪ ،‬وحسابم‬ ‫على ال عز وجل )) وقولة تعال (( فاعلم أنه ل إله إ ل ال )) وساها سبحانه بالعروة الوثقى وكلمة‬ ‫التقوى وسوها الطواغيت كلمة الفجور‪ ،‬من قال ل إله إل ال عصم دمه وماله ولو هدم أركان السلم‬ ‫المسة‪ ،‬وكفر بأصول اليان الستة‪.‬‬ ‫وحقيقة اعتقادنا أنا تصديق بالقلب‪ ،‬وإقرار باللسان‪ ،‬وعمل بالوارح وإل فالنافقون ف الدرك السفل‬ ‫من النار أنم يقولون ل إله إل ال‪ ،‬بل ويقيمون الصلة‪ ،‬ويؤتون الزكاة‪ ،‬بل ويصومون‪ ،‬ويجون‪،‬‬ ‫وياهدون وهم مع ذلك تت آل فرعون ف الدرك السفل من النار‪ ،‬وكذلك ما نصه ال سبحانه عن‬ ‫بلعام وضرب له مثل بالكلب ما معه من العلم فضل عن السم العظم ‪:‬‬ ‫وعال بعلمه ل يعملن معذب من قبل عباد الوثن‬ ‫وأما ما ذكرت من حقيقة الجتهاد فنحن مقلدون الكتاب والسنة وصال سلف المة‪ ،‬وما عليه العتماد‬ ‫من أقوال الئمة الربعة أب حنيفة النعمان بن ثابت ومالك بن أنس‪ ،‬وممد بن إدريس‪ ،‬وأحد بن حنبل‬ ‫رحهم ال تعال‪.‬‬ ‫وأما ما سألتم عنه من حقيقة اليان فهو التصديق وأنه يزيد بالعمال الصالة‪ ،‬وينقص بضدها قال ال‬ ‫تعال ‪ (( :‬ويزداد الذين آمنوا إيانا )) وقوله (( فأما الدين آمنوا فزادتم إيانا وهم يستبشرون )) وقوله‬ ‫تعال ‪ (( :‬إنا الؤمنون الذين إذا ذكر ال وجلت قلوبم وإذا تليت عليهم آياته زادتم إيانا )) وغي‬ ‫ذلك من اليات‪ .‬قال الشيبان رحه ال ‪:‬‬ ‫وإياننا قول وفعل ونية ويزداد بالتقوى وينقص بالردى‬ ‫وقوله صلى ال وعليم وسلم ‪ (( :‬اليان بضع وسبعون شعبة أعلها قول ‪ :‬ل إله إل ال وأدناها إماطة‬ ‫الذى عن طريق )) وقوله صلى ال عليه وسلم ‪(( :‬فإن ل يستطيع فبقلبه وذلك أضعف اليان )) وقوله‬ ‫تعال ‪ (( :‬ومن يرد فيه بإلاد بظلم نذقه من عذاب أليم )) (( وإذ بوأنا لبراهيم مكان البيت أن ل‬ ‫تشرك ب شيئا وطهر بيت للطائفي والقائمي والركع السجود )) فقال الطواغيث الذي قال ال فيهم ‪:‬‬ ‫(( اتذوا أخبارهم ورهبانم أربابا من دون ال )) ‪ :‬إن فساق مكة حشو النة مع أن السيئات تضاعف‬ ‫فيها كما تضاعف السنات فانقلبت القضية بالعكس حت آل المر إل التيميات العروفات بالزنا‬ ‫والصريات يأتون وفودا يوم الج الكب كل من الشراف معروفة بغيته منهن جهارا وأن أهل اللواط‬ ‫وأهل الشرك والرافضة وجيع الطوائف من أعداء ال ورسوله آمني فيها‪ ،‬وأن من دعا أبا طالب آمن‪،‬‬ ‫‪46‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫ومن وحد ال وعظمه منوع من دخولا ولو استجار بالكعبة ما أجارته‪ ،‬وأبو طالب والتيميات بيون‬ ‫من استجار بم سبحانك هذا بتان عظيم ( وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إل التقون ولكن أكثرهم ل‬ ‫يعلمون)‪.‬‬ ‫وما جئنا بشيء يالف النقل ول ينكره العقل ولكنهم يقولون ما ل يفعلون ونن نقول ونفعل ( كب‬ ‫مقتا عند ال أن تقولوا ما ل تفعلون ) نقاتل عباد الوثان كما قاتلهم صلى ال عليه وسلم ونقاتلهم على‬ ‫ترك الصلة وعلى منع الزكاة كما قاتل مانعها صديق هذه المة أبو بكر الصديق رضي ال عنه ولكن‬ ‫ما هو إل كما قال ورقة بن نوفل ما أتى أحد بثل ما أتيت به إل عودي وأوذي وأخرج وما قل وكفى‬ ‫خي ما كثر وألي‪.‬‬ ‫والسلم عليكم ورحة ال وبركاته‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الامسة عشرة‬ ‫ص ( ‪) 99‬‬ ‫وأرسل إليه صاحب اليمن‪.‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من إساعيل الراعي إل من وقفه ال ممد بن عبد الوهاب‪.‬‬ ‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته‪ .....‬أم بعد‬ ‫بلغن على ألسن الناس عنك من أصدق علمه وما ل أصدق والناس اقتسموا فيكم بي قادح ومادح‬ ‫فالذي سرن عنك القامة على الشريعة ف آخر هذا الزمان وف غربة السلم أنك تدعو به وتقوم أركانه‬ ‫فوال الذي ل إله غيه مع ما نن فيه عند قومنا ما نقدر على ما تقدر عليه من بيان الق والعلن‬ ‫بالدعوة‪.‬‬ ‫وأما قول من ل أصدق أنك تكفر بالعموم ول تبغي الصالي ول تعمل بكتب التأخرين فأنت أخبن‬ ‫واصدقن با أنت عليه وما تدعو الناس إليه ليستقر عندنا خبك ومبتك‪.‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل إساعيل الراعي ‪:‬‬ ‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته‪ ....‬أما بعد‬ ‫فما تسأل عنه فنحمد ال الذي ل إله غيه ول رب لنا سواه فلنا أسوة وهم الرسل عليهم الصلة‬ ‫والسلم أجعي‪ ،‬وأما ما جرى لم مع قومهم وما جرى لقومهم معهم فهم قدرة وأسوة لن اتبعهم‪.‬‬ ‫فما تسأل عنه من الستقامة على السلم فالفضل ل وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬بدأ‬ ‫السلم غربيا وسيعود غريبا كما بدأ ))‪.‬‬ ‫وأما القول إنا نكفر بالعموم فذلك من بتان العداء الذين يصدون به عن هذا الدين ونقول سبحانك‬ ‫هذا بتان عظيم‪.‬‬ ‫وأما الصالون فهم على صلحهم رضي ال عنهم ولكن نقول ليس لم شيء من الدعوة قال ال ‪:‬‬ ‫(( وأن الساجد ل فل تدعوا مع ال أحدا ))‬ ‫وأما التأخرون رحهم ال فكتبهم عندنا فنعمل با وافق النص منها وما ل يوافق النص ل نعمل به‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫فاعلم رحك ال أن الذي ندين به وندعو الناس إليه إفراد ال بالدعوة وهي دين الرسل قال ال (( وإذا‬ ‫أخذنا ميثاق بن إسرائيل ل تعبدون إل ال )) فانظر رحك ال ما أحدث الناس من عبادة غي ال فتجده‬ ‫ف الكتب جعلن ال وإياك من يدعو إل ال على بصية كما قال ال لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫(( قل هذه سبيلي أدعو إل ال على بصية أنا ومن اتبعن وسبحان ال وما أنا من الشركي )) وصلى‬ ‫ال على ممد‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة السادسة عشرة‬ ‫ص (‪) 103‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫المد ل والصلة والسلم التام على سيدنا ممد النام وعل آله وأصحابه البرة الكرام إل عبد ال‬ ‫بن عبد ال الصنعان وفقه ال وهداه وجنبه الشراك والبدعة وحاه‪ .‬وعليكم السلم ورحة ال‬ ‫وبركاته أما بعد‪ .‬فوصل الط وتضمن السؤال فيه عما نن عليه من الدين ( فنقول ) وبال التوفيق‬ ‫الذي ندين به عبادة ال وحده ل شريك له‪ ،‬والكفر بعبادة غيه ومتابعة الرسول النب المي حبيب ال‬ ‫وصفيه من خلقه ممد صلى ال عليه وسلم فأما عبادة ال فقال ‪ (( :‬وما خلقت الن والنس إل‬ ‫ليعبدون )) وقال تعال‪ (( :‬ولقد بعثنا ف كل أمة رسول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت ))‪ ،‬فمن‬ ‫أنواع العبادة الدعاء وهو الطلب بياء النداء لنه ينادي به القريب والبعيد‪ ،‬وقد يستعمل ف الستغاثة أو‬ ‫بأحد أخواتا من حروف النداء‪ ،‬فإن العبادة اسم جنس‪ ،‬فأمر تعال عباده أن يدعوه ول يدعوا معه غيه‬ ‫فقال تعال ‪ (( :‬وقال ربكم ادعون أستجب لكم إن الذين يستكبون عن عبادت سيدخلون جهنم‬ ‫داخرين )) وقال ف النهي ‪ (( :‬وإن الساجد ل فل تدعوا مع ال أحدا )) وأحدا كلمة تصدق على كل‬ ‫ما دعي مع ال تعال‪ ،‬وقد روى الترمذي عن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم قال الدعاء مخ العبادة‪،‬‬ ‫وعن النعمان بن بشي قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬الدعاء هو العبادة )) ث قرأ ‪:‬‬ ‫(( وقال ربكم ادعون أستجب لكم )) رواه أحد وأبو داود والترمذي قال العلقمي ف شرح الامع‬ ‫الصغي حديث الدعاء مخ العبادة قال شيخنا ‪ :‬قال ف النهاية مخ الشيء خالصه وإنا كان مها لمرين ‪:‬‬ ‫أحدها ‪ :‬انه امتثال لمر ال تعال حيث قال ‪ (( :‬ادعون استجب لكم )) فهو مخ العبادة وهو‬ ‫خالصها‪.‬‬ ‫الثان ‪ :‬أنه إذا رأى ناح المور من ال قطع أمله عما سواه ودعاه لاجته وحده‪ ،‬ولن الغرض من‬ ‫العبادة هو الثواب عليها وهو الطلوب بالدعاء وقوله ‪ :‬الدعاء هو العبادة قال شيخنا قال الطيب أتى‬ ‫بالب العرف باللم ليدل على الصر وأن العبادة ليست غي الدعاء انتهى كلم العلقمي‪.‬‬ ‫إذا تقرر هذا فنحن نعلم بالضرورة أن النب صلى ال عليه وسلم ل يشرع لمته أن يدعوا أحدا من‬ ‫الموات ل النبياء ول الصالي ول غيهم بل نعلم أنه نى عن هذه المور كلها وأن ذلك من الشرك‬ ‫الكب الذي حرمه ال ورسوله قال تعال ‪ (( :‬ومن أضل من يدعوا من دون ال من ل يستجيب له إل‬ ‫‪50‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون‪ .‬وإذا حشر الناس كانوا لم أعداء وكانوا بعبادتم كافرين )) وقال‬ ‫تعال ‪ (( :‬فل تدع مع ال إلا آخر فتكون من العذبي )) وقال (( ول تدع من دون ال ما ل ينفعك‬ ‫ول يضرك )) اليات‪ ،‬وهذا من مغن ل إله إل ال فإن ( ل ) هذه النافية للجنس فنفى جيع اللة و‬ ‫( إل ) حرف استثناء يفيد حصر جيع العبادة على ال عز وجل‪ ( ،‬والله ) اسم صفة لكل معبود بق‬ ‫أو باطل ث غلب على العبود بق وهو ال تعال وهو الذي بلق ويرزق ويدبر المور (( والتأله )) التعبد‬ ‫قال ال تعال ‪ (( :‬وإلكم إله واحد ل إله إل هو الرحن الرحيم )) ث ذكر الدليل فقال ‪ (( :‬إن ف خلق‬ ‫السموات والرض إل قوله ‪ (( :‬ومن الناس من يتخذ من دون ال أندادا ) )‪ .‬الية‪.‬‬ ‫وأما متابعة الرسول صلى ال عليه وسلم فواجب على أمته متابعته ف العتقادات والقوال والفعال قال‬ ‫ال تعال ‪ (( :‬قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال )) وقال صلى ال عليه وسلم من أحدث ف‬ ‫أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) رواه البخاري ومسلم (( وف رواية لسلم ‪ (( :‬من عمل عمل ليس‬ ‫عليه أمرنا فهو رد )) فتوزن القوال والفعال بأقواله وأفعاله فما وافق منها قبل وما خالف رد على فاعله‬ ‫كائنا من كان‪ ،‬فإن شهادة أن ممدا رسول ال تتضمن تصديقه فيما أخب به وطاعته ومتابعته ف كل ما‬ ‫أمر به وقد روى البخاري من حديث أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال كل أمت‬ ‫يدخلون النة إل من أب‪ .‬قيل ‪ :‬ومن يأب قال ‪ :‬من أطاعن دخل النة ومن عصان فقد أب‪.‬‬ ‫فتأمل رحك ال ما كان عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه بعده والتابعون لم بإحسان إل‬ ‫يوم الدين وما عليه الئمة القتدى بم من أهل الديث والفقهاء كأب حنفية ومالك والشافعي وأحد بن‬ ‫حنبل رضي ال عنهم أجعي لكي نتبع آثارها‪.‬‬ ‫وأما مذهبنا فمذهب المام أحد بن حنبل إمام أهل السنة‪ ،‬ول ننكر على أهل الذاهب الربعة إذا ل‬ ‫يالف نص الكتاب والسنة وإجاع المة وقول جهورها‪.‬‬ ‫والقصود بيان ما نن عليه من الدين وأنه عبادة ال وحده ل شريك له فيها بلع جيع الشرك‪ ،‬ومتابعة‬ ‫الرسول فيها نلع جيع البدع إل بدعة لا أصل ف الشرع كجمع الصحف ف كتاب واحد وجع عمر‬ ‫رضي ال عنه الصحابة على التراويح جاعة وجع ابن مسعود أصحابه عل القصص كل خيس ونو‬ ‫ذلك خيس ونو ذلك فهذا حسن وال أعلم‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة السابعة عشرة‬ ‫ص ( ‪) 109‬‬ ‫وله أيضا قدس ال روحه ونور ضريه رسالة إل أهل الغرب هذا نصها ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫المد ل نمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من‬ ‫يهده ال فل مضل له ومن يضلل فل هادي له وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن‬ ‫ممدا عبده ورسوله من يطع ال ورسوله فقد رشد ومن يعص ال ورسوله فقد غوى‪ ،‬ولن يضر إل‬ ‫نفسه ولن يضر ال شيئا وصلى ال على ممد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيا أما بعد‪ .‬فقد قال ال‬ ‫تعال ‪(( :‬قل هذه سبيلي أدعو إل ال على بصية أنا ومن اتبعن وسبحان ال وما أنا من الشركي ))‬ ‫وقال تعال‪ (( :‬قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال ويغفر لكم ذنوبكم )) وقال تعال ‪ (( :‬وما‬ ‫آتاكم الرسول فخذوه وما ناكم عنه فانتهوا) وقال تعال ‪ (( :‬اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم‬ ‫نعمت ورضيت لكم السلم دينا )) فأخب سبحانه أنه أكمل الدين وأته على لسان رسوله صلى ال‬ ‫عليه وسلم وأمرنا بلزوم ما أنزل إلينا من ربنا‪ ،‬وترك البدع والتفرق والختلف فقال تعال‪ (( :‬اتبعوا ما‬ ‫أنزل إليكم من ربكم ول تتبعوا من دونه أولياء ؛ قليلً ما تذكرن )) وقال تعال ‪ (( :‬وأن هذا صراطي‬ ‫مستقيما فاتبعوه ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )) والرسول‬ ‫صلى ال عليه وسلم قد أخب بأن أمته تأخذ مأخذ القرن قبلها شبا بشب وذراعا بذراع وثبت ف‬ ‫الصحيحي وغيها عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ (( :‬لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة‬ ‫حت لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )) قالوا يا رسول ال اليهود والنصارى ؟ قال ‪ :‬فمن ؟ وأخب ف‬ ‫الديث الخر أن أمته ستفترق على ثلث وسبعي فرقة كلها ف النار إل واحدة قالوا ‪ :‬من هي يا‬ ‫رسول ال ؟‬ ‫قال ‪ :‬من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحاب‪.‬‬ ‫إذا عرف هذا فمعلوم ما قد عمت به البلوى من حوادث المور الت أعظمها الشراك بال والتوجه إل‬ ‫الوتى وسؤالم النصر على العداء وقضاء الاجات وتفريج الكربات الت ل يقدر عليها إل رب الرض‬ ‫والسموات وكذلك التقرب إليهم بالنذر وذبح القربان‪ ،‬والستغاثة بم ف كشف الشدائد وجلب‬ ‫الفوائد إل غي ذلك من أنواع العبادة الت ل تصلح إل ل‪ .‬وصرف شيء من أنواع العبادة لغي ال‬ ‫‪52‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫كصرف جيعها لنه سبحانه أغن الشركاء عن الشرك ول يقبل من العمل إل ما كان خالصا كما قال‬ ‫تعال‪ " :‬فاعبد ال ملصا له الدين أل ل الدين الالص والذين اتذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إل‬ ‫ليقربونا إل ال زلفى إن ال يكم بينهم فيما هم فيه يتلفون إن ال ل يهدى من هو كاذب كفار فأخب‬ ‫سبحانه أنه ل يرضى من الدين إل ما كان خالصا لوجهه وأخب أن الشركي يدعون اللئكة والنبياء‬ ‫والصالي ليقربوهم إل ال زلفى ويشفعوا لم عنده‪ ،‬وأخب أنه ل يهدي من هو كاذب كفار فكذبم‬ ‫ف هذه الدعوى وكفرهم فقال ‪ (( :‬إن ال ل يهدي من هو كاذب كفار )) وقال تعال ‪(( :‬ويعبدون‬ ‫من دون ال مال يضرهم ول ينفعهم ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال قل أتنبئون ال با ل يعلم ف‬ ‫السموات ول ف الرض سبحانه وتعال عما يشركون )) فاخب أن من جعل بينه وبي ال وسائط‬ ‫يسألم الشفاعة فقد عبدهم وأشرك بم وذلك أن الشفاعة كلها ل كما قال تعال ‪ (( :‬قل ل الشفاعة‬ ‫جيعا ))‪.‬‬ ‫فل يشفع عنده أحد إل كما قال تعال ‪ (( :‬من ذا الذي يشفع عنده إل بأذنه )) وقال تعال ‪ (( :‬يومئذ‬ ‫ل تنفع الشفاعة إل من أذن له الرحن ورضي له قول )) وهو سبحانه ل يرض إل التوحيد كما قال‬ ‫تعال ‪ (( :‬ول يشفعون إل لن ارتض ) ) وقال تعال ‪ (( :‬قل ادعوا الذين زعمتم من دون ال ل يلكون‬ ‫مثقال ذرة ف السموات ول ف الرض ومالم فيها من شرك وما له منهم من ظهي ول تنفع الشفاعة‬ ‫عنده إل لن أذن له )) فالشفاعة حق ول تطلب ف دار الدنيا إل من ال تعال كما قال تعال ‪ (( :‬وأن‬ ‫الساجد ل فل تدعو مع ال أحدا )) وقال ‪ (( :‬ول تدع من دون ال ما ل ينفعك ول يضرك فإن‬ ‫فعلت فإنك إذا من الظالي )) فإذا كان الرسول ال صلى ال عليه وسلم وهو سيد الشفعاء‪ ،‬وصاحب‬ ‫القام الحمود‪ ،‬وآدم فمن دونه تت لوائه ل يشفع إل بإذن ال ل يشفع إبتداء بل ‪ (( :‬يأت فيخر‬ ‫ساجدا فيحمده بحامد يعلمه إياها ث يقال ارفع رأسك‪ ،‬وقل يسمع‪ ،‬وسل تعط‪ ،‬واشفع تشفع ث يد‬ ‫له حدا فيدخلهم النة )) فكيف بغيه من النبياء والولياء ؟‬ ‫وهذا الذي ذكرناه ل يالف فيه أحد من علماء السلمي بل قد أجع عليه السلف الصال من الصحابة‬ ‫والتابعي والئمة الربعة وغيهم من سلك سبيلهم ودرج على منهجهم‪.‬‬ ‫وأما ما صدر من سؤال النبياء والولياء الشفاعة بعد موتم وتعظيم قبورهم ببناء القباب عليها والسرج‬ ‫والصلة عندها واتاذها أعيادا وجعل السدنة والنذور لا فكل ذلك من حوادث المور الت أخب‬ ‫بوقوعها‬ ‫‪53‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫النب صلى ال عليه وسلم وحذر منها كما ف الديث عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ (( :‬ل تقوم‬ ‫الساعة حت يلحق حي من أمت بالشركي وحت تعبد فئام من أمت الوثان )) وهو صلى ال عليه وسلم‬ ‫حى جناب التوحيد أعظم حاية وسد كل طريق يوصل إل الشرك فنهى أن يصص القب‪ ،‬وأن يبن عليه‬ ‫كما ثبت ف صحيح مسلم من حديث جابر‪ ،‬وثبت فيه أيضا أنه بعث علي بن أب طالب رضي ال عنه‬ ‫وأمره أن ل يدع فبا مشرفا إل سواه ول تثال إل طمسه ولذا قال غي واحد من العلماء يب هدم‬ ‫القبب البنية على القبور لنا أسست على معصية الرسول صلى ال عليه وسلم‪.‬‬ ‫فهذا هو الذي أوجب الختلف بيننا وبي الناس حت آل بم المر إل أن كفرونا وقاتلونا واستحلوا‬ ‫دماءنا وأموالنا حت نصرنا ال عليهم وظفرنا بم‪ ،‬وهو الذي ندعو الناس إليه ونقاتلهم عليه بعد ما نقيم‬ ‫عليهم الجة من كتاب ال وسنة رسوله وإجاع السلف الصال من الئمة متثلي لقوله سبحانه وتعال ‪:‬‬ ‫(( وقاتلوهم حت ل تكون فتنة ويكون الدين كله ل )) فمن ل يب الدعوة بالجة والبيان قاتلناه‬ ‫بالسيف والسنان كما قال تعال ‪ (( :‬لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب واليزان ليقوم‬ ‫الناس بالقسط وأنزلنا الديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلهم ال من ينصره ورسله بالغيب إن ال‬ ‫قوي عزيز ))‪ ،‬وندعو الناس إل إقام الصلة ف الماعات على الوجه الشروع وإيتاء الزكاة وصيام شهر‬ ‫رمضان وحج بيت ال الرام ونأمر بالعروف وننهى عن النكر كما قال تعال ‪ (( :‬الذين إن مكناهم ف‬ ‫الرض أقاموا الصلة وآتوا الزكاة وأمروا بالعروف ونوا عن النكر ول عاقبة المور ))‪.‬‬ ‫فهذا هو الذي نعتقد وندين ال به فمن عمل بذلك فهو أخونا السلم له ما لنا وعليه ما علينا‪.‬‬ ‫ونعتقد أيضا أن أمة ممد صلى ال عليه وسلم التبعي لسنته ل تتمع على ضللة وأنه ل تزال طائفة من‬ ‫أمته على الق منصورة ل يضرهم من خذلم ول من خالفهم حت يأت أمر ال وهم على ذلك‪ ،‬وصلى‬ ‫ال على ممد‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫القسم الثاني‬ ‫بيان أنواع التوحيد‬ ‫ص ( ‪) 117‬‬ ‫الرسالة الثامنة عشرة‬ ‫ص ( ‪) 119‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫وسئل الشيخ ممد بن عبد الوهاب رحه ال تعال‪.‬‬ ‫قال السائل ‪ :‬ما يقول الشيخ شرح ال صدره‪ ،‬ويسر له أمره‪ ،‬ف مسائل أشكلت علي فيما يب علينا‬ ‫من معرفة ال‪ ،‬إذا كان موجب اللية الربوبية وأراك قليل التعريج عليها عند تقرير اللية ؟ ويشكل علي‬ ‫أيضا كون مشركي العرب أقروا به‪ ،‬هل يكون من غي معرفة لوضوحه أم توغلوا ف التقليد ول يلتفتوا‬ ‫للحقيقة الوجبة للعبادة‪ ،‬أم زعمهم إن هذا شيء يرضاه الرب أم كيف الال ؟ أيضا كلمة التوحيد‬ ‫كونا متوية على جيع الدين من إنزال الكتب وإرسال الرسل‪ ،‬وأنا نافية جيع القصودات السمات‬ ‫باللة الباطلة إذ حدها القصد فتسمى بذلك من غي استحقاق لنا ملوقة مربوبة مقهورة‪ ،‬والواحد ف‬ ‫القصد هو الواحد ف اللق وإن تكلم الناس ف معناها وعملها‪ ،‬وأن ألفاظها مردة من غي معرفة ل يفيد‬ ‫شيئا‪ ،‬لكن نظرت ف حديث الشفاعة الكبى عند قوله سبحانه ‪ (( :‬عسى أن يبعثك ربك مقاما‬ ‫ممودا )) وإخراجه العصاة من أمته بإذن ربه حت قال ‪ (( :‬إنذن ل فيمن قال ‪ :‬ل إله إل ال )) هذا‬ ‫مشكل علي جدا وقاصر فهمي عن معرفته إذا كان كلمة التوحيد هي الغاية وتقييدها بالعرفة مع العمل‪،‬‬ ‫وإخراجه صلى ال عليه وسلم من كان ف قلبه أدن مثقال حبة خردل من إيان فأنت جزاك ال خيا‬ ‫بي ل معن هذا الكلم ل أضل ول أضل‪ ،‬وأخبك أن غافل الفهم ف الربوبية ما فهمي بيد ف اللية‬ ‫فحي بان ل شيء من معرفتها واتضح ل بعض العرفة ف اللية بضرب الثل ‪ :‬أن فيصل ما استعبد‬ ‫لعريعر إل لجل كب ملك عريعر مع أنه قبيل له‪ ،‬وأظن غالب الناس كذلك وفيهم من ل يرى الربوبية‬ ‫ول يعتبها أو يتهاون با وهذا تسمعه من بعضهم فجزاك ال خيا صرح بالواب فأجاب‪.‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫‪55‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫إل الخ حسن‪ ،‬سلم عليكم ورحة ال وبركاته ( وبعد ) سرن ما ذكرت من الشكال وانصرافك إل‬ ‫الفكرة ف توحيد الربوبية‪ ،‬ول يفاك أن التفصيل يتاج إل أطوال‪ ،‬ولكن ما ل يدرك كله ل يترك كله؛‬ ‫فأما توحيد الربوبية فهو الصل ول يغلط ف اللية إل من ل يعطه حقه‪ ،‬كما قال تعال‪ ،‬فيمن أقر‬ ‫بسئلة منه ‪ (( :‬ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن ال فأن يؤفكون )) وما يوضح لك المر أن التوكل من‬ ‫نتائجه والتوكل من أعلى مقامات الدين ودرجات الؤمني وقد تصدر النابة والتوكل من عابد الوثن‬ ‫بسبب معرقته بالربوبية‪ ،‬كما قال تعال ‪ (( :‬وإذا مس النسان ضر دعا ربه منيبا إليه )) الية‪ ،‬وأما‬ ‫عبادته سبحانه بالخلص دائما ف الشدة والرخاء فل يعرفونا وهي نتيجة اللية‪ ،‬وكذلك اليان بال‬ ‫واليوم الخر‪ ،‬واليان بالكتب ؛ والرسل وغي ذلك‪ ،‬وأما الصب والرضا‪ ،‬والتسليم والتوكل‪ ،‬والنابة‪،‬‬ ‫والتفويض والحبة‪ ،‬والوف‪ ،‬والرجاء‪ ،‬فمن نتائج توحيد الربوبية‪ ،‬وهذا وأمثاله ل يعرف إل بالتفكر ل‬ ‫بالطالعة‪ ،‬وفهم العبارة‪ ،‬وأما الفرق بينهما فإن أفراد أحدها مثل قوله ‪ (( :‬إن الذين قالوا ربنا ال ث‬ ‫استقاموا )) فهو توحيد اللية ؛ وكذلك إذا أفرد توحيد اللية مثل قوله ‪ (( :‬فاعلم أنه ل إله إل ال ))‬ ‫وأمثال ذلك ؛ فإن قرن بينهما فسرت كل لفظة بأشهر معانيها كالفقي والسكي‪.‬‬ ‫وأما ما ذكرت من أهل الاهلية كيف ل يعرفوا اللية إذا أقروا بالربوبية هل هو كذا أو كذا أو غي‬ ‫ذلك فهو لجموع ما ذكرت وغيه ؟‬ ‫وأعجب من ذلك ما رأيت وسعت من يدعى أنه أعلم الناس‪ ،‬ويفسر القرآن ويشرح الديث بجلدات‬ ‫ث يشرح ( البدة ) ويستحسنها ويذكر ف تفسيه وشرحه للحديث أنه شرك‪ ،‬ويوت ما عرف ما خرج‬ ‫من رأسه‪ ،‬هذا هو العجب العجاب‪ ،‬أعجب بكثي من ناس ل كتاب لم ول يعرفون جنة ول نارا‪ ،‬ول‬ ‫رسول ول إلا‪ ،‬وأما كون ل إله إل ال تمع الدين كله‪ ،‬وإخراج من قالا من النار إذا كان ف قلبه أدن‬ ‫مثقال ذرة‪ ،‬فل إشكال ف ذلك ‪ :‬وسر السألة أن اليان يتجزأ‪ ،‬ول يلزم إذا ذهب بعضه أن يذهب‬ ‫كله‪ ،‬بل هذا مذهب الوارج‪ ،‬فالذي يقول العمال كلها من ( ل إله إل ال ) فقوله الق‪ ،‬والذي‬ ‫يقول يرج من النار من قالا وف قلبه من اليان مثقال ذرة فقوله الق‪ ،‬السبب ما ذكرت لك من‬ ‫التجزي‪ ،‬وبسبب الغفلة عن التجزي غلط أبو حنيفة وأصحابه ف زعمهم‪ ،‬أن العمال ليست من اليان‬ ‫والسلم‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة التاسعة عشرة‬ ‫ص ( ‪) 123‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل من يصل إليه هذا الكتاب من السلمي‪ ،‬سلم عليكم ورحة ال وبركاته‬ ‫خصوصا ممد بن عبيد وعبد القادر العديلي وابنه وعبد ال بن سحيم وعبد ال بن عضيب وحيدان بن‬ ‫تركي وعلي بن زامل وممد أبا اليل وصال بن عبد ال‪ ،‬أما بعد‪.‬‬ ‫فإن ال تبارك وتعال أرسل ممدا صلى ال عليه وسلم إلينا على حي فترة من الرسل فهدى ال به إل‬ ‫الدين الكامل والشرع التام وأعظم ذلك وأكبه‪ ،‬وزبدته هو إخلص الدين ل بعبادته وحده ل شريك‬ ‫له والنهي عن الشرك وهو أن ل يدعى أحدا من أحد من دونه من اللئكة والنبي فضلً عن غيهم‪،‬‬ ‫فمن ذلك أنه ل يسجد إل ل ول يركع إل له ول يدعى لكشف الضر إل هو ول للب الي إل هو‬ ‫ول ينذر إل له ول يلف إل به ول يذ بح إل له وج يع العبادات ل ت صلح له وحده ل شر يك له‪ ،‬وهذا‬ ‫معن قول ل إله إل ال فإن الألوه هو القصود العتمد عليه وهذا أمر هي عند من ل يعرفه كبي عظيم‬ ‫عند من عرفه‪ ،‬فمن عرف هذه السألة عرف أن أكثر اللق قد لعب بم الشيطان وزين لم الشرك بال‬ ‫وأخرجه ف قالب حب الصالي وتعظيمهم‪.‬‬ ‫والكلم ف هذا ينبن على قاعدتي عظيمتي ‪:‬‬ ‫( القاعدة الول ) ‪ :‬أن تعرف أن الكفار الذين قاتلهم رسول ال صلى ال عليه وسلم يعرفون ال‬ ‫ويعظمونه ويجون ويعتمرون ويزعمون أنم على دين إبراهيم الليل‪ ،‬وأنم يشهدون أنه ل يلق ول‬ ‫يرزق ول يدبر المر إل ال وحده ل شريك له كما قال تعال ‪ " :‬قل من يرزقكم من السماء والرض‬ ‫الية فإذا عرفت أن الكفار يشهدون بذا كله فاعرف ‪:‬‬ ‫( القاعدة الثانية ) ‪ :‬وهي أنم يدعون الصالي مثل اللئكة وعيسى وعزيز وغيهم وكل من ينتسب‬ ‫إل شيء من هؤلء ساه إلا ول يعن بذلك أن يلق أو يرزق بل يدعون اللئكة وعيسى ويقولون‬ ‫هؤلء شفعاؤنا عند ال‪ ،‬ويقولون ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال زلفى والله ف لغتهم هو الذي يسمى‬ ‫ف لغتنا الذي فيه سر والذين يسمونه الفقراء شيخهم يعنون بذلك أنه يدعى وينفع ويضر إل أنم مقرون‬ ‫ل بالتفرد باللق والرزق وليس ذلك معن الله به الله القصود الدعو الرجو لكن الشركون ف زماننا‬ ‫أضل من الكفار ف زمن رسول ال صلى ال عليه وسلم من وجهي ‪:‬‬ ‫‪57‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫أحدها ‪ :‬أن الكفار إنا يدعون النبياء واللئكة ف الرخاء‪ ،‬وأما ف الشدائد فيخلصون ل الدين كما‬ ‫قال تعال ‪ (( :‬وإذا مسكم الضر ف البحر ضل من تدعون إل إياه))الية‪.‬‬ ‫والثان أن مشركي زماننا يدعون أناسا ل يوازنون عيسى واللئكة‪ .‬إذ عرفتم هذا فل يفى عليكم ما‬ ‫مل الرض من الشرك الكب عبادة الصنام هذا يأتى إل قب نب‪ ،‬وهذا إل قب صحاب كالزبي وطلحة‪،‬‬ ‫وهذا إل قب رجل صال‪ ،‬وهذا يدعوه ف الضراء وف غيبته‪ ،‬وهذا ينذر له وهذا يذبح للجن‪ ،‬وهذا‬ ‫يدخل عليه من مضرة الدنيا والخرة‪ ،‬وهذا يسأله خي الدنيا والخرة فإن كنتم تعرفون أن هذا من‬ ‫الشرك كعبادة الصنام الذي يرج الرجل من السلم‪ ،‬وقد مل الب والبحر وشاع وذاع حت إن كثيا‬ ‫من يفعله يقوم الليل ويصوم النهار وينتسب إل الصلح والعبادة فما بالكم ل تفشوه ف الناس وتبينوا‬ ‫لم أن هذا كفر بال مرج عن السلم أرأيتم لو أن بعض الناس أو أهل بلدة تزوجوا أخواتم أو عماتم‬ ‫جهل منهم أفيحل لن يؤمن بال واليوم الخر أن يتركهم ل يعلمهم أن ال حرم الخوات والعمات‪،‬‬ ‫فإن كنتم تعتذرون أن نكاحهم أعظم ما يفعله الناس اليوم عند قبور الولياء والصحابة‪ ،‬وف غيبتهم عنها‬ ‫فاعلموا أنكم ل تعرفوا دين السلم ول شهادة أن ل إله إل ال ودليل هذا ما تقدم من اليات الت بينها‬ ‫ال ف كتابه‪ ،‬وإن عرفتم ذلك فكيف يل لكم كتمان ذلك والعراض عنه‪ ،‬وقد أخذ ال ميثاق الذين‬ ‫أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ول تكتمونه فإن كان الستدلل بالقرآن عندكم هزؤا وجهل كما هي‬ ‫عادتكم ول تقبلونه فانظروا ف ( القناع ) ف باب حكم الرتد‪ ،‬وما ذكر فيه من المور الائلة الت ذكر‬ ‫أن النسان إذا فعلها فقد ارتد وحل دمه مثل العتقاد ف النبياء والصالي‪ ،‬وجعلهم وسائط بينه وبي‬ ‫ال‪ ،‬ومثل الطيان ف الواء‪ ،‬والشي ف الاء فإذا كان من فعل هذه المور منكم مثل السائح العرج‬ ‫ونوه تعتقدون صلحه ووليته‪ ،‬وقد صرح ف ( القناع ) بكفره‪ ،‬فاعلموا أنكم ل تعرفوا معن شهادة‬ ‫أن ل إله إل ال‪ ،‬فإن بان لكم ف كلمي هذا شيء من الغلو من أن هذه الفاعيل لو كانت حراما فل‬ ‫ترج من السلم وإن فعل أهل زماننا ف الشدائد ف الب والبحر وعند قبور النبياء والصالي ليست‬ ‫من هذه بينوا لنا الصواب وأرشدونا إليه ؛ وإن تبي لكم أن هذا هو الق الذي ل ريب فيه وأن الواجب‬ ‫إشاعته ف الناس وتعليمه النساء والرجتا فرحم ال من أدى الواجب عليه وتاب إل ال وأقر على نفسه‬ ‫فإن التائب منم الذنب كمن ل ذنب له وعسى ال أن يهدينا وإياكم وإخواننا لا يب ويرضى والسلم‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة العشرون‬ ‫( ص ‪) 129‬‬ ‫ومنها رسالة أرسلها إل عبد ال بن سحيم مطوع الجمعة قال فيها ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل عبد ال بن سحيم حفظه ال تعال‪ ،‬سلم عليكم ورحه ال وبركاته‪ ،‬أما‬ ‫بعد‪ ،‬فقد وصل كتابك تطلب شيئا من معن كتاب الويس الذي أرسل لهل الوشم وأنا أجيبك عن‬ ‫الكتاب جلة فإن كان الصواب فيه فنبهن وأرجع إل الق‪ ،‬وإن كان المر كما ذكرت لك من غي‬ ‫مازفة بل أنا مقتصر فالواجب على الؤمن أن يدور مع الق حيث دار وذلك أن كتابة مشتمل على‬ ‫الكلم ف ثلثة أنواع من العلوم ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬علم الساء والصفات الذي يسمى علم أصول الدين ويسمى أيضا العقائد‪.‬‬ ‫والثان ‪ :‬الكلم على التوحيد والشرك‪.‬‬ ‫والثالث ‪ :‬القتداء بأهل العلم واتباع الدلة‪ ،‬وترك ذلك‪.‬‬ ‫أما الول ‪ :‬فإنه أنكر على أهل الوشم إنكارهم على من قال ليس بوهر ول جسم ول عرض‪ ،‬وهذا‬ ‫النكار جع فيه بي اثنتي ‪:‬‬ ‫إحداها ‪ :‬أنه ل يفهم كلم ابن عيدان وصاحبه‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬أنه ل يفهم صورة السألة ؛ وذلك أن مذهب المام أحد وغيه من السلف أنم ل يتكلمون ف‬ ‫هذا النوع إل با يتكلم ال به ورسوله فما أثبته ال لنفسه أو أثبته رسوله أثبتوه مثل الفوقية والستواء‬ ‫والكلم والجيء وغي ذلك وما نفاه ال عن نفسه ونفاه عنه رسوله نفوه مثل الثل والند والسمي وغي‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫وأما ما ل يوجد عن ال ورسوله إثباته ونفيه مثل الوهر والسم والعرض والهة وغي ذلك ل يثبتونه‬ ‫ول ينفونه فمن نفاه مثل صاحب الطبة الت أنكرها ابن عيدان وصاحبه فهو عند أحد والسلف مبتدع‪،‬‬ ‫ومن أثبته مثل هشام ابن الكم وغيهم فهو عندهم مبتدع‪ ،‬والواجب عندهم السكوت عن هذا النوع‬ ‫اقتداء بالنب صلى ال عليه وسلم وأصحابه‪ ،‬هذا معن كلم المام أحد الذي ف رسالة الويس أنه قال ‪:‬‬ ‫ل أرى الكلم إل ما ورد عن النب صلى ال عليه وسلم فمن العجب استدلله بكلم المام أحد على‬ ‫ضده‪ ،‬ومثاله ف ذلك كمثل حنفي يقول الاء الكثي ولو بلغ قلتي ينجس بجرد اللقاة من غي تغي فإذا‬ ‫‪59‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫سئل عن الدليل قال قوله صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬الاء طهور ل ينجسه شيء)) فيستدل بدليل خصمه‬ ‫فهل يقول هذا من يفهم ما يقول ؟‬ ‫وأ نا أذ كر لك كلم النابلة ف هذه ال سألة قال الش يخ ت قي الد ين ب عد كلم له على من قال إ نه ل يس‬ ‫بو هر ول عرض ككلم صاحب الط بة قال رح ه ال ‪ :‬فهذه اللفاظ ل يطلق إثبات ا ول نفي ها كل فظ‬ ‫الوهر والسم والتحيز والهة ونو ذلك من اللفاظ ولذا لا سئل ابن سريج عن التوحيد فذكر توحيد‬ ‫السلمي قال ‪ :‬وأما توحيد أهل الباطل فهو الوض ف الواهر والعراض وإنا بعث النب صلى ال عليه‬ ‫وسلم بإنكار ذلك‪ ،‬وكلم السلف والئمة ف ذم الكلم وأهله مبسوط ف غي هذا الوضع‪ ،‬والقصود أن‬ ‫الئمة كأحد وغيه لا ذكر لم أهل البدع اللفاظ الجملة كلفظ السم والوهر واليز ل يوافقوهم ل‬ ‫على إطلق الثبات ول على إطلق النفي انتهى كلم الشيخ تقي الدين‪.‬‬ ‫إذا تدبرت هذا عر فت أن إنكار ا بن عيدان و صاحبه على الط يب الكلم ف هذا ع ي ال صواب‪ ،‬و قد‬ ‫اتبعا ف ذلك إمامها أحد بن حنبل وغيه ف إنكارهم ذلك على البتدعة ففهم صاحبكم أنما يريدان‬ ‫إثبات ضد ذلك وأن ال جسم وكذا ول كذا‪ ،‬تعال ال عن ذلك‪ ،‬وظن أيضا أن عقيدة أهل السنة هي‬ ‫نفي أنه ل جسم ول جوهر ول كذا‪ ،‬وقد تبي لكم الصواب أن عقيدة أهل السنة هي السكوت من‬ ‫أثبت بدعوه ومن نفى بدعوه‪ ،‬فالذي يقول ليس بسم ول‪ ..‬ول‪ ..‬هم الهمية والعتزلة‪ ،‬والذين يثبتون‬ ‫ذلك هو هشام وأصحابه‪ .‬والسلف بريئون من الميع من أثبت بدعوه ومن نفى بدعوه فالويس ل يفهم‬ ‫كلم الحياء ول كلم الموات وجعل النفي الذي هو مذهب الهمية والعتزلة مذهب السلف‪ ،‬وظن‬ ‫أن من أنكر النفي أنه يريد الثبات كهشام وأتباعه‪ ،‬ولكن أعجب من ذلك استدلله على ما فهم بكلم‬ ‫أحد التقدم ومن كلم أبو الوفا ابن عقيل قال أنا أقطع أن أبا بكر وعمر ماتا عرفا الوهر والعرض فإن‬ ‫رأيت أن طريقة أب علي البائي وأب هاشم خي لك من طريقة أب بكر وعمر فبئس ما رأيت انتهى‪،‬‬ ‫وصاحبكم يدعي أن الرجل ل يكون من أهل السنة حت يتبع أبا علي وأبا هاشم بنفي الوهر والعرض‪،‬‬ ‫فإن أنكر الكلم فيهما مثل أب بكر وعمر فهو عنده على مذهب هشام الرافضي‪.‬‬ ‫فظهر با قررناه أن الطيب الذي يتكلم بنفي العرض والوهر أخذه من مذهب الهمية والعتزلة‪ ،‬وأن‬ ‫ا بن عيدان و صاحب أنكرا ذلك م ثل ما أنكره أح د والعلماء كل هم على أ هل البدع‪ ،‬وقوله ف الكتاب‬ ‫ومذهب أهل السنة إثبات من غي تعطيل ول تسيم ول كيف ول أين إل آخره وهذا من أبي الدلة‬ ‫على أنه ل يفهم عقيدة النابلة ول ييز بينها وبي عقيدة البتدعة وذلك أن إنكار الين من عقائد أهل‬ ‫‪60‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الباطل وأهل السنة يثبتونه اتباعا لرسول ال صلى ال عليه وسلم كما ف الصحيح أنه قال للجارية أين‬ ‫ال ؟ فز عم هذا الر جل أن إثبات ا مذ هب البتد عة وأن إنكار ها مذ هب أ هل ال سنة ك ما ق يل وعك سه‬ ‫بعكسه ‪ /‬وأما السم فتقدم الكلم أن أهل الق ل يثبتونه ول ينفونه فغلظ عليهم ف إثباته‪ ،‬وأما التعطيل‬ ‫والكيف فصدق ف ذلك فجمع لكم أربعة ألفاظ نصفها حق من عقيدة الق ونصفها باطل من عقيدة‬ ‫الباطل وساقها مساقا واحدا وزعم أنه مذهب أهل السنة فجهل وتناقض‪ .‬وقوله أيضا ويثبتون ما أثبته‬ ‫الرسول صلى ال عليه وسلم من السمع والبصر والياة والقدرة والرادة والعلم والكلم إل آخره‪ ،‬وهذا‬ ‫أيضا من أعجب جهله وذلك أن هذا مذهب طائفه من البتدعة يثبتون الصفات السبع وينفون ما عداها‬ ‫ولو كان ف كتاب ال ويؤولو نه‪ .‬وأ ما أ هل ال سنة ف كل ما جاء عن ال ور سوله أثبتوه وذلك صفات‬ ‫كثية ل كن أظنه نقل هذا من كلم البتدعة وهو ل ي يز بي كلم أهل الق من كلم أهل الباطل إذا‬ ‫تقرر هذا فقد ثبت خطؤه من وجوه ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬أنه ل يفهم الرسالة الت بعثت إليه‪.‬‬

‫الثان ‪ :‬أنه بت أهلها بإثبات السم وغيه‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬أنه نسبهم إل الرافضة‪ ،‬ومعلوم أن الرافضة من أبعد الناس عن هذا الذهب وأهله‪.‬‬ ‫الرابع ‪ :‬أنه نسب من أنكر هذه اللفاظ إل الرفض والتجسيم‪ ،‬وقد تبي أن المام أحد وجيع السلف‬ ‫ينكرونه فلزم كلمه أن مذهب المام أحد وجيع السلف مسمة على مذهب الرفض‪.‬‬ ‫الامس ‪ :‬أنه نسب كلمهما إل الفرية السمية فجعل عقيدة إمامه وأهل السنة فرية جسمية‪.‬‬ ‫ال سادس ‪ :‬أ نه ز عم أن البدع اشتعلت ف ع صر المام أح د ث ما تت ح ت أحيا ها أ هل الو شم فمفهوم‬ ‫كل مه بل صريه أن ع صر المام أح د وأمثاله ع صر البدع والضلل وع صر ا بن إ ساعيل ع صر ال سنة‬ ‫والق‪.‬‬ ‫السابع ‪ :‬أنه نسبها إل التعطيل‪ ،‬والتعطيل إنا هو جحد الصفات‪.‬‬ ‫الثامن ‪ :‬بتهما أنما نسبا من قبلهما من العلماء إل التعطيل لكونما أنكرا على خطيب البتدعة وهذا‬ ‫من البهتان الظاهر‪.‬‬ ‫التاسع ‪ :‬أنه نسبهما إل وراثة هشام الرافضي‪.‬‬ ‫العاشر ‪ :‬أن السلم أخو السلم فإذا أخطأ أخوه نصحه سرا وبي له الصواب فإذا عاند أمكنه الجاهرة‬ ‫بالعداوة وهذا لا راسله صنف عليهما ما علمت وأرسله إل البلدان اعرفون‪ ..‬اعرفون تراى جاي من‬ ‫الشام‪.‬‬ ‫‪61‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫وأ ما التنا قص وكون كل مه يكذب بعضه بعضا ف من وجوه ‪ :‬منها ن سبهما تارة إل التج سيم وتارة إل‬ ‫التعطيل‪ ،‬ومعلوم أن التعطيل ضد التجسيم‪ ،‬وأهل هذا أعداء لهل هذا والق وسط بينهما‪ ،‬ومنها أن‬ ‫ن سبهما إل الهم ية وإل الج سمة والهم ية والج سمة بينه ما من التنا قض والتبا عد ك ما ب ي ال سواد‬ ‫والبياض وأهل السنة وسط بينهما‪ ،‬ومنها ‪ :‬أنه يقول مذهب أهل الق إثبات الصفات ث يقول ول أين‬ ‫ول ول وهذا تناقض‪ ،‬ومنها أنه يقول ما أثبته ال ورسوله أثبت ث يص ذلك بالصفات السبع فهذا عي‬ ‫التنا قض‪ .‬فعقيد ته ال ت ن سب ل هل ال سنة جع ها من ن و أر بع فرق من البتد عة ينا قض بعض هم بعضا‬ ‫ويسب بعضهم بعضا ولو فهمت حقيقة هذه العقيدة لعلتها ضحكة‪ ،‬ومنها ‪ :‬أنه يذكر عن أحد أن‬ ‫الكلم ف هذه الشياء مذموم إل ما نقل عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه وتابعيهم ث ينقل‬ ‫ل كم إثبات كلم البتد عة ونفي هم ويتكلم بذه العقيدة العكو سة ويز عم أن ا عقيدة أ هل ال ق‪ .‬هذا ما‬ ‫تيسر كتابته عجل على السراج والأمول فيك أنك تنظر فيها بعي البصية‪ ،‬وتتأمل هذا المر‪ ،‬واعرض‬ ‫هذا عل يه واطلب م نه الواب عن كل كل مة من هذا فإن أجا بك بش يء فاكت به وإن عرف ته باطل وإل‬ ‫فراجع ن ف يه أبي نه لك ول ت ستحقر هذا ال مر فإن حر صت عل يه جدا عر فك عقيدة المام أح د وأ هل‬ ‫السنة وعقيدة البتدعة وصارت هذه الواقعة أنفع لك من القراءة ف علم العقائد شهرين أو ثلثة بسبب‬ ‫الطأ والختلف ما يوضح الق ويبي لبائه‪.‬‬ ‫وأما النوع الثان ‪ :‬فهو كلم ف الشرك والتوحيد وهو الصيبة العظمى والداهية الصما والكلم على هذا‬ ‫النوع والرد على هذا الاهل يتمل ملدا وكلمه فيه كما قال ابن القيم إذا قرأ الؤمن تارة يبكي وتارة‬ ‫يضحك ولكن أنبهك منه على كلمتي ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬قوله إنما نسبا من قبلهما إل الروج من السلم والشرك الكب أفيظن أن قوم موسى لا قالوا‬ ‫اجعل لنا إلا خرجوا من السلم ؟‬ ‫أفيظن أن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم لا قالوا اجعل لنا ذات أنواط فحلف لم أن هذا مثل‬ ‫قول قوم موسى اجعل لنا إلا أنم خرجوا من السلم ؟ أيظن أن النب صلى ال عليه وسلم لا سعهم‬ ‫يلفون بآبائ هم فنها هم وقال ‪ (( :‬من حلف بغ ي ال ف قد أشرك )) أن م خرجوا من ال سلم ؟ إل غ ي‬ ‫ذلك مـن الدلة التـ ل تصـر فلم يفرق بيـ الشرك الخرج عـن اللة مـن غيه ول يفرق بيـ الاهـل‬ ‫والعاند‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫والكلمة الثانية ‪ :‬قوله إن الشرك ل يقول ل إله إل ال‪ ،‬فياعجبا من رجل يدعى العلم وجاي من الشام‬ ‫يمل كتب فلم تكلم ؟ إذ أنه ل يعرف السلم من الكفر ول يعرف الفرق بي أب بكر الصديق وبي‬ ‫مسيلمة الكذاب‪ ،‬أما علم أن مسيلمة يشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال‪ ،‬ويصلي ويصوم‪ ،‬أما‬ ‫علم أن غلة الرافضـة الذيـن حرقهـم علي يقولوناـ وكذلك الذيـن يقذفون عائشـة ويكذبون القرآن‪،‬‬ ‫وكذلك الذين يزعمون أن جبيل غلط وغي هؤلء من أجع أهل العلم على كفرهم منهم من ينتسب‬ ‫إل السلم‪ ،‬ومنهم من ل ينتسب إليه كاليهود وكلهم يقولون ل إله إل ال وهذا بي عند من له أقل‬ ‫معرفة بالسلم من أن يتاج إل تبيان‪ .‬وإذا كان الشركون ل يقولونا فما معن باب حكم الرتد الذي‬ ‫ذكر الفقهاء من كل مذهب ؟ هل الذين ذكروهم الفقهاء وجعلوهم مرتدين ل يقولونا هذا الذي ذكر‬ ‫أهل العلم أنم أكفر من اليهود والنصارى‪ ،‬وقال بعضهم من شك ف كفر أتباعه فهو كافر وذكرهم ف‬ ‫( القناع ) ف باب ح كم الر تد وإمام هم ا بن عر ب أيظن هم ل يقولون ل إله إل ال ل كن هو آت من‬ ‫الشام وهم يعبدون ابن عرب جاعلي على قبه صنما يعبدونه ولست أعن أهل الشام كلهم حاشا وكل‬ ‫بل ل تزال طائفة على الق وإن قلت واغتربت لكن العجب العجاب استدلله أن رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم دعا الناس إل قول ل إله إل ال‪ ،‬ول يطالبهم بعناها وكذلك أصحاب رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم فتحوا بلد العاجم وقنعوا منهم بلفظ إل آخر كلمه فهل يقول هذا من يتصور ما يقول‬ ‫فنقول أول هو الذي نقض كلمه وكذبه بقوله دعاهم إل ترك عبادة الوثان فإذا كان ل يقنع منهم إل‬ ‫بترك عبادة الوثان تبي أن الن طق ب ا ل ين فع إل بالع مل بقتضا ها و هو ترك الشرك وهذا هو الطلوب‬ ‫ونن إذا نينا عن الوثان الجعولة على قب الزبي وطلحة وغيها ف الشام أو ف غيه فإن قلتم ليس هذا‬ ‫من الوثان وإن دعاء أهل القبور والستغاثة بم ف الشدائد ليست من الشرك مع كون الشركي الذين‬ ‫ف ع هد ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يل صون ل ف الشدائد ول يدعون أوثان م فهذا ك فر‪ ،‬وبين نا‬ ‫وبين كم كلم العلماء من الول ي والخر ين النابلة وغي هم وإن أقرر ت أن ذلك ك فر وشرك و تبي أن‬ ‫قول ل إله إل ال ل ينفـع إل مـع ترك الشرك‪ ،‬وهذا هـو الطلوب وهـو الذي نقول وهـو الذي أكثرتـ‬ ‫النكي فيه وزعمتم أنه ل يرج إل من خراسان وهذا القول كما ف أمثال العامة ل وجه سيح ول بنت‬ ‫رجال‪ ،‬ل أقول صوابا إل خطًأ ظاهرا وسبا لدين ال ول هو أيضا قول باطل يصدق بعضه بعضا بل مع‬ ‫كونه خطأً فهو متناقض يكذب بعضه بعضا ل يصدر إل من هو أجهل الناس وأما دعواه أن الصحابة ل‬ ‫يطلبوا من العا جم إل مرد هذه الكل مة ول يعرفو هم بعنا ها فهذا قول من ل يفرق ب ي د ين الر سلي‬ ‫‪63‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫ود ين النافق ي الذ ين ف الدرك ال سفل من النار فإن الؤمن ي يقولون ا والنافق ي يقولون ا ل كن الؤمن ي‬ ‫يقولونا مع معرفة قلوبم بعناها‪ ،‬وعمل جوارحهم بقتضاها والنافقون يقولونا من غي فهم لعناها ول‬ ‫عمل بقتضاها فمن أعظم الصائب وأكب الهل من ل يعرف الفرق بي الصحابة والنافقي لكن هذا ل‬ ‫يعرف النفاق ول يظنه ف أهل زماننا بل يظنه ف زمان رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه وأما‬ ‫زمانه فصلح بعد ذلك وإذا كان زمانه وبلدانه ينهون عن البدع ومرجها من خراسان فكيف بالشرك‬ ‫والنفاق ؟ و يا و يح هذا القائل ما أجرأه على ال و ما أجهله بقدر ال صحابة وعلم هم ح يث ظن أن م ل‬ ‫يعلمون الناس ل إله إل ال‪ .‬أما علم هذا الاهل أن م ي ستدلون ب ا على م سائل الفقه فضل عن مسائل‬ ‫الشرك‪ ،‬ففي الصحيحي أن عمر رضي ال عنه لا أشكل عليه قتال ما نعي الزكاة لجل قوله صلى ال‬ ‫عليه وسلم (( أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ‪ :‬ل إله إل ال فإذا قالوها عصموا من دماءهم وأموالم‬ ‫إل بق ها )) قال أ بو ب كر فإن الزكاة من حق ها فإذا كان م نع الزكاة من م نع حق ل إله إل ال فك يف‬ ‫بعبادة القبور والذبح للجن ودعاء الولياء وغيهم ما هو دين الشركي‪ .‬وصرح الشيخ تقي الدين ف‬ ‫( اقتضاء الصراط الستقيم ) بأن من ذبح للجن فالذبيحة حرام من جهتي ‪:‬‬ ‫من جهة أنا ما أهل لغي ال به‪.‬‬ ‫ومن جهة أنا ذبيحة مرتد‪.‬‬ ‫فهي كخنير مات من غي ذكاة‪ ،‬ويقول ولو سى ال عند ذبها إذا كانت نيته ذبها للجن ورد على‬ ‫من قال إنه إن ذكر اسم ال حل الكل منها مع التحري ـ وأما ما سألت عنه من قوله اللهم صلى على‬ ‫ممـد إل آخره فهذه الحامـل التـ ذكـر غيـ بعيدة ولو كان النكار على الرجـل اليـت الذي صـنفها‬ ‫والنكار إنا هو على الطباء والعامة الذين يسمعون‪ ،‬فإن كان يزعم أن عامة أهل هذه القرى كل رجل‬ ‫منهم يفهم هذا التأويل فهذا مكابرة‪ ،‬وإن كان يعرف أنم ما قصدوا إل العان الت ل تصلح إل ل ل‬ ‫ينع من النكار عليهم وتبي أنه شرك كون الذي قالا أول قصد معن صحيحا كما لو أن رجل من‬ ‫أهـل العلم كتـب إل عامـة أن نكاح الخوات حلل ففهموا منـه ظاهرة وجعلوا يتزوجون أخواتمـ‬ ‫خاصـتهم وعامتهـم ل ينـع مـن النكار عليهـم وتـبي أن ال حرم نكاح الخوات كون القائل أراد‬ ‫الخوات ف الدين كما قال إبراهيم عليه السلم لسارة هي أخت وهذا واضح بمد ال ولكن من انفتح‬ ‫له تريف الكلم عن مواضعه نفتح له باب طويل عريض‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫وأما النوع الثالث وهو الكلم على التقليد والستدلل فكلمه فيه من أبطل الباطل وأظهر الكذب وهو‬ ‫أيضا كلم جاهل ينقض بعضه بعضا ونن ما أردنا العن الذي ذكر والكلم على هذا طويل ولكن أنا‬ ‫كت بت له كلما ف هذا مع ر سالة طويلة فاطل به وراج عه وتأمله وتكلم ل ف سبيل ال ب ا ير ضي ال‬ ‫ورسوله واحذر من فتنة (( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون)) فمن نا منها فقد نا‬ ‫من شر كث ي ول تغ فل عن قوله ف خط ية ( شرح القناع ) من ع ثر على ش يء م ا ط غى به القلم إل‬ ‫آخره‪ ،‬وقوله ف آخر ها اعلم رح ك ال أن الترج يح إذا اختلف ب ي ال صحاب إل آخره‪ ،‬وإن طم عت‬ ‫بالزيارة والذاكرة من الرأس لعلك أيضا تقق علم العقائد وتيز بي حقه من باطله‪ ،‬وتعرف أيضا علوم‬ ‫اليان بال وحده والكفر بالطاغوت فتراى أشي وألزم فإن رأيت أمر ال ورسوله فهو الطلوب وإل فقد‬ ‫وهبك ال من الفهم ما تيز به بي الق والباطل إن شاء ال تعال‪.‬‬ ‫وهذا الكتاب ل تكتمه عن صاحب الكتاب بل اعرضه عليه فإن تاب وأقر ورجع إل ال فعسى إن زعم‬ ‫أن له حجة ولو ف كلمة واحدة أو أن ف كلمي مازفة فاطلب الدليل فإن أشكل شيء عليك فراجعن‬ ‫ف يه ح ت تعرف كل مي وكل مه‪ ،‬ن سأل ال أن يهدي نا وإياك وال سلمي إل ما ي به ويرضاه‪ ،‬وأ نت ل‬ ‫تلمن على هذا الكلم تران استدعيته أول باللطفة وصبت منه على أشياء عظيمة‪ ،‬والن أشرفت منه‬ ‫على أمور ما ظننتها ل ف عقله ول ف دينه ‪ :‬منها أنه كاتب إل أهل الساء يعاونم على سب دين ال‬ ‫ورسوله‬

‫‪65‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الادية والعشرون‬ ‫( ص ‪) 143‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب سلم عليكم ورحة ال وبركاته إل ممد بن سلطان سلمه ال تعال بعد‪.‬‬ ‫ل يفاك أنه ذكر لنا عنك كلم حسن ويذكر أيضا كلم ما هو بزين‪ ،‬وننتظر قدومك إلينا ونبي لك‬ ‫عسى ال أن يهدينا وإياك الصراط الستقيم‪ ،‬وجاءنا عنك أنك تقول أبغيكم تكتبون ل الدليل من قول‬ ‫ال وقول رسوله‪ ،‬وكلم العلماء على كفر الذين ينصبون أنفسهم للنذور والنخي ف الشدائد‪ ،‬ويرضون‬ ‫بذلك‪ ،‬وينكرون على من زعم أنه شرك‪ ،‬ويذكرون عنك أنك تقول أبغي أعرضه على العلماء ف الرج‬ ‫و ف الح ساء ول كم على أ ن ما أق بل من هم الطفا يس والكلم الفا سد فإن بينوا ح جة صحيحة من ال‬ ‫ور سوله أو عن العلماء تف سد كلم كم وإل اتب عت أ مر ال ور سوله‪ ،‬واعتقدت ك فر الطاغوت و من‬ ‫عبدهم وتبأت منهم فإن كنت قلت هذا فهو كلم حسن وفقك ال لطاعته ول يفاك أن أعرض هذا‬ ‫من سني على أهل الحساء وغيهم وأقول كل إنسان أجادله بذهبه إن كان شافعيا فبكلم الشافعية‪،‬‬ ‫وإن كان مالكيا فبكلم الالكية‪ ،‬أو حنبليا أو حنفيا فكذلك فإذا أرسلت إليهم ذلك عدلوا عن الواب‬ ‫لنم يعرفون أن على الق وعم على الباطل وإنا ينعهم من النقياد التكب والعناد على أهل ند كما‬ ‫قال تعال ‪ (( :‬الذين يادلون ف آيات ال بغي سلطان أتاهم إن ف صدورهم إل كب ما هم ببالغيه ))‬ ‫وأنا أذكر لك الدليل على هذا المر وأوصيك بالبحث عنه والرص عليه وأحذرك عن الوى والتعصب‬ ‫بل أق صد و جه ال واطلب م نه وتضرع إل يه أن يهد يك لل حق و كن على حذر من أ هل الح ساء أن‬ ‫يلبسوا عليك بأشياء ل ترد على ال سألة أو يشبهوا عليك بكلم باطل كما قال تعال ((إن منهم لفريقا‬ ‫يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند ال وما هو من‬ ‫عند ال ويقولون على ال الكذب وهم يعلمون‪ ،‬وأنا أشهد ال وملئكته إن أتان منهم حق لقبلنه على‬ ‫الرأس والعي ولكن هيهات أن يقدر أحد أن يدفع حجج ال وبيناته‪.‬‬ ‫واعلم أرشدك ال أن ال سبحانه بعث الرسل وأنزل الكتب لسألة واحدة هي توحيد ال وحده والكفر‬ ‫بالطاغوت كمـا قال تعال ‪ (( :‬ولقـد بعثنـا فـ كـل أمـة رسـول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت ))‪،‬‬ ‫والطاغوت هو الذي يسمى السيد الذي ينخى وينذر له ويطلب منه تفريج الكربات غي ال تعال وهذا‬ ‫يتبي بأمرين عظيمي ‪:‬‬ ‫‪66‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الول ‪ :‬توحيد الربوبية وهو الشهادة بأنه ل يلق ول يرزق ول ييي ول ييت ول يدبر المور إل هو‬ ‫وهذا حق‪ ،‬ول كن أع ظم الكفار كفرا الذ ين قاتل هم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يشهدون به ول‬ ‫يدخلهم ف السلم كما قال تعال ‪ (( :‬قل من يرزقكم من السماء والرض أمن يلك السمع والبصار‬ ‫ومن يرج الي من اليت ويرج اليت من الي ومن يدبر المر فسيقولون ال فقل أفل تتقون )) فإذا‬ ‫تدبرت هذا المر العظيم وعرفت أن الكفار يقرون بذا كله ل وحده ل شريك له‪ ،‬وأنم إنا اعتقدوا ف‬ ‫آلتهم لطلب الشفاعة والتقرب إل ال كما قال تعال ‪ (( :‬ويعبدون من دون ال مال يضرهم ول ينفهم‬ ‫ويقولون هؤلء شفعاؤ نا ع ند ال" و ف ال ية الخرى ‪ (( :‬والذ ين اتذوا من دو نه أولياء ما نعبد هم إل‬ ‫ليقربونا إل ال زلفى )) فإذا تبي لك هذا وعرفته معرفة جيدة بقي للمشركي حجة أخرى وهي أنم‬ ‫يقولون هذا حق ول كن الكفار يعتقدون ف ال صنام فالواب القا طع أن يقال ل م إن الكفار ف زما نه‬ ‫صلى ال عليه وسلم منهم من يعتقد ف الصنام‪ ،‬ومنهم من يعتقد ف قب رجل صال مثل اللت‪ ،‬ومنهم‬ ‫من يعتقد ف الصنام‪ ،‬ومنهم من يعتقد ف الصالي وهم الذين ذكر ال ف قوله عز وجل ‪ (( :‬أولئك‬ ‫الذ ين يدعون يبتغون إل رب م الو سيلة أي هم أقرب ويرجون رح ته ويافون عذا به )) يقول تعال هؤلء‬ ‫الذ ين يدعون م الكفار ويدعون مبت هم قوم صالون يفعلون طا عة ال و مع هذا راجون خائفون‪ ،‬فإذا‬ ‫تققـت أن العلي العلى تبارك وتعال ذكـر فـ كتابـه أنمـ يعتقدون فـ الصـالي وأنمـ ل يريدوا إل‬ ‫الشفاعة عند ال والتقرب إليه بالعتقاد ف الصالي وعرفت أن ممدا صلى ال عليه وسلم ل يفرق بي‬ ‫من اعتقد ف الصنام ومن اعتقد ف الصالي بل قاتلهم كلهم وحكم بكفرهم تبي لك حقيقة دين‬ ‫السلم وعرفت‪.‬‬ ‫المر الثان ‪ :‬وهو توحيد اللية وهو أنه ل يسجد إل ل ول يركع إل له ول يدعي ف الرخاء والشدايد‬ ‫إل هو‪ ،‬ول يذبح إل له‪ ،‬ول يعبد بميع العبادات إل ال وحده ل شريك له وأن من فعل ذلك ف نب‬ ‫من النبياء أو ول من الولياء فقد أشرك بال وذلك ال نب أو الرجل ال صال بر يء م ن أشرك به كتبء‬ ‫عيسـى مـن النصـارى‪ ،‬وموسـى مـن اليهود‪ ،‬وعلى مـن الرافضـة وعبـد القادر مـن الفقراء‪ ،‬وعرفـت أن‬ ‫اللوه ية هي ال ت ت سمى ف زمان نا ال سيد لقوله تعال ‪ (( :‬وجاوز نا بب ن إ سرائيل الب حر فأتوا على قوم‬ ‫يعكفون على أصنام لم قالوا يا موسى اجعل لنا إلا كما لم آلة قال إنكم قوم تهلون ))‪ .‬فتأمل قول‬ ‫نب إسرائيل مع كون م إذ ذاك أفضل العالي لنبيهم اجعل لنا إلا ي تبي لك مع ن الله‪ ،‬ويزيدك بصية‬ ‫قوله تعال ‪ (( :‬وإذا مسكم الضر ف البحر ضل من تدعون إل إياه )) فيا سبحان ال إذا كان ال يذكر‬ ‫‪67‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫عن أولئك الكفار أنم يلصون ل ف الشدائد ل يدعون نبيا ول وليا وأنت تعلم ما ف زمانك أن أكثر‬ ‫ما ب م الك فر والشرك ودعاء غ ي ال ع ند الشدائد ف هل ب عد هذا البيان بيان‪ ،‬وأ ما كلم أ هل العلم ف قد‬ ‫ذكر ف (القناع ) ف باب ح كم الر تد إجاع الذاهب كلهم على أن من جعل بينه وب ي ال وسائط‬ ‫يدعوهم أنه كافر مرتد حلل الال والدم وذكر فيه أن الرافضي إذا شتم الصحابة فقد توقف المام ف‬ ‫تكفيه فإن ادعى أن عليا يدعى ف الشدائد والرخاء فل شك ف كفره هذا معن كلمه ف القناع وهذا‬ ‫علي بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه ل ا اعت قد ف يه الن فع وال ضر أناس ف زما نه حرق هم بالنار مع عبادت م‬ ‫فكذلك الذين يدعون شسان وأمثاله وأجناسه لشك ف كفرهم‪ .‬واعلم أن هذه السألة مسألة عظيمة‬ ‫جدا وهي الت خلق ال الن والنس لجلها ولكن أكثر الناس ل يعلمون فأنت اعرض هذا الكلم على‬ ‫كل من يدعي العلم وأنا أعيذك بال وجيع السلمي من التكب والعناد الذي يرد صاحبه الق بعد ما‬ ‫تبي‪ ،‬واعلم أن أكثر القرآن ف هذه السألة وتقريرها وضرب المثال لا وال أعلم‪.‬‬

