تطورات فى صناعة السينما تمثلت الثورة الرقمية في السينما الن ،في إنتاج آلت التصوير ل تحمل فيلما ،بل قرص رقمي ،فور انتهاء التصوير ينقل إلى الكمبيوتر لتتم كل (أغلب) خطوات إنتاج الفيلم ،بل حاجة إلى تحميض أو طباعة أو تلوين وخلفه .إذن تتم خطوات التصوير وتسجيل الصوت والمونتاج ثم العرض في خطوة واحدة ،فضل عن الجماليات التي يتيحها الكمبيوتر وحيله أثناء إعداد الفيلم. تلك التقنية وحدها وبشكل مباشر ،تعطى إلى ما يعرف بسينما المؤلف أو سينما المخرج زخما جديدا لم يكن متاحا من قبل.
السينما الرقميه تم التوصل إلى كاميرات سينمائية رقمية كبيرة تمكنت من الوصول إلى جودة تقارب جودة كاميرات السينما التقليدية إلى حد كبير ..وكانت البادئة من جورج لوكاس حينما أثبت هذا الكلم عملياً ,ليصور أول فيلم روائي طويل ذو ميزانية عالية كاملً من خلل كاميرات رقمية ودون استخدام شريط واحد ..وذلك في العام 2002عن طريق فيلم " حرب النجوم The Attack of the Clones
السينما الرقميه السينما الرقمية ببساطة هي تقنية جديدة في التسجيل والعرض ,تتمثل في التعامل مع الصور بمبدأ الصفر والواحد ( البت والبايت ) أي التعامل مع الصور على أنها إشارات كهربائية ثنائية ( رقمية ) بدلً من طبعها وتحميضها كيميائياً على ورق حساس ..تماماً كما نلتقط الصور والفلم في أجهزة الكمبيوتر أو الجوال ,إذ ل يوجد شريط ,بل ل توجد صورة ملموسة أصلً ,ولكننا نراها ونتناقلها ..هذا ما يحدث مع السينما الرقمية ,فالكاميرا الرقمية تصور وتخزن المعلومات في ذاكرة إلكترونية موجودة بداخلها بكل هدوء بدلً من ضجيج البكرات المزعج ,وحالما ينتهي التصوير ببساطة يمكن للمصور سحب المعلومات ونقلها إلى جهاز كمبيوتر عادي ثم العبث بها وتحريرها كما يشاء ..دون وجود أي شريط في كامل العملية النتاجية ..
السينما الرقميه تطبيق السينما الرقمية سوف يعيد تعريف السينما من الصل في القواميس , وسيغير تعريف الكثير من المصطلحات المتعلقة بالكاميرا أو بعمليات صنع الفيلم ..فالفيلم المتحرك لن يعود مجموعة من الصور المتتابعة المطبوعة على شريط من مقاس معين ,الفيلم سيصبح مجموعة أرقام ثنائية ..المونتاج لن يكون في أجهزة ضخمة خاصة بالمونتاج بل في جهاز كمبيوتر عادي .. على أية حال ,هذه التقنية في التعامل مع الصور والجسام المتمثلة في السينما الرقمية ,تسمح للمخرجين بالكثير من المميزات ,وتؤدي إلى طرق مختصرة كثيرة في الصناعة السينمائية سنذكرها فيما بعد ..والهم أنها رخيصة جداً بل تكاد تعتبر بالمجان مقارنة بالكاميرات التقليدية وشرائطها باهظة الثمن .. حين يتم عرض الفيلم الرقمي و نسخه فإن سيل المعلومات ينتقل تماماً كما هو في النسخة الصل ,ما دام القرص الرقمي سليماً في الساس ,بعكس لفافات الشرطة الحساسة جداً والتي ينبغي التعامل معها بحذر ,إلى جانب أن تكرار عرضها أو نسخها أو تعرضها للغبار أو الحرارة أو المجال المغناطيسي يعرضها لخطر كبير يمكن أن يتسبب في إتلفها ..
السينما الرقميه تستطيع أن تصنع فيلماً رقمياً بشرط أن تمتلك ثلث أشياء ,كاميرا فيديو رقمية مثل سوني و جي في سي و باناسونيك تكون مزودة بسلك + USBكمبيوتر شخصي +برنامج تحرير فيديو من البرامج المعروفة مثل ( .. ) Premiereلكن هل سيكون الفيلم الذي أصوره بالجودة التي نراها في أفلم هوليوود ؟ .. والجابة ستكون قطعاً ل ..أي شخص عادي سيلحظ أن الفيلم المصور بكاميرا فيديو مثل هذه يختلف تماماً عن ذلك المصور بكاميرا سينمائية ,وأنه يشبه تصوير الكاميرات المنزلية العادية ول يختلف عن صورة البرامج التلفزيونية ..والسباب لهذا الختلف كثيرة أهمها اللوان ,كاميرات الفيديو الرقمية الرخيصة تختلف في تعاملها مع عمق اللوان وتركيزها ومجالها عن الكاميرات السينمائية ..
