Al Nahr Final Version

  • June 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Al Nahr Final Version as PDF for free.

More details

  • Words: 29,431
  • Pages: 192
‫قرية النهر‬ ‫)قصة قرية فلسطينية(‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

Qareat Al Nahr, qesat qarea filestenia, Merhi Mahmoud Merhi

Al Nahr village The Story of a Palestinian Village, Written by Merhi Mahmoud Merhi

‫حقوق الطباعة والنشر محفوظة‬ ‫الطبعة الثانية‬

2005 ‫فبراير‬/‫ شباط‬،‫ بيروت‬:‫الطبعة الولى‬ 2005 ‫ديسمبر‬/‫ كانون الول‬،‫ بيروت‬:‫الطبعة الثانية‬

ii

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫مرعي محمود مرعي‬

‫قرية النهر‬ ‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪2005‬‬

‫‪iii‬‬

‫‪iv‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪v‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫إهـــداء‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫أهدي هذا الكتاب إلى زوجتي وأولدي‬ ‫العزاء‬

‫المؤلف‬

‫‪vi‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪vii‬‬

‫حنيني إلى ماض لم أتجول فيه‪ ،‬لسأل نفسي‪ ،‬هل أستطيع‬ ‫إيقاف الزمن وأعود إلى تلك اليام‪ ،‬أم لصحو من غيبوبة‬ ‫فرضها علينا الزمان والمكان‪ ،‬فقطعت جذورنا وفتتت‬ ‫أصالتنا‪.‬‬ ‫اشتياقي إلى قرية لم ألعب في حاراتها‪ ،‬إلى شبابيك الفرح‬ ‫وبيارات البرتقال‪ ،‬إلى رائحة التراب عند الهطول الول‪ ،‬إلى‬ ‫رجالها الكهل يتكئون على عكاز في دروب قريتي الترابية‪.‬‬ ‫اشتياقي إلى أهلها الطيبين الذين ل أعرفهم‪ ،‬إلى قناديل‬ ‫الزيت المضاءة في لياليها الحالمة‪ ،‬إلى تلك الوجوه التي‬ ‫كانت‬ ‫تشع بالحب والخير‪.‬‬ ‫اشتياقي إلى تكاتف لم أعهد بين أبناء السرة الواحدة‬ ‫في السراء والضراء‪.‬‬ ‫اشتياقي إلى طيور وعصافير لم أسمع زقزقتها في أجواء‬ ‫قريتي يقيمون أعراس الفرح بين أغصان أشجارها‪.‬‬

‫‪viii‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫عرفت كم أجرموا بحقنا وبحق الهل يوم طاردوا العصافير‬ ‫واغتصبوا فرحها‪.‬‬ ‫عرفت بعدما ملت سماءنا عصافير من نار مزقت صدور‬ ‫الناس‪ ،‬ودمرت الطرقات وجدران البيوت‪.‬‬ ‫اشتقت إلى ذلك العصفور‪ ،‬إلى صوته ولونه وتصفيق‬ ‫جناحيه‪...‬‬

‫قدمت لمذكرات والدي إحساسا ً مني بغصة في قلب هذا‬ ‫الرجل كلما قص علينا قصة عن تلك القرية الوادعة‬ ‫في ربوع الوطن المغتصب‪.‬‬

‫الدكتور رياض مرعي‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪ix‬‬

‫المحتويات‬ ‫الباب الو ً‬ ‫ل‪ -‬لمحة تاريخية‬ ‫ألباب ألثاني‪ -‬اصل تسمية قرية النهر‬ ‫ألباب ألثالث‪ -‬جغرافية قرية النهر‬ ‫ألباب ألرابع ‪ -‬مصادر المياه في قرية النهر‬ ‫ألباب ألخامس – الزراعة في قرية النهر‬ ‫الباب السادس ‪ -‬معالم قرية النهر‬ ‫الباب السابع ‪ -‬تاريخ قرية النهر‬ ‫الباب الثامن ‪ -‬السكان في قرية النهر‬ ‫الباب التاسع ‪ -‬الحياة القتصادية في قرية النهر‬ ‫الباب العاشر ‪ -‬المأكولت الشعبية في قرية النهر‬ ‫الباب الحادي عشر – الملبس في قرية النهر‬ ‫الباب الثاني عشر – أبنية القرية و الثاث في قرية النهر‬ ‫الباب الثالث عشر – الحياة السياسية والجتماعية فــي قريــة‬ ‫النهر‬ ‫ألباب ألرابع عشر – الطب العربي في قرية النهر‬ ‫الباب الخامس عشر – دور المرأة في قرية النهر‬ ‫الباب السادس عشر ‪ -‬التعليم في قرية النهر‬ ‫البــاب الســابع عشــر ‪ -‬الحيــاة السياســية والقتصــادية فــي‬ ‫مدينة عكا وقضائها‬

‫‪x‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الباب الثامن عشر ‪ -‬ثورات عرب فلسطين‬ ‫الباب التاسع عشر ‪ -‬الحرب بين العرب واليهود‬ ‫الباب العشرون ‪ -‬سقوط مدينة عكا وقضائها‬ ‫الباب الواحد والعشرون – احتلل القرية ورحلــة النــزوح الــى‬ ‫الشتات‬ ‫الباب الثاني والعشرون – قرية النهر اليوم‬

‫وإني إذ أكتب هـذه المـذكرات الصــادقة لولدي العـزاء‬ ‫لعرفهم عن كثب ببلـدتي الحبيبـة الـتي ولـدت وأقمـت فيهـا‬ ‫ولتكــون هــذه المعلومــات حــافزا ً لهــم للعمــل الجــاد ولتبقــى‬ ‫ذكراها محفورة فــي صــدورهم والســتعداد لســترجاعها مــن‬ ‫أيدي المعتدين والغاصبين‪.‬‬

‫والله الموفق‪،،،‬‬

‫الباب الو ً‬ ‫ل‪ -‬لمحة تاريخية‬ ‫مرت على فلسطين فترات وعصور مختلفة أهمها‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫العصر الحجري‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪xi‬‬

‫‪-‬‬

‫العصر الكنعاني الول )‪ 2000-3500‬ق‪.‬م(‬

‫‪-‬‬

‫العصر الكنعاني الوسط )‪ 1500-2000‬ق‪.‬م(‬

‫‪-‬‬

‫العصر الكنعاني الحديث )‪ 1200-1500‬ق‪.‬م(‬

‫‪-‬‬

‫العصر الحديدي )‪ 587-1200‬ق‪.‬م(‬

‫‪-‬‬

‫العصر الفارسي )‪ 332-587‬ق‪.‬م(‬

‫‪-‬‬

‫العصراليوناني )‪ 63-332‬ق‪.‬م(‬

‫‪-‬‬

‫العصر الروماني )‪ 63‬ق‪.‬م – ‪638‬م(‬

‫‪-‬‬

‫العصر السلمي )‪1087-638‬م(‬

‫‪-‬‬

‫الفترة الصليبية )‪1187-1087‬م(‬

‫‪-‬‬

‫العصر المملوكي )‪1516-1250‬م(‬

‫‪-‬‬

‫العهد العثماني )‪1917-1517‬م(‬

‫‪-‬‬

‫النتداب البريطاني )‪1948-1917‬م(‬

‫‬‫يزال(‬

‫الغتصـــاب الصـــهيوني والنكبـــة )‪ 15/5/1948‬ول‬

‫فلســطين جــزء ل يتجــزأ مــن بلد الشــام‪ .‬فالمصــادر‬ ‫جميعها تسمي البلد شرقي النيل ببلد الشام وكلمة "الشام"‬ ‫تعني الشمال ولذلك أطلق عليها اسم بلد الشام وفلســطين‬ ‫جزء من هذه البلد الشامية وقد أشار إليهـا المـؤرخ اليونـاني‬ ‫"هيرودتــس" المعــروف بـ ـ "أبــو التاريــخ" قبــل ميلد الســيد‬ ‫المســيح بخمســة قــرون‪ .‬كمــا أن مــؤرخي الفرنجــة أثنــاء‬ ‫الحـروب الصـليبية دعوهـا كـذلك وقـد ورد ذكرهـا كـثيرا ً فـي‬ ‫القرآن الكريم ونذكر منها على سبيل المثال‪:‬‬

‫‪xii‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫"سبحان الذي أسرى بعبده ليل ً من المسجد‬ ‫الحرام إلى المسجد القصى الذي باركنا‬ ‫حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير"‬ ‫)سورة السراء(‪.‬‬

‫"يا قوم أدخلوا الرض المقدسة التي كتب‬ ‫الله لكم ول ترتدوا على أدباركم خاسرين‪.‬‬ ‫قالوا يا موسى إن فيها قوما ً جبارين وإنا لن‬ ‫ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها‬ ‫)سورة المائدة(‪.‬‬ ‫فإنا داخلون"‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪ -1‬الكنعانيون‬ ‫عكا وقضاؤها منطقة عربيــة كنعانيــة منــذ القــدم ويعــود‬ ‫ذلك إلــى اللــف الثــالث قبــل الميلد‪ .‬فقــد كــانت الموجــات‬ ‫السامية تندفع من أرض الجزيرة العربية في فترات متعاقبــة‬ ‫نحو الراضي الخصبة شمالي الجزيرة العربيــة وهــي أراضــي‬ ‫العراق وسوريا التي أصطلح على تسميتها "الهلل الخصــيب"‬ ‫وذلك التماسا ً للكل والمــاء بعــد حــدوث القحــط فــي أراضــي‬ ‫الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫وكانت الموجة الثانية على حد قول أحد المــؤرخين هــي‬ ‫هجرة قبائل الكنعانيين في منتصف اللف الثالث قبــل الميلد‬ ‫حوالي ‪ 2500‬ق‪.‬م‪ .‬واستيطانهم القسم الجنوبي الغربي مــن‬ ‫بلد الشام وهو ما عرف فيما بعد باسم "فلسطين"‪.‬‬ ‫هكذا فقد دعــي هــذا القســم "أرض كنعــان" ويعتقــد أن‬ ‫كنعان هذا هــو أحــد أجــداد العــرب القــدامى‪ ،‬ويــذكر المــؤرخ‬ ‫المعاصر "برستد" أن هذه القبائل الكنعانية قد سيطرت على‬ ‫هذا القسم حوالي عــام ‪ 1500‬ق‪.‬م‪ .‬ممــا يؤكــد عروبــة هــذه‬ ‫البلد منذ القدم‪.‬‬ ‫عمــر الكنعــانيون هــذه البلد وانصــرفوا إلــى الزراعــة‬ ‫وأنشأوا المدن وأحاطوهــا بالســوار المنيعــة المحصــنة وكــان‬ ‫مــن أشــهرها‪ :‬أريحــا‪ ،‬بيســان‪ ،‬نــابلس‪ ،‬مجــدو‪ ،‬عكــا‪ ،‬يافــا‪،‬‬ ‫وغيرها‪ .‬وقد نقش على أعمـدة الكرنـك فـي القصـر بمصـر‬ ‫العليا أسماء ‪ 119‬مدينة مــن مــدنهم‪ .‬وقــد أكــد هــذا القــول‬ ‫أقــدم مرجــع دينــي تــاريخي بيــن أيــدينا وهــو العهــد القــديم‬ ‫)التوراة( الذي يبحث تاريخ فلسطين في ذلك العهد الســحيق‬ ‫بصورة مفصلة إذ يذكر أنها وطن الكنعانيين وبلد كنعان وأنهـا‬ ‫تدر اللبــن والعســل فقــد جــاء فيهــا "مــدن عظيمــة لــم نبنهــا‬ ‫وبيوت مملوءة كل خير لم نملها وآبـار محفـورة لـم نحفرهـا‬ ‫وكروم زيتون لم نغرسها"‪.‬‬ ‫لقد توالت الموجات العربية على هذه البلد قبــل الفتــح‬ ‫السـلمي لواحـد وثلثيـن قرنـا ً ثـم بعـده بأربعـة عشـر قرنـا ً‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫متتالية‪ .‬وسكانها في مجموعهم عرب أقحاح فوجودهم فيهــا‬ ‫طيلة خمسة وأربعين قرنا ً هو دليل قاطع على عروبتها‪ .‬فهل‬ ‫بعد هذا من دليل على أن عروبة فلســطين أقــدم عمــرا ً مــن‬ ‫أية قومية أخرى على وجه الرض‪.‬‬ ‫‪ -2‬الفراعنة‬ ‫احتل الفراعنــة بقيــادة تحتمــس الثــالث فلســطين عــام‬ ‫‪ 1379‬ق‪.‬م‪ .‬علــى اثــر معركــة مجــدو "تــل المتســلم" بعــد‬ ‫اجتياحه جميــع المــدن الســورية ثــم حكمهــا الفرعــون ســيثي‬ ‫الول في العام ‪ 1344‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫‪ -3‬الشوريون‬ ‫خضعت عكا وقضــائها فــي القــرن الثــامن ق‪.‬م‪ .‬للملــك‬ ‫الشــوري شلمانصــر الخــامس بعــد أن بســط الشــوريون‬ ‫نفــوذهم علــى البلد الشــامية‪ .‬وفــي عهــد ســنحاريب بــن‬ ‫سرجون الثاني )الشــوري( ‪ 681-705‬ق‪.‬م‪ .‬ثــار الفينيقيــون‬ ‫بقيادة "لول" ملك صيدا وغيرها ضد الشوريون‪ .‬وقد ذكــرت‬ ‫عكا بأنها كانت من مدن "لول" التابعة لولية صيدا‪.‬‬ ‫في عهد اسرحدون الذي استولى على مصر عــام ‪670‬‬ ‫ق‪.‬م‪ .‬ذكرت عكا بأنها من مدن "ولية فلسطين" الــتي كــانت‬ ‫قاعدتها "دورا–الطنطــورة" ولمــا خــرج الشــوريون مــن عكــا‬ ‫علــى عهــد آشــور بانيبــال إبــن أســرحدون )‪ 626-668‬ق‪.‬م(‬ ‫ثارت عكا ضده فقتل و سبى الكثيرين من أهلها إلى آشور‪.‬‬ ‫‪ -4‬الفرس‬ ‫إجتــاح الفــرس جميــع المــدن الســورية فــي القــرن‬ ‫السـادس ق‪.‬م‪ .‬ومنهـا عكـا وقضــائها الــذي أصــبح جـزءا ً مـن‬ ‫المبراطورية الفارسية الكبرى ومركزا ً للعمال الحربية الــتي‬ ‫قام بها قمــبيز )‪ 525‬ق‪.‬م( وذلــك لفتــح مصــر وقــد اســتطاع‬ ‫السكندر الكبير مهاجمتهم والقضاء عليهم واحتلل فلســطين‬ ‫والقضاء على هذه الدولة‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪-5‬‬

‫الغريق )اليونان(‬

‫)أ( السكندر الكبير‪ :‬ويدعى أيضا ً السكندر المقدوني‬ ‫الذي جاءت حملته في الثلث الخير من القــرن الرابــع ق‪.‬م‪.‬‬ ‫حيث اجتاح كل المدن السورية في ذلــك العهــد ومنهــا مدينــة‬ ‫عكا وقضائها‪.‬‬ ‫)ب( البطالســة‪ :‬بعــد الســكندر جــاء عهــد البطالســة‬ ‫وأصــبحت عكــا قاعــدة رئيســية لهــم‪ .‬وفــي عهــدهم صــكت‬ ‫النقود وقد نقش عليها عبارة "تيولومايس القيصر كلديــوس"‬ ‫والبطالســة هــم مــن الغريــق وبطليمــوس هــو أحــد قــواد‬ ‫السكندر‪.‬‬ ‫)ج( السلوقيون‪ :‬هم من أتباع القائد ســلوقيوس "أحــد‬ ‫قواد السـكندر" وفـي أيـام حكمهـم لعكـا كـان لهـا نـوع مـن‬ ‫الحكم الستقللي الداخلي ويدير شؤونا مجلس خــاص مثلهــا‬ ‫مثل كثير من المدن الساحلية فــي فلســطين‪ .‬وكــان أهــالي‬ ‫فلسطين يتكلمــون اللغــة اليونانيــة‪ .‬ووصــلت عكــا وقضــاءها‬ ‫أثنــاء الحكــم الســلوقي الــى أوج عظمتهــا فــازدهر مجــدها‬ ‫ًُ‬ ‫الثقافي المتــداخل مــع الســامية الــتي أفــرزت تيــارا ً حضــاريا‬ ‫مميزًا‪.‬‬ ‫في العام ‪ 69‬ق‪.‬م‪ .‬احتل مدينــة عكــا وقضــائها ديكــران‬ ‫الرمني ولكن حكمه لم يدم طوي ً‬ ‫ل‪.‬‬ ‫‪ -6‬العهد الروماني‬ ‫دخل القائد الروماني "بومبي" إلـى عكـا عـام ‪ 64‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫فارتفعت مكانتها التجارية وازدهــرت وخاصــة إنشـاء الطريــق‬ ‫الساحلي بين إنطاكية شمال ً ورفح جنوبا ً مرورا ً بعكــا‪ .‬وكــان‬ ‫ذلــك فــي عهــد المــبراطور الرومــاني نيــرون ‪ 68-54‬م‪.‬‬ ‫وأصبحت عكــا أهــم مركــز لتجــارة الســمك وصــناعة النســيج‬ ‫وصــباغة الرجــوان‪ .‬وقــد زارهــا يوليــوس قيصــر واســتقبل‬ ‫استقبال ً عظيمًا‪ .‬وكانت عكا في العهد الروماني ميناًء بحريــا ً‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫مرموقا ً كمـا كـانت مقــرا ً للعمليــات الحربيــة الــتي تقــوم بهــا‬ ‫الجيوش الرومانية‪.‬‬ ‫فــي عهــد المــبراطور هــدريان ‪ 138-117‬م‪ .‬تــم تعبيــد‬ ‫الطرق التي تصل عكا بالجليل عــن طريــق صــفورية فكــانت‬ ‫الطريق الثانية التي يتم تعبيدها في العهد الروماني‪.‬‬ ‫أما الحدث ألهــم و العظــم أثنــاء حكــم الرومــان لعكــا‬ ‫ولكل فلسطين هــو ولدة الســيد المســيح عليــه الســلم فــي‬ ‫مدينة بيــت لحــم‪ .‬وبميلده ابتــدأ العمــل بــالتوقيت الميلدي‪.‬‬ ‫وقد أقبــل ســكان عكــا علــى الــدخول فــي المســيحية‪ .‬وقــد‬ ‫ذكرت عكا في سفر "أعمال الرسل" أصحاح ‪ 21‬الية ‪:7‬‬ ‫"ولقد أكملت السفر في البحر من صور أقبلنا إلللى‬ ‫تبلومايس "عكا" وسلمنا على الخوة ومكثنا عندهم‬ ‫يوما ً واحدًا"‪.‬‬ ‫انقسمت المبراطورية الرومانية في العام ‪ 395‬م إلــى‬ ‫شرقية وغربية وأصبحت عكا جزءا ً من المبراطورية الشرقية‬ ‫"البيزنطيــة" واســتمرت كــذلك حــتى القــرن الســابع زمــن‬ ‫الفتوحــات الســلمية‪ .‬فــي العــام ‪400‬م كــانت عكــا مركــزا ً‬ ‫لمقاطعة تمتد من جنوبي الكرمــل إلــى قريــة الزيــب شــمال ً‬ ‫وتضم عددا ً من القرى مثل طبعــون وهوشــة والــبروة والنهــر‬ ‫ويانوح وعمقا وغيرها‪ .‬وقد حكم الرومان عكا سبعة قرون‪.‬‬ ‫لم تحتجب الحياة العربية أثناء حكــم اليونــان والرومــان‬ ‫عن فلسطين حيث كانت تقوم بين الحين والخر دول عربيــة‬ ‫فــي أجــزاء كــثيرة مــن بلد الشــام كدولــة النبــاط‪ ،‬تــدمر‪،‬‬ ‫الغساسنة‪ ،‬وبقيت فلسطين أيام الحكــم اليونــاني والرومــاني‬ ‫جزءا من بلد الشام‪.‬‬ ‫‪ -7‬الفتوحات السلمية‬ ‫أصــبحت قريــة النهــر عربيــة ودخلــت تحــت الحكــم‬ ‫السلمي بعد النتصــار الحاســم الــذي حققــه القــائد العربــي‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫خالد بن الوليد علــى الجيــوش البيزنطيــة وبــذلك زال الحكــم‬ ‫البيزنطي عن هذه البلد‪.‬‬ ‫فتحت عكا وقضائها على يد "شرحبيل بن حســنة" عــام‬ ‫‪636‬م ثم خضعت لحكم معاوية بن أبي سفيان عنــدما أصــبح‬ ‫واليا ً على سورية عام ‪640‬م‪ .‬وقد أعاد العـرب لعكـا اسـمها‬ ‫الكنعاني "عكو" مع بعض التحريف إلى "عكا"‪.‬‬ ‫أمر معاوية بترميم ما تهدم من عكا وأنشأ فيها أسطول ً‬ ‫بحريا ً بعدما ظفر بأحواض لبناء السفن مــن العهــد الــبيزنطي‬ ‫وفي العــام ‪649‬م بــدأ معاويــة مــن عكــا حملــة بحريــة علــى‬ ‫جزيرة قبرص‪.‬‬ ‫اشتهرت عكا في العصر الموي بالتجارة والصناعة كمــا‬ ‫أنها كانت وما زالت لها خبرة في زراعــة الزيتــون واســتخراج‬ ‫الزيت منه وكذلك قصب السكر وصناعة السكر منه‪.‬‬ ‫وفي عهد الملك هشام عبد الملــك )‪734-724‬م( رمــم‬ ‫عكــا وحــدودها وأقــام فيهــا قصــرا ً فخم ـًا‪ .‬ولقــد دام الحكــم‬ ‫الســلمي لهــذه البلد مــدة طويلــة )الخلفــاء الراشــدون‪،‬‬ ‫المويون‪ ،‬العباسيون(‪.‬‬ ‫‪ -8‬العهد الصليبي‬ ‫جــاء بعــد ذلــك الغــزو المغــولي المــدمر وقــد تمكــن‬ ‫المماليك بقوة عزيمتهم من التصدي لهــذه الهجمــة الشرســة‬ ‫وتمكنوا من النتصار على المغــول نصــرا ً مــؤزرا ً فــي معركــة‬ ‫عين جالوت قرب بيسان عام ‪1260‬م بقيادة السلطان قطــز‬ ‫وقائده الظاهر بيبرس البندقداري وخلصــوا البلد مــن الــدمار‬ ‫والقتل المغولي‪.‬‬ ‫‪ -9‬العهد المملوكي‬ ‫دام الحكم المملـوكي مـن ‪1250‬م إلـى ‪1517‬م‪ .‬فــي‬ ‫هــذا العهــد كــان لمنطقــة الجليــل أهميــة كــبرى‪ .‬لقــد حكــم‬ ‫المماليــك مصــر وبلد الشــام وتوابعهــا‪ .‬و كــان المماليــك‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫يضمون أقواما ً من التــراك والشــركس وغيرهــم ممــن كــانوا‬ ‫أسرى حرب أو يستدعون للخدمة في الحرب‪.‬‬ ‫‪ -10‬العهد العثماني‬ ‫بسقوط دولــة المماليــك ســيطر العثمــانيون علــى البلد‬ ‫بعد انتصارهم علـى المماليـك فـي معركـة مـرج دابـق قـرب‬ ‫حلب عام ‪1516‬م بقيادة السلطان سليم الول‪.‬‬ ‫أرسل محمد علي باشا إبنــه إبراهيــم علــى رأس حملــة‬ ‫مصرية إلى بلد الشام من عام ‪1831‬م إلى ‪1840‬م‪ .‬وكــان‬ ‫أهالي قرية النهــر يــدفعون الضــرائب للدولــة العثمانيــة علــى‬ ‫المواشي وعلى المنتجات الزراعية‪.‬‬ ‫في القرن السابع عشـر كـانت منطقـة الجليـل الغربـي‬ ‫ذات أهمية كبيرة للمير فخر الدين المعني‪ ،‬فقد اتخذها حصنا ً‬ ‫منيعا ً لحماية إمارته وأملكه مــن الخطــر‪ .‬تمكــن الشــهابيون‬ ‫من تأسيس إمارتهم وعينوا عمر بن زيدان حاكما ً علــى صــفد‬ ‫ومنطقتها‪.‬‬ ‫فــي عــام ‪1750‬م أعلــن ظــاهر العمــر اســتقلله عــن‬ ‫الشهابيين‪ .‬دام حكم آل العمر ما يزيد على ثمانين عاما ً كان‬ ‫أكثرها تمردا ً وحربا ً على الدولة العثمانية‪ .‬كــانت قريــة النهــر‬ ‫ضمن منطقة تشمل مساحة ممتدة بين صيدا وعكا وصفد‪.‬‬ ‫استمر الحكــم العثمــاني مــن ‪1517‬م إلــى ‪1918‬م أي‬ ‫بعــد انتصــار الحلفــاء علــى الدولــة العثمانيــة‪ .‬بعــد الحــرب‬ ‫العالميـــة الولـــى )‪ (1918-1914‬وانتصـــار الحلفـــاء علـــى‬ ‫العثمانيين وأتباعهم انتهى الحكم العثماني في فلسطين‪.‬‬ ‫شارك الشريف حسين بن علــي‪ ،‬أميــر مكــة المكرمــة‪،‬‬ ‫بـــالحرب العالميـــة الولـــى حليفـــا ً للحلفـــاء ضـــد تركيـــا )‬ ‫‪ 10/6/1916‬الثــورة العربيــة الكــبرى(‪ .‬خــدع العــرب ولــم‬ ‫يحققوا ما طالبوا به بناًء على مقررات سان ريمو عام ‪1920‬‬ ‫ووضعت فلسطين تحت النتداب البريطاني واعترف الحلفــاء‬ ‫بوعد بلفور والسماح بالهجرة اليهودية إلى فلسطين‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪ -11‬النتداب البريطاني‬ ‫كانت نتيجة الحرب العالمية الولى كارثــة للعــرب رغــم‬ ‫مشاركتهم الفعالة ضد جيش التراك إلى جانب الحلفاء وكان‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫)أ( معاهدة سايكس‪-‬بيكو السرية عام ‪ 1916‬والعلنيــة‬ ‫عام ‪ 1918‬حيث تم تقسيم بلد العرب إلى قسمين‪ :‬انتــداب‬ ‫واستعمار‪.‬‬ ‫)ب( وعد بلفور المشؤوم في ‪.2/11/1917‬‬ ‫‪ -12‬الغتصاب الصهيوني‬ ‫الغتصاب الصهيوني لفلسطين والنكبة في ‪15/5/1984‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫ألباب ألثاني‪ -‬اصل التسمية‬ ‫النهر قرية صغيرة في الجليل الغربي قريبة مــن ســاحل‬ ‫البحر المتوسط وهي تتبع قضاء عكا‪-‬لواء الجليل‪ .‬وقد دعيت‬ ‫بهذا الســم نظــرا ً لوجــود نبعــان مــن الميــاه العذبــة أحــدهما‬ ‫شرقي البلدة ويسمى نبع الفوارة والخر غربهــا ويســمى نبــع‬ ‫بركة التل‪.‬‬ ‫‪ -1‬الينبوع الول‪ :‬بركة الفوارة وتقع شرقي القرية‪.‬‬ ‫نبع الفوارة‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪ -2‬الينبوع الثاني‪ :‬بركة تل المفشــوخ وتقــع غربــي‬ ‫القرية‪.‬‬

‫بركة تل المفشوخ‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫ألباب ألثالث‪ -‬جغرافية قرية النهر‬ ‫موقع القرية‬ ‫تقع قرية النهر شمالي شرق عكا وتبعد عنها حوالي ‪14‬‬ ‫كم‪ .‬وتقع شرق مستعمرة نهاريا اليهودية‪ .‬ونهاريا هــذه هــي‬ ‫ضمن أراضي قرية النهر وتبعد عنها إلى الغرب حوالي ‪ 8‬كــم‬ ‫أمام قرية الحميمة الصغيرة‪.‬‬ ‫طريق عكا‪-‬ترشيحا‬

‫تحدها من الشرق قرى الغابسية والشــيخ داوود ودنــون‬ ‫ويصلها بهذه القرى طرق ترابية فرعية‪ ،‬وتقــع قريــة الكــابري‬ ‫إلى الشمال الشــرقي مــن النهــر وتبعــد عنهــا حــوالي ‪ 4‬كــم‬ ‫ويصــلها بالكــابري طريــق معبــد مــن الســفلت هــو طريــق‬ ‫ترشيحا‪-‬عكـا‪ .‬ومـن الغـرب تقـع أم الفـرج حيـث تصـلها بهـا‬ ‫طريق عكا‪-‬ترشيحا‪.‬‬ ‫والقرية عبارة عن حارتين‪ .‬الحارة الولى تسمى الحــارة‬ ‫الشــرقية وكــان يطلــق عليهــا النهــر‪ ،‬والحــارة الغربيــة وكــان‬ ‫يطلق عليها "تل النهر" وللختصار تسمى "التل"‪ .‬والتل تقوم‬ ‫على هضبة مرتفعة حوالي ‪ 50‬مترا ً عن سطح البحر‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫يوجد قرب القرية تل يسمى تل القهوة وفيه الكثير مــن‬ ‫الثار كما دلت الحفريات على وجود حجارة ضخمة على أبعاد‬ ‫كبيرة مما يدل على وجود قرية أخرى على بعد خمسة أمتــار‬ ‫تحت الرض كانت قد هدمت منــذ عصــور قديمــة‪ ،‬كمــا يثبــت‬ ‫قــدم هــذه القريــة وجــود مجموعــات مــن البــاريق والجــرار‬ ‫الفخارية أثناء الحفر وخاصة في البستان المسمى ظهر التــل‬ ‫المجاور لها‪ .‬كما وجدت الكــثير مــن المغــاور والكهــوف فــي‬ ‫أنحاء متفرقة من البستان‪.‬‬ ‫وقد علمت من الذين زاروا القريــة أثنــاء فــترة الحتلل‬ ‫الســرائيلي للبنــان عــام ‪ 1982‬أن دائرة الثــار فــي حكومــة‬ ‫إسرائيل قد قامت بعمــل حفريــات واســعة فــي هــذه القريــة‬ ‫والبساتين المجاور لها‪.‬‬ ‫تقسم قرية النهر إلى قسمين بينها بســتان الجزيــرة لل‬ ‫الشاذلي‪ .‬وهي مستطيلة الشكل أول ما يواجهنــا فيهــا بيــوت‬ ‫عائلة العفيفي حيث جنينة العفيفــي المشــهورة بأزهارهــا ثــم‬ ‫الساحة أمام البيوت ويطل على الساحة بيــت محمــود ســعيد‬ ‫مرعي العفيفي‪ ،‬يحيط به بيوت أولد عمه‪ .‬بعد ذلك تسير بنــا‬ ‫الطريق إلى الحارة حيث تقام الــبيوت علــى جــانبي الطريــق‬ ‫وهي بيوت مصنوعة مـن الحجــارة المغطــاة بـاللبن والطيـن‪,‬‬ ‫سقوفها مؤلفة من الخشب المغطى بالتراب حتى تصل إلــى‬ ‫آخر القرية حيث بيت آل الشاذلي‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫مدخل قرية النهر‬

‫مساحة القرية‬ ‫تمتلك قريــة النهــر حــوالي ‪ 5261‬دونمـا ً منهــا ‪ 28‬دونــم‬ ‫مبنــي و ‪ 5079‬أراض زراعيــة جميعهــا ملــك لهلهــا العــرب‬ ‫تشــتهر بزراعــة الحمضــيات علــى أنواعهــا وهــي الولــى فــي‬ ‫القضاء حيث تبلغ مساحة الراضي التابعة للنهــر و المزروعــة‬ ‫حمضيات ‪ 2066‬دونما‪ ,‬بالضافة إلى ‪ 310‬دونم من الزيتون‪.‬‬ ‫الملكية‬

‫المساحة‬ ‫الستعمالت‬ ‫)دونم(‬ ‫القســـم الكـــبر منهـــا بســـاتين ‪5243‬‬ ‫حمضــيات وجــزء منهــا ســهول ‪-‬‬ ‫للحبــوب ولزراعــة الخضــراوات ‪18‬‬ ‫وقسم لزراعة الزيتون والفواكه‬ ‫الخرى بجميع أنواعها‪.‬‬ ‫‪5261‬‬

‫عربية‬ ‫يهودية‬ ‫مشاع‬ ‫المجموع‬

‫‪6000‬‬

‫بناء‬

‫‪5000‬‬

‫‪28‬‬

‫‪4000‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪18‬‬ ‫مشاع‬

‫‪0‬‬ ‫يهودية‬

‫‪5243‬‬ ‫عربية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪5097‬‬ ‫‪5125‬‬

‫مزروع‬ ‫المجموع‬

‫‪6000‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مزروع‬

‫بناء‬

‫أهمية موقع قرية النهر‬ ‫قرية النهر من أهم قرى قضاء عكــا وأشــهرها ببســاتين‬ ‫البرتقال وتعد الولــى فــي قضــاء عكــا ونظــرا ً لكــثرة مياههــا‬ ‫ونقاوتها كانت مقصدا ً لسكان القرى المجــاورة للــتزود بميــاه‬ ‫الشرب بواسطة الدواب أو حمل ً على رؤوس النساء‪.‬‬ ‫سطح قرية النهر‬ ‫تقع قرية النهر في سهل خصيب و ترتفع عــن مســتوى‬ ‫سطح البحر حوالي ‪ 200‬متر أما الحارة الغربيــة فتقـع علــى‬ ‫مرتفع يبلغ حوالي ‪ 100‬م هو تل القهوة ويشرف علــى وادي‬ ‫المفشوخ‪.‬‬ ‫يفصــل القريــة عــن الشــارع الرئيســي )طريــق عكــا‪-‬‬ ‫ترشيحا( طريق ترابية مرصوفة بالحجارة فقط طولها حوالي‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪ 500‬متر حيث تصــل هــذه الطريــق إلـى نهايــة القريــة وهــي‬ ‫ترابية وغير معبدة بل مرصوفة بالحجارة فقط‪.‬‬ ‫قبل النزوح بسنوات وذلك أثناء الحرب العالمية الثانيــة‪،‬‬ ‫شيدت بالقرية أبنية حديثة من الحجر الصواني البيــض حيــث‬ ‫كانت سابقا ً أكثرية البيوت من الحجارة واللبن وسقوفها مــن‬ ‫الخشب والطين‪.‬‬ ‫تقع قرية النهر تحت تأثير مناخ حــوض البحـر المتوســط‬ ‫وهو ممطر وبارد في فصل الشتاء ومعتدل المناخ في الربيــع‬ ‫وحار في الصيف والخريف‪ .‬اختلف المناخ هذا يســاعد علــى‬ ‫النشاط الزراعي وتنوع النتاج والمحصولت‪.‬‬ ‫المطار‬ ‫المطــار غيــر ثابتــة ومتذبذبــة بيــن ســنة وأخــرى وهــذا‬ ‫التذبــذب لــه مــردود كــبير علــى النتــاج الزراعــي‪ .‬تســقط‬ ‫المطــار بغــزارة فــي أشــهر كــانون الول‪ ،‬كــانون الثــاني‪،‬‬ ‫وشباط‪ ،‬وأحيانا ً كثيرة تستمر حتى آذار ونيسان‪ .‬وهناك مثــل‬ ‫شائع قد يصدق على حد كبير فــي بعــض الســنوات "آذار أبــو‬ ‫الزلزل والمطار"‪ .‬أما أشهر الصيف الحارة فهي‪ :‬حزيران‪،‬‬ ‫وتموز‪ ،‬وآب‪.‬‬ ‫وهنالك أمثال على هذه الشهر يتناقلها العامة مثل "في‬ ‫تمــوز تســخن الميــاه بــالكوز" والكــوز هــو البريــق‪ ،‬و"آب‬ ‫اللهاب"‪ .‬ويطلق الناس حسب تجاربهم أســماء خاصــة علــى‬ ‫بعض فترات من السنة وذلك على سبيل المثال‪:‬‬ ‫المربعانيات‪ :‬سميت كذلك لنها تستمر أربعيـن يومـا ً‬ ‫تبدأ في ‪ 25‬كـانون الول وتنتهـي فـي الخـامس مـن شـباط‪.‬‬ ‫وتسقط فيها أكبر كمية من المياه وتسمى عند العامة بفحــل‬ ‫الشتاء كذلك ينزل البرد )الثلج( في كثير من الحيان‪.‬‬ ‫الخمسينات‪ :‬وهي‪ :‬سعد ذبح‪ ،‬وسعد السعود‪ ،‬وسعد‬ ‫بلع‪ ،‬وسعد الخبايا‪ .‬كــل ســعد مــدته إثنــا عشــر يومـا ً ونصــف‬ ‫ومجموع هذه اليام ‪ 50‬يومًا‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪-‬‬

‫سعد ذبح من ‪ 6‬شباط إلى ‪ 17‬شباط‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫سعد السعود‪ :‬يبدأ مـن ‪ 18‬شـباط وينتهـي فـي ‪2‬‬ ‫آذار من كل عــام‪ .‬ســمي بهــذا الســم لن الحيــاة‬ ‫تنشــط بقــوة فــي الجــذور والغصــان مــن جديــد‬ ‫وتتجدد الحياة فيها‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫سعد بلــع‪ :‬يبــدأ مــن ‪ 3‬آذار وينتهــي فــي ‪ 15‬آذار‪.‬‬ ‫ســمي بهــذا الســم لن الرض تمتــص الميــاه فــي‬ ‫هذه الفترة وتغور المياه في داخلها مهما كثرت‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫ســعد الخبايــا‪ :‬يبــدأ مــن ‪ 16‬آذار وينتهــي فــي ‪27‬‬ ‫آذار‪ .‬ســمي بهــذا الســم لن الحشــرات وخاصــة‬ ‫الحية التي كانت مختبئة تحت الصخور وفي بــاطن‬ ‫الرض هربا ً من الشتاء والـبرد تخـرج مـن مخابئهـا‬ ‫في هذه اليام‪.‬‬

‫كانون الجرد‪ :‬وهو كانون الول وبعض السنوات يمر‬ ‫هذا الشهر دون أمطار مطلقا ً ولذلك سمي بكانون الجرد‪.‬‬ ‫كانون لصم‪ :‬وهــو كــانون الثــاني وهــو فحــل الشــتاء‬ ‫ويقــال لــه كــانون لصــم لنــه تمــر فيــه اليــام فــي كــثير مــن‬ ‫السنوات ويبقى النسان في بيتــه هــو وحيوانــاته ول يســتطيع‬ ‫الخروج بسبب البرد وغزارة المطار‪.‬‬ ‫المستقرضات‪ :‬هو اتفاق قديم عقــد منــذ الزل بيــن‬ ‫شهري شباط وآذار حيث يقول شهر آذار لخيه شــباط "ثلثــة‬ ‫منك وأربعــة منــي حــتى تحــرق العجــوز نولهــا" كمــا الحكايــة‬ ‫الشعبية‪ .‬وهذه المستقرضات هي وعيد للعجائز حيث تهطــل‬ ‫المطار بغزارة ويشتد البرد القارس‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫ألباب ألرابع ‪ -‬مصادر المياه‬ ‫قال تعالى في كتابه العزيز‪" :‬وجعلنا من الماء كل شيء حي"‬

‫)صدق‬

‫الله العظيم(‪.‬‬

‫لقد أنعم الله على قرية النهر بنبعين كبيرين ينبعان مــن‬ ‫أرضها‪ ،‬أحدهما شرقي القرية والخر غربها‪ .‬وقــد بنــي علــى‬ ‫هذين النبعين بركتين كبيرتين وهمـا يتفجـران بغـزارة وترتفـع‬ ‫المياه فيهما لتكنون بركا ً جميلة صالحة للسباحة ثم تسير في‬ ‫قنوات حيث تسقي البساتين و تستغل في الزراعة‪.‬‬ ‫‪ -1‬الينبوع الول‪ :‬بركة الفوارة وتقع شرقي القرية‪.‬‬ ‫‪ -2‬الينبــوع الثــاني‪ :‬بركــة تــل المفشــوخ وتقــع غربــي‬ ‫القرية‪.‬‬ ‫البرك في قرية النهر‬ ‫)أ( بركة الفوارة‪ :‬ترتفع بركة الفوارة حــوالي ســتة إلــى‬ ‫سبعة أمتار عن سطح الرض وتفيض عنها المياه لتجري فــي‬ ‫قنــاة تنتهــي عنــد مطحنــة للقمــح والــذرة‪ .‬بعــد إدارة دولب‬ ‫المطحنة المائية تجري هذه المياه لسقاية بســاتين النهــر وأم‬ ‫الفرج )القرية المجاورة لقرية النهر(‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫لتسقي البساتين وتكــون نهــر المفشــوخ وتصــب فــي البحــر‬ ‫قرب مستوطنة نهاريا‪.‬‬

‫بركة تل المفشوخ‬

‫الينابيع في قرية النهر‬ ‫)أ( عين الفوارة‪ :‬تقع شرقي البلدة وطولهــا حــوالي ‪10‬‬ ‫متر وعرضها حوالي ‪ 5‬متر ومساحتها حـوالي ‪ 50‬مـتر مربــع‪.‬‬ ‫وهي أصغر من البركــة الولــى وفــي أســفلها مطحنــة تــدعى‬ ‫مطحنة بركة الفوارة‪ .‬وهذه البركة يستفاد منهــا فــي ســقاية‬ ‫البساتين وفي إدارة الطواحين‪.‬‬ ‫)ب( عين العسل‪ :‬تنبع مياه عين العسل بالقرب من قريــة‬ ‫الكابري الى الشمال الشرقي من قرية النهر ونبعهــا غزيــر و‬ ‫مياهها تسير غربـا ً لتســقي بســاتين الريــس ثــم تلتقــي بميــاه‬ ‫الفوارة وتكون نهرا ً صغيرا ً يمر في قرية النهر ويسقي قسما ً‬ ‫من البساتين ثم يلتقي بمياه نهر المفشوخ ويصب في البحــر‬ ‫على شاطئ مستوطنة نهاريا اليهودية‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫)ج( مياه جعتون‪ :‬هي مجموعة مــن الينــابيع فــي مزرعــة‬ ‫تقــع شــرق قريــة الكــابري وغــرب مدينــة ترشــيحا‪ .‬وهــذه‬ ‫المزرعة ملكا ً لهالي ترشيحا تسـقي مزرعـة جعتـون وتسـير‬ ‫باتجاه الغرب وتمر شرقي قرية النهر‪ .‬تزداد كمية المياه فــي‬ ‫فصــل الشــتاء وتســقي قســما ً مــن بســتان محمــود وعثمــان‬ ‫وتصب في البحر على شاطئ مستوطنة نهاريا‪.‬‬

‫قنوات المياة‬

‫مياه الكابري تمــر مــن بســاتين قريــة النهــر وتتجــه إلــى‬ ‫مدينــة عكــا لتزويــدها بميــاه الشــرب وهــي تقــع ضــمن قنــاة‬ ‫مغطاة ببلط من السمنت ويستفيد منها ســكان قريــة النهــر‬ ‫للشرب وتسمى عند مرورهــا بقريــة النهــر بقنــاة الباشــا لن‬ ‫أحمد باشا الجزار قام بجر هذه المياه من قرية الكابري إلــى‬ ‫مدينة عكا‪.‬‬ ‫)د( نبع وادي القرن‪ :‬مياه وادي القــرن تنبــع مــن قــرب‬ ‫قرية بيت جن والبقيعــة ثــم تنضــم إليهــا ميــاه وادي حرفيــش‬ ‫وتمر بقرب قرية سحماتا في وادي القرن وتسير غربا ً و تمــر‬ ‫بمزرعة المنوان حيث بعض الينابيع‪ .‬تنضم مياه المنوان إلــى‬ ‫هذا النهر ويتجه غربا ً حيث يسقي قســما ً مــن ســهل ترشــيحا‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الذي يقع شمالي قرية النهر‪ ،‬ولسكان قرية النهر قســم كــبير‬ ‫من أراضي هذا السهل الواسع‪ ،‬ثم يسير بانحدار إلـى الغـرب‬ ‫ليسقي بساتين الزيب ويصب في البحر قرب قرية الزيب‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫ألباب ألخامس ‪ -‬الزراعة‬ ‫كانت الراضي في فلســطين وبلد الشــام حــتى ‪1858‬‬ ‫مشاعا ً للدولة العثمانيــة ومنــذ ذلــك التاريــخ أصــدرت الدولــة‬ ‫العثمانية قانون ـا ً بإنهــاء العمــل بنظــام المشــاع وطبــق نظــام‬ ‫الملكية الخاصة‪.‬‬ ‫عرفت الزراعة قديما ً في قرية النهر و كان لها دور في‬ ‫استقرار السكان في مكان واحد‪ .‬والزراعة من أهم الحــرف‬ ‫فــي قريــة النهــر ومــورد اقتصــادي هــام للهــالي وللمنطقــة‬ ‫بأكملها‪ .‬الزراعة فـي قريـة النهـر بالجمـال مرويـة والبعـض‬ ‫القليل يزرع بعليًا‪ .‬كــان تســميد الرض يتــم باســتعمال روث‬ ‫الحيوانات وخاصة روث الماعز والبقر‪.‬‬ ‫عرف الفلح في قرية النهر طرق زراعة الرض وتأمين‬ ‫المحصــول والنتــاج الفضــل حيــث كــان يــزرع قطعــة الرض‬ ‫بأنواع مختلفة من الحبوب كل عام )سنة قمح ثم ذرة بيضــاء‬ ‫ثم شعير ثم قطاني "فول أو عــدس"(‪ .‬هــذا التنــوع كــان لــه‬ ‫الثر ألكبر في إعطاء محاصيل متنوعــة و ل يســبب ألرهــاق‬ ‫للتربة بل يعطيها الخصب والنشاط‪.‬‬ ‫الرض هي المصــدر الول للفلح فــي قريــة النهــر وقــد‬ ‫تكون الوحيدة لنها المكان الــدائم لزراعــة الشــجار المثمــرة‬ ‫وغير المثمرة ولزراعــة الحبــوب والخضــار المختلفــة ولتربيــة‬ ‫الماشية وخاصة عندما تتوفر المياه كما هي في قرية النهر‪.‬‬ ‫الموسم في قرية النهر دائم طول العام بدون انقطــاع‪.‬‬ ‫فصــل الشــتاء‪ ،‬فصــل جنــي محصــول البرتقــال والحمضــيات‬ ‫بشكل عام )الحامض والفنــدي والكلمنــتين والكريــب فــروت‬ ‫والبرتقــال بــأنواعه المتعــددة وأهمهــا اليافــاوي والبــو صــرة‬ ‫والموردي والختملي والبلنسيا الخ‪ .(...‬وهو موسم وفير أيضا ً‬ ‫لزراعة وجني بعض الخضــار الشــتوية كــالملفوف والقرنــبيط‬ ‫والفول والبازلء‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫أما فصل الصيف فكان فصل جنــي الزيتــون و القمــح و‬ ‫الذرة و أنواع الحبوب ألخــرى‪ ,‬كمــا الفــواكه بكافــة أنواعهــا‪.‬‬ ‫العمل في البساتين يستمر مــن الصــباح حــتى المســاء حيــث‬ ‫يعمل الرجــال والنســاء والطفــال بالتعــاون علــى جنــي هــذه‬ ‫المحاصيل المختلفة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫زراعة الحمضيات‪:‬‬

‫تحتاج أشجار الحمضيات إلــى عنايــة قصــوى تبــدأ بــزرع‬ ‫البذور )بذر البو صفير( في المشــتل ثــم عنــدما يصــبح عمــر‬ ‫النبتة حوالي سنتين تنقل إلى الحقل بصورة دائمة ثم تخطط‬ ‫الرض بشكل صفوف منتظمة ومتباعدة‪ .‬البعد بين الشــجرة‬ ‫والخرى حوالي ‪ 6-5‬أمتار وتحفر لها حفر متساوية ومتناسقة‬ ‫يبلغ عمقها حوالي نصــف مــتر وقطرهــا حــوالي مــتر وتوضــع‬ ‫ضمن هذه الحفر أشتال البو صــفير بشــكل منتظــم ومنســق‬ ‫حتى أنك تجد الصفوف متساوية الطول والبعاد كأنها صفوف‬ ‫عسكرية منظمة والحفرة هذه تسمى )البوش(‪.‬‬ ‫وبعد ذلك تنكش الرض ويوضع حول كل شجرة السماد‬ ‫الطبيعي وتسمد أيضا ً بالسمدة الكيماويــة وتســقى كــل ‪-10‬‬ ‫‪ 15‬يومًا‪ .‬تدوم هذه العمليــة حــوالي الســنتين عنــدها تطعــم‬ ‫هذه الشجيرات بالنوع المطلوب‪.‬‬ ‫)أ(‬

‫طريقة التطعيم‬

‫عندما يصبح ثخن المطعوم قدر أصــبع اليــد يــؤتى بفــرع‬ ‫من شجرة مثمرة وبطعم بنفس الســماكة ويعمــل شــق فــي‬ ‫المطعوم على شكل حرف ‪ T‬وتزال قشرة مــن هــذا الطعــم‬ ‫بطول الشق وتدخل بها حتى يلتصق بلحائها ثم تربــط بشــكل‬ ‫جيد بواسطة خيط من الرافيا "نوع من الخيوط النباتية خاص‬ ‫بــالتعطيم" ويــترك حــوالي ‪ 25‬يومـا ً حــتى ينبــت هــذا الطعــم‬ ‫وعندها تزال جميع الغصــان البريــة ويصــبح شــجرة متكاملــة‬ ‫تحمل الثمار المرغوب فيها بعد سنتين من تطعيمها تقريبًا‪.‬‬ ‫)ب( طريقة العناية بأشجار الحمضيات‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫• يوضع لها السماد بشـكل دائم كـل ‪ 4‬سـنوات‬ ‫تقريبًا‪ .‬أما السماد الكيماوي فيجب اضافته كل‬ ‫عام‪.‬‬ ‫• تسقى هذه الشجار كل ‪ 15-10‬يومًا‪.‬‬ ‫• تقــص الغصــان اليابســة والبريــة عــن هــذه‬ ‫الشجار حيث يقوم خبراء اختصاصيون بتبنيــدها‬ ‫"ويسمى عامل تبنيد"‪.‬‬ ‫• لزراعــة الحمضــيات خــبراء فــالتخطيط لهــذه‬ ‫الشجار يحتــاج إلــى خــبير يحفــر الحفــر لوضــع‬ ‫الشتول‪.‬‬ ‫• شــجر الحمضــيات يحتــاج إلــى عنايــة كــبيرة‬ ‫أخرى من حيث نكش الرض أو حراثتها‪.‬‬ ‫• تصــاب أشــجار الحمضــيات بــأمراض مختلفــة‬ ‫منها المن والجرب لذلك ترش من قبــل خــبراء‬ ‫بموتـــورات مخصصـــة لـــذلك بمـــواد كيماويـــة‬ ‫أشهرها الكبريت و مواد أخرى‪.‬‬ ‫)ج( جني المحصول‬ ‫يبدأ موسم الحمضيات في أواخر فصــل الخريــف حيــث‬ ‫يقطف الكلمنتين الخضر والحامض الخضر‪ .‬ويستمر قطاف‬ ‫الليمون حوالي ستة أشهر وينتهي بنهايــة شــهر حزيــران عــدا‬ ‫البرتقال البلنسيا الــذي يســتمر حــتى شــهر تمــوز وآب أيض ـا ً‬ ‫وقسم من الليمون الحامض‪.‬‬ ‫يقطــف الليمــون ويوضــع فــي ســلل ثــم يوضــب فــي‬ ‫صناديق من الخشب حسب الحجم ثــم يغطــى ويصــدر يوميـا ً‬ ‫إلى السوق المحلــي‪ .‬وكــانت الســوق الرئيســية هــي مدينــة‬ ‫حيفا بالدرجة الولى حيث تقوم ثلثة شاحنات كبيرة في قرية‬ ‫النهر لنقل هذا المحصول إلى مدينة حيفا وأحيانا ً ينقــل بعــض‬ ‫هذا المحصول إلى مدينة عكا‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫عندما تهــب العواصــف أثنــاء الشــتاء يتســاقط الليمــون‬ ‫بكثرة‪ .‬يقوم العمال بجمعه وغســله وتعــبئته فــي صــناديق أو‬ ‫بدون صناديق "دكمــة" وتمل بــه الشــاحنات حيــث يصــار إلــى‬ ‫شحنه إلى مدينة صفد الــتي تبعــد حــوالي ‪ 20‬كــم عــن قريــة‬ ‫النهر‪.‬‬ ‫)د( تسويق الحمضيات خارج فلسطين‬ ‫في موسم القطاف كان يحضــر تجــار مــن يافــا أو غــزة‬ ‫على العموم ويقومــون باختيــار بعــض البســاتين الجيــدة ذات‬ ‫الثمــار النظيفــة والممتــازة ويشــترونها ثــم يقومــون بقطفهــا‬ ‫بعناية تامة وتعريبها ولفها ثم تشميعها ووضــعها فــي صــناديق‬ ‫كبيرة يتسع الواحد منهــا حــوالي ‪ 25‬كغــم ويقومــون بشــحنها‬ ‫على سفن خاصة من ميناء حيفا إلى بعض السواق العالميــة‬ ‫بريطانيا وفرنسا وايطاليا وغيرها من البلد الوروبية‪.‬‬ ‫أثناء الحرب العالمية الثانيــة منــع التصــدير إلــى الخــارج‬ ‫فانهار سعر الحمضيات و أصيب أصحاب البساتين فــي قريــة‬ ‫النهر بخســائر فادحــة "كــل ‪ 100‬حبــة برتقــال أصــبحت تبــاع‬ ‫بقرش فلسطيني فقط(‪ .‬وقع ملكي بساتين الحمضيات فــي‬ ‫حالة إفلس نظرا ً للتكاليف الباهظة الـتي يتكلفهـا الفلح فـي‬ ‫كــثير مــن الحيــان فــأهملت بســاتين الحمضــيات ولــم يعــد‬ ‫باســتطاعة الملكيــن القيــام بخــدمتها كمــا يجــب واســتعاض‬ ‫الكثيرون عنهــا بزراعــة الخضــار بيــن الشــجار وحــتى زراعــة‬ ‫القمح والذرة الصفراء لسد متطلبات العيــش بكرامــة‪ ,‬المــر‬ ‫الذي انعكس بصورة سيئة على هذه البساتين الجميلة‪.‬‬ ‫‪ --2‬زراعة الزيتون‬ ‫يأتي محصول الزيتون في الدرجة الثانية بعد الحمضيات‬ ‫وقد ورد ذكره في القـرآن الكريـم زيتهـا غـذاء ودواء‪ .‬زراعـة‬ ‫الزيتـون قديمـة فـي قريـة النهــر ترجـع الـى عهــد الفراعنـة‪.‬‬ ‫مساحة الرض المغروسة زيتون ـا ً تبلــغ ‪ 310‬دونــم وهــي ذات‬ ‫شهرة عريقة معاصرة للرومان حيث يقول كبار الســن "هــذه‬ ‫شجرة زيتون رومية"‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫أساس هذه الشـجرة بـري مـن الغابـات تنقلهـا الطيـور‬ ‫والحيوانــات بعــد تناولهــا كغــذاء وتلقــى بالغابــة علــى شــكل‬ ‫فضلت ثم تنبت هذه البذور وتكبر فينقلهــا الفلح إلــى أرضــه‬ ‫وقرب بيته‪.‬‬ ‫أما الطريقة الثانية لغرس الزيتون فهي أنه ينبــت حــول‬ ‫جـذع شـجرة الزيتـون الجويـة الكـبيرة أغصـان طويلـة يقـوم‬ ‫الفلح بقص هــذه القضــبان ثــم تــزرع فــي الحقــل فــي أوائل‬ ‫الشتاء حيث تنمو وتكبر ثــم يقــوم الفلح بتطعيمهــا للحصــول‬ ‫على محصول أكثر جودة‪.‬‬ ‫التربة البيضاء هــي أجــود أنــواع الــترب لشــجر الزيتــون‬ ‫لنها تختزن الــبرودة )الرطوبــة( ممــا يســاعد شــجر الزيتــون‬ ‫على النمو ومقاومة حرارة الصيف الشديدة‪.‬‬ ‫زراعــة الزيتــون فــي قريــة النهــر زراعــة بعليــة وهنــاك‬ ‫أشجار زيتون مروية بالماء‪ .‬يختلف موسم الزيتون من ســنة‬ ‫إلى أخرى فهو كما يلي‪ :‬موسم جيــد وموســم ضــعيف )خــل(‬ ‫بسبب النقــص فــي المطــار‪ .‬يتــم العتنــاء بشــجرة الزيتــون‬ ‫بفلحة أرضها مرتين في السنة وتوزيع السماد الطبيعي حول‬ ‫جذع الشجرة كل ‪ 4‬سنوات‪.‬‬ ‫أهم أنواع الزيتون هي‪ :‬البلدي والسوري والمليسي‬ ‫يتم قطاف الزيتــون علــى مرحلــتين‪ ،‬الولــى هــي جمــع‬ ‫الثمار التي تسقط قبل موعــدها وتصــنع محليـا ً وزيتهـا يــدعى‬ ‫زيت جرجير ويكون ذلك في أول تشرين الول‪ .‬أما المرحلــة‬ ‫الثانية فتبــدأ فــي أول تشــرين الثــاني حيــث يقــوم الفلحــون‬ ‫بقطف وجمع الزيتون من الصــباح حــتى المســاء وذلــك بغيــة‬ ‫قطفه قبل سقوط ألمطار‪ .‬يوضع الزيتون في أكياس وينقل‬ ‫إلى البيت ثم إلى المعصرة لستخراج الزيت‪.‬‬ ‫المعصرة‬ ‫كانت المعصرة مؤلفة من غرفــة كــبيرة طولهــا حــوالي‬ ‫‪ 15‬متر وعرضها ‪ 8‬أمتار تحتوي على الدوات التالية‪:‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪-‬‬

‫حوض المعصرة‪ :‬وهو حجر مستدير قطره حوالي‬ ‫‪ 4‬أمتار في وسطه فتحة‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫العامود‪ :‬وهو من الخشب متصــل بــأرض الحــوض‬ ‫تدخل في فتحة الحوض وطرفه الخــر مثبــت فــي‬ ‫سقف المعصرة‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الحجر‪ :‬وهو من الصخر الصــلب مســتدير الشــكل‬ ‫قطره حوالي مترين وسماكته نصف متر‪ .‬الحجــر‬ ‫يقــف عاموديــا ً داخــل الحــوض ويتصــل بالعــامود‬ ‫بواســطة جــذع شــجرة يمــر مــن خلل فتحــة فــي‬ ‫وسطه ويثبت بالعامود من طرفــه الول والطــرف‬ ‫الثاني يمتد خارج حدود الحــوض حيــث يثبــت علــى‬ ‫ظهر الحصان‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫المكبــس‪ :‬عــامود حديــدي ارتفــاعه مــا بيــن مــتر‬ ‫ونصف ومترين مثبت إلى أرض المعصرة‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫القفة‪ :‬مصنوعة من شعر الماعز‪ ،‬قليلة الســماكة‬ ‫في وسطها فتحة‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫البئر‪ :‬بركة صغيرة يجمع فيها الزيت‪.‬‬

‫يتــم عصــر الزيتــون بربــط طــرف حبــل فــي العــامود‬ ‫الخشــبي الموجــود طرفــه فــي ثقــب حجــر الرحــى‪ ،‬ويربــط‬ ‫الطرف الخر بالحصان يلقي عامل المعصرة كمية مــن حــب‬ ‫الزيتون في وسـط الجـرن حيـث يتــم سـحقها بحجــر الرحـى‬ ‫وبعد ذلك يقوم عمال المعصرة بتعبئة الزيتون المسحوق من‬ ‫الجرن في قفف ويتم وضعها فوق بعضها في المكبــس فيبــدأ‬ ‫الزيت بالسيلن منها ويتم ضغطها تدريجيا ً فيسيل منها الزيت‬ ‫إلــى بئر عمقهــا مــتر واحــد‪ .‬بعــد جمــع الزيــت يــوزع حســب‬ ‫العرف الموجود‪:‬‬ ‫‬‫زيت(‬

‫حصة صاحب المعصرة )أوقية زيت عن كــل رطــل‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪-‬‬

‫حصة عمال المعصرة )البراكون(‬

‫‪-‬‬

‫يأخذ الفلح الباقي‬

‫بعــد عصــر الزيتــون تبقــى الفضــلت )الجفــت( حيــث‬ ‫يستعمل للتــدفئة فــي الــبيوت وكوقــود للفــران‪ .‬أمــا العكــر‬ ‫فيدخل في صناعة الصابون البلدي ويستعمل العكر في دلــك‬ ‫المصاطب الترابيــة فــي الــبيوت وفــي دهــن الجــدران أحيانـا ً‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫يحفــظ الفلح زيتــه فــي خــوابي كــبيرة تتســع الخابيــة‬ ‫الفخارية إلى حوالي ‪ 5‬تنكات‪ .‬أما الزيتون الخضر فتتم بعــد‬ ‫ذلك تحليته وكبسه بالماء والملح والحامض والزيت والفلفــل‪.‬‬ ‫أما الزيتون السود فيحفظ مع ورق الفيجــن وهــو نبــات بــري‬ ‫يعطي نكهة طيبة للزيتون السود‪ .‬يستعمل خشــب الزيتــون‬ ‫في صنع بعض المجسمات حيــث كــانت تحفــر عليهــا أشــكال‬ ‫مختلفة وهي تباع للسياح‪.‬‬ ‫توجد في قرية النهر معصرة لصناعة الزيت فــي القريــة‬ ‫قرب نبع الفــوارة وهــذه المعصــرة ملــك لل العفيفــي‪ ،‬أكــبر‬ ‫عائلة في القرية‪ ،‬بالضــافة إلــى بســاتين الكرمــة و الشــجار‬ ‫المثمرة و الخضراوات والفواكة المتنوعة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الشجار المثمرة‪ :‬نظرا ً لكثرة المياه في قرية النهر‬ ‫نمت أشجار مثمرة أخرى كثيرة أهمها‪:‬‬ ‫)أ( الرمان‪ :‬أنواع مختلفة ويغــرس قضــبانا ً فــي شــهر‬ ‫شباط في مشاتل خاصة‪ .‬والرمان شجرة نفضــية تزهــر فـي‬ ‫فصل الربيع وزهرها يشبه الكأس ولونه أرجواني جميل تكون‬ ‫الثمرة خضراء بادئ المر ثم تتحول إلى الحمر كلما اقــتربت‬ ‫من النضج‪ ،‬وهذا النوع يسمى خشــابي‪ .‬والنــوع الخــر يبقــى‬ ‫أخضر اللون ويسمى مليسي‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫يختلف حجم حب الرمان حســب النــوع والمــذاق ولــونه‬ ‫يشبه حــب اليــاقوت‪ .‬والرمــان أنــواع منــه الحلــو والحــامض‬ ‫واللفاني )بين الحلو والحامض(‪ .‬يؤكــل الرمــان طازج ـا ً وهــو‬ ‫حلو المذاق ولذيذ الطعم ويصنع منــه الــدبس والخــل‪ .‬وكــان‬ ‫قشر الرمــان يســتعمل فــي صــبغ الملبــس وخاصــة البيضــاء‬ ‫منها‪.‬‬ ‫)ب( المشمش‪ :‬المشمش مغروس في معظم بســاتين‬ ‫قرية النهــر علــى مســاحات ل بــأس بهــا‪ ،‬و المشــمش أنــواع‬ ‫عديدة منها اللوزي )ذو البذورة الحلوة( والكلبي )بــذره مــر(‬ ‫والسكري وأنواع أخرى‬ ‫تزرع بذرة المشمش فــي المشــتل ويشــترط أن تكــون‬ ‫من النوع الكلبي )المر البذرة( وبعد سنتين تنقل إلــى الرض‬ ‫وتغرس في حفر )أبواش( متباعدة عن بعضها وفــي صــفوف‬ ‫منتظمة بين كل نبتة وأخــرى حــوالي ‪ 6‬أمتــار وعنــدما يصــبح‬ ‫ثخــن الشــجرة بقــدر ثخــن الصــبع يطعمهــا شــخص مختــص‬ ‫يسمى )المطّعم( بالنوع اللوزي أو الســكري‪ .‬وأجــود النــواع‬ ‫هو النــوع اللــوزي حيــث لــونه برتقــالي ضــارب إلــى الحمــرة‬ ‫جميل الشكل‪.‬‬ ‫ينضج المشمش في شــهر أيــار وأوائل حزيــران ويؤكــل‬ ‫كفاكهة لذيذة الطعــم وقطفــه يحتــاج إلــى عنايــة كــبيرة لنــه‬ ‫حساس جدا ً ينخمش عند اللمس‪ .‬ويســتعمل فــي المربيــات‬ ‫وبذره يستفاد منه في صناعة الحلويات‪.‬‬ ‫)ج( التفــاح‪ :‬ينضــج التفــاح فــي شــهر حزيــران وتمــوز‬ ‫ويؤكل كفاكهة بعــد قطفــه‪ ،‬وكــانت تتــم تعــبئته فــي صــناديق‬ ‫خشبية ويشحن إلى السواق ويصنع من التفــاح المربــي بعــد‬ ‫أن يغلى مع السكر‪.‬‬ ‫)د( الجرنك والخــوخ‪ :‬كــان ينضــج فــي شــهر حزيــران‬ ‫وتموز ويباع بعد قطفه حيث كان يوضب في صــناديق خاصــة‬ ‫ويرسل إلى السواق‪ .‬أما الجرنك فإنه يقطــف أخضــر وقبــل‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫أن ينضــج وطعمــه حــامض لذيــذ وإذا تــرك فــإنه يصــبح حلــوا ً‬ ‫كالخوخ ولذيذ الطعم‪.‬‬ ‫)هـ( الدراق‪ :‬يزرع الدراق في بساتين قرية النهر وهو‬ ‫أنواع متعددة منها كبير الحجم وصغير الحجم وطعمه لذيذ‪.‬‬ ‫)و( الراصيا‪ :‬هي أشجار تنبت بالقرب من الســياجات‬ ‫وثمرها يشبه الخوخ ولكنه أصغر حجم ـًا‪ .‬يكــون أخضــر وبعــد‬ ‫النضج يتحول إلى اللون السود وهو لذيذ الطعم‪.‬‬ ‫)ز( التوت‪ :‬كان يزرع في قرية النهر منــذ القــدم وهــو‬ ‫أنواع متعددة منهــا الشــامي لــونه أحمــر ويتحــول إلــى أســود‬ ‫عندما ينضج‪ .‬طعمه لذيذ ويكون في أول المر ذو لون واحــد‬ ‫هو الخضر ثم يتحول إلى اللون السود والبيــض كــل حســب‬ ‫نوعه ويستعمل كشراب )شــراب التــوت( أثنــاء الحــر ويؤكــل‬ ‫ثمره أيضا ً كفاكهة لذيذه الطعم‪ .‬وقد زرع التــوت فــي قريــة‬ ‫النهر للستفادة من أوراقه في تغذيــة دود الحريــر فقــد كــان‬ ‫يأتي إلى قرية النهر مربوا دود القز من لبنــان ويقيمــون فــي‬ ‫القريــة وهــم مــاهرون فــي تربيــة دود الحريــر )دود القــز(‪.‬‬ ‫غرســت مســاحات واســعة فــي قريــة النهــر بأشــجار التــوت‬ ‫وشاعت تربية دود القز وتجارة الحرير‪.‬‬ ‫)ح( العنب‪ :‬كــان عنقــود العنــب عنــد اليونــان القــدماء‬ ‫يرمز إلى الخصوبة وكثرة البنين والنجــاح فــي الحيــاة‪ .‬يــأتي‬ ‫بالهميــة بعــد الحمضــيات والزيتــون وهــي مختلفــة النــواع‬ ‫بالنسبة للحــب واللــون والمــذاق والــورق والعناقيــد‪ .‬تغــرس‬ ‫الدوالي )العنب( قضبانا ً في شهر شباط بشكل مــائل وتــزرع‬ ‫على جوانب البســاتين قــرب شــجر الزنزلخــت لكــي تتســلق‬ ‫عليه وتمتد على مساحات كبيرة تتناسب مع حجــم الشــجرة‪.‬‬ ‫تبند كل عام في شهر شباط والبعض يزرعونها أمــام الــبيوت‬ ‫وتعمل لها عرائش خاصـة مـن أغصـان الشــجار علـى شـكل‬ ‫مستطيل يمتد أحيانا ً إلى عشرين مترا ً كذلك كانت تزرع فــي‬ ‫طرق البساتين الداخلية‪ .‬وقد استعملت مواسير الحديد بــدل‬ ‫أغصان الشجار في بناء العــرائش وكــانت تشــبك مــع بعضــها‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫بأســلك معدنيــة‪ ،‬حيــث تتــدلى عناقيــد العنــب مــن خللهــا‬ ‫كالقناديل‪.‬‬ ‫يبدأ الورق بــالظهور فــي أواخــر شــهر آذار حســب نــوع‬ ‫العنـــب وخصـــوبة التربـــة‪ .‬تحتضـــن هـــذه الوراق العناقيـــد‬ ‫الصغيرة وتحافظ عليها وتحميهــا مــن عــدم اســتقرار المنــاخ‪.‬‬ ‫يستفيد الفلح من أوراق العنب بصنع المحاشي‪ .‬ويؤكــل مــع‬ ‫التبولة بدل الخس‪.‬‬ ‫في تموز تبــدأ العناقيــد بالنضــوج حســب النــوع‪ .‬بعــض‬ ‫أنــواع العنــب يحمــل مرتيــن فــي الســنة فــي فصــلي الربيــع‬ ‫والخريف‪ .‬قبل النضوج يكون الحب حصرما ً حــامض المــذاق‬ ‫تأكله البنات مع الملح ويطلق عليها في أول نضجها "تزاريق"‬ ‫والكثير من المسنين يعتقدون أن العنب المزرق مفيد للصحة‬ ‫ويساعد على منع السمنة والبدانــة وهنالــك مثــل شــائع "كــل‬ ‫أول العنب وآخر التين" وكلما تأخرت العناقيــد علــى الــدوالي‬ ‫زادت حلوتها‪.‬‬ ‫العنــب أنــواع كــثيرة منهــا الســود والبيــض والــبيتموني‬ ‫والحلواني‪ .‬يؤكل العنب كما هو طازج ـا ً ويــدخل فــي صــناعة‬ ‫الزبيب‪ ،‬الخل‪ ،‬الدبس‪ ،‬معقود العنب‪.‬‬ ‫)ط( الــتين‪ :‬ذكــر الــتين فــي القــرآن الكريــم مصــاحبا ً‬ ‫لشــجرة الزيتــون "والــتين والزيتــون وطــور ســنين"‪ .‬عرفهــا‬ ‫سكان الجليل منذ القدم وتزرع قـرب الـبيوت وعلـى جـوانب‬ ‫البساتين وهي أشجار بعلية ومروية‪ .‬والشجار الشــائعة فــي‬ ‫قريـة النهـر هـي المروحـة فقـط‪ .‬فـي شـهر شـباط يغـرس‬ ‫قضيب التين في الرض بشكل مائل ويكــون الثمــر مــن نــوع‬ ‫القضيب المغروس وأحيانا ً يتــم تطعيمهـا بــالنوع الــذي يرغبــه‬ ‫الفلح‪ .‬شجرة التين نفضية تسقط أوراقها في الخريف وتبدأ‬ ‫بالظهور أوائل شهر نيسان وينضج الثمر في تموز‪.‬‬ ‫أنــواع الــتين كــثيرة أهمهــا الشــماطي وهــو مــائل إلــى‬ ‫الحمرة قليل ً من الخارج وفي الداخل أحمر‪ ،‬والســوادي وهــو‬ ‫أسود القشرة وأحمــر مــن الــداخل‪ ،‬والبقراطــي وهــو أخضــر‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫القشرة وأحمر من الداخل‪ ،‬والشتوي )الموازي( وهــو أخضــر‬ ‫القشرة وأحمر في الداخل وثمرته كبيرة الحجم‪.‬‬ ‫يؤكل التين طازجا ً وكان يعبا ً في صــناديق ويرســل إلــى‬ ‫السواق وتصنع منه بعض المربيات حيــث كــانت أكــواز الــتين‬ ‫تعقد مع السكر والماء كذلك معقود التين المصنوع من الــتين‬ ‫اليابس والسمسم والقطر‪.‬‬ ‫الصبير‪ :‬يختلــف عــن بــاقي الشــجار بشــكله‬ ‫)ي(‬ ‫وشوكه‪ .‬وهو نوعان‪ ،‬نوع له شوك طويل وحــاد كــالبر وهــو‬ ‫السائد في البلدة ونوع آخر قليل الشوك "خضــري" وشــوكه‬ ‫قصير وغير حاد‪.‬‬ ‫يزرع الصبير الواحا ً في شهر آذار ويبدأ موسم القطــاف‬ ‫في شهر تموز وآب‪ .‬أكواز الصــبير ذات أحجــام مختلفــة لهــا‬ ‫قشرة سميكة خضراء وعند النضوج تميل إلــى الصــفرار ثــم‬ ‫إلــى اللــون الزهــري‪ .‬يغطــي القشــرة شــوك وبــري كــثيف‪.‬‬ ‫الكوز داخل القشــرة يختلــف لــونه طبق ـا ً لنضــوجه‪ .‬ويفضــل‬ ‫قطف الكواز عندما يميل لونها إلى الزهري‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫نبات الصبير في قرية النهر‬

‫تقطف الكواز في الصباح الباكر عند الندى قبل شروق‬ ‫الشمس أو قبل الغروب عند الــبرود لتحاشــي خطــر الشــوك‬ ‫الوبري المتطاير مع الهواء الذي يؤذي أعضاء الجسم وخاصة‬ ‫العيون‪.‬‬ ‫أكثر بساتين النهر يحيطها سياح من شجر الصــبير وهــو‬ ‫سياج جيد يحمي البساتين مــن الحيوانــات وغيرهــا‪ .‬والجمــل‬ ‫هو الحيوان الوحيد الذي يتغذى بألواح الصبير ويعتقد أن ريقه‬ ‫يذيب شوكه‪.‬‬ ‫يقطــف الصــبير بآلــة تــدعى الصــنارة وهــي عبــارة عــن‬ ‫قضيب بطول مترين من أغصان الشــجر وفــي رأســه صــنارة‬ ‫وهي قطعة معــدن أســطوانية لهــا فتحــتين مختلفــتي الحجــم‬ ‫يثبت القضيب في وسطها‪ .‬أحـد هـذه الثقـوب للكـوز الكـبير‬ ‫والخر للكـوز الصـغير‪ .‬يوضـع الكـوز داخـل الصــنارة وتلــوى‬ ‫الصنارة وتجمع الكواز في سلل‪ .‬عند النتهــاء يحضــر الفلح‬ ‫بعض النبات كنبات البلن على شكل مكنسة وينظف الكــواز‬ ‫ثم يقوم بوضعها بالماء البارد وينظفهــا بالمكنســة المصــنوعة‬ ‫من أغصان النبات‪ .‬تقشر بعد ذلك الكواز بالسكين‪ .‬وأفضل‬ ‫الوقات لكل الصبير في الصباح الباكر عندما يكون الطقــس‬ ‫باردًا‪.‬‬ ‫الصبير غذاء جيد ومفيد للنسان وكان يدعى في القرية‬ ‫"بفاكهة الفقراء" لنه في متنــاول جميــع ســكان القريــة وهــو‬ ‫حلو المذاق ولذيذ الطعم‪.‬‬ ‫تأكل الطيور الكواز المتبقية على الصبير بعــد الموســم‬ ‫لنها تنضج بشكل جيد وخاصة عصفور البلبل‪.‬‬ ‫وكانت تحضر من ألواح الصبير بعض الوصــفات الطبيــة‬ ‫كاللزقات على الورام‪.‬‬ ‫)ك( قصب السكر‪ :‬هو نبات شائع في قرية النهر حيث‬ ‫يحتاج إلــى مــاء وفيــر دائم يومي ـًا‪ .‬أحســن الراضــي ملءمــة‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫لزراعة قصب السكر هي التربة الحمــراء الخفيفــة المملــوءة‬ ‫بالحجارة الصغيرة حيث تستوعب الماًء‪ .‬قصب السكر عبارة‬ ‫عــن أعــواد طــول العــود حــوالي مــتر ونصــف المــتر وقطــره‬ ‫حوالي ‪ 5‬سم‪ .‬والعود مقسم إلى عقد طول الواحدة حــوالي‬ ‫‪ 30‬سم وله جلد سميك ويقشر بالسكين ولونه أحمر غامق‪.‬‬ ‫يــزرع قصــب الســكر علــى شــكل عقــد بعــد أن تحضــر‬ ‫الرض بالحراثة والتثليم إلى أثلم متساوية طول الثلم حوالي‬ ‫‪ 10‬أمتار والبعد بينها حوالي نصــف مــتر‪ .‬تطمــر هــذه العقــد‬ ‫بالتراب وأحيانا ً يمدد العود بأكمله كما هو في الــتراب ويغمــر‬ ‫بالماء ثم بعد حوالي ‪ 15‬يوما ً تنبت نبتة من قصب السكر من‬ ‫العقدة وتستمر سقايته يومي ـا ً دون انقطــاع منــذ أوائل فصــل‬ ‫الربيع حتى أواسط الخريف أو نهايته ويصبح أعــوادا ً متناســقة‬ ‫وله قشور خضراء على جوانب العود‪.‬‬ ‫تقطع هذه العواد وتقشـر مـن الوراق فقـط ثـم تـرزم‬ ‫إلى حزم متساوية كل حزمة حــوالي ‪ 25‬عــودا ً وترســل إلــى‬ ‫السواق‪.‬‬ ‫يقشــر قصــب الســكر ويعصــر بمعاصــر خاصــة‪ ،‬يتنــاوله‬ ‫الناس كعصير فــي اليــام الحــارة وشــرابه لذيــذ الطعــم حلــو‬ ‫المذاق‪ .‬كما يدخل قصب السكر في صناعة السكر‪.‬‬ ‫‪ -4‬الشجار والنباتات البرية‪ :‬توجــد فــي قريــة النهــر‬ ‫أشجار ونباتات برية كان يستفيد منها أهل القرية وهي‪:‬‬ ‫)أ( الهليــون‪ :‬هــو نبــات بــري يعيــش قــرب ســياج‬ ‫البساتين ويتسلق عليه حيث ينبت قضبان طريــة فــي فصــلي‬ ‫الربيع والصيف تقطف وتقلى مع الــبيض أو بــدونه وهــو لذيــذ‬ ‫الطعم‪.‬‬ ‫وفــي الــوقت الحاضــر دجــن هــذا النبــات وأصــبح يــزرع‬ ‫بشكل شائع وهو ذو شوك رفيع وغير حاد ولونه أخضر‪.‬‬ ‫)ب( العليق‪ :‬ينبت العليق حول ســياج البســاتين لتقيهــا‬ ‫من عبث الحيوانات وغيرها‪ .‬أغصــانه شــبيهة بأغصــان الــورد‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫)أوراق وشوك( وجذوره طويلة وهو كثيف الغصــان‪ .‬أمــاكن‬ ‫وجوده تدل على إمكانية وجود الماء في بــاطن الرض‪ .‬دائم‬ ‫الخضرة يزهر في الربيع وتنعقد الزهــار فــي الصــيف وثمــره‬ ‫قريب من ثمر التوت ويكــون أخضــر اللــون ثــم يصــبح أحمــر‬ ‫حامض الطعم وعند نضوجه يصبح أسود طيب المذاق‪.‬‬ ‫)ج( الزنلزخت‪ :‬هي شجرة نفضــية معمــرة تــورق مــع‬ ‫قدوم الربيع ولون زهرها أبيض يميل إلى الليلكي والسماوي‪.‬‬ ‫زهر الزنلزخت مثل قوس القزح جميل‪ ،‬فتان ورائحته منعشة‬ ‫وينتشر أريجه في الليل‪ .‬يتعقد الزهــر حبـا ً أخضــر ثــم ينضــج‬ ‫ويصبح أصفر‪.‬‬ ‫يستفاد من الزنلزخت بزرع الدوالي قرب أشجاره حيث‬ ‫يتسلق عليــه العنــب ويصــبح منتــوج العنــب وافــرا ً تبعـا ً لكــبر‬ ‫الشجرة‪ .‬ويؤخذ من الزرنزخت الخشاب الجيدة حيث كــانت‬ ‫تصنع منها الخزائن والبواب وهــو مــتين وجيــد وقــد اســتعمل‬ ‫قديما ً لسقف البيوت‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫زراعة الحبوب‪:‬‬

‫أشهر الحبــوب المزروعــة فــي قريــة النهــر هــي القمــح‬ ‫والذرة الصفراء والذرة البيضاء والشعير والقطاني ‪,‬والعدس‪،‬‬ ‫والحمص‪ ،‬والفول‪ ،‬والكرسنة‪ ،‬والباقية والسمسم والفاصــوليا‬ ‫واللوبيا‪.‬‬ ‫)أ( القمح‪ :‬زراعة القمح كانت من أشــهر الزراعــات‬ ‫في قريــة النهــر‪ .‬عــرف النســان القمــح منــذ آلف الســنين‪.‬‬ ‫وتعتبر زراعته من أهم المزروعات لكونه مادة غذائية رئيسية‬ ‫في حياة النسان‪ .‬تعتمد زراعــة القمــح علــى ميــاه المطــار‬ ‫حيث يزرع في فصل الشــتاء والربيــع وكــان يــزرع فــي قريــة‬ ‫النهر في أوائل فصل الشتاء‪ .‬أحيانا ً يزرع القمح قبل هطــول‬ ‫المطار ويسمى "عفيرًا"‪.‬‬ ‫القمح أنواع متعددة أهمها‪ :‬البلدي )صغير الحب ويميل‬ ‫إلــى الســمرة قليل ً وهــو جيــد لعمــل البرغــل(‪ ،‬والســترالي‪،‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫واليطالي )الطلياني( والفرنسي والدوستاني‪ .‬هــذا وتختلــف‬ ‫حجم حبة القمح من نوع إلى آخر وتوجد فوارق بين الســنابل‬ ‫بالضافة إلى كمية المحصول‪.‬‬ ‫مراحل زراعة القمح‪:‬‬ ‫‪ -1‬العشابة‪ :‬ينبـت بيـن سـنابل القمـح أعشـاب بريـة‬ ‫كثيرة تؤثر بشكل سلبي علــى نبــات القمــح ومــن الضــروري‬ ‫التخلص من هذه النباتات في شهر آذار‪.‬‬ ‫‪ -2‬الفريكة‪ :‬عندما تكــبر حبــات القمــح وتقــترب مــن‬ ‫النضوج وتكون خضراء اللـون يقطـع الفلح مـا يريـد "زعـدة‪،‬‬ ‫ضمة‪ ،‬شــمالة" ثــم يشــعل النــار قــرب الحقــل ويشــوي هــذه‬ ‫السنابل ويفركها بين كفيه ولذلك سميت "بالفريكــة"‪ .‬يجمــع‬ ‫الحب الخضر على قطعة قماش معدة لــذلك وينظــف‪ .‬بعــد‬ ‫ذلك ينشر في الشمس حتى يجف ويجرش‪.‬‬ ‫أدوات الحصاد‬

‫‪ -3‬الحصاد‪ :‬كان موسم الحصاد في قريــة النهــر يبــدأ‬ ‫في أواخر شــهر حزيــران‪ .‬يــذهب الفلح فــي الصــباح البــاكر‬ ‫ومعه طعامه ومــاءه وأدوات الحصــاد )الحاشوشــة‪ ،‬المنجــل(‬ ‫ويقوم بحصد القمح وعادة يتعاون أهــل القريــة أثنــاء الحصــاد‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫)المعونــة والمجاملــة( أي )ســاعدني وأســاعدك( وتبقــى فــي‬ ‫الرض الجـــذور وبقايـــا الســـنابل "ســـوق القمـــح" مرعـــى‬ ‫للحيوانات‪.‬‬ ‫يجمع الفلح ما حصده أغمارا ً وتنقل الغمار رزما ً كــبيرة‬ ‫علــى الجمــال إلــى البيــدر حيــث يتــم درس القمــح والشــعير‬ ‫والقطاني فيـه بواســطة النــورج )لــوح الــدراس( والحيوانـات‬ ‫التي تجره هي الحصان أو الثور‪.‬‬ ‫كانت توجد في القرية بيادر كثيرة العدد حيث يقوم كــل‬ ‫فلح بتهيئة بيدره في بستانه في أغلب الحيان‪.‬‬ ‫‪ -4‬الدرس‪ :‬يجمع الحصــاد كومــة كــبيرة علــى البيــدر‬ ‫"شول" ويفرش الفلح الطرحة وهو قسم من الحصــاد ويبــدأ‬ ‫الدرس‪ .‬تبدأ عملية الدرس صباحا ً عند ارتفاع درجة الحرارة‪.‬‬ ‫و كان الدرس يتم بواسطة النورج‪ .‬والنورج عبـارة عـن لــوح‬ ‫خشــبي ســميك حــوالي ‪7-5‬ســم طــوله حــوالي مــتر ونصــف‬ ‫وعرضه متر وفي أسفله ثقوب دائرية الشكل قطر كــل منهــا‬ ‫حوالي ‪ 5‬سم‪ .‬يوضع في كل ثقب حجر أسود مسنن وخشن‬ ‫"حجــر مطحنــة" ويثبــت جيــدًا‪ .‬يوضــع القســم ذو الحجــار‬ ‫المسننة على القمح ويجلــس الفلح "الــدراس" علــى الــوجه‬ ‫الخر بعد ربط النورج بالحيوانات‪.‬‬ ‫تبدأ عملية الــدرس بــأن يمشــي الحيــوان بشــكل دائري‬ ‫فــوق فرشــة القمــح‪ .‬ويحــرك الفلح الطرحــة بالشــاعوب أو‬ ‫المــذراة الخشــبية مــن وقــت لخــر ويســمى ذلــك )تنعيــم‬ ‫الطرحة(‪ .‬هذا وتوضح على فم الحيوان كمامة حــتى ل يأكــل‬ ‫القمح‪ .‬يتم الدرس على مراحل ثم يجمع في النهايــة بشــكل‬ ‫عورمة‪.‬‬ ‫‪ -5‬التذريــة‪ :‬هــي عمليــة فصــل القمــح عــن القــش‬ ‫وتجري هــذه العمليــة عنــد هبــوب الريــح ليســهل القيــام بهــا‪،‬‬ ‫ويتعــاون الجيــران والقــارب للمســاعدة‪ .‬تســتعمل المــذراة‬ ‫لهذه الغاية‪ ،‬والمذراة مصــنوعة مــن خشــب بشــكل الشــوكة‬ ‫"شوكة الكل" طول يدها حوالي متر ونصف ولها سبع أصــابع‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫طول الصبع حوالي ‪ 30‬ســم‪ .‬يرفــع بواســطة هــذه المــذراة‬ ‫من العورمة الحب المخلوط مع التبن بارتفاع يزيد عن المــتر‬ ‫أثناء هبوب الريح وهذا يساعد على فصل الحب عن التبن‪.‬‬ ‫تقوم النساء بعملية التنظيف الخير بالغربــال والتخلــص‬ ‫من القصل )التبن الخشــن( ويبقــى مــع الحــب بســبب ثقلــه‪.‬‬ ‫يدرس القصل مرة ثانية لفصل الحب المتبقي فيه بالتذرية أو‬ ‫بواسطة الغربال‪ .‬حب القصل أفضل من الحب العادي وأكبر‬ ‫ويسمى حبا صليبيا ً بسبب كــبر حجمــه‪ .‬يســتفاد مــن القصــل‬ ‫في التدفئة وكوقود للفران بعــد خلطــه بــروث البقــر ويــترك‬ ‫الكثير منه على البيدر‪.‬‬ ‫أما التبن الناعم فيوضع في أكياس مــن الخيــش وينقــل‬ ‫إلى التبــان )مكــان معــد لحفــظ التبــن وهــو غــذاء للماشــية(‪.‬‬ ‫تنقل بعد ذلك حبوب القمح في أكياس جنفيــص إلــى الــبيوت‬ ‫حيــث يحتفــظ بجــزء منــه لســتعماله بــذارا للســنة القادمــة‬ ‫والباقي ينقل إلى الطــاحون لطحنــه‪.,‬ومــا يفيــض عــن حاجــة‬ ‫الفلح ينقل للبيع في السوق‪.‬‬ ‫فــي النهايــة يــأتي وقــت الجورعــة حيــث يقــوم الفلح‬ ‫"صــاحب البيــدر" بتحضــير الطعــام حســب إمكــانيته الماديــة‬ ‫ويقدم البحتة )رز بحليب( وبعض الحلوى‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫)ب( الذرة البيضاء‪ :‬تزرع في شهر آذار وتجمع في‬ ‫الصــيف وهــي بعليــة‪ .‬طــول النبتــة يزيــد علــى مــتر ونصــف‪،‬‬ ‫أوراقها طويلة ورفيعة‪ .‬الراس عبارة عن قطوف تشبه نبات‬ ‫المكانس والقطـف يتفـرع إلـى أقســام تحمـل حبـوب الـذرة‬ ‫البيضــاءوعنق القطــف معكــوف يشــبه يــد الخزرانــة‪ .‬تقــص‬ ‫القطوف وتجمــع لكــي تنقــل إلــى البيــدر حيــث تــدرس مثــل‬ ‫القمح وبعدها تنقل إلى البيوت‪ .‬تطحن في المطاحن ويصــنع‬ ‫من الطحين رغيف سميك يؤكل ساخنا ً وعنــدما يــبرد يتشــقق‬ ‫وهو أســمر الملمــس طيــب أكلــه مــع زيــت الزيتــون ويخلــط‬ ‫طحين الذرة البيضاء أحيانا ً مع طحين القمح والذرة الصــفراء‬ ‫ويستعمل في عمل الرغيف‪ .‬وكانت تستعمل الــذرة البيضــاء‬ ‫في الغالب كعلف للطيور كالدجاج والحمام‪.‬‬ ‫)ج( الذرة الصفراء‪ :‬تزرع في الربيع وهي تزرع‬ ‫مروية في قريــة النهــر والبعــض يزرعهــا بعليــة وتكــون حينئذ‬ ‫قليلة النتاج‪ .‬أوراقها طويلة وعريضة يصل طــول النبتــة مــن‬ ‫متر ونصف إلى مترين حسب التربة والسمدة‪ .‬تحمل النبتــة‬ ‫علــى جوانبهــا الوراق والعرانيــس الــتي تغطيهــا لفــائف مــن‬ ‫الوراق‪ .‬وفي رأس العرنوس شبشول‪ .‬حب الذرة الصفراء‬ ‫نوعان صــغير وكــبير‪ .‬أمــا اللــوان فتختلــف مــا بيــن الصــفر‬ ‫والبيج والليلكي‪ .‬تنقل العرانيس إلى ســطوح المنــازل وبعــد‬ ‫أن تجف في الشمس لبضعة أيام يتم نزع الحب عن القطــف‬ ‫)العرنــوس( بالضــرب بالمدقــة والعصــا‪ .‬تؤكــل العرانيــس‬ ‫مشوية أو مسلوقة وتدخل في بعض الوجبات‪.‬‬ ‫يخلط طحينه مع طحين القمح لصناعة الخــبز المرقــوق‬ ‫وكــذلك يســتخرج مــن حــب الــذرة الزيــت‪ .‬والحــب الجــاف‬ ‫يجرش ويقدم كعلف للطيور والحيوانات‬ ‫)د( القطاني‪ :‬العدس والكرسنة والباقية‪ .‬تزرع في‬ ‫الشتاء وتنضج باكرا ً في شــهر أيــار‪ .‬المثــل يقــول "فــي أيــار‬ ‫احمل منجلك واندار" لحصد القطاني‪ .‬تنقل إلى البيدر وتمــر‬ ‫في جميع المراحل التي يمر فيها القمح وينقل المحصول إلى‬ ‫الــبيوت ويخــزن كمؤونــة الشــتاء للنســان والحيــوان‪ .‬تبــن‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫القطاني مائل إلى اللون الحمر وهو مطلوب أكــثر مــن تبــن‬ ‫القمح وأغلى ثمنا ً لنه غذاء جيد للحيوانات‬ ‫)هل( الحمص‪ :‬يزرع في آذار وله أغصان متعددة‬ ‫تحمل الحب الذي يشبه حب الفستبق الحلبي ولكــن قشــرته‬ ‫أرق وأقل قساوة‪ .‬يحلــش ويجمــع فــي الحقــول وينقــل إلــى‬ ‫البيدر‪ .‬يؤكل الحمــص مشــويا ً وهــو أخضــر )حاملــة ومليانــة(‬ ‫ويدخل في الــبزورات والمخلوطــة‪ .‬يســتعمل فــي كــثير مــن‬ ‫الطعمة وأكله لذيذ وطيب بعد خلطه بالطحينة والحامض‪.‬‬ ‫)و( الفول‪ :‬من القرنيات يزرع في أوائل شهر أيلول‬ ‫وهــو مــروي‪ .‬هنــاك أنــواع متعــددة كــالفول البلــدي وقرونــه‬ ‫صــغيرة وحبــه صــغير والنــوع القبرصــي والصأصــلي وقرونــه‬ ‫طويلــة يبلــغ طــوله أحيانـا ً ‪ 15-10‬ســم‪ .‬يختلــف طــول نبتــة‬ ‫الفــول مــن مكــان لخــر تبعــا" لنوعيــة التربــة واســتعمال‬ ‫السمدة‪ .‬تزهر نبتة الفول وينعقــد الزهــر قرونـا ً فــي داخلهـا‬ ‫الحب‪.‬‬ ‫يستعمل الفــول فــي وجبــات مختلفــة فالخضــر يشــوى‬ ‫على النــار بقرونــه ويســمى الفــول المشــوي ويســتعمل فــي‬ ‫الطبخ في كثير من الوجبات‪ .‬أمــا الفــول الجــاف فيســتعمل‬ ‫بالمدمس وهو شائع الستعمال يوميا ً وخاصــة فطــور الصــباح‬ ‫وهو لذيذ الطعم ومغذي جدًا‪.‬‬ ‫)ز( السمسم‪ :‬من القرنيات‪ ،‬زراعته بعلية‪ .‬النبتة‬ ‫متشــعبة الغصــان وتحمــل أوراق ـا ً وقرون ـا ً فــي داخلهــا حــب‬ ‫السمســم الصــغير‪ .‬يحلــش بالمنجــل ويجمــع وينشــر علــى‬ ‫السطوح‪ .‬تتفتح القرون بفعل الحرارة ويكون بشــكل حــزم‪،‬‬ ‫الجذور إلى أعلى والــرؤوس إلــى اســفل كــي يســقط الحــب‬ ‫بســهولة‪ .‬يــدق أو يضــرب بالعصــا حــتى ينفصــل الحــب عــن‬ ‫القرون ثم يجمع ويوضع في أكياس من الجنفيص‪.‬‬ ‫يستفاد من السمسم في صناعة زيت السمســم )زيــت‬ ‫ســيرج( ويضــاف إلــى أنــواع متعــددة مــن الحلويــات وكــذلك‬ ‫يضاف إلى الزعتر المدقوق وتصنع منه الدقة‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪-6‬‬

