Dlaal_ashrak

  • Uploaded by: Darulxadith
  • 0
  • 0
  • May 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Dlaal_ashrak as PDF for free.

More details

  • Words: 4,592
  • Pages: 14
‫الدلئل ف موالة أهل الشراك‬

‫الدلئل‬ ‫ف حكم موالة أهل الشراك‬ ‫تأليف المام‬

‫سليمان بن عبد ال بن ممد بن عبد الوهاب‬ ‫بسم ال الرحن الرحيم‬ ‫إعلم رحك ال‪:‬‬ ‫أن الن سان إذا أظ هر للمشرك ي الواف قة على دين هم‪ ،‬خوفا من هم‪ ،‬ومداراة ل م‪،‬‬ ‫ومداهنة لدفع شرهم‪ ،‬فإنه كافر مثلهم وإن كان يكره دينهم ويبغضهم‪ ،‬ويب السلم‬ ‫والسلمي‪.‬‬ ‫هذا إذا ل يقع منه إل ذلك‪ ،‬فكيف إذا كان ف دار منعة‪ ،‬واستدعي بم‪ ،‬ودخل‬ ‫ف طاعت هم‪ ،‬وأظ هر الواف قة على دين هم البا طل‪ ،‬وأعان م عل يه بالن صرة والال‪ ،‬ووال هم‬ ‫وقطع الوالة بينه وبي السلمي‪ ،‬وصار من جنود القباب والشرك وأهلها بعد ما كان من‬ ‫جنود الخلص والتوحيد وأهله؟! فإن هذا ل يشك مسلم أنه كافر من أشد الناس عداوة‬ ‫ل تعال ورسوله صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ول يستثن من ذلك إل الكره‪ ،‬وهو الذي يستول‬ ‫علينه الشركون فيقولون له‪ :‬اكفنر‪ ،‬او أفعنل كذا‪ ،‬وإل فعلننا بنك وقتلناك‪ ،‬أو يأخذوننه‬ ‫فيعذبونه حت يوافقهم‪ ،‬فيجوز له الوافقة باللسان مع طمأنينة القلب باليان‪.‬‬ ‫و قد أج ع العلماء على أن من تكلم بالك فر هازلً‪ ،‬أ نه يك فر‪ ،‬فك يف ب ن أظ هر‬ ‫الكفر خوفا وطمعا ف الدنيا؟! وأنا أذكر بعض الدلة على ذلك بعون ال وتأييده‪.‬‬ ‫ملتهم}‪:‬‬

‫الدل يل الول‪ :‬قوله تعال‪{ :‬ولن تر ضى ع نك اليهود ول الن صارى ح ت تت بع‬

‫(‪)1‬‬

‫الدلئل ف موالة أهل الشراك‬

‫فأخب تعال أن اليهود والنصارى‪ ،‬وكذلك الشركون‪ ،‬ل يرضون عن النب صلى‬ ‫ال عليه وسلم حت يتبع ملتهم‪ ،‬ويشهد أنم على حق‪ ،‬ث قال تعال‪{ :‬قل إنّ هدى ال‬ ‫هنو الدى ولئن اتبعنت أهواءهنم بعند الذي جاءك منن العلم مالك منن ال منن ول ول‬ ‫نصي}‪ ،‬وف الية الخرى‪{ :‬إنك إذا لن الظالي}‪ ،‬فإذا كان النب صلى ال عليه وسلم‪،‬‬ ‫لو يوافقهم على دينهم ظاهرا من غي عقيدة القلب‪ ،‬لكن خوفا من شرهم ومداهنة‪ ،‬كان‬ ‫من الظالي‪ ،‬فكيف بن أظهر لعبّاد القبور والقباب أنم على حق وهدى مستقيم؟! فإنم‬ ‫ل يرضون إل بذلك‪.‬‬ ‫الدل يل الثا ن‪ :‬قوله تبارك وتعال‪{ :‬ول يزالون يقاتلون كم ح ت يردو كم عن‬ ‫دين كم إن ا ستطاعوا و من يرتدد من كم عن دي نه في مت و هو كا فر فأولئك حب طت‬ ‫أعمالم ف الدنيا والخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}‪:‬‬ ‫فأ خب تعال أن الكفار ل يزالون يقاتلون ال سلمي ح ت يردو هم عن دين هم إن‬ ‫ا ستطاعوا‪ ،‬ول ير خص ف موافقت هم خوفا على الن فس والال والر مة‪ ،‬بل أ خب ع من‬ ‫وافقهم بعد أن قاتلوه ليدفع شرّهم أنه مرتد‪ ،‬فإن مات على ردته بعد أن قاتله الشركون‬ ‫فإن من أهل النار الالدين فيها‪ ،‬فكيف بن وافقهم من غي قتال؟! فإذا كان من وافقهم‬ ‫بعد أن قاتلوه ل عذر له‪ ،‬عرفت أن الذين يأتون إليهم يسارعون ف الوافقة لم من غي‬ ‫خوف ول قتال‪ ،‬أنم أول بعدم العذر‪ ،‬وأنم كفار مرتدون‪.‬‬ ‫الدل يل الثالث‪ :‬قوله تبارك تعال‪{ :‬ل يت خذ الؤمنون الكافر ين أولياء من دون‬ ‫الؤمني ومن يفعل ذلك فليس من ال ف شيء إل أن تتقوا منهم تقاة}‪:‬‬ ‫فن هى سبحانه الؤمن ي عن اتاذ الكافر ين أولياء وأ صدقاء وأ صحابا من دون‬ ‫الؤمني وإن كانوا خائفي منهم‪ ،‬وأخب أن من يفعل ذلك فليس من ال ف شيء‪ ،‬أي ل‬ ‫يكون من أولياء ال الوعود ين بالنجاة ف الخرة‪ ،‬إل أن تتقوا من هم تقاة‪ ،‬و هو أن يكون‬ ‫النسان مقهورا معهم ل يقدر على عداوتم‪ ،‬فيظهر لم العاشرة والقلبُ مطمئ ّن بالبغضاء‬ ‫والعداوة‪ ،‬فكيف بن اتذهم أولياء من دون الؤمني من غي عذر‪ ،‬استحبابَ الياة الدنيا‬ ‫على الخرة‪ ،‬والوف من الشرك ي‪ ،‬وعدم الوف من ال‪ ،‬ف ما ج عل ال الوف من هم‬ ‫عذرا‪ ،‬بل قال تعال‪{ :‬إن ا ذل كم الشيطان يوف أولياءه فل تافو هم وخافون إن كن تم‬ ‫مؤمني}‪.‬‬

