المنابر الإعلامية بين تجاهل الخطر الاشتراكي وظاهرة معاداة أمريكا

  • Uploaded by: Adnan Sous
  • 0
  • 0
  • June 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View المنابر الإعلامية بين تجاهل الخطر الاشتراكي وظاهرة معاداة أمريكا as PDF for free.

More details

  • Words: 23,241
  • Pages: 117
1

‫المنابر العلمية‬ ‫بين‬ ‫تجاهل الخطر الشتراكي‬ ‫وظاهرة معاداة أمريكا‬

‫تأليف‬ ‫عدنان بن عبد الرحيم الصوص‬

‫‪2‬‬

‫رقم الجازة المتسلسل لدى دائرة المطبوعات والنشر‬ ‫‪2004 / 8 / 2021‬‬ ‫المملكة الردنية الهاشمية‬ ‫رقم اليداع لدى دائرة‬ ‫المكتبة الوطنية‬ ‫( ‪) 2004 / 8 / 2050‬‬ ‫‪302.2‬‬ ‫الصوص‪ ،‬عدنان‬ ‫المنابر العلمية بين تجاهل الخطر الشتراكي وظاهرة معاداة أمريكا‪-.‬‬ ‫عمان‪ :‬المؤلف‪،2004 ،‬‬ ‫(‬

‫) ص‪.‬‬

‫ر ‪ .‬أ ‪.) 2004 / 8 /2050 ( :‬‬ ‫الواصفات‪/:‬العلم‪//‬الثقافة السياسية‪//‬السياسة‪/‬‬ ‫تم إعداد بيانات الفهرسة والتصنيف الولية من قبل دائرة المكتبة الوطنية‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬ ‫تقريظ‬ ‫الحمد ل‪ ,‬والصلة والسلم على رسول ال‪.‬‬ ‫أما بعد‪.....‬‬ ‫فإن من دوا عي ال سرور أن ن جد من يك تب للدفاع عن ال سلم والم سلمين‪,‬‬ ‫وتزيد الغبطة إذا كان الكاتب ممن يدرك بُعد المسألة ومضامينها ليكون الستنتاج‬ ‫سليما‪ ,‬ووصوله إلى الحكم الصحيح اقرب ممن ليس كذلك‪.‬‬ ‫و من الم سائل الح ساسة في هذا الزمان م سألة ت صوير‪ :‬أ ين العِداء والف ساد‬ ‫والجرام ضد البشر ية عموما‪ ,‬وضد السلم خصوصا‪ ,‬هل هو في الرأ سمالية‬ ‫(النصيارى أهيل الكتاب)‪ ,‬أم هيو فيي اللحادييية (الشيوعيية الثوريية اليهوديية)‬ ‫أكثر؟ وقد تباينت الرؤى والحكام‪ ,‬لتباين التصورات‪ ,‬ولختلف المعطيات عند‬ ‫كل طرف‪.‬‬ ‫والغرييب انيك تجيد أكثير الكتاب ومين ينتسيبون إلى التحلييل السيياسي وفهيم‬ ‫الوا قع‪ ,‬يزعمون أن راس ال شر هي الرأ سمالي ( أمري كا )‪ ,‬وأن ها‪-‬أي أمري كا‪-‬‬ ‫تزج بالم سلمين إلى ال ساحة لمواج هة الشيوع ية‪ ،‬و من ثم تتح كم وت سيطر على‬ ‫المة‪.‬‬ ‫وإن هذا لعجيب‪ ،‬فأيين نظير هؤلء وفقههيم عين احتلل الشيوعيية – على‬ ‫اختلف في التسمية – أكثر أرض المسلمين عربا وعجما‪ ،‬فإن كان هذا هو فقه‬ ‫الواقع فان المنحى سيكون بعيدا وغير بصير‪.‬‬ ‫ون حن نرى ع كس ما يرى أمثال هؤلء‪ ،‬مع اعتبار نا الخ طر الغر بي‪ ،‬ول كن‬ ‫‪4‬‬

‫شتان بين الخطرين‪.‬‬ ‫وبين يديّ ورقات طيبات‪ ،‬بين فيها صاحبنا أبو أيمن ‪ -‬حفظه ال تعالى‪ -‬أين‬ ‫يك من الخ طر الع ظم وال شر ال كبر‪ ،‬وذلك ض من مقاي يس علم ية مت فق علي ها ل‬ ‫أقول عند أهل السلم‪ ،‬بل عند الناس عامة‪.‬‬ ‫وكانيت نتيجية بحثيه ‪ -‬حفظيه ال تعالى‪ -‬انيه ل مقارنية أصيلً بيين الخطير‬ ‫الحمر ( الشيوعي ) والخطر الصفر ( الرأسمالي ) وهو كذلك‪.‬‬ ‫ول يسعني ‪ -‬وأنا أقرظ لخينا‪ -‬إل أن أدعو ال تعالى أن يبصرنا جميعا في‬ ‫تنزييل الحكام على الواقيع‪ ،‬وأن يوفيق أخانيا ‪ -‬عدنان الصيوص‪ -‬للمزييد مين‬ ‫كشف عوار الفقه الغثائي‪ ،‬علّنا وإياه نكون بذلك سببا لنجاة تلحق المسلمين‪.‬‬ ‫وآخر دعوانا أن الحمد ل رب العالمين‪.‬‬ ‫سمير مراد‬ ‫عمان ‪ -‬الردن‬ ‫الربعاء ‪/5‬جمادى الولى‪1425 /‬هي‬ ‫الموافق ‪23/6/2004‬‬ ‫عمان‪ -‬الردن‪ -‬بريد الكتروني‬ ‫‪[email protected]‬‬

‫‪5‬‬

‫بسم‪‬ال الرحن الرحيم‬ ‫يَاأَيّهَا الّذِينَ آ مَنُوا كُ ونُوا قَوّامِ ينَ لِلّهِ شُهَدَاءَ بِا لْقِسْطِ وَلَا‬

‫يَجْرِمَنّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلّ ا تَ عْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتّقْوَى‬ ‫وَا تّقُوا اللّهَ إِنّ ا للّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَ عْمَلُونَ(‪) 8‬‬

‫(ا لم ائ دة ‪) 8‬‬

‫الهيييييييداء‬ ‫إلى ‪ :‬أولي العقيول واللباب‪.‬‬ ‫إلى ‪:‬المجاهدين في سبيل ال تعالى‪.‬‬ ‫إلى ‪ :‬كل مخلص لدينه وأمته ووطنييه‪.‬‬ ‫إلى ‪ :‬مريييدي الحق والمدافعين عنه أينما وجدوا‪.‬‬ ‫إلى ‪ :‬من اتخذوا رؤوسييا جهالً لفتياهم فضلوا وأضلوا ‪.‬‬ ‫إلى ‪ :‬من ضربوا بفقه المصالييح والمفاسيد عرض الحائيط ‪.‬‬ ‫إلى ‪ :‬الذين يلهثييون نحو السراب أو يسيييعون بالخيييراب‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫إلى ‪ :‬متهمي مخالفيهم من السيييلميين المتبعين للحق بأوضع النعوت‪.‬‬ ‫ثم إلى ‪ :‬من اشربوا في قلوبهم معاداة كل ما هو غربي‪ ,‬ولو على حساب‬ ‫عقيدتهم وحياتهم وأموالهم وأرضهم وعرضهم‪.‬‬ ‫إلى ‪ :‬كل أولئييييك‪ ,‬أقدم رسالتيييييي هذه‪.‬‬ ‫عنوان المؤلف‪ :‬عمّان‪ -‬الردن‬ ‫البريد اللكتروني‬ ‫‪[email protected]‬‬

‫‪7‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫الح مد ل رب العالم ين‪ ,‬وال صلة وال سلم على ر سول ال ال صادق الم ين‪،‬‬ ‫الذي حذرنيا مين سينوات يُكذّب فيهيا الصيادق ويُخوّن فيهيا الميين‪ ،‬وعلى آله‬ ‫وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬ ‫أما بعد‪:‬‬ ‫لم يكن النسان وحده في هذه الرض من يحرص على أن تكون جميع أقواله‬ ‫وأفعاله ومجمل تصرفاته تصب في مصلحته‪ .‬فكل ما خلق ال تعالى في أرضنا‬ ‫هذه مفطور على ما يصلح حياته سواء في جلب منفعة أو درء مفسدة‪ ،‬حتى أننا‬ ‫ل َربّنَا اّلذِي أَعْطَى كُلّ‬ ‫ن جد ذلك قائما في أنواع الطيور والبهائم‪ ،‬قال تعالى‪( :‬قَا َ‬ ‫شيْءٍ خَلْقَ ُه ثُمّ َهدَى(‪ .1) )50‬وأعت قد أن هذا ال مر ل يختلف ف يه العقلء‪ ،‬وأ نه‬ ‫َ‬ ‫الصل في فطر الشياء‪ ،‬وان الخروج عن هذا الصل عند النسان – أي عدم‬ ‫التوصل إلى الم صلحة المرجوّة من هذا الفعل أو ذاك القول (الت صرف) – يعود‬ ‫سببه إلى ضعف نسبي في معرفة ما سينتج عن هذا القول أو ذاك الفعل‪ ،‬ويرجع‬ ‫ذلك الضعف إلى عدة أسباب‪:‬‬ ‫‪-1‬ضعف العقل أو غيابه بالكلية‪.‬‬ ‫‪-2‬الجهل‪ :‬وهو على أنواع‪:‬‬ ‫* جهل في حقائق الشريعة وأحكامها ذات العلقة بالقضية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ -‬طه ‪. 50‬‬

