Kushf_shubuhat

  • Uploaded by: Darulxadith
  • 0
  • 0
  • May 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Kushf_shubuhat as PDF for free.

More details

  • Words: 5,703
  • Pages: 17
‫كشف الشبهات‬

‫كشف الشبهات‬ ‫تأليف شيخ السلم‬ ‫الجدد‬ ‫ممد بن عبد الوهاب‬ ‫رحه ال تعال‬ ‫اعلم رحك ال‪:‬‬ ‫أن التوحيد هو إفراد ال بالعبادة‪ ،‬وهو دين الرسل الذي أرسلهم ال به إل عباده‪.‬‬ ‫فأول م نوح عل يه ال سلم أر سله ال إل قو مه ل ا غلوا ف ال صالي ودا و سواعا ويغوث‬ ‫ويعوق ون سرا‪ ،‬وآ خر الر سل م مد صلى ال عل يه و سلم‪ ،‬و هو الذي ك سر صور هؤلء‬ ‫الصهالي‪ ،‬أرسهله إل قوم يتعبدون ويجون ويتصهدقون ويذكرون ال كثيا‪ ،‬ولكنههم‬ ‫يعلون بعض الخلوقات وسائط بينهم وبي ال‪.‬‬ ‫يقولون‪( :‬نريد منهم التقرب إل ال‪ ،‬ونريد شفاعتهم عنده؛ مثل اللئكة‪ ،‬وعيسى‪،‬‬ ‫ومري‪ ،‬وأناس غيهم من الصالي)‪.‬‬ ‫فب عث ال إلي هم ممدا صلى ال عل يه و سلم يدد لمه د ين أبي هم إبراه يم عل يه‬ ‫ال سلم‪ ،‬وي بهم أن هذا التقرب والعتقاد م ض حق ال ل ي صلح م نه شئ لغ ي ال ل‬ ‫للك مقرب‪ ،‬ول لنب مرسل فضل عن غيها‪ ،‬وإل فهؤلء الشركون مقرون يشهدون أن‬ ‫ال هو الالق وحده ل شر يك له وأ نه ل يرزق إل هو‪ ،‬ول ي يي إل هو‪ ،‬ول ي يت إل‬ ‫هو‪ ،‬ول يدبر المر إل هو‪ ،‬وأن جيع السموات السبع ومن فيهن والرضي السبع ومن‬ ‫فيها كلهم عبيده وتت تصرفه وقهره‪.‬‬ ‫فإذا أردت الدليهل على أن هؤلء الذيهن قاتلههم رسهول ال صهلى ال عليهه وسهلم‬ ‫يشهدون بذا فاقرأ قوله تعال‪ { :‬قل من يرزق كم من ال سماء والرض أ من يلك ال سمع‬ ‫والبصار‪ ،‬ومن يرج الي من اليت‪ ،‬ويرج اليت من الي ومن يدبر المر‪ ،‬فسيقولون‬ ‫ال ف قل أفل تتقون}‪ ،‬وقوله‪ { :‬قل ل ن الرض و من في ها إن كن تم تعلمون سيقولون ل‪،‬‬

‫(‪)1‬‬

‫كشف الشبهات‬

‫قل أفل تذكرون * قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون ل قل أفل‬ ‫تتقون * قهل مهن بيده ملكوت كهل شهئ وههو ييه ول يار عليهه إن كنتهم تعلمون *‬ ‫سيقولون ل قل فأن تسحرون} وغي ذلك من اليات‪.‬‬ ‫فإذا تققت أنم مقرون بذا وأنه ل يدخلهم ف التوحيد الذي دعاهم إليه رسول‬ ‫ال صهلى ال عليهه وسهلم‪ ،‬وعرفهت أن التوحيهد الذي جحدوه ههو توحيهد العبادة الذي‬ ‫ل ونارا‪.‬‬ ‫يسميه الشركون ف زماننا (العتقاد) كما كانوا يدعون ال سبحانه لي ً‬ ‫ث من هم من يد عو اللئ كة ل جل صلحهم وقرب م من ال ليشفعوا له‪ ،‬أو يدعوا‬ ‫ل صالا مثل اللت‪ :‬أو نبيا مثل عيسى وعرفت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪،‬‬ ‫رج ً‬ ‫قاتلههم على هذا الشرك ودعاههم إل إخلص العبادة ل وحده‪ ،‬كمها قال تعال‪{ :‬وأن‬ ‫ال ساجد ل فل تدعوا مع ال أحدا}‪ ،‬وقال‪{ :‬له دعوة ال ق والذ ين يدعون من دو نه ل‬ ‫يستجيبون لم بشئ}‪ ،‬وتققت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قاتلهم ليكون الدعاء‬ ‫كله ل‪ ،‬والنذر كله ل‪ ،‬والذبح كله ل‪ ،‬والستغاثة كلها ل‪ ،‬وجيع أنواع العبادات كلها‬ ‫ل‪ ،‬وعرفت أن إقرارهم بتوحيد الربوبية ل يدخلهم ف السلم‪ ،‬وأن قصدهم اللئكة أو‬ ‫النهبياء‪ ،‬أو الولياء‪ ،‬يريدون شفاعتههم‪ ،‬والتقرب إل ال بذلك ههو الذي أحهل دماءههم‬ ‫وأموالم‪ ،‬عرفت حينئ ٍذ التوحيد الذي دعت إليه الرسل‪ ،‬وأب عن القرار به الشركون‪،‬‬ ‫وهذا التوحيد هو معن قولك‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬فإن الله هو الذي يقصد لجل هذه المور‪،‬‬ ‫سواء مل كا‪ ،‬أو نبيا‪ ،‬أو ول يا‪ ،‬أو شجرة‪ ،‬أو قبا‪ ،‬أو جنيا ل يريدوا أن الله هو الالق‬ ‫الرازق الدبر‪ ،‬فإنم يعلمون أن ذلك ل وحده كما قدمت لك‪ ،‬وإنا يعنون بالله ما يعن‬ ‫الشركون ف زمان نا بل فظ ال سيد‪ .‬فأتا هم ال نب صلى ال عل يه و سلم يدعو هم إل كل مة‬ ‫التوحيد وهي (ل إله إل ال) والراد من هذه الكلمة معناها ل مرد لفظها‪.‬‬ ‫والكفار الهال يعلمون أن مراد النب صلى ال عليه وسلم بذه الكلمة هو إفراد ال‬ ‫تعال بالتعلق به والكفر با يعبد من دون ال والباءة منه‪ ،‬فإنه لا قال لم‪( :‬قولوا ل إله إل‬ ‫ال)‪ ،‬قالوا‪{ :‬اجعل اللة إلا واحدا إن هذا لشئ عجاب}‪.‬‬ ‫فإذا عر فت أن جهال الكفار يعرفون ذلك‪ ،‬فالع جب م ن يد عي ال سلم و هو ل‬ ‫يعرف من تفسي هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار‪ ،‬بل يظن أن ذلك هو التلفظ بروفها‬ ‫من غي اعتقاد القلب لشئ من العان‪ ،‬والاذق منهم يظن أن معناها ل يلق ول يرزق إل‬ ‫ال‪ ،‬ول يدبر المر إل ال‪ ،‬فل خي ف رجل جهال الكفار أعلم منه بعن ل إله إل ال‪.‬‬