‫(‪)2‬‬

‫الدلئل ف موالة أهل الشراك‬

‫الدلييل الرابيع‪ :‬قوله تعال‪{ :‬ييا أيهيا الذيين آمنوا إن تطيعوا الذيين كفروا‬ ‫يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين}‪:‬‬ ‫فأ خب تعال أن الؤمن ي إن أطاعوا الكفار فل بد أن يردو هم على أعقاب م عن‬ ‫السنلم‪ ،‬فإنمن ل يقنعون منهنم بدون الكفنر‪ ،‬وأخنب أنمن إن فعلوا ذلك صناروا منن‬ ‫الا سرين ف الدن يا والخرة‪ ،‬ول ير خص ف موافقت هم وطاعت هم خوفا من هم‪ ،‬وهذا هو‬ ‫الوا قع‪ ،‬فإن م ل يقنعون م ن وافق هم إل بشهادة أن م على حق‪ ،‬وإظهار العداوة والبغضاء‬ ‫للمسلمي‪ ،‬وقطع اليد منهم‪ ،‬ث قال‪{ :‬بل ال مولكم وهو خي الناصرين} فأخب تعال‬ ‫أن ال مول الؤمني وناصرهم‪ ،‬وهو خي الناصرين ففي وليته وطاعته غُنية وكفاية عن‬ ‫طا عة الكفار‪ ،‬ف يا ح سرة على العباد الذ ين عرفوا التوح يد ونشأوا ف يه‪ ،‬ودانوا به زمانا‪،‬‬ ‫كيف خرجوا عن ولية رب العالي‪ ،‬وخي الناصرين‪ ،‬إل ولية القباب وأهلها‪ ،‬ورضوا‬ ‫با بدلً عن ولية من بيده ملكوت كل شيء؟! بئس للظالي بدلً‪.‬‬ ‫الدليل الامس‪ :‬قوله تعال‪{ :‬أف من ات بع رضوان ال كمن باء بسخط من ال‬ ‫ومأواه جهنم وبئس الصي}‪:‬‬ ‫فأ خب تعال أ نه ل ي ستوي من ات بع رضوان ال‪ ،‬و من ات بع ما ي سخطه‪ ،‬ومأواه‬ ‫جهنم يوم القيامة‪.‬‬ ‫ول رينب أن عبادة الرحنن وحدهنا ونصنرها‪ ،‬وكون النسنان منن أهلهنا‪ ،‬منن‬ ‫رضوان ال‪ ،‬وأن عبادة القباب والموات ون صرها والكون من أهل ها م ا ي سخط ال‪ ،‬فل‬ ‫يستوي عند ال من نصر توحيده ودعوته بالخلص وكان مع الؤمني‪ ،‬ومن نصر الشرك‬ ‫ودعوة الموات وكان مع الشركي‪.‬‬ ‫فإن قالوا‪ :‬خفنا‪ .‬قيل لم‪ :‬كذبتم‪.‬‬ ‫وأي ضا ف ما ج عل ال الوف عذرا ف اتباع ما ي سخطه‪ ،‬واجتناب ما يرض يه‪.‬‬ ‫وكثين منن أهنل الباطنل إنان يتركون القن خوفا منن زوال دنياهنم‪ .‬وإل فيعرفون القن‬ ‫ويعتقدونه‪ ،‬ول يكونوا بذلك مسلمي‪.‬‬

‫(‪)3‬‬

‫الدلئل ف موالة أهل الشراك‬

‫الدل يل ال سادس‪ :‬قوله تعال‪{ :‬إن الذ ين توفا هم اللئ كة ظال ي أنف سهم قالوا‬ ‫فيم كنتم قالوا كنا مستضعفي ف الرض قالوا أل تكن أرض ال واسعة فتهاجروا فيها‬ ‫فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيا}‪:‬‬ ‫أي ف أي فريق كنتم؟ أف فريق السلمي‪ ،‬أم ف فريق الشركي؟ فاعتذروا عن‬ ‫كونم ليسوا ف فريق السلمي بالستضعاف‪ ،‬فلم تعذرهم اللئكة‪ ،‬وقالوا لم‪{ :‬أل تكن‬ ‫أرض ال واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيا}‪.‬‬ ‫ول يشك عاقل أن البلدان الذين خرجوا عن السلمي صاروا مع الشركي‪ ،‬وف‬ ‫فريقهم وجاعتهم‪ .‬هذا مع أن الية نزلت ف أناس من أهل م كة أ سلموا واحتب سوا عن‬ ‫الجرة‪ ،‬فلمنا خرج الشركون إل بدر أكرهوهنم على الروج معهنم‪ ،‬فخرجوا خائفين‪،‬‬ ‫فقتلهم السلمون يوم بدر‪ ،‬فلما علموا بقتلهم تأسفوا وقالوا‪ :‬قتلنا إخواننا‪ ،‬فأنزل ال فيهم‬ ‫هذه الية‪.‬‬ ‫فكينف بأهنل البلدان الذينن كانوا على السنلم فخلعوا ربقتنه منن أعناقهنم‪،‬‬ ‫وأظهروا لهنل الشرك الوافقنة على دينهنم‪ ،‬ودخلوا فن طاعتهنم‪ ،‬وآووهنم ونصنروهم‪،‬‬ ‫وخذلوا أ هل التوح يد‪ ،‬واتبعوا غ ي سبيلهم‪ ،‬وخطؤو هم‪ ،‬وظ هر في هم سبهم وشتم هم‬ ‫وعيب هم‪ ،‬وال ستهزاء ب م‪ ،‬وت سفيه رأي هم ف ثبات م على التوح يد‪ ،‬وال صب عل يه‪ ،‬وعلى‬ ‫الهاد ف يه‪ ،‬وعاونو هم على أ هل التوح يد طوعا ل كرها‪ ،‬واختيارا ل اضطرارا؟ فهؤلء‬ ‫أول بالكفر والنار من الذين تركوا الجرة شحا بالوطن‪ ،‬وخوفا من الكفار‪ ،‬وخرجوا ف‬ ‫جيشهم مكرهي خائفي‪.‬‬ ‫فإن قال قائل‪ :‬هلّ كان الكراه على الروج عذرا للذين قتلوا يوم بدر؟‬ ‫قييل‪ :‬ل يكون عذرا‪ ،‬لنمن فن أول المنر ل يكونوا معذورينن إذا قاموا منع‬ ‫الكفار‪ ،‬فل يعذرون بعد ذلك بالكراه‪ ،‬لنم السبب ف ذلك حيث قاموا معهم وتركوا‬ ‫الجرة‪.‬‬ ‫الدل يل ال سابع‪ :‬قوله تعال‪{ :‬و قد نزل علي كم ف الكتاب أن إذا سعتم آيات‬ ‫ال يك فر ب ا وي ستهزأ ب ا فل تقعدوا مع هم ح ت يوضوا ف حد يث غيه إن كم إذا‬ ‫مثلهم}‪:‬‬

