Quran Karem
This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA
Overview
Download & View Quran Karem as PDF for free.
More details
- Words: 2,956
- Pages: 10
القرآن الكريم هو كلم ال – عز وجل -المعجز الذي أنزله على نبيه "محمد" -صلى ال عليه و سلم- عن طريق ملك الوحي "جبريل" – عليه السلم -بلسان عربي مبين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ،ويهديهم إلى صراطه المستقيم ،وهو الكتاب العظيم الذي يتعبد المسلمون بتلوته في الصلة وغيرها ،قال تعالى : ِينن ( ِنن ا ْلمُنذِر َ ُونن م َ ِكن لِ َتك َ ِينن ()193عَلَى قَلْب َ ّوحن الْ َأم ُ ِهن الر ُ ِينن ()192نَ َز َل ب ِ ّهن لَتَنزِيلُ رَبّ ا ْلعَا َلم َ " َوإِن ُ ( " )194الشعراء )194:192
والقرآن الكر يم هو المعجزة الخالدة ال تي تحدى ال ب ها العرب أجمع ين على أن يأتوا بمثله أو بع شر سور م نه ،أو أن يأتوا ب سورة واحدة ف قط فعجزوا ؛ على الر غم من بلغت هم وف صاحتهم ،ومازال ذلك التحدي قائمًا شامخًا ،ليس للعرب فقط بل للنس والجن أجمعين على مر العصور .
· نزول القرآن الكريم : وكان بداية نزول القرآن في ( )17من شهر "رمضان" سنة ( )13قبل الهجرة ،ولم ينزل القرآن على النبي صلى ال عل يه و سلم -جملة واحدة بل ا ستمر نزول الو حي عل يه -صلى ال عل يه و سلم )23(-عامًاحتى لقي النبي -صلى ال عليه و سلم -ربه سنة (11ه) ،وكانت فترة نزول الوحي بمكة ( )13سنة نزل خللها ثلثا القرآن ،وبالمدينة ( )10سنوات نزل خللها ثلث القرآن . وكان أول ما نزل من القرآن الكر يم على ال نبي -صلى ال عل يه و سلم -و هو يتع بد في غار حراء قوله تعالى : خلَ قَ ( )1خََل قَ ا ْلإِن سَانَ مِ نْ عَلَ قٍ ()2اقْ َرأْ َورَبّ كَ ا ْلأَ ْكرَ مُ ()3اّلذِي عَلّ مَ بِا ْلقَلَ مِ ()4عَلّ مَ " ا ْقرَأْ بِا سْمِ رَبّ كَ اّلذِي َ
الْإِنسَانَ مَا لَمْ َيعْلَمْ (( ")5العلق )5 -1
· القرآن المكي والمدني : القرآن المكي :هو ما نزل من القرآن الكريم على النبي -صلى ال عليه و سلم -قبل الهجرة من "مكة" إلى "المدينة" ويبلغ عدد السور المكية ( )86سورة . والقرآن المد ني :هو ما نزل من القرآن على النبي -صلى ال عل يه و سلم -ب عد الهجرة إلى "المدي نة" ، ويبلغ عدد السور المدنية ( )28سورة .
· ترتيب آيات القرآن الكريم وسوره : ترت يب آيات القرآن الكر يم توقي فى أي مأخوذ عن ال نبي -صلى ال عل يه و سلم ، -ك ما أنزله عل يه رب العزة – تبارك وتعالى – عن طريق ملك الوحي "جبريل" – عليه السلم – وتعد سورة "الفاتحة" هي أول سور القرآن ورقمها ( )1في ترتيب المصحف ،وآخر سوره سورة "الناس" ورقمها ( )114وبذلك يكون عدد سور القرآن الكريم ( )114سورة .
· أقسام سور القرآن الكريم : سور القرآن الكريم أربعة أقسام ،هي : الطُوَالُ :وهى أطول سبع سور في القرآن الكريم ،وهى " :البقرة" و "آل عمران" و "النساء" و"المائدة" و "النعام" و "العراف" و "النفال والتوبة" معًا. المئون :وهى السور التي تزيد آياتها على مائة آية أو تقاربها . المثاني :وهى التي تلي المئين في عدد اليات . المفصل :سور المفصل تبدأ من أول سورة (ق) إلى نهاية القرآن ،وسميت بذلك لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة .
· الوائل مع القرآن الكريم : * أول من سمع القرآن من ال نبي -صلى ال عل يه و سلم- زوجته السيدة "خديجة" – رضى ال عنها.
* أول من جهر بقراءة القرآن بعد النبي -صلى ال عليه و سلم -بمكة هو الصحابي الجليل "عبد ال بن مسعود" . * أول من أمر بجمع القرآن الكريم في مصحف واحد هو الخليفة الراشد "أبو بكر الصديق" – رضى ال عنه – وذلك بمشورة من "عمر بن الخطاب" -رضى ال عنه .
* أول من قام بجمع سور آيات القرآن الكريم في مصحف واحد هو الصحابي الجليل " زيد بن ثابت" ، وهو من كتاب الوحي ،وعندما أتم عمله سلم المصحف الشريف لبى بكر الصديق -رضى ال عنه ، - ثم صار عند أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" بعد وفاة "أبى بكر" ،ثم عند أم المؤمنين "حفصة" – رضى ال عنها . * أول من نسخ القرآن الكريم في مصاحف ،ووزعها على المصار هو الخليفة "عثمان بن عفان" – رضى ال عنه – وذلك من النسخة التي كانت عند السيدة "حفصة" – رضى ال عنها . * أول من نقط المصحف الشريف ،أي ضبطه عن طريق النقط هو "أبو السود الدؤلى" ،فجعل علمة الفتحة نقطة فوق الحرف ،والكسرة نقطة أسفله ،والضمة نقطة بين أجزاء الحرف . * أول من استبدل الضبط بالنقط إلى حركات أخرى ( :الفتحة ،والكسرة ،والضمة ،والتنوين) هو "الخليل بن أحمد الفراهيدى" . * أول من قام بتنقيط حروف القرآن الكريم مثل ( :ب ،ج ،ق..الخ) هم "نصر بن عاصم" ،و"يحيى بن يعمر" ،و"عبد الرحمن بن هرمز" ،مما يسر على العرب وغير العرب قراءة القرآن الكريم .
