أبو الطيّب المتنبي هو أبو الطيب المتنبي الشاعر الشهر .اسمه أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي الكوفي ،وإنما سمي المتنبي لنه على ما قيل ادعى النبوة في بادية السماوة وتبعه خلق كثير من بني كلب وغيرهم .فخرج إليه لؤلؤ أمير حمص نائب الخشيدية فأسره وتفرق أصحابه وحبسه طويل ثم استتابه وأطلقه وكان قد قرأ على البوادي كلما ذكر أنه قرآن أنزل عليه ،ومن ذلك :والنجسم السسيار ،والفلك الدوار ،والليسل والنهار ،أن الكافسر لفسي أخطار ،امسض على سسنتك، وا قف أ ثر من كان قبلك من المر سلين ،فإن اللّه قا مع بك ز يغ من أل حد في الد ين و ضل عن السبيل. وكان إذا جلس فسي مجلس سسيف الدولة وأخسبروه عسن هذا الكلم أنكره وجحده .ولمسا أطلق مسن السجن التحق بالمير سيف الدولة بن حمدان ثم فارقه ودخل مصر سنة ست وأربعين وثلثمائة ومدح كافور الخشيدي وأنوجور بن الخش يد وكان ي قف ب ين يدي كافور و في رجل يه خفان و في و سطه سيف ومنط قة وير كب بحا جبين من ممالي كه وه ما بال سيوف والمنا طق ،ول ما لم ير ضه هجاه وفارقسه ليلة عيسد النحسر سسنة خمسسين وثلثمائة فوجسه كافور خلفسه عدة رواحسل فلم تلحقسه وقصد بلد فارس ومدح عضد الدولة بن بويه الديلمي فأجزل صلته .ولما رجع من عنده عرض له فاتك بن أبي جهل السدي في عدة من أصحابه فقاتله فقتل المتنبي وابنه مجسد وغلمه مفلح بالقرب من النعمانية في موضع يقال له الصافية من الجانب الغربي من سواد بغداد. ويقال إ نه قال شيئا في ع ضد الدولة فدس عل يه من قتله ل نه ل ما و فد عل يه و صله بثل ثة آلف دينار وثلثسة أفراس مسسرجة محلة وثياب فاخرة .ثسم دس عليسه مسن سسأله أيسن هذا العطاء مسن عطاء سيف الدولة؟ فقال هذا أجزل إل أنه عطاء متكلف ،وسيف الدولة كان يعطي طبعا .فغضب عضد الدولة فلما انصرف جهز عليه قوما من بني ضبة فقتلوه بعد أن قاتل قتال شديدا ثم انهزم فقال له غلمه أين قولك:
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم شاعسر العرب ،الذي تجسسدت فسي شخصسيته صسفات العرب ،وفسي شعره تجسسدت مزايسا الشعسر الصيل ،ويقول نفر من المؤرخين لول سيف الدولة لما كان المتنبي ،ويقول آخرون لول المتنبي لم يكن سيف الدولة ،لُقّب بمالئ الدنيا وشاغل الناس ،حتى قبل أنه لم يحز شاعر شهرة المتنبي، فقد كان أوسع شعراء العرب شهرة على الطلق وأعظمهم في رأي كبار النقاد والدباء ،ترجمت بعض أشعاره وآرائه في الحياة إلى اللغة النكليزية بعنوان رباعيات أبي الطيب المتنبي ،هو أحمد بن الح سين أ بو الط يب ،ولد بالكو فة في محلة ت سمى كندة كان أبوه سقاء في ها ،را فق أباه إلى بلد الشام ،ثم تنقّل في البادية وأخذ عن أهلها فصاحة اللفظ وبلغة العبارة ،حفظ الكثير من شعر العرب ،فاق معاصريه على الطلق منذ نشئته كبير النفس عالي الهمة طموحا ،حتى بلغ من كبر نف سه أن د عى إلى بيع ته بالخل فة ،و هو حد يث ال سن ،بل أد عى النبّوة ،وق بل أن ي ستحفل أمره
خرج لؤلؤ أم ير ح مص ونائب الخش يد ف سجنه ح تى تاب عن دعو ته فأطل قه ،ل كن ل قب المت نبي ظل ل صيقا به ،وم نذ ذلك الح ين ،سعى إلى طلب الثروة ،والمقام الرف يع بشِعره ،متقر با من ذي النفوذ والسلطان ،ناظما فيهم المدائح ،مترددا عليهم في مختلف المناطق ،ولزم سيف الدولة بن حمدان ،صساحب حلب تسسع سسنوات ،غادرهسا إلى مصسر ،وحاكمهسا آنذاك كان كافور الخشيدي، وكان المتنبي يطمح في ولية ،فلم يوله كافور ،فزوى عنه وجه ،فهجئه هجاء لذعا ،قصد بغداد ولم يمدّح الوزير المهلّبي لنه كان يترفع عن مدح الملوك ،غضب عليه عضد الدولة فأرسل إليه فا تك بن أ بي جهل السدي مع جماعته وهو في طري قة للكو فة كان مع المتنبي جماعته أي ضا، فتقا تل الفريقان فل ما رأى أ بو الط يب الدائرة عل يه هم بالفرار ،ويقال أن غل مه قال له :يا أ با الطيب أما أنت القائل الخيل والليل والبيداء تعرفني ،والسيف والرمح والقرطاس والقلم ،فقال له المت نبي :قتلت ني قتلك اللّه ،فر جع وقا تل ح تى قُ تل هو وإب نه مُح سَد وغُل مه مُفلح ،دارت هذه المعركة التي قُتل فيها المتنبي بالنعمانية ،وكان عند مقتله في الحادية والخمسين من عمره .