Aiman

  • Uploaded by: BrahimNafir
  • 0
  • 0
  • October 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Aiman as PDF for free.

More details

  • Words: 2,057
  • Pages: 16
‫تأليف ‪ :‬كهامن مسعودة‬ ‫رسم ‪ :‬عمربن حيدرة‬

‫‪1‬‬

‫شــقي‪ ،‬يَ ْســ ُك ُن مــ َع أُ ٍّمــ ِه يف‬ ‫القلــب لكنــه‬ ‫طيــب‬ ‫أَميــ ُن ولــ ٌد‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫قريــ ٍة هادئــ ٍة َو َســ َط غَابــ ٍة كَثيفــ ِة األشْ ــ َجا ِر واســع ٍة ال يَ ُ‬ ‫عــرف‬ ‫وكانــت أُ ّمــ ُه كثــ ًرا مــا تنصحــ ُه بِــأَ ْن يَ ُحــ َّد‬ ‫أحــ ٌد لهــا حــدو ًدا‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫مــن فضولــ ِه يف معرفــ ِة الغابــ ِة أل َّن ِق َص ًصــا كثــر ًة تَــ ْر ِوي‬ ‫َ‬ ‫األطفــال َخد ًمــا ل َهــا‪.‬‬ ‫ُو َجــو َد امــرأ ٍة رشيــر ٍة ماكــر ٍة تَســت ِغ ُل‬ ‫كانــت كبــرةً‪ ،‬فهــو يَتأخــ ُر بعــد خروجِــ ِه‬ ‫لكــ ْن شَ ــقاو َة أميــن‬ ‫ْ‬ ‫يذهــب إىل‬ ‫لعــب مــع أصدقائــ ِه أو‬ ‫ُ‬ ‫مــن املدرســ ِة عندمــا يَ ُ‬ ‫الســمك أو يتجــ َو َل ُه َنــا و ُه َن َ‬ ‫َ‬ ‫ــاك دون أ ْن يُعلِــ َم‬ ‫يصطَــا َد‬ ‫النهــ ِر لِ ْ‬ ‫ْلــق عليــ ِه بشــدة حتــى ِ‬ ‫تبــي خوفًــا مــن‬ ‫أُ َّمــ ُه ال ِتــي‬ ‫ْ‬ ‫كانــت تَق ُ‬ ‫ُ‬ ‫متلــك غــ َر ُه بعــد وفــا ِة زو ِج َهــا‬ ‫أن يصيبــ ُه مكــرو ٌه‪ ،‬فهــي ال‬ ‫الــذي تركَ َهــا ت ُواجِــ ُه الحيــا َة القاســي َة و ْح َدهــا‪ .‬وألَ َّن أميــن ال‬ ‫يســتم ُع لِ‬ ‫ذهــب‬ ‫نصائــح أ ِّمــ ِه غال ًبــا وال يقــد ُر َخ ْوفْ َهــا عليــه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫األيــام بعــد خروجــ ِه مــن املدرســ ِة إىل النهــ ِر‬ ‫يف يــوم مــن‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ــمك‪ .‬أَخــ َذ‬ ‫رس ِه َوايتَــ ُه املفضلــ َة‬ ‫لِ َ‬ ‫وهــي صيــ ُد ّ‬ ‫يــا َ‬ ‫َ‬