· القرآن ولغة الرقام : * عدد السور التي تبدأ بالبسملة ( )113سورة ،وسورة واحدة فقط ل تبدأ بالبسملة هي سورة "التوبة" .
* عدد أجزاء القرآن الكريم ( )30جزءًا ،والجزء حزبان . * عدد أحزاب القرآن الكريم ( )60حزبًا ،والحزب مقسم إلى ( )4أرباع . * عدد أرباع القرآن ( )240رُبعًا . * عدد آيات القرآن الكريم ( )6236آية ،وعدد كلماته ( )77934كلمة ،وعدد حروفه ( )323670حرفًا ،وعدد نقاطه ( )1015030نقطة تقريبًا . وهناك إحصاءات أخرى عديدة لعدد اليات والكلمات والحروف ،والسبب في تعدد هذه الحصاءات هو اختلف العلماء في تحديد مسمى الكلمة أو الحرف ،ومواضع رءوس اليات ،وقد حسب بعضهم البسملة ضمن الحروف والكلمات ،ولم يحسبها البعض الخر . * أطول سور القرآن الكر يم سورة "البقرة" ،وهى ال سورة الثانية في ترتيب المصحف ،وعدد آياتها ( )286آية . * أقصر سور القرآن الكريم سورة "الكوثر" ،وترتيبها في المصحف رقم ( ،)108وعدد آياتها ( )3آيات . * أطول آيات القرآن الكريم آية "الدّين" ،ورقمها ( )282من سورة "البقرة" ،وهى مائة وثمانٍ وعشرون كلمة ،وخمسمائة وأربعون حرفًا . * أقصر آية في القرآن هي (حم) وتقع في أوائل سور (غافر ،فصلت ،الشورى ،الزخرف ،الدخان ، الجاثية ،الحقاف ) ،وقيل " :يس" وتقع في أول سورة "يس" وقيل" :طه"في أول سورة "طه" . * أطول كلمة في القرآن لفظًا وكتابة هي فَ َأسْ َقيْنَا ُكمُوهُ وعددها أحد عشر حرفًا وهى في الية رقم ()22
من سورة "الحجر" .
سقَيْنَا ُكمُوهُ َومَا أَنتُمْ َلهُ ِبخَازِنِينَ "()22 سمَاء مَاء فَ َأ ْ " َوَأرْسَ ْلنَا الرّيَاحَ لَوَا ِقحَ َفأَنزَلْنَا ِمنَ ال ّ * أفضل آيات القرآن الكريم آية الكرسي ،ورقمها ( )255من سورة "البقرة". * هناك ( )15موضعًا في القرآن الكريم نسجد عند تلوتها . * هناك آيتان في القرآن الكريم تجمع كل حروف الهجاء ،وهما الية ( )29من سورة "الفتح" والية (
)154من سورة " آل عمران " . * عدد علمات الوقف في القرآن الكريم ( )6علمات ،هي ( :م ،ل ،ج ،صلى ،قلى ). ׂ. .ׂ.، * ورد لفظ الجللة "ال" في القرآن الكريم بالرفع ( )980مرة ،وبالفتح ( )592مرة ،وبالكسر ()1125 مرة ،وذلك بخلف ما ورد في البسملة فقد ورد فيها ( )113مرة . * ورد في القرآن الكريم أسماء ( )25نبيّا ورسولً ،وهم ( :آدم -إدريس -نوح -هود -صالح - إبراهيم -لوط -شعيب -إسماعيل -إسحاق -يعقوب -يوسف -أيوب -اليسع -ذو الكفل -إلياس يونس -موسى -هارون -داوود -سليمان -زكريا -يحيى -عيسى -محمد-صلى ال عليه وسلم. ) - * هناك ( )6سور تحمل أسماء أنبياء هي ( :يونس – هود -يوسف – إبراهيم – محمد – نوح). * هناك ( )29سورة تبدأ بالحروف المقطعة مثل ( :آلم -ق – حم ...إلخ) . القرآن الكريم معجزة الرسول -صلى ال عليه و سلم -الباقية الخالدة ،وهو كلم ال الذي يعجز البشر عن محاكاته والتيان بمثله في كل زمان ومكان ،وقد تحدى ال به العرب ،وهم أهل الفصاحة والبلغة، تحداهم ال أن يأتوا بمثله أو بعشر سور مثله ،أو بسورة واحدة من مثله ،فقال تعالى : ضهُمْ لِ َب ْعضٍ س وَا ْلجِنّ عَلَى أَن يَأْتُواْ ِبمِ ْثلِ هَذَا ا ْلقُرْآنِ لَ يَأْتُونَ ِبمِثْلِهِ وََلوْ كَانَ َب ْع ُ " قُل لّئِنِ اجْ َت َم َعتِ الِن ُ ظهِيرًا (( ")88السراء)88: َ
وقال أيضًا : طعْتُم مّن دُونِ اللّهِ إِن كُن ُت ْم صَا ِدقِينَ ( ت وَادْعُواْ مَنِ اسْ َت َ سوَرٍ مّثْلِهِ مُفْتَرَيَا ٍ " َأمْ َيقُولُونَ افْتَرَاهُ ُقلْ فَأْتُواْ ِبعَشْرِ ُ ( ")13هود)13:
وقال أيضًا : طعْتُم مّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُ ْم صَا ِدقِينَ (( ")38يونس: " َأمْ َيقُولُونَ افْتَرَاهُ ُقلْ فَأْتُواْ بِسُو َرةٍ مّثْلِ ِه وَادْعُواْ مَنِ اسْتَ َ
)38
وكان من المتوقع أن يستثير هذا التحدي بعض بلغاء العرب؛ فيحاولوا محاكاة القرآن ،لكنهم عجزوا عن التحدي ،على الرغم أن ما طلب منهم هو من جنس ما نبغوا فيه ،فراحوا يتهربون من مواجهة هذا التحدي إلى أمور أخرى ،فاتهموا النبي -صلى ال عليه و سلم -بالجنون والسحر وتأليف القرآن .