‫‪68‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الثانية والعشرون‬ ‫( ص ‪) 149‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل من يصل إليه من السلمي‪.‬‬ ‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته ( وبعد )‪.‬‬ ‫أخبكم أن – ول المد – عقيدت ودين الذي أدين ال به مذهب أهل السنة والماعة الذي عليه أئمة‬ ‫ال سلمي م ثل الئ مة الرب عة وأتباع هم إل يوم القيا مة لك ن بي نت للناس إخلص الد ين ل ونيت هم عن‬ ‫دعوة النبياء والموات من الصالي وغيهم‪ .‬وعن إشراكهم فيما يعبد ال به من الذبح والنذر والتوكل‬ ‫والسجود وغي ذلك ما هو حق ال الذي ل يشركه فيه ملك مقرب ول نب مرسل‪ ،‬وهو الذي دعت‬ ‫إليه الرسل من أولم إل آخرهم‪ ،‬وهو الذي عليه أهل السنة والماعة‪ .‬وأنا صاحب منصب ف قريت‬ ‫مسموع الكلمة فأنكر هذا بعض الرؤساء لكونه خالف عادة نشأوا عليها‪ ،‬وأيضا ألزمت من تت يدي‬ ‫بإقام الصـلة وإيتاء الزكاة وغيـ ذلك مـن فرائض ال‪ ،‬ونيتهـم عـن الربـا وشرب السـكر وأنواع مـن‬ ‫النكرات فلم يكن الرؤساء القدح ف هذا وعيبه لكونه م ستحسنا عند العوام فجعلوا قدحهم وعدات م‬ ‫فيما آمر به من التوحيد وما نيتهم عنه من الشرك‪ ،‬ولبسوا على العوام أن هذا خلف ما عليه الناس‪،‬‬ ‫وكبت الفتنة جدا‪ ،‬وأجلبوا علينا بيل الشيطان ورجله‪.‬‬ ‫فنقول ‪ :‬التوحيد نوعان‪ ،‬توحيد الربوبية وهو أن ال سبحانه متفرد باللق والتدبي عن اللئكة والنبياء‬ ‫وغيهم وهذا حق لبد منه لكن ل يدخل الرجل ف السلم بل أكثر الناس مقرون به قال ال تعال ‪(( :‬‬ ‫قل من يرزق كم من ال سماء والرض أ من يلك ال سمع والب صار ؛ و من يرج ال ي من ال يت ويرج‬ ‫اليت من الي‪ ،‬ومن يدبر المر فسيقولون ال فقل أفل تتقون )) وأن الذي يدخل الرجل ف السلم هو‬ ‫توح يد الل ية و هو أل يع بد إل ال ل ملكا مقربا ول نبيا مر سل وذلك أن ال نب صلى ال عل يه و سلم‬ ‫بعث والاهلية يعبدون أشياء مع ال فمنهم من يعبد الصنام‪ ،‬ومنهم من يدعو عيسى‪ ،‬ومنهم من يدعو‬ ‫اللئكة فنهاهم عن هذا وأخبهم أن ال أرسله ليوحد ول يدعي أحد ل اللئكة ول النبياء فمن تبعه‬ ‫ووحد ال فهو الذي يشهد أن ل إله إل ال ومن عصاه ودعا عيسى واللئكة واستنصرهم والتجأ إليهم‬ ‫فهو الذي جحد ل إله إل ال مع إقراره أنه ل يلق ول يرزق إل ال وهذه جلة لا بسط طويل ولكن‬ ‫الاصل أن هذا ممع عليه بي العلماء‪.‬‬ ‫‪69‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫فل ما جرى ف هذه ال مة ما أ خب به نبي ها صلى ال عل يه و سلم ح يث قال ‪ (( :‬لتتب عن سنن من كان‬ ‫قبلكم حذو القذوة بالقذة حت لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه )) وكان من قبلهم كما ذكر ال عنهم‬ ‫‪ (( :‬اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال )) وصار ناس من الضالي يدعون أناسا من الصالي‬ ‫ف الشدة والرخاء مثل عبد القادر اليلن‪ ،‬وأحد البدوي‪ ،‬وعدي بن مسافر وأمثالم من أهل العبادة‬ ‫وال صلح صاح علي هم أ هل العلم من ج يع الطوائف أع ن – على الدا عي – وأ ما ال صالون الذ ين‬ ‫يكرهون‬ ‫ذلك فحاشا هم‪ ،‬وب ي أ هل العلم أن هذا هو الشرك ال كب عبادة ال صنام فإن ال سبحانه إن ا أر سل‬ ‫الرسل‪ ،‬وأنزل الكتب ليعبد وحده ول يدعى معه إله آخر والذين يدعون مع ال آلة أخرى مثل الشمس‬ ‫والق مر وال صالي والتماث يل ال صورة على صورهم ل يكونوا يعتقدون أن ا تنل ال طر أو تن بت النبات‬ ‫وإنا كانوا يعبدون اللئكة والصالي ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال فبعث ال الرسل وأنزل الكتب‬ ‫تنهى عن أن يدعى أحد من دونه ل دعاء عبادة ول دعاء الستغاثة‪.‬‬ ‫واعلم أن الشرك ي ف زمان نا قد زادوا على الكفار ف ز من ال نب صلى ال عل يه و سلم بأن م يدعون‬ ‫اللئ كة والولياء وال صالي‪ ،‬ويريدون شفاعت هم والتقرب إلي هم وإل ف هم مقرون بأن ال مر ل ف هم ل‬ ‫يدعونا إل ف الرخاء فإذا جاءت الشدائد أخلصوا ل قال ال تعال ‪ (( :‬وإذا مسكم الضر ف البحر ضل‬ ‫من تدعون إل إياه فلما ناكم إل الب أعرضتم )) الية واعلم أن التوحيد ‪ :‬هو إفراد ال سبحانه بالعبادة‬ ‫وهو دين الرسل الذي أرسلهم ال به إل عباده فأولم نوح عليه السلم أرسله ال إل قومه لا غلوا ف‬ ‫ال صالي ود و سواع ويغوث ويعوق ون سر وآ خر الر سل م مد صلى ال عل يه و سلم و هو الذي ك سر‬ ‫صـور ال صالي أر سله ال إل أناس يتعبدون ويجون ويتصـدقون ويذكرون ال كثيا ولكنهـم يعلون‬ ‫ب عض الخلوقات و سائط بين هم وب ي ال تعال يقولون نر يد من هم التقرب إل ال تعال ونر يد شفاعت هم‬ ‫عنده مثل اللئكة وعيسى ومري وأناس غيهم من الصالي‪ .‬فبعث ال ممدا صلى ال عليه وسلم يدد‬ ‫لم دين إبراهيم ويبهم أن هذا التقرب والعتقاد مض حق ال تعال ل يصلح منه شيء ل للك مقرب‬ ‫ول نب مر سل فضل عن غيه ا وإل فهؤلء الشركون يشهدون أن ال هو الالق وحده ل شر يك له‬ ‫وأ نه ل يلق ول يرزق إل هو‪ ،‬ول ي يي ول ي يت إل هو‪ ،‬ول يدبر ال مر إل هو وأن ج يع ال سموات‬ ‫السبع ومن فيهن والرضي السبع ومن فيهن كلهم عبيده وتت تصرفه وقهره‪ ،‬فإذا أدرت الدليل على‬ ‫أن هؤلء الشركي الذين قاتلهم رسول ال صلى ال عليه وسلم يشهدون بذا فاقرأ قوله تعال ‪ (( :‬قل‬ ‫‪70‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫من يرزقكم من السماء والرض أمن يلك السمع والبصار ومن يرج الي من اليت ويرج اليت من‬ ‫ال ي و من يدبر ال مر ف سيقولون ال ف قل أفل تتقون )) وقوله تعال ‪ (( :‬قل ل ن الرض و من في ها إن‬ ‫كنتم تعلمون سيقولون ل قل أفل تذكرون‪ .‬قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون‬ ‫ل قل أفل تتقون‪ .‬قل من بيده ملكوت كل شىء وهو يب ول يار عليه إن كنتم تعلمون‪ ،‬سيقولون ل‬ ‫قل فأ ن ت سحرون )) وغ ي ذلك من اليات الدالت على ت قق أن م يقولون بذا كله ل يدخل هم ف‬ ‫التوحيد الذي دعاهم إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه هو توحيد‬ ‫العبادة الذي يسميه الشركون ف زماننا العتقاد كما كانوا يدعون ال سبحانه وتعال ليل ونارا خوفا‬ ‫وطمعا‪ ،‬ث من يدعو اللئكة لجل صلحهم وقربم من ال عز وجل ليشفعوا لم ويدعو رجل صالا‬ ‫مثل اللت أو نبيا مثل عيسى وعرفت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قاتلهم على ذلك ودعاهم على‬ ‫إخلص العبادة ل وحده كمـا قال تعال ‪ (( :‬وأن السـاجد ل فل تدعوا مـع ال أحدا )) وقال تعال ‪:‬‬ ‫(( له دعوة الق والذين يدعون من دونه ل يستجيبون لم بشيء إل كباسط كفيه إل الاء ليبلغ فاه وما‬ ‫هو ببالغه وما دعاء الكافرين إل ف ضلل )) وعرفت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قاتلهم ليكون‬ ‫الدين كله ل والذبح كله ل والنذر كله ل ؛ والستغاثة كلها ل‪ ،‬وجيع أنواع العبادة كلها ل وعرفت‬ ‫أن إقرار هم بتوح يد الربوب ية ل يدخل هم ف ال سلم وأن ق صدهم اللئ كة وال نبياء والولياء يريدون‬ ‫شفاعتهم والتقرب إل ال تعال بم هو الذي أحل دماءهم وأموالم ؛ عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت‬ ‫إليه الرسل وأب عن القرار به الشركون‪ ،‬وهذا التوحيد هو معن قولك ل إله إل ال‪ ،‬فإن الله عندهم‬ ‫هو الذي يق صد ل جل هذه المور سواء كان ملكا أو نبيا أو وليا هو مع ن قولك ل إله إل ال‪ ،‬فإن‬ ‫الله عندهم هو الذي يقصد لجل هذه المور سواء كان ملكا أو نبيا أو وليا أو شجرة أو قبا أو جنيا‬ ‫ل يريدوا أن الله هـو الالق الرازق الدبر فإنمـ يقرون أن ذلك ل وحده كمـا قدمـت لك وإناـ يعنون‬ ‫بالله ما يع ن الشركون ف زمان نا بل فظ ال سيد فأتا هم ال نب صلى ال عل يه و سلم يدعو هم إل كل مة‬ ‫التوح يد و هي ل إله إل ال والراد من هذه الكل مة معنا ها ل مرد لفظ ها والكفار والهال يعلمون أن‬ ‫مراد النب صلى ال عليه وسلم بذه الكلمة هو إفراد ال بالتعلق والكفر با يعبد من دونه‪ ،‬والباءة منه‬ ‫فإنه لا قال لم قولوا ل إله إل ال قالوا أجعل اللة إلا واحدا إن هذا لشيء عجاب‪.‬‬ ‫فإذا عر فت أن جهال الكفار يعرفون ذلك فالع جب م ن يد عي ال سلم و هو ل يعرف من تف سي هذه‬ ‫الكل مة ما عر فه جهال الكفار‪ ،‬بل ي ظن أن ذلك هو التل فظ بروف ها من غ ي اعتقاد القلب بش يء من‬ ‫‪71‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫العان والاذق منهم يظن أن معناها ل يلق ول يرزق ول ييي ول ييت ول يدبر المر إل ال فل خي‬ ‫ف رجل جهال الكفار أعلم منه بعن ل إله إل ال‪.‬‬ ‫فإذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب وعرفت الشرك بال الذي قال ال فيه ‪ (( :‬إن ال ل يغفر أن يشرك‬ ‫به ويغ فر ما دون ذلك ل ن يشاء )) ال ية وعر فت د ين ال الذي ب عث به الر سل من أول م إل آخر هم‬ ‫الذي ل يقبل ال من أحد دينا سواه وعرفت ما أصبح غالب الناس فيه من الهل بذا أفادك فائدتي ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬الفرح بفضل ال وبرحته قال ال تعال ‪ (( :‬قل بفضل ال وبرحته فبذلك فليفرحوا هو خي ما‬ ‫يمعون )) وأفادك أيضا الوف العظيم فإنك إذا عرفت أن النسان يكفر بكلمة يرجها من لسانه وقد‬ ‫يقولا وهو جاهل فل يعذر بال هل وقد يقولا وهو يظن أنا تقربه إل ال خصوصا إن ألمك ال ما‬ ‫قص عن قوم موسى مع صلحهم وعلمهم أنم أتوه قائلي ‪ (( :‬اجعل لنا إلا كما لم آلة )) فحينئذ‬ ‫يعظم خوفك وحرصك على ما يلصك من هذا وأمثاله‪.‬‬ ‫واعلم أن ال سـبحانه مـن حكمتـه ل يبعـث نـبيا بذا التوحيـد إل جعـل له أعداء كمـا قال تعال ‪:‬‬ ‫(( وكذلك جعلنا لكل نب عدوا شياطي النس والن يوحي بعضهم إل بعض زخرف القول غرورا ))‬ ‫وقد يكون لعداء التوحيد علوم كثية وكتب وحجج كما قال تعال ‪ (( :‬فلما جاءتم رسلهم بالبينات‬ ‫فرحوا با عندهم من العلم )) فإذا عرفت ذلك عرفت أن الطريق إل ال لبد له من أعداء قاعدين عليه‬ ‫أ هل ف صاحة وعلم وح جج ك ما قال تعال ‪ (( :‬ول تقعدوا ب كل صراط توعدون وت صدون عن سبيل‬ ‫ال )) الية فالواجب عليك أن تعلم من دين ال ما يصي لك سلحا تقاتل به هؤلء الشياطي الذين قال‬ ‫إمام هم ومقدم هم لر بك عز و جل‪ (( :‬لقعدن ل م صراطك ال ستقيم ث لتين هم من ب ي أيدي هم و من‬ ‫خلف هم و عن أيان م و عن شائل هم ول ت د أكثر هم شاكر ين))‪ .‬ول كن إذا أقبلت على ال وأ صغيت إل‬ ‫حجج ال وبيناته فل تف ول تزن إن كيد الشيطان كان ضعيفا‪ ،‬والعامي من الوحدين يغلب ألفا من‬ ‫علماء هؤلء الشركيـ كمـا قال تعال (( إن جندنـا لمـ الغالبون )) فجنـد ال هـم الغالبون بالجـة‬ ‫واللسان‪ ،‬كما أنم الغالبون بالسيف والسنان وإنا الوف على الوحد الذي يسلك الطريق وليس معه‬ ‫سلح‪ ،‬وقد من ال علينا بكتابة الذي جعله تبيانا لكل شيء وهدى ورحة وبشرى للمسلمي‪ ،‬فل يأت‬ ‫صاحب با طل ب جة إل و ف القرآن ما ينقض ها و يبي بطلن ا ك ما قال تعال ‪ (( :‬ول يأتو نك ب ثل إل‬ ‫جئناك بالق وأحسن تفسيا )) قال بعض الفسرين ‪ :‬هذه الية عامة ف كل حجة يأت با أهل الباطل‬ ‫إل يوم القيامة‪.‬‬ ‫‪72‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫والا صل أن كل ما ذ كر ع نا من الشياء غ ي دعوة الناس إل التوح يد والن هي عن الشرك فكله من‬ ‫البهتان‪.‬‬ ‫ومن أعجب ما جرى من الرؤساء الخالفي أن لا بينت لم كلم ال وما ذكر أهل التفسي ف قوله‬ ‫تعال ‪ (( :‬أولئك الذ ين يدعون يبتغون إل رب م الو سيلة أي هم أقرب )) ال ية وقوله ‪ (( :‬ويقولون هؤلء‬ ‫شفعاؤنا عند ال )) وقوله ‪ (( :‬ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال زلفى )) وما ذكر ال من إقرار الكفار ف‬ ‫قوله (( قل من يرزقكم من السماء والرض أمن يلك السمع والبصار )) وغي ذلك‪ .‬قالوا ‪ :‬القرآن ل‬ ‫يوز الع مل به ل نا ولمثال نا ول بكلم الر سول‪ ،‬ول بكلم التقدم ي‪ ،‬ول نط يع إل ما ذكره التأخرون‬ ‫قلت لم أنا أخاصم النفي بكلم التأخرين من النفية والالكي والشافعي والنبلي كل أخاصمه بكتب‬ ‫التأخر ين من علمائ هم الذ ين يعتمدون علي هم فل ما أ بو ذلك نقلت كلم العلماء من كل مذ هب لهله‬ ‫وذكرت كل ما قالوا بعد ما صرحت الدعوة عند القبور والنذر لا فعرفوا ذلك وتققوه فلم يزدهم إل‬ ‫نفورا وأما التفكي فأنا أكفر من عرف دين الرسول ث بعد ما عرفه سبه ونى الناس عنه‪ ،‬وعادى من‬ ‫فعله فهذا هو الذي أكفر‪ ،‬وأكثر المة ول المد ليسوا كذلك‪ ،‬وأما القتال فلم نقاتل أحدا إل اليوم إل‬ ‫دون النفس والرمة وهم الذين أتونا ف ديارنا ول أبقوا مكنا ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل القابلة‬ ‫وجزاء سيئة مثلها وكذلك من جاهز بسب دين الرسول بعد ما عرف فإنا نبي لكم أن هذا الق الذي‬ ‫ل ريب فيه وأن الواجب إشاعته ف الناس وتعليمه النساء والرجال‪.‬‬ ‫فرحم ال من أدى الواجب عليه وتاب إل ال وأقر على نفسه فإن التائب من الذنب كمن ل ذنب له‬ ‫ونسأل ال أن يهدينا وإياكم لا يبه ويرضاه‪.‬‬

‫‪73‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫القسم الثالث‬ ‫بيان معن ل إله إل ال‬ ‫وما يناقضها من الشرك ف العبادة‬ ‫الرسالة الثالثة والعشرون‬ ‫( ص ‪) 161‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل ثنيان بن سعود سلم عليكم ورحة ال وبركاته وبعد ‪:‬‬ ‫سألتم عن معن قوله تعال لنبيه صلي ال عليه وسلم ‪ ( :‬فاعلم أنه ل إله إل ال ) وكونا نزلت بعد‬ ‫الجرة فهذا مصداق كلمي لكم مرارا عديدة أن الفهم الذي يقع ف القلب غي فهم اللسان وذلك أن‬ ‫هذه السألة من أكثر ما يكون تكرا ًر عليكم وهي الت بوب لا الباب الثان ف كتاب التوحيد وذلك أن‬ ‫العلم ل يسمي علما إل إذا أثر وإن ل يثمر فهو جهل كما قال تعال ‪ ( :‬إنا يشى ال من عباده‬ ‫العلماء ) وكما قال عن يعقوب ( وإنه لذو علم لا علمناه ) والكلم ف تقرير هذا ظاهر‪ ،‬والعلم هو‬ ‫الذي يستلزم العمل ومعلوم تفاضل الناس ف العمال تفاضل ل ينضبط وكل ذلك بسبب تفاضلهم ف‬ ‫العلم فيكفيك ف هذا استدلل الصديق على عمر ف قصة أب جندل مع كونا من أشكل السائل الت‬ ‫وقعت ف الولي والخرين شهادة أن ممدا رسول ال‪ ،‬وسر السألة العلم بل إله إل ال‪ ،‬ومن هذا قوله‬ ‫تعال لنبيه صلي ال عليه وسلم ( أل تعلم أن ال على كل شيء قدير‪ .‬أل تعلم أن ال له ملك السموات‬ ‫والرض ) فإن العلم بذه الصول الكبار يتفاضل فيه النبياء فضل عن غيهم‪ ،‬ولا نى نوح بنيه عن‬ ‫الشرك أمرهم بل إله إل ال فليس هذا تكرارا ؛ بل هذان أصلن مستقلن كبيان وإن كانا متلزمي‬ ‫فالنهي عن الشرك يستلزم الكفر بالطاغوت‪ ،‬ول إله إل ال اليان بال‪ ،‬وهذا وإن كان متلزما فيوضحه‬ ‫لكم الواقع وهو أن كثيا من الناس يقول ل أعبد إل ال وأنا أشهد بكذا وأقر بكذا ويكثر الكلم فإذا‬ ‫قيل له ما تقول ف فلن وفلن إذا عبدا أو عبدا من دون ال قال ما علي من الناس ال أعلم بالم‪،‬‬ ‫ويظن بباطنه أن ذلك ل يب عليه فمن أحسن القتران أن ال قرن بي اليان به والكفر بالطاغوت فبدأ‬ ‫بالكفر به على اليان بال وقرن النبياء بي المر بالتوحيد النهى عن الشرك مع أن ف الوصية بل إله إل‬ ‫ال ملزمة الذكر بذه اللفظة والكثار منها ويتبي عظم قدرها كما بي صلى ال عليه وسلم فضل‬ ‫‪74‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫سورة ( قل هو ال أحد ) على غيها من السور ذكر أنا تعدل ثلث القرآن مع قصرها‪ ،‬وكذلك حديث‬ ‫موسى عليه السلم فإن ف ذكره ما يقتضي كثرة الذكر بذه الكلمة كما ف الديث ( أفضل الذكر ل‬ ‫إله إل ال ) والسلم‬

‫‪75‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الرابعة والعشرون‬ ‫ومنها رسالة أرسلها إل عبد الرحن بن ربيعة مطوع أهل ثادق وهي هذه ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫السلم على رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من ممد بن عبد الوهاب إل عبد الرحن بن ربيعة سلمه‬ ‫ال تعال وبعد‪.‬‬ ‫فقد وصل كتابك تسأل عن مسائل كثية وتذكرة أن مرادك اتباع الق‪ ،‬منها مسألة التوحيد‪ ،‬ول‬ ‫يفاك أن النب صلى ال عليه وسلم لا بعث معاذا إل اليمن له ‪ ( :‬إن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا‬ ‫ال فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن ال افترض عليهم خس صلوات ) إل آخره‪ .‬فإذا كان الرجل ل‬ ‫يدعي إل الصلوات المس إل بعد ما يعرف التوحيد وينقاد له فكيف بسائل جزئية اختلف فيها‬ ‫العلماء‪ .‬فاعلم أن التوحيد الذي دعت إليه الرسل من أولم إل آخرهم إفراد ال بالعبادة كلها ليس فيها‬ ‫حق للك مقرب ول نب مرسل فضل عن غيهم فمن ذلك ل يدعي إل إياه كما قال تعال ‪ ( :‬وأن‬ ‫الساجد ل فل تدعوا مع ال أحدا) فمن عبد ال ليل ونارا ث دعا نبيا أو وليا عند قبه فقد اتذ إلي‬ ‫اثني ول يشهد أن ل إله إل ال لن الله هو الدعو كما يفعل الشركون اليوم عند قب الزبي أو عبد‬ ‫القادر غيهم وكما يفعل قبل هذا عند قب زيد وغيه ومن ذبح ل ألف ضحية ث ذبح لنب أو غيه فقد‬ ‫جعل إلي اثني كما قال تعال ( قل إن صلت ونسكي ومياي ومات ل رب العالي ) والنسك هو‬ ‫الذبح وعلى هذا فقس‪ .‬فمن أخلص العبادات ل ول يشرك فيها غيه فهو الشرك الاحد لقول ل إله إل‬ ‫ال وهذا الشرك الذي أذكره اليوم قد طبق مشارق الرض ومغاربا إل الغرباء الذكورين ف الديث‬ ‫وقليل ما هم‪ ،‬وهذه السألة ل خلف فيها بي أهل العلم من كل الذاهب‪ .‬فإذا أردت مصداق هذا‬ ‫فتأمل باب حكم الرتد ف كل كتاب وف كل مذهب وتأمل ما ذكروه ف المور الت تعل السلم‬ ‫مرتدا يل دمه وماله منها ‪ :‬من جعل بينه وبي ال وسائط يدعوهم كيف حكى الجاع ف ( القناع )‬ ‫على ردته ث تأمل ما ذكروه ف سائر الكتب‪ ،‬فإن عرفت أن ف السألة خلفا ولو ف بعض الذاهب‬ ‫فنبهي‪ ،‬وإن صح عندك الجاع على تكفي من فعل هذا أو رضيه أو جادل فيه فهذه خطوط الويس‬ ‫وابن اساعيل وأحد بن يي عندنا ف إنكار هذا الدين والباءة منه وهم الن متهدون ف صد الناس عنه‬ ‫فإن استقمت على التوحيد وتبينت فيه ودعوت الناس إليه وجاهرت بعداوة هؤلء خصوصا ابن يي‬ ‫لنه من أنسهم وأعظمهم كفرا وصبت على الذى ف ذلك فأنت أخونا وحبيبنا وذلك مل الذاكرة‬ ‫‪76‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫ف السائل الت ذكرت‪ ،‬فإن بان الصواب معك وجب علينا الرجوع إليك‪ ،‬وإن ل تستقم على التوحيد‬ ‫علما وعمل وماهدة فليس هذا مل الراجعة ف السائل وال أعلم‪.‬‬

‫‪77‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الامسة والعشرون‬ ‫( ص ‪)169‬‬ ‫(رسالة جوابية للشيخ عن كتاب ل نقف عليه ويستغن عنه بوابه )‪.‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫وعليكم السلم ورحة ال وبركاته وبعد ‪:‬‬ ‫قال ال سبحانه وتعال ‪ ( :‬إن الدين عند ال السلم ) وقال تعال ‪ ( :‬ومن يبتغ غي السلم دينا فلن‬ ‫يقبل منه ) وقال تعال ‪ ( :‬اليوم أكملت لكم دينكم وأتت عليكم نعمت ورضيت لكم السلم دينا )‪.‬‬ ‫قيل إنا آخر آية نزلت‪ ،‬وفسر نب ال صلى ال عليه وسلم السلم لبيل عليه السلم وبناه أيضا على‬ ‫خسة أركان‪ ،‬وتضمن كل ركن علما وعملً فرضا على كل ذكر وأنثى لقوله ‪ ( :‬ل ينبغي لحد يقدم‬ ‫على شيء حت يعلم حكم ال فيه )‪.‬‬ ‫فاعلم أن أهها وأولها الشهادتان وما تضمنا من النفي والثبات من حق ال على عبيده‪ ،‬ومن حق‬ ‫الرسالة على المة‪ ،‬فإن بان لك شيء من ذلك ما ارتعت وعرفت ما الناس فيه من الهل والغفلة‬ ‫والعراض عما خلقوا له‪ ،‬وعرفت ما هم عليه من دين الاهلية وما معهم من الدين النبوي ؛ وعرفت‬ ‫أنم بنوا دينهم على ألفاظ وأفعال أدركوا عليها أسلفهم نشأ عليها الصغي وهرم عليها الكبي‪ ،‬ويؤيد‬ ‫ذلك أن الولد إذا بلغ عشر سني غسلوا له أهله وعلموه ألفاظ الصلة وحيي على ذلك ومات عليه‪.‬‬ ‫أتظن من كانت هذه حاله هل شم لدين السلم الوروث عن الرسول رائحة ؟ فما ظنك به إذا وضع‬ ‫ف قبه وأتاه اللكان وسأله‪ ،‬عما عاش عليه من الدين باذا ييب ؟ ‪ ( :‬هاه هاه‪ ،‬ل أدري سعت الناس‬ ‫يقولون شيئا فقلته )‪ ،‬وما ظنك إذا وقف بي يدي ال سبحانه وسأله ‪ :‬ماذا كنتم تعبدون وباذا أجبتم‬ ‫الرسلي‪ ،‬باذا ييب ؟ رزقنا ال وإياك علما نبويا وعملً خالصا ف الدنيا ويوم نلقاه آمي‪ .‬فانظر يا‬ ‫رجل حالك وحال أهل هذا الزمان أخذوا دينهم عن آبائهم ودانوا بالعرف والعادة‪ ،‬وما جاز عند أهل‬ ‫الزمان والكان دانوا يه وما ل فل‪ ،‬فأنت وذاك‪ ،‬وإن كانت نفسك عليك عزيزة ول ترضى لا باللك‬ ‫فالتفت لا تضمنت أركان السلم من العلم والعمل خصوصا الشهادتي من النفي والثبات‪ ،‬وذلك‬ ‫ثابت من كلم ال وكلم رسوله‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫قيل إن أول آية نزلت قوله سبحانه بعد اقرأ ‪ ( :‬يا أيها الدثر‪ ،‬قم فأنذر ) قف عندها ث قف ث قف ترى‬ ‫العجب العجيب‪ ،‬ويتبي لك ما أضاع الناس من أصل الصول‪ ،‬وكذلك قوله تعال ‪ ( :‬ولقد بعثنا ف‬ ‫كل أمة رسول ) وكذلك قوله تعال ‪ :‬أفرأيت من اتذ إله هواه )‬ ‫الية‪ ،‬وكذلك قوله تعال ‪ ( :‬اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال ) وغي ذلك من النصوص‬ ‫الدالة على حقيقة التوحيد الذي هو مضمون ما ذكرت ف رسالتك أن الشيخ ممدا قرر لكم ثلثة‬ ‫أصول ‪ :‬توحيد الربوبية‪ ،‬وتوحيد اللية والولء والباء‪ ،‬وهذا هو حقيقة دين السلم ولكن قف عند‬ ‫هذه اللفاظ واطلب ما تضمنت من العلم والعمل ول يكن ف العلم إل أنك تقف على كل مسمى‬ ‫منهما مثل الطاغوت أكاد سليمان والويس وعريعر وأبا ذراع والشيطان رءوسهم كذلك قف عند‬ ‫الرباب منهم أكادهم العلماء والعباد كائنا من كان أفنوك بخالفة الدين ولو جهل منهم فأطعتهم‪،‬‬ ‫كذلك قوله تعال ‪ ( :‬ومن الناس من يتخذ من دون ال أنداد يبونم كحب ال ) يفسرها قوله تعال ‪:‬‬ ‫( قل إن كان آباؤكم وإخوانكم ) كذلك قوله تعال ( أفرأيت من اتذ إله هواه ) وهذه أعم ما قبلها‬ ‫وأضرها وأكثرها وقوعا‪ ،‬ولكن أظنك وكثي من أهل الزمان ما يعرف من اللة العبودة إل هبل ويغوث‬ ‫ويعوق ونسرا واللت والعزى ومناة‪ ،‬فإن جاد فهمه عرف أن القامات العبودة اليوم من البشر والشجر‬ ‫والجر ونوها مثل شسان وإدريس وأبو حديدة ونوهم منها‪ .‬هذا ما أثر به الهل والغفلة والعراض‬ ‫عن تعلم دين ال ورسوله‪ ،‬ومع هذا يقول لكم شيطانكم الويس أن بنيات حرمة وعيالم يعرفون‬ ‫التوحيد فضل عن رجالم‪ ،‬وأيضا تعلم معن ل إله إل ال بدعة استغربت ذلك من فاحضر عندك جاعة‬ ‫واسألم عما يسئلون عنه ف القب هل تراهم يعبون عنه لفظا وتعبيا ؟ فكيف إذا طولبوا بالعلم والعلم ؟‬ ‫هذا ما أقول لك فإن بان لك شيء من ذلك ارتعت روعة صدق على ما فاتك من العلم والعمل ف دين‬ ‫السلم أكب من روعتك الت ذكرت ف رسالتك من تهيلنا جاعتك‪ ،‬ولكن هذا حق من أعرض عما‬ ‫جاء به رسول ال صلى ال عليه وسلم من دين السلم فكيف بن له قريب من أربعي سنة يسب دين‬ ‫ال ورسوله ويبغضه ويصد عنه مهما أمكن ؟ فلما عجز عن التمرد ف دينه الباطل‪ ،‬وقيل له أجب عن‬ ‫دينك وجادل دونه وانقطعت حجته أقر أن هذا الذي عليه ابن عبد الوهاب أنه هو دين ال ورسوله‪،‬‬ ‫قيل له ‪ :‬فالذي عليه أهل حرمة قال ‪ :‬هو دين ال ورسوله‪ ،‬كيف يتمع هذا وهذا ف قلب رجل‬ ‫واحد ؟ فكيف بماعات عديدة بي الطائعتي من الختلف سني عديدة ما هو معروف ؟ حت أن كل‬ ‫منهم شهر السيف دون دينه واستمر الرب مدة طويلة وكل منهم يدعي صحة دينه ويطعن ف دين‬ ‫‪79‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الخر نعوذ بال من سوء الفهم وموت القلوب أهل ديني متلفي وطائفتان يقتتلون كل منهم على‬ ‫صحة دينه‪ ،‬ومع هذا يتصور أن الكل دين صحيح يدخل من دان به النة (سبحانك هذا بتان عظيم )‬ ‫فكيف والناقد بصي‪ ،‬فيا رجل ألق سعك لا فرض ال عليك خصوصا الشهادتي وما تضمنتاه من النفي‬ ‫والثبات‪ ،‬ول تغي باللفظ والفطرة وما كان عليه أهل الزمان والكان فتهلك‪.‬‬ ‫فاعلم أن أهم ما فرض على العباد معرفة أن العباد معرفة أن ال رب كل شيء وملكيه ومدبره بإرادته‪،‬‬ ‫فإذا عرفت هذا فانظر ما حق من هذه صفاته عليك بالعبودية بالحبة والجلل والتعظيم والوف‬ ‫والرجاء والتأله التضمن للذل والضوع لمره ونيه‪ ،‬وذلك قبل فرض الصلة والزكاة ولذلك يعرف‬ ‫عباده بتقرير ربوبيته ليتقوا با إل معرفة إليته الت هي مموع عبادته على مراده نفيا وإثباتا علما وعملً‬ ‫جلة وتفصيلً‪.‬‬ ‫( هذا آخر الرسالة والمد ل رب العالي وصلى ال على ممد وآله وصحبه وسلم )‪.‬‬

‫‪80‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة السادسة والعشرون‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل من يصل إليه من علماء السلم‪ ،‬أنس ال بم غربة الدين‪ ،‬وأحي بم سنة‬ ‫إمام التقي‪ ،‬ورسول رب العالي‪ ،‬سلم عليكم معشر الخوان ورحة ال وبركاته أما بعد ‪:‬‬ ‫فإنه قد جرى عندنا فتنة عظيمة‪ ،‬بسبب أشياء نيت عنها بعض العوام من العادات الت نشؤوا عليها‪،‬‬ ‫وأخذها الصغي عن الكبي‪ ،‬مثل عبادة غي ال وتوابع ذلك من تعظيم الشاهد‪ ،‬وبناء القباب على القبور‬ ‫وعبادتا واتاذها مساجد‪ ،‬وغي ذلك ما بينه ال ورسوله غاية البيان‪ ،‬وأقام الجة وقطع العذرة‪ ،‬ولكن‬ ‫المر كما قال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫( بدأ السلم غريبا وسيعود غريبا كما بدا ) فلما عظم العوام قطع عاداتم وساعدهم على إنكار دين‬ ‫ال بعض من يدعي العلم وهو من أبعد الناس عنه‪ -‬إذ العال من يشى ال –فأرضى الناس بسخط ال ؛‬ ‫وفتح للعوام باب الشرك بال‪ ،‬وزين لم وصدهم عن إخلص الدين ل ؛ وأوههم أنه من تنقيص النبياء‬ ‫الصالي‪ ،‬وهذا بعينيه هو الذي جرى على رسول ال صلى ال عليه وسلم لا ذكر أن عيسى عليه‬ ‫السلم عبد مربوب‪ ،‬ليس له من المر شيء‪ ،‬قالت النصارى ‪ :‬إنه سب السيح وأمه‪ ،‬وهكذا قالت‬ ‫الرافضة لن عرف حقوق أصحاب رسول ال صلي ال عليه وسلم وأحبهم‪ ،‬ول يغل فيهم‪ ،‬رموه ببغض‬ ‫أهل بيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهكذا هؤلء‪ ،‬لا ذكرت لم ما ذكره ال ورسوله‪ ،‬وما ذكره‬ ‫أهل العلم من جيع الطوائف‪ ،‬من المر بإخلص الدين ل‪ ،‬والنهي عن مشابة أهل الكتاب من قبلنا ف‬ ‫اتاذ الحبار والرهبان أربابآ من دون ال‪ ،‬قالوا لنا تنصم النبياء والصالي والولياء‪ ،‬وال تعال ناصر‬ ‫لدينه ولو كره الشركون‪ ،‬وها أنا أذكر مستندي ف ذلك‪ ،‬من كلم أهل العلم من جيع الطوائف فرحم‬ ‫ال من تدبرها بعي البصية‪ ،‬ث نصر ال ورسوله وكتابه ودينه‪ ،‬ول تأخذه ف ذلك لومة لئم‪.‬‬ ‫فأما كلم النابلة فقال الشيخ تقي الدين رحة ال لا ذكر حديث الوارج ‪ :‬فإذا كان ف زمن النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم وخلفائه من قد انتسب إل السلم من مرق منه مع عبادته العظيمة‪ ،‬فيعلم أن‬ ‫النتسب إل السلم والسنة قد يرق أيضا ؛ وذلك بأمور منها ‪ :‬الغلو الذي ذمه ال تعال كالغلو ف‬ ‫بعض الشائخ كالشيخ عدي بل الغلو ف علي بن أب طالب بل الغلو ف السيح ونوه‪ ،‬فكل من غل ف‬ ‫نب أو رجل صال‪ ،‬وجعل فيه نوعا من اللية‪ ،‬مثل أن يدعوه من دون ال بأن يقول ‪ :‬يا سيدي فلن‬ ‫أغثن أو أجرن‪ ،‬أو أنت حسب‪ ،‬أو أنا ف حسبك ؛ فكل هذا شرك وضلل‪ ،‬يستتاب صاحبه فإن تاب‬ ‫‪81‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫وإل قتل فإن ال أرسل الرسل ليعبده وحده ل يعل معه إله آخر‪ ،‬والذين يعلون مع ال آلة أخرى مثل‬ ‫اللئكة أو السيح أو العزيز أو الصالي أو غيهم‪ ،‬ل يكونوا يعتقدون أنا تلق وترزق‪ ،‬وإنا كانوا‬ ‫يدعونم يقولون ‪ ( :‬هؤلء شفعاؤنا عند ال ) فبعث ال الرسل تنهى أن يدعى أحد من دون ال‪ ،‬ل‬ ‫دعاء عبادة ول دعاء استغاثة انتهى‪ ،‬وقال ف ( القناع ) ف أول باب حكم الرتد ‪ :‬أن من جعل بينه‬ ‫وبي ال وسائط يدعوهم فهو كافر إجاعا‪.‬‬ ‫وأما كلم النفية فقال الشيخ قاسم ‪ :‬ف شرح ( درر البحار ) النذر الذي يقع من أكثر العوام بأن يأت‬ ‫إل قب بعض الصلحاء قائل‪ :‬يا سيدي إن رد غائب‪ ،‬أو عوف مريضي‪ ،‬أو قضيت حاجت فلك من‬ ‫الذهب أو الطعام الشمع كذا وكذا باطل إجاعا‪ ،‬بوجوه منها ‪ :‬أن النذر للمخلوق ل يوز ومنها ‪ :‬أنه‬ ‫ظن اليت يتصرف ف المر‪ ،‬واعتقاد هذا كفر إل أن قال ‪ :‬وقد ابتلى الناس بذلك ول سيما ف مولد‬ ‫الشيخ أحد البدوي‪ ،‬وقال المام البزازي ف ( فتاويه ) ‪ :‬إذا رأى رفض صوفية زماننا هذا ف الساجد‬ ‫متلطا بم جهال العوام الذين ل يعرفون القرآن واللل والرام‪ ،‬بل ل يعرفون السلم واليان‪ ،‬لم‬ ‫نيق يشبه نيق المي يقول ‪ :‬هؤلء ل مالة اتذوا دينهم لوا ولعبا‪ ،‬فويل للقضاة والكام حيث ل‬ ‫يغيون هذا مع قدرتم‪.‬‬ ‫وأما كلم الشافعية فقال المام مدث الشام أبو شامة ‪ :‬وهو ف زمن الشارح وابن حدان ف كتاب‬ ‫( الباعث على إنكار البدع والوادث ) ‪ :‬لكن نبي من هذا ما وقع فيه جاعة من جهال العوام‪ ،‬النابذين‬ ‫لشريعة السلم‪ ،‬وهو ما يفعله الطوائف من النتسبي إل الفقر الذي حقيقته الفتقار من اليان من‬ ‫اليان من مؤاخات النساء الجانب‪ ،،‬واعتقادهم ف مشائخ لم‪ ،‬وأطال رحه ال الكلم – إل أن قال‬ ‫‪-:‬وبذه الطرق وأمثالا كان مبادئ ظهور الكفر من عبادة الصنام وغيها‪ ،‬ومن هذا ما قد عم البتلء‬ ‫به من تزين الشيطان للعامة تليق اليطان والعمد وسرج مواضع مصوصة ف كل بلد يكى لم حاك‬ ‫أنه رأى ف منامه با أحدا من شهر بالصلح ث يعظم وقع تلك الماكن ف قلوبم‪ ،‬ويرجون الشفاء‬ ‫لرضاهم وقضاء حوائجهم بالنذر لا وهي ما بي عيون وشجر وحائط‪ ،‬وف مدينة دمشق صانا ال من‬ ‫ذلك مواضع متعددة‪ ،‬ث ذكر رحه ال الديث الصحيح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا قال له‬ ‫بعض من معه اجعل لنا ذات أنواط قال ‪ ( :‬ال أكب قلتم والذي نفس ممد بيده كما قال قوم موسى‬ ‫اجعل لنا إلا كما لم آلة ) انتهى كلمه رحة ال‪ ،‬وقال ‪ :‬ف ( اقتضاء الصراط الستقيم ) إذا كان هذا‬

‫‪82‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫كلمه صلى ال عليه وسلم ف مرد قصد شجرة لتعليق السلحة والعكوف عندها فكيف با هو أعظم‬ ‫منها الشرك بعينه بالقبور ونوها ؟‬ ‫وأما كلم الالكية فقال أبو بكر ( الطرطوشي ) ف كتاب ( الوادث والبدع ) لا ذكر حديث الشجرة‬ ‫ذات أنواط فانظروا رحكم ال أين ما وجدت سدرة أو شجرة‪ ،‬يقصدها الناس ويعظمون من شأنا‪،‬‬ ‫ويرجون البء والشفاء لرضاهم من قبلها‪ ،‬فهي ذات أنواط فاقطعوها‪ ،‬وذكر حديث العرباض بن سارية‬ ‫الصحيح وفيه قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬فإنه من يعش منكم فسيى اختلفا كثيا فعليكم بسنت‬ ‫وسنة اللفاء الراشدين الهدين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومدثات المور فإن كل بدعة ضللة )‬ ‫قال ف البخاري ‪ :‬عن أب الدرداء أنه قال ‪ :‬وال ما أعرف من أمر ممد شيئا إل أنم يصلون جيعا‪،‬‬ ‫وروى مالك ف الوطأ عن بعض الصحابة أنه قال ‪ :‬ما أعرف شيئا ما أدركت عليه الناس إل النداء‬ ‫بالصلة‪ ،‬قال الزهري ‪ :‬دخلت على أنس بدمشق وهو يبكي‪ ...‬فقال ‪ :‬ما أعرف شيئا ما أدركت إل‬ ‫هذه الصلة وهذه الصلة قد ضيعت‪ ،‬قال الطرطوشي رحه ال ‪ :‬فانظروا رحكم ال إذا كان ف ذلك‬ ‫الزمن طمس الق‪ ،‬وظهر الباطل‪ ،‬حت ما بعرف من المر القدي إل القبلة‪ ،‬فما ظنك بزمنك هذا وال‬ ‫الستعان‪.‬‬ ‫وليعلم الواقف على هذا الكلم من أهل العلم أعزهم ال أن الكلم ف مسألتي ‪:‬‬ ‫( الول ) ‪ :‬أن ال سبحانه بعث ممدا صلى ال عليه وسلم لخلص الدين ل ل يعل معه أحد ف‬ ‫العبادة والتأله‪ ،‬ل ملك ول نب ول قب ول حجر ول شجر ول غي ذلك‪ ،‬وأن من عظم الصالي‬ ‫بالشرك بال فهو يشبه النصارى وعيسي عليه السلم برئ منهم‪.‬‬ ‫( والثانية ) ‪ :‬وجوب اتباع سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم وترك البدع‪ ،‬وإن اشتهرت بي أكثر‬ ‫العوام‪ ،‬وليعلم أن العوام متاجون إل كلم أهل العلم من تقيق هذه السائل‪ ،‬ونقل كلم العلماء‪ ،‬فرحم‬ ‫ال من نصر ال ورسوله ودينه ول تأخذه ف ال لومة لئم‪ ،‬وال أعلم‪ ،‬وصلى ال على ممد وآله‬ ‫وصحبه وسلم‪.‬‬

