قصص القرآن

  • Uploaded by: qassimasa
  • 0
  • 0
  • May 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View قصص القرآن as PDF for free.

More details

  • Words: 7,129
  • Pages: 36
‫ع َليْكَ أَحْسَنَ الْ َقصَصِ بِمَا‬ ‫قال تعالى فى سورة يوسف ‪ :‬نَحْنُ نَقُصّ َ‬ ‫َأوْحَ ْينَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ ُكنْتَ مِنْ َق ْبلِهِ لَمِنَ ا ْلغَا ِفلِينَ( ‪)3‬‬ ‫( صدق ال العظيم )‬

‫قصص القرآن‬ ‫جمع وإعداد‬ ‫جنات عبد العزيز دنيا‬

‫‪1‬‬

‫إبراهيم‬ ‫والنمرود‬

‫أصحاب‬ ‫السبت‬

‫بقرة بنى‬ ‫إسرائيل‬

‫ذو‬ ‫القرنين‬

‫قارون‬

‫أصحاب‬ ‫الخدود‬

‫أصحاب‬ ‫الكهف‬

‫حمار عزير‬

‫السامرى‬ ‫والعجل‬

‫لقمان‬

‫أصحاب‬ ‫الجنة‬

‫أصحاب‬ ‫الفيل‬

‫حزقيل‬

‫سبأ‬

‫أصحاب‬ ‫الرس‬

‫إمرأة العزيز‬

‫الخضر‬

‫طالوت‬ ‫وجالوت‬

‫هاروت وماروت‬ ‫‪2‬‬

‫هابيل وقابيل‬

‫مائدة عيسى‬

‫المؤمن‬ ‫والكافر‬

‫إبراهيم و النمرود‬ ‫ورد ذكر القصة في سورة ( البقرة – الية ‪ )258‬قال ال تعالى ‪{:‬أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِي حَاجّ ِإبْرَاهِيمَ فِي‬ ‫حيِي وَأُمِيتُ قَالَ ِإبْرَاهِيمُ فَ ِإنّ الَّ‬ ‫حيِي َويُمِيتُ قَالَ أَنَا أُ ْ‬ ‫َربّهِ َأنْ آتَاهُ الُّ الْمُ ْلكَ إِذْ قَالَ ِإبْرَاهِيمُ َربّي الّذِي يُ ْ‬ ‫يَ ْأتِي بِالشّمْسِ ِمنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ ِبهَا ِمنْ الْمَغْرِبِ َف ُبهِتَ الّذِي كَفَرَ وَالُّ ل يَهْدِي الْ َقوْمَ الظّالِمِينَ}‪.‬‬

‫ذهب إبراهيم عليه السلم لملك متألّه كان في زمانه‪ .‬روي أن الملك المعاصر لبراهيم كان يلقب‬ ‫( بالنمرود ) وهو ملك الراميين بالعراق ‪ .‬أخبرنا ال تعالى في كتابه الحكيم الحجة الولى التي‬ ‫حيِـي َويُمِيتُ )‬ ‫أقامها إبراهيم عليه السلم على الملك الطاغية‪ ،‬فقال إبراهيم بهدوء‪َ ( :‬ر ّبيَ الّذِي يُ ْ‬ ‫حيِـي َوأُمِيتُ ) أستطيع أن أحضر رجل يسير في الشارع وأقتله‪ ،‬وأستطيع أن أعفو‬ ‫قال الملك‪َ ( :‬أنَا أُ ْ‬ ‫عن محكوم عليه بالعدام وأنجيه من الموت‪ ..‬وبذلك أكون قادرا على الحياة والموت‪ .‬لم يجادل‬ ‫إبراهيم الملك لسذاجة ما يقول ‪ .‬غير أنه أراد أن يثبت للملك أنه يتوهم في نفسه القدرة وهو في‬ ‫الحقيقة ليس قادرا‪ .‬فقال إبراهيم ‪ ( :‬فَ ِإنّ الّ يَ ْأتِي بِالشّمْسِ ِمنَ الْمَشْ ِرقِ فَأْتِ ِبهَا ِمنَ الْمَغْرِبِ) استمع‬ ‫الملك إلى تحدي إبراهيم صامتا‪ ..‬فلما انتهى كلم النبي بهت الملك‪ .‬أحس بالعجز ولم يستطع أن‬ ‫يجيب ‪ .‬انصرف إبراهيم من قصر الملك‪ ،‬بعد أن بهت الذي كفر‪. .‬‬ ‫‪3‬‬

‫أصحاب الخدود ‪1-‬‬ ‫قال تعالى فى سورة البروج ‪ُ :‬ق ِتلَ أَصْحَابُ الُْخْدُودِ* النّارِ ذَاتِ ا ْلوَقُودِ* ( ‪) 5 – 4‬‬ ‫إنها قصة فتاً آمن‪ ،‬فصبر وثبت‪ ،‬فآمنت معه قريته‪ .‬لقد كان غلما نبيها‪ ،‬ولم يكن قد آمن بعد‪ .‬وكان‬ ‫يعيش في قرية ملكها كافر يدّعي اللوهية‪ .‬وكان للملك ساحر يستعين به‪ .‬وعندما تقدّم العمر بالساحر‪،‬‬ ‫طلب من الملك أن يبعث له غلما يعلّمه السحر ليحلّ محله بعد موته‪ .‬فاختير هذا الغلم وأُرسل‬ ‫للساحر‪ .‬فكان الغلم يذهب للساحر ليتعلم منه‪ ،‬وفي طريقه كان يمرّ على راهب‪ .‬فجلس معه مرة‬ ‫وأعجبه كلمه‪ .‬فصار يجلس مع الراهب في كل مرة يتوجه فيها إلى الساحر‪ .‬وكان الغلم بتوفيق من‬ ‫ال يعالج الناس من جميع المراض ‪ .‬فسمع به أحد جلساء الملك‪ ،‬وكان قد فَقَدَ بصره ‪ .‬فجمع هدايا‬ ‫كثيرة وتوجه بها للغلم وقال له‪ :‬أعطيك جميع هذه الهدايا إن شفيتني ‪ .‬فأجاب الغلم ‪ :‬أنا ل أشفي‬ ‫أحدا‪ ،‬إنما يشفي ال تعالى ‪ ،‬فإن آمنت بال دعوت ال فشفاك ‪ .‬فآمن جليس الملك ‪ ،‬فشفاه ال تعالى‬ ‫‪ .‬فسأله الملك‪ :‬من ردّ عليك بصرك ؟ فأجاب الجليس بثقة المؤمن‪ :‬ربّي فغضب الملك وقال ‪ :‬ولك ربّ‬ ‫غيري؟ فأجاب المؤمن دون تردد‪ :‬ربّي وربّك ال ‪ .‬فثار الملك ‪ ،‬وأمر بتعذيبه‪ .‬فلم يزالوا يعذّبونه‬ ‫حتى دلّ على الغلم ‪ .‬جيئ بالغلم وقيل له ‪ :‬ارجع عن دينك فأبى الغلم ‪ .‬فأمر الملك بأخذ الغلم لقمة‬ ‫جبل ‪ ،‬وتخييره هناك‪ ،‬فإما أن يترك دينه أو أن يطرحوه من قمة الجبل ‪ .‬فأخذ الجنود‬ ‫الغلم‪ ،‬وصعدوا به الجبل ‪ ،‬فدعى الفتى ربه ‪ :‬اللهم اكفنيهم بما شئت‪ .‬فاهتزّ الجبل‬ ‫وسقط الجنود‪ .‬ورجعالغلم يمشي إلى الملك‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫أصحاب الخدود ‪2-‬‬ ‫قال تعالى فى سورة البروج ‪ُ :‬ق ِتلَ َأصْحَابُ الُْخْدُودِ* النّارِ ذَاتِ ا ْلوَقُودِ* ( ‪) 5 – 4‬‬ ‫فأمر الملك جنوده بحمل الغلم في سفينة‪ ،‬والذهاب به لوسط البحر‪ ،‬ثم تخييره هناك بالرجوع عن دينه‬ ‫أو إلقاءه ‪ .‬فذهبوا به ‪ ،‬فدعى الغلم ال‪ :‬اللهم اكفنيهم بما شئت‪ .‬فانقلبت بهم السفينة وغرق من كان‬ ‫عليها إل الغلم ‪ .‬ثم رجع إلى الملك فسأله الملك باستغراب ‪ :‬أين من كان معك ؟ فأجاب الغلم المتوكل‬ ‫على ال ‪ :‬كفانيهم ال تعالى ‪ .‬ثم قال للملك ‪ :‬إنك لن تستطيع قتلي حتى تفعل ما آمرك به‪.‬‬ ‫فقال الملك‪ :‬ما هو؟ فقال الفتى المؤمن‪ :‬أن تجمع الناس في مكان واحد ‪ ،‬وتصلبني على جذع ‪ ،‬ثم تأخذ‬ ‫سهما من كنانتي ‪ ،‬وتضع السهم في القوس ‪ ،‬وتقول "بسم ال ربّ الغلم" ثم ارمني ‪ ،‬فإن فعلت ذلك‬ ‫قتلتني ‪ .‬وفعل ما قاله الغلم بأن رماه فأصابه فقتله‪ .‬فصرخ الناس‪ :‬آمنا بربّ الغلم ‪ .‬فأمر الملك بحفر‬ ‫شقّ في الرض ‪ ،‬وإشعال النار فيها ثم أمر جنوده بتخيير الناس‪ ،‬فإما الرجوع عن اليمان ‪ ،‬أو إلقائهم‬ ‫في النار ‪ .‬ففعل الجنود ذلك حتى جاء دور امرأة ومعها صبي لها ‪ ،‬فخافت أن تُرمى في النار‪ .‬فألهم ال‬ ‫الصبي أن يقول لها ‪ :‬يا أمّاه اصبري فإنك على الحق ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫أصحاب الجنة‬ ‫الجنة‬ ‫أصحاب‬ ‫صبِحِينَ * َولَ‬ ‫جنّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَ َيصْرِمُنّهَا مُ ْ‬ ‫قال تعالى فى سورة القلم ‪ :‬إِنّا بَ َل ْونَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا َأصْحَابَ الْ َ‬ ‫صبِحِينَ * َأنِ‬ ‫صبَحَتْ كَالصّرِيمِ * َف َتنَادَوا مُ ْ‬ ‫يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَ َل ْيهَا طَائِفٌ مّن ّر ّبكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَ ْ‬ ‫اغْدُوا عَلَى حَ ْرثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ * فَانطَلَقُوا وَهُمْ َيتَخَا َفتُونَ * أَن لّ يَدْخُلَنّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مّسْكِينٌ*‬ ‫‪. ) 25 – 17 ( *......‬‬

