ال.docx

‫صلَ َٰوة َ َو ِم َّما َرزَ ۡق َٰنَ ُه ۡم يُن ِفقُونَ َوٱلَّذِينَ‬ ‫ا ٓل ٓم َٰذَلِكَ ۡٱل ِك َٰت َ ُ‬ ‫ب َويُ ِقي ُمونَ ٱل َّ‬ ‫ب فِي َۛ ِه هُدٗ ى ِل ۡل ُمتَّقِينَ ٱلَّذِينَ ي ُۡؤ ِمنُونَ بِ ۡٱلغ َۡي ِ‬ ‫ب ََل َر ۡي َۛ َ‬ ‫ٓ‬ ‫ٓ‬ ‫علَ َٰى هُدٗ ى ِمن َّر ِب ِه ۡۖۡم َوأ ُ ْو َٰلَئِكَ ُه ُم ۡٱل ُم ۡف ِل ُحونَ‬ ‫نز َل ِمن قَ ۡبلِكَ َو ِب ۡٱۡل ٓ ِخ َر ِة ُه ۡم يُوقِنُونَ أ ُ ْو َٰلَئِكَ َ‬ ‫نز َل ِإلَ ۡيكَ َو َما ٓ أ ُ ِ‬ ‫ي ُۡؤ ِمنُونَ ِب َما ٓ أ ُ ِ‬ ‫علَ ۡي ِه ۡم َءأَنذَ ۡرت َ ُه ۡم أ َ ۡم لَ ۡم تُنذ ِۡر ُه ۡم ََل ي ُۡؤ ِمنُونَ َخت ََم َّ‬ ‫علَ َٰ ٓى‬ ‫سمۡ ِع ِه ۡۖۡم َو َ‬ ‫علَ َٰى قُلُوبِ ِه ۡم َو َ‬ ‫ٱَّللُ َ‬ ‫س َوآ ٌء َ‬ ‫علَ َٰى َ‬ ‫ِإ َّن ٱلَّذِينَ َكفَ ُرواْ َ‬ ‫ٱَّللِ َوبِ ۡٱليَ ۡو ِم ۡٱۡل ٓ ِخ ِر َو َما ُهم بِ ُم ۡؤ ِمنِينَ يُ َٰ َخ ِدعُونَ َّ‬ ‫اس َمن يَقُو ُل َءا َمنَّا بِ َّ‬ ‫ص ِره ِۡم ِغ َٰ َ‬ ‫ع ِظ ‪ٞ‬يم َو ِمنَ ٱلنَّ ِ‬ ‫عذَابٌ َ‬ ‫ش َو ‪ۡۖٞ‬ة َولَ ُه ۡم َ‬ ‫ٱَّللَ‬ ‫أ َ ۡب َٰ َ‬ ‫َوٱلَّذِينَ َءا َمنُواْ َو َما َي ۡخدَعُونَ ِإ َّ ٓ‬ ‫ض فَزَ ادَ ُه ُم َّ‬ ‫عذَابٌ أ َ ِلي ُۢ ُم ِب َما‬ ‫س ُه ۡم َو َما َي ۡشعُ ُرونَ فِي قُلُو ِب ِهم َّم َر ‪ٞ‬‬ ‫ٱَّللُ َم َرضٗ ۖۡا َولَ ُه ۡم َ‬ ‫َل أَنفُ َ‬ ‫ض قَالُ ٓواْ إِنَّ َما ن َۡح ُن ُمصۡ ِل ُحونَ أ َ َ ٓ‬ ‫َل إِنَّ ُه ۡم ُه ُم ۡٱل ُم ۡف ِسدُونَ َو َٰلَ ِكن ََّل‬ ‫َكانُواْ يَ ۡك ِذبُونَ َوإِذَا قِي َل لَ ُه ۡم ََل ت ُ ۡف ِسد ُواْ فِي ۡٱۡل َ ۡر ِ‬ ‫سفَ َها ٓ ُۗ ُء أ َ َ ٓ‬ ‫سفَ َها ٓ ُء َو َٰلَ ِكن ََّل‬ ‫َل ِإنَّ ُه ۡم ُه ُم ٱل ُّ‬ ‫اس قَالُ ٓواْ أَنُ ۡؤ ِم ُن َك َما ٓ َءا َمنَ ٱل ُّ‬ ‫َي ۡشعُ ُرونَ َو ِإذَا ِقي َل لَ ُه ۡم َء ِامنُواْ َك َما ٓ َءا َمنَ ٱلنَّ ُ‬ ‫ش َٰيَ ِطينِ ِه ۡم قَالُ ٓواْ ِإنَّا َم َع ُك ۡم ِإنَّ َما ن َۡح ُن ُم ۡستَهۡ ِز ُءونَ َّ‬ ‫يَعۡ لَ ُمونَ َو ِإذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ َءا َمنُواْ قَالُ ٓواْ َءا َمنَّا َو ِإذَا َخلَ ۡواْ ِإلَ َٰى َ‬ ‫ٱَّللُ‬ ‫ئ بِ ِه ۡم َويَ ُمدُّ ُه ۡم فِي ُ‬ ‫ض َٰلَلَةَ بِ ۡٱل ُهدَ َٰى فَ َما َربِ َحت تِ َٰ َج َرت ُ ُه ۡم َو َما َكانُواْ‬ ‫ط ۡغ َٰيَنِ ِه ۡم يَعۡ َم ُهونَ أ ُ ْو َٰلَٓئِكَ ٱلَّذِينَ ۡ‬ ‫يَ ۡستَهۡ ِز ُ‬ ‫ٱشت ََر ُواْ ٱل َّ‬ ‫وره ِۡم َوت ََر َك ُه ۡم ِفي ُ‬ ‫ُمهۡ تَدِينَ َمثَلُ ُه ۡم َك َمث َ ِل ٱلَّذِي ۡ‬ ‫َب َّ‬ ‫ص ُرونَ‬ ‫ظلُ َٰ َم ٖ‬ ‫ت ََّل ي ُۡب ِ‬ ‫ضا ٓ َء ۡت َما َح ۡولَ ۥهُ ذَه َ‬ ‫ٱست َۡوقَدَ ن َٗارا فَلَ َّما ٓ أ َ َ‬ ‫ٱَّللُ ِبنُ ِ‬ ‫س َما ٓ ِء فِي ِه ُ‬ ‫ص ِب َع ُه ۡم فِ ٓي َءاذَانِ ِهم ِمنَ‬ ‫ب ِمنَ ٱل َّ‬ ‫ص ُۢ ُّم ب ُۡك ٌم ُ‬ ‫ُ‬ ‫ص ِي ٖ‬ ‫ظلُ َٰ َم ‪ٞ‬ت َو َر ۡعد‪َ ٞ‬وبَ ۡر ‪ٞ‬ق يَ ۡج َعلُونَ أ َ َٰ َ‬ ‫عمۡ ‪ٞ‬ي فَ ُه ۡم ََل يَ ۡر ِجعُونَ أ َ ۡو َك َ‬ ‫ُۢ‬ ‫ٱَّللُ ُم ِحي ُ‬ ‫ط بِ ۡٱل َٰ َك ِف ِرينَ يَ َكادُ ۡٱلبَ ۡر ُق يَ ۡخ َ‬ ‫ت َو َّ‬ ‫ضا ٓ َء لَ ُهم َّمش َۡواْ فِي ِه َوإِذَآ أ َ ۡظلَ َم‬ ‫ق َحذَ َر ۡٱل َم ۡو ِۚ ِ‬ ‫ٱل َّ‬ ‫ط ُ‬ ‫ص َر ُه ۡۖۡم ُكلَّ َما ٓ أ َ َ‬ ‫ف أ َ ۡب َٰ َ‬ ‫ص َٰ َو ِع ِ‬ ‫ِۚ‬ ‫ٓ‬ ‫اس ۡ‬ ‫ص ِره ِِۡۚم ِإ َّن َّ‬ ‫شا ٓ َء َّ‬ ‫ٱعبُدُواْ َربَّ ُك ُم ٱلَّذِي‬ ‫علَ ۡي ِه ۡم قَا ُمواْ َولَ ۡو َ‬ ‫علَ َٰى ُك ِل ش َۡي ٖء قَد ‪ٞ‬‬ ‫ِير َٰ َيأَيُّ َها ٱلنَّ ُ‬ ‫ٱَّللَ َ‬ ‫ٱَّللُ لَذَه َ‬ ‫َ‬ ‫َب ِب َ‬ ‫سمۡ ِع ِه ۡم َوأ َ ۡب َٰ َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َٰ‬ ‫َّ‬ ‫س َما ٓ ِء َما ٓ ٗء فَأخ َر َج‬ ‫س َما ٓ َء بِنَا ٓ ٗء َوأنزَ َل ِمنَ ٱل َّ‬ ‫ض فِ َر ٗشا َوٱل َّ‬ ‫َخلقَ ُك ۡم َوٱلذِينَ ِمن قَ ۡب ِل ُك ۡم لعَل ُك ۡم تَتقونَ ٱلذِي َجعَ َل ل ُك ُم ٱۡل ۡر َ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ور ٖة‬ ‫ِبِۦه ِمنَ ٱلث َّ َم َٰ َر ِ‬ ‫ع ۡب ِدنَا فَأتُواْ ِب ُ‬ ‫علَ َٰى َ‬ ‫ب ِم َّما ن ََّزلنَا َ‬ ‫ت ِر ۡز ٗقا لَّ ُك ۡۖۡم فَ ََل ت َۡج َعلُواْ ِ ََّّللِ أَندَادٗ ا َوأَنت ُ ۡم ت َعۡ لَ ُمونَ َوإِن ُكنت ُ ۡم فِي َر ۡي ٖ‬ ‫س َ‬ ‫عواْ ُ‬ ‫ُون َّ‬ ‫اس‬ ‫ِمن ِم ۡث ِلِۦه َو ۡٱد ُ‬ ‫ار ٱلَّتِي َوقُودُهَا ٱلنَّ ُ‬ ‫ٱَّللِ ِإن ُكنت ُ ۡم َٰ َ‬ ‫ص ِدقِينَ فَإِن لَّ ۡم ت َۡف َعلُواْ َولَن ت َۡف َعلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّ َ‬ ‫ش َهدَآ َء ُكم ِمن د ِ‬ ‫ت ت َۡج ِري ِمن ت َۡحتِ َها ۡٱۡل َ ۡن َٰ َه ۖۡ ُر ُكلَّ َما‬ ‫ص ِل َٰ َح ِ‬ ‫ت أ َ َّن لَ ُه ۡم َج َٰنَّ ٖ‬ ‫ع ِملُواْ ٱل َٰ َّ‬ ‫ار ۖۡة ُ أ ُ ِعد َّۡت ِل ۡل َٰ َك ِف ِرينَ َوبَش ِِر ٱلَّذِينَ َءا َمنُواْ َو َ‬ ‫َو ۡٱل ِح َج َ‬ ‫ش ِب ٗه ۖۡا َولَ ُه ۡم ِفي َها ٓ أ َ ۡز َٰ َو ‪ٞ‬ج ُّم َ‬ ‫ط َّه َر ‪ۡۖٞ‬ة َو ُه ۡم ِفي َها‬ ‫ُر ِزقُواْ ِم ۡن َها ِمن ث َ َم َر ٖة ِر ۡز ٗقا قَالُواْ َٰ َهذَا ٱلَّذِي ُر ِز ۡقنَا ِمن قَ ۡب ۖۡ ُل َوأُتُواْ بِِۦه ُمت َ َٰ َ‬ ‫ي ِ أَن يَ ۡ‬ ‫َٰ َخ ِلدُونَ ۞ ِإ َّن َّ‬ ‫ض ٗة فَ َما فَ ۡوقَ َه ِۚا فَأ َ َّما ٱلَّذِينَ َءا َمنُواْ فَيَعۡ لَ ُمونَ أَنَّهُ ۡٱل َح ُّق ِمن‬ ‫ٱَّللَ ََل يَ ۡست َۡح ٓۦ‬ ‫ب َمث َ َٗل َّما بَعُو َ‬ ‫ض ِر َ‬ ‫ٱَّللُ بِ َٰ َهذَا َمث َ ٗ ۘ‬ ‫َّربِ ِه ۡۖۡم َوأ َ َّما ٱلَّذِينَ َكفَ ُرواْ فَيَقُولُونَ َماذَآ أ َ َرادَ َّ‬ ‫ُض ُّل بِ ِ ٓۦه إِ ََّل ۡٱل َٰفَ ِسقِينَ‬ ‫ُض ُّل بِِۦه َكثِ ٗيرا َويَهۡ دِي بِِۦه َكثِ ٗير ِۚا َو َما ي ِ‬ ‫َل ي ِ‬ ‫ٓ‬ ‫ٱَّللِ ِم ُۢن َبعۡ ِد ِمي َٰث َ ِقِۦه َويَ ۡق َ‬ ‫ص َل َوي ُۡف ِسد ُونَ فِي ۡٱۡل َ ۡر ِ ِۚ‬ ‫طعُونَ َما ٓ أ َ َم َر َّ‬ ‫عهۡ دَ َّ‬ ‫ض أ ُ ْو َٰلَئِكَ ُه ُم‬ ‫ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ َ‬ ‫ٱَّللُ ِب ِ ٓۦه أَن يُو َ‬ ‫ف ت َۡكفُ ُرونَ بِ َّ‬ ‫ٱَّللِ َو ُكنت ُ ۡم أَمۡ َٰ َو ٗتا فَأ َ ۡح َٰيَ ُك ۡۖۡم ث ُ َّم ي ُِميت ُ ُك ۡم ث ُ َّم ي ُۡحيِي ُك ۡم ث ُ َّم إِلَ ۡي ِه ت ُ ۡر َجعُونَ ُه َو ٱلَّذِي َخلَقَ لَ ُكم َّما فِي‬ ‫ۡٱل َٰ َخس ُِرونَ َك ۡي َ‬ ‫ٓ‬ ‫يعا ث ُ َّم ۡ‬ ‫ع ِل ‪ٞ‬يم َوإِ ۡذ قَا َل َربُّكَ ِل ۡل َم َٰلَئِ َك ِة إِنِي َجا ِع ‪ٞ‬ل‬ ‫ٱست ََو َٰ ٓ‬ ‫ى إِلَى ٱل َّ‬ ‫س َٰ َم َٰ َو ِۚ ٖ‬ ‫ض َج ِم ٗ‬ ‫ۡٱۡل َ ۡر ِ‬ ‫ت َو ُه َو بِ ُك ِل ش َۡيءٍ َ‬ ‫س ۡب َع َ‬ ‫س َّو َٰى ُه َّن َ‬ ‫س َما ٓ ِء فَ َ‬ ‫ۖۡ‬ ‫سبِ ُح ِب َحمۡ دِكَ َونُقَد ُ ۖۡ‬ ‫ي أ َ ۡعلَ ُم‬ ‫ض َخ ِليفَ ٗة قَالُ ٓواْ أَت َۡجعَ ُل فِي َها َمن ي ُۡف ِسدُ فِي َها َويَ ۡس ِفكُ ِ‬ ‫فِي ۡٱۡل َ ۡر ِ‬ ‫ٱلد َما ٓ َء َون َۡح ُن نُ َ‬ ‫ِس لَكَ قَا َل ِإنِ ٓ‬ ‫ٓ‬ ‫بُٔٔ ونِي بِأ َ ۡس َما ٓ ِء َٰ َٓهؤُ َ ٓ‬ ‫ص ِدقِينَ‬ ‫علَى ۡٱل َم َٰلَئِ َك ِة فَقَا َل أ َ ُۢن ِ‬ ‫ض ُه ۡم َ‬ ‫ع َر َ‬ ‫علَّ َم َءادَ َم ۡٱۡل َ ۡس َما ٓ َء ُكلَّ َها ث ُ َّم َ‬ ‫َما ََل ت َعۡ لَ ُمونَ َو َ‬ ‫َل ِء إِن ُكنت ُ ۡم َٰ َ‬ ‫علَّمۡ تَنَ ۖۡا ٓ ِإنَّكَ أَنتَ ۡٱل َع ِلي ُم ۡٱل َح ِكي ُم قَا َل َٰ َيٓـَٔادَ ُم أ َ ُۢن ِب ۡئ ُهم ِبأ َ ۡس َما ٓ ِئ ِه ۡۖۡم فَلَ َّما ٓ أ َ ُۢن َبأ َ ُهم بِأ َ ۡس َما ٓ ِئ ِه ۡم قَا َل‬ ‫قَالُواْ ُ‬ ‫س ۡب َٰ َحنَكَ ََل ِع ۡل َم لَنَا ٓ ِإ ََّل َما َ‬ ‫ٓ‬ ‫ض َوأ َ ۡعلَ ُم َما ت ُ ۡبدُونَ َو َما ُكنت ُ ۡم ت َۡكت ُ ُمونَ َو ِإ ۡذ قُ ۡلنَا ِل ۡل َم َٰلَئِ َك ِة ۡ‬ ‫ٱس ُجدُواْ ِۡلٓدَ َم‬ ‫س َٰ َم َٰ َو ِ‬ ‫ب ٱل َّ‬ ‫ت َو ۡٱۡل َ ۡر ِ‬ ‫أَلَ ۡم أَقُل لَّ ُك ۡم إِنِ ٓي أ َ ۡعلَ ُم غ َۡي َ‬ ‫غدًا َح ۡي ُ‬ ‫س َجد ُٓواْ إِ َّ ٓ‬ ‫ٱست َۡكبَ َر َو َكانَ ِمنَ ۡٱل َٰ َك ِف ِرينَ َوقُ ۡلنَا َٰيَٓـَٔادَ ُم ۡ‬ ‫يس أَبَ َٰى َو ۡ‬ ‫ٱس ُك ۡن أَنتَ َوزَ ۡوجُكَ ۡٱل َجنَّةَ َو ُك ََل ِم ۡن َها َر َ‬ ‫ث‬ ‫فَ َ‬ ‫َل إِ ۡب ِل َ‬ ‫ش َج َرة َ فَت َ ُكونَا ِمنَ َٰ َّ‬ ‫ٱه ِب ُ‬ ‫طواْ‬ ‫ع ۡن َها فَأ َ ۡخ َر َج ُه َما ِم َّما َكانَا فِي ۖۡ ِه َوقُ ۡلنَا ۡ‬ ‫ش ۡي َٰ َ‬ ‫ٱلظ ِل ِمينَ فَأَزَ لَّ ُه َما ٱل َّ‬ ‫ِش ۡئت ُ َما َو ََل ت َۡق َر َبا َٰ َه ِذ ِه ٱل َّ‬ ‫ط ُن َ‬ ‫علَ ۡي ِۚ ِه إِنَّ ۥهُ ُه َو‬ ‫بَعۡ ُ‬ ‫ين فَتَلَقَّ َٰ ٓى َءادَ ُم ِمن َّربِِۦه َك ِل َٰ َم ٖ‬ ‫ض ُك ۡم ِلبَعۡ ٍ‬ ‫عد ‪ُۡۖٞ‬و َولَ ُك ۡم فِي ۡٱۡل َ ۡر ِ‬ ‫َاب َ‬ ‫ت فَت َ‬ ‫ض َ‬ ‫ض ُم ۡستَقَ ‪ٞ‬ر َو َم َٰت َ ٌع إِلَ َٰى ِح ٖ‬ ‫ۡ‬ ‫ٱهبِ ُ‬ ‫ٱلر ِحي ُم قُ ۡلنَا ۡ‬ ‫علَ ۡي ِه ۡم َو ََل ُه ۡم يَ ۡحزَ نُونَ‬ ‫ٱلت َّ َّو ُ‬ ‫اب َّ‬ ‫طواْ ِم ۡن َها َج ِم ٗ‬ ‫اي فَ ََل خ َۡو ٌ‬ ‫ف َ‬ ‫يع ۖۡا فَإ ِ َّما يَأتِيَنَّ ُكم ِمنِي هُدٗ ى فَ َمن تَبِ َع ُهدَ َ‬ ‫ٓ‬ ‫َٰ‬ ‫ۡ‬ ‫ٓ‬ ‫ي ٱلَّتِ ٓي أ َ ۡن َعمۡ تُ‬ ‫بَٔٔ ا َٰ َيتِنَا ٓ أ ُ ْو َٰلَئِكَ أَصۡ َٰ َح ُ‬ ‫َوٱلَّذِينَ َكفَ ُرواْ َو َكذَّبُواْ ِ‬ ‫ب ٱلنَّ ۖۡ ِ‬ ‫ار ُه ۡم فِي َها َخ ِلدُونَ َٰيَ َبنِ ٓي ِإ ۡس َٰ َر ِءي َل ٱذ ُك ُرواْ نِعۡ َمتِ َ‬ ‫َٰ‬ ‫صد ِٗقا ِل َما َمعَ ُك ۡم َو ََل ت َ ُكونُ ٓواْ أ َ َّو َل َكافِ ُۢ ِر بِ ِۖۡۦه‬ ‫ِي أ ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُون َو َء ِامنُواْ بِ َما ٓ أَنزَ ۡلتُ ُم َ‬ ‫ي فَ ۡٱر َهب ِ‬ ‫علَ ۡي ُك ۡم َوأ َ ۡوفُواْ بِعَهۡ د ٓ‬ ‫وف بِعَهۡ ِد ُك ۡم َوإِيَّ َ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َٰ‬ ‫سواْ ٱل َح َّق ِبٱل َٰ َب ِط ِل َوت َۡكت ُ ُمواْ ٱل َح َّق َوأَنت ُ ۡم ت َعۡ لَ ُمونَ َوأ َ ِقي ُمواْ‬ ‫ون َو ََل ت َل ِب ُ‬ ‫َو ََل ت َۡشت َ ُرواْ ِ‬ ‫ي فَٱتَّقُ ِ‬ ‫بَٔٔ ا َٰ َيتِي ث َ َم ٗنا قَ ِل ٗيَل َو ِإيَّ َ‬ ‫ۡ‬ ‫صلَ َٰوة َ َو َءاتُواْ َّ‬ ‫ب أَفَ ََل‬ ‫ٱل َّ‬ ‫ٱلز َك َٰوة َ َو ۡٱر َكعُواْ َم َع َٰ َّ‬ ‫س ُك ۡم َوأَنت ُ ۡم ت َ ۡتلُونَ ۡٱل ِك َٰت َ ِۚ َ‬ ‫س ۡونَ أَنفُ َ‬ ‫اس ِب ۡٱل ِب ِر َوت َن َ‬ ‫ٱلر ِكعِينَ ۞أَت َأ ُم ُرونَ ٱلنَّ َ‬

‫علَى ۡٱل َٰ َخ ِشعِينَ ٱلَّذِينَ يَ ُ‬ ‫ت َعۡ ِقلُونَ َو ۡ‬ ‫ظنُّونَ أَنَّ ُهم ُّم َٰلَقُواْ َربِ ِه ۡم َوأَنَّ ُه ۡم إِلَ ۡي ِه‬ ‫ص ۡب ِر َوٱل َّ‬ ‫ٱست َ ِعينُواْ بِٱل َّ‬ ‫يرة ٌ إِ ََّل َ‬ ‫صلَ َٰو ِۚةِ َوإِنَّ َها لَ َكبِ َ‬ ‫ۡ‬ ‫ٓ‬ ‫س‬ ‫علَى ۡٱل َٰ َعلَ ِمينَ َوٱت َّقُواْ يَ ۡو ٗما ََّل ت َۡج ِزي ن َۡف ٌ‬ ‫علَ ۡي ُك ۡم َوأَنِي فَض َّۡلت ُ ُك ۡم َ‬ ‫ي ٱلَّتِ ٓي أ َ ۡن َعمۡ تُ َ‬ ‫َٰ َر ِجعُونَ َٰ َيبَنِ ٓي ِإ ۡس َٰ َر ِءي َل ٱذ ُك ُرواْ نِعۡ َمتِ َ‬ ‫عن نَّ ۡف ٖس ش َۡئ ٗٔا َو ََل ي ُۡقبَ ُل ِم ۡن َها َ‬ ‫ع ۡونَ‬ ‫ص ُرونَ َو ِإ ۡذ نَ َّج ۡي َٰنَ ُكم ِم ۡن َءا ِل فِ ۡر َ‬ ‫ش َٰفَعَ ‪ٞ‬ة َو ََل ي ُۡؤ َخذُ ِم ۡن َها َ‬ ‫َ‬ ‫ع ۡد ‪ٞ‬ل َو ََل ُه ۡم يُن َ‬ ‫َٰ‬ ‫سا ٓ َء ُك ِۡۚم َوفِي ذَ ِل ُكم بَ َ ٓ‬ ‫ع ِظ ‪ٞ‬يم َوإِ ۡذ فَ َر ۡقنَا بِ ُك ُم ۡٱلبَ ۡح َر‬ ‫سو ُمونَ ُك ۡم ُ‬ ‫يَ ُ‬ ‫س ٓو َء ۡٱلعَذَا ِ‬ ‫َل ‪ٞ‬ء ِمن َّربِ ُك ۡم َ‬ ‫ب يُذَبِ ُحونَ أ َ ۡبنَا ٓ َء ُك ۡم َويَ ۡست َۡحيُونَ نِ َ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َٰ‬ ‫ۡ‬ ‫ٗ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع ۡونَ َوأنت ُ ۡم ت َن ُ‬ ‫س َٰ ٓى أ ۡر َبعِينَ لَ ۡيلَة ث ُ َّم ٱتَّخَذت ُ ُم ٱل ِع ۡج َل ِم ُۢن َبعۡ ِدِۦه َوأنت ُ ۡم‬ ‫ظ ُرونَ َو ِإذ َٰ َو َ‬ ‫فَأَن َج ۡينَ ُك ۡم َوأ ۡغ َرقنَا ٓ َءا َل فِ ۡر َ‬ ‫ع ۡدنَا ُمو َ‬ ‫َٰ َ‬ ‫ب َو ۡٱلفُ ۡرقَانَ لَعَلَّ ُك ۡم تَهۡ تَد ُونَ َوإِ ۡذ قَا َل‬ ‫سى ۡٱل ِك َٰت َ َ‬ ‫عفَ ۡونَا َ‬ ‫ظ ِل ُمونَ ث ُ َّم َ‬ ‫عن ُكم ِم ُۢن بَعۡ ِد َٰذَلِكَ لَعَلَّ ُك ۡم ت َۡش ُك ُرونَ َوإِ ۡذ َءات َۡينَا ُمو َ‬ ‫س َٰى ِلقَ ۡو ِمِۦه َٰ َيقَ ۡو ِم ِإنَّ ُك ۡم َ‬ ‫س ُك ۡم َٰذَ ِل ُك ۡم خ َۡي ‪ٞ‬ر لَّ ُك ۡم ِعندَ‬ ‫ار ِئ ُك ۡم فَ ۡٱقت ُلُ ٓواْ أَنفُ َ‬ ‫ظلَمۡ ت ُ ۡم أَنفُ َ‬ ‫ُمو َ‬ ‫س ُكم ِب ِٱتخَا ِذ ُك ُم ۡٱل ِع ۡج َل فَتُوب ُٓواْ ِإلَ َٰى َب ِ‬ ‫ص ِعقَةُ‬ ‫س َٰى لَن نُّ ۡؤ ِمنَ لَكَ َحت َّ َٰى ن ََرى َّ‬ ‫علَ ۡي ُك ِۡۚم ِإنَّ ۥهُ ُه َو ٱلت َّ َّو ُ‬ ‫ٱَّللَ َجهۡ َر ٗة فَأ َ َخذَ ۡت ُك ُم ٱل َٰ َّ‬ ‫اب َّ‬ ‫َاب َ‬ ‫ارئِ ُك ۡم فَت َ‬ ‫ٱلر ِحي ُم َو ِإ ۡذ قُ ۡلت ُ ۡم َٰيَ ُمو َ‬ ‫بَ ِ‬ ‫ۡ‬ ‫َوأَنت ُ ۡم ت َن ُ‬ ‫س ۡل َو َٰۖۡى ُكلُواْ‬ ‫ظ ُرونَ ث ُ َّم بَعَ ۡث َٰنَ ُكم ِم ُۢن بَعۡ ِد َم ۡوتِ ُك ۡم لَعَلَّ ُك ۡم ت َۡش ُك ُرونَ َو َ‬ ‫علَ ۡي ُك ُم ۡٱل َم َّن َوٱل َّ‬ ‫ام َوأَنزَ ۡلنَا َ‬ ‫ظلَّ ۡلنَا َ‬ ‫علَ ۡي ُك ُم ٱلغَ َم َ‬ ‫َٰ‬ ‫ت َما َرزَ ۡق َٰنَ ُك ِۡۚم َو َما َ‬ ‫ِمن َ‬ ‫س ُه ۡم َي ۡظ ِل ُمونَ َو ِإ ۡذ قُ ۡلنَا ۡٱد ُخلُواْ َٰ َه ِذ ِه ۡٱلقَ ۡر َيةَ فَ ُكلُواْ ِم ۡن َها َح ۡي ُ‬ ‫ث ِش ۡئت ُ ۡم‬ ‫ط ِي َٰ َب ِ‬ ‫ظلَ ُمونَا َولَ ِكن َكانُ ٓواْ أَنفُ َ‬ ‫س َّجدٗ ا َوقُولُواْ ِح َّ‬ ‫سن َِزيدُ ۡٱل ُم ۡح ِسنِينَ فَبَدَّ َل ٱلَّذِينَ َ‬ ‫ط ‪ٞ‬ة نَّ ۡغ ِف ۡر لَ ُك ۡم َخ َٰ َ‬ ‫ظلَ ُمواْ قَ ۡو ًَل غ َۡي َر ٱلَّذِي‬ ‫اب ُ‬ ‫َرغَدٗ ا َوٱ ۡد ُخلُواْ ۡٱلبَ َ‬ ‫ط َٰيَ ُك ِۡۚم َو َ‬ ‫علَى ٱلَّذِينَ َ‬ ‫۞وإِ ِذ ۡ‬ ‫س َٰى ِلقَ ۡو ِمِۦه فَقُ ۡلنَا‬ ‫سقُونَ‬ ‫ظلَ ُمواْ ِر ۡج ٗزا ِمنَ ٱل َّ‬ ‫س َما ٓ ِء بِ َما َكانُواْ يَ ۡف ُ‬ ‫قِي َل لَ ُه ۡم فَأَنزَ ۡلنَا َ‬ ‫ٱست َۡسقَ َٰى ُمو َ‬ ‫َ‬ ‫َاس َّم ۡش َر َب ُه ۡۖۡم ُكلُواْ َو ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ق َّ‬ ‫ٱَّللِ‬ ‫ع ۡي ٗن ۖۡا قَ ۡد َ‬ ‫ع ۡش َرة َ َ‬ ‫صاكَ ۡٱل َح َج ۖۡ َر فَٱنفَ َج َر ۡت ِم ۡنهُ ۡٱثنَت َا َ‬ ‫ع ِل َم ُك ُّل أُن ٖ‬ ‫ٱض ِرب ِب َع َ‬ ‫ٱش َربُواْ ِمن ِر ۡز ِ‬ ‫علَ َٰى َ‬ ‫ع لَنَا َربَّكَ ي ُۡخ ِر ۡج لَنَا ِم َّما ت ُ ُۢنبِتُ‬ ‫طعَ ٖام َٰ َو ِح ٖد فَٱ ۡد ُ‬ ‫َو ََل ت َعۡ ث َ ۡواْ فِي ۡٱۡل َ ۡر ِ‬ ‫س َٰى لَن نَّصۡ بِ َر َ‬ ‫ض ُم ۡف ِسدِينَ َوإِ ۡذ قُ ۡلت ُ ۡم َٰيَ ُمو َ‬ ‫ٱه ِب ُ‬ ‫ص ِل َه ۖۡا قَا َل أَت َۡست َۡب ِدلُونَ ٱلَّذِي ُه َو أ َ ۡدن ََٰى ِبٱلَّذِي ُه َو خ َۡي ِۚ ٌر ۡ‬ ‫طواْ ِمصۡ ٗرا‬ ‫ض ِم ُۢن َب ۡق ِل َها َو ِقثَّا ٓ ِئ َها َوفُ ِ‬ ‫ۡٱۡل َ ۡر ُ‬ ‫وم َها َو َ‬ ‫عدَ ِس َها َو َب َ‬ ‫ب ِمنَ َّ ُۗ‬ ‫ت َّ‬ ‫بَٔٔ ا َٰيَ ِ‬ ‫سأ َۡلت ُ ُۡۗم َو ُ‬ ‫ٱَّللِ َٰذَلِكَ ِبأ َنَّ ُه ۡم َكانُواْ يَ ۡكفُ ُرونَ ِ‬ ‫ٱَّللِ‬ ‫علَ ۡي ِه ُم ٱلذِلَّةُ َو ۡٱل َم ۡس َكنَةُ َوبَا ٓ ُءو بِغَ َ‬ ‫ض ِربَ ۡت َ‬ ‫ض ٖ‬ ‫فَإ ِ َّن لَ ُكم َّما َ‬ ‫ص َر َٰى‬ ‫ق َٰذَلِكَ بِ َما َ‬ ‫صواْ َّو َكانُواْ يَعۡ تَدُونَ إِ َّن ٱلَّذِينَ َءا َمنُواْ َوٱلَّذِينَ هَادُواْ َوٱلنَّ َٰ َ‬ ‫ع َ‬ ‫َويَ ۡقتُلُونَ ٱلنَّبِي ِٔنَ بِغ َۡي ِر ۡٱل َح ُۗ ِ‬ ‫بٔ ِٔينَ َم ۡن َءا َمنَ بِ َّ‬ ‫علَ ۡي ِه ۡم َو ََل ُه ۡم‬ ‫َوٱل َٰ َّ‬ ‫ص ِل ٗحا فَلَ ُه ۡم أ َ ۡج ُر ُه ۡم ِعندَ َر ِب ِه ۡم َو ََل خ َۡو ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ٱَّللِ َو ۡٱليَ ۡو ِم ۡٱۡل ٓ ِخ ِر َو َ‬ ‫ع ِم َل َٰ َ‬ ‫يَ ۡحزَ نُونَ َو ِإ ۡذ أَخ َۡذنَا ِمي َٰث َقَ ُك ۡم َو َرفَعۡ نَا فَ ۡوقَ ُك ُم ُّ‬ ‫ور ُخذُواْ َما ٓ َءات َۡي َٰنَ ُكم ِبقُ َّو ٖة َو ۡٱذ ُك ُرواْ َما فِي ِه لَ َعلَّ ُك ۡم تَتَّقُونَ ث ُ َّم ت ََولَّ ۡيتُم ِم ُۢن‬ ‫ٱلط َ‬ ‫ع ِلمۡ ت ُ ُم ٱلَّذِينَ ۡ‬ ‫بَعۡ ِد َٰذَل ِۖۡكَ َفلَ ۡو ََل فَ ۡ‬ ‫ض ُل َّ‬ ‫ت فَقُ ۡلنَا لَ ُه ۡم‬ ‫س ۡب ِ‬ ‫ٱعتَدَ ۡواْ ِمن ُك ۡم فِي ٱل َّ‬ ‫علَ ۡي ُك ۡم َو َر ۡح َمت ُ ۥهُ لَ ُكنتُم ِمنَ ۡٱل َٰ َخس ِِرينَ َولَقَ ۡد َ‬ ‫ٱَّللِ َ‬ ‫ُكونُواْ قِ َردَة ً َٰ َخ ِسٔ ِٔينَ فَ َجعَ ۡل َٰنَ َها نَ َٰ َك َٗل ِل َما َب ۡينَ َيدَ ۡي َها َو َما خ َۡلفَ َها َو َم ۡو ِع َ‬ ‫س َٰى ِلقَ ۡو ِم ِ ٓۦه ِإ َّن َّ‬ ‫ٱَّللَ‬ ‫ظ ٗة ِل ۡل ُمتَّقِينَ َو ِإ ۡذ قَا َل ُمو َ‬ ‫عوذُ بِ َّ‬ ‫ع لَنَا َربَّكَ يُبَيِن لَّنَا َما‬ ‫ٱَّللِ أ َ ۡن أ َ ُكونَ ِمنَ ۡٱل َٰ َج ِه ِلينَ قَالُواْ ۡٱد ُ‬ ‫يَ ۡأ ُم ُر ُك ۡم أَن ت َۡذبَ ُحواْ بَقَ َر ٗۖۡة قَالُ ٓواْ أَتَت َّ ِخذُنَا ُه ُز ٗو ۖۡا قَا َل أ َ ُ‬ ‫ع َو ُۢ ُ‬ ‫ع لَنَا َربَّكَ يُبَيِن لَّنَا َما‬ ‫ان بَ ۡينَ َٰذَل ِۖۡكَ فَ ۡٱفعَلُواْ َما ت ُ ۡؤ َم ُرونَ قَالُواْ ۡٱد ُ‬ ‫ار ‪ٞ‬‬ ‫ض َو ََل بِ ۡك ٌر َ‬ ‫ِي قَا َل إِنَّ ۥهُ يَقُو ُل إِنَّ َها بَقَ َر ‪ٞ‬ة ََّل فَ ِ‬ ‫ه ِۚ َ‬ ‫ِي ِإ َّن ۡٱلبَقَ َر ت َ َٰ َ‬ ‫س ُّر ٱل َٰنَّ ِظ ِرينَ قَالُواْ ۡٱد ُ‬ ‫شبَهَ‬ ‫ص ۡف َرآ ُء فَاقِ ‪ٞ‬ع لَّ ۡونُ َها ت َ ُ‬ ‫لَ ۡونُ َه ِۚا قَا َل ِإنَّ ۥهُ يَقُو ُل ِإنَّ َها بَقَ َر ‪ٞ‬ة َ‬ ‫ع لَنَا َربَّكَ يُبَيِن لَّنَا َما ه َ‬ ‫سلَّ َم ‪ٞ‬ة ََّل ِشيَةَ‬ ‫ض َو ََل ت َۡس ِقي ۡٱل َح ۡر َ‬ ‫ٱَّللُ لَ ُمهۡ تَد ُونَ قَا َل إِنَّ ۥهُ يَقُو ُل إِنَّ َها بَقَ َر ‪ٞ‬ة ََّل ذَلُ ‪ٞ‬‬ ‫شا ٓ َء َّ‬ ‫علَ ۡينَا َوإِنَّا ٓ إِن َ‬ ‫ول تُثِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ث ُم َ‬ ‫ير ۡٱۡل َ ۡر َ‬ ‫َٰ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ق فَذَ َب ُحوهَا َو َما َكادُواْ َي ۡف َعلُونَ َو ِإ ۡذ قَت َلت ُ ۡم ن َۡف ٗسا فَٱدَّ َٰ َرت ُ ۡم فِي َه ۖۡا َو َّ‬ ‫ٱَّللُ ُم ۡخ ِر ‪ٞ‬ج َّما ُكنت ُ ۡم ت َۡكت ُ ُمونَ‬ ‫ِفي َه ِۚا قَالُواْ ٱل َٰـَٔنَ ِج ۡئتَ ِبٱل َح ِۚ ِ‬ ‫َٰ‬ ‫فَقُ ۡلنَا ۡ‬ ‫ض َه ِۚا َك َٰذَلِكَ ي ُۡحي ِ َّ‬ ‫ي‬ ‫ٱض ِربُوهُ بِبَعۡ ِ‬ ‫ٱَّللُ ۡٱل َم ۡوت ََٰى َوي ُِري ُك ۡم َءا َٰيَتِِۦه لَ َعلَّ ُك ۡم ت َعۡ ِقلُونَ ث ُ َّم قَ َ‬ ‫س ۡت قُلُوبُ ُكم ِم ُۢن بَعۡ ِد ذَلِكَ فَ ِه َ‬ ‫ِۚ‬ ‫ارةِ لَ َما يَتَفَ َّج ُر ِم ۡنهُ ۡٱۡل َ ۡن َٰ َه ِۚ ُر َوإِ َّن ِم ۡن َها لَ َما يَ َّ‬ ‫شقَّ ُق فَيَ ۡخ ُر ُج ِم ۡنهُ ۡٱل َما ٓ ِۚ ُء َوإِ َّن ِم ۡن َها‬ ‫ارةِ أ َ ۡو أ َ َ‬ ‫شدُّ قَ ۡس َو ٗة َوإِ َّن ِمنَ ۡٱل ِح َج َ‬ ‫َك ۡٱل ِح َج َ‬ ‫شقَّ ُق فَ َي ۡخ ُر ُج ِم ۡنهُ ۡٱل َما ٓ ِۚ ُء َو ِإ َّن ِم ۡن َها لَ َما َيهۡ ِب ُ‬ ‫ط ِم ۡن ۞أَفَت َۡط َمعُونَ أَن ي ُۡؤ ِمنُواْ لَ ُك ۡم َوقَ ۡد َكانَ فَ ِر ‪ٞ‬‬ ‫لَ َما َي َّ‬ ‫يق ِم ۡن ُه ۡم َي ۡس َمعُونَ‬ ‫َك َٰلَ َم َّ‬ ‫ض‬ ‫عقَلُوهُ َو ُه ۡم يَعۡ لَ ُمونَ َوإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ َءا َمنُواْ قَالُ ٓواْ َءا َمنَّا َوإِذَا خ َََل بَعۡ ُ‬ ‫ٱَّللِ ث ُ َّم يُ َح ِرفُونَ ۥهُ ِم ُۢن بَعۡ ِد َما َ‬ ‫ض ُه ۡم إِلَ َٰى بَعۡ ٖ‬ ‫علَ ۡي ُك ۡم ِليُ َحا ٓ ُّجو ُكم بِِۦه ِعندَ َربِ ُك ِۡۚم أَفَ ََل ت َعۡ ِقلُونَ أ َ َو ََل يَعۡ لَ ُمونَ أ َ َّن َّ‬ ‫قَالُ ٓواْ أَت ُ َح ِدثُونَ ُهم بِ َما فَت َ َح َّ‬ ‫ٱَّللَ يَعۡ لَ ُم َما يُس ُِّرونَ َو َما‬ ‫ٱَّللُ َ‬ ‫ي َو ِإ ۡن ُه ۡم ِإ ََّل َي ُ‬ ‫ب إِ َّ ٓ‬ ‫ب ِبأ َ ۡيدِي ِه ۡم ث ُ َّم‬ ‫ظنُّونَ فَ َو ۡي ‪ٞ‬ل ِللَّذِينَ َي ۡكتُبُونَ ۡٱل ِك َٰت َ َ‬ ‫يُعۡ ِلنُونَ َو ِم ۡن ُه ۡم َو ِم ۡن ُه ۡم أ ُ ِميُّونَ ََل َيعۡ لَ ُمونَ ۡٱل ِك َٰت َ َ‬ ‫َل أ َ َمانِ َّ‬ ‫ٱَّللِ ِليَ ۡشت َُرواْ بِِۦه ث َ َم ٗنا قَ ِل ٗ ۖۡ‬ ‫يَقُولُونَ َٰ َهذَا ِم ۡن ِعن ِد َّ‬ ‫سنَا‬ ‫يَل فَ َو ۡي ‪ٞ‬ل لَّ ُهم ِم َّما َكتَبَ ۡت أ َ ۡيدِي ِه ۡم َو َو ۡي ‪ٞ‬ل لَّ ُهم ِم َّما يَ ۡك ِسبُونَ َوقَالُواْ لَن ت َ َم َّ‬ ‫ار ِإ َّ ٓ‬ ‫علَى َّ‬ ‫ف َّ‬ ‫َل أَي َّٗاما َّمعۡ دُودَ ِٗۚة قُ ۡل أَتَّخ َۡذت ُ ۡم ِعندَ َّ‬ ‫ٱَّللِ َما ََل ت َعۡ لَ ُمونَ َبلَ َِٰۚى َمن‬ ‫ٱلنَّ ُ‬ ‫عهۡ دَ ۖۡ ٓۥهُ أ َ ۡم تَقُولُونَ َ‬ ‫ٱَّللُ َ‬ ‫ٱَّللِ َ‬ ‫عهۡ دٗ ا فَلَن ي ُۡخ ِل َ‬ ‫ٓ‬ ‫س ِيئ َٗة َوأ َ َٰ َح َ‬ ‫ت‬ ‫ص ِل َٰ َح ِ‬ ‫َط ٓئَٔ ت ُ ۥهُ فَأ ُ ْو َٰلَئِكَ أَصۡ َٰ َح ُ‬ ‫ط ۡت بِِۦه خ ِ‬ ‫ع ِملُواْ ٱل َٰ َّ‬ ‫ار ُه ۡم فِي َها َٰ َخ ِلدُونَ َوٱلَّذِينَ َءا َمنُواْ َو َ‬ ‫س َ‬ ‫ب َ‬ ‫َك َ‬ ‫ب ٱلنَّ ۖۡ ِ‬

‫ٓ‬ ‫ب ۡٱل َجنَّ ۖۡ ِة ُه ۡم فِي َها َٰ َخ ِلدُونَ َوإِ ۡذ أَخ َۡذنَا ِمي َٰث َقَ بَنِ ٓي إِ ۡس َٰ َٓر ِءي َل ََل ت َعۡ بُدُونَ إِ ََّل َّ‬ ‫س ٗانا َوذِي‬ ‫أ ُ ْو َٰلَئِكَ أَصۡ َٰ َح ُ‬ ‫ٱَّللَ َوبِ ۡٱل َٰ َو ِلدَ ۡي ِن إِ ۡح َ‬ ‫صلَ َٰوة َ َو َءاتُواْ َّ‬ ‫ٱلز َك َٰوة َ ث ُ َّم ت ََولَّ ۡيت ُ ۡم ِإ ََّل قَ ِل ٗيَل ِمن ُك ۡم َوأَنتُم‬ ‫اس ُح ۡس ٗنا َوأَقِي ُمواْ ٱل َّ‬ ‫ين َوقُولُواْ ِللنَّ ِ‬ ‫ۡٱلقُ ۡر َب َٰى َو ۡٱليَ َٰت َ َم َٰى َو ۡٱل َم َٰ َ‬ ‫س ِك ِ‬ ‫س ُكم ِمن ِد َٰيَ ِر ُك ۡم ث ُ َّم أ َ ۡق َر ۡرت ُ ۡم َوأَنت ُ ۡم ت َۡش َهد ُونَ ث ُ َّم أَنت ُ ۡم‬ ‫ُّمعۡ ِرضُونَ َو ِإ ۡذ أَخ َۡذنَا ِمي َٰث َقَ ُك ۡم ََل ت َۡس ِف ُكونَ ِد َما ٓ َء ُك ۡم َو ََل ت ُ ۡخ ِر ُجونَ أَنفُ َ‬ ‫س ُك ۡم َوت ُ ۡخ ِر ُجونَ فَ ِر ٗيقا ِمن ُكم ِمن ِد َٰيَ ِره ِۡم ت َ َٰ َ‬ ‫َٰ َٓهؤ َ ٓ‬ ‫س َر َٰى‬ ‫ظ َه ُرونَ َ‬ ‫ٱۡل ۡث ِم َو ۡٱلعُ ۡد َٰ َو ِن َوإِن يَ ۡأتُو ُك ۡم أ ُ َٰ َ‬ ‫َُل ِء ت َۡقتُلُونَ أَنفُ َ‬ ‫علَ ۡي ِهم بِ ۡ ِ‬ ‫ب َوت َۡكفُ ُرونَ بِ َبعۡ ٖ ِۚ‬ ‫ض فَ َما َجزَ آ ُء َمن َي ۡف َع ُل َٰذَلِكَ ِمن ُك ۡم إِ ََّل‬ ‫ض ۡٱل ِك َٰت َ ِ‬ ‫علَ ۡي ُك ۡم ِإ ۡخ َرا ُج ُه ِۡۚم أَفَت ُ ۡؤ ِمنُونَ ِب َبعۡ ِ‬ ‫ت ُ َٰفَدُو ُه ۡم َو ُه َو ُم َح َّر ٌم َ‬ ‫ٱشت ََر ُواْ‬ ‫ع َّما ت َعۡ َملُونَ أ ُ ْو َٰلَٓئِكَ ٱلَّذِينَ ۡ‬ ‫ب َو َما َّ‬ ‫ِخ ۡز ‪ٞ‬ي فِي ۡٱل َحيَ َٰوةِ ٱلد ُّۡنيَ ۖۡا َويَ ۡو َم ۡٱل ِق َٰيَ َم ِة ي َُردُّونَ إِلَ َٰ ٓى أَش َِد ۡٱلعَذَا ُۗ ِ‬ ‫ٱَّللُ بِ َٰغَ ِف ٍل َ‬ ‫س ۖۡ ِل‬ ‫ع ۡن ُه ُم ۡٱل َعذَا ُ‬ ‫ٱلر ُ‬ ‫ب َوقَفَّ ۡينَا ِم ُۢن َبعۡ ِدِۦه ِب ُّ‬ ‫ۡٱل َح َي َٰوة َ ٱلد ُّۡن َيا ِب ۡٱۡل ٓ ِخ َر ۖۡ ِة فَ ََل يُ َخفَّ ُ‬ ‫سى ۡٱل ِك َٰت َ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ص ُرونَ َولَقَ ۡد َءات َۡينَا ُمو َ‬ ‫ب َو ََل ُه ۡم يُن َ‬ ‫س ُك ُم ۡ‬ ‫ٱست َ ۡكبَ ۡرت ُ ۡم فَفَ ِر ٗيقا‬ ‫سو ُۢ ُل ِب َما