Islah Movement In Somalia (arabic Version)

  • Uploaded by: Dr. Abdurahman M. Abdullahi ( baadiyow)
  • 0
  • 0
  • June 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Islah Movement In Somalia (arabic Version) as PDF for free.

More details

  • Words: 9,752
  • Pages: 27
‫حركة الصلح في الصومال‬

‫حركة " الصلح "‬ ‫اعتدال إسلمي في‬ ‫الصومال‬ ‫الذي مزقته الحرب‬ ‫ه باديو‬ ‫تأليف‪ :‬عبد الرحمن َ‬ ‫عب ْدُ الل ِ‬ ‫مقديشو – الصومال‬ ‫أكتوبر ‪2008‬‬

‫حركة " الصلح " إعتدال إسلمي في‬ ‫الصومال‬ ‫ه باديو‬ ‫تأليف‪ :‬عبد الرحمن َ‬ ‫عب ْدُ الل ِ‬

‫‪1‬‬

‫ل الكاتب مناصب عليا في حركة الصلح‪ .‬وشملت مسؤولياته‪ :‬العلقات الدولية‪ ،‬الترويج للسلم‪ ،‬حل النزاعات‪،‬‬ ‫شِغ َ‬ ‫‪َ 1‬‬ ‫والعمل الجتماعي السياسي‪ .‬وهو أيضًا رئيس مجلس أمناء جامعة مقديشو‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫مقدمة‪:‬‬ ‫ن نمو وانتشار الحركات السلمية قد جلب اهتماما كبيرا ً على مدي‬ ‫إ ّ‬ ‫العقود الثلثة الماضية وخصوصا ً بعد هجمات الحادي عشر من‬ ‫ب‬ ‫سبتمبر على أهدا ٍ‬ ‫ف في أمريكا‪ ،‬وما أعقب ذلك من إعلن حر ٍ‬ ‫كونية على الرهاب‪ .‬هناك عدة عوامل ساهمت في هذا النمو إل أن‬ ‫أحد السباب الرئيسية في ذلك هو فشل الحكومات التي أعقبت‬ ‫الستعمار‪ -‬في كثير من الدول السلمية‪ -‬وجاذبية المنهج السلمي‬ ‫ل لهذه الحكومات‪.‬‬ ‫المعارض كبدي ٍ‬ ‫ة لتحقيق برامجها وابتكرت‬ ‫لقد اتخذت هذه الحركات طرقا ً مختلف ً‬ ‫أساليب وإستراتيجيات مختلفة بسبب الظروف والبيئات المختلفة‬ ‫التي نمت وعملت فيها هذه الحركات‪.2‬‬ ‫وعلى سبيل المثال فإن بعض الحركات في النظمة الدكتاتورية أو‬ ‫في مجتمعات إسلمية تخضع للحتلل الجنبي أو تلك التي تعيش‬ ‫كأقلية مهمشة قد تلجأ إلى العنف كسبيل وحيد متاح للتعبير‬ ‫السياسي‪ .‬أما الحركات في البيئات الديمقراطية فمن المألوف أنها‬ ‫تشارك في العملية السياسية الديمقراطية وتنفذ برامج اجتماعية‬ ‫ناجحة‪. 3‬‬ ‫في الحالة السياسية الصومالية فإن الطلبة الصوماليين الذين درسوا‬ ‫في جامعات العالم العربي في الستينيات كانوا قد تفاعلوا مع مختلف‬ ‫الجماعات السلمية واعتنقوا نفس الفكار وك َوُّنوا تدريجيا ً حركات‬ ‫مشابهة‪ .‬ونذكر بالخص منظمتين رئيسيتين أصبحتا أكثر شهرة ً منذ‬ ‫الثمانينيات هما حركة الصلح المنتمية للخوان المسلمين )‪(1978‬‬ ‫والسلفية الجديدة المرتبطة بحركة التحاد )‪ (1980‬وفروعها التي‬ ‫ظهرت بعد ذلك‪.4‬‬ ‫إن العتدال هو سمة عامة للسلم تسمى " الوسطية " وهي‬ ‫تتعارض مع كافة أنواع التطرف أو ما يسمى بالغلو )الفراط( والتنطع‬ ‫)المبالغة و تجاوز الحد( والتشدد‪ .‬إن مفهومي " العتدال " و"‬ ‫التطرف " ليستا مفردتين ابتكرتا حديثا ً وتستخدمان لتصنيف‬ ‫المسلمين منذ أحداث ‪ 11‬سبتمبر وإعلن الحرب الدولية على‬ ‫الرهاب‪ ،‬ولكنهما بالحرى عرفتا في أوائل التاريخ السلمي منذ أن‬ ‫تمرد " الخوارج " على السلطة الشرعية للمام علي بن أبي طالب‬ ‫في عام ‪ 658‬وسلكوا مسلكا ً انحرف عن العتدال السلمي السائد‪.‬‬ ‫‪ 2‬معظم الدول السلمية حكمت بواسطة أنظمة دكتاتورية كانت تنتهك حقوق النسان مما أوجد بيئة مساعدة لنمو وإنتشار المنظمات‬ ‫العنيفة كرد فعل لجهزة القمع التابعة للدولة‪.‬‬ ‫‪ 3‬هناك أمثلة لحركات إسلمية مسلحة في كشمير وأفغانستان والشيشان وفلسطين والجزائر والصومال‪ .‬ونجد أمثلة لمنظمات سلمية في‬ ‫ل من الكويت والبحرين واليمن والردن وتركيا والمغرب والجزائر والصومال ومصر‪.‬‬ ‫كّ‬ ‫‪ 4‬في البداية كانت حركة السلفية الجديدة في الصومال تسمى " الجماعة السلمية" )‪ ،(1980‬وبعد إتحادها مع منظمة وحدة الشباب‬ ‫السلمية‪ ،‬تغير السم إلى " التحاد السلمي" )‪ (1982‬ثم تغير مرًة أخرى إلى " العتصام بالكتاب والسنة " )‪ (1990‬بعد صراعاتها‬ ‫مع الفصائل المسلحة في كيسمايو )‪ ،(1991‬وبونت لند )‪ (1992‬وجيدو )‪ .(1996-1995‬وظهر أحدث اسم لهذه الحركة في عام‬ ‫‪ 2008‬وهو " جماعة الوفاق السلمي " في أعقاب هزيمة المحاكم السلمية بواسطة القوات المتحالفة بين الحكومة الوطنية الصومالية‬ ‫وأثيوبيا‪ .‬والتحاد هو العمود الفقري لتحاد المحاكم السلمية‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫وفي الوقت الحاضر فإن جميع الجماعات السلمية المسلحة التي‬ ‫تقر وتؤيد عقيدة )أيديولوجية( "التكفير والجهاد " )الحكم على الفرد‬ ‫بأنه كافر على أساس الختلف في تطبيق السلم ومن ثم قتاله "‬ ‫‪5‬‬ ‫يمكن أن يطلق عليها الخوارج الجدد والمتطرفين "‬ ‫ن َعِْني بالعتدال في هذه الورقة‪ ،‬ببساطة‪ ،‬الحالة الطبيعية لغلبية‬ ‫المسلمين الذين هم متسامحون مع أنفسهم ومع الخرين ويتجنبون‬ ‫ن كان في العتقاد أو في السلوك "‪ .6‬ولذلك فإن الحركات‬ ‫التطرف إ ْ‬ ‫السلمية المعتدلة هي مشروع جماعي يجمع أولئك الفراد الذين‬ ‫يرفضون العنف كوسيلة سياسية و" التكفير " كإقناع ديني‪ ،‬ويسعون‬ ‫في الوقت نفسه إلى تطوير وتحديث مجتمعاتهم في إطار الصالة‬ ‫السلمية‪.‬‬ ‫إن الدراسات العلمية المتعلقة بالحركات السلمية في الصومال‬ ‫تظل سطحية إلى حد ّ كبير‪ ،‬قائمة على التغطية العلمية المثيرة‬ ‫والدراسات المتصلة بالمن في الفترة التي تلت أحداث الحادي عشر‬ ‫من سبتمبر وزادت فضول الناس في السلم السياسي في منطقة‬ ‫القرن الفريقي‪.7‬‬ ‫علوة على ذلك لوحظ مزيد من الهتمام بالحركات السلمية عقب‬ ‫ظهور إتحاد المحاكم السلمية )‪ (UIC‬في عام ‪ 2006‬والتدخل‬ ‫الثيوبي بعد ذلك الذي سيطر على إهتمام العالم‪ .‬ففي التغطية لهذا‬ ‫الحدث يتم وصف إتحاد المحاكم السلمية كتحالف يضم جميع ألوان‬ ‫الطيف السلمي‪ .‬ومن جهةٍ أخرى فإن حركة الصلح نأت بنفسها‬ ‫رسميا ً من أن تكون جزءا ً من إتحاد المحاكم السلمية)‪(UIC‬‬ ‫وأوضحت طبيعتها وبرامجها المميزة‪.8‬‬ ‫وبهذا فإن حركة الصلح تعيد تأكيد تمسكها القوي ببرنامج الصلح‬ ‫السلمي المستمر منذ إنشائها في ‪ 11‬يوليو عام ‪1978‬م‪ .‬واستمر‬ ‫هذا النهج المعتدل خلل الحكم الديكتاتوري القاسي )‪– 1969‬‬ ‫‪ (1991‬والحرب الهلية الوحشية )‪ (2008 – 1991‬وهي فترات‬ ‫‪ 5‬هناك أسماء أخرى مثل المتشددين والمتطرفين والرهابيين هي أسماء ابتكرت حديثًا وتستخدم بصورة إزدرائية‪ .‬على سبيل المثال‬ ‫تصنف القاعدة وفروعها ضمن هذه الفئة‪.‬‬ ‫‪ 6‬المظاهر الرئيسية الربعة هي )‪ (1‬التعصب العمى )الكراهية وعدم التسامح مع الراء المختلفة )‪ (2‬الغلو والمحاولت المستمرة‬ ‫لجبار الخرين على تقليدهم )‪ (3‬التأكيد المستمر على الغلو الديني الذي عفا عليه الزمن )‪ (4‬القسوة‪ :‬الخشونة والرعونة في دعوة‬ ‫الناس إلى السلم‪ ،‬أنظر عبد الرحمن باديو وإبراهيم فرح " المصالحة بين الدولة والمجتمع في الصومال‪ :‬إعادة ترتيب العمل السلمي‬ ‫ونظام العشيرة"‪ .‬وهي ورقة ُقدمت في المؤتمر العالمي لجمعية الدراسات الصومالية بأوهايو في أغسطس ‪ ،2007‬انظر‬ ‫‪www.geeskaafrika.com/academic_21jul08.pdf‬‬ ‫‪ 7‬يشمل هذا النوع من الكتابات في هذا الموضوع‪ :‬تقارير مجموعة الزمات الدولية حول الصومال‪ .‬انظر ‪www.crisisgroup.org‬‬ ‫وأيضًا مدهان تاديسي "التشدد السلمي في الصومال‪ :‬طبيعته ونتائجه " انظر ‪ www.somaliawatch.org‬وكذلك مدهان تاديسي "‬ ‫التحاد " )أديس أبابا ‪ (2002‬وانظر أيضًا شايوي شاول ‪" Shauy Shaul‬الصومال بين الجهاد وإستعادة الوضع السابق " )لندن‪:‬‬ ‫‪ (Transaction Press 2008‬وتشمل الكتابات في هذا الموضوع التي ركزت على المخاوف المنية ما يلي‪ :‬أندريه لوساغ ‪André‬‬ ‫‪) le Sage‬الصومال والحرب على الرهاب‪ :‬الحركات السلمية السياسية والجهود المريكية على الرهاب( )‪Dphil Thesis,‬‬ ‫‪) Cambridge university /Jesus college 2005)، Menkhaus, Ken‬الصومال‪ :‬سقوط الدولة وتهديد الرهاب ( )أكسفورد‪،‬‬ ‫نيويورك‪ Oxford University Press ،‬المعهد الدولي للدراسات الستراتيجية‪ ،‬لندن‪ ،‬نيويورك‪.(Routledge 2004 ،‬‬ ‫‪ 8‬انظر بيان حركة الصلح المؤرخ في ‪21/6/2006‬م بشأن إلغاء عضوية الدكتور محمد على إبراهيم ونفي أي إشتراك للحركة في‬ ‫إتحاد المحاكم السلمية‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫ل كبير بالنهج العنيف‪ .‬في ‪ 12‬أغسطس ‪ 2008‬أعلن‬ ‫ري بشك ٍ‬ ‫ت ُغْ ِ‬ ‫ل علني نتيجة انتخابه لفترة خمس سنوات‪ ،‬حيث تم فيه‬ ‫الصلح بشك ٍ‬ ‫‪9‬‬ ‫إنتخاب رئيسه الرابع بواسطة مجلس الشورى ‪ ،‬مما يبرهن على‬ ‫التزامه الصارم بإرث الديمقراطية الداخلية حتى في هذه الوقات‬ ‫‪10‬‬ ‫المتسمة بالفتنة والشغب في الصومال‬ ‫تنتمي حركة الصلح فكريا ً )أيديولوجيًا( إلى حركة الخوان المسلمين‬ ‫وأخذت باستمرار تطور قدرتها التنظيمية وتصقل آراءها حول القضايا‬ ‫الرئيسية المعاصرة‪ .‬وتستفيد هذه الورقة من فرصة كون كاتبها هو‬ ‫باحث وشاهد ومشارك في التطور التاريخي لحركة الصلح‪ .‬كما‬ ‫تساهم في ملء الثغرات المعرفية في مجال الدراسات السلمية‬ ‫قي الضوء على الطبيعة المعتدلة لحركة‬ ‫في القرن الفريقي وت ُل ْ ِ‬ ‫الصلح وموقفها من القضايا الرئيسية المعاصرة‪.‬‬ ‫‪ -1‬خلفية تاريخية عن الصحوة السلمية في الصومال‬ ‫ُ‬ ‫م السلم كعقيدة قوية للتعبئة في‬ ‫ست ُ ْ‬ ‫خد ِ َ‬ ‫في تاريخ الصومال الحديث‪ ،‬أ ْ‬ ‫أوائل رد الفعل على الستعمار والذي تصدره العلماء المسلمون وفي‬ ‫فترة الصراع الوطني التي أعقبت ذلك‪ .11‬ومع ذلك فإن الرابطة‬ ‫السلمية الصومالية ُتعد أول منظمة إسلمية فاعلة تأسست عام‬ ‫‪1952‬م في مقديشو كرد فعل على الدور المتزايد للمنظمات‬ ‫التبشيرية المسيحية بعد عودة الحكم اليطالي لدارة البلد بعد‬ ‫وضعها تحت وصاية المم المتحدة في عام ‪ .121950‬وكانت هذه‬ ‫المنظمة التي تلقت دعم وتأييد رابطة الشباب الصومالي )‪(SYL‬‬ ‫تشجع بصورةٍ رئيسية على التعليم باللغة العربية وضغطت على مصر‬ ‫لفتح مدارس عربية لتنافس نظام التعليم باللغة اليطالية‪.13‬‬ ‫كانت تلك المدارس فعالة جدا ً في خلق نخبة صومالية جديدة تربت‬ ‫على الثقافة العربية وأصبح لها انتماء وثيق بالعالم العربي‪ .‬وكان‬ ‫الدور الذي لعبته الرابطة السلمية هو تهيئة الرضيات الثقافية التي‬ ‫تقوم عليها فيما بعد الصحوة السلمية المعاصرة‪ .‬بعد الستقلل في‬ ‫‪-9‬‬ ‫‪ 10‬وفقًا للئحة الصلح‪ ،‬فيجب على الحركة أن تنتخب كل خمس سنوات مجلس الشورى الخاص بها والذي يقوم بانتخاب رئيس‬ ‫ل من‪ :‬الشيخ محمد قارياري )‪(1990- 1978‬‬ ‫الحركة ونائبيه‪ .‬وخلل السنوات الثلثين الماضية تم إنتخاب )‪ (4‬رؤساء للحركة هم ك ّ‬ ‫والدكتور محمد على إبراهيم )‪ (1999 – 1990‬والدكتور علي شيخ أحمد )‪ (2008 – 1999‬والدكتور علي باشي عمر روريال )‪208‬‬ ‫– ‪ .(2013‬ويجوز إنتخاب كل رئيس لفترتين فقط مدة كل فترة ‪ 5‬سنوات‪ .‬وقد تم إلغاء عضوية الدكتور محمد علي إبراهيم بعد أن‬ ‫انضم إلى إتحاد المحاكم السلمية )‪ (UIC‬في عام ‪2006‬م في تحّد لقوانين وسياسات الحركة‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪ 11‬الفرق بين الحركات المناوئة للستعمار والحركات المعاصرة هو أن تلك الحركات كان يقودها شيوخ الطرق الصوفية لذلك كانت‬ ‫تقليدية في طبيعتها بينما الحركات المعاصرة تتسم جميعها بخصائص المنظمات الحديثة مثل اللوائح الداخلية والبرامج والسياسات‬ ‫‪ 12‬تأسست أول منظمة إسلمية صومالية بواسطة فرح عمر في أيدين عام ‪1925‬م‪ .‬والثانية أسسها الشيخ شريف " معارضة " والشيخ‬ ‫زاهد تحت اسم الرابطة السلمية وكان ذلك في عام ‪1952‬م‪ .‬انظر عبد ال عبد الرحمن " اللعبون غير الحكوميين في دولة الصومال‬ ‫الفاشلة‪ :‬مسح لمنظمات المجتمع المدني في الصومال خلل الحرب الهلية "‪ .‬دراسات أفريقية‪ (2004) 31 ،‬ص ‪.87 – 57‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪ 13‬رابطة الشباب الصومالي )‪ (SYL‬هي حركة وطنية رئيسية أرسلت خطابًا إلى رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس طلبت منه‬ ‫مساعدة تعليمية للصومال‪ .‬انظر سعيد عمر )‪ .(2006‬العلقات الصومالية المصرية‪ .‬رسالة ماجستير قدمت إلى معهد الدراسات‬ ‫السلمية واللغة العربية في القاهرة‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫عام ‪1960‬م‪ ،‬حمل عدد قليل من الطلبة الذين تخرجوا من الجامعات‬ ‫ُ‬ ‫‪14‬‬ ‫م‬ ‫العربية‪ ،‬أفكارا ً إسلمية معاصرة وأدخلوها إلى الصومال ‪ .‬لقد أل ْهِ َ‬ ‫العلماء المسلمون بنشاطات الخوان المسلمين في مصر والحركة‬ ‫الوهابية في السعودية‪ ،‬وبظهور عدد ل يحصى من الموضوعات‬ ‫الخاصة بالكتابات عن السلم الحديث ووجود نظام فاسد‬ ‫ل يمكن التسامح معه في الصومال‪ .‬لقد وفرت كل هذه العوامل‬ ‫وقودا ً كافيا ًً لنبعاث الوعي السلمي وتكوين منظمات اجتماعية‬ ‫جديدة يتزعمها العلماء المسلمون العصريون‪ .‬فتأسست النهضة‬ ‫)وهي ناد ٍ اجتماعي للشباب العائدين من الجامعات العربية( تأسست‬ ‫في مقديشو عام ‪ 1967‬للترويج للقيم واللغة العربية ولتنادي بمسائل‬ ‫وطنية أخرى ذات صلة‪ .15‬علوة على ذلك كانت هناك منظمات‬ ‫صغيرة أخرى مشابهة‪ ،‬كانت نشطة أيضا ً في )مدينة( هرجيسا‬ ‫سّنة(‪ .‬بالضافة‬ ‫ومقديشو مثل جمعية ) ُ‬ ‫حماة الدين( وجمعية )إحياء ال ُ‬ ‫إلى ذلك ظهرت إلى الوجود أحزاب سياسية أخرى وشخصيات ذات‬ ‫ميول إسلمية‪.16‬‬ ‫بعد تولي النظام العسكري السلطة في عام ‪1969‬م‪ ،‬تم حظر جميع‬ ‫المنظمات غير الحكومية حظرا ً تامًا‪ ،‬بما في ذلك المنظمات‬ ‫السلمية الناشئة‪.‬‬ ‫إل أن العمل السلمي خطا خطوات واسعة في السبعينات كرد‬ ‫فعل لدخال اليديولوجية الشتراكية بواسطة النظام‪ .‬وقد شكلت‬ ‫منظمة الطلبة المكونة حديثا ً باسم )الهلي( وعلماء جمعية النهضة‬ ‫المحظورة شكلتا تحديا ً قويا ً ليديولوجية النظام‪ .‬لقد قامتا بمواجهة‬ ‫اليديولوجية الشتراكية وذلك بنشر الوعي السلمي من خلل إقامة‬ ‫العديد من الحلقات الدراسية السلمية التي انتشرت في كل ركن‬ ‫من أركان البلد‪ .‬وكانت هذه المنافسة جزءا ً ل يتجزأ من موجة‬ ‫المنافسة السلمية التي وجدت قوة دفع في كل العالم السلمي‬ ‫عقب الحرب العربية السرائيلية عام ‪1967‬م‪ .‬لقد قام العلماء‬ ‫المسلمون الصوماليون بحمل الرؤية والستراتيجية وتدريجيا ً دعوا‬ ‫إلى شمولية السلم‪ .‬في البداية كانت أغلبية الحركات التجديدية‬ ‫السلمية في الصومال تدعي بأنها معتدلة في طريقة الدعوة إلى‬ ‫السلم أي أشبه بطريقة الخوان المسلمين في مرحلة نضجها في‬ ‫‪ 14‬تخرج العلماء المسلمون في الصومال في الغالب والعم من الحلقات الدراسية داخل الصومال‪ .‬ومع ذلك فقد بدأ علماء جدد يتخرجون‬ ‫من الجامعات السلمية المشهورة مثل الزهر في مصر والجامعة السلمية في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية‪ .‬ومن بين‬ ‫هؤلء نجد الشيخ عبد الغني شيخ أحمد والشيخ محمد أحمد نور )قارياري" ‪ ،‬والشيخ محمد معلم وغيرهم‪ .‬لقد أسس هؤلء العلماء‬ ‫ل ‪ " :‬السلم السياسي في الصومال " )‪Middle‬‬ ‫جمعية النهضة في مقديشو‪ .‬لمزيد من المعلومات المفصلة انظر عبد الرحمن عبد ا ِ‬ ‫‪(eastern Journal 1:3 (1993‬‬ ‫‪15‬‬