‫قال إبن عباس ‪ :‬إنه كان شيخ كانت له جنة ‪ ،‬وكان ل يدخل بيته ثمرة منها ول إلى منزله حتى يعطي‬ ‫كل ذي حق حقه‪ .‬فلما قبض الشيخ وورثه بنوه طغوا وبغوا وتعاهدوا أل يعطوا أحدا من فقراء المسلمين‬ ‫شيئا هذا العام حتى تكثر أموالهم فرضي بذلك منهم أربعة‪ ،‬وسخط الخامس أوسطهم كما قال تعالى ‪:‬‬ ‫( قال أوسطهم ألم أقل لكم لول تسبحون) ‪ .‬يقول رب العزة "إنّا بََل ْونَاهُمْ" ا ْمتَحَنّا أَهْل مَكّة بِالْقَحْطِ‬ ‫ستَان "إذْ أَقَسَمُوا ِليَصْرِ ُم ّنهَا" يَقْطَعُونَ ثَمَرَتهَا‬ ‫جنّة" أَيْ أَصْحَاب ا ْلبُ ْ‬ ‫وَالْجُوع "كَمَا بَ َل ْونَا أَصْحَاب الْ َ‬ ‫صبَاح َكيْ لَ يَشْعُر ِبهِمْ الْمَسَاكِين َفلَ يُعْطُو َنهُمْ ِم ْنهَا مَا كَانَ َأبُوهُمْ َيتَصَدّق بِهِ عََل ْيهِمْ‬ ‫صبِحِينَ" وَقْت ال ّ‬ ‫"مُ ْ‬ ‫ِم ْنهَا ‪ .‬وتعاهدوا على ذلك‪ .‬ولكن لم يفلحوا في أمرهم ‪ .‬يقول تعالى ‪ ( :‬فطاف عليها طائف من ربك وهم‬ ‫نائمون فأصبحت كالصريم ) ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫أصحاب الرس‬ ‫((قال تعالى في سورة الفرقان آية ‪َ (( :38‬وعَادًا َوثَمُودَ وََأصْحَابَ الرّسّ وَقُرُونًا بَ ْينَ ذَ ِلكَ َكثِيرًا‬ ‫((وقال تعالى في سورة ق آية ‪ (( :12‬كَ ّذبَتْ َقبْلَهُمْ َقوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرّسّ َوثَمُودُ‬

‫أختلفوا فى أصحاب الرس من هم ‪ .‬فَقَالَ ِابْن جُ َريْج عَنْ ِابْن عَبّاس ُهمْ أَهْل قَرْيَة مِنْ‬ ‫ص َن ْوبَر فَدَعَا‬ ‫علِيّ َرضِيَ الّ عَنْهُ ‪ :‬هُمْ َقوْم كَانُوا يَعْبُدُونَ شَجَرَة َ‬ ‫قُرَى ثَمُود وَقَالَ َ‬ ‫ع َل ْي ِهمْ َن ِبيّهمْ ; وَكَانَ مِنْ وَلَد َيهُوذَا ‪َ ،‬ف َيبِسَتْ الشّجَرَة فَ َق َتلُوهُ وَرَسّوهُ فِي ِبئْر ‪َ ,‬فأَظَلّ ْتهُمْ‬ ‫َ‬ ‫سوْدَاء َفأَحْرَ َق ْت ُهمْ ‪ .‬وَقَالَ ِابْن عَبّاس ‪ُ :‬همْ َقوْم ِبأَذْرَبِيجَانَ قَتَلُوا َأ ْن ِبيَاء فَجَفّتْ‬ ‫سَحَابَة َ‬ ‫أَشْجَارهمْ وَزُرُوعهمْ فَمَاتُوا جُوعًا وَعَطَشًا ‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫السبت‪1 -‬‬ ‫أصحابالسبت‬ ‫أصحاب‬ ‫سبْتِ فَقُ ْلنَا َلهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ( ‪ 65‬البقرة‬ ‫(قال تعالى ‪ :‬وَلَقَدْ عَلِ ْمتُمُ الّذِينَ اعْتَ َدوْا ِمنْكُمْ فِي ال ّ‬

‫أبطال هذه الحادثة ‪ ،‬جماعة من اليهود‪ ،‬كانوا يسكنون في قرية ساحلية ‪ ،‬وكان اليهود ل يعملون يوم‬ ‫السبت ‪ ،‬وإنما يتفرغون فيه لعبادة ال ‪ .‬لقد ابتلهم ال عز وجل‪ ،‬بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت‬ ‫للساحل ‪ ،‬وتتراءى لهل القرية ‪ ،‬بحيث يسهل صيدها ‪ .‬ثم تبتعد بقية أيام السبوع ‪ .‬فانهارت عزائم‬ ‫فرقة من القوم‪ ،‬واحتالوا الحيل – على شيمة اليهود –وبدأوا بالصيد يوم السبت‪ .‬لم يصطادوا السمك‬ ‫مباشرة‪ ،‬وإنما أقاموا الحواجز والحفر‪ ،‬فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت ‪ ،‬ثم اصطادوها يوم‬ ‫الحد‪ .‬كان هذا الحتيال بمثابة صيد ‪ ،‬وهو محرّم عليهم ‪ .‬فانقسم أهل القرية لثلث فرق ‪ :‬فرقة‬ ‫عاصية ‪ ،‬تصطاد بالحيلة ‪ -‬وفرقة ل تعصي ال وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث فتأمر بالمعروف وتنهى‬ ‫عن المنكر وتحذّر المخالفين من غضب ال ‪ ،‬وفرقة ثالثة سلبية ل تعصي ال لكنها ل تنهى عن‬ ‫المنكر ‪ .‬جاء أمر ال وحل بالعصاة العذاب‪ ،‬لقد عذّب ال العصاة وأنجى المرين بالمعروف والناهين‬ ‫عن المنكر ‪ .‬أما الفرقة الثالثة ‪،‬التي لم تعص ال لكنها لم تنه عن المنكر ‪ ،‬فقد سكت النصّ القرآني‬ ‫عنها ‪ .‬لقد كان العذاب شديدا ‪ .‬لقد مسخهم ال ‪ ،‬وحوّلهم لقردة عقابا لهم لمعانهم في المعصية‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫أصحاب الكهف – ‪1‬‬ ‫جبًا إِذْ َأوَى الْ ِف ْتيَةُ إِلَى الْ َكهْ ِ‬ ‫ف‬ ‫سبْتَ َأنّ أَصْحَابَ الْ َكهْفِ وَالرّقِيمِ كَانُوا ِمنْ آيَا ِتنَا عَ َ‬ ‫قال تعالى ‪ :‬أَمْ حَ ِ‬ ‫سنِينَ عَدَدًا‬ ‫فَقَالُوا َر ّبنَا آ ِتنَا ِمنْ لَ ُد ْنكَ رَحْمَةً وَهَ ّيئْ َلنَا ِمنْ أَمْ ِرنَا رَشَدًا * فَضَ َر ْبنَا عَلَى آذَا ِنهِمْ فِي الْ َكهْفِ ِ‬ ‫الكهف ‪) )11 - 9 :‬‬

‫في زمان ومكان غير معروفين لنا الن ‪ ،‬كانت توجد قرية مشركة‪ .‬ضل ملكها وأهلها عن الطريق‬ ‫المستقيم ‪ .‬في هذا المجتمع الفاسد‪ ،‬ظهرت مجموعة من الشباب العقلء‪ .‬فتية آمنوا بال ‪ ،‬فثبتهم وزاد‬ ‫في هداهم ‪ .‬وألهمهم طريق الرشاد ‪ .‬قرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم بالهجرة من القرية لمكان آمن‬ ‫يعبدون ال فيه ‪ .‬التوجه لكهف مهجور ليكون ملذا لهم ‪ .‬خرجوا ومعهم كلبهم ‪ .‬استلقى الفتية في‬ ‫الكهف‪ ،‬وجلس كلبهم على باب الكهف يحرسه‪ .‬وهنا حدثت معجزة إلهية‪ .‬لقد نام الفتية ثلثمائة وتسع‬ ‫سنوات ‪ .‬وخلل هذه المدة‪ ،‬كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله‪ ،‬فل تصيبهم‬ ‫أشعتها في أول ول آخر النهار ‪ .‬بعد هذه السنين‪ ،‬بعثهم ال مرة أخرى ‪ .‬استيقظوا من سباتهم الطويل‪،‬‬ ‫لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم‪ .‬وكانت آثار النوم الطويل بادية عليهم ‪.‬‬ ‫فتساءلوا‪ :‬كم لبثنا ؟! فأجاب بعضهم ‪ :‬لبثنا يوما أو بعض يوم ‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫أصحاب الكهف – ‪2‬‬ ‫حقّ إِنّهُمْ ِف ْتيَةٌ آ َمنُوا‬ ‫حنُ نَقُصّ عَ َل ْيكَ َنبَأَهُمْ بِالْ َ‬ ‫ثُمّ بَ َع ْثنَاهُمْ ِلنَعْلَمَ أَيّ الْحِ ْز َب ْينِ أَحْصَى لِمَا َل ِبثُوا أَمَدًا * نَ ْ‬ ‫بِ َر ّبهِمْ وَزِ ْدنَاهُمْ هُدًى * ( الكهف ‪)12 - 11 :‬‬

