هل تريد السلام

  • Uploaded by: Dr. Abdurahman M. Abdullahi ( baadiyow)
  • 0
  • 0
  • May 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View هل تريد السلام as PDF for free.

More details

  • Words: 756
  • Pages: 2
‫هل تريد السلم؟! بقلم‪ :‬الدكتور عبد الرحمن معلم عبدال باديو‬

‫‪.‬ترجمة‪ :‬فاطمة الزهراء علي الشيخ أحمد‬ ‫"السلم عليكم"‪" ،‬وعليكم السلم"‪" ،‬كيف أصبحتم؟"‪" ،‬بخير وسلم"‪"،‬كيف أمسيتم؟"‪" ،‬بأمن ونعمة"‪ ،‬ردد معي هذه‬ ‫العبارات الجميلة‪ ،‬وحاول أن تستشعر معانيها العظيمة‪ ،‬وأن تتذوق حلوة هذه النعمة الجليلة‪ :‬السلم‪ .‬ثم لنتذكر معا‬ ‫جميع الذين حرموا من نعمة السلم‪ .‬لنتذكر أولئك الذين أزهقت أرواحهم ظلما وعدوانا‪ ،‬لنتذكر أولئك الذين أخرجوا‬ ‫من ديارهم‪ ،‬فافترشوا الرض والتحفوا السماء من غير ذنب أو جريرة‪ ،‬لنتذكر أولئك الذين حرموا من مواصلة‬ ‫تعليمهم بسبب الحرب الهوجاء بين الخوة العداء‪ ،‬لنتذكر جميع الغتيالت والتفجيرات التي راح ضحيتها عشرات‬ ‫البرياء من أبناء الشعب الصومالي‪ ،‬لنتذكر أولئك الذين أفسدت عقولهم بفهم خاطئ لتعاليم السلم السامية‪ ،‬وتلطخت‬ ‫أفهامهم بسموم فكرية هادمة‪ ،‬حرمتنا جميعا من نعمة المن والسلم‪ .‬لنتذكر جميع الذين حرموا من الحياة‪ ،‬بكل‬ ‫مظاهرها‪ ،‬لفتقارهم لنعمة السلم‪.‬‬ ‫إن تحية السلم‪ ،‬تحية أهل الجنة‪ ،‬هي دعوة مفتوحة متجددة للسلم‪ ،‬الذي من دونه لن تقوم قائمة لهذا الدين‪ ،‬ولن‬ ‫تكون هناك حياة حقيقية لي مجتمع بشري‪.‬‬ ‫إن غالبية الصوماليين يؤكدون على أهمية السلم‪ ،‬ويتحدثون كثيرا عن ضرورة البحث عنه‪ ،‬والحفاظ عليه‪ ،‬ولكن‪..‬‬ ‫إلى أي مدى نحن جادون في رغبتنا هذه؟ وهل فعل يريد الجميع السلم؟ ومن هم الذين يعارضون السلم‪ ،‬ويقفون‬ ‫حجر عثرة في طريقه؟‬ ‫نعم‪ ،‬الصوماليون في عمومهم يريدون السلم‪ ،‬ولكن‪ ...‬البعض منّا ل يريد السلم‪ ،‬ويضع مبررات ثمانية تافهة‬ ‫لرفض السلم‪ ،‬ل بد أن نقف عندها قليل‪ ،‬لنستوعب الموقف الصومالي من "السلم"‪ .‬إن لسان حال أصحاب تلك‬ ‫المبررات يقول‪:‬‬ ‫أول‪" :‬عن أي سلم تتحدثون؟ طالما أن الوطن قابع تحت نير احتلل أجنبي غاشم‪ ،‬وحكم مجموعة من عملء أبناء‬ ‫جلدتنا‪ ،‬فالجهاد هو الخيار الوحيد أمامنا‪ .‬أليس الجهاد هو ذروة سنام هذا الدين؟ أليس من الواجب تأديب كل من ل‬ ‫يرى هذا الرأي حقا واجب التنفيذ؟ وال لن يهنأ لنا بال حتى نطهر أرضنا من العداء المحتلين‪ ،‬والخونة المتربصين‪.‬‬ ‫وال أكبر!!!"‪.‬‬ ‫ثانيا‪" :‬عن أي سلم تتحدثون؟ لقد تعرض الوطن لهجمة شرسة من مجموعات إرهابية رجعية‪ ،‬تدربت في جبال‬ ‫أفغانستان وكهوفها‪ ،‬وعادت إلينا بفكر عفن‪ ،‬ل يدعو إل إلى القتل والتدمير‪ ،‬ويعارض السلم والبناء والنظام والقانون‬ ‫والدولة‪ ،‬بل والحياة كلها‪.‬‬ ‫إنها مجموعات تتلقى دعما مشبوها من جهات مشبوهة‪ ،‬وأولها إرتريا التي تستخدمهم كحصان طروادة في حربها‬ ‫ضد إثيوبيا‪ .‬ستستمرّ الحرب حتى نقتلع جذور الرهاب‪ ،‬وسنضرب الرهابيين ضربة حاسمة قاتلة‪ ،‬تحرر البلد‬ ‫والعباد من شرورهم‪ .‬عاشت الصومال!!!"‪.‬‬ ‫ثالثا‪" :‬عن أي سلم تتحدثون؟ ماذا سأكسب من السلم؟ ماذا سأجني منه؟ أنا أرنو إلى الثروة والسلطة‪ ،‬فهل سيعينني‬ ‫السلم على تحقيق أمآلي تلك؟ إذا كانت الجابة‪ :‬ل‪ ،‬فليذهب السلم إلى الجحيم! قد يأتي السلم بحكام جدد من عشيرة‬ ‫أخرى‪ ،‬ولن أستفيد من ذالك شيئا‪ ،‬فلتستمر دوامة الصراعات‪ ،‬وبعدا للسلم وللدولة!!!"‪.‬‬ ‫رابعا‪" :‬عن أي سلم تتحدثون؟ ماذا عن المظالم التي اقترفتها؟ والجرائم التي ارتكبتها؟ ماذا عن الدماء التي أرقتها؟‬ ‫والموال والممتلكات التي نهبتها؟ إن وجد سلم ونظام وقانون عادل‪ ،‬ألن أحاسب على كل تلك العتداءات؟ وال لن‬ ‫تذوقوا طعم السلم طالما أنا على قيد الحياة‪ ،‬ولتزدد النار اشتعال!!!"‪.‬‬