‫زراعة الخضار‪:‬‬

‫زراعة الخضار زراعة مزدهرة في قريــة النهــر وتشــكل‬ ‫موسم رئيسي في الصيف والشتاء‪.‬‬ ‫أهم الخضار هي البندورة‪ ،‬الخيــار‪ ،‬الباذنجــان‪ ،‬الفليفلــة‪،‬‬ ‫المقتى )الفقوس(‪ ،‬البطاطا‪ ،‬الكوسى‪ ،‬البصل‪ ،‬الثوم‪ ،‬البامية‪،‬‬ ‫الخروش )نوع من البطيخ الصفر(‪ ،‬الفاصوليا‪ ،‬اللوبيا‪ ،‬الجزر‪،‬‬ ‫الفجـل‪ ،‬النعنـاع‪ ،‬البقـدونس‪ ،‬الكزبــرة‪ ،‬القلقـاس‪ ،‬الملوخيــة‪،‬‬ ‫الملفوف‪ ،‬القرنبيط‪ ،‬والبازلء‪.‬‬ ‫تزرع هذه الخضار وتنتج كميات ل بأس بها وتنقل يوميــا ً‬ ‫إلــى الســواق فــي المدينــة وخاصــة الــى حيفــا حيــث كــانت‬ ‫السوق الرئيسية لستقبال هذه الخضار‪.‬‬ ‫كان يوجد في قرية النهــر أربعــة ســيارات شــحن لنقــل‬ ‫هذه الخضار بالضافة إلــى الحمضــيات فــي فصــل الشــتاء‪ .‬و‬ ‫كانت هذه السيارات تنقل هذه المنتجــات يوميــا الــى أســواق‬ ‫مدينتي عكا وحيفا‪.‬‬ ‫كانت تزرع الخضار على مســاحات واســعة تبلــغ أحيان ـا ً‬ ‫خمسين دونما ً للمزارع الواحد‪ .‬ويقوم بقطــف هــذه الخضــار‬ ‫عدد كبير من الفعلة )العمال( وخاصة النساء‪ .‬يقــوم الرجــال‬ ‫بتعبئتها في صناديق خشــبية خاصــة‪ .‬كــانت فــي قريــة النهــر‬ ‫مزرعة للبندورة "المسماة مرموند وهي بذرة فرنسية" وهي‬ ‫ملك محمود سعيد مرعي العفيفي‪ ،‬وكانت هــذه الرض الــتي‬ ‫تبلغ مساحتها حوالي ‪ 25‬دونم تنتج يوما ً بعد يوم حوالي ‪150‬‬ ‫صندوق بندورة سعة الصندوق الواحد حوالي ‪ 20‬كغم‪ .‬ومــن‬ ‫ثم تنقل بالشاحنة إلى مدينة حيفا‪.‬‬ ‫)أ( البندورة‪ :‬مــن الفصــيلة الباذنجانيــة وتــزرع فــي‬ ‫أوائل الربيــع وفــي الخريــف أي الموســم الربيعــي والموســم‬ ‫الخريفي‪ .‬وهي أنواع متعددة منها البلدي والوروبي‪.‬‬ ‫البندورة البلدية‪ :‬ثمره كبير الحجــم وقليــل النتــاج‬ ‫‬‫حيث تحمل نبتة البندورة حبتين أو ثلث حبات وقــد تبلــغ وزن‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الحبة الواحدة ما بين ‪ 1‬إلى ‪ 1.5‬كغم ولونها زهــري أو أحمــر‬ ‫وهو لذيذ الطعم ويؤكــل طازج ـا ً كــذلك يســتخدم فــي الطبــخ‬ ‫والسلطات‪.‬‬ ‫البندورة الوروبية‪" :‬المرموند )فرنسية‪ ،‬انجليزية(‬ ‫‬‫ً‬ ‫ثمرها مستدير" وثمرها جيد وفيــر النتــاج وتقطــف يومـا بعــد‬ ‫يــوم وتحمــل النبتــة الواحــدة فــي كــل قطفــة حــوالي نصــف‬ ‫صندوق )‪ 10‬كغم(‪.‬‬ ‫تزرع بذور البندورة فـي أواخـر شــباط )الربيعـي( وفـي‬ ‫أوائل حزيــران )الوســطي والتشــريني(‪ .‬تــزرع البــذور فــي‬ ‫أحواض خاصة مسمدة بشكل جيد وتسقى وتروى كل أسبوع‬ ‫ويتم العتنــاء بهــا باســتمرار بازالــة العشــاب‪ ،‬بعــد ‪ 40‬يومـا ً‬ ‫تصبح هذه الشتول بعلو حــوالي ‪ 20-15‬ســم‪ .‬تحضــر الرض‬ ‫بالتراكتور أو بــالمحراث وتثلـم أي تخطــط فـي أثلم متوازيـة‬ ‫عرض الثلم الواحد حوالي نصف متر وطوله حوالي ‪ 5‬متر‪.‬‬ ‫تقلع هــذه الشــتول مــن المشــتل ويستحســن أن يكــون‬ ‫ذلك عند العصــر عنــدما تخــف حــرارة الشــمس وتــزرع هــذه‬ ‫الشتول في الثلم البعــد بيــن الشــتلة والخــرى حــوالي مــتر‬ ‫تقريبـا ً وتـروى حـال ً فـي المــاء‪ .‬تـترك حـوالي ‪ 5-3‬أيـام ثـم‬ ‫تسقى مرة أخرى ويجري تتبيعها )أي زرع شتلة جديدة مكان‬ ‫التالفة( وتستمر هذه العملية حوالي شهر تكون هذه النباتات‬ ‫قد استقرت في الرض وأصبحت تنتج أوراق جديدة‪ ,‬تبدأ بعد‬ ‫ذلك إزالة العشاب البرية مــن حولهــا وتحفــر حفــرة صــغيرة‬ ‫قرب كل شتلة لضافة القليل من الســماد الكيمــاوي وتــروى‬ ‫في الحال‪ .‬ثم يــداوم علــى ســقايتها كــل أســبوع طبق ـا ً لنــوع‬ ‫التربــة‪ .‬بعــد مــرور حــوالي شــهر علــى ذلــك يــؤتى بالعمــال‬ ‫المهرة حيث يقومــون بنكشــها وطــم جــذع الشــتلة بــالتراب‪.‬‬ ‫تروى بعد النتهاء من طمها كل يومين أو ثلثــة أيــام ويســتمر‬ ‫هذا العمل حــوالي ‪ 40‬يومـًا‪ .‬تزهــر نباتــات البنــدورة ويكــون‬ ‫لون البندورة في بادئ المر أخضــر ثــم يتحــول تــدريجيا ً إلــى‬ ‫الحمر‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫البندورة من أكثر الخضار فائدة للنسان فهــي ضــرورية‬ ‫ول تكاد تجد مائدة من الموائد تخلو من البندورة فهي شــائعة‬ ‫الستعمال في كل بيت وبشــكل يــومي وتســتعمل فــي أكــثر‬ ‫الطعمة‪ .‬تؤكل نيئة وكســلطة وبالتبولــة وبالطبـخ "اليخــاني"‬ ‫مــع الفاصــوليا والكوســى واللوبيــاء والبطاطــا‪ .‬فهــي ملكــة‬ ‫الخضار دون منازع وكــان ينــدر وجودهــا أيــام الشــتاء ويرتفــع‬ ‫ثمنها‪.‬‬ ‫)ب( الخيار‪ :‬من الفصيلة القثائية وهو أنــواع متعــددة‪.‬‬ ‫تحضــر الرض المــراد زرعهــا بالخيــار حيــث تحــرث علــى‬ ‫التراكتور أو على الثيران ومـن ثــم تقســم إلـى أثلم متوازيــة‬ ‫طول الثلم حوالي ‪ 5‬متر والبعد بيــن الثلــم ومــا يليــه حــوالي‬ ‫نصف متر‪ .‬ويؤتى ببــذور الخيــار المنقوعــة لمــدة ‪ 12‬ســاعة‬ ‫بالماء وتوضع في حفر في هذه الثلم بيـن الحفـرة والخـرى‬ ‫حوالي ‪ 30‬سم وعمق الحفرة حوالي ‪ 5‬سم‪ .‬تطمر بالتراب‬ ‫ثم تسـقى بالمـاء ويعـاد الـري كـل ‪ 7‬ايـام حـتى تبـدأ البـذور‬ ‫بالنتــاش "الظهــور فــوق الرض" بعــد مــرور حــوالي ‪15-10‬‬ ‫يوما ً يجري قلع بعض هذه النباتات الكــثيرة الــتي يبلــغ عــددها‬ ‫حوالي ‪ 15‬نبتــة وتــترك فقــط ثلثــة نبتــات ثــم ينكــش حولهــا‬ ‫وتسمد وتسقى بالماء وتنكش مرة أخرى‪.‬‬ ‫تبدأ هــذه النباتــات بــإخراج الزهــور الــتي تتحــول قثــائل‬ ‫"الخيار الصغير"‪ .‬يكبر بسرعة بعد أربعيــن أو خمســين يوم ـا ً‬ ‫على زراعته وينتج الخيار كميات كبيرة‪.‬‬ ‫يؤكــل الخيـــار نيئا ً ويخلـــط مــع البنـــدورة فــي عمــل‬ ‫الســلطات ويســتعمل مــع اللبــن "لبــن وخيــار" أثنــاء فصــل‬ ‫الصيف‪ .‬كمـا يكبــس بالمـاء والملــح ويســمى خيــار مكبــوس‬ ‫"مخلــل" ويســتعمل بكــثرة كمقبــل مــع الطعــام وخاصــة مــع‬ ‫الفلفل وجميع السندويشــات واللحــوم ويعتــبر كــبيس الخيــار‬ ‫من المقبلت المشهورة في الوطن العربي ويكاد ل يخلــو أي‬ ‫بيت من كبيس الخيار‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫ما يصــدق علــى الخيــار يصــدق علــى الكوســى والقــرع‬ ‫وغيرها من الخضار‪ .‬كان الخيار يزرع قديما ً فــي قريــة النهــر‬ ‫في فصلي الربيع والخريف فقط وينقطع أيام الشتاء‪.‬‬ ‫)ج( القلقاس‪ :‬نبات شائع في قرية النهر وهو بحاجة‬ ‫إلى الماء الــوفير والرض الخصــبة والعميقــة‪ .‬تحضــر الرض‬ ‫المنوي زراعتها بالقلقاس وتثلم‪ ،‬في أوائل فصل الربيع يوضع‬ ‫نبات القلقاس ويشبه البطاطا بالثلم ويطمــر وأحيانـا ً تقســم‬ ‫الحبة الكبيرة )رأس القلقاس( إلى قطعتين أو أكثر شرط أن‬ ‫يكون بهــا عيــن حــتى تنبــت ويطمــر بــالتراب ويســقى بالمــاء‬ ‫بشكل دائم ويوميا ً وبعد حوالي ستة أشهر ينبت ثمر القلقاس‬ ‫داخل التربة كالبطاطا ويقلع ويحضر للستهلك‪.‬‬ ‫للقلقــاس أوراق عريضــة خضــراء كــورق المــوز وهــذا‬ ‫النبات يحتاج إلى عناية كبيرة‪ .‬يطبخ القلقاس بعد أن يقشــر‬ ‫ويغسل ويفرك بالملح ثم ينشر حتى يجف ويقطــع كالبطاطــا‬ ‫ويقلى على نار هـادئة بــالزيت ثــم يطبــخ مـع اللحــم والبصــل‬ ‫والحمص على نار هادئة جدا ً وقد يستغرق على النــار حــوالي‬ ‫‪ 5-4‬ساعات‪.‬‬ ‫)د( الملوخية‪ :‬الملوخية نبات ورقي عرف منذ قديم‬ ‫الزمان في قرية النهر ومن طبيعة هذا النبات أنــه ل يــزرع إل‬ ‫مرويا ً بالمياه‪ .‬يزرع بذر هــذا النبــات فــي اوائل الربيــع حيــث‬ ‫يبذر فــي الرض المعــدة لزراعتــه ويشــترط أن تكــون الرض‬ ‫خصبة ويروى كل خمسة أيام حيث يزرع فــي أحــواض كــبيرة‬ ‫وبعد حوالي الشهر والنصف يكبر هذا النبـات ويصــبح بارتفــاع‬ ‫نصف إلى ثلثة أرباع المتر وأحيانا ً يتجاوز المتر‪ .‬لونه أخضــر‬ ‫ويحمل أوراق خضراء جميلة المنظر ولماعة‪.‬‬ ‫يقص هذا النبات ثم يربط على شكل حــزم‪ ،‬كــل حزمــة‬ ‫حوالي ك ‪ 15-10‬كغم ليرســل إلــى الســواق المحليــة‪ .‬هــذا‬ ‫النبات ل يتحمل مشقات السفر لــذلك ل يمكــن إرســاله إلــى‬ ‫اسواق خارجية فهو يستهلك محليًا‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫تقطف الوراق وتغسل بالماء عــدة مــرات حــتى تصــبح‬ ‫نظيفة من الغبار ثم تنشــر فــي الهــواء الطلــق وتحــت الظــل‬ ‫حتى تجف من الرطوبة وهناك طريقتان لطبخها إما مفرومــة‬ ‫ناعمة أو خشنة‪.‬‬ ‫بالنسبة للنوع الناعم يفرم بالسكين على طاولة خشبية‬ ‫ثم يحضر اللحم المسلوق بالماء حتى يتم نضجه وتوضع علية‬ ‫الملوخيــة المفرومــة ويضــاف إليهــا الكزبــرة والملــح والثــوم‬ ‫وبعــض البهــارات‪ .‬والملوخيــة ســريعة النضــوج فل تحتــاج إل‬ ‫حــوالي نصــف ســاعة لنضــوجها نهائيــا ً وتؤكــل بجــانب الرز‬ ‫والســلطات كالبنــدورة والمكــابيس وغيرهــا‪ .‬وهــي لذيــذة‬ ‫الطعم‪.‬‬ ‫أما بالنســبة للنــوع الخشــن فهــو يطبــخ ورقــة كاملــة أو‬ ‫نصف ورقة‪ .‬يوضع اللحم والعظــام فــي قــدر ويضــاف عليــه‬ ‫الماء حتى ينضج ثــم يضــاف إليــه ورق الملوخيــة كمـا هـي أو‬ ‫نصفها ويضـاف إليـه الثـوم والملـح والبهــار والكزبـرة ويبقـى‬ ‫على النار مدة نصف ساعة حتى ينضج ويؤكل بجانب الرز‪.‬‬ ‫نظرا ً لعدم وجود الملوخية في فصل الشــتاء تقــوم ربــة‬ ‫المنـزل أثنـاء الصـيف بتجفيـف الملوخيـة بالشـمس وتخزنهـا‬ ‫كمؤونة للشتاء إما ناعمة أو ورق حسب احتياجها‪.‬‬ ‫في قرية النهر مزجت الملوخية الناعمة بحبــوب الفــول‬ ‫المقشور والمجروش بعد ســلقه وهرســه حــتى يصــبح ناعمـا ً‬ ‫ويضــاف إليــه مســحوق الملوخيــة النــاعم والكزبــرة والثــوم‬ ‫والملح وتسمى البيصارة‪.‬‬ ‫‪ -7‬الخضار البرية‪:‬‬ ‫عرف الفلح في قرية النهر الكثير من النباتات والخضار‬ ‫البرية واستفاد منها وهي‪ :‬الخبيزة‪ ،‬الهندباء )العلــت الــبري(‪،‬‬ ‫العكـــوب‪ ،‬الشـــومر‪ ،‬الفطـــر‪ ،‬الزعـــتر‪ ،‬المرميـــة‪ ،‬البابونـــج‪،‬‬ ‫الجعفيــص‪ ،‬الســلق الــبري‪ ،‬القــرص عنــة‪ ،‬الهليــون‪ ،‬اللــوف‪،‬‬ ‫وغيرها‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪-8‬‬

‫الورود والزهار البرية والجوية‪:‬‬

‫تكثر الورود في بســاتين وحــدائق بيــوت القريــة‪ .‬ومــن‬ ‫أهــم الــورود الــتي عرفــت فــي قريــة النهــر‪ :‬الــورد الجــوي‬ ‫)بأشــكاله المختلفــة وألــوانه المتعــددة كــالحمر والصــفر‬ ‫والبيض والبرتقــالي والزهــري(‪ ،‬القرنفــل‪ ،‬الياســمين‪ ،‬الفــل‪،‬‬ ‫الجاردينيــا‪ ،‬الحبــق‪ ،‬فــم الســمكة‪ ،‬العطــرة‪ ،‬عــرف الــديك‪،‬‬ ‫المنثور‪ ،‬الخبيزة‪ ،‬الزنبق‪ ،‬البنفسـج‪ ،‬الفتنـة‪ .‬هـذا وتنبـت فـي‬ ‫القرية أزهار برية كشقائق النعمان‪ ،‬المضعف‪ ،‬الصفير‪.‬‬ ‫العرزال‬ ‫ينصب الفلح في هذه أرضه خيمة أو عــرزال ً لحراســتها‬ ‫مـــن الطيـــور والحيوانـــات‪ .‬ويبنـــى العـــرزال مـــن خشـــب‬ ‫الزرنزخت والقصب‪ .‬أحجامه مختلفة حسب الغايــة والهــدف‬ ‫وشــكله مربــع أو مســتطيل ‪ 2×3‬مــتر ولــه طبقتــان‪ ،‬ســفلية‬ ‫وعلوية‪ .‬السفلية مخصصة لحفظ المنتجات وتعبئتها والعلوية‬ ‫مخصصة لنوم الفلح‪.‬‬ ‫الطابق العلوي يبلغ ارتفــاعه مــتر ونصــف إلــى مــترين‪.‬‬ ‫توضع العواميد قرب بعضها "سطح الطابق الســفلي وتغطــى‬ ‫بالقصب والقش وبعض العشاب البرية"‪ .‬يلف حول الطابق‬ ‫العلــوي عيــدان القصــب الواحــدة بجــانب الخــرى ويغطــى‬ ‫السطح العلوي بعيدان القصب والقش ويثبت بأسلك معدنية‬ ‫وله باب متوسط الحجم ونافذتان صغيرتان ويتم الصعود إليه‬ ‫باستعمال سلم خشبي‪.‬‬ ‫الملكيات الزراعية في قرية النهر‬ ‫قرية النهر محاطة بالبساتين "بساتين الحمضــيات" مــن‬ ‫جميع جوانبها ولكثرة مياهها فقد ازدهرت هذه البســاتين منــذ‬ ‫زمن بعيد جدا ً وقد كانت مغروسة في القديم بأشجار متنوعة‬ ‫أهمها الزيتون والتوت قد اســتعيض عنــه بالحمضــيات‪ .‬ولقــد‬ ‫لقت شجرة الحمضيات بأنواعها المختلفة أرضا ً خصبة ومياها ً‬ ‫غزيرة ومناخا ً جيدًا‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫كــانت هــذه البســاتين تســقى مــن ميــاه نبعــي البركــة‬ ‫والفوارة حيث قسمت هــذه الميــاه إلــى مجــارف بالســاعات‬ ‫علــى الراضــي حســب مســاحتها‪ .‬وهــذه الميــاه مقســمة‬ ‫ومسجلة في دوائر المساحة‪.‬‬ ‫أسماء البساتين و مالكيها في قرية النهر‪:‬‬ ‫اسم المالك‬ ‫آل حبيب‬ ‫آل حبيب – الشاذلي‬ ‫ابراهيم الشاذلي وإخوانه‬ ‫آل العفيفي‬ ‫آل العفيفي‬ ‫آل العفيفي‬ ‫لطفي وتوفيق سليم‬ ‫آل مباركه‬ ‫آل موسى‬ ‫محمد عبده‬ ‫آل أبو الخير‬ ‫محمود سعيد مرعي‬ ‫محمود سعيد مرعي‬ ‫ابراهيم حسين سليم‬ ‫آل الشاذلي‬ ‫توفيق – لطفي راغب سليم‬ ‫محمود سعيد مرعي‬ ‫ابراهيم سليم‬ ‫يوسف السعد‬ ‫محمود سعيد مرعي‬ ‫محمود سعيد مرعي‬ ‫محمود سعيد مرعي‬ ‫يوسف السعد‬ ‫على النابلسي‬ ‫آل العفيفي‬ ‫آل السيد أحمد‬ ‫آل العفيفي‬ ‫آل الشاذلي‬ ‫آل الشاذلي‬ ‫أحمد العفيفي‬

‫اسم البستان‬ ‫بستان محمود‬ ‫بستان عثمان )‪ 250‬دونم(‬ ‫جزيرة الشاذلي‬ ‫اللوزات‬ ‫جزيرة الفوارة‬ ‫جزيرة البركة‬ ‫ظهر التل‬ ‫جزيرة المفشوخ‬ ‫بساتين آل موسى‬ ‫حاكورة المختار‬ ‫بستان القاضي‬ ‫بستان شريح العربي‬ ‫بستان الملك رقم )‪(1‬‬ ‫بستان الملك رقم )‪(2‬‬ ‫بستان الملك رقم )‪(3‬‬ ‫بستان الملك رقم )‪(4‬‬ ‫المارس رقم )‪(1‬‬ ‫المارس رقم )‪(2‬‬ ‫المارس رقم )‪(3‬‬ ‫أبو اللبن رقم )‪(1‬‬ ‫النزهة‬ ‫الموارس‬ ‫بستان قناة الباشا‬ ‫أبو اللبن رقم )‪(2‬‬ ‫حاكورة كمال‬ ‫حاكورة الزحمد‬ ‫بستان أبو هاشم‬ ‫بستان الجغبير‬ ‫بستان الجزيرة‬ ‫بستان اللوزات‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫اسم المالك‬ ‫حسين وسليم موسى‬ ‫‪--‬‬

‫اسم البستان‬ ‫حواكير آل موسى‬ ‫زيتون القاضي‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الباب السادس ‪ -‬معالم قرية النهر‬ ‫جنينة العفيفي‬ ‫في القرية جنينــة )حديقــة العفيفــي( ملــك لل العفيفــي‬ ‫وهي من الجنائن النادرة في فلسطين حيث تمر في وســطها‬ ‫قناة مياه الفوارة وعلى جانبي القناة مقاعد من الخشب‪.‬‬

‫شجرة الجميزة‬

‫كانت الجنينة مسقوفة بعرائش‪ ،‬وفيها شارعان مبلطــان‬ ‫يقسمانها إلى أربعة أقسام متساوية حيث جميع هذه القسام‬ ‫مغروســة بــالورود والريــاحين المتنوعــة الشــكال واللــوان‪.‬‬ ‫يحيط بالحديقة جدار من السمنت يعلوه درابزين حديد ملون‬ ‫بالزرق‪ .‬وكانت تقام أمامها العراس والتعاليل أثناء الليل‪.‬‬ ‫جنينــة العفيفــي جميلــة جــدا ً وتكــاد تكــون مــن أجمــل‬ ‫الحــدائق فــي فلســطين علــى الطلق وقــد زارهــا الخــديوي‬ ‫والسلطان العثماني‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫المطاحن في قرية النهر‬ ‫نظرا ً لكثرة الميــاه فــي القريــة شــيدت المطــاحن علــى‬ ‫مساقط هذه المياه حيث كان جميع أهــالي القــرى المجــاورة‬ ‫يقصدون قرية النهر حاملين معهم القمح والذرة لطحنها فــي‬ ‫مطاحن القرية‪.‬‬

‫طاحونة تل المفشوخ‬

‫كانت المياه تجــري لتصــب فــي بئر عميقــة حــوالي ‪3-2‬‬ ‫أمتار مبنــى علــى ســطح غرفــة واســعة وفــي أســفلها فتحــة‬ ‫صغيرة ينزل منها الماء بزخم على دولب خشبي مثبت علــى‬ ‫عامود كبير ومتصل بحجر مستدير مؤلف من حجرين ســفلي‬ ‫وعلوي‪ ،‬السفلي ثابت والعلوي متصل بالعــامود ومثبــت فيــه‪.‬‬ ‫وعندما يدور الدولب جــراء ســقوط الميــاه عليــه يــدير حجــر‬ ‫الطاحونـة العلـوي‪ .‬علـى الحـائط فـوق الحجـر كـانت هنـاك‬ ‫خزانة خشبية كبيرة تمل بالحبوب وينــزل منهــا الحــب بشــكل‬ ‫متوازن وبكميات قليلة إلى فم الحجر فيطحــن ويتحــول إلــى‬ ‫طحين ناعم ثم يعبأ في أكياس‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫أهم هذه المطاحن و مالكيها‪:‬‬ ‫في قرية النهر سبعة مطاحن وهي‪:‬‬ ‫اسم المالك‬ ‫آل العفيفي‬ ‫آل العفيفي‬ ‫محمود سعيد مرعي العفيفي‬ ‫ابراهيم حسين سليم‬ ‫آل العفيفي‬ ‫‪---‬‬‫‪----‬‬

‫اسم المطحنة‬ ‫مطحنة الفوارة‬ ‫مطحنة بركة التل‬ ‫مطحنة المفشوخ‬ ‫مطحنة المفشوخ )السفلى(‬ ‫مطحنة المطروف‬ ‫مطحنة أم قنطرة‬ ‫مطحنة أم حجرين‬

‫الجوامع في قرية النهر‬ ‫ل يوجد جامع بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمــة‪ .‬بــل كــان‬ ‫أهل القريـة يـؤدون الصـلة فـي غرفـة خاصـة للسـيد محمـد‬ ‫العفيفي وكانت في أول المر ديوان ثم خصصت للصلة أيــام‬ ‫الجمعة وفي المناسبات‪ .‬وأول خطيب كان شيخا ً مصريا ً أتى‬ ‫قاصدا ً الرتزاق في قرية النهر هو الشيخ أحمد المصري وقــد‬ ‫أقام في النهر وتزوج منها وخصص له راتب شهري‪.‬‬ ‫خلفه بعد رحيلــه عــن القريــة أســتاذ المدرســة الخاصــة‬ ‫الستاذ قاسم الفرماوي حيث كان يؤدي الصــلة جماعــة فــي‬ ‫أوقاتهــا‪ .‬وقــد فكــر الموســرون فــي القريــة فــي بنــاء جــامع‬ ‫ومدرسة للقرية وأحضروا الحجارة وبدأوا بجمع الموال لذلك‬ ‫واختير مكان مناسب هو ساحة السيد البدوي وتبلغ مســاحتها‬ ‫حوالي عشرة دونمات وكان ذلك عام ‪ .1947‬ولكــن النــزوح‬ ‫والهجرة نظــرا ً لحتلل القريــة مــن قبــل الصــهاينة حــال دون‬ ‫إتمام هذا العمل‪.‬‬ ‫هــذا ويتحــدث الجــداد عــن مقــام للســيد البــدوي علــى‬ ‫طــرف ســاحة الســيد البــدوي‪ .‬وكــانت تضــاء المشــاعل‬ ‫والشموع ليلة الجمعة تيمنا ً بالسيد رحمه الله‪.‬‬ ‫طرقات القرية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫تقع قرية النهر على الشارع العام )عكا‪-‬ترشيحا( ويمكن‬ ‫الدخول إليها من عدة طرق‪:‬‬ ‫‪ -1‬طريق بركة التل‪ :‬وهي طريق تصل القرية بالشــارع‬ ‫العام وطوله حوالي كيلومتر وهــو مرصــوف بالحجــارة فقــط‬ ‫وواسع يستعمل للمشاة والسيارات وغير مزفت‪.‬‬

‫احدى طرقات قرية النهر‬

‫‪ -2‬طريللق بركللة الفللوارة‪ :‬يصـــل القريـــة بالشـــارع‬ ‫ه حــوالي‬ ‫الرئيسي بواسطة جسر فــوق ميــاه الفــوارة‪ .‬طــول ً‬ ‫كيلومتر ويمر بين بســتان محمــود والمقــبرة‪ ،‬وهــو مرصــوف‬ ‫بالحجارة فقط ويستعمل للسيارات والمشاة والدواب‪.‬‬ ‫‪ -3‬طريللق مطحنللة المطللروف‪ :‬هــذا الطريــق يصــلها‬ ‫بقرى الغابسية والشيخ داوود والشيخ دنون وعمقــا وكويكــات‬ ‫وكفر ياسيف‪ .‬وهو طريق ترابي ل يصلح للسيارات في أيــام‬ ‫الشتاء ويمكن أن تمر عليه السيارات في الصيف فقط‪.‬‬ ‫‪ -4‬طريق الدبلة‪ :‬يصــلها بالبســاتين مــن الجهــة الغربيــة‬ ‫الجنوبية‪ ،‬وهــو طريــق ترابــي ول يصــلح إل للمشــاة والــدواب‬ ‫فقط‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪ -5‬الشارع الرئيسي‪ :‬هــذا الطريــق يصــل مدينــة عكــا‬ ‫بقرى السميرية والمزرعة ونهاريا والحميمة وأم الفرج والنهر‬ ‫والكابري وترشيحا‪ .‬هذا الشارع معبد ومزفــت وتســير عليــه‬ ‫السيارات والمشاة والــدواب إلــخ‪ .‬وطــوله بيــن قريــة النهــر‬ ‫وعكا حوالي ‪ 14‬كيلومتر‪.‬‬ ‫أما الطرق داخل القرية فهي ترابية مرصــوفة بالحجــارة‬ ‫فقط وغير مزفتة‪.‬‬ ‫الساحات في القرية‬ ‫توجد بعض الساحات في قرية النهر أهمها‪:‬‬ ‫‪ -1‬ساحة البلدة الرئيسية )ساحة جنينة العفيفي(‪:‬‬ ‫هي ساحة واسعة إلى حد كبير تقع بين جنينة العفيفــي وبيــت‬ ‫محمود ســعيد مرعــي العفيفــي‪ ،‬وتوجــد علــى جوانبهــا بعــض‬ ‫الشــجار الجميلــة وتمــر فيهــا ميــاه القريــة بقنــاة مــن ناحيــة‬ ‫الشرق‪.‬‬ ‫تســتعمل هــذه الســاحة فــي الجتماعــات العامــة وفــي‬ ‫العراس والعياد حيث تقام عليها الدبكة وتنار أثناء الليل في‬ ‫الحتفالت بمصابيح تعمل على الكاز )لوكسات(‪.‬‬ ‫‪ -2‬ساحة جنينة السيد البدوي‪ :‬هي ساحة جميلة تقــع‬ ‫شرقي البلدة كان رجال القريــة يجلســون فــي طرفهــا علــى‬ ‫مصطبة من العشب الجميل‪ .‬تمــر أمامهــا الطريــق ألمؤديــة‬ ‫الى القرى المجاورة )الغابسية‪ ،‬الشيخ داوود‪ ،‬والشــيخ دنــون‬ ‫وعمقا وكويكات( وكان يلعب فيها الولد أيضـًا‪ .‬وضـعت فــي‬ ‫هذه الساحة بعض الحجار الصوانية البيضاء وكان القصد منها‬ ‫بناء مدرسة حكومية وجامع فــي هــذه الســاحة )عــام ‪(1947‬‬ ‫ولكن النــزوح مــن القريــة والحــرب قضــت علــى هــذا الحلــم‬ ‫الجميل‪.‬‬ ‫‪ -3‬ساحة المدرسة‪ :‬تقع إلى الجنوب الغربي من البلدة‬ ‫وهــي قــرب المدرســة الخاصــة الوحيــدة فــي القريــة وهــذه‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الساحة ملعب لطلب المدرســة ولطفــال الــبيوت المجــاورة‬ ‫بعد انقضاء الدوام المدرسي‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫ساحة الدبة‪ :‬تقع الى الجنوب الغربي من البلــدة عنــد‬ ‫نهاية القرية على الطريق المــؤدي الــى قريــة إم الفــرج‬ ‫وهي محاطة بالبساتين من كل جانب‪.‬‬ ‫الحراج والمناطق الجبلية‬

‫قريــة النهــر عبــارة عــن ســهل واســع مــروي وبســاتين‬ ‫واسعة وليس فيه أحراج أو مناطق جبلية‪ .‬وأشير إلى وجــود‬ ‫بعض الشجار البرية في سياج البساتين أمثال السرو والحور‬ ‫والزرنزخت‪ .‬تقطع هذه الشجار عندما تعمر كثيرا ً وتستعمل‬ ‫أخشابها لعمل الثاث وسقف البيوت والوقود‪.‬‬

‫من أحراج القرية‬

‫شجر العنــبر وهــو شــجر أخضــر أوراقــه صــغيرة مســننة‬ ‫ويغرس في سياج البساتين ويقلــم بشــكل جميــل جــدا ً وفيــه‬ ‫بعض الشوك الطويل الــذي يشــبه شــوك الصــبار ولــه أزهــار‬ ‫صغيرة صفراء ذات رائحة جميلة جدًا‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫قرية‬ ‫قرية‬ ‫قرية‬ ‫قرية‬ ‫قرية‬ ‫قرية‬ ‫قرية‬

‫القرى المحيطة بقرية النهر‬ ‫الغابسية‬ ‫الشيخ داوود‬ ‫دنون‬ ‫أم الفرج‬ ‫الكابري‬ ‫الزيب‬ ‫البصة‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫المستعمرات اليهودية المحيطة بقرية النهر‬ ‫مستعمرة نهاريا‪ :‬قــامت علــى أراضــي النهــر وعلــى‬ ‫مسافة تبعد عــن القريــة حــوالي ‪ 6‬كــم إلــى الغــرب‪ .‬وهــذه‬ ‫الرض وهي تقدر بحــوالي ‪ 5000‬دونــم اشــتراها اليهــود مــن‬ ‫عائلة لبنانية هي آل التويني مـن بيــروت حيــث أقيمــت عليهـا‬ ‫هذه المستعمرة وأكثرية سكانها من النازحين اللمــان الــذين‬ ‫هاجروا إلى فلسطين في ثلثينيات هذا القرن‪.‬‬ ‫مستعمرة جدين‪ :‬تقــع إلــى الشــرق مــن قريــة النهــر‬ ‫وتبعد عنها حوالي ‪ 10‬كم وهي عبارة عن قلعة وســط ســهل‬ ‫واسع يقال أن الظاهر عمر بناها لمقاومة الصليبيين‪.‬‬ ‫مستعمرة حانوتا‪ :‬تقع فوق قرية البصة‪.‬‬ ‫وجميع أراضي هذه المستعمرات اشــتريت مــن عــائلت‬ ‫لبنانية وغيرهم‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الباب السابع ‪ -‬تاريخ قرية النهر‬ ‫قرية النهر قرية عربية قديمــة ومــا يثب ّــت هــذه الحقيقــة‬ ‫وجود آثــار تاريخيــة قديمــة فــي التــل والبســتان المســمى بــ‬ ‫"ظهر التل" حيث كان يعــثر علــى قطـع متعــددة مــن الفخــار‬ ‫والواني المختلفة‪ .‬وأيضا ً وجود بركــتين قــديمتين مــن الميــاه‬ ‫العذبة المتفجرة من داخلهما حيث أنها كــانت آهلــة بالســكان‬ ‫من القدم لن الحضارات القديمة كانت تقوم حول المياه‪.‬‬

‫آثار قديمة في قرية النهر‬

‫كانت القريـة‪ ،‬وهـي تـوأم لقريـة التـل‪ ،‬تقـع علـى رابيـة‬ ‫رمليــة قليلــة الرتفــاع كغيرهــا مــن الروابــي الكــثيرة فــي‬ ‫فلسطين‪ .‬وكانت تقوم فــوق موقــع كــان آهل ً قــديمًا‪ .‬وتشــير‬ ‫التنقيبات الحديثة التي قام بها آرون كمبنسكي إلــى أن النهــر‬ ‫وتوأمها التل‪ ،‬إلى جهة الغرب‪ ،‬كانتا تقعان على أنقاض أثريــة‬ ‫يعود تاريخها إلى القرن الثامن قبل الميلد‪ .‬وكانت قرية النهر‬ ‫تقوم فوق موقع أثري اسمه تــل القهــوة؛ وكــان موقعهــا فــي‬ ‫القسم الشرقي من السهل الساحلي في منطقة الجليل‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫ل بد أن الحداث التي مرت على عكــا كــانت تمــر علــى‬ ‫قريــة النهــر وتتــأثر بهــا ســلبا ً أو إيجابــًا‪ .‬ول شــك فــي أن‬ ‫الكنعانيين هم أول من سكن هذه البلدة لن اعتمــاد الســكان‬ ‫كان على الزراعة آنذاك وهــي مكــان خصــب للزراعــة‪ ،‬حيــث‬ ‫أنها قرية زراعية من الدرجة الولى ولذلك فإنها كــانت وطن ـا ً‬ ‫ملئما ً للمزارعين‪.‬‬ ‫أثناء حملة إبراهيم باشا على بلد الشام مر بقرية النهــر‬ ‫أجدادنا القدامى "آل العفيفي" ومنهم أمين وحســن العفيفــي‬ ‫اللذين كانا من الضباط المعروفيـن والمشـهورين فـي جيــش‬ ‫إبراهيم باشــا وقــد نزلــوا قريــة النهــر وأقــاموا فيهــا وأنشــأوا‬ ‫البساتين والمطاحن على الماء كما أثبتت تواريخ العائلة‪.‬‬ ‫في أوائل عام ‪ 1939‬نشبت الحرب العالمية الثانية بيــن‬ ‫الحلفــاء ودول المحــور‪ .‬واســتطاعت الحكومــة البريطانيــة‬ ‫المنتدبــة علــى فلســطين وبمســاعدة بعــض الحكــام العــرب‬ ‫القضــاء بــالقوة علــى ثــورة ألـــ ‪ 1936‬الــتي كــانت شــوكة‬ ‫مغروسة في قلب الصهيونية والتي لــو اســتمرت لمــا وصــلنا‬ ‫إلى ما وصلنا إليه الن من هجرة وفقدان للوطن‪.‬‬ ‫تأثرت قرية النهر بالزلزل التي أصــابت فلســطين وبلد‬ ‫الشــــام عــــام ‪1759‬م‪ ،‬و ‪ ،20/1/1828‬و ‪22/10/1886‬م‪.‬‬ ‫كذلك تأثرت بالطاعون الــذي تفشــى عــام ‪1838‬م وســقوط‬ ‫الثلــج غيــر المعتــاد فــي ‪ 16/4/1876‬والكــوليرا الــتي أودت‬ ‫بحياة الكثير من العائلت‪ .‬و‬ ‫كذلك الجراد أثناء الحرب العالمية الولى حيث أن كــثير‬ ‫من عائلت قرية النهر قد محيت عن بكرة أبيها ولم يبق منها‬ ‫أحد وكان كثير من أبناء العائلت يقومون بالتسول من الجوع‬ ‫بسبب القحط الذي سببه الجراد حيــث أكــل الجــراد الخضــر‬ ‫واليابس وأصــبحت الشــجار بيضــاء حيــث أكــل الجــراد لحــاء‬ ‫الشجار وأصبحت البلد قاعا ً صفصفًا‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫النهر تحت النتداب البريطاني‬ ‫بعد انتهاء الحرب العالمية الولى وضعت فلسطين تحت‬ ‫النتــداب البريطــاني وكــانت الهيكليــة الداريــة الــتي تتــولى‬ ‫شؤون عكا وقضائها تتألف من حاكم لواء الجليل ومركزه في‬ ‫الناصرة ويمثلــه فــي عكــا القائممقــام‪ .‬وهــذا المنصــب كــان‬ ‫يشغله علــى الــدوام مــواطن عربــي‪ .‬وقــد تــوالى علــى هــذا‬ ‫المنصب السادة‪ :‬نصري فيعاني‪ ،‬نجيب بوارشي‪ ،‬حنا بولس‪،‬‬ ‫عبد الرزاق قليبو‪ ،‬وبدر الفاهوم‪.‬‬ ‫يمثل القائممقام في القرية مخاتير‪ ،‬وكــان المختــار فــي‬ ‫قرية النهر السيد محمد عبده‪ ،‬وهـو رجـل مشـهور خـدم فـي‬ ‫الجيش العثماني أثناء الحــرب العــالمي الولـى‪ .‬وبعــد وفــاته‬ ‫اختار أهل القرية أبنه الوحيد قاسم عبده خلفا ً له مختارا ً على‬ ‫قرية النهــر‪ ،‬وبقــي فــي هــذا المنصــب حــتى انتهــاء النتــداب‬ ‫البريطاني عام ‪.1948‬‬ ‫ويساعد المختار لجنة من وجهاء القريــة للشــتراك معــه‬ ‫في خدمتها كجمــع التبرعــات أثنــاء النكبــات وتوزيــع العاشــة‬ ‫خلل الحــرب العالميــة الثانيــة والقيــام بمهمــات اجتماعيــة‬ ‫ضرورية للبلدة كالمطالبة ببناء مدرسـة حكوميـة وبنـاء جـامع‬ ‫للقرية والمطالبة بإصلحات لدى القائممقام لمصلحة القريــة‬ ‫وما شاكل من تبليط شوارعها وتزفيتها‪.‬‬ ‫دمر اليهود قرية النهر وتشتت أهلهــا فــي لبنــان وســوريا‬ ‫وغيرها من البلدان وكان ذلك في نيسان عام ‪.1948‬‬ ‫قــاوم أهــالي النهــر بكــل مــا أوتــوا مــن قــوة النتــداب‬ ‫البريطاني وتهويد فلسطين وشاركوا في الثورات خاصة ثورة‬ ‫‪ 1939-1936‬الكبرى‪.‬‬ ‫انسحبت بريطانيا من فلســطين فــي ‪ 15/5/1948‬وتــم‬ ‫اغتصاب فلسطين‪ .‬رزحت قرية النهر مثل اخواتها تحــت نيــر‬ ‫الغتصاب الصهيوني‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪1‬‬

‫المستعمرات السرائيلية على أراضي القرية‬

‫يشــير مــوريس علــى أن المســتعمرة الســرائيلية الــتي‬ ‫حلت محل القرية في سنة ‪ 1949‬هــي مســتعمرة بــن عمــي‬ ‫التي سميت باسم بن عمي بخــتر‪ ،‬قـائد الهاغانـاه الــذي قتـل‬ ‫في اشتباك وقع قرب نهاريا في آذار‪/‬مارس ‪ .1948‬كمــا أن‬ ‫العملية العسكرية التي سـقطت قريـة النهـر خللهـا‪ ،‬سـميت‬ ‫أيضا ً باسمه‪ .‬وثمــة مســتعمرة أخــرى‪ ،‬هــي كــابري تســتخدم‬ ‫أراضي القرية‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫وليد ألخالدي‪ ،‬كي ل ننسى‪ ،‬مؤسسة الدراسات الفلسطينية‪ ،‬ص‪.502 .‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الباب الثامن ‪ -‬السكان في قرية النهر‬ ‫كان تعداد السكان عام ‪ 1922‬حوالي ‪ 422‬نسمة و بلــغ‬ ‫عدد السكان ‪ 610‬نسمة‪ 2‬في عــام ‪ 1944/1945‬وبلــغ عــدد‬ ‫المنازل ‪ 120‬منز ً‬ ‫ل‪.‬‬