‫طلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة ‪ ،‬وأن يشتري طعاما ثم يعود إليهم برفق حتى ل يشعر به أحد‬ ‫‪ .‬فربما يعاقبهم جنود الملك أو الظلمة من أهل القرية إن علموا بأمرهم ‪ .‬خرج الرجل المؤمن متوجها‬ ‫للقرية‪ ،‬إل أنها لم تكن كعهده بها‪ .‬لقد تغيرت الماكن والوجوه‪ .‬تغيّرت البضائع والنقود‪ .‬لقد آمنت‬ ‫المدينة التي خرج منها الفتية‪ ،‬وهلك الملك الظالم ‪ ،‬وجاء مكانه رجل صالح ‪ .‬لقد فرح الناس بهؤلء‬ ‫الفتية المؤمنين‪ .‬وبعد أن ثبتت المعجزة‪ ،‬معجزة إحياء الموات‪ .‬أخذ ال أرواح الفتية‪ .‬فلكل نفس أجل‪،‬‬ ‫ل نزال نجهل كثيرا من المور المتعلقة بهم إل أن ال عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه المور‪،‬‬ ‫ويأمرنا بإرجاع علمهم إلى ال ‪ .‬فل يهم إن كانوا أربعة أو ثمانية‪ ،‬إنما المهم أن ال أقامهم بعد أكثر‬ ‫من ثلثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة ال على بعث من في القبور‪ ،‬ولتتناقل الجيال خبر هذه‬ ‫المعجزة جيل بعد جيل ‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫أصحاب الفيل ‪1-‬‬ ‫قال تعالى فى سورة الفيل ‪ :‬أَلَمْ تَرَ َكيْفَ فَ َعلَ َر ّبكَ بِ َأصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْ َعلْ َكيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ *‬ ‫سلَ عَ َل ْيهِمْ طَيْرًا َأبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ ِمنْ سِجّيلٍ * فَجَعَ َلهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ( ‪) 5 – 1‬‬ ‫َوأَرْ َ‬

‫كانت اليمن تابعة للنجاشي ملك الحبشة ‪ .‬وقام والي اليمن ( أبرهة ) ببناء كنيسة عظيمة‪ ،‬وأراد أن يغيّر‬ ‫وجهة حجّ العرب‪ .‬فيجعلهم يحجّون إلى هذه الكنيسة بدل من بيت ال الحرام‪ .‬وقيل أن رجل من العرب‬ ‫ذهب وأحدث في الكنيسة تحقيرا لها‪ .‬وأن بنوا كنانة قتلوا رسول أبرهة الذي جاء يطلب منهم الحج‬ ‫للكنيسة‪ .‬فعزم أبرهة على هدم الكعبة‪ .‬وجهّز جيشا جرارا‪ ،‬ووضع في مقدمته فيل مشهورا عنده ‪.‬‬ ‫وفي مكان يسمى المغمس بين الطائف ومكة‪ ،‬أرسل أبرهة كتيبة من جنده‪ ،‬ساقت له أموال قريش‬ ‫وغيرها من القبائل ‪ .‬وكان من بين هذه الموال مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم ‪ ،‬كبير قريش وسيّدها‪.‬‬ ‫فهمّت قريش وكنانة وهذيل وغيرهم على قتال أبرهة‪ .‬ثم عرفوا أنهم ل طاقة لهم به فتركوا ذلك ‪.‬‬ ‫وبعث أبرهة رسول إلى مكة يسأل عن سيد هذا البلد ‪ ،‬ويبلغه أن الملك لم يأت لحربهم وإنما جاء لهدم‬ ‫هذا البيت ‪ .‬انطلق عبد المطلب مع الرسول لمحادثة أبرهة ‪ .‬قال عبد المطلب أريد أن يرد علي الملك‬ ‫مائتي بعير أصابها لي ‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫أصحاب الفيل ‪2 -‬‬ ‫قال تعالى فى سورة الفيل ‪ :‬أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَ َعلَ َر ّبكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْ َعلْ َكيْدَهُمْ فِي َتضْلِيلٍ *‬ ‫طيْرًا َأبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ ِمنْ سِجّيلٍ * فَجَعََلهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ( ‪) 5 – 1‬‬ ‫سلَ عََل ْيهِمْ َ‬ ‫وَأَرْ َ‬

‫قال له الملك أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه ل‬ ‫تكلمني فيه ? قال له عبد المطلب ‪ :‬إني أنا رب البل‪ .‬وإن للبيت رب سيمنعه‪ .‬فاستكبر أبرهة وقال‪:‬‬ ‫ما كان ليمتنع مني ‪ .‬قال‪ :‬أنت وذاك !‪ ..‬فردّ أبرهة على عبد المطلب إبله‪.‬‬ ‫ثم عاد عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم بما حدث ‪ ،‬وأمرهم بالخروج من مكة والبقاء في الجبال‬ ‫المحيطة بها‪ .‬ثم توجه وهو ورجال من قريش إلى للكعبة وأمسك حلقة بابها‪ ،‬وقاموا يدعون ال‬ ‫ويستنصرونه‪ .‬ثم أمر أبرهة جيشه والفيل في مقدمته بدخول مكة‪ .‬إل أن الفيل برك ولم يتحرك‪.‬‬ ‫فضربوه ووخزوه‪ ،‬لكنه لم يقم من مكانه‪ .‬فوجّهوه ناحية اليمن ‪ ،‬فقام يهرول‪ .‬ثم وجّهوه ناحية‬ ‫الشام‪ ،‬فتوجّه‪ .‬ثم وجّهوه جهة الشرق‪ ،‬فتحرّك‪ .‬فوجّهوه إلى مكة فَبَرَك‪.‬‬ ‫ثم كان ما أراده ال من إهلك الجيش وقائده ‪ ،‬فأرسل عليهم جماعات من الطير‪ ،‬مع كل طائر منها‬ ‫ثلثة أحجار‪ :‬حجر في منقاره ‪ ،‬وحجران في رجليه ‪ ،‬أمثال الحمص والعدس ‪ ،‬ل تصيب منهم أحدا‬ ‫إل هلك‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫إمرأة العزيز‬ ‫عنْ نَفْسِهِ َوغَلّقَتْ ا َل ْبوَابَ‬ ‫ورد ذكر القصة في سورة يوسف قال تعالى ‪ { :‬وَرَاوَ َدتْهُ اّلتِي ُهوَ فِي َب ْي ِتهَا َ‬ ‫سنَ َم ْثوَايَ ِإنّهُ ل يُفْلِحُ الظّالِمُونَ * ( آية ‪) 23‬‬ ‫وَقَالَتْ َهيْتَ َلكَ قَالَ مَعَاذَ الِّ ِإنّهُ َربّي أَحْ َ‬

‫يذكر تعالى ما كان من مراودة امرأة العزيز ليوسف عليه السلم عن نفسه‪ ،‬وطلبها منه ما ل يليق‬ ‫بحاله ومقامه‪ ،‬وهي في غاية الجمال والمال والمنصب والشباب‪ ،‬وكيف غلقت البواب عليها وعليه‪،‬‬ ‫وتهيأت له‪ ،‬وتصنعت ولبست أحسن ثيابها وأفخر لباسها‪ ،‬وهي مع هذا كله امرأة الوزير‪.‬‬ ‫وهذا كله مع أن يوسف عليه السلم شابً بديع الجمال والبهاء‪ ،‬إل انه نبي من سللة النبياء‪،‬‬ ‫فعصمه ربّه عن الفحشاء‪ .‬وحماه عن مكر النساء‪ .‬هرب منها طالباً الباب ليخرج منه فراراً منها‬ ‫سيّدَهَا} أي زوجها {لَدَى ا ْلبَابِ}‪ ،‬فبدرته بالكلم وحرّضته عليه ‪.‬‬ ‫فاتبعته في أثره { َوأَلْ َفيَا} أي وجدا { َ‬ ‫شهِدَ شَاهِدٌ ِمنْ أَهْ ِلهَا} ‪ .‬فقال‪ِ{ :‬إنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدّ ِمنْ ُق ُبلٍ فَصَدَقَتْ وَ ُهوَ ِمنْ الْكَا ِذبِينَ}‪ .‬يذكر تعالى‬ ‫{وَ َ‬ ‫ما كان من قبل نساء المدينة ‪ .‬فأرسلت إليهن فجمعتهن في منزلها ‪{ .‬فَلَمّا َرأَيْنَهُ أَ ْكبَ ْرنَهُ} أي أعظمنه‬ ‫وأجللنه‪ ،‬و ِه ْبنَه ‪ .‬وجعلن يحززن في أيديهن بتلك السكاكين‪ ،‬ول يشعرن بالجراح ‪.‬‬ ‫( نظرا لطول القصة يمكن الرجوع إليها فى قصص النبياءوتفسير بن كثير ‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫بقرة بني إسرائيل‬ ‫قال تعالى فى سورة البقرة ‪َ :‬وإِذْ قَالَ مُوسَى لِ َقوْمِهِ ِإنّ الَّ يَأْمُرُكُمْ َأنْ تَ ْذبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا َأ َتتّخِذُنَا هُ ُزوًا‬ ‫قَالَ َأعُوذُ بِالِّ َأنْ أَكُونَ ِمنَ الْجَاهِلِينَ ( ‪) 67‬‬

‫وأصل قصة البقرة أن قتيل ثريا وجد يوما في بني إسرائيل‪ ،‬واختصم أهله ولم يعرفوا قاتله‪ ،‬وحين‬ ‫أعياهم المر لجأوا لموسى ليلجأ لربه‪ .‬ولجأ موسى لربه فأمره أن يأمر قومه أن يذبحوا بقرة‪.‬‬ ‫اتهموا موسى بأنه يسخر منهم ويتخذهم هزوا ‪ .‬طلبوا من موسى أن يسأل ربه ليبين ما هي ‪.‬‬ ‫ويدعو موسى ربه فيزداد التشديد عليهم‪ ،‬وتحدد البقرة أكثر من ذي قبل بأنها بقرة وسط ليست‬ ‫بقرة مسنة وليست بقرة فتية‪ .‬بقرة متوسطة ‪ .‬وتستمر مراوغة بني إسرائيل وأسئلتهم الكثيرة عن‬ ‫البقرة ‪ .‬بعد أن أرهقوا نبيهم ذهابا وجيئة بينهم وبين ال عز وجل بسؤاله عن صفة البقرة ولونها‬ ‫وسنها وعلماتها المميزة ‪ .‬بدءوا بحثهم عن بقرة بالصفات التى وصفها لهم ‪ .‬أخيرا وجدوها عند‬ ‫يتيم فاشتروها وذبحوها ‪ .‬وأمسك موسى جزء من البقرة وضرب به القتيل فنهض من موته‪ .‬سأله‬ ‫موسى عن قاتله فحدثهم عنه ( وقيل أشار إلى القاتل فقط من غير أن يتحدث ) ثم عاد إلى الموت ‪.‬‬ ‫وشاهد بنو إسرائيل معجزة إحياء الموتى أمام أعينهم‪ ،‬استمعوا بآذانهم إلى اسم القاتل ‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫حمار عزير‪1 -‬‬ ‫شهَا‬ ‫ورد ذكر القصة في سورة البقرة ‪ ،‬قال تعالى ‪َ ( :‬أوْ كَالّذِي مَرّ عَلَى قَ ْريَةٍ وَ ِهيَ خَا ِويَةٌ عَلَى عُرُو ِ‬ ‫حيِي هَذِهِ الُّ بَعْدَ َم ْو ِتهَا فَأَمَاتَهُ الُّ ِمئَةَ عَامٍ ثُمّ بَ َعثَهُ قَالَ كَمْ َل ِبثْتَ قَالَ َل ِبثْتُ َيوْمًا َأوْ بَعْضَ‬ ‫قَالَ َأنّى يُ ْ‬ ‫سنّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَا ِركَ وَ ِلنَجْعَ َلكَ َآيَةً لِلنّاسِ‬ ‫َيوْمٍ قَالَ َبلْ َل ِبثْتَ ِمئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَا ِمكَ وَشَرَا ِبكَ لَمْ َيتَ َ‬ ‫شيْءٍ قَدِيرٌ‬ ‫وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ َكيْفَ ُننْشِزُهَا ثُمّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمّا َت َب ّينَ لَهُ قَالَ َأعْلَمُ َأنّ الَّ عَلَى ُكلّ َ‬ ‫(‪. )259‬‬