‫أكد الشيخ محمد أحمد نور )قارياري( نائب رئيس منظمة النهضة في المقابلة التي أجريتها معه عام ‪ 1992‬في تورونتو )كندا( بأن‬ ‫هذه المنظمة قد أسست في مقديشو عام ‪1967‬م‪ .‬وكان المؤسسون هم‪ :‬الرئيس عبد الغني شيخ أحمد‪ ،‬ونائب الرئيس الشيخ محمد أحمد‬ ‫نور )قارياري( والسكرتير‪ ،‬عبد الرحمن فرح‪ ،‬ونائب السكرتير‪ ،‬عبد ال معلم وأمين الخزينة محمد عثمان جمالي ونائب أمين الخزينة‬ ‫عبد الرحمن سماتار‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫ومن بين هذه الشخصيات كان هناك‪ :‬الشيخ على إسماعيل‪ ،‬عضو البرلمان الذي كان يقوم بتفسير القرآن في المساجد وأحد المؤسسين‬ ‫ل " السلم السياسي " ص ‪.47 – 46‬‬ ‫لحزب ال الذي شارك في إنتخابات عام ‪1969‬م‪ .‬انظر عبد الرحمن عبد ا ِ‬

‫‪5‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫ت الحركة‬ ‫السبعينات‪ 17‬ومع ذلك فقد تغير ذلك الوضع بعد أن ُ‬ ‫ضرِب َ ْ‬ ‫السلمية في مهدها عام ‪1975‬م عندما أعدم عشرة من علمائها‬ ‫البارزين وأدين مئات من النشطاء السلميين‪ 18‬ونتيجة للضطهاد‬ ‫والمحاكمات هرب كثير من النشطاء السلميين إلى السودان ومصر‬ ‫ودول الخليج العربية حيث حصلوا على عمل هناك وعلى تعليم‬ ‫وبشكل أساسي في الجامعات السلمية في هذه الدول‪ .‬كانت الدول‬ ‫العربية المحافظة في منطقة الخليج تدعم القوى المناهضة‬ ‫لليديولوجية الشتراكية في الصومال ولذلك سهلت للسلميين‬ ‫الصوماليين النضمام للجامعات السلمية‪ .‬وفي هذه الدول التقى‬ ‫الصوماليون بالعلماء المسلمين من جميع أنحاء العالم وبجميع‬ ‫جماعات الصحوة السلمية التي لها رؤى وإستراتيجيات مختلفة‪.‬‬ ‫لذلك يمكن وصف الفترة من عام ‪ 1975‬حتى ‪ 1978‬بفترة النزوح‬ ‫الصومالي المكثف إلى المملكة العربية السعودية وظهور النزاعات‬ ‫الداخلية بين النشطاء السلميين وهزيمة الجيش الصومالي في‬ ‫الحرب مع أثيوبيا‪ .‬وهكذا فإن السلميين الصوماليين الذين كانوا‬ ‫موحدين في السابق أصبحوا منقسمين فكريا ً وجلبوا معهم هذه‬ ‫الخلفات الفكرية عند عودتهم إلى الصومال وقدموها إلى الجيل‬ ‫الشاب في الصومال وذلك في الفترة من ‪ 1976‬إلى ‪.1980‬‬ ‫بالضافة إلى حركة الخوان المسلمين السلمية هناك بعض‬ ‫المجموعات الكثر تطرقا ً في فكرها أو في نشاطاتها كالسلفية‬ ‫الجديدة والتكفير )جماعة المسلمين( قد أوجدت لها موطئ قدم في‬ ‫الصومال‪.‬‬ ‫يمكن وصف الحركات السلمية الصومالية في السبعينيات بأنها كانت‬ ‫ط غير ناضج وعاطفي بعقيدة الصحوة السلمية‬ ‫حركات ذات ارتبا ٍ‬ ‫وذات قدرة تنظيمية ضعيفة جدًا‪ ،‬وموارد اقتصادية قليلة ومنهج غير‬ ‫عملي تجاه الواقع الجتماعي والسياسي‪ .‬علوة على ذلك‪ ،‬كانت‬ ‫جميع هذه المنظمات في مراحل تكوينها الولي وتعمل في السر‬ ‫حيث كانت جميع طرق المشاركة الجتماعية والسياسية قد أغلقت‬ ‫بإحكام من قبل النظام العسكري‪.‬‬ ‫‪ -2‬حركة الصلح‪ :‬طبيعتها وإستراتيجيتها‪:‬‬ ‫بعد فترة طويلة من الصحوة السلمية في الصومال‪ ،‬تكونت في‬ ‫ل أساسي بواسطة طلب الجامعات الذين‬ ‫الخر حركة الصلح‪ ،‬وبشك ٍ‬ ‫كانوا أعضاء فاعلين في )جماعة( الخوان المسلمين في السودان‬ ‫والسعودية‪.19‬‬ ‫‪ 17‬أنظر عبد الرحمن عبد ال "السلم السياسي في الصومال" ميديل إيست )‪(1993‬‬ ‫‪ 18‬أعرب العلماء الدينيون الصوماليون عن قلقهم من تدخل النظام في قانون السرة بإدخاله مواد تساوي بين الجنسين في الورثة‬ ‫)الميراث(‪ .‬فهذا القانون يخالف في صورة مباشرة الشريعة السلمية ويبين عدم إحترام نظام الحكم للشريعة والقيم السلمية‬ ‫‪ 19‬مؤسسو حركة الصلح هم الشخاص الخمسة التالية أسماؤهم‪ :‬الشيخ محمد أحمد نور‪ ،‬الدكتور علي شيخ أحمد‪ ،‬والدكتور محمد‬ ‫يوسف عبدي‪ ،‬والشيخ أحمد رشيد حنفي‪ ،‬والشيخ عبد ال أحمد عبد ال‪ .‬وجميعهم كان مطلوب القبض عليهم بواسطة النظام‪ ،‬وكانوا‬ ‫يعيشون في السعودية‪ .‬وقد اختاروا الشيخ محمد أحمد نور كأول رئيس لحركة الصلح السلمية‪ .‬انظر‬ ‫‪www.islaax.org/arabic/history.htm‬‬