‫(‪)4‬‬

‫الدلئل ف موالة أهل الشراك‬

‫فذ كر ال تعال أ نه نزل على الؤمن ي ف الكتاب أن م إذا سعوا آيات ال يك فر‬ ‫ب ا‪ ،‬وي ستهزأ ب ا‪ ،‬فل يقعدوا مع هم ح ت يوضوا ف حد يث غيه‪ .‬وأن من جلس مع‬ ‫الكافرين بآيات ال‪ ،‬الستهزئي با ف حال كفرهم واستهزائهم‪ ،‬فهو مثلهم‪.‬‬ ‫ول يفرق بي الائف وغيه إل الكره‪ ،‬هذا وهم ف بلد واحد ف أول السلم‪،‬‬ ‫فكيف بن كان ف سعة السلم وعزة بلده‪ ،‬فدعا الكافرين بآيات ال الستهزئي با إل‬ ‫بلده‪ ،‬واتذهم أولياء وأصحابا وجلساء‪ ،‬وسع كفرهم واستهزاءهم وأقرّهم وطرد أهل‬ ‫التوحيد وأبعدهم؟‬ ‫الدل يل الثا من‪ :‬قوله تعال‪ { :‬يا أي ها الذ ين آمنوا ل تتخذوا اليهود والن صارى‬ ‫أولياء بعضهيم أولياء بعيض ومين يتولمي منكيم فإنيه منهيم إن ال ل يهدي القوم‬ ‫الظالي}‪:‬‬ ‫فن هى سبحانه الؤمن ي عن اتاذ اليهود والن صارى أولياء‪ ،‬وأ خب أن من تول هم‬ ‫من الؤمني فهو منهم‪.‬‬ ‫وهكذا ح كم من تول الكفار من الجوس وعبّاد الوثان ف هو من هم‪ ،‬فإن جادل‬ ‫مادل ف أن عبادة القباب ودعاء الموات مع ال ليس بشرك‪ ،‬وأن أهلها ليسوا بشركي‪،‬‬ ‫بان أمره واتضح عناده وكفره‪.‬‬ ‫ول يفرق تبارك وتعال بين الائف وغيه‪ ،‬بل أخنب تعال أن الذينن ف قلوبمن‬ ‫مرض يفعلون ذلك خوفا من الدوائر‪.‬‬ ‫وهكذا حال هؤلء الرتدينن‪ ،‬خافوا منن الدوائر‪ ،‬لان فن قلوبمن منن عدم اليان‬ ‫بوعند ال الصنادق بالنصنر لهنل التوحيند‪ ،‬فبادروا وسنارعوا إل أهنل الشرك‪ ،‬خوفا أن‬ ‫تصيبهم دائرة‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬فعسى ال أن يأت بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على‬ ‫ما أسروا ف أنفسهم نادمي}‪.‬‬ ‫الدلييل التاسيع‪ :‬قوله تعال‪{ :‬ترى كثيا منهيم يتولون الذيين كفروا لبئس ميا‬ ‫قدمت لم أنفسهم أن سخط ال عليهم وف العذاب هم خالدون}‪:‬‬

‫(‪)5‬‬

‫الدلئل ف موالة أهل الشراك‬

‫فذكنر ال تعال أن موالة الكفار موجبنة لسنخط ال‪ ،‬واللود فن العذاب‬ ‫بجردهنا‪ ،‬وإن كان النسنان خائفا‪ ،‬إل منن أكره بشرطنه‪ ،‬فكينف إذا اجتمنع ذلك منع‬ ‫الكفنر الصنريح‪ ،‬وهنو معاداة التوحيند وأهله‪ ،‬والعاوننة على زوال دعوة ال بالخلص‪،‬‬ ‫وعلى تثبيت دعوة غيه؟!‬ ‫الدل يل العا شر‪ :‬قوله تعال‪{ :‬ولو كانوا يؤمنون بال وال نب و ما أنزل إل يه ما‬ ‫اتذوهم أولياء ولكن كثيا منهم فاسقون}‪:‬‬ ‫فذ كر تعال أن موالة الكفار مناف ية لليان بال وال نب صلى ال عل يه و سلم وما‬ ‫أنزل إل يه‪ .‬ث أ خب أن سبب ذلك كون كث ي من هم فا سقي‪ ،‬ول يفرق ب ي من خاف‬ ‫الدائرة وب ي من ل ي ف‪ ،‬وهكذا حال كث ي من هؤلء الرتد ين ق بل ردت م كث ي من هم‬ ‫فاسقون‪ ،‬فجرهم ذلك إل موالة الكفار‪ ،‬والردة عن السلم‪ ،‬نعوذ بال من ذلك‪.‬‬ ‫الدلييل الادي عشير‪ :‬قوله تعال‪{ :‬وإن الشياطيي ليوحون إل أوليائهيم‬ ‫ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لشركون}‪:‬‬ ‫وهذه ال ية نزلت ل ا قال الشركون‪ :‬تأكلون ما قتل تم ول تأكلون ما ق تل ال‪،‬‬ ‫فأنزل ال هذه الية‪.‬‬ ‫فإذا كان من أطاع الشرك ي ف تل يل الي تة مشركا من غ ي فرق ب ي الائف‬ ‫وغيه إل الكره‪ ،‬فكينف بنن أطاعهنم فن تلينل موالتمن‪ ،‬والكون معهنم ونصنرهم‪،‬‬ ‫والشهادة أنم على حق‪ ،‬واستحلل دماء السلمي وأموالم‪ ،‬والروج عن جاعة السلمي‬ ‫إل جاعة الشركي؟ فهؤلء أول بالكفر والشرك من وافقهم على أن اليتة حلل‪.‬‬ ‫الدل يل الثا ن ع شر‪ :‬قوله تعال‪{ :‬وا تل علي هم ن بأ الذي آتيناه آيات نا فان سلخ‬ ‫منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين}‪:‬‬ ‫وهذه الية نزلت ف عالٍ عابد ف زمان بن إسرائيل‪ ،‬يقال له‪ :‬بلعام‪ ،‬وكان يعلم‬ ‫السم العظم‪.‬‬