ََل تَهۡ َو َٰ ٓ‬ ‫سى ۡٱبنَ َم ۡريَ َم ۡٱلبَ ِي َٰنَ ِ‬ ‫ى أَنفُ ُ‬ ‫ت َوأَي َّۡد َٰنَهُ ِب ُروحِ ۡٱلقُد ِ ُُۗس أَفَ ُكلَّ َما َجا ٓ َء ُك ۡم َر ُ‬ ‫َو َءات َۡينَا ِعي َ‬ ‫َكذَّ ۡبت ُ ۡم َوفَ ِر ٗيقا ت َۡقتُلُونَ َوقَالُواْ قُلُوبُنَا ُ‬ ‫ٱَّللُ بِ ُك ۡف ِره ِۡم فَقَ ِل ٗيَل َّما ي ُۡؤ ِمنُونَ َولَ َّما َجا ٓ َء ُه ۡم ِك َٰت َ ‪ٞ‬ب ِم ۡن ِعن ِد َّ‬ ‫ف ِۚٔ بَل لَّعَنَ ُه ُم َّ‬ ‫ٱَّللِ‬ ‫غ ۡل ُۢ ُ‬ ‫ع َرفُواْ َكفَ ُرواْ ِب ِِۚۦه فَلَعۡ نَةُ َّ‬ ‫علَى‬ ‫ٱَّللِ َ‬ ‫علَى ٱلَّذِينَ َكفَ ُرواْ فَلَ َّما َجا ٓ َء ُهم َّما َ‬ ‫صد ‪ِٞ‬ق ِل َما َم َع ُه ۡم َو َكانُواْ ِمن قَ ۡب ُل َي ۡست َ ۡف ِت ُحونَ َ‬ ‫ُم َ‬ ‫س َما ۡ‬ ‫ٱَّللُ ِمن فَ ۡ‬ ‫ٱَّللُ بَ ۡغيًا أَن يُن َِز َل َّ‬ ‫س ُه ۡم أَن يَ ۡكفُ ُرواْ ِب َما ٓ أَنزَ َل َّ‬ ‫شا ٓ ُء ِم ۡن ِعبَا ِد ِۖۡۦه‬ ‫علَ َٰى َمن يَ َ‬ ‫ض ِلِۦه َ‬ ‫ٱشت ََر ۡواْ ِب ِ ٓۦه أَنفُ َ‬ ‫ۡٱل َٰ َك ِف ِرينَ بِ ۡئ َ‬ ‫اب ُّم ِه ‪ٞ‬‬ ‫ين َوإِذَا قِي َل لَ ُه ۡم َء ِامنُواْ بِ َما ٓ أَنزَ َل َّ‬ ‫علَ َٰى َ‬ ‫علَ ۡينَا‬ ‫عذَ ‪ٞ‬‬ ‫ض ٍ‬ ‫نز َل َ‬ ‫ب َو ِل ۡل َٰ َك ِف ِرينَ َ‬ ‫غ َ‬ ‫ب َ‬ ‫فَبَا ٓ ُءو بِغَ َ‬ ‫ض ِۚ ٖ‬ ‫ٱَّللُ قَالُواْ نُ ۡؤ ِم ُن بِ َما ٓ أ ُ ِ‬ ‫صد ِٗقا ِل َما َم َع ُه ُۡۗم قُ ۡل فَ ِل َم ت َۡقتُلُونَ أ َ ُۢن ِبيَا ٓ َء َّ‬ ‫۞ولَقَ ۡد‬ ‫ٱَّللِ ِمن قَ ۡب ُل ِإن ُكنتُم ُّم ۡؤ ِمنِينَ‬ ‫َو َي ۡكفُ ُرونَ ِب َما َو َرآ َء ۥهُ َو ُه َو ۡٱل َح ُّق ُم َ‬ ‫َ‬ ‫ظ ِل ُمونَ َوإِ ۡذ أَخ َۡذنَا ِمي َٰث َقَ ُك ۡم َو َرفَعۡ نَا فَ ۡوقَ ُك ُم ُّ‬ ‫ت ث ُ َّم ٱتَّخ َۡذت ُ ُم ۡٱل ِع ۡج َل ِم ُۢن بَعۡ ِدِۦه َوأَنت ُ ۡم َٰ َ‬ ‫ور ُخذُواْ َما ٓ‬ ‫س َٰى بِ ۡٱلبَيِ َٰنَ ِ‬ ‫َجا ٓ َء ُكم ُّمو َ‬ ‫ٱلط َ‬ ‫ۖۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َءات َۡي َٰنَ ُكم ِبقُ َّو ٖة َو ۡ‬ ‫س َما َيأ ُم ُر ُكم ِب ِ ٓۦه ِإي َٰ َمنُ ُك ۡم ِإن‬ ‫س ِمعۡ نَا َو َ‬ ‫ص ۡينَا َوأ ُ ۡش ِربُواْ ِفي قُلُو ِب ِه ُم ٱل ِع ۡج َل ِب ُك ۡف ِره ِِۡۚم قُ ۡل ِب ۡئ َ‬ ‫ٱس َمعُواْ قَالُواْ َ‬ ‫ع َ‬ ‫َّار ۡٱۡل ٓ ِخ َرة ُ ِعندَ َّ‬ ‫ص ِدقِينَ َولَن‬ ‫ُون ٱلنَّ ِ‬ ‫ُكنتُم ُّم ۡؤ ِمنِينَ قُ ۡل ِإن َكان َۡت لَ ُك ُم ٱلد ُ‬ ‫اس فَت َ َمنَّ ُواْ ۡٱل َم ۡوتَ ِإن ُكنت ُ ۡم َٰ َ‬ ‫ٱَّللِ خَا ِل َ‬ ‫ص ٗة ِمن د ِ‬ ‫َٰ‬ ‫ِۚ‬ ‫ع ِلي ُۢ ُم بِ َّ‬ ‫علَ َٰى َحيَ َٰو ٖة َو ِمنَ ٱلَّذِينَ أ َ ۡش َر ُكواْ يَ َود ُّ‬ ‫يَت َ َمنَّ ۡوهُ أَبَ ُۢدَا بِ َما قَدَّ َم ۡت أ َ ۡيدِي ِه ِۡۚم َو َّ‬ ‫ص ٱلنَّ ِ‬ ‫اس َ‬ ‫ٱَّللُ َ‬ ‫ٱلظ ِل ِمينَ َولَت َِجدَنَّ ُه ۡم أ َ ۡح َر َ‬ ‫ب أَن يُ َع َّم ُۗ َر َو َّ‬ ‫عد ُٗوا‬ ‫ص ُۢ ُ‬ ‫سن َٖة َو َما ُه َو ِب ُمزَ ۡح ِز ِحِۦه ِمنَ ۡٱل َعذَا ِ‬ ‫ير ِب َما َيعۡ َملُونَ قُ ۡل َمن َكانَ َ‬ ‫ٱَّللُ َب ِ‬ ‫ف َ‬ ‫أ َ َحدُ ُه ۡم لَ ۡو يُ َع َّم ُر أ َ ۡل َ‬ ‫ٓ‬ ‫علَ َٰى قَ ۡل ِبكَ ِبإ ِ ۡذ ِن َّ‬ ‫عد ُٗوا ِ ََّّللِ َو َم َٰلَئِ َكتِِۦه‬ ‫صد ِٗقا ِل َما بَ ۡينَ يَدَ ۡي ِه َوهُدٗ ى َوب ُۡش َر َٰى ِل ۡل ُم ۡؤ ِمنِينَ َمن َكانَ َ‬ ‫ـج ۡب ِري َل فَإِنَّ ۥهُ ن ََّزلَ ۥهُ َ‬ ‫ٱَّللِ ُم َ‬ ‫ِل ِ‬ ‫س ِلِۦه َو ِج ۡب ِري َل َو ِمي َك َٰى َل فَإ ِ َّن َّ‬ ‫ت َو َما يَ ۡكفُ ُر بِ َها ٓ إِ ََّل ۡٱل َٰفَ ِسقُونَ أ َ َو ُكلَّ َما‬ ‫عد ‪ُٞ‬و ِل ۡل َٰ َك ِف ِرينَ َولَقَ ۡد أَنزَ ۡلنَا ٓ إِلَ ۡيكَ َءا َٰيَ ُۢ ِ‬ ‫ت بَيِ َٰنَ ۖۡ ٖ‬ ‫َو ُر ُ‬ ‫ٱَّللَ َ‬ ‫عهۡ دٗ ا نَّ َبذَ ۥهُ فَ ِر ‪ٞ‬‬ ‫يق ِم ۡن ُه ِۚم َب ۡل أ َ ۡكث َ ُر ُه ۡم ََل ََل ي ُۡؤ ِمنُونَ‬ ‫ع َهدُواْ َ‬ ‫َٰ َ‬ ‫َّ‬ ‫المقطعة في أوائل السور فيها إشارة إلى إعجاز القرآن؛ فقد وقع به تحدي المشركين‪ ،‬فعجزوا عن‬ ‫هذه الحروف وغيرها من الحروف‬ ‫معارضته‪ ،‬وهو مر َّكب من هذه الحروف التي تتكون منها لغة العرب‪ .‬ف َد َّل عجز العرب عن اإلتيان بمثله ‪-‬مع أنهم أفصح الناس‪ -‬على أن‬ ‫القرآن وحي من هللا‪)١( .‬‬ ‫شكَّ أنه من عند هللا‪ ،‬فال يصح أن يرتاب فيه أحد لوضوحه‪ ،‬ينتفع به المتقون بالعلم النافع والعمل‬ ‫ذلك القرآن هو الكتاب العظيم الذي ال َ‬ ‫الصالح وهم الذين يخافون هللا‪ ،‬ويتبعون أحكامه‪)٢( .‬‬ ‫صدِّقون بالغيب الذي ال تدركه حواسُّهم وال عقولهم وحدها؛ ألنه ال يُ ْعرف إال بوحي هللا إلى رسله‪ ،‬مثل اإليمان بالمالئكة‪،‬‬ ‫وهم الذين يُ َ‬ ‫والجنة‪ ،‬والنار‪ ،‬وغير ذلك مما أخبر هللا به أو أخبر به رسوله‪( ،‬واإليمان‪ :‬كلمة جامعة لإلقرار باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر‬ ‫والقدر خيره وشره‪ ،‬وتصديق اإلقرار بالقول والعمل بالقلب واللسان والجوارح) وهم مع تصديقهم بالغيب يحافظون على أداء الصالة في‬ ‫مواقيتها أدا ًء صحي ًحا َو ْفق ما شرع هللا لنبيه محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ومما أعطيناهم من المال يخرجون صدقة أموالهم الواجبة‬ ‫والمستحبة‪)٣( .‬‬ ‫صدِّقون بما أُنزل إليك أيها الرسول من القرآن‪ ،‬وبما أنزل إليك من الحكمة‪ ،‬وهي السنة‪ ،‬وبكل ما أُنزل مِّ ن قبلك على الرسل من‬ ‫والذين يُ َ‬ ‫صدِّقون بدار الحياة بعد الموت وما فيها من الحساب والجزاء‪ ،‬تصديقا بقلوبهم يظهر على ألسنتهم‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫وغيرهما‪،‬‬ ‫واإلنجيل‬ ‫كالتوراة‬ ‫كتب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وجوارحهم وخص يوم اآلخرة؛ ألن اإليمان به من أعظم البواعث على فعل الطاعات‪ ،‬واجتناب المحرمات‪ ،‬ومحاسبة النفس‪)٤( .‬‬

‫شر ما‬ ‫أصحاب هذه الصفات يسيرون على نور من ربهم وبتوفيق مِّ ن خالقهم وهاديهم‪ ،‬وهم الفائزون الذين أدركوا ما طلبوا‪ ،‬ونَ َجوا من ِّ‬ ‫منه هربوا‪)٥( .‬‬ ‫أخوفتهم وحذرتهم من عذاب هللا‪ ،‬أم تركت ذلك؛‬ ‫إن الذين جحدوا ما أُنزل إليك من ربك‬ ‫ً‬ ‫استكبارا وطغيانًا‪ ،‬لن يقع منهم اإليمان‪ ،‬سواء َّ‬ ‫إلصرارهم على باطلهم‪)٦( .‬‬ ‫طبع هللا على قلوب هؤالء وعلى سمعهم‪ ،‬وجعل على أبصارهم غطاء؛ بسبب كفرهم وعنادهم مِّ ن بعد ما تبيَّن لهم الحق‪ ،‬فلم يوفقهم‬ ‫للهدى‪ ،‬ولهم عذاب شديد في نار جهنم‪)٧( .‬‬ ‫متحي ًرا بين المؤمنين والكافرين‪ ،‬وهم المنافقون الذين يقولون بألسنتهم‪ :‬ص َّد ْقنَا باهلل وباليوم اآلخر‪ ،‬وهم في باطنهم‬ ‫ومن الناس فريق يتردد‬ ‫ِّ‬ ‫كاذبون لم يؤمنوا‪)٨( .‬‬ ‫يعتقدون بجهلهم أنهم يخادعون هللا والذين آمنوا بإظهارهم اإليمان وإضمارهم الكفر‪ ،‬وما يخدعون إال أنفسهم؛ ألن عاقبة خداعهم تعود‬ ‫عليهم‪ .‬ومِّ ن فرط جهلهم ال يُحِّ سُّون بذلك؛ لفساد قلوبهم‪)٩( .‬‬ ‫في قلوبهم شكٌّ وفساد فا ْبتُلوا بالمعاصي الموجبة لعقوبتهم‪ ،‬فزادهم هللا ش ًكا‪ ،‬ولهم عقوبة موجعة بسبب كذبهم ونفاقهم‪)١٠( .‬‬ ‫وإذا نُصحوا ليكفُّوا عن اإلفساد في األرض بالكفر والمعاصي‪ ،‬وإفشاء أسرار المؤمنين‪ ،‬ومواالة الكافرين‪ ،‬قالوا كذبًا وجداال إنما نحن‬ ‫أهل اإلصالح‪)١١( .‬‬ ‫َّ‬ ‫إن هذا الذي يفعلونه ويزعمون أنه إصالح هو عين الفساد‪ ،‬لكنهم بسبب جهلهم وعنادهم ال يُحِّ سُّون‪)١٢( .‬‬ ‫صدِّق مثل تصديق ضعاف العقل‬ ‫وإذا قيل للمنافقين‪ :‬آمِّ نُوا ‪-‬مثل إيمان الصحابة‪ ،‬وهو اإليمان بالقلب واللسان والجوارح‪ ،-‬جا َدلوا وقالوا‪ :‬أَنُ َ‬ ‫سفَهَ مقصور عليهم‪ ،‬وهم ال يعلمون أن ما هم فيه هو الضالل والخسران‪.