‫بيت في قرية النهر‬ ‫من الممكن‪ ،‬وإن لم يكــن مــن المرجــح‪ ،‬أن يمثــل هــذا الرقــم مجمــوع‬ ‫‪22‬‬ ‫َ‬ ‫سكان القريتين التوأمين‪ :‬النهر والتل‪ .‬واستنادا إلى الدباغ‪ ،‬فإن عــدد ســكان‬ ‫النهر وعدد سكان التل قد جمعا في إحصاء سنة ‪ ،1922‬غيــر أنــه فــي ســنتي‬ ‫‪ 1931‬و ‪ 1945‬لم يشر إل إلى النهر‪ .‬ويظن الدباغ أن الرقام من الحصاءين‬ ‫الخيرين كانت تضم التل أيضًا‪ .‬وربما يكون المر على غير ذلك‪ ،‬لنه إذا كــان‬ ‫إحصاء سنة ‪ 1931‬وإحصاء سنة ‪ 1945‬يضمان القريتين معًا‪ ،‬فإن معدل نمــو‬ ‫السكان سيكون عندئذ أقل بدرجة ل بأس فيها من غيره مــن قــرى المنطقــة‪.‬‬ ‫وفــي ســنة ‪ ،1922‬كــان مجمــوع ســكان القريــتين ‪ 422‬نســمة‪ .‬فــإذا كــان‬ ‫المجمــوع‪ ،‬وبعــد مضــي ‪ 23‬عام ـًا‪ ،‬قــد ازداد ‪ 187‬نســمة‪ ،‬فــإن معــدل النمــو‬ ‫المشترك للفترة ‪ 1945-1922‬كان ‪ %44.5‬فقط؛ وهو أقل كثيرا ً من معــدل‬ ‫النمو في القرى الخرى‪ .‬ويقول مخول ]‪ [117 :1977‬إن عدد سكان النهــر‬ ‫كان نحو ‪ 600‬نسمة في ســنة ‪ ،1948‬وعــدد ســكان التــل كــان ‪ 300‬نســمة‪.‬‬ ‫وهذا يمثل نسبة مئوية قدرها ‪%113.3‬؛ وهي نسبة أقــرب إلــى معــدل النمــو‬ ‫العام في المنطقة‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫وفي عام ‪ 1948‬قامت المنظمات الصــهيونية المســلحة‬ ‫بهدم القريتين و تشريد اهلهما البالغ عددهم ‪ 1056‬نســمة‪ ,‬و‬ ‫كان ذلك في ‪ 1948\5\21‬و يبلغ مجموع اللجئين من هــاتين‬ ‫القريتين في عام ‪ 1998‬حوالي ‪ 6482‬نســمة‪ .‬عــدد ســكان‬ ‫قرية النهر و التل منذ عام ‪ 1922‬و حتى عام ‪:1998‬‬ ‫عدد السكان‬ ‫‪ 422‬نسمة‬ ‫‪ 610‬نسمة‬ ‫‪ 1056‬نسمة‬ ‫‪ 6482‬نسمة‬

‫السنة‬ ‫‪1922‬‬ ‫‪1945‬‬ ‫‪1948‬‬ ‫‪1998‬‬

‫عائلت قرية النهر‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫البيومي‬ ‫أصلن‬ ‫العوام‬ ‫كرنيش‬ ‫مرعي )آل المصري(‬ ‫الشاويش‬ ‫عكر‬ ‫سبليني )آل نظيرة الغول(‬ ‫الشاذلي‬ ‫الفرماوي‬ ‫عطية )الوراس(‬ ‫سلم‬ ‫أبو كليب‬ ‫آل صقر‬ ‫موسى‬

‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫•‬

‫المليجي‬ ‫الزيني‬ ‫الطملوي‬ ‫موزه‬ ‫بديعة‬ ‫السقا‬ ‫دراز‬ ‫العفيفي )آل مرعي(‬ ‫السيد أحمد )الزحمد(‬ ‫أبو الخير‬ ‫الخطيب )الخطبية(‬ ‫الشراباتي‬ ‫الحاج محمود‬ ‫جبر‬ ‫مباركه‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫شجرة عائلة آل العفيفي‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫بيوت أهالي قرية النهر‬ ‫الحارة الشرقية – قرية النهر‬ ‫السم‬ ‫السم‬ ‫نجيب العفيفي‬ ‫ناجي العفيفي‬ ‫توفيق العفيفي‬ ‫رشيد العفيفي‬ ‫صبحي العفيفي‬

‫أبو محمود الخطيب‬ ‫محمود الخطيب‬ ‫محمد الخطيب‬ ‫عبده أحمد المصري‬ ‫محمود الشراباتي‬

‫رشاد العفيفي‬ ‫صلح العفيفي‬ ‫شريف العفيفي‬

‫حسن العوام‬ ‫الحاج محمود بكرية‬ ‫حسين عطية‬

‫خطر عطية‬ ‫أحمد العفيفي‬ ‫علي البرجاوي‬ ‫كرفدان العفيفي‬ ‫خديجة البياع‬ ‫خيرية العفيفي‬ ‫محمـــــود ســـــعيد حسين الطملوي‬ ‫مرعي‬ ‫توفيق راغب سليم خليل الطملوي‬ ‫لطفي راغب سليم محمد الطملوي‬ ‫نعيم حسين سليم الحاجة بكرية‬ ‫ابراهيــــم حســــين حسين موزة‬ ‫سليم‬ ‫شحادة الزحمد‬ ‫بيكة العفيفي‬ ‫مرعي مرعي الحسن‬ ‫الحاجة خديجة‬ ‫علي مرعي الحسن‬ ‫يوسف السعد‬ ‫كمــــــال علــــــي محمد أبو الخير‬ ‫العفيفي‬ ‫علي محمد أبو الخير‬ ‫يوسف الزحمد‬ ‫العبد أبو الخير‬ ‫حسين الزيني‬ ‫بديعة الصفر‬ ‫علي الزيني‬ ‫صالح بديعة‬ ‫محمد الزيني‬ ‫أحمد صفر‬ ‫محمود أبو الخير‬ ‫زوجة علي يونس‬ ‫درويش أبو الخير‬ ‫محمود موسى سليمان‬ ‫محمد أبو الخير‬ ‫كرنيـــــش أحمـــــد موسى محمود موسى‬ ‫الخطيب‬

‫السم‬ ‫حسن ياسين‬ ‫العبد موسى سليمان‬ ‫سمية السيد أحمد‬ ‫يوسف مرعي‬ ‫علـــــي إســـــماعيل‬ ‫الفرماوي‬ ‫محمد كليب‬ ‫حسين الفرماوي‬ ‫الشــــــيخ محمــــــود‬ ‫الشراباتي‬ ‫محمد علي الفرماوي‬ ‫إسماعيل الفرماوي‬ ‫حسين الزغلول‬ ‫محمد الزغلول‬ ‫حسن السقا‬ ‫محمد السقا‬ ‫قاسم الفرماوي‬ ‫ابراهيم الشاذلي‬ ‫علي الشاذلي‬ ‫حسن الشاذلي‬ ‫محمد الشاذلي‬ ‫أحمد الشاذلي‬ ‫محمود عطية‬ ‫فؤاد عطية‬ ‫محمد علي عطية‬ ‫راغب عطية‬ ‫أحمد عطية‬ ‫نظيرة الغول‬ ‫محمد سبليني‬ ‫شحادة سبليني‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الحارة الشرقية – قرية النهر‬ ‫محمد الحاج بكرية‬ ‫علي أبو الخير‬ ‫صالح أبو الخير‬ ‫قاسم أبو الخير‬ ‫أبو درويش سلم‬ ‫محمد سلم‬ ‫إم محمد عكر‬ ‫حسين إمباركي‬

‫شيخة الشراباتي‬ ‫فاطمة الشراباتي‬ ‫رمزية ياسين‬ ‫أبو محمد الزحمد‬ ‫أحمد الزحمد‬ ‫قاسم الشاويش‬ ‫عبد المنعم عبد المنعم‬

‫فايز سبليني‬ ‫محمود كايد سبليني‬ ‫العبد عطية‬ ‫أبو صالح عطية‬ ‫علي عيوش‬ ‫محمد امباركي‬ ‫عبد الله المنعم‬

‫الحارة الغربية – قرية التل‬ ‫العبد الزحمد‬ ‫محمود الزحمد‬ ‫محمد الزحمد‬ ‫سليم موسى‬ ‫حسين موسى‬ ‫محمد عبده دراز‬

‫قاســم محمــد عبــده محمود امباركي‬

‫دراز‬

‫أبو علي البيومي‬ ‫علي البيومي‬ ‫محمد بنات‬ ‫محمد لبناسي‬ ‫علي امباركي‬

‫موسى امباركي‬ ‫صالح امباركي‬ ‫احمد مباركي‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الباب التاسع ‪ -‬الحياة القتصادية في القرية‬ ‫قرية النهــر نمــوذج صــادق للحيــاة حيــث تعــاون الرجــال‬ ‫والنساء على القيام بالعمـال الزراعيـة الـتي كـانت المصـدر‬ ‫الرئيسي لسكان هذه القرية‪.‬‬ ‫يعيــش أهــالي القريــة علــى الزراعــة وخاصــة زراعــة‬ ‫الحمضـــيات وجميـــع أنـــواع الخضـــراوات والفـــواكه كـــالتين‬ ‫والزيتــون والعنــب والخــوخ والرمــان والكــي دنيــا والتفــاح‬ ‫والسفرجل والدراق الخ‪...‬‬ ‫في القرية كثير من الطواحين المقامة على مياه الينابيع‬ ‫تقوم بطحـن سـائر أنـواع الحبـوب كالقمـح والـذرة الصـفراء‬ ‫والذرة البيضاء‪ .‬وكانت هــذه الطــواحين المائيــة مصــدر رزق‬ ‫كثير من العائلت في القرية‪.‬‬ ‫كما يعمل قسم كبير من أهالي القريــة فــي معســكرات‬ ‫الجيش البريطاني )الكمب( كعمال وطباخين وما شــاكل مــن‬ ‫الخدمات التي يحتاجها الجيش في هذه المعسكرات‪.‬‬ ‫عند قطاف الحمضيات كان يقوم بهــذه المهمــة الرجــال‬ ‫والنساء على حد ســواء فتجــد الجميــع يغــادرون بيــوتهم إلــى‬ ‫البســاتين المحيطــة بالقريــة ويقومــون بقطــف الحمضــيات‬ ‫المتنوعة مثل اليافــاوي‪ ،‬والختملــي‪ ،‬والمــوردي‪ ،‬وأبــو صــرة‪،‬‬ ‫والكريــب فــروت‪ ،‬والبــوملي‪ ،‬واليوســف أفنــدي‪ ،‬والليمــون‬ ‫الحلو‪ ،‬والليمون الحامض‪.‬‬ ‫كانت الحمضيات تعبأ في صــناديق خشــبية حيــث توضــع‬ ‫الحبات ذات الحجــم الوســط فــي أســفل الصــندوق والحجــم‬ ‫الكبير في العلى ثم يغطى بالحشيش الخضر ويوضــع عليــه‬ ‫غطاء خشبي أو من الجنفيص‪ .‬عنــد المســاء تحضــر الشــاحنة‬ ‫الموكل إليها نقل البضاعة ويقوم كل مالــك بتحميــل بضــاعته‬ ‫وشحنها‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫عند الصباح يرافق كل صاحب بضــاعة بضــاعته ليشــرف‬ ‫على بيعها‪ ،‬ثم يعود في اليوم نفسه بعد الظهر حــامل ً فــاتورة‬ ‫بقيمة ما باعه صاحب الحسبة )البياع( ثمنـا ً للبضـاعة ويحضـر‬ ‫بضاعة جديدة لليوم التالي وهكذا دواليك‪.‬‬ ‫كانت السوق الرئيسية لهذه الحمضيات هي مدينة حيفــا‬ ‫في الدرجة الولى وتأتي بعدها مدينتي عكا وصفد‪.‬‬ ‫في قرية النهر بساتين كثيرة مغروسة بأشجار الزيتــون‪.‬‬ ‫أثناء موسم الزيتون يتعاون الرجال والنساء لقطفــه ثــم نقلــه‬ ‫إلى المعصرة لستخراج الزيت‪.‬‬ ‫في القرية معصرة على النمط القديم حيث يقوم حصان‬ ‫بإدارة الرحى "حجر الطاحون"‪ ،‬وبعد عصر الزيتون يعبــأ فــي‬ ‫أواني ليصبح معدا ً للبيع أو الستهلك المحلـي لنـه المعـروف‬ ‫في ذلك الوقت حيث كانت المادة الرئيسية للطبخ‪.‬‬ ‫الخضار والفواكه الخرى بجميع أنواعها كانت تــزرع فــي‬ ‫القرية‪ .‬وكانت الحبوب تزرع على نطــاق واســع مثــل القمــح‬ ‫والذرة الصفراء والذرة البيضاء والشــعير والعــدس والحمــص‬ ‫والفول وغيرها‪.‬‬ ‫كانت هذه المحاصيل تحصد ثم يتــم نقلهــا علــى الجمــال‬ ‫إلى البيدر حيث يجري درســها بواســطة نــورج "لــوح دراس"‬ ‫يجــره حصـان أو ثــور ويقــوم الــدراس بــالوقوف علــى اللــوح‬ ‫"النورج"‪ .‬ويستمر هذا العمل حوالي شهر تقريبًا‪ .‬يقــوم أهــل‬ ‫القريــة بعــد ذلــك بتــذريته بالمــذراة "مــذراة مصــنوعة مــن‬ ‫الخشب على هيئة شــوكة طعــام" لفصــل الحــب عــن القــش‬ ‫الناعم )التبن(‪.‬‬ ‫يعبأ القمح أو الذرة في أكيـاس متناســقة مـن الجنفيـص‬ ‫ويصبح معدا ً للبيع أو الخزن كمؤونة‪ .‬أما التبن فكان يســتعمل‬ ‫غذاًء للماشية كالبقر والغنم والماعز‪.‬‬ ‫الحياة في القرية والفصول الربعة‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الحياة في الصيف‪ :‬ينتهي العام الدراسي في أواخر شهر‬ ‫حزيــران مــن كــل عــام وبانتهــائه ينتهــي موســم الحمضــيات‬ ‫ويكون الفلح قــد أنهــى هــذا الموســم الجميــل والشــاق فــي‬ ‫نفس الوقت براحة واطمئنان ول يبقى في البستان إل بعــض‬ ‫الثمار كالليمون والحامض‪.‬‬ ‫يبــدأ عنــد ذلــك حــرث البســاتين وســقايتها وتبنيــدها‬ ‫والمحافظــة عليهــا كمــا يبــدأ قطــاف الخضــراوات المرويــة‬ ‫كالبندورة والباذنجان والكوسى والخيار والمقتى والبامية‪.‬‬ ‫كما يبدأ التحضير للحصاد بالنسبة للقمح والذرة وتحضير‬ ‫البيدر ودرس المحصول وجمعه‪.‬‬ ‫هذا الفصل هو فصل العمل الشاق‪ ،‬ترتفع فيــه الحــرارة‬ ‫فيقصد الشــباب والطفــال الــبرك للســباحة وتنهمــك النســاء‬ ‫بتحضير مؤونة الشتاء كالبرغــل والطحيــن والزعــتر والخضــار‬ ‫المجففة والمربيات وما شاكل‪.‬‬ ‫الحياة في الخريف‪ :‬تفتــح المــدارس أبوابهــا فــي أواخــر‬ ‫شــهر أيلــول ويــذهب الفلحــون إلــى كــروم الزيتــون لقطــف‬ ‫الثمار وجمعها واستخراج الزيت ويعملــون مــن الصــباح حــتى‬ ‫المساء خوفا ً من قدوم الشتاء الباكر‪.‬‬ ‫ويســتمر فــي هــذا الفصــل قطــف الخضــار المختلفــة‬ ‫لتسويقها في المدينة ثم يبدأ في آخــر الخريــف قطــف بعــض‬ ‫أصناف مــن الحمضــيات كــالكلمنتين‪ .‬تتغيــر الريــح فــي هــذا‬ ‫الفصل ويستعد الفلحون لستقبال فصل الشتاء حيــث تقــوم‬ ‫النساء بتطيين البيوت وجمع الحطب استعدادا ً للفصل البارد‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫شجرة الطقيعة‬

‫الحياة فللي الشللتاء‪ :‬يقصــر النهــار ويطــول الليــل ويكــثر‬ ‫العمل على الفلح فـي هــذا الفصـل‪ .‬هــو فصــل العمـل فـي‬ ‫بســاتين الحمضــيات مــن قطــف وتجهيــز للــبيع حيــث يمكــث‬ ‫الفلح هو وعائلته في البستان من مطلع الشمس إلى ما بعد‬ ‫المغيب ثم يعــود إلــى الــبيت منهــوك القــوى ممــا عانــاه مــن‬ ‫العمل والبرد المتواصل‪ .‬تتجمــع العائلــة حــول الموقــد طلبـا ً‬ ‫للدفء ويشـربون القهــوة والشـاي ويتجمـع القــارب لسـماع‬ ‫بعض القصص العربية القديمة أثناء السهرات‪ :‬الزيــر ســالم‪،‬‬ ‫عنــترة بــن شــداد‪ ،‬ابــو زيــد الهللــي‪ .‬واشــتهر بقــراءة هــذه‬ ‫القصص الستاذ قاسم الفرماوي وكان يوصف صــوته ونــبرته‬ ‫بعنترة بن شداد‪ ،‬وكذلك موسى محمود موسى وكان يوصــف‬ ‫صوته ونبرته بالنعومة والحنان ويلقب بأبو زيد الهللي‪.‬‬ ‫الحياة فلي الربيللع‪ :‬هــدوء الطبيعــة حيــث تغطــي الرض‬ ‫العشاب وتنتشر الورود والرياحين‪ .‬الزهــار فــي كــل مكــان‬ ‫ويبـــدأ الفلح بـــزرع البـــذور ومشـــاتل الخضـــار كالبنـــدورة‬ ‫والباذنجـــان والفلفـــل الـــخ‪ .‬وبـــذور الشـــجار المثمـــرة‪.‬‬ ‫الحمضيات بالدرجة الولى ثم الفواكه الخرى‪ ،‬ويبــدأ بزراعــة‬ ‫البقول كالملوخية والسبانخ والسلق والبقدونس وبذور بعــض‬ ‫الخضار أيضًا‪.‬‬ ‫فصل الربيع هو فصل الرحلت لطلب المــدارس خاصــة‬ ‫ولكل الناس عامة‪.‬‬ ‫الصناعات‬ ‫كان أهالي قرية النهــر والنســاء بشــكل خــاص يقومــون‬ ‫ببعض الصناعات اليدويــة الــتي يحتــاجون إليهــا فــي حاجــاتهم‬ ‫اليومية طبقـا ً لتــوفر المــواد الوليــة لصــنعها وهــي الصــابون‪،‬‬ ‫القورما‪ ،‬الشــعيرية‪ ،‬المفتــول )المغربيــة(‪ ،‬الفريــك‪ ،‬البرغــل‪،‬‬ ‫الكشك‪ ،‬الكبيس على أنواعه المختلفة‪ ،‬الزعتر )دقة(‪ ،‬النشا‪،‬‬ ‫واللبان‪ ،‬والجبان‪ ،‬والزبدة‪ ،‬والسمن البلدي‪ ،‬وأطباق القــش‪،‬‬ ‫والسلل والقفــف والمكــانس المصــنوعة مــن البلن والغــزار‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫ومــن نبــات المكــانس النــاعم‪ ،‬والمحــراث )عــود الفلحــة(‬ ‫ويستعمل في حراثة الرض‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫المحراث‬ ‫أجزاء المحراث‪:‬‬ ‫•‬

‫الوصلة‬

‫•‬

‫البرك‬

‫•‬

‫الذكر‬

‫•‬

‫الناطح‬

‫•‬

‫الكابوسة‬

‫•‬

‫السكة‬

‫•‬

‫النير الذي يوضع قرون الثيران‬

‫• المنساس )المساس( – العبوة – الزغــت )مســمار‬ ‫في رأس المساس(‬ ‫•‬

‫الزغلية وتستعمل للشرعة‬

‫•‬

‫الشرعة‬

‫•‬

‫البيور )فوق الذكر(‬ ‫صناعة الخبز‬

‫كان يصنع الخبز على أنــواعه المختلفــة )كمــاج‪ ،‬عــويص‬ ‫)مرقوق((‪،‬كذلك كانت النسـاء تقـوم بعمـل الفرنيـة "للخـبز"‬ ‫والكــانون‪ ،‬والموقــد‪ ،‬والــداخون فــي الــبيت‪ ،‬والرفــوف علــى‬ ‫أنواعها المختلفة‪ ،‬والخوابي الترابية لحفظ القمح‪.‬‬ ‫الفرن‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫يصنع الفرن من الطين البيض أيضا ً وشــكله مربــع ولــه‬ ‫قاعــدة وســطح وبــاب صــغير ولــه مــدخنه‪ .‬وهــو مكــون مــن‬ ‫طبقتين‪ ،‬الموقد في الطبقة السفلى حيــث يوضــع الحطــب ‪,‬‬ ‫ومكان الخبز في الطابق العليا ويستعمل لخبز الكماج‪.‬‬ ‫الطابون‬ ‫الطــابون فيشــبه الطنجــرة وهــو مصــنوع مــن الطيــن‬ ‫البيض الخاص وصـناعته تحتـاج إلـى عنايـة كـبيرة ويسـتغرق‬ ‫بضعة أيام وله فتحة في أعله ولها غطــاء مــن الطيــن أيض ـًا‪.‬‬ ‫بعد أن يجف تحفر له حفرة في الرض ويوضــع فيهــا وتوضــع‬ ‫على جوانبه القصل )المأخوذة من قش القمح( ويشعل بالنار‬ ‫ثم يوضع في قاع الطابون الرضف )وهــي قطــع صــغيرة مــن‬ ‫الفخار المكسر تساعد على زيادة السخونة في الطابون(‪.‬‬ ‫يوضع داخل الطابون حــوالي ‪ 5-3‬أرغفــة طبقـا ً لحجمــه‬ ‫ثــم يغطــى بالنــار الملتهبــة ويــترك لمــدة ربــع ســاعة و كــان‬ ‫يستعمل أيضا لطهي ألطعام وخاصة المحمر على أنواعه‪.‬‬ ‫الكانون‬ ‫الكانون )المنقل( من الطين البيض وهو أنواع وأحجــام‬ ‫مختلفــة لــه فــي طرفيــه مســلتان )مقبضــان( لحملــه‪ ،‬وفــي‬ ‫وسطه قاعدة دائرية يرتكز عليها‪ .‬يستعمل لوضع الجمر في‬ ‫أيام الشتاء للتدفئة‪ .‬ســمي كــانون لنــه يســتعمل فــي أشــهر‬ ‫البرد وهي كانون الول وكانون الثاني‪.‬‬ ‫صناعة البندوره‬ ‫رب البندورة‪ :‬تعصر البندورة وتغلى علــى النــار‬ ‫‬‫بعــد تصــفيتها مــن البــذور وتبقــى علــى نــار هــادئة بعــد ذلــك‬ ‫فتتحول إلى عجينة رخــوة تســمى رب البنــدورة وتوضــع فــي‬ ‫مرتبانات من الزجاج وتستخدم في الطبخ أثناء الشتاء‪.‬‬ ‫شراب البندورة‪ :‬يســتعمل كشــراب لذيــذ بعــد‬ ‫‬‫عصرها وإضافة قليل من الملح إليها وهي شــائعة الســتعمال‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫في المقاهي والمنازل وهي مفيدة جدا ً للصحة ويوصي الكثير‬ ‫من الطباء بتناول شراب البندورة يوميًا‪.‬‬ ‫صناعة الحلويات والمربيات‬ ‫كعك العيد‪ ،‬الحلويـات‪ ،‬دبـس الـتين والعنـب والخـروب‪،‬‬ ‫معقود التين والعنب‪ ،‬الفواكه والخضار المجففة‪.‬‬ ‫القمر الدين‪ :‬عندما ينضج ثمر المشمش يــدخل فــي‬ ‫صناعة قمر الدين‪ .‬تجمع الثمار وتحضر لهــا بركــة مصــنوعة‬ ‫من السمنت وتوضع الثمار في داخلها وتعصر بشكل جيد ثــم‬ ‫يصفى العصير ويصب على ألواح خشبية طول اللــوح حــوالي‬ ‫خمســة أمتــار بعــرض نصــف مــتر مدهونــة بزيــت الزيتــون‪.‬‬ ‫يسكب عصير المشمش الجامد بواسطة إبريق أو كأس على‬ ‫هذه اللواح وينشر تحت الشمس حتى يجــف ثــم يســلخ عــن‬ ‫هذه اللواح ويلف كما يلف القماش كل لفة طولها حــوالي ‪3‬‬ ‫أمتار‪ .‬بعد ذلك يغلف بورق نايلون ناعم ويســمى "لفــة قمــر‬ ‫الدين" حيث يرسل للبيع في السواق المحلية والخارجية‪.‬‬ ‫عند الستعمال ينقع في الماء ويضاف إليــه القليــل مــن‬ ‫السكر ثم يخفق ويصبح صــالحا ً للكــل ويكــثر اســتعماله فــي‬ ‫شهر رمضان لنه يساعد الصـائم علـى تحمـل العطـش أثنـاء‬ ‫هذا الشهر الكريم‪ .‬كما يصــنع منــه الشــراب البــارد ويشــربه‬ ‫الناس أثناء فصل الحر‪.‬‬ ‫يصنع من المشمش الكــثير مــن المربيــات حيــث يغلــى‬ ‫على النار بإضافة السكر اليه ثم يحفظ في مرطبانات خاصة‬ ‫وتباع في السواق المحلية والخارجية‪.‬‬ ‫يجفف ثمر المشمش بوضعه على ألواح خاصة كمــا هــو‬ ‫وبذرته بـداخله وحيـن يجـف يوضـع فـي علـب خاصـة ويقـدم‬ ‫للكل كما هو أو ينقع في الماء ويؤكل ويسمى "النقوع"‪.‬‬ ‫تربية الماشية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫تربى المواشي في قرية النهر لحاجــة الفلح للســتفادة‬ ‫منها بالزراعة وهي توأم مكمل للزراعة‪.‬‬ ‫أنواع المواشي في القرية هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬البقر‪ :‬كان عنــد الفلح فــي القريــة بصــورة عامــة‬ ‫ثوران أو أربعة ثيران ذكور للفلحــة )حــرث البســتان( وبقــرة‬ ‫أنثى أو بقرتين للســتفادة مــن الحليــب ومشــتقاته‪ .‬وللبقــار‬ ‫أسماء مختلفة كانت تطلق عليها وينهر الثــور البقــرة باســمه‬ ‫المعروف به فمثل ً يسمى الثور‪ :‬عريس‪ ،‬حجول‪ ،‬أعتر‪ ،‬زهير‪،‬‬ ‫أســمر‪ ،‬نجيــم‪ .‬وتســمى البقــرة‪ :‬عــروس‪ ،‬نجيمــه‪ ،‬عــترة‪،‬‬ ‫مبرقة‪ ،‬زهرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬الماعز‪ :‬كـان الفلح فـي قريـة النهـر يربـي عنـزة‬ ‫شامية أو عنزتين )يكون لونها في الغالب أحمر( ويستفيد من‬ ‫حليبها‪ .‬والمعزاة الشامية غزيرة الحليــب أكــثر مــن المعــزاة‬ ‫البلدية‪ .‬وكــان يســتفيد أيضـا ً مــن أولدهــا فــإن كــانوا ذكــورا ً‬ ‫يستفيد من لحمها أثناء العياد )صاعور العيد(‪.‬‬ ‫‪ -3‬الغنــم‪ :‬يســتفيد الفلح مــن النــثى بحليبهــا والــذكر‬ ‫يستفاد من لحمه‪ .‬كان الغنم يربى بشكل محــدود فــي قريــة‬ ‫النهر‪.‬‬ ‫‪ -4‬الجمال‪ :‬كان في القرية بعـض الجمــال ول ننسـى‬ ‫المثل الشعبي القائل "جمــل المحامــل" و كــان يســتفاد منــه‬ ‫في حمل الثقال لمسافات بعيــدة لــذلك اســتعمل فــي قريــة‬ ‫النهر لحمل صناديق البرتقال من البساتين الــتي ل توجــد لهــا‬ ‫طرقات مزفتة في فصل الشتاء وفي نقل غمــار القمــح إلــى‬ ‫البيدر ومن ثم نقل أكياس القمح والذرة إلى البيت‪.‬‬ ‫ول أزال أذكر بعض فلحي قرية النهر الذين كان عندهم‬ ‫جمال وهم على سبيل المثال‪:‬‬ ‫سم المالك‬ ‫محمود أبو الخير ودرويش أبو الخير‬ ‫أبو حسين الطملوي وخليل‬

‫عدد الجمال‬ ‫‪ 3‬جمال‬ ‫‪ 4‬جمال‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الطملوي‬ ‫حسين موزة‬ ‫محمد النابلسي‬ ‫على امباركي‬

‫‪ 2‬جمل‬ ‫‪ 2‬جمل‬ ‫‪ 2‬جمل‬

‫‪ -5‬الخيل‪ :‬لعبت الخيل دورا ً كبيرا ً في السباقات التي‬ ‫كانت تجري في قرية النهر‪ ,‬كذلك في تطويف العريس وزفة‬ ‫العروس " أثناء العرس في حقــول الزيتــون مكــان الحتفــال‬ ‫"زيتون القاضي"‪ .‬وكان يتم حذو الخيل والحمير والبغال فــي‬ ‫فصل الشتاء حيث يأتي بيطري من عكا "أبو محمود العدوي"‬ ‫لهذه الغاية‪ .‬أســتعملت الخيــل أيض ـا ً فــي درس القمــح لجــر‬ ‫النورج‪.‬‬ ‫‪ -6‬الحمير‪ :‬ل تجد فلحا ً في قرية النهر ل يقتنــي فــي‬ ‫بيته حمارًا‪ ،‬فهو شائع الستعمال في هذه القرية نظرا ً لصبره‬ ‫وتحمله المشاق والمعيشة الخشنة‪ .‬ويســتفاد منــه للركــوب‪،‬‬ ‫ولنقل منتجات البساتين‪.‬‬ ‫‪ -7‬البغل‪ :‬والده الحمــار وأمــه الفــرس وهــو عــاقر ل‬ ‫يلــد‪ .‬أقــوى مــن الحمــار والحصــان فــي قــدرته علــى حمــل‬ ‫الثقال‪ ،‬نادر في قرية النهر حيث كان يوجد حوالي ‪ 4‬بغال‪.‬‬ ‫تربية الرانب‬ ‫بعض الفلحيــن فــي قريــة النهــر كــانوا يقومــون بتربيــة‬ ‫الرانب وهي حيوانات صغيرة يستفاد من لحمها وفرائها‪ .‬أما‬ ‫أنواعها فهي‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫كبير الحجم )هولندي(‬

‫‪-‬‬

‫صغير الحجم )بلدي(‬ ‫تربية النحل‬

‫شاعت تربية النحل في قرية النهر منذ زمــن بعيــد جــدا ً‬ ‫فقد اقتنــاه الجــداد ويربيــه الفلح وخاصــة النســاء المســنات‬ ‫قرب البيت أو في البستان على السواء وقلما تجد فلحا ً فــي‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قرية النهر ل توجد عنده منحلة )مجموعة من النحــل(‪ .‬يبنــي‬ ‫الفلح مجموعة من الصناديق الخشبية ويضــعها فــوق بعضــها‬ ‫ويغلقها ويجعل فيها ثقوبا ً صغيرة حتى يــدخلها النحــل ويخــرج‬ ‫منها‪.‬‬ ‫والنحل بحاجة إلى عناية كبيرة لخدمته والمحافظة عليه‬ ‫فعدوه الول هو الدبور ثم الجرذون الذي يأكل النحل‪.‬‬ ‫ويبنى داخل البيت أقراصا ً من الشمع على هيئة فتحــات‬ ‫صغيرة وهي مســتطيلة الشــكل ومثقوبــة فـي داخلهــا يملهــا‬ ‫بالعســل الــذي يجنيــه مــن أزهــار البســاتين والزهــار البريــة‬ ‫ويحوله بلسانه إلى شهد لذيذ الطعم‪.‬‬ ‫ويســمى بيــت النحــل "قفيــر النحــل"‪ .‬ويجنــي النحــال‬ ‫"الموكــل بقطــف العســل واســتخراجه" العســل مرتيــن فــي‬ ‫العام‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫فصل الربيع ويسمى العسل الربيعي‬

‫‪-‬‬

‫فصل الخريف ويسمى العسل الخريفي‬

‫ولكل من هذه النواع ميزات خاصة وطعمه لذيــذ طبقـا ً‬ ‫للزهار التي يتغذي عليها النحل‪.‬‬ ‫والنحل يعمل بجد ونشاط طيلة النهار فيبني أول ً الشمع‬ ‫ثم يبدأ بملئه بالعسل‪ .‬يقطف النحال الذي يلبس لباسا ً خاصا ً‬ ‫يغطي وجهه ويديه خوفا ً من لسع النحــل حيــث يقــول المثــل‬ ‫"ول بــد دون الشــهد مــن لســع النحــل"‪ .‬ثــم يعصــر الشــمع‬ ‫ويســـتخرج منـــه العســـل حيـــث يعبـــأ فـــي أوعيـــة خاصـــة‬ ‫"مرطبانات" وهــو غــالي الثمــن ومفيــد للصــحة وغــذاء جيــد‪.‬‬ ‫ويترك للنحل في القفير كمية من العسل لكي يتغذى بها‪.‬‬ ‫والنحــل طيــر اجتمــاعي يؤلــف مملكــة تســمى مملكــة‬ ‫النحل داخل القفير ولها ملكة وعمال )الناث( وذكور ووظيفة‬ ‫الملكة وهي أكبر حجما ً من النحل وضع البيض وتتغــذى بنــوع‬ ‫خاص من العسل أبيض اللون‪ .‬أمــا الــذكور فوظيفتهــا تلقيــح‬ ‫الملكة‪ .‬والناث فهن العـاملت فـي الخليـة ويقومـون بعمـل‬ ‫الشمع وجني رحيق الزهار لعمل العسل‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الطيور‬ ‫‪ -1‬الطيور الجوية البيتيللة‪ :‬تهتــم عــائلت قريــة النهــر‬ ‫دون استثناء بتربية الطيور الداجنة ويندر أن تجد أحدا ً ل يهتــم‬ ‫بها وهي الدجاج بالدرجة الولى ثم الحبــش )الــديك الرومــي(‬ ‫والوز والبط والحمام‪ .‬ويستفاد مــن لحمهــا وبيضــها وريشــها‬ ‫وروثها )يستعمل للتســميد( ويوجــد فـي كــل بيــت قــن )خــم(‬ ‫للدجاج‪.‬‬ ‫يبنى القن عادة فــي إحــدى زوايــا الــدار ويكــون حجمــه‬ ‫طبقا ً لعداد الطيور التي تبيت بــه ويوضــع فــي داخلــه عصــي‬ ‫تصل من الحائط للحائط ليبيت عليها الدجاج ولــه بــاب يغلــق‬ ‫أثناء الليــل حفاظ ـا ً علــى هــذه الطيــور مــن القطــط والكلب‬ ‫المفترسة‪ .‬والثعلب هو عدو الدجاج الول‪.‬‬ ‫أمــا الحمــام فتقــام لــه بيــوت خاصــة فــوق الســطوح‬ ‫مصنوعة من الخشب‪.‬‬ ‫تتغــذى هــذه الطيــور بالقمــح والــذرة البيضــاء وبعــض‬ ‫العلف كالكرسنة والنخالة‪.‬‬ ‫وألذ هذه اللحوم هو لحم الحمــام عنــدما يكــون صــغيرا ً‬ ‫ويسمى زغلول حمام‪.‬‬ ‫‪ -2‬الطيور البرية الجارحة‪ :‬النسر‪ ،‬الشــوحه‪ ،‬الغــراب‪،‬‬ ‫البوم‪ ،‬الباشق‪ .‬وهذه الطيور هي عــدو لــدود لصــغار الــدجاج‬ ‫والحمام‪.‬‬ ‫‪ -3‬الطيللور البريللة غيللر الجارحللة‪ :‬الحمــام الــبري‪،‬‬ ‫الترغــل‪ ،‬الرقطــي‪ ،‬أبــو زريــق‪ ،‬البلبــل‪ ،‬الــدوري‪ ،‬الشــحرور‪،‬‬ ‫الحسون‪ ،‬الزرعي‪ ،‬ديك الصفر‪ ،‬الهدهد‪ ،‬السنونو‪ ،‬الوروار‪ ،‬أبو‬ ‫الحن )الشحيتي(‪ ،‬القبرة‪ ،‬الخضر‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪ -4‬الطيللور البريللة المهللاجرة‪ :‬الــوز العراقــي‪ ،‬البــط‬ ‫البري‪ ،‬الفر‪ ،‬السمن‪ ،‬الشرقرق‪ ،‬دجــاج الرض )يعيــش قــرب‬ ‫الماء(‪ ،‬أبو سعد‪ ،‬السنونو‪ ،‬الهدهد‪.‬‬ ‫الزواحف والحشرات‬ ‫الفاعي متنوعة الشكال والحجام‪ .‬يشتد خطرهــا فــي‬ ‫الربيــع والصــيف وهــي أنــواع كــثيرة منهــا الحمــر‪ ،‬والســود‪,‬‬ ‫المرقــط‪ .‬كــذلك مــن أنــواع الزواحــف الحربــاء‪ ،‬الجــرذان‪،‬‬ ‫الفئران‪ ،‬السحالي‪ ،‬الخلد‪ ،‬العقرب‪ ،‬أم أربعة وأربعين‪.‬‬ ‫أما الحشرات المنتشــرة فــي قريــة النهــر فنــذكر منهــا‪:‬‬ ‫الدبور‪ ،‬الصرصــور‪ ،‬الخنفســاء‪ ،‬العــث‪ ،‬البــق‪ ،‬الــذباب‪ ،‬الزيــز‪،‬‬ ‫البرغش‪ ،‬الجندب‪ ،‬العنكبــوت‪ ،‬العاســوق‪ ،‬القمــل‪ ،‬الــبراغيث‪،‬‬ ‫وآخرها وأخطرها الجراد الذي يأتي مهاجرا ً من الصحاري فـي‬ ‫بعض السنين ويأكل الخضر واليابس عندما يكون زاحفًا‪.‬‬ ‫الحيوانات البرية‬ ‫‪-1‬‬

‫الحيوانات المفترسة‪:‬‬

‫الضبع‪ :‬يوجد في بعــض المــاكن فــي قريــة النهــر‬ ‫‬‫وقد شاهده بعضهم فـي البســاتين قـرب الســياجات الغزيــرة‬ ‫بالنباتــات المتســلقة وهــو يخــرج فــي الليــل للســطو علــى‬ ‫الحيوانات الصغيرة كالماعز والخرفان والطيور ويقترب كثيرا ً‬ ‫من بيوت القرية‪.‬‬ ‫الذئب‪ :‬كلــب كــبير‪ .‬يعيــش فــي ســياج البســاتين‬ ‫‬‫ويهاجم الماعز في البساتين والحقول‪.‬‬ ‫الثعلب‪ :‬تكثر الثعالب فــي بســاتين النهــر وخاصــة‬ ‫‬‫أثناء الصــيف وقــرب كــروم العنــب ويبحـث عـن طعـامه فـي‬ ‫النهار والليل وخاصة مهاجمة أقنان الدجاج في الحقول‪.‬‬ ‫الغريري‪ :‬يعيش فــي ســياج العليــق المحيــط فــي‬ ‫‬‫الحقل‪ .‬يأكل ثمار الشجار وخاصة التبن‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫الحيوانات الليفة آكلة اللحوم‪:‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫القط‪ :‬يربــى فــي الــبيوت ويتغــذى بــاللحوم أليــف‬ ‫‬‫ينظف البيت من الحشــرات والزواحــف خاصــة الفئران وهــو‬ ‫عدو لدود للفـاعي حيـث يقـوم بمهاجمـة الفعـى مهمـا كـان‬ ‫حجمهــا ويســتطيع ايقافهــا ومنعهــا مــن التحــرك حــتى يتنبــه‬ ‫صاحب البيت اليها ويقتلهــا‪ .‬وفــي كــثير مــن الحيــان يتمكــن‬ ‫القط من القضاء عليها‪.‬‬ ‫الكلب‪ :‬نوعان‪ ،‬الســلوقي ويســتعمل للصــيد وقــد‬ ‫‬‫ً‬ ‫سمي سلوقيا نسبة إلــى قريــة ســلوقيا اليمنيــة الــتي تشــتهر‬ ‫بتربية هذا النوع من الكلب‪ .‬والكلب العادي )كلب الحراسة(‬ ‫وهــو أنــواع متعــددة ذات أشــكال مختلفــة وأحجــام كــثيرة‬ ‫ويســتعمل فــي قريــة النهــر لحراســة البســاتين والــبيوت‪.‬‬ ‫والكلب مشهور بوفائه للنسان ومخلص جدًا‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الحرف في القرية‬ ‫كانت المهنة ترتبط بحاجة المجتمع ولذلك اهتــم النــاس‬ ‫بالحرف الضرورية لحياتهم اليومية‪ .‬وأهم هذه المهن‪:‬‬ ‫‪ -1‬نجار عربي‪ :‬كان يقــوم بهــذه المهنــة حســين الزينــي‬ ‫وحسين موســى وكــانوا يصــنعون البــواب والنوافــذ الخشــبية‬ ‫للبيوت وآلت الفلحة كالكادوســة والمســاس والــبرك والنيــر‬ ‫والناطح‪ .‬وأيضا ً طاولت الخبز )الطبلية( وصــناديق الملبــس‬ ‫وغيرها من حاجات سكان القرية‪.‬‬ ‫‪ -2‬الحلق‪ :‬كان يحضر إلى قريــة النهــر حلق اســمه أبــو‬ ‫حسن ويقوم بعدة مهن‪ :‬الحلقــة‪ ،‬الطهــور‪ ،‬التشــطيب‪ ،‬فقــأ‬ ‫الدمامل وغيرها‪ .‬وأيضا ً اشتهر في الحلقة أحمــد غــانم )أبــو‬ ‫غانم( حيث كــان يجلــس علــى صــندوق مــن الخشــب ويقــوم‬ ‫بحلــق الــذقن والــرأس وأحيانــا ً يقــوم مقــام الطــبيب بقلــع‬ ‫السنان‪.‬‬ ‫‪ -3‬الكندرجي‪ :‬مهمتــه صــناعة الحذيــة الجديــدة وترقيــع‬ ‫الحذية القديمة وتصليحها وكـان يقـوم بهـذه المهمـة يوسـف‬ ‫مرعي الملقب )يوسف المصري( وابنه أسعد يوسف مرعي‪.‬‬ ‫والحذية نوعان من حيث صنعها‪ :‬حذاء بمسمار وثمنه حوالي‬ ‫‪ 10‬قروش وحذاء تخييط بخيط مصيص مشمع يقوم بتخييطه‬ ‫بيده وبعــد مــدة اشــترى ماكينــة خياطــة )ماكينــة رجــل لــدرز‬ ‫الحذية وتخييطها(‪.‬‬ ‫‪ -4‬السمكري‪ :‬كان يحضر إلى قرية النهر من وقت لخــر‬ ‫بعض الســمكريين‪ .‬الســمكري يحمــل صــندوقا ً خشــبيا ً علــى‬ ‫ظهره يحوي مقص حديد وتنك وبريموس ويقوم بعمل أباريق‬ ‫من التنك ولحم بعض الواني المصنوعة من التنــك بالقصــدير‬ ‫وتصليح البريموس )بابور الكاز( وما شاكل‪.‬‬ ‫‪ -5‬المبيض‪ :‬لما كانت أواني الطبخ جميعها مــن النحــاس‬ ‫فقــد كــانت هــذه الوانــي بحاجــة إلــى تــبييض )طلــي بمــادة‬ ‫القصدير( وهذه المهنة لها معلم ماهر )يسمى مبيض(‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫كان المبيض يحضر من قرية جويا في لبنان حامل ً علــى‬ ‫ظهره الكور وهو عبارة عن جلد ماعز مصنوع بشــكل منفــاخ‬ ‫كبير ومثبت في فوهته ماسورة من الحديد ومهمة هذا الكــور‬ ‫هي النفخ‪.‬‬ ‫والمبيض بحاجة إلى مساعد أو أكثر للقيام بهــذا العمــل‬ ‫وأيضا كيس مملوء بالفحم الحجري‪ .‬يحفر حفرة فــي طــرف‬ ‫الساحة العامة )جنينة الســيد البــدوي( ثــم يضــع الفحــم فيهــا‬ ‫ويشعله ويبــدأ بالنفــخ بــالكور فيشــتعل الفحــم ويصــبح احمــر‬ ‫قاني‪ ،‬ثم يضع الطنجرة أو الوعـاء المـراد تبييضـه علـى النـار‬ ‫حتى تحمر كالجمر ويقوم بجليها بمــواد مختلفــة بعــدها يقــوم‬ ‫بطليها بالقصدير بطريقة خاصة حتى تصبح لماعة كالفضة‪.‬‬ ‫‪ -6‬قلللع الضللراس و تركيللب أسللنان ذهللب‪ :‬كــانت‬ ‫الطريقة بدائية بدون بنج ويقوم الحلق بهذه المهمــة‪ .‬يوضــع‬ ‫بعد القلع على السن ماء وملـح حيــث يتمخمـض فيهـا خشــية‬ ‫التهابهــا‪ .‬وفــي كــثير مــن الحيــان كــان يحضــر بعــض الغجــر‬ ‫)النور( يحمل معه شنطة جلدية وهم مهرة في قلــع الســنان‬ ‫حيث يقوم بقلع السن بواسطة كلبة )كماشــة(‪ .‬كــذلك كــان‬ ‫يلبس السن بالذهب وأحيان ـا ً يركــب أســنان مــن مــادة صــلبة‬ ‫بيضاء بلون السنان يقوم بعملها وتجمد بسرعة وهي شــديدة‬ ‫الصلبة وأحيانا ً يقوم بتركيب طقم أسنان وتسمى )ألشدة(‪.‬‬ ‫‪ -7‬الراعي‪ :‬راعي العجال‪ .‬يجمع راعي العجــال القطيــع‬ ‫في الصباح ويقوده إلى المراعي ثم يعود به في المساء إلــى‬ ‫القرية‪ ،‬ويتقاضى من أصحاب المواشي أجــرة ســنوية وهنــاك‬ ‫رعـاة عنــد فلح لوحــده و ذلــك حســب عــدد المواشــي الــتي‬ ‫يمتلكهًا‪.‬‬ ‫‪ -8‬القصاب )الجزار(‪ :‬ويســمى باللغــة العاميــة اللحــام‪.‬‬ ‫كانت الذبائح في قرية النهر أغلبها من المــاعز والغنــم وذلــك‬ ‫لصــغر هــذه القريــة‪ ،‬وأحيانــا ً البقــر وخاصــة العجــول‪ .‬أمــا‬ ‫الجزارون في قريــة النهــر فهــم يوســف الســيد احمــد‪ ،‬علــى‬ ‫الشاذلي‪ ،‬محمد كليــب‪ ،‬مصـطفى الســيد أحمــد‪ .‬كـان سـعر‬ ‫الرطل يتراوح بين ‪ 15-10‬قرشًا‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪ -9‬البراك‪ :‬هــو الرجــل المكلــف بالقيــام بطحــن القمــح‬ ‫والذرة في المطحنة وخدمة المطحنــة وإدارتهــا وأيض ـا ً يقــوم‬ ‫بعصر الزيتون في المعصرة لستخراج الزيــت‪ .‬وأذكــر منهــم‬ ‫أبو صلح )رجل مسن(‪ ،‬حسن السقا‪ ،‬أبــو محمــود الخطيــب‪،‬‬ ‫يحيى الحلبي‪.‬‬ ‫‪ -10‬الفلح‪ :‬الغالبية مــن أهــالي قريــة النهــر هــم فلحــون‬ ‫ومزارعون يعملون في الحقول‪.‬‬ ‫‪ -11‬الطعيم‪ :‬هو الذي يقوم بتطعيــم الشــجار البريــة إلــى‬ ‫جويــة كالحمضــيات بأنواعهــا والمشــمش والزيتــون والتــوت‬ ‫والجرنــك والكــي دنيــا‪ .‬ومــن أشــهر المطعميــن فــي النهــر‪:‬‬ ‫مرعي حسن مرعي )أبو حسن(‪ ،‬توفيق راغب ســليم‪ ،‬أســعد‬ ‫هويدي‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫‪ -12‬النحال‪ :‬هو الفلح الذي يقوم بخدمة المنحلة وقطــف‬ ‫العســل والشــمع فــي أوقــاته ومراقبــة المنحلــة‪ .‬واشــتهرت‬ ‫النساء العجائز بهذه المهمة الشاقة حيث يلبس النحال ثيــاب‬ ‫خاصة ويغطـي يـديه ورجليـه ويضـع منخل ً فـوق رأسـه‪ .‬هـذا‬ ‫ومن الملحظ أن أكــثر النســاء فــي القريــة كــن يقمــن بهــذه‬ ‫المهمة لكثرة المناحل‪ ،‬كل واحدة في منحلتها‪.‬‬ ‫‪ -13‬التاجر‪ :‬عمل البعض بالتجــارة حــتى أن بعــض النســاء‬ ‫كن يقمن بهــذه المهنــة أيض ـًا‪ .‬وهــم نوعــان‪ ،‬صــاحب دكــان‪،‬‬ ‫وتاجر متنقل‪ .‬كان صاحب الدكان يبيع في دكانه فــي القريــة‬ ‫ويسمى الدكنجي وتحتوي الدكان على المشروبات والسـمانة‬ ‫والجبان والسكاكر‪ .‬ومن أشهرهم موســى محمــود موســى‪،‬‬ ‫يوسف السيد أحمد‪ ،‬أبو علي الــبيومي‪ .‬أمــا التــاجر المتنقــل‬ ‫فقــد كــان يحمــل بضــاعته علــى ظهــره أو يســتعين بالدابــة‬ ‫ويحملهــا بضــاعته‪ ،‬وأشــهر هــؤلء‪ :‬علــي البرجــاوي‪ ،‬يوســف‬ ‫البرجاوي‪ ،‬الحاجة حمدة زوجة يوسف المصري‪ ،‬خليــل نــاجي‬ ‫)أبو ناجي(‪.‬‬ ‫‪ -14‬القابلللة )الدايللة(‪ :‬هــي امــرأة تعلمــت هــذه المهنــة‬ ‫بالممارسة عن والدتها أو جدتها وكــانت تقــوم بتوليــد النســاء‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫والمحافظة على الطفل وخدمته عند الولدة‪ .‬وأهم القــابلت‬ ‫السيدة آمنة‪ .‬وفي أكثر الحيــان كــانت أغلبيــة نســاء القريــة‬ ‫المسنات يقمن بهذه المهمة‪.‬‬ ‫‪ -15‬الخياط )الخياطة(‪ :‬كان من عادة ربة الــبيت القيــام‬ ‫بهذه المهمة من خياطة ما تحتاج إليه مــن ملبــس رجاليــة أو‬ ‫نســائية أو ولديــة "للطفــال" كــذلك إصــلح الثيــاب القديمــة‬ ‫الممزقة‪ .‬فــي قريــة النهــر مارســت بعــض النســاء الخياطــة‬ ‫كمهنة بالجرة وأشهرهم رمزيــة الياســين الــتي تعلمــت هــذه‬ ‫المهنة لوحدها وكانت تملك ماكينــة خياطــة وتخيــط الملبــس‬ ‫الرجاليـــة مـــن ســـراويل وقمصـــان والنســـائية كالفســـاتين‬ ‫والكبابيت الخ‪ .‬وكانت ماهرة جدًا‪ .‬كذلك زكية الحاج محمــود‬ ‫التي كانت تملك ماكينة يــد وكــانت تخيــط الملبــس بأنواعهــا‬ ‫المختلفة‪.‬‬ ‫‪ -16‬الجمال )المكاري(‪ :‬هو الفلح الذي يعتنــي بالجمــال‬ ‫ويقوم بنقل البضاعة والمنتجات عليها من مكــان لخــر وأهــم‬ ‫الجمالين فـي النهــر محمــود أبــو الخيــر‪ ،‬درويــش أبــو الخيــر‪،‬‬ ‫حسين موزة‪ ،‬حسين الطملوي‪ ،‬خليل الطملوي‪.‬‬ ‫‪ -17‬المجبر‪ :‬هــو الشــخص الــذي يقــوم بتجــبير الكســور‪.‬‬ ‫أشهر المجبرين أحمد صقر‪.‬‬ ‫النواطير‬ ‫‪-1‬‬