‫‪83‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة السابعة والعشرون‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫إل من يصل إليه من السلمي هدانا ال وإياهم لدينه القوي وسلوك صراطه الستقيم ورزقنا وإياهم ملة‬ ‫الليلي ممد وإبراهيم‪.‬‬ ‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته أما بعد ‪:‬‬ ‫قال ال تعال ‪ ( :‬وقاتلوهم حت ل تكون فتنة ويكون الدين كله ل ) وقال تعال ‪ ( :‬واعتصموا ببل ال‬ ‫جيعا ول تفرقوا ) وقال تعال ‪ ( :‬شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ) إل قوله‪ ( :‬أن أقيموا الدين‬ ‫ول تتفرقوا فيه) فيجب على كل إنسان ياف ال والنار‪ ،‬أن يتأمل كلم ربه الذي خلقه هل يصل‬ ‫لحد من الناس أن يدين ال بغي دين النب صلى ال عليه وسلم لقوله تعال ‪ ( :‬ومن يشاقق الرسول من‬ ‫بعد ما تبي له الدي ويتبع غي سبيل الؤمني نوله ما تول ) ودين النب صلى ال عليه وسلم التوحيد‬ ‫وهو معرفة ل إله إل ال‪ ،‬ممد رسول ال والعمل بقتضاها‪.‬‬ ‫فإن قيل ‪ :‬كل الناس يقولونا‪ ،‬قيل منهم من يقولا‪ ،‬ويسب معناها أنه ل يلق إل ال ول يرزق إل ال‬ ‫وأشباه ذلك ومنهم من ل يفهم معناها‪ ،‬ومنهم ل من ل يعمل بقتضاها‪ ،‬ومنهم من ل يعقل حقيقتها‪،‬‬ ‫وأعجب من ذلك من عرفها من وجه‪ ،‬وعاداها وأهلها من وجه‪ ،‬وأعجب منه من أحبها وانتسب إل‬ ‫أهلها‪ ،‬ول يفرق بي أوليائها وأعدائها‪ ،‬يا سبحان ال العظيم أتكون طائفتان متلفتي ف دين واحد‬ ‫وكلهم على الق كل وال ! فماذا بعد الق إل الضلل فإذا قيل ‪ :‬التوحيد زين والدين حق إل التكفي‬ ‫والقتال‪ ،‬قيل اعملوا بالتوحيد ودين الرسول‪ ،‬ويرتفع حكم التكفي والقتال‪ ،‬فإن كان حق التوحيد‬ ‫القرار به والعراض عن أحكامه فضل عن بغضه ومعاداته‪ ،‬فهذا وال عي الكفر وصرية‪ ،‬فمن أشكل‬ ‫عليه من ذلك شيء فليطالع سية ممد صلى ال عليه وسلم وأصحابه‪ ،‬والسلم عائد عليكم كما بدا‬ ‫ورحة ال وبركاته‪.‬‬

‫‪84‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الثامنة والعشرون‬ ‫ومنها رسالة أرسلها إل أهل الرياض ومنفوحة وهو إذ ذاك مقيم ف بلد العيينة‪ ،‬وكتب إل عبد‬ ‫ال بن عيسى قاضي الدرعية يسجل تتها با رآه من الكلم ليكون ذلك سببا لقولا‪ ،‬وهذا نص‬ ‫الرسالة ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل من يصل إليه هذا الكتاب من السلمي سلم عليكم ورحة ال‬ ‫وبركاته‪ ،‬وبعد ‪:‬‬ ‫فقد قال ال تعال ‪ ( :‬والذين ياجون ف ال من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربم‬ ‫وعليهم غضب ولم عذاب شديد ) وذلك أن ال أرسل ممدا صلى ال عليه وسلم ليبي للناس‬ ‫الق من الباطل‪ ،‬فبي صلى ال عليه وسلم للناس جيع ما يتاجون إليه ف أمر دينهم بيانا تاما وما‬ ‫مات صلى ال عليه وسلم حت ترك الناس على الحجبة البيضاء ليلها كنهارها‪ ،‬فإذا عرفت ذلك‬ ‫فهؤلء الشياطي من مردة النسن ياجون ف ال من بعد ما استجيب له إذا رأوا من يعلم الناس ما‬ ‫أمرهم به ممد صلى ال عليه وسلم من شهادة أن ل إله إل ال وما ناهم عنه مثل العتقاد ف‬ ‫الخلوقي الصالي وغيهم قاموا يادلون ويلبسون على الناس ويقولون كيف تكفرون السلمي‬ ‫كيف تسبون الموات آل فلن أهل ضيف آل فلن أهل كذا وكذا ومرادهم بذا لئل يتبي معن ل‬ ‫إله إل ال‪ ،‬ويتبي أن العتقاد ف الصالي النفع والضر ودعاءهم كفر ينقل عن اللة فيقولون الناس‬ ‫لم إنكم قبل ذلك جهال لي شيء ل تأمرونا بذا‪ .‬وأنا أخبكم عن نفسي وال الذي ل إله إل هو‬ ‫لقد طلبت العلم واعتقد من عرفن أن ل معرفة وأنا ذلك الوقت ل أعرف معن ل إله إل ال‪ ،‬ول‬ ‫أعرف دين السلم قبل هذا الي الذي من ال به‪ .‬وكذلك مشايي ما منهم رجل عرف ذلك‪،‬‬ ‫فمن زعم من علماء العارض أنه عرف معن ل إله إل ال أو عرف معن السلم قبل هذا الوقت أو‬ ‫زعم عن مشايه أن أحدا عرف ذلك فقد كذب وافترى ولبس على الناس ومدح نفسه با ليس فيه‪.‬‬ ‫وشاهد هذا أن عبد ال بن عيسى ما نعرف ف علماء ند ول علماء العارض ول غيه أجل منه‪،‬‬ ‫وهذا كلمه واصل إليكم إن شاء ال فاتقوا ال عباد ال ول تكبوا على ربكم ول نبيكم‪ ،‬واحدوه‬ ‫سبحانه الذي من عليكم ويسر لكم من يعرفكم بدين نبيكم صلى ال عليه وسلم ول تكونوا من‬ ‫الذين بدلوا نعمه ال كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونا وبئس القرار‪ ،‬إذا عرفتم ذلك‬ ‫‪85‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫فاعلموا أن قول الرجل ‪ :‬ل إله إل ال نفى وإثبات‪ ،‬إثبات اللوهية كلها ل وحده ونفيها عن‬ ‫النبياء والصالي وغيهم‪ ،‬وليس معن اللوهية أنه ل يلق ول ول يرزق ول يدبر ول يي ول‬ ‫ييت إل ال فإن الكفار الذين قاتلهم رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرون بذا كما قال تعال ‪:‬‬ ‫( قل من يرزقكم من السماء والرض أمن يلك السمع والبصار ومن يرج الي من اليت ويرج‬ ‫اليت من الي ومن يدبر المر فسيقولون ال فقل أفل تتقون فتفكروا عباد ال فيما ذكر ال عن‬ ‫الكفار أنم مقرون بذا كله ل وحده ل شريك له‪ ،‬وإنا كان شركهم أنم يدعون النبياء‬ ‫والصالي ويندبونم وينذرون لم ويتوكلون عليهم يريدون منهم أنم يقربونم إل ال كما ذكر ال‬ ‫عنهم ذلك ف قوله تعال ‪ ( :‬والذين اتذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال زلفى إذا‬ ‫عرفتم ذلك فهؤلء الطواغيت الذين يعتقد الناس فيهم من أهل الرج وغيهم مشهورون عند‬ ‫الاص والعام بذلك‪ ،‬وأنم يترشحون له ويأمرون به الناس ؛ كلهم كفار مرتدون عن السلم ومن‬ ‫جادل عنهم أو أنكر على من كفرهم أو زعم أن فعلهم هذا لو كان باطل فل يرجهم إل الكفر‬ ‫فأقل أحوال هذا الجادل أنه فاسق ل يقبل خطه ول شهادته ول يصلي خلفه بل ل يصح دين‬ ‫السلم إل بالباءة من هؤلء وتكفيهم كما قال تعال ‪ ( :‬فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بال فقد‬ ‫استمسك بالعروة الوثقى ) ومصداق هذا أنكم إذا رأيتم من يالف هذا الكلم وينكره فل يلو ‪:‬‬ ‫إما أن يدعى أنه عارف فقولوا له هذا المر العظيم ل يغفل عنه فبي لنا ما يصدقك من كلم العلماء‬ ‫إذا ل تعرف كلم ال ورسوله‪ ،‬فإن زعم أن عنده دليل فقولوا له يكتبه حت نعرضه على أهل‬ ‫العرفة‪ ،‬ويتبي لنا أنك على الصواب‪ ،‬ونتبعك فإن نبينا صلى ال عليه وسلم قد بي لنا الق من‬ ‫الباطل‪ ،‬وإن كان الجادل يقر بالهل ول يدعي العرفة فيا عباد ال كيف ترضون بالفعال والقوال‬ ‫الت تغضب ال ورسوله‪ ،‬وترجكم عن السلم إتباعا لرجل يقول ‪ :‬إن عارف فإذا طالبتموه‬ ‫بالدليل عرفتم أنه ل علم عنده أو اتباعا لرجل جاهل‪ ،‬وتعرضون عن طاعة ربكم وما بينه نبيكم‬ ‫صلى ال عليه وسلم وأهل العلم بعده‪ ،‬ما قص ال عليكم ف كتابه لعلكم تعتبون فقال ‪ ( :‬ولقد‬ ‫أرسلنا إل ثود أخاهم صالا أن اعبدوا ال فإذا هم فريقان يتصمون ) وهؤلء أهلكم ال بالصيحة‬ ‫وأنتم الن إذا جاءكم من يبكم بأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أنكم فريقان تتصمون‬ ‫أفل تافون أن يصيبكم من العذاب ما أصابم‪.‬‬

‫‪86‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫والاصل أن مسائل التوحيد ليست من السائل الت هي من فن الطاوعة خاصة‪ ،‬بل البحث عنها أو‬ ‫تعلمها فرض لزم على العال والاهل والحرم والحل والذكر والنثى‪ ،‬وأنا ل أقول لكم ‪ :‬أطيعون‬ ‫ولكن الذي أقول لكم إذا عرفتم أن ال أنعم عليكم وتفضل عليكم بحمد صلى ال عليه وسلم‬ ‫والعلماء بعده‪ ،‬فل ينبغي لكم معاندة ممدا صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وقولكم أننا نكفر السلمي كيف‬ ‫تفعلون كذا كيف تفعلون كذا‪ ،‬فإنا ل نكفر السلمي بل ما كفرنا إل الشركي وكذلك أيضآ من‬ ‫أعظم الناس ضلل متصوفة ف معكال وغيه مثل ولد موسى بن جوعان وسلمة بن مانع وغيها‬ ‫يتبعون مذهب ابن عرب وابن الفارض‪ ،‬وقد ذكر أهل العلم أن ابن عرب من أئمة أهل مذهب‬ ‫التادية وهم أغلظ كفرا من اليهود والنصارى فكل من ل يدخل ف دين ممد صلى ال عليه وسلم‬ ‫ويتبأ من دين التادية فهو كافر برئ من السلم ول تصح الصلة خلفه‪ ،‬ول تقبل شهادته‪،‬‬ ‫والعجب كل العجب أن الذي يدعي العرفة يزعم أنه ل يعرف كلم ال‪ ،‬ول كلم رسوله بل يدعى‬ ‫أن أعرف كلم التأخرين مثل ( القناع ) وغيه وصاحب القناع قد ذكر أن من شك ف كفر‬ ‫هؤلء السادة والشائخ فهو كافر‪ ،‬سبحان ال‪ ،‬كيف يفعلون أشياء ف كتابم أن من فعلها كفر ومع‬ ‫هذا يقولون نن أهل العرفة وأهل الصواب وغينا صبيان جهال‪ ،‬والصبيان يقولون أظهروا لنا‬ ‫كتابكم ويأبون عن إظهاره أما ف هذا ما يدل على جهالتهم وضللتهم‪ ،‬وكذلك أيضا من جهالة‬ ‫هؤلء وضللتهم إذا رأوا من يعلم الشيوخ وصبيانم أو البدو شهادة أن ل إله إل ال قالوا ‪ :‬قولوا‬ ‫لم يتركون الرام وهذا من عظيم جهلهم فإنم ل يعرفون إل ظلم الموال ؛ وأما ظلم الشرك فل‬ ‫يعرفون وقد قال ال تعال ‪ ( :‬إن الشرك لظلم عظيم ) وأين الظلم الذي إذا تكلم النسان بكلمة منه‬ ‫أو مدح الطواغيت أو جادل عنهم خرج من السلم ولو كان صائما قائما من الظلم الذي ل يرج‬ ‫من السلم بل إما أن يؤدي إل صاحبه بالقصاص وإما أن يغفره ال فبي الوضعي فرق عظيم‪.‬‬ ‫وبالملة رحكم ال إذا عرفتم ما تقدم أن نبيكم صلى ال عليه وسلم قد بي‪ ،‬الدين‪ ،‬كله فاعلموا‬ ‫أن هؤلء الشياطي قد أحلوا كثيا من الرام ف الربا والبيع وغي ذلك‪ ،‬وغي ذلك‪ ،‬وحرموا عليكم‬ ‫كثيا من اللل وضيقوا ما وسعه ال فإذا رأيتم الختلف فاسألوا عما أمر ال به ورسوله ول‬ ‫تطيعون ول غيي‪ ،‬وسلم عليكم ورحة ال‪.‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫المد ل الذي هدانا لسلم ومن علينا باتباع ممد عليه أفضل الصلة والسلم‪ ،‬وبعد ‪:‬‬ ‫‪87‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫فبقول العبد الفقي إل ال تعال عبد ال بن عيسى بن عبد الرحن ‪ :‬إن أول واجب على كل ذكر‬ ‫وأنثى معرفة شهادة أن ل إله إل ال وحده ل شريك له الذي أرسل ال با جيع رسله‪ ،‬وأنزل‬ ‫لجلها جيع كتبه‪ ،‬وجعلها أعظم حقه على عباده كما ذكرنا ال لنا ف كتابه وعلى لسان رسوله ف‬ ‫مواضع ل تصى‪ ،‬منها قوله تعال (وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا‬ ‫فاعبدون) وقال تعال ‪( :‬ينل اللئكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه ل إله‬ ‫إل أنا فاتقون) وقال (فمنهم من هدى ال ومنهم من حقت عليه الضللة) وقد أمر ال عباده‬ ‫بالستجابة لذه الكلمة فقال ‪( :‬استجيبوا لربكم من قبل أن يأت يوم ل مرد له من ال مالكم من‬ ‫ملجأ يومئذ وما لكم من نكي) وتوعد سبحانه أفضل اللق وأكرمهم سيد ولد آدم والنبي قبله على‬ ‫مالفتها فقال ‪:‬‬ ‫(ولقد أوحي إليك وإل الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الاسرين) فكيف‬ ‫بغيهم من سائر اللق‪ ،‬وقال تعال ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس‬ ‫والجارة عليها ملئكة غلظ شداد ل يعصمون ال ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) فمن نصح‬ ‫نفسه وأهله وعياله‪ ،‬وأراد النجاة من النار‪ ،‬فليعرف شهادة أن ل إله إل ال‪ ،‬فإنا العروة الوثقى‬ ‫وكلمة التقوى‪ ،‬ل يقبل ال من أحد عمل إل با ‪ :‬ل صلة‪ ،‬ول صوما‪ ،‬ول حجا ول صدقة‪ ،‬ول‬ ‫جيع العمال الصالة ـ إل بعرفتها والعمل با‪ ،‬وهي كلمة التوحيد‪ ،‬وحق ال على العبيد‪ ،‬فمن‬ ‫أشرك ملوقا فيها من ملك مقرب‪ ،‬أو نب مرسل‪ ،‬أو ول‪ ،‬أو صحاب وغيه‪ ،‬أو صاحب قب أو‬ ‫جن‪ ،‬او غيه‪ ،‬أو استغاث به‪ ،‬أو استعان به فيما ل يطلب إل من ال أو نر له أو ذبح له‪ ،‬أو توكل‬ ‫عليه أو رجاه أو دعاه دعاء استغاثة أو استعانة‪ ،‬أو جعله واسطة بينه وبي ال لقضاء حاجته‪ ،‬أو‬ ‫للب نفع أو كشف ضر‪ ،‬فقد كفر كفر عباد الصنام القائلي ( ما نعبدهم إل ليقربونا إل زلفى )‬ ‫القائلي ( هؤلء شفعاؤنا عند ال ) كما ذكر ال عنهم ف كتابه‪ ،‬وهم ملدون ف النار ـ وإن‬ ‫صاموا وصلوا وعملوا بطاعة ال الليل والنهار كما قال تعال ‪ ( :‬إن الذين كفروا من أهل الكتاب‬ ‫والشركي ) وغيها من اليات‪ ،‬وكذلك من ترشح بشيء من ذلك أو أحب من ترشح له‪ ،‬أو ذب‬ ‫عنه‪ ،‬أو جادل عنه ـ فقد أشرك شركا ل يغفر‪ ،‬ول يقبل ول تصح منه العمال الصالة ‪ :‬الصوم‬ ‫والج وغيها ‪( :‬إن ال ل يغفر أن يشرك به ) ول يقبل عمل الشركي‪ ،‬وقد نى ال نبيه وعباده‬ ‫عن الجادلة عمن فعل مادون الشرك من الذنوب بقوله ‪ ( :‬ول تادل عن الذين يتانون أنفسهم )‬ ‫‪88‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫فكيف بن جادل عن الشركي وصد عن رب العالي ؟ فال ال عباد ل تغتروا بن ل يعرف شهادة‬ ‫أن ل إله إل ال وتلطخ بالشرك وهو ل يشعر ؛ فقد مضى أكثر حيات ول أعرف من أنواعه ما‬ ‫أعرفه اليوم‪ ،‬فلله المد على ما علمنا من دينه ول يهولنكم اليوم أن هذا المر غريب فإن نبيكم‬ ‫صلى ال عليه وسلم قال ( بدأ السلم غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ) واعتبوا بدعاء أبينا إبراهيم‬ ‫عليه السلم بقوله ف دعائه ‪( :‬واجبن وبن أن نعبد الصنام‪ .‬رب إنن أضللن كثيا من الناس) ولول‬ ‫ضيق هذه الكراسة وأن الشيخ ممدا أجاد وأفاد با أسلفه من الكلم فيها لطلنا الكلم‪ .‬وأما‬ ‫التادي ابن عرب صاحب النصوص الخالف للنصوص‪ ،‬وابن الفارض الذي لدين ال مارب‬ ‫وبالباطل للحق معارض‪ ،‬فمن تذهب بذهبهما فقد اتذ مع غي الرسول سبيل‪ ،‬وانتحل طريق‬ ‫الغضوب عليهم والضالي الخالفي لشريعة سيد الرسلي‪ ،‬فإن ابن عرب‪ ،‬وابن الفارض ينتحلن‬ ‫نل تكفرها وقد كفرهم كثي من العلماء العاملي فهؤلء يقولون كلما أخشى القت من ال ف‬ ‫ذكره فضل عمن انتحله‪ ،‬فإن ل يتب إل ال من انتحل مذهبهما وجب هجره وعزله عن الولية إن‬ ‫كان ذا ولية من إمامة أو غيها فإن صلته غي صحيحة ل لنفسه ول لغيه‪ ،‬فإن قال جاهل أرى‬ ‫عبد ال توه يتكلم ف هذا المر‪ ،‬فيعلم أنه إنا تبي ل الن وجوب الهاد ف ذلك علي وعلى غيي‬ ‫لقوله تعال‪ ( :‬وجاهدوا ف ال حق جهاده ) إل أن قال ‪ ( :‬ملة أبيكم إبراهيم ) وصلى ال على‬ ‫ممد وآله وسلم‪.‬‬

‫‪89‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة التاسعة والعشرون‬ ‫ومنها الرسالة الت أرسلها إل بعض البلدان قال فيها ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل من يصل إليه هذا الكتاب من السلمي‬ ‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته‪ ،‬وبعد ‪ :‬فاعلموا رحكم ال أن ال بعث ممدا صلى ال عليه‬ ‫وسلم إل الناس بشيا ونذيرا مبشرا لن اتبعه بالنة ومنذرا لن ل يتبعه بالنار‪ ،‬وقد علمتم إقرار كل‬ ‫من له معرفة أن التوحيد الذي بينا للناس هو الذي أرسل ال به رسله‪ ،‬حت كل مطوع معاند يشهد‬ ‫بذلك وأن الذي عليه غالب الناس من العتقادات ف الصالي وف غيهم هو الشرك الذي قال ال‬ ‫فيه ‪ ( :‬إنه من يشرك بال فقد حرم ال عليه النة ومأواه النار ) فإذا تققتم هذا‪ ،‬وعرفتم أنم‬ ‫يقولون لو يترك أهل العارض التكفي والقتال كانوا على دين ال ورسوله‪ ،‬ونن ما جئناكم ف‬ ‫التكفي والقتال لكن ننصحكم بذا الذي قطعتم أنه دين ال ورسوله إن كنتم تعلمونه وتعملون به‬ ‫إن كنتم من أمة ممد باطنا وظاهرا وأنا أبي لكن هذه بسألة القبلة أن النب صلى ال عليه وسلم‬ ‫وأمته يصلون والنصارى يصلون ولكن قبلته صلى ال عليه وسلم وأمته بيت ال وقبلة النصارى مطلع‬ ‫الشمس فالكل منا ومنهم يصلي ولكن اختلفنا ف القبلة‪ ،‬ولو أن رجلً من أمة ممد صلى ال عليه‬ ‫وسلم يقر بذا‪ ،‬ولكن يكره من يستقبل القبلة ويب من يستقبل الشمس أتظنون أن هذا مسلم‪،‬‬ ‫وهذا ما نن فيه فالنب صلى ال عليه وسلم بعثه ال بالتوحيد‪ ،‬وأن ل يدعى مع ال أحد ل نب ول‬ ‫غيه والنصارى يدعون عيسى رسول ال‪ ،‬ويدعون الصالي يقولون ليشفعوا لنا عند ال فإذا كان‬ ‫كل مطوع مقرا بالتوحيد فاجعلوا التوحيد مثل القبلة واجعلوا الشرك مثل استقبال الشرق مع أن‬ ‫هذا أعظم من القبلة‪ ،‬وأنا أنصحكم ل وأناكم ل تضيعوا حظكم من ال‪ ،‬وتبون دين النصارى‬ ‫على دين نبيكم فما ظنكم بن واجه ال وهو يعلم من قلبه أنه عرف أن التوحيد دينه ودين رسوله‬ ‫وهو يبغضه ويبغض من اتبعه‪ ،‬ويعرف أن دعوة غيه هو الشرك‪ ،‬ويبه ويب من اتبعه أتظنون أن‬ ‫ال يغفر لذا ؟ والنصيحة لن خاف عذاب الخرة‪ ،‬وأما القلب الال من ذلك فل والسلم‪.‬‬

‫‪90‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الثلثون‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫إل الخ فايز سلم عليكم ورحة ال وبركاته‪ ،‬وبعد ‪:‬‬ ‫مسألة الشرك بال بينها ال سبحانه‪ ،‬وأكثر الكلم فيها‪ ،‬وضرب لا المثال ؛ ومن أعظم ما ذكر‬ ‫فيها قوله ‪ ( :‬ولقد أوحي إليك وإل الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من‬ ‫الاسرين ) مع أن الذين طلبوا منه ليس شرك القلب‪ ،‬وأما كونك تعرفه مثل معرفة الفواحش‪،‬‬ ‫وتكرهه كما تكرهها فهذا له سببان أحدها ‪ :‬اللجوء إل ال‪ ،‬وكثرة الدعاء بالداية إل الصراط‬ ‫الستقيم بضور قلب‪ ،‬الثان‪ :‬الفكرة ف الثل الذي ضربه ال ف سورة الروم بقوله ‪ ( :‬ضرب لكم‬ ‫مثل من أنفسكم ) فإذا أمعنت النظر وتأملت لو أن رجل يشرك بي رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬وبي مسيلمة ف الرسالة أنا أكب قبحا من الفواحش فكيف لو يشرك بي رسول ال صلى‬ ‫ال عليه وسلم وبي امرأة زانية‪ ،‬وأنت تعرف أن أهل بلد لو يصلون على شيخهم أو إمامهم كما‬ ‫يصلون على النب صلى ال عليه وسلم أعد هذا من أعظم الفواحش بكثي‪ ،‬فإذا وازنت بي هذا وبي‬ ‫ما يفعله أكثر الناس اليوم من دعوة ال ودعوة أب طالب أو الكواز‪ ،‬أو أخس الناس‪ ،‬أو شجرة أو‬ ‫حجر أو غي ذلك تبي لك أن المر أعظم ما ذكرنا بكثي‪ ،‬لكن الذي غي القلوب أن هذا تعودته‬ ‫وألفته‪ ،‬وتلك النواع ل تعودها القلوب فلذلك تكرهها لن القلوب على الفطرة إل أن تتغي إذا‬ ‫كبت بالعادات والسلم‪.‬‬

‫‪91‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫القسم الرابع‬ ‫بيان الشياء الت يكفر مرتكبها ويب قتاله‬ ‫والفرق بي فهم الجة وبيان قيام الجة‬ ‫ص ‪203‬‬

‫الرسالة الادية والثلثون‬ ‫ومنها رسالة كتبها إل أحد بن إبراهيم مطوع مرات من بلدان الوشم وكان قد أرسل إليه رسالة‬ ‫فأجابه الشيخ بذه‪.‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل أحد بن إبراهيم هدانا ال وإياه وبعد ‪:‬‬ ‫ما ذكرت من مسألة التكفي‪ ،‬وقولك أبسط الكلم فيها فلو بيننا اختلف أمكنن أن أبسط الكلم أو‬ ‫أمتنع‪ ،‬وأما إذا اتفقنا على الكم الشرعي ل أنت بنكر الكلم الذي كتبت إليك‪ ،‬ول أنا بنكر العبارات‬ ‫الت كتبت إل‪ ،‬وصار اللف ف أناس معيني إقرار أن التوحيد الذي ندعو إليه دين ال ورسوله‪ ،‬وأن‬ ‫الذي ننهي عنه ف الرمي والبصرة والسا هو الشرك بال‪ ،‬ولكن هؤلء العينون هل تركوا التوحيد بعد‬ ‫معرفته وصدوا الناس عنه ؟ أم فرحوا به وأحبوه ودانوا به وتبأوا من الشرك أهله ؟ فهذه ليس مرجعها‬ ‫إل طالب العلم بل مرجعها إل علم الاص والعام‪.‬مثال ذلك إذا صح أن أهل السا والبصرة يشهدون‬ ‫أن التوحيد الذي نقول دين ال ورسوله‪ ،‬وأن هذا الفعول عندهم ف الحياء والموات هو الشرك بال‪،‬‬ ‫ولكن أنكروا علينا التكفي والقتال خاصة‪ .‬والرجع ف السألة إل الضر والبدو والنساء‪ ،‬والرجال هل‬ ‫أهل قبة الزبي وقبة الكواز تابو من دينهم وتبعوا ما أقروا به من التوحيد؟ أو هم على دينهم‪ ،‬ولو يتكلم‬ ‫النسان بالتوحيد فسلمته على أخذ ماله‪ ،‬فإن كنت تزعم أن الكواوزة‪ ،‬وأهل الزبي تابوا من دينهم‬ ‫وعادوا من ل يتب فتبعوا ما أقروا به‪ ،‬وعادوا من خالفه هذا مكابرة‪ ،‬وإن أقررت أنم بعد القرار أشد‬ ‫عداوة ومسبة للمؤمني والؤمنات كما يعرفه الاص والعام‪ ،‬وصار الكلم ف أتباع الويس‪ ،‬وصال بن‬ ‫عبد ال هل هم مع أهل التوحيد؟ أم هم مع الوثان ؟ بل أهل الوثان معهم وهم حزبة العدو وحاملوا‬ ‫الراية‪ ،‬فالكلم ف هذا نيله على الاص والعام فودى أنك تسرع بالنفور فتتوجه إل ال وتنظر نظر من‬ ‫‪92‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫يؤمن بالنة واللود فيها ويؤمن بالنار واللود فيها‪ ،‬وتسأله بقلب حاضر أن يهديك الصراط الستقيم‬ ‫هذا مع أنك تعلم ما جرى من ابن إساعيل‪ ،‬وولد ابن ربيعة سنة البس لا شكونا عند أهل قبة أب‬ ‫طالب يوم يكسيه صاية‪ ،‬وجيع من معك من خاص وعام معهم إل الن‪ ،‬وتعرف روحة الويس وأتباعه‬ ‫لهل قبة الكواز‪ ،‬وسية طالب يوم يكسيه صاية‪ ،‬ويقول لم طالع الناس ينكرون قببكم‪ ،‬وقد كفروا‬ ‫وحل دمهم ومالم وصار هذا عندك وعند أهل الوشم‪ ،‬وعند أهل سدير والقصيم من فضائل الويس‬ ‫ومناقبه‪ ،‬وهم على دينه إل الن مع أن الكاتيب الت أرسلها علماء الرمي مع الزيودي سنة البس‬ ‫عندنا إل الن تتناك‪ ،‬وقد صرحوا فيها أن من أقر بالتوحيد كفر وحل ماله ودمه وقتل ف الل والرم‬ ‫ويذكرون دلئل على دعاء الولياء ف قبورهم‪ ،‬منها قوله تعال ( لم ما يشاءون عند ربم ) فإن كانت‬ ‫ليست عندك‪ ،‬ول صبت إل أن تيء فأرسل إل ولد ممد بن سليمان ف وشيقر ولسيف العتيقي‬ ‫يرسلونا إليك وييبون عن قوله ‪( :‬أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة ) أنم يدعون على أنم‬ ‫العطون الانعون بالصالة‪ ،‬وأما دعوتم على أنم شفعاء فهو الدين الصحيح‪ ،‬ومن أنكره قتل ف الل‬ ‫والرم‪ ،‬وأيضا جاءنا بعض الجلد الذي صنفه القبان‪ ،‬واستكتبوه أهل السا‪ ،‬وأهل ند وفيه نقل‬ ‫الجاع على تسي قبة الكواز وأمثالا‪ ،‬وعبادتا وعبادة سية طالب ويقول ف تصنيفه إنه ل يالف ف‬ ‫تصنيفه إل ابن تيمية وابن القيم‪ ،‬وعشرة أنا عاشرهم فالميع اثنا عشر‪ ،‬فإذا كان يوم القيامة اعتزلوا‬ ‫وحدهم عن جيع المة وأنتم إل الن على ما تعلم مع شهادتكم أن التوحيد دين ال ورسوله وأن‬ ‫الشرك باطل وأيضا مكاتيب أهل السا موجودة‪ ،‬فأما ابن عبد اللطيف وابن عفالق وابن مطلق فحشوا‬ ‫بالزبيل أعن ‪ :‬سبابة التوحيد واستحلل دم من صدق به أو أنكر الشرك‪ ،‬ولكن تعرف ابن فيوز أنه‬ ‫أقربم إل السلم وهو رجل من النابلة‪ ،‬وينتحل كلم الشيخ وابن القيم خاصة ومع هذا صنف مصنفا‬ ‫أرسله إلينا قرر فيه هذا الذي يفعل عند قب يوسف وأمثاله هو الدين الصحيح واستدل ف تصنيفه بقول‬ ‫النابغة ‪:‬‬ ‫أيا قب النب وصاحبيه ووا مصيبتنا لو تعلمونا‬ ‫وف مصنف ابن مطلق الستدلل بقول الشاعر ‪:‬‬ ‫وكن ل شفيعا يوم ل ذو شفاعة سواك بغن عن سواد بن قارب‬ ‫ولكن الكلم الول أبلغ من هذا كله وهو شهادة البدو والضر والنساء والرجال أن هؤلء الذين‬ ‫يقولون التوحيد دين ال ورسوله‪ ،‬ويبغضونه أكثر من بغض اليهود والنصارى‪ ،‬ويسبونه‪ ،‬ويصدون الناس‬ ‫‪93‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫عنه‪ ،‬وياهدون ف زواله وتثبيت الشرك بالنفس والال خلف ما عليه الرسل وأتباعهم‪ ،‬فإنم ياهدون‬ ‫حت ل تكون فتنة ويكون الدين كله ل‪ .‬وأما قولك أبغي أشارو إبراهيم فل ودي تصي ثالثا لبن عباد‬ ‫وابن عيد‪ ،‬أما ابن عباد فبقول أي شيء أفعل بالعناقر‪ ،‬وإل فالق واضح ونصحتهم وبينت لم‪ .‬وابن‬ ‫عيد أنت خابره حاول إبراهيم ف الدخول ف الدين‪ ،‬وتعذر من الناس أن إبراهيم متنع يا سبحان ال !‬ ‫إذا كان أهل الوشم أهل سدير وغيهم يقطعون أن كل مطوع ف قرية لو ينقاد شيخها ما منهم أحد‬ ‫يتوقف كيف يكون قدر الدين عندكم ؟ كيف قدر رضا ال والنة ؟ كيف قدر النار وغضب ال ؟‬ ‫ولكن ودي تفكر فيما تعلم لا اختلف الناس بعد مقتل عثمان‪ ،‬وبإجاع أهل العلم أنم ل يقال فيهم إل‬ ‫السن مع أنم عثو ف دمائهم‪ ،‬ومعلوم أن كل من الطائفتي ‪ :‬أهل العراق‪ ،‬وأهل الشام معتقدة أنا‬ ‫على الق والخرى ظالة‪ ،‬ونبغ من أصحاب علي من أشرك بعلي وأجع الصحابة على كفرهم وردتم‬ ‫وقتلهم‪ ،‬لكن حرقهم علي‪ ،‬وابن عباس يرى قتلهم بالسيف أترى أهل الشام لو حلهم مالفة علي على‬ ‫الجتماع بم‪ ،‬والعتذار عنهم والقاتلة معهم لو امتنعوا أترى أحدا من الصحابة يشك ف كفر من التجأ‬ ‫إليهم ؟ ولو أظهر الباءة من اعتقادهم‪ ،‬وإنا التجأ إليهم وزين مذهبهم لجل القتصاص من قتلة عثمان‪،‬‬ ‫فتفكر ف هذه القضية فإنا ل تبقى شبهة إل على من أراد ال فتنته‪ ،‬وغي ذلك قولك أريد أمانا على‬ ‫كذا وكذا فأنت مالف والاص والعام يفرحون بيتك مثل ما فرحوا بية ابن غنام‪ ،‬والنقور‪ ،‬وابن‬ ‫عضيب مع أن ابن عضيب أكثر الناس سبا لذا الدين الن وراحوا موقرين مشومي كيف لو تيء أنت‬ ‫كيف تظن أن بيئك ما تكره‪ ،‬فإن أردت تديد المان على مابغيت فاكتب ل‪ ،‬ولكن تعرف حرصي‬ ‫على الكتب‪ ،‬فإن عزمت على الراضة وعجلتها على قبلك فتراها على بنو الي‪ ،‬وإن ما جاز عندك كلها‬ ‫فبعضها ولو مموع ابن رجب ترى ماجاءنا فهو عارية مؤداة وإن ل تأتنا‪.‬‬ ‫قال ابن القيم ف النونيه ‪:‬‬ ‫وقصوده وحقائق اليان‬ ‫يا فرقة جهلت نصوص نبيها‬ ‫فسطوا على أتباعه وجنوده‬

‫بالبغي والتكفي والطغيان‬

‫ل حق ل يكون لغيه‬

‫ولعبده حق ها حقان‬

‫ل تعلوا القي حقا واحدا‬

‫من غي تييز ول فرقان‬ ‫‪94‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الراد تعريفك لا صدقتك وأن لك نظرا ف الق أن ف ذلك الزمان من يكفر العلماء إذا ذكروا‬ ‫التوحيد‪ ،‬ويظنونه تنقيصا للنب صلى ال عليه وسلم فما ظنك بزمانك هذا ؟ وإذا كان الكفرون من‬ ‫يعدون من علمائهم فما ظنك بولد الويس وفاسد وأمثالما يوضحه تسجيلهم على جواب علماء مكة‬ ‫ونشره وقراءته على جاعتهم ودعوتم إليه‪ .‬ذكر ابن عبد الادي ف مناقب الشيخ لا ذكر الحنة الت‬ ‫نالته بسبب الواب ف شد الرحل فالواب الذي كفروه بسببه ذكر أن كلمه ف هذا الكتاب أبلغ منه‪،‬‬ ‫فالعجب إذا كان هذا الكتاب عندك والعلماء ف زمن الشيخ كفروه بكلم دونه فكيف بالويس وأمثاله‬ ‫ل يكفروننا بحض التوحيد ؟ وذكر ابن القيم ف النونية ما يصدق هذا الكلم لا قالوا له إنك مثل‬ ‫الوارج رد عليهم بقوله ‪:‬‬ ‫بالذنب تأويل بل إحسان‬

‫من ل بثل خوارج قد كفروا‬

‫ث ذكر ف البيت الثان أن هؤلء ل يكفروننا بحض اليان والوارج يكفرون بالذنوب‪ ،‬وكلمي‬ ‫هذا تنبيه أن إنكار التوحيد متقدم‪ ،‬وكذلك التفكي لن اتبعه‪ ،‬وأنت ل تعتقد أن الزمان صلح‬ ‫بعدهم‪ ،‬ول تعتقد أن الويس وأمثاله أجل وأورع من أولئك الذين كفروا الشيخ وأتباعه‪ ،‬وعد ابن‬ ‫عبد الادي من كتبه كتاب ( الستغاثة ) ملد ولفانا من الشام مع مربد‪ .‬وسببه أن رجل من فقهاء‬ ‫الشافعية يقال له ابن البكري عثر على جواب للشيخ ف الستغاثة بالوتى‪ ،‬فأنكر ذلك‪ ،‬وصنف‬ ‫مصنفا ف جواز الستغاثة بالنب صلى ال عليه وسلم ف كل ما يستغاث ال فيه‪ ،‬وصرح بتكفي‬ ‫الشيخ ف ذلك الكتاب وجعله مستنقصا للنبياء وأورد فيه آيات وأحاديث‪ .‬فصنف الشيخ كتاب‬ ‫( الستغاثة ) ردا على ابن البكري وقرر فيه مذهب الرسل وأتباعهم‪ ،‬وذكر أن الكفار ل يبلغ‬ ‫شركهم هذا بل ذكر ال عنهم أنم إذا مسهم الضر أخلصوا ونسوا ما يشركون‪ ،‬والقصود أن ف‬ ‫زمن الشيخ من يدعي العلم والتصنيف من أنكر التوحيد‪ ،‬وجعله سبا للنبياء والولياء‪ ،‬وكفر من‬ ‫ذهب إليه‪ ،‬فكيف تزعم أن عبدة قبة الكواز وأمثالا ما أنكروه ؟ بل تزعم أنم قبلوه ودانوا به‬ ‫وتبءوا من الشرك‪ ،‬ول أنكروا إل تكفي من ل يكفر‪ ،‬وأعظم وأطم أنكم تعرفون أن البادية كفروا‬ ‫بالكتاب كله‪ ،‬وتبءوا من الدين كله واستهزءوا بالضر الذين يصدقون بالبعث‪ ،‬وفضلوا حكم‬ ‫الطاغوت على شريعة ال واسهزءوا با مع إقرارهم بأن ممدا رسول ال وأن كتاب ال عند الضر‬ ‫لكن كذبوا وكفروا واستهزءوا عنادا‪ ،‬ومع هذا تنكرون علينا كفرهم وتصرحون بأن من قال ل إله‬ ‫إل ال ل يكفر‪ ،‬ث تذكر ف كتابك أنك تشهد بكفر العال العابد الذي ينكر التوحيد‪ ،‬ول يكفر‬ ‫‪95‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الشركي‪ ،‬ويقول هؤلء السواد العظم ما يتيهون‪ ،‬فإن قلم إن الولي وإن كانوا علماء فلم يقصدوا‬ ‫مالفة الرسول بل جهلوا‪ ،‬وأنتم وأمثالكم تشهدون ليلً ونارا أن هذا الذي أخرجنا للناس من‬ ‫التوحيد وإنكار الشرك أنه دين ال ورسوله‪ ،‬وأن اللف منا والتكفي والقتال‪ ،‬ولو قدرنا أن غيكم‬ ‫يعذر بالهل فأنتم مصرحون بالعلم وال أعلم‪.‬‬