‬‬ ‫سفَ ِّه سواء؟ فر َّد هللا عليهم بأن ال َّ‬ ‫والرأي‪ ،‬فنكون نحن وهم في ال َّ‬ ‫(‪)١٣‬‬ ‫هؤالء المنافقون إذا قابلوا المؤمنين قالوا‪ :‬صدَّقنا باإلسالم مثلكم‪ ،‬وإذا انصرفوا وذهبوا إلى زعمائهم الكفرة المتمردين على هللا أ َّكدوا لهم‬ ‫أنهم على ملة الكفر لم يتركوها‪ ،‬وإنما كانوا يَ ْستَخِّ فُّون بالمؤمنين‪ ،‬ويسخرون منهم‪)١٤( .‬‬ ‫هللا يستهزئ بهم ويُمهلهم؛ ليزدادوا ضالال و َحيْرة وترددًا‪ ،‬ويجازيهم على استهزائهم بالمؤمنين‪)١٥( .‬‬ ‫أولئك المنافقون باعوا أنفسهم في صفقة خاسرة‪ ،‬فأخذوا الكفر‪ ،‬وتركوا اإليمان‪ ،‬فما كسبوا شيئًا‪ ،‬بل َخسِّروا الهداية‪ .‬وهذا هو الخسران‬ ‫المبين‪)١٦( .‬‬ ‫ت ضاللهم وهم ال‬ ‫حال المنافقين الذين آمنوا ‪-‬‬ ‫ظاهرا ال باط ًنا‪ -‬برسالة محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ثم كفروا‪ ،‬فصاروا يتخبطون في ظلما ِّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫نارا عظيمة للدفء واإلضاءة‪ ،‬فلما سطعت النار‬ ‫يشعرون‪ ،‬وال أمل لهم في الخروج منها‪ ،‬تشبه حا َل جماعة في ليلة مظلمة‪ ،‬وأوقد أحدهم ً‬ ‫وأنارت ما حوله‪ ،‬انطفأت وأعتمت‪ ،‬فصار أصحابها في ظلمات ال يرون شيئًا‪ ،‬وال يهتدون إلى طريق وال مخرج‪)١٧( .‬‬ ‫ع ْمي عن إبصار نور الهداية؛ لذلك ال يستطيعون الرجوع إلى اإليمان الذي‬ ‫ص ٌّم عن سماع الحق سماع تدبر‪ ،‬بُ ْكم عن النطق به‪ُ ،‬‬ ‫هم ُ‬ ‫تركوه‪ ،‬واستعاضوا عنه بالضالل‪)١٨( .‬‬ ‫أو ت ُ ْشبه حا ُل فريق آخر من المنافقين يظهر لهم الحق تارة‪ ،‬ويشكون فيه تارة أخرى‪ ،‬حا َل جماعة يمشون في العراء‪ ،‬فينصب عليهم مطر‬ ‫شديد‪ ،‬تصاحبه ظلمات بعضها فوق بعض‪ ،‬مع قصف الرعد‪ ،‬ولمعان البرق‪ ،‬والصواعق المحرقة‪ ،‬التي تجعلهم من شدة الهول يضعون‬ ‫أصابعهم في آذانهم؛ خوفًا من الهالك‪ .‬وهللا تعالى محيط بالكافرين ال يفوتونه وال يعجزونه‪)١٩( .‬‬ ‫يقارب البرق ‪-‬من شدة لمعانه‪ -‬أن يسلب أبصارهم‪ ،‬ومع ذلك فكلَّما أضاء لهم مش َْوا في ضوئه‪ ،‬وإذا ذهب أظلم الطريق عليهم فيقفون في‬ ‫أماكنهم‪ .‬ولوال إمهال هللا لهم لسلب سمعهم وأبصارهم‪ ،‬وهو قادر على ذلك في كل وقتٍ‪ ،‬إنه على كل شيء قدير‪)٢٠( .‬‬

‫نداء من هللا للبشر جميعًا‪ :‬أن اعبدوا هللا الذي ربَّاكم بنعمه‪ ،‬وخافوه وال تخالفوا دينه؛ فقد أوجدكم من العدم‪ ،‬وأوجد الذين من قبلكم؛ لتكونوا‬ ‫من المتقين الذين رضي هللا عنهم ورضوا عنه‪)٢١( .‬‬ ‫ربكم الذي جعل لكم األرض بسا ً‬ ‫طا؛ لتسهل حياتكم عليها‪ ،‬والسماء محكمة البناء‪ ،‬وأنزل المطر من السحاب فأخرج لكم به من ألوان‬ ‫تفرده بالخلق والرزق‪ ،‬واستحقاقِّه العبودية‪)٢٢( .‬‬ ‫الثمرات وأنواع النبات رزقًا لكم‪ ،‬فال تجعلوا هلل نظراء في العبادة‪ ،‬وأنتم تعلمون ُّ‬ ‫وإن كنتم ‪-‬أيها الكافرون المعاندون‪ -‬في ش ٍَك من القرآن الذي ن ََّزلناه على عبدنا محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وتزعمون أنه ليس من عند‬ ‫هللا‪ ،‬فهاتوا سورة تماثل سورة من القرآن‪ ،‬واستعينوا بمن تقدرون عليه مِّ ن أعوانكم‪ ،‬إن كنتم صادقين في دعواكم‪)٢٣( .‬‬ ‫فإن ع َجزتم اآلن ‪-‬وستعجزون مستقبال ال محالة‪ -‬فاتقوا النار باإليمان بالنبي صلى هللا عليه وسلم وطاعة هللا تعالى‪ .‬هذه النار التي َح َ‬ ‫طبُها‬ ‫الناس والحجارة‪ ،‬أ ُ ِّعدَّتْ للكافرين باهلل ورسله‪)٢٤( .‬‬ ‫سرورا‪ ،‬بأن لهم في اآلخرة حدائق عجيبة‪ ،‬تجري األنهار تحت قصورها‬ ‫خبرا يملؤهم‬ ‫ً‬ ‫وأخبر ‪-‬أيها الرسول‪ -‬أهل اإليمان والعمل الصالح ً‬ ‫العالية وأشجارها الظليلة‪ .‬كلَّما رزقهم هللا فيها نوعًا من الفاكهة اللذيذة قالوا‪ :‬قد َرزَ قَنا هللا هذا النوع من قبل‪ ،‬فإذا ذاقوه وجدوه شيئًا جديدًا‬ ‫في طعمه ولذته‪ ،‬وإن تشابه مع سابقه في اللون والمنظر واالسم‪ .‬ولهم في الجنَّات زوجات مط َّهرات من كل ألوان الدنس الحسي ِّ كالبول‬ ‫والحيض‪ ،‬والمعنوي كالكذب وسوء ال ُخلُق‪ .‬وهم في الجنة ونعيمها دائمون‪ ،‬ال يموتون فيها وال يخرجون منها‪)٢٥( .‬‬ ‫إن هللا تعالى ال يستحيي من الحق أن يذكر شيئًا ما‪ ،‬ق َّل أو كثر‪ ،‬ولو كان تمثيال بأصغر شيء‪ ،‬كالبعوضة والذباب ونحو ذلك‪ ،‬مما ضربه‬ ‫هللا مثال ِّلعَجْز كل ما يُ ْعبَد من دون هللا‪ .‬فأما المؤمنون فيعلمون حكمة هللا في التمثيل بالصغير والكبير من خلقه‪ ،‬وأما الكفار فَيَ ْسخرون‬ ‫ض ْرب المثل بهذه الحشرات الحقيرة؟ ويجيبهم هللا بأن المراد هو االختبار‪ ،‬وتمييز المؤمن من الكافر؛ لذلك‬ ‫ويقولون‪ :‬ما مراد هللا مِّن َ‬ ‫سا كثيرين عن الحق لسخريتهم منه‪ ،‬ويوفق به غيرهم إلى مزيد من اإليمان والهداية‪ .‬وهللا تعالى ال يظلم أح ًدا؛‬ ‫يصرف هللا بهذا المثل نا ً‬ ‫ص ِّرف عن الحق إال الخارجين عن طاعته‪)٢٦( .‬‬ ‫ألنه ال يَ ْ‬ ‫الذين ينكثون عهد هللا الذي أخذه عليهم بالتوحيد والطاعة‪ ،‬وقد أ َّكده بإرسال الرسل‪ ،‬وإنزال الكتب‪ ،‬ويخالفون دين هللا كقطع األرحام ونشر‬ ‫الفساد في األرض‪ ،‬أولئك هم الخاسرون في الدنيا واآلخرة‪)٢٧( .‬‬ ‫كيف تنكرون ‪-‬أيُّها المشركون‪ -‬وحدانية هللا تعالى‪ ،‬وتشركون به غيره في العبادة مع البرهان القاطع عليها في أنفسكم؟ فلقد كنتم أمواتًا‬ ‫فأوجدكم ونفخ فيكم الحياة‪ ،‬ثم يميتكم بعد انقضاء آجالكم التي حددها لكم‪ ،‬ثم يعيدكم أحياء يوم البعث‪ ،‬ثم إليه ترجعون للحساب والجزاء‪.‬‬ ‫(‪)٢٨‬‬ ‫فسو َّ‬ ‫اهن سبع سموات‪ ،‬وهو بكل‬ ‫هللاُ وحده الذي َخ َلق ألجلكم كل ما في األرض من النِّعم التي تنتفعون بها‪ ،‬ثم قصد إلى خلق السموات‪َّ ،‬‬ ‫شيء عليم‪ .‬فع ِّْل ُمه ‪-‬سبحانه‪ -‬محيط بجميع ما خلق‪)٢٩( .‬‬ ‫عل ْمنا‬ ‫واذكر ‪-‬أيها الرسول‪ -‬للناس حين قال ربك للمالئكة‪ :‬إني جاعل في األرض قو ًما يخلف بعضهم بعضًا لعمارتها‪ .‬قالت‪ :‬يا ربَّنا ِّ‬ ‫وأ َ ْر ِّشدْنا ما الحكمة في خلق هؤالء‪ ،‬مع َّ‬ ‫ننزهك التنزيه‬ ‫أن من شأنهم اإلفساد في األرض واراقة الدماء ظلما وعدوانًا ونحن طوع أمرك‪ِّ ،‬‬ ‫ونمجدك بكل صفات الكمال والجالل؟ قال هللا لهم‪ :‬إني أعلم ما ال تعلمون من الحكمة البالغة في خلقهم‪)٣٠( .‬‬ ‫الالئق بحمدك وجاللك‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫وبيا ًنا لفضل آدم عليه السالم ع َّلمه هللا أسماء األشياء كلها‪ ،‬ثم عرض مسمياتها على المالئكة قائال لهم‪ :‬أخبروني بأسماء هؤالء‬ ‫الموجودات‪ ،‬إن كنتم صادقين في أنكم أ َ ْولى باالستخالف في األرض منهم‪)٣١( .‬‬ ‫ننزهك يا ربَّنا‪ ،‬ليس لنا علم إال ما علَّمتنا إياه‪ .‬إنك أنت وحدك العليم بشئون خلقك‪ ،‬الحكيم في تدبيرك‪)٣٢( .‬‬ ‫قالت المالئكة‪ِّ :‬‬ ‫قال هللا‪ :‬يا آدم أخبرهم بأسماء هذه األشياء التي ع َجزوا عن معرفتها‪ .‬فلما أخبرهم آدم بها‪ ،‬قال هللا للمالئكة‪ :‬لقد أخبرتكم أني أعلم ما خفي‬ ‫عنكم في السموات واألرض‪ ،‬وأعلم ما تظهرونه وما تخفونه‪)٣٣( .‬‬ ‫وإظهارا لفضله‪ ،‬فأطاعوا جميعًا إال إبليس‬ ‫واذكر ‪-‬أيها الرسول‪ -‬للناس تكريم هللا آلدم حين قال سبحانه للمالئكة‪ :‬اسجدوا آلدم إكرا ًما له‬ ‫ً‬ ‫تكبرا وحسدًا‪ ،‬فصار من الجاحدين باهلل‪ ،‬العاصين ألمره‪)٣٤( .‬‬ ‫امتنع عن السجود ً‬