‫ناطور البستان‪:‬‬

‫في قرية النهر ونظرا ً لوجود البساتين بكثرة فقــد بنيــت‬ ‫فــي هــذه البســاتين بيــوت خاصــة ليقيــم النــاطور بهــا ومــن‬ ‫وظائفه حراسة البستان من العابثين واللصوص‪ .‬أكــثر هـؤلء‬ ‫النواطير وافدون من الغرباء على القرية حيث يكون الناطور‬ ‫أعزب ويقيم لوحده في البستان وسلحه مجرد عصا‪.‬‬ ‫يؤمن صاحب البستان المأكل والمشــرب للنــاطور مــن‬ ‫بيته الخاص إضافة إلى أجره الشهري‪ .‬ويساعد الناطور أيضا ً‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫بالعمل أثنــاء النهــار فــي قطــف الليمــون وتعــبئته ونقلــه مــن‬ ‫البستان إلى مكان التعبئة‪ ،‬الخ‪...‬‬ ‫‪ -2‬نلاطور السللهول )المخضللر(‪ :‬وظيفتــه المحافظــة‬ ‫علــى المزروعــات فــي الســهل )قمــح‪ ،‬شــعير‪ ،‬ذرة( حيــث‬ ‫يحفظهــا مــن الحيوانــات وفــي أغلــب الحيــان يركــب فرس ـا ً‬ ‫ويتمنطــق بســلح صــيد )جفــت( ويمنــع التعــديات مــن قبــل‬ ‫المواشــي والرعــاة والشــخاص الصــيادون والطفــال‪ .‬كــان‬ ‫المختـــار ووجهـــاء القريـــة والملكيـــن يـــدعمون النـــاطور‬ ‫ويساعدونه من أجل النظــام ومنــع المخالفــات‪ .‬وأجــرة هــذا‬ ‫الناطور كانت تدفع سنويا ً من جميــع أهــالي القريــة الملكيــن‬ ‫كل حسب مدخوله من المحاصيل والغلل‪.‬‬ ‫‪ -3‬ناطور الماء‪ :‬وظيفته المحافظــة علــى توزيــع الميــاه‬ ‫)مياه بركة التل ومياه بركـة النهـر المقسـمة علـى البسـاتين‬ ‫طبقـا ً لمســاحاتها والمســجلة فــي دوائر الطــابو‪ .‬يعمــل هــذا‬ ‫الناطور ليل ً ونهارا ً ويحرص على حصول كل ملك علــى حقــه‬ ‫كامل ً من هذه المياه دون زيادة أو نقصــان‪ .‬يتقاضــى نــاطور‬ ‫الماء راتبه من الملكين جميعا ً سنويا ً كل حســب حصــته مــن‬ ‫المياه‪.‬‬ ‫الموظفون لدى سلطة النتداب البريطاني‬ ‫نظرا ً لتساع الحقــول فــي قريــة النهــر وانشــغال أهــالي‬ ‫القرية بإدارة وزراعة أملكهم الخاصة والتفــرغ لهــا‪ ،‬لــم يكــن‬ ‫هنالك مجال للبحث عن أعمــال أو وظــائف‪ .‬أمــا الموظفــون‬ ‫الذين عملوا لدى السلطة فهم‪:‬‬ ‫• العمال في معسكرات الجيش البريطــاني وخاصــة‬ ‫أثناء الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫• بعــض الوظــائف فــي الســلك العســكري )ســلك‬ ‫الشرطة‪ ،‬وأذكر منهم على سبيل المثال حســين علــي‬ ‫الفرمــاوي‪ ،‬محمــد الســبليني )محمــد نظيــرة(‪ ،‬حســن‬ ‫السقا‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫بعض أهالي قرية النهر كان يعمل فــي القطــاع الخــاص‬ ‫كسائق سيارة وخاصـة سـيارات الشـحن الكـبيرة وهـم علـى‬ ‫سبيل المثال محمد بنــات‪ ،‬محمــد الشــاذلي‪ ،‬علــي الشــاذلي‪،‬‬ ‫خليل فهد‪ ،‬وكان يوسف بنات يعمــل كســائق ســيارة صــغيرة‬ ‫للركاب‪.‬‬ ‫منهم من عمل كمعلم مدرســة خاصــة فــي قريــة النهــر‬ ‫وهم‪ :‬قاسم إسماعيل الفرماوي‪ ،‬عبد الشيخ أحمد المصري‪،‬‬ ‫الستاذ جمال )مدرس لغة إنجليزية(‪.‬‬ ‫الوزان والمكاييل المستعملة في قرية النهر‬ ‫كــانت معظــم عمليــات الــبيع والشــراء تتــم بالمقايضــة‬ ‫والمبادلة لندرة النقود مع الهــالي فــي ذلــك الــوقت ول أزال‬ ‫أذكر وأنا صغير أن بائع الزعرور الذي كان يدعى السعسعاني‬ ‫)من قرية سعسـع( كـان يقـف أمــا البـاب مـع حمــاره محمل ً‬ ‫بكيس من الزعرور وكانت أمي تستبدل منه كل كيلة زعــرور‬ ‫بكلية طحين أو قمح‪.‬‬ ‫وأيضا ً فــإن شــحادة وردة القــاطن فــي قريــة الغابســية‬ ‫المجاورة كان يحضر إلى قرية النهر محمل ً بالحمص والعدس‬ ‫ن‪.‬‬ ‫والفول على حماره ويقوم باستبدالها بالقمح والطحي ً‬ ‫‪-1‬‬

‫الوزان‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫الرطل‪ :‬يساوي ‪ 2.5‬كغم‬

‫‪-‬‬

‫القة‪ :‬نصف رطل‪ .‬والرطل يساوي ‪ 2‬أقة‬

‫‪-‬‬

‫الوزنــة‪ :‬تســاوي ‪ 2.5‬رطــل وتســتعمل لــوزن البصــل‬ ‫والبطيخ‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫القنطار‪ :‬يساوي ‪ 100‬رطــل ويســتعمل لــوزن القمــح‬ ‫والبصل‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الطن‪ :‬يساوي أربعة قناطير‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪-2‬‬

‫المكاييل‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫الصاع‪:‬‬

‫يساوي نصف مد‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫المد‪:‬‬

‫يساوي ‪ 2‬صاع )صاعين(‪ .‬مد القمح يساوي‬ ‫‪ 14‬كغم‪ .‬مـد البرغـل يسـاوي ‪ 12‬كغـم‪ .‬مـد‬ ‫العدس يساوي ‪ 15‬كغم‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الكيل‪:‬‬

‫يساوي ‪ 6‬أمداد ويساوي أيضا ً ‪ 30‬رطل‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الحلة‪:‬‬

‫سعتها حوالي ‪ 4-3‬تنكات ماء‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫الخلقين‪ :‬تسع حوالي كيل واحد من القمح وعشر‬ ‫تنكــات مــاء وتســتعمل لســلق القمــح لعمــل‬ ‫البرغل‪.‬‬

‫اللبــن والحليــب والزيــت يــزان بالقــة ونصــف القــة‬ ‫والرطل والتنكة أو الكيلــة )للزيــت فقــط وتســع حــوالي ‪2.5‬‬ ‫رطل(‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الباب العاشر ‪ -‬المأكولت الشعبية في‬ ‫القرية‬ ‫اعتمـد أهـالي قريـة النهـر فـي مـأكولتهم علـى النتـاج‬ ‫المحلــي مــن زراعــي وحيــواني‪ .‬فكــانوا يزرعــون الحبــوب‬ ‫والبقول والقرنيات والخضار بجميع أنواعها نظرا ً لتوفر المياه‬ ‫بالضافة إلى الشجار المثمرة‪.‬‬ ‫كان العتماد الرئيســي فــي الغــذاء علــى رغيــف الخــبز‬ ‫المصنوع من القمح والــذرة الصــفراء والبيضــاء‪ .‬وكــان أكــثر‬ ‫اعتمادهم على البرغل حيث يحضرونه بأيديهم لنه يدخل فــي‬ ‫كثير من المأكولت‪ .‬وكانوا يستخرجون الزيــت مــن الزيتــون‬ ‫بالضــافة إلــى الحليــب ومشــتقاته كــاللبن واللبنــة والجبنــة‬ ‫والزبدة والسمن والكشك‪ .‬وقــاموا بعمــل الفــواكه المجففــة‬ ‫واســتخراج الــدبس مــن الخــروب والعنــب وعمــل المربيــات‬ ‫كمربــى الــتين والبــو صــفير والقــرع وكــذلك عمــل الزعــتر‬ ‫والقورما‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫أنواع المأكولت الشعبية‬

‫)أ( الحبوب‬ ‫البرغل هو العنصر الساسي‪ ،‬ول تخلو هـذه المـادة مـن‬ ‫‬‫أي بيت فهي كما يقال )عصب الركب(‪ .‬وتــدخل فــي معظــم‬ ‫الكلت الرئيســية مثــل‪ :‬الكبــة‪ ،‬المجــدرة‪ ،‬الكبــة تحيلــة‪،‬‬ ‫الفراكة‪ ،‬مبلبلة‪ ،‬المفتول )المغربية(‪ ،‬كبة بطاطا‪ ،‬كبة عــدس‪،‬‬ ‫كمونة‪ ،‬الخ‪...‬‬ ‫الفول‪ ،‬الحمص‪ ،‬البازل‪ ،‬العدس‪ ،‬الرز‪ ،‬الفاصوليا‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫)ب( الخضار والفواكه‪:‬‬ ‫اعتمد أهالي القرية أيضـا ً علــى أنــواع مــن الخضــراوات‬ ‫والفواكه والنباتات البريــة مثــل‪ :‬الخــبيزة‪ ،‬العلــت‪ ،‬الشــومر‪،‬‬ ‫العكوب‪ ،‬الفطــر‪ ،‬الحميــض‪ ،‬الســلق‪ ،‬لسـان الطــور‪ ،‬الخــس‪،‬‬ ‫الملفوف‪ ،‬اللوف‪ ،‬الزعتر‪ ،‬الزعرور‪ ،‬الجاص‪ ،‬التفاح‪ ،‬الخــوخ‪،‬‬ ‫العنب‪ ،‬التين‪ ،‬الزيتون‪ ،‬الخروب‪ ،‬الصبار‪ ،‬الرمان‪ ،‬المشــمش‪،‬‬ ‫البرتقال‪ ،‬الفنــدي‪ ،‬الحــامض‪ ،‬البنــدورة‪ ،‬البطاطــا‪ ،‬الكوســى‪،‬‬ ‫الباذنجان‪ ،‬الفلفــل‪ ،‬البلــوط‪ ،‬الملــول‪ ،‬الكســتناء‪ ،‬جــوز الهنــد‪،‬‬ ‫التين المجفف‪ ،‬الدحروب معقود‪.‬‬ ‫)ج( الحليب واللبان‪:‬‬ ‫الزبدة‪ :‬يوضع اللبن الرائب في الخضاضة وتغطى‬ ‫‬‫بشاشة من القماش وتغلق الفتحة الصــغيرة بقطعــة صــغيرة‬ ‫من الخشب وتبدأ النساء بالخض فتستخرج الزبدة من اللبن‪.‬‬ ‫اللبنــة‪ :‬يوضــع مــا تبقــى مــن اللبــن الــرائب بعــد‬ ‫‬‫ً‬ ‫استخراج الزبدة "المخيض" و يكــون خاليـا مــن الدســم‪ ،‬فــي‬ ‫كيس من القماش )الخام البيض( ويعلق لمدة يومين أو ثلثة‬ ‫حيث يصبح لبنة جامدة‪.‬‬ ‫اللبا‪ :‬يؤخذ من حليب البقر أو الغنم أو الماعز بعد‬ ‫‬‫الولدة ويضاف إليه كمية من الحليــب ويوضــع الخليــط علــى‬ ‫النار الخفيفة فيتحول إلى لبا حيث يضاف إليه السكر‪.‬‬ ‫المسوة‪ :‬تؤخذ من معدة الجدي بعد ولدته بخمسة‬ ‫‬‫ً‬ ‫أيام وتمل ً بالسمخ )حليب العنـزة الـتي ولـدت حـديثا( ويعلـق‬ ‫حتى يجف ويستعمل في صنع الجبنة‪.‬‬ ‫)د( الفطللائر‪ :‬فطــائر بــاللحم‪ ،‬فطــائر بالســلق‪ ،‬فطــائر‬ ‫بالسبانخ‪ ،‬سنبوسك اللحم‪.‬‬ ‫عصير البرتقال والليمون الحامض‬ ‫)هل( المشروبات‪:‬‬ ‫)ليمونادة(‪ ،‬عصير البو صفير‪ ،‬شراب التوت‪ ،‬شــراب العنــب‪،‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫شراب الجزر‪ ،‬شــراب الكريــب فــروت‪ ،‬الزهــورات‪ ،‬القهــوة‪،‬‬ ‫الشاي‪ ،‬الزوفا‪ ،‬البابونج‪.‬‬ ‫)و( الحلويات الشعبية‪ :‬أقــراص كعــك العيــد المحشــوة‬ ‫بــالتمر أو الجــوز والســكر‪ ،‬القطــايف المحشــوة بــالجوز أبــو‬ ‫بالجبن أبو بالقشطة‪ ،‬نمورة‪ ،‬الزرد بدبس الخــروب‪ ،‬الزلبيــا‪،‬‬ ‫المعكرونــة‪ ،‬لزاقيــات‪ ،‬العوامــة‪ ،‬العصــيدة‪ ،‬مربــى اللقطيــن‪،‬‬ ‫التين المعقود‪ ،‬الزبيب‪ ،‬الدحروب‪ ،‬الشريحة‪ ،‬اللبا‪ ،‬البحتة )رز‬ ‫بحليب(‪ ،‬المغربية‪ ،‬الكاتو‪ ،‬الحلوة الجوزية والعادية‪ ،‬المشبك‪،‬‬ ‫الكعكبان‪ ،‬غزل البنات‪ ،‬البسيسة‪.‬‬ ‫حفظ الطعام والماء والزيوت والمربيات‬ ‫يوضع الماء في جــرار فخاريــة توضــع علــى حامــل مــن‬ ‫الخشب وأباريق فخارية ومناشل صغيرة‪ .‬يوضع الزيــت فــي‬ ‫خوابي من فخار مطلية من الــداخل ومغطــاة وتســع الخابيــة‬ ‫حوالي خمسة تنكات‪ .‬أما المربيات فتحفــظ فــي مرطبانــات‬ ‫من الزجاج وتوضع في أمــاكن آمنــة خشــية تلفهــا‪ .‬تســتعمل‬ ‫في البيوت أواني مختلفة لحفظ الزيوت والمياه والحبوب‪.‬‬ ‫الماء‪ :‬الدوات التي تستعمل لحفظ المياه هـي الجـرة‪،‬‬ ‫‬‫المنشل )جرة صغيرة(‪ ،‬البريــق الفخــاري والزجــاجي‪ ،‬الكــوز‬ ‫)البريــق الصــغير(‪ ،‬الشــربة )إبريــق بــدون زنبوعــة(‪ .‬ومــن‬ ‫الدوات الخـــرى‪ :‬الغـــالون‪ ،‬النعـــارة‪ ،‬الطاســـة‪ ،‬الكاســـة‪،‬‬ ‫الســطل‪ ،‬الدســت‪ ،‬الدســت أبــو حلــق )الدســت الكــبير(‪،‬‬ ‫الطناجر‪ ،‬الكراز )البريق الكبير(‪ ،‬اللجن )للغسيل(‪ ،‬الطشــت‬ ‫الكبير‪.‬‬ ‫خزن الحبوب‪ :‬في البيوت وعلى الســدة تصــنع خــوابي‬ ‫‬‫من التراب البيض على هيئة مستطيل له فتحــة فــي العلــى‬ ‫وله فتحة صغيرة في الســفل ويمل بــالحبوب مثــل القمــح أو‬ ‫الذرة البيضاء والصفراء )يخزن للمونــة( ويعبــأ بــالحبوب مــن‬ ‫أعله ثم تغلق الفتحة الصغيرة في السفل وعندما يــراد أخــذ‬ ‫بعض الحبوب عند الحاجة تفتح الفتحة الصغيرة فينزل الحــب‬ ‫حسب الحاجة‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫كما تستعمل الكياس والعديلة )أكبر حجما ً من الكيــس(‬ ‫والسريدة‪ .‬وهناك أوعية تستعمل لغراض متنوعة منها علــى‬ ‫سبيل المثال الخضاضة وهي عبارة عن جرة كبيرة لها فوهــة‬ ‫ولهــا فــي أعلهــا فتحــة صــغيرة وكــانت تســتعمل لســتخراج‬ ‫الزبدة من اللبن‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الباب الحادي عشر – الملبس في قرية‬ ‫النهر‬ ‫هنالك ملبــس خاصــة بالرجــال وأخــرى خاصــة بالنســاء‬ ‫والولد ويشترك الولد في بعض الملبس مع الرجال‪.‬‬ ‫‪ -1‬ملبس الرجال‬ ‫أ ‪ -‬الســروال العربــي‪ :‬وهــو مصــنوع مــن القمــاش‬ ‫الكتان البيض أو الكحلي أو السود أو البني أو الزيتي‪ ،‬يــدكك‬ ‫في أعله بدكة من القطن تدعى قطــاني وتربــط الدكــة فــي‬ ‫أعله من الخلف إلى المام ويصنع أحيانا ً من قماش الصــوف‬ ‫وله سرج طويل‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬البنطلون‪:‬‬ ‫ البركشيز‪ ،‬وهــو ضــيق الســاقين منتفــخ فــي الوســط‬‫ويصــنع مــن ألــوان مختلفــة منهــا الكــاكي والبنــي والســود‬ ‫والزيتي إلخ‪...‬‬ ‫ البنطلون العادي وله ألــوان مختلفــة وأرجلــه واســعة‬‫وله ثنيات في أسفل الرجل وله جيبتان على الجانبين وجيبــة‬ ‫في الخلف ويربط عليه في الوسط قشاط من الجلــد مثبــت‬ ‫بواسطة بنود‪.‬‬ ‫ج‪ -‬القميص‪ :‬مصنوع من أقمشة مختلفة منها الحريــر‬ ‫والكتــان والصــوف ومفتــوح حيــث يثبــت بــأزرار وعــروات أو‬ ‫مغلق‪.‬‬ ‫د‪ -‬الجــاكيت‪ :‬مصــنوعة مــن أقشــمة مختلفــة منهــا‬ ‫الصــوف والجــوخ والكتــان والكــبردين الــخ‪ ...‬وهــي مفتوحــة‬ ‫ومثبتة بأزرار وعراوي ولها جيبتان على الجوانب وفي أعلهــا‬ ‫من جهة اليمين جيبة صغيرة لوضــع قلــم الحــبر وفــي داخلهــا‬ ‫جيبتان لحمل الجزدان وما شاكل‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫تتكون من جاكيت وبنطلون وهي‬ ‫هـ البيجاما‪:‬‬ ‫مصنوعة من أقمشة متنوعة وذات ألوان متعددة وهي لبــاس‬ ‫الليل‪.‬‬ ‫و‪ -‬القمبــاز‪ :‬القمبــاز الصــيفي )الصــاي( مــن قمــاش‬ ‫الروز الياباني المقلم الخفيف وهو أبيض اللون ويميــل أحيانـا ً‬ ‫إلى الصفار الفاتــح‪ .‬أمــا القمبــاز الشــتوي فهــو مصــنوع مــن‬ ‫الجوخ النكليزي ومطرز بخيطان متنوعــة وألــوانه هــي البيــج‬ ‫والكحلي والزرق والغباني والبني‪ .‬يثبت القمباز في الوســط‬ ‫بحزام عريض )كمر( أو بشملة من القماش وألوانهــا متعــددة‬ ‫ويلبس فوق القمباز صـدرية وجـاكيت‪ .‬ولبـاس الشـتاء علـى‬ ‫العموم مصنوع من الصوف أمــا لبــاس الصــيف فهــو مصــنوع‬ ‫من الكتان‪.‬‬ ‫ز‪ -‬العبــاءة‪ :‬بعــض الرجــال الكبــار والغنيــاء كــانوا‬ ‫يرتدون العباءة في الشتاء وهي مصنوعة من صــوف الجمــال‬ ‫أو الصوف العادي وهي إما سوداء أو بنية غالبا ً وتســتورد مــن‬ ‫العراق والسعودية والشام‪.‬‬ ‫ح‪ -‬الكبوت‪ :‬لباس الشتاء فوق الملبس جميعها أثنــاء‬ ‫البرد القارص وهو مصنوع من الصــوف أو الكشــمير وهــو ذو‬ ‫ألوان متعددة أغلبها السود والبني‪.‬‬ ‫ط‪ -‬الطاقية‪ :‬يلبس الرجال الكبار طاقية تحت الحطــة‬ ‫)الكوفيــة( وهــي غالبــا ً ذات لــون أبيــض ومخرمــة أو ســادة‬ ‫وتلبس تحت العقال‪.‬‬ ‫ي‪ -‬العقال‪ :‬الصـلي منـه هـو ماركـة راغـب الصـفدي‬ ‫حيث يســتورد مــن ســوريا ومنــه المقصــب البيــض والــذهبي‬ ‫ويلبس فوق الكوفية ليثبتها‪.‬‬ ‫‪ -2‬ملبس النساء‬ ‫أ ‪ -‬الفستان‪ :‬وهو عبارة عن فستان طويل يصل إلــى‬ ‫القدمين في أغلب الحيان وذات ألوان مختلفة ومــن أقمشــة‬ ‫مختلفة منها الصوف والكتان‪ .‬وله زنار في وسطه مثبت فيه‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫مصنوع من نفس القمــاش حيــث يربــط إلــى المــام أو إلــى‬ ‫الخلف‪ .‬وتضع المرأة على رأسها حطة سوداء أو بيضاء‪ ،‬أمــا‬ ‫الفتيات فيلبسن منديل له شرا شيب خرز‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬السروال‪ :‬ويســمى الشــنتيان هــو ســروال طويــل‬ ‫يصل إلى الكعبين واسع في الوسط وضيق عند الرجلين‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الكبوت‪ :‬الكبوت تلبســه المــرأة فــوق الفســتان و‬ ‫اللـون الغـالب هـو ألسـود و كـان عـادة يلبـس عنـد مغـادرة‬ ‫القرية الى المدينة‪.‬‬ ‫د‪ -‬الماكياج‪ :‬كانت تضعه العــروس ليلــة زفافهــا وهــو‬ ‫عبارة عن كحل في العين وحمرة على الخدين وأحمر شــفاه‬ ‫ثم الحناء لليدي وأحيانا ً قليلة في المناسبات‪.‬‬ ‫هـ الحلي‪ :‬كانت شائعة كثيرا ً حيث يفرض على‬ ‫العريس أن يقدمه من جملة المهر إلى العروس وهــو عبــارة‬ ‫عن "أســاور‪ ،‬مبــاريم‪ ،‬حلــق‪ ،‬ضــفائر‪ ،‬خــواتم‪ ،‬جهــادي‪ ،‬بحــر‪،‬‬ ‫مشخلع )عقد يلبس في الرقبة فوق الصدر( وخلخال )يلبــس‬ ‫في الرجل("‪.‬‬ ‫‪ -3‬ملبس الطفال‬ ‫يلبس الطفل الصغير شــنتة علــى طــوله مصــنوعة مــن‬ ‫جميع أنواع القمشة الملونة والسادة ويبقى كذلك حتى ســن‬ ‫الرابعة بالنسبة للذكور حيث يرتــدي ســروال ً صــغيرا ً وقميــص‬ ‫تخيطــه لــه والــدته‪ ،‬أمــا النــاث فتســتمر فــي لبــس الشــنتة‬ ‫)الفســتان(‪ .‬يرتــدي الــذكر طاقيــة علــى رأســه أمــا النــثى‬ ‫فترتدي منديل ً أو حطة بيضاء أو سوداء‪.‬‬ ‫‪ -4‬الحذية‬ ‫أما لباس الرجل فهو للرجال‪:‬‬ ‫الجزمة وهي مصنوعة من الجلد أو الكاوتشــكوك ومنهــا‬ ‫السود أو البني‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الحــذاء )الكنــدرة( بالشــريط أو بــدون الشــريط وهــي‬ ‫مصنوعة من الجلد‪.‬‬ ‫البوط أو الستيك وهو ذو شريط أو مغيط‪.‬‬ ‫المشاي وهي بدون شريط‪.‬‬ ‫أما النساء فكن يرتدين في أرجلهن المشاي وهي بــدون‬ ‫شريط‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الباب الثاني عشر – أبنية القرية و الثاث‬ ‫كانت بيوت الفلحين عبارة عن غرفة كبيرة لها مصــطبة‬ ‫ينام عليها أهل البيت وأيضا ً إســطبل ينخفــض عــن المصــطبة‬ ‫الولــى وهــو مجهــز بمعلــف "طوالــة" لوضــع الكــل والتبــن‬ ‫للحيوانات الــتي تبقــى مقيــدة فــي الســطبل مــن قرونهــا أو‬ ‫رقابها‪.‬‬ ‫أشكال البناء في قرية النهر‪:‬‬ ‫‪ -1‬الشكل القديم‪ :‬وقد ورثناه عن أجـدادنا وهـو يتكـون‬ ‫مــن بيــوت متلصــقة بعضــها ببعــض فالحيطــان مشــتركة‬ ‫والسقوف مشــتركة حــتى أنــك تســتطيع فــي أغلــب الحيــان‬ ‫السير على السطوح من أول القرية إلى آخرها‪.‬‬ ‫والبيت القديم‪ ،‬بيــت جــدي‪ ،‬الــذي ل أزال أشــم رائحتــه‬ ‫وأتذكره رغم بعد المسافة ومرور الزمن علــى النكبــة والــتي‬ ‫تزيد على الخمسين عامًا‪ ،‬أتصــور هــذا الــبيت بكــل جــوارحي‬ ‫وأشعر أنني أتنقل على سطحه من بيت إلى بيت‪.‬‬ ‫إنــه مصــنوع مــن الحجــارة ومغطــاة بــالطين البيــض‬ ‫الممزوج بالتبن من الداخل والخارج ويـؤتى بهـذا الطيـن مـن‬ ‫مفحرة القريــة وهــي عبــارة عــن تــراب أبيــض تقــوم النســاء‬ ‫بخلطه بالماء ثــم يجبــل مــع التبــن وتطيــن بــه الــبيوت وهــذه‬ ‫المهنة هي من عمل النساء فقط‪ .‬أمــا الســقف فــإنه يرتكــز‬ ‫علــى قنــاطر ضــخمة ويمــد عليهــا جســر خشــبي ضــخم فــي‬ ‫الوسط ثم تمدد الخشــاب الضــخمة المقطوعــة مــن غصــون‬ ‫الشــجار الكــبيرة مثــل الزلنزخــت والســرو والحــور وتمــدد‬ ‫بترتيب مــن جــانب إلــى آخــر والجســر الكــبير المرتكــز علــى‬ ‫القناطر يكون في الوسط ثم تمدد عيــدان صــغيرة بيــن هــذه‬ ‫الغصان الكبيرة حتى تمل جميع الفراغ في الســقف ويــدعى‬ ‫ذلــك )الركــس( وعنــدما يصــبح الركــس تام ـا ً يــؤتى بالرمــاد‬ ‫المخلوط بالطين البيض والماء ويوضع فوق الركــس ويــدحل‬ ‫ويــدلك بواســطة مــدالك مــن الحجــارة حــتى يصــبح الســقف‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫كالباطون وبعدها يؤتى بالعكر وهي المادة المتبقية بعد عصــر‬ ‫الزيتــون وتصــفيته وهــي تشــبه الزفــت وتــدلك بهــا الســطوح‬ ‫فتصـبح متينـة جـدا ً وبعـدها تطيـن السـقوف بـالطين البيـض‬ ‫الممزوج بالتبن كمــا الحيطــان مــن الــداخل والخــارج ويعمــل‬ ‫لهذا السقف مزاريب على الجوانب لتصريف مياه المطار‪.‬‬ ‫أما البيت من الداخل فهو عبارة عن غرفة كبيرة واسعة‬ ‫وجدرانها سميكة يتراوح سمكها بين ‪ 70-50‬سم وهــي مبنيــة‬ ‫بحجــارة بيضــاء صــوانية كــبيرة الحجــم حيــث يقــوم البنــاؤون‬ ‫ببنائها ثم تغطى الجدران بالطين )تطين من الداخل والخــارج‬ ‫ثــم تغطــى بطبقــة مــن الطيــن البيـض النــاعم فقــط وتــدلك‬ ‫الحيطان فتصبح الحيطــان مــن الــداخل علــى مســتوى واحــد‬ ‫وترشق أي تطرش بالطين البيض‪.‬‬ ‫الــبيت يكــون عـادة واســع لنـه المــأوى الوحيـد للعائلـة‬ ‫والمواشــي والطيــور )كالــدجاج والحمــام والبــط والحبــش‬ ‫والرانب( وبيت المؤن وجميع لوازم الفلح‪.‬‬ ‫فالبيت من الداخل عبارة عن مصطبة واســعة للســكان‬ ‫وأيضا ً إسطبل للمواشي والحيوانات المتنوعة ويعلو السطبل‬ ‫سدة )متخت( للمــؤن والزيــوت والحبــوب حيــث يوجــد علــى‬ ‫السدة خوابي فخاريــة لوضــع الزيــت وخــوابي مصــنوعة مــن‬ ‫التراب البيض على شكل مستطيل ومغطاة لحفــظ الحبــوب‬ ‫ولها منافذ في أســفها حيــث تمل بــالحبوب أيــام جنــي القمــح‬ ‫والــذرة‪ .‬أمــا الســطبل فهــو مرصــوف بــالبلط الســميك‬ ‫المصنوع من الحجارة وهو خشــن الملمــس حــتى ل تــتزحلق‬ ‫المواشي وأمام المواشي طوالة مستطيلة يوضع فيهــا التبــن‬ ‫والعلف للدواب وهناك على السدة مكان لخزن أكياس التبــن‬ ‫والكرسنة للدواب‪.‬‬ ‫على جوانب الحيطان فــوق المصــطبة المعــدة للســكن‬ ‫يوجد حامل لوضع الفــراش واللحــف وهــو عبــارة عــن خزانــة‬ ‫محفورة في الحيط ومصنوعة من الخشب والطين‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫علــى الجــوانب العليــا مــن الحيطــان توجــد الرفــوف‬ ‫المصنوعة مــن الخشــب والقصــب والمغطــاة بــالطين لوضــع‬ ‫الطنــاجر و الصــحون والملعــق ومــا شــاكل وفــي ركــن مــن‬ ‫أركان البيت توجد المدخنة )الداخون( وتقــوم النســاء بصــنعه‬ ‫من الخشب ويغطى بالطين على شكل هرم ولــه فتحــة فــي‬ ‫السقف تثبــت فيهــا تنكــة لتســاعد علــى خــروج الــدخان إلــى‬ ‫الخارج وفي أسفله موقد كبير توضــع فيــه الخشــاب الكــبيرة‬ ‫وهو عبارة عن فرن للخبز والطبخ وغلي المياه وجميع حـوائج‬ ‫الفلح‪.‬‬ ‫في وسط هــذا الــداخون رف صــغير يوضــع عليــه بــابور‬ ‫الكاز )ألمصباح( حيث تعمل لــه مقعــدة فــي وســط الــداخون‬ ‫من الخـارج علـى ارتفـاع حـوالي ‪1.5‬مـتر ويعمــل رف حـول‬ ‫الداخون مــن الخشــب والطيــن بعــرض ‪ 20-15‬ســم وتوضــع‬ ‫عليه حاجيات صغيرة )كبريت وما شاكل(‪.‬‬ ‫يتجمع أهالي البيت حول الموقد في فصل الشتاء حيــث‬ ‫يتسع هذا الموقد إلى شجرة بكاملها ويصــبح الموقــد مملــوءا ً‬ ‫بالجمر ويتسلون بشواء الكستناء والبلوط والذرة )فراطيش(‬ ‫أثناء ليالي الشتاء الباردة‪.‬‬ ‫نظــرا ً لتقــارب الــبيوت مــن بعضــها البعــض فهـي قليلــة‬ ‫النوافذ فليس في البيت إل باب وحيد كبير جدا ً يتسع لــدخول‬ ‫ة‪.‬‬ ‫الثور و الجمل بسهولة ونافذة واحدة فقط ولكنها كبير ً‬ ‫البيوت في القرية متقاربــة وضــمن بوابــة رئيســية لكــل‬ ‫عائلة حيث كانت عائلة العفيفي تسكن ضمن حي واحد داخل‬ ‫بوابة رئيسية تحيط بهــا جــدران عاليــة ول يــدخلها أي شــخص‬ ‫غريب دون إذن العائلة‪ .‬وفي كثير من البيوت توجــد فتحــات‬ ‫في الحيطان حتى أن الجيران يستطيعون التكلم مــع بعضــهم‬ ‫من هذه الفتحات وتسمى بالطاقة وأذكر أن بيت جدتي كانت‬ ‫به طاقة في أعلى الحائط تطل علـى بيــت ابنـة خالتهـا الــتي‬ ‫كانت صاحبة دكان وكانت تتناول ما تحتــاج إليــه مــن أغــراض‬ ‫من هذه الطاقة‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫كــانت الــبيوت فــي قريــة النهــر متشــابهة وتختلــف فــي‬ ‫المســاحة فقــط‪ ،‬فكــان طــول الــبيت يــتراوح بيــن ‪10-8‬مــتر‬ ‫وعرضه ما بين ‪ 8-6‬متر‪ .‬ويصــل الــبيت بالشــارع أو الزقــاق‬ ‫فناء للدار )الرواق(‪.‬‬ ‫‪ -2‬الشكل الحديث‪ :‬عند بدء الحرب العالميـة الثانيـة أي‬ ‫في الربعينات تطــور العمــران وتــم بنــاء منــازل مــن الحجــر‬ ‫الصــخري البيــض البهــي المنقــوش بالزميــل )يقــوم بــذلك‬ ‫معلمون من حوران وبناؤون من صــفد مــاهرين جــدًا( فبنيــت‬ ‫في القرية عدة بيوت من طابق واحد أو طابقين‪.‬‬ ‫أصبح الــبيت مؤلــف مــن عــدة غــرف‪ ،‬صــالون وســفرة‬ ‫وغرف نــوم وحمـام‪ ،‬ولكــل غرفــة ثلث أو أربـع نوافـذ وبـاب‬ ‫وفتحة تهوية‪.‬‬

‫بيت في قرية النهر‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫نقوش في سقف أحد بيوت القرية‬

‫البيوت كــانت مســقوفة بالحديــد و البــاطون والحيطــان‬ ‫مقصورة والرض مبلطــة بــالبلط وأحيانـا ً مصــبوبة بالبــاطون‬ ‫وكثيرا ً ما تجد بعض الرسوم الجميلة على الحيطان ففي بيتنا‬ ‫في قرية النهر هنالك رسمة جميلة جدا ً هــي عبــارة عــن نمــر‬ ‫مخطط على طول حائط الغرفة التي يبلغ طولها ستة أمتار‪.‬‬

‫بيت محمود سعيد مرعي‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫بيوت مؤلفة من طابق واحد‬ ‫بيت محمود سعيد مرعي‬ ‫بيت العبد أبو الخير‬ ‫بيت موسى محمود موسى‬ ‫بيت قاسم الفرماوي‬ ‫‪----‬‬

‫بيوت مؤلفة من طابقين‬ ‫بيت الحاج ابراهيم الشاذلي‬ ‫بيت إبراهيم حسين سليم‬ ‫بيت نجيب العفيفي‬ ‫بيت شدا العفيفي‬ ‫بيت محمد العفيفي )أبو رشيد(‬

‫الثاث في المنازل‬ ‫‪ -1‬الفراش‪ :‬الفراش والوسائد )المخــدات( مصــنوعة مــن‬ ‫القماش المملوء بالصوف وتحفظ على حامل في الحــائط أو‬ ‫توضع على طاولة وتغطى بساتر من القماش الملون‪.‬‬ ‫‪ -2‬اللحاف‪ :‬اللحاف مصنوع من القمــاش البيــض )الكتــان‬ ‫النــاعم( ومملــوء بالصــوف أو القطــن حيــث يقــوم المنجــد‬ ‫بتنجيده‪.‬‬ ‫‪ -3‬صندوق الملبس‪ :‬كانت الملبــس والثيــاب تحفــظ فــي‬ ‫صندوق خشبي يصنعه نجــار القريــة حســين الزينــي أمــا فــي‬ ‫الربعينات فاستبدلت هــذه الصــناديق بــالخزائن الــتي تحتــوي‬ ‫على مرآة كبيرة من الخارج‪.‬‬ ‫‪ -4‬الســرير )التخــت(‪ :‬بعــض الثريــاء فــي القريــة كــانوا‬ ‫يستعملون التخــت المصــنوع مــن الحديــد ولــه ناموســية مــن‬ ‫النول البيض‪.‬‬ ‫‪ -5‬أدوات الجلوس‪ :‬أدوات الجلــوس مكونــة مــن كراســي‬ ‫خشــبية ومقاعــد مبنيــة مــن الحجــارة والطيــن أو الســمنت‬ ‫والحجارة وتوضع عليها الطراريح الملونة والمملوءة بالصوف‬ ‫)المد(‪ ،‬وأحيانا ً يكون المد عبــارة عــن مقعــد خشــبي وتوضــع‬ ‫عليه الطراريــح أيض ـًا‪ .‬وكــذلك هنــاك كراســي مــن الخشــب‬ ‫محبوكة بالقش )الغزار( وأيضا ً كراسي الخيزران‪ .‬كما كــانت‬ ‫تستعمل الحصــر )القياســات( وهــي نوعــان‪ :‬نــوع جيــد كــان‬ ‫يستورد من مصــر مصــنوع مــن القــش الرفيــع والنــاعم وهــو‬ ‫الجمل والغلى ثمنًا؛ ونوع محلي من قش البربير وهذا يصنع‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫في قرية الدامون قضاء عكا )اشــتهر بصــناعته بعــض ســكان‬ ‫القرية( ونوع أخر وهو مصنوع من قش عريض وهــذا ارخــص‬ ‫النواع وتسمى حصيرة غزار‪.‬‬ ‫‪ -6‬الواني المنزلية‪ :‬اعتمد أهالي النهر كمــا جميــع القــرى‬ ‫المجاورة على النحــاس ولــذلك فقــط كــانت معظــم الوانــي‬ ‫كالطنــاجر و الصــحون والمقــالي والملعــق مصــنوعة مــن‬ ‫النحاس‪.‬‬ ‫كـذلك كـان أهـالي القريـة يســتعملون صــحون الصــيني‬ ‫والزجاج التي كانت شــائعة الســتعمال وهــي أنظــف ومتقنــة‬ ‫كــثيرا ً وذات أحجــام وألــوان مختلفــة‪ .‬كمــا اســتعمل أهــالي‬ ‫القرية الواني الفخارية المدهونة من الداخل ومنها القــدور و‬ ‫الصحون‪ .‬وكانت هذه الواني تحفظ على رفوف المنازل‪.‬‬ ‫أواني الفخار المستعملة‬

‫أما الضوء المستعمل فكان سراجا ً مملوءا ً بمادة الكــاز‪،‬‬ ‫السراج له فتيل وتركب عليه زجاجة لنارة البيت أثناء الليل‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الباب الثالث عشر – الحياة السياسية‬ ‫والجتماعية في قرية النهر‬ ‫المخاتير في قرية النهر‬ ‫فــي قريــة النهــر مختــار واحــد فــي الحــارتين الشــرقية‬ ‫والغربية‪ .‬وكلمة مختار تعني أن الشخص منتخب من الهالي‬ ‫ن المختــار‬ ‫ليرأس القرية ويقوم بخدمتها وحل مشــاكلها‪ ،‬وكــا ً‬ ‫الرجل الجليل السيد محمد عبده دراز‪.‬‬ ‫يصبح المختار بعد انتخابه من أهل بلدته موظفا ً حكوميا ً‬ ‫ويتقاضى مرتبا ً من الدولة كما يتقاضى مرتبا ً مقابل الخدمات‬ ‫التي يقدمها لسكان بلدته ويمنح ختم المخترة من الدولة وهو‬ ‫الشخص الوحيد الذي يحق له ختم الشهادات وجميــع الوراق‬ ‫الثبوتية عن جميع أهل البلدة‪ .‬وهو تــابع مــن حيــث الوظيفــة‬ ‫إلى القائم مقام في عكا ويتلقى جميــع التعليمــات بخصــوص‬ ‫البلدة منه‪.‬‬ ‫واجبات المختار‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫تسجيل المواليــد والوفيــات بالتاريــخ الــدقيق حــال‬ ‫الولدة أو الوفاة في سجل خــاص ثــم يقــوم بنقــل‬ ‫محتويات هذا السجل إلى دائرة النفوس في مركز‬ ‫القضاء‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫العلن ثم الخبار حــال ً عــن أي شــيء يقــع ضــمن‬ ‫قريته من حوادث أو اعتداءات أو أية أمــور طــارئة‬ ‫في البلــدة كــالحرائق والســرقات والمشــاكل ومــا‬ ‫شاكل ذلك‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫تقديم تقارير تتضمن حاجيات السكان وخاصة أثناء‬ ‫الحــروب مــن أعاشــات وتحســين طرقــات وبنــاء‬ ‫مدارس أو أماكن عبادة‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫يشــهد علــى عمليــات الــبيع والشــراء وشــهادات‬ ‫الزواج والطلق ومعاملت رخص البنــاء والتعريــف‬ ‫علــى جميــع الشخصــيات فــي البلــدة ومعــاملت‬ ‫الهويات الشخصية وجوازات السفر وما شاكل‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫اســتقبال رجــال الدولــة وموظفيهــا ورجــال المــن‬ ‫وتســهيل مهمتهــم وتعــاملهم مــع الســكان أثنــاء‬ ‫زيارتهم للقرية‪.‬‬