‫* جهل في واقع القضية‪.‬‬ ‫* جهل يجمع ما بين الجهلين السابقين وهو الكثر إفسادا ًفي مصالح العباد‪.‬‬ ‫‪ -3‬القصد الفاسد مع توفر العلم‪:‬‬ ‫* وقد يكون سببه هوىً متبعا أو إكراها أو عمالةً لعد ّو أو بسبب حالة ذهول‬ ‫لم يعتبر خللها بمن سبق أو اختراق جاسوسي‪.‬‬ ‫‪ -4‬التأويل الفاسد‪ ،‬كتأويلت الخوارج والمرجئة والرافضة‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫يقصد بـ" المنابر العلمية "‬ ‫كل وسائل التصال بالجماهير المسموعة والمرئية والمكتوبة سوا ًء كانت‬ ‫وسائل إعلمية إسلمية أم غير إسلمية‪ ،‬وسوف نركز على مناقشة المنابر‬ ‫العلمية السلمية ومعاداتها لمريكا أكثر من غيرها لنها‪-:‬‬ ‫‪ -1‬تخاطب مجتمعا إسلميا يثق بمقولتها وأفعالها‪.‬‬ ‫‪ -2‬تنطلق بدعوتها بإخلص‪.‬‬ ‫‪ -3‬مجاهدة بدعوتها إلى درجة استخدام السلح لتحقيق أهدافها‪.‬‬ ‫‪ -4‬تع صم دماء الم سلمين وأموال هم إن هي أح سنت‪ ،‬وتش تت شمل هم وتفرق‬ ‫جمعهم وتوهن قوتهم إن هي أخطأت‪.‬‬ ‫عدَلَت‪،‬‬ ‫‪ -5‬تحبيب غيير المسيلمين وتقربهيم مين السيلم إن هيي أصيابت و َ‬ ‫وتنفرهم وتبعدهم عن السلم إن هي أخطأت وظلمت‪.‬‬ ‫‪ -6‬بصوابها تكون سببا في صلح الدنيا والخرة‪ ،‬وبفساد أعمالها تكون سببا‬ ‫في فساد الدنيا والخرة ‪ -‬كما هو حاصل الن إل ما رحم ال تعالى‪.-‬‬

‫‪10‬‬

‫يقصد بـ "تجاهل الخطر الشتراكي"‬ ‫قال الكثيرون بزوال الخطر الشتراكي أو تجاهلوه بحجة انتهاء الشيوعية‬ ‫محليا ودوليا وعالميا بعد تبني سياسة إعادة البناء ( البيروسترويكا ) في التحاد‬ ‫السوفيتي السابق‪ ،‬والفصل الول من هذه الرسالة‪ ،‬يلقي الضوء على حقيقة ما‬ ‫يجري الن في روسيا التحادية‪ ،‬فليراجع للهمية الكبرى‪.‬‬ ‫ونذكّر كذلك بان الكلمات التالية‪ ( :‬ماركسية‪ ،‬شيوعية‪ ،‬اشتراكية‪ ،‬بعثية‪،‬‬ ‫ناصرية‪ ،‬وغالبا قومية عربية‪ ،‬تحريرية ‪ ،) ...‬ويجمعها كلمة ( يسارية )‪ ،‬تدل‬ ‫جميعا على حقيقة واحدة في مراحل مختلفة وحسب ما يستوجبه الظرف في‬ ‫مسيرة الماركسية‪.‬‬ ‫ويعرف اليسار بيأنه " تعبير مطاط لنه يتغير بتغير المرحلة التاريخية‪،‬‬ ‫وتغير أهدافه تبعا لكل مرحلة‪ ،‬فمن الممكن القول بأن اليسار هو المعارضة‬ ‫لتغيير الوضع القائم "‪.2‬‬ ‫ويقول الدكتور وليد عبد الناصر‪ " :‬فاليسار من وجهة نظرنا ليس هو‬ ‫الماركسية اللينينية‪ ،‬واختزاله فيها يضيق من افقه ونطاقه "‪.3‬‬ ‫وبعد أن عدد السماء المختلفة للشتراكية‪ ،‬قال الشيخ عبد العزيز البدري ‪:4‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫ الموسوعة الشتراكية لمجلة الهلل‪ ،‬حرف الياء‪.‬‬‫ اليسار والعولمة‪ ،‬ص ‪.5‬‬‫ و هو مقرب من جما عة الخوان الم سلمين‪ ،‬مات ت حت التعذ يب على يد نظام‬‫البعث العربي الشتراكي العراقي‪ ،‬كما‬ ‫في كتابه‬

‫ذكره حردان التكريتي‪ ،‬وزير الدفاع العراقي السايق‬

‫(مذكرات سياسي عراقي‪ ،‬كنا عصابة من اللصوص والقتلة خلف مليشيات صدام للعدام‪،‬‬

‫ص ‪ ،81‬ط‪ /‬الزهراء للعلم العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عام ‪1411‬هـ‪1990 -‬م)‪.!!!.‬‬ ‫‪11‬‬

‫" وهذه كلها في الحقيقة واحدة من حيث السس والقواعد‪ ،‬وإن اختلفوا في‬ ‫الجزئيات وتباينوا في طرق التنفيذ وفي تعدد أوصاف أسمائها "‪. 5‬‬ ‫أ ما المع نى الدق يق للشيوع ية أو المارك سية ( الي سار ) ف هو‪ ":‬الت طبيق العملي‬ ‫لسطورة الشعب المختار"‪ .‬أي أنها السبيل المثل لتحقيق العقيدة اليهودية (اليهود‬ ‫شعيب ال المختار‪ ،‬الرض ملك لهيم‪ ،‬البشير جميعيا عبييد وسيخرة لخدمتهيم)‪.‬‬ ‫والدلة على هذا أك ثر م ما يت صور الب عض‪ ،‬و قد كً تب في ها العد يد من الك تب‬ ‫والرسائل والبحاث‪ ،‬ومنها كتب اعترف فيها رؤساء سابقين لحكومات إسرائيلية‬ ‫بهذه الحقيقة‪ ،‬ليس هذا موضعه‪.‬‬ ‫يقصد بـ "ظاهرة معاداة أمريكا"‬ ‫من المعلوم أن معاداة أمريكا خرجت عن بعض الصيحات هنا أوهناك إلى‬ ‫أن ترددت أصداء أصواتها في كل مكان و زمان‪ ،‬والحكم هنا على الغالب‪ .‬ومن‬ ‫الجدير بالذكر أن ظاهرة معاداة أمريكا قد تضاعفت أضعافا كثيرة بعد أن أطلّت‬ ‫سياسة إعادة البناء (البيروسترويكا) الشيوعية اليهودية برأسها على العالم‪،‬‬ ‫فأصابت منه ما أصابت لتحقيق غاياتها وأهدافها المستقبلية للسيطرة على العالم‬ ‫كله متى حان الوقت‪ ،‬تحقيقا لعقائد الصهيونية اليهودية في توراتها "الرض ملك‬ ‫لهم وهم شعب ال المختار والبشر حيوانات وبهائم خلقوا لجل خدمتهم"‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬ولهمية البدء بمناقشة مقولة ( ماتت أو انتهت الشيوعية) ومدى بعدها‬ ‫أو قربها من الواقع‪ ،‬فقد خصصت الفصل الول من هذه الرسالة‪ ،‬لبيان حقيقة‬ ‫خصّصتُ‬ ‫تلك المقولة‪ ،‬في حين تناول الفصل الثاني جوهر البحث‪ ،‬وأخيرا َ‬ ‫الفصل الثالث للنتائج والتوصيات‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪12‬‬