‫‪2‬‬

‫ِ‬ ‫بجانــب‬ ‫جــوف شــجر ٍة قدميــ ٍة‬ ‫ِص َّنارتِــه التــي كان يحتفــ ُظ ِب َهــا يف‬ ‫ِ‬ ‫النهـرِ‪ ،‬ثــم أع ّدهــا بوضـعِ أحـ ِـد الحـر ِ‬ ‫ات يف مقدم ِتــه وأل َقــى ِب َهــا يف‬ ‫ـرف وأ َخـ َذ يَ ْنتَ ِظـ ُر وطـ َ‬ ‫ـكل براعـ ٍة وكأنَّـ ُه َص ّيــا ٌد محـ ٌ‬ ‫ـال اِنتظــار ُه‬ ‫املــا ِء بـ ِّ‬ ‫دو َن جــ ْد َوى‪ ،‬فشــ َعر بامللــلِ ومل يُكــر ْر املحاولــ َة َور َمــى بالص َّنــار ِة‬ ‫تحــت شــجر ٍة وارفــ ِة الظــا ِل يســتمت ُع بالنســيم‬ ‫بعيــ ًدا واســتلْقَى‬ ‫َ‬ ‫ـام‬ ‫ـب جِســم ُه اللطيـ ُـف وزقزق ـ ِة العصاف ـرِ وأنغـ ِ‬ ‫العليــلِ الــذي يداعـ ُ‬ ‫الطيــو ِر األخ ـ َرى املختلف ـ ِة الشّ ــجي ِة وأشــع ِة الشّ ـ ِ‬ ‫ـمس ال ّدافئ ـ ِة ‪ ،‬لق ـ ْد‬ ‫َســحرتُ ُه تلـ َـك الطبيعـ َة الخالبـ َة حتــى شـ َع َر برغبـ ٍة ُمل َحـ ٍة يف التجــو ِل‬ ‫وســ َط الغابــ ِة الكثيفــ ِة األشــجارِ‪ ،‬لك ّنــ ُه تذكّــر تحذيــراتَ أُ ّمــ ِه لَــ ُه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ـش يف مــكانٍ‬ ‫لِه ـذَا تَســا َء َل قَائـ ِـاً‪ :‬أَ ُ ْي ِك ـ ُن لِلِ َع ُجــو ِز الرشيــر ِة أَ ْن تَ ِعيـ َ‬ ‫هــادئٍ جميــلٍ مثـ َـل ه ـذَا؟‬

‫‪3‬‬

4

‫أَطْــ َر َق أَ ْيــ ُن برهــ ًة مــن الزمــنِ يفكــ ُر و َوجــ َد أَ َّن ف ُُضولَــ ُه كبــ ٌر‬ ‫نصائــح أُ ِّمــ ِه وفَرس َهــا ُم ِ‬ ‫ِ‬ ‫نفســ ُه‪:‬‬ ‫الكتشــاف الغابــ ِة وأهمــل‬ ‫حدث ًــا َ‬ ‫َ‬ ‫الطريــق‬ ‫ظــل‬ ‫ي أَ ْن أَ َّ‬ ‫إ َّن أُ ِّمــي ت ُِخي ُف ِنــي فقــط ألنَّ َهــا تَ ْخ َ‬ ‫َ‬ ‫ــى عــ َّ‬ ‫فالغابــ ُة واســع ٌة جــ ًدا‪ .‬ومــا كا َد يُ ُ‬ ‫كمــل كالمــ ُه حتــى خطــرتْ‬ ‫كل شــجر ٍة ميــ ُّر‬ ‫وهــي أَ ْن يَ َضــ َع عال َمــ ًة عــى جــذ ِع ِّ‬ ‫لــه فكــر ٌة‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫األرض وأخــ َذ‬ ‫ب َهــا وبتــر ٍع أفــر َغ محتــ َوى محفظتــ ِه عــى‬ ‫الجــر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قطعــ ًة مــن الطباشــرِ‬ ‫القديــم‬ ‫األبيــض واندفــ َع إىل‬ ‫ليصــل إىل الضفــ ِة األخــرى مــن النهــ ِر تــاركًا ورا َء ُه أدواتــ ِه‬ ‫َ‬ ‫املدرســي ِة مبعــر ًة دو َن ُمبــاال ٍة‪.‬‬ ‫ووصــل إىل الضفــ ِة األخــرى وبــدأَ‬ ‫يركــض‬ ‫َ‬ ‫عــر أَميــ ُن الن َهــر‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫نــاك ومــن شــ ّد ِة ِ‬ ‫َســعيدا ً ويقفــ ُز ُهنــاَ و ُه َ‬ ‫فرحــ ِه أخــ َذ يُقلــ ُد‬ ‫ِ‬ ‫الحيوانــات التــي يج ُد َهــا يف طريقــ ِه مــر ًة ومــر ًة يُ َح ُ‬ ‫ــاول‬ ‫مشــ َي َة‬ ‫اإلمســاك بالفر ِ‬ ‫َ‬ ‫اشــات الجميلــ ِة‬ ‫وفجأ ًة رأَى غزالً جميالً‬