‫(‪)2‬‬

‫كشف الشبهات‬

‫إذا عرفت ما ذكرت لك معرفة قلب‪ ،‬وعرفت الشرك بال الذي قال ال فيه‪{ :‬إن‬ ‫ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن يشاء}‪ ،‬وعرفت دين ال الذي أرسل به‬ ‫الر سل من أول م إل آخر هم الذي ل يق بل ال من أ حد سواه‪ ،‬وعر فت ما أ صبح غالب‬ ‫الناس عليه من الهل بذا أفادك فائدتي‪:‬‬ ‫الول‪ :‬الفرح بفضتل ال وبرحتته‪ :‬كمها قال تعال‪{ :‬قهل بفضهل ال وبرحتهه‪،‬‬ ‫فبذلك فليفرحوا هو خي ما يمعون}‪.‬‬ ‫وأفادك أيضا الوف العظيم‪ :‬فإنك إذا عرفت أن النسان يكفر بكلمة يرجها من‬ ‫لسانه‪ ،‬وقد يقولا وهو جاهل‪ ،‬فل يعذر بالهل‪ ،‬وقد يقولا وهو يظن أنا تقربه إل ال‬ ‫تعال كما كان يفعل الكفار الشركون‪ ،‬خصوصا إن ألمك ال ما قص عن قوم موسى‬ ‫مع صلحهم وعلم هم‪ ،‬أن م أتوه قائل ي‪" :‬اج عل ل نا إلا ك ما ل م آل ة"‪ .‬فحينئذٍ يع ظم‬ ‫حرصك وخوفك على ما يلصك من هذا وأمثاله‪.‬‬ ‫وأعلم‪ :‬أنه سبحانه من حكمته ل يبعث نبيا بذا التوحيد إل جعل له أعداء‪ /‬كما‬ ‫قال تعال‪{ :‬وكذلك جعلنا لكل نب عدو شياطي النس والن يوحي بعضهم إل بعض‬ ‫زخرف القول غرورا}‪.‬‬ ‫وقهد يكون لعداء التوحيهد علوم كثية وكتهب وحجهج كمها قال تعال‪{ :‬فلمها‬ ‫جاءتم رسلهم بالبينات‪ ،‬فرحوا با عندهم من العلم}‪.‬‬ ‫إذا عر فت ذلك‪ ،‬وعر فت أن الطر يق إل ال ل بد له من أعداء قاعد ين عل يه أ هل‬ ‫فصاحة وعلمٍ وحُجج‪ ،‬فالواجب عليك أن تتعلم من دين ال ما يصي لك سلحا تقابل به‬ ‫هؤلء الشياط ي الذ ين قال إمام هم ومقدم هم لر بك عز و جل‪{ :‬لقعدن ل م صراطك‬ ‫ال ستقيم‪ ،‬ث لتين هم من ب ي أيدي هم و من خلف هم و عن أيان م و عن شائل هم ول ت د‬ ‫أكثرهم شاكرين}‪.‬‬ ‫ول كن إذا أقبلت على ال‪ ،‬وأ صغيت إل حج جه وبينا ته‪ ،‬فل ت ف ول تزن {إن‬ ‫كيد الشيطان كان ضعيفا}‪ ،‬والعامي من الوحدين يغلب ألفا من علماء هؤلء الشركي‪،‬‬ ‫كما قال تعال‪{ :‬وإن جندنا لم الغالبون}‪ ،‬فجند ال هم الغالبون بالجة واللسان‪ ،‬كما‬ ‫أنم الغالبون بالسيف والسنان‪ ،‬وإنا الوف على الوحد الذي يسلك الطريق وليس معه‬

‫(‪)3‬‬

‫كشف الشبهات‬

‫سلح‪ ،‬وقد من ال تعال علينا بكتابه الذي جعله "تبيانا لكل شئ وهدى ورحة وبشرى‬ ‫للم سلمي" فل يأ ت صاحب با طل ب جة إل و ف القرآن ما ينقضها ويبي بطلن ا‪ ،‬ك ما‬ ‫قال تعال‪{ :‬ول يأتو نك بثلٍ إل جئناك بال ق وأح سن تف سيا}‪ ،‬قال ب عض الف سرين‪:‬‬ ‫(هذه الية عامة ف كل حجة يأت با أهل الباطل إل يوم القيامة)‪.‬‬

‫وأ نا أذ كر لك أشياء م ا ذ كر ال ف كتا به جوابا لكلم اح تج به الشركون ف‬ ‫زماننا علينا فنقول‪:‬‬ ‫جواب أهل الباطل من طريقي‪ :‬ممل‪ ،‬ومفصل‪.‬‬ ‫أما الجمل‪:‬‬ ‫ف هو ال مر العظ يم والفائدة ال كبية ل ن عقل ها‪ ،‬وذلك قوله تعال‪ { :‬هو الذي أنزل‬ ‫عليك الكتاب منه آيات مكمات هن أم الكتاب وأخر متشابات‪ ،‬فأما الذين ف قلوبم‬ ‫ز يغ فيتبعون ما تشا به م نه ابتغاء الفت نة وابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إل ال}‪ ،‬و قد صح‬ ‫عن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ ،‬أ نه قال‪( :‬إذا رأي تم الذ ين يتبعون ما تشا به م نه‬ ‫فأولئك الذين سى ال فاحذروهم)‪.‬‬ ‫مثال ذلك إذا قال لك بعض الشركي‪{ :‬أل إن أولياء ال ل خوف عليهم ول هم‬ ‫يزنون}‪ ،‬أو استدل بالشفاعة أنا حق‪ ،‬وأن النبياء لم جاه عند ال أو ذكر كلما للنب‬ ‫صلى ال عل يه و سلم ي ستدل به على شئ من باطله‪ ،‬وأ نت ل تف هم مع ن الكلم الذي‬ ‫ذكره‪ ،‬فجاوبهه بقولك‪ :‬إن ال ذكهر أن الذيهن فه قلوبمه زيهغ يتركون الحكهم ويتبعون‬ ‫التشابهه‪ ،‬ومها ذكرتهه لك مهن أن ال ذكهر أن الشركيه يقرون بالربوبيهة‪ ،‬وأن كفرههم‬ ‫بتعلق هم على اللئ كة وال نبياء والولياء مع قول م‪{ :‬هؤلء شفعاؤ نا ع ند ال} هذا أ مر‬ ‫م كم ب ي‪ ،‬ل يقدر أ حد أن يغي ي معناه‪ ،‬و ما ذكر ته ل أي ها الشرك من القرآن أو كلم‬ ‫النب صلى ال عليه وسلم ل أعرف معناه‪ ،‬ولكن أقطع أن كلم ال ل يتناقض‪ ،‬وأن كلم‬ ‫ال نب صلى ال عل يه و سلم ل يالف كلم ال عز و جل‪ ،‬وهذا جواب سديد‪ ،‬ول كن ل‬ ‫يفه مه إل من وفقه ال تعال‪ ،‬فل تستهن به فإنه كما قال تعال‪{ :‬و ما يلقا ها إل الذين‬ ‫صبوا‪ ،‬وما يلقاها إل ذو حظ عظيم}‪.‬‬