‫‪ -‬حكم السلم في الشتراكية‪ ،‬ط (‪ ،)5‬ص ‪.67‬‬

‫الفصل الول‪ :‬هل ماتت الشيوعية؟؟‬ ‫منيذ اليام الولى لطرح شعار موت الشيوعيية أو انتهائهيا‪ ,‬والبعيض يحذر‬ ‫الناس من ازدياد خطرها وتماديه‪ ،‬على الرغم من عدم ظهور أية أدلة حسية بعدُ‬ ‫تيبرهن على صيحة المير‪ ،‬ولكين كان تحذيرهيم معتمدا على دراسية الماركسيية‬ ‫اللينين ية وفل سفتها‪ .‬وهذا ما ي جب أن يفعله من أراد الحقي قة‪ ،‬والناس في معر فة‬ ‫الحقيقة وفهم الواقع ثلثة أصناف‪-:‬‬ ‫الول‪ :‬من ير يد معر فة الحقي قة عن طر يق القوال والت صريحات الدعائ ية‬ ‫ف قط‪ .‬وهذا ال صنف مُعر ضٌ للتضل يل‪ ،‬وذلك لمكان ية وقوع الكذب‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫خرِ َومَا هُ مْ ِبمُ ْؤ ِمنِي نَ(‪()8‬البقرة)‪ .‬وقال‬ ‫ن يَقُولُ آ َمنّا بِاللّ هِ َوبِا ْليَوْ مِ الْآ ِ‬ ‫س مَ ْ‬ ‫ن النّا ِ‬ ‫( َومِ ْ‬ ‫حيَا ِة ال ّد ْنيَا َو ُيشْ ِهدُ اللّ هَ عَلَى مَا فِي قَ ْلبِ هِ‬ ‫جبُ كَ قَوُْل ُه فِي ا ْل َ‬ ‫ن ُي ْع ِ‬ ‫س مَ ْ‬ ‫ن النّا ِ‬ ‫تعالى‪َ ( :‬ومِ ْ‬ ‫حرْ ثَ‬ ‫سدَ فِيهَا َو ُيهْلِ كَ ا ْل َ‬ ‫سعَى فِي ا ْلَأرْ ضِ ِليُفْ ِ‬ ‫وَ ُهوَ أََل ّد ا ْلخِ صَامِ(‪)204‬وَِإذَا َتوَلّى َ‬ ‫ب الْ َفسَادَ(‪()205‬البقرة)‪.‬‬ ‫وَال ّنسْلَ وَاللّ ُه لَا ُيحِ ّ‬ ‫الثاني‪ :‬من يريد معرفة الحقيقة عن طريق رؤية الفعال فقط‪ ،‬وهذا الصنف‬ ‫مُعرض للتضليل كذلك‪ ،‬من صورتين‪-:‬‬ ‫‪ -1‬صورة المنافق الذي يشهد الجمعة والجماعات‪ ،‬فلو نظرت إلى ظاهر‬ ‫عمله فقط‪ ،‬خُدعت به‪.‬‬ ‫‪-2‬صييورة المرائي ولو بأفضييل العمال والطاعات‪ ،‬كقراءة القرآن‬ ‫والجهاد والصيدقة‪ ،‬فهذا النوع يخالف ظاهره باطنيه‪ .‬والحدييث الذي‬ ‫رواه م سلم عن أ بي هريرة ر ضي ال ع نه‪ ،‬الذي يخبر نا ف يه ال نبي‬ ‫صلى ال عليه وسلم عن أول ثلثة تسعّر فيهم النار يوم القيامة أدل‬ ‫‪13‬‬

‫دلييل على صيحة ذلك‪ .‬وقول النيبي –صيلى ال علييه وسيلم‪ " -‬إنميا‬ ‫العمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى‪ ،‬فمن كانت هجرته إلى ال‬ ‫ورسوله فهجرته إلى ال ورسوله‪ ،‬ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو‬ ‫امرأة ينكحهيا فهجرتيه إلى ميا هاجير إلييه" رواه البخاري ومسيلم‬ ‫وغيرهما‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬مين يرييد معرفية الحقيقية عين طرييق قراءة الفكار والعقائد‪ ،‬فهذا‬ ‫الصينف ل يضيل ول يزل بإذن ال‪ ،‬ول يلدغ مين جحير واحيد مرتيين‪ .‬وهذا‬ ‫السيلوب هيو الدق والصيوب‪ ،‬ول يسيتطيعه أو يطيقيه كثيير مين الناس‪.‬‬ ‫وأ صحاب هذا ال صنف هم الفقهاء في الوا قع‪ ،‬ينذرون أقوام هم ويأخذون بأيدي هم‬ ‫بعيدا عن مواطن الزلل والخديعة‪ ،‬قال تعالى‪ (:‬وَلَ ْو َردّوهُ إِلَى الرّسُولِ وَإِلَى ُأوْلِي‬ ‫ن يَ سْ َت ْن ِبطُونَ ُه ِم ْنهُ مْ‪( )..‬النساء ‪ .)83‬ونحن في أم سّ الحاجة‬ ‫ا ْلَأمْ ِر ِم ْنهُ مْ َلعَِلمَ ُه اّلذِي َ‬ ‫إلى هذا الصنف من الناس وتكثيره‪ ،‬في زمن السنوات الخدّاعات التي أخبر عنها‬ ‫النبي –صلى ال عليه وسلم‪ " -‬ثم يأتي على الناس سنوات خداعات يُصدّقُ فيها‬ ‫ب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويُخوّن فيها المين وينطق فيها‬ ‫الكاذب ويُكذّ ُ‬ ‫الرويب ضة ق يل و ما الرويب ضة‪ ،‬قال‪ :‬الر جل التا فه يتكلم في أ مر العا مة "‪ .6‬كي‬ ‫يقوم أولئك بت صحيح ال صورة‪ ،‬وإحقاق ال حق‪ ،‬وت صويب الوضاع‪ ،‬فك يف الحال‬ ‫بأمة ترى الصادق كاذبا والكاذب صادقا ؟ وكيف بأمة ترى المين خائنا والخائن‬ ‫أمينا ً؟‬ ‫لذا‪ ،‬فالحكم على الشيوعية وجودا أو عدما إنما يكون بقراءة مبادئها وفلسفتها‬ ‫ولييس بالعواطيف والحكام المبنيية على التصيريحات والقوال فهيي مين أشنيع‬ ‫الفرق الباطنية‪ ،‬فمن مبادئها‪:‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪14‬‬

‫‪ -‬صحيح ابن ماجه ‪،‬رقم ‪ 4036‬عن أبي هريرة ‪.‬‬

‫‪ -1‬مبدأ الكذب‪ ،‬ح سب القاعدة الشيوع ية "اكذب ثم اكذب ثم اكذب و سوف‬ ‫تصدق الكذبة"‪.‬‬ ‫" أي ها الرف يق من تفل يس‪ ،‬اكذب ول كن ل تتجاوز ال حد "‪ .7‬و قد ذ كر طارق‬ ‫حجي‪ ،‬أن الشيوعية تقوم من ألفها إلى يائها على الكذب‪.8‬‬ ‫فمثلً‪ ،‬فإن الفل سفة المارك سية قائ مة على الماد ية الجدل ية التي تن كر وجود ال‬ ‫تعالى‪ .‬فهل بعد هذا الكذب كذب ؟‬ ‫وبالنسيبة لشعار الوطنيية المطروح يقول ماركيس وإنجلز‪ " :‬بالرغيم مين أن‬ ‫نضال البروليتاريا ضد البرجوازية ليس في أساسه نضالً وطنيا‪ ،‬فهو مع ذلك‬ ‫يتخذ هذا الشكل في بادئ المر "‬

‫‪9‬‬

‫أ ما عن ج نة لين ين وإتراف حياة الشغّيلة وإغنائ ها وترفيه ها ك ما ذ كر البيان‬ ‫الشيوعي لماركس وإنجلز‪ ،‬في ص (‪ ،) 60‬فقد كذّبه الواقع بالمجاعات والموت‬ ‫من الجوع بالمليين منذ استلم الشيوعية الحكم‪.‬‬ ‫وبالنسبة لوعد الشيوعية العمال بالديموقراطية كما ذكره البيان في ص (‪،)66‬‬ ‫" إن الخطوة الولى في ثورة العمال هي‪ ،‬كما رأينا‪ ،‬تحول البروليتاريا إلى طبقة‬ ‫سيائدة‪ ،‬والظفير بالديموقراطيية"‪ ،‬فقيد كذب واقعهيم هذا الدجيل والخيال‪ .‬ويقول‬ ‫النج يل البلش في (أي الشيو عي)‪ " :‬لذلك يتح تم علي نا أل نتردد لح ظة واحدة في‬ ‫‪7‬‬

‫‪ -‬لينين‪ ،‬مختارات ‪.1/131‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ -‬أفكارماركسبة في الميزان‪ ،‬الصفحات من ألفها إلى يائها‪ .‬وهو ماركسي سابق‪ ،‬قرأ‬

‫خمسة آلف كتاب في الماركسية‪ ،‬واعتبر عقاد الماركسية في الوطن العربي‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫ البيان الشيوعي‪ ،‬ص ‪ ، 55‬طبعة موسكو ‪.‬‬‫‪15‬‬