السينما الرقميه كاميرا الفيديو تسجل بمعدل أسرع من الكاميرا السينمائية ,إذ يبلغ معدل سرعة التسجيل 30كادراً فـــي الثـــــانية ( ليس لجميع الماركات ) ,بينما الكاميرات السينمائية -كما ذكرنا -تسجل بمعدل 24كادراً وهو فرق كبير يجعل من الصورة السينمائية تبدو بطيئة مقارنة بكاميرات الفيديو ..إضافة إلى هذه الختلفات , هنالك اختلف تقني يتعذر ذكره هنا وهو خاص بأهل الختصاص , لكنه ببساطة متعلق بتعامل كاميرا الفيديو العادية مع الحقل الذي تصوره ,فهي تجري عمليات معينة على الصور من أجل تتماشى لحقاً مع نظام العرض التلفزيوني ,وهذا يسبب اختلفاً عن صورة الكاميرا السينمائية والتي ل تفعل ذلك لن صورتها ل تعرض على التلفاز بل على شاشة السينما ..
السينما الرقميه كل هذه الفروق تساهم في وجود هذا الختلف الواضح بين الكاميرا السينمائية والكاميرا الرقمية العادية ..لكن هذا ل يعني أن الكاميرا الرقمية ل تستطيع بلوغ جودة الكاميرا السينمائية ..ولتحقيق ذلك يلجأ المخرجون الكبار إلى استخدام كاميرات رقمية أعقد من تلك الكاميرات البسيطة الموجودة في السواق ,وهي تكلف أموالً أكبر بدون شك لكن ل تصل إلى السعار الخيالية لكاميرات هوليوود .. فجورج لوكاس استخدم كاميرا رقمية احترافية من نوع ( Sony ) HDW-F900 HDCAMمع عدسات من نــــــــوع ( ) Panavisionبعيدة المدى ,هذه الكاميرا تصور كما تصور الكاميرات السينمائية الكبيرة تقريباً ..
ميزات السينما الرقمية والفروق بينها وبين السينما الحالية
) 1رخص التكاليف وانخفاض الميزانيات على أكثر من صعيد ..فسعر الكاميرا السينمائية التقليدية يصل في معظم الحيان إلى نحو 100ألف دولر ,بينما ينخفض سعر الكاميرات الرقمية عن ذلك بكثير ..نقطة أخرى ,سيودع السينمائيون الشريط العادي المكلف جداً ..والذي يكلف طول ساعة واحدة منه نحو 25ألف دولر و عمليات التحميض ا التي تجري على الشريط قبل انتقاله لمرحلة المونتاج ,و آلت المونتاج المكلفة نفسها .. يقول المصور ريك مكالوم بهذه المناسبة أنهم أنفقوا 16000ألف دولر من أجل إعداد قرص رقمي مدته 220ساعة في فيلم حرب النجوم ,وكان المر سيكلف مليون و 800ألف لو كان العمل على فيلم تقليدي المخرج جو كيرتس صور فـيـلمــه( ) Quattro Nozaتصويراً رقمياً , وهو بشكل عام يدور حول جنون سباقات السيارات التي تجري في جنوب كاليفورنيا ويشابه كثيراً فيلم ( .. ) The Fast and the Furious بلغت تكاليف فيلم جو كيرتس مليون دولر ..بينما فاقت تكاليف الفيلم الخر الـ 40مليون دولر ! ..
ميزات السينما الرقمية والفروق بينها وبين السينما الحالية
) 2السهولة في خلق وصنع الفيلم والتحكم بلقطاته ,ووجود اختصارات للعديد من العمليات المرهقة ..ففي النظام التقليدي الحاصل اليوم ,يصور المخرج مشاهد الفيلم وعندما تمتلئ البكرة يرسلها إلى غرفة المونتاج دون أن يعرف ما بالداخل الكاميرا الرقمية تـُمكن المخرج -عند انتهائه من تصوير أي مشهد -أن يعيد عرض ما قام بتسجيله للتو ,وهذا مريح جداً له ,فهو سيعيد رؤية ما قام بتصويره في الحال ليلحظ وجود أخطاء قد تكون حدثت سهواً ..ثم يكمل التصوير .. في السينما عمليات المونتاج ل تبدأ إل عندما ينتهي التصوير وذلك حينما تمتلئ البكرة ,وهو ما يستغرق أياماً ..وحالما ينتهي التصوير وينتقل الفيلم إلى عمليات المونتاج ,يجب تحويله من صورته الفيلمية إلى صورة رقمية من أجل سهولة ترتيب اللقطات وإضافة المؤثرات إليها ..
..