· "الوليد بن المغيرة" يعترف بإعجاز القرآن : وكان كفار "مكة" يعترفون فيما بينهم بأن القرآن معجز ،وأنه ليس من كلم البشر ،لكنهم لم يكونوا يعلنون ذلك ،وقد روى أن "الوليد بن المغيرة" ،وكان من أشد أعداء السلم سمع النبي -صلى ال عليه و سلم- يقرأ من سورة "غافر" قوله تعالى : طوْلِ لَا ِإلَهَ شدِيدِ ا ْل ِعقَابِ ذِي ال ّ ب َوقَا ِبلِ ال ّت ْوبِ َ "حم ( )1تَنزِيلُ ا ْلكِتَابِ مِنَ اللّهِ ا ْلعَزِيزِ ا ْلعَلِيمِ ( )2غَافِرِ الذّن ِ إِلّا ُهوَ إِلَيْهِ ا ْل َمصِيرُ (( ")3غافر)3-1: فقال " الوليد بن المغيرة " :وال لقد سمعت منه كلمًا ما هو من كلم النس ،ول من كلم الجن ،وإن له لحلوة وإن عليه لطلوة ..وإنه ليعلو ول يعلى عليه ،وما يقول هذا بشر . وير جع إعجاز القرآن إلى ف صاحة ألفا ظه وبل غة أ ساليبه ،وخف ته على الل سان ،وح سن وق عه في ال سمع، وأخذه بمجا مع القلوب وإخباره بأمور غيب ية ،واشتماله على أخلق سامية فاضلة ،وحقائق علم ية ،وشري عة عادلة كاملة صالحة ل كل الناس في كل مكان وزمان ،ويتم يز القرآن ب سلمته من التعارض والتنا قض ، مصداقًا لقوله تعالى : لفًا كَثِيرًا (( ")82النساء)82: جدُواْ فِيهِ اخْتِ َ ن وََلوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الّلهِ َلوَ َ " َأفَلَ يَ َتدَبّرُونَ ا ْلقُرْآ َ
وقد اجتمعت هذه الصفات كلها في القرآن الكريم ،مع أن الذي نزل عليه القرآن رجل أمي ،ل يقرأ ول يكتب ،ونشأ بين قوم مشركين ،ولم يجلس إلى معلم ،ولم يخط بيمينه حرفًا واحدًا .
· ضيق التنفس : أثبت العلم الحديث والبحاث العلمية المتخصصة صدق وصحة ما جاء به القرآن الكريم الذى نزل منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا على رسول ال-،صلى ال عليه و سلم-
فى قوله تعالى:
صصدْرَهُ َحص َ شر ْ َهص َي ْ ّهص أَن َي ْه ِدي ُ "فَم َن ُي ِردِ الل ُ جعَلْ صَ ْدرَهُ لِلِ سْلَمِ وَمَن ُي ِردْ أَن ُيضِلّ ُه َي ْ سمَاء َكذَلِكَ ص ّعدُ فِي ال ّ ح َرجًا َكَأ ّنمَا يَ ّ ضيّقًا َ َ ن لَ يُ ْؤ ِمنُو نَ" جعَلُ الّل هُ ال ّرجْ سَ عَلَى اّلذِي َ َي ْ (النعام)125:
فهذه الية الكريمة تتضمن كثيرًا من الحقائق التى أثبتها العلم الحديث فمن خلل التعرف على تكوين الغلف الجوى وطبقاته وتأثيره على جسم النسان ،تبين أن الغلف الجوى ينقسم إلى عدة مناطق ،منها منطقة تبدأ من سطح البحر إلى ارتفاع ( )10000قدم وفيها يستطيع النسان أن يعيش بصورة طبيعية، لن كمية الكسجين الموجودة تكفى لحياته ،وتليها منطقة تبدأ من ارتفاع ( )10000قدم إلى ()50000 قدم ،وفيها لحظ العلماء نقصًا فى الكسجين بالضافة إلى انخفاض الضغط الجوى ،وينتج عن ذلك آثار ضارة واضحة على جسم النسان ،بعدها منطقة تبدأ من ارتفاع ( )50ألف قدم إلى حوالى ( )633ألف قدم ،وفيها ل يتمكن النسان من العيش فيها ،بل لبد له أن يرتدى ملبس الفضاء المجهزة والمزودة بالكسجين ،لكى يتحمل النخفاض فى الضغط الجوى ،و النقص الكبير للكسجين فى هذه الرتفاعات العالية . وعندما يصل النسان إلى هذه الرتفاعات العالية فإن كمية الكسجين تهبط بسرعة إلى مستوى يشكل خطورة على الحياة ،ومن ثم على أعضاء الجسم المختلفة . وهنا يجد العلماء تفسيرًا واضحًا لضيق الصدر الذى يشعر به النسان عندما يصعد إلى هذه الرتفاعات، وهو بيان يتفق مع ما تشير إليه الية الكريمة من شعور النسان بضيق في الصدر عندما يصعد فى السماء أى :فى طبقات الجو العليا ؛ فالية الكريمة ذكرت أن ضيقًا يحدث بالصدر عند الصعود فى السماء ويزداد كلما صعد إلى أعلى ،وقد أكد العلماء فى أبحاثهم أن النسان يشكو فى هذه المناطق عالية الرتفاع عن سطح الرض من الجهاد والصداع ،والشعور بالرغبة فى النوم ،وصعوبة التنفس ،وضيق الصدر، وهذا يتفق مع ما ورد فى الية الكريمة . والحقائق العلمية فى هذه الية الكريمة لم يصل إليها الطباء إل بعد بحث واجتهاد دام عشرات السنين.