‫مرت اليام على بني إسرائيل في فلسطين‪ ،‬وانحرفوا كثير عن منهج ال عز وجل‪ .‬فأراد ال أن يجدد‬ ‫دينهم‪ ،‬بعد أن فقدوا التوراة ونسوا كثيرا من آياتها‪ ،‬فبعث ال تعالى إليهم عزيرا‪.‬‬ ‫أمر ال سبحانه وتعالى عزيرا أن يذهب إلى قرية ‪ .‬فذهب إليها فوجدها خرابا‪ ،‬ليس فيها بشر‪ .‬فوقف‬ ‫متعجبا‪ ،‬كيف يرسله ال إلى قرية خاوية ليس فيها بشر‪ .‬وقف مستغربا‪ ،‬ينتظر أن يحييها ال وهو‬ ‫واقف ! لنه مبعوث إليها‪ .‬فأماته ال مئة عام ‪ .‬قبض ال روحه وهو نائم‪ ،‬ثم بعثه‪ .‬فاستيقظ عزير من‬ ‫نومه فأرسل ال له ملكا في صورة بشر‪( :‬قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ‪ .‬فأجاب عزير‪ :‬نمت يوما أو عدة‬ ‫أيام على أكثر تقدير‪ .‬فرد الملك‪( :‬قَالَ بَل ّل ِبثْتَ ِمئَةَ عَامٍ)‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫حمار عزير‪2 -‬‬ ‫وقال تعالى فى سورة " التوبة"‪ (( :‬وَقَالَتِ ا ْل َيهُودُ عُزَيْرٌ ا ْبنُ الِّ ‪)) )30(....‬‬

‫أمره بأن ينظر لطعامه الذي ظل بجانبه مئة سنة ‪ .‬فرآه سليما كما تركه‪ ،‬ثم أشار له إلى حماره‪ ،‬فرآه قد‬ ‫مات وتحول إلى جلد وعظم‪ .‬ثم نظر عزير للحمار فرأى عظامه تتحرك فتتجمع ‪ ،‬فاكتمل الحمار أمام‬ ‫عينيه‪ .‬ثم خرج إلى القرية‪ ،‬فرآها قد عمرت وامتلت بالناس ‪ .‬فسألهم ‪ :‬هل تعرفون عزيرا ؟ قالوا‪:‬‬ ‫نعم نعرفه ‪ ،‬وقد مات منذ مئة سنة ‪ .‬فقال لهم ‪ :‬أنا عزير‪ .‬فأنكروا عليه ذلك‪ .‬ثم جاءوا بعجوز‬ ‫معمّرة ‪ ،‬وسألوها عن أوصافه ‪ ،‬فوصفته لهم ‪ ،‬فتأكدوا أنه عزير‪ .‬فأخذ يعلمهم التوراة ويجددها لهم‬ ‫‪ ،‬فبدأ الناس يقبلون عليه وعلى هذا الدين من جديد‪ ،‬وأحبوه حبا شديدا ‪ .‬وقدّسوه للعجاز الذي‬ ‫ظهر فيه ‪ ،‬حتى وصل تقديسهم له أن قالوا عنه أنه ابن ال ‪ .‬واستمر انحراف اليهود بتقديس عزير‬ ‫واعتباره ابنا ل تعالى – ول زالوا يعتقدون بهذا إلى اليوم‪ -‬وهذا من شركهم لعنهم ال ‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫حزقيل‬ ‫موقع القصة في سورة البقرة الية ‪ :243‬قال ال تعالى ‪ ( :‬أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِينَ خَرَجُوا ِمنْ دِيَارِهِمْ‬ ‫ضلٍ عَلَى النّاسِ وَلَ ِكنّ أَ ْكثَرَ‬ ‫حيَاهُمْ ِإنّ الَّ لَذُو َف ْ‬ ‫وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ َلهُمُ الُّ مُوتُوا ثُمّ أَ ْ‬ ‫( * النّاسِ لَ يَشْكُرُونَ‬

‫عنْ ِابْن عَبّاس قال ‪ :‬كَانُوا أَ ْربَعَة آلَف خَرَجُوا فِرَارًا ِمنْ الطّاعُون قَالُوا ‪ :‬نَ ْأتِي‬ ‫ج َبيْر َ‬ ‫عنْ سَعِيد بْن ُ‬ ‫َ‬ ‫حتّى إِذَا كَانُوا بِ َموْضِعِ كَذَا وَكَذَا قَالَ الّ َلهُمْ" مُوتُوا " فَمَاتُوا فَمَرّ عَ َل ْيهِمْ َن ِبيّ‬ ‫أَرْضًا َليْسَ ِبهَا َموْت َ‬ ‫غيْر وَاحِد ِمنْ السّلَف َأنّ َه ُؤلَءِ الْ َقوْم كَانُوا أَهْل‬ ‫حيَاهُمْ ‪ .‬وَذَكَرَ َ‬ ‫ح ِي َيهُمْ فَأَ ْ‬ ‫ِمنْ ا َلْ ْن ِبيَاء فَ َدعَا رَبّه َأنْ يُ ْ‬ ‫س َتوْخَمُوا أَرْضهمْ َوأَصَا َبهُمْ ِبهَا َوبَاء شَدِيد فَخَرَجُوا فِرَارًا ِمنْ الْ َموْت‬ ‫بَلْدَة فِي زَمَان َبنِي إِسْرَائِيل اِ ْ‬ ‫هَا ِربِينَ إِلَى ا ْلبَرّيّة ‪ .‬وَ َفنُوا َوتَمَزّقُوا وَتَفَرّقُوا فَلَمّا كَانَ بَعْد دَهْر مَرّ ِبهِمْ َن ِبيّ ِمنْ أَنْبِيَاء َبنِي إِسْرَائِيل‬ ‫ح ِي َيهُمْ عَلَى يَ َديْهِ فَأَجَابَهُ إِلَى ذَ ِلكَ ‪.‬‬ ‫يُقَال لَهُ حِزْقِيل فَسَ َألَ الّ َأنْ يُ ْ‬ ‫‪17‬‬

‫الخضر‪1 -‬‬ ‫عنْ ِدنَا َوعَلّ ْمنَاهُ ِمنْ لَ ُدنّا‬ ‫عبَا ِدنَا آ َت ْينَاهُ رَحْمَةً ِمنْ ِ‬ ‫عبْدًا ِمنْ ِ‬ ‫قال تعالى فى سورة الكهف ‪َ :‬فوَجَدَا َ‬ ‫ستَطِيعَ مَ ِعيَ‬ ‫عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى َهلْ َأ ّتبِ ُعكَ عَلَى َأنْ تُعَلّ َمنِ مِمّا عُلّمْتَ رُشْدًا * قَالَ ِإ ّنكَ َلنْ تَ ْ‬ ‫ستَجِ ُدنِي ِإنْ شَاءَ الُّ صَابِرًا وَلَ َأعْصِي َلكَ‬ ‫خبْرًا * قَالَ َ‬ ‫صبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ُ‬ ‫صبْرًا * وَ َكيْفَ تَ ْ‬ ‫َ‬ ‫حتّى إِذَا رَكِبَا فِي‬ ‫حتّى أُحْدِثَ َلكَ ِمنْهُ ذِكْرًا * فَانْطَلَقَا َ‬ ‫شيْءٍ َ‬ ‫عنْ َ‬ ‫أَمْرًا * قَالَ فَ ِإنِ ا ّتبَ ْع َتنِي َفلَ تَسْأَ ْلنِي َ‬ ‫ستَطِيعَ مَعِيَ‬ ‫ش ْيئًا إِمْرًا * قَالَ أَلَمْ أَ ُقلْ ِإ ّنكَ َلنْ تَ ْ‬ ‫جئْتَ َ‬ ‫السّفِينَةِ خَرَ َقهَا قَالَ أَخَرَ ْق َتهَا ِلتُغْ ِرقَ أَهْ َلهَا لَقَدْ ِ‬ ‫غلَمًا‬ ‫حتّى إِذَا لَ ِقيَا ُ‬ ‫صبْرًا * قَالَ لَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ َولَ تُرْهِ ْقنِي ِمنْ أَمْرِي عُسْرًا * فَانْطَلَقَا َ‬ ‫َ‬ ‫ستَطِيعَ مَ ِعيَ‬ ‫ش ْيئًا نُكْرًا * قَالَ أَلَمْ أَ ُقلْ َلكَ ِإ ّنكَ َلنْ تَ ْ‬ ‫جئْتَ َ‬ ‫فَ َقتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَ ِكيّةً بِ َغيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ ِ‬ ‫ح ْبنِي قَدْ بَلَغْتَ ِمنْ لَ ُدنّي عُذْرًا * فَانْطَلَقَا حَتّى إِذَا‬ ‫شيْءٍ بَعْدَهَا َفلَ تُصَا ِ‬ ‫عنْ َ‬ ‫صبْرًا * قَالَ ِإنْ سَأَ ْل ُتكَ َ‬ ‫َ‬ ‫ضيّفُوهُمَا َفوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ َأنْ َينْقَضّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ‬ ‫ستَطْعَمَا أَهْ َلهَا فَ َأ َبوْا َأنْ ُي َ‬ ‫َأ َتيَا أَهْلَ قَ ْريَةٍ ا ْ‬ ‫صبْرًا *‬ ‫ستَطِعْ عَ َليْهِ َ‬ ‫شئْتَ َلتّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا * قَالَ هَذَا فِرَاقُ َب ْينِي َو َب ْي ِنكَ سَأُنَبّ ُئكَ ِبتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫أَمّا السّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي ا ْلبَحْرِ فَأَرَدْتُ َأنْ َأعِي َبهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَ ِلكٌ يَأْخُذُ ُكلّ‬ ‫صبًا * َوأَمّا الْ ُغلَمُ فَكَانَ َأ َبوَاهُ ُمؤْ ِم َن ْينِ فَخَشِينَا َأنْ يُرْهِ َقهُمَا طُ ْغيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَ ْدنَا َأنْ‬ ‫سَفِينَةٍ غَ ْ‬ ‫خيْرًا ِمنْهُ زَكَاةً َوأَقْرَبَ رُحْمًا * َوأَمّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِ ُغلَ َم ْينِ َيتِيمَ ْينِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ‬ ‫ُيبْدِ َلهُمَا َر ّبهُمَا َ‬ ‫ستَخْرِجَا َكنْزَهُمَا رَحْمَةً ِمنْ‬ ‫حتَهُ َكنْزٌ َلهُمَا وَكَانَ َأبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ َر ّبكَ َأنْ يَبْلُغَا أَشُدّهُمَا َويَ ْ‬ ‫تَ ْ‬ ‫صبْرًا * اليات ‪82 – 65‬‬ ‫عنْ أَمْرِي ذَ ِلكَ تَ ْأوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَ َليْهِ َ‬ ‫َر ّبكَ وَمَا فَعَ ْلتُهُ َ‬ ‫‪18‬‬