‫أعمال الرشوة والخديعة والخيانة إذا كانت تخدمنا في تحقيق غايتنا "‪ ،‬ويقول‪" :‬‬ ‫يجيب أن يكون شعارنيا كيل وسيائل العنيف والخديعية"‪ .‬ويقول‪ " :‬والغايية تيبرر‬ ‫الوسيلة"‪.10‬‬ ‫ين بروتوكولت‬ ‫يي مي‬ ‫يتدلل الضافي‬ ‫ورب معترض يعترض على هذا السي‬ ‫حكماء صهيون‪ .‬وجوابه‪:‬‬ ‫أن ما في البروتوكولت يعبّر تماما عن أساليب الشيوعي ين لتحقيق أهداف هم‪.‬‬ ‫قال محميد خليفية التونسيي‪ " :‬وكذلك تنبيه بعيض الكتاب الذيين قارنوا بيين تلك‬ ‫الفظائع البلشفيية والبروتوكولت الصيهيونية فسيموا البروتوكولت ( النجييل‬ ‫البلشفيي) لميا لحظوا بينهميا مين توافيق عجييب‪ .‬كميا لحيظ كاتيب إنجليزي‬ ‫مناورات اليهود للتشكيك في نسبة الكتاب إليهم‪ ،‬ففند مزاعمهم بحجج كثيرة‪ :‬من‬ ‫بيين ذلك التوافيق العجييب بيين نبوءات البروتوكولت فيي سينة ‪ 1901‬وتلك‬ ‫الويلت التي رمى بها اليهود العالم كفتنة البلشفية اليهودية وغيرها من الفتن‬ ‫في روسيا وسائر البلد الوروبية "‪.11‬‬ ‫ويقول صلح ن صر‪ " :‬ك ما أن الكاذ يب ال كبيرة ( للشيوع ية ) ال تي ي صعب‬ ‫التح قق من ها فعالة للغا ية‪ ،‬ذلك أ نه يم كن تذكر ها بل و عي ب عد إنكار ها بمدى‬ ‫طويل "‬

‫‪12‬‬

‫‪.‬‬

‫ويقول طارق ح جي‪ " :‬والعتقاد الجازم بان المذ هب ( المارك سي ) قد أ سس‬ ‫على زيف كامل وبهتان مطلق وضلل كبير‪ ،‬وان ما بني على ذلك الساس من‬ ‫فكر ونظريات ورؤى واستنباطات وتطبيقات‪ ,‬شانه شان الساس الذي شيد عليه‪,‬‬

‫‪16‬‬

‫‪10‬‬

‫‪ -‬البروتوكول الول‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫‪ -‬مقدمة كتاب الخطر اليهودي‪ ،‬بروتوكولت حكماء صهيون‪،‬ص ‪.35‬‬

‫‪12‬‬

‫‪ -‬الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.313‬‬

‫وشانه شان كل ما بني على باطل‪ ,‬فهو باطل‬

‫‪13‬‬

‫‪.‬‬

‫ويقول الرفييق (رائد) العضيو السيابق فيي الحزب الشيوعيي العراقيي‪،‬‬ ‫والم سؤول عن تنظ يم الكوادرالشيوع ية في منا طق بغداد الخم سة الولى‪ ،‬ب عد‬ ‫تركه للحزب الشيوعي‪" :‬كنت أتولى كتابة بعض الكاذيب في الصحف بصورة‬ ‫عامة بناء على تعليمات الحزب نفسه"‬

‫‪14‬‬

‫فمن ثبت كذبه وجب ترك روايته والتحذير من مقولته‪ ،‬خاصة إذا اتخذ من‬ ‫الكذب و سيلة لتحق يق أهدا فه ك ما هو الحال في المبدأ الشترا كي‪ .‬لذا ف قد ترك‬ ‫علماء الحديث الرواية عن الشيعة الرافضة‪ ،‬في حين قبلوها عن الخوارج‪.‬‬ ‫‪ -2‬مبدأ المرونة واللف والدوران‬ ‫وهو أسلوب ل غنى عنه عند الشيوعيين‪.‬‬ ‫يقول لينين‪ ..." :‬ولكننا تعلمنا أيضا فنّا آخر ل غنى عنه في الثورة‪ :‬فن أن‬ ‫نكون مرنين‪ ،‬أن نعرف كيف نغير تكتيكنا بسرعة‪ ،‬بفجأة‪ ،‬آخذين بالظروف‬ ‫الموضوعية المتغيرة بعين العتبار‪ ،‬مختارين سبيلً جديدا للوصول إلى هدفنا‪،‬‬ ‫إذا تبين أن السبيل القديم‪ ،‬في هذه الفترة من الزمن‪ ،‬غير ملئم‪ ،‬غير‬ ‫صالح"‪ .15‬ويقول‪ " :‬ونحن الذين تعلمنا في هذه السنوات الثلث أو الربع‪ ،‬كيف‬ ‫نقوم بانعطافات فجائية ( حين يقتضي الحال انعطافا فجائيا) "‪.16‬‬ ‫ويقول‪ ":‬والواقع الجديد في الوقت الحاضر بالنسبة لثورتنا هو ضرورة‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪ -‬تجربتي مع الماركسية‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫ مذكرات شيوعي عراقي‪ ،‬ص ‪ ،3‬واسمه الحركي رائد‪.‬‬‫‪15‬‬

‫‪16‬‬

‫ لينين‪ ،‬مختارات‪،‬ج ‪ 4‬ص ‪ 234 -233‬دار التقدم‪ -‬موسكو‪.‬‬‫ لينين‪ ،‬مختارات‪،‬ج ‪ 4‬ص ‪ 234 -233‬دار التقدم‪ -‬موسكو‪.‬‬‫‪17‬‬

‫اللجوء‪ ,‬في قضايا البناء القتصادي الجذرية‪ ,‬إلى طرائق العمل" الصلحية "‬ ‫التدريجية‪ ,‬القائمة على الحتراس واللف والدوران"‪ 17‬ويقول‪ " :‬ما الذي يثبت أن‬ ‫الثورة (الكبرى‪ ،‬المظفرة‪ ،‬العالمية) ل تستطيع ول ينبغي لها أن تلجأ إلّ إلى‬ ‫الطرائق الثورية ؟ إن خطأ هذا الزعم واضح في نفسه "‪.18‬‬ ‫وانطلقا من هذا المبدأ‪ " ,‬نرى أن المؤتمر الثاني والعشرون المنعقد في‬ ‫تشرين أول ‪ 1961‬في الكرملين في موسكو‪ .‬كان قد رسم الصورة الواضحة‬ ‫الولى للبيريسترويكا حسب رؤيتهم في ذلك الوقت‪:‬‬ ‫خذَ قرارا بالتنازل‪ ,‬عند الضرورة‪ ,‬عن النظام الفيدرالي للتحاد‬ ‫فقد ا ّت ِ‬‫السوفيتي والستعاضة عنه بدولة اتحادية واحدة ذات قوميات كثيرة‬ ‫"‪.19‬‬ ‫لذا نرى أن استقلل الجمهوريات السلمية وغيرها عن التحاد السوفيتي‪،‬‬ ‫كان استقلل صوريا ل حقيقة له ‪ ،20‬ويكفي أن يُعرف أن الجيوش الروسية ل‬ ‫زالت مسيطرة على البلد‪ ،21‬وأن حكام تلك الجمهوريات شيوعيون‪ .‬وما معنى‬ ‫إصرار موسكو الظاهر للعيان على عدم إعطاء جمهورية الشيشان استقللها‪،‬‬ ‫رغم مضي أكثر من عشر سنوات على القتال لجله ؟‬ ‫ولكي ل ننخدع يجب أن تحمل التغييرات في الطرق والوسائل التي تنتهجها‬ ‫‪17‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق‪.4/236 ،‬‬

‫‪18‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ‪.239 /4‬‬

‫‪19‬‬

‫‪ -‬قتلوا من المسلمين مئات المليين‪ ،‬ص ‪.104‬‬

‫‪20‬‬ ‫ راجع مجلة قضايا دولبة‪ ،‬عدد ‪ ،328‬السنة السابعة ‪ 27‬ذو القعدة ‪1416‬هـ‪/ 15/‬‬‫‪4/1996‬م‪ ،‬ص ‪ .5 -4‬كما وقد ألغى النواب الروس قرار تفكيك التحاد السوفيتي‪ ،‬بأغلبية ‪،250‬‬ ‫ومعارضة ‪ 98‬صوتا (الرأي الردنية في ‪.)16/3/1996‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪18‬‬

‫‪ -‬سوى لتفيا واستونيا ولتوانيا استرضاءً للغرب‪ ،‬بمساحة ‪ 62‬ألف ميل مربع فقط‪.‬‬