‫وقال هللا‪ :‬يا آدم اسكن أنت وزوجك حواء الجنة‪ ،‬وتمتعا بثمارها تمتعًا هنيئًا واسعًا في أي مكان تشاءان فيها‪ ،‬وال تقربا هذه الشجرة حتى‬ ‫ال تقعا في المعصية‪ ،‬فتصيرا من المتجاوزين أمر هللا‪)٣٥( .‬‬ ‫فأوقعهما الشيطان في الخطيئة‪ْ :‬‬ ‫بأن وسوس لهما حتى أكال من الشجرة‪ ،‬فتسبب في إخراجهما من الجنة ونعيمها‪ .‬وقال هللا لهم‪ :‬اهبطوا إلى‬ ‫األرض‪ ،‬يعادي بعضكم بعضًا ‪-‬أي آدم وحواء والشيطان‪ -‬ولكم في األرض استقرار وإقامة‪ ،‬وانتفاع بما فيها إلى وقت انتهاء آجالكم‪.‬‬ ‫(‪)٣٦‬‬ ‫{ربَّنَا َ‬ ‫فتلقى آد ُم بالقبول كلماتٍ‪ ،‬ألهمه هللا إياها توبة‬ ‫سنَا َو ِّإ ْن لَ ْم ت َ ْغف ِّْر لَنَا َوت َْر َح ْمنَا لَنَ ُكون ََّن مِّ نَ‬ ‫ً‬ ‫ظ َل ْمنَا أ َ ْنفُ َ‬ ‫واستغفارا‪ ،‬وهي قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫ْالخَاس ِِّّرينَ (‪ })7:23‬فتاب هللا عليه‪ ،‬وغفر له ذنبه إنه تعالى هو التواب لمن تاب مِّ ن عباده‪ ،‬الرحيم بهم‪)٣٧( .‬‬ ‫قال هللا لهم‪ :‬اهبطوا من الجنة جميعًا‪ ،‬وسيأتيكم أنتم وذرياتكم المتعاقبة ما فيه هدايتكم إلى الحق‪ .‬فمن عمل بها فال خوف عليهم فيما‬ ‫يستقبلونه من أمر اآلخرة وال هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا‪)٣٨( .‬‬ ‫والذين جحدوا وكذبوا بآياتنا المتلوة ودالئل توحيدنا‪ ،‬أولئك الذين يالزمون النار‪ ،‬هم فيها خالدون‪ ،‬ال يخرجون منها‪)٣٩( .‬‬ ‫يا ذرية يعقوب اذكروا نعمي الكثيرة عليكم‪ ،‬واشكروا لي‪ ،‬وأتموا وصيتي لكم‪ :‬بأن تؤمنوا بكتبي ورسلي جميعًا‪ ،‬وتعملوا بشرائعي‪ .‬فإن‬ ‫َّاي ‪-‬وحدي‪ -‬فخافوني‪ ،‬واحذروا نقمتي إن نقضتم العهد‪،‬‬ ‫فعلتم ذلك أُتمم لكم ما وعدتكم به من الرحمة في الدنيا‪ ،‬والنجاة في اآلخرة‪ .‬وإي َ‬ ‫وكفرتم بي‪)٤٠( .‬‬ ‫وآمنوا‪ -‬يا بني إسرائيل‪ -‬بالقرآن الذي أنزَ ْلتُه على محمد نبي هللا ورسوله‪ ،‬مواف ًقا لما تعلمونه من صحيح التوراة‪ ،‬وال تكونوا أول فريق‬ ‫من أهل الكتاب يكفر به‪ ،‬وال تستبدلوا بآياتي ثمنًا قليال من حطام الدنيا الزائل‪ ،‬وإياي وحدي فاعملوا بطاعتي واتركوا معصيتي‪)٤١( .‬‬ ‫وال تخلِّطوا الحق الذي بيَّنته لكم بالباطل الذي افتريتموه‪ ،‬واحذروا كتمان الحق الصريح من صفة نبي هللا ورسوله محمد صلى هللا عليه‬ ‫وسلم التي في كتبكم‪ ،‬وأنتم تجدونها مكتوبة عندكم‪ ،‬فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم‪)٤٢( .‬‬ ‫وادخلوا في دين اإلسالم‪ :‬بأن تقيموا الصالة على الوجه الصحيح‪ ،‬كما جاء بها نبي هللا ورسوله محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وتؤدوا الزكاة‬ ‫المفروضة على الوجه المشروع‪ ،‬وتكونوا مع الراكعين من أمته صلى هللا عليه وسلم‪)٤٣( .‬‬ ‫ما أقبح حالَكم وحا َل علمائكم حين تأمرون الناس بعمل الخيرات‪ ،‬وتتركون أنفسكم‪ ،‬فال تأمرونها بالخير العظيم‪ ،‬وهو اإلسالم‪ ،‬وأنتم‬ ‫تقرءون التوراة‪ ،‬التي فيها صفات محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ووجوب اإليمان به!! أفال تستعملون عقولكم استعماال صحي ًحا؟ (‪)٤٤‬‬ ‫واستعينوا في كل أموركم بالصبر بجميع أنواعه‪ ،‬وكذلك الصالة‪ .‬وإنها لشاقة إال على الخاشعين‪)٤٥( .‬‬ ‫الذين يخشون هللا ويرجون ما عنده‪ ،‬ويوقنون أنهم مالقو ربِّهم ج َّل وعال بعد الموت‪ ،‬وأنهم إليه راجعون يوم القيامة للحساب والجزاء‪.‬‬ ‫(‪)٤٦‬‬ ‫َّ‬ ‫المنزلة‬ ‫يا ذرية يعقوب تذ َّكروا نعمي الكثيرة عليكم‪ ،‬واشكروا لي عليها‪ ،‬وتذكروا أني فَض َّْلتكم على عالَمي زمانكم بكثرة األنبياء‪ ،‬والكتب‬ ‫كالتوراة واإلنجيل‪)٤٧( .‬‬ ‫وخافوا يوم القيامة‪ ،‬يوم ال يغني أحد عن أحد شيئًا‪ ،‬وال يقبل هللا شفاعة في الكافرين‪ ،‬وال يقبل منهم فدية‪ ،‬ولو كانت أموال األرض جميعًا‪،‬‬ ‫وال يملك أحد في هذا اليوم أن يتقدم لنصرتهم وإنقاذهم من العذاب‪)٤٨( .‬‬ ‫واذكروا نعمتنا عليكم حين أنقذناكم من بطش فرعون وأتباعه‪ ،‬وهم يُذيقونكم أش َّد العذاب‪ ،‬فيُكثِّرون مِّ ن َذبْح أبنائكم‪ ،‬وترك بناتكم للخدمة‬ ‫واالمتهان‪ .‬وفي ذلك اختبار لكم من ربكم‪ ،‬وفي إنجائكم منه نعمة عظيمة‪ ،‬تستوجب شكر هللا تعالى في كل عصوركم وأجيالكم‪)٤٩( .‬‬ ‫ص ْلنا بسببكم البحر‪ ،‬وجعلنا فيه طرقًا يابسةً‪ ،‬فعبرتم‪ ،‬وأنقذناكم من فرعون وجنوده‪ ،‬ومن الهالك في الماء‪.‬‬ ‫واذكروا نعمتنا عليكم‪ ،‬حين فَ َ‬ ‫فلما دخل فرعون وجنوده طرقكم أهلكناهم في الماء أمام أعينكم‪)٥٠( .‬‬

‫واذكروا نعمتنا عليكم‪ :‬حين واعدنا موسى أربعين ليلة إلنزال التوراة هدايةً‬ ‫ونورا لكم‪ ،‬فإذا بكم تنتهزون فرصة غيابه هذه المدة القليلة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وتجعلون العجل الذي صنعتموه بأيديكم معبودًا لكم من دون هللا ‪ -‬وهذا أشنع الكفر باهلل‪ -‬وأنتم ظالمون باتخاذكم العجل إل ًها‪)٥١( .‬‬ ‫ث َّم تجاوزنا عن هذه الفعلة المنكرة‪ ،‬وقَ ِّب ْلنَا توبتكم بعد عودة موسى؛ رجا َء أن تشكروا هللا على نعمه وأفضاله‪ ،‬وال تتمادوا في الكفر‬ ‫والطغيان‪)٥٢( .‬‬ ‫واذكروا نعمتنا عليكم حين أعطينا موسى الكتاب الفارق بين الحق والباطل ‪-‬وهو التوراة‪-‬؛ لكي تهتدوا من الضاللة‪)٥٣( .‬‬ ‫واذكروا نعمتنا عليكم حين قال موسى لقومه‪ :‬إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل إل ًها‪ ،‬فتوبوا إلى خالقكم‪ :‬بأن يَ ْقتل بعضكم بعضًا‪ ،‬وهذا‬ ‫خير لكم عند خالقكم من الخلود األبدي في النار‪ ،‬فامتثلتم ذلك‪َّ ،‬‬ ‫فمن هللا عليكم بقَبول توبتكم‪ .‬إنه تعالى هو التواب لمن تاب مِّ ن عباده‪،‬‬ ‫الرحيم بهم‪)٥٤( .‬‬ ‫واذكروا إذ قلتم‪ :‬يا موسى لن نصدقك في أن الكالم الذي نسمعه منك هو كالم هللا‪ ،‬حتى نرى هللا ِّعيَانًا‪ ،‬فنزلت نار من السماء رأيتموها‬ ‫بأعينكم‪ ،‬فقَتَلَتْكم بسبب ذنوبكم‪ ،‬و ُج ْرأتكم على هللا تعالى‪)٥٥( .‬‬ ‫ثم أحييناكم مِّ ن بعد موتكم بالصاعقة؛ لتشكروا نعمة هللا عليكم‪ ،‬فهذا الموت عقوبة لهم‪ ،‬ثم بعثهم هللا الستيفاء آجالهم‪)٥٦( .‬‬ ‫َّ‬ ‫المن‪ ،‬وهو شيء يشبه‬ ‫واذكروا نعمتنا عليكم حين كنتم تتيهون في األرض؛ إذ جعلنا السحاب مظلال عليكم من َح ِّر الشمس‪ ،‬وأنزلنا عليكم‬ ‫صمغ طعمه كالعسل‪ ،‬وأنزلنا عليكم السَّلوى وهو طير يشبه السُّمانَى‪ ،‬وقلنا لكم‪ :‬كلوا من طيِّبات ما رزقناكم‪ ،‬وال تخالفوا دينكم‪ ،‬فلم‬ ‫ال َّ‬ ‫تمتثلوا‪ .‬وما ظلمونا بكفران النعم‪ ،‬ولكن كانوا أنفسهم يظلمون؛ ألن عاقبة الظلم عائدة عليهم‪)٥٧( .‬‬ ‫واذكروا نعمتنا عليكم حين قلنا‪ :‬ادخلوا مدينة "بيت المقدس" فكلوا من طيباتها في أي مكان منها أكال هنيئًا‪ ،‬وكونوا في دخولكم خاضعين‬ ‫خيرا وثوابًا‪)٥٨( .‬‬ ‫ض ْع عنَّا ذنوبنا‪ ،‬نستجب لكم ونعف ونسترها عليكم‪ ،‬وسنزيد المحسنين بأعمالهم ً‬ ‫هلل‪ ،‬ذليلين له‪ ،‬وقولوا‪ :‬ربَّنا َ‬ ‫وحرفوا القول والفعل جمي ًعا‪ ،‬إذ دخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا‪ :‬حبة في شعرة‪،‬‬ ‫فبدَّل الجائرون الضالون من بني إسرائيل قول هللا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫واستهزءوا بدين هللا‪ .‬فأنزل هللا عليهم عذابًا من السماء؛ بسبب تمردهم وخروجهم عن طاعة هللا‪)٥٩( .‬‬ ‫واذكروا نعمتنا عليكم ‪-‬وأنتم عطاش في التِّيْه‪ -‬حين دعانا موسى ‪-‬بضراعة‪ -‬أن نسقي قومه‪ ،‬فقلنا‪ :‬اضرب بعصاك الحجر‪ ،‬فضرب‪،‬‬ ‫فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا‪ ،‬بعدد القبائل‪ ،‬مع إعالم كل قبيلة بالعين الخاصة بها حتى ال يتنازعوا‪ .