‫‪6‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫صلح" التي تحمل معاني‬ ‫اسم الصلح مشتقٌ من الكلمة القرآنية " ال ُ‬ ‫‪20‬‬ ‫مختلفة مثل " الصلح" والتحسين والمصالحة والتصحيح" ‪ .‬وحركة‬ ‫الصلح هي حركة إسلمية معتدلة‪ ،‬هدفها الرئيسي أن تنادي وتضغط‬ ‫من أجل انسجام ومعايرة الثقافة الصلية وقوانين وسياسات الدولة‬ ‫بالطار الشرعي السلمي والقيم السلمية‪.‬‬ ‫وتهدف أيضا ً إلى نشر هذه القيم من أجل تحفيز الفراد والمجتمع‬ ‫للتمسك بالدين وفقا ً لمبادئ العتدال السلمي‪.21‬‬ ‫ومع ذلك يكافح الصلح جاهدا ً من أجل سيادة وتطور الشعب‬ ‫الصومالي لتمكينه من تبني القيم السلمية مثل )الشورى( )التشاور‪:‬‬ ‫" الديمقراطية( والعدل والمساواة‪ .‬بالضافة إلى ذلك يكافح للسهام‬ ‫في إعادة رسم منطقة القرن الفريقي لتكون مكانا ً آمنا ً خاليا ً من‬ ‫الصراعات المأساوية وعدم الستقرار وذلك من خلل التعاون بين‬ ‫دوله‪ .‬وأخيرا ً يهدف الصلح إلى المساهمة في السلم العالمي‬ ‫والعدل الجتماعي وحرية المم والتسامح بين الديانات والعراق‬ ‫المختلفة والحترام المتبادل من أجل التعددية الثقافية وتنمية وتقدم‬ ‫جميع المم‪.22‬‬ ‫والصلح هو أيضا ً حركة غير إقصائية وأن سياسته الشاملة وتعاونه مع‬ ‫المنظمات السلمية الخرى مثل الطرق الصوفية والزعماء‬ ‫التقليديين والقوميين قد أكسبته موقعا ً مركزيا ً بين النخبة‪ .‬علوة على‬ ‫ذلك فإن تمسك الحركة القوي بالبرامج الديمقراطية الشاملة الخاصة‬ ‫باستعادة الدولة الصومالية قد نجح في ردم الهوة بين الجوانب‬ ‫الدنيوية والدينية للصوماليين الذين بدا حتى الن أنه ل يمكن التصالح‬ ‫بينهم‪ .‬والصلح هو ليس حركة ضد الغرب أو مقلدة لنماذج الثقافة‬ ‫الغربية التي تتعارض مع القيم السلمية‪ .‬بل حركة صومالية واقعية‪،‬‬ ‫ناضجة تكافح ليجاد بيئة مساعدة للشعب الصومالي على أساس‬ ‫واقعه الجتماعي والثقافي‪ .‬وهي أيضا ً ليست حركة متشددة‪ ،‬هذه‬ ‫العبارة المسيحية الصل التي تستخدم سلبيًا‪ 23،‬وهي غريبة على‬ ‫الثقافة السلمية‪ ،‬ولكن الصلح هو حركة إصلحية‪ .‬وتظهر آراؤها‬ ‫المعتدلة وبرامجها السلمية بإدانتها لجميع أنواع التطرف والعنف‪.‬‬ ‫علوة على ذلك فإن الصلح يعتبر نفسه جزًء من حركة المجتمع‬ ‫المدني الناشئة في الصومال‪ .‬وتتمتع بسجل في الترويج لقيم‬

‫‪ 20‬انظر الية القرآنية رقم )‪ (11:88‬واليتين )‪.(49 :9- 8‬‬ ‫‪21‬‬

‫العتدال السلمي هو مفهوم أساسي في السلم وهو ضد التطرف )الغلو‪ ،‬والتنطع والتشدد(‪ .‬ومعناه الرئيسي مأخوذ من الية‬ ‫ل شهيدًا عليكم " البقرة‪ :‬آية ‪(143‬‬ ‫ن الرسو ُ‬ ‫القرآنية " وجعلناكم أمًة وسطًا لتكونوا شهداَء على الناس ويكو َ‬ ‫‪ 22‬انظر أهداف الصلح باللغتين الصومالية والعربية‪ ،‬وترجمة المؤلف‪www.islaax.org/about.htm .‬‬ ‫‪ 23‬إن أصل كلمة متشدد تعود إلى حركة دينية أمريكية في أوائل القرن العشرين أخذت اسمها من ‪ 12‬كتابًا نشرت ما بين عام ‪ 1910‬و‬ ‫ل من مبادئ التزمت‬ ‫‪1915‬م بواسطة مجموعة من العلمانيين البروتستانت بعنوان‪ " :‬الساسيات‪ :‬شهادة الحق" وأصبحت تجسد ك ً‬ ‫الديني المطلق والممارسة الدينية )النجيلية( التي تدعو المؤمنين إلى مد العمل إلى أبعد من الدين أي إلى الحياة السياسية والجتماعية‬ ‫واستخدم العلماء الغربيون والعلم الغربي هذه الكلمة لتوضيح الحركات السلمية في العالم العربي‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫المجتمع المدني مثل حماية حقوق النسان والقيم الديمقراطية‬ ‫والحقوق السياسية للمرأة إلخ‪.‬‬ ‫إن جميع المبادئ والسياسات المذكورة أعله تحافظ عليها الحركة‬ ‫من خلل منهٍج تعليمي وبرامج تدريبية لعضائها وفي إطار التفسير‬ ‫المعتدل للقرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم‪.‬‬ ‫والصلح ليس حزبا ً سياسيا ً يركز فقط على نيل السلطة السياسية‬ ‫وليس منظمة اجتماعية تركز على القضايا الجتماعية البحتة‪ .‬بل هو‬ ‫بالحرى حركة من أجل إحياء العقيدة السلمية ونشر الوعي‬ ‫الجتماعي في المجتمع الصومالي‪ .‬وفي الواقع أن السلم يقدم دليل ً‬ ‫لجميع مناحي الحياة ويتطلب من المسلمين التقيد واللتزام ببعض‬ ‫القوانين والمبادئ المعينة‪ .‬وهذا يعني أن حركة الصلح‪ ،‬خلفا ً‬ ‫لتقسيم مناحي الحياة إلى اجتماعي وسياسي وعلماني وديني‪ ،‬تنظر‬ ‫دة في المنهج السلمي ولذلك‬ ‫ح َ‬ ‫موَ ّ‬ ‫إلى هذه المجالت كمجالت ُ‬ ‫توصل عملها إليها جميعا ً‪ ،24‬وتؤدى حركة الصلح عملها كمنظمة‬ ‫شعبية ل مركزية ويشترك أعضاؤها في نفس الرؤية والرسالة والقيم‬ ‫والستراتيجية المشتركة‪ .‬وعضويته مفتوحة لكل الصوماليين الذين‬ ‫يستوفون متطلبات العضوية التي تتركز في اللتزام الديني للشخص‬ ‫والتمسك بغايات الحركة وأهدافها وسياساتها‪ .‬وُيقاس المستوى‬ ‫الدنى للتزام الفرد بتسديده المنتظم للمساهمة المالية والمشاركة‬ ‫النشطة في برامج الحركة‪ .‬يتلقى جميع العضاء نفس البرامج‬ ‫التعليمية والتدريبية التي توحد فهمهم للسلم ولشؤون دولتهم‬ ‫ل عام‪ .‬يتم تنسيق نشاطات الحركة من خلل‬ ‫وللشؤون الدولية بشك ٍ‬ ‫مكتب المانة العامة لرئيس الحركة بمساعدة المكتب التنفيذي‬ ‫والمجلس الستشاري‪.‬‬ ‫إن الستراتيجيات الخاصة ببلوغ الهداف المذكورة أعله قد ترسخت‬ ‫من خلل تنفيذ برامج شاملة ومناهج إصلح اجتماعي تهدف إلى‬ ‫إصلح تدريجي للفراد‪ ،‬والسر والمجتمعات والمؤسسات العامة‬ ‫والخاصة‪ .‬وتشمل هذه المناهج والبرامج ما يلي‪:‬‬ ‫)‪ (1‬منهج تعليمي داخلي وبرنامج يستهدف أعضاء الصلح ويقام‬ ‫كحلقات تعليمية منتظمة وبرامج تدريبية وحلقات دراسية وندوات‬ ‫ومؤتمرات‪.‬‬ ‫هناك مستويات مختلفة لعضوية الصلح تؤهل إلى برامج مختلفة‬ ‫حيث يتم الترفيع إلى القيادة بصورة هرمية‪ ،‬وتحتوي هذه على أقسام‬ ‫نظرية وعملية‬ ‫)‪ (2‬مناهج دراسية وبرامج تستهدف المجتمع بغية زيادة الوعي‬ ‫السلمي للجمهور وتحسين ولئهم وتمسكهم بالمبادئ والقيم‬ ‫السلمية‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫ل‪ ،‬منظمات غير حكومية )‪ (NGOs‬لمختلف النشاطات الجتماعية‬ ‫وبهذا العمل‪ ،‬تخلق المنظمة مؤسسات متخصصة لكل جانب‪ ،‬مث ً‬ ‫وأحزاب سياسية للنشاطات السياسية‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫وتنفذ هذه البرامج عموما ً في المساجد والحلقات السلمية‪ ،‬وخطب‬ ‫الجمعة والنشاطات المجتمعية والمؤتمرات إلخ‪ .‬بالضافة إلى هذا‬ ‫فهناك المؤسسات الخيرية التابعة للصلح وهي تقدم مساعدتها إلى‬ ‫المجتمعات من خلل توزيع البرامج الخيرية وأموال الزكاة وإنشاء‬ ‫المدارس وتشييد وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية‪ .‬وتعمل‬ ‫هذه المؤسسات الخيرية أيضا ً في برامج التنمية المستدامة في‬ ‫مختلف القطاعات مثل الزراعة والصحة والتوظيف والبرامج التعليمية‬ ‫وغيرها‪ .‬كما تعمل كذلك في عمليات الغاثة النسانية‪ ،‬ورعاية اليتام‬ ‫والرامل والفئات المستضعفة‪ .‬وبعض من هذه المؤسسات الخيرية‬ ‫منظمات متخصصة في شؤون المرأة والشباب على سبيل المثال‪.‬‬ ‫إلى جانب ذلك يقوم أعضاء الصلح بالمشاركة في المناقشات‬ ‫والحوارات العامة‪ ،‬والعمل الجتماعي السياسي ونشاطات المجتمع‬ ‫المدني‪ .‬وكل هذه النشاطات والبرامج والعمال تفيد في الوفاء‬ ‫بالواجبات السلمية والتعامل مع برامج الصلح الجتماعي الشاملة‪.‬‬ ‫‪ -3‬التطور التاريخي لحركة الصلح‬ ‫فترة التكوين )‪(1992 – 1978‬‬ ‫كان البرنامج الولي للصلح من عام ‪ ،1992- 1978‬يهدف إلى وضع‬ ‫أساس قوي لمنظمةٍ إسلمية عصرية وذلك بجذب وتسجيل أعضاء‬ ‫أرفع تعليما ً من خلل الحلقات التعليمية الفاعلة‪ ،‬ونشر السلم‬ ‫بصورة مكثفة في أوساط الشعب الصومالي‪ .‬ومن الناحية السياسية‬ ‫تبنى الصلح سياسة الكفاح السلمي ضد نظام سياد بري القمعي‬ ‫ونأي بنفسه من الشتراك في حركات المعارضة المسلحة التي نمت‬ ‫فجأة ً وانتشرت بسرعة في فترة الثمانينيات‪ .25‬وبدل ً من ذلك اتبع‬ ‫الصلح وسائل سلمية للمعارضة مثل زيادة الوعي الشعبي بوحشية‬ ‫وفظاعة النظام وتعبئة الرأي العام ضده‪ .‬وبحلول الثمانينيات‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي كانت فيه الحركة تعمل سرًا‪ ،‬تم اكتشاف بعض قادتها‬ ‫في مقديشو‪ ،‬وحكم عليهم بالسجن في إطار حملة الملحقة التي‬ ‫قام بها النظام للنشطاء السلميين في الصومال‪ .‬إل أن النظام أخذ‬ ‫تدريجيا ً يخفف من قبضته الحديدية وضعفت أجهزته المنية بصورة‬ ‫تامة‪ .‬بل تلقى ضربة قوية بعد مواجهة كارثية مع قوات الحركة‬ ‫الوطنية الصومالية المسلحة )‪ (SNM‬في هرجيسا في عام ‪1988‬م وما‬ ‫أعقب ذلك من نزوح جماعي للشعب إلى مخيمات اللجئين‪ .‬وقد‬ ‫تسببت هذه الحادثة في تجفيف المساعدات الدولية بشكل كامل‬ ‫للنظام بسبب انتهاكاته الكبيرة لحقوق النسان وشنه حربا ً على‬ ‫شعبه‪.‬‬