‫‪96‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الثانية والثلثون‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل ممد بن فارس‪ ،‬سلم عليكم‪ ،‬وبعد ‪:‬‬ ‫الواصل إليكم مسألة التكفي من كلم العلماء‪ ،‬وذكر ف ( القناع ) إجاع الذاهب كلها على‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن كان عند أحد كلمة تالف ما ذكروه ف مذهب من الذاهب فيذكرها وجزاه ال خيا‪،‬‬ ‫وإن كان يبغي يعاند كلم ال وكلم رسوله‪ ،‬وكلم العلماء‪ ،‬ول يصغي لذا أبدا فاعرفوا أن هذا‬ ‫الرجل معاند ما هو بطلب حق‪ ،‬وقد قال ال تعال ‪ (( :‬ول يأمركم أن تتخذوا اللئكة والنبيي‬ ‫أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون)) والذي يدلكم على هذا أن هؤلء يعتذرون بالتكفي إذا‬ ‫تأملتهم إذا أن الوحدين أعداؤهم يبغضونم ويستثقلونم‪ ،‬والشركون والنافقون هم ربعهم الذين‬ ‫يستأنسون إليهم‪ ،‬ولكن هذه قد جرت من رجال عندنا ف الدرعية وف العيينة الذين ارتدوا وأبغضوا‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫وقال أيضا رحه ال تعال‪.‬‬ ‫اعلم أن من أعظم نواقض السلم عشرة ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬الشرك ف عبادة ال وحده ل شريك له‪ ،‬والدليل قوله تعال ‪ (( :‬إن ال ل يغفر أن يشرك به‬ ‫ويغفر ما دون ذلك لن يشاء )) ومنه الذبح لغي ال كمن يذبح للجن أو القباب‪.‬‬ ‫الثان ‪ :‬من جعل بينه وبي ال وسائط يدعوهم ويسألم الشفاعة كفر إجاعا‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬من ل يكفر الشركي‪ ،‬أو شك ف كفرهم‪ ،‬أو صحح مذهبهم كفر إجاعا‪.‬‬ ‫الرابع ‪ :‬من اعتقد أن غي هدى النب صلى ال عليه وسلم أكمل من هديه‪ ،‬أو أن حكم غيه أحسن‬ ‫من حكمه كالذين يفضلون حكم الطاغوت على حكمه فهو كافر‪.‬‬ ‫الامس ‪ :‬من أبغض شيئاَ ما جاء به الرسول صلى ال عليه وسلم ولو عمل به كفر إجاعا‪ ،‬والدليل‬ ‫قوله تعال ‪ (( :‬ذلك بأنم كرهوا ما أنزل ال فأحبط أعمالم ))‬ ‫السادس ‪ :‬من استهزأ بشيء من دين ال أو ثوابه أو عقابه كفر والدليل قوله تعال ‪ (( :‬قل أبا ل‬ ‫وآياته ورسوله تستهزؤن‪ ،‬ل تعتذروا قد كفرت بعد إيانكم ))‬ ‫السابع ‪ :‬السحر ومنه الصرف والعطف‪ ،‬فمن فعله أو رضى به كفر والدليل قوله تعال ‪ (( :‬وما‬ ‫يعلمان من أحد حت يقول إنا نن فتنة فل تكفر ))‬ ‫‪97‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الثامن ‪ :‬مظاهرة الشركي ومعاونتهم على السلمي والدليل قوله تعال ‪ (( :‬ومن يتولم منكم فإنه‬ ‫منهم إن ال ل يهدى القوم الظالي ))‬ ‫التاسع ‪:‬من اعتقد أن بعض الناس ل يب عليه اتباعه صلى ال عليه وسلم وأنه يسعه الروج من‬ ‫شريعته كما وسع الضر الروج من شريعة موسى عليهما السلم فهو كافر‪.‬‬ ‫العاشر ‪ :‬العراض عن دين ال ل يتعلمه ول يعمل به‪ ،‬والدليل قوله تعال ‪ ((:‬ومن أظلم من ذكر‬ ‫بآيات ربه ث أعرض عنها إنا من الجرمي منتقمون )) ول فرق ف جيع هذه النواقض بي الازل‬ ‫والاد والائف إل الكره‪ ،‬وكلها من أعظم ما يكون خطرا‪ ،‬ومن أكثر ما يكون وقوعا فينبغي‬ ‫للمسلم أن يذرها وياف منها على نفسه نعوذ بال من موجبات غضبه وأليم عقابه وصلى ال على‬ ‫ممد‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الثالثة والثلثون‬ ‫(ص ‪)215‬‬ ‫ومنها رسالة أرسلها جوابا لرجل من أهل السا يقال له أحد بن عبد الكري وكان قد عرف‬ ‫التوحيد وكفر الشركي‪ ،‬ث إنه حصل له شبهة ف ذلك‪ ،‬بسبب عبارات رآها ف كلم الشيخ‬ ‫تقي الدين ففهم منها غي مراد الشيخ رحه ال قال فيها ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل أحد بن عبد الكري‪ ،‬سلم على الرسلي والمد ل رب العالي‪.‬‬ ‫أما بعد‪ ،‬فقد وصل مكتوبك تقرر السألة الت ذكرت وتذكر أن عليك إشكال تطلب إزالته‪ ،‬ث ورد‬ ‫منك مراسلة تذكر أنك عثرت على كلم الشيخ أزال عنك الشكال فنسأل ال أن يهديك لدين‬ ‫السلم وعلى أي شيء يدل كلمه على أن من عبد الوثان عبادة أكب من عبادة اللت والعزى‬ ‫وسب دين الرسول بعد ما شهد به مثل سب أب جهل أنه ل يكفر بعينه‪ ،‬بل العبارة صرية واضحة‬ ‫ف تكفي مثل ابن فيوز وصال ابن عبد ال وأمثالما كفرا ظاهرا ينقل عن اللة فضل عن غيها‪،‬‬ ‫هذا صريح واضح ف كلم ابن القيم الذي ذكرت وف كلم الشيخ الذي أزال عنك الشكال ف‬ ‫كفر من عبد الوثن الذي على قب يوسف وأمثاله‪ ،‬ودعاهم ف الشدائد والرخاء‪ ،‬وسب دين الرسل‬ ‫بعد ما أقر به ودان بعبادة الوثان بعد ما أقر با‪ ،‬وليس ف كلمي هذا مازفة بل أنت تشهد به‬ ‫عليهم ولكن إذا أعمى ال القلب فل حيلة فيه‪ .‬وأنا أخاف عليك من قوله تعال ‪(( :‬ذلك بأنم آمنوا‬ ‫ث كفروا فطبع على قلوبم فهم ل يفقهون)) والشبهة الت دخلت عليك هذه البضيعة الت ف يديك‬ ‫تاف تغذى أنت وعيالك إذا تركت بلد الشركي وشاك ف رزق ال‪ ،‬وأيضا قرناء السوء أضلوك‬ ‫كما هي عادتم‪ ،‬وأنت والعياذ بال تنل درجة درجة أول مرة ف الشك‪ ،‬وبلد الشرك وموالتم‬ ‫والصلة خلفهم‪ ،‬وبراءتك من السلمي مداهنة لم‪ ،‬ث بعد ذلك طحت على ابن غنام وغيه‪،‬‬ ‫وتبأت من ملة إبراهيم‪ ،‬وأشهدتم على نفسك باتباع الشركي من غي إكراه لكن خوف ومداراة‪،‬‬ ‫وغاب عنك قوله تعال ف عمار بن ياسر وأشباهه ‪ (( :‬من كفر بال من بعد إيانه إل من أكره‬ ‫وقلبه مطمئن باليان)) إل قوله ‪ (( :‬ذلك بأنم استحبوا الياة الدنيا على طمأنينة قلبه‪ .‬والكراه ل‬ ‫يكون على العقيدة بل على القول والفعل فقد صرح بأن من قال الكفر أو فعله فقد كفر إل الكره‬ ‫بالشرط الذكور‪ ،‬وذلك أن ذلك بسبب العقيدة فتفكر ف نفسك هل أكرهوك وعرضوك على‬ ‫‪99‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫السيف مثل عمار أم ل ؟ وتفكر هل هذا بسبب أن ته عقيد تغيت أم بسبب إيثار الدنيا ؟ ول يبق‬ ‫عليك إل رتبة واحدة وهي ‪ :‬أنك تصرح مثل ابن رفيع تصريا بسبة دين النبياء‪ ،‬وترجع إل عبادة‬ ‫العيدروس وأب حديدة وأمثالما‪ ،‬ولكن الر بيد القلوب فأول ما أنصحك به أنك تفكر هل هذا‬ ‫الشرك الذي عندكم هو الشرك الذي ظهر نبيك صلى ال عليه وسلم ينهي عنه أهل مكة‪ ،‬أم شرك‬ ‫أهل مكة نوع آخر أغلظ منه ؟ أم هذا أغلظ فإذا أحكمت السألة‪ ،‬وعرفت أن غالب من عندكم‬ ‫سع اليات وسع كلم أهل العلم من التقدمي والتأخرين‪ ،‬وأقر به وقال أشهد أن هذا هو الق‬ ‫ونعرفه قبل ابن عبد الوهاب‪ ،‬ث بعد ذلك يصرح بسبة ما شهد أنه الق‪ ،‬ويصرح بسن الشرك‬ ‫وأتباعه وعدم الباءة من أهله فتفكر هل هذه مسألة أو مسألة الردة الصرية الت ذكرها أهل العلم ف‬ ‫الردة ؟ ولكن العجب من دلئلك الت ذكرت كأنا أتت من ل يسمع ول يبصر‪ .‬أما استدللك‬ ‫بترك النب صلى ال عليه وسلم ومن بعده تكفي النافقي وقتلهم فقد عرفه الاص والعام ببديهة‬ ‫العقل أنم لو يظهرون كلمة واحدة أو فعل واحدا من عبادة الوثان أو مسبة التوحيد الذي جاء‬ ‫الرسول صلى ال عليه وسلم أنم يقتلون أشر قتله فإن كنت تزعم أن الذين عندكم أظهروا اتباع‬ ‫الدين الذي تشهد أنه دين الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وتبؤا من أشرك بالقول والفعل‪ ،‬ول يبق‬ ‫إل أشياء خفية تظهر على صفحات الوجه أو فلتة لسان ف السر‪ ،‬وقد تابوا من دينهم الول وقتلوا‬ ‫الطواغيت وهدموا البيوت العبودة فقل ل‪ ،‬وإن كنت تزعم أن الشرك الذي خرج عليه رسول ال‬ ‫عليه وسلم أكب من هذا فقل ل وإن كنت تزعم أن النسان إذا أظهر السلم ل يكفر إذا أظهر‬ ‫عبادة الوثان‪ ،‬وزعم أنا الدين‪ ،‬وأظهر سب دين النبياء وساه دين أهل العارض وأفت بقتل من‬ ‫أخلص ل الدين وإحراقه وحل ماله فهذه مسألتك‪ ،‬وقد قررتا وذكرت أن من زمن النب صلى ال‬ ‫عليه وسلم إل يومنا هذا ل يقتلوا أحدا ول يكفروه من أهل اللة‪ ،‬أما ذكرت قول ال تعال‪ (( :‬لئن‬ ‫ل ينته النافقون والذين ف قلوبم مرض )) إل قوله‪ (( :‬ملعوني أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيل ))‬ ‫واذكر قوله ‪ (( :‬ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إل الفتنة أركسوا‬ ‫فيها )) إل قوله ‪ (( :‬فخذوهم واقتلوهم )) واذكر قوله ف العتقاد ف النبياء ‪ (( :‬أيأمركم بالكفر‬ ‫بعد إذ أنتم مسلمون )) واذكر ما صح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه أشخص رجلً معه‬ ‫الراية إل من تزوج امرأة أبيه ليقتله ويأخذ ماله فأي هذين أعظم ؟ تزوج امرأة الب أو سب دين‬ ‫النبياء بعد معرفته‪ ،‬واذكر أنه قد هم بغزو بن الصطلق لا قيل إنم منعوا الزكاة حت كذب ال من‬ ‫‪100‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫نقل ذلك‪ ،‬واذكر قوله ف أعبد هذه المة وأشدهم اجتهادا ‪ (( :‬لئن أدركتهم لقتلنهم قتل عاد أينما‬ ‫لقيتموهم فاقتلوهم فإن ف قتلهم أجرا لن قتلهم يوم القيامة )) واذكر قتال الصديق وأصحابه ما نعي‬ ‫الزكاة وسب ذراريهم وغنيمة أموالم ؛ واذكر إجاع الصحابة على قتل أهل مسجد الكوفة‪،‬‬ ‫وكفرهم‪ ،‬وردتم لا قالوا كلمة ف تقرير بنوه مسيلمة‪ ،‬ولكن الصحابة اختلفوا ف قبول توبتهم لا‬ ‫تابوا‪ ،‬والسألة ف صحيح البخاري وشرحه ف الكفالة‪ ،‬واذكر إجاع الصحابة لا استفتاهم عمر على‬ ‫أن من زعم أن المر تل للخواص مستدل بقوله تعال ‪ (( :‬ليس على الذين آمنوا وعملوا‬ ‫الصالات جناح فيما طمعوا )) مع كونه من أهل بدر‪ ،‬وأجع الصحابة على كفر من اعتقد ف على‬ ‫مثل اعتقاد هؤلء ف عبد القادر‪ ،‬وردتم‪ ،‬وقتلهم‪ ،‬فأحرقهم علي بن أب طالب رضي ال عنه وهم‬ ‫أحياء فخالفه ابن عباس ف الحراق وقال ‪ :‬يقتلون بالسيف‪ ،‬مع كونم من أهل القرن الول أخذوا‬ ‫العلم عن الصحابة‪ ،‬واذكر إجاع أهل العلم من التابعي وغيهم على قتل العد بن درهم‪ .‬قال ابن‬ ‫القيم ‪:‬‬ ‫شكر الضحية كل سنة ل درك من أخي قربان‬ ‫ولو ذهبنا نعدد من كفره العلماء مع ادعائه السلم وأفتوا بردته وقتله لطال الكلم لكن من آخر ما‬ ‫جرى قصة بن عبيد ملوك مصر‪ ،‬وطائفتهم وهم يدعون أنم من أهل البيت‪ ،‬ويصلون المعة‬ ‫والماعة‪ ،‬ونصبوا القضاة والفتي أجع العلماء على كفرهم وردتم وقتالم وأن بلدهم بلد حرب‬ ‫يب قتالم ولو كانوا مكرهي مبغضي لم‪ ،‬واذكر كلمه ف ( القناع ) و(شرحه) ف الردة كيف‬ ‫ذكروا أنواعا كثية موجودة عندكم‪ ،‬ث قال منصور ‪ :‬وقد عمت البلوى بذه الفرق وأفسدوا كثيا‬ ‫من عقائد أهل التوحيد نسأل ال العفو والعافية‪ .‬هذا لفظه بروفه‪ ،‬ث ذكر قتل الواحد منهم وحكم‬ ‫ماله هل قال واحد من هؤلء من الصحابة من أصحابه إل زمن منصور إن هؤلء يكفر أنواعهم ل‬ ‫أعيانم‪ .‬وأما عبارة الشيخ الت لبسوا با عليك فهي أغلظ من هذا كله ولو نقول با لكفرنا كثيا‬ ‫من الشاهي بأعيانم فإنه صرح فيها بأن العي ل يكفر إل إذا قامت عليه الجة‪ ،‬فإذا كان العي‪،‬‬ ‫يكفر إذا قامت عليه الجة‪ ،‬فمن العلوم أن قيامها ليس معناه أن يفهم كلم ال ورسوله مثل فهم‬ ‫أب بكر رضي ال عنه‪ ،‬بل إذا بلغه كلم ال ورسوله وخل من شيء يعذر به فهو كافر كما كان‬ ‫الكفار كلهم تقوم عليهم الجة بالقرآن مع قول ال ‪ (( :‬وجعلنا على قلوبم أكنة أن يفقهوه ))‬ ‫وقوله (( إن شر الدواب عند ال الصم البكم الذين ل يعقلون)) وإذا كان كلم الشيخ ليس ف‬ ‫‪101‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الشرك والردة بل ف السائل الزئيات سواء كانت من الصول أو الفروع‪ ،‬ومعلوم أنم يذكرون ف‬ ‫كتبهم ف مسائل الصفات أو مسألة القرآن أو مسألة الستواء أو غي ذلك مذهب السلف‪،‬‬ ‫ويذكرون أنه الذي أمر ال به ورسوله والذي درج عليه هو وأصحابه‪ ،‬ث يذكرون مذهب الشعري‬ ‫أو غيه‪ ،‬ويرجحونه ويسبون من خالفه‪ .‬فلو قدرنا أنا ل تقم الجة على غالبهم قامت على هذا‬ ‫العي الذي يكي مذهب الشعري ومن معه فكلم الشيخ ف هذا النوع يقول ‪ :‬إن السلف كفروا‬ ‫النوع‪ ،‬وأما العي فإن عرف الق وخالف كفر بعينه وإل ل يكفروا‪ .‬وأنا أذكر لك من كلمه ما‬ ‫يصدق هذا لعلك تنتفع إن هداك ال وتقوم عليك الجة قياما بعد قيام‪ ،‬وإل فقد قامت عليك وعلى‬ ‫غيك قبل هذا‪ .‬وقال رحه ال ف ( اقتضاء الصراط الستقيم ) ف الكلم على قوله (( وما أهل لغي‬ ‫ال به )) ظاهره أنه ما ذبح لغي ال حرم سواء لفظ به أو ل يلفظ وهذا أظهر من تري ما ذبح للحم‬ ‫وقال فيه باسم السيح ونوه‪ ،‬فإن عبادة ال والنسك له أعظم من الستعانة باسه ف فواتح المور‪،‬‬ ‫فكذلك الشرك بالنسك لغيه أعظم من الستعانة باسه‪ ،‬وعلى هذا لو ذبح لغي ال متقربا إليه وإن‬ ‫قال فيه بسم ال كما قد يفعله طائفة من منافقي هذه المة‪ ،‬وإن كان هؤلء مرتدين ل تباح‬ ‫ذبيحتهم بال لكن يتمع ف الذبيحة مانعان‪ ،‬ومن هذا الباب ما قد يفعله الاهلون بكة وغيها من‬ ‫الذبح للجن انتهى كلمه بروفه‪ ،‬فانظر كلمه لن ذبح لغي ال وسى ال عليه عند الذبح أنه مرتد‬ ‫ترم ذبيحته ولو ذبها للكل‪ ،‬لكن هذه الذبيحة ترم من جهتي ‪ :‬من جهة أنا ما أهل به لغي ال‪،‬‬ ‫وترم أيضا لنا ذبيحة مرتد يوضح ذلك ما ذكرته أن النافقي إذا أظهروا نفاقهم صاروا مرتدين‬ ‫فأين هذا من نسبتك عنه أنه ل يكفر أحد بعينه‪ ،‬وقال أيضا ف أثناء كلمه على التكلمي ومن‬ ‫شاكلهم لا ذكر عن أئمتهم شيئا من أنواع الردة والكفر‪.‬‬ ‫وقال رحة ال وهذا إذا كان ف القالت الفية فقد يقال إنه فيها مطئ ضال ل تقم عليه الجة الت‬ ‫يكفر صاحبها لكن ذلك يقع ف طوائف منهم ف المور الظاهرة الت يعلم الشركون واليهود والنصارى‬ ‫أن ممدا صلى ال عليه وسلم بعث با وكفر من خالفها مثل أمره بعبادة ال وحده ل شريك له‪ ،‬ونيه‬ ‫عن عبادة أحد سواه من النبيي واللئكة وغيهم‪ ،‬فإن هذا أظهر شرائع السلم ث تد كثيا من‬ ‫رؤوسهم وقعوا ف هذه النواع فكانوا مرتدين‪ ،‬وكثي منهم تارة يرتد عن السلم ردة صرية وتارة‬ ‫يعود إليه مع مرض ف قلبه ونفاق والكاية عنهم ف ذلك مشهورة‪.‬‬

‫‪102‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫وقد ذكر ابن قتيبة من ذلك طرفا ف أول ( متلف الديث )‪ ،‬وأبلغ من ذلك أن منهم من صنف ف‬ ‫الردة كما صنف الفخر الرازي ف عبادة الكواكب‪ ،‬وهذه ردة عن السلم باتفاق السلمي هذا لفظه‬ ‫بروفه‪ .‬فانظر كلمه ف التفرقة بي القالت الفية‪ ،‬وبي ما نن فيه ف كفر العي وتأمل تكفيه‬ ‫رؤوسهم فلنا وفلنا بأعيانم وردتم ردة صرية‪ ،‬وتأمل تصريه بكاية الجاع على ردة الفخر الرازي‬ ‫عن السلم مع كونه عند علمائكم من الئمة الربعة هل يناسب هذا لا فهمت من كلمه أن العي ل‬ ‫يكفر ؟ ولو دعا عبد القادر ف الرخاء والشدة ولو أحب عبد ال بن عون وزعم أن دينه حسن مع‬ ‫عبادته أب حديدة ولو أبغضك واستنجسك مع أنك أقرب الناس إليه لا رآك ملتفتا بعض اللتفات إل‬ ‫التوحيد‪ ،‬مع كونك توافقهم على شيء من شركهم وكفرهم‪ .‬وقال الشيخ أيضا ‪ :‬ف رده على بعض‬ ‫التكلمي وأشباههم ‪ :‬والقوم وإن كان لم ذكاء وفطنة وفيهم زهد وأخلق فهذا ل يوجب السعادة إل‬ ‫باليان بال وحده وإنا قوة الذكاء بنلة قوة البدن‪ ،‬وأهل الرأي والعلم بنلة اللك والمارة فكل منهم‬ ‫ل ينفعه ذلك إل أن يعبد ال وحده ل شريك له‪ ،‬ويتخذه إلا دون ما سواه وهو معن قول ل إله إل‬ ‫ال‪ ،‬وهذا ليس ف حكمتهم ليس فيها إل أمر بعبادة ال وحده‪ ،‬والنهي عن عبادة الخلوقات‪ ،‬بل كل‬ ‫شرك ف العال إنا حدث بزي جنسهم فهم المرون بالشرك الفاعلون له‪ ،‬ومن ل يأمر منهم بالشرك فلم‬ ‫ينه عنه بل يقر هؤلء وهؤلء ـ وإن رجح الوحدين ترجيحا ما فقد يرجح غيه الشركي وقد يعرض‬ ‫عن المرين جيعا‪ ،‬فتدبر هذا فإنه نافع جدا‪ ،‬وكذلك الذين كانوا ف ملة السلم ل ينهون عن الشرك‬ ‫ويوجبون التوحيد فإنا توحيدهم بالقول ل بالعبادة والعمل‪ ،‬والتوحيد الذي جاءت به الرسل لبد فيه‬ ‫من التوحيد بإخلص الدين كله ل وعبادته وحده ل شريك له وهذا شيء ل يعرفونه‪ ،‬والتوحيد الذي‬ ‫يدعونه إنا هو تعطيل حقائق الساء والصفات فلو كانوا موحدين بالكلم وهو أن يصفوا ال با وصفته‬ ‫به رسله لكان معهم التوحيد دون العمل وذلك ل يكفيء ف النجاة‪ ،‬بل لبد أن يعبد ال وحده ويتخذه‬ ‫إلا دون ما سواه‪ ،‬وهو معن قوله ‪ :‬ل إله إل ال فكيف وهم ف القول معطلون جاحدون ول ملصون‬ ‫انتهى‪ .‬فتأمل كلمه واعرضه على ماغرك به الشيطان من الفهم الفاسد الذي كذبت به ال ورسوله‪،‬‬ ‫وإجاع المة‪ ،‬وتيزت به إل عبادة الطواغيت فإن فهمت هذا وإل أشي عليك أنك تكثر من التضرع‬ ‫والدعاء إل من الداية بيده فإن الطر عظيم فإن اللود ف النار جزاء الردة الصرية ما يسوى بضيعة‬ ‫تربح تومانا أو نصف تومان وعندنا ناس ييئون بعيالم بل مال ول جاعوا ول شحذوا وقد قال ال ف‬

‫‪103‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫هذه السألة ‪ (( :‬يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون‪ ،‬وكأين من دابة ل تمل رزقها‬ ‫ال يرزقها وإياكم وهو السميع العليم وال أعلم‪.‬‬

‫‪104‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الرابعة والثلثون‬ ‫(ص ‪)225‬‬ ‫ومنها رسالة كتبها الشيخ رحه ال إل سليمان بن سحيم صاحب تلك الرسالة الت شنع با على‬ ‫الشيخ التقدمة قبل ذلك وجوابا‪ ،‬وكان الشيخ رحه ال قد أرسل له وتلطف له قبل ذلك فلما تبي‬ ‫للشيخ أنه معاند للحق واليان ومن أعوان أهل الشرك والطغيان كتب له هذه الرسالة وهذا نص‬ ‫الرسالة ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫الذي يعلم به سليمان بن سحيم أنك زعجت قرطاسة فيها عجائب‪ ،‬فإن كان هذا قدر فهمك فهذا من‬ ‫أفسد الفهام‪ ،‬وإن كنت تلبس به على الهال فما أنت برابح وقبل الواب نذكر لك أنك أنت وأباك‬ ‫مصرحون بالكفر والشرك والنفاق‪ ،‬ولكن صائر لكم عند جاعة ف معكال قصاصيب وأشباههم‬ ‫يعتقدون أنكم علماء‪ ،‬ونداريكم ودنا أن ال يهديكم ويهديهم وأنت إل الن أنت وأبوك ل تفهمون‬ ‫شهادة أن ل إله إل ال أنا أشهد بذا شهادة يسألن ال عنها يوم القيامة أنك ل تعرفها إل الن ول‬ ‫أبوك‪ ،‬ونكشف لك هذا كشفا بينا لعلك تتوب إل ال وتدخل ف دين السلم إن هداك ال‪ ،‬وإل تبي‬ ‫لكل من يؤمن بال واليوم الخر حالكما‪ ،‬والصلة وراءكما وقبول شهادتكما وخطكما‪ ،‬ووجوب‬ ‫عداوتكما كما قال تعال ( ل تد قوما يؤمنون بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله وأكشف‬ ‫عن ذلك بوجوه ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬أنكم تقرون أن الذي يأتيكم من عندنا هو الق وأنت تشهد به ليل ونارا‪ ،‬وإن جحدت هذا‬ ‫شهد عليك الرجال والنساء ث مع هذه الشهادة أن هذا دين ال وأنت وأبوك متهدان ف عداوة هذا‬ ‫الدين ليل ونارا ومن أطاعكما‪ ،‬وتبهتون وترمون الؤمني بالبهتان العظيم‪ ،‬وتصورون على الناس‬ ‫الكاذيب الكبار فكيف تشهد أن هذا دين ال ث تتبي ف عداوة من تبعه ؟‬ ‫( الوجه الثان) ‪ :‬أنك تقول إن أعرف التوحيد وتقر أن من جعل الصالي وسائط فهو كافر والناس‬ ‫يشهدون عليك أنك تروح للمولد وتقرأه لم وتضرهم وهم ينخون ويندبون مشايهم ويطلبون منهم‬ ‫الغوث والدد وتأكل اللقم من الطعام العد لذلك‪ ،‬فإذا كنت تعرف أن هذا كفر فكيف تروح لم‬ ‫وتعاونم عليه وتضر كفرهم ؟‬