‬وقلنا لهم‪ :‬كلوا واشربوا من رزق‬ ‫هللا‪ ،‬وال تسعوا في األرض مفسدين‪)٦٠( .‬‬ ‫واذكروا حين أنزلنا عليكم الطعام الحلو‪ ،‬والطير الشهي‪ ،‬فبطِّ رتم النعمة كعادتكم‪ ،‬وأصابكم الضيق والملل‪ ،‬فقلتم‪ :‬يا موسى لن نصبر على‬ ‫ضر‪ ،‬والقثاء والحبوب التي تؤكل‪،‬‬ ‫طعام ثابت ال يتغير مع األيام‪ ،‬فادع لنا ربك يخرج لنا من نبات األرض طعا ًما من البقول وال ُخ َ‬ ‫قدرا‪ ،‬وتتركون هذا الرزق النافع الذي اختاره هللا‬ ‫والعدس‪ ،‬والبصل‪ .‬قال موسى ‪-‬‬ ‫مستنكرا عليهم‪ :-‬أتطلبون هذه األطعمة التي هي أقل ً‬ ‫ً‬ ‫كثيرا في الحقول واألسواق‪ .‬ولما هبطوا تبيَّن لهم أنهم يُقَدِّمون اختيارهم ‪-‬في‬ ‫اشتهيتم‬ ‫ما‬ ‫تجدوا‬ ‫مدينة‪،‬‬ ‫أي‬ ‫لكم؟ اهبطوا من هذه البادية إلى‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫صفَة الذل وفقر النفوس‪ ،‬وانصرفوا ورجعوا بغضب‬ ‫كل موطن‪ -‬على اختيار هللا‪ ،‬ويُؤْ ثِّرون شهواتهم على ما اختاره هللا لهم؛ لذلك لزمتهم ِّ‬ ‫ً‬ ‫من هللا؛ إلعراضهم عن دين هللا‪ ،‬وألنهم كانوا يكفرون بآيات هللا ويقتلون النبيين ظل ًما وعدوانا؛ وذلك بسبب عصيانهم وتجاوزهم حدود‬ ‫ربهم‪)٦١( .‬‬ ‫إن المؤمنين من هذه األمة‪ ،‬الذين صدَّقوا باهلل ورسله‪ ،‬وعملوا بشرعه‪ ،‬والذين كانوا قبل بعثة محمد صلى هللا عليه وسلم من األمم السالفة‬ ‫من اليهود‪ ،‬والنصارى‪ ،‬والصابئين‪ -‬وهم قوم باقون على فطرتهم‪ ،‬وال دين مقرر لهم يتبعونه‪ -‬هؤالء جميعًا إذا صدَّقوا باهلل تصديقًا‬ ‫صا‪ ،‬وبيوم البعث والجزاء‪ ،‬وعملوا عمال مرضيًا عند هللا‪ ،‬فثوابهم ثابت لهم عند ربهم‪ ،‬وال خوف عليهم فيما يستقبلونه من‬ ‫صحي ًحا خال ً‬ ‫أمر اآلخرة‪ ،‬وال هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا‪ .‬وأما بعد بعثة محمد صلى هللا عليه وسلم خات ًما للنبيين والمرسلين إلى الناس‬ ‫كافة‪ ،‬فال يقبل هللا من أحد دينًا غير ما جاء به‪ ،‬وهو اإلسالم‪)٦٢( .‬‬ ‫واذكروا ‪-‬يا بني إسرائيل‪ -‬حين أ َ َخ ْذنا العهد المؤ َّكد منكم باإليمان باهلل وإفراده بالعبادة‪ ،‬ورفعنا جبل الطور فوقكم‪ ،‬وقلنا لكم‪ :‬خذوا الكتاب‬ ‫الذي أعطيناكم بج ٍد واجتهاد واحفظوه‪ ،‬وإال أطبقنا عليكم الجبل‪ ،‬وال تنسوا التوراة قوال وعمال كي تتقوني وتخافوا عقابي‪)٦٣( .‬‬

‫ض ُل هللا عليكم ورحمته بالتوبة‪ ،‬والتجاوز عن خطاياكم‪،‬‬ ‫ور ْفع الجبل كشأنكم دائ ًما‪ .‬فلوال فَ ْ‬ ‫ثم خالفتم وعصيتم مرة أخرى‪ ،‬بعد أ َ ْخ ِّذ الميثاق َ‬ ‫لصرتم من الخاسرين في الدنيا واآلخرة‪)٦٤( .‬‬ ‫ولقد علمتم ‪-‬يا معشر اليهود‪ -‬ما ح َّل من البأس بأسالفكم من أهل القرية التي عصت هللا‪ ،‬فيما أخذه عليهم من تعظيم السبت‪ ،‬فاحتالوا‬ ‫الصطياد السمك في يوم السبت‪ ،‬بوضع الشِّباك وحفر ال ِّب َرك‪ ،‬ثم اصطادوا السمك يوم األحد حيلة إلى المحرم‪ ،‬فلما فعلوا ذلك‪ ،‬مسخهم هللا‬ ‫قردة منبوذين‪)٦٥( .‬‬ ‫فجعلنا هذه القرية عبرة لمن بحضرتها من القرى‪ ،‬يبلغهم خبرها وما ح َّل بها‪ ،‬وعبرة لمن يعمل بعدها مثل تلك الذُّنوب‪ ،‬وجعلناها تذكرة‬ ‫للصالحين؛ ليعلموا أنهم على الحق‪ ،‬فيثبتوا عليه‪)٦٦( .‬‬ ‫واذكروا يا بني إسرائيل جناية أسالفكم‪ ،‬وكثرة تعنتهم وجدالهم لموسى عليه الصالة والسالم‪ ،‬حين قال لهم‪ :‬إن هللا يأمركم أن تذبحوا بقرة‪،‬‬ ‫فقالوا ‪-‬مستكبرين‪ :-‬أتجعلنا موضعًا للسخرية واالستخفاف؟ فر َّد عليهم موسى بقوله‪ :‬أستجير باهلل أن أكون من المستهزئين‪)٦٧( .‬‬ ‫قالوا‪ :‬ادع لنا ربَّك يوضح لنا صفة هذه البقرة‪ ،‬فأجابهم‪ :‬إن هللا يقول لكم‪ :‬صفتها أال تكون مسنَّة ه َِّرمة‪ ،‬وال صغيرة فَتِّيَّة‪ ،‬وإنما هي‬ ‫فسارعوا إلى امتثال أمر ربكم‪)٦٨( .‬‬ ‫متوسطة بينهما‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ص ْفرة‪ ،‬تَسُ ُّر َمن ينظر إليها‪)٦٩( .‬‬ ‫فعادوا إلى جدالهم قائلين‪ :‬ادع لنا ربك يوضح لنا لونها‪ .‬قال‪ :‬إنه يقول‪ :‬إنها بقرة صفراء شديدة ال ُّ‬ ‫قال بنو إسرائيل لموسى‪ :‬ادع لنا ربك يوضح لنا صفات أخرى غير ما سبق؛ ألن البقر ‪-‬بهذه الصفات‪ -‬كثير فا ْشت َبَهَ علينا ماذا نختار؟‬ ‫وإننا ‪-‬إن شاء هللا‪ -‬لمهتدون إلى البقرة المأمور بذبحها‪)٧٠( .‬‬ ‫قال لهم موسى‪ :‬إن هللا يقول‪ :‬إنها بقرة غير مذللة للعمل في حراثة األرض للزراعة‪ ،‬وغير معدة للسقي من الساقية‪ ،‬وخالية من العيوب‬ ‫جميعها‪ ،‬وليس فيها عالمة من لون غير لون جلدها‪ .‬قالوا‪ :‬اآلن جئت بحقيقة وصف البقرة‪ ،‬فاضطروا إلى ذبحها بعد طول المراوغة‪ ،‬وقد‬ ‫قاربوا أال يفعلوا ذلك لعنادهم‪ .‬وهكذا شددوا فشدَّد هللا عليهم‪)٧١( .‬‬ ‫سا فتنازعتم بشأنها‪ ،‬ك ٌّل يدفع عن نفسه تهمة القتل‪ ،‬وهللا مخرج ما كنتم تخفون مِّ ن قَتْل القتيل‪)٧٢( .‬‬ ‫واذكروا إذ قتلتم نف ً‬ ‫فقلنا‪ :‬اضربوا القتيل بجزء من هذه البقرة المذبوحة‪ ،‬فإن هللا سيبعثه حيًا‪ ،‬ويخبركم عن قاتله‪ .‬فضربوه ببعضها فأحياه هللا وأخبر بقاتله‪.‬‬ ‫كذلك يُحيي هللا الموتى يوم القيامة‪ ،‬ويريكم‪ -‬يا بني إسرائيل‪ -‬معجزاته الدالة على كمال قدرته تعالى؛ لكي تتفكروا بعقولكم‪ ،‬فتمتنعوا عن‬ ‫معاصيه‪)٧٣( .‬‬ ‫ولكنكم لم تنتفعوا بذلك؛ إذ بعد كل هذه المعجزات الخارقة اشتدت قلوبكم وغلظت‪ ،‬فلم َي ْنفُذ إليها خير‪ ،‬ولم تَل ِّْن أمام اآليات الباهرة التي‬ ‫أريتكموها‪ ،‬حتى صارت قلوبكم مثل الحجارة الص َّماء‪ ،‬بل هي أشد منها غلظة؛ ألن من الحجارة ما يتسع وينفرج حتى تنصبَّ منه المياه‬ ‫أنهارا جاريةً‪ ،‬ومن الحجارة ما يتصدع فينشق‪ ،‬فتخرج منه العيون والينابيع‪ ،‬ومن الحجارة ما يسقط من أعالي الجبال مِّن‬ ‫صبًا‪ ،‬فتصير‬ ‫ً‬ ‫خشية هللا تعالى وتعظيمه‪ .‬وما هللا بغافل عما تعملون‪)٧٤( .‬‬ ‫أيها المسلمون أنسيتم أفعال بني إسرائيل‪ ،‬فطمعت نفوسكم أن يصدِّق اليهو ُد بدينكم؟ وقد كان علماؤهم يسمعون كالم هللا من التوراة‪ ،‬ثم‬ ‫ص ْرفِّه إلى غير معناه الصحيح بعد ما عقلوا حقيقته‪ ،‬أو بتحريف ألفاظه‪ ،‬وهم يعلمون أنهم يحرفون كالم رب العالمين عمدًا‬ ‫يحرفونه بِّ َ‬ ‫وكذبًا‪)٧٥( .‬‬ ‫هؤالء اليهود إذا لقوا الذين آمنوا قالوا بلسانهم‪ :‬آمنَّا بدينكم ورسولكم المب َّ‬ ‫شر به في التوراة‪ ،‬وإذا خال بعض هؤالء المنافقين من اليهود إلى‬ ‫بعض قالوا في إنكار‪ :‬أتحدِّثون المؤمنين بما بيَّن هللا لكم في التوراة من أمر محمد؛ لتكون لهم الحجة عليكم عند ربكم يوم القيامة؟ أفال‬ ‫تفقهون فتحذروا؟ (‪)٧٦‬‬ ‫أيفعلون ك َّل هذه الجرائم‪ ،‬وال يعلمون أن هللا يعلم جميع ما يخفونه وما يظهرونه؟ (‪)٧٧‬‬ ‫ومن اليهود جماعة يجهلون القراءة والكتابة‪ ،‬وال يعلمون التوراة وما فيها من صفات نبي هللا ورسوله محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وما‬ ‫عندهم من ذلك إال أكاذيبُ وظنون فاسدة‪)٧٨( .‬‬