‫الماركسية في مرحلة من مراحل سيرها على مبدأ المرونة واللف والدوران‬ ‫الذي انتهجوه‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫‪ -3‬مبدأ فن التحالفات المرحلية مع المعارضة‬ ‫فقيد أفرد البيان الشيوعيي الصيفحات الثلث الخيرة لتقريير مبدأ التحالف‬ ‫المرحلي ميع مختلف أحزاب المعارضية‪ .‬سيواء كانيت أحزاب اشتراكيية أم‬ ‫ديموقراطية أم راديكالية اشتراكية أم برجوازية راديكالية أم برجوازية ما دامت‬ ‫تنا ضل ضد النظام المل كي و ضد الملك ية القطاع ية‪ .‬ثم قال‪ " :‬والخل صة‪ :‬أن‬ ‫الشيوعييين يؤيدون فيي كيل قطير مين القطار كيل حركية ثوريية ضيد النظام‬ ‫الجتماعيي والسيياسي القائم"‪ .22‬وقال لينيين‪ " :‬يمكين القبول باشتراك أشخاص‬ ‫مفوّضين‪ -‬أي من غير اللينينيين‪ -‬من قبل حزبنا في حكومة ثورية مؤقتة‪ ،‬بغية‬ ‫النضال بل هوادة ضد جميع المحاولت المعادية للثورة"‪.23‬‬ ‫وتحت عنوان تكاتيك ( إقصاء المحافظين عن الحكومة )‬ ‫" ‪ ...‬وبمعنى ما نقول أن البروليتاريا المناضلة والبرجوازية المناضلة‬ ‫تسيران معا وتهاجمان معا الوتوقراطية‪ ،‬من جوانب مختلفة ‪ ...‬وهكذا‪ ،‬فإن من‬ ‫مصلحة البروليتاريا أن ل تتمكن حكومة القيصر من الفصل بين البرجوازية‬ ‫والبروليتاريا "‪.24‬‬ ‫يقول صلح نصر‪ " :‬ولقد قال ستالين‪ :‬إن الذين ل يعتمدون على أنفسهم‪ ،‬هم‬ ‫فقط الذين يخشون الدخول في تحالفات مؤقتة مع الشعوب التي ل يعول عليها ؟‬ ‫ولكن ستالين والزعماء الخرين حذروا الحزب من الستخدام غير السليم‬ ‫للتحالف‪ .‬إذ يجب أن نضع في الذهان أن الحليف المؤقت هو عدو المستقبل‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫‪22‬‬

‫‪ -‬البيان الشيوعي ص ‪.84‬‬

‫‪23‬‬

‫‪ -‬لينين‪ /‬مختارات ‪.79 /1‬‬

‫‪24‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ‪. 129 /1‬‬

‫وكما يقول لييتس‪ " :‬فإن الحزب الذي يدخل في أي علقات أخرى غير النزاع‬ ‫السافر مع مجموعة خارجية ينبغي عليه أن يستخدم هذه المجموعة‪ ،‬وإل فإنها‬ ‫ستستخدمه‪ .‬ذلك أنه يجب أن يكون التحالف مؤقتا فقط لمعاونة المجموعات‬ ‫الخارجية‪ .‬ومن ثم فإن مثل هذه التحالفات بمثابة علقات عابرة‪ ،‬يدخلها‬ ‫الشيوعيون بحذر وانتباه‪ ،‬وتستخدم كخطوات في سبيل القضية الكبرى "‪.25‬‬ ‫وأثناء مرحلة التحالف يقوم الشيوعيون بعدة أمور‪ .‬منها‪:‬‬ ‫ تحريض قوة عدو ما ضد أخرى‪ ،‬فقد اقتبس صلح نصر من لينين قوله‪:‬‬‫" إن الجزء العملي للسياسة الشيوعية هو ‪ ...‬أن تحرض قوة عدو ما ضد‬ ‫أخرى"‪ .‬ويكون الهدف هو تحديد المرحلة للعمل النهائي في المسرحية‪ ،‬أي‬ ‫الستيلء على السلطة"‪.26‬وقد نجحوا نجاحا كبيرا في إقناع كثير من المسلمين‬ ‫بالسخط على النظمة السلمية التي تحارب وتعادي المد الشتراكي‪ ،‬وعلى‬ ‫رأسها السعودية والردن‪ ،‬فضربوا بذلك أعداءهم بأعدائهم‪ ،‬وهذا ما حصل في‬ ‫مصر أيام الملك فاروق‪ ،‬حين ورطت الشيوعية السلميين لسقاط نظامه‪،‬‬ ‫وبعدها ندموا لما ذاقوه من ألوان العذاب والستعباد‪ ،‬كما سيأتي تفصيله‪.‬‬ ‫ "بعث تيارات يسارية داخل الحركات السلمية"‪.27‬‬‫ "مهادنة السلم لتتم الغلبة عليه‪ ،‬والمهادنة لجل حتى نضمن أيضا‬‫السيطرة‪ ،‬ونجتذب الشعوب العربية إلى الشتراكية "‪ .28‬لن الشيوعيين اعتبروا"‬ ‫استمرار الهجوم على الدين يلغي عمليا العملية الشيوعية‪ ،‬ول يكون الهجوم إل‬ ‫‪25‬‬

‫‪26‬‬

‫‪27‬‬

‫ الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.43‬‬‫ الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.44‬‬‫ تجربتي مع الماركسية‪ ،‬لطارق حجي‪،‬ص ‪ ،)199‬وملف اليسار السلمي كبير‪.‬‬‫‪21‬‬

‫مجرد انتحار سياسي"‪ .29‬واعتبروا ذلك خطوة تكتيكية " ضرورية لحفظ نظامهم‬ ‫من النهيار"‪.30‬‬ ‫هذه بعض المبادئ والصول في الفلسفة الماركسية‪ ،‬فهل بقيت هذه التعاليم‬ ‫والسياسات حبرا على ورق أم طبقت واقعا؟ ‪ ....‬لننظر‪:‬‬ ‫بعض الصور العملية للمهادنة والختراق حديثا‪-:‬‬ ‫‪-1‬تظاهر مصطفى كمال أتاتورك اليهودي بالسلم‪ ،‬حتى تمكن من‬ ‫القضاء على الدولة العثمانية‪ ،‬وسلخ تركيا علنية عن السلم‪.31‬‬ ‫‪-2‬التحالف القديم بين السلميين والشتراكيين بقيادة لينين في روسيا‬ ‫النصرانية قبل الثورة البلشفية الشيوعية‪ ،‬وبعد نجاح الثورة تم الهجوم‬ ‫على الجمهوريات السلمية المستقلة‪ ،‬كما ذكره طارق حجي في‬ ‫كتابه (أفكار ماركسية في الميزان‪ ،‬ص ‪ ،65‬دار المعارف‪.‬‬ ‫‪ -3‬قيام الرئيس عبد الناصر الشتراكي بالنضمام إلى الخوان‬ ‫المسلمين حتى تمكن من استلم السلطة ليقضي على الحركة‬ ‫السلمية‪.‬‬ ‫يقول حسين محمد حمودة أحد الضباط الحرار في جماعة الخوان المسلمين‬ ‫بهذا الشأن‪ " :‬كانت الخلية الرئيسية في تنظيم الخوان المسلمين داخل القوات‬ ‫المسلحة مكونة من سبعة ضباط هم‪ :‬عبد المنعم عبد الرءوف وجمال عبد‬ ‫‪ -‬الشيوع ية والديان‪ ،‬طارق ح جي‪ ،‬ص ‪ ،49‬نقل عن أخ طر وثي قة شيوع ية لمحار بة‬

‫‪28‬‬

‫الدين"‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪ -‬الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.318‬‬

‫‪30‬‬

‫‪ -‬الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.317‬‬

‫‪31‬‬

‫‪22‬‬

‫‪ -‬الفعى اليهودية في معاقل السلم عبد ال التل‪ ،‬ص ‪.90 ،85 ،75‬‬

‫الناصر وكمال الدين حسن وسعد توفيق وخالد محي الدين وحسين حمودة‬ ‫وصلح خليفة "‪.‬‬ ‫وقال‪ " :‬التقينا نحن السبعة وحضر اجتماعنا الصاغ محمود لبيب وكيل‬ ‫جماعة الخوان المسلمين‪ ،‬وتكررت اجتماعاتنا مرة كل أسبوع في منزل عبد‬ ‫المنعم عبد الرءوف بالسيدة زينب‪ ،‬وفي منزل جمال عبد الناصر‪ ...‬وتكررت‬ ‫اجتماعاتنا السبوعية ولم تنقطع أبدا طيلة الفترة (‪ )1948 -1944‬أربع‬ ‫سنوات وأربعة اشهر" ‪.32‬‬ ‫علما أن عبد الناصر كان عضوا في خلية شيوعية قبل الثورة اسمها الحركة‬ ‫الديموقراطية للتحرر الوطني( حدتو)‬

‫‪33‬‬

‫‪.‬‬

‫‪-4‬تظاهر ميشيل يوسف عفلق اليهودي بالنصرانية‪ ،‬ثم أعلن عن إسلمه‬ ‫بعد وفاته‪.34‬‬ ‫‪-5‬محاولت اليسار اختراق الجماعات السلمية المعاصرة بعد سياسة‬

‫‪ -32‬أسرار حركة الضباط الحرار ص ‪.33‬‬ ‫‪ -33‬أ سرار حر كة الضباط الحرار ص ‪ ،157‬وف يه قيام ع بد النا صر بن قض التفاق بي نه‬ ‫وبيين الخوان على الحكيم بكتاب ال‪ ،‬وفتكيه بالحركية السيلمية ص ‪ ، 167-161‬وراجيع‬ ‫كتاب فشل حركة يوليو بعدائها للتيار السلمي للدكتور جابر الحاج ص ‪.34‬‬ ‫‪ -34‬نقل خبر إسلمه وسائل العلم في حينه‪ .‬وقد ذكر يهودية أبيه يوسف عفلق‪ ،‬الذي‬ ‫اعتنق البروتستانتية الموقع‬