· الرقم سبعة فى الكون :
يرى العلماء أن الرقم سبعة فى القرآن الكريم يحمل الكثير من السرار ،وأن هذا الرقم يملك دللت كثيرة فى الكون والقرآن والحاديث الشريفة ،حتى إن تكرار هذا الرقم فى القرآن الكريم قد جاء بنظام محكم . فعندما ندرك أن النظام الكونى قائم على الرقم سبعة ،ونكتشف أن الرقم ذاته يتكرر بنظام فى كتاب أنزل قبل أربعة عشر قرنًا ،فإن هذا التشابه يدل على أن خالق الكون هو منزل القرآن سبحانه وتعالى . وعندما بدأ ال -سبحانه وتعالى -خلق هذا الكون اختار الرقم سبعة ليجعل عدد السماوات سبعة وعدد الرضين سبعة . وفى ذلك يقول تعالى :
شيْءٍ َقدِيرٌ ن اللّهَ عَلَى كُلّ َ ن َي َتنَزّلُ ا ْلَأ ْمرُ َب ْي َنهُنّ ِل َتعَْلمُوا أَ ّ ن ا ْلَأرْضِ ِمثَْلهُ ّ سمَاوَاتٍ َومِ َ سبْعَ َ "اللّ ُه اّلذِي خََلقَ َ شيْءٍ عِ ْلمًا" (الطلق )12: ل َ ن اللّ َه َقدْ َأحَاطَ ِبكُ ّ وَأَ ّ
وحتى الذرة التى تعد الوحدة الساسية للبناء الكونى تتألف من سبع طبقات إلكترونية ول يمكن أن تكون أكثر من ذلك . وكذلك عدد أيام السبوع سبعة ،وعدد ألوان الطيف الضوئى المرئى سبعة .
الرقم سبعة فى الحاديث النبوية الشريفة : للرقم سبعة حظ وافر فى الحاديث النبوية الشريفة ،ومن ذلك حديث رسول ال -صلى ال عليه و سلم- عن الكبائر فقد حدد سبعة أنواع فقال -صلى ال عليه و سلم" : -اجتنبوا السبع الموبقات ( "..أخرجه البخارى ومسلم) .
وعندما تحدث رسول ال -صلى ال عليه و سلم -عن الذين يظلهم ال -سبحانه وتعالى -يوم القيامة حدد سبعة أصناف فقال -صلى ال عليه و سلم" : -سبعة يظلهم ال فى ظله يوم ل ظل إل ظله "... ( أخرجه البخارى ومسلم) .
وعندما تحدث رسول ال -صلى ال عليه و سلم -عن الظلم والغضب جعل هذا الرقم رمزًا للعذاب يوم
القيامة ،فقال":من ظلم قيد شبر من الرض طوقه من سبع أراضين" ( .أخرجه البخارى ومسلم). وعندما تحدث رسول ال -صلى ال عليه و سلم -عن القرآن جعل للرقم سبعة علقة وثيقة بهذا الكتاب العظيم فقال " :إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف" ( .أخرجه البخارى ومسلم) . وفى أسباب الشفاء أمر الرسول -صلى ال عليه و سلم -المسلم أن يضع يده على مكان اللم ويقول سبع مرات " :أعوذ بال وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" (أخرجه مسلم) . وعندما يكون الحديث عن الطعام نجد للرقم سبعة الحضور ،يقول رسول ال -صلى ال عليه و سلم" : - من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة لم يضره فى ذلك اليوم سم ول سحر" ( أخرجه البخارى ومسلم). وكذلك وردت كثير من الحاديث الشريفة التى تتحدث عن الصيام وعن الجر الكبير الذى أعده ال للصائم كما فى قوله ":ما من عبد يصوم يومًا فى سبيل ال إل باعد ال بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا" ( أخرجه البخارى ومسلم) وكذلك كان للرقم سبعة نصيبه من فريضة حج البيت الحرام ،ففى هذه العبادة يطوف المؤمن حول بيت ال الحرام سبعة أشواط . ويسعى بين "الصفا" و"المروة" سبعة أشواط – أيضًا -كما يرمى الحاج سبع جمرات .
§
الرقم سبعة فى القرآن :
تكرر ذكر الرقم سبعة فى القصص القرآنى :ففى قصة سيدنا "نوح" – عليه السلم – دعى قومه للتفكر فى خالق السماوات السبع فقال لهم : طبَاقًا" (نوح )15: ت ِ سمَاوَا ٍ سبْعَ َ "أََلمْ َترَوْا َك ْيفَ خََلقَ اللّهُ َ
وفى قصة سيدنا "يوسف" – عليه السلم – فقد فسر رؤيا الملك القائمة على هذا الرقم ،يقول تعالى :
خرَ يَا ِبسَاتٍ َيَأ ّيهَا ضرٍ وَُأ َ خ ْ سبْعَ سُنبُلَتٍ ُ عجَافٌ َو َ سبْعٌ ِ ن َ سمَانٍ َي ْأكُُلهُ ّ سبْعَ َب َقرَاتٍ ِ " َوقَالَ ا ْلمَِلكُ ِإنّي َأرَى َ ؤيَا َت ْع ُبرُونَ" (يوسف )43 : ل َأفْتُونِي فِي رُ ْؤيَايَ إِن كُن ُتمْ لِلرّ ْ ا ْلمَ ُ
كما ورد هذا الرقم فى كثير من قصص القرآن الكريم ،كما فى قصة عذاب قوم سيدنا "هود" – عليه السلم . وفى قصة سيدنا "موسى" – عليه السلم – ورد ذكر الرقم سبعين وهو من مضاعفات الرقم سبعة ،كما ورد هذا الرقم فى قصة أصحاب الكهف . كما ل يقتصر الحديث عن الرقم سبعة عند الحديث عن الحياة الدنيا ،بل نجده – أيضًا -عند الحديث عن الخرة؛ حتى إن كلمة "القيامة" تكررت فى القرآن الكريم سبعين مرة وهو من مضاعفات السبعة ،وتكررت
كلمة "جهنم" فى القرآن كله سبعًا وسبعين مرة ،وهو من مضاعفات السبعة . وعند الحديث عن عذاب ال – تعالى -فى ذلك اليوم يقول عزوجل : س ْبعُونَ ِذرَاعًا فَاسُْلكُوهُ(( ")32الحاقة 30 عهَا َ جحِيمَ صَلّوهُ (ُ )31ثمّ فِي سِ ْلسِلَةٍ َذرْ ُ خذُو ُه َفغُلّوهُ (ُ )30ثمّ ا ْل َ "ُ – )32
وعند حديثه عن الثواب والجر من ال – تعالى -لمن أنفق أمواله فى سبيل ال يقول تعالى : عفُ "مّ َثلُ الّذِينَ يُن ِفقُونَ َأ ْموَاَلهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ َكمَ َثلِ حَبّةٍ أَنبَ َتتْ سَبْعَ سَنَا ِبلَ فِي ُكلّ سُنبُلَةٍ مّئَةُ حَبّ ٍة وَاللّهُ ُيضَا ِ ِلمَن َيشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (البقرة )261:
كما بدأ القرآن الكريم سبع سور بالتسبيح ل تعالى ،وهى " :السراء" – "الحديد" – "الحشر" – "الصف" – "الجمعة" – "التغابن" – "العلى" .