‫(‪)4‬‬

‫كشف الشبهات‬

‫وأما الواب الفصل‪:‬‬ ‫فإن أعداء ال لم اعتراضات كثية على دين الرسل يصدون با الناس عنه‪.‬‬ ‫منها قولم‪( :‬نن ل نشرك بال‪ ،‬بل نشهد أنه ل يلق ول يرزق ول ينفع ول يضر‬ ‫إل ال وحده ل شريهك له‪ ،‬وأن ممدا ل يلك لنفسهه نفعا ول ضرا‪ ،‬فضل عهن عبهد‬ ‫القادر أو غيه‪ ،‬ولكن أنا مذنب والصالون لم جاه عند ال‪ ،‬وأطلب من ال بم)؛‬ ‫فجاوبه با تقدم؛ وهو أن الذين قاتلهم رسول ال صلى ال عليه وسلم مقرون با‬ ‫ذكرت‪ ،‬ومقرون بأن أوثانم ل تدبر شيئا‪ ،‬وإنا أرادوا الاه والشفاعة‪ .‬واقرأ عليه ما ذكر‬ ‫ال ف كتابه ووضحه‪.‬‬ ‫فإن قال‪( :‬هؤلء اليات نزلت في من يع بد ال صنام‪ ،‬ك يف تعلون ال صالي م ثل‬ ‫الصنام أم كيف تعلون النبياء أصناما؟)‪.‬‬ ‫فجاوبه با تقدم فإنه إذا أقر أن الكفار يشهدون بالربوبية كلها ل‪ ،‬وأنم ما أرادوا‬ ‫من قصدوا إل الشفاعة‪.‬‬ ‫ول كن إذا أراد أن يفرق ب ي فعل هم وفعله ب ا ذكره‪ ،‬فاذ كر له أن الكفار من هم من‬ ‫يد عو ال صالي وال صنام ومن هم من يد عو الولياء الذ ين قال ال في هم‪{ :‬أولئك الذ ين‬ ‫يدعون يبتغون إل رب م الو سيلة أي هم أقرب}‪ ،‬ويدعون عي سى ا بن مر ي وأ مه‪ ،‬و قد قال‬ ‫تعال‪{ :‬ما السيح ابن مري إل رسول قد خلت من قبله الرسل‪ ،‬وأمه صديقه كانا يأكلن‬ ‫الطعام‪ ،‬ان ظر ك يف نبي ل م اليات ث ان ظر أ ن يؤفكون قل أتعبدون من دون ال ما ل‬ ‫يلك لكم ضرا ول نفعا وال هو السميع العليم}‪ ،‬واذكر له قوله تعال‪{ :‬ويوم نشرهم‬ ‫جيعا ث نقول للملئكة أهؤلء إياكم كانوا يعبدون * قالوا سبحانك أنت ولينا من دونم‬ ‫بهل كانوا يعبدون يعبدون النه وأكثرههم بمه مؤمنون}‪ ،‬وقال تعال‪{ :‬وإذ قال ال يها‬ ‫عيسى ابن مري أأنت قلت للناس اتذون وأمي إلي من دون ال قال سبحانك ما يكون‬ ‫ل أن أقول ماليس ل بق‪ ...‬الية}‪.‬‬ ‫فقل له‪ :‬أعرفت أن ال كفر من قصد الصنام‪ ،‬وكفر من قصد الصالي وقاتلهم‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫(‪)5‬‬

‫كشف الشبهات‬

‫فإن قال‪( :‬الكفار يريدون منهم‪ ،‬وأنا أشهد أن ال هو النافع الضار ل أريد إل منه‬ ‫والصالون ليس لم من المر شئ ولكن أقصدهم أرجو من ال شفاعتهم)‪.‬‬ ‫فالواب‪ :‬أن هذا قول الكفار سواء ب سواءٍ فاقرأ عل يه قوله تعال‪{ :‬والذ ين اتذوا‬ ‫مهن دونهه أولياء مها نعبدههم إل ليقربونها إل ال زلفهى}‪ ،‬وقوله تعال‪{ :‬ويقولون هؤلء‬ ‫شفعاؤنا عند ال}‪.‬‬ ‫واعلم أن هذه الش به الثلث هي أ كب ما عند هم‪ ،‬فإذا عر فت أن ال وضح ها ف‬ ‫كتابه‪ ،‬وفهمتها فهما جيدا فما بعدها أيسر منها‪.‬‬ ‫فإن قال‪( :‬أنا ل أعبد إل ال وهذا اللتجاء إل الصالي‪ ،‬ودعاءهم ليس بعبادةٍ)‪.‬‬ ‫فقل له‪ :‬أنت تقر أن ال فرض عليك إخلص العبادة وهو حقه عليك؟‬ ‫فإذا قال‪( :‬نعم)‪.‬‬ ‫فقهل له‪ :‬بيه له هذا الذي فرض عليهك وههو إخلص العبادة ل وحده وههو حقهه‬ ‫عليهك فإن كان ل يعرف العبادة ول أنواعهها فبينهها له بقولك‪ :‬قال ال تعال‪{ :‬ادعوا‬ ‫ربكم تضرعا وخفية إنه ل يب العتدين}‪.‬‬ ‫فإذا أعلمته بذا فقل له‪ :‬هل علمت هذا عبادة ل؟‬ ‫فل بد أن يقول لك‪( :‬نعم‪ ،‬والدعاء مخ العبادة)‪.‬‬ ‫فقل له‪ :‬إذا أقررت أنه عبادة ل ودعوت ال ليلً ونارا خوفا وطمعا‪ ،‬ث دعوت ف‬ ‫تلك الاجة نبيا أو غيه هل أشركت ف عبادة ال غيه؟‬ ‫فل بد أن يقول‪( :‬نعم)‪.‬‬ ‫ف قل له‪ :‬فإذا عملت بقول ال تعال‪{ :‬ف صل لر بك وان ر}‪ ،‬وأطعت ال ونرت له‬ ‫هل هذا عبادة‪.‬‬

‫(‪)6‬‬

‫كشف الشبهات‬

‫فل بد أن يقول‪( :‬نعم)‪.‬‬ ‫ال؟‬

‫فقل له‪ :‬فإذا نرت لخلوق نب أو جن أو غيها‪ ،‬هل أشركت ف هذه العبادة غي‬ ‫فل بد أن يقر‪ ،‬ويقول (نعم)‪.‬‬