‫‪www.moqatel.com/mokatel/Data/‬‬ ‫‪Behoth/Siasia2/Hezb_Bath/Mokatel3_1-2.htm‬‬

‫‪23‬‬

‫(البيروسترويكا)‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫‪-1‬دعا تيسير الزبري أمين عام حزب الشعب الديموقراطي( حشد )‬ ‫سابقا‪ ،‬وهو حزب يساري‪ ،‬إلى ضرورة المحافظة على حزب جبهة‬ ‫العمل السلمي وتقوية كل أواصر العلقة بينه وبين القوى السياسية‬ ‫والحزبية والقومية واليسارية ‪ .35‬واعتبر ذلك من متطلبات المرحلة‬ ‫السياسية الجديدة التي تفرض على اليساريين التعامل مع السلميين‬ ‫لصالحهم حيث قال عن الحزب ‪ ":‬عدو عدوي صديقي‪ ،‬أو ما يسمى‬ ‫بلغة السياسيين تسخير الصراع الثانوي لصالح الصراع الرئيسي"‪،‬‬ ‫وضرب أمثلة عديدة على هذه السياسة الحكيمة والواقعية – على حد‬ ‫زعمه‪ " -‬بما يجري الن من تحالف واسع بين السلميين‬ ‫والشتراكيين والليبراليين والديموقراطيين في الجزائر وفي صفوف‬ ‫المعارضة الفلسطينية‪ ،‬وفي مصر بدرجة مقبولة والردن "‪ .36‬قلت‬ ‫أليس هذا تطبيقا حرفيا لقول ستالين ولينين ؟‪ .‬ثم يقال بعد هذا ماتت‬ ‫الشيوعية !!!‬ ‫ب‪ -‬دعا الحزب الناصري الشتراكي( المصري) إلى التحالف مع الخوان‬ ‫المسلمين على لسان القطب الناصري فريد عبد الكريم بصفتهم قوة سياسية ل‬ ‫يمكن إنكارها في مصر‪ ،‬وقال لصحيفة الحياة اللندنية‪ " :‬إن الخوان يقفون الن‬ ‫موقفا مضادا للستعمار المريكي والهيمنة الصهيونية شأنهم في ذلك شأن حركة‬ ‫حماس والجهاد السلمي وحزب ال "‪.‬‬ ‫‪ -35‬الرأي الردنية ‪1995/ 9 /25‬‬ ‫‪ -36‬الرأي الردنية ‪5/10/1995‬‬ ‫‪24‬‬

‫وأكد " أن الخوان المسلمين باتوا قريبين من الناصريين‪ ،‬وعلينا أن نتفاهم‬ ‫معهم وعلى المسئولين في الحزب الناصري أن يسعوا إلى ذلك من أجل إضافة‬ ‫قوة إلى قوتهم " ‪.37‬‬ ‫ح ُكمُونَ)‬ ‫هل يوجد اعترافا أصرح من هذا ؟ قال تعالى‪( :‬مَا َل ُكمْ َك ْيفَ َت ْ‬ ‫(الصافات ‪ ،154‬والقلم ‪.)36‬‬ ‫ج‪ -‬دعا الدكتور عبد ال العكايلة ( النائب) في فرع حزب جبهة العمل في‬ ‫منطقة (الوحدات) في عمان إلى تحالف إسلمي يساري في النتخابات المقبلة‪.38‬‬ ‫د‪ -‬إقامة السلميين لمختلف الندوات والمهرجانات والمسيرات بالشتراك‬ ‫مع القوى اليسارية وأمثلتها كثيرة جدا‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ المهرجان الشعبي الذي أقيم للتضامن مع سوريا تحت شعار " يدا بيد مع‬‫سوريا" بمشاركة أحزاب المعارضة وأخرى وسطية‪ ،‬ومن ضمنهم أمين عام‬ ‫الحزب الشيوعي الردني يعقوب زيادين ‪.39‬‬ ‫ دعت جماعة الخوان المسلمين في الردن جماهير الحشد والرباط‬‫للمشاركة في المسيرة الشعبية التي تنظمها الحزاب والقوى الوطنية لمؤازرة‬ ‫شعب لبنان الشقيق الذي يتعرض لمجزرة قانا‬

‫‪40‬‬

‫‪.‬‬

‫ أحزاب المعارضة اعتصمت احتجاجا على الغزو التركي لشمال العراق‬‫وفي الصورة نواب الخوان المسلمين واليساري تيسير الحمصي‪.41‬‬ ‫‪ -37‬السبيل‪ ،‬العدد ‪ ،133‬ص ‪.11/6/1996 ،1‬‬ ‫‪ -38‬الرأي الردنية ‪25/3/1997‬‬ ‫‪ -39‬جريدة السبيل‪ ،‬عدد ‪، 10/3/1997-4 ،170‬ص ‪.3‬‬ ‫‪ -40‬الرأي الردنية ‪23/4/1996‬‬ ‫‪ -41‬العرب اليوم عدد ‪18/6/1997 ،33‬‬ ‫‪25‬‬

‫ شارك النائب السلمي السابق ليث شبيلت فعاليات المنتدى الشتراكي‪،‬‬‫والذي نظم ندوة حول الفكر القومي لمشيل عفلق‪ ،‬اعتبر فيه ليث شبيلت رسالة‬ ‫البعث رسالة العرب ورسالة السلم‪ ( ،‬الرأي الردنية ‪.)22/10/2003‬‬ ‫ نعي العناصر الشيوعية( اليسارية) مثل إبراهيم بكر مرشح الجبهة الوطنية‬‫الشيوعية للمجلس اللبناني لعام ‪ .421955‬وهو أحد أعضاء الحزب العربي‬ ‫الردني – الجبهة الوطنية‪ -‬وهو تجمع يساري معارض تبلور على شكل حزب‬ ‫عرف بالحزب الوطني الشتراكي ‪.43‬‬ ‫هي التحالف والتنسيق بين تنظيم القاعدة والمجموعات والحزاب والدول‬ ‫اليساريية‪ ،‬منها منظمييية ( اللوية الحمراء) المتطرفة اليطالية‪ ،44‬وغير‬ ‫المتطرفة مثل ( حزب التحرير) و(حزب ال اللبناني) ضمن جبهة موحدة أعلن‬ ‫عنها في لندن‪ ،45‬ويكفي القول أن الساعد اليمن لسامة بن لدن الدكتور أيمن‬

‫‪ -42‬السبيل عدد ‪ ، 24/2/1997-18 ،168‬ص ‪ ،7‬ص ‪.9‬‬ ‫‪ -43‬خريطة الحزاب السياسية الردنية لعام ‪ ،1992‬مروان العبداللت ص ‪-57‬ص ‪.8‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪ -‬مجلة المجلة ‪ ،‬عدد ‪ ،27/3/2004 -21 ،1258‬وفيها ملف خاص عن الموضوع‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫‪ -‬وضميت الجبهية‪ ،‬حركية المهاجريين مين حزب التحريـر السـلمي وزعيمهيا عمير‬

‫البكري من ظم مؤت مر النه ضة في ش هر أيلول ‪ ،1996‬في لندن‪ ،‬وجما عة ع مر ع بد الرح من‬

‫والشيخ محمد حسين فضل ال الزعيم الروحي لحزب ال اللبناني‪ ،‬والشيخ السوري عبد ال‬ ‫أبو الفاروق‪( ،‬راجع مجلة الوسط في حوار مع البكري في العدد ‪ 241‬بتاريخ ‪.)9/9/1996‬‬ ‫‪26‬‬

‫الظواهري‪ ،‬تحريري في الفكر السياسي‪ .‬ومن الدول إيران‪ ،46‬وسوريا‪ ،47‬ونظام‬ ‫البعث العربي الشتراكي في العراق‪ .48‬وقد كشف حزب البعث العربي‬ ‫الشتراكي الردني في نشرته الداخلية الخاصة بجناح العراق رقم (‪ )23‬لعام‬ ‫‪ ،2005‬تحت عنوان (عزة الدوري يقود غرفة العمليات المشتركة للمقاومة‬ ‫‪46‬‬

‫‪ -‬وملف المطالبات بتسليمها عناصر قيادية في تنظيم القاعدة للسعودية وأمريكا ل زال‬

‫قائ ما‪ .‬و قد أ كد وز ير ال ستخبارات اليرا ني مؤخرا على تفك يك كا فة المجموعات اليران ية‬ ‫العضاء في تنظيم القاعدة" التلفزيون الردني ‪. 17/7/2004‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪ -‬ح يث ي تم تدر يب الملب ين لنداء أ سامة بن لدن بالنضمام إلى صفوف النظام البع ثي‬

‫العراقي للقتال ضد أمريكا‪ ،‬وتأمينهم إلى الجبهة‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪ -‬نداء أ سامة بن لدن للمجاهد ين العرب بالنضمام إلى صفوف النظام البع ثي العر بي‬