والقرآن الكر يم هو المعجزة الخالدة ال تي تحدى ال ب ها العرب أجمع ين على أن يأتوا بمثله أو بع شر سور م نه ،أو أن يأتوا ب سورة واحدة ف قط فعجزوا ؛ على الر غم من بلغت هم وف صاحتهم ،ومازال ذلك التحدي قائمًا شامخًا ،ليس للعرب فقط بل للنس والجن أجمعين على مر العصور .
· نزول القرآن الكريم : وكان بداية نزول القرآن في ( )17من شهر "رمضان" سنة ( )13قبل الهجرة ،ولم ينزل القرآن على النبي صلى ال عل يه و سلم -جملة واحدة بل ا ستمر نزول الو حي عل يه -صلى ال عل يه و سلم )23(-عامًاحتى لقي النبي -صلى ال عليه و سلم -ربه سنة (11ه) ،وكانت فترة نزول الوحي بمكة ( )13سنة نزل خللها ثلثا القرآن ،وبالمدينة ( )10سنوات نزل خللها ثلث القرآن . وكان أول ما نزل من القرآن الكر يم على ال نبي -صلى ال عل يه و سلم -و هو يتع بد في غار حراء قوله تعالى : خلَ قَ ( )1خََل قَ ا ْلإِن سَانَ مِ نْ عَلَ قٍ ()2اقْ َرأْ َورَبّ كَ ا ْلأَ ْكرَ مُ ()3اّلذِي عَلّ مَ بِا ْلقَلَ مِ ()4عَلّ مَ " ا ْقرَأْ بِا سْمِ رَبّ كَ اّلذِي َ
الْإِنسَانَ مَا لَمْ َيعْلَمْ (( ")5العلق )5 -1
· القرآن المكي والمدني : القرآن المكي :هو ما نزل من القرآن الكريم على النبي -صلى ال عليه و سلم -قبل الهجرة من "مكة" إلى "المدينة" ويبلغ عدد السور المكية ( )86سورة . والقرآن المد ني :هو ما نزل من القرآن على النبي -صلى ال عل يه و سلم -ب عد الهجرة إلى "المدي نة" ، ويبلغ عدد السور المدنية ( )28سورة .
· ترتيب آيات القرآن الكريم وسوره : ترت يب آيات القرآن الكر يم توقي فى أي مأخوذ عن ال نبي -صلى ال عل يه و سلم ، -ك ما أنزله عل يه رب العزة – تبارك وتعالى – عن طريق ملك الوحي "جبريل" – عليه السلم – وتعد سورة "الفاتحة" هي أول سور القرآن ورقمها ( )1في ترتيب المصحف ،وآخر سوره سورة "الناس" ورقمها ( )114وبذلك يكون عدد سور القرآن الكريم ( )114سورة .
· أقسام سور القرآن الكريم : سور القرآن الكريم أربعة أقسام ،هي : الطُوَالُ :وهى أطول سبع سور في القرآن الكريم ،وهى " :البقرة" و "آل عمران" و "النساء" و"المائدة" و "النعام" و "العراف" و "النفال والتوبة" معًا. المئون :وهى السور التي تزيد آياتها على مائة آية أو تقاربها . المثاني :وهى التي تلي المئين في عدد اليات . المفصل :سور المفصل تبدأ من أول سورة (ق) إلى نهاية القرآن ،وسميت بذلك لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة .
· الوائل مع القرآن الكريم : * أول من سمع القرآن من ال نبي -صلى ال عل يه و سلم- زوجته السيدة "خديجة" – رضى ال عنها.
* أول من جهر بقراءة القرآن بعد النبي -صلى ال عليه و سلم -بمكة هو الصحابي الجليل "عبد ال بن مسعود" . * أول من أمر بجمع القرآن الكريم في مصحف واحد هو الخليفة الراشد "أبو بكر الصديق" – رضى ال عنه – وذلك بمشورة من "عمر بن الخطاب" -رضى ال عنه .
* أول من قام بجمع سور آيات القرآن الكريم في مصحف واحد هو الصحابي الجليل " زيد بن ثابت" ، وهو من كتاب الوحي ،وعندما أتم عمله سلم المصحف الشريف لبى بكر الصديق -رضى ال عنه ، - ثم صار عند أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" بعد وفاة "أبى بكر" ،ثم عند أم المؤمنين "حفصة" – رضى ال عنها . * أول من نسخ القرآن الكريم في مصاحف ،ووزعها على المصار هو الخليفة "عثمان بن عفان" – رضى ال عنه – وذلك من النسخة التي كانت عند السيدة "حفصة" – رضى ال عنها . * أول من نقط المصحف الشريف ،أي ضبطه عن طريق النقط هو "أبو السود الدؤلى" ،فجعل علمة الفتحة نقطة فوق الحرف ،والكسرة نقطة أسفله ،والضمة نقطة بين أجزاء الحرف . * أول من استبدل الضبط بالنقط إلى حركات أخرى ( :الفتحة ،والكسرة ،والضمة ،والتنوين) هو "الخليل بن أحمد الفراهيدى" . * أول من قام بتنقيط حروف القرآن الكريم مثل ( :ب ،ج ،ق..الخ) هم "نصر بن عاصم" ،و"يحيى بن يعمر" ،و"عبد الرحمن بن هرمز" ،مما يسر على العرب وغير العرب قراءة القرآن الكريم .
· القرآن ولغة الرقام : * عدد السور التي تبدأ بالبسملة ( )113سورة ،وسورة واحدة فقط ل تبدأ بالبسملة هي سورة "التوبة" .