‫وقهل له أيضا‪ :‬الشركون الذيهن نزل فيههم القرآن‪ ،‬ههل كانوا يعبدون اللئكهة‬ ‫والصالي واللت وغي ذلك؟‬ ‫فل بد أن يقول‪( :‬نعم)‪.‬‬ ‫فقل له‪ :‬وهل كانت عبادتم إياهم إل ف الدعاء والذبح واللتجاء ونو ذلك‪ ،‬وإل‬ ‫فههم مقرون أنمه عبيهد ال وتته قهره‪ ،‬وأن ال ههو الذي يدبر المهر ولكهن دعوههم‪،‬‬ ‫والتجئوا إليهم للجه والشفاعة‪ ،‬وهذا ظاهر جدا‪.‬‬ ‫فإن قال أتنكر شفاعة رسول ال صلى ال عليه وسلم و تبأ منها فقل‪ :‬ل أنكرها‬ ‫ول أ تبأ من ها‪ ،‬بل هو صلى ال عل يه و سلم الشا فع والش فع وأر جو شفاع ته‪ ،‬ول كن‬ ‫الشفاعة كلها ل‪ ،‬كما قال تعال‪{ :‬قل ل الشفاعة جيعا} ول تكون إل من بعد إذن ال‬ ‫كما قال عز وجل‪{ :‬من ذا الذي يشفع عنده إل بإذنه}‪ ،‬ول يشفع ف أحد إل من بعد‬ ‫أن يأذن ال ف يه ك ما قال عز و جل‪{ :‬ول يشفعون إل ل ن ارت ضى}‪ ،‬و هو ل ير ضى إل‬ ‫التوحيد كما قال تعال‪{ :‬ومن يبتغ غي السلم دينا فلن يقبل منه}‪ ،‬فإذا كانت الشفاعة‬ ‫كلها ل ول تكون إل بعد إذنه ول يشفع النب صلى ال عليه وسلم ول غيه ف أح ٍد حت‬ ‫ياذن ال ف يه‪ ،‬ول يأذن إل ل هل التوح يد ب ي لك أن الشفا عة كل ها ل‪ ،‬وأطلب ها م نه‪،‬‬ ‫وأقول‪ :‬اللهم ل ترمن شفاعته‪ ،‬اللهم شفعه ف‪ ،‬وأمثال هذا‪.‬‬ ‫فإن قال‪( :‬النب صلى ال عليه وسلم أعطي الشفاعة وأنا أطلبه ما أعطاه ال)‪.‬‬ ‫فالواب‪ :‬أن ال أعطاه الشفاعةوناك عن هذا فقال‪{ :‬فل تدعوا مع ال أحدا}‪.‬‬ ‫فإذا كنت تدعو ال أن يشفع نبيه فيك‪ ،‬فأطعه ف قوله {فل تدعوا مع ال أحدا}‬ ‫وأيضا فإن الشفا عة أعطي ها غ ي ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ ،‬ف صح أن اللئ كة يشفعون‬

‫(‪)7‬‬

‫كشف الشبهات‬

‫والفراط يشفعون والولياء يشفعون‪ ،‬أتقول‪ :‬إن ال أعطا هم الشفاعة وأطلب ها منهم؟ فإن‬ ‫قلت هذا رج عت إل عبادة ال صالي ال ت ذ كر ال ف كتا به‪ ،‬وإن قلت ل‪ ،‬ب طل قولك‬ ‫أعطاه ال الشفاعة وأنا أطلبه ما أعطاه ال‪.‬‬ ‫فإن قال‪( :‬أ نا ل أشرك بال شيئا حا شا وكل‪ ،‬ول كن اللتجاء إل ال صالي ل يس‬ ‫بشرك)‪.‬‬ ‫فقهل له‪ :‬إذا كنهت تقهر ان ال حرم الشرك أعظهم مهن تريه الزنها وتقهر أن ال ل‬ ‫يغفره‪ ،‬ف ما الذي حر مه ال وذ كر أ نه ل يغفره‪ ،‬فإن كان ل يدري‪ ،‬ف قل له‪ :‬ك يف تبئ‬ ‫نفسك من الشرك وأنت ل تعرفه؟ أم كيف يرم ال عليك هذا ويذكر أنه ل يغفره ول‬ ‫تسأل عنه ول تعرفه‪ ،‬أتظن أن ال يرمه ول يبينه لنا؟‬ ‫فإن قال‪( :‬الشرك عبادة الصنام ونن ل نعبد الصنام)‪.‬‬ ‫فقهل‪ :‬مها معنه عبادة الصهنام؟ أتظهن أنمه يعتقدون أن تلك الخشاب والحجار‬ ‫تلق وترزق وتدبر أ مر من دعا ها؟ فهذا يكذ به القرآن‪ ،‬ك ما ف قوله تعال‪ { :‬قل من‬ ‫يرزقكم من السماء والرض‪ ...‬الية}‪.‬‬ ‫وإن قال‪( :‬ههو مهن قصهد خشبهة أو حجرا أو بنيهة على قهب أو غيه يدعون ذلك‬ ‫ويذبون له ويقولون‪ ،‬إنه يقربنا إل ال زلفى ويدفع عنا ببكته ويعطينا ببكته)‪.‬‬ ‫فقل‪ :‬صدقت‪ ،‬وهذا فعلكم عند الحجار والبنايات الت على القبور وغيها‪ ،‬فهذا‬ ‫أقر أن فعلهم هذا هو عبادة الصنام‪ ،‬وهو الطلوب‪.‬‬ ‫ويقال له أيضا قولك‪" :‬الشرك عبادة الصهنام"‪ ،‬ههل مرادك أن الشرك مصهوص‬ ‫بذا‪ ،‬وأن العتماد على ال صالي ودعاء هم ل يد خل ف هذا؟ فهذا يرده ما ذ كر ال ف‬ ‫كتا به من ك فر من تعلق على اللئ كة أو عي سى أو ال صالي فل بد أن ي قر لك أن من‬ ‫أشرك ف عبادة ال أحدا من الصالي فهو الشرك الذكور ف القرآن وهذا هو الطلوب‪.‬‬ ‫وسر السألة؛‬