‫الشترا كي العرا قي‪ ،‬وفعل ا ستقبلهم البعثيون ووزعو هم على الجب هة‪ ،‬و سمعنا ق صصا مثيرة‬ ‫ممن عادوا منهم أحياء‪ .‬وقد نشرت جريدة الحدث الردنية في عددها ‪ 343‬في ‪،19/8/2002‬‬ ‫تقريرا بينت فيه دعم صدام حسين لجند السلم التي تربطها علقات بتنظيم القاعدة‪ ،‬وأن أبا‬ ‫وائل أ حد قادة جند ال سلم كان حل قة الو صل بين القاعدة والنظام العرا قي‪ ،‬وقول أ حد ضباط‬ ‫المخابرات العراقيية قاسيم حسيين محميد ان ايمين الظواهري‪ ،‬زار صيدام حسيين وكبار‬ ‫المسؤولين العراقيين في التسعينات‪ ،‬ولقاء تم بين محمد عطا المتهم بتزعم مجموعة خاطفي‬ ‫طائرات ‪ ،11/9/2001‬وعمييل المخابرات العراقيية فيي جمهوريية التشييك ميا بيين عاميي‬ ‫‪ ،2001 -2000‬وغيره‪ .‬ونشرت مجلة الوطين العربيي فيي عددهيا ‪ 1331‬فيي ‪،6/9/2002‬‬ ‫قصة المليار دولر التي أعدها النظام البعثي العراقي لدعم التنظيمات الصولية المجاهدة ضد‬ ‫أمري كا ومن ها تنظ يم القاعدة‪ .‬هذا و قد ل فت نظري م نذ فترة وجيزة‪ ،‬التشا به في ال سماء ب ين‬ ‫قواعيد المنظمات الفدائيية الفلسيطينية( قاعدة فتيح‪ ،‬قاعدة الجبهية الشعبيية‪ ،‬قاعدة الجبهية‬ ‫الديموقراطية) وتنظيم القاعدة‪ .‬حتى تبين لي فيما بعد أن ( القاعدة) كان اسما لجريدة الحزب‬ ‫الشيو عي العرا قي في الربعينات والخم سينات‪ ،‬ح سب ما ورد في كتاب مو جز أضواء على‬ ‫الحركة الشيوعية في العراق‪ ،‬ص ‪ ،65-63‬وهذا الخبر الطريف للستئناس فقط‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫العراقية)‪ ،‬كشف عن تحالف اليساريين والسلميين‪ ،‬حيث قال‪ " :‬وتشير‬ ‫المعلومات أيضا‪ ،‬أن تحالفا واسعا من تنظيمات إسلمية وقومية ويسارية تم‬ ‫العلن عن ولدته بقيادة المجاهد عزة الدوري‪ ،‬الذي أمر مختلف فصائل البعث‬ ‫في كل أرض العراق‪ ،‬لتقديم الدعم المادي والعسكري والتدريبي والستخباري‬ ‫لمن يطلبها من منتسبي الفصائل الخرى المنتمية للمقاومة"‪.‬‬ ‫هذه أهم المبادئ التي برهنت على النوايا الحقيقية للشعارات والتكتيكات‬ ‫الشيوعية في ظل سياسة البيروسترويكا‪ ،‬حيث من خللها أكدنا على أن المرحلة‬ ‫الجديدة من مراحل الشيوعية إنما كانت امتدادا لسلسلة من المراجعات‬ ‫والصلحات التي قامت بها الحركة الثورية الماركسية في وقت مبكر من عمر‬ ‫الثورة‪ ،‬وليس المر بدعة‪ .‬ولو راجع المراقبون التاريخ الشيوعي منذ عام‬ ‫‪1917‬م‪ ،‬واستحضروا مبدأ الكذب ومبدأ المرونة اللينينية ومبدأ فن التحالفات‪،‬‬ ‫لما انطلت على كثير منهم الشعارات الخداعة في زمن السنوات الخداعات‪.‬‬ ‫جهُ المسلم السني سياسة التقريب والنفتاح من الشيعة المامية‬ ‫ولمَ يوا ِ‬ ‫بالرتياب والشك‪ ،‬ول يواجه سياسة النفتاح الشيوعية بمثل ذلك‪ ،‬وكلهما من‬ ‫الفرق اليهودية الباطنية القائمة في أصولـها على التقية والكذب ؟‬ ‫وهذه أهم المراحل والتطورات الواقعية في الفكر الماركسي اللينيني‪:‬‬ ‫‪ -1‬الفترة الواقعة ما بين عامي ‪ 1921-1917‬م‬ ‫" اصيطلح المؤرخون المحدثون على تسيميتها بفترة (حرب الشيوعيية)‪ .‬فترة‬ ‫فرض تطبيق مبادئ ماركس ولينين المتطرفة والمتشددة بالقوة‪ ،‬ولكن لم تستطع‬ ‫أن تمضي بذلك طويل‪ ،‬للمقاومة التي أبداها الشعب‪ ،‬فاضطر لينين إلى التراجع‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪ -2‬فترة التراجع الواقعة ما بين عامي ‪ 1929-1921‬م‬ ‫ية‬ ‫يع ينطوي على خطي‬ ‫يه قائل‪ " :‬إن هذا التراجي‬ ‫ين تراجعي‬ ‫يث أعلن لينيي‬ ‫حيي‬ ‫موضوعية‪ .‬فإن العودة إلى النظام البرجوازي أمـر تمليـه الضرورة القتصـادية‬ ‫في بعض الحيان " ولكن كانت العودة إلى النظام البرجوازي مقننة وضيقة جدا‪،‬‬ ‫ف سمح بالتجارة الحرة والنتاج الفردي والملك ية الفرد ية‪ ،‬فظ هر نوع من الرخاء‬ ‫النسبي وارتفع مستوى المعيشة بعض الشيء‪ ،‬وعلى الرغم من هذه التراجعات‬ ‫في إعادة البناء إل أن أمرا مه ما لم يتغ ير‪ ،‬إ نه و سيلة الح كم‪ ،‬اعتقالت‪ ،‬أحكام‬ ‫دكتاتور ية‪ ،‬ولم ي كن تراجع هم سوى خ طة لينين ية ( خطوتان إلى المام وخطوة‬ ‫إلى الخلف)‪.‬‬ ‫‪ -3‬الفترة الواقعة ما بين عامي ‪ 1956-1929‬م‬ ‫و هي فترة ح كم ستالين‪ ،‬ح يث أعاد فرض (المزارع الجماع ية) على الش عب‬ ‫بالحديد والنار مرة أخرى‪ ،‬وانتشر الموت جوعا حتى سميت الفترة ما بين عامي‬ ‫‪ 1933-1929‬بفترة (المجاعية المنظمية) وأبيدت كيل أنواع المقاومية الشعبيية‬ ‫يكي‬ ‫ين أتباع تروتسي‬ ‫يى طالت الشيوعييي‬ ‫يك والعدامات والعتقالت‪ ،‬حتي‬ ‫بالفتي‬ ‫المعارض ين ل سياسته‪ .‬فكا نت فترة حك مه قا سية وتجددت في ها النتقادات اللذ عة‬ ‫للحكيم الشيوعيي‪ .‬وعفيى الزمين على السيياسات القديمية‪ ،‬فحان موعيد التطويير‬ ‫والتخفيف مرة أخرى‪ .‬بل حان موعد الدجل من جديد‪.49‬‬

‫‪49‬‬

‫‪ -‬الفترات الولى إلى الثال ثة أخذت مادت ها عن كتاب الشيوع ية وال ستعمار‪ ،‬بقلم ما هر‬

‫نسيم‪ ،‬بتصرف‪ -‬ص ‪.30-26‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪ -4‬الفترة الواقعة ما بين عامي ‪1964 -1956‬‬ ‫و هي فترة ح كم خروتشوف‪ ،‬وتع تبر الفترة ال تي ل عب في ها خروتشوف‬ ‫الدور الرئي سي مرحلة حاسمة في تاريخ التحاد السوفيتي‪ ،‬والمع سكر الشيو عي‬ ‫بوجه خاص‪ ،‬ومن أبرز سمات حكمه‪:‬‬ ‫التقدم في مجال الفضاء‪ ،‬والصواريخ عابرة القارات‪.‬‬‫تصفية الستالينية وظهور اتجاه ليبرالي في البلد لول مرة‪.‬‬‫التوسع في إنتاج السلع الستهلكية‪.‬‬‫إعلن سياسة التعايش السلمي مع الغرب‪.‬‬‫التو سع باطراد في د عم الحركات الثور ية الشتراك ية في العالم‬‫باسم تقديم المساعدات القتصادية للدول النامية‪.50‬‬ ‫يقول صيلح نصير عين إعلن سيياسة التعاييش السيلمي ميع الغرب " إن ميا‬ ‫يلفت النظر تلك التوليفة التي أخرجها خروشوف تحت عنوان ( التعايش السلمي)‬ ‫كأ ساس للتعا يش ب ين النظ مة المتباي نة الن ظم الجتماع ية‪ ،‬ف هي ش كل من خداع‬ ‫الطب قة ب ين الشيوع ية والرأ سمالية‪ .‬ذلك أن التعا يش ال سلمي ل يع ني م صالحة‬ ‫ب ين اليديولوجيت ين الشيوع ية والبرجواز ية‪ .‬إن ما على الع كس يع مد إلى تكث يف‬ ‫حدة صراع الطب قة العاملة‪ ،‬و صراع جم يع الحزاب الشيوع ية لن صرة الفكار‬ ‫الشيوعية "‪. 51‬‬ ‫ويقول سياسي عر بي شيو عي لم يذ كر ا سمه‪ " :‬و قد بدأت مرحلة جديدة في‬ ‫سياسة السوفيت الخارجية منذ انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي السوفيتي العشرين‪،‬‬