‫‪5‬‬

‫فأ َخــ َذ يُ ِ‬ ‫ــل إىل مــكانٍ‬ ‫غريــب‬ ‫وص َ‬ ‫الحقُــ ُه‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ويركــض ورا َء ُه حتــى َ‬ ‫وســ َط الغابــ ِة واختفَــى الغــز ُال وعــ َّم الهــدو ُء التَّــا ُم‪ ،‬وشــع َر‬ ‫ِ‬ ‫بالخــوف مــن املــكانِ وأرا َد الرجــو َع‪ ،‬لكــن عجــوزًا‬ ‫أميــ ُن‬ ‫ُ‬ ‫تضحــك‬ ‫شــمطاء طويلــ َة القامــ ِة ظهــرتْ أ َما َمــ ُه وأخــذتْ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫عصــا خشــن ًة غريبــ ًة‬ ‫بصــوت مرتفــعٍ وهــي‬ ‫متســك يف ي ّد َهــا ً‬ ‫ٍ‬ ‫الطفــل‬ ‫ُ‬ ‫ضللــت طريقَــك أيُّهــا‬ ‫مرعــب‪ :‬هــل‬ ‫بصــوت‬ ‫وقالــت‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫الشّ ــجا ُع ؟ مل يســتطع أميــن الــكالم مــن شــ ّدة الفــزع لهــذا‬ ‫ٍ‬ ‫جديــد قائلــ ًة ‪ :‬مــاذا هــل أنــت خائــف؟‬ ‫ســألته العجــ ُو ُز مــن‬ ‫ِ‬ ‫الخــوف ومل‬ ‫رتجــف مــن‬ ‫ُ‬ ‫مل يســتط ْع أميــ ُن الــكال َم فهــو يَ‬ ‫يتمكــ ْن حتــى مــن الحركــ ِة‪ ،‬لهــذا جذبتــ ُه العجــ ُو ُز الرشيــر ُة‬ ‫وقالــت لــ ُه‪ :‬اآلن ســآخذك معــي إىل البيــت‪،‬‬ ‫بقــو ٍة مــن يــد ِه‬ ‫ْ‬ ‫تلعــب معهــم وهــم كُلّهــم لطفــاء‪.‬‬ ‫ال تخــف ســتج ُد أطفــاالً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الخــوف أميــ ُن فأخــ َذ يبــي ند ًمــا وحــر ًة ألنّــ ُه اســتها َن‬ ‫شــل‬ ‫َّ‬ ‫بنصائــح أُ ِّمــ ِه‪.‬‬

‫‪6‬‬

7

‫ـكت الرشيــر ُة بـ ِه وقادتـ ُه مع َهــا‪ .‬مشـ َيا مــد ًة مــن الزمــنِ‬ ‫وهكــذا أمسـ ْ‬ ‫يف الغابـ ِة حتّــى وصـاَ إىل كــو ٍخ قديـ ٍـم يبدو مهجــو ًرا‪ .‬فتحــت العج ُو ُز‬ ‫واختفــت‪.‬‬ ‫البــاب‬ ‫أغلقــت‬ ‫ورمــت أميــن إىل الداخــلِ ثــم‬ ‫البــاب‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫األوان‬ ‫فأخــ َذ يتطلــ ُع إىل املــكانِ بفــز ٍع ‪ ،‬ويتأمــل َّ‬ ‫كل يش ٍء حولَــ ُه ِ‬ ‫الكثيــف عــى‬ ‫العناكــب والغبــا ُر‬ ‫املتســخ ِة‪ ،‬الجــدرا ُن التــي متألُ َهــا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ـض‪ .‬كل مــا يوج ـ ُد يف الكــو ِخ كا َن يبعــثُ‬ ‫األرض والف ـرانِ التــي تركـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫الخــوف واالشــمئزا ِز وفجــأ ًة ظهــرتْ مجموعــ ٌة مــن األطفــا ِل‬ ‫عــى‬ ‫ـي‬ ‫حســب َها أميـ ُن للوهلـ ِة األوىل أشــبا ًحا فــر َخ بـ ِّ‬ ‫ـكل قوتـ ِه حتــى أُغمـ َ‬ ‫ـص‬ ‫عليـ ِه‪ .‬فتقدمــوا إليــه برسعـ ٍة وأيقظــو ُه وبعــد أَ ْن اســتعا َد وعيـ ُه قـ َّ‬ ‫ُ‬ ‫الصغــا ُر قصتهــ ْم مــع العجــو ِز الرشيــرة ِوكيــف أوصلهــ ْم‬ ‫األطفــال ّ‬ ‫ـكت بهــم‪ ،‬فهــي تجعلهــم يعملــو َن طــوال‬ ‫فضولَهـ ْم إىل الغابـ ِة فأَمسـ ْ‬ ‫ـرا عميقــة حتــى يســتخرجوا لهــا كنـ ًزا مدفونًــا‬ ‫النهــار‪ ،‬يحفــرون لهــا ِبـ ْ ً‬ ‫ُي ّك ُنهــا مــن اســرجا ِع شــبا ِب َها وق ّوتِ َهــا‪.‬‬