‫(‪)8‬‬

‫كشف الشبهات‬

‫أ نه إذا قال‪ :‬أ نا ل أشرك بال‪ ،‬ف قل له‪ :‬و ما الشرك بال؛ ف سره ل؟ فإن قال‪ :‬هو‬ ‫عبادة ال صنام‪ ،‬ف قل‪ :‬و ما مع ن عبادة ال صنام ف سرها ل؟ فإن قال‪ :‬أ نا ل أع بد إل ال‬ ‫وحده‪ ،‬فقل‪ :‬ما معن عبادة ال وحده فسرها ل؟ فإن فسرها با بينه القرآن فهو الطلوب‪،‬‬ ‫وإن ل يعرفه فكيف يدعي شيئا وهو ل يعرفه‪ ،‬وإن فسر ذلك بغي معناه بينت له اليات‬ ‫الواضحات ف مع ن الشرك بال وعبادة الوثان‪ ،‬وأ نه يفعلو نه ف هذا الزمان بعي نه‪ ،‬وأن‬ ‫عبادة ال وحده ل شريك له هي الت ينكرونا علينا ويصيحون كما صاح إخوانم حيث‬ ‫قالوا‪{ :‬أجعل اللة إلا واحدا‪ ،‬إن هذا لشئ عجاب}‪.‬‬ ‫فإن قال‪( :‬إنم ل يكفرون بدعاء اللئكة والنبياء‪ ،‬وإنا يكفرون لا قالوا‪ :‬اللئكة‬ ‫بنات ال؛ فإنا ل نقل‪ :‬عبد القادر ابن ال ول غيه)‪.‬‬ ‫فالواب‪ :‬إن نسبة الولد إل ال كفر مستقل؛ قال ال تعال‪{ :‬قل هو ال أحد‪ .‬ال‬ ‫الصمد}‪ ،‬والحد الذي ل نظي له‪ ،‬والصمد القصود ف الوائج‪ ،‬فمن جحد هذا؛ فقد‬ ‫ك فر‪ ،‬ولو ل ي حد ال سورة‪ .‬وقال تعال‪ { :‬ما ات ذ ال من ول ٍد و ما كان م عه من إل هٍ}‪،‬‬ ‫ففرق بيه النوعيه‪ ،‬وجعهل كل منهمها كفرا مسهتقلً‪ .‬وقال تعال‪{ :‬وجعلوا ل شركاء‬ ‫الن وخلفهم وخرقوا له بني وبنات بغي علم}‪ ،‬ففرق بي كفرين‪.‬‬ ‫ل صالا؛ ل‬ ‫والدل يل على هذا أيضا أن الذ ين كفروا بدعاء اللت‪ ،‬مع كو نه رج ً‬ ‫يعلوه ا بن ال‪ ،‬والذ ين كفروا بعبادة ال ن ل يعلو هم كذلك‪ ،‬وكذلك أيضا العلماء ف‬ ‫جيع الذاهب الربعة؛ يذكرون ف باب حكم الرتد أن السلم إذا زعم أن ل ولدا؛ فهو‬ ‫مرتد‪ ،‬ويفرقون بي النوعي‪ ،‬وهذا ف غاية الوضوح‪.‬‬ ‫وإن قال‪{( :‬أل إن أولياء ال ل خوف عليهم ول هم يزنون})‪.‬‬ ‫فقل‪ :‬هذا هو الق‪ ،‬ولكن ل يُعبدُون‪ ،‬ونن ل نذكر إل عبادتم مع ال‪ ،‬وشركهم‬ ‫معهه‪ ،‬وإل؛ فالواجهب عليهك حبههم واتباعههم والقرار بكرامتههم‪ ،‬ول يحهد كرامات‬ ‫الولياء إل أهل البدع والضلل‪ ...‬إل‪ ،‬ودين ال وسط بي طرفي‪ ،‬وهدى بي ضللتي‪،‬‬ ‫وحق بي باطلي‪.‬‬ ‫فإذا عرفهت أن هذا الذي يسهميه الشركون فه زماننها هذا "العتقاد"‪ ،‬ههو الشرك‬ ‫الذي أنزل ال ف القرآن وقا تل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم الناس عل يه‪ ،‬فاعلم أن‬ ‫شرك الولي أخف من شرك أهل زماننا بأمرين‪:‬‬ ‫(‪)9‬‬

‫كشف الشبهات‬

‫أحده ا‪ :‬أن الول ي ل يشركون ول يدعون اللئ كة والولياء والوثان مع ال إل‬ ‫ف الرخاء‪ ،‬وأ ما ف الشدة فيخل صون ل الد ين‪ ،‬ك ما قال تعال‪{ :‬وإذا م سكم ال ضر ف‬ ‫الب حر ضل من تدعون إل إياه‪ ،‬فل ما نا كم إل الب أعرض تم‪ ،‬وكان الن سان كفورا}‪،‬‬ ‫وقوله‪{ :‬قهل أرأيتهم إن أتاكهم عذاب ال أو أتتكهم السهاعة‪ ،‬أغيه اله تدعون إن كنتهم‬ ‫صادقي‪ ،‬بل إياه تدعون‪ ،‬فيك شف ماتدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون}‪ ،‬وقوله‪:‬‬ ‫{وإذا مس النسان ضر دعا ربه منيبا إليه‪ ،}...‬إل قوله‪{ :‬قل تتع بكفرك قليلً إنك من‬ ‫أ صحاب النار}‪ ،‬وقوله‪{ :‬وإذا غشي هم موج كالضلل دعوا ال مل صي له الد ين}‪ ،‬ف من‬ ‫ف هم هذه ال سألة ال ت وضح ها ال ف كتا به و هي أن الشرك ي الذ ين قاتل هم ر سول ال‬ ‫صهلى ال عليهه وسهلم يدعون ال ويدعون غيه فه الرخاء‪ ،‬وأمها فه الضهر والشدة فل‬ ‫يدعون إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وينسون ساداتم‪ ،‬تبي له الفرق بي شرك أهل زماننا‬ ‫وشرك الولي‪ ،‬ولكن أين من يفهم قلبه هذه السألة فهما راسخا؟ وال الستعان‪.‬‬ ‫والمر الثان‪ :‬أن الولي يدعون مع ال أناسا مقربي عند ال‪ :‬إما أنبياء وإما أولياء‬ ‫وإما ملئكة‪ ،‬ويدعون أشجارا أو أحجارا مطيعة ل ليست عاصية‪ ،‬وأهل زماننا يدعون‬ ‫مع ال أنا سا من أف سق الناس‪ ،‬والذ ين يدعون م هم الذ ين يلون ل م الفجور من الز نا‪،‬‬ ‫والسهرقة‪ ،‬وترك الصهلة‪ ،‬وغيه ذلك والذي يعتقهد فه الصهال أو الذي ل يعصهي مثهل‬ ‫الشب والجر أهون من يعتقد فيمن يشاهد فسقه وفساده ويشهد به‪.‬‬ ‫إذا تق قت أن الذ ين قاتل هم ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أ صح عقولً وأ خف‬ ‫شركا من هؤلء فاعلم أن لؤلء شبهة يوردونا على ما ذكرنا‪ ،‬وهي من أعظم شبههم‬ ‫فاصغ سعك لوابا‪.‬‬ ‫وههي إنمه يقولون‪( :‬إن الذيهن نزل فيههم القرآن ل يشهدون أن ل إله إل ال‬ ‫ويكذبون الرسول‪ ،‬وينكرون البعث‪ ،‬ويكذبون القرآن ويعلونه سحرا‪ ،‬ونن نشهد أن ل‬ ‫إله إل ال وأن ممدا رسهول ال‪ ،‬ونصهدق القرآن‪ ،‬ونؤمهن بالبعهث‪ ،‬ونصهلي‪ ،‬ونصهوم‪،‬‬ ‫فكيف تعلوننا مثل أولئك؟)‪.‬‬ ‫فالواب‪ :‬أنه ل خلف بي العلماء كلهم أن الرجل إذا صدق رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم ف شئ وكذبه ف شئ أنه كافر ل يدخل ف السلم‪.‬‬