‫خامسا‪" :‬عن أي سلم تتحدثون؟ ألن يعبث السلم بمشروعي‪..‬؟ إن وجد سلم ونظام ودولة فل شك أن قوانين‬ ‫وتشريعات جديدة سوف تسنّ‪ ،‬وقد تقف حائل بيني وبين النجاح والتقدم الذي أنشده‪ ،‬إن أموري تسير على نحو جيد‪،‬‬ ‫ولست الن بحاجة إلى سلم يقوّض مشروعي‪ .‬أنا لست ضدّ السلم‪ ،‬ولكن‪ ..‬أليس من الممكن أن نتريّث قليل ريثما‬ ‫أصل إلى التقدم الذي أطمح إليه؟!!"‪.‬‬ ‫سادسا‪" :‬عن أي سلم تتحدثون‪ ،‬وأنا لم أحصل بعد على الجنسية‪...‬؟ هل تريدون أن يعيدوني إلى الصومال بخفّي‬ ‫حنين؟ وأنا من غير جواز وجنسية؟ وال إنك ل تعلم مدى العذاب والمخاطر التي تكبّدتها لكي أسافر خارج البلد‪ ،‬ول‬ ‫تعلم كم من الهل والقارب يعوّلون عليّ‪ ،‬ويرقبون عوني لهم بفارغ الصبر‪ .‬أنا أريد السلم‪ ،‬ول أعارض قيام دولة‬ ‫صومالية‪ ،‬ولكن‪ ..‬قد يعبث ذالك بأملي في الحصول على الجنسية‪ ،‬لنتريث قليل ريثما أحصل على الجنسية‪ ،‬وتستقرّ‬ ‫أوضاعي القتصادية!!!"‪.‬‬ ‫سابعا‪" :‬عن أي سلم تتحدثون؟ إن وجد السلم في الصومال‪ ،‬وقامت دولة صومالية قوية ألن ترحل منظمات المم‬ ‫المتحدة‪ ،‬والمنظمات الدولية الخرى من العاصمة الكينية‪ :‬نيروبي لتعمل داخل الربوع الصومالية؟ هذه مصيبة! أنا‬ ‫لن أذهب إلى الصومال مهما كانت الظروف‪ ،‬ول يمكنني الثقة بالوضاع المنية هناك‪ ،‬كما أنني ل يمكنني الجلوس‬ ‫مكتوف اليدين من غير وظيفة أو عمل!! لتستمرّ الزمة الصومالية بالنزيف‪ ،‬ولنستمرّ نحن برفع اللفتات النسانية‪...‬‬ ‫جعجعة بل طحين!!!"‪.‬‬ ‫ثامنا‪" :‬عن أي سلم تتحدثون؟ ألم يمت الشعور الصومالي الوطني بعد؟ لقد ظننت أن المر لن يستغرق مدة طويلة‪،‬‬ ‫ولكن‪ ..‬يبدو أن المسألة أكثر تعقيدا مما ظننت‪ ،‬فما زال هناك حديث عن السلم وعن الدولة وعن المة الواحدة! إذن‬ ‫فنحن ما زلنا في بداية طريق سحق الوطنية‪ ،‬والكثير من العمال في انتظارنا‪ ،‬الويل للسلم!!!"‪.‬‬ ‫وختاما‪ :‬هل تريد السلم؟ هل تريد الحياة؟ قل معي بصوت عال صدّاح‪ :‬نعم للسلم‪ ،‬نعم للحياة‪ ،‬ل للحرب‪ ،‬ل للدمار‪،‬‬ ‫ل للتخلف‪.‬‬ ‫لنقلها بملء أفواهنا وقلوبنا وعقولنا‪.‬‬

More Documents from "Dr. Abdurahman M. Abdullahi ( baadiyow)"