‫‪ 25‬في الثمانينيات أنشئت حركات معارضة مسلحة مثل )‪ ،(SSDF‬والحركة الوطنية الصومالية المسلحة )‪ ،(SNM‬و)‪ ،(USC‬و)‬ ‫‪ ،(SPM‬لسقاط النظام بدعٍم من أثيوبيا‪ .‬وقد ُدعي الصلح إلى النضمام إلى هذه الحركات ولكنه رفض فعل ذلك لنه يؤمن بأن‬ ‫النزاع العنيف والدعم الثيوبي لن يحل المشكلة الصومالية بل يفاقمانها‪ .‬مقابلة أجريت مع الشيخ محمد قارياري‪ ،‬أول رئيس للصلح‪،‬‬ ‫تورونتو )كندا( ‪ 25‬أكتوبر ‪1999‬م‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫خلل العوام ‪ 1997‬إلى ‪َ ،1990‬رك َّز الصلح على تقديم العمليات‬ ‫الغاثة في مخيمات اللجئين في المناطق الشمالية المتأثرة بالحرب‪،‬‬ ‫وفي ذات الوقت كان يتوسع في نشاطاته السلمية في حرم‬ ‫الجامعات الصومالية بمقديشو ووسط الطلب في دول الشتات‪.‬‬ ‫كما أن الحركة اجتذبت إلى صفوفها أيضا ً أعضاء أكثر خبرةً‬ ‫يستطيعون أن يقوموا بأدوار اجتماعية وسياسية أكثر فاعلية‪ .‬وفي‬ ‫السنوات الخيرة من عمر النظام قام الصلح بصورةٍ علنية بالتعبير‬ ‫عن برنامجه الجتماعي السياسي ولعب دورا ً مهما ً في المظاهرات‬ ‫الدموية التي عرفت " بالجمعة السوداء " في ‪ 14‬يوليو عام ‪1989‬م‪.‬‬ ‫وكانت الحركة تصدر بيانات صحفية وترسل خطابات مفتوحة إلى‬ ‫ة إلى إستقالة الرئيس وتشكيل حكومة وحدة‬ ‫زعماء النظام داعي ً‬ ‫وطنية انتقالية‪.26‬‬ ‫في ‪ 26‬يناير ‪ ،1991‬بدأت صفحة جديدة في تاريخ الصومال كان لها‬ ‫أثر عميق ومستمر على المجتمع الصومالي في السنوات التالية‪.‬‬ ‫إنها نقطة تحول في تاريخ البلد الذي تميز بفشل وسقوط الدولة في‬ ‫فترة ما بعد الستعمار أي بعد ‪ 30‬عاما ً من الستقلل‪.‬‬ ‫الفرحة الولية باختفاء النظام القمعي ارتبطت في الوقت نفسه‬ ‫بمخاطر الحرب الهلية التي ل يمكن تصورها‪ .‬فحلت بالصوماليين‬ ‫فترة سوداء جديدة وأصبح مصير الدولة الصومالية في أيدي الفصائل‬ ‫العشائرية القطاعية‪ .‬وتوفرت كل أنواع السلحة للمليشيات الغاضبة‬ ‫التي مارست ثقافتها في العنف بشكل كامل والنهب وتدمير رموز‬ ‫الحضارة‪ :‬وكانت النتيجة اندلع حرب أهلية حمقاء في كل ركن من‬ ‫أركان البلد تسببت في دمار ل مثيل له في الرواح والممتلكات‬ ‫وهجرة أكثر من مليون صومالي إلى جميع قارات العالم ومليين‬ ‫آخرين أما قد توفوا أو نزحوا داخليا ً أو أصبحوا لجئين في دول‬ ‫الجوار‪.‬‬ ‫وفي جنوب الصومال‪ ،‬في السنوات الولي للحرب الهلية سادت‬ ‫سياسة الرصاصة والبندقية‪ ،‬والتعصب العشائري‪ ،‬والنهب المنظم‬ ‫وإذلل العشائر الضعيفة‪.‬‬ ‫وانتشرت على نطاق واسع المجاعة والحزن والمعاناة النسانية التي‬ ‫ل مثيل لها في معظم القاليم‪ .‬وللسف‪ ،‬وخلل تلك السنوات فإن‬ ‫المجتمع الدولي قد اعترف بأمراء الحرب في الجنوب وبمليشياتهم‬ ‫المتوحشة كممثلين شرعيين وحيدين للبلد‪ .‬وفي الوقت نفسه قام‬ ‫فصيل الحركة الوطنية الصومالية )‪ (SNM‬في الجزء الشمالي‬ ‫للصومال بإعلن دولة مستقلة باسم " أرض الصومال "‪ .‬لقد ضاعت‬ ‫الرؤية الوطنية المتوارثة عن الجداد‪ ،‬ضاعت بصورةٍ كاملة وحل‬ ‫محلها أجندة عشائرية قصيرة النظر في المجتمع الصومالي‪ .‬في هذا‬ ‫‪ 26‬في ‪ 14‬يوليو نظمت مظاهرات من المساجد إحتجاجًا على إعتقال زعماء مسلمين بارزين عقب مقتل السقف سلفاتور كولمبو مندوب‬ ‫الفاتيكان في الصومال‪ .‬وهناك نحو ‪ 200‬مواطن صومالي لقوا حتفهم في مظاهرات " الجمعة السوداء"‪ .‬كذلك أصدر الصلح فيما بعد‬ ‫بيانًا بعنوان " صوت الحق " داعيًا الرئيس إلى الستقالة وصون البلد من حرب أهلية وشيكة‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫الوقت المتسم بالتحدي‪ ،‬وبالرغم من عقبتها المتمثلة في إمكانياتها‬ ‫المحدودة‪ ،‬لم تتخ َ‬ ‫ل حركة الصلح عن برامجها ونشاطاتها ومشاركتها‬ ‫في شؤون البلد‪.‬‬ ‫كانت الحركة تحاول جاهدة ً التعبير عن قلقها ومخاوفها وعن مواقفها‬ ‫بشأن القضايا الوطنية الرئيسية‪ ،‬واعتبرت الحركة أن ما حصل في‬ ‫الصومال ما هو إل صراع عشائري أحمق وعنيف ومزلزل‪ ،‬لذلك‬ ‫منعت أعضاءها من أن يكونوا جزءا ً من هذه الصراعات وحافظت‬ ‫على وحدتها الداخلية في بيئةٍ مضطربة‪.‬‬ ‫وكانت الحركة تصدر التصريحات والبيانات الصحفية حول كل قضية‬ ‫مهمة‪ .‬وكانت تنتقد أيضا ً وبكل شجاعة وبصورةٍ علنية سياسة العنف‬ ‫والقتال التي تتميز بها حركة التحاد السلمية ومواجهتها المسلحة مع‬ ‫زعماء الفصائل في كيسمايو )‪ ،(1991‬وبونت لند )‪ (1992‬وجيدو )‬ ‫‪27‬‬ ‫‪(1996‬‬ ‫وبينما دمرت الحرب الهلية البلد بأكملها وتسبب في خسائر فادحة‬ ‫قي الرواح والممتلكات‪ ,‬فإن ضررها على حركة الصلح كان مؤلما ً‬ ‫وهائل ً كذلك‪ ,‬حيث إنها فقدت في السنة الولى لهذه الحرب‪ ,‬كثيرا ً‬ ‫من أعضائها النشطين والقادة الميدانين‪ ,‬وكان من بين ذلك نائب‬ ‫‪28‬‬ ‫رئيس الحركة والمسئول السياسي في الحركة‪.‬‬ ‫علوة على ذلك‪ ،‬تسببت الحرب في نزوح كبير وسط أعضائها وقادتها‬ ‫وكانت عملية إعادة تجميعهم صعبة جدا ً حيث إن معظمهم ل يعرفون‬ ‫بعضهم البعض نظرا ً للطبيعة السرية للحركة في ذلك الوقت‪.‬‬ ‫لقد كان حجم النزوح كبيرا ً جدا ً وشمل تقريبا ً جميع القرى والمحليات‬ ‫في الصومال والدول المجاورة مثل كينيا وأثيوبيا وجيبوتي‪ .‬وفي ذلك‬ ‫الوقت بدأت الهجرة وبكثافة إلى أوروبا والوليات المتحدة المريكية‬ ‫وكندا‪ .‬علوة على ذلك انقطعت التصالت بين القادة في الخارج‬ ‫)دول الشتات( والقادة الميدانيين داخل الصومال نظرا ً لتدمير‬ ‫ب ضارةٍ نافعة‪ ،‬فقد أوجد هذا الوضع‬ ‫منشآت التصالت‪ .‬ولكن ر ّ‬ ‫فرصة عظيمة للعمل الجتماعي السلمي أن يزدهر ويصل إلى‬ ‫المناطق النائية وإلى أماكن ل يمكن التفكير فيها‪ .‬علوة على ذلك‪،‬‬ ‫فإن أعضاء الصلح المهاجرين كانوا يصلون بصورةٍ نشطة إلى‬ ‫مجتمع الشتات ووسط الطلب في الجامعات بالخارج‪ ،‬وينشرون‬ ‫رسالة السلم‪ .‬وخلل السنوات الولى للحرب الهلية‪ ،‬كانت الحركة‬ ‫تعمل لتحقيق الهداف الرئيسية الثلثة التالية‪:‬‬ ‫)‪ (1‬المصالحة بين الطراف المتحاربة " إصلح ذات البين " )‪(2‬‬ ‫تكثيف العمل السلمي " الدعوة والرشاد " )‪ (3‬التركيز على‬ ‫‪ 27‬أصدر الصلح بيانًا شجب فيه إعلن الجهاد من قبل حركة التحاد في عام ‪1992‬م في بونت لند واعتبر جميع حروب التحاد ضد‬ ‫الفصائل المسلحة جزءًا من الحرب الهلية‪.‬‬ ‫‪ 28‬كان الشيخ على ديار نائب رئيس حركة الصلح في مقديشو والمهندس سيسي علي‪ ،‬المسئول السياسي الرئيسي في الحركة‪ ,‬وقد‬ ‫شاركا بفاعلية ونشاط في جهود منع الحرب الهلية وقاما بتعبئة العلماء المسلمين للقيام بدور في هذا المسعى‪ ,‬استقينا هذه المعلومات‬ ‫من الدكتور إبراهيم الدسوقي والشيخ أحمد حسن الكتبى اللذين عمل بشكل وثيق معهما‪) .‬مقديشو ‪ 20‬ديسمبر ‪.( 1999‬‬

‫‪11‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫عمليات الغاثة والتعليم " الغاثة والتعليم " دعما ً للسر المحتاجة‬ ‫والمستضعفة ولعادة إحياء التعليم‪ .‬وكانت السياسات المهمة الخرى‬ ‫هي أيضا ً إعادة التأكيد على عدم العنف " الحياد السياسي‪ ،‬وإقامة‬ ‫‪29‬‬ ‫مؤسسات مجتمعية فعالة في الخارج‬ ‫عقد أول مؤتمر جامع لقيادة الصلح بعد اندلع الحرب الهلية في‬ ‫عام ‪ .1992‬ويمكن وصف هذا المؤتمر بالولدة الثانية للحركة إذ تم‬ ‫فيه إعادة تقييم أداء الحركة‪ ،‬وتحديد رؤيتها وتطوير إستراتيجية‬ ‫جديدة وإكمال إعادة البناء الداخلي‪.‬‬ ‫ومن ناحية تقييمية‪ ،‬فقد أصبح من الواضح أن الرؤية الجوهرية‬ ‫للحركة وقيمها وسياساتها العامة قد تم المحافظة عليها في كل‬ ‫مكان على الرغم من حالت النزوح الواسعة والهجرة التي كانت‬ ‫ذ(‪ .‬فالغلبية الغالبة من أعضاء حركة الصلح قد التزموا‬ ‫سائدة )آنئ ٍ‬ ‫بسياسات الحركة مثل الحيادية‪ ،‬وعدم العنف والسلم ورفض الروح‬ ‫العسكرية العدوانية والحروب العشائرية‪.‬‬ ‫لقد أجاز المؤتمر الهداف الستراتيجية الساسية بما في ذلك تكثيف‬ ‫النشاطات السلمية واستنكار إضفاء الشرعية السلمية على‬ ‫الحروب الداخلية بين الجماعات‪ .‬كما تضمن من بين أهدافه الوصول‬ ‫إلى النخبة الصومالية المثقفة وتحسين العلقات مع النخب التقليدية‬ ‫كالعلماء وزعماء القبائل‪ ،‬والمحافظة على سياسة الحياد فيما يتعلق‬ ‫بالحروب العشائرية‪ .‬وعلى الرغم من أن الخدمات الجتماعية‬ ‫والمصالحة قد كانتا دائما ً مجال التركيز منذ بداية الحرب الهلية‪ ،‬إل‬ ‫إن التعليم والمصالحة الوطنية قد أعطيتا في المؤتمر الولوية‬ ‫الحاسمة بالنسبة للسنوات القادمة‪.‬‬ ‫‪ -4‬التطور التاريخي‪:‬‬ ‫حركة الصلح خلل الحرب الهلية )‪(2008-1992‬‬ ‫إن مشاركة الصلح في الشؤون الجتماعية السياسية للصومال بعد‬ ‫عام ‪1992‬م قد ازدادت بصورة كبيرة ومتطورة‪ .‬لقد شاركت الحركة‬ ‫في المؤتمرات الدولية الخاصة بالصومال‪ ،‬وأقامت المؤسسات ذات‬ ‫الصلة‪ ،‬ونفذت برامج عامة محددة‪ .‬فقد شاركت الحركة في مؤتمرين‬ ‫للمصالحة عقدا في أديس أبابا تحت رعاية قوة المم المتحدة في‬ ‫الصومال )‪ (UNOSOM‬في يناير ومارس من عام ‪1993‬م وأصدرت‬ ‫ق‬ ‫بيانا ً وتصريحات صحفية في المؤتمر جرى توزيعها على نطا ٍ‬ ‫واسع‪ .30‬كذلك قام الصلح بتنظيم مؤتمرات في مختلف المناسبات‬ ‫الوطنية والدينية مثل يوم الستقلل‪ ،‬والمولد النبوي الشريف والعياد‬ ‫الدينية الخرى‪.‬‬