‫(‪)10‬‬

‫كشف الشبهات‬

‫وكذلك إذا آمن ببعض القرآن وجحد بعضه‪ ،‬كمن أقر بالتوحيد‪ ،‬وجحد وجوب‬ ‫الصلة‪ ،‬أو أقر بالتوحيد والصلة‪ ،‬وجحد وجوب الزكاة‪ ،‬أو أقر بذا كله وجحد الصوم‪،‬‬ ‫أو أقر بذا كله وجحد الج‪ ،‬ولا ل ينقد أناس ف زمن النب صلى ال عليه وسلم للحج‪،‬‬ ‫ل ومن كفر فإن ال‬ ‫أنزل ال ف حقهم‪{ :‬ول على الناس حج البيت من استطاع إليه سبي ً‬ ‫غن عن العالي}‪.‬‬ ‫و من أ قر بذا كله وج حد الب عث ك فر بالجاع و حل د مه وماله‪ ،‬ك ما قال جل‬ ‫جلله‪{ :‬إن الذين يكفرون بال ورسله ويريدون أن يفرقوا بي ال ورسله ويقولون نؤمن‬ ‫بب عض‪ ،‬ونك فر بب عض‪ ،‬ويريدون أن يتخذوا ب ي ذلك سبيل‪ ،‬أولئك هو الكافرون ح قا‬ ‫ض فهو‬ ‫واعتدنا للكافرين عذابا مهينا}‪ ،‬فإذا كان ال قد صرح ف كتابه أن من آمن ببع ٍ‬ ‫الكافر حقا‪ ،‬وأنه يستحق ما ذكر‪ .‬زالت هذه الشبهة‪ ،‬وهذه هي الت ذكرها بعض أهل‬ ‫الحساء ف كتابه الذي أرسل إلينا‪.‬‬ ‫ويقال أيضا‪ :‬إذا ك نت ت قر أن من صدق الر سول ف كل شئ وج حد وجوب‬ ‫الصلة‪ ،‬أنه كافر حلل الدم بالجاع‪ ،‬وكذلك إذا أقر بكل شئ إل البعث‪ ،‬وكذلك إذا‬ ‫ج حد وجوب صوم رمضان ل ي حد هذا‪ ،‬و صدق بذلك كله ول تتلف الذا هب ف يه‪،‬‬ ‫وقد نطق به القرآن كما قدمنا‪ ،‬فمعلوم أن التوحيد هو أعظم فريضة جاء با النب ممد‬ ‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهو أعظم من الصلة والزكاة والصوم والج‪ ،‬فك يف إذا جحد‬ ‫النسان شيئاُ من هذه المور كفر؟ ولو عمل بكل ما جاء به الرسول‪ ،‬وإذا جحد التوحيد‬ ‫الذي هو دين الرسل كلهم ل يكفر‪ ،‬سبحان ال! ما أعجب هذا الهل‪.‬‬ ‫ويقال أيضا‪ :‬هؤلء أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم قاتلوا بن حنيفة وقد‬ ‫أسلموا مع النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهم يشهدون أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول‬ ‫ال‪ ،‬ويصلون ويؤذنون‪.‬‬ ‫فإن قال‪( :‬إنم يقولون‪ :‬أن مسيلمة نب)‪.‬‬ ‫قلنا‪ :‬هذا هو الطلوب‪ ،‬إذا كان من رفع رجل إل رتبة النب صلى ال عليه وسلم‪،‬‬ ‫كفهر وحهل ماله ودمهه‪ ،‬ول تنفعهه الشهادتان ول الصهلة‪ ،‬فكيهف بنه رفهع شسهان أو‬ ‫يو سف‪ ،‬أو صحابيا‪ ،‬أو نب يا‪ ،‬إل مرت بة جبار ال سموات والرض؟ سبحان ال ما أع ظم‬ ‫شأنه {كذلك يطبع ال على قلوب الذين ل يعلمون}‪.‬‬

‫(‪)11‬‬

‫كشف الشبهات‬

‫ويقال أيضا‪ :‬الذين حرقهم علي بن أب طالب رضي ال عنه بالنار‪ ،‬كلهم يدعون‬ ‫السلم‪ ،‬وهم من أصحاب علي رضي ال عنه وتعلموا العلم من الصحابة ولكن اعتقدوا‬ ‫ف علي‪ ،‬م ثل العتقاد ف يو سف وش سان وأمثال ما‪ ،‬فك يف أج ع ال صحابة على قتل هم‬ ‫وكفرهم؟ أتظنون أن الصحابة يكفرون السلمي؟ أم تظنون أن العتقاد ف تا جٍ وأمثاله ل‬ ‫يضر‪ ،‬والعتقاد ف علي بن أب طالب رضي ال عنه يكفر؟‬ ‫ح الذ ين ملكوا الغرب وم صر ف زمان ب ن العباس‪،‬‬ ‫ويقال أيضا‪ :‬ب نو عبيدٍ القدا ِ‬ ‫كلهم يشهدون أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال‪ ،‬ويدعون السلم‪ ،‬ويصلون المعة‬ ‫والماعة فلما أظهروا مالفة الشريعة ف أشياء دون ما نن فيه‪ ،‬أجع العلماء على كفرهم‬ ‫وقتالم‪ ،‬وأن بلدهم بلد حرب‪ ،‬وغزاهم السلمون حت استنقذوا ما بأيديهم من بلدان‬ ‫السلمي‪.‬‬ ‫ويقال أيضا‪ :‬إذا كان الولون ل يكفروا إل لنمه جعوا بيه الشرك وتكذيهب‬ ‫الرسول صلى ال عليه وسلم والقران‪ ،‬وإنكار البعث‪ ،‬وغي ذلك‪ ،‬فما معن الباب الذي‬ ‫ذكر العلماء ف كل مذهب "باب حكم الرتد" وهو السلم الذي يكفر بعد إسلمه‪ ،‬ث‬ ‫ذكروا أنواعا كثية كل نو عٍ من ها يك فر وي ل دم الر جل وماله‪ ،‬ح ت أن م ذكروا أشياء‬ ‫ي سية ع ند من فعل ها‪ ،‬م ثل كل مة يذكر ها بل سانه دون قل به أو كل مة يذكر ها على و جه‬ ‫الزح واللعب‪.‬‬ ‫ويقال أيضا‪ :‬الذ ين قال ال في هم‪{ :‬ويلفون بال ما قالوا ول قد قالوا كل مة الك فر‬ ‫وكفروا ب عد إ سلمهم} أ ما سعت أن ال كفر هم بكل مة مع كون م ف ز من ر سول ال‬ ‫صلى ال عل يه و سلم ياهدون م عه وي صلون م عه ويزكون ويجون ويوحدون‪ ،‬وكذلك‬ ‫الذين قال ال فيهم‪{ :‬قل أبال وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ل تعتذروا قد كفرت بعد‬ ‫إيانكم} فهؤلء الذين صرح ال أنم كفروا بعد إيانم وهم مع رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم ف غزوة تبوك‪ ،‬قالوا كلمة ذكروا أنم قالوها على وجه الزح‪.‬‬ ‫فتأمل هذه الشبهة وهي قولم‪( :‬تكفرون من السلمي أناسا يشهدون أن ل إله إل‬ ‫ال ويصلون ويصومون)‪ ،‬تأمل جوابا فإنه من أنفع ما ف هذه الوراق‪.‬‬ ‫و من الدل يل على ذلك أيضا‪ :‬ح كى ال عن ب ن إ سرائيل مع إ سلمم وعلم هم‬ ‫س من ال صحابة‪:‬‬ ‫و صلحهم أن م قالوا لو سى‪{ :‬اج عل ل نا إلا ك ما ل م آل ة}‪ ،‬وقول نا ٍ‬