‫‪8‬‬

9

‫العصــا الســحري ِة ؟ أجابــه‬ ‫إذن ملــاذا ال تحفـ ُر البـ َر وح َدهــا بواســط ِة َ‬‫العصــا فق ـ َد قوت ـ ُه‬ ‫أح ـ ُد األطفــا ِل قائ ـاً‪ :‬كلّــا اســتخدمت الرشيــرة َ‬ ‫‪ ،‬لهــذا تحافــظ عليــه حتــى تبقــى قوي ـ ًة‪ ،‬وعندمــا تصـ ُـل اىل كنز َهــا‬ ‫عصا َهــا‪.‬‬ ‫تســرج ُع شــباب َها وقــو َة َ‬ ‫أهرب‪.‬‬ ‫قال أمين بحرس ٍة‪ :‬لو أستطي ُع فقط أن َ‬ ‫ر َّد أح ـ ُد األطفــال‪ :‬ال تحــاول ســيكو ُن عقابُـ َـك شــدي ًدا مثلــا حــدثَ‬ ‫اب يو ًمــا كا ِمـ ًـا‪ ،‬وك ْدنَــا منــوت‬ ‫ـام والـر ِ‬ ‫لنــا‪ ،‬فقــد حرمتَ َنــا مــن الطعـ ِ‬ ‫كذلــك مــن التعذيــب والــرب‪ ،‬لهــذا مل نُ ِع ـ ْد املحاولــة ‪ ،‬إستســلمنا‬ ‫وعرفنــا أن هــذا جزاؤنــا‪ ،‬ألنّ َنــا ملْ نُ ِطـ ْع والدينــا ومل نأخـ ْذ بنصائِحهـ ْم‪.‬‬ ‫ـكت أميـ ُن طويـاً وقــال يف نفسـ ِه‪ :‬لـ ْن أستســل َم‪ ،‬ســأفك ُر يف طريقـ ٍة‬ ‫سـ َ‬ ‫للتخلـ ِ‬ ‫ـص من َهــا‪.‬‬ ‫يعمــل يف عنــا ٍء مــع بقيــ ِة األطفــا ِل‬ ‫ُ‬ ‫أيــام وهــو‬ ‫قــى أميــ ُن ثالثــ َة ٍ‬ ‫يحفــرون البـ َر ُويخر ُجــون الحجــارةَ‪ ،‬لكــن كان طــوال الوقـ ِ‬ ‫ـت يفكـ ُر‬ ‫ـوم الرابــع ِوبينــا هــو‬ ‫يف حيل ـ ٍة يقــي ب َهــا عــى الرشيــر ِة‪ .‬ويف اليـ ِ‬ ‫داخــل الب ـرِ وج ـ َد ُج ـذَو َر‬