‫الخضر‪2 -‬‬ ‫قام موسى خطيبا في بني إسرائيل ‪ ،‬يدعوهم إلى ال ويحدثهم على الحق‪ ،‬ويبدو أن حديثه جاء‬ ‫جامعا مانعا رائعا ‪ ..‬بعد أن انتهى من خطابه سأله أحد المستمعين من بني إسرائيل ‪ :‬هل على وجه‬ ‫الرض أحد أعلم منك يا نبي ال؟ قال موسى مندفعا‪ :‬ل ‪..‬وساق ال تعالى عتابه لموسى حين لم‬ ‫يرد العلم إليه ‪ ،‬فبعث إليه جبريل يسأله‪ :‬يا موسى ما يدريك أين يضع ال علمه؟ أدرك موسى أنه‬ ‫تسرع‪ ..‬وعاد جبريل ‪ ،‬عليه السلم ‪ ،‬يقول له‪ :‬إن ل عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك‪ .‬تاقت‬ ‫نفس موسى الكريمة إلى زيادة العلم ‪ ،‬وانعقدت نيته على الرحيل لمصاحبة هذا العبد العالم‪ ..‬سأل‬ ‫كيف السبيل إليه‪ ..‬فأمر أن يرحل‪ ،‬وأن يحمل معه حوتا في مكتل‪ ،‬أي سمكة في سلة‪ ..‬وفي هذا‬ ‫المكان الذي ترتد فيه الحياة لهذا الحوت ويتسرب في البحر‪ ،‬سيجد العبد العالم‪ ..‬انطلق موسى‬ ‫طالب العلم ‪ -‬ومعه فتاه‪ ..‬وقد حمل الفتى حوتا في سلة‪ ..‬انطلقا بحثا عن العبد الصالح العالم‪..‬‬‫وصل الثنان إلى صخرة جوار البحر‪ ..‬رقد موسى واستسلم للنعاس‪ ،‬وبقي الفتى ساهرا‪ ..‬وألقت‬ ‫الرياح إحدى المواج على الشاطئ فأصاب الحوت رذاذ فدبت فيه الحياة وقفز إلى البحر( فَاتّخَذَ‬ ‫سَبِيلَهُ فِي ا ْلبَحْرِ سَ َربًا ) وكان تسرب الحوت إلى البحر علمة أعلم ال بها موسى لتحديد مكان لقائه‬ ‫بالرجل الحكيم الذي جاء موسى يتعلم منه‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫الخضر ‪3 -‬‬ ‫نهض موسى من نومه فلم يلحظ أن الحوت تسرب إلى البحر‪ ..‬تذكر الفتى كيف تسرب الحوت إلى‬ ‫البحر هناك‪ ..‬وأخبر موسى بما وقع‪ ،‬واعتذر إليه بأن الشيطان أنساه أن يذكر له ما وقع ‪.‬‬ ‫كان أمرا عجيبا ما رآه يوشع بن نون لقد رأى الحوت يشق الماء فيترك علمة وكأنه طير يتلوى‬ ‫على الرمال ‪ .‬أخيرا وصل موسى إلى المكان الذي تسرب منه الحوت‪ ..‬وصل إلى الصخرة التي ناما‬ ‫عندها‪ ،‬وهناك وجدا رجل‪ .‬فسلم عليه موسى‪ ،‬قال موسى ملطفا مبالغا في التوقير‪َ ( :‬هلْ َأ ّتبِ ُعكَ‬ ‫عَلَى أَن تُعَلّ َمنِ مِمّا عُلّمْتَ رُشْدًا ( ‪.‬قال الخضر‪ :‬أما يكفيك أن التوراة بيديك‪ ..‬وأن الوحي يأتيك‪..‬؟ يا‬ ‫صبْرًا ) ‪ .‬قال الخضر لموسى ‪ -‬عليهما السلم ‪ -‬إن هناك شرطا‬ ‫ستَطِيعَ مَعِيَ َ‬ ‫موسى )ِإ ّنكَ لَن تَ ْ‬ ‫يشترطه لقبول أن يصاحبه موسى ويتعلم منه هو أل يسأله عن شيء حتى يحدثه هو عنه‪ ..‬فوافق‬ ‫موسى على الشرط وانطلقا‪..‬‬ ‫نظرا لطول القصة فيمكن الرجوع إليها فى تفسير بن كثير وفى قصص‬ ‫(النبياء ( قصة سيدنا موسى عليه السلم‬

‫‪20‬‬

‫ذو القرنين ‪1 -‬‬ ‫عنْ ذِي الْقَ ْر َن ْينِ ُقلْ سَ َأتْلُو عَ َليْكُمْ ِمنْهُ ذِكْرًا* ِإنّا مَ ّكنّا لَهُ فِي‬ ‫قال تعالى فى سورة الكهف ‪َ :‬ويَسْأَلُو َنكَ َ‬ ‫شيْءٍ سَبَبًا ( ‪)84- 83‬‬ ‫الَْرْضِ وَآ َت ْينَاهُ ِمنْ ُكلّ َ‬

‫كل ما يخبرنا القرآن عن ذى القرنين أنه ملك صالح ‪ ،‬آمن بال وبالبعث وبالحساب ‪ ،‬فمكّن ال له في‬ ‫الرض ‪ ،‬وقوّى ملكه ‪ ،‬ويسر له فتوحاته‪ .‬بدأ ذو القرنين التجوال بجيشه في الرض ‪ ،‬داعيا إلى ال‪.‬‬ ‫فاتجه غربا‪ ،‬حتى وصل للمكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من ورائه ‪ .‬وربما يكون هذا المكان‬ ‫هو شاطئ المحيط الطلسي ‪ ،‬حيث كان يظن الناس أل يابسة وراءه‪ .‬فألهمه ال – أوأوحى إليه – أنه‬ ‫مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار ‪ ،‬فما كان من الملك الصالح ‪ ،‬إل أن وضّح منهجه في الحكم‬ ‫فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا‪ ،‬ثم حسابهم على ال يوم القيامة‪ ،‬أما من آمن ‪،‬‬ ‫فسيكرمه ويحسن إليه‪ .‬بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب‪ ،‬توجه للشرق ‪ .‬فوصل لول منطقة‬ ‫تطلع عليها الشمس‪ .‬وكانت أرضا مكشوفة ل أشجار فيها ول مرتفات تحجب الشمس عن أهلها‪ .‬فحكم‬ ‫ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب ‪ ،‬ثم انطلق ‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫ذو القرنين ‪2 -‬‬ ‫وصل ذو القرنين في رحلته ‪ ،‬لقوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهما فجوة ‪ .‬وعندما وجدوه ملكا‬ ‫قويا طلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سدا لهذه الفجوة ‪ ،‬مقابل خراج‬ ‫من المال يدفعونه له‪ .‬فوافق الملك الصالح على بناء السد‪ ،‬لكنه زهد في مالهم‪ ،‬واكتفى بطلب‬ ‫مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين ‪ .‬استخدم ذو القرنين وسيلة هندسية‬ ‫مميزة لبناء السّد ‪ .‬فقام أول بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي‬ ‫الجبلين ‪ .‬ثم أوقد النار على الحديد‪ ،‬وسكب عليه نحاسا مذابا ليلتحم وتشتد صلبته‪ .‬فسدّت الفجوة‬ ‫وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج ‪ ،‬فلم يتمكنوا من هدم السّد ول تسوّره ‪ .‬وأمن القوم الضعفاء‬ ‫من شرّهم ‪ .‬بعد أن انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبار‪ ،‬نظر للسّد‪ ،‬وحمد ال على نعمته‪ ،‬وردّ‬ ‫الفضل والتوفيق في هذا العمل ل سبحانه وتعالى‪ ،‬فلم تأخذه العزة‪ ،‬ولم يسكن الغرور قلبه‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫السامرى و العجل ‪1 -‬‬ ‫خوَارٌ أَلَمْ يَ َروْا َأنّهُ لَ يُكَلّ ُمهُمْ وَلَ‬ ‫جلً جَسَداً لَهُ ُ‬ ‫قال تعالى ‪ { :‬وَاتّخَذَ َقوْمُ مُوسَى ِمنْ بَعْدِهِ ِمنْ حُ ِل ّيهِمْ عِ ْ‬ ‫سبِيلً اتّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ * ( سورة العراف ‪. )148‬‬ ‫َيهْدِيهِمْ َ‬