‫(‪)6‬‬

‫الدلئل ف موالة أهل الشراك‬

‫قال ا بن أ ب طل حة عن ا بن عباس‪( :‬ل ا نزل ب م مو سى عل يه ال سلم ‪ -‬يع ن‬ ‫بالبارين ‪ -‬أتاه بنو عمه وقومه فقالوا‪ :‬إن موسى رجل حديد‪ ،‬ومعه جنود كثية‪ ،‬وإنه‬ ‫إن يظهر علينا يهلكنا‪ ،‬فادع ال أن ير ّد عنا موسى ومن معه‪ .‬قال‪ :‬إن إن دعوت ذهبت‬ ‫دنياي وآخرت‪ ،‬فلم يزالوا به حت دعا عليهم‪ ،‬فسلخه ال ما كان عليه‪ .‬فذلك قوله تعال‪:‬‬ ‫{فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين})‪.‬‬ ‫وقال ابن زيد‪( :‬كان هواه مع القوم) ‪ -‬يعن الذين حاربوا موسى وقومه ‪-‬‬ ‫فذكنر تعال أمنر هذا النسنلخ منن آيات ال‪ ،‬بعند أن أعطاه ال إياهنا‪ ،‬وعرفهنا‬ ‫وصار من أهلها ث انسلخ منها‪ ،‬أي ترك العمل با‪ ،‬وذكر ف انسلخه منها ما معناه أنه‬ ‫مظاهرةُ الشركي ومعاونتهم برأيه‪ ،‬والدعاء على موسى عليه السلم ومن معه‪ ،‬أن يردهم‬ ‫ال عن قومه‪ ،‬خوفا على قومه وشفقة عليهم‪ ،‬مع كونه يعرف القّ‪ ،‬ويشهد به‪ ،‬ويتعبّد‪،‬‬ ‫ول كن صدّه عن الع مل به متاب عة قو مه وعشي ته وهواه وإخلده إل الرض‪ ،‬فكان هذا‬ ‫انسلخا من آيات ال تعال‪.‬‬ ‫وهذا هو الواقع من هؤلء الرتدين وأعظم‪ ،‬فإن ال أعطاهم آياته الت فيها المر‬ ‫بالتوحيد‪ ،‬ودعوته وحده ل شريك له‪ ،‬والنهي عن الشرك به ودعوة غيه‪ ،‬والمر بوالة‬ ‫الؤمني ومبتهم ونصرتم‪ ،‬والعتصام ببل ال جيعا‪ ،‬والكون مع الؤمني‪ ،‬والمر بعاداة‬ ‫الشركين‪ ،‬وبغضهنم وجهادهنم وفراقهنم والمنر بدم الوثان‪ ،‬وإزالة القحاب واللواط‬ ‫والنكرات‪ ،‬وعرفوها وأقروا با‪ ،‬ث انسلخوا من ذلك كله‪ ،‬فهم أول بالنسلخ من آيات‬ ‫ال والكفر والردة من بلعام أو هم مثله‪.‬‬ ‫الدل يل الثالث ع شر‪ :‬قوله تعال‪{ :‬ول تركنوا إل الذ ين ظلموا فتم سكم النار‬ ‫ومالكم من دون ال من أولياء ث ل تنصرون}‪:‬‬ ‫فذكر تعال أن الركون إل الظلمة من الكفار والظالي موجب لسيس النار‪ ،‬ول‬ ‫يفرق بين منن خاف منهنم وغيه إل الكره‪ ،‬فكينف بنن اتذن الركون إليهنم دينا ورأيا‬ ‫حسنا‪ ،‬وأعانم با قدر عليه من مال ورأي‪ ،‬وأحبّ زوال التوحيد وأهله‪ ،‬واستيلء أهل‬ ‫الشرك عليهم؟! فإن هذا أعظم الكفر والركون‪.‬‬