ميزات السينما الرقمية والفروق بينها وبين السينما الحالية وعند النتهاء من العمل على الفيلم كاملً ويجهز للعرض ,يعاد مرة أخرى على صورة شريط من أجل أن يُرسل ويوزع إلى دور العرض ! .. الفيلم كما نرى ينتقل من صورة شريط إلى صورة رقمية ثم يعود لصورة شريط ..وعمليات النقل هذه من صورة إلى صورة مكلفة . .بينما في السينما الرقمية ل حاجة للتحويل من صورة إلى أخرى بل يجري العمل منذ بدايته وحتى نهايته في الوسط الرقمي نفسه .. أن المخرج بإمكانه التصوير في الصباح ونقل المعلومات لغرفة المونتاج في نفس اليوم ثم إكمال التصوير في الغد بعبارة أخرى ,التصوير والمونتاج سوف يعملن في خطين متوازيين بالوقت نفسه ما يعني إنهاء الفلم سريعاً
ميزات السينما الرقمية والفروق بينها وبين السينما الحالية
) 3عند مرحلة توزيع الفيلم ,نأتي إلى عقبة تحلها السينما الرقمية ببساطة ,هذه العقبة تتمثل في المصروفات الضخمة التي تنفقها شركات النتاج من أجل طبع الفيلم إلى مئات النسخ وإرسالها إلى ل عن التكاليف التي تدفعها الشركة المنتجة دور العرض ,فض ً للشركة الموزعة لتنظيمها نقل تلك اللفافات إلى سائر أنحاء العالم وإعادتها مرة أخرى عندما ينهي الفيلم دورته ..هذه التكاليف هي التي تجعل من الشركات المنتجة حذرة دائماً فيما يتعلق بعدد الصالت التي تعرض أفلمها فيها ,وقلقة في شأن إرسال الفيلم إلى مناطق ل تعلم باليقين إن كانت ستجني منها أرباحاً ..
ميزات السينما الرقمية والفروق بينها وبين السينما الحالية
ولكي نتخيل وضع التوزيع لو كانت السينما رقمية في العالم كله ,كل ما نحتاجه هو أن نتصور أن الفيلم ببساطة عبارة عن ملف كأي ملف كمبيوتر ..لكي تنسخه إلى نسخة أخرى لن تخسر شيئاً مقارنة بتكاليف نسخ الشرائط ..إلى جانب هذا ,بإمكانك الن تخيل أسهل الطرق التي يمكنك توزيعه بها . على الشركات المنتجة وصالت العرض أن تؤسس شبكة اتصال تربطها ببعضها ,سواء عن طريق كابلت ضخمة أو القمار صناعية ,بعدها لن تكون هنالك أية تكاليف بالمعنى الحرفي ,لن نقل الفيلم سوف يتم إلكترونياً دون وجود أي عمل سوى تحريك الفأرة والضغط على أحد الزرار .. واذا لم يحقق الفيلم اليرادات المطلوبة في دولة ما ,الشركة المنتجة بإمكانها سحبه في الحال بالضغط على زر آخر ! ..وهذا يعني وجود ميزة إضافية : ل حاجة لن تؤخر هوليوود عرض الفلم خارج الوليات أسابيع وأشهر كما هو الحال الن ,بل سوف يتم عرض الفلم في اليوم نفسه بجميع المناطق
ميزات السينما الرقمية والفروق بينها وبين السينما الحالية ) 4وبعد التوزيع نأتي لمرحلة العرض في السينما ,وفي الحقيقة ل جدال في أن عرض الفلم في صالت السينما التقليدية اليوم نقية جداً وتبدو فيها الصورة واللوان واضحة جداً ,وأن الرقمية ربما تكون أقل جودة ,لكن الشكال يأتي عند تكرار العرض .. بالنسبة لفيلم عُرض في السينما لسابيع نجد أن الصورة مليئة بالخدوش والوساخ التي تتقافز بين مشهد وآخر ..فضلً عن أن الشريط حساس لي مجال مغناطيسي أو حراري .. هذا المر غير موجود في السينما الرقمية ,فتكرار العرض ل يؤثر أبداً بل يبقي الفيلم نظيفاً ! ..وفي النهاية الجمهور هو الحكم ,تم إجراء استفتاء في العام الماضي في أمريكا وتبين بأن النسبة الغالبية صوتوا بأنهم يفضلون السينما الرقمية ..
ميزات السينما الرقمية والفروق بينها وبين السينما الحالية )5بالممارسة العملية ،أتاحت تلك التقنية الفرصة للفرق السينمائية الصغيرة ،أو سينما البلدان الفقيرة ،فرصة حقيقية لتجاوز مشكلت النتاج باهظة التكاليف التي ارتبطت مع أفلم 35مم الباهظة ..بالضافة إلى عناصر النتاج الخرى التي سيتم توفيرها .وهو ما عبر عنه "قانون مور" الذي يقول منطوقه" :أن قدرات معالج الكمبيوتر التقنية تتضاعف، ويقل ثمنها إلى النصف في نفس الوقت ،كل 24-18شهرا، مما يجعل سعر التجهيزات الكمبيوترية الرقمية تتناقص على نحو كبير وسريع".