‫هــو الممثــل عــن جميــع أهــل البلــدة بكــل المناســبات‬ ‫والمصالحات أمام الدولة‪.‬‬

‫كان السيد محمد عبده دراز مختارا ً بكــل معنــى الكلمــة‬ ‫وكان محترما ً مــن جميــع ســكان القريــة وســبق لــه أن خــدم‬ ‫ضابطا ً في الجيش العثماني وحضر الحــرب العالميــة الثانيــة‪.‬‬ ‫وبعد وفاته انتخب أهل البلدة ولده الوحيــد قاســم عبــده دراز‬ ‫مختارا ً لقرية النهر كرامة لوالده وحفاظا ً للجميل الذي أسداه‬ ‫لسكان القرية وكانت وفاته سنة ‪.1939‬‬ ‫رجال الدين في قرية النهر‬ ‫الشللليخ أحملللد المصلللري‪ :‬مصـــري المولـــد‬ ‫‬‫ً‬ ‫والجنسية‪ .‬هاجر من القاهرة إلــى قريــة النهــر طلب ـا للــرزق‬ ‫حوالي عام ‪ 1870‬وعمل ناطورا ً في أحد بساتين القرية عنــد‬ ‫السيد محمد العفيفي‪ .‬ولما كــان يتقــن القــراءة آنــذاك فقــد‬ ‫إرتأى سكان القرية وأكثرهم أمييــن إفتتــاح مدرســة وتكليفــه‬ ‫تعليم الطلب‪.‬‬ ‫كـانت مهمتـه تعليمهـم دروس الـدين والقـرآن الكريـم‪.‬‬ ‫وقد قام بهذه المهمــة السـيد محمـد العفيفــي وكلـف الشــيخ‬ ‫أيضا ً بمهمة إمــام القريــة فكــان يــؤذن ويصــلي بأهــل القريــة‬ ‫وسكن في بيت آل العفيفي وتزوج من إحدى نساء القرية‪.‬‬ ‫تكفل السيد محمد العفيفــي بمعاشــه وجميــع متطلبــاته‬ ‫وكانت مهمة هذا الشيخ الولى تعليــم قــراءة القــرآن الكريــم‬ ‫للطلب وكان يتقاضى جنيه فلسطيني واحد مــن كــل طــالب‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫يختم القرآن الكريم‪ .‬بعدها سافر إلى القاهرة لدراسة الفقــه‬ ‫والدين في الجامع الزهر‪ .‬وقد نبــغ هــذا الشــيخ وأصــبح مــن‬ ‫العلماء المرموقين في فلسطين‪.‬‬ ‫عاد الشيخ أحمد المصري ومكث في قرية النهر حوالي‬ ‫‪ 40‬عام ـا ً ثــم انتقــل إلــى مدينــة ترشــيحا حيــث عيــن إمام ـا ً‬ ‫لجامعها‪ .‬وبعد النكبة انتقل إلى مدينة صور فـي لبنـان وكـان‬ ‫يتقاضى معاشا ً من الوقــاف الســلمية اللبنانيــة حيــث كلــف‬ ‫بمهمات دينية في أحد الجوامع‪ .‬وتوفي في محلة البص عــن‬ ‫عمر يناهز ‪ 95‬عامًا‪.‬‬ ‫الشيخ محمد إسماعيل الفرماوي‪ :‬كان عالما ً في‬ ‫‬‫الدين ومدرسا ً للقرآن الكريم وإماما ً في البلدة‪ .‬مــتزوج ولــه‬ ‫أربعة أولد ذكور وأنثى واحدة‪.‬‬ ‫علللي إسللماعيل الفرمللاوي‪ :‬مــن مواليــد النهــر‪.‬‬ ‫‬‫يعرف القراءة والكتابة ويقــرأ القــرآن الكريــم ويــزاول مهنــة‬ ‫الرقي وعمل الحجــاب‪ .‬تــوفي بعــد النكبــة فــي مدينــة صــور‬ ‫ودفن فيها‪.‬‬ ‫قاسم محمد الفرماوي‪ :‬مــن مواليــد قريــة النهــر‪.‬‬ ‫‬‫هــو البــن الكــبر للشــيخ محمــد إســماعيل الفرمــاوي‪ .‬كــان‬ ‫مدرسا ً في النهر وكان يقوم بمهمة شيخ في البلدة بعد موت‬ ‫والده وأثناء النهار يدرس فـي مدرسـة افتتحهــا علـى حسـابه‬ ‫الخاص حيث كــان يتقاضــى أجــرا ً شــهريا ً عــن كــل تلميــذ ثــم‬ ‫بالضافة إلــى ذلــك كــان يتقاضــى جنيــه فلســطيني عــن كــل‬ ‫طالب ينهي القرآن الكريم‪ .‬وفي المناسبات وأفــراح الــزواج‬ ‫كان يقوم بقراءة المولد النبوي الشريف ويتقاضى أجرا ً علــى‬ ‫ذلك يليق بهذه المناسبة‪.‬‬ ‫الحتفالت و المناسبات في القرية‬ ‫تقام السـهرات أثنـاء الليـل بشـكل عـائلي حيـث يجتمـع‬ ‫الجيران في بيت معين وخاصة في فصل الشتاء حيــث يقــوم‬ ‫أحد الشبان المتعلمين "الــذي يتقــن القــراءة" قصص ـا ً أمثــال‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫عنــترة‪ ،‬والزيــر ســالم‪ ،‬وأبــو زيــد الهللــي‪ ،‬والمولــد النبــوي‬ ‫الشــريف‪ ،‬وســيرة ســيف بــن ذي يــزن‪ ،‬وتغريبــة بنــي هلل‬ ‫وغيرها‪ ،‬والجميع يجلســون حــوله ويتنــاولون القهــوة والشــاي‬ ‫ويــأكلون فراطيــش الــذرة والحلــوى مثــل العصــيدة الــخ‪...‬‬ ‫وتستمر السهرة إلى منتصف الليل‪.‬‬ ‫كما كان يوجد في القرية بعضا ً من صناديق الغناء‪ .‬هــذا‬ ‫وقد دخل الراديو أثناء الحرب إلى قرية النهر وكان يدار علــى‬ ‫بطارية السيارة لعدم وجود الكهرباء‪.‬‬ ‫هناك نوعان من الحتفللالت الللتي كللانت تقللام‬ ‫في قرية النهر‪:‬‬ ‫‪ -1‬الحتفالت الدينيللة والعيللاد‪ :‬عيــد الفطــر‪ ،‬وعيــد‬ ‫الضحى‪ ،‬الحتفــال فــي المولــد النبــوي الشــريف‪ ،‬عيــد رأس‬ ‫السنة الهجرية‪ ،‬خميس الموات‪ ،‬يوم عاشوراء‪.‬‬ ‫يستعد النــاس لســتقبال العيــد حيــث تقــوم ربــة العائلــة‬ ‫بتحضــير الكعــك المحشــو بـالتمر أو الجــوز والســكر بكميــات‬ ‫كبيرة وتصنع محلبا ً في البيت وتقوم بخبزها فــي فــرن خــاص‬ ‫مصنوع من الطين‪.‬‬ ‫فــي اليــوم الول مــن العيــد يقــوم رب العائلــة بــاكرا ً‬ ‫بالذهاب إلى المسجد لتأدية صلة العيد "جماعــة" مــع غالبيــة‬ ‫أهل القرية‪ .‬وبعد تأدية الصلة يعايدون بعضــهم بعضـا ً ويعــود‬ ‫رب المنزل ويقوم بذبح خروف العيــد للعائلــة‪ .‬يتجمــع أفــراد‬ ‫السرة عند كبير العائلة )الوالد( ويتبادلون التحيات‪.‬‬ ‫بينمـا النسـاء كـانت تحضـر الطعـام منـذ الصـباح البـاكر‬ ‫وتذهبن لزيارة القبور وتوزع الكعك والحلويات والطعام علــى‬ ‫الفقراء والمساكين عن أرواح الموتى رحمهم الله‪.‬‬ ‫الزواج‬ ‫مــن أهــداف الــزواج الهامــة تكــاثر النســل وهــذه ســنة‬ ‫الحياة‪ .‬قال رسول الله ص "تناسلوا وتكاثروا فإني مبــاه بكــم‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫المم يوم القيامة"‪ .‬يتم عقد الزواج أو كتب الكتاب في قرية‬ ‫النهر بواسطة الشيخ ويثبت ذلك في المحكمة الشــرعية فــي‬ ‫عكا‪ .‬وكان يقوم بهذه المعاملة وكيل القاضي طبقـا ً للقــانون‬ ‫الشرعي‪.‬‬ ‫تمر مرحلة الزواج بمحطات عدة ولكل محطــة صــفاتها‬ ‫الخاصة بها‪ .‬يعود الرأي للوالدين "الم والب"‪.‬‬ ‫يناقش الموضــوع بيــن أفــراد العائلــة بنــاءا ً علــى طلــب‬ ‫العريــس أو الوالــدين وإذا توصــل أفــراد العائلــة إلــى نتيجــة‬ ‫ايجابية وموافقة مبدئية تقوم أم العريــس بزيــارة اســتطلعية‬ ‫إلى بيت العروس لنقدها والتأكد من جميع الملحظات‪.‬‬ ‫تعود والدة العريــس وتشــرح ملحظاتهــا عــن العــروس‬ ‫لفراد عائلتها فإذا تم التفاق عليها بين أفــراد العائلــة تســمى‬ ‫هذه بالموافقة الخاصة‪.‬‬ ‫بعد ذلك يتفق أهل العريس مــع بعــض وجهــاء العــائلتين‬ ‫على زيارة أهل العروس وقراءة الفاتحة وهنــاك يتــم التفــاق‬ ‫على الخطبة و كتب الكتاب ومواعيدها وما يترتب على ذلــك‬ ‫من مهر‪.‬‬ ‫الخطبة‪ :‬بعــد ذلــك يطلــب أهــل العريــس رســميا ً يــد‬ ‫العروس حسب التفاق من والــدها ثــم يحــدد المهــر المعــدل‬ ‫والمؤجـل‪ .‬كـان المهـر المعـدل فـي قريـة النهـر ‪ 100‬ليـرة‬ ‫فلسطينية والمؤجل مائتا ليرة فلسطينية وفي بعــض الحيــان‬ ‫يكون المؤجل عبارة عن قطعة أرض )بستان‪ ،‬كرم زيتون(‪.‬‬ ‫يتم التفاق على يوم محدد يذهب العريس مع أهله إلــى‬ ‫بيت العروس‪ .‬ومن العادة أن يأخذ معــه هديــة ذهــب )طقــم‬ ‫ذهب‪ ،‬أساور مباريم‪ ،‬خاتم( تكريسا ً لهذا التفاق بالضافة إلى‬ ‫الحلوى والشراب ول ينفرد العروسان قبل العقد الشرعي‪.‬‬ ‫العقد الشرعي )كتب الكتاب(‪ :‬يتــم عقــد القــران‬ ‫على يد المأذون الشرعي بعد التأكد بنفسه مع شاهدين على‬ ‫موافقــة العــروس‪ .‬يســجل العقــد لــدى الــدوائر الرســمية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫المختصــة ويقــوم بــه رجــل ديــن )إمــام مســجد أو أي رجــل‬ ‫معروف بتقواه وتدينه فــي القريــة( ومــن ثــم يقــوم القاضــي‬ ‫الشرعي في عكا بالموافقة عليه وإقراره‪.‬‬ ‫تحمــل أم العريــس وإحــدى بناتهــا هــدايا العــروس مــن‬ ‫ملبس داخليـة وخارجيـة وحلويـات وغيرهـا كهـدايا إلـى بيـت‬ ‫العروس ويبقون هناك حتى حلول الليل‪.‬‬ ‫جهللاز )خزانللة( العللروس‪ :‬كــان يتــم شــراء هــذه‬ ‫الخزانة من عكا وهي أنواع وأحجام مختلفة ويجري نقلها إلى‬ ‫بيت العروس مباشرة وهذه الخزانة هي معــدة لحفــظ ثيابهــا‬ ‫وكل ما يخصها من أدوات الزينة وغيرها من ذهب وعطورات‬ ‫الخ‪.‬‬ ‫التحضير لحفل الللزواج‪ :‬يتــم التفــاق علــى موعــد‬ ‫الزواج بين الهل وموافقة العروسين و يفضل أن يكــون يــوم‬ ‫الخميس أو الحد‪ .‬كان ذلك يستوجب حضور شعراء )حدائين‬ ‫للنشــيد أثنــاء الســحجة(‪ .‬يشــارك جميــع أهــالي القريــة فــي‬ ‫التحضــير لــذلك وتبــدأ الســهرة "التعليلــة" قبــل أســبوع مــن‬ ‫الزواج وتتجمع النساء في بيت أهل العروس‪.‬‬ ‫التعليلللة‪ :‬تســتمر مــا بيــن ‪ 15-7‬يوم ـًا‪ .‬وتقــدم فــي‬ ‫التعليلة القهوة والدخان‪.‬‬ ‫السللحجة‪ :‬معناهــا الجــري الســريع وترديــد اللحــان‬ ‫بسرعة‪ .‬يتجمــع الرجــال والنســاء فــي ســاحة القريــة "أمــام‬ ‫جنينــة العفيفــي" ويصــطف الشــباب صــفا ً واحــدًا‪ .‬ثــم يبــدأ‬ ‫الشاعران "الحــداءان" ويقــول أحــدهم "يــا حللــي يــا مــالي"‬ ‫وتردد الجموع هذه العبارة بصوت واحد ثم يقومون بالتصفيق‬ ‫المستمر‪ .‬بعد ذلك يشتد ويقوى الفــرح والبتهــاج والحمــاس‬ ‫ويبدأ الشاعران بتحدي بعضهما ليثبت كــل منهمــا أنــه القــدر‬ ‫علــى قــول الشــعر الرتجــالي‪ .‬تــدوم الســحجة حــوالي ‪5-4‬‬ ‫ساعات‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫كانت إحدى البنات من أقرباء العــروس تقــوم بــالرقص‬ ‫في وسط الســحجة وأحيانـا ً تحضــر بعــض الغجريــات )النــور(‬ ‫وتقمن بالرقص فــي وســط هــذه الحلقــة‪ .‬أمــا النســاء فكــن‬ ‫يصفقن ويزغردن ابتهاجًا‪ .‬وكانت هذه الســهرات تمتــد حــتى‬ ‫يوم الزفاف‪.‬‬ ‫كانت هــذه الســهرات تقــام فــي الســاحة المضــاءة بمصــابيح‬ ‫كــبيرة "لــوكس علــى الكــاز" وتســتمر هــذه الحفلت حــتى‬ ‫منتصف الليل حيث يغادر الجميع إلى بيوتهم اســتعدادا ً لليــوم‬ ‫التالي‪.‬‬ ‫ليلة الحناء‪ :‬قبــل الــزواج بليلــة واحــدة تجتمــع بعــض‬ ‫النسوة من أصدقاء العــروس ويتــم وضــع الحنــاء علــى كفــي‬ ‫العروس وقدميها وكانت تشاركها فــي ذلــك بعــض صــديقاتها‪.‬‬ ‫تستمر هذه الحفلة حتى منتصف الليل‪ .‬هــذا ويضــع العريــس‬ ‫الحناء على كفه اليسر فقط وذلك كتقليد قديم‪.‬‬ ‫حمللام العريللس وحلقللة شللعر رأسلله وذقنلله‪:‬‬ ‫يجتمع الشباب من أصدقاء العريس يغنون ويهزجون‪ .‬ويقــوم‬ ‫الشبائن "صديق أو صديقين من أصدقائه" بتحميــم العريــس‪.‬‬ ‫بعد الحمام يأتي الحلق وتتجمع النســوة والقــارب والحبــاب‬ ‫ويصدحن في الغناء للعريس‪.‬‬ ‫الصمدة يوم العرس‪ :‬العريس والعــروس فــي بيــت‬ ‫الهل أو عند قريب أو جار أو صديق‪ .‬يتنــاول الجميــع الغــذاء‬ ‫في بيت العريس وهو مؤلــف علــى الغــالب مــن الرز وعليــه‬ ‫اللحــم ثــم الكبــة النيئة والمحاشــي كالكوســى والملفــوف‬ ‫واليخاني كالفاصوليا‪.‬‬ ‫يتــم لقــاء الرجــال بعــد تنــاول الغــذاء وشــرب القهــوة‪.‬‬ ‫يلبس العريس الملبس الزاهية ويجلس فــي وســط الســاحة‬ ‫على صفة عالية بوقار واتزان وأمــامه طاولــة عليهــا مزهريــة‬ ‫بها الورود الجملية‪ .‬يحيــط بــه القــارب والصــدقاء منشــدين‬ ‫أغاني شعبية للعريــس‪ .‬أمــا الشــباين وهمــا شــابان يرافقــان‬ ‫العريس يوم الزفاف ويحافظان عليه ويقومان بتحية المهنئين‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫عوضا ً عنــه‪ .‬معظــم الغــاني كــانت حــول الحســب والنســب‬ ‫والصلة على النبي ص‪.‬‬ ‫الطوفللة )الزفللة(‪ :‬بعــد الغــذاء يــذهب الجميــع مــع‬ ‫العروس والعريس رجال ً ونساءًا‪ ،‬شيبا ً وشبانًا‪ ،‬بعــد أن يركــب‬ ‫كــل مــن العريــس والعــروس علــى فــرس وحــولهم النســوة‬ ‫يزغردن ويغنين الغــاني الجميلــة ويتجهــون إلــى كــرم زيتــون‬ ‫القاضـي قـرب نهــر المفشـوخ وتبــدأ هنـاك الدبكـة والرقـص‬ ‫)السحجة( والغناء والحداء من الشعراء ويحيط بهذه الجمــوع‬ ‫بائعو النمورة والغريبة "عوامة‪ ،‬كعكيات‪ ،‬وما شاكل"‪.‬‬ ‫قبــل الغــروب بقليــل يعــود هــذا المــوكب إلــى القريــة‬ ‫ويودعون العريس والعروس أمام بيــت العريــس ويرجــع كــل‬ ‫واحد من أهالي القرية إلى بيته حامل ً معه الذكريات الجميلة‪.‬‬ ‫الخميللرة‪ :‬قبــل دخــول العــروس إلــى بيــت العريــس‬ ‫تعطــى قطعــة عجيــن )خميــرة( فتلصــقها علــى عتبــة بيــت‬ ‫الزوجية الجديد تيمنـا ً بــالخير والمســتقبل وعلمــة الســتمرار‬ ‫في الزواج ثم النجاب والتكاثر‪.‬‬ ‫يدخل العريس ويقترب من عروسه ويرفـع الخمـار عـن‬ ‫وجهها ويسلم عليها ثم يعود إلى خارج المنزل حيث يقبــل يــد‬ ‫والده ويطلب رضاه ويشكر أهل القرية ويعود إلــى عروســه‪.‬‬ ‫ينصرف الجميع متمنين للعروسين التوفيق والسعادة والرفاه‬ ‫والبنين‪.‬‬ ‫النقوط‪ :‬من العــادات القديمــة المســتحبة والمألوفــة‬ ‫وترمز إلى التعاون بين أهــل القريــة حيــث يتــم تقــديم بعــض‬ ‫النقود وأحيانا ً الذهب‪ ،‬كل حســب طــاقته‪ ،‬للعريــس‪ .‬تســتلم‬ ‫عادة إحدى السيدات النقوط من أهل العريــس أو أصــدقائهم‬ ‫وتقول بصوت مرتفع "خلــف اللــه عليــك يــا فلن أو يــا فلنــة‬ ‫وهذا نقــوط "تــذكر المبلــغ" للعريــس أو للعــروس"‪ ،‬وعقبــال‬ ‫عنــدك إذا كــان أعزيــا وعقبــال أن تفــرح بــأولدك إذا كــان‬ ‫متزوجًا"‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫ل تقتصر هدايا النقوط على النقود والــذهب بــل تتعــداه‬ ‫بمشاركات مختلفة مثل‪:‬‬ ‫‬‫البرغل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تقديم بعض المــواد التموينيــة كــالرز أو الســكر أو‬ ‫تقديم ذبائح كالخرفان والماعز‪.‬‬

‫تقديم بعض الخضار وخاصة يوم العرس كالكوسى‬ ‫‬‫أو الفاصوليا على سبيل المثال‪.‬‬ ‫كانت روح المحبــة تســود بيــن ســكان القريــة فتشــارك‬ ‫بعض النسوة في تهيئة الطعام كطهيه وتقديمه للضــيوف ثــم‬ ‫لستقبال الضيوف أيضا ً في بيوتهم‪.‬‬ ‫ردة الرجل‪ :‬يقــوم أهــل العــروس بــدعوة العروســين‬ ‫بعد الزواج بأســبوع واحــد للغــذاء وتســمى هــذه الزيــارة ردة‬ ‫الرجل‪.‬‬ ‫بعد الزواج بشهر تقريبا ً تباشر العــروس العمــل بجــانب‬ ‫الــزوج فــي البســاتين والحقــول و تتعــاون معــه فــي تحصــيل‬ ‫الرزق‪.‬‬ ‫البدل أو المقايضة‪ :‬هي عادات وتقاليد قديمة كانت‬ ‫تحدث بين القارب خاصة وأحيانا ً بين الغرباء حيــث يتــم فيهــا‬ ‫زواج الشاب من فتاة وفي المقابــل يــتزوج شــقيق العــروس‬ ‫أخت العريس ويسمى هذا الزواج بالبدل أو المقايضــة‪ .‬وقــد‬ ‫حدثت انعكاسات سيئة لهذا الزواج وأصبح ذلك مــن العــادات‬ ‫النادرة جدًا‪.‬‬

‫المناسبات الجتماعية‬ ‫الولدة‪ :‬هي الشغل الشــاغل وحــديث المــرأة الــدائم‬ ‫بعد الــزواج‪ .‬فبعــد الــزواج بشـهر واحــد فقــط يصــبح إنجــاب‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الولد هــو الشــغل الشــاغل للزوجــة لن ذلــك يقــوي ويثبــت‬ ‫علقة الزواج واستمراره كذلك زيادة أفراد العائلة ليكون دور‬ ‫حيوي في الحياة‪.‬‬ ‫الحمل يعني ثبات الزواج وعدمه يؤدي إلى الطلق فــي‬ ‫أغلب الحيان‪ .‬وكانت الزوجــة فــي قريــة النهــر هــي الــذراع‬ ‫اليمن للرجــل فكــان عليهــا مســاعدته فــي قطــاف الليمــون‬ ‫والحصــاد وغيــره والمحافظــة علــى نفســها خشــية انتكــاس‬ ‫الحمل‪ .‬هذه المشاركة في الحيــاة الزوجيــة كــثيرا ً مــا كــانت‬ ‫تؤدي إلى نتائج سلبية ففي بعض الحيان كان يأتيها المخــاض‬ ‫وهي ذاهبة أو راجعة من الحقل أو أثناء العمل‪ .‬ويولد الطفل‬ ‫في العراء وفي أحضان الطبيعة الواسعة‪.‬‬ ‫موعللد الللولدة‪ :‬مهــم جــدا ً إذا كــان المولــود الول‬ ‫)البكر( في حياة العائلة ويطلق عليــه إســم الجــد فــي أغلــب‬ ‫الحيان ويدعى منذ صـغره بـأبو فلن علـى اسـم والـده وهـو‬ ‫خليفة الوالد والساعد اليمن في الــبيت وفــي تحصــيل لقمــة‬ ‫العيش‪.‬‬ ‫حالت الولدة‪ :‬كانت تتم عن طريق الداية ونادرا ً مــا‬ ‫كانت تتعسر الولدة عندئذ يستدعى الطبيب النســائي‪ .‬وفــي‬ ‫أحيان كثيرة كانت الدايــة تلجــأ إلــى أمــور كــثيرة عنــد تعســر‬ ‫الولدة‪ .‬كانت تطلب من المرأة المساك بحبل مربــوط فــي‬ ‫السقف ليساعدها أثناء المخاض‪ .‬وتقرأ الداية بعضا ً من سور‬ ‫القرآن "سورة مريم‪ ،‬سورة الخلص‪ ،‬ســوق النشــقاق" ثــم‬ ‫تحضــر لهــا بعــض العشــاب الســاخنة كالشــاي‪ ،‬والبابونــج‪،‬‬ ‫والزوفا‪ ،‬واليانسون‪ .‬ثم تطلب الداية إحضار ماء فاتر وتذيب‬ ‫به بعض الملح وتباشــر بمــا تعــرف مــن خــبرات لتســاعد الم‬ ‫على الوضع فالله هو القادر المقتدر علــى مســاعدة الم فــي‬ ‫الولدة‪.‬‬ ‫عندما يوضع الطفل تقوم الداية بتغسيله‪ .‬ينتظر الوالــد‬ ‫والهل خبر الولدة‪ .‬إذا تأخرت الداية بإعلن جنــس المولــود‬ ‫يكون أنثى وإذا جاء الخبر في الحال يكون المولود ذكرًا‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫"وإذا بشر أحدهم بالنثى ظل وجهه مسودا ً وهو كظيم‪،‬‬ ‫يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هــون أم‬ ‫)القــرآن الكريــم‪ ،‬ســورة النحــل ‪-58‬‬ ‫يدسه في التراب أل ساء ما يحكمون"‬ ‫‪.(59‬‬

‫يــدفع الوالــد للدايــة هــديتها وإكراميتهــا حســب التقاليــد‬ ‫المتبعة‪ .‬ويعم الفرح جميع أفراد العائلة إذا كان المولود ذكرا ً‬ ‫وتكرم الزوجة من زوجها بالنقوط )هدية الــولدة(‪ .‬ثــم يــأتي‬ ‫واجب التهنئة من الهل والقارب والصحاب ويقدم للمهنئيــن‬ ‫الحلوى والمغلي‪.‬‬ ‫ثياب الطفل‪ :‬في الشهر الولى لولدته تكــون ثيــابه‬ ‫رقيقة ناعمة من القطن البيض ومن الشــاش النــاعم وعليــه‬ ‫فستان مطرز بالزرق إذا كان المولود ذكرا ً وإذا كان المولود‬ ‫أنثى فيكون مطرزا ً بالزهر‪ .‬على الوسط زنــار مــن الشــاش‬ ‫ثم يقمط‪.‬‬ ‫المقمطـة هـي قمـاش بفتـة أبيـض عريـض مـن المـام‬ ‫توضع على الصدر‪ ،‬يكتب عليهــا بــالزرق‪" :‬ملبــوس ألهنــا مــا‬ ‫شاء الله"‪ .‬ثم تنتهي أطراف المقمطة بحزام يتم لفــه حــول‬ ‫جسم الطفل من أعلى صدره وحتى قدميه حيث يربط‪.‬‬ ‫في فصل الصــيف يلــف الطفــل لمــدة شــهرين أو أكــثر‬ ‫قلي ً‬ ‫ل‪ ،‬أما فــي الشــتاء فيلــف لمــدة تزيــد علــى أربعــة أشــهر‪.‬‬ ‫اللــف يســاعد الطفــل علــى الصــلبة والســتقامة وتــوازن‬ ‫الجسم‪.‬‬ ‫الرضاعة‪ :‬كانت أيام الرضاعة تزيد على العام وأحيانا ً‬ ‫يرضع الطفل من أمه ما يزيد على العامين‪.‬‬ ‫سللرير الطفللل‪ :‬مصــنوع مــن الخشــب أو مرجوحــة‬ ‫تعلق في البيت أو الدار وأحيانا ً على أحد غصون الشجار في‬ ‫البستان‪.‬‬ ‫لهوة الطفل‪ :‬كــانت أللهــوة عبــارة عــن قطعــة مــن‬ ‫السكر توضع وسط محرمة شاش أبيض صغيرة‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫مناسك الحج‬ ‫كان الذهاب إلى الحج قديما على ظهــور الجمــال‪ ,‬وقــد‬ ‫كان ثوب الكعبة المصنوع من الحرير السود يخاط في مصــر‬ ‫وينقل إلى مكــة المكرمــة علــى ظهــر ناقــة و كــانت تســمى‬ ‫"المحمل"‪.‬كان موكب المحمل يمر ببلد الشام وفــي طريقــه‬ ‫يمر بمدينة عكــا وكـان البعـض الــذي ينــوي الحــج يســير وراء‬ ‫المحمل وتستغرق هذه الرحلة حوالي ستة أشهر ذهابا ً وإيابًا‪.‬‬ ‫أما بعد فتح قنــاة الســويس عــام ‪ 1869‬أصــبح الحجــاج‬ ‫يسافرون من قرية النهر إلى مدينة عكا عــن طريــق الجمــال‬ ‫ثم يركبون القطار إلى مدينة حيفا ومن مدينة حيفا يسافرون‬ ‫في القطار إلى بورسعيد من ثم يجــري نقلهــم بالبــاخرة إلــى‬ ‫ميناء جدة في السعودية‪.‬‬ ‫يجري وداع واستقبال الحجاج من قبل الهــل والقــارب‬ ‫والصدقاء والجيران‪ .‬وأذكر هنا بعض من قاموا بأداء فريضــة‬ ‫الحج‪:‬‬ ‫•‬

‫الحاجة شيخة الشراباتي‬

‫•‬

‫الحاج محمود بكرية‬

‫•‬

‫الحاج ابراهيم الشاذلي‬

‫•‬

‫الحاجة حليمة سليم‬

‫•‬

‫الحاجة وسيلة سليم‬

‫•‬

‫الحاجة حمدة زوجة يوسف المصري‬

‫يعود الحجاج بعد حوالي الشهرين من عيد الضحى ويتم‬ ‫استقبال هؤلء العــائدين مــن تأديــة فريضــة الحــج "الحــج لــم‬ ‫استطاع إليه سبيل" بالتطبيل والتزمير‪ .‬ثــم يتوافــد الصـدقاء‬ ‫من أهــل القريــة للمباركــة والتهنئة بالســلمة حــاملين معهــم‬ ‫الهدايا )الذبائح والسكر والرز( ويقدم الحجاج بــدورهم هــدايا‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫مباركة من الحــج كــالتمر‪ ،‬مــاء زمــزم‪ ،‬مســابح‪ ،‬حنــة‪ ،‬بخــور‪،‬‬ ‫مسواك‪ ،‬سجادة للصلة‪ ،‬الخ‪.‬‬ ‫التراح والجنازة‬ ‫الوفاة‪ :‬كانت مظاهر الحزن فــي القريــة أكــثر تــأثيرا ً‬ ‫واهتماما ً منها في المدينة‪ ،‬فكان يتأثر بها كــل ســكان القريــة‬ ‫وذلك لعمق الروابط الجتماعيــة والعائليــة بينهــم‪ .‬فــي هــذه‬ ‫المناسبة الليمــة يتــم تجــاوز جميــع الخلفــات العائليــة مهمــا‬ ‫كانت أسبابها‪ .‬عندما توافي المنية أحد الهالي ذكــرا ً كــان أو‬ ‫أنثى ينادي المنادي قائل ً‪:‬‬ ‫"يا سامعين الصـوت يــا أهـل قريتنـا الكـرام‪ ،‬نعزيكـم بوفــاة‬ ‫المرحوم أو المرحومة فلن أو فلنة‪ .‬سيتم الــدفن يــوم كــذا‬ ‫الساعة كذا وإنا لله وإنا إليه راجعون"‪.‬‬ ‫هذا النداء يؤدي إلــى تعطيــل العمــال فــي ذلــك اليــوم‬ ‫للمشاركة في الدفن وتقديم التعازي واستقبال الوافدين مــن‬ ‫خارج القرية‪ .‬يذهب قسم من الهالي لحفــر القــبر والقســم‬ ‫الخر يتجمع في بيت الفقيد للتعزيــة واســتقبال المعزيــن ثــم‬ ‫يقرأ أحدهم "شيخ القرية" ما تيسر من القرآن الكريم‪ ،‬ويتــم‬ ‫الدفن في نفس اليوم إل إذا تعذر لسبب من السباب‪.‬‬ ‫الجنازة‪ :‬يقوم أهل الفقيد أو "شخص وظيفتــه غســل‬ ‫الموتى" بغسل وتكفين الميت ووضــعه فــي التــابوت‪ .‬يشــيع‬ ‫الهالي النعش ويصلى عليه في الجــامع أو فــي المقــبرة ثــم‬ ‫يوارى الثرى‪.‬‬ ‫تتم تعزية أهل الفقيد وأنسبائه بعــد الــدفن مباشــرة ثــم‬ ‫يعود الجميـع إلـى بيـت الفقيـد‪ .‬تتـم تلوة القــرآن فـي بيـت‬ ‫الفقيد عن روحه لمدة ثلثة أيام عمل ً بالسنة النبوية‪.‬‬ ‫اليوم الثالث)الختمة(‪ :‬هو يوم الختمة وبعدها تجــب‬ ‫إزاله مظاهر الحزن خاصة الرجال ويتم حلق الذقون‪ .‬يتجمع‬ ‫أهل القرية في هذا اليوم في بيت الفقيد وتتــم تلوة القــرآن‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫من قبل شــيخ القريــة ومــن الهــالي علــى الســواء عــن روح‬ ‫الفقيد ثم توزع أقراص المعمول والقهوة على الحاضرين‪.‬‬ ‫يتبادل الهل والقارب والصدقاء دعوة أهل الفقيد إلــى‬ ‫تناول الطعام لمدة ثلثة أيام‪ .‬أما النساء "أهل الفقيد" فيتــم‬ ‫إرسال الطعام لهم من قبل أهل القرية‪.‬‬ ‫الربعين‪ :‬في يوم الربعين )أربعين الفقيد( يدعى أهل‬ ‫القرية ويقرأ القرآن الكريم عن روح الفقيد ويقــدم المعمــول‬ ‫والقهوة على الحضور‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫مقبرة القرية‬ ‫توجد ثلثة مقابر في قرية النهر هي‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫مقبرة قرية التل "الحارة الغربية من القرية"‬

‫‪-‬‬

‫مقبرة قرية النهر على طريق بركة الفوارة‬

‫مقــبرة آل العفيفــي فــي حديقــة الســيد محمــد‬ ‫‬‫العفيفي‪ ،‬وهـي عبـارة عـن خشخاشـة "فسـتقية" مبنيـة فـي‬ ‫طرف الحديقة بشكل غرفة كبيرة تبلـغ مسـاحتها حـوالي ‪60‬‬ ‫مــتر مربـع‪ ،‬طولهـا ‪ 10‬مـتر وعرضـها ‪ 6‬مــتر‪ ،‬ومقامــة تحــت‬ ‫سطح الرض وهي مخصصة لدفن أبناء السيد محمد العفيفي‬ ‫فقــط‪ .‬علــى الســطح وضــعت مزهريــات مملــوءة بــالورود‬ ‫والرياحين‪.‬‬ ‫القبور على مستوى الرض في قرية النهر قليلة الرتفاع‬ ‫مبنية من حجارة وطيــن‪ .‬بعــض القبــور مرتفعــة عــن ســطح‬ ‫الرض ومبنية من الحجارة والباطون‪.‬‬ ‫المثال والتعابير‬ ‫المثال‪ :‬هي عبارة عن تجارب واقعية حــدثت وكــانت‬ ‫صادقة في نتائجهـا فضــربت علـى شـكل أمثــال وقـد تناقلهـا‬ ‫الجداد في قرية النهر وورثوها لبنائهم وهــذه مجموعــة منهــا‬ ‫على سبيل المثال‪:‬‬ ‫المثل‬ ‫تجري الرياح بما ل تشتهي السفن‬ ‫الديك الفصيح من البيضة بصيح‬ ‫فرخ البط عوام‬ ‫ما بحط يدي تحت بلطتك‬ ‫إن مع العسر يسرا )قرآن كريم(‬ ‫ترابك بعينيك‬ ‫الكلب ما بعض دان أخوه‬

‫المعنى‬ ‫ليس كــل مــا يريــده المــرء يــدركه‬ ‫فقد يجري عكسه‬ ‫للولد المجتهد منذ صغره‬ ‫النسان الذي يخلف ولدا ً ذكيا ً‬ ‫ل أقوم بعمل ما معك‬ ‫بعد الضيق يأتي الفرج‬ ‫لصحتك وأنت حر‬ ‫الخــوة مهمــا اختلفــوا مــا بيفوتــو‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫المثل‬

‫المعنى‬

‫بعض‬ ‫قبل سكن البيت فتش عن جارك‬ ‫الجار قبل الدار‬ ‫تقــال لشــخص فقيــر يصــل إلــى‬ ‫بيطلع من البلن مناسيس‬ ‫مرتبة عالية‬ ‫نمشي الحيط الحيط ونقول يا رب ل نتــدخل بــأمور الخريــن وبــدن‬ ‫السترة فقط‬ ‫السترة‬ ‫الوعاء الكبير بيسع الوعاء الصغير العاقل بصبر على الجاهل والكــبير‬ ‫على الصغير‬ ‫رجل فقير يستفيد من أجــل رجــل‬ ‫على جريرة الورد بشرب العليق‬ ‫ذو جاه‬ ‫الذي ل تراه تنساه‬ ‫البعيد عن العين بعيد عن القلب‬ ‫مـــا بطلــع حســاب البيـــدر علــى الناتج ل يأتي كما تحسبه أنت‬ ‫حساب الحقلة‬ ‫بدون فائدة‬ ‫رايحة جاي مثل أم العروس‬ ‫ل تنـــام بيـــن القبـــور ول تشـــوف ل تتدخل بما ل يعنيك‬ ‫منامات موحشة‬ ‫ل تتدخل بما يضرك‬ ‫ابعد عن الشر وغنيلو‬ ‫كل واحد يعمل لمصلحته الخاصة‬ ‫كل واحد بدير النار على قرصو‬ ‫الجمــل لــو بيشــوف حردبتــو بيقــع لـو رأى النســان أعمـاله مـا تكلــم‬ ‫بالسوء عن غيره‬ ‫وبتنكسر رقبته‬ ‫واحد أصــبعو بالنــار وواحــد إصــبعه واحــد مســرور ويقــول للحزيــن ل‬ ‫تغضب‬ ‫بالمي‬ ‫للشخص المريض القلق‬ ‫إذا نام السمك في البحر أنا نمت‬ ‫كان يحل المشكلة قبل وقوعها‬ ‫كان أبي يجبر المكسورة‪.‬‬ ‫بل كان أبي يجبرها قبل أن تنكسر‬ ‫المضايقة تسبب النفجار‬ ‫الحية بس تتضايق بتعض بطنها‬ ‫اخذ الحق وفــوق الحــق ومــا تــرك‬ ‫أكل البيضة وقشرتها‬ ‫شيئا ً‬ ‫الرض الواطية بتشرب ميتها ومية المتواضع والــذكي هــو الرابــح فــي‬ ‫النهاية‬ ‫غيرها‬ ‫المتعلم بين الجهلة قائدهم‬ ‫المفتح بين العميان صيرفي‬ ‫المبلل الملبس ل يخاف المطر‬ ‫الغرقان ما بخاف البلل‬ ‫الكلمة الحلوة أفضل من الغذاء‬ ‫لقيني ول تغذيني‬ ‫ناكر المعروف‬ ‫ملحو على ذيله‬ ‫دون فائدة‬ ‫مثل الكي على الجلل‬ ‫الوجع ل يوجع إل صاحبه‬ ‫الجمرة ما بتحرق إل مطرحها‬ ‫كل واحد بتمرجل أمام بيته‬ ‫كل ديك على مزبلتو صياح‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الدعاء له‪ :‬مع الســلمة‪ ،‬اللــه يطعمــك‪ ،‬اللــه يحميــك‪،‬‬ ‫الله يرد عنك‪ ،‬الله ينجحك‪ ،‬الله يسعدك‪ ،‬اللــه يســهل عليــك‪،‬‬ ‫تــروح وتيجــي بالســلمة‪ ،‬اللــه يصــبرك‪ ،‬اللــه يســامحك‪ ،‬اللــه‬ ‫يفتحها بوجهك‪ ،‬الله يطول عمــرك‪ ،‬اللــه يبــارك فيــك‪ ،‬اللــه ل‬ ‫يحرمنا منك‪ ،‬الله يبعد عند أولد الحرام‪ ،‬الله ييسر أمرك‪.‬‬ ‫الدعاء عليه‪ :‬روحه بل رجعة‪ ،‬الله ل يسلم فيك مغرز‬ ‫إبره‪ ،‬الله ل يسامحك‪ ،‬الله يسود وجهك‪.‬‬ ‫التهديد‪ :‬والله لخلي الضريبة تحزمــك‪ ،‬واللــه لكويــك‬ ‫على كل مفصل كي‪ ،‬راح خليك تشــوف نجـوم الظهـر‪ ،‬واللــه‬ ‫لسلخ جلدك‪ ،‬بدي أقطع البز اللي رضعت منو‪.‬‬ ‫المجاملت‪ :‬يخلف عليك‪ ،‬تفــرح مــن عرســانك‪ ،‬اللــه‬ ‫يجبر بخاطرك‪ ،‬يكثر خيــرك‪ ،‬يرحــم أمواتــك‪ ،‬مثــل مــا ودعــت‬ ‫تلقي‪ ،‬الله يكثر من أمثالك‪.‬‬ ‫القسم‪ :‬والله ما بفوت بيتك إذا بدك تفشــلني‪ ،‬وحيــاة‬ ‫لحيتك الغانمة‪ ،‬وحياة معزتك عندي‪ ،‬وحياة يللي زرتو‪.‬‬ ‫اللعاب في القرية‬ ‫لقد انتشرت اللعاب بين شباب القرية ذكورا ً وإناثا ً بعــد‬ ‫العمل الشاق بالفلحة وكــان ل بــد مــن الــترفيه عــن النفــس‬ ‫بألعاب مسلية أهمها‪:‬‬ ‫•‬

‫لعبة النط بالحبل مكانه أو بالركض‬

‫•‬

‫اللعب بالكرة‬

‫•‬

‫الغميضة )للذكور والناث(‬

‫•‬

‫الدب العمى )مين تقفك يا دوس( )ذكور وإناث(‬

‫•‬

‫لعب الكلل والبنانير وبالعفص أيضا ً‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫•‬

‫لعبة طار الحمام – هدا الحمام )ذكور وإناث(‬

‫•‬

‫السباق ركضا ً‬

‫•‬

‫الزواقيط )اللت( )ذكور وإناث(‬

‫• لعب الورق )الشدة( ومنها اسكنبيل‪ ،‬باصرة‪ ،‬سبعة‬ ‫ونصف‪.‬‬ ‫‪ -1‬لعبة الكللورة‪ :‬مــارس هــذه اللعبــة فــي قريــة النهــر‬ ‫الشباب )سن الثالثة عشر حــتى ســن الثامنــة عشــرة(‪ .‬يتــم‬ ‫اختيار أرض مستوية لممارستها وأفضل الفصــول لممارســتها‬ ‫هــي فصــلي الشــتاء والربيــع‪ .‬عــدد اللعــبين مــا بيــن ‪8-5‬‬ ‫أشخاص‪ .‬أما الدوات اللزمة فهي حجر مدور بشــكل الكــرة‬ ‫وعصاه طويلة من السـنديان طولهـا مـتر تقريبـًا‪ .‬يحفـر كـل‬ ‫واحد مــن اللعــبين حفــرة قطرهــا حــوالي ‪ 20‬ســم وعمقهــا‬ ‫حوالي ‪ 14‬متر تسمى بوش ويكون عدد الحفر أقل من عــدد‬ ‫اللعبين بواحد‪ ،‬فإذا كان عدد اللعبين ‪ 8‬يكون عدد الحفــر ‪7‬‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫توضع الكرة في مكان بارز في وســط الملعــب وتكــون‬ ‫بحراسة أحد اللعبين وكل لعب يحمي حفرته بعصاه‪ .‬يقــوم‬ ‫حــارس الكــرة بــدحرجتها ومحاولــة إدخالهــا فــي أحــد الحفــر‬ ‫وعندما تقترب الكرة من أحد الحفر يقوم حامي هذه الحفـرة‬ ‫بإبعادهــا عــن حفرتــه بعصــاه ويعمــل جهــده فــي منعهــا مــن‬ ‫الدخول إلى الحفرة‪ .‬وبالنهاية تدخل هذه الكــرة أحــد الحفــر‬ ‫دون أن يتمكن حامي هذه الحفرة مــن منعهــا فيأخــذ حــارس‬ ‫الكرة مكانه ويصبح هو بدوره حــارس الكــرة و هكــذا دواليــك‬ ‫وقد تدوم هذه اللعبة عدة ساعات‪.‬‬ ‫‪ -2‬العمدة )رفع الثقال(‪ :‬هي عبارة عن حجــر رملــي‬ ‫مثقوب في وسطه وله مسكة من الخشب وزنه ما بين ‪– 50‬‬ ‫‪ 70‬كغم‪ .‬يتجمع الشباب في إحدى ساحات القرية ويتبــارون‬ ‫فــي رفعــه بيــد واحــدة أو باليــدين معــًا‪ .‬ويعتــبر الشــخاص‬ ‫المذكورين من أشهر من رفع العمدة‪:‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪-‬‬