* عدد أجزاء القرآن الكريم ( )30جزءًا ،والجزء حزبان . * عدد أحزاب القرآن الكريم ( )60حزبًا ،والحزب مقسم إلى ( )4أرباع . * عدد أرباع القرآن ( )240رُبعًا . * عدد آيات القرآن الكريم ( )6236آية ،وعدد كلماته ( )77934كلمة ،وعدد حروفه ( )323670حرفًا ،وعدد نقاطه ( )1015030نقطة تقريبًا . وهناك إحصاءات أخرى عديدة لعدد اليات والكلمات والحروف ،والسبب في تعدد هذه الحصاءات هو اختلف العلماء في تحديد مسمى الكلمة أو الحرف ،ومواضع رءوس اليات ،وقد حسب بعضهم البسملة ضمن الحروف والكلمات ،ولم يحسبها البعض الخر . * أطول سور القرآن الكر يم سورة "البقرة" ،وهى ال سورة الثانية في ترتيب المصحف ،وعدد آياتها ( )286آية . * أقصر سور القرآن الكريم سورة "الكوثر" ،وترتيبها في المصحف رقم ( ،)108وعدد آياتها ( )3آيات . * أطول آيات القرآن الكريم آية "الدّين" ،ورقمها ( )282من سورة "البقرة" ،وهى مائة وثمانٍ وعشرون كلمة ،وخمسمائة وأربعون حرفًا . * أقصر آية في القرآن هي (حم) وتقع في أوائل سور (غافر ،فصلت ،الشورى ،الزخرف ،الدخان ، الجاثية ،الحقاف ) ،وقيل " :يس" وتقع في أول سورة "يس" وقيل" :طه"في أول سورة "طه" . * أطول كلمة في القرآن لفظًا وكتابة هي فَ َأسْ َقيْنَا ُكمُوهُ وعددها أحد عشر حرفًا وهى في الية رقم ()22
من سورة "الحجر" .
سقَيْنَا ُكمُوهُ َومَا أَنتُمْ َلهُ ِبخَازِنِينَ "()22 سمَاء مَاء فَ َأ ْ " َوَأرْسَ ْلنَا الرّيَاحَ لَوَا ِقحَ َفأَنزَلْنَا ِمنَ ال ّ * أفضل آيات القرآن الكريم آية الكرسي ،ورقمها ( )255من سورة "البقرة". * هناك ( )15موضعًا في القرآن الكريم نسجد عند تلوتها . * هناك آيتان في القرآن الكريم تجمع كل حروف الهجاء ،وهما الية ( )29من سورة "الفتح" والية (
)154من سورة " آل عمران " . * عدد علمات الوقف في القرآن الكريم ( )6علمات ،هي ( :م ،ل ،ج ،صلى ،قلى ). ׂ. .ׂ.، * ورد لفظ الجللة "ال" في القرآن الكريم بالرفع ( )980مرة ،وبالفتح ( )592مرة ،وبالكسر ()1125 مرة ،وذلك بخلف ما ورد في البسملة فقد ورد فيها ( )113مرة . * ورد في القرآن الكريم أسماء ( )25نبيّا ورسولً ،وهم ( :آدم -إدريس -نوح -هود -صالح - إبراهيم -لوط -شعيب -إسماعيل -إسحاق -يعقوب -يوسف -أيوب -اليسع -ذو الكفل -إلياس يونس -موسى -هارون -داوود -سليمان -زكريا -يحيى -عيسى -محمد-صلى ال عليه وسلم. ) - * هناك ( )6سور تحمل أسماء أنبياء هي ( :يونس – هود -يوسف – إبراهيم – محمد – نوح). * هناك ( )29سورة تبدأ بالحروف المقطعة مثل ( :آلم -ق – حم ...إلخ) . القرآن الكريم معجزة الرسول -صلى ال عليه و سلم -الباقية الخالدة ،وهو كلم ال الذي يعجز البشر عن محاكاته والتيان بمثله في كل زمان ومكان ،وقد تحدى ال به العرب ،وهم أهل الفصاحة والبلغة، تحداهم ال أن يأتوا بمثله أو بعشر سور مثله ،أو بسورة واحدة من مثله ،فقال تعالى : ضهُمْ لِ َب ْعضٍ س وَا ْلجِنّ عَلَى أَن يَأْتُواْ ِبمِ ْثلِ هَذَا ا ْلقُرْآنِ لَ يَأْتُونَ ِبمِثْلِهِ وََلوْ كَانَ َب ْع ُ " قُل لّئِنِ اجْ َت َم َعتِ الِن ُ ظهِيرًا (( ")88السراء)88: َ
وقال أيضًا : طعْتُم مّن دُونِ اللّهِ إِن كُن ُت ْم صَا ِدقِينَ ( ت وَادْعُواْ مَنِ اسْ َت َ سوَرٍ مّثْلِهِ مُفْتَرَيَا ٍ " َأمْ َيقُولُونَ افْتَرَاهُ ُقلْ فَأْتُواْ ِبعَشْرِ ُ ( ")13هود)13:
وقال أيضًا : طعْتُم مّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُ ْم صَا ِدقِينَ (( ")38يونس: " َأمْ َيقُولُونَ افْتَرَاهُ ُقلْ فَأْتُواْ بِسُو َرةٍ مّثْلِ ِه وَادْعُواْ مَنِ اسْتَ َ
)38
وكان من المتوقع أن يستثير هذا التحدي بعض بلغاء العرب؛ فيحاولوا محاكاة القرآن ،لكنهم عجزوا عن التحدي ،على الرغم أن ما طلب منهم هو من جنس ما نبغوا فيه ،فراحوا يتهربون من مواجهة هذا التحدي إلى أمور أخرى ،فاتهموا النبي -صلى ال عليه و سلم -بالجنون والسحر وتأليف القرآن .