‫‪105‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫( الوجه الثالث ) ‪ :‬أن تعليقهم التمائم من الشرك بنص رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد ذكر تعليق‬ ‫التمائم صاحب (القناع) ف أول النائز وأنت تكتب الجب وتأخذ عليها شرطا حت إنك كتبت‬ ‫لمرأة حجابا لعلها تبل وشرطت لك أحرين وطالبتها تريد الحرين فكيف تقول إن أعرف التوحيد‬ ‫وأنت تفعل هذه الفاعيل ؟ وإن أنكرت فالناس يشهدون عليك بذا‪.‬‬ ‫(الوجه الرابع) ‪ :‬أنك تكتب ف حجبك طلسم‪ ،‬وقد ذكر (ف القناع) أنا من السحر‪ ،‬والسحر يكفر‬ ‫صاحبه فكيف تفهم التوحيد وأنت تكتب الطلسم ؟ وإن جحدت فهذا خط يدك موجود‪.‬‬ ‫(الوجه الامس) ‪ :‬أن الناس فيما مضى عبدوا الطواغيت عبادة ملت الرض بذا الذي تقر أنه من‬ ‫الشرك ينخونم ويندبونم ويعلونا وسائط وأنت وأبوك تقولن نعرف هذا لكن ما سألونا فإذا كنتم‬ ‫تعرفونه كيف يل لكم أن تتركا الناس يكفرون ما تنصحانم ولو ل يسألوكم ؟‬ ‫(الوجه السادس) ‪ :‬أنا لا أنكرنا عبادة غي ال بالغتم ف عداوة هذا المر وإنكاره‪ ،‬وزعمتم أنه مذهب‬ ‫خامس وأنه باطل وإن أنكرتا فالناس يشهدون بذلك وأنتم ماهرون به فكيف تقولون هذا كفر ؟ ولكن‬ ‫ما سألونا عنه‪ ،‬فإذا قام من يبي للناس التوحيد قلتم إنه غي الدين وآت بذهب خامس‪ ،‬فإذا كنت‬ ‫تعرف التوحيد وتقر أن كلمي هذا حق فكيف تعله تغييا لدين ال وتشكونا عند أهل الرمي‪،‬‬ ‫والمور الت تدل على أنك أنت وأباك ل تعرفان شهادة أن ل إله إل ال ل تصر‪ ،‬لكن ذكرنا المور‬ ‫الت ل تقدر تنكرها وليتك تفعل النافقي الذين قال ال فيهم ‪ (( :‬إن النافقي ف الدرك السفل من‬ ‫النار)) لنم يفون نفاقهم وأنت وأبوك تظهران للخاص والعام‪.‬‬ ‫وأما الدليل على أنك رجل معاند ضال على علم متار الكفر على السلم فمن وجوه ‪:‬‬ ‫(الول) ‪ :‬أن كتبت ورقة لبن صال من سنتي فيها تكفي الطواغيت شسان وأمثاله‪ ،‬وذكرت فيها‬ ‫كلم ال ورسوله وبينت الدلة فلما جاءتك نسختها بيدك لوسى بن سليم ث سجلت عليها وقلت ما‬ ‫ينكر هذا إل أعمى القلب‪ ،‬وقرأها موسى ف البلدان وف منفوحة وف الدرعية وعندنا‪ ،‬ث راح با للقبلة‬ ‫فإذا كنت من أول موافقا لنا على كفرهم وتقول ما ينكر هذا إل من أعمى ال بصيته فالعلم الذي‬ ‫جاءك بعد هذا يبي لك أنم ليسوا بكفار بينه لنا‪.‬‬ ‫(الوجه الثان) ‪ :‬أن أرسلت لك رسالة الشيخ تقي الدين الت يذكر فيها أن من دعا نبيا أو صحابيا أو‬ ‫وليا مثل ‪ :‬أن يقول يا سيدي فلن أنصرن وأغثن أنه كافر بالجاع فلما أتتك استحسنتها وشهدت أنا‬ ‫حق وأنت تشهد به الن فما الوجب لذه العداوة‪.‬‬ ‫‪106‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫(الوجه الثالث) ‪ :‬أنه إذا أتاك أحد من أهل العرفة أقررت أن هذا دين ال وأنه الق وقلته على رؤوس‬ ‫الشهاد‪ ،‬وإذا خلوت مع شياطينك وقصاصيبك فلك كلم آخر‪.‬‬ ‫(الوجه الرابع) ‪ :‬أن عبد الرحن الشنيفي ومن معه لا أتوك وذاكروك أقررت بضرة شياطينك أن هذا‬ ‫هو الق وشهدت أن الطواغيت كفار وتبأت من طالب المضي‪ ،‬وعبد الكري‪ ،‬وموسى بن نوح فأي‬ ‫شيء بان لك بأن هذا باطل وأن الذي تبأت منهم وعاديتهم أنم على حق ؟‬ ‫(الوجه الامس)‪ :‬أنك لا خرجت من عند الشيوخ وأتيت عند الشنيقي جحدت الكلم الذي قلت ف‬ ‫الجلس‪ ،‬فإن كان الكلم حقا فلي شيء تحده وأنت وأبوك مقران أنكما ل تعرفان كلم ال ورسوله‬ ‫لكن تقولن نعرف كلم صاحب (القناع) وأمثاله؟ وأنا أذكر لك كلم صاحب (القناع) أنه مكفرك‬ ‫ومكفر أباك ف غي موضع من كتابه‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬أنه ذكر ف أول سطر من أحكام الرتد أن الازل بالدين‬ ‫يكفر وهذا مشهور عنك‪ ،‬وعن ابن أحد بن نوح الستهزاء بكلم ال ورسوله وهذا كتابكم كفركم‪.‬‬ ‫الثان ‪ :‬أنه ذكر ف أوله أن البغض لا جاء به الرسول كافر بالجاع ولو عمل به‪ ،‬وأنت مقر أن هذا‬ ‫الذي أقول ف التوحيد أمر ال ورسوله‪ ،‬والنساء والرجال يشهدون عليكم أنكم مبغضون لذا الدين‬ ‫متهدون ف تنفي الناس عنه‪ ،‬والكذب والبهتان على أهله فهذا كتابكم كفركم‪.‬‬ ‫الثالث ‪ :‬أنه ذكر من أنواع الردة إسقاط حرمة القرآن‪ ،‬وأنتم كذلك تستهزئون بن يعمل به وتزعمون‬ ‫أنم جهال وأنكم علماء‪.‬‬ ‫الرابع ‪ :‬أنه ذكر أن من ادعى ف علي بن أب طالب ألوهية أنه كافر‪ ،‬ومن شك ف كفره فهو كافر‬ ‫وهذه مسألتك الت جادلت با ف ملس الشيوخ وقد صرح ف (القناع) بأن من شك ف كفرهم فهو‬ ‫كافر فكيف بن جادل عنهم وادعى أنم مسلمون‪ ،‬وجعلنا كفارا لا أنكرنا عليهم ؟‬ ‫الامس أنه ذكر أن السحر يكفر بتعلمه وتعليمه والطلسم من جلة السحر‪ ،‬فهذه ستة مواضع ف‬ ‫(القناع) ف باب واحد أن من فعلها فقد كفر‪ ،‬وهي دينك ودين أبيك‪ ،‬فإما أن تبؤوا من دينكم هذا‪،‬‬ ‫وإل فأجيبوا عن كلم صاحب القناع وكلمنا هذا لغيك الذين عليهم الشرهة مثل الشيوخ أو من‬ ‫يصلي وراءك كادوا أن ال يهديهم ويعزلونك أنت وأبوك عن الصلة بالناس لئل تفسد عليهم دينهم‬ ‫وإل فأنا أظنك ل تقبل ول يزيدك هذا الكلم إل جهالة وكفرا‪ .‬وأما الكلم الذي لبست به على الناس‬ ‫فأنا أبينه إن شاء ال كلمة وذلك أن جلة السائل الت ذكرت أربعا ‪:‬‬ ‫‪107‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الول ‪ :‬النذر لغي ال تقول إنه حرام ليس بشرك‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬أن من جعل بينه وبي ال وسائط كفر‪ .‬أما الوسائط بأنفسهم فل يكفرون‬ ‫الثالثة ‪ :‬عبارة العلماء أن السلم ل يوز تكفيه بالذنوب‬ ‫الرابعة ‪ :‬التذكي ليلة المعة ل ينبغي المر بتركه هذه السائل الت ذكرت‬ ‫فأما السألة الول ‪ :‬فدليلك قولم إن النذر لغي ال حرام بالجاع فاستدللت بقولم حرام على أنه ليس‬ ‫بشرك‪ ،‬فإن كان هذا قدر عقلك فكيف تدعي العرفة ؟ ياويلك ما تصنع بقول ال تعال ‪ ( :‬قل تعالوا‬ ‫أتل ماحرم ربكم عليكم أن ل تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ) فهذا يدل على أن الشرك حرام ليس‬ ‫بكفر ياهذا الاهل الهل الركب ما تصنع بقول ال تعال ‪ ( :‬قل إنا حرم رب الفواحش ما ظهر منها‬ ‫وما بطن )إل قوله ‪( :‬وأن تشركوا بال ما ل ينل به سلطانا ) هل يدل هذا التحري على أنه ل يكفر‬ ‫صاحبه ؟ يا ويلك ف أي كتاب وجدته إذا قيل لك هذا حرام إنه ليس بكفر‪ ،‬فقولك إن ظاهر كلمهم‬ ‫أنه ليس بكفر كذب وافتراء على أهل العلم بل يقال ذكر أنه حرام‪ ،‬وأما كونه كفر فيحتاج إل دليل‬ ‫آخر والدليل عليه أنه صرح ف (القناع) أن النذر عبادة ومعلوم أن ل إله إل ال معناها ل يعبد إل ال‪.‬‬ ‫فإذا كان النذر عبادة وجعلتها لغيه كيف ل يكون شركا ؟‬ ‫وأيضا مسألة الوسائط تدل على ذلك والناس يشهدون أن هؤلء الناذرين يعلونم وسائط وهم مقرون‬ ‫بذلك‪.‬‬ ‫وأما استدللك بقوله ‪ :‬من قال أنذروا ل وأنه إذا رضي وسكت ل يكفر فبأي دليل ؟ غاية ما يقال إنه‬ ‫سكت عن الخذ الراضي وعلم من دليل آخر‪ ،‬والدليل الخر أن الرضى بالكفر كفر صرح به العلماء‬ ‫وموالة الكفار كفر‪ ،‬وغي ذلك هذا إذا قدر أنم ل يقولونه فكيف وأنت وغيك تشهد عليهم أنم‬ ‫يقولون ويبالغون فيه ؟ ويقصون على الناس الكايات الت ترسخ الشرك ف قلوبم‪ ،‬ويبغض إليهم‬ ‫التوحيد ويكفرون أهل العارض لا قالوا ل يعبد إل ال‪ .‬وأما قولك ما رأينا للترشيح معن ف كلم‬ ‫العلماء فمن أنت حت تعرف كلم العلماء ؟‪.‬‬ ‫وأما الثانية ‪ :‬وهي أن الذي يعل الوسائط هو الكافر‪ ،‬وأما الجعول فل يكفر فهذا كلم تلبيس وجهالة‪،‬‬ ‫ومن قال إن عيسى وعزيرا وعلي بن أب طالب وزيد بن الطاب وغيهم من الصالي يلحقهم نقص‬ ‫بعل الشركي إياهم وسائط حاشا وكل (( ولتزر وازرة وزر أخرى )) وإنا كفرنا هؤلء الطواغيت‬ ‫أهل الرج وغيهم بالمور الت يفعلونا هم منها أنم يعلون آباءهم وأجدادهم وسائط‪ ،‬ومنها أنم‬ ‫‪108‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫يدعون الناس إل الكفر‪ ،‬ومنها أنم يبغضون عند الناس دين ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ويزعمون أن‬ ‫أهل العارض كفروا لا قالوا ل يعبد إل ال وغي ذلك من أنواع الكفر وهذا أمر أوضح من الشمس ل‬ ‫يتاج إل تقرير‪ ،‬ولكن أنت رجل جاهل مشرك مبغض لدين ال‪ ،‬وتلبس على الهال الذين يكرهون‬ ‫دين السلم ويبون الشرك ودين آباؤهم‪ ،‬وإل فهؤلء الهال لو أن مرادهم اتباع الق عرفوا أن‬ ‫كلمك من أفسد ما يكون‪.‬‬ ‫وأما السألة الثالثة ‪ :‬وهي من أكب تلبيسك الذي تلبس به على العوام أن أهل العلم قالوا ‪ :‬ل يوز تكفي‬ ‫السلم بالذنب وهذا حق ولكن ليس هذا ما نن فيه‪ ،‬وذلك أن الوارج يكفرون من زن أو سرق أو‬ ‫سفك الدم بل كل كبية إذا فعلها السلم كفر‪.‬‬ ‫وأما أهل السنة فمذهبهم ‪ :‬أن السلم ل يكفر إل بالشرك‪ ،‬ونن ما كفرنا الطواغيت وأتباعهم إل‬ ‫بالشرك وأنت رجل من أجهل الناس تظن أن من صلى وادعى أنه مسلم ل يكفر‪ ،‬فإذا كنت تعتقد ذلك‬ ‫فما تقول ف النافقي الذين يصلون ويصومون وياهدون قال ال تعال فيهم ( إن النافقي ف الدرك‬ ‫السفل من النار) وما تقول ف الوارج الذين قال فيهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬لئن‬ ‫أدركتهم لقتلنهم قتل عاد أينما لقيتموهم فاقتلوهم ) أتظنهم ليسوا من أهل القبلة ؟ ما تقول ف الذين‬ ‫اعتقدوا ف علي بن أب طالب رضي ال عنه مثل اعتقاد كثي من الناس ف عبد القادر وغيه فأضرم لم‬ ‫علي بن أب طالب رضي ال عنه مثل نارا فأحرقهم با وأجعت الصحابة على قتلهم‪ ،‬لكن ابن عباس‬ ‫أنكر تريقهم بالنار‪ ،‬وقال يقتلون بالسيف أتظن هؤلء ليسوا من أهل القبلة ؟ أم أنت تفهم الشرع‬ ‫وأصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يفهمونه ؟ أرأيت أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫لا قاتلوا من منع الزكاة‪ ،‬فلما أرادوا التوبة قال أبو بكر ل نقبل توبتكم حت تشهدوا أن قتلنا ف النة‬ ‫وقتلكم ف النار أتظن أن أبا بكر وأصحابه ل يفهمون ؟ وأنت وأبوك الذين تفهمون يا ويلك أيها‬ ‫الاهل الهل الركب إذا كنت تعتقد هذا‪ ،‬وأن من أم القبلة ل يكفر فما معن هذه السائل العظيمة‬ ‫الكثية الت ذكرها العلماء ف باب حكم الرتد الت كثي منها ف أناس أهل زهد وعبادة عظيمة‪ ،‬ومنها‬ ‫طوائف ذكر العلماء أن من شك ف كفرهم فهو كافر‪ ،‬ولو كان المر على زعمك لبطل كلم العلماء‬ ‫ف حكم الرتد إل مسألة واحدة وهي الذي يصرح بتكذيب الرسول وينتقل يهوديا أو نصرانيا أو موسيا‬ ‫ونوهم هذا هو الكفر عندك يا ويلك ما تصنع بقوله صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬ل تقوم الساعة حت‬ ‫تعبد فئام من أمت الوثان )) وكيف تقول هذا وأنت تقر أن من جعل الوسائط كفر ؟ فإذا كان أهل‬ ‫‪109‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫العلم ف زمانم حكموا على كثي من أهل زمانم بالكفر والشرك أتظن أنكم صلحتم بعدهم يا ويلك ؟‬ ‫وأما مسألة التذكي فكلمك فيها من أعجب العجاب أنت تقول بدعة حسنة والنب صلى ال عليه وسلم‬ ‫يقول ‪ (( :‬كل بدعة ضللة وكل ضللة ف النار )) ول يستثن شيئا تشي علينا به فنصدقك أنت وأبوك‬ ‫لنكم علماء ونكذب رسول ال‪ ،‬والعجب من نقلك الجاع فتجمع مع الهالة الركبة الكذب الصريح‬ ‫والبهتان فإذا كان ف (القناع) ف باب الذان قد ذكر كراهيته ف مواضع متعددة أتظن أنك أعلم من‬ ‫صاحب (القناع) أم تظنه مالفا للجتماع ؟ وأيضا لا جاءك عبد الرحن الشنيفي أقررت لم أن‬ ‫التذكي بدعة مكروهة فمت هذا العلم جاءك ؟ وأما قولك أمر ال بالصلة على نبيه على الطلق فأيضا‬ ‫أمر ال بالسجود على الطلق ف قوله (( اركعوا واسجدوا )) فيدل هذا على السجود للصنام أو يدل‬ ‫على الصلة ف أوقات النهي فإن قلت ذاك قد نى عنه النب صلى ال عليه وسلم قلنا وكذلك نى النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم عن البدع وذكر أن كل بدعة ضللة ومعلوم أن هذا حادث من زمن طويل وأنكره‬ ‫أهل العلم منهم صاحب (القناع) وقد ذكر السيوطي ف كتاب (الوائل) أن أول ما حدث التذكي يوم‬ ‫المعة لتهيؤ الناس لصلتا بعد السبعمائة ف زمن الناصر بن قلوون فأرنا كلم واحد من العلماء‬ ‫أرخص فيه وجعله بدعة حسنة فليس عندك إل الهل الركب والبهتان والكذب‪ .‬وأما استدللك‬ ‫بالحاديث الت فيها إجاع المة والسواد العظم وقوله ‪ (( :‬من شذ شذ ف النار)) و (( يد ال على‬ ‫الماعة)) وأمثال هذا فهذا أيضا من أعظم ما تلبس به على الهال‪ ،‬وليس هذا معن الحاديث بإجاع‬ ‫أهل العلم كلهم فإن النب صلى ال عليه وسلم أخب أن السلم سيعود غريبا فكيف يأمرنا باتباع غالب‬ ‫الناس ؟ وكذلك الحاديث الكثية منها قوله ‪ (( :‬ويأت على الناس زمان ل يبقى من السلم إل اسه‪،‬‬ ‫ول من القرآن إل رسه )) و أحاديث عظيمة كثية يبي صلى ال عليه وسلم أن الباطل يصي أكثر من‬ ‫الق وأن الدين يصي غريبا‪ ،‬ولو ل يكن ف ذلك إل قوله صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬ستفترق هذه المة‬ ‫على ثلث وسبعي فرقة كلها ف النار إل واحدة )) هل بعد هذا البيان بيان يا ويلك‪ ،‬كيف تأمر بعد‬ ‫هذا باتباع أكثر الناس ؟ ومعلوم أن أهل أرضنا وأرض الجاز الذي ينكر البعث منهم أكثر من يقرّ به‪،‬‬ ‫وأن الذي يعرف الدين أقل من ل يعرفه‪ ،‬والذي يضيع الصلوات أكثر من الذي يافظ عليها‪ ،‬والذي‬ ‫ينع الزكاة أكثر من يؤديها‪ ،‬فإن كان الصواب عندكَ اتباع هؤلء فبي لنا‪ ،‬وإن كان عنة وآل ظفي‬ ‫وأشباههم من البوادي هو السواد العظم ولقيت ف علمك وعلم أبيك أن اتباعهم حسن فاذكر لنا‬ ‫ونن نذكر كلم أهل العلم ف معن تلك الحاديث ليتبي للجهال الذين موهت عليهم‪.‬‬ ‫‪110‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫قال ابن القيم رحه ال ف ( أعلم الوقعي ) ‪ :‬واعلم أن الجاع والجة والسواد العظم هو العال‬ ‫صاحب الق وإن كان وحده وإن خالفه أهل الرض‪ .‬وقال عمرو بن ميمون سعت ابن مسعود يقول ‪:‬‬ ‫(( سيلي عليكم ولة يؤخرون الصلة عن وقتها فصل الصلة وحدك) وهي الفريضة ((ث صل معهم لك‬ ‫نافلة ))‪ .‬قلت ‪ :‬يا أصحاب ممد‪ ،‬ما أدري ما تدثون‪ ،‬قال ‪ :‬وما ذاك ؟ قلت ‪ :‬تأمرن بالماعة ث‬ ‫تقول ص ّل الصلة وحدك !‪ .‬قال ‪ :‬يا عمرو بن ميمون‪ ،‬لقد كنت أظنك من أفقه أهل هذه القرية‪،‬‬ ‫أتدري ما الماعة ؟ قلت ‪ :‬ل‪ ،‬قال ‪ :‬جهور الماعة هم الذين فارقوا الماعة والماعة ما وافق الق‬ ‫وإن كنت وحدك‪.‬‬ ‫وقال نعيم بن حاد ‪ :‬إذا فسدت الماعة فعليك با كان عليه الماعة قبل أن تفسد الماعة‪ ،‬وإن كنت‬ ‫وحدك فإنك أنت الماعة حينئذ‪ ،‬وقال بعض الئمة وقد ذكر له السواد العظم أتدري ما السواد‬ ‫العظم هو ممد بن أسلم الطوسي وأصحابه الذين جعلوا السواد العظم والجة والمهور والماعة‬ ‫فجعلوهم عيارا على السنة وجعلوا السنة بدعة‪ ،‬وجعلوا العروف منكرا لقلة أهله وتفردهم ف العصار‬ ‫والمصار وقالوا ‪ (( :‬من شذ شذ ف النار )) وعرف التخلفون أن الشاذ ما خالف الق وإن كان عليه‬ ‫الناس كلهم إل واحدا فهم الشاذون‪ ،‬وقد شذ الناس كلهم ف زمن أحد بن حنبل إل نفرا يسيا فكانوا‬ ‫هم الماعة‪ ،‬وكانت القضاة يومئذ والفتون والليفة وأتباعهم كلهم هم الشاذون‪ ،‬وكان المام أحد‬ ‫وحده هو الماعة‪ ،‬ولا ل تمل ذلك عقول الناس قالوا للخليفة يا أمي الؤمني أتكون أنت وقضاتك‬ ‫وولتك والفقهاء والفتون على الباطل‪ ،‬وأحد وحده على الق فلم يتسع علمه لذلك فأخذه بالسياط‬ ‫والعقوبة بعد البس الطويل فل إله إل ال ما أشبه الليلة بالبارحة انتهى كلم ابن القيم يا سلمه ولد أم‬ ‫سلمة‪ .‬هذا كلم الصحابة ف تفسي السواد العظم‪ ،‬وكلم التابعي‪ ،‬وكلم السلف وكلم التأخرين‬ ‫حت ابن مسعود ذكر ف زمانه أن أكثر الناس فارقوا الماعة‪ ،‬وأبلغ من هذه الحاديث الذكورة عن‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من غربة السلم وتفرق هذه المة أكثر من سبعي فرقة كلها ف النار‬ ‫إل واحدة فإن كنت وجدت ف علمك وعلم أبيك ما يرد على رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫والعلماء‪ ،‬وإن عنة وآل ظفي والبوادي يب علينا اتباعهم فأخبونا‪ .‬كتبه ممد بن عبد الوهاب وصلى‬ ‫ال على ممد وآله وسلم ))‪.‬‬

‫‪111‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الامسة والثلثون‬ ‫(ص ‪) 239‬‬ ‫ومنها رسالة أرسلها إل مطاوعة أهل الدرعية وهو إذ ذاك ف بلد العيينة قال فيها ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل عبد ال بن عيسى وابنه عبد الوهاب وعبد ال بن عبد الرحن حفظهم ال‬ ‫تعال‪ ،‬سلم عليكم ورحة ال وبركاته‪ .‬وبعد ‪ :‬فقد ذكر ل أحد أنه مشكل عليكم الفتيا بكفر هؤلء‬ ‫الطواغيت‪ ،‬مثل أولد شسان وأولد إدريس والذين يعبدونم مثل طالب وأمثاله‪ .‬فيقال ‪ :‬أول دين ال‬ ‫تعال ليس ل دونكم فإذا أفتيت أو عملت بشئ وعلمتم أن مطئ وجب عليكم تبي الق لخيكم‬ ‫السلم‪ ،‬وإن ل تعلموا وكانت السألة من الواجبات مثل التوحيد فالواجب عليكم أن تطلبوا وترصوا‬ ‫حت تفهموا حكم ال ورسوله ف تلك السألة‪ ،‬وما ذكر أهل العلم قبلكم فإذا تبي حكم ال ورسوله‬ ‫بيانا كالشمس فل ينبغي لرجل يؤمن بال واليوم الخر أن يرده لكونه مالفا لواه أو لا عليه أهل وقته‬ ‫ومشايه فإن الكفر كما قال ابن القيم ف نونيته ‪:‬‬ ‫فالكفر ليس سوى العناد ورد ما جاء الرسول به لقول فلن‬ ‫فانظر لعلك هكذا دون الت قد قالا فتبوء بالسران‬ ‫ومت ل تتبي لكم السألة ل يل لكم النكار على من أفت أو عمل حت يتبي لكم خطؤه بل الواجب‬ ‫السكوت والتوقف‪ ،‬فإذا تققتم الطأ بينتموه ول تدروا جيع الحاسن لجل مسألة أو مائة أو مائتي‬ ‫أخطأت فيهن فإن ل أدعي العصمة وأنتم تقرون أن الكلم الذي بينته ف معن ل إله إل ال هو الق‬ ‫الذي ل ريب فيه‪ ،‬سبحان ال إذا كنتم تقرون بذا فرجل بي ال به دين السلم‪ ،‬وأنتم ومشايكم‬ ‫ومشايهم ل يفهموه ول ييزوا بي دين ممد صلى ال عليه وسلم ودين عمرو بن لى الذي وضعه‬ ‫للعرب بل دين عمرو عندهم دين صحيح ويسمونه رقة القلب والعتقاد ف الولياء‪ ،‬ومن ل يفعل فهو‬ ‫متوقف ل يدري ما هذا ول يفرق بينه وبي دين ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فالرجل الذي هداكم ال به‬ ‫لذا إن كنتم صادقي لو يكون أحب إليكم من أموالكم وأولدكم ل يكن كثيا فكيف يقال أفت ف‬ ‫مسألة الوقف ؟ أفت ف كذا أفت ف كذا كلها ول المد على الق إل أنا مالفة لعادة الزمان ودين‬ ‫الباء‪ ،‬وأنا إل الن أطلب الدليل من كل من خالفن فإذا قيل له استدل أو اكتب أو اذكر حاد عن ذلك‬ ‫وتبي عجزه لكن يتهدون الليل والنهار ف صد الهال عن سبيل ال ويبغونا عوجا اللهم إل إن كنتم‬ ‫‪112‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫تعتقدون أن كلمي باطل وبدعة مثل ما قال غيكم‪ ،‬وأن العتقاد ف الزاهد وشسان والطيوية‬ ‫والعتماد عليهم هو الدين الصحيح وكل ما خالفه بدعة وضللة فتلك مسألة أخرى ـ إذا ثبت هذا‬ ‫فتكفي هؤلء الرتدين انظروا ف كتاب ال من أوله إل آخره والرجع ف ذلك إل ما قاله الفسرون‬ ‫والئمة‪ ،‬فإن جادل منافق بكون الية نزلت ف الكفار فقولوا له هل قال أحد من أهل العلم أولم‬ ‫وآخرهم إن هذه اليات ل تعم من عمل با من السلمي من قال هذا قبلك ؟ وأيضا فقولوا له هذا رد‬ ‫على إجاع المة فإن استدللم باليات النازلة ف الكفار على من عمل با من انتسب إل السلم أكثر‬ ‫من أن تذكر‪ ،‬وهذا أيضا كلم رسول ال صلى ال عليه وسلم فيمن فعل مثل هذه الفاعيل مثل‬ ‫الوارج العباد الزهاد الذين يقر النسان الصحابة عندهم وهم بالجاع ل يفعلوا ما فعلوا إل باجتهاد‬ ‫وتقرب إل ال وهذه سية أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فيمن خالف الدين من له عبادة‬ ‫واجتهاد مثل تريق علي رضي ال عنه من اعتقد فيه بالنار‪ ،‬وأجع الصحابة على قتلهم وتريقهم إل ابن‬ ‫عباس رضي ال عنهما خالفهم ف التحريق فقال ‪ :‬يقتلون بالسيف‪ ،‬وهؤلء الفقهاء من أولم إل آخرهم‬ ‫عقدوا باب حكم الرتد للمسلم إذا فعل كذا وكذا‪ ،‬ومصداق ذلك ف هذه الكتب الذي يقول الخالف‬ ‫جعوا فيها الثمر وهم أعلم منا‪ ....‬وهم‪ .....‬انظروا اف مت (القناع) ف باب حكم الرتد هل صرح‬ ‫أن من جعل بينه وبي ال وسائط يدعوهم أنه كافر بإجاع المة‪ ،‬وذكر فيمن اعتقد ف علي بن أب‬ ‫طالب دون ما يعتقد طالب ف حسي وإدريس أنه ل شك ف كفره بل ل يشك ف كفر من شك ف‬ ‫كفره‪ ،‬وأنا ألزم عليكم أنكم تققون النظر ف عبارات (القناع) وتقرءونا قراءة تفهم وتعرفون ما ذكر‬ ‫ف هذا‪ ،‬وما ذكر ف التشنيع علي من الصدقاء عرفتم شيئا من مذاهب الباء وفتنة الهواء ـ إذا‬ ‫تققتم ذلك وطالعتم الشروح والواشي‪ ،‬فإذا إن ل أفهمه وله معن آخر فأرشدون وعسى ال أن‬ ‫يهدينا وإياكم إخواننا لا يب ويرضى ول يدخل خواطركم غلظة هذا الكلم‪ ،‬فال سبحانه يعلم‬ ‫قصدي به والسلم ))‪.‬‬

‫‪113‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة السادسة والثلثون‬ ‫(ص ‪) 243‬‬ ‫وله أيضا أسكنه ال الفردوس العلى‪.‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫إل الخوان سلم عليكم ورحة ال وبركاته ؛ وبعد ‪:‬‬ ‫ما ذكرت من قول الشيخ كل من جحد كذا وكذا وقامت عليه الجة وأنكم شاكون ف هؤلء‬ ‫الطواغيت وأتباعهم هل قامت عليهم الجة فهذا من العجب كيف تشكون ف هذا وقد أوضحته لكم‬ ‫مرارا‪ ،‬فإن الذي ل تقم عليه الجة هو الذي حديث عهد بالسلم والذي نشأ ببادية بعيدة‪ ،‬أو يكون‬ ‫ذلك ف مسألة خفية مثل الصرف والعطف فل يكفر حت يعرف ؛ وأما أصول الدين الت أوضحها ال‬ ‫وأحكمها ف كتابه فإن حجة ال هو القرآن فمن بلغه القرآن فقد بلغته الجة‪ ،‬ولكن أصل الشكال‬ ‫أنكم ل تفرقوا بي قيام الجة وبي فهم الجة فإن أكثر الكفار والنافقي من السلمي ل يفهموا حجة‬ ‫ال مع قيامها عليهم كما قال تعال ‪ (( :‬أم تسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إل كالنعام‬ ‫بل هم أضل سبيل)) وقيام الجة نوع‪ ،‬وبلغوها نوع وقد قامت عليهم وفهمهم إياها نوع آخر‬ ‫وكفرهم ببلوغها إياهم وإن ل يفهموها‪ .‬إن أشكل عليكم ذلك فانظروا قوله ‪ :‬صلى ال عليه وسلم ف‬ ‫الوارج (( أينما لقيتموهم فاقتلوهم )) وقوله ‪ (( :‬شر قتلى تت أدي السماء )) مع كونم ف عصر‬ ‫الصحابة ويقر النسان عمل الصحابة معهم ومع إجاع الناس أن الذي أخرجهم من الدين هو التشدد‬ ‫والغلو والجتهاد وهم يظنون أنم يطيعون ال وقد بلغتهم الجة ولكن ل يفهموها‪ ،‬وكذلك قتل علي‬ ‫رضي ال عنه الذين اعتقدوا فيه وتريقهم بالنار‪ ،‬مع كونم تلميذ الصحابة مع مبادئهم وصلتم‬ ‫وصيامهم وهم يظنون أنم على حق‪ ،‬وكذلك إجاع السلف على تكفي غلة القدرية وغيهم مع‬ ‫علمهم وشدة عبادتم وكونم يسبون أنم يسنون صنعا ول يتوقف أحد من السلف ف تكفيهم‬ ‫لجل كونم ل يفهموا‪ .‬إذا علمتم ذلك فإن هذا الذي أنتم فيه كفر‪ ،‬الناس يعبدون الطواغيت ويعادون‬ ‫دين السلم فيزعمون أنه ليس ردة لعلهم ما فهموا الجة‪ ،‬كل هذا بي‪ ،‬وأظهر ما تقدم الذين حرقهم‬ ‫علي فإنه يشابه هذا‪ ،‬وأما إرسال كلم الشافعية وغيهم فل يتصور يأتيكم أكثر ما أتاكم فإن كان‬ ‫معكم بعض الشكال فارغبوا إل ال تعال أن يزيله عنكم والسلم‪....‬‬

‫‪114‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫القسم الامس‬ ‫توجيهات عامة للمسلمي ف العتقاد‬ ‫والمر بالعروف والنهى عن النكر‬ ‫الرسالة السابعة والثلثون‬ ‫(ص ‪)249‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل عبد ال بن ممد بن عبد اللطيف حفظه ال تعال سلم عليكم ورحة ال‬ ‫وبركاته‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬

‫‪115‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫فقد وصل إلينا من ناحيتكم مكاتيب فيها إنكار وتغليظ علي ولا قيل إنك كتبت معهم وقع ف الاطر‬ ‫بعض الشيء لن ال سبحانه نشر لك من الذكر الميل وأنزل ف قلوب عباده لك من الحبة ما ل يؤته‬ ‫كثيا من الناس لا يذكر عنك من مالفة من قبلك من حكام السوء‪ ،‬وأيضا لا أعلم منك من مبة ال‬ ‫ور سوله وح سن الف هم واتباع ال ق ولو خال فك ف يه كبار أئمت كم ل ن اجتم عت بك من ن و عشر ين‬ ‫وتذاكرت أنا وإياك ف شيء من التفسي والديث وأخرجت ل كراريس من البخاري كتبتها ونقلت‬ ‫على هوامش ها من الشروح وقلت ف م سألة اليان ال ت ذ كر البخاري ف أول ال صحيح‪ ،‬هذا هو ال ق‬ ‫الذي أد ين ال به فأعجب ن هذا الكلم ل نه خلف مذ هب أئمت كم التكلم ي وذاكرت ن أي ضا ف ب عض‬ ‫السائل فكنت أحكي لن يتعلم من ما م نّ ال به عليك من حسن الفهم ومبة ال والدار الخرة فلجل‬ ‫هذا ل أظن فيك السارعة ف هذا المر لن الذين قاموا فيه مطئون على كل تقدير‪ ،‬لن الق إن كان‬ ‫مع خصمهم فواضح وإن كان معهم فينبغي للداعي إل ال أن يدعو بالت هي أحسن إل الذين ظلموا‬ ‫من هم‪ ،‬و قد أ مر ال ر سوليه مو سى وهارون أن يقول لفرعون قول لي نا لعله يتذ كر أو ي شى وينب غي‬ ‫للقاضي أعزه ال بطاعته لا ابتله ال بذا النصب أن يتأدب بالداب الت ذكرها ال ف كتابه الذي أنزل‬ ‫ل يبي للناس ما اختلفوا ف يه وهدى ورح ة لقوم يوقنون ف من ذلك ل ي ستخفنه الذ ين ل يوقنون‪ ،‬ويث بت‬ ‫عند سعايات الفساق والنافقي ول يعجل‪ ،‬وقد وصف ال النافقي ف كتابه بأوصافهم‪ ،‬وذكر شعب‬ ‫النفاق لتجتنب ويتنب أهلها أيضا‪ .‬فوصفهم بالفصاحة والبيان وحسن اللسان بل وحسن الصورة ف‬ ‫قوله ‪ (( :‬وإذا رأيتهـم تعجبـك أجسـامهم وإن يقولوا تسـمع لقولمـ ))‪ ،‬ووصـفهم بالكـر والكذب‬ ‫وال ستهزاء بالؤمن ي ف أول البقرة‪ ،‬وو صفهم بكلم ذي الوجه ي وو صفهم بالدخول ف الخا صمات‬ ‫بي الناس با ل يب ال ورسوله ف قوله ‪ (( :‬يا أيها الرسول ل يزنك الذين يسارعون ف الكفر ))‪،‬‬ ‫وو صفهم با ستحقار الؤمن ي والر ضا بأفعال م‪ ،‬وو صفهم بغ ي هذا ف البقرة وبراءة و سورة القتال وغ ي‬ ‫ذلك‪ .‬كل ذلك ن صيحة لعباده ليجتنبوا الو صاف و من تل بس ب ا‪ ،‬ون ى ال نبيه عن طاعت هم ف غ ي‬ ‫مو ضع فك يف يوز من مثلك أن يق بل م ثل هؤلء ؟ وأع ظم من ذلك أن تعت قد أن م من أ هل العلم‬ ‫وتزورهم ف بيوتم وتعظمهم‪ ،‬وأنا ل أقول هذا ف واحد بعينه‪ ،‬ولكن نصيحة وتعريف با ف كتاب ال‬ ‫من سياسة الدين والدنيا لن أكثر الناس قد نبذه وراء ظهره‪ .‬وأما ما ذكر لكم عن فإن ل آته بهالة بل‬ ‫أقول ول المد والنة وبه القوة إنن هدان رب إل صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا مسلما‬ ‫وما كان من الشركي‪ ،‬ولست ول المد أدعو إل مذهب صوف أو فقيه أو متكلم أو إمام من الئمة‬ ‫‪116‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الذين أعظمهم مثل ابن القيم والذهب وابن كثي وغيهم‪ ،‬بل أدعو إل ال وحده ل شريك له وأدعو إل‬ ‫سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم الت أوصى با أول أمته وآخرهم وأرجو أن ل أرد الق إذا أتان‪،‬‬ ‫بل أشهد ال وملئكته وجيع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الق لقبلنها على الرأس والعي‪ ،‬ولضربن‬ ‫الدار ب كل ما خالف ها من أقوال أئم ت حا شا ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فإ نه ل يقول إل ال ق‬ ‫وصفة المر غي خاف عليكم ما درج عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه والتابعون وأتباعهم‬ ‫والئمة كالشافعي وأحد وأمثالما من أجع أهل الق على هدايتهم‪ ،‬وكذلك ما درج عليه من سبقت‬ ‫له من ال السن من أتباعهم‪ ،‬وغي خاف عليكم ما أحدث الناس ف دينهم من الوادث‪ ،‬وما خالفوا‬ ‫ف يه طر يق سلفهم‪ ،‬ووجدت التأخر ين أكثر هم قد غ ي وبدل‪ ،‬و سادتم وأئمت هم وأعلم هم وأعبد هم‬ ‫وأزهدهم مثل ابن القيم والافظ الذهب والافظ العماد ابن كثي والافظ ابن رجب قد اشتد نكيهم‬ ‫على أهل عصرهم الذين هم خي من ابن حجر‪ ،‬وصاحب القناع بالجاع‪ ،‬فإذا استدل عليهم زمانم‬ ‫بكثرت م وإطباق الناس على طريقت هم قالوا هذا من أ كب الدلة على أ نه با طل لن ر سول ال صلى ال‬ ‫عل يه و سلم قد أ خب أن أم ته ت سلك م سالك اليهود والن صارى حذو القذة ح ت لو دخلوا ج حر ضب‬ ‫لدخلتموه‪ ،‬وقد ذكر ال ف كتابه أنم فرقوا دينهم وكانوا شيعا وأنم كتبوا الكتاب بأيديهم وقالوا هذا‬ ‫من ع ند ال وأن م تركوا كتاب ال والع مل به‪ ،‬وأقبلوا على ما أحد ثه أ سلفهم من الك تب وأ خب أ نه‬ ‫وصـاهم بالجتماع‪ ،‬وأنمـ ل يتلفوا لفاء الديـن بـل اختلفوا مـن بعـد مـا جاءهـم العلم بغيـا بينهـم‬ ‫(( فتقطعوا أمرهـم بينهـم زبرا كـل حزب باـ لديهـم فرحون )) والزبر الكتـب‪ ،‬فإذا فهـم الؤمـن قول‬ ‫الصادق الصدوق (( لتبعن سنن من كان قبلكم )) وجعله قبلة تبي له أن هذه اليات وأشباهها ليست‬ ‫على ما ظن الاهلون أنا كانت ف قوم كانوا فبانوا‪ ،‬بل يفهم ما ورد عن عمر رضى ال عنه أنه قال ف‬ ‫هذه اليات مضى القوم وما يعن به غيكم‪ ،‬وقد فرض ال على عباده ف كل صلة أن يسألوه الداية‬ ‫إل صراط الستقيم صراط الذين أنعم عليهم الذين هم غي الغضوب عليهم ول الضالي‪ .‬فمن عرف دين‬ ‫السلم وما وقع الناس فيه من التغيي له عرف مقدار هذا الدعاء وحكمة ال فيه‪.‬‬ ‫والاصل أن صورة السألة هل الواجب على كل مسلم أن يطلب علم ما أنزل ال على رسوله ول يعذر‬ ‫أحد ف تركه البت ؟ أم يب عليه أن يتبع (التحفة) مثل‪ .‬فأعلم التأخرين وسادتم منهم ابن القيم قد‬ ‫أنكروا هذا غاية النكار‪ ،‬وأنه تغيي لدين ال واستدلوا على ذلك با يطول وصفه من كتاب ال‬ ‫الواضح‪ ،‬ومن كلم رسول ال صلى ال عليه وسلم البي لن نور ال قلبه‪ ،‬والذين ييزون ذلك أو‬ ‫‪117‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫يوجبونه يدلون بشبه واهية لكن أكب شبههم على الطلق أنا لسنا من أهل ذلك‪ ،‬ول نقدر عليه ول‬ ‫يقدر عليه إل الجتهد‪ ،‬وإنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون‪ ،‬ولهل العلم ف إبطال هذه‬ ‫الشبهة ما يتمل ملدا ومن أوضحه قول ال تعال ‪ (( :‬اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال ))‬ ‫وقد فسرها رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حديث عدى بذا الذي أنتم عليه اليوم ف الصول‬ ‫والفروع ل أعلمهم يزيدون عليكم مثقال حبة خردل بل يبي مصداق قوله (( حذو القذة بالقذة )) إل‬ ‫آخره‪ ،‬وكذلك فسرها الفسرون ل أعلم بينهم اختلفا‪ ،‬ومن أحسنه ما قاله أبو العالية ‪ :‬أما إنم ل‬ ‫يعبدوهم ولو أمروهم بذلك ما أطاعوهم ؛ ولكنهم وجدوا كتاب ال فقالوا ل نسبق علماءنا بشيء‪ ،‬ما‬ ‫أمرونا به ائتمرنا وما نونا عنه انتهينا‪ ،‬وهذه رسالة ل تتمل إقامة الدليل ول جوابا عما يدل به الخالف‬ ‫لكن أعرض عليه من نفسي النصاف والنقياد للحق فإذن أردت على الرد بعلم وعدل فعندكم كتاب‬ ‫(أعلم الوقعي) لبن القيم عند ابن فيوز ف مشرفه فقد بسط الكلم فيه على هذا الصل بسطا كثيا‪،‬‬ ‫وسرد من شبه أئمتكم ما ل تعرفون أنتم ول آباؤكم‪ ،‬وأجاب عنها واستدل لا بالدلئل الواضحة‬ ‫القاطعة‪ ،‬منها أمر ال ورسوله عن أمركم هذا بعينه وأن رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه‬ ‫وصفوة من قبل أن يقع وحذروا الناس منه‪ ،‬وأخبوا أنه ل يصي على الدين إل الواحد بعد الواحد‪ ،‬وأن‬ ‫السلم يصي غريبا كما بدأ‪ ،‬وقد علمتم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا سأله عمرو بن عبسة ف‬ ‫أول السلم ‪ :‬من معك على هذا ؟ قال حر وعبد يعن أبا بكر وبلل‪ ،‬فإذا كان السلم يعود كما بدأ‬ ‫فما أجهل من استدل بكثرة الناس وإطباقهم أشباه هذه الشبهة الت هي عظيمة عند أهلها حقية عند ال‬ ‫وعند أول العلم من خلقه كما قال تعال ‪ (( :‬بل قالوا مثل ما قال الولون )) فل أعلم لكم حجة‬ ‫تتجون با إل وقد ذكر ال ف كتابه أن الكفار استدلوا با على تكذيب الرسل مثل إطباق الناس‪،‬‬ ‫وطاعة الكباء وغي ذلك‪ .‬فمن من ال عليه بعرفة دين السلم الذي دعا إليه رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم عرف قدر هذه اليات والجج وحاجة الناس إليها‪ ،‬فإن زعمتم أن ذكر هؤلء الئمة لن كان‬ ‫من أهله‪ ،‬فقد صرحوا بوجوبه على السود والحر والذكر والنثى‪ ،‬وأن ما بعد الق إل الضلل‪ ،‬وأن‬ ‫قول من قال ذلك صعب مكيدة من الشيطان كاد با الناس عن سلوك الصراط الستقيم النيفية ملة‬ ‫إبراهيم‪ ،‬وإن بان لكم أنم مطئون فبينوا ل الق حت أرجع إليه‪ ،‬وإنا كتبت لكم هذا معذرة من ال‬ ‫ودعوة إل ال لحصل ثواب الداعي إل ال وإل أنا أظن أنكم ل تقبلونه وأنه عندكم من أنكر‬ ‫النكرات من أن الذي يعيب هذا عندكم مثل من يعيب رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه‪ ،‬لكن‬ ‫‪118‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫أنت من سبب ما أظن فيك من طاعة ال ل أبعد أن يهديك ال إل الصراط الستقيم ويشرح قلبك‬ ‫للسلم فإذا قرأته فإن أنكره قلبك فل عجب فإن العجب من نا كيف نا فإن أصغى إليه قلبك بعض‬ ‫الشيء فعليك بكثرة التضرع إل ال والنطراح بي يديه خصوصا أوقات الجابة كآخر الليل وأدبار‬ ‫الصلوات‪ ،‬وبعد الذان وكذلك بالدعية الأثورة خصوصا الذي ورد ف الصحيح أنه صلى ال عليه‬ ‫وسلم كان يقول ‪ (( :‬اللهم رب جبيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والرض عال الغيب‬ ‫والشهادة أنت تكم بي عبادك فيما كانوا فيه يتلفون اهدن لا اختلف فيه من الق بإذنك إنك تدي‬ ‫من تشاء إل صراط مستقيم )) فعليك باللاح بذا الدعاء بي يدي من ييب الضطر إذا دعاه‪ ،‬وبالذي‬ ‫هدى إبراهيم لخالفة الاس كلهم وقل يا معلم إبراهيم علمتن‪ ،‬وإن صعب عليك مالفة الناس ففكر ف‬ ‫قول ال تعال ‪ (( :‬ث جعلناك على شريعة من المر فاتبعها‪ ،‬ول تتبع أهواء الذين ل يعلمون إنم لن‬ ‫يغنوا عنك من ال شيئا (( وإن تطع أكثر من ف الرض يضلوك عن سبيل ال )) وتأمل قوله ف الصحيح‬ ‫(( بدأ السلم غريبا وسيعود غريبا كما بدأ )) وقوله صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬إن ال ل يقبض العلم ))‬ ‫إل آخره‪ ،‬وقوله ‪ (( :‬عليكم بسنت وسنة اللفاء الراشدين الهديي من بعدي )) وقوله ‪ (( :‬وإياكم‬ ‫ومدثات المور فإن كل بدعة ضللة )) واليات والحاديث ف ذلك كثية أفردت بالتصنيف فإن‬ ‫أحبك‪ ،‬وقد دعوت لك ف صلت وأتن من قبل هذه الكاتيب أن يهديك ال لدينه القيم‪ ،‬ول ينعن من‬ ‫مكاتبتك إل ظن أنك ل تقبل وتسلك مسلك الكثر‪ ،‬ولكن ل مانع لا أعطى ال وال ل يتعاظم شيئا‬ ‫أعطاه وما أحسنك تكون ف آخر هذا الزمان فاروقا لدين ال كعمر رضي ال عنه ف أوله فإنك لو‬ ‫تكون معنا لنتصفنا من أغلظ علينا‪ .‬وأما هذا اليال الشيطان الذي اصطاد به الناس أن من سلك هذا‬ ‫السلك فقد نسب نفسه للجتهاد وترك القتداء بأهل العلم وزخرفه بأنواع الزخارف فليس هذا بكثي‬ ‫من الشيطان وزخارفه كما قال تعال ‪ (( :‬يوحي بعضهم إل بعض زخرف القول غرورا )) فإن الذي‬ ‫أنا عليه وأدعوكم إليه هو ف القيقة القتداء بأهل العلم فإنم قد وصوا الناس بذلك‪ ،‬ومن أشهرهم‬ ‫كلما ف ذلك إمامكم الشافعي قال ‪ :‬لبد أن تدوا عن ما يالف الديث فكل ما خالفه فأشهدكم‬ ‫أن قد رجعت عنه‪ ،‬وأيضا أنا ف مالفت هذا العال ل أخالفه وحدي فإذا اختلفت أنا وشافعي مثل ف‬ ‫أبوال مأكول اللحم وقلت القول بنجاسته يالف حديث العرنيي ويالف حديث أنس أن النب صلى ال‬ ‫عليه وسلم صلى ف مرابض الغنم فقال هذا الاهل الظال أنت أعلم بالديث من الشافعي ؟ قلت أنا ل‬ ‫أخالف الشافعي من غي إمام اتبعته بل اتبعت من هو مثل الشافعي أو أعلم منه قد خالفه واستدل‬ ‫‪119‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫بالحاديث فإذا قال أنت أعلم من الشافعي قل أنت أعلم من مالك وأحد فقد عارضته بثل ما عارضن‬ ‫به وسلم الدليل من العارض‪ ،‬واتبعت قول ال تعال ‪ (( :‬فإن تنازعتم ف شيء فردوه إل ال‬ ‫والرسول )) واتبعت من اتبع الدليل ف هذه السألة من أهل العلم ل أستدل بالقرآن أو الديث وحدي‬ ‫حت يتوجه علي ما قيل وهذا على التنل وإل فمعلوم أن اتباعكم لبن حجر ف القيقة ول تعبئون بن‬ ‫خالفه من رسول أو صاحب أو تابع حت الشافعي نفسه ول تعبئون بكلمه إذا خالف نص ابن حجر‬ ‫وكذلك غيكم إنا اتباعهم لبعض التأخرين ل للئمة فهؤلء النابلة من أقل الناس بدعة‪ ،‬وأكثر‬ ‫(القناع) و(النتهى) مالف لذهب أحد ونصه يعرف ذلك من عرفه‪ ،‬ول خلف بين وبينكم أن أهل‬ ‫العلم إذا أجعوا وجب اتباعهم‪ ،‬وإنا الشأن إذا اختلفوا هل يب علي أن أقبل الق من جاء به وأرد‬ ‫السألة إل ال والرسول مقتديا بأهل العلم‪ ،‬أو انتحل بعضهم من غي حجة وأزعم أن الصواب ف قوله‬ ‫فأنتم على هذا الثان وهو الذي ذمة ال وساه شركا‪ ،‬وهو اتاذ العلماء أربابا وأنا على الول أدعو إليه‬ ‫وأناظر عليه‪ ،‬فإن كان عندكم حق رجعنا إليه وقبلناه منكم وإن أردت النظر ف (أعلم الوقعي) فعليك‬ ‫بناظرة ف أثنائه عقدها بي مقلد وصاحب حجة‪ ،‬وإن ألقى ف ذهنك أن ابن القيم مبتدع وأن اليات‬ ‫الت استدل با ليس هذا معناها فأضرع إل ال وأسأله أن يهديك لا اختلفوا فيه من الق وترد إل ناظر‬ ‫أو مناظر‪ ،‬واطلب كلم أهل العلم ف زمانه مثل الافظ الذهب وابن كثي وابن رجب وغيهم‪ ،‬وما‬ ‫ينسب للذهب رحة ال ‪:‬‬ ‫العلم قال ال قال رسوله قال الصحابة ليس خلف فيه‬ ‫ما العلم نصبك للخلف سفاهة بي الرسول وبي رأي فقيه‬ ‫فإن ل تتبع هؤلء فانظر كلم الئمة قبلهم كالافظ البيهقي ف كتاب (الدخل) والافظ ابن عبد الب‬ ‫والطاب وأمثالم ومن قبلهم كالشافعي وابن جرير وابن قتيبة وأب عبيد فهؤلء إليهم الرجع ف كلم‬ ‫ال وكلم رسوله وكلم السلف‪ ،‬وإياك وتفاسي الحرفي للكلم عن مواضعه وشروحهم فإنا القاطعة‬ ‫عن ال وعن دينه‪ ،‬وتأمل ما ف كتاب (العتصام) للبخاري وما قال أهل العلم ف شرحه‪ ،‬وهل يتصور‬ ‫شيء أصرح ما صح عنه صلى ال عليه وسلم أن أمته ستفترق على أكثر من سبعي فرقة أخب كلهم ف‬ ‫النار إل واحدة‪ ،‬ث وصف تلك الواحدة أنا الت على ما كان عليه الرسول صلى ال عليه وسلم‬ ‫وأصحابه‪ ،‬وأنتم مقرون أنكم على غي طريقتهم وتقولون ما نقدر عليها ول يقدر عليها إل الجتهد‬ ‫فجزمتم أنه ل ينتفع بكلم ال وكلم رسوله إل الجتهد‪ ،‬وتقولون يرم على غيه أن يطلب الدى من‬ ‫‪120‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫كلم ال وكلم رسوله وكلم أصحابه فجزمتم وشهدت أنكم على غي طريقتهم معترفي بالعجز عن‬ ‫ذلك‪ ،‬وإذا كنتم مقرين أن الواجب على الولي اتباع كتاب ال وسنة رسوله ل يوز العدول عن ذلك‬ ‫وأن هذه الكتب والت خي منها لو تدث ف زمن عمر بن الطاب لفعل با وبأهلها أشد الفعل ولو‬ ‫تدث ف زمن الشافعي وأحد لشتد نكيهم لذلك‪ ،‬فليت شعري مت حرم ال هذا الواجب وأوجب‬ ‫هذا الحرم‪ ،‬ولا حدث قليل من هذا ل يشبه ما أنتم عليه ف زمن المام اشتد إنكاره لذلك ولا بلغه عن‬ ‫بعض أصحابه أنه يروى عنه مسائل براسان قال أشهدكم أن قد رجعت عن ذلك‪ ،‬ولا رأى بعضهم‬ ‫يكتب كلمه أنكر عليه وقال تكتب رأيا لعلي أرجع عنه غدا أطلب العلم مثلما طلبناه‪ ،‬ولا سئل عن‬ ‫كتاب أب ثور قال كل كتاب ابتدع فهو بدعة ومعلوم أن أبا ثور من كبار أهل العلم وكان أحد يثن‬ ‫عليه وكان ينهي الناس عن النظر ف كتب أهل العلم الذين يثن عليهم ويعظمهم ولا أخذ بعض أئمة‬ ‫الديث كتب أب حنيفة هجره أحد وكتب إليه إن تركت كتب أب حنيفة أتيناك تسمعنا كتب ابن‬ ‫البارك‪ ،‬ولا ذكر له بعض أصحابه أن هذه الكتب فيها فائدة لن ل يعرف الكتاب والسنة قال إن عرفت‬ ‫الديث ل تتج إليها‪ ،‬وإن ل تعرفه ل يل لك النظر فيها وقال عجبت لقوم عرفوا السناد وصحته‬ ‫يذهبون إل رأي سفيان وال يقول ‪ (( :‬فليحذر الذين يالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم‬ ‫عذاب أليم )) قال ‪ :‬أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة الشرك‪ ،‬ومعلوم أن الثوري عنده غاية وكان يسميه أمي‬ ‫الؤمني‪ .‬فإذا كان هذا كلم أحد ف كتب نتمن الن أن نراها فكيف بكتب قد أقر أهلها على أنفسهم‬ ‫أنم ليسوا من أهل العلم وشهد عليهم بذلك ولعل بعضهم مات وهو ل يعرف مادين السلم الذي‬ ‫بعث ال به رسوله صلى ال عليه وسلم وشبهتكم الت ألقيت ف قلوبكم أنكم ل تقدرون على فهم‬ ‫كلم ال ورسوله والسلف الصال‪ ،‬وقد قدمنا أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ (( :‬لتتبعن سنن من‬ ‫كان قبلكم حذو القذة بالقذة )) إل آخره‪ ،‬فتأمل هذه الشبهة أعن قولكم ل نقدر على ذلك وتأمل ما‬ ‫حكى ال عن اليهود ف قوله ‪ (( :‬وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم ال بكفرهم )) وقوله ‪ (( :‬ولقد أنزلنا‬ ‫إليك آيات بينات وما يكفر با إل الفاسقون )) وقوله (( إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )) وقوله‬ ‫(( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )) واطلب تفاسي هذه اليات من كتب أهل العلم واعرف‬ ‫من نزلت فيه واعرف القوال والفعال الت كانت سببا لنول هذه اليات‪ ،‬ث اعرضها على قولم ل‬ ‫نقدر على فهم القرآن والسنة تد مصداق قوله (( لتتبعن سنن من كان قبلكم )) وما ف معناه من‬ ‫الحاديث الكثية فلتكن قصة إسلم سلمان الفارسي منكم على بال ففيها أنه ل يكن على دين الرسل‬ ‫‪121‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫إل الواحد بعد الواحد حت إن آخرهم قال عند موته ‪ :‬ل أعلم على وجه الرض أحدا على ما نن فيه‬ ‫ولكن قد أظل زمان نب‪ ،‬واذكر مع هذا قول ال تعال ‪ (( :‬فلول كان من القرون من قبلكم أولوا بقية‬ ‫ينهون عن الفساد ف الرض إل قليل من أنينا منهم)) فحقيق لن نصح نفسه وخاف عذاب الخرة أن‬ ‫يتأمل ما وصف ال به اليهود ف كتابه خصوصا ما وصف به علماءهم ورهبانم من كتمان الق ولبس‬ ‫الق بالباطل والصد عن سبيل ال‪ ،‬وما وصفهم ال أي علماءهم من الشرك واليان بالبت والطاغوت‬ ‫وقولم للذين كفروا ‪ (( :‬هؤلء أهدى من الذين آمنوا سبيل )) لنه عرف أن كل ما فعلوا ل بد أن‬ ‫تفعله هذه المة وقد فعلت‪ ،‬وإن صعب عليك مالفة الكبا ول يقبل ذهنك هذا الكلم فأحضر بقلبك‬ ‫أن كتاب ال أحسن الكتب وأعظمها بيانا وأشفى لداء الهل وأعظمها فرقا بي الق والباطل وال‬ ‫سبحانه قد عرف تفرق عباده واختلفهم قبل أن يلقهم‪ ،‬وقد ذكر ف كتابه ‪ (( :‬وما أنزلنا عليك‬ ‫الكتاب إل لتبي لم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحة )) وأحضر قلبك هذه الصول وما يشابما ف‬ ‫ذهنك‪ ،‬واعرضها على قلبك فإنه إن شاء ال يؤمن با على سبيل الجال فتأمل قوله ‪ (( :‬وإذا قيل لم‬ ‫اتبعوا ما أنزل ال قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا )) وتكرير هذا الصل ف مواضع كثية وكذلك‬ ‫قوله ‪ (( :‬أتادلونن ف أساء سيتموها أنتم وآباؤكم ما نزل ال با من سطان )) فكل حجة تتجون با‬ ‫تدها مبسوطة ف القرآن وبعضها ف مواضع كثية‪ ،‬فأحضر بقلبك أن الكيم الذي أنزل كتابه شفاء‬ ‫من الهل فارقا بي الق والباطل ل يليق منه أن يقرر هذه الجج ويكررها مع عدم حاجة السلمي‬ ‫إليها ويترك الجج الت يتاجون إليها ويعلم أن عباده يفترقون حاشا أحكم الاكمي من ذلك وما‬ ‫يهون عليك مالفة من خالف الق وإن كان من أعلم الناس وأذكاهم وأعظمهم جهل ولو اتبعه أكثر‬ ‫الناس ما وقع ف هذه المة من افتراقهم ف أصول الدين وصفات ال تعال وغالب من يدعي العرفة‪ ،‬وما‬ ‫عليه التكلمون وتسميتهم طريقة رسول ال صلى ال عليه وسلم حشوا وتشبيها وتسيما مع أنك إذا‬ ‫طالعت ف كتاب من كتب الكلم مع كونه يزعم أن هذا واجب على كل أحد وهو أصل الدين تد‬ ‫الكتاب من أوله إل آخره ل يستدل على مسألة منه بآية من كتاب ال ول حديث عن رسول ال اللهم‬ ‫إل أن يذكره ليحرفه عن مواضعه‪ ،‬وهم معترفون أنم ل يأخذوا أصولم من الوحي بل من عقولم‪،‬‬ ‫ومعترفون أنم مالفون للسلف ف ذلك مثل ما ذكر ف فتح الباري ف مسألة اليان على قول البخاري‪،‬‬ ‫وهو قول وعمل ويزيد وينقص فذكر إجاع السلف على ذلك‪ ،‬وذكر عن الشافعي أنه نقل الجاع‬ ‫على ذلك‪ ،‬وكذلك ذكر أن البخاري نقله ث بعد ذلك حكى كلم التأخرين ول يرده فإن نظرت ف‬ ‫‪122‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫كتاب التوحيد ف آخر الصحيح ـ فتأمل تلك التراجم ـ وقرأت ف كتب أهل العلم من السلف ومن‬ ‫أتلعهم من اللف ونقلهم الجاع على وجوب اليان بصفات ال تعال وتلقيها بالقبول وأن من جحد‬ ‫شيئا منها أو تأول شيئا من النصوص فقد افترى على ال وخالف إجاع أهل العلم أن علم الكلم بدعة‬ ‫وضللة حت قال أبو عمر ابن عبد الب أجع أهل العلم ف جيع العصار والمصار أن أهل الكلم أهل‬ ‫بدع وضللت ل يعدون عند الميع من طبقات العلماء والكلم ف هذا يطول‪ .‬والاصل أنم عمدوا‬ ‫إل شيء أجع السلمون كلهم بل وأجع عليه أجهل اللق بال عبدة الوثان الذين بعث بم النب صلى‬ ‫ال عليه وسلم فابتدع هؤلء كلما من عند أنفسهم كابروا به العقول أيضا حت إنكم ل تقدرون أن‬ ‫تغيوا عوامكم عن قطرتم الت فطرهم ال عليها ث مع هذا كله تابعهم جهور من يتكلم ف علم هذا‬ ‫المر إل من سبقت لم من ال السن وهم كالشعرة البيضاء ف جلد الثور السود يبغضونم الناس‬ ‫ويرمونم بالتجسيم‪ .‬هذا‪ ،‬وأهل الكلم وأتباعهم من أحذق الناس وأفطنهم حت إن لم من الذكاء‬ ‫والفظ والفهم ما يي اللبيب وهم وأتباعهم مقرون أنم مالفون للسلف حت إن أئمة التكلمي لا ردوا‬ ‫على الفلسفة ف تأويلهم ف آيات المر والنهي مثل قولم الراد بالصيام كتمان أسرارنا والراد بالج‬ ‫زيارة مشاينا‪ ،‬والراد ببيل العقل الفعال وغي ذلك من إفكهم رد عليهم الواب بأن هذا التفسي‬ ‫خلف العروف بالضرورة من دين السلم فقال لم الفلسفة أنتم جحدت علو ال على خلقه واستواءه‬ ‫على عرشه مع أنه مذكور ف الكتب على ألسنة الرسل‪ ،‬وقد أجع عليه السلمون كلهم وغيهم من أهل‬ ‫اللل فكيف يكون تأويلنا تريفا وتأويلكم صحيحا ؟ فلم يقدر أحد من التكلمي أن ييب عن هذا‬ ‫اليراد‪ ،‬والراد أن مذهبهم مع كونه فاسدا ف نفسه مالفا للعقول‪ ،‬وهو أيضا مالف لدين السلم‬ ‫والكتاب والرسول وللسلف كلهم‪ ،‬ويذكرون ف كتبهم أنم مالفون للسلف ث مع هذا راجت بدعتهم‬ ‫على العال والاهل حت طبقت مشارق الرض ومغاربا وأنا أدعوك إل التفكر ف هذه السألة وذلك أن‬ ‫السلف قد كثر كلمهم وتصانيفهم ف أصول الدين وإبطال كلم التكلمي وتفكيهم ومن ذكر هذا‬ ‫من متأخري الشافعية البيهقي والبغوي وإساعيل التيمي ومن بعدهم كالافظ الذهب‪ ،‬وأما متقدموهم‬ ‫كابن سريج والدار قطن وغيها فكلهم على هذا المر ففتش ف كتب هؤلء فإن أتيتن بكلمة واحدة‬ ‫أن منهم رجلً واحدا ل ينكر على التكلمي ول يكفرهم فل تقبل من شيئا أبدا ومع هذا كله وظهوره‬ ‫غاية الظهور راج عليكم حت ادعيتم أن أهل السنة هم التكلمون وال الستعان‪ .‬ومن العجب أنه يوجد‬ ‫ف بلدكم من يفت الرجل بقول إمام والثان بقول آخر والثالث بلف القولي ويعد فضيلة وعلما‬ ‫‪123‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫وذكاء ويقال هذا يفت ف مذهبي أو أكثر‪ ،‬ومعلوم عند الناس أن مراده ف هذا العلو والرياء وأكل‬ ‫أموال الناس بالباطل فإذا خالفت قول عال لن هو أعلم منه أو مثله إذا كان معه الدليل ول آت بشيء‬ ‫من عند نفسي تكلمتم بذا الكلم الشديد فإن سعتم أن أفتيت بشيء خرجت فيه من إجاع أهل العلم‬ ‫توجه على القول وقد بلغن أنكم ف هذا المر قمتم وقعدت‪ ،‬فإن كنتم تزعمون أن هذا إنكار للمنكر فيا‬ ‫ليت قيامكم كان ف عظائم ف بلدكم تضاد أصلى السلم شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال‬ ‫منها وهو أعظمها عبادة الصنام عندكم من بشر وحجر هذا يذبح له‪ ،‬وهذا ينذر له وهذا يطلب إجابة‬ ‫الدعوات وإغاثة اللهفات‪ ،‬وهذا يدعوه الضطر ف الب والبحر‪ ،‬وهذا يزعمون أن من التجأ إليه ينفعه ف‬ ‫الدنيا والخرة ولو عصى ال‪ ،‬فإن كنتم تزعمون أن هذا ليس هو عبادة الصنام والوثان الذكورة ف‬ ‫القرآن فهذا من العجب فإن ل أعلم أحدا من أهل العلم يتلف ف ذلك اللهم إل أن يكون أحد وقع‬ ‫فيما وقع فيه اليهود من إيانم بالبت والطاغوت وإن ادعيتم أنكم ل تقدرون على ذلك‪ ،‬فإن ل تقدروا‬ ‫على الكل قدرت على البعض كيف وبعض الذين أنكروا علي هذا المر وادعوا أنم من أهل العلم‬ ‫ملتبسون بالشرك الكب ويدعون إليه ولو يسمعون إنسانا يرد التوحيد ألزموه بالكفر والفسوق ؟ ولكن‬ ‫نعوذ بال من رضاء الناس بسخط ال ؛ ومنها ما يفعله كثي من أتباع إبليس وأتباع النجمي والسحرة‬ ‫والكهان من ينتسب إل الفقر وكثي من ينتسب إل العلم من هذه الوارق الت يوهون با الناس‬ ‫ويشبهونا بعجزات النبياء وكرامات الولياء‪ ،‬ومرادهم أكل أموال الناس بالباطل والصد عن سبيل ال‬ ‫حت إن بعض أنواعها يعتقد فيه من يدعي العلم أنه من العلم الوروث عن النبياء من علم الساء وهو‬ ‫من البت والطاغوت‪ ،‬ولكن هذا مصداق قوله صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬لتتبعن سنن من كان‬ ‫قبلكم ))‪ ،‬ومنها هذه اليلة الربوية الت مثل حيلة أصحاب السبت أو أشد وأنا أدعو من خالفن إل أحد‬ ‫أربع ‪ :‬إما إل كتاب ال‪ ،‬وإما إل سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وإما إل إجاع أهل العلم‪ ،‬فإن‬ ‫عاند دعوته إل الباهلة كما دعا إليها ابن عباس ف بعض مسائل الفرائض‪ ،‬وكما دعا إليها سفيان‬ ‫والوزاعي ف مسألة رفع اليدين وغيها من أهل العلم والمد ل رب العالي وصلى ال على ممد وآله‬ ‫وسلم‪.‬‬ ‫ويرون غبنا بيعها بوان‬ ‫يا من تعز عليهم أرواحهم‬ ‫ل مسألتان شاملتان‬

‫ويرون أن أمامهم يوم اللقا‬ ‫‪124‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫ماذا عبدت ث ماذا قد أجبتم‬

‫من أتى بالق والبهان‬

‫هيئوا جوابا للسؤال وهيئوا‬

‫أيضا صوابا للجواب يدان‬

‫وتيقنوا أن ليس ينجيكم سوى‬

‫تريدكم لقائق اليان‬

‫تريدكم توحيده سبحانه‬

‫عن شركة الشيطان والوثان‬

‫وكذاك تريد اتباع رسوله‬

‫عن هذه الراء والذيان‬

‫فالوحي كاف للذي يعن به‬

‫شاف لداء جهالة النسان‬

‫هذا آخر ما ذكره الشيخ رحة ال ف هذه الرسالة النافعة‪.‬‬

‫وصلى ال على ممد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيا‬

‫‪125‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الثامنة والثلثون‬ ‫(ص ‪)269‬‬ ‫وله أيضا قدس ال روحه ونور ضريه‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل من يصل إليه من الخوان‪ ،‬الؤمني بآيات ال الصدقي لرسول ال التابعي‬ ‫للسواد العظم من أصحاب رسول ال والتابعي لم بإحسان‪ ،‬وأهل العلم واليان التمسكي بالدين‬ ‫القيم عند فساد الزمان‪ ،‬الصابرين على الغربة والمتحان سلم عليكم ورحة ال وبركاته‪ ،‬أما بعد فإن‬ ‫ال سبحانه بعث نبيكم صلى ال عليه وسلم على حي فترة من الرسل وأهل الرض من الشرق إل‬ ‫الغرب قد خرجوا عن ملة إبراهيم وأقبلوا على الشرك بال إل بقايا من أهل الكتاب فلما دعا إل ال‬ ‫ارتاع أهل الرض من دعوته وعادوه كلهم جهالم وأهل الكتاب عبادهم وفساقهم‪ ،‬ول يتبعه على دينه‬ ‫إل أبو بكر الصديق وبلل وأهل بيته صلى ال عليه وسلم خدية وأولدها وموله زيد بن حارثة وعلي‬ ‫رضي ال عنه قال عمرو بن عبسة لا أتيت النب صلى ال عليه وسلم بكة قلت ما أنت قال ‪(( :‬نب))‬ ‫قلت ‪ :‬وما نب (( قال ‪ :‬أرسلن ال )) قلت ‪ :‬بأي شيء أرسلك ؟ قال‪(( :‬بصلة الرحام وكسر الوثان‬ ‫وأن يعبد ال ل يشرك به شيئا)) قلت من معك على هذا قال ‪(( :‬حر وعبد )) ومعه يومئذ أبو بكر‬ ‫وبلل‪ ،‬فهذا صيغة بدو السلم وعداوة الاص والعام له وكونه ف غاية الغربة ؛ ث قد صح عنه صلى‬ ‫ال عليه وسلم أنه قال ‪ (( :‬بدأ السلم غريبا وسيعود غريبا كما بدأ)) فمن تأمل هذا وفهمه زالت عنه‬ ‫شبهات شياطي النس الذين يلبون على من آمن برسول ال صلى ال عليه وسلم بيل الشيطان‬ ‫ورجله‪ ،‬فاصبوا يا اخوان واحدوا ال على ما أعطاكم من معرفة ال سبحانه ومعرفة حقه على عباده‬ ‫ومعرفة ملة أبيكم إبراهيم ف هذا الزمان الت أكثر الناس منكر لا ؛ واضرعوا إل ال أن يزيدكم إيانا‬ ‫ويقينا وعلما وأن يثبت قلوبكم على دينه‪ ،‬وقولوا كما قال الصالون الذين أثن ال عليهم ف كتابه ‪(( :‬‬ ‫ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحة إنك أنت الوهاب ))‪.‬‬ ‫واعلموا أن ال قد جعل للهداية والثبات أسبابا كما جعل للضلل والزيغ أسبابا فمن ذلك أن ال‬ ‫سبحانه أنزل الكتاب وأرسل الرسول ليبي للناس ما اختلفوا فيه كما قال تعال ‪ (( :‬وما أنزلنا عليك‬ ‫الكتاب إل لتبي لم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحة لقوم يؤمنون )) فبإنزال الكتب وإرسال الرسول‬ ‫قطع العذر وأقام الجة كما قال تعال ‪ (( :‬لئل يكون للناس على ال حجة بعد الرسل )) فل تغفلوا عن‬ ‫‪126‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫طلب التوحيد وتعلمه واستعمال كتاب ال وإجالة الفكر فيه‪ ،‬وقد سعتم من كتاب ال ما فيه عبة‪ ،‬مثل‬ ‫قولم نن موحدون نعلم أن ال هو النافع الضار‪ ،‬وأن النبياء وغيهم ل يلكون نفعا ول ضرا لكن‬ ‫نريد الشفاعة‪ ،‬وسعتم ما بي ال ف كتابه ف جواب هذا وما ذكر أهل التفسي وأهل العلم‪ ،‬وسعتم قول‬ ‫الشركي الشرك عبادة الصنام‪ ،‬وأما الصالون فل‪ ،‬وسعتم قولم ل نريد إل من ال لكن نريد باههم‬ ‫وسعتم ما ذكر ال ف جواب هذا كله‪ ،‬وقد من ال عليكم بإقرار علماء الشركي بذا كله سعتم‬ ‫اقرارهم أن هذا الذي يفعل ف الرمي والبصرة والعراق واليمن أن هذا شرك بال فأقروا لكم أن هذا‬ ‫الدين الذي ينصرون أهله ويزعمون أنم السواد العظم أقروا لكم أن دينهم هو الشرك ؛ وأقروا لكم‬ ‫أيضا أن التوحيد الذي يسعون ف إطفائه وف قتل أهله وحبسهم أنه دين ال ورسوله‪ ،‬وهذا القرار منهم‬ ‫على أنفسهم من أعظم آيات ال ومن أعظم نعم ال عليكم‪ ،‬ول يبقى شبهة مع هذا إل للقلب اليت‬ ‫الذي طبع ال عليه وذلك ل حيلة فيه‪.‬‬ ‫ولكنهم بادلونكم اليوم بشبهة واحدة فاصغوا لوابا‪ ،‬وذلك أنم يقولون كل هذا حق نشهد أنه دين‬ ‫ال ورسوله إل التكفي والقتال‪ ،‬والعجب من يفى عليه جواب هذا إذا أقروا أن هذا دين ال ورسوله‬ ‫كيف ل يكفر من أنكره وقتل من أمر به وحسبهم؟ كيف ل يكفر من أمر ببسهم ؟ كيف ل يكفر من‬ ‫جاء إل أهل الشرك يثهم على لزوم دينهم وتزيينه لم ويثهم على قتل الوحدين وأخذ مالم ؟ كيف‬ ‫ل يكفر وهو يشهد أن الذي يث عليه أن الرسول صلى ال عليه وسلم أنكره ؟ ونى عنه وساه الشرك‬ ‫بال ويشهد أن الذي يبغضه ويبغض أهله ويأمر الشركي بقتلهم هو دين ال ورسوله‪.‬‬ ‫واعلموا أن الدلة على تكفي السلم الصال إذا أشرك بال‪ ،‬أو صار مع الشركي على الوحدين ولو ل‬ ‫يشرك أكثر من أن تصر من كلم ال وكلم رسوله وكلم أهل العلم كلهم‪.‬‬ ‫وأنا أذكر لكم آية من كتاب أجع أهل العلم على تفسيها وأنا ف السلمي وأن من فعل ذلك فهو‬ ‫كافر ف أي زمان‪ ،‬قال تعال‪ (( :‬من كفر بال من بعد إيانه إل من أكره وقلبه مطمئن باليان )) إل‬ ‫آخر الية وفيها ‪ (( :‬ذلك بأنم استحبوا الياة الدنيا على الخرة )) فإذا كان العلماء ذكروا أنا نزلت‬ ‫ف الصحابة لا فتنهم أهل مكة وذكروا أن الصحاب إذا تكلم بكلم الشرك بلسانه مع بغضه لذلك‬ ‫وعداوة أهله لكن خوفا منهم أنه كافر بعد إيانه فكيف بالوحد ف زماننا ؟ إذا تكلم ف البصرة أو‬ ‫الحساء أو مكة أو غي ذلك خوفا منهم لكن قبل الكراه‪ ،‬وإذا كان هذا يكفر فكيف بن صار معهم‬ ‫وسكن معهم وصار من جلتهم ؟ فكيف بن أعانم على شركهم وزينه لم ؟ فكيف بن أمر بقتل‬ ‫‪127‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الوحدين وحثهم على لزوم دينهم ؟ فأنتم وفقكم ال تأملوا هذه الية‪ ،‬وتأملوا من نزلت فيه‪ ،‬وتأملوا‬ ‫إجاع العلماء على تفسيها‪ ،‬وتأملوا ما جرى بيننا وبي أعداء ال نطلبهم دائما الرجوع إل كتبهم الت‬ ‫بأيديهم ف مسألة التكفي والقتال فل ييبوننا إل بالشكوى عند الشيوخ‪ ،‬وأمثالم وال أسأل أن يوفقكم‬ ‫لدينه ويرزقكم الثبات عليه والسلم عليكم ورحة ال وبركاته‪.‬‬

‫‪128‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة التاسعة والثلثون‬ ‫(ص ‪)275‬‬ ‫ومنها رسالة أرسلها إل عبد الوهاب بن عبد ال بن عيسى قال فيها ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل عبد الوهاب بن عبد ال بن عيسى‪ ،‬سلم عليكم ورحة ال وبركاته وبعد‬ ‫‪:‬‬ ‫إن تفضلتم بالسؤال فنحمد ال إليكم الذي ل إله إل هو ونن بي وعافية ـ جعلكم ال كذلك‬ ‫وأحسن من ذلك ـ وأبلغوا لنا الوالد السلم سلمه ال من خزي الدنيا وعذاب الخرة‪ ،‬وغي ذلك ف‬ ‫نفسي عليه بعض الشيء من جهة الكاتيب لا حبسها عنا هجسنا فيه الظن الميل ث بعد ذلك سعنا‬ ‫بعض الناس يذكر أنه معطيها بعض السفهاء يقرءونا على الناس‪ ،‬وأنا أعتقد فيه الحبة‪ ،‬وأعتقد أيضا أن‬ ‫له غاية وعقل‪ ،‬وهو صاحب إحسان علينا وعلى أهلنا فل ودى يعقبه بالذى ويكدر هذه الحبة بل‬ ‫منفعة ف العاجل والجل‪ ،‬وأنا إل الن ما تققت ذلك وهوجس فيه بالاجوس اليد‪ ،‬وذكر أيضا عنه‬ ‫بعض الناس الكلم الذي يشوش الاطر‪ ،‬فإن كان يرى أن هذا ديانة ويعتقده من باب المر بالعروف‬ ‫والنهي عن النكر فأنا ول المد ل آت الذي أتيت بهالة وأشهد ال وملئكته أنه إن أتان منه أو من‬ ‫دونه ف هذا المر كلمة من الق لقبلها على الرأس والعي وأترك قول كل إمام اقتديت به حاشا رسول‬ ‫ال صلى ال عليه وسلم فإنه ل يفارق الق‪ ،‬فإن كانت مكاتيب أولياء الشيطان وزخرفة كلمهم الذي‬ ‫أوحي إليهم ليجادل ف دين ال لا رأى أن ال يريد أن يظهر دينه غرته وأصغت إليه أفئدتكم فاذكروا ل‬ ‫حجة ما فيها أو كلها أو ف غيها من الكتب ما تقدرون عليه أنتم ومن وافقكم‪ ،‬فإن ل أجاوبه عنها‬ ‫بواب فاصل بي يعلم كل من هداه ال أنه الق وأن تلك هي الباطل فأنكروا علي‪ ،‬وكذلك عندي من‬ ‫الجج الكثية الواضحة مال تقدرون أنتم ول هم أن تيبوا عن حجة واحدة منها‪ ،‬وكيف لكم بلقاة‬ ‫جند ال ورسوله ؟ وإن كنتم تزعمون أن أهل العلم على خلف ما أنا عليه فهذه كتبهم موجودة ومن‬ ‫أشهرهم وأغلظهم كلم المام أحد كلهم على هذا المر ل يشذ منهم رجل واحد ول المد‪ ،‬ول‬ ‫يأت عنهم كلمة واحدة أنم أرخصوا لن يعرف الكتاب والسنة ف أمركم هذا فضل عن أن يوجبوه‪،‬‬ ‫وإن زعمتم أن التأخرين معكم فهؤلء سادات التأخرين وقادتم ابن تيمية وابن القيم‪ ،‬وابن رجب عندنا‬ ‫له مصنف مستقل ف هذا‪ ،‬ومن الشافعية الذهبي وابن كثي وغيهم وكلمهم ف إنكار هذا أكثر من أن‬ ‫‪129‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫يصر‪ ،‬وبعض كلم المام أحد ذكره ابن القيم ف (الطرق الكمية ) فراجعه‪ ،‬ومن أدلة شيخ السلم ‪:‬‬ ‫(( اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال )) فقد فسرها رسول ال صلى ال عليه وسلم والئمة‬ ‫بعده بذا الذي تسمونه الفقه وهو الذي ساه ال شركا واتاذهم أربابا ل أعلم بي الفسرين ف ذلك‬ ‫اختلفا‪ .‬والاصل أن من رزقه ال العلم يعرف أن هذه الكاتيب الت أتتكم وفرحتم با وقرأتوها على‬ ‫العامة من عند هؤلء الذين تظنون أنم علماء كما قال تعال ‪ (( :‬وكذلك جعلنا لكل نب عدوا شياطي‬ ‫النس والن يوحي بعضهم إل بعض زخرف القول غرورا )) إل قوله ‪ (( :‬ولتصغى إليه أفئدة الذين ل‬ ‫يؤمنون بالخرة )) لكن هذه اليات ونوها عندكم من العلوم الهجورة‪ ،‬بل أعجب من هذا أنكم ل‬ ‫تفهمون شهادة أن ل إله إل ال ول تنكرون هذه الوثان الت تعبد ف الرج وغيه الت هي الشرك‬ ‫الكب بإجاع أهل العلم‪ ،‬وأنا ل أقول هذا ))‪.‬‬

‫‪130‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الربعون‬ ‫(ص ‪)279‬‬ ‫ومنها رسالة كتبها إل عبد الوهاب بن عبد ال بن عيسى قال فيها ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل عبد الوهاب بن عبد ال‪ ،‬سلم عليكم ورحة ال وبركاته وبعد ‪:‬‬ ‫فقد وصل كتابك وما ذكرت فيه من الظن والتجسس وقبول خب الفاسق فكل هذا حق وأريد به باطل‪،‬‬ ‫والعجب منك إذا كنت من خس سني تاهد جهادا كبيا ف رد دين السلم فإذا جاءك مساعد أو‬ ‫ابن راجح وإل صال بن سليم وأشباه هؤلء الذين نلقنهم شهادة أن ل إله إل ال وأن عبادة الخلوقات‬ ‫ك فر وأن الك فر بالطاغوت فرض ق مت تاهد وتبالغ ف نقض ذلك وال ستهزاء به‪ ،‬ول يس الذي يذ كر‬ ‫هذا عنك بعشرة ول عشرين ول ثلثي ول أنت بتخف ف ذلك ث تظن ف خاطرك أن هذا يفى علي‬ ‫وأ نا أ صدقك إذا قلت ما قلت ولو أن الذي جرى ع شر أو عشرون أو ثلثون مرة أم كن تعداد ذلك‪،‬‬ ‫وأح سن ما ذكرت أ نك تقول (( رب نا ظلم نا أنف سنا )) وت قر بالذ نب وتا هد ف إطفاء الشرك وإظهار‬ ‫ال سلم ك ما جاهدت ف ضده وي صي ما تقدم كأن ل ي كن‪ ،‬فإن ك نت تر يد الرف عة ف الدن يا والاه‬ ‫حصل لك بذلك ما ل يصل بغيه من المور بأضعاف مضاعفة‪ ،‬وإن أردت به ال والدار الخرة فهي‬ ‫التجارة الرابة وأتتك الدنيا تبعا‪ ،‬وإن كنت تظن ف خاطرك أنا نبغي أن نداهنك ف دين ال ولو كنت‬ ‫أ جل عند نا م ا ك نت فأ نت مالف فإن ك نت تته مي ب شئ من أمور الدن يا فلك الشر هة‪ ،‬فإن كان إ ن‬ ‫أدعو لك ف سجودي وأنت وأبوك أجل الناس إل وأحبهم عندي‪ ،‬وأمرك هذا أشق علي من أمر أهل‬ ‫ـ وإياك لدي نه القيـم ويطرد عنـا‬ ‫ـ اسـتركبت أباك وخربتـه فعسـى ال أن يهدين ا‬ ‫السـا خصـوصا ب عد م ا‬ ‫الشيطان ويعيذنا من طريق الغضوب عليهم والضالي‪.‬‬