‫يذكر تعالى ما كان من أمر بني إسرائيل حين ذهب موسى عليه السلم إلى ميقات ربه فمكث الطور‬ ‫يناجيه ربه ويسأله موسى عليه السلم عن أشياء كثيرة وهو تعالى يجيبه عنها‪ .‬فعمد رجل منهم يقال له‬ ‫هارون السامري ‪ ،‬فأخذ ما كانوا استعاروه من الحلي ‪ ،‬فصاغ منه عجلً وألقى فيه قبضة من التراب ‪،‬‬ ‫كان أخذها من أثر فرس جبريل ‪ ،‬حين رآه يوم أغرق ال فرعون على يديه‪ .‬فلما ألقاها فيه خار كما‬ ‫يخور العجل الحقيقي ‪ .‬ويقال إنه استحال عجلً جسداً أي لحماً ودماً حياً يخور‪ ،‬قال قتادة وغيره‪ .‬وقيل‬ ‫بل كانت الريح إذا دخلت من دبره خرجت من فمه فيخور كمن تخور البقرة ‪ ، .‬فيرقصون حوله‬ ‫ويفرحون ‪ .‬ولما رجع موسى عليه السلم إليهم ‪ ،‬ورأى ما هم عليه من عبادة العجل ‪ ،‬ومعه اللواح‬ ‫المتضمنة التوراة‪ ،‬ألقاها‪ ،‬ثم أقبل على أخيه هارون عليه السلم وعنفه وقد كان هارون عليه السلم‬ ‫نهاهم عن هذا الصنيع الفظيع أشد النهي ‪ ،‬وزجرهم عنه أتم الزجر ‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫السامرى و العجل ‪2 -‬‬ ‫عنْ َقوْ ِمكَ يَامُوسَى* قَالَ هُمْ أُولَءِ عَلَى َأثَرِي َوعَجِلْتُ إِ َل ْيكَ‬ ‫وقال تعالى فى سورة طه ‪ { :‬وَمَا َأعْجَ َلكَ َ‬ ‫ضبَانَ‬ ‫رَبّ ِلتَرْضَى * قَالَ فَ ِإنّا قَدْ َف َتنّا َقوْ َمكَ ِمنْ بَعْ ِدكَ َوأَضَلّهُمْ السّامِرِيّ * فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَ ْ‬ ‫حلّ عَ َليْكُمْ غَضَبٌ ِمنْ َربّكُمْ‬ ‫أَسِفاً قَالَ يَا َقوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ َربّكُمْ َوعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَ َليْكُمْ الْ َعهْدُ أَمْ أَرَ ْدتُمْ َأنْ يَ ِ‬ ‫فَأَخْلَ ْفتُمْ َم ْوعِدِي *‪(.‬آيات ‪. ) 86 - 83‬‬

‫بقية قصة العجل ‪ :‬ثم أقبل موسى على السامري وقَالَ له ما حملك على ما صنعت قال ‪ :‬رأيت جبرائيل‬ ‫وهو راكب فرساً { فَ َق َبضْتُ َقبْضَةً ِمنْ أَثَرِ الرّسُولِ }‪ .‬أي من أثر فرس جبريل ‪ .‬قَالَ فَاذْهَبْ فَ ِإنّ َلكَ فِي‬ ‫حيَاةِ َأنْ تَقُولَ ل مِسَاسَ}‪ .‬وهذا دعاء عليه بأن ل يمس أحداً‪ ،‬معاقبة له على مسه ما لم يكن له مسه‪،‬‬ ‫الْ َ‬ ‫هذا معاقبة له في الدنيا‪ ،‬ثم توعده في الخرى ‪ .‬قال ‪ :‬فعمد موسى عليه السلم إلى هذا العجل‪ ،‬فحرقه‬ ‫قيل بالنار‪ ،‬كما قاله قتادة وغيره‪ .‬وقيل بالمبارد‪ ،‬كما قاله عليّ وابن عباس وغيرهما ‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫سبأ‬ ‫عنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا ِمنْ رِزْقِ َربّكُ ْم‬ ‫ج ّنتَانِ َ‬ ‫سبَإٍ فِي مَسْ َك ِنهِمْ آيَةٌ َ‬ ‫قال ال تعالى ‪ ":‬لَقَدْ كَانَ لِ َ‬ ‫ج ّن َت ْينِ‬ ‫ج ّن َت ْيهِمْ َ‬ ‫س ْيلَ الْعَرِمِ وَبَدّ ْلنَاهُمْ بِ َ‬ ‫ط ّيبَةٌ وَرَبّ غَفُورٌ* فَ َأعْ َرضُوا فَأَرْسَ ْلنَا عَ َل ْيهِمْ َ‬ ‫وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ َ‬ ‫شيْءٍ ِمنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * "‪( .‬سبأ اليات ‪) 16 -15‬‬ ‫َذوَا َتيْ أُ ُكلٍ خَمْطٍ َوَأ ْثلٍ وَ َ‬

‫سلَم ِمنْ‬ ‫صلَة وَال ّ‬ ‫حبَة سُ َليْمَان عَ َليْهِ ال ّ‬ ‫سبَأ مُلُوك ا ْليَمَن َوأَهْلهَا وَكَانَتْ ال ّتبَابِعَة ِم ْنهُمْ َوبَلْقِيس صَا ِ‬ ‫كَانَتْ َ‬ ‫عيْشهمْ وَاتّسَاع أَرْزَاقهمْ وَزُرُوعهمْ َوثِمَارهمْ َوبَعَثَ الّ‬ ‫غبْطَة فِي ِبلَدهمْ َو َ‬ ‫جُمْلَتهمْ وَكَانُوا فِي نِعْمَة َو ِ‬ ‫عبَادَته فَكَانُوا كَذَ ِلكَ مَا شَاءَ‬ ‫َتبَا َركَ وَتَعَالَى إِ َل ْيهِمْ الرّسُل تَأْمُرهُمْ َأنْ يَأْكُلُوا ِمنْ رِزْقه َويَشْكُرُوهُ ِب َتوْحِيدِهِ َو ِ‬ ‫سيْل وَالتّفَرّق فِي ا ْل ِبلَد ‪ .‬وَكَانَ ِمنْ أَمْر السّدّ َأنّهُ‬ ‫الّ تَعَالَى ثُمّ َأعْرَضُوا عَمّا أُمِرُوا بِهِ فَعُو ِقبُوا بِإِرْسَالِ ال ّ‬ ‫سيُول أَمْطَارهمْ َوَأوْ ِديَتهمْ فَعَمَد مُلُوكهمْ الَْقَادِم ‪.‬‬ ‫جتَمِع إَِليْهِ َأيْضًا ُ‬ ‫كَانَ الْمَاء يَ ْأتِيهِمْ ِمنْ َبيْن جَبََل ْينِ وَتَ ْ‬ ‫جبَ َل ْينِ فَغَرَسُوا‬ ‫حتّى اِ ْرتَفَعَ الْمَاء وَحَكَمَ عَلَى حَافّات َذيْنك الْ َ‬ ‫َف َب َنوْا َبيْنهمَا سَدّا عَظِيمًا مُحْكَمًا هو سد مأرب َ‬ ‫ستَغَلّوا الثّمَار فِي غَايَة مَا يَكُون ِمنْ الْ َكثْرَة وَالْحُسْن ‪.‬‬ ‫الَْشْجَار وَا ْ‬ ‫‪25‬‬

‫طالوت وجالوت ‪1 -‬‬ ‫قال تعالى فى سورة البقرة ‪ :‬وَقَالَ َلهُمْ َن ِب ّيهُمْ ِإنّ الَّ قَد بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا َأنّى يَكُونُ لَهُ الْمُ ْلكُ‬ ‫حقّ بِالْمُ ْلكِ ِمنْهُ وَلَمْ ُيؤْتَ سَعَةً ِمنَ الْمَالِ قَالَ ِإنّ الَّ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي‬ ‫حنُ أَ َ‬ ‫عَ َل ْينَا َونَ ْ‬ ‫الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَالُّ ُي ْؤتِي مُلْكَهُ َمنْ يَشَاءُ وَالُّ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( ‪) 247‬‬

‫ذهب بنو إسرائيل لنبيهم يوما قالوا له‪ :‬ابعث لنا ملكا يجمعنا تحت رايته كي نقاتل في سبيل ال‬ ‫ونستعيد أرضنا ومجدنا ‪ .‬قال نبيهم وكان أعلم بهم ‪ :‬هل أنتم واثقون من القتال لو كتب عليكم القتال؟‬ ‫قالوا‪ :‬ولماذا ل نقاتل في سبيل ال ‪ ،‬وقد طردنا من ديارنا‪ ،‬وتشرد أبناؤنا‪ ،‬وساء حالنا؟ قال نبيهم ‪:‬‬ ‫إن ال اختار لكم طالوت ملكا عليكم قالوا ‪ :‬كيف يكون ملكا علينا وهو ليس من أبناء السرة التي‬ ‫يخرج منها الملوك ‪ -‬أبناء يهوذا‪ -‬كما أنه ليس غنيا وفينا من هو أغنى منه؟ قال نبيهم ‪ :‬إن ال‬ ‫اختاره وفضله عليكم بعلمه وقوة جسمه‪.‬قالوا‪ :‬ما هي آية ملكه؟ قال لهم نبيهم ‪ :‬يسترجع لكم التابوت‬ ‫تجمله الملئكة ‪ .‬ووقعت هذه المعجزة‪ ..‬وعادت إليهم التوراة يوما‪ ..‬ثم تجهز جيش طالوت‪ ،‬وسار‬ ‫الجيش طويل حتى أحس الجنود بالعطش‪ ..‬قال الملك طالوت لجنوده ‪ :‬سنصادف نهرا في الطريق ‪،‬‬ ‫فمن شرب منه فليخرج من الجيش‪ ،‬ومن لم يذقه وإنما بل ريقه فقط فليبق معي في الجيش‪..‬‬ ‫‪26‬‬

‫طالوت وجالوت ‪2 -‬‬ ‫وجاء النهر فشرب معظم الجنود‪ ،‬وخرجوا من الجيش‪ ،‬وكان طالوت قد أعد هذا المتحان ليعرف‬ ‫من يطيعه من الجنود ومن يعصاه ‪ ،‬وليعرف أيهم قوي الرادة ويتحمل العطش‪ ،‬وأيهم ضعيف‬ ‫الرادة ويستسلم بسرعة‪.‬كان عدد أفراد جيش طالوت قليل‪ ،‬وكان جيش العدو كبيرا وقويا ‪ .‬برز‬ ‫جالوت في دروعه الحديدية وسلحه‪ ،‬وهو يطلب أحدا يبارزه‪ ..‬وخاف منه جنود طالوت جميعا‪..‬‬ ‫وهنا برز من جيش طالوت راعي غنم صغير هو داود‪ ..‬كان داود مؤمنا بال ‪ ،‬كان يريد أن يقتل‬ ‫جالوت لن جالوت رجل جبار وظالم ول يؤمن بال‪ ..‬وسمح الملك لداود أن يبارز جالوت‪..‬‬ ‫ووضع داود حجرا قويا في مقلعه وطوح به في الهواء وأطلق الحجر فأصاب جالوت فقتله‬ ‫‪ .‬وبدأت المعركة وانتصر جيش طالوت على جيش جالوت‪ .‬بعد فترة أصبح داود ‪ -‬عليه السلم –‬ ‫ملكا لبني إسرائيل ‪ ،‬فجمع ال على يديه النبوة والملك ‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫قارون‬ ‫قال تعالى فى سورة القصص ‪ِ :‬إنّ قَارُونَ كَانَ ِمنْ َقوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَ َل ْيهِمْ وَآ َت ْينَاهُ ِمنَ الْ ُكنُوزِ مَا ِإنّ‬ ‫صبَةِ أُولِي الْ ُقوّة إِذْ قَالَ لَهُ َقوْمُهُ لَ تَفْ َرحْ ِإنّ الَّ لَ يُحِبّ الْفَرِحِينَ ( ‪) 76‬‬ ‫مَفَاتِحَهُ َل َتنُوءُ بِالْعُ ْ‬