· "الوليد بن المغيرة" يعترف بإعجاز القرآن : وكان كفار "مكة" يعترفون فيما بينهم بأن القرآن معجز ،وأنه ليس من كلم البشر ،لكنهم لم يكونوا يعلنون ذلك ،وقد روى أن "الوليد بن المغيرة" ،وكان من أشد أعداء السلم سمع النبي -صلى ال عليه و سلم- يقرأ من سورة "غافر" قوله تعالى : طوْلِ لَا ِإلَهَ شدِيدِ ا ْل ِعقَابِ ذِي ال ّ ب َوقَا ِبلِ ال ّت ْوبِ َ "حم ( )1تَنزِيلُ ا ْلكِتَابِ مِنَ اللّهِ ا ْلعَزِيزِ ا ْلعَلِيمِ ( )2غَافِرِ الذّن ِ إِلّا ُهوَ إِلَيْهِ ا ْل َمصِيرُ (( ")3غافر)3-1: فقال " الوليد بن المغيرة " :وال لقد سمعت منه كلمًا ما هو من كلم النس ،ول من كلم الجن ،وإن له لحلوة وإن عليه لطلوة ..وإنه ليعلو ول يعلى عليه ،وما يقول هذا بشر . وير جع إعجاز القرآن إلى ف صاحة ألفا ظه وبل غة أ ساليبه ،وخف ته على الل سان ،وح سن وق عه في ال سمع، وأخذه بمجا مع القلوب وإخباره بأمور غيب ية ،واشتماله على أخلق سامية فاضلة ،وحقائق علم ية ،وشري عة عادلة كاملة صالحة ل كل الناس في كل مكان وزمان ،ويتم يز القرآن ب سلمته من التعارض والتنا قض ، مصداقًا لقوله تعالى : لفًا كَثِيرًا (( ")82النساء)82: جدُواْ فِيهِ اخْتِ َ ن وََلوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الّلهِ َلوَ َ " َأفَلَ يَ َتدَبّرُونَ ا ْلقُرْآ َ
وقد اجتمعت هذه الصفات كلها في القرآن الكريم ،مع أن الذي نزل عليه القرآن رجل أمي ،ل يقرأ ول يكتب ،ونشأ بين قوم مشركين ،ولم يجلس إلى معلم ،ولم يخط بيمينه حرفًا واحدًا .
· ضيق التنفس : أثبت العلم الحديث والبحاث العلمية المتخصصة صدق وصحة ما جاء به القرآن الكريم الذى نزل منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا على رسول ال-،صلى ال عليه و سلم-
فى قوله تعالى:
صصدْرَهُ َحص َ شر ْ َهص َي ْ ّهص أَن َي ْه ِدي ُ "فَم َن ُي ِردِ الل ُ جعَلْ صَ ْدرَهُ لِلِ سْلَمِ وَمَن ُي ِردْ أَن ُيضِلّ ُه َي ْ سمَاء َكذَلِكَ ص ّعدُ فِي ال ّ ح َرجًا َكَأ ّنمَا يَ ّ ضيّقًا َ َ ن لَ يُ ْؤ ِمنُو نَ" جعَلُ الّل هُ ال ّرجْ سَ عَلَى اّلذِي َ َي ْ (النعام)125:
فهذه الية الكريمة تتضمن كثيرًا من الحقائق التى أثبتها العلم الحديث فمن خلل التعرف على تكوين الغلف الجوى وطبقاته وتأثيره على جسم النسان ،تبين أن الغلف الجوى ينقسم إلى عدة مناطق ،منها منطقة تبدأ من سطح البحر إلى ارتفاع ( )10000قدم وفيها يستطيع النسان أن يعيش بصورة طبيعية، لن كمية الكسجين الموجودة تكفى لحياته ،وتليها منطقة تبدأ من ارتفاع ( )10000قدم إلى ()50000 قدم ،وفيها لحظ العلماء نقصًا فى الكسجين بالضافة إلى انخفاض الضغط الجوى ،وينتج عن ذلك آثار ضارة واضحة على جسم النسان ،بعدها منطقة تبدأ من ارتفاع ( )50ألف قدم إلى حوالى ( )633ألف قدم ،وفيها ل يتمكن النسان من العيش فيها ،بل لبد له أن يرتدى ملبس الفضاء المجهزة والمزودة بالكسجين ،لكى يتحمل النخفاض فى الضغط الجوى ،و النقص الكبير للكسجين فى هذه الرتفاعات العالية . وعندما يصل النسان إلى هذه الرتفاعات العالية فإن كمية الكسجين تهبط بسرعة إلى مستوى يشكل خطورة على الحياة ،ومن ثم على أعضاء الجسم المختلفة . وهنا يجد العلماء تفسيرًا واضحًا لضيق الصدر الذى يشعر به النسان عندما يصعد إلى هذه الرتفاعات، وهو بيان يتفق مع ما تشير إليه الية الكريمة من شعور النسان بضيق في الصدر عندما يصعد فى السماء أى :فى طبقات الجو العليا ؛ فالية الكريمة ذكرت أن ضيقًا يحدث بالصدر عند الصعود فى السماء ويزداد كلما صعد إلى أعلى ،وقد أكد العلماء فى أبحاثهم أن النسان يشكو فى هذه المناطق عالية الرتفاع عن سطح الرض من الجهاد والصداع ،والشعور بالرغبة فى النوم ،وصعوبة التنفس ،وضيق الصدر، وهذا يتفق مع ما ورد فى الية الكريمة . والحقائق العلمية فى هذه الية الكريمة لم يصل إليها الطباء إل بعد بحث واجتهاد دام عشرات السنين.
· الرقم سبعة فى الكون :
يرى العلماء أن الرقم سبعة فى القرآن الكريم يحمل الكثير من السرار ،وأن هذا الرقم يملك دللت كثيرة فى الكون والقرآن والحاديث الشريفة ،حتى إن تكرار هذا الرقم فى القرآن الكريم قد جاء بنظام محكم . فعندما ندرك أن النظام الكونى قائم على الرقم سبعة ،ونكتشف أن الرقم ذاته يتكرر بنظام فى كتاب أنزل قبل أربعة عشر قرنًا ،فإن هذا التشابه يدل على أن خالق الكون هو منزل القرآن سبحانه وتعالى . وعندما بدأ ال -سبحانه وتعالى -خلق هذا الكون اختار الرقم سبعة ليجعل عدد السماوات سبعة وعدد الرضين سبعة . وفى ذلك يقول تعالى :
شيْءٍ َقدِيرٌ ن اللّهَ عَلَى كُلّ َ ن َي َتنَزّلُ ا ْلَأ ْمرُ َب ْي َنهُنّ ِل َتعَْلمُوا أَ ّ ن ا ْلَأرْضِ ِمثَْلهُ ّ سمَاوَاتٍ َومِ َ سبْعَ َ "اللّ ُه اّلذِي خََلقَ َ شيْءٍ عِ ْلمًا" (الطلق )12: ل َ ن اللّ َه َقدْ َأحَاطَ ِبكُ ّ وَأَ ّ
وحتى الذرة التى تعد الوحدة الساسية للبناء الكونى تتألف من سبع طبقات إلكترونية ول يمكن أن تكون أكثر من ذلك . وكذلك عدد أيام السبوع سبعة ،وعدد ألوان الطيف الضوئى المرئى سبعة .