‫(‪)7‬‬

‫الدلئل ف موالة أهل الشراك‬

‫الدل يل الرا بع ع شر‪ :‬قوله تعال‪ { :‬من ك فر بال من ب عد إيا نه إل من أُكره‬ ‫وقلبه مطمئن باليان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من ال ولم عذاب‬ ‫عظيييم‪ .‬ذلك بأنميي اسييتحبوا الياة الدنيييا على الخرة وأن ال ل يهدي القوم‬ ‫الكافرين}‪:‬‬ ‫فح كم تعال حكما ل يبدّل أن من رجع عن دي نه إل الكفر‪ ،‬فهو كافر‪ ،‬سواء‬ ‫كان له عذر خوفا على ن فس أو مال أو أ هل‪ ،‬أم ل‪ ،‬و سواء ك فر بباط نه أم بظاهره دون‬ ‫باطنه‪ ،‬وسواء كفر بفعاله ومقاله‪ ،‬أو بأحدها دون الخر‪ ،‬وسواء كان طامعا ف دنيا ينالا‬ ‫من الشركي أم ل‪ ،‬فهو كافر على كل حال إل الكره‪ ،‬وهو ف لغتنا‪ :‬الغصوب‪.‬‬ ‫فإذا أكره النسنان على الكفنر وقينل له‪ :‬اكفنر وإل قتلناك أو ضربناك‪ ،‬أو أخذه‬ ‫الشركون فضربوه‪ ،‬ول يكنه التخلص إل بوافقتهم‪ ،‬جاز له موافقتهم ف الظاهر‪ ،‬بشرط‬ ‫أن يكون قلبه مطمئنا باليان‪ ،‬أي ثابتا عليه‪ ،‬معتقدا له‪.‬‬ ‫فأما إن وافقهم بقلبه فهو كافر ولو كان مكرها‪.‬‬ ‫وظا هر كلم أح د رح ه ال أ نه ف ال صورة الول ل يكون مكرها ح ت يعذّ به‬ ‫الشركون‪ ،‬فإنه لا دخل عليه يي بن معي وهو مريض‪ ،‬فسلم عليه فلم يرد عليه السلم‪،‬‬ ‫فمنا زال يعتذر ويقول‪( :‬حدينث عمار‪ .‬وقال ال تعال‪{ :‬إل منن أكره وقلبنه مطمئن‬ ‫باليان})‪ ،‬فقلب أحد وجهه إل الانب الخر‪ ،‬فقال يي‪( :‬ل يقبل عذرا)‪ ،‬فلما خرج‬ ‫ي ي قال أح د‪( :‬ي تج بد يث عمار‪ ،‬وحد يث عمار؛ مررت بم وهم ي سبونك فنهيتهم‬ ‫فضربو ن‪ ،‬وأن تم ق يل ل كم؛ نر يد أن نضرب كم)‪ ،‬فقال ي ي‪( :‬وال ما رأ يت ت ت أد ي‬ ‫السماء أفقه ف دين ال تعال منك)‪.‬‬ ‫ث أخب تعال أن هؤلء الرتدين الشارحي صدورهم بالكفر‪ ،‬وإن كانوا يقطعون‬ ‫على الق ويقولون‪ :‬ما فعلنا هذا إل خوفا‪ ،‬فعليهم غضب من ال ولم عذابٌ عظيم‪.‬‬ ‫ثن أخنب تعال أن سنبب هذا الكفنر والعذاب لينس بسنبب العتقاد للشرك‪ ،‬أو‬ ‫ال هل بالتوح يد‪ ،‬أو الب غض للد ين‪ ،‬أو م بة الك فر‪ ،‬وإن ا سببه أن له ف ذلك حظا من‬ ‫حظوظ الدن يا‪ ،‬فآثره على الد ين وعلى ر ضى رب العال ي‪ .‬فقال‪{ :‬ذلك بأن م ا ستحبوا‬ ‫الياة الدن يا على الخرة وأن ال ل يهدي القوم الكافر ين} فكفر هم تعال‪ ،‬وأ خب أ نه ل‬

‫(‪)8‬‬

‫الدلئل ف موالة أهل الشراك‬

‫يهديهم مع كونم يعتذرون بحبة الدنيا‪ ،‬ث أخب تعال أن هؤلء الرتدين لجل استحباب‬ ‫الدنيا على الخرة‪ ،‬هم الذين طبع على قلوبم وسعهم وأبصارهم‪ ،‬وأنم هم الغافلون‪ .‬ث‬ ‫أخب خبا مؤكدا مققا أنم ف الخرة هم الاسرون‪.‬‬ ‫الدل يل الا مس ع شر‪ :‬قوله تعال عن أ هل الك هف‪{ :‬إن م إن يظهروا علي كم‬ ‫يرجوكم أو يعيدوكم ف ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا}‪:‬‬ ‫فذكنر تعال عنن أهنل الكهنف أنمن ذكروا عنن الشركين أنمن إن قهروكنم‬ ‫وغلبو كم‪ ،‬ف هم ب ي أمر ين‪ :‬إ ما أن يرجو كم‪ ،‬أي يقتلو كم شرّ قتلة بالر جم‪ ،‬وإ ما أن‬ ‫يعيدوكم ف ملتهم ودينهم‪{ ،‬ولن تفلحوا إذا أبدا} أي وإن وافقتموهم على دينهم بعد‬ ‫أن غلبوكم وقهروكم‪ ،‬فلن تفلحوا إذا أبدا‪ ،‬فهذا حال من وافقهم بعد أن غلبوه‪ ،‬فكيف‬ ‫بن وافقهم وراسلهم من بعيد‪ ،‬وأجابم إل ما طلبوا من غي غلبة ول إكراه‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫يسبون أنم مهتدون؟‪.‬‬ ‫الدل يل ال سادس ع شر‪ :‬قوله تعال‪{ :‬و من الناس من يع بد ال على حرف فإن‬ ‫أصابه خي اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والخرة ذلك هو‬ ‫السران البي}‪:‬‬ ‫فأ خب تعال أن من الناس من يع بد ال على حرف‪ ،‬أي على طرف {فإن أ صابه‬ ‫خي} أي نصر وعز وصحة وسعة وأمن وعافية‪ ،‬ونو ذلك {اطمأن به} أي ثبت وقال‪:‬‬ ‫هذا د ين ح سن ما رأي نا ف يه إل خيا {وإن أ صابته فت نة} أي خوف ومرض وف قر ون و‬ ‫ذلك {انقلب على وجهه} أي ارتد عن دينه ورجع إل أهل الشرك‪.‬‬ ‫فهذه الينة مطابقنة لال النقلبين عنن دينهنم فن هذه الفتننة‪ ،‬يعبدون ال على‬ ‫حرف‪ ،‬أي على طرف‪ ،‬لي سوا م ن يع بد ال على يق ي وثبات‪ ،‬فل ما أ صابتهم هذه الفت نة‬ ‫انقلبوا عن دين هم‪ ،‬وأظهروا مواف قة الشرك ي‪ ،‬وأعطو هم الطا عة‪ ،‬وخرجوا عن جا عة‬ ‫السلمي إل جاعة الشركي‪ ،‬فهم معهم ف الخرة‪ ،‬كما هم معهم ف الدنيا‪ ،‬فخسروا‬ ‫الدنيا والخرة‪ ،‬ذلك هو السران البي‪.‬‬