‫‪10‬‬

‫الشــجر ِة العمالقـ ِة تشــب ُه الثعبــانَ‪ ،‬فخطــرتْ لــه فكــر ًة رائعـ ًة‪ ،‬وبعــد‬ ‫ـام الليــلِ جمــع األطفـ َ‬ ‫ـال من حولـ ِه بعدما‬ ‫انقضــا ِء ذلــك اليــوم ويف ظـ ِ‬ ‫ـرب بصـ ٍ‬ ‫ـوت خافـ ٍ‬ ‫ـت‬ ‫ـرح لهــم خطت ـ ُه للهـ ِ‬ ‫نامـ ْ‬ ‫ـت العجــو ُز وأخ ـ َذ يـ ُ‬ ‫وحذرشـ ٍ‬ ‫ـديد حتــى ال تكشــف الرشيــر ُة خطتَهـ ْم وتقـ ِـي عليهـ ْم‪.‬‬ ‫ـرج‬ ‫ـال وأرشقـ ْ‬ ‫جــا َء اليــو ُم التـ ِ‬ ‫ـمس عــى الكــو ِخ املهــرئِ وخـ َ‬ ‫ـت الشـ ُ‬ ‫األطفـ ُ‬ ‫كل صبــا ٍح يعملــون يف حف ـ ِر الب ـرِ وأَمل ُه ـ ْم يف‬ ‫ـال كعادتِه ـ ْم يف ِّ‬ ‫نجــا ِح ُخط ـ ِة أميــنِ و القضــا ِء عــى الرشير ِةكب ـ ٌر‪.‬‬ ‫دخـ َـل معظـ ُم األطفــا ِل البـ َر وبعــد مــد ٍة مــن الزمــنِ أَخـذُوا يرص ُخو َن‬ ‫ـت العجــو ُز منهــم وقالــت‬ ‫بقــو ٍة ويَخر ُجــو َن منــه مذ ُعوريــن‪ ،‬فغضبـ ْ‬ ‫ـب‪ :‬ملــاذا ت َرص ُخــو َن و ترتكُونَع َمل ُكــم؟‬ ‫بغضـ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫عظيــا ْمل نــ َر‬ ‫األطفــال بفــز ٍع ‪ :‬لقــد وجدنــا ثعبانًــا‬ ‫أجابَهــا‬ ‫ً‬ ‫مثلــ ُه يف حياتِ َنــا‪ ،‬وخشــي َنا أ ْن يأكُل َنــا لهــذا نحــن ال نســتطي ُع‬ ‫ِ‬ ‫بعصــاك الســحرِي‪.‬‬ ‫العــود َة إىل العمــلِ حتــى تُخلصي َنــا منــه‬

‫‪11‬‬

‫ـت العجــو ُز األطفـ َ‬ ‫ـت إىل البـرِ وأخــذتْ تُد ِقـ ُـق ال ّنظَـ َر‬ ‫ـال وتوجهـ ْ‬ ‫صدقـ ْ‬ ‫لِــ َرى الثعبــا َن وأميــ ُن يشــ ُر ل َهــا يف مــكانِ الجــذر الكبــر للشــجر ِة‬ ‫ـام الشـ ِ‬ ‫ـديد يف‬ ‫وهــو متأكـ ٌد أنّهــا ال تســتطي ُع متييـ َز ُه كثـ ًرا بسـ ِ‬ ‫ـبب الظـ ِ‬ ‫ـق وكذلــك رغبتهــا الكبــرة يف الوصــو ِل إىل كنز َهــا يجعل َهــا‬ ‫البـرِ العميـ ِ‬ ‫ـتعجل األمـ َر وتصدقُــه بســهول ٍة‪.‬‬ ‫تسـ ُ‬ ‫العصــا إىل جــذر الشــجر ِة العمالقــ ِة‬ ‫هــت العجــو ُز‬ ‫و ّج ْ‬ ‫َ‬ ‫وأفرغــت قــوة‬ ‫املوجــودة بجانــب البــرِ معتقــد ًة أنّــه ثعبــا ٌن‬ ‫ْ‬ ‫يحتــاج إىل‬ ‫َالعصــا دون أن تشــع َر‪ ،‬فجــ ْذ ُر الشــجر ِة كان صل ًبــا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫األطفــال الفرصــ َة‬ ‫اســتغل‬ ‫َّ‬ ‫قــو ٍة كبــر ٍة لتقــي عليــه‪ ،‬وهنــا‬ ‫اب‬ ‫َ‬ ‫ودف ُعــوا بهــا‬ ‫داخــل البــرِ وأخــذُوا يفرغــو َن فوق َهــا الــر َ‬ ‫والحجــار َة حتــى تأكــ ُدوا مــن هالكِ َهــا‪.‬‬ ‫وهكــذا ِ‬ ‫ُ‬ ‫األطفــال عــى العجــو ِز وأخــذُوا‬ ‫ر‬ ‫بفضــلِ ذكا ِء أميــن انتــ َ‬ ‫يقفـ ُزو َن فرحـ َن لتخلصهــم منهــا وقَـ َر ُروا العــودة َإىل بيوتِهــم عا ِقدي َن‬ ‫العــز َم طاعـ َة والديهـ ْم دامئًــا حتــى ال تتكــر ُر هــذه التجربـ ُة القاســي ُة‬ ‫مــن جديـ ٍـد‬