الرقم سبعة فى الحاديث النبوية الشريفة : للرقم سبعة حظ وافر فى الحاديث النبوية الشريفة ،ومن ذلك حديث رسول ال -صلى ال عليه و سلم- عن الكبائر فقد حدد سبعة أنواع فقال -صلى ال عليه و سلم" : -اجتنبوا السبع الموبقات ( "..أخرجه البخارى ومسلم) .
وعندما تحدث رسول ال -صلى ال عليه و سلم -عن الذين يظلهم ال -سبحانه وتعالى -يوم القيامة حدد سبعة أصناف فقال -صلى ال عليه و سلم" : -سبعة يظلهم ال فى ظله يوم ل ظل إل ظله "... ( أخرجه البخارى ومسلم) .
وعندما تحدث رسول ال -صلى ال عليه و سلم -عن الظلم والغضب جعل هذا الرقم رمزًا للعذاب يوم
القيامة ،فقال":من ظلم قيد شبر من الرض طوقه من سبع أراضين" ( .أخرجه البخارى ومسلم). وعندما تحدث رسول ال -صلى ال عليه و سلم -عن القرآن جعل للرقم سبعة علقة وثيقة بهذا الكتاب العظيم فقال " :إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف" ( .أخرجه البخارى ومسلم) . وفى أسباب الشفاء أمر الرسول -صلى ال عليه و سلم -المسلم أن يضع يده على مكان اللم ويقول سبع مرات " :أعوذ بال وقدرته من شر ما أجد وأحاذر" (أخرجه مسلم) . وعندما يكون الحديث عن الطعام نجد للرقم سبعة الحضور ،يقول رسول ال -صلى ال عليه و سلم" : - من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة لم يضره فى ذلك اليوم سم ول سحر" ( أخرجه البخارى ومسلم). وكذلك وردت كثير من الحاديث الشريفة التى تتحدث عن الصيام وعن الجر الكبير الذى أعده ال للصائم كما فى قوله ":ما من عبد يصوم يومًا فى سبيل ال إل باعد ال بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا" ( أخرجه البخارى ومسلم) وكذلك كان للرقم سبعة نصيبه من فريضة حج البيت الحرام ،ففى هذه العبادة يطوف المؤمن حول بيت ال الحرام سبعة أشواط . ويسعى بين "الصفا" و"المروة" سبعة أشواط – أيضًا -كما يرمى الحاج سبع جمرات .
§
الرقم سبعة فى القرآن :
تكرر ذكر الرقم سبعة فى القصص القرآنى :ففى قصة سيدنا "نوح" – عليه السلم – دعى قومه للتفكر فى خالق السماوات السبع فقال لهم : طبَاقًا" (نوح )15: ت ِ سمَاوَا ٍ سبْعَ َ "أََلمْ َترَوْا َك ْيفَ خََلقَ اللّهُ َ
وفى قصة سيدنا "يوسف" – عليه السلم – فقد فسر رؤيا الملك القائمة على هذا الرقم ،يقول تعالى :
خرَ يَا ِبسَاتٍ َيَأ ّيهَا ضرٍ وَُأ َ خ ْ سبْعَ سُنبُلَتٍ ُ عجَافٌ َو َ سبْعٌ ِ ن َ سمَانٍ َي ْأكُُلهُ ّ سبْعَ َب َقرَاتٍ ِ " َوقَالَ ا ْلمَِلكُ ِإنّي َأرَى َ ؤيَا َت ْع ُبرُونَ" (يوسف )43 : ل َأفْتُونِي فِي رُ ْؤيَايَ إِن كُن ُتمْ لِلرّ ْ ا ْلمَ ُ
كما ورد هذا الرقم فى كثير من قصص القرآن الكريم ،كما فى قصة عذاب قوم سيدنا "هود" – عليه السلم . وفى قصة سيدنا "موسى" – عليه السلم – ورد ذكر الرقم سبعين وهو من مضاعفات الرقم سبعة ،كما ورد هذا الرقم فى قصة أصحاب الكهف . كما ل يقتصر الحديث عن الرقم سبعة عند الحديث عن الحياة الدنيا ،بل نجده – أيضًا -عند الحديث عن الخرة؛ حتى إن كلمة "القيامة" تكررت فى القرآن الكريم سبعين مرة وهو من مضاعفات السبعة ،وتكررت
كلمة "جهنم" فى القرآن كله سبعًا وسبعين مرة ،وهو من مضاعفات السبعة . وعند الحديث عن عذاب ال – تعالى -فى ذلك اليوم يقول عزوجل : س ْبعُونَ ِذرَاعًا فَاسُْلكُوهُ(( ")32الحاقة 30 عهَا َ جحِيمَ صَلّوهُ (ُ )31ثمّ فِي سِ ْلسِلَةٍ َذرْ ُ خذُو ُه َفغُلّوهُ (ُ )30ثمّ ا ْل َ "ُ – )32
وعند حديثه عن الثواب والجر من ال – تعالى -لمن أنفق أمواله فى سبيل ال يقول تعالى : عفُ "مّ َثلُ الّذِينَ يُن ِفقُونَ َأ ْموَاَلهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ َكمَ َثلِ حَبّةٍ أَنبَ َتتْ سَبْعَ سَنَا ِبلَ فِي ُكلّ سُنبُلَةٍ مّئَةُ حَبّ ٍة وَاللّهُ ُيضَا ِ ِلمَن َيشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (البقرة )261:
كما بدأ القرآن الكريم سبع سور بالتسبيح ل تعالى ،وهى " :السراء" – "الحديد" – "الحشر" – "الصف" – "الجمعة" – "التغابن" – "العلى" .