‫(‪)9‬‬

‫الدلئل ف موالة أهل الشراك‬

‫هذا مع أن كثيا منهم ف عافية‪ ،‬ما آتاهم من عدو‪ ،‬إنا ساء ظنهم بال‪ ،‬فظنوا‬ ‫أ نه يد يل البا طل وأهله على ال ق وأهله‪ ،‬فأردا هم سوء ظن هم بال‪ ،‬ك ما قال تعال في من‬ ‫ظن به ظن السوء‪{ :‬وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الاسرين}‪.‬‬ ‫وأنت يا من منّ ال عليه بالثبات على السلم‪ ،‬أحذر أن يدخل ف قلبك شيء‬ ‫من الر يب‪ ،‬أو ت سي أ مر هؤلء الرتد ين‪ ،‬أو أن موافقت هم للمشرك ي وإظهار طاعت هم‬ ‫رأي حسنن‪ ،‬حذرا على النفنس والموال والحارم‪ ،‬فإن هذه الشبهنه هني التن أوقعنت‬ ‫كثيا منن الولين والخرينن فن الشرك بال‪ ،‬ول يعذرهنم ال بذلك‪ ،‬وإل فكثين منهنم‬ ‫يعرفون الق‪ ،‬ويعتقدونه بقلوبم‪ ،‬وإنا يدينون بالشرك للعذار الثمانية الت ذكرها ال ف‬ ‫كتابه‪ ،‬فلم يعذر با أحدا ول ببعضها‪ ،‬فقال‪{ :‬قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم‬ ‫وأزواجكنم وعشيتكنم وأموال اقترفتموهنا وتارة تشون كسنادها ومسناكن ترضونان‬ ‫أحب إليكم من ال ورسوله وجهاد ف سبيله فتربصوا حت يأت ال بأمره وال ل يهدي‬ ‫القوم الفاسقي}‪.‬‬ ‫الدل يل ال سابع ع شر‪ :‬قوله تعال‪{ :‬إن الذ ين ارتدوا على أدبار هم من ب عد ما‬ ‫تبي ل م الدى الشيطان سول ل م وأملى لم * ذلك بأن م قالوا للذ ين كرهوا ما نزل‬ ‫ال سنطيعكم ف بعض المر وال يعلم إسرارهم * فكيف إذا توفتهم اللئكة يضربون‬ ‫وجوههيم وأدبارهيم * ذلك بأنمي اتبعوا ميا أسيخط ال وكرهوا رضوانيه فأحبيط‬ ‫أعمالم}‪:‬‬ ‫فذكر تعال عن الرتدين على أدبارهم أنم من بعد ما تبي لم الدى ارتدّوا على‬ ‫علم‪ ،‬ول ينفعهم علمهم بالق مع الردة‪ ،‬وغرّهم الشيطان بتسويله‪ ،‬وتزيي ما ارتكبوا من‬ ‫الردة‪ ،‬وهكذا حال هؤلء الرتد ين ف هذه الفت نة‪ ،‬غر هم الشيطان‪ ،‬وأوه هم أن الوف‬ ‫عذر لم ف الردة‪ ،‬وأنم بعرفة الق ومبته والشهادة به ل يضرهم ما فعلوه‪ ،‬ونسوا أن‬ ‫كثيا من الشركي يعرفون الق ويبونه ويشهدون به‪ ،‬ولكن يتركون متابعته والعمل به‬ ‫مبة للدنيا‪ ،‬وخوفا على النفس والموال‪ ،‬والآكل والرئاسات‪.‬‬ ‫ث قال تعال‪{ :‬ذلك بأن م قالوا للذ ين كرهوا ما نزل ال سنطيعكم ف ب عض‬ ‫المر} فأ خب تعال أن سبب ما جرى عليهم من الردة‪ ،‬وتسويل الشيطان‪ ،‬وإملئه لم‪،‬‬ ‫هو قول م للذ ين كرهوا ما نزّل ال‪ { :‬سنطيعكم ف ب عض ال مر} فإذا كان من و عد‬ ‫الشركي الكارهي لا أنزل ال بطاعتهم ف بعض المر كافرا‪ ،‬وإن ل يفعل ما وعدهم‬

‫(‪)10‬‬

‫الدلئل ف موالة أهل الشراك‬

‫به‪ ،‬فكيف بن وافق الشركي الكارهي لا أنزل ال من المر بعبادته وحده ل شريك له‪،‬‬ ‫وترك عبادة ما سواه من النداد والطواغيت والموات‪ ،‬وأظهر أنم على هدى‪ ،‬وأن أهل‬ ‫التوح يد مطئون ف قتال م‪ ،‬وأن ال صواب ف م سالتهم‪ ،‬والدخول ف دين هم البا طل؟!‬ ‫فهؤلء أول بالردّة من أولئك الذين وعدوا الشركي بطاعتهم ف بعض المر‪ ،‬ث أخب عن‬ ‫حال م الفظ يع ع ند الوت‪ ،‬ث قال‪{ :‬ذلك} ال مر الفظ يع ع ند الوفاة {بأن م اتبعوا ما‬ ‫أسخط ال وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالم}‪.‬‬ ‫ول يستريب مسلم أن اتباع الشركي‪ ،‬والدخول ف جلتهم‪ ،‬والشهادة أنم على‬ ‫حق‪ ،‬ومعاونت هم على زوال التوح يد وأهله‪ ،‬ون صره القباب والقحاب واللواط‪ ،‬من اتباع‬ ‫ما يسخط ال‪ ،‬وكراهة رضوانه‪ ،‬وإن ادعوا أن ذلك لجل الوف‪ ،‬فإن ال ما عذر أهل‬ ‫الردة بالوف من الشركي‪ ،‬بل نى عن خوفهم فأين هذا من يقول‪ :‬ما جرى منّا شيء‬ ‫ونن على ديننا‪.‬‬ ‫الدلييل الثامين عشير‪ :‬قوله تعال‪{ :‬أل تير إل الذيين نافقوا يقولون لخوانمي‬ ‫الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ول نطيع فيكم أحدا أبدا‬ ‫وإن قوتلتم لننصرنكم وال يشهد إنم لكاذبون}‪:‬‬ ‫فعقد تعال الخوة بي النافقي والكفار‪ ،‬وأخب أنم يقولون لم ف السر‪{ :‬لئن‬ ‫أخرج تم لنخر جن مع كم} أي لئن غلب كم م مد صلى ال عل يه و سلم وأخرج كم من‬ ‫بلدكم {لنخرجن معكم ول نطيع فيكم أحدا أبدا}؛ أي ل نسمع من أحد فيكم قولً‪،‬‬ ‫ول نع طي في كم طا عة‪{ .‬وإن قوتل تم لنن صرنكم}؛ أي إن قاتل كم م مد صلى ال عل يه‬ ‫وسلم لننصرنكم ونكون معكم‪ ،‬ث شهد تعال أنم كاذبون ف هذا القول‪ ،‬فإذا كان وعد‬ ‫الشركي ف السر بالدخول معهم ونصرهم‪ ،‬والروج معهم إن أجلوا‪ ،‬نفاقا وكفرا وإن‬ ‫كان كذبا‪ ،‬فكيف بن أظهر ذلك صادقا‪ ،‬وقدم عليهم‪ ،‬ودخل ف طاعتهم‪ ،‬ودعا إليها‪،‬‬ ‫ون صرهم وانقاد ل م‪ ،‬و صار من جلت هم‪ ،‬وأعان م بالال والرأي‪ ،‬هذا مع أن النافق ي ل‬ ‫يفعلوا ذلك إل خوفا منن الدوائر‪ ،‬كمنا قال تعال‪{ :‬فترى الذينن فن قلوبمن مرض‬ ‫ي سارعون في هم يقولون ن شى أن ت صيبنا دائرة‪ }..‬فكذا حال كث ي من الرتد ين ف هذه‬ ‫الفتنة‪ ،‬فإن عذر كثي منهم هو هذا العذر الذي ذكره ال عن الذين ف قلوبم مرض ول‬ ‫يعذرهم به‪.‬‬