‫‪ 29‬انظر " تاريخ موجز عن حركة الصلح ‪www.islaax.org/arabic/history.htm‬‬ ‫‪ 30‬قامت إذاعة السلم في أديس أبابا في عام ‪1993‬م بإذاعة سلسلة من المحاضرات والمقابلت مع الدكتور إبراهيم الدسوقي عن حركة‬ ‫الصلح وموقفها من المصالحة الصومالية‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫لقد تم الستفادة من هذه المؤتمرات كوسيلة لحياء الهوية الوطنية‬ ‫وتوضيح مبادئ الحركة‪ .‬وفي دول الشتات قامت الحركة أيضا ً بتنظيم‬ ‫مؤتمرات سنوية ولقاءات مجتمعية وملتقيات اجتماعية في مناسبات‬ ‫مختلفة‪ .‬علوة على ذلك تم تأسيس تنظيمات طلبية ومجتمعية‬ ‫بالضافة إلى مجموعات دراسة وطنية‪ .‬وخلل هذه السنوات‪ ،‬أنشأت‬ ‫الحركة مجلس المصالحة الوطنية )‪ (SRC‬في عام ‪ 1994‬كمنظمة‬ ‫غير حكومية )‪ (NGO‬متخصصة وذلك للتشجيع على السلم وتحقيقه‬ ‫بين العشائر والمجتمعات‪ ،‬والحزاب السياسية‪ .‬وقامت فروعه في‬ ‫مناطق النزاع الرئيسية في جنوب الصومال بأداء دور حيوي في تعبئة‬ ‫النخب التقليدية للتوسط في النزاعات وحل الصراعات‪.31‬‬ ‫علوة على ذلك قام أعضاء الصلح بتكوين منظمات غير حكومية‬ ‫كثيرة في جميع أنحاء الصومال لتقديم مساعدات إنسانية للمحتاجين‬ ‫واليتام والرامل والشرائح المستضعفة في المجتمع‪ .‬وركزت معظم‬ ‫هذه المنظمات غير الحكومية على التعليم والصحة وتوفير المياه‬ ‫الصالحة للشرب وبناء المساجد والمراكز السلمية‪.‬‬ ‫وأصبحت هذه المنظمات بمثابة العمود الفقري لمؤسسات المجتمع‬ ‫المدني الصومالي الناشئة‪ .‬وفي غياب المؤسسة الوطنية للدولة‬ ‫والحزاب السياسة السلمية ومع تفوق الفصائل العشائرية المسلحة‪,‬‬ ‫فإن المشاركة في الشؤون السياسية لم تكن عمل ً سهل ً لمنظمة‬ ‫إسلمية عصرية‪ .‬وكما ذكر أعله فإن العزلة ليست حل ً مناسبا ً وأن‬ ‫المشاركة تعني التعامل مع الحقائق والواقع العشائري‪ .‬وبالتأكيد فإن‬ ‫العمل السياسي والجتماعي الصومالي الحالي هو عمل منظم‬ ‫ومحرك ومدعوم عشائريًا‪ .‬لذلك وفي بيئة عشائرية راديكالية وعدائية‬ ‫وثقافة سياسية سامة فكيف لمنظمة تضم كل العشائر مثل الصلح‬ ‫أن تشارك بفعالية في شؤون المجتمع دون التنازل عن قيمها‬ ‫الجوهرية في الوقت الذي تحافظ فيه على وحدتها الداخلية‬ ‫الساسية؟ نظريًا‪ ,‬فإن المسألة أكثر تعقيدا ً مما تبدو من أول وهلة‪.‬‬ ‫ومع ذلك وبالعودة إلى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما‬ ‫كانت هناك قبائل شبيهة بتلك الموجودة في الصومال اليوم‪,‬‬ ‫وباستعراض تاريخ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ الدروس‬ ‫عن كيفية التعامل مع القبائل‪ ,‬فإن المسألة تصبح سهلة وبسيطة بل‬ ‫وأكثر سهولة طالما أن جميع العشائر الصومالية هي عشائر مسلمة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى فإن المسألة تصبح أكثر تعقيدًا‪ ,‬إذا أخذنا في العتبار‬ ‫ندرة الدراسات الحديثة حول هذا الموضوع والغياب التام للخلفية‬ ‫التاريخية في كتابات جماعة الخوان المسلمين حول كيفية التعامل‬ ‫مع وضع ل توجد فيه دولة‪.32‬‬ ‫‪ 31‬انظر نشاطات مجلس المصالحة الوطنية )‪ (SRC) (1994 -1998‬والذي تم من خلله عقد ‪ 18‬مؤتمرًا للمصالحة في مناطق مختلفة‬ ‫بجنوب الصومال‪.‬‬ ‫‪ 32‬المام حسن البنا‪ ،‬مؤسس جماعة الخوان المسلمين في مصر عام ‪1928‬م‪ ،‬وضع كيف يتم إصلح المجتمعات الخاضعة لحكم دول‬ ‫علمانية وكيف يتم تحويلها تدريجيًا إلى دولة إسلمية من خلل إصلح الفراد‪ ،‬والسر‪ ،‬والمجتمعات ومؤسسات الدولة‪ .‬وفي كتابات‬ ‫الخوان المسلمين‪ ،‬لم يتم التصور حول وضع تنعدم فيه الدولة‪ ،‬لذلك كان لزامًا على حركة الصلح أن تمل هذه الفجوة النظرية‬

‫‪13‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫علوة على ذلك فإن التعليم المستمر لعضاء الصلح لكي يضعف‬ ‫فيهم الرتباط والسلوك القبلي‪ ،‬ومشاهدة وحشية العشائر خلل‬ ‫الحرب قد خلق مواقف سلبية وسط أعضاء الصلح في التعامل مع‬ ‫المؤسسات العشائرية‪ .‬وليجاد جو من الفهم المشترك‪ ،‬تم فتح حوار‬ ‫شامل ومناقشات مضنية في عام ‪1991‬م حول موضوع كيفية‬ ‫التعامل مع المجتمعات القبلية وتم أخيرا ً تطوير تدريجي لسياسة‬ ‫‪33‬‬ ‫عرفت بـ"التعامل مع الواقع " وذلك في عام ‪1993‬‬ ‫منذ عام ‪1995‬م‪ ،‬حدثت تطورات جديدة أضعفت سلطة زعماء‬ ‫الفصائل المسلحة في الصومال‪ .‬وكان من ذلك إحياء نظام التعليم‬ ‫المحلي حتى المستوى الجامعي وتتويجه بتأسيس جامعة مقديشو‬ ‫في عام ‪1996‬م ونشر مؤسسات المجتمع المدني المرتبطة ببعضها‬ ‫البعض‪.‬‬ ‫بالضافة إلى ذلك نشأ مجتمع تجاري عبر العشائر منافسا ً لزعماء‬ ‫الفصائل المسلحة في السياسات المحلية وشؤون المجتمع‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذلك تبنى الصلح برنامجا ً سياسيا ً متطورا ً في عام ‪1998‬م يركز‬ ‫على العمل نحو المصالحة الوطنية‪ .‬وإلى جانب تأييده لجهود‬ ‫المصالحة الوطنية في مقديشو‪ ،‬أرسل الصلح وفودا ً إلى مختلف‬ ‫المناطق مناديا ً بإيجاد وسيلة للخروج من المأزق السياسي في‬ ‫الصومال‪ .34‬وإذ ظهرت فرصة جديدة مع مبادرة جيبوتي للمصالحة‬ ‫في ‪ 22‬ديسمبر ‪1999‬م‪ ،‬فإن الحركة لم تؤيد المبادرة فحسب بل‬ ‫شاركت بفاعلية أيضا ً في المؤتمر واعتبرته بمثابة "أول مصالحة‬ ‫‪35‬‬ ‫سياسية حقيقية في الصومال"‬ ‫أثناء عملية المصالحة في عام ‪2000‬م‪ ،‬قام أعضاء الصلح بدور مهم‬ ‫بين مختلف العشائر وبعض أعضائه أصبحوا أعضاء في البرلمان‬ ‫النتقالي وشغلوا مناصب وزارية‪ .‬ومع ذلك فإن القدرة الضعيفة‬ ‫للقيادة وضعف المؤسسات الوطنية والمعارضة القوية من جانب‬ ‫الفصائل المسلحة التي أعادت أثيوبيا تنظيمها تحت مظلة مجلس‬ ‫المصالحة الوطنية وإعادة الستقرار )‪ ،(SRRC‬شجعت على الدعوة‬ ‫الجديدة لمؤتمر المصالحة في كينيا عام ‪ 2002‬تحت رعاية الهيئة‬ ‫الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا )اليغاد( ‪.IGAD‬‬ ‫ن بروز الصلح في مؤتمر جيبوتي للسلم‪ ،‬وظهوره العالمي بعد‬ ‫إ ّ‬ ‫‪ 11/9‬برهن على طبيعته الحقيقية كحركة معتدلة وبرهن على إلتزامه‬ ‫بدراسة واقعها الجتماعي الذي يتطلب فترة من التفكير والتأمل والمناقشة والستيعاب‪.‬‬ ‫ل في تورونتو‪/‬كندا بعد سقوط النظام في يناير عام‬ ‫‪ 33‬مسألة كيف ينبغي للحركة أن تتعامل مع الواقع الجديد في الصومال قد نوقشت أو ً‬ ‫‪1991‬م‪ .‬كانت نتيجة هذا البحث قد طبعت في مطوية داخلية‪ .‬وشارك كاتب هذه الورقة في تلك المناقشات‪ .‬ومع ذلك فإن السياسة‬ ‫الرسمية " للتعامل مع الواقع " التي تم إقرارها في عام ‪1995‬م‪ ،‬كانت نقطة تحول في سياسات الصلح‪ ،‬في العمل مع المؤسسات‬ ‫التقليدية ومؤسسات المجتمع المدني‪ .‬وكانت ثمرات ذلك أن سمح لعضاء الصلح أن يكونوا جزءًا من البرلمان النتقالي المنتخب‬ ‫بواسطة عشائرهم وكانت القيود الوحيدة التي فرضت على العضاء هي تلك الممنوعة والمحرمة في السلم‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫التقى وفد الصلح بقيادة الشيخ محمد قارياري بالسيد عبد ال يوسف رئيس بونت لند في ذلك الوقت في مدينة قرو )‪(Growe‬‬ ‫وبالسيد محمد إبراهيم عقال رئيس أرض الصومال" في هرجيسا عام ‪1999‬م‪.‬‬ ‫‪ 35‬جميع المؤتمرات الخرى كانت مؤتمرات يسيطر عليها أمراء الحرب بالرغم من تسميتها مؤتمرات مصالحة وطنية‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫الصارم بتشكيل مؤسسات حكومية وطنية‪ .‬علوة على ذلك فإن‬ ‫برامج " الصلح" في مجال التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬ونشر السلم قد نمت‬ ‫بسرعة في جميع المناطق‪ .‬إن العتدال السلمي الذي يمثله "‬ ‫الصلح" في الصومال احتل موقعا ً مركزيا ً في كافة الملتقيات العامة‬ ‫ووسط مؤسسات المجتمع المدني‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬ازدادت عضوية‬ ‫الصلح بصورةٍ ملحوظة‪ ،‬على الرغم من تقليص دوره السياسي فيما‬ ‫بعد في مؤتمر المصالحة الوطنية في كينيا )‪ (2004 – 2002‬الذي‬ ‫هيمن عليه أمراء الحرب‪ .‬ومع ذلك حافظ الصلح على إستراتيجيته‬ ‫المتمثلة في السلم والمصالحة‪ ،‬في التعامل مع الحكومة الجديدة‬ ‫التي تم تكوينها في كينيا‪ .‬فقد أعطى الصلح الولوية المطلقة‬ ‫للمحافظة على المؤسسات الوطنية النتقالية والتي بدونها سيتفكك‬ ‫الصومال إلى غيتوهات عشائرية‪ ،‬كما أعطى الولوية أيضا ً لكبح جماع‬ ‫العنف والقتتال الداخلي‪ .‬ولتعزيز المصالحة الوطنية أي ّد َ الصلح‬ ‫المصالحة بين فصيلي المؤسسات الفيدرالية النتقالية اللذين اختلفا‬ ‫حول مسألة إعادة وضع مؤسسات الدولة التي تم التفاق عليها في‬ ‫كينيا‪ ،‬إما إلى مدينة جوهر أو إلى العاصمة مقديشو‪ .36‬كما اقترح أيضا ً‬ ‫خطة وطنية لعادة بناء المؤسسات الوطنية وعرض دعمه لهذا‬ ‫المشروع‪.‬‬ ‫وكان دور الصلح في المصالحة والبرامج التنموية والمساعدات‬ ‫الغاثية واضحا ً جدا ً عندما اندلع الصراع بين أمراء الحرب في‬ ‫مقديشو وإتحاد المحاكم السلمية )‪ (UIC‬في عام ‪2006‬م‪ .‬فكانت‬ ‫فرق من حركة الصلح تلتقي بصورةٍ مستمرة بالطرفين المتصارعين‬ ‫في محاولةٍ للتوصل إلى أتفاق سلم‪ .‬ومع ذلك اندلعت الحرب وتم‬ ‫سحق زعماء الفصيل المشاكسين بسهولة‪ .‬علوة على ذلك استمرت‬ ‫المنظمات غير الحكومية المنتمية للصلح في تقديم المساعدات‬ ‫النسانية إلى السكان المشردين جراء الصراع‪ .‬علوة على ذلك‬ ‫استمرت الهيئات الجتماعية في تقديم التعليم والخدمات الصحية‬ ‫وزيادة الوعي وذلك في المساجد ووسائل العلم ومراكز خدمة‬ ‫المجتمع‪ .‬وكثفت هذه البرامج عندما كانت الحرب بين قوات إتحاد‬ ‫المحاكم السلمية وقوات الحكومة النتقالية المتحالفة مع أثيوبيا‬ ‫على وشك الوقوع‪ .‬ولهذا الغرض أنشأ الصلح لجنة للمصالحة تقوم‬ ‫بإعداد مبادرات مصالحة بين الطرفين وتستمر في الدعوة إلى‬ ‫السلم والحوار‪.37‬‬ ‫‪36‬‬