‫(‪)12‬‬

‫كشف الشبهات‬

‫"اجعل لنا ذات أنواط" فحلف صلى ال عليه وسلم أن هذا نظي قول بن إسرائيل اجعل‬ ‫لنا إلا‪.‬‬ ‫ولكن للمشركي شبهة يدلون با عند هذه القصة وهي أنم يقولون‪( :‬فإن بن‬ ‫إسرائيل ل يكفروا بذلك‪ ،‬وكذلك الذين قالوا‪" :‬اجعل لنا ذات أنواط" ل يكفروا)‪.‬‬ ‫فالواب أن تقول‪ :‬إن بن إسرائيل ل يفعلوا ذلك وكذلك الذين سألوا النب صلى‬ ‫ال عل يه و سلم ل يفعلوا‪ ،‬ول خلف ف أن ب ن إ سرائيل ل يفعلوا ذلك‪ ،‬ولو فعلوا ذلك‬ ‫لكفروا‪ ،‬وكذلك ل خلف ف أن الذ ين نا هم ال نب صلى ال عل يه و سلم لو ل يطيعوه‬ ‫واتذوا ذات أنواط بعد نيه لكفروا‪ ،‬وهذا هو الطلوب‪.‬‬ ‫ول كن هذه الق صة تف يد أن ال سلم بل العال قد ي قع ف أنواع من الشرك ل يدري‬ ‫عنها فتفيد التعلم والتحرز ومعرفة أن قول الاهل التوحيد فهمناه أن هذا من أكب الهل‬ ‫وكايد الشيطان‪.‬‬ ‫وتفيد أيضا‪ :‬أن السلم إذا تكلم بكلم كُفر وهو ل يدري فنبه على ذلك فتاب من‬ ‫ساعته‪ ،‬أنه ل يكفر‪ ،‬كما فعل بنو إسرائيل والذين سألوا النب صلى ال عليه وسلم‪.‬‬ ‫وتفيد أيضا‪ :‬أنه لو ل يكفر فإنه يغلظ عليه الكلم تغليظا شديدا كما فعل رسول‬ ‫ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬ ‫وللمشركي شبهة أخرى يقولون‪( :‬إن النب صلى ال عليه وسلم أنكر على أسامة‬ ‫قتهل مهن قال‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬وقال له‪" :‬أقتلتهه بعهد مها قال ل إله إل ال؟" وكذلك قوله‪:‬‬ ‫"امرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال"‪ ،‬وأحاديث أخرى ف الكف عمن قالا)‪،‬‬ ‫ومراد هؤلء الهلة أن من قالا ل يكفر ول يقتل ولو فعل ما فعل‪.‬‬ ‫فيقال لؤلء الهلة‪ :‬معلوم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم‬ ‫وهو يقولون‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬وأن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم قاتلوا بن حنيفة‬ ‫وههم يشهدون أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن ممدا رسهول ال ويصهلون ويدعون السهلم‪،‬‬ ‫وكذلك الذين حرقهم على بن أب طالب بالنار‪.‬‬

‫(‪)13‬‬

‫كشف الشبهات‬

‫وهؤلء الهلة يقولون‪( :‬إن من أنكر البعث كفر وقتل ولو قال‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬وأن‬ ‫من جحد شيئا من أركان السلم كفر وقتل ولو قالا)‪ ،‬فكيف ل تنفعه إذا جحد فرعا‬ ‫من الفروع؟ وتنفعه إذا جحد التوحيد الذي هو أساس دين الرسل ورأسه‪ ،‬ولكن أعداء‬ ‫ال ما فهموا معن الحاديث‪ ،‬ولن يفهموا‪.‬‬ ‫فأما حديث أسامة فإنه قتل رجلً ادعى السلم بسبب أنه ظن أنه ما ادعى السلم‬ ‫إل خوفا على دمه وماله‪ ،‬والرجل إذا أظهر السلم وجب الكف عنه حت يتبي منه ما‬ ‫يالف ذلك وأنزل ال تعال فه ذلك‪{ :‬يها أيهها الذيهن آمنوا إذا ضربتهم فه سهبيل ال‬ ‫فتبينوا} أي تثبتوا‪ ،‬فالية تدل على أنه يب الكف عنه والتثبت‪ ،‬فإذا تبي منه بعد ذلك‬ ‫ما يالف ال سلم ق تل لقوله تعال‪{ :‬ف تبينوا} ولو كان ل يق تل إذا قال ا ل ي كن للت ثبيت‬ ‫معن‪ ،‬وكذلك الديث الخر وأمثاله‪.‬‬ ‫معن ما ذكرناه إن من أظهر التوحيد والسلم وجب الكف عنه إل أن يتبي منه ما‬ ‫يناقض ذلك‪.‬‬ ‫والدليل على هذا‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم هو الذي قال‪( :‬أقتلته بعد ما‬ ‫قال‪ :‬ل إله إل ال؟)‪ ،‬وقال‪( :‬امرت أن اقاتهل الناس حته يقولون ل إله إل ال) ههو الذي‬ ‫قال ف الوارج‪( :‬أين ما لقيتوم هم فاقتلو هم لئن أدركت هم لقتلن هم ق تل عادٍ) مع كون م‬ ‫أكثهر الناس عبادةً‪ ،‬وتليلً وتسهبيحا‪ ،‬حته أن الصهحابة يقرون صهلتم عندههم‪ ،‬وههم‬ ‫تعلموا العلم من الصحابة فلم تنفعهم "ل إله إل ال" ول كثرة العبادة‪ ،‬ول ادعاء السلم‬ ‫لا ظهر منهم مالفة الشريعة‪.‬‬ ‫وكذلك ما ذكرناه من قتال اليهود وقتال الصحابة بن حني فة‪ ،‬وكذلك أراد صلى‬ ‫ال عليه وسلم أن يغزو بن الصطلق لا أخبه رجل منهم أنم منعوا الزكاة حت أنزل ال‬ ‫{يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا}‪ ،‬وكان الرجل كاذبا عليهم‪ ،‬وكل هذا‬ ‫يدل على أن مراد النب صلى ال عليه وسلم ف الحاديث الت احتجوا با ما ذكرناه‪.‬‬ ‫ول م شب هة أخرى؛ و هي ما ذ كر ال نب صلى ال عل يه و سلم أن الناس يوم القيا مة‬ ‫يستغيثون بآدم‪ ،‬ث بنوح‪ ،‬ث بإبراهيم‪ ،‬ث بوسى‪ ،‬ث بعيسى‪ ،‬فكلهم يعتذر حت ينتهوا إل‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قالوا‪ :‬فهذا يدل على أن الستغاثة بغي ال ليست شركا‪.‬‬