‫هو من قوم موسى يحدثنا ال عن كنوز قارون فيقول سبحانه وتعالى إن مفاتيح الحجرات التي تضم‬ ‫الكنوز‪ ،‬كان يصعب حملها على مجموعة من الرجال الشداء لكن قارون بغى على قومه بعد أن آتاه‬ ‫ال الثراء‪ .‬ويبدو أن العقلء من قومه نصحوه بالقصد والعتدال ‪ ،‬ويذكرونه بأن هذا المال هبة من‬ ‫ال وإحسان‪ ،‬فعليه أن يحسن ويتصدق من هذا المال ‪ ،‬فكان رد قارون )قَالَ ِإنّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى‬ ‫عِلْمٍ عِندِي )‪ .‬لقد أنساه غروره مصدر هذه النعمة وحكمتها ‪ ،‬وفتنه المال وأعماه الثراء‪ ،‬ولم يشعر‬ ‫بنعمة ربه‪ .‬وخرج قارون ذات يوم على قومه‪ ،‬بكامل زينته‪ ،‬فطارت قلوب بعض القوم ‪ ،‬وتمنوا أن‬ ‫لديهم مثل ما أوتي قارون ‪ .‬فيجيء العقاب حاسما ( فَخَسَ ْفنَا بِهِ َوبِدَارِهِ الَْرْضَ ) ‪ .‬هكذا في لمحة‬ ‫خاطفة ابتلعته الرض وابتلعت داره ‪ .‬وذهب ضعيفا عاجزا‪ ،‬ل ينصره أحد‪ ،‬ول ينتصر بجاه أو مال ‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫لقمان ‪1 -‬‬ ‫ورد ذكر القصة في سورة لقمان اليات ‪ 14 -12‬قال تعالى ‪ ( :‬وَلَقَدْ آ َت ْينَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ َأنِ اشْكُرْ‬ ‫غ ِنيّ حَمِيدٌ * َوإِذْ قَالَ لُقْمَانُ ِل ْبنِهِ وَ ُهوَ يَعِظُهُ يَا‬ ‫لِّ وَ َمنْ يَشْكُرْ فَ ِإنّمَا يَشْكُرُ ِلنَفْسِهِ وَ َمنْ كَفَرَ فَ ِإنّ الَّ َ‬ ‫ص ْينَا ا ِلْنْسَانَ ِبوَالِ َديْهِ حَمَ َلتْهُ أُمّهُ وَ ْهنًا عَلَى وَ ْهنٍ‬ ‫بُ َنيّ لَ تُشْ ِركْ بِالِّ ِإنّ الشّ ْركَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * َووَ ّ‬ ‫وَفِصَالُهُ فِي عَا َم ْينِ َأنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِ َد ْيكَ إِ َليّ الْمَصِيرُ* )‬

‫غيْر ُن ُبوّة ؟ عَلَى َقوْ َل ْينِ الَْ ْكثَرُونَ عَلَى أنه‬ ‫عبْدًا صَالِحًا ِمنْ َ‬ ‫ختَلَفَ السّلَف فِي لُقْمَان َهلْ كَانَ َن ِبيّا َأوْ َ‬ ‫اِ ْ‬ ‫كان عبدا صالحا ‪ .‬وكان نوبيا ذا عبادة وعبارة ‪ ،‬وحكمة عظيمة ويقال ‪ :‬كان قاضيا في زمن داود‬ ‫‪:‬عليه السلم فال أعلم ‪ .‬وقيل ‪ :‬إن ال رفع لقمان الحكيم لحكمته فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك فقال‬ ‫ألست عبد بن فلن الذي كنت ترعى غنمي بالمس قال ‪ :‬بلى قال ‪ :‬فما بلغ بك ما أرى ؟ قال ‪ :‬قدر‬ ‫ال وأداء المانة وصدق الحديث وترك ما ل يعنيني ‪ .‬وَ ُروِيَ ِمنْ حَدِيث اِبْن عُمَر قَالَ ‪ :‬سَمِعْت رَسُول‬ ‫عبْدًا َكثِير التّفَكّر حَسَن ا ْليَقِين ‪ ،‬أَحَبّ‬ ‫الّ صَلّى الّ عََليْهِ وَسَلّمَ يَقُول ‪ ( :‬لَمْ يَ ُكنْ لُقْمَان َن ِبيّا وَلَ ِكنْ كَانَ َ‬ ‫حبّهُ ‪ ،‬فَ َمنّ عَ َليْهِ بِالْحِكْمَةِ‬ ‫‪ .‬الّ تَعَالَى فَأَ َ‬ ‫‪29‬‬

‫لقمان ‪2 -‬‬ ‫َوِإنْ جَاهَدَاكَ عَلى َأنْ تُشْ ِركَ بِي مَا َليْسَ َلكَ بِهِ عِلْمٌ َفلَ تُطِ ْعهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي ال ّد ْنيَا مَعْرُوفًا وَا ّتبِعْ )‬ ‫حبّةٍ ِمنْ خَرْ َدلٍ‬ ‫سبِيلَ َمنْ َأنَابَ إِلَيّ ثُمّ إِ َليّ مَرْجِعُكُمْ فَُأ َن ّبئُكُمْ بِمَا ُك ْنتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا ُب َنيّ ِإ ّنهَا ِإنْ َتكُ ِمثْقَالَ َ‬ ‫َ‬ ‫صلَةَ‬ ‫َفتَ ُكنْ فِي صَخْرَةٍ َأوْ فِي السّمَاوَاتِ أَ وْ فِي الَْرْضِ يَأْتِ ِبهَا الُّ ِإنّ الَّ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا ُب َنيّ أَقِمِ ال ّ‬ ‫صبِرْ عَلَى مَا أَصَا َبكَ ِإنّ ذَ ِلكَ ِمنْ عَزْمِ الُْمُورِ * َولَ تُصَعّرْ خَ ّدكَ‬ ‫عنِ الْ ُمنْكَرِ وَا ْ‬ ‫َوأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ َ‬ ‫ختَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْ ِيكَ وَاغْضُضْ ِمنْ‬ ‫لِلنّاسِ َولَ تَمْشِ فِي الَْرْضِ مَرَحًا ِإنّ الَّ لَ يُحِبّ ُكلّ مُ ْ‬ ‫صوْتُ الْحَمِير * ِ)( لقمان ‪) 19 - 15‬‬ ‫صوَاتِ لَ َ‬ ‫ص ْو ِتكَ ِإنّ َأنْكَر الَْ ْ‬ ‫َ‬

‫يمكن الرجوع إلى القصة فى شرح اليات فى تفسير بن كثير‬

‫‪30‬‬

‫مائدة عيسى‬ ‫ورد ذكر القصة في سورة المائدة اليات ‪ 115 -112‬قال تعالى ‪ ( :‬إِذْ قَالَ ا ْلحَوَارِيّونَ يَا عِيسَى ا ْبنَ مَرْيَ َم هَلْ‬ ‫علَيْنَا مَائِدَةً ِمنَ السّمَاءِ قَالَ اتّقُوا الَّ ِإنْ كُنْتُمْ ُمؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَنْ َنأْكُلَ مِ ْنهَا وَتَطْمَ ِئنّ‬ ‫يَسْتَطِيعُ رَ ّبكَ َأنْ يُنَزّ َل َ‬ ‫علَيْنَا مَائِدَةً ِمنَ‬ ‫علَ ْيهَا ِمنَ الشّاهِدِينَ * قَا َل عِيسَى ا ْبنُ مَرْيَمَ الّلهُمّ رَبّنَا أَنْزِ ْل َ‬ ‫ُقلُوبُنَا وَنَ ْعلَمَ َأنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ َ‬ ‫علَيْكُمْ فَ َمنْ‬ ‫السّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لَِ ّولِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِ ْنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرّازِقِينَ * قَالَ الُّ إِنّي مُنَ ّزُلهَا َ‬ ‫يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ َفإِنّي أُعَذّبُهُ عَذَابًا لَ ُأعَذّبُهُ أَحَدًا ِمنَ الْعَالَمِينَ *‬