‫قام وفد من الصلح بزيارة مدينة بيدوا في فبراير ‪ 2006‬والتقى بالرئيس عبد ال يوسف وبرئيس المجلس النتقالي شريف حسن‬ ‫ورئيس الوزراء على محمد قيدي‪ .‬وكان الهدف من الزيارة هو تعزيز المصالحة والمساهمة في إعادة بناء المؤسسات الوطنية‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫انظر بيان الصلح بتاريخ ‪ 22/7/2006‬الذي أعلن فيه تشكيل لجنة خاصة للمصالحة‪ ،‬وعين الكاتب لرئاسة هذه اللجنة‪ .‬وللمانة‬ ‫التاريخية فقد قبلت الحكومة النتقالية مبادرة المصالحة‪ ،‬ولكن إتحاد المحاكم السلمية رفضها رفضًا تامًا وأرسل رسالة تحذير إلى‬ ‫حركة الصلح يحذرها من الشتراك في أية مصالحة مستقبلية‪ .‬وتوجد لدى سكرتارية الصلح صورة من هذه الرسالة الموقعة‬ ‫بواسطة شيخ شريف‪ ،‬رئيس إتحاد المحاكم السلمية‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫لقد نأت حركة الصلح بنفسها من أن تكون طرفا ً في مجلس إتحاد‬ ‫المحاكم السلمية )‪ (UIC‬ومنعت أعضاءها من النضمام إلى أية‬ ‫مجموعة تستخدم العنف ضد الصوماليين‪ .‬عندما تحدى بعض أعضاء‬ ‫الصلح سياسة الحركة وشاركوا في إتحاد المحاكم السلمية‪ ،‬تم‬ ‫إلغاء عضويتهم علنًا‪ .‬ونتيجة لذلك ساءت العلقات بين الصلح وإتحاد‬ ‫المحاكم السلمية )‪ (UIC‬وتم حظر بعض نشاطات الصلح من قبل‬ ‫إتحاد المحاكم السلمية بما في ذلك الحتفال السنوي بذكرى‬ ‫تأسيسه الـ ‪.3828‬‬ ‫انعكس هذا النقسام بصورة سلبية على جهود الصلح في المصالحة‬ ‫وفي علقاته بإتحاد المحاكم السلمية‪ .‬ومن جهةٍ أخرى فإن التدخل‬ ‫العسكري الثيوبي بعد هزيمة إتحاد المحاكم السلمية وظهور‬ ‫العمال المسلحة مرة أخرى وما نشأ عنها من كارثة إنسانية أوجدت‬ ‫تحديات جديدة لبرامج الصلح وأنشطته‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فت أثناء وبعد‬ ‫ضعِ َ‬ ‫إن فكرة العتدال بأكملها في السياسة والدين قد أ ْ‬ ‫ظهور إتحاد المحاكم السلمية وما تلها من تدخل أثيوبي‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذلك تم تهميش مؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬وتقلصت أنشطتها‬ ‫‪39‬‬ ‫واستهدف قادتها وقتل كثير منهم ببرود أعصاب‬ ‫ومع ذلك يتمسك الصلح بقوة بمبادئه وإستراتيجيته السلمية والتزامه‬ ‫بالحوار والمصالحة وتقديم الخدمات الجتماعية والمشاركة‬ ‫السياسية‪ .‬كما أنه أدان بصورة متكررة التدخل الثيوبي والقتل‬ ‫العشوائي للشعب الصومالي في خضم القتتال بين قوات المتمردين‬ ‫وقوات الحكومة النتقالية المتحالفة مع القوات الثيوبية‪ .‬بالضافة‬ ‫إلى ذلك‪ ,‬يرى الصلح أن المخرج الوحيد من الخطر الصومالي‬ ‫الحالي هو من خلل مصالحة حقيقية‪ ,‬وتحسين المن والمتناع عن‬ ‫العنف )والستبداد(‪ ,‬وتجنب سيطرة التفسير الديني وإجراء انتخابات‬ ‫شعبية لنشاء مؤسسات حكومية شرعية في الصومال‬ ‫‪ -5‬سياسات الصلح وآراؤه في القضايا المعاصرة‬ ‫ثلثون عاما ً من العمل المتواصل بتحدياته الهائلة وخبراته قد صقل‬ ‫حركة الصلح بطريقة هذبت رؤيتها المشتركة ورسالتها وحسنت‬ ‫وجهات نظرها واستراتيجياتها وعملياتها‪ .‬وهذه الراء مشتركة بين‬ ‫جميع الحركات المنتمية للخوان المسلمين مع اختلفات بسيطة وفقا ً‬ ‫لختلف الواقع الجتماعي الذي تنتمي إليه هذه الحركات‪.‬‬ ‫‪ -1‬النفتاح على المجتمع‬ ‫‪38‬‬

‫انظر بيان الصلح بتاريخ ‪ 17/8/2006‬الذي عبر فيه عن إستيائه من منعه من الحتفال بالذكرى الـ ‪ 28‬لتأسيسه أنظر‬ ‫‪www.islaax.org/arabic/bayan‬‬ ‫‪ 39‬إن النشطاء البارزين في المجتمع المدني الذين تمت تصفيتهم في مقديشو منهم‪ :‬الناشط عبد القادر يحيى والعالم السلمي البارز‬ ‫الشيخ محمد شيخ أحمد )كشك( والقائد العسكري المشهور الفريق محمد عبدي والناشط في مجال المجتمع المدني‪ ،‬علي إيمان‬ ‫شارمارك‪ ،‬والزعماء التجاريون‪ ،‬عبد الكريم شيخ إبراهيم وعباس محمد دوعال‪ ،‬والناشطة في مجال السلم مدينة محمد علمي وكثير‬ ‫غيرهم‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫تواجه المنظمات صعوبات في الفترة النتقالية من حركة سرية إلى‬ ‫حركة علنية‪ .‬وتتطلب هذه العملية تغييرات في المواقف والعراف‬ ‫بل ووضع مجموعة واضحة من القوانين والسياسات‪ .‬إن الواقع‬ ‫الجتماعي والسياسي في الصومال قد تغير بصورة جذرية بعد‬ ‫سقوط الدولة في عام ‪1991‬م والنتقال من حكم الدولة إلى‬ ‫سيطرة العشيرة‪ .‬وفي الحقيقة فإن الصلح لم يكن مهيئا ً بما يكفي‬ ‫للتعامل مع الوضاع الجديدة خلل المراحل الولية‪ .‬والسبب في ذلك‬ ‫هو أن برامجه التدريبية كانت مركزة بشكل رئيسي على إصلح‬ ‫المجتمع الخاضع لحكم مؤسسات الدولة وليس في مرحلة صراع‬ ‫ونزاع‪ .‬لم تتطور في كتابات الخوان المسلمين ب َعْد ُ نظريات للتعامل‬ ‫مع الصراعات العشائرية‪ .‬وخصوصا ً عندما يكون مجال الصراع واسع‬ ‫النطاق ويتسبب في النهيار الكامل لمؤسسات الدولة‪ .‬علوة على‬ ‫ذلك فإن الفهم العام لعضاء الصلح هو أن العشائر مرتبطة ارتباطا ً‬ ‫شديدا ً بالقبلية التي منعها السلم وقضى عليها؟ أضف إلى ذلك أنه‬ ‫بعد سقوط الدولة‪ ,‬انتقلت قيادة المجتمعات من بيروقراطية الدولة‬ ‫إلى الزعماء التقليديين وإلى الفصائل السياسية المسلحة‪ .‬وللتفاعل‬ ‫مع مثل هذا الوضع تم في عام ‪ 1995‬قرار تبني سياسة "التعامل مع‬ ‫الواقع"‪ .‬والفلسفة الساسية لهذه السياسة هي كسر عزلة الحركة‬ ‫وانفتاحها على كافة المجتمع‪ .‬وتضمنت أهداف هذه السياسة تشجيع‬ ‫أعضاء الصلح على المشاركة بصورة فاعلة في المنظمات‬ ‫الجتماعية والسياسية الموجودة والشتراك مع جميع المجموعات‬ ‫مشاركة قوية‪.‬‬ ‫إن أعراض العزلة عن المجتمع والنغماس في الثقافة العشائرية‬ ‫ليست أعراضا ً صحية بالنسبة للعمل السلمي الحديث‪ .‬وبدل ً من ذلك‬ ‫فإن الشتراك الجرئ واليجابي هو الوسيلة الوحيدة الصحيحة‬ ‫للمصلحين السلميين‪ .‬وفي الواقع أ ُد َْر َ‬ ‫ك بعد تطبيق هذه السياسة‬ ‫بأن أعضاء الصلح يستطيعون أن يقوموا بكل مهارة بأداء وظيفة‬ ‫"السمنت‪ ،‬أو المادة اللصقة" لتثبيت عناصر المجتمع الصومالي‬ ‫المجزأ‪.‬‬ ‫‪ -2‬التركيز على النخب المثقفة‪:‬‬ ‫‪40‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ن قائم على العلم والمعرفة ويكن إحتراما كبيرا للعلماء ‪،‬‬ ‫السلم دي ٌ‬ ‫فاليات القليلة الولى التي أنزلت على نبينا محمد صلى الله عليه‬ ‫وسلم تشير إلى أهمية القراءة والقلم وتعليم النسان‪ .‬يقول الله‬ ‫سبحانه وتعالى‪ " :‬قل هل يستوي الذين يعلمون والذين‬ ‫ل يعلمون"‪.(39:9) .‬‬ ‫إن التغيير الجتماعي ل يتطلب فقط نخبا ً مستنيرة ولكن يتطلب أيضا ً‬ ‫فهم الفلسفة الساسية للحركة‪ ،‬والشروع في ذلك التغيير‪ ،‬وتعليم‬ ‫الجماهير والقيام بدور قيادي‪ .‬ومع أخذ هذه المور الساسية في‬ ‫‪ 40‬استخدمت كلمة العلم ومشتقاتها في القرآن الكريم أكثر من ‪ 780‬مرة‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫العتبار‪ ،‬فإن الصلح يجند بوجه عام في صفوفه شرائح شابة‬ ‫ومتعلمة في المجتمع‪ .‬لماذا شباب لنهم مليئون بالحيوية ومنفتحون‪..‬‬ ‫لماذا متعلمون لنهم يستوعبون الرسالة بسهولة‪ ،‬وينقلونها إلى‬ ‫الخرين "‪ .41‬علوة على ذلك اكتشف الصلح أن برنامجه الفكري‬ ‫واتصاله بالمثقفين الصوماليين كان ضعيفًا‪ .‬لذلك فإن السياسة‬ ‫الجديدة التي تم اعتمادها قد اعتبرت هؤلء المثقفين شركاء في‬ ‫الصلح وبحثت عن القواسم المشتركة بدل ً من البحث عن‬ ‫النسجامية‪ .‬وكانت ثمرة هذه السياسة كبيرة جدا ً وقد جلب تطبيقها‬ ‫في الميدان‪ ،‬فوائد ملموسة للمجتمع الصومالي‪ .‬لقد كانت المسافة‬ ‫والتحفظات بين النشطاء السلميين الحديثين والمثقفين الصوماليين‬ ‫ضيقة حيث إن كل ً من المثقفين الوطنيين والسلميين المعتدلين قد‬ ‫تم تهميشهم خلل الحرب الهلية بواسطة أمراء الحرب ورافعي‬ ‫رايات العشائرية‪ .‬أخيرًا‪ ،‬يعتقد الصلح بأن إيجاد جبهة مشتركة‬ ‫وإقامة تحالف بين الوطنيين والسلميين المعتدلين هو السبيل الوحيد‬ ‫لنهاء العشائرية والقوى المتطرفة واستعادة حكومة صومالية فعالة‪.‬‬ ‫‪ -3‬احترام العلماء المسلمين التقليديين والتعاون معهم‪:‬‬ ‫يعتبر الصلح نفسه امتدادا ً لمساعي أجيال العلماء المسلمين‬ ‫التقليديين وزعماء الحركات الوطنية الخاصة باستقلل الصومال‪ .‬في‬ ‫الحقيقة كان العلماء المسلمون التقليديون هم المثقفين الوحيدين‬ ‫ت المدارس الستعمارية نخبا ً جديدة‪ .‬فهم يمثلون روح‬ ‫إلى أن َ‬ ‫خّر َ‬ ‫ج ْ‬ ‫حماة الدين ومنقذو المة من‬ ‫السلم وهم قادة ومعلمو المجتمعات و ُ‬ ‫محاولت التنصير‪ .42‬كذلك ظلوا المؤسسين والعمدة الرئيسية‬ ‫للحركات السلمية المعاصرة ويقومون دائما ً بدور مكمل وحيوي‬ ‫خصوصا ً في المناطق الريفية ووسط الجماهير غير المتعلمة‪ .43‬لقد‬ ‫وسع الصلح رؤيته وتخلى عن نظرته السابقة غير الحكيمة للطرق‬ ‫الصوفية‪ ،‬وأعتبرهم معلمين وآباء وقادة للمجتمعات وأعطاهم‬ ‫الحترام الذي يستحقونه والتشجيع والدعم‪.‬‬ ‫وهذا الفهم العميق للحيوية الجتماعية للصومال هي ضمانة ضد الراء‬ ‫المتسمة بالنعزالية والكراهية التي كانت سائدة في المرحلة الولى‬ ‫في دوائر الحركة السلمية‪ .‬كانت هذه الراء نتيجة لنفوذ وتأثير‬ ‫السلفية الجديدة التي تركز على العلماء التقليديين للطرق الصوفية‬ ‫وتعتبرهم مبتدعين وعائقا ً أمام إحياء السلم‪ .‬وعلى العكس من ذلك‪،‬‬ ‫فإن حركة الصلح في الوقت الذي تقدم فيه التعاليم السلمية‬ ‫الصيلة وتنشر العلم الصيل في إطار العتدال السلمي‪ ،‬تحترم‬ ‫وتتعاون مع الخوان الصوفيين‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫ل وكان جميع المصدقين الوائل به هم أصغر‬ ‫عْمر الرسول صلى ال عليه وسلم كان ‪ 40‬سنة عندما بعث رسو ً‬ ‫يظهر تاريخ السلم أن ُ‬ ‫منه سنًا ما عدا زوجته خديجة رضي ال عنها‪.‬‬ ‫‪ 42‬أسست البعثة الكاثوليكية الرومانية الفرنسية في عام ‪1891‬م في ديمور بالقرب من شيخ وأنهتها حركة الدراويش‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫ل تستطيع الحركة السلمية الحديثة أن تتقدم إلى المام دون أن يكون لديها آلف من الطلبة الشباب المتعلمين المتخرجين من‬ ‫المدارس القرآنية وحلقات تحفيظ القرآن في المساجد‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫‪ -4‬احترام قادة الحركة الوطنية‪:‬‬ ‫يجد قادة الحركة الوطنية من أجل الستقلل والدولة في الصومال‬ ‫أيضا ً احتراما وإعجابا ً من الصلح‪ .‬وبالتأكيد‪ ،‬ومع الخذ في العتبار‬ ‫ندرة رأس المال البشري والقدرة التنظيمية المحدودة المتوفرة في‬ ‫فترة الربعينيات وبعدها‪ ،‬فكان لهؤلء القادة رؤية سامية من أجل‬ ‫الصومال‪ .‬كانت رؤيتهم نحو الصومال هي إقامة حكومة صومالية‬ ‫قوية وجامعة في القرن الفريقي يمكن أن يعيش فيها جميع‬ ‫الصوماليين بسلم وانسجام وعزة وكرامة‪ .‬ولعطائهم الحترام‬ ‫المستحق فعلى المرء أن يتخيل )ببساطة( ماذا كان سيكون عليه‬ ‫الصومال دون تضحيتهم ونضالهم‪ .‬إن النشطاء السلميين للحركات‬ ‫السلمية هم خريجون من المدارس التي أقاموها واستفادوا من‬ ‫الفرص التي قدموها لهم‪ .‬وبهذا الفهم فإن الصلح فخور جدا ً بما‬ ‫حققه مؤسسو الدولة الوائل بالرغم من قلة مواردهم وإمكانياتهم‬ ‫المحدودة‪ .‬وهو فهم قائم على الحترام وقبول جميع العمال التي‬ ‫قاموا بها‪ ،‬بعيدا ً عن الرأي السابق السائد وسط دوائر الحركة‬ ‫السلمية التي تطلق على هؤلء الزعماء بالتباع العلمانيين أعداء‬ ‫السلم‪ .‬إن الشمولية بدل ً من الطائفية‪ ،‬والتسامح والصبر والتركيز‬ ‫على القضايا الرئيسية المتفق عليها من قبل أغلبية الصوماليين‪ ،‬هي‬ ‫السبيل الوحيد لعادة بناء الصومال برؤية جديدة تتضمن الحترام‬ ‫المستحق لشخصياته التاريخية وتراثه المقدس‪ .‬إل إن ذلك ل يعني‬ ‫التخلي عن مراجعة جادة لماضينا من أجل أن نبني الصومال الجديد‪.‬‬ ‫‪ -5‬التقليل من أهمية المسائل المختلف عليها في الدين‬ ‫إن المرجع الساسي للسلم هو القرآن الكريم وسنة النبي محمد‬ ‫صلى الله عليه وسلم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذين المصدرين الساسيين قد‬ ‫تم تفسيرهما بصورةٍ مختلفة من قبل العلماء في مختلف المناطق‬ ‫والعهود السلمية‪ .‬لذلك ظهرت اختلفات في التفسير في النواحي‬ ‫المذهبية والشرعية‪ ،‬مما أفرز )‪ (4‬مذاهب سنية شرعية‪ :‬هي‬ ‫الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي – ويتمسك الصوماليون تقريبا ً‬ ‫بالمذهب الشافعي‪ -‬لذلك ولحماية تماسك المجتمع وتجنب المشاكل‬ ‫الدينية اختارت حركة الصلح تبني المذهب الشافعي في الشريعة‪،‬‬ ‫وتكون الحركة في الوقت نفسه منفتح ًً‬ ‫ة على آراء العلماء الخرين‪.‬‬ ‫علوة على ذلك يرفض الصلح جميع الخطابات التفريقية والنزاعات‬ ‫حول المسائل الدينية المفصلة ويركز على القضايا الساسية المتفق‬ ‫عليها من قبل جميع المسلمين تقريبًا‪ .‬ويتعاون أيضا ً مع المنظمات‬ ‫الدينية والجماعات والفراد الخرين للحفاظ على الوحدة الدينية‬ ‫للشعب الصومالي‪.‬‬ ‫بالضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن الدراسات الحديثة للسلم حول إقامة الدولة‬ ‫ومؤسساتها وما الذي يتفق مع المبادئ السلمية والذي ل يتفق معها‪،‬‬ ‫‪19‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫تظل خطابات ومحاضرات أكاديمية‪ .‬ومن المؤكد أن السياسة هي‬ ‫أقل المجالت تطورا ً في الفكر السلمي‪ ،‬لذلك هناك مساحة كبيرة‬ ‫للجتهاد مما يوفر خيارات كثيرة لمختلف المنظمات‪.‬‬ ‫‪ -6‬رفض التطرف والعنف‬ ‫السلم دين سلم ورحمة وإنسانية ويمنع أتباعه من اقتراف أي‬ ‫أعمال عنف ضد النفس النسانية البريئة‪ .‬وبالتالي فإن الصلح‬ ‫يرفض هذا العنف وكافة أنواع الراء المتطرفة مثل الرأي القائل‬ ‫بحتمية صراع الحضارات‪ .‬وبدل ً من ذلك يشجع على التعاون والحوار‬ ‫والفهم والتعايش السلمي بين جميع الشعوب والجناس والديانات‪.‬‬ ‫ويفهم الصلح أن التطرف والعنف هما نتاج الحباط والذلل‬ ‫والشعور بالظلم وعدم الفهم الصحيح للقيم الدينية‪ .‬لذلك فإن‬ ‫الصلح مقتنع بأن احترام التعددية الثقافية‪ ،‬والتحول الديمقراطي‪،‬‬ ‫وتضييق التهميش القتصادي والسياسي والفهم الفضل للثقافات‬ ‫ة من السلم والتعاون بين‬ ‫والديان كل ذلك سيخلق في النهاية بيئ ً‬ ‫المم‪ .‬ووفقا ً لهذا الفهم‪ ،‬فإن الصلح قد شجب كافة أنواع العنف‬ ‫الجاري في الوقت الحاضر في الصومال‪.‬‬ ‫‪ -7‬استعادة المؤسسات الوطنية‪:‬‬ ‫إن كثيرا ً من الدول الفريقية في فترة ما بعد الستعمار تدفع بنفسها‬ ‫إلى حافة الفشل نظرا ً لبرامجها الفاشلة الخاصة ببناء الدولة والتنمية‬ ‫القتصادية‪ .‬والصومال هو مثال نموذجي للدولة المنهارة التي قسمت‬ ‫السكان إلى طوائف عشائرية وقادت إلى قتال وصراعات قبلية‬ ‫متواصلة‪ .‬إن إحياء الوعي العشائري وإضعاف الوعي الوطني كان‬ ‫واضحا ً وجليا ً خلل الحرب الهلية‪ .‬والصلح بوصفه مؤسسة وطنية‪،‬‬ ‫يؤمن بقوة أن إحياء الوعي الوطني والتبرؤ من القبلية والعشائرية هو‬ ‫السبيل الوحيد لستعادة الدولة الصومالية‪ .‬إن التدخل العشائري‬ ‫النقسامي في شؤون الدولة والتنافس العشائري للفوز بالسلطة‬ ‫السياسة هو عنصر رئيسي في تهديد وجود الصومال كدولة‪ .‬ووفقا ً‬ ‫لذلك ساهم الصلح في إعادة بناء الدولة الوطنية أثناء مؤتمر جيبوتي‬ ‫للمصالحة الوطنية في عام ‪2000‬م‪ ،‬وهو يدافع دائما ً ويدعم‬ ‫المؤسسات الوطنية‪ ،‬حتى وإن أ ُِقيمت هذه المؤسسات بطريقة غير‬ ‫جيدة‪ ،‬وضعيفة كالحكومة التحادية النتقالية الحالية‪ .‬إن السيناريو‬ ‫السوأ والكارثة الكبرى بالنسبة للصومال ستكون في غياب الدولة‬ ‫ل كامل إلى‬ ‫الوطنية‪ ،‬مما سيؤدي في النهاية إلى تفكك المة بشك ٍ‬ ‫أقفاص وغيتوهات عشائرية‪.‬‬ ‫‪ -8‬نشر منظمات المجتمع المدني‪:‬‬