‫فهالك ووعيد شديد ألحبار السوء من اليهود الذين يكتبون الكتاب بأيديهم‪ ،‬ثم يقولون‪ :‬هذا من عند هللا وهو مخالف لما أنزل هللا على نبيِّه‬ ‫موسى عليه الصالة والسالم؛ ليأخذوا في مقابل هذا عرض الدنيا‪ .‬فلهم عقوبة مهلكة بسبب كتابتهم هذا الباطل بأيديهم‪ ،‬ولهم عقوبة مهلكة‬ ‫بسبب ما يأخذونه في المقابل من المال الحرام‪ ،‬كالرشوة وغيرها‪)٧٩( .‬‬ ‫وقال بنو إسرائيل‪ :‬لن تصيبنا النار في اآلخرة إال أيا ًما قليلة العدد‪ .‬قل لهم ‪-‬أيها الرسول مبطال دعواهم‪ :-‬أعندكم عهد من هللا بهذا‪ ،‬فإن هللا‬ ‫ال يخلف عهده؟ بل إنكم تقولون على هللا ما ال تعلمون بافترائكم الكذب‪)٨٠( .‬‬ ‫ف ُح ْك ُم هللا ثابت‪ :‬أن من ارتكب اآلثام حتى َج َّرته إلى الكفر‪ ،‬واستولت عليه ذنوبه مِّن جميع جوانبه وهذا ال يكون إال فيمن أشرك باهلل‪،‬‬ ‫فالمشركون والكفار هم الذين يالزمون نار جهنم مالزمة دائمةً ال تنقطع‪)٨١( .‬‬ ‫وحكم هللا الثابتُ في مقابل هذا‪َّ :‬‬ ‫صا‪ ،‬وعملوا األعمال المتفقة مع شريعة هللا التي أوحاها إلى‬ ‫أن الذين صدَّقوا باهلل ورسله تصدي ًقا خال ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رسله‪ ،‬هؤالء يالزمون الجنة في اآلخرة مالزمة دائمة ال تنقطع‪)٨٢( .‬‬ ‫واذكروا يا بني إسرائيل حين أ َخ ْذنا عليكم عهدًا مؤكدًا‪ :‬بأن تعبدوا هللا وحده ال شريك له‪ ،‬وأن تحسنوا للوالدين‪ ،‬ولألقربين‪ ،‬ولألوالد الذين‬ ‫مات آباؤهم وهم دون بلوغ الحلم‪ ،‬وللمساكين‪ ،‬وأن تقولوا للناس أطيب الكالم‪ ،‬مع أداء الصالة وإيتاء الزكاة‪ ،‬ثم أَع َْرضْتم ونقضتم العهد ‪-‬‬ ‫إال قليال منكم ثبت عليه‪ -‬وأنتم مستمرون في إعراضكم‪)٨٣( .‬‬ ‫واذكروا ‪-‬يا بني إسرائيل‪ -‬حين أ َ َخ ْذنا عليكم عهدًا مؤكدًا في التوراة‪ :‬يحرم سفك بعضكم دم بعض‪ ،‬وإخراج بعضكم بعضًا من دياركم‪ ،‬ثم‬ ‫اعترفتم بذلك‪ ،‬وأنتم تشهدون على صحته‪)٨٤( .‬‬ ‫ثم أنتم يا هؤالء يقتل بعضكم بعضًا‪ ،‬ويُخرج بعضكم بعضًا من ديارهم‪ ،‬ويَتَقَ َّوى كل فريق منكم على إخوانه باألعداء بغيًا وعدوانًا‪ .‬وأن‬ ‫يأت وكم أسارى في يد األعداء سعيتم في تحريرهم من األسر‪ ،‬بدفع الفدية‪ ،‬مع أنه محرم عليكم إخراجهم من ديارهم‪ .‬ما أقبح ما تفعلون‬ ‫حين تؤمنون ببعض أحكام التوراة وتكفرون ببعضها! فليس جزاء َمن يفعل ذلك منكم إال ذُال وفضيحة في الدنيا‪ .‬ويوم القيامة يردُّهم هللا‬ ‫إلى أفظع العذاب في النار‪ .‬وما هللا بغافل عما تعملون‪)٨٥( .‬‬ ‫أولئك هم الذين آثروا الحياة الدنيا على اآلخرة‪ ،‬فال يخفف عنهم العذاب‪ ،‬وليس لهم ناصر ينصرهم مِّ ن عذاب هللا‪)٨٦( .‬‬ ‫قويناه بجبريل عليه‬ ‫ولقد أعطينا موسى التوراة‪ ،‬وأتبعناه برسل من بني إسرائيل‪ ،‬وأعطينا عيسى ابن مريم المعجزات الواضحات‪ ،‬و َّ‬ ‫السالم‪ .‬أفكلما جاءكم رسول بوحي من عند هللا ال يوافق أهواءكم‪ ،‬استعليتم عليه‪ ،‬فكذَّبتم فريقًا وتقتلون فريقًا؟ (‪)٨٧‬‬ ‫ع ْوا‪ ،‬بل قلوبهم‬ ‫وقال بنو إسرائيل لنبي هللا ورسوله محمد صلى هللا عليه وسلم‪ :‬قلوبنا مغطاة‪ ،‬ال يَ ْنفُذ إليها قولك‪ .‬وليس األمر كما ا َّد َ‬ ‫ملعونة‪ ،‬مطبوع عليها‪ ،‬وهم مطرودون من رحمة هللا بسبب جحودهم‪ ،‬فال يؤمنون إال إيمانًا قليال ال ينفعهم‪)٨٨( .‬‬ ‫وحين جاءهم القرأن من عند هللا مصدقا لما معهم من التوراة جحدوه‪ ،‬وأنكروا نبوة محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وكانوا قبل بعثته‬ ‫آخر الزمان‪ ،‬وسنتبعه ونقاتلكم معه‪ .‬فل َّما جاءهم الرسول الذي عرفوا‬ ‫يستنصرون به على مشركي العرب‪ ،‬ويقولون‪ :‬قَ ُر َ‬ ‫ب مبعث نبي ِّ ِّ‬ ‫وص ْدقَه كفروا به وكذبوه‪ .‬فلعنةُ هللا على كل َمن كفر بنبي هللا ورسوله محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وكتابه الذي أوحاه هللا إليه‪.‬‬ ‫صفاتِّه ِّ‬ ‫(‪)٨٩‬‬ ‫قَبُ َح ما اختاره بنو إسرائيل ألنفسهم؛ إذ استبدلوا الكفر باإليمان ظل ًما وحسدًا إلنزال هللا من فضله القرآن على نبي هللا ورسوله محمد صلى‬ ‫هللا عليه وسلم‪ ،‬فرجعوا بغضب من هللا عليهم بسبب جحودهم بالنبي محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬بعد غضبه عليهم بسبب تحريفهم التوراة‪.‬‬ ‫نبوة محمد صلى هللا عليه وسلم عذابٌ يذلُّهم ويخزيهم‪)٩٠( .‬‬ ‫وللجاحدين َّ‬ ‫وإذا قال بعض المسلمين لليهود‪ :‬صدِّقوا بما أنزل هللا من القرآن‪ ،‬قالوا‪ :‬نحن نصدِّق بما أنزل هللا على أنبيائنا‪ ،‬ويجحدون ما أنزل هللا بعد‬ ‫ذلك‪ ،‬وهو الحق مصدقًا لما معهم‪ .‬فلو كانوا يؤمنون بكتبهم حقًا آلمنوا بالقرآن الذي صدَّقها‪ .‬قل لهم ‪-‬يا محمد‪ :-‬إن كنتم مؤمنين بما أنزل‬ ‫هللا عليكم‪ ،‬فلماذا قتلتم أنبياء هللا مِّ ن قبل؟ (‪)٩١‬‬ ‫ولقد جاءكم نبي هللا موسى بالمعجزات الواضحات الدالة على صدقه‪ ،‬كالطوفان والجراد والقُ َّمل والضفادع‪ ،‬وغير ذلك مما ذكره هللا في‬ ‫القرآن العظيم‪ ،‬ومع ذلك اتخذتم العجل معبودًا‪ ،‬بعد ذهاب موسى إلى ميقات ربه‪ ،‬وأنتم متجاوزون حدود هللا‪)٩٢( .‬‬

‫واذكروا حين أ َ َخ ْذنا عليكم عهدًا مؤكدًا بقَبول ما جاءكم به موسى من التوراة‪ ،‬فنقضتم العهد‪ ،‬فرفعنا جبل الطور فوق رؤوسكم‪ ،‬وقلنا لكم‪:‬‬ ‫خذوا ما آتيناكم بجدٍ‪ ،‬واسمعوا وأطيعوا‪ ،‬وإال أسقطنا الجبل عليكم‪ ،‬فقلتم‪ :‬سمعنا قولك وعصينا أمرك؛ ألن عبادة العجل قد امتزجت‬ ‫بقلوبكم بسبب تماديكم في الكفر‪ .‬قل لهم ‪-‬أيها الرسول‪ :-‬قَبُ َح ما يأمركم به إيمانكم من الكفر والضالل‪ ،‬إن كنتم مصدِّقين بما أنزل هللا‬ ‫عليكم‪)٩٣( .‬‬ ‫قل ‪-‬أيها الرسول‪ -‬لليهود الذين يدَّعون أن الجنة خاصة بهم؛ لزعمهم أنهم أولياء هللا من دون الناس‪ ،‬وأنهم أبناؤه وأحباؤه‪ :‬إن كان األمر‬ ‫كذلك فا ْدعُوا على الكاذبين منكم أو من غيركم بالموت‪ ،‬إن كنتم صادقين في دعواكم هذه‪)٩٤( .‬‬ ‫ولن يفعلوا ذلك أبدًا؛ لما يعرفونه من صدق النبي محمد صلى هللا عليه وسلم ومن كذبهم وافترائهم‪ ،‬وبسبب ما ارتكبوه من الكفر‬ ‫المؤ ِّديَيْن إلى حرمانهم من الجنة ودخول النار‪ .‬وهللا تعالى عليم بالظالمين من عباده‪ ،‬وسيجازيهم على ذلك‪)٩٥( .‬‬ ‫والعصيان‪َ ،‬‬ ‫ولتعل َم َّن ‪-‬أيها الرسول‪ -‬أن اليهود أشد الناس رغبة في طول الحياة أيًّا كانت هذه الحياة من الذلَّة والمهانة‪ ،‬بل تزيد رغبتهم في طول الحياة‬ ‫على رغبات المشركين‪ .‬يتمنى اليهودي أن يعيش ألف سنة‪ ،‬وال يُبْعده هذا العمر الطويل إن حصل من عذاب هللا‪ .‬وهللا تعالى ال يخفى‬ ‫عليه شيء من أعمالهم وسيجازيهم عليها بما يستحقون من العذاب‪)٩٦( .‬‬ ‫عدوا لجبريل فإنه َّ‬ ‫نزل القرآن على قلبك بإذن هللا تعالى‬ ‫قل‪-‬أيها الرسول‪ -‬لليهود حين قالوا‪ :‬إن جبريل هو عدونا من المالئكة‪ :‬من كان ً‬ ‫ومبشرا للمصدِّقين به بكل خير في الدنيا واآلخرة‪)٩٧( .‬‬ ‫مصدقًا لما سبقه من كتب هللا‪ ،‬وهاديًا إلى الحق‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫من عادى هللا ومالئكته‪ ،‬ورسله من المالئكة أو البشر‪ ،‬وبخاصة ال َم َلكان جبري ُل وميكالُ؛ ألن اليهود زعموا أن جبريل عدوهم‪ ،‬وميكال‬ ‫وليُّهم‪ ،‬فأعلمهم هللا أنه من عادى واحدًا منهما فقد عادى اآلخر‪ ،‬وعادى هللا أيضًا‪ ،‬فإن هللا عدو للجاحدين ما أنزل على رسوله محمد صلى‬ ‫هللا عليه وسلم‪)٩٨( .‬‬ ‫ولقد أنزلنا إليك‪-‬أيها الرسول‪ -‬آيات بينات واضحات تدل على أنك رسول من هللا صدقا وحقا‪ ،‬وما ينكر تلك اآليات إال الخارجون عن دين‬ ‫هللا‪)٩٩( .‬‬ ‫ما أقبح حال بني إسرائيل في نقضهم للعهود!! فكلما عاهدوا عهدًا طرح ذلك العهد فريق منهم‪ ،‬ونقضوه‪ ،‬فتراهم يُب ِّْرمون العهد اليوم‬ ‫يصدقون بما جاء به نبي هللا ورسوله محمد صلى هللا عليه وسلم‪)١٠٠( .‬‬ ‫وينقضونه غدًا‪ ،‬بل أكثرهم ال‬ ‫ِّ‬