‫‪131‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الادية والربعون‬ ‫(ص ‪)283‬‬ ‫ومنها رسالة كتبها إل أحد بن ممد بن سويلم‪ ،‬وثنيان بن مسعود قال فيها ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل الخوين أحد بن ممد وثنيان‪.‬‬ ‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته وبعد ‪:‬‬ ‫فقد ذكر ل عنكم أن بعض الخوان تكلم ف عبد الحسن الشريف يقول ‪ :‬إن أهل السا يبون على‬ ‫يدك وأنك لبس عمامة خضراء والنسان ل يوز له النكار إل بعد العرفة‪ ،‬فأول درجات النكار‬ ‫معرفتك أن هذا مالف لمر ال‪ ،‬وأما تقبيل اليد فل يوز إنكار مثله وهي مسألة فيها اختلف بي أهل‬ ‫العلم‪ ،‬وقد قبل زيد بن ثابت يد ابن عباس وقال ‪ :‬هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا‪ ،‬وعلى كل حال‬ ‫فل يوز لم إنكار كل مسألة ل يعرفون حكم ال فيها‪ ،‬وأما لبس الخضر فإنا أحدثت قديا تييزا‬ ‫لهل البيت لئل يظلمهم أحد أو يقصر ف حقهم من ل يعرفهم‪ ،‬وقد أوجب ال لهل بيت رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم على الناس حقوقا فل يوز لسلم أن يسقط حقهم ويظن أنه من التوحيد بل هو‬ ‫من الغلو ونن ما أنكرنا إل إكرامهم لجل ادعاء اللوهية فيهم أو إكرام الدعى لذلك‪ ،‬وقيل عنه أنه‬ ‫اعتذر عن بعض الطواغيت‪ ،‬وهذه مسئلة جليلة ينبغي التفطن لا وهي قوله تعال ‪(( :‬يا أيها الذين آمنوا‬ ‫إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا))‬ ‫فالواجب عليهم إذا ذكر لم عن أحد منكرا عدم العجلة فإذا تققوه أتوا صاحبه ونصحوه فإن تاب‬ ‫ورجع وإل أنكر عليه وتكلم فيه‪ ،‬فعلى كل حال نبهوهم على مسئلتي ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬عدم العجلة ول يتكلمون إل مع التحقق فإن التزوير كثي‪.‬‬ ‫الثانية ‪:‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان يعرف منافقي بأعيانم ويقبل علنيتهم ويكل سرائرهم إل‬ ‫ال‪،‬‬ ‫فإذا ظهر منهم وتقق ما يوجب جهادهم جاهدهم‪ ،‬وغي ذلك عبد الرحن بن عقيل رجع إل الق ول‬ ‫المد‪ ،‬ولكن ودى أن أقرأ عليه رسالة ابن شلهوب وغيها‪ ،‬وأنت يا أحد على كل حال أرسل‬ ‫الجموع مع أول من يقبل وأرسلها فيه‪ ،‬خذه من سليمان ل تغفل تراك خالفت خلفا كبيا ف هذا‬ ‫الجموع والسلم‬ ‫‪132‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الثانية والربعون‬ ‫(ص ‪)287‬‬ ‫ومنها رسالة أرسلها إل عبد ال بن سويلم حي غضب على ابن عمه أحد ف شدته على النافقي قال‬ ‫فيها ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل عبد ال بن عبد سويلم‬ ‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فقد ذكر ل ابن زيدان أنك يا عبد ال زعل على أحد بعض الزعل لا تكلم ف بعض النافقي‪،‬‬ ‫ول يفاك أن بعض المور كما قال تعال ‪ (( :‬وتسبونه هينا وهو عند ال عظيم )) وذلك أن ل‬ ‫أعرف شيئا يتقرب به إل ال أفضل من لزوم طريقة رسول ال صلى عليه وسلم ف حال الغربة‪ ،‬فإن‬ ‫إنصاف إل ذلك الهاد عليها للكفار والنافقي كان ذلك تام اليان‪ ،‬فإذا أراد أحد من الؤمني أن‬ ‫ياهد فأتاه بعض إخوانه فذكر له أن أمرك للدنيا أخاف أن يكون هذا من جنس الذين يلمزون الطوعي‬ ‫من الؤمني ف الصدقات‪ ،‬فأنتم تأملوا تفسي الية ث نزلوه على هذه الواقعة‪ ،‬وأيضا ف صحيح مسلم ‪:‬‬ ‫((أن أبا سفيان مر على بلل وسلمان وأجناسهما فقالوا ‪ :‬ما أخذت سيوف ال من عنق عدو ال‬ ‫مأخذها‪ ،‬فقال أبو بكر ‪ :‬أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها ث أتى النب صلى ال عليه وسلم فذكر له‬ ‫ذلك فقال ‪ :‬يا أبا بكر لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك )) ومن أفضل الهاد جهاد النافقي ف‬ ‫زمن الغربة‪ ،‬فإذا خاف أحد منكم من بعض إخوانه قصدا سيئا فلينصحه برفق وإخلص لدين ل وترك‬ ‫الرياء والقصد الفاسد ول يفل عزمه عن الهاد ول يتكلم فيه بالظن السيء وينسبه إل ما ل يليق ول‬ ‫يدخل خاطرك شئ من النصيحة‪ .‬فلو أدري أنه يدخل خاطرك ما ذكرته وأنا أجد ف نفسي أن ودي من‬ ‫ينصحن كلما غلطت والسلم‪.‬‬

‫‪133‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الثالثة والربعون‬ ‫(ص ‪) 291‬‬ ‫رسالة منه إل جاعة أهل شقرا سلمهم ال تعال ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته وبعد‬ ‫فقد قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬إن ال يرضي لكم ثلثا )) وواجب علينا لكم النصيحة وعلى‬ ‫ال التوفيق فيا اخوان ل تغفلوا عن أنفسكم ترى الباطل زمالة لاية عند الاجة ول تظنوا أن الضيق مع‬ ‫دين السلم‪ ،‬ل وال بل الضيق والاجة وسكنة الريح وضعفه البخت مع الباطل والعراض عن دين‬ ‫السلم‪ ،‬مع أن مصداق قول فيما ترونه فيمن ارتد من البلدان أولن (ضرما) وآخرهن (حريل) هم‬ ‫حصلوا سعة فيما يزعمون أو ما زادوا إل ضيقا وخوفا على ما هم قبل أن يرتدوا‪ .‬وأنتم كذلك‬ ‫العروف منكم إنكم ما تدينون للعناقر وهم على عنفوان القوة ف الاهلية فيوم رزقكم ال دين السلم‬ ‫الصرف وكنتم على بصية ف دينكم وضعف من عدوكم اذعنتوا له حت أنه يب منكم السر ما يشابه‬ ‫لزية اليهود والنصارى حاشاكم وال من ذلك‪ ،‬وال العظيم إن النساء ف بيوتن يأنفن لكم فضل عن‬ ‫صماصيم بن زيد‪ .‬يا ال العجب تاربون إبراهيم بن سليمان فيما مضى عند كلمة تكلم با على‬ ‫جاركم أو حار يأخذه ما يسوى عشر ممديات وتنفذون على هذا ما لكم ورجالكم‪ ،‬ومع هذا يثلب‬ ‫بعضكم بعضا على التصلب ف الرب ولو عضكم‪ ،‬فيوم رزقكم ال دين النبياء الذي هو ثن النة‬ ‫والنجاة من النار إل أنكم تضعفون عن التصلب وها المر خالفه صار كلمة أو حار أنفق عندكم وأعز‬ ‫من دين السلم‪ ،‬يا ال العجب نعوذ بال من الذلن والرمان ما أعجب حالكم وأتيه رأيكم إذ‬ ‫تؤثرون الفان على الباقي وتبيعون الدر بالبعر والي بالشر كما قيل‪.‬‬ ‫فيا درة بي الزايل ألقيت وجوهرة بيعت بأبس قيمة‬ ‫فتوكلوا على ال وشروا عن ساق الد ف دينكم‪ ،‬وحاربوا عدوكم وتسكوا بدين نبيكم وملة أبيكم‬ ‫إبراهيم‪ ،‬وعضوا عليها بالنواجذ‪ ،‬والسلم عليكم ورحة ال وبركاته وصلى ال على ممد وآله وصحبه‬ ‫وسلم‪.‬‬

‫‪134‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الرابعة والربعون‬ ‫(ص ‪) 295‬‬ ‫ومنها رسالة أرسلها إل إخوانه من أهل سدير بسبب أمر جرى بي أهل الوطة من بلدان سدير قال‬ ‫فيها‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل من يصل إليه هذا الكتاب من الخوان‪ ،‬سلم عليكم ورحة ال وبركاته‪.‬‬ ‫وبعد فيجري عندكم أمور تري عندنا من سابق وننصح إخواننا إذا جرى منها شئ حت فهموها‪،‬‬ ‫وسببها أن بعض أهل الدين ينكر منكرا وهو مصيب لكن يطئ ف تغليظ المر إل شئ يوجب الفرقة‬ ‫بي الخوان‪ ،‬وقد قال ال تعال ‪ (( :‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال حق تقاته ول توتن إل وأنتم مسلمون‪.‬‬ ‫واعتصموا ببل ال جيعا ول تفرقوا )) الية‪ ،‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬إن ال يرضى لكم ثلثا ‪:‬‬ ‫أن تعبدوه ول تشركوا به شيئا وأن تعتصموا ببل ال جيعا ول تفرقوا وأن تناصحوا من وله ال‬ ‫أمركم )) وأهل العلم يقولون الذي يأمر بالعروف وينهى عن النكر يتاج إل ثلث أن يعرف ما يأمر‬ ‫به وينهى عنه‪ ،‬ويكون رفيقا فيما يأمر به وينهى عنه صابرا على ما جاء من الذى‪ ،‬وأنتم متاجون‬ ‫للحرص على فهم هذا والعمل به فإن اللل إنا يدخل على صاحب الدين من قلة العمل بذا أو قلة‬ ‫فهمه‪ ،‬وأيضا يذكر العلماء أن إنكار النكر إذا صار يصل بسببه افتراق ل يز إنكاره‪ ،‬فال ال ف العمل‬ ‫با ذكرت لكم والتفقه فيه فإنكم إن ل تفعلوا صار إنكاركم مضرة على الدين‪ ،‬والسلم ما يسعى إل ف‬ ‫صلح دينه ودنياه ؛ وسبب هذه القالة الت وقعت بي أهل الوطة لو صار أهل الدين واجبا عليهم‬ ‫إنكار النكر فلما غلظوا الكلم صار فيه اختلف بي أهل الدين فصار فيه مضرة على الدين والدنيا‪،‬‬ ‫وهذا الكلم وإن كان قصيا فمعناه طويل فلزم تأملوه وتفقهوا فيه واعملوا به فإن عملتم به صار نصرا‬ ‫للدين واستقام المر إن شاء ال‪ ،‬والامع لذا كله أنه إذا صدر النكر من أمي أو غيه أن ينصح برفق‬ ‫خفية ما يشترف أحد‪ ،‬فإن وافق وإل استحلق عليه رجل يقبل منه يفيه‪ ،‬فإن ل يفعل فيمكن النكار‬ ‫ظاهرا إل أن كان على أمي ونصحه ول وافق واستلحق عليه ول وافق فيفع المر ينا خفية‪ ،‬وهذا‬ ‫الكتاب كل أهل بلد ينسخون منه نسخة ويعلونا عندهم ث يرسلونه لرمة والجمعة ث للغاط والزلفي‬ ‫وال أعلم‪.‬‬

‫‪135‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الامسة والربعون‬ ‫(ص ‪)299‬‬ ‫ومنها رسالة أرسلها إل أحد بن يي مطوع من أهل رغبة قال فيها ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل أحد بن يي سلم عليكم ورحة ال وبركاته وبعد ‪:‬‬ ‫ما ذكرت من طرف مراسلة سليمان فل ينبغي أنا تزعلك ‪:‬‬ ‫الول ‪ :‬أنه لو خالف فمثلك يلم ول يأت بغايته هذا ول أكثر منه‪.‬‬ ‫وثانيا ‪ :‬إنك إذا عرفت أن كلمه ماله فيه قصد إل الهدة ف الدين ولو صار مطئا فالعمال بالنيات‬ ‫والذي هذا مقصده يغتفر له ولو جهل عليك‪ ،‬ونن ملزمون عليك لزمة جيدة‪ ،‬وربك ونبيك ودينك‬ ‫لزمتهم لزمة تتلشى فيها كل لزمة وهذه الفتنة الواقعة ليست ف مسائل الفروع الت مازال أهل العلم‬ ‫يتلفون فيها من غي نكي ولكن هذه ف شهادة أن ل إله إل ال والكفر بالطاغوت‪ ،‬ول يفاك أن الذي‬ ‫عادانا ف هذا المر هم الاصة الذين ليسوا بالعامة‪ ،‬هذا ابن إساعيل والويس وابن عبيد جاءتنا‬ ‫خطوطهم ف إنكار دين السلم الذي حكى ف (القناع) ف باب حكم الرتد الجاع من كل الذاهب‬ ‫أن من ل يدن به فهو كافر وكاتبناهم ونقلنا لم العبارات وخاطبناهم بالت هي أحسن ما زادهم ذلك‬ ‫إل نفورا‪ ،‬وزعموا أن أهل العارض ارتدوا لا عرفوا شيئا من التوحيد وأنت تفهم أن هذا ل يسعك‬ ‫التكفي عنه‪ ،‬فالواجب عليك نصر أخيك ظالا ومظلوما وإن تفضل ال عليك بفهم ومعرفة فل تعذر ل‬ ‫عند ال ول عند خلقه من الدخول ف هذا المر‪ ،‬فإن كان الصواب معنا فالواجب عليك الدعوة إل ال‬ ‫وعداوة من صرح بسبب دين ال ورسوله‪ ،‬وإن كان الصواب معهم أو معنا شئ من الق وشئ من‬ ‫الباطل أو معنا غلو ف بعض المور فالواجب منك مذاكرتنا ونصيحتنا وتورينا عبارات أهل العلم لعل‬ ‫ال أن يردنا بك إل الق‪ ،‬وإن كان إذا حررت السألة إذ أنا من مسائل الختلف‪ ،‬وأن فيها خلفا‬ ‫عند النفية أو الشافعية أو الالكية فتلك مسألة أخرى‪.‬‬ ‫وبالملة فالمر عظيم ول نعذرك من تأمل كلمنا وكلمهم ث نعرضه على كلم أهل العلم ث تبي ف‬ ‫الدعوة إل الق وعداوة من حاد ال ورسوله منا أو من غينا والسلم‪.‬‬

‫‪136‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة السادسة والربعون‬ ‫(ص ‪) 303‬‬ ‫ومنها رسالة أرسلها إل عبد ال بن عيسى مطوع الدرعية قال فيها ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل عبد ال بن عيسى‪.‬‬ ‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته‪ .‬أما بعد ‪:‬‬ ‫فقد قال ابن القيم ف أعلم الوقعي (( فإن ل يستجيبوا لك فاعلم أنا يتبعون أهواءهم )) فقسم المر‬ ‫إل أمرين ل ثالث لما ‪ :‬إما الستجابة للرسول‪ ،‬وإما اتباع الوى وذكر كلما ف تقرير ذلك إل أن‬ ‫قال ‪ :‬ث أخب سبحانه أن من تاكم أو حاكم إل غي ما جاء به الرسول فقد حكم الطاغوت وتاكم‬ ‫إليه يعن اليات ف النساء (( أل تر إل الذين يزعمون أنم آمنوا با أنزل إليك وما أنزل من قبلك‬ ‫يريدون أن يتحاكمون إل الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ) قال ‪ :‬والطاغوت كل ما تاوز به العبد‬ ‫حده من معبود أو متبوع أو مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غي ال ورسوله أو يتبعونه‬ ‫على غي بصية من ال أو يطيعونه فيما ل يعلمون أنه طاعة ل فهذه طواغيت العال إذا تأملتها وتأملت‬ ‫أحوال الناس معها رأيت أكثرهم من أعرض عن طاعة ال ومتابعة رسوله إل طاعة الطاغوت ومتابعته‪،‬‬ ‫وهؤلء ل يسلكوا طريق الناجي من هذه المة وهم الصحابة ومن تبعهم قال ال ‪ (( :‬فتقطعوا أمرهم‬ ‫بينهم زبرا كل حزب با لديهم فرحون )) والزبر الكتب أي كل فرقة صنفوا كتبا أخذوا با وعملوا با‬ ‫دون كتب الخرين كما هو الواقع سواء وقال ‪ (( :‬يوم تبيض وجوه وتسود وجوه )) قال ابن عباس‬ ‫تبيض وجوه أهل السنة والئتلف‪ ،‬وتسود وجوه أهل الفرقة والختلف‪ .‬هذا كله كلم ابن القيم‪.‬‬ ‫وقال الشيخ تقي الدين ف كتاب (اليان) قال ال تعال ‪ (( :‬اتذوا أحبارهم ورهبانم أربابا من دون‬ ‫ال ) الية وف حديث عدى بن حات أنه قال للنب صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬إنا لسنا نعبدهم‪ ،‬قال أليس‬ ‫يرمون ما أحل ال فتحرمونه ويلون ما حرم ال فتحلونه ؟ قلت ‪ :‬بلى قال ‪ :‬فتلك عبادتم )) رواه‬ ‫المام أحد والترمذي وغيه وقال أبو العالية إنم وجدوا ف كتاب ال ما أمروا به وما نوا عنه فقالوا لن‬ ‫نسبق أحبارنا بشئ فما أمرونا به ائتمرنا وما نونا عنه انتهينا لقولم ونبذوا كتاب ال وراء ظهورهم‬ ‫انتهى كلم ابن تيمية‪ ،‬فتأمل هذا الكلم بشراشر قلبك ث نزله على أحوال الناس وحالك وتفكر ف‬ ‫نفسك وحاسبها بأي شئ تدفع هذا الكلم وبأي حجة تتج يوم القيامة على ما أنت عليه فإن كان‬ ‫‪137‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫عندك شبهة فاذكرها فأنا أبينها إن شاء ال تعال‪ ،‬والسألة مثل الشمس ولكن من يهدى ال فل مضل له‬ ‫ومن يضلل فل هادى له‪ ،‬وإن ل يتسع عقلك لذا فتضرع إل ال بقلب حاضر خصوصا ف السحار أن‬ ‫يهديك للحق ويريك الباطل باطل‪ ،‬وفر بدينك فإن النة والنار قدامك وال الستعان‪ ،‬ول تستهجن هذا‬ ‫الكلم فو ال ما أردت به إل الي‪ ،‬وصلى ال على ممد وآله وسلم‪.‬‬

‫‪138‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة السابعة والربعون‬ ‫(ص ‪) 307‬‬ ‫وله أيضا رحة ال تعال‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل نغيمش وجيع الخوان‪.‬‬ ‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته وبعد ‪:‬‬ ‫إن سألتم عنا فنحمد إليكم ال الذي ل إله إل هو‪ ،‬ونبكم أنا بي وعافية‪ ،‬أتها ال علينا وعليكم ف‬ ‫الدنيا والخرة‪ ،‬وسرنا والمد ل ما بلغنا عنكم من الخبار من الجتماع على الق‪ ،‬والتباع لدين‬ ‫ممد صلى ال عليه وسلم وهذا هو أعظم النعم الجموع لصاحبه بي خيي الدنيا والخرة‪ ،‬عسى ال‬ ‫أن يوفقنا وإياكم لذلك‪ ،‬ويرزقنا الثبات عليه‪ ،‬ولكن يا إخوان ل تنسوا قول ال تعال ‪(( :‬وجعلنا‬ ‫بعضكم لبعض فتنة أتصبون وكان ربك بصيا )) وقوله ‪ (( :‬أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا‬ ‫وهم ل يفتنون‪ ،‬ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن ال الذين صدقوا وليعلمن الكاذبي )) فإذا تققهم أن‬ ‫من اتبع هذا الدين لبد له من الفتنة‪ ،‬فاصبوا قليل‪ ،‬ث ابشروا عن قليل بي الدنيا والخرة ؛ واذكروا‬ ‫قول ال تعال ‪ (( :‬إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا ف الياة الدنيا ويوم يقوم الشهاد )) وقوله ‪ (( :‬ولقد‬ ‫سبقت كلمتنا لعبادنا الرسلي‪ ،‬إنم لم النصورون وإن جندنا لم الغالبون )) وقوله تعال ‪ (( :‬إن الذين‬ ‫يادون ال ورسوله أولئك ف الذلي‪ .‬كتب ال لغلب أنا ورسلي إن ال قوي عزيز )) فإن رزقكم ال‬ ‫الصب على هذا‪ ،‬وصرت من الغرباء الذين تسكوا بدين ال مع ترك الناس إياه‪ ،‬فطوب ث طوب إن كنتم‬ ‫من قال فيه نبيكم صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬بدأ السلم غريبا وسيعود غريبا كما بدأ‪ ،‬فطوب للغرباء‪،‬‬ ‫قيل ‪ :‬يا رسول ال من الغرباء ؟ قال ‪ (( :‬الذين يصلحون إذا افسد الناس )) فيالا من نعمة ؟ ويا لا من‬ ‫عظيمة ؟ جعلنا ال وإياكم من أتباع الرسول‪ ،‬وحشرنا تت لوائه‪ ،‬وأوردنا حوضه الذي يرده من تسك‬ ‫بدينه ف الدنيا‪ ،‬ث أنتم ف أمان ال وحفظه والسلم‪.‬‬

‫‪139‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الثامنة والربعون‬ ‫(ص ‪) 311‬‬ ‫وف سنة ‪1184‬هـ أرسل الشيخ ممد بن عبد الوهاب والمام عبد العزيز بن ممد بن سعود إل‬ ‫وال مكة الشيخ عبد العزيز الصي وكتبا إل الوال الذكور رسالة هذا نصها ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫العروض لديك‪ ،‬أدام ال أفضل نعمه عليك‪ ،‬حضره الشريف أحد بن الشريف سعيد أعزه ال ف الدارين‬ ‫والعز به دين جده سيد الثقلي‪.‬‬ ‫إن الكتاب لا وصل إل الادم ونأمل ما فيه الكلم السن رفع يديه بالدعاء إل ال بتأييد الشريف لا‬ ‫كان قصده نصر الشريعة الحمدية ومن تبعها وعداوة من خرج عنها‪ ،‬وهذا هو الواجب على ولة‬ ‫المور ولا طلبتم من ناحيتنا طالب علم امتثلنا المر وهو واصل إليكم‪ ،‬ويلس ف ملس الشريف أعزه‬ ‫ال هو وعلماء مكة‪ ،‬فإن اجتمعوا فالمد ل على ذلك‪ ،‬وإن اختلفوا أحضر الشريف كتبهم وكتب‬ ‫النابلة والواجب على الكل منا ومنكم أنه يقصد بعلمه وجه ال ونصر رسوله كما قال تعال ‪ ( :‬وإذ‬ ‫أخذ ال ميثاق النبيي لا آتيتكم من كتاب وحكمة ث جاءكم رسول مصدق لا معكم لتؤمن به‬ ‫ولتنصرنه )) فإذا كان سبحانه قد أخذ اليثاق على النبياء إن أدركوا ممدا صلى ال عليه وسلم على‬ ‫اليان به ونصرته فكيف بنا يا أمته ؟ فل بد من اليان به ولبد من نصرته ل يكفي أحدها عن الخر‪،‬‬ ‫وأحق الناس بذلك وأولدهم به أهل البيت الذي بعثه ال منهم وشرفهم على أهل الرض‪ ،‬وأحق أهل‬ ‫البيت بذلك من كان من ذريته صلى ال عليه وسلم والسلم‪.‬‬

‫‪140‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة التاسعة والربعون‬ ‫(ص ‪)313‬‬ ‫ومنها رسالة أرسلها أيضا إل بن عيسى وابنه عبد الوهاب قال فيها ‪:‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل عبد ال بن عيسى وعبد الوهاب‪.‬‬ ‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته وبعد ‪:‬‬ ‫فقد ذكر ل أنكم زعلني علي ف هذه اليام بعض الزعل ول يفاكم أن زعلن زعلً كبيا وناقد‬ ‫عليكم نقودا أكب من الزعل‪ ،‬ولكن وابطناه واظهراه‪ ،‬ومعي ف هذه اليام بعض تنغص العيشة والكدر‬ ‫ما يبلغن عنكم وال سبحانه إذا أراد أمرا فل راد له وإل ما خطر على البال أنكم ترضون لنفسكم‬ ‫بذا‪ ،‬ث من العجب كفكم عن نفع السلمي ف السائل الصحيحة وتقولون ل يتعي علينا الفتيا ث‬ ‫تبالغون ف مثل هذه المور مثل التذكي الذي صرحت الدلة والجاع وكلم القناع بإنكاره ولودي‬ ‫أنكم بعد ما أنزلكم ال هذه النلة وأنعم عليكم با تعلمون وما ل تعلمون وجعلكم من أكب أسباب‬ ‫قبول الناس لدين ربكم وسنة نبيكم وجهادكم ف ذلك وصبكم على مالفة دين الباء ـ أنكم ترتدون‬ ‫على أعقابكم‪ ،‬وسبب هذا أنه ذكر ل عنكم أنكم ظننتم أن أعنيكم ببعض الكلم الذي أجبت به من‬ ‫اعتقد حل الرشوة وأنه مزعلكم فيا سبحان ال كيف أعنيكم به وأنا كاتب لكم تسجلون عليه‬ ‫وتكونون معي أنصارا لدين ال ؟ وقيل ل إنكم ناقدون علي بعض الغلظة فيه على ملفاه والمر أغلظ ما‬ ‫ذكرنا ولول أن الناس إل الن ما عرفوا دين الرسول وأنم يستنكرون المر الذي ل يألفوه ـ لكان‬ ‫شأن آخر‪ ،‬بل وال الذي ل إله إل هو لو يعرف الناس المر على وجهه لفتيت بل دم ابن سحيم‬ ‫وأمثاله ووجوب قتلهم كما أجع على ذلك أهل العلم كلهم ل أجد ف نفسي حرجا من ذلك‪ ،‬ولكن‬ ‫إن أراد ال أن يتم هذا المر تبي أشياء ل تطر لكم على بال‪ ،‬وإن كانت من السائل الت إذا طلبتم‬ ‫الدليل بيننا أنا من إجاع أهل العلم‪ ،‬وبالاظر ل يفاكم أن معي غيظ عظيم ومضايقة من زعلكم وأنتم‬ ‫تعلمون أن رضا ال ألزم والدين ل ماباة فيه وأنتم من قدي ل تشكون ف والن غايتكم قريبة وداخلتكم‬ ‫الريبة وأخاف أن يطول الكلم فيجري فيه شئ يزعلكم وأنا ف بعض الدة فأنا أشي عليكم وألزم أن‬ ‫عبد الوهاب يزورنا سواء كان يومي وإل ثلثة‪ ،‬وإن كان أكثر يصي قطعا لذه الفتنة وياطبن وأخاطبه‬ ‫من الرأس‪ ،‬وإن كان كب عليه المر فيوصي ل وأعن له فإن المر الذي يزيل زعلكم ويؤلف الكلمة‬ ‫‪141‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫ويهديكم ال بسببه نرص عليه ولو هو أشق من هذا اللهم إل أن تكونوا ناظرين شيئا من أمر ال‬ ‫فالواجب عليكم اتباعه‪ ،‬والواجب علينا طاعتكم والنقياد لكم وإن أبينا كان ال معكم وخلقه‪ ،‬ول‬ ‫يفاكم أنه وصلن أمس رسالة ف صفة مذاكرتكم ف التذكي وتطلبون من جوابا عن أدلتكم وأنتم‬ ‫ضحكتم علي ابن فيوز وتسافهتموه وتساخفتم عقله ف جوابه وانرفتم تعدلون عدالة لكن ما أنا‬ ‫بكاتب لم جوابا لن المر معروف أنه منكم وأخاف أن أكتب لم جوابا فينشرونه فيزعلكم وأشوف‬ ‫غايتكم قريبة وتملون المر على غي ممله والسلم‪.‬‬

‫‪142‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة المسون‬ ‫(ص ‪) 317‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل عبد ال بن عيد وبعد ‪:‬‬ ‫أبلغ السلم أحد والمولة وعيالكم‪ ،‬وما ذكرت أن المولة‬ ‫(‪ )1‬فل نو (‪ )2‬الكتاب قرأه سليمان ورحت أنا وإياه لبن عقيل ليسأله عن هذا‪ ،‬وتقدمت إل بيته‪،‬‬ ‫ولقن هو وابن ماهر قبل أن أواجه أحد‪ ،‬وقال ابن ماهر إن كاتب ها الكلمة من عندي ما دري با‬ ‫أحد فل تشرفوه ول شرفناه‪ ،‬فهذا بابا أن ما دريت با ل أنا‪ ،‬ول ابن عقيل والعجب أنم يزعلون علي‬ ‫وينقدون‪ ،‬ويقولون إنه يصدق الكاذيب وتغيه علينا‪ ،‬وهم ما انقدوا على أنفسهم أنم يزعلون‬ ‫ويتغيون بل خب صدق ول كذب ـ إل ظن سوء ظانينه فإن كان كل كلمة قيلت عندنا يملونا على‬ ‫فتراهم يلقون كلما كبارا فيهم وف غيهم ف الدين والدنيا خصوصا ف هذه القضية‪ ،‬يكى عندنا‬ ‫كلما ما يتجاسر العاقل ينطق به‪ ،‬فإن كان مذكور لكم أن قائل شيئا أو قائل أحد يضرن كلم سوء‬ ‫ول رديت عليه ـ فاذكروا ل ترى التنبيه حسن ول يدخل خاطري إل ربا أن أعرف أنه مبة وصفو‪،‬‬ ‫والذي يكدر الاطر زعلكم‪ ،‬وإظهار كم للناس الزعل والتغي بسبب ظن سوء وإل ما من قبلكم كذب‬ ‫ول صدق‪ .‬وأما من باب السؤالت وأنكم بلغكم أن ظان أنا من عبد ال فهذا عجب كيف تظنون أن‬ ‫ما أعرف خط ابن صال ؟ وأيضا أفهم أن عبد ال ل يسأل عن هذا‪ ،‬وأيضا أنا ما أنقد عليه ول عليكم‬ ‫إل قلة الرص والسؤال عن هذا المر لا فتح ال عليكم منه بعض الشئ‪ ،‬وودى ما يي جاميل إل‬ ‫ومعهم من عندكم سؤالت عن هذا وأمثاله فكيف أزعل منه ؟ بل هذا هو الذي يرضين لكن هذه أنتم‬ ‫معذورون فيها إذا كانت عن ابن عمر‪ ،‬وهو متوهم ما حاكان ف بيان هذا المر لا وقع‪ ،‬ول يدري عن‬ ‫الذي ف خاطري لكنه يسمع من أهل النوبية وغيهم‪ ،‬ونعرف حال الكلم من بعيد‪.‬‬ ‫فهذا صفة المر فإن كان أنتم الخالفون التغيون فالق عليكم‪ ،‬فإن كان جاريا من شئ تنقده فتران‬ ‫أحب أن تنبهن عليه ل تترك بيان شئ ف خاطرك من قبلي‪ ،‬وإن كنتم متجرفي على التغي أوجتكم‬ ‫الفتنة وودكم ببد الرض فهذا شئ آخر‪ .‬وأما قولكم ‪ :‬إن المور ليست على الذي أعهده‪ ،‬وتشيون‬ ‫علي بترك الكلم فل أدري إيش مرادكم ؟ هو مرادك أن مثلكم ف أحد ل ينبغي الكلم فيه من ل‬ ‫يظهر إل اليان ولو ظنيا فيه النفاق فهذا كلم مقبول‪ ،‬وإن كان بلغك عن شيئا فنبهن جزاك ال خيا‬ ‫‪143‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫وإن كان مرادك أن أسكت عمن أظهر الكفر والنفاق‪ ،‬وسل سيف البغض على دين ال وكتابه ورسوله‬ ‫مثل ولد ابن سحيم‪ ،‬ومن أظهر العداوة ل ورسوله من أهل العيينة والدرعية أو غيهم‪ ،‬فهذا ل ينبغي‬ ‫منك‪ ،‬ول يطاع أحد ف معصية ال‪ ،‬فإن وافقتونا على الهاد ف سبيل ال وإعلء كلمة ال فلكم الظ‬ ‫الوفر‪ ،‬وإل ل تضروا ال شيئا‪ ،‬وقد ذكر النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أن الطائفة النصورة ل يضرهم من‬ ‫خذلم ول من خالفم (( وسيعلم الكفار لن عقب الدار )) وقد ذم ال الذي ل يثبت على دينه إل عند‬ ‫ما يهواه فقال ‪ (( :‬ومن الناس من يعبد ال على حرف )) الية (‪ )1‬وينبغي لكم إذا عجزت أوجبتم‬ ‫أنكم ما ما تلوموننا‪ ،‬ونمد ال الذي يسر لنا هذا‪ ،‬وجعلنا من أهله‪ ،‬وقد أخب أنه عند وجود الرتدين‬ ‫فل بد من وجود الحبي الحبوبي فقال تعال ‪ (( :‬يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف‬ ‫يأت ال بقوم يبهم ويبونه أذلة على الؤمني أعزة على الكافرين)) الية(‪ )2‬جعلنا ال وإياكم من الذين‬ ‫ل تأخذهم ف هذا لومة لئم‪ ،‬وقيل ل إن ولد ابن سحيم كاتب لكم جواب الذي جاه فاذكر ل‪ ،‬وأبلغ‬ ‫السلم عيالكم ومن أردت من الخوان‪ ،‬وسليمان وثنيان يبلغون الميع السلم والسلم‪.‬‬

‫‪144‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫الرسالة الادية والمسون‬ ‫(ص ‪) 321‬‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫من ممد بن عبد الوهاب إل الخوان (‪ )1‬عبد ال بن على وممد بن جاز‬ ‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته وبعد ‪:‬‬ ‫ل تركون إل أن ننبكم تراكم ما توزون إل براضة هلحي‪ .‬وفرج وعرفج الذين وراهم يبون يتبينون‬ ‫ف الدين ول يبغون شيئا فأنت يا عبد ال أخبهم بالبغي منهم ترى المر يدور على ما قال ال تعال ‪:‬‬ ‫(( فإن تأبوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة )) الية فأمرهم ب يفهمونه ولكن المر لم يأمرهم بالتوبة من‬ ‫الشرك والدخول ف السلم‪ ،‬وأهل القصيم غارهم إن ما عندهم قبب ول سادات‪ ،‬ولكن أخبهم أن‬ ‫الب والبغض والوالة والعاداة ل يصي للرجل دين إل با ماداموا ما يغيضون أهل الزلفي وأمثالم فل‬ ‫ينفعهم ترك الشرك ول ينفعهم قول ‪ (( :‬ل إله إل ال )) فأهم ما تفطنهم له كون التوحيد من أخل به‬ ‫مثل من أخل بصوم رمضان ولو ما أبغضه‪ .‬وكذلك الشرك إن كان ما أبغض أهله مثل بغض من تزوج‬ ‫بعض مارمه فل ينفعه ترك الشرك‪ ،‬وتفطنهم لليات الت ذكر ال ف الوالة والعاداة مثل قوله ‪:‬‬ ‫(( ومن يتولم منكم فإنه منهم )) وقوله ف العاداة ‪ (( :‬قد كانت لكم أسوة حسنة ف إبراهيم والذين‬ ‫معه )) إل قوله ‪ (( :‬حت تؤمنوا بال وحده )) الية‪ ،‬واذكر لم أنه واجب على الرجل يعلم عياله وأهل‬ ‫بيته ذلك أعظم من وجوب تعليم الوضوء والصلة‪ .‬وال أعلم وصلى ال على ممد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫هذا آخر ما تيسر جعه من الرسائل الشخصية للشيخ ممد بن عبد الوهاب‪ ،‬نسأل ال أن ينفع با وأن‬ ‫يعل العمل خالصا لوجهه الكري‪.‬‬ ‫وصلى ال وسلم على نبينا ممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫‪145‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬

‫الفهرس‬ ‫الوضوع‬

‫رقم الرسالة‬ ‫‪1‬‬

‫رسالة الشيخ إل أهل القصيم‬

‫‪2‬‬

‫رسالته إل ممد بن عباد مطوع ثرمداء‬

‫‪3‬‬

‫رسالته إل ممد بن عيد‬

‫‪4‬‬

‫رسالته إل فاضل آل مزيد رئيس بادية الشام‬

‫‪5‬‬

‫رسالته إل السويدي عال من العراق‬

‫‪6‬‬

‫رسالته إل العلماء العلم ف بلد ال الرام‬

‫‪7‬‬

‫رسالته إل عال من أهل الدينة‬

‫‪8‬‬

‫رسالته إل ابن صياح‬

‫‪9‬‬

‫رسالته إل عامة السلمي‬

‫‪10‬‬

‫رسالته إل حد التويري‬

‫‪11‬‬

‫رسالته إل عبد ال بن سحيم‬

‫‪12‬‬

‫جواب الشيخ عن الشبهة الت احتج با من أجاز وقف النف والث‬

‫‪13‬‬

‫رد الشيخ على سليمان بن سحيم‬

‫‪14‬‬

‫رسالته إل البكبلي صاحب اليمن‬

‫‪15‬‬

‫رسالته إل إساعيل الراعي‬

‫‪16‬‬

‫رسالته إل عبد ال بن عبد ال الصنعان‬

‫‪17‬‬

‫رسالته إل أهل الغرب‬

‫‪18‬‬

‫رسالة الشيخ إل الخ حسن‬

‫‪19‬‬

‫رسالته إل ممد بن عيد وعبد القادر العديلي وجاعة معهم‬

‫‪20‬‬

‫رسالته إل عبد ال بن سحيم‬

‫‪21‬‬

‫رسالته إل ممد بن سلطان‬

‫‪22‬‬

‫رسالته إل عامة السلمي‬

‫‪23‬‬

‫رسالة الشيخ إل ثنيان بن سعود‬

‫‪24‬‬

‫رسالته إل عبد الرحن بن ربيعة‬

‫‪25‬‬

‫جواب الشيخ عن كتاب وصله‬ ‫‪146‬‬

‫الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّيةُ ـ الدّرَرُ السّنّي ُة‬ ‫‪26‬‬

‫رسالته إل علماء السلم‬

‫‪27‬‬

‫رسالته إل عامة السلمي‬

‫‪28‬‬

‫رسالته إل أهل الرياض ومفتوحة‬

‫‪29‬‬

‫رسالته إل عامة السلمي‬

‫‪30‬‬

‫رسالته إل الخ فايز‬

‫‪31‬‬

‫رسالة الشيخ إل أحد بن إبراهيم مطوع مرات‬

‫‪32‬‬

‫رسالته إل ممد بن فارس‬

‫‪33‬‬

‫رسالته إل أحد بن عبد الكري‬

‫‪34‬‬

‫رسالته إل سليمان بن سحيم‬

‫‪35‬‬

‫رسالته إل عبد ال بن عيس وابنه وعبد ال بن عبد الرحن‬

‫‪36‬‬

‫رسالته إل الخوان‬

‫‪37‬‬

‫رسالة الشيخ إل ممد بن عبد اللطيف‬

‫‪38‬‬

‫رسالته إل الخوان الؤمني‬

‫‪39‬‬

‫رسالته إل عبدالوهاب بن عبد ال بن عيسى‬

‫‪40‬‬

‫رسالته إل عبدالوهاب بن عبد ال بن عيسى‬

‫‪41‬‬

‫رسالته إل الخوين أحد بن ممد بن سويلم وثنيان ب سعود‬

‫‪42‬‬

‫رسالته إل عبد ال بن عبد سويلم‬

‫‪43‬‬

‫رسالته إل جاعة أهل شقراء‬

‫‪44‬‬

‫رسالته إل الخوان من أهل سدير‬

‫‪45‬‬

‫رسالته إل أحد بن يي‬

‫‪46‬‬

‫رسالته إل عبد ال بن عيسى مطوع الدرعية‬

‫‪47‬‬

‫رسالته إل نغيمش وجيع الخوان‬

‫‪48‬‬

‫رسالته إل وال مكة‬

‫‪49‬‬

‫رسالته إل عبد ال بن عيسى وابنه عبدالوهاب‬

‫‪50‬‬

‫رسالته إل عبد ال بن عيد‬

‫‪51‬‬

‫رسالته إل الخوان عبد ال بن علي وممد بن جاز‬

‫‪147‬‬

Related Documents