‫يؤمن الصلح بقوة بأنه بدون مؤسسات مجتمع وطني قوية‬ ‫وحيوية سيبقى الصومال تحت رحمة مجموعات عشائرية انقسامية‪.‬‬

‫ولمتابعة وجهة النظر هذه فمن عام ‪ 1994‬إلى ‪1999‬م‪ ،‬عملت‬ ‫الحركة نحو الترويج لقامة مؤسسات مجتمع مدني أكثر تنظيما ً في‬

‫‪20‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫الصومال‪ .‬و ُ‬ ‫جعَ أعضاء الصلح على إقامة مؤسسات يملكها‬ ‫ش ّ‬ ‫المجتمع أو النضمام إلى منظمات المجتمع الموجودة بالفعل‪،‬‬ ‫خصوصا ً في مقديشو‪ ،‬فظهرت مؤسسات اجتماعية ومهنية كثيرة‬ ‫خلل هذه السنوات وكان أعضاء الصلح جزءا ً من هذه‬ ‫المؤسسات‪ .44‬ونجحت هذه المنظمات في توحيد صوت الجماهير‬ ‫تجاه قضايا السلم وحقوق النسان‪ ،‬والديمقراطية‪.‬‬ ‫وفي مجال المصالحة أنشأت حركة الصلح مجلس المصالحة‬ ‫الصومالية في عام ‪1994‬م‪ ،‬ليقدم دعما ً لوجيستيا ً لجهود المصالحة‬ ‫في الصومال‪ .‬ونتيجة لهذه السياسات‪ ،‬فإن مئات المبادرات‬ ‫المجتمعية في مجالت التعليم والصحة والمصالحة والبرامج التنموية‬ ‫قد وجهت لفائدة المجتمعات‪ .‬كما أن قيم المجتمع المدني مثل حماية‬ ‫حقوق النسان ونشر القيم الديمقراطية والحكم الرشيد والتشجيع‬ ‫على السلم قد حظيت بمشاركة واسعة من جانب أعضاء الصلح‪.‬‬ ‫إن إنتشار مؤسسات المجتمع المدني مثل الهيئات المهنية‬ ‫والمؤسسات الخيرية ومنظمات المرأة والمنظمات الشبابية‪ ،‬تلك‬ ‫التي تروج لحقوق النسان والحزاب السياسية‪ ،‬هي السبيل الوحيد‬ ‫للخروج من العشائرية السياسية المتسمة بالفوضى وعدم النظام‪.‬‬ ‫‪ -9‬التشجيع على الديمقراطية‪:‬‬ ‫الديمقراطية هي مصطلح غربي ولكنها في الساس كعملية ليست‬ ‫مختلفة عن المفهوم السلمي المعروف )بالشورى(‪ 45.‬ويقول بعض‬ ‫العلماء إن الديمقراطية مشابهة للشورى التي طورت مؤسسات‬ ‫حديثة للحزاب السياسية وأن الشورى هي مثل الديمقراطية التي‬ ‫تتقيد بالسقف السلمي وتنسجم مع مبادئ السلم العامة‪.46‬‬ ‫مفهوم الشورى في السلم ل ُيوصف كقانون ضروري للمجتمعات‬ ‫المسلمة المعافاة والسر فحسب ولكن أيضا ً كقيمة مطلوبة‬ ‫للتقوى‪ .47‬ولتبسيط هذه الفكرة فإن الديمقراطية في شكلها المثالي‬ ‫هي مثل الماء النقي الذي ل لون له ول شكل له إل إنه يأخذ شكل‬ ‫ولون الناء الذي يكون فيه‪ .‬وبالمثل فإن الديمقراطية تأخذ لون‬ ‫وشكل المجتمع الذي تطبق فيه‪ .‬ولذلك فإن الديمقراطية توجد‬ ‫بأشكال مختلفة وفقا ً لرادة وإختيار الشعوب المختلفة‪ .‬وبما إن المم‬ ‫مختلفة في ثقافتها ودينها ونظام حكمها فإن تطبيقها للديمقراطية‬ ‫يأخذ في النهاية أشكال ً مختلفة‪ .‬مما يعني أن الديمقراطية يمكن‬ ‫تطبيقها في جميع الجناس والديانات والثقافات‪ .‬فالديمقراطية‬ ‫‪ 44‬وهي كل من‪ :‬شبكة السلم وحقوق النسان )‪ ،(PHRN‬وشبكة التعليم الهلي والرسمي )‪ ،(FPEL‬ومنظمة المرأة )‪،(COGWO‬‬ ‫ورابطة الطباء‪ ،‬ورابطة المحامين إلخ‪ .‬وكان كاتب هذه الورقة رئيس جمعية السلم وحقوق النسان )‪ (PHRN‬في عام ‪1999‬م‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫مراد هوفمان‪ :‬السلم هو البديل )‪ (Maryland: Amana Publications 1999‬ص ‪ .82-81‬أيضًا فتحي عثمان " إسلميو اليوم‬ ‫والديمقراطية " )‪ (Arabia, London, May 1986‬ص ‪ ،6‬أيضًا انظر عبد الحميد غزالي " حول أساسيات المشروع السلمي‬ ‫لنهضة المة(‪) .‬القاهرة‪ ،‬دار التوثيق والنشر السلمية‪ (2000 ،‬ص ‪80-178‬‬ ‫‪ 46‬الصادق المهدي "الشورى كأساس لنظام الحكم في العالم السلمي " ورقة لم تطبع بعد ُقدمت في المؤتمر الخامس عشر للشؤون‬ ‫السلمية الذي عقد في القاهرة في مايو ‪2003‬م ( ص ‪.12-9‬‬ ‫‪47‬‬

‫انظر الية القرآنية "والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلة وأمُرُهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون " سورة الشورى‪ -‬آية ‪(38‬‬