‫وقصة هذه المائدة أن عيسى عليه السلم أمر الحواريون بصيام ثلثين يوما فلما أتموها سألوا عيسى‬ ‫عليه السلم إنزال مائدة من السماء عليهم ليأكلوا منها وتطمئن بذلك قلوبهم أن ال تعالى قد قبل‬ ‫صيامهم وتكون لهم عيدًا يفطرون عليها يوم فطرهم‪ ،‬ولكن عيسى عليه السلم وعظهم في ذلك وخاف‬ ‫عليهم أل يقوموا بشكرها‪ ،‬فأبوا عليه إل أن يسأل لهم ذلك‪ ،‬فلما ألحوا عليه أخذ يتضرع إلى ال تعالى‬ ‫في الدعاء والسؤال أن يجابوا إلى ما طلبوا فاستجاب ال عزوجل دعاءه ‪ .‬فأنزل سبحانه المائدة من‬ ‫السماء والناس ينظرون إليها تنحدر بين غمامتين‪ ،‬وجعلت تدنو قليل قليل وكلما دنت منهم يسأل‬ ‫عيسى عليه السلم أن يجعلها رحمة ل نقمة وأن يجعلها سلمًا وبركة‪ ،‬فلم تزل تدنو حتى استقرت بين‬ ‫يدي عيسى عليه السلم وهي مغطاة بمنديل‪ ،‬فقام عيسى عليه السلم يكشف عنها وهو يقول (( بسم‬ ‫ال خير الرازقين)) ‪ ، .‬فأكلوا منها فبرأ كل من به عاهة أو آفة أو مرض مزمن واستغنى الفقراء‬ ‫وصاروا أغنياء ‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫المؤمن والكافر‬ ‫ج ّن َت ْينِ ِمنْ‬ ‫ورد ذكر القصة في سورة الكهف قال تعالى ‪ " :‬وَاضْرِبْ َلهُمْ َم َثلً رَجُ َل ْينِ جَعَ ْلنَا لَِحَدِهِمَا َ‬ ‫ج ّن َت ْينِ آتَتْ أُكُ َلهَا وَلَمْ تَظْلِمْ ِمنْهُ شَيْئًا وَفَجّرْنَا‬ ‫خلٍ وَجَعَ ْلنَا َب ْي َنهُمَا زَ ْرعًا * كِلْتَا الْ َ‬ ‫عنَابٍ وَحَفَ ْفنَاهُمَا ِبنَ ْ‬ ‫َأ ْ‬ ‫ج ّنتَهُ وَ ُهوَ‬ ‫خلَ َ‬ ‫حبِهِ وَ ُهوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَ ْكثَرُ ِم ْنكَ مَالً وََأعَزّ نَفَرًا* وَدَ َ‬ ‫خلَ َلهُمَا َنهَرًا * وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَا ِ‬ ‫ِ‬ ‫خيْرًا‬ ‫ظنّ السّاعَةَ قَائِمَةً وَ َل ِئنْ رُدِدْتُ إِلَى َربّي لَجِ َدنّ َ‬ ‫ظنّ َأنْ تَبِيدَ هَذِهِ َأبَدًا* وَمَا أَ ُ‬ ‫ظَالِمٌ ِلنَفْسِهِ قَالَ مَا أَ ُ‬ ‫ِم ْنهَا ُمنْقَ َلبًا * ” ( ‪) 36 – 32‬‬

‫قوله‪ ((:‬وَاضْرِبْ َلهُمْ َم َثلً )) يعني لكفار قريش ‪ ،‬في عدم اجتماعهم بالضعفاء والفقراء وازدرائهم بهم ‪،‬‬ ‫وافتخارهم عليهم ‪ .‬والمشهور أن هذين كانا رجلين مصطحبين‪ ،‬وكان أحدهما مؤمنا والخر كافرا‪،‬‬ ‫ويقال‪ :‬إنه كان لكل منهما مال ‪ ،‬فأنفق المؤمن ماله في طاعة ال ومرضاته ابتغاء وجهه ‪ ،‬وأما الكافر‬ ‫فإنه اتخذ له بستانين ‪ ،‬وهما الجنتان المذكورتان في الية ‪ ،‬فيهما أعناب ونخل وأنهار ‪ ،‬وافتخر‬ ‫مالكهما على صاحبه المؤمن الفقير ‪ .‬ولما اغتر هذا الجاهل بما خوله ال به في الدنيا ‪ ،‬فجحد الخرة‬ ‫حبُهُ وَ ُهوَ‬ ‫وادعى أنها إن وجدت ليجدن عند ربه خيرا مما هو فيه‪ ،‬وسمعه صاحبه يقول ذلك قَالَ لَهُ صَا ِ‬ ‫جلً ) ويذكر‬ ‫سوّاكَ رَ ُ‬ ‫يُحَاوِرُهُ أي ؛ يجادله ( أَكَفَرْتَ بِالّذِي خَلَ َقكَ ِمنْ تُرَابٍ ثُمّ ِمنْ نُطْفَةٍ ثُمّ َ‬ ‫لنا‪32‬القرآن أنه جاءه أمر أحاط بجميع حواصله وخرب جنته‪.‬‬

‫ناقة صالح‬ ‫ورد ذكر الناقة في مواضع عدة فى سور العراف ( ‪ – )77 ، 73‬هود ( ‪ – ) 64‬السراء ( ‪) 59‬‬ ‫الشعراء ( ‪ - ) 155‬القمر ( ‪ - ) 27‬الشمس ( ‪. )13‬‬ ‫غيْرُهُ قَدْ جَا َءتْكُمْ َب ّينَةٌ ِمنْ‬ ‫قال تعالى ‪َ :‬وإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا َقوْمِ اعْبُدُوا الَّ مَا لَكُمْ ِمنْ إِلَهٍ َ‬ ‫َربّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ الِّ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْ ُكلْ فِي أَرْضِ الِّ َولَ تَمَسّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أليم *‬ ‫( العراف ‪) 73‬‬

‫أرسله ال إلى قوم ثمود وكانوا قوما جاحدين آتاهم ال رزقا كثيرا ولكنهم عصوا ربهم وعبدوا الصنام‬ ‫وتفاخروا بينهم بقوتهم فبعث ال إليهم صالحا مبشرا ومنذرا ولكنهم كذبوه وعصوه وطالبوه بأن يأتي بآية‬ ‫ليصدقوه فأتاهم بالناقة وأمرهم أن ل يؤذوها ولكنهم أصروا على كبرهم فعقروا الناقة وعاقبهم ال‬ ‫بالصاعقة فصعقوا جزاء لفعلتهم ونجى ال صالحا والمؤمنين ‪.‬‬

‫قصة الناقة بالتفصيل يمكن الرجوع إليها فى قصص‬ ‫‪.‬النبيا ء وفى تفسير بن كثير‬ ‫‪33‬‬

‫هاروت و ماروت‬ ‫شيَاطِينُ عَلَى مُ ْلكِ سُ َليْمَانَ وَمَا كَفَرَ‬ ‫ورد ذكر القصة في سورة البقرة ‪ ،‬قال تعالى ‪ {:‬وَا ّتبَعُوا مَا َتتْلُو ال ّ‬ ‫شيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحْرَ وَمَا أُن ِزلَ عَلَى الْمَلَ َك ْينِ ِببَا ِبلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ‬ ‫سُ َليْمَانُ وَلَ ِكنّ ال ّ‬ ‫حنُ ِف ْتنَةٌ فَل تَكْفُرْ َف َيتَعَلّمُونَ ِم ْنهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ َب ْينَ الْمَرْءِ‬ ‫حتّى يَقُول إِنّمَا نَ ْ‬ ‫وَمَا يُعَلّمَانِ ِمنْ أَحَدٍ َ‬ ‫وَ َزوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارّينَ بِهِ ِمنْ أَحَدٍ إِل بِإِ ْذنِ الِّ وَيَتَعَلّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ وَل يَنفَ ُعهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَ َمنْ‬ ‫لقٍ وَ َل ِبئْسَ مَا شَ َروْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [ البقرة‪.] 102 :‬‬ ‫خَ‬ ‫شتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الخِرَةِ ِمنْ َ‬ ‫ا ْ‬

‫والقصة‪ :‬أن اليهود نبذوا كتاب ال واتبعوا كتب السحرة والشعوذة التي كانت تُقْرَأ في زمن ملك سليمان‬ ‫عليه السلم ‪ .‬وذلك أن الشياطين كانوا يسترقون السمع ثم يضمون إلى ما سمعوا أكاذيب يلفقونها‬ ‫ويلقونها إلى الكهنة‪ ،‬وقد دونوها في كتب يقرؤونها ويعلمونها الناس وفشا ذلك في زمان سليمان عليه‬ ‫السلم‪ ،‬حتى قالوا إن الجن تعلم الغيب‪ ،‬وكانوا يقولون هذا علم سليمان عليه السلم ‪ ،‬وما تمّ لسليمان‬ ‫ملكه إل بهذا العلم وبه سخر الجن والنس والطير والريح ‪ ،‬فأنزل ال هذين الملكين هاروت وماروت‬ ‫لتعليم الناس السحر ابتلءً من ال وللتمييز بين السحر والمعجزة وظهور الفرق بين كلم النبياء عليهم‬ ‫السلم وبين كلم السحرة‬ ‫‪34 .‬‬

‫هابيل وقابيل‬ ‫حقّ إِذْ قَ ّربَا قُ ْربَانًا َفتُقُبّلَ ِمنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ‬ ‫قال تعالى في سورة المائدة ‪ :‬وَا ْتلُ عَ َل ْيهِمْ َنبَأَ ا ْب َنيْ آدَمَ بِالْ َ‬ ‫ُيتَ َق ّبلْ ِمنَ الْخَرِ قَالَ لَ ْقتُ َل ّنكَ قَالَ ِإنّمَا َيتَ َق ّبلُ الُّ ِمنَ الْ ُمتّقِينَ( ‪) 27‬‬

‫كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا وفي البطن التالي ابنا وبنتا‪ .‬فيحل زواج ابن البطن الول من البطن‬ ‫الثاني‪.‬‬

‫ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه ‪ ..‬فأمرهما آدم أن يقدما قربانا‪ ،‬فقدم كل واحد منهما قربانا ‪،‬‬ ‫فتقبل ال من هابيل ولم يتقبل من قابيل ‪ .‬بعد أيام‪ ..‬كان الخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة‪ ..‬فقام إليه‬ ‫أخوه قابيل فقتله ‪.‬كان هذا الخ القتيل أول إنسان يموت على الرض‪ ..‬ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف‬ ‫بعد ‪ .‬وحمل الخ جثة شقيقه وراح يمشي بها‪ ..‬ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت‪ .‬وضع‬ ‫الغراب الحي الغراب الميت على الرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الرض بمنقاره ووضعه‬ ‫برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب‪ ..‬بعدها طار في الجو وهو يصرخ ‪ .‬واهتز جسد القاتل ببكاء‬ ‫عنيف ثم أنشب أظافره في الرض وراح يحفر قبر شقيقه ‪ .‬قال آدم حين عرف القصة‪( :‬هَذَا ِمنْ عَ َملِ‬ ‫ضلّ ّمبِينٌ( وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه‪.‬‬ ‫الشّيْطَانِ ِإنّهُ عَدُوّ مّ ِ‬ ‫‪35‬‬

‫وأخير‬ ‫ا‬ ‫‪:‬قال تعالى فى سورة هود‬ ‫ع َليْكَ‬ ‫} ذَلِكَ مِنْ َأنْبَاءِ الْقُرَى نَ ُقصّهُ َ‬ ‫حصِيدٌ ( آية ‪{ )100‬‬ ‫ِم ْنهَا قَا ِئمٌ وَ َ‬ ‫صدق ال العظيم‬ ‫‪[email protected]‬‬

‫‪36‬‬

More Documents from "qassimasa"

May 2020 18
May 2020 20
Al-7abeeb
May 2020 18