‫المرحوم الحاج محمود بكرية‬

‫‪-‬‬

‫المرحوم محمد الحاج محمود )أبو حامد(‬

‫‪-‬‬

‫المرحوم ابراهيم حسين سليم‬

‫ويعتبر حجر المرحوم غانم من قرية الغابسية المجــاورة‬ ‫لقرية النهر من أكبر الحجارة "العمدات" ولم يستطع أحد أن‬ ‫يرفعه إل أن المرحوم الحاج محمود بكرية وكــان ينقــل علــى‬ ‫الدابة من بلد لخر ليتبارى الشــباب علــى رفعــه أثنــاء حفلت‬ ‫العراس وفي مناسبات العياد‪.‬‬ ‫‪ -3‬السباحة‪ :‬كــانت الســباحة شــائعة فــي القريــة وذلــك‬ ‫لوجود بركتين كبيرتين هما بركة التل وبركة الفــوارة‪ .‬يــذهب‬ ‫الشباب أيام الصــيف الحــارة ويمارســون الســباحة فــي هــذه‬ ‫البرك وتستغرق السباحة بضع ساعات‪.‬‬ ‫‪ -4‬التفقيس في البيض )المفاقسللة(‪ :‬هــذه اللعبــة‬ ‫شائعة في العياد وخاصة يــوم خميــس المــوات حيــث يقــوم‬ ‫الشباب بسلق البيض وتلوينه باللون الحمــر بغليــه مــع قشــر‬ ‫البصل الحمر أو باللون الصفر بغليه مع نبات الصفير‪ .‬هــذه‬ ‫اللعبـة تحتـاج إلـى شخصـين للقيـام بهـا‪ ،‬يضـع أحـد الشـباب‬ ‫البيضة في إحدى يديه ويصر يده عليها تاركا ً رأســها مكشــوفا ً‬ ‫ويأتي الخــر ببيضــته ويحــاول ضــرب البيضــة الولــى الــرأس‬ ‫بالرأس والعيز )قفا البيضة( بالعيز والذي يكسـر بيضـة الخـر‬ ‫يكون هو الرابح ويأخذ بيضته مكافأة على ذلك‪.‬‬ ‫وأحيانا ً يلعبون بــأكثر مــن بيضــة ويســمى )نــدب( حيــث‬ ‫يوضع صف من الــبيض حــوالي ‪20‬بيضــة بخــط مســتقيم كــل‬ ‫واحدة بجانب الخرى‪ .‬يقف أحد الشباب مــن اليمــن والخــر‬ ‫من اليسار‪ .‬يتناول الول بيضة أمامه ثم يتناول الخر البيضــة‬ ‫المقابلة وتبدأ المفاقسة والذي يكسر بيضة الخــر يكــون هــو‬ ‫الرابح وتستمر العملية حتى ينتهي صــف الــبيض والرابــح هــو‬ ‫الذي يربح كمية اكبر‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪ -5‬السحر‪ :‬في المناسبات وأثناء العياد كان يرتاد القرية‬ ‫عدد من السحرة الذين يقومون بألعــاب ألخفــة مقابــل مبــالغ‬ ‫مالية يجمعونها عند نهاية كل عرض‪.‬‬ ‫‪ -6‬المشللي علللى الحبللل‪ :‬كــان بعــض الغجــر )النــور(‬ ‫يربطون حبل ً بين شجرة وأخرى أو بين حائطين وتقوم امــرأة‬ ‫نورية تحمل بيدها عصا طويلة وتضع على رجلهــا صــابونة ثــم‬ ‫تسير على الحبل ذهابا ً وايابًا‪.‬‬ ‫‪ -7‬الدب والسعدان‪ :‬كان الغجًر يحضرون معهــم دب أو‬ ‫سـعدان يقـوم بأعمـال بهلوانيـة و عنـد نهايـة العـرض يحمـل‬ ‫محرمة بيده ويبدأ بجمع النقود من المتفرجين‪.‬‬ ‫‪ -8‬صندوق الفرجة‪ :‬يأتي صاحب الصندوق إلــى القريــة‬ ‫ويضع مقعد خشبي يجلــس عليــه ‪ 5-4‬أولد مقابــل الصــندوق‬ ‫أمام فتحات مثبت عليها بلورات من الزجــاج لتكــبير الصــورة‬ ‫ويبدأ صاحب الصندوق بالغناء قائل ً شوف تفرج يا سلم علــى‬ ‫عنتر بن شداد وهو راكب علــى الجــواد قــوم تفــرج يــا ســلم‬ ‫علــى ســعدى الزنــاتي الــتي بــاعت أبوهــا بعــد العــز والــدلل‬ ‫لبسوها جلد جمال‪ .‬يستمر هذا العمل بضــع دقــائق ثــم يــأتي‬ ‫دور الفرقة الثانية ويأخذ من كل ولد ‪ 5‬قروش‪.‬‬ ‫‪ -9‬بائع الفرانين )دواليب الهواء(‪ :‬كان يصنع الدولب‬ ‫أو الفرنينة من جذوع بعض النباتات الصيفية والــورق الملــون‬ ‫)نبات الخلة(‪ .‬يلف الورق على جــذوع هــذه النباتــات ويصــنع‬ ‫في رأس الدولب فرنينة على شــكل نجمــة‪ .‬يــدور الــدولب‬ ‫بتأثير الهواء ويــزداد الــدوران عنــدما يركــض الولــد‪ .‬ويضــعها‬ ‫البائع في سلة ويتجول في حارة النهــر منادي ـا ً بــأعلى صــوته‪.‬‬ ‫كان ثمــن دولب الهــواء نصــف قــرش )تعريفــة( أو مقايضــته‬ ‫ببيضة دجاج واحدة‪.‬‬ ‫من اللعــاب الــتي كــان يقــوم بهــا الصــغار أثنــاء أوقــات‬ ‫الفــراغ هــي الكــورة‪ ،‬الغميضــة‪ ،‬الســباق‪ ،‬والمفاقســة فــي‬ ‫البيض‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الصيد )رياضة وهواية(‬ ‫مارس بعض سكان قرية النهر الصــيد وخاصــة الشــباب‬ ‫منهــم صــيد الطيــور والعصــافير الصــغيرة باســتعمال الدوات‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬الصيد بواسللطة الفللخ‪ :‬وهــو مصــنوع مــن الحديــد‪,‬‬ ‫يطمــر فـي الــتراب ويوضــع فيــه دودة صـغيرة تربــط بخيــط‪.‬‬ ‫وعندما يــأتي العصــفور لنقــدها ينغلــق الفــخ علــى جنــاحيه أو‬ ‫رقبته وتصلح لصيد السمن والبلبل والصفر‪.‬‬ ‫‪ -2‬الصيد بواسطة الدبكيللة‪ :‬وهــي عبــارة عــن حفــرة‬ ‫عمقها حوالي ‪ 10‬سم وقطرها حوالي ‪ 10‬ســم تغطــى بلــوح‬ ‫من الصبير المملوء بالشوك وتسند بواسطة عامود صغير من‬ ‫الخشب يوضع فوق عامود آخر مثبت لعرض الحفرة‪ .‬يوضــع‬ ‫في الحفرة غذاء للطيــور وعنــدما يــأتي الطيــر ويقــف داخــل‬ ‫الحفرة لتناول هذا الطعــام ينغلــق لــوح الصــبير عليــه ويعلــق‬ ‫داخل الحفرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الصيد بواسطة الدبق‪ :‬وهي قضبان طولهــا حــوالي‬ ‫نصف متر وعلــى رأســها مــادة لزجــة ولصــقة لونهــا أخضــر‪.‬‬ ‫توضع هذه القضبان على أشجار التين صيفا ً وتكون قريبة من‬ ‫الثمار فيأتي الطائر لتناولها فيعلق في الــدبق مــن جنــاحيه أو‬ ‫رجليه‪.‬‬ ‫‪ -4‬الصيد بالجفت‪ :‬مارس بعــض ســكان القريــة الصــيد‬ ‫بسلح رش خردق )خرطوش(‪.‬‬ ‫منعت سلطات النتداب البريطاني الصيد في فلســطين‬ ‫ووضعت القوانين لممارسة هذه الهواية‪ .‬وكــان مطلوب ـا ً مــن‬ ‫الصـياد الحصـول علـى رخصـة )إذن( لممارسـة هـذه المهنـة‬ ‫وهــذه الرخصــة كــانت تحــدد أنــواع الطيــور‪ ،‬وعــددها‪ ،‬وفــترة‬ ‫الصيد‪ .‬ولكن حرية الصيد في الريف كانت أكثر إنتشارًا‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫إشتهر من الصيادين بالجفت ابراهيم حسين سليم وكان‬ ‫هاويا ً للصيد‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الباب الرابع عشر – الطب العربي في قرية‬ ‫النهر‬ ‫التشطيب )الفصد(‪ :‬كان يقوم بهذه المهمة على العمــوم‬ ‫الحلق وأحيانا ً أحد الرجال ذو الخبرة‪ .‬وأفضل وقت لذلك هو‬ ‫فصل الربيع عندما يزهر الرمان حيــث كــانت تفصــد شــرايين‬ ‫معروفة ومحددة )بحسب الخبرة( في الرقبة أو اسفل الذن‪،‬‬ ‫وسط الرأس‪ ،‬بطة الرجل‪ .‬ينزف الدم مــن الجســم ويكــون‬ ‫لونه غامقا ً والفصــد يخلــص المريــض مــن بعــض آلمــه‪ .‬فــي‬ ‫أوائل الربيع ينمو الجسم وتتغير حركة الدورة الدموية‪ ،‬لــذلك‬ ‫ل بد من التشطيب وإفراز الدم غير النقي‪.‬‬ ‫الحزام )وخز البر(‪ :‬يقــوم المتخصــص بــذلك باســتعمال‬ ‫أنواع من البر‪ .‬يتم استعمال الحزام فــي حالــة وجــود أنــواع‬ ‫من الحبوب الصغيرة في داخلها دم فاسد موجودة على ظهر‬ ‫النســان أو صــدره‪ .‬يوضــع المريــض قبالــة الشــمس ويقــوم‬ ‫الختصاصي بوخز الحبــوب القريبــة مــن الــدمامل بالــدبابيس‬ ‫ويترك الدبابيس في مكانها فــترة ثــم ينتزعهــا ويخــرج الــوهم‬ ‫والدم‪ ،‬ثم ينظف المكان ويمسح بالسبرتو وبإذن الله يشــفى‬ ‫المريض‪.‬‬ ‫كاسات الهوا‪ :‬عندما يصاب النســان بلفحــة هــواء تتحــول‬ ‫إلى وجع في الظهر يقوم الخبير بتحضير كبايات شاي صغيرة‬ ‫ورقيقة يتم وضع قطعة صغيرة من الــورق بعــد إشــعالها فــي‬ ‫داخل الكوب ويثبت بشكل سريع على ظهر المريض فيلتصق‬ ‫به ويبقى مدة تتراوح بين ‪ 10-7‬دقــائق بعــد ذلــك يتــم نزعهـا‬ ‫محدثة صوتا ً نتيجــة الضــغط فــي الكــوب وبــإذن اللــه يشــفى‬ ‫المريض‪.‬‬ ‫كاسات الدم‪ :‬طريقة شبيهة بكاسات الهوا حيث يتم فصــد‬ ‫مكان الكوب ويوضع الكأس من جديد في نفس مكان الفصد‬ ‫وينزل الدم نقاط في الكوب ويكون أسود اللون‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫التهبيلة‪ :‬توضــع أنــواع مــن العشــاب البريــة تبع ـا ً للحالــة‬ ‫المرضية في وعاء محكم الغطاء ثم يمل بالماء ويغلــى‪ .‬بعــد‬ ‫الغلي يرفع الغطاء ويتنشق المريض البخار المتصاعد وأحيانا ً‬ ‫يعرض الجزء المريض من الجسم لهذا البخــار الحــار‪ .‬الهــم‬ ‫من ذلـك هـو لـف الجـزء المريـض مـن الجسـم والبقـاء فـي‬ ‫المنزل وعدم التعرض للهواء خشية النعكاسات الســلبية لن‬ ‫الوقاية ضرورية في هذه الحالة‪.‬‬ ‫الكي‪ :‬شاع في القرية الكي لمعالجة بعض المراض‪ ،‬وهــي‬ ‫إحماء سيخ من الحديد بالنار حتى يحمر ثم وضعه على مكان‬ ‫اللم في الرجــل أو الظهــر أو اليــد ثــم توضــع أوراق الخــروع‬ ‫فــوق الكــي حــتى يخــرج الســائل لمــدة محــددة تــزال بعــدها‬ ‫الوراق‪ .‬واشتهر بهذه المهمة يوسف السعد )الزحمــد(‪ ،‬أبــو‬ ‫صالح عطية الذي اشتهر أيضا ً برفع بنــات الــدينين )اللــوزتين(‬ ‫وفجرهًا‪.‬‬ ‫الوشم‪ :‬وشم النسان على الوجه‪ ،‬اليــدين‪ ،‬الرجليــن وفــي‬ ‫أماكن مختلفة من الجسم‪ .‬والهدف منه الزينة وتقوم النورية‬ ‫)الغجرية( بعمل الوشم وأدواتــه البــرة والحــبر ويســمى "دق‬ ‫الشام"‪.‬‬ ‫وشم الحيللوان‪ :‬يمــارس علــى الخيــل والحميــر والجمــال‬ ‫والبقر والماعز وذلــك للدللــة علــى الحيــوان وعــدم فقــدانه‪.‬‬ ‫أحيانا ً تكون العلمة بفصــد أو قطــع جــزء صــغير مــن الذن أو‬ ‫ثقبها‪.‬‬ ‫الطنطلة‪ :‬تكون بحجم حبــة البرغــل الكــبيرة )اللحميــة( أو‬ ‫اللهاة وحولها اللوزتــان وكــانت تستأصــل فــي أغلــب الحيــان‬ ‫حتى ل يتعب الطفل أثناء الزكام أو التهاب اللوزتين‪.‬‬ ‫الطهور‪ :‬ضروري من أجــل النظافــة والعــادة عنــد الطهــور‬ ‫توزع الحلوى وتقام الفراح ابتهاجًا‪ .‬يأتي المطهـر إلــى قريــة‬ ‫النهر من الشركس من خارج البلــدة ويــزور البلــدة كــل ‪4-3‬‬ ‫سنوات‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫التجبير‪) :‬تجبير الكسور( تخصــص فــي ذلــك بعــض رجــالت‬ ‫القرية و منهم على ما أذكر أحمد صــقر‪ ،‬أبــو محمــد شــعلن‪،‬‬ ‫أبو صالح عطية و حسين موسى‪ .‬كان المجــبر يجــس الجــزء‬ ‫من الجسم باليد أو الرجل ثم يحاول جمع و ضم العظــم الــى‬ ‫بعضه قدر المكان‪ .‬بعـدها يقـوم بصـنع خليـط مـن الـبيض و‬ ‫الطحين‪ ،‬و يضعه على قطعة من الشاش النـاعم يلفهـا علـى‬ ‫الكسر و يبقيها لمدة تتراوح بين ‪ 15‬يوم و الشهر حتى يجــبر‬ ‫الكسر ثم يقوم بفكها‪.‬‬ ‫التداوي بالعشاب‬ ‫هنالك بعــض العشــاب اعتــاد النســان عنــد تعرضــه لي‬ ‫مرض أن يتناولهــا عــن طريــق الشــرب أحيان ـا ً أو الســتعمال‬ ‫الخارجي أحيانا ً أخرى‪ .‬ومن أهم هــذه العشــاب المســتعملة‬ ‫في قرية النهر‪:‬‬ ‫عشبة السموة‪ :‬تشبة نبات البطاطــا وتنبــت فــي الحقــول‬ ‫ولها أثماء سوداء تشــبه حبــة العنــب الصــغيرة وهــي مــدورة‪.‬‬ ‫تدق وتستعمل لزقات لبعض أنواع الورام‪.‬‬ ‫القريص‪ :‬ينبت منه أنــواع عديــدة‪ ،‬تؤكــل الغصــون اليانعــة‪،‬‬ ‫يسبب الحكة في المناطق الملمسة له‪ ،‬ويستعمل فــي علج‬ ‫بعض المراض الجلدية‪.‬‬ ‫المرامية‪ :‬نبتة برية تنمو في الطبيعة وأوراقها تشــبه أوراق‬ ‫الحبــق وهــي خضــراء اللــوان تحمــل أكــوازا ً صــغيرة‪ .‬توضــع‬ ‫المرامية في وعاء مملـوء بالمـاء ثــم تغلـى وتــبرد وهـي دواء‬ ‫مفيد لمغص المعدة وتوضع أوراقه أحيانا ً مــع الشــاي فيصــبح‬ ‫لذيذ الطعم‪.‬‬ ‫ماء الزهر‪ :‬يجمع زهر البو صفير مع أوراق طريــة صــغيرة‬ ‫)طرابين( في اوائل الربيع ثم يوضــع فــي حلــة خاصــة كــبيرة‬ ‫ويغمر بالماء "كركة" ووظيفتها تقطير المحلول ليخرج نقــاط‬ ‫مقطرة من ماء الزهــر‪ .‬مــاء الزهــر يســتعمل لوجــع المعــدة‬ ‫ويستعمل لتطييب الشراب والماء‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫توجد أعشــاب أخــرى ذات فــائدة للنســان أعــرف منهــا‬ ‫على سبيل المثــال الزوفــا‪ ،‬قــش بلط‪ ،‬بابونــج‪ ،‬الزعــتر‪ ،‬بــذر‬ ‫الشومر وكلها تغلــى وتشــرب كالشــاي وهــي مفيــدة ولذيــذة‬ ‫الطعم‪.‬‬ ‫الطبابة الحديثة‬ ‫كان المريــض يرســل مــن قريــة النهــر إلــى مدينــة عكــا‬ ‫للستشــفاء حيــث كــان العديــد مــن الطبــاء‪ .‬يقــوم الطــبيب‬ ‫بفحص المريض ويصف له الدواء على ورقة تسمى )روشـته(‬ ‫لقاء مبلغ متعارف عليه من المال وفي كثير من الحيان كــان‬ ‫يأتي الطبيب من عكا إلـى قريـة النهـر أمثـال الـدكتور نـاجي‬ ‫بيضــون والــدكتور أنــور الشــقيري لمعالجــة المرضــى‪ .‬وفــي‬ ‫المدة الخيرة أصبح يحضر طبيبان يهوديــان مــن قريــة نهاريــا‬ ‫هما الدكتور ناتان والدكتور كيوي لمعالجة المرضى‪.‬‬ ‫كمـا كـان يـذهب بعـض مرضـى المفاصــل والفالـج إلـى‬ ‫بحيرة طبريا للمعالجة في الينابيع الحارة المعدنية الموجــودة‬ ‫هناك‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الباب الخامس عشر ‪ -‬دور المرأة في القرية‬ ‫هناك الكثير من العمال التي كانت موكلة للنساء و كــن‬ ‫يقمن بإنجازها بإتقان‪ .‬فكــانت المــرأة تقــوم بتنظيــف الــبيت‬ ‫والمحافظة على إطعام المواشي وتنظيف مكــان ســكنها ثــم‬ ‫تحضير الطعام وإعداد مؤونة الشــتاء كمربــى التفــاح والعنــب‬ ‫واللقطيــن‪ ،‬والمخللت كالخيــار واللفــت والباذنجـان والفلفـل‬ ‫والمقتا‪.‬‬ ‫أمــا فــي الصــيف فتقــوم المــرأة بمســاعدة الرجــل فــي‬ ‫حصاد القمح وتنقيته والذهاب بــه إلــى المطحنــة والمســاعدة‬ ‫في قطف الذرة الصفراء والبيضاء وتحضيرها للطحن وعمــل‬ ‫الخــبز‪ .‬كــانت المــرأة تســاعد الرجــل فــي قطــاف الزيتــون‬ ‫ودرسه لستخراج الزيت‪ ،‬وفي قطف البرتقال وتعبئته‪ .‬كذلك‬ ‫المساعدة في قطــف الخضــار كالبنــدورة والخيــار والكوســى‬ ‫والباذنجان والفلفل والملفوف وجميع أنواع الفواكه الصيفية‪.‬‬ ‫بالضــافة إلــى عمــل المــرأة فــي الحقــل كــانت تقــوم‬ ‫بتحضير الخبز حيث كان عليها جمع الحطب مــن البســاتين أو‬ ‫من الحراش المجاورة ثم تهيئة الموقد أو الفرن لعمل الخبز‬ ‫وطبخ الطعام‪.‬‬ ‫كذلك استخراج ماء الزهــر والمرميــة وزيــت مــاء الزهــر‬ ‫بالضافة إلى إعداد الكشك والفريكة وتحضير الخضار الجافة‬ ‫كالملوخية والباميا والفاصــوليا والفلفــل الحمــر ثــم تحميــص‬ ‫القهـــوة وعمـــل القاورمـــا وعمـــل البرغـــل وجرشـــه علـــى‬ ‫الجاروشة‪.‬‬ ‫كانت المرأة هي التي تصنع الفرن من التراب "نوع مــن‬ ‫التراب البيض ويبقى حــتى يجــف ثــم يصــبح صــالحا ً لتحضــير‬ ‫الرغيف" وهذا يستغرق من المرأة وقتـا ً طــويل ً فعليهــا عجــن‬ ‫الطحيــن وتخميــره ومــن ثــم رقرقتــه إلــى أرغفــة ثــم خــبزه‬ ‫وترتيبه في وعاء معد لحفظ الخبز وتغطيتــه حــتى ل يتعــرض‬ ‫للجفاف‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫هذا وكان على المرأة استقبال الحيوانــات عنــد رجوعهــا‬ ‫من المرعى وتنظيف السطبل‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الباب السادس عشر ‪ -‬التعليم في قرية‬ ‫النهر‬ ‫ل توجــد فــي القريــة مدرســة حكوميــة بــل كــانت هنــاك‬ ‫مدرسة خاصة كان يقوم بالتــدريس فيهـا ثلثــة معلميـن‪ .‬فـي‬ ‫عام ‪ 1947‬أخذ أهالي القرية بالسعي لبناء مدرســة حكوميــة‬ ‫وجلبــوا الحجــارة وجهــزوا قطعــة أرض مناســبة يجــري نهــر‬ ‫الفوارة في أحد جوانبها وكانت تســمى هــذه القطعــة بجنينــة‬ ‫"الســيد البــدوي"‪ .‬وافقــت الدولــة آنــذاك علــى بنائهـا ولكــن‬ ‫الحرب كانت سببا ً في عدم إقامتها‪.‬‬ ‫المدرسة‬ ‫كانت المدرسة عبارة عن غرفة كبيرة تقع عنــد الطــرف‬ ‫الشرقي في نهاية القرية‪ .‬ويقوم بالتدريس فيها معلم واحــد‬ ‫هو الستاذ قاسم محمــد الفرمــاوي "أبــو إســماعيل" وهــو ذو‬ ‫علم متواضع يقتصر على قراءة القرآن والحســاب ول يتعــدى‬ ‫ذلك القواعد الربعة واللغة العربية وقسم مـن التاريـخ وعلـم‬ ‫الصحة‪.‬‬ ‫كانت هذه الغرفة مجهزة بمقاعد خشبية حيث يقوم كــل‬ ‫تلميذ بإحضار مقعده بنفسه وهو من صــنع نجــار القريــة "أبــو‬ ‫علي الزيني"‪.‬‬ ‫مراحل الدراسة‬ ‫كانت بداية الدراســه بحفــظ القــرآن و عنــد ختــم قــراءة‬ ‫القرآن حيث كان المعلــم عنــد هــذه المرحلــة يتقاضــى جنيــه‬ ‫فلسطيني جائزة له عن كل تلميذ يختــم القــرآن ويقــوم أهــل‬ ‫التلميذ بالحتفال بهذه المناسبة‪ .‬يلبس التلميذ مريول ً أبيــض‪،‬‬ ‫ويدعى إلى هذا الحتفال جميع تلميذ المدرسة حيث يتناولون‬ ‫الطعام والشراب والفواكه والحلوى وينشدون برفقة المعلــم‬ ‫بعض الناشيد الدينية "كالمولد النبوي" وبعض الناشــيد الــتي‬ ‫تعلموها في المدرسة‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫ينتقل الطالب بعدها إلى المرحلة العلى فــي المدرســة‬ ‫ويبدأ بتعليم الطلب الذين هم أصــغر منــه ســنا ً حيــث يــترتب‬ ‫عليه التســميع لطــالب أصــغر منــه وإعطــائه درسـا ً جديــدا ً أو‬ ‫إعادة الدرس القديم حسب ما يراه مناسبًا‪.‬‬ ‫بعد النتهاء من هذه المهمة الموكلــة إلــى الطلب يقــوم‬ ‫المعلم بتدريسهم بعضا ً مـن المســائل الحســابية‪ .‬يوجــد لــدى‬ ‫المعلم كتاب لمادة الحســاب مدونــة فيــه الســئلة والجوبــة‪.‬‬ ‫من تنطبق حلوله على الحلول الموجــودة فــي الكتــاب يقــوم‬ ‫بحل المسألة على اللوح أمام الطلب‪.‬‬ ‫كذلك يقوم المــدرس بتــدريس الطلب بعــض القــراءات‬ ‫في اللغة العربية حيث كان بحوزة كل طالب كتاب للمطالعة‬ ‫"كليلة ودمنة"‪ .‬كان المعلم يقرأ قصــة مــن هــذا الكتــاب ثــم‬ ‫يقرأهــا الطلب قــراءة صــامتة‪ ،‬بعــدها يباشــر المعلــم بطــرح‬ ‫أسئلة عن القصة ويطلب من الطلب كتابتهــا علــى دفــاترهم‬ ‫خطيا‪.‬‬ ‫بعد ذلك يطلب منهم كتابة موضوع إنشائي مع إعطــائهم‬ ‫التوجيهــات اللزمــة لكــي يســتطيعوا تكملــة الموضــوع فــي‬ ‫منــازلهم وإحضــاره فــي اليــوم التــالي حيــث يقــوم المعلــم‬ ‫بتصحيح هذه الفروض ويضع عليها علمات وعبــارات مــدح أو‬ ‫قدح مثل‪ :‬امتياز‪ ،‬جيد‪ ،‬وسط‪ ،‬مقبول‪ ،‬ضعيف‪ ،‬الخ‪...‬‬ ‫ينتقل بعــدها لعطــاء قطــع مــن المحفوظــات لمشــاهير‬ ‫الشعراء كالمتنبي‪ ،‬والبحتري‪ ،‬وأبو العلء‪ ،‬وابن الرومي‪ ،‬وأبــو‬ ‫العتاهيـــة‪ ،‬وعنـــترة‪ ،‬وأمـــرؤ القيـــس‪ ،‬والفـــرزدق‪ ،‬وجريـــر‪،‬‬ ‫والخطل‪ ،‬وأحمد شوقي‪ ،‬وحافظ إبراهيم وغيرهم‪.‬‬ ‫وأخيــرا ً حصــة كتابــة الخــط‪ ،‬حيــث يقــوم المعلــم بكتابــة‬ ‫سطر من الخط على اللوح ويقوم الطلب بكتــابته كــل علــى‬ ‫طريقتــه‪ ،‬يقــوم بعــدها المعلــم بجمــع الكراســات وتصــحيحها‬ ‫ووضع علمات عليها‪ ،‬وبذلك ينتهي اليوم الدراسي‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫اليوم الدراسي عبارة عــن فــترتين‪ ،‬الولــى مــن الثامنــة‬ ‫صباحا ً حتى الثانية عشر ظهراً‪ ،‬حيث يقــوم الطلب بالوضــوء‬ ‫من قناة الماء المجاورة للمدرسة والصلة‪ ،‬ينصــرفون بعــدها‬ ‫كل إلى بيته لتناول الغذاء‪ .‬أمـا الطلب القادمين من القــرى‬ ‫المجــاورة )الغابســية والشــيخ داوود ودنــون والكــابري وأم‬ ‫الفرج( فكانوا يحضرون معهم زوادة الغذاء‪.‬‬ ‫تبدأ الفترة الثانية عند الســاعة الثانيــة بعــد الظهــر حيــن‬ ‫يصفر المعلم بصافرته مؤذن ـا ً بــدخول الطلب إلــى صــفوفهم‬ ‫لمتابعــة دراســتهم فــي التاريــخ وعلــم الصــحة والخــط‪ ،‬ثــم‬ ‫ينصرفون إلى بيوتهم عند الثالثة والنصف مساءًا‪.‬‬ ‫كانت طريقة التعامل مع الطلب في ذلك الوقت تختلف‬ ‫عنها اليوم‪ ،‬فقــد كــان المعلــم يضــرب التلميــذ ضــربا ً مبرحـا ً‬ ‫بمباركة من الهل حيث يقول الب للمعلم عند إحضــار ولــده‬ ‫إلى المدرسة بعض العبارات التي تشــجع المعلــم علــى ذلــك‬ ‫مثل‪" :‬لك اللحم ولنا العظم" و"ل ترحمه بــل أدبــه" وتعطيــه‬ ‫ضوءا ً أخضر وتحرره من المسؤولية‪.‬‬ ‫لقـــد كـــان القصـــاص يتمثـــل بالفلقـــة علـــى الرجليـــن‬ ‫بالخيزرانـة وقضـبان الرمـان حيـث يتـم إمسـاكه مـن شـعره‬ ‫وإلقاءه على الرض ووضع الفلقة في رجليه‪ ،‬يمسكه طالبان‬ ‫ويرفع رجليه طالبان آخران ويقوم المعلم بضربه دون رحمــة‬ ‫أو شـفقة‪ .‬وأحيانـا ً يتمـادى المعلـم فـي الشـتائم مثـل "ابـن‬ ‫الكلــب‪ ،‬ابــن الجزمــة‪ ،‬وابــن الزفــت‪ ،‬الــخ‪ .(...‬وكــانت هــذه‬ ‫المعاملة سببا ً في فرار الكثير من الطلب من المدرسة‪.‬‬ ‫كانت الدراسة تتعطل يوم الجمعــة حينهــا نرافــق الهــل‬ ‫إلى البساتين التي تجاور القرية نأخذ معنا غذاءنا ونقوم أثنــاء‬ ‫النهار بمساعدة الهل بقطف الليمــون وتعــبئته فــي صــناديق‬ ‫خشبية أو بجمع الخضراوات وتوضيبها‪.‬‬ ‫كنا أيضا ً نقوم بنزع الحشائش اليابسة وسقاية البســاتين‬ ‫ونكش الخضراوات وترتيبها وتعد هذه الشياء من عمل الكبار‬ ‫ولكننا كنا نساعدهم حسب اقتدارنا‪ .‬نعـود عنـد المسـاء إلـى‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫القرية حاملين بعض الخضراوات والفــواكه كالبرتقــال والــتين‬ ‫والعنب والرمان حيث تبدأ السهرة ونقوم بتناول هذه الفواكه‬ ‫مع أخوتنا الصغار‪.‬‬ ‫لكن المدرسة في قرية النهــر أغلقــت وانتقــل المــدرس‬ ‫قاسم الفرماوي بعد أن شح عدد الطلب إلــى مدرســة قريــة‬ ‫أم الفــرج المجــاورة والــتي تبعــد عــن قريتنــا حــوالي خمســة‬ ‫كيلومترات واشترك مع معلمين آخريــن وهمــا الســتاذ عبــده‬ ‫عبد الرحمن المصري والثــاني يســمى "جمــال" وهــو أســتاذ‬ ‫اللغة النجليزية وكانت ثقافته تفوق ثقافة الستاذين الخرين‪.‬‬ ‫التعليم أثناء الحكم العثماني‬ ‫كان التعليـم أثنــاء الحكـم العثمـاني غيــر إلزامـي وكـان‬ ‫محدودا ً جدا ً خاصة في الريف وكانت تجــري مبــادرات فرديــة‬ ‫من بعض المشايخ ورجال الدين حيث يقوم الشــيخ فــي بيتــه‬ ‫في أحد الغـرف بتعليـم القـرآن الكريـم بالضـافة إلـى اللغـة‬ ‫العربية والحساب وأحيانا ً يكون في مسجد القرية‪.‬‬ ‫من الذين ساهموا في التعليــم فــي قريــة النهــر الشــيخ‬ ‫أحمــد المصــري‪ .‬أتــى مــن مصــر ليعمــل كنــاطور فــي أحــد‬ ‫البساتين وكان يتقن قراءة القرآن فجمع أهالي القريــة بعــض‬ ‫الولد وكلف بتعليمهــم وكــان التعليــم مقتصــرا ً علــى الــذكور‬ ‫فقط‪ .‬وقد ساهم أولياء أمــور الطلب بــأجر بســيط متواضــع‬ ‫بالضافة إلى بعض التقديمات المادية )قمح‪ ،‬خبر‪ ،‬بيض(‪.‬‬ ‫التعليم في عهد النتداب البريطاني‬ ‫بعــد الحــرب العالميــة الولــى كــانت المــدارس فــي‬ ‫فلسطين ثلثة أنواع‪ :‬حكومية‪ ،‬وخاصة عربية‪ ،‬وأجنبية خاصــة‬ ‫للجمعيات والرساليات‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لقرية النهر فقد كان فــي البلــدة مدرســتان‬ ‫خاصتان هما‪ :‬مدرسة تقع شرقي البلدة في بيت الستاذ عبد‬ ‫الشيخ أحمد‪ ،‬ومدرسة ثانية تقع غربي القرية وهي عبارة عن‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫غرفة كبيرة وكان يقوم بالتدريس فيها الســتاذ قاســم محمــد‬ ‫الفرماوي‪.‬‬ ‫وأخيرا ً قام أهالي القرية بمساع توفيقية بين الستاذين‬ ‫واستطاعوا دمج المدرستين في مدرسة واحــدة ونقلــت إلــى‬ ‫الجهة الغربية حيث الغرفة أوسع ولهــا ملعــب واســع وبقربهــا‬ ‫المياه )مياه قرية الفوارة تمر أمامهــا( وقــد اتفــق الســتاذان‬ ‫على إحضار معلم ثالث من مدينة حيفا لتعليم اللغة النكليزية‬ ‫في هذه المدرسة‪.‬‬ ‫هــذه المدرســة كــانت تخــرج بمســتوى الصــف الرابــع‬ ‫البتدائي ويستطيع الطالب فيها أن يختم القرآن ويتعلم اللغة‬ ‫العربية والحساب‪.‬‬ ‫دائرة التعليم‬ ‫كــانت إدارة التعليــم الرئيســية فــي القــدس‪ .‬ولهــذه‬ ‫الدائرة فروع رئيسية في اللوية وكان مركز التعليم في لــواء‬ ‫الجليل في مدينة حيفا‪ .‬أما مدير التعليم العــام فــي القــدس‬ ‫فهو إنكليزي الجنسية ويدعى مستر فارل‪ ،‬أمــا رئيــس قســم‬ ‫التعليم في مدينة حيفا فكان يدعى جميل الزنانيري‪.‬‬ ‫كان التلميذ يتابعون تحصيل علومهم في مدينة عكا من‬ ‫الصــف الخــامس البتــدائي و حــتى الرابــع الثــانوي‪ ,‬يحصــل‬ ‫التلميذ في نهايتها على شهادة المترك الفلسطيني‪.‬‬ ‫كان الطلب في مدرسة القرية من الذكور فقـط إل مـا‬ ‫ندر من ألناث وذلك لسباب اجتماعية ترتبط بالعمــل‪ .‬ومــن‬ ‫الطالبات اللواتي دخلن مدرسة قرية النهر‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫فاطمة محمد علي ترسيس‬

‫‪-‬‬

‫خديجة محمد علي ترسيس‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫أسماء الذين تابعوا الدراسة قبل نكبــة عــام ‪ 1948‬وإن‬ ‫أدون هنا الذين ل أزال أذكرهم واعتذر ممن فاتني ذكرهم‪:‬‬ ‫الرقم‬ ‫‪1‬‬

‫السم‬ ‫مرعي محمود مرعي‬ ‫العفيفي‬ ‫سعيد محمود مرعــي‬ ‫العفيفي‬ ‫حسن محمود مرعــي‬ ‫العفيفي‬ ‫علي محمــود مرعــي‬ ‫العفيفي‬ ‫أحمد محمـود مرعــي‬ ‫العفيفي‬ ‫صالح محمود مرعــي‬ ‫العفيفي‬ ‫خالد محمــود مرعــي‬ ‫العفيفي‬ ‫إحســـــان محمـــــود‬ ‫مرعي العفيفي‬ ‫حســـــني محمـــــود‬ ‫مرعي العفيفي‬ ‫علـــــــي ابراهيـــــــم‬ ‫الشاذلي‬

‫‪11‬‬

‫إســــماعيل قاســــم‬ ‫الفرماوي‬ ‫محمـــــــد حســـــــن‬ ‫الشاذلي‬

‫‪13‬‬

‫حســـــــين علـــــــي‬ ‫الفرماوي‬

‫‪14‬‬

‫محمد علي الفرماوي‬

‫‪15‬‬

‫إســـــماعيل علـــــي‬ ‫الفرماوي‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪12‬‬

‫الصف‬ ‫المدرسة‬ ‫مدرســــــة عكــــــا مـــــــــــــترك‬ ‫فلسطين‬ ‫الثانوية الميرية‬ ‫المدرســة الحديثــة ثانوي‬ ‫الوطنية‪ ،‬عكا‬ ‫مدرســــــة عكــــــا الول الثـــانوي‬ ‫)الزراعي(‬ ‫الثانوية الميرية‬ ‫مدرســــــة عكــــــا الســــــــــــابع‬ ‫البتدائي‬ ‫القانونية الميرية‬ ‫المدرســة الميريــة الخـــــــــامس‬ ‫البتدائي‬ ‫البتدائية‪ ،‬عكا‬ ‫المدرســة الميريــة الخـــــــــامس‬ ‫البتدائي‬ ‫البتدائية‪ ،‬عكا‬ ‫المدرســة الميريــة الرابع البتدائي‬ ‫البتدائية‪ ،‬عكا‬ ‫المدرســة الميريــة الرابع البتدائي‬ ‫البتدائية‪ ،‬عكا‬ ‫المدرســة الميريــة الرابع البتدائي‬ ‫البتدائية‪ ،‬عكا‬ ‫مدرســـــة النهـــــر الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫)مدرسة خاصة(‬ ‫القرآن‬ ‫المدرســة الميريــة الخـــــــــامس‬ ‫البتدائي‬ ‫البتدائية‪ ،‬عكا‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫مدرسة النهر‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫مدرسة النهر‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫مدرسة النهر‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫مدرسة النهر‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الرقم‬

‫السم‬

‫المدرسة‬

‫‪16‬‬

‫أسعد يوسف السعد‬

‫مدرسة النهر‬

‫‪17‬‬

‫محمد يوسف السعد‬

‫مدرسة النهر‬

‫‪18‬‬

‫محمد محمود موسى مدرسة النهر‬

‫‪19‬‬

‫أحمد موسى موسى‬

‫مدرسة النهر‬

‫‪20‬‬

‫علي حسين موسى‬

‫مدرسة النهر‬

‫‪21‬‬

‫محمد حسن السقا‬

‫مدرسة النهر‬

‫‪22‬‬

‫أحمد حسن السقا‬

‫مدرسة النهر‬

‫‪23‬‬

‫عبد محمود أبو الخير‬

‫مدرسة النهر‬

‫‪24‬‬

‫محمــد محمــود أبــو مدرسة النهر‬ ‫الخير‬

‫‪25‬‬

‫محمود درويش سلم مدرسة النهر‬

‫‪26‬‬

‫أحمد حسين عطية‬

‫مدرسة النهر‬

‫‪27‬‬

‫علي البيومي‬

‫مدرسة النهر‬

‫‪28‬‬

‫محمد علي إمباركي‬

‫مدرسة النهر‬

‫‪29‬‬

‫حسين علي إمباركي‬

‫مدرسة النهر‬

‫الصف‬ ‫القرآن‬ ‫الرابع البتدائي‬ ‫ختم القرآن‬ ‫الرابع البتدائي‬ ‫ختم القرآن‬ ‫الرابع البتدائي‬ ‫ختم القرآن‬ ‫الرابع البتدائي‬ ‫ختم القرآن‬ ‫الرابع البتدائي‬ ‫ختم القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫المدرسة‬ ‫مدرسة النهر‬