‫(‪)11‬‬

‫الدلئل ف موالة أهل الشراك‬

‫قال ال تعال‪{ :‬فعسنى ال أن يأتن بالفتنح أو أمنر منن عنده فيصنبحوا على منا‬ ‫أسروا ف أنفسهم نادمي * ويقول الذين آمنوا أهؤلء الذين أقسموا بال جهد أيانم إنم‬ ‫لعكم حبطت أعمالم فأصبحوا خاسرين}‪ ،‬ث قال تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا من يرتد‬ ‫منكنم عنن ديننه فسنوف يأتن ال بقوم يبهنم ويبوننه أذلة على الؤمنين أعزة على‬ ‫الكافرينن}‪ ،‬فأخنب تعال أننه ل بند عنند وجود الرتدينن منن وجود الحنبي الحبوبين‬ ‫الجاهد ين‪ ،‬وو صفهم بالذلة والتوا ضع للمؤمن ي‪ ،‬والعزة والغل ظة والشدة على الكافر ين‪،‬‬ ‫ب ضد من كان تواض عه وذله ولي نه لعباد القباب‪ ،‬وأ هل القحاب واللواط‪ ،‬وعز ته وغلظ ته‬ ‫على أهنل التوحيند والخلص‪ ،‬فكفنى بذا دليلً على كفنر منن وافقهنم وإن ادعنى أننه‬ ‫خائف‪ ،‬فقند قال تعال‪{ :‬ول يافون لومنة لئم} وهذا بضند منن يترك الصندق والهاد‬ ‫خوفا من الشركي‪ ،‬ث قال تعال‪{ :‬ياهدون ف سبيل ال} أي ف توحيده‪ ،‬صابرين على‬ ‫ذلك ابتغاء وجه ربم لتكون كلمة ال هي العليا‪ ،‬ول يافون لومة لئم‪ ،‬أي ل يبالون بن‬ ‫ل مهم وآذاهم ف دينهم‪ ،‬بل يضون على دينهم‪ ،‬ياهدون فيه غي ملتفتي للوم أحد من‬ ‫اللق ول لسنخطه ول لرضاه‪ ،‬إنان هتهنم وغاينة مطلوبمن رضنى سنيدهم ومعبودهنم‪،‬‬ ‫والرب من سخطه‪.‬‬ ‫وهذا بلف من كا نت ه ته وغا ية مطلو به ر ضى عبّاد القباب‪ ،‬وأ هل القحاب‬ ‫واللواط ورجائهم‪ ،‬والرب ما يسخطهم‪ ،‬فإن هذا غاية الضلل والذلن‪.‬‬ ‫ث قال تعال‪{ :‬ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء وال واسع عليم}‪ ،‬فأخب تعال أن‬ ‫هذا ال ي العظ يم‪ ،‬وال صفات الميدة ل هل اليان الثابت ي على دين هم ع ند وقوع الف ت‪،‬‬ ‫ليس بولم ول بقوتم‪ ،‬وإنا هو فضل ال يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم‪ ،‬ث قال‪:‬‬ ‫{إنان وليكنم ال ورسنوله والذينن آمنوا الذينن يقيمون الصنلة ويؤتون الزكاة وهنم‬ ‫راكعون}‪ ،‬فأخب تعال خبا بعن المر بولية ال ورسوله والؤمني وف ضمنه النهي عن‬ ‫موالة أعداء ال ورسوله والؤمني‪.‬‬ ‫ول ي فى أي الزب ي أقرب إل ال ور سوله وإقام ال صلة وإيتاء الزكاة‪ .‬فالتول‬ ‫لضدهم‪ ،‬واضع للولية ف غي ملها‪ ،‬مستبدل بولية ال ورسوله والؤمني القيمي للصلة‬ ‫الؤت ي للزكاة ول ية أ هل الشرك والوثان والقباب‪ .‬ث أ خب تعال أن الغل بة لز به ول ن‬ ‫تولهم‪{ :‬ومن يتول ال ورسوله والذين آمنوا فإن حزب ال هم الغالبون}‪.‬‬