‫(‪)14‬‬

‫كشف الشبهات‬

‫والواب أن تقول‪ :‬سهبحان مهن طبهع على قلوب أعدائه‪ ،‬فإن السهتغاثة بالخلوق‬ ‫في ما يقدر عل يه ل ننكر ها‪ ،‬ك ما قال تعال ف ق صة مو سى‪{ :‬فا ستغاثه الذي من شيع ته‬ ‫على الذي من عدوه}‪ ،‬وك ما ي ستغيث الن سان بأ صحابه ف الرب أو غيه ف أشياء‬ ‫يقدر علي ها الخلوق‪ ،‬ون ن أنكر نا ا ستغاثة العبادة ال ت يفعلون ا ع ند قبور الولياء أو ف‬ ‫غيبتهم ف الشياء الت ل يقدر عليها إل ال‪.‬‬ ‫إذا ثبت ذلك فاستغاثتهم بالنبياء يوم القيامة يريدون منهم أن يدعوا ال أن ياسب‬ ‫الناس حت يستريح أهل النة من كرب الوقف‪ ،‬وهذا جائز ف الدنيا والخرة‪ ،‬وذلك أن‬ ‫تأ ت ع ند ر جل صال حي يال سك وي سمع كل مك وتقول له‪ :‬ادع ال ل ك ما كان‬ ‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يسألونه ذلك ف حياته‪ ،‬وأما بعد موته‪ ،‬فحاشا‬ ‫وكل أن م سألوا ذلك ع ند قبه‪ ،‬بل أن كر ال سلف على من ق صد دعاء ال ع ند قبه‪،‬‬ ‫فكيف بدعائه نفسه صلى ال عليه وسلم؟‬ ‫ولم شبهة أخرى؛ وهي قصة إبراهيم لا ألقي ف النار اعترض له جبيل ف الواء‬ ‫فقال له‪ :‬ألك حا جة؟ فقال إبراه يم أ ما إل يك فل‪ ،‬فقالوا‪ :‬فلو كا نت ال ستغاثة شر كا ل‬ ‫يعرضها على إبراهيم‪.‬‬ ‫فالواب‪ :‬أن هذا من ج نس الشب هة الول فإن جب يل عرض عل يه أن ينف عه بأ مر‬ ‫يقدر عليه‪ ،‬فإنه كما قال ال تعال فيه‪{ :‬شديد القوى}‪ ،‬فلو أذن له أن يأخذ نار إبراهيم‬ ‫وما حولا من الرض والبال ويقلبها ف الشرق أو الغرب لفعل‪ ،‬ولو أمره ال أن يضع‬ ‫إبراه يم ف الشرق أو الغرب لف عل‪ ،‬ولو أمره ال أن ي ضع براه يم عل يه ال سلم ف مكا نٍ‬ ‫بعيد عنهم لفعل‪ ،‬ولو أمره أن يرفعه إل السماء لفعل‪ ،‬وهذا كرجل غن له مال كثي يرى‬ ‫رجلً متاجا فيعرض عليه أن يقرضه أو أن يهبه شيئا يقضي به حاجته فيأب ذلك الحتاج‬ ‫أن يأ خذ وي صب إل أن يأت يه ال برزق ل م نة ف يه ل حد‪ ،‬فأ ين هذا من ا ستغاثة العبادة‬ ‫والشرك لو كانوا يفقهون؟‬

‫ولنخ تم الكلم بسألة عظي مة مه مة تفهم م ا تقدم ول كن نفرد ل ا الكلم لع ظم‬ ‫شأنا ولكثرة الغلط فيها فنقول‪:‬‬

‫(‪)15‬‬

‫كشف الشبهات‬

‫ل خلف أن التوح يد ل بد أن يكون بالقلب والل سان والع مل فإن اخ تل شئ من‬ ‫هذا ل يكن الرجل مسلما‪ ،‬فإن عرف التوحيد ول يعمل به فهو كافر مرتد معاند ككفر‬ ‫فرعون وإبليس وأمثالما‪ ،‬وهذا يغلط فيه كثي من الناس يقولون‪ :‬أن هذا حق ونن نفهم‬ ‫هذا ونشهد أنه حق‪ ،‬ولكننا ل نقدر أن نفعله‪ ،‬ول يوز عند أهل بلدنا إل من وافقهم‪ ،‬أو‬ ‫غ ي ذلك من العذار‪ ،‬ول يدر ال سكي أن غالب أئ مة الك فر يعرفون ال ق‪ ،‬ول يتركوه‬ ‫إل لشهئ مهن العذار كمها قال تعال‪{ :‬اشتروا بآيات ال ثنا قليلً}‪ ،‬وغيه ذلك مهن‬ ‫اليات‪ ،‬كقوله‪{ :‬يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}‪.‬‬ ‫ل ظاهرا وهو ل يفهمه ول يعتقده بقلبه‪ ،‬فهو منافق‪ ،‬وهو‬ ‫فإن عمل بالتوحيد عم ً‬ ‫شر من الكافر الالص {إن النافقي ف الدرك السفل من النار}‪.‬‬ ‫وهذه السألة مسألة طويلة تبي لك إذا تأملتها ف ألسنة الناس ترى من يعرف الق‬ ‫ويترك العمل به‪ ،‬لوف نقص دنيا أو جاه أو مداراة لحد‪ ،‬وترى من يعمل به ظاهرا ل‬ ‫باطنا‪ ،‬فإذا سألته عما يعتقده بقلبه فإذا هو ل يعرفه‪.‬‬ ‫ولكن عليك بفهم آيتي من كتاب ال‪:‬‬ ‫أوله ا‪ :‬قوله تعال‪{ :‬ل تعتذروا قد كفر ت ب عد إيان كم} فإذا تق قت أن ب عض‬ ‫الصحابة الذين غزوا الروم مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كفروا بسبب كلمة قالوها‬ ‫على وجه اللعب والزح‪ ،‬تبي لك أن الذي يتكلم بالكفر ويعمل به خوفا من نقص مالٍ‪،‬‬ ‫أو جاهٍ أو مداراة لحد‪ ،‬أعظم من يتكلم بكلمة يزح با‪.‬‬ ‫والية الثانية‪ :‬قوله تعال‪{ :‬من كفر بال من بعد إيانه إل من اكره وقلبه مطمئن‬ ‫باليان ول كن من شرح بالك فر صدره فعلي هم غ ضب من ال ول م عذاب عظ يم‪ ،‬ذلك‬ ‫بأن م ا ستحبوا الياة الدن يا على الخرة} ال ية‪ ،‬فلم يعذر ال من هؤلء إل من أكره مع‬ ‫كون قلبه مطمئنا باليان‪ ،‬وأما غي هذا فقد كفر بعد إيانه سواء فعله خوفا أو مداراة‪،‬‬ ‫أو مشحةً بوطنهه أو أهله أو عشيتهه أو ماله‪ ،‬أو فعهل على موجهه الزح أو لغيه ذك مهن‬ ‫الغراض إل الكره‪.‬‬

‫فالية تدل على هذا من وجهي‪:‬‬

‫(‪)16‬‬

‫كشف الشبهات‬

‫الول‪ :‬قوله تعال‪{ :‬إل مهن أكره}‪ ،‬فلم يسهتثن ال تعال إل الكره‪ ،‬ومعلوم أن‬ ‫النسان ل يكره إل على الكلم أو الفعل‪ ،‬وأما عقيدة القلب فل يكره أحد عليها‪.‬‬ ‫والثانت‪ :‬قوله تعال‪{ :‬ذلك بأن م ا ستحبوا الياة الدن يا على الخرة}‪ ،‬ف صرح أن‬ ‫هذا الك فر والعذاب ل ي كن ب سبب العتقاد وال هل والب غض للد ين وم بة الك فر‪ ،‬وإن ا‬ ‫سببه أن له ف ذلك حظا من حظوظ الدنيا فآثره على الدين‪.‬‬ ‫وال سبحانه وتعال أعلم وأعز وأكرم‬ ‫وصلى ال على نبينا ممد وعلى آله وصحبه وسلم‬

‫منب التوحيد والهاد‬

‫‪www.tawhed.ws‬‬ ‫‪www.almaqdese.com‬‬ ‫‪www.alsunnah.info‬‬ ‫‪www.abu-qatada.com‬‬

‫(‪)17‬‬

More Documents from "Darulxadith"

Aqeeda Wasatiya
May 2020 15
3-asool_wahab
May 2020 11
Kushf_shubuhat
May 2020 20
Aqeedah Tadmuriyah
May 2020 10
Dlaal_ashrak
May 2020 11