‫‪12‬‬

13

‫أ َّمــا أميـ ُن فقــد أرس َع يف اتجــا ِه بي ِتــه‪ ،‬فقـ ْد اشـ َ‬ ‫ـتاق اىل أ ِّمـ ِه وقد كانت‬ ‫الطريـ ُـق ســهل ًة ألنّـ ُه وجـ َد العالمــاتَ التــي وضع َهــا مــن قبل‪.‬وعن َدمـاَ‬ ‫وصـ َـل‪ ،‬وجــد َأُ َّمـ ُه نامئـ ًة عــى رسي ِر َهــا‪ ،‬فــرخ َبصـ ٍ‬ ‫ـوت مرتفـعٍ‪ :‬أُ ِّمــي‬ ‫َهــا أنَــا قــد ُعـدْتُ يــا أُ ِّمــي‪ .‬اســتيقظت أ ُّمـ ُه وهــي شــاحب ُة اللــونِ ال‬ ‫ـبب املـ ِ‬ ‫تــكا ُد تقـ َوى عــى النهـ ِ‬ ‫ـرض الــذي أنهـ َـك قوا َهــا‪ ،‬فقــد‬ ‫ـوض بسـ ِ‬ ‫ـت ُح ْزنًــا بال ًغــا عند َمــا اخت َفــى أميـ ُن‪.‬‬ ‫َحزِنـ ْ‬ ‫وقالــت‪:‬‬ ‫واختلطــت ُد ُمو ُع َهــا بدمــو ِع أميــ ُن‬ ‫بكــت أُ ّمــ ُه كثــ ًرا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اشــتقت إليــك كثــ ًرا؟ أيــن‬ ‫ســامتك لقــد‬ ‫الحمــد للــه عــى‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ــب بأذ‬ ‫َى؟قــال أميــ ُن‪ :‬ال يَــا أُ ِّمــي‪ ،‬لكــ ْن كِــدْتُ‬ ‫َ‬ ‫كنــت؟ أملْ ت َُص ْ‬ ‫هلــك‪ ،‬ألنّ ِنــي ملْ أســتم ْع لنصائِ ِ‬ ‫حــك وملْ‬ ‫أ ْن أَ َ‬ ‫ْ‬ ‫أعــرف ق ِي َمت َهــا‬ ‫وقعــت يف قبضــ ِة العجــو ِز الرشيــر ِة‪ .‬وأ َخــ َذ أميــ ُن‬ ‫إال عندمــا‬ ‫ُ‬ ‫ُــص مــا حــدثَ لــ ُه مــ َع األطفــا ِل وهــو ِ‬ ‫كل مــر ٍة‬ ‫يبــي‪ ،‬ويف ِّ‬ ‫يَق ُّ‬ ‫ويطلــب منهــا أن تســا ِم َح ُه‬ ‫يتوقــف‬ ‫كا َن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫‪14‬‬

15

‫كل مــا تنص ُحــ ُه بــ ِه‪ ،‬وكذلــك‬ ‫ويؤكــ ُد ل َهــا أنَّــ ُه ســيُ ِطي ُع َها يف ِّ‬ ‫وع َد َهــا أ ْن يحــ َّد مــن فضولــ ِه الــذي يو ِق ُعــه ُغالبًــا يف املشــاكلِ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫القــايس‬ ‫الــدرس‬ ‫فرحــت األ ُّم بعــود ِة اِب ِن َهــا واســتفادتِ ِه مــن‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫أيــام اســتعادتْ ِصحتَ َهــا‬ ‫الــذي تعل َمــ ُه مــن الحياة‪،‬وبعــد‬ ‫ٍ‬ ‫حريصــا عــى‬ ‫ــا بدراســت ِه‬ ‫ً‬ ‫وأصبــح أميــ ُن اِب ًنــا ُمطي ًعــا‪ُ ،‬م ْهتَ ً‬ ‫َ‬ ‫راحــ ِة أ ِّمــ ِه وعاشَ ــا يف ســعاد ٍة واطمئنــانٍ ‪.‬‬

‫‪16‬‬

Related Documents

Aiman
October 2019 12
Fs Aiman
April 2020 4
Tjdeed Aiman
November 2019 6
Cerpen : Terima Kasih Aiman
December 2019 26

More Documents from ""

Aiman
October 2019 12