‫الرقم‬ ‫‪30‬‬

‫السم‬ ‫محمد قاسم دراز‬

‫‪31‬‬

‫حســــــن شــــــحادة مدرسة النهر‬ ‫الزحمد‬

‫‪32‬‬

‫حسين ابراهيم سليم‬

‫مدرسة النهر‬

‫‪33‬‬

‫محمد الخطيب‬

‫مدرسة النهر‬

‫‪34‬‬

‫موسى إمباركي‬

‫مدرسة النهر‬

‫‪35‬‬

‫معـــــروف يوســـــف مدرسة النهر‬ ‫الزحمد‬

‫‪36‬‬

‫أحمد حسن الشاذلي‬

‫مدرسة النهر‬

‫‪37‬‬

‫محمد فؤاد عطية‬

‫مدرسة النهر‬

‫‪38‬‬

‫حامــد محمــد الحــاج مدرسة النهر‬ ‫محمود‬

‫‪39‬‬

‫ياسين حسن ياسين‬

‫مدرسة النهر‬

‫‪40‬‬

‫أحمــد عبــده الشــيخ مدرسة النهر‬ ‫أحمد‬

‫‪41‬‬

‫محمـــــــد خليـــــــل مدرسة النهر‬ ‫الطملوي‬

‫الصف‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬ ‫الرابـــــــــــــع‬ ‫البتدائي‪ ،‬ختــم‬ ‫القرآن‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫كــان أهــالي قريــة النهــر يقــدرون المعلــم ويخــدمونه‬ ‫ويقدمون له جميع المساعدات الممكنة فكان يكرم أينما حل‬ ‫ضيفا ً عزيزا ً فالضيافة من شيم أهل القرية وكان الموســرون‬ ‫منهم يقدمون له الهدايا في المناسبات والعياد‪.‬‬ ‫أول مــن اهتــم بتعليــم أولده محمــود ســعيد مرعــي‬ ‫العفيفي رحمه الله فقد قام بمبادرة هـي الولـى مـن نوعهــا فـي‬ ‫قريــة النهــر‪ .‬فبعــد أن ختمنــا القــرآن أدرك الوالــد عجــز‬ ‫المدرسة الهلية في النهر عــن تقــديم المزيــد فاختــار مدينــة‬ ‫عكا ومدارس الدولة بالذات لتمام هــذه المهمــة‪ .‬وقــد كــان‬ ‫عمله هذا بادرة حسنة وتشجيعا ً لبعــض أهــالي القريــة ليحــذو‬ ‫حذوه‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الباب السابع عشر‪ -‬الحياة السياسية‬ ‫والقتصادية في مدينة عكا وقضائها‬ ‫مدينــة عكــا وقضــائها متشــابهان تمامــا ً فــي طريقــة‬ ‫معيشتهما وفي الظروف الـتي مـرا بهـا طيلـة مـدة النتـداب‬ ‫البريطــاني الــذي دام منــذ ‪ 1918‬حــتى ‪ 1948‬وبلــدتنا قريــة‬ ‫النهر هي إحدى هذه القرى التابعة لقضاء عكا‪.‬‬ ‫بعد انتهاء الحرب العالمية الولى وضعت فلسطين تحت‬ ‫النتــداب البريطــاني وكــانت الهيكليــة الداريــة الــتي تتــولى‬ ‫شؤون عكا وقضائها تتألف من حاكم لواء الجليل ومركزه في‬ ‫الناصرة ويمثلــه فــي عكــا القائممقــام‪ .‬وهــذا المنصــب كــان‬ ‫يشغله علــى الــدوام مــواطن عربــي‪ .‬وقــد تــوالى علــى هــذا‬ ‫المنصب السادة‪ :‬نصري فيعاني‪ ،‬نجيب بوارشي‪ ،‬حنا بولس‪،‬‬ ‫عبد الرزاق قليبو‪ ،‬وبدر الفاهوم‪ .‬ويمثل القائممقام فــي كــل‬ ‫قرية مختار‪.‬‬ ‫عاش أهل فلسطين فــي هنــاء عيــش ولكــن الــذي كــدر‬ ‫معيشــتهم هــو اســتقدام المســتوطنين الجــدد )الســرائيليين(‬ ‫بمساعدة قوى الستعمار البريطاني الغاشــم علـى فلســطين‬ ‫والذي حول حياة المواطنين وأهل البلد إلى جحيم ل يطاق‪.‬‬ ‫في المدن اشتهر البعــض بــالمهن الصــناعية كالميكانيــك‬ ‫والنجارة والحدادة والخراطة وصناعة الموبيليــا وصــنع الثـاث‬ ‫بينما عمل البعض الخر فــي وظــائف الدولــة العامــة المدنيــة‬ ‫والعسكرية وخاصة في سلك الشرطة حيث عمل الكثير مــن‬ ‫المواطنين‪.‬‬ ‫كـــانت الوظـــائف متـــوفرة لـــذوي الكفـــاءات العلميـــة‬ ‫كالمعلمين والمحامين والطباء والمهندسين وكموظفي دولــة‬ ‫أمثال القائممقام وحـاكم الصــلح ورئيــس البلديـة وفــي دوائر‬ ‫الهندسة والطــابو وســكة الحديــد وشــركات البــترول وأهمهــا‬ ‫شركة الريفاينري وآي بي سي في مدينة حيفا ومــوانئ حيفــا‬ ‫وعكا ويافا وغزة‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫كذلك عمل الكثيرون في معسكرات الجيش البريطــاني‬ ‫كعمال مياومين في حفر الخنادق وبناء الستحكامات للجيش‬ ‫وخاصة أيام الحــرب العالميــة الثانيــة الــتي امتــدت منــذ عــام‬ ‫‪ 1939‬حتى عام ‪.1945‬‬ ‫كان معظم أهالي قضاء عكا يعملون في الزراعة وأهمها‬ ‫زراعــة الحمضــيات والزيتــون والخضــار علــى أنواعهــا مثــل‬ ‫البنــدورة والخيــار والباذنجــان والملفــوف والفــول والبــازلء‬ ‫والفلفل والجزر وقصب السكر وكــانت الزراعــة مصــدر رزق‬ ‫رئيسي لكثرية العائلت في قرية النهر‪.‬‬ ‫قسم منهم تخصــص بزراعــة الحبــوب كالقمــح والشــعير‬ ‫والذرة الصفراء والسمسم والذرة البيضاء وكانت مصدر رزق‬ ‫لكثير من المواطنين‪.‬‬ ‫بينمــا عمــل قســم ل بــأس بــه بالتجــارة وخاصــة تجــارة‬ ‫الحمضيات التي كانت تدوم حوالي سبعة أشــهر فــي الســنة‪.‬‬ ‫وتجارة الزيوت كزيت الزيتون وتجارة الحبــوب علــى أنواعهــا‬ ‫حيــث كــانت فلســطين مصــدر كــبير لزراعــة القمــح لكــثرة‬ ‫سهولها الخصبة والواسعة‪ .‬وعمـل قسـم آخــر فـي الصـناعة‬ ‫وأهمها صناعة المعلبات والمربيات كمربى التفاح والسفرجل‬ ‫واللقطين ومربى البو صفير‪.‬‬ ‫وعد بلفور‬ ‫عند صدور وعد بلفور في ‪ 2‬تشرين الثاني ‪ 1917‬وقبــل‬ ‫انتهاء الحــرب العالميــة الولــى تعهــد وزيــر خارجيــة بريطانيــا‬ ‫بلفور في تصريح له بالدعم البريطــاني لقامــة وطــن قــومي‬ ‫لليهود في فلسطين‪ .‬في أيلول عام ‪ 1918‬اجتــاحت قــوات‬ ‫الحلفاء بقيادة الجنرال أللنبي البريطاني فلسطين واحتلتها‪.‬‬ ‫لقد قاموا بتقديم المساعدة الفعالة لليهــود وتفــانوا فــي‬ ‫خدمة الصهيونية وتم نقل جميع الضباط المؤيدين لليهود إلــى‬ ‫فلسطين‪ ،‬حتى أن أول مندوب سامي لفلسطين كان يهوديــا ً‬ ‫هو السير آلن كننغهام‪ .‬هذا وكانت الحكومة البريطانيــة تلجــأ‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫إلــى إعــادة الضــباط النجليــز الــذين ل يتفــانون فــي خدمــة‬ ‫الصهيونية إلى بلدهــم وتســتبدلهم بــآخرين مــن ذوي الميــول‬ ‫المؤيدة للحركة الصهيونية‪.‬‬ ‫كل ذلك تأكد لعرب فلسطين وأن مخاوفهم من تصــريح‬ ‫بلفــور أصــبحت حقيقــة واقعــة فهبــوا يعقــدون المــؤتمرات‬ ‫الوطنية والجتماعات السياسية ويؤلفون الجمعيــات القوميــة‬ ‫للعراب عــن اســتنكارهم للحركــة الصــهيونية ولنوايــا الدولــة‬ ‫البريطانية الغادرة واللأخلقيــة المتحيــزة للصــهاينة وعزمهــم‬ ‫على مناهضتها‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الباب الثامن عشر ‪ -‬ثورات عرب فلسطين‬ ‫لم يطق عرب فلسطين صبرا ً على ما لمسوا من انهيــار‬ ‫آمالهم في الستقلل وضاقوا ذرعـا ً بهــذه الحركــة الصــهيونية‬ ‫التي تهدد كيانهم فبدأت المظــاهرات العنيفــة والصــطدامات‬ ‫الدامية في عكا والقدس وطبريا وازدادت حـدتها عـام ‪1920‬‬ ‫في مدينة القدس ومن ثم عام ‪ 1921‬حيث كان يزداد تــدفق‬ ‫اليهود إلى فلسطين سنة بعد أخرى‪.‬‬ ‫لكن الضطرابات لم تهدأ تمام ـا ً فكــان عــرب فلســطين‬ ‫يعربون عن نقمتهم من هذا التحيز الظاهر مــن قبــل حكومــة‬ ‫النتداب واستيائهم من أساليبها التعسفية الرامية إلى إنشــاء‬ ‫وطن قومي لليهود في فلسطين‪.‬‬ ‫ففــي عــام ‪ 1924‬وقعــت الضــطرابات فــي مدينــة يافــا‬ ‫وكــذلك حيــن زار اللــورد بلفــور مدينــة القــدس عــام ‪1925‬‬ ‫لفتتاح الجامعة العبرية الــتي أنــتزعت أراضــيها مــن الســكان‬ ‫العرب بــالقوة‪ .‬وعنــدما ســافر بلفــور إلــى دمشــق أســتقبل‬ ‫بمظاهرات حاشدة ضده فخرج تحــت الحراســة إلــى بيــروت‬ ‫حيث غادرها رأسا ً إلى إنجلترا عبر المرفأ‪.‬‬ ‫ثورة عام ‪1936‬‬ ‫نشبت هذه الثورة الشعبية ضد اليهود الذين تدفقوا إلــى‬ ‫فلسطين وضد الحكومة البريطانية التي كانت تســاعد هــؤلء‬ ‫الصــهاينة "شــذاذ الفــاق" وكــانت تهيــئ لهــم وتحضــر لهــم‬ ‫جــوازات الســفر حيــث كــانوا يســتقبلون بكــل ترحــاب علــى‬ ‫الموانئ الفرعية ثم ينقلون بشكل سري إلى المدن ليســكنوا‬ ‫في مراكز وبيوت جاهزة خصصت لهم سلفا ً كي يندمجوا في‬ ‫المجتمع اليهودي‪ .‬وقد كان أكثر هؤلء القــادمين مــن ألمانيــا‬ ‫ودول أوروبا الشرقية‪.‬‬ ‫كانت مستعمرة نهاريا‪ ،‬وهي جزء من أراضي قرية النهر‬ ‫وتقع على شاطئ البحر وعلى الطريق العام الذي يمتــد مــن‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫رأس النــاقورة إلــى عكــا‪ ،‬مــن أوائل المســتعمرات الــتي‬ ‫استقبلت هؤلء المستوطنين الجدد المشردين‪ ،‬حيث قسمت‬ ‫بين أولئك الغرباء وأقيمت فيها البنية علــى الطــراز الحــديث‬ ‫وأصبحت مدينة كــبيرة تضــم الطبــاء والمهندســين وأصــحاب‬ ‫المهــن والمحلت التجاريــة الكــبيرة حــتى كــادت أن تنــافس‬ ‫مدينة عكا الفلسطينية والقريبة منها والتي تعد من قضائها‪.‬‬ ‫أخــذت الــدعوة إلــى الجهــاد تعــم البلد فــي المســاجد‬ ‫والبيوت والندية وعلى كـل شــفة ولسـان‪ ،‬فأخـذ الشـيخ عـز‬ ‫الدين القسام الذي كان مدرسا ً في أحد مساجد حيفا يحــدث‬ ‫سامعيه في ذلك ويدعوهم إلى الجهـاد فتحلــق حــوله جماعــة‬ ‫وأسسوا منظمــة ســرية نــذرت نفســها للجهــاد ضــد النجليــز‬ ‫والصهاينة‪.‬‬ ‫ابتــدأت هــذه المنظمــة أولــى عملياتهــا بقتــل جــاويش‬ ‫بريطاني بالقرب من مدينة بيسان وتحصنوا بــالحراش قــرب‬ ‫مدينة جنين وحــدثت معركــة بينهــم وبيــن الجيــش البريطــاني‬ ‫وانتهت باستشهاد الشيخ عز الدين القسام وبعضا ً من رفاقه‪.‬‬ ‫كان استشهاد الشيخ عز الــدين حــدثا ً كــبيرا ً هــز البلد وأعتــبر‬ ‫فاتحة ثورة ‪.1936‬‬ ‫تشكلت هذه الثورة وكانت بقيادة الحاج أمين الحســيني‪،‬‬ ‫رئيس الهيئة العربية العليا‪ ،‬وتولى قيادة الثــوار قــادة كــثيرون‬ ‫كان أشهرهم فوزي القــاوقجي )مــن طرابلــس‪ ،‬لبنــان( وأبــو‬ ‫إبراهيم الكبير وعبد الله الصبح وأبو درة وكثير غيرهم‪.‬‬ ‫لقد لقى الناس جميع أنواع العـذاب حيـث كـان الجيـش‬ ‫البريطاني مستنفرا ً وفي حالة طوارئ دائمة لن رجال الثورة‬ ‫كـــانوا يقومـــون بمهاجمـــة المســـتعمرات الســـرائيلية ليل ً‬ ‫ويتصدون للجيش البريطاني‪ .‬أخذ الجيش البريطــاني يطــوق‬ ‫المدن والقرى بحثا ً عـن رجـال الثـورة ويقـوم بجمـع الرجـال‬ ‫البالغين ويضعهم في الشمس حيث يقوم بتعذيبهم وضربهم‪.‬‬ ‫بــذلك ازدادت الثــورة اشــتعال ً وكــثرت الخليــا الجهاديــة‬ ‫بقيــادات محليــة مختلفــة وقــامت بنســف الجســور وتخريــب‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الطرقات ونسف أنابيب البترول بين حيفا والعراق‪ ،‬واندمجت‬ ‫المة كلها بالثورة‪.‬‬ ‫اســتمرت هــذه الثــورة ســجال ً بيــن الجيــش البريطــاني‬ ‫والثوار العرب إلــى أن نشــبت الحــرب العالميــة الثانيــة عــام‬ ‫‪ 1939‬حيث قــام الكــثير مــن الحكــام العــرب بالتوســط بيــن‬ ‫رجال الثورة والحكومــة البريطانيــة ووجهــوا نــداءً إلــى عــرب‬ ‫فلسطين يطلبون منهم فيه وقف القتال معتمــدين علــى حــد‬ ‫قولهم "على حسن نوايا صديقتهم بريطانيا" وأخذوا وعدا ً من‬ ‫الحكومة البريطانية "الكتاب البيض" بإعطاء استقلل لهالي‬ ‫فلسطين ووقف الهجرة‪.‬‬ ‫أرسلت لجنة إلى فلسطين لتحري الحقائق وقد أصدرت‬ ‫هذه اللجنة بعد ســتة أشــهر تقريرهــا بتقســيم فلســطين بيــن‬ ‫العرب واليهود ولكنها أعطت القسم الخصب إلى اليهود مما‬ ‫دفع العرب إلى رفضه‪.‬‬ ‫مرت أحداث أليمة على قرية النهر أســوة ببقيــة القــرى‬ ‫في قضاء عكا‪ .‬كان الجيش البريطاني يطوق القريــة ويقــوم‬ ‫بتفتيشــها بيت ـا ً بيتــا ً ويقــوم بتجميــع الرجــال وحجزهــم تحــت‬ ‫الشـــمس لســـاعات طويلـــة والقيـــام بتعـــذيبهم وضـــربهم‬ ‫وتجريدهم مــن ملبســهم ووضــعهم علــى ألــواح مــن الصــبير‬ ‫المليــء بالشــوك ثــم جلــدهم بالكرابيــج وهــم مجــردون مــن‬ ‫الملبس‪.‬‬ ‫في أحد المرات هاجم النجليز قريتنا والقــرى المجــاورة‬ ‫وجمعوا الرجال واقتادوهم بالكرباج يوم عيد الضحى المبارك‬ ‫وأجبروهم على تصليح الطريق العام بين النهر وترشيحا التي‬ ‫تبعد حوالي ‪ 15‬كم عن قرية النهر‪.‬‬ ‫قــام الجيــش البريطــاني بتفــتيش بيــوت القريــة وبعــثرة‬ ‫محتوياتها‪ ،‬وقاموا بخلط المؤونة بعضها ببعـض وذلـك بسـكب‬ ‫الزيت على القمح والعدس والفول‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫كذلك فرضوا غرامة على قرية النهر تقدر بحــوالي ‪100‬‬ ‫جنيه فلسطيني بالضافة إلــى الهانــات الــتي تلقاهــا الرجــال‬ ‫يوم العيد وإجبارهم على النـوم فـي العـراء طيلـة الليـل فـي‬ ‫كراج للسيارات فــي مدينــة ترشــيحا وكــان ذلــك يــوم العيــد‪.‬‬ ‫كانت النــار تطلــق علــى كــل مــن يحــاول الهــروب مــن وجــه‬ ‫الجيش‪ ،‬وقد قتل من أهالي القرية والقرى المجاورة حــوالي‬ ‫ثلثين شخصا ً في يوم العيد‪.‬‬ ‫الحرب العالمية الثانية وتاثيرها على الوضع في‬ ‫فلسطين‬ ‫نشبت الحرب العالمية الثانيــة عــام ‪ 1939‬بيــن الحلفــاء‬ ‫)إنكلترا‪ ،‬وأمريكا‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وروســيا( مقابــل ألمانيــا وإيطاليــا‬ ‫واليابان‪ .‬انتصرت ألمانيا بقيادة أدولف هتلر في بــدء الحــرب‬ ‫واجتاحت فرنسا وأخذت تهاجم الجزر البريطانية‪.‬‬ ‫عنــد نشــوب الحــرب العالميــة الثانيــة أصــدرت القيــادة‬ ‫العسكرية في فلسطين أوامر مشددة وأحكاما ً عرفية قاسية‬ ‫علــى الهــالي وتــوقفت الثــورة وانتعشــت البلد مــن الناحيــة‬ ‫القتصــادية حيــث كــثرت الشــغال وخاصــة فــي معســكرات‬ ‫الجيش البريطاني‪.‬‬ ‫امتلت فلسطين بالجيوش من جميع أنحاء العــالم ومنهـا‬ ‫السنغال والهند وكثير من الجنسيات الخرى التي غصــت بهــا‬ ‫المعسكرات في فلسطين‪.‬‬ ‫بنيت فــي المــدن الملجــئ لوقايــة النــاس مــن الغــارات‬ ‫الجوية‪ ،‬وكانت فرق الطفاء تجوب في الشوارع لتنبيه الناس‬ ‫عند حدوث أية غارة للنزول إلى الملجئ‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الباب التاسع عشر ‪ -‬الحرب بين العرب‬ ‫واليهود‬ ‫ما أن انتهت الحرب العالمية الثانية عــام ‪ 1945‬بانــدحار‬ ‫ألمانيا وانتصار الحلفاء حتى هب اليهود وكانوا قد أعدوا جيشا ً‬ ‫درب على يد النجليز أثناء الحرب وهو جيش الهاجانــاه وهبــو‬ ‫لمنــاوئة الدولــة المنتدبــة البريطانيــة لجبارهــا علــى مغــادرة‬ ‫فلسطين والسراع في إنشاء الدولة اليهودية الــتي وعــد بهــا‬ ‫اللورد بلفور وزير خارجية بريطانيا عام ‪.1917‬‬ ‫في عــام ‪ 1946‬بــدأ اليهــود مــن خلل تنظيمــي شــتيرن‬ ‫والرغون بزعامة بيغن بشن هجمــات علــى مراكــز الشــرطة‬ ‫والدارة التابعة للنتداب البريطاني‪.‬‬ ‫بعد مداولت دامــت عــدة أشــهر تقــرر فــي ‪ 29‬تشــرين‬ ‫الثاني ‪ 1947‬تقســيم فلســطين إلــى دولــتين‪ ،‬واحــدة عربيــة‬ ‫تضــم عكــا وقضــائها‪ ،‬والناصــرة وقضــائها‪ ،‬ونــابلس وجنيــن‬ ‫وطولكرم وبيت لحم والخليل وأقضيتها‪ ،‬ويافــا واللــد والرملــة‬ ‫وقطاع غزة بـأكمله فـي حيـن تشــكلت الدولـة اليهوديــة مـن‬ ‫صفد وطبريا وقضائهما ومن حيفا وقضائها والسهل السـاحلي‬ ‫بين حيفا وتل أبيب ومنطقة النقب بما فيها بئر السبع‪.‬‬ ‫أحــدث قــرار التقســيم ضــجة فــي العــالمين العربــي‬ ‫والسلمي في حين استقبل اليهود القرار بابتهـاج كــبير‪ ،‬فقـد‬ ‫تحقــق حلــم أرض الميعـاد والســتيطان فـي فلسـطين تحـت‬ ‫مظلة الدولة اليهوديــة‪ .‬لقــد ســارت مظــاهرات شــعبية فــي‬ ‫فلسطين ضد قرار التقسيم وأعلن الضراب لعدة أيام وبدأت‬ ‫المدن والقرى العربية استعدادها للمواجهة عن طريق شــراء‬ ‫السلح وتدريب الشباب على حمله‪.‬‬ ‫تشكلت لجان قومية في كل مدينة وقرية عربيــة لتــأمين‬ ‫احتياجات المعركة القادمة‪ ،‬وتم إرسال مبعوثين إلى البلــدان‬ ‫العربية المجاورة والعراق‪ .‬لكن حصــيلة هــذه التصــالت لــم‬ ‫تكن مشجعة فلم يتم تجميع سوى القليل من السلح القــديم‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫وبعض الطلقات وكان سعر البارودة الواحدة يدفعها النســان‬ ‫مــن جيبــه الخــاص )‪ 100‬جنيــه فلســطيني( وحضــر بعــض‬ ‫المتطوعين العرب تحت اسم جيش النقاذ إلى فلسطين من‬ ‫سوريا ولبنان ومصر والعراق والردن‪.‬‬ ‫حضر المتطوعون بأعــداد قليلــة وبأســلحة خفيفــة وغيــر‬ ‫مدربين وكان من بين هؤلء قادة بــرزوا بعــد نكبــة فلســطين‬ ‫أمثال فوزي القاوقجي وأكــرم الحــوراني وأديــب الشيشــكلي‬ ‫وخليل الكلس والدكتور أمين رويحه وشــكيب وهــاب واحمــد‬ ‫عبد العزيز وكمال الدين حسين وغيرهم‪.‬‬ ‫كانت الحرب عبارة عن بعض المناوشات العسكرية بين‬ ‫العرب واليهود عن طريق إقامة كمائن للقوافل المؤلفة مــن‬ ‫السيارات والباصات‪.‬‬ ‫المعارك التي حصلت في قضاء عكا‬ ‫معركة قرية الزيب‬ ‫كان من عادة أهل القرى أن ينقلوا محاصيلهم الزراعيــة‬ ‫فــي ســيارات شــحن تابعــة للقريــة ويــواكب هــذه البضــاعة‬ ‫أصحابها إلى مدينة حيفا‪ .‬وفي أحد اليام فيمــا كــانت ســيارة‬ ‫أهالي الزيب متجهة إلى حيفا تصدى لها جنود الهاجاناه قــرب‬ ‫قرية نهاريا وأنزلوا جميع من فيها وكــانوا حــوالي ثلثــة عشــر‬ ‫شخصا ً وأعدموهم رميا ً بالرصاص على الشارع العام وأحرقوا‬ ‫السيارة بحمولتها وتركت الجثث ملقاة على الشارع العام‪.‬‬ ‫ولقاء هذا التطور الخطير نشبت المعارك بشــكل واســع‬ ‫وأخذت تعم جميع المدن والقرى والمســتعمرات الــتي يوجــد‬ ‫فيها اختلط بين العرب واليهود‪.‬‬ ‫معركة الكابري‬ ‫كان يقيـم فـي قريـة الكـابري بعـض الجنــود مـن جيـش‬ ‫النقاذ )حوالي ‪ 12‬جندي ًًا( مجهزين ببنادق فقط وهــو الجيــش‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الذي أنشأته الجامعة العربية لمحاربــة اليهــود فــي فلســطين‬ ‫وكان بقيادة أحد الضباط الردنيين‪.‬‬ ‫تقــع قــرب قريــة الكــابري )بيــن الكــابري وترشــيحا(‬ ‫مستوطنة لليهود هي مستوطنة جـدين‪ .3‬أراد اليهــود تموينهـا‬ ‫والذهاب إليها ولكـن حصـار العـرب لهـا حـال دون ذلـك ولـم‬ ‫يتمكن الصهاينة من الوصول إليها‪ ،‬وقــد حــاول اليهــود إنــزال‬ ‫بعض المؤن لها مــن الجــو ولكنهــم عجــزوا عــن ذلــك بســبب‬ ‫الحصار‪.‬‬ ‫أخيرا ً قرر اليهود في قرية نهاريا تجهيــز حملــة عســكرية‬ ‫لفك الحصار والوصول إليها وكانت هــذه الحملــة مؤلفــة مــن‬ ‫حـــوالي ‪ 60‬مصـــفحة وملئت بـــالجنود والمـــؤن كـــالطحين‬ ‫والبطاطا والمعلبــات وعملــت لهـا طلقـات‪ 4‬وضـع علـى كـل‬ ‫طلقة مدفع رشاش وجهز الجنود داخلهــا برشاشــات وبنــادق‬ ‫برن وغيرها من السلحة سريعة الطلقات‪.‬‬

‫‪ (3)3‬مستوطنة جدين عبارة عن قلعة أثرية يقال أن الظاهر عمر كــان قــد بناهــا ضــد‬ ‫الصليبيين وحولها أرض واسعة تقدر بحوالي ‪ 3‬آلف دونــم وكــان اليهــود قــد اشــتروها‬ ‫من عائلة لبنانية‪.‬‬ ‫‪ ()4‬الطلقة هي عبارة عن نافذة صــغيرة فــي المركبــة الحربيــة‪ ،‬تســتعمل للمراقبــة‬ ‫ولطلق النار من خللها‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫إحدى ناقلت الجند المدمرة في موقعة الكابري‬

‫عندما شعر أهــالي القــرى المجــاورة ومنهــا قريــة النهــر‬ ‫بهذه الحملة قاموا بحفر الشارع الموصل بيــن نهاريــا وجــدين‬ ‫ووضعوا حجارة كبيرة في الحفر‪.‬‬ ‫خرج الناس من القرى وانتشروا في البساتين المحيطــة‬ ‫بالطريق العام رجال ً ونساءا ً وأطفال ً يحملون ما وصلت إليــه‬ ‫أيــديهم مــن حجــارة وعصــي وأســلحة صــيد وبعــض البنــادق‬ ‫الحربيــة‪ .‬ومــا أن مــرت القافلــة وهــي تطلــق النــار مــن‬ ‫المصــفحات فــي جميــع اللتجاهــات وأصــبحت فــي منتصــف‬ ‫الطريق حتى تعثرت إحداها )المصــفحة الولــى( الــتي كــانت‬ ‫فــي المقدمــة بإحــدى الحجــارة الكــبيرة وانكســر محركهــا‬ ‫وأصبحت في عرض الطريق تسد الطريق خلفها‪.‬‬

‫إحدى الشاحنات المدمرة‬

‫ظن اليهود الموجودين في داخل المصفحات الخرى أنها‬ ‫ضربت فحاولوا اللتفاف والرجوع ولكنها لثقلها كانت تنكســر‬ ‫محركاتها الواحدة تلو الخرى‪ .‬عنــدما ســدت الطريــق نهائيـا ً‬ ‫بالمصفحات خرج بعض الهالي وقاموا بالزحف على بطونهم‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫ووصلوا إلى هذه المصفحات وأضرموا النار فيها بــالرغم مــن‬ ‫انهمار الرصاص الغزير‪.‬‬ ‫التهمت النيران جميع المصفحات‪ ،‬عنــدها حــاول الجنــود‬ ‫المحاصرين الخروج منها بعــد أن أصــبحت كتلــة ملتهبــة‪ ،‬فمــا‬ ‫كان مــن الســكان المرابطيــن فــي البســاتين إل أن أصــلوهم‬ ‫بنيـــران بنـــادقهم ومسدســـاتهم وهجـــم آخـــرون بالعصـــي‬ ‫والحجارة‪ .‬احــترق عــدد منهــم وقتــل البــاقي‪ ،‬وكــان عــددهم‬ ‫حوالي ‪ 100‬جندي مدججين بالسلح‪.‬‬

‫إحدى الشاحنات المدمرة في موقعةالكابري‬

‫هكذا انتهت هذه المعركة بانتصــار هــائل للعــرب وبقيــت‬ ‫النار مشتعلة بالمصفحات حتى المساء حتى حضرت قوة من‬ ‫الجيش البريطاني وقامت بإخلء الجثث ونقلها إلى مستعمرة‬ ‫نهاريــا‪ .‬وقــد حضــر وفــد مــن أهــالي قريــب الزيــب وفرحــوا‬ ‫للنتقام لشهدائهم الذين قام اليهود بقتلهم أمام مدينة نهاريــا‬ ‫قبل أيام‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الوضع في قضاء عكا قبل سقوط المدينة‬ ‫رفض الشعب الفلسطيني قرار تقسيم فلســطين الــذي‬ ‫اتخــذته الجمعيــة العموميــة لهيئة المــم المتحــدة بأغلبيــة‬ ‫الصوات في ‪ 29‬تشرين الثاني ‪ 1947‬باعتباره اعتداءا ً علــى‬ ‫الحقوق التاريخية الثابتة‪ .‬وعبر الشعب بمختلف فئاته بمــدنه‬ ‫وقـراه عـن هـذا الرفـض مباشـرة بالمظـاهرات والضـرابات‬ ‫وراح يعــد نفســه للمواجهــة دفاع ـا ً عــن حقــه فــي فلســطين‬ ‫وشارك أهالي المدينة وقضائها بمختلف وسائلهم المتيسرة‪.‬‬ ‫أغلقت المدارس أبوابها لبضعة أيام وبدأ تدريب الشــباب‬ ‫في النوادي على حمل السلح وتــم شــراء مــا أمكــن شــراؤه‬ ‫من بنادق ومسدسات ورشاشات خفيفة‪ .‬لكن هــذا لــم يكــن‬ ‫كافيا ً للدفاع عــن مدينــة تضــم حــوالي ‪ 15‬ألفـا ً مـن الســكان‬ ‫وقضائها المؤلف من حوالي ‪ 160‬قرية‪.‬‬ ‫تشكلت اللجنة القومية في عكا فــي شــهر كــانون الول‬ ‫عام ‪ 1947‬لكي تتولى تنظيــم المــور المعيشــية والسياســية‬ ‫والدارية والعسكرية وضمت في عضويتها بعــض الشخصــيات‬ ‫التي لم تكن مؤهلة للقيــام بهــذا العمــل وليــس لــديها المــال‬ ‫الكافي لتمام المهمات الموكلة إليهم‪.‬‬ ‫قامت هذه اللجنة بالدرجة الولــى بجمــع التبرعــات مــن‬ ‫الهالي يوميا ً وحاولت إقامة مراكز حماية حول المدينة حيــث‬ ‫المدينة مسورة بســور ضــخم ولهــا بوابتــان‪ .‬قــاموا بتحصــين‬ ‫المدينــة وإغلق البوابــات ووضــع حراســة عليهــا ثــم بإقامــة‬ ‫حراسة على تل نابليون المشرف على مدينة عكا )المعروف‬ ‫بتل الفخار(‪.‬‬ ‫كما أرســلت عــددا ً مــن أبنائهــا وزودتهــم بــالموال الــتي‬ ‫جمعتها لشراء أسلحة للمقاتلين الــذين تطوعــوا للــدفاع عــن‬ ‫المدينة‪ .‬وأقيم حاجزا ً لتفــتيش الســيارات عنــد مــدخل عكــا‬ ‫الشرقي )طريق عكا ‪ -‬حيفا( قرب المقبرة السلمية‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫سقطت مدينــة حيفــا فــي ‪ 23‬نيســان ‪ 1948‬بيــد قــوات‬ ‫الهاجانــاه وقــد ســاعد البريطــانيون المتــواطئون أص ـل ً علــى‬ ‫تهجير سكانها العرب بواسطة مراكب وزحافات إلى عكا مما‬ ‫أحدث تأثيرا ً سلبيا ً على سكان مدينة عكا‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الباب العشرون ‪ -‬سقوط مدينة عكا وقضائها‬ ‫حاول اليهود فــي ‪ 25‬نيســان ‪ 1948‬التعــرض للمقــاتلين‬ ‫المتمركزين على تل نابليون الستراتيجي الواقع شرقي عكــا‬ ‫لكنهم ردوا على أعقابهم بعــد معركــة عنيفــة وخســائر كــبيرة‬ ‫بين صفوفهم‪.‬‬ ‫بعد فشل الهجوم على تل نابليون عمــد اليهــود إلــى دك‬ ‫المدينة بالصواريخ ومدافع المــورتر لعــدة أيــام ممـا أدى إلــى‬ ‫استشهاد عدد كبير مــن المقــاتلين وخاصــة المرابطيــن علــى‬ ‫أسوار عكـا ومنهــم صـالح الــدوجي ومحمــد الجــودي ومحمــد‬ ‫سعيد شتان وإبراهيم طرابلسي‪ ،‬وقد دفنوا في مقام الشــيخ‬ ‫غانم آنذاك قرب عكا‪.‬‬ ‫حشد اليهود قواتهم مع حلــول ‪ 15‬أيــار ‪ 1948‬لمهاجمــة‬ ‫عكا واحتللها من ثلثة جهات‪ ،‬شمال ً وشرقا ً وجنوب ـًا‪ ،‬تقــدمت‬ ‫فرقة واحتلــت تــل نــابليون المشــرف علــى مدينــة عكــا مــن‬ ‫الشــرق وقــد انســحب المقــاتلون الــذين كــانوا قليلــي العــدد‬ ‫والعــدة ســيرا ً علــى القــدام بمحــاذاة شــاطئ البحــر باتجــاه‬ ‫الدبويا )مزرعة الحكومة للتجارب الزراعية(‪ ،‬وبقيت المقاومة‬ ‫في مركز البوليس على الشاطئ الغربي وبعد احتلله تمكــن‬ ‫اليهود من السيطرة على مدينة عكا التاريخية بكاملها‪.‬‬ ‫لقد بقي مناضلوا عكــا يــدافعون عنهــا منتظريــن الــدعم‬ ‫للحؤول دون سقوطها‪ ،‬لكن عدم الستجابة لهــذا الــدعم أدى‬ ‫إلى سقوط المدينة الــتي صــدت نــابليون وغيــره مــن الغــزاة‬ ‫والفاتحين الذي حاولوا اغتصــابها ففشــلوا وبقيــت عكــا رمــزا ً‬ ‫للصمود التاريخي‪.‬‬ ‫تــوجه وفــد مــن وجهــاء عكــا للمفاوضــة ووقــف القتــال‬ ‫فاشــترط قــائد الهاجانــاه بعــض الشــروط الــتي عــاد الوفــد‬ ‫لمناقشتها مع أعضــاء اللجنــة القوميــة‪ ،‬فوافقــوا عليهــا تحــت‬ ‫ضغط المر الواقـع المريـر ممـا لـم يـترك أمـامهم أي خيـار‪،‬‬ ‫وجرى توقيع وثيقة الستســلم الســاعة ‪ 1.40‬مـن صــباح ‪18‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫أيــار ‪ 1948‬وعنــد الفجــر فتحــت المدينــة التاريخيــة القديمــة‬ ‫أبوابها لتدخلها قوات يهودية فاتحة لول مرة في التاريخ‪.‬‬ ‫أهل النهر الذين شاركوا في الثورات والمقاومة‬ ‫ضد النتداب البريطاني والستيطان الصهيوني‬ ‫لقد لقى أهالي النهر نظرا ً لوقوعها على الشارع العــام‬ ‫"شــارع عكـا‪ -‬ترشـيحا" وسـهولة وصــول القـوات العسـكرية‬ ‫النكليزية إليها إلى تطويقها والتنكيل بأهلها وفرض الضــرائب‬ ‫الباهظة واعتقال الكــثيرين مــن أبنائهــا واستشــهاد الكــثيرين‪.‬‬ ‫وقد نقل بعضهم إلى معسكرات سعسع وكمب كركـور منهـم‬ ‫شــخص مــن أهــالي البلــدة يــدعى عبــد الهــادي الــذي ســجن‬ ‫حوالي ستة أشهر في كمب سعسع‪.‬‬ ‫بــدأت المرحلــة الخيــرة مــن الثــورة عنــدما اســتدعت‬ ‫السلطات البريطانية تعزيزات عسكرية من قواتها المرابطــة‬ ‫في مصر ومن بريطانيا وعمدت السلطة إلــى وســائل القمــع‬ ‫وتعرض الثوار لموجة من العدامات وهــدم المنــازل وفــرض‬ ‫الضرائب الباهظة‪.‬‬ ‫ومن أهالي النهر الــذي استشــهدوا نعيــم حســين ســليم‬ ‫الذي استشهد في قرية الزيب عام ‪ 1938‬مع مجموعــة مــن‬ ‫الشبان )حوالي ‪ 60‬شخص( وضعوا في باص للركاب وأجبروا‬ ‫على المرور فوق لغــم وضــع خصيص ـا ً حيــث استشــهد جميــع‬ ‫ركاب الباص وتحولوا إلى كتل من اللحم والدماء‪.‬‬ ‫شهداء قرية النهر‬ ‫ونظرا ً لما قام به الصهاينة من إرهاب بزرع اللغام فــي‬ ‫طرق فرعية فقد استشهد الشخاص التالية أسماءهم‪:‬‬ ‫الشهيد صالح بديعة حيث وضعت لــه عبــوة ناســفة‬ ‫‬‫مرتبطة بشــاكوش فــي طريــق فرعــي وهــي يركــب دراجتــه‬ ‫متوجها ً إلى عمله‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الشيخ أحمد حسنة الذي استشهد أثناء ذهــابه‬ ‫‬‫إلى قرية الزيب فــي طريــق فرعيــة وكــان ســائرا ً‬ ‫على قدميه‪.‬‬ ‫الشهيد أحمد صقر الذي استشهد في السهل‬ ‫‬‫أثناء ذهابه على بعض القرى المجاورة‪.‬‬ ‫شارك أهالي النهر في الثورة ضد الصــهاينة وقــد طلــب‬ ‫من كــل عائلــة فــي النهــر شــراء بندقيــة حربيــة مهمــا كــانت‬ ‫ظروفه وذلك للدفاع عن وطنه وفـي مناسـبات عديـدة كـانوا‬ ‫يهاجمون ليل ً مستعمرة نهاريا وحانوتا ويقومون بــإطلق النــار‬ ‫عليها وترويع سكان المستعمرات‪.‬‬ ‫وأذكر من القادة الذين اشتركوا في هذه الثــورة القــائد‬ ‫أبو ابراهيم الكبير وأبو ابراهيم الصغير وأبو محمــود وأبــو درة‬ ‫وفوزي القاوقجي وهنالك قادة محليــون أمثــال ربــاح العــوض‬ ‫والدليل العبد وعيد العبد وغيرهم كثيرون‪.‬‬ ‫‪ -1‬أهلالي قريلة النهلر اللذين خلدموا فلي الجيلش‬ ‫العثماني‬ ‫كـانت المبراطوريــة العثمانيــة تســيطر علـى كــثير مـن‬ ‫الدول وكانت جميع الدول تطمع فــي الســتيلء علــى أملكهــا‬ ‫المتراميــة الطــراف‪ .‬لــذلك وحفاظــا ً علــى هــذه الملك‬ ‫الواسعة كانت تفرض التجنيد الجباري علــى الســكان حســب‬ ‫العمار وخاصــة عنــدما تشــتبك فــي حــرب مــع دولــة أخــرى‪.‬‬ ‫وأثناء الحرب العالمية الولى فرضت الدولة العثمانية التجنيــد‬ ‫الجباري حتى أنها إضطرت أخيرا ً إلى تجنيــد مــن بلغــوا ســن‬ ‫الرابعة عشرة‪.‬‬ ‫أسماء الــذين خــدموا فــي الجيــش العثمــاني مــن قريــة‬ ‫النهر‪:‬‬ ‫علي إســماعيل الفرمــاوي‪ :‬ولــد فــي قريــة النهــر‬ ‫‬‫وعــاش بهــا وقــد خــدم فــي الجيــش العثمــاني أثنــاء الحــرب‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫العالمية الولى‪ .‬عاد من الحرب بعد انتهائها وتزوج ولــه عــدة‬ ‫أولد‪.‬‬ ‫محمد عبده دراز‪ :‬ولد في قريـة النهـر وكـان بيتـه‬ ‫‬‫يقــع فــي الحــارة الغربيــة المســماة تــل القهــوة وكــان يتقــن‬ ‫القراءة والكتابة وقد خدم في الجيش العثماني أثنــاء الحــرب‬ ‫العالمية الولى ورقي إلى رتبة ضــابط‪ .‬وبعــد انتهــاء الحــرب‬ ‫ورجوعه إلى القرية انتخب مختارًا‪ ،‬وهو مــن المعروفيــن فــي‬ ‫قرية النهر وقد بقي مختارا ً طيلة حياته‪.‬‬ ‫ابراهيم الشــاذلي‪ :‬مــن مواليــد قريــة النهــر وأحــد‬ ‫الملكين الكبار في القرية ويعد من زعمائها‪ .‬لقــد خــدم فــي‬ ‫الجيش العثمـاني أثنــاء الحــرب العالميــة الولــى وتــوفي بعــد‬ ‫النكبة في مدينة صور في لبنان حوالي عام ‪.1951‬‬ ‫كمــال العفيفــي‪ :‬مــن مواليــد قريــة النهــر وأحــد‬ ‫‬‫الملكين فيها‪ .‬لقد خــدم فــي الجيــش العثمــاني وتــوفي بعــد‬ ‫النكبة في مدينة حلب في سوريا ودفن فيها‪.‬‬ ‫الحاج محمود بكرية‪ :‬من مواليد قريــة النهــر وهــو‬ ‫‬‫شخص قوي البنية‪ .‬اشتهر برفع الثقال في صباه وقــد خــدم‬ ‫في الجيش العثماني أثناء الحرب العالمية الولى وتوفي فــي‬ ‫حلب )سوريا( بعد النكبة عــن عمــر نــاهز المــائة عــام ودفــن‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫أحمد الشراباتي‪ :‬من مواليد قرية النهر وخدم في‬ ‫‬‫الجيش العثماني أثناء الحرب العالمية الولــى واستشـهد فـي‬ ‫معارك اليمن‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الباب الواحد والعشرون ‪ -‬احتلل قرية النهر‬ ‫ورحلة النزوح الى الشتات‬ ‫صبيحة ‪ 25‬نيسان ‪ 1948‬دب الذعر والخوف بين أهــالي‬ ‫عكا و المنطقة المحيطة بها‪ .‬وأخذ الكثيرون من أهــالي عكــا‬ ‫بالرحيل برا ً وبحرا ً إلى لبنان‪.‬‬ ‫عندما بلغــت أخبـار احتلل مدينــة عكــا‪ ,‬والمجــازر الــتي‬ ‫حصلت في بعد القـرى اضـطر أهـالي قريـة النهـر الـى تـرك‬ ‫بيوتهم و بساتينهم باتجاه الحدود اللبنانية القرب الى منطقــة‬ ‫الجليل‪.‬‬ ‫هاجر أهالي قرية النهر و أقاموا بالقرب من مدينة صــور‬ ‫في محلة البص‪ .‬عاد عدد من الهالي الــى القريــة النهــر فــي‬ ‫فلسطين حيث لــم تكــن محتلــة آنــذاك‪ .‬وفـور عـودتهم بـدأوا‬ ‫بزراعــة بعــض الخضــراوات كالبنــدورة والفلفــل والملوخيــة‬ ‫والباذنجان‪.‬‬ ‫كانت القرية خالية مــن الســكان إل القليــل )حــوالي ‪20‬‬ ‫شخصًا( والقرى المجاورة كان وضعها مشابها ً لقريتنــا‪ .‬أثنــاء‬ ‫الليل كان يذهب أهالي القرية الموجودين إلى القرى الجبليــة‬ ‫الخرى خوفا ً من مهاجمة الصــهاينة ليل ً وفــي النهــار يــذهبون‬ ‫للعمل في البساتين‪.‬‬ ‫كــان الــذعر يــدب فــي القريــة خاصــة فــي الليــل لن‬ ‫مســتعمرة نهاريــا كــانت تبعــد عــن قريــة النهــر حــوالي ‪6‬‬ ‫كيلومترات وتصلنا بها طريق معبدة هي طريق ترشيحا‪-‬عكا‪.‬‬ ‫بعد سقوط مدينة عكا أخذ اليهود يهاجمون قرى القضــاء‬ ‫قرية بعد قرية‪ .‬قام اليهــود بــاحتلل قريــة الســميرية القريبــة‬ ‫من قريتنــا وتطــايرت حجارتهــا فــي الهــواء حيــن قــام اليهــود‬ ‫بقيادة الهاجاناه بنسف جميع بيوتها ترك أهل القرية المتبقيــن‬ ‫قاصدين لبنان مشيا ً على القدام حيث أصــبحت جميــع طــرق‬ ‫السيارات مقطوعة وغير آمنة‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫بعد نزوح الهالي عـن قريـة النهـر بحـوالي عشـرة أيـام‬ ‫هاجم جيش الهاجاناه هذه القرية الجميلــة الوادعـة ولـم يجــد‬ ‫فيهــا أحــدا ً ســوى ‪ 16‬عجــوزا ً مســنة تــتراوح أعمــارهم بيــن‬ ‫الثمانين والتسعين سنة وليس لهم أي معيــن ومعهــم شــابان‬ ‫معاقان وفاقدا العقــل ومشــلولن همــا محمــد عكــر و محمــد‬ ‫راغب عطية فقاموا بجمعهــم فــي مكــان واحــد وإطلق النــار‬ ‫عليهــم وتركهــم يســبحون بــدمائهم فــي حــارات القريــة ولــم‬ ‫يرحمهم كبر سنهم‪.‬‬ ‫دخل اليهود قرية النهر حوالي ‪ 16‬أيــار وقــاموا بــإطلق‬ ‫النار على النساء المسنات والشابان المعوقــان فــي الســاحة‬ ‫وتحت قبــة أحــدى العليــات‪ .‬وقــد ذكــر هــذه الحادثــة توفيــق‬ ‫راغب سليم حيث كان يختبئ في البساتين المحيطــة بالقريــة‬ ‫ودخل إلى القريــة بعــد انسـحاب اليهـود منهـا مباشـرة وقـام‬ ‫بدفن الجثث لوحده حيث حفر لها في نفس المكان ودفنهم‪.‬‬ ‫لقد بقي هــذا الرجـل يسـكن فـي النهـار فـي البسـاتين‬ ‫ويتسلل أثناء الليل إلى القرية لينام فيها لوحــدة ويقتــات مــن‬ ‫الفواكه في البساتين مدة شــهرين تقريب ـًا‪ .‬ولمــا ضــاقت بــه‬ ‫السبل ولم يجد أي أمــل فــي بقــائه تنقــل بيــن البســاتين ليل ً‬ ‫متجها ً إلى قرية ترشيحا ثم إلى لبنان حيث وصل إلــى عــائلته‬ ‫في البص في نهاية شهر آب ‪.1948‬‬ ‫ثم قام الصهاينة بنسف بيوت القرية جميعها وتركها قاعا ً‬ ‫صفصفا ً وقاموا بتحويــل ميــاه ينــابيع القريــة بواســطة أنــابيب‬ ‫معدنية إلى جهة مجهولة‪ .‬وأصــبحت القريــة وبســاتينها بــدون‬ ‫مياه مطلقًا‪ ،‬وهذا العمل هو نموذج واضح لكل ما حصــل فــي‬ ‫قرى قضاء عكا وما فعله جيش الهاجاناه فيها‪.‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫‪5‬‬

‫الباب الثاني والعشرون – قرية النهر اليوم‬

‫لم يبق في القرية سوى منزلين‪ ،‬أحــداهما مهــدم جزئي ـا ً‬ ‫)منزل الســيد محمــود ســعيد مرعــي العفيفــي(‪ .‬وتنمــو فــي‬ ‫الموقع شجرة نخيل باسقة‪ ،‬وتغطيه الحشائش البرية وبعــض‬ ‫نبات الصبار وأشجار الــتين‪ .‬أمــا المقــبرة‪ ،‬وهــي فــي الجــزء‬ ‫الغربي من القرية‪ ،‬ففيها قبر واحد ل يزال في المكان تحديد‬ ‫معالمه‪ .‬وقد سّيج نبع الفوارة القريب‪ ،‬وأعلن ملكا ً خاصًا‪.‬‬ ‫روى شهود عيان زاروا القرية أن قرية النهر مهدمة عن‬ ‫بكرة أبيها وقد نبتت الشجار البرية فيها وأصبحت عبارة عــن‬ ‫حرش من الشجار‪ .‬وقد نقلت الحجــارة الصـوانية والجســور‬ ‫الحديدية من قبل أهــالي القــرى المجــاورة مــن الــدروز إلــى‬ ‫مناطقهم للستفادة منها‪.‬‬ ‫أماكن تواجد أهالي قرية النهر في الوقت الحاضر‬ ‫يقيــم أهــالي النهــر فــي الــوقت الحاضــر فــي المــاكن‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫لبنان‪ :‬مخيم البص‪ ،‬مخيم جل البحر‪ ،‬مخيم المعشــوق‪،‬‬ ‫‬‫مخيم عين الحلوة‪ ،‬مخيم نهر البارد‪ ،‬مخيم برج البراجنة‪.‬‬ ‫ســوريا‪ :‬مخيمــات حلــب‪ ،‬مخيمــات حمــص‪ ،‬مخيمــات‬ ‫‬‫حماه‪ ،‬مخيم اليرموك قرب دمشق‪.‬‬ ‫المهاجرون‪ :‬السويد‪ ،‬الدانمارك‪ ،‬المانيا‪ ،‬كنــدا‪ ،‬أمريكــا‪،‬‬ ‫‬‫بريطانيا‪.‬‬ ‫كما يوجــد العديــد مــن أهــالي قريــة النهــر فــي بعــض الــدول‬ ‫العربية وخاصة الخليجية منها‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫وليد ألخالدي‪ ،‬كي ل ننسى‪ ،‬مؤسسة الدراسات الفلسطينية‪ ،‬ص‪.502 .‬‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫بهدم قرية النهر وتهجير أهلها انتهت صفحة مؤلمة من تاريخ‬ ‫هذا الفردوس المفقود ونرجو الله أن يهدينا لن نوحد أنفسنا‬ ‫ونستعد ونتهيأ لسترجاع هذا الوطن المغتصب من أيدي‬ ‫الغاصبين ونسترشد بالية الكريمة‪:‬‬

‫"وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله‬ ‫"صدق الله العظيم‬ ‫والمؤمنون‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫المصادر و المراجع‬ ‫‪ .1‬بلدنا فلسطين‪ ،‬مصطفى مراد الــدباغ‪ ،‬دار الطليعــة‪،‬‬ ‫الطبعة الولى‪ ،‬بيروت‪1965 ،‬‬ ‫‪ .2‬الموجز فــي تاريــخ القضــية الفلســطينية‪ ،‬قســطنطين‬ ‫خمار‪ ،‬منشورات المكتب التجــاري للطباعــة والتوزيــع‬ ‫والنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بيروت‪1965 ،‬‬ ‫‪ .3‬كي ل ننســى "قــرى فلســطين الــتي دمرتهــا اســرائيل‬ ‫ســـنة ‪ 1948‬و أســـماء شـــهدائها"‪ ،‬وليـــد الخالـــدي‪،‬‬ ‫مؤسســة الدراســات الفلســطينية‪ ،‬الطبعــة الثــالثه‪،‬‬ ‫بيروت‪2001 ،‬‬ ‫‪ .4‬عكا تراث وذكريات‪ ،‬متى سمعان بوري ويوسف أحمد‬ ‫شبل ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬بيروت‪1994 ،‬‬ ‫‪ .5‬ذكريــات الــوطن و الشــتات‪ ،‬مرعــي محمــود مرعــي‪،‬‬ ‫بيروت‪2004 ،‬‬ ‫‪ .6‬معجــم المثــال الفلســطينية‪ ،‬حســين علــي لوبــاني‪،‬‬ ‫مكتبة لبنان ناشرون‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،‬لبنان‪1999 ،‬‬ ‫‪ .7‬القـــاموس العربـــي الشـــعبي الفلســـطيني "اللهجـــة‬ ‫الفلســطينية الدارجــة" ألجــزء الثــالث‪ ،‬عبــد الطيــف‬ ‫البرغوثي‪ ،‬مركز التراث الشعبي الفلسطيني‪ ،‬البيرة‪،‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪ .8‬العمارة الشعبية في فلسطين‪ ،‬عمــر حمــدان‪ ،‬مركــز‬ ‫التراث الشعبي الفلسطيني‪ ،‬القدس‪1996 ،‬‬ ‫‪" .9‬أحاديث ومقــابلت مــع كبــار الســن"‪ ،‬الحــاج محمــود‬ ‫سعيد مرعي‬ ‫‪.10‬‬

‫أفلم فيديو صورت في قرية النهر‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫الوثائق‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

‫قصة قرية فلسطينية‬

Related Documents

Al Nahr Final Version
June 2020 5
Final Version
July 2020 23
Final Version
July 2020 25
Version Final
December 2019 31