‫‪21‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫الغربية ليست إستثناء‪ ،‬فهي بالضرورة علمانية وتأخذ اللون والشكل‬ ‫وفقا ً لثقافة المجتمع الغربي وقيمه ومعتقداته‪ .‬ومن جهةٍ أخرى فإن‬ ‫الديمقراطية في المجتمعات السلمية ينبغي أن تتقيد بالقيم‬ ‫السلمية وثقافة الشعب‪ .‬وبهذا الفهم للديمقراطية أخذ الصلح يدعو‬ ‫للديمقراطية ويقف بحزم ضد أي شكل من أشكال الحكم‬ ‫الديكتاتوري في أي مكان في العالم وتحت ذريعة السلم‪ .‬أخيرا ً فإن‬ ‫الصلح يمارس الديمقراطية بصورةٍ تامة داخل منظمته ويجري‬ ‫انتخابات داخلية على مدى السنوات الثلثين الماضية‪.‬‬ ‫‪ -10‬حماية حقوق النسان‪:‬‬ ‫الصومال هو واحد من الدول الكثيرة التي تعاني من أسوأ أنواع‬ ‫إنتهاكات حقوق النسان‪ .‬وخلل السنوات الـ ‪ 21‬من الحكم‬ ‫العسكري والـ ‪ 20‬من الحروب الهلية المكثفة‪ ،‬فإن حقوق النسان‬ ‫الساسية قد تم إنتهاكها بصورةٍ كبيرة جدًا‪ .‬فحماية حقوق النسان‬ ‫هي واجب ديني ومفهوم أمر به الله سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫والنسان مبج ٌ‬ ‫ل في السلم وأن الشريعة السلمية بأكملها قد‬ ‫‪48‬‬ ‫أسست لحماية حقوق النسان‪ .‬وإلى حد ّ ما فإن إعلن حقوق‬ ‫النسان غير الملزم في ‪ 10‬ديسمبر عام ‪1948‬م والتفاقيتين‬ ‫الدوليتين الخريين في ‪ 19‬ديسمبر ‪1966‬م حول الحقوق المدنية‬ ‫والسياسية والقتصادية والجتماعية والثقافية ل تتعارض تماما ً مع‬ ‫الشريعة السلمية‪ .‬وطالما أن هذه العلنات ليست ملزمة فهناك‬ ‫مجموعات دينية مختلفة وحضارات مختلفة قد يكون لديها تحفظات‬ ‫معينة عليها‪ ،‬والمسلمون مثل ذلك‪ .‬ففي الوقت الذي يتقيدون فيه‬ ‫بهذا العلن بوجه عام إل إنهم قد ل يوافقون على بعض المسائل‬ ‫التي قد تتعارض مع المبادئ السلمية‪ .‬ومع ذلك فإن الصلح يدعو‬ ‫بوجه عام إلى حماية حقوق النسان ويؤمن بقوة أنه بدونها ل يمكن‬ ‫إقامة المجتمع المتحضر‪.‬‬ ‫‪ -11‬الترويج لحقوق المرأة‪:‬‬ ‫حقوق المرأة وعلى الخص حقوقها في المشاركة السياسية يساء‬ ‫فهمها على نطاق واسع بواسطة كثير من المسلمين وغير المسلمين‬ ‫في العالم السلمي وغيره‪ .‬ويبدو أن الثقافة القديمة للمجتمعات‬ ‫والتفسيرات الدينية حول قضايا المرأة قد تم اللتباس فيها في العالم‬ ‫السلمي‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فإن المجتمعات التي تنتهك حقوق المرأة‬ ‫بسبب الثقافة تميل إلى تبرير تلك الممارسات من وجهة نظر دينية‪.‬‬ ‫ومع ذلك فإن أي تحقيق نزيه في تعاليم السلم أو في تاريخ‬ ‫الحضارة السلمية سيخرج بالتأكيد بدليل واضح لمساواة المرأة‬ ‫‪49‬‬ ‫بالرجل فيما نسميه اليوم " الحقوق السياسية "‬ ‫‪48‬‬

‫هناك خمسة حقوق يبني السلم حكمه عليها دائمًا وهي‪ :‬حماية الدين‪ ،‬العقل‪ ،‬المال‪ ،‬والنفس والعرض‬ ‫‪ 49‬جمال بدوي "وضع المرأة في السلم " )‪ .Plainfield American Trust Publication, 1979) 23-24‬أيضًا انظر‬ ‫عبد الحميد غزالي‪ " :‬حول أساسيات المشروع السلمي لنهضة المة(‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫إن موقف الصلح واضح جدا ً في هذه النقطة‪ .‬فهو ينادي علنا ً بتطور‬ ‫حقوق المرأة ويؤيد بقوة مشاركتها الجتماعية والسياسية في شؤون‬ ‫المجتمع‪ .‬علوة على ذلك‪ ،‬فإن الصلح يدعو لتعليم المرأة في جميع‬ ‫برامجه الجتماعية التنموية‪ .‬وكان مردود هذه السياسات كبيرا ً جدا ً‬ ‫حيث إن المرأة الصومالية تؤدي الن دورا ً مهما ً في السياسة والحياة‬ ‫حك ٌْر على الرجل‪.‬‬ ‫الجتماعية التي كان ي ُعْت َ َ‬ ‫قد في السابق أنها ِ‬ ‫‪ -6‬خاتمة‬ ‫تهدف هذه الورقة أن تسد فجوة علمية معرفية في دراسة الحركات‬ ‫السلمية في القرن الفريقي‪ .‬وهي تتألف من خلفية موجزة عن‬ ‫الصحوة السلمية في الصومال والتطور التاريخي لحركة الصلح منذ‬ ‫عام ‪1978‬م ووجهات نظر الصلح الرئيسية في القضايا المعاصرة‪.‬‬ ‫إن ظهور حركة إسلمية حديثة في الصومال هو تتويج لعملية طويلة‬ ‫للصحوة السلمية منذ المقاومة ضد الستعمار وتشكيل الرابطة‬ ‫السلمية الصومالية في عام ‪ 1952‬وما صحبها من ظاهرة مشابهة‬ ‫على نطاق العالم‪ .‬ومنذ ذلك التاريخ حتى السبعينيات‪ ،‬فإن التعليم‬ ‫السلمي التقليدي والمدارس العربية الحديثة‪ ،‬والخريجين من‬ ‫الجامعات العربية كانوا يمهدون الطريق لظهور الحركة السلمية‬ ‫الحديثة‪.‬‬ ‫إن النظام العسكري )‪ (1991 – 1969‬ببرامجه الشتراكية الشاملة‬ ‫قد استفز المشاعر السلمية بإعدامه للعلماء المسلمين في عام‬ ‫‪1975‬م وحظره للعمل الجتماعي السلمي الذي نما واتسع في‬ ‫السبعينيات‪.‬‬ ‫يمكن وصف السنوات الولى للحركات السلمية بفترة عدم النضج‬ ‫والرتباط العاطفي بفكر )أيديولوجية( الصحوة‪ ،‬والقدرة التنظيمية‬ ‫الضعيفة جدا ً وبالنهج المثالي فيما يتعلق بالواقع الجتماعي‪.‬‬ ‫تأسست حركة الصلح في ‪ 11‬يوليو ‪1978‬م بهدف إحياء القيم‬ ‫السلمية في المجتمع والتشجيع على تناغم وانسجام الثقافة‬ ‫الصومالية وقوانين وسياسات الدولة مع الشريعة والقيم السلمية‪.‬‬ ‫إن الصلح ليس مجرد حزب سياسي وليس منظمة اجتماعية بل هو‬ ‫حركة شاملة من أجل إحياء العقيدة السلمية ونشر الوعي الوطني‬ ‫في المجتمع الصومالي‪ .‬وتعمل كمنظمة شعبية ل مركزية ذات رؤية‬ ‫ورسالة وقيم مشتركة وإستراتيجية واسعة‪ .‬كما أن الصلح يركز أيضا ً‬ ‫على التعليم والمصالحة ونشر السلم لتحقيق أهدافه‪ .‬وتعد الفترة‬ ‫من عام ‪ 1978‬إلى ‪ 1992‬هي فترة تكوينية حيث واجهت الحركة‬ ‫تحديات التأسيس والمحاكمة والبقاء خلل الحرب الهلية‪.‬‬ ‫وفي الفترة من ‪ 1992‬إلى ‪2008‬م طبق الصلح سياسات مثل‬ ‫النفتاح على المجتمع‪ ،‬التركيز على النخبة المتعلمة‪ ،‬احترام العلماء‬ ‫المسلمين التقليديين والتعاون معهم‪ ،‬الحتفاء والحتفال بمؤسسي‬ ‫الحركات الوطنية‪ ،‬التقليل من أهمية المسائل الدينية المتنازع عليها‪،‬‬ ‫‪23‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

‫رفض العنف والتطرف‪ ،‬استعادة المؤسسات الوطنية الخاصة‬ ‫بالدولة‪ ،‬الترويج لمؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬الديمقراطية‪ ،‬حقوق‬ ‫المرأة‪ ،‬وحماية حقوق النسان‪.‬‬ ‫إن التقيد بالسياسات المذكورة أعله والمرونة في الهياكل التنظيمية‬ ‫والممارسات الديمقراطية الداخلية‪ ،‬وضعت الصلح في مصاف‬ ‫الحركات السلمية المعتدلة‪.‬‬ ‫أخيرا ً فإن برامج حركة الصلح التنموية المتواصلة ومشاركتها‬ ‫السياسية وبطريقة حكيمة تجنبها الصراعات مع المجموعات الخرى‪،‬‬ ‫ُتعطيها موقعا ً فريدا ً في المجتمع الصومالي‪ .‬ويشير التجاه‬ ‫المستقبلي للصلح بأنه سيعزز هذه البرامج الجتماعية وُيسهم في‬ ‫الوقت نفسه إسهاما ً أكبر في استعادة مؤسسات الدولة الصومالية‪.‬‬ ‫وستقوم الحركة بتنفيذ ذلك من خلل المشاركة بصورةٍ قوية في‬ ‫العملية السياسية‪ .‬وفي الختام‪ ،‬فإن المشاركة السياسية للصلح‬ ‫ستعزز في النهاية ثقافة الحكم الرشيد والتلحم الجتماعي والعتدال‬ ‫السلمي في الصومال وفي القرن الفريقي بوجه عام‪.‬‬

‫المراجع ‪References‬‬ ‫‪Abdullahi, Abdurahman. 1993. “Political Islam in Somalia.” Middle‬‬ ‫‪Eastern Affairs Journal. 1, no. 3: 44-55.‬‬ ‫‪Abdullahi, Abdurahman. 2001. “Tribalism and Islam: The Basics of‬‬ ‫‪Somaliness,” in Variations on the Theme of Somaliness, ed.‬‬ ‫‪Muddle Suzanne Liluis, Finland: Centre of Continuing‬‬ ‫‪Education, Abo University.‬‬ ‫‪Abdullahi, Abdurahman. 2004. “Non-State Actors in the Failed‬‬ ‫‪State of Somalia: Survey of the Civil Society Organizations in‬‬

‫‪24‬‬

‫حركة الصلح في الصومال‬

Somalia during the Civil War.” Darasaat Ifriqiyayyah 31: 5787. Abdullahi, Abdurahman. 2007. “Penetrating Cultural Frontiers in Somalia: History of women’s Political Participation during four Decades (1959-2000).”African Renaissance, 4, no. 1: 3454. Abdullahi, Abdurahman. 2007. “Perspectives on the State Collapse in Somalia,” in Somalia at the Crossroads: Challenges and Perspectives in Reconstituting a Failed State, ed. Abdullahi A. Osman and Issaka K. Soure, London: Adonis & Abbey Publishers Ltd. Abdullahi, Abdurahman. “Recovering the Somali State: the Islamic Factor,” in Somalia: Diaspora and State Reconstitution in the Horn of Africa, ed. A. Osman Farah, Mamo Mushie, and Joakim Gundel, London: Adonis & Abbey Publishers Ltd. Abdullahi, Abdurahman & Farah, Ibrahim. “Reconciling the State and Society in Somalia: Reordering Islamic Work and Clan System.” International Somali Studies Association Conference in Ohio, August 2007. Available from http://www.geeskaafrika.com/academics_21jul08.pdf Abdullahi, Abdurahman. “Women, Islamists and the Military Regime in Somalia: The Reform of the Family Law and its repercussions.” 2007. Forthcoming paper for publication. Abdullahi, Sayid Omar. 2006. Somali-Egyptian Relations. MA Thesis, submitted to the Institute of Islamic and Arabic Studies in Cairo. Abukar, Ali Sheikh. 1992. Al-Somal Wa Judur Al-Ma’sat Al-Rahina. Beirut: Dar Ibn Hazm. Ahmed Mumtaz, ed. 1986. State Politics and Islam. Indianapolis: American Trust Publications. Asad, Mohammed. 1981. The principles of the state and government in Islam. Gibraltar: Drr-Al-Andalus.

25

‫حركة الصلح في الصومال‬

Ayittery, George. 1999. Africa in Chaos. New York: St. Martin’s Griffin. Badawi, Jamal. 1978. The status of Women in Islam. Trust Publications.

Indiana:

Bryden, Matt. 2003. “No Quick Fixes: Coming to Terms with Terrorism, Islam, and Statelessness in Somalia”. Journal of Conflict Studies, 22, no. 2. Collection of documents of Somali Reconciliation Council. Dadka, Weekly newspaper on Somali Language. Somali printing Inc. Dool, Abdullahi. 1998. publications.

Mogadishu:

Failed states. London: Horn Heritage

Esposito, J. 1988. The Straight Path. Press.

Oxford: Oxford University

Gazali, Abdulhamid. 2000. Hawla Asaasiyat al-Mashru’c Al_Islami Li Nahdat Al-Ummah. Qahira: Rar Al-Tawzi’c WA Nashr AlIslamiyah. Hoffmann, Murad. 1999. Islam: The alternative. Maryland: Amana publications. Le Sage, Andre. 2004. Somalia and the War on Terrorism: Political Islamic Movements and US-counter Terrorism efforts. PhD thesis submitted to Cambridge University Marchal, Roland. 2002. “Islamic political dynamics in the Somali civil war,” Conference on ‘Islam in Africa: A Global, Cultural and Historical Perspective’. Institute of Global Cultural Studies, Birmingham University. Martin, BG. 1976. Muslim Brotherhoods in Nineteenth Century Africa. Cambridge: Cambridge University Press. Osman, Fathi Osman. 1986. “Modern Islamist and Democracy” Arabia, (May), London.

26

‫حركة الصلح في الصومال‬

Menkhaus, Ken. 2004. Somalia: State Collapse and the Threat of Terrorism. Oxford, New York: Oxford University Press, for the International Institute for Strategic Studies; London. New York: Routledge. Sadiq Al-Mahdi. 2003. “Al-Shura Ka asaas Li-Nudum Al-Hukm Fil Al-Alam Al-Islami”. Unpublished paper submitted to 15th Conference of Islamic Affairs, held in Cairo, May (9-12). Shauy Shaul. 2008. Somalia between Jihad and Restoration. London: Transaction Press. Tadesse, Medhane. 2002. Al-Ittihad: Political Islam and Black Economy in Somalia. Addis Ababa: Meag Printing. www.Islaax.org

27

Related Documents


More Documents from ""