‫(‪)12‬‬

‫الدلئل ف موالة أهل الشراك‬

‫الدلييل التاسيع عشير‪ :‬قوله تعال‪{ :‬ل تدي قوما يؤمنون بال واليوم الخير‬ ‫يوادون من حاد ال ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانم أوعشيتم}‪:‬‬ ‫فأخنب تعال أننك ل تدن منن كان يؤمنن بال واليوم الخنر يواد منن حاد ال‬ ‫ف لليان‪ ،‬مضاد له‪ ،‬ل يت مع هو واليان‬ ‫ور سوله ولو كان أقرب قر يب‪ ،‬وأن هذا منا ٍ‬ ‫إل كما يتمع الاء والنار‪.‬‬ ‫وقد قال تعال ف موضع آخر‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا آباءكم وإخوانكم‬ ‫أولياء إن استحبوا الكفر على اليان ومن يتولم منكم فأولئك هم الظالون}‪ ،‬ففي هاتي‬ ‫اليت ي البيان الوا ضح أ نه ل عذر ل حد ف الواف قة على الك فر خوفا على الموال والباء‬ ‫والبناء والزواج والعشائر ون و ذلك م ا يعتذر به كث ي من الناس‪ ،‬إذا كان ل ير خص‬ ‫لحد ف موادتم‪ ،‬واتاذهم أولياء بأنفسهم خوفا منهم‪ ،‬وإيثارا لرضاتم‪ ،‬فكيف بن اتذ‬ ‫الكفار الباعند أولياء وأصنحابا‪ ،‬وأظهنر لمن الوافقنة على دينهنم خوفا على بعنض هذه‬ ‫المور ومبنة لان؟! ومنن العجنب اسنتحسانم لذلك واسنتحللم له‪ ،‬فجمعوا منع الردة‬ ‫استحلل الرام‪.‬‬ ‫الدليل العشرون‪ :‬قوله تعال‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا عدوي وعدوكم‬ ‫أولياء تلقون إليهم بالودة وقد كفروا با جاءكم من الق يرجون الرسول وإياكم أن‬ ‫تؤمنوا بال رب كم إن كن تم خرج تم جهادا ف سبيلي وابتغاء مرضا ت ت سرون إلي هم‬ ‫بالودة وأنا أعلم با أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل}‪:‬‬ ‫فأخب تعال أن من تول أعداء ال وإن كانوا أقرباء‪ ،‬فقد ضل سواء السبيل‪ ،‬أي‬ ‫أخطأ الصراط الستقيم‪ ،‬وخرج عنه إل الضللة‪.‬‬ ‫فأ ين هذا م ن يدّ عي أ نه على ال صراط ال ستقيم‪ ،‬ل يرج ع نه؟ فإن هذا تكذ يب‬ ‫ل‪ ،‬و من كذّب ال ف هو كا فر‪ ،‬وا ستحلل ل ا حرم ال من ول ية الكفار‪ ،‬و من ا ستحلّ‬ ‫مرّما فهو كافر‪.‬‬ ‫ث ذ كر تعال شب هة من اعتذر بالرحام والولد فقال‪{ :‬لن تنفع كم أرحام كم‬ ‫ول أولد كم يوم القيا مة يف صل بين كم وال ب ا تعملون ب صي} فلم يعذر تعال من اعتذر‬ ‫بالرحام والولد والوف عليها ومشقة مفارقتها‪ ،‬بل أخب أنا ل تنفع يوم القيامة‪ ،‬ول‬

‫(‪)13‬‬

‫الدلئل ف موالة أهل الشراك‬

‫تغ ن من عذاب ال شيئا‪ ،‬ك ما قال ف ال ية الخرى‪{ :‬فإذا ن فخ ف ال صور فل أن ساب‬ ‫بينهم يومئذ ول يتساءلون}‪.‬‬ ‫الدل يل الادي والعشرون‪ :‬من ال سنة ما رواه أ بو داود وغيه‪ ،‬عن سرة بن‬ ‫جندب عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪( :‬من جامع الشرك وسكن معه‪ ،‬فإنه‬ ‫مثله)‪:‬‬ ‫فج عل صلى ال عل يه و سلم ف هذا الد يث من جا مع الشرك ي‪ ،‬أي اجت مع‬ ‫معهم وخالطهم و سكن معهم مثل هم‪ ،‬فك يف ب ن أظهر لم الواف قة على دينهم وآواهم‬ ‫وأعانم؟! فإن قالوا‪ :‬خفنا‪ ،‬قيل لم‪ :‬كذبتم‪.‬‬ ‫وأيضا فليس الوف بعذرٍ‪ ،‬كما قال تعال‪{ :‬ومن الناس من يقول آمنا بال فإذا‬ ‫أوذي ف ال جعل فتنة الناس كعذاب ال} فلم يعذر تبارك وتعال من يرجع عن دينه عند‬ ‫الذى والوف‪ ،‬فكينف بنن ل يصنبه أذى ول خوف؟! وإنان جاؤوا إل الباطنل مبنة له‬ ‫وخوفا من الدائرة‪.‬‬ ‫والدلة على هذا كثية وف هذا كفاية لن أراد ال هدايته‪.‬‬ ‫وأما من أراد ال فتنته وضللته‪ ،‬فكما قال تعال‪{ :‬إن الذين حقت عليهم كلمة‬ ‫ربك ل يؤمنون * ولو جاءتم كل آية حت يروا العذاب الليم}‪.‬‬ ‫ونسنأل ال الكرين النان أن يييننا مسنلمي‪ ،‬وأن يتوفاننا مسنلمي‪ ،‬وأن يلحقننا‬ ‫بالصالي‪ ،‬غي خزايا ول مفتوني‪ ،‬برحته وهو أرحم الراحي‪.‬‬ ‫وصلى ال على ممد وآله وصحبه وسلم‬ ‫آمي‬

‫موقعنا على الشبكة‬ ‫منب التوحيد والهاد‬

‫‪www.tawhed.ws‬‬ ‫‪www.almaqdese.com‬‬ ‫‪www.alsunnah.info‬‬ ‫‪www.abu-qatada.com‬‬

‫‪http://www.tawhed.ws‬‬ ‫‪http://www.almaqdese.com‬‬ ‫‪http://www.alsunnah.info‬‬ ‫‪http://www.abu-qatada.com‬‬

‫(‪)14‬‬

More Documents from "Darulxadith"

Aqeeda Wasatiya
May 2020 15
3-asool_wahab
May 2020 11
Kushf_shubuhat
May 2020 20
Aqeedah Tadmuriyah
May 2020 10
Dlaal_ashrak
May 2020 11