‫‪30‬‬

‫‪50‬‬

‫‪ -‬موسوعة الهلل الشتراكية ص ‪.204‬‬

‫‪51‬‬

‫‪ -‬الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.156‬‬

‫في شهر شباط عام ‪ .1956‬ولقد كان من نتيجة ذلك المؤتمر البدء باتباع سياسة‬ ‫خارجيية أكثير ليونية‪ ،‬وفقيا للمبدأ اللينينيي القائم على أسياس ميا يسيمى بسيياسة‬ ‫التعا يش ال سلمي‪ ،‬ب يد أن تلك ال سياسة ل تع ني في الوا قع أي تغي ير في الفكرة‬ ‫ال ساسية القائ مة على ال صراع الطب قي أو إشعال نيران الحروب والثورات في‬ ‫البلدان الخرى‪ .‬إن تلك السـياسة تعنـي مجرد ضرورة المحافظـة‪ ،‬مؤقتـا‪ ،‬على‬ ‫ال سلم ب ين الكتلت ين القائمت ين في العالم‪ ،‬إلى أن يح ين الو قت المنا سب الذي‬ ‫تشعر فيه الكتلة السوفيتية بتفوقها أول‪ ،‬وبحتمية انتصارها ثانيا‪ ،‬فتشن هي‪،‬‬ ‫بدون أي سـابق إنذار‪ ،‬حربـا ل هوادة فيهـا لكتسـاح العالم اجمـع وضمـه إلى‬ ‫حظيرتها "‪ . 52‬وللعبرة فان هذا السياسي الشيوعي التائب‪ ،‬لم تنطل عليه دجليات‬ ‫الشتراكيين ومناوراتهم‪ ،‬فقدم لمته هذا التحذير‪.‬‬ ‫‪ -5‬الفترة الواقعيية مييا بييين عامييي ‪ -1988‬الن‪ ،‬مرحلة إعادة البناء‬ ‫(البيروسترويكا)‪.‬‬ ‫"البيروسترويكا" كلمة روسية تعني إعادة البناء‪ ,‬أو إعادة النظر في العقائد‪.53‬‬ ‫و هي أخ طر المرا حل إلى الن‪ ،‬وذلك لضا فة ب عض التنازلت الظاهر ية لول‬ ‫مرة في تاريخ الشيوعية‪ .‬ومنها‪:‬‬ ‫إبعاد الحزب الشيوعيي عين سيدة الحكيم‪ ،‬وجعله فيي صيفوف‬‫المعارضة‪ ،‬علما أن أعضاء الحزب الحاكم الجديد هم ماركسيوا‬ ‫التوجيه لينينيوا التكتييك‪ ،‬وقيد ذكير ذلك جورباتشوف فيي كتابيه‬ ‫البيروسترويكا عشرات المرات‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪ -‬الشيوعيية كميا عرفتهيا‪ ،‬ص ‪ ، 8 -7‬ونشير فيي مجلة حول العالم العدد ‪ ،329‬فيي‬

‫‪.19/2/1959‬‬ ‫‪53‬‬

‫ عن كتاب البيروسترويكا‪ ،‬لجورباتشوف‪ ،‬ص ‪.7‬‬‫‪31‬‬

‫النف صال ال صوري لجمهوريات التحاد ال سوفيتي‪ ،‬سوى لتف يا‬‫وأسيتونيا ولتوانييا اسيترضاء للغرب‪ ،‬علميا أن مسياحة هذه‬ ‫يتان‬ ‫ياحة أوزبكسي‬ ‫ين ثلث مسي‬ ‫يد عي‬ ‫الجمهوريات الثلث ل تزيي‬ ‫السلمية المستعبدة من قبل الشيوعية المحدثة‪.‬‬ ‫تغيير السم‪ ،‬حيث أصبح ( روسيا التحادية )‪ ،‬وتغيير العلم بعلم‬‫روسيا القديم‪ ،‬وهدم سور برلين‪.‬‬ ‫ف قد أقن عت هذه ال سياسة الجديدة الكثير ين م من تأثروا ب سيل الدعا ية الجارف‬ ‫المبشر بموت الشيوعية‪ .‬فنظروا إلى القوال والتصريحات‪ ،‬والى بعض العمال‬ ‫دون بعضها الخر الدال على كذبهم‪ .‬ومن أخطرها استنهاض بعض الجماعات‬ ‫ال سلمية المتأثرة بالطرح ال سياسي التحريري للجهاد ضد الرأ سمالية الم ستهدفة‬ ‫وحلفائها ‪-‬رقم واحد‪ -‬من قبل الشيوعية العالمية‪ .‬لذا ترى تناغما كبيرا وتعاونا‬ ‫بينا ب ين هذه الجماعات والنظ مة الشتراك ية‪ .‬بح يث أ صبح ظاهرا ل كل حر أن‬ ‫نتائج جهادهيم لمصيلحة اليسيار وال صهيونية العالم ية‪ .‬ح ين تركوا اليسيار يف تك‬ ‫بالم سلمين في كل دوله‪ ،‬وتوجهوا ليفتحوا جب هة رأ سمالية ذات بأس شد يد‪ ،‬بدل‬ ‫عين المحافظية على التحالف معهيا ضيد الشيوعيية بلونهيا الجدييد‪ .‬بيل ييا ليتهيم‬ ‫حيّدوهيا فيي الصيراع السيلمي الشيوعيي واكتفوا‪ .‬ل‪ ،‬بيل ذهبوا بأسيلوبهم‬ ‫َ‬ ‫المخالف لهدي ال نبي صلى ال عله و سلم‪ -‬أ سلوب تحي يد العداء و قت الشدة‪-‬‬ ‫إلى إسقاط أفغانستان‪ ،‬وكادت أن تسقط فلسطين والباكستان‪ ،‬وها هي تصر على‬ ‫زوال ال سعودية والردن‪ ،‬ول يس ال مر صدفة أن يوجّ هَ هؤلء الشباب لمحار بة‬ ‫الدول ال تي تعادي الشيوع ية‪ ،‬سواء كا نت إ سلمية أم غ ير إ سلمية‪ .‬بل و صل‬ ‫المر إلى استخدام جهاد شباب السلم لفوز الحكومة الشتراكية التي كانت في‬ ‫المعارضة لحكومة المحافظين في أسبانيا بأسوأ أسلوب‪ ،‬وأبشعه حين استهدفوا‬ ‫‪32‬‬

‫قطارات المدنيين في مدريد‪ ،‬وأصروا على تبنيها مرتين‪.‬‬ ‫ومن أخطر أعمال الشيوعية التي ل تزال قائمة في ظل السياسة الجديدة‪ ،‬هي‬ ‫الحروب الشيوعيية ضيد البلد السيلمية‪ .‬ومنهيا حرب البوسينة والهرسيك‬ ‫و سراييفو و ما خلف ته من جرائم التطه ير العر قي‪ ،‬وحرب الشيشان وحدث عن‬ ‫مآسييها إن شئت‪ ،‬وإسيقاط دولة اندونيسييا أكيبر دولة إسيلمية مين ناحيية عدد‬ ‫ال سكان‪ ،‬ب عد سقوط الرئ يس ع بد الرح من وا حد‪ .‬وحملت البادة في صفوف‬ ‫المسلمين في الصين‪ ،‬وما يجري حاليا في أوزبكستان‪ ،‬وغيره مما ل يسمع عنه‬ ‫الناس بسبب سياسة التعتيم العلمي أو قانون (إماتة الحتمالت الحية)‪.‬‬ ‫إن من الجهل والغباء الدعاء بأن سياسة البيروسترويكا قد أملتها الدارة‬ ‫المريكية على الزعماء الشيوعيين‪ ،‬كما يحلو قول ذلك للبعض‪ ،‬مستدلين بطلب‬ ‫بعض الناشرين المريكيين من زعماء الشيوعية تأليف كتاب يوضح المقصد من‬ ‫سياسة البيروسترويكا‪ ،‬فإن تعاليم الفلسفة الماركسية اللينينية ترد هذا الزعم‪،‬‬ ‫علوة على ذلك فإن جورباتشوف قد ذكر " أن سيرة البيروسترويكا الثورية‬ ‫بدأت بمبادرة من الحزب وقيادته‪ " 54‬ووصف البيروسترويكا " بأنها تبعث‬ ‫التصور اللينيني عن البناء الشتراكي نظريا وعمليا بالكامل‪." 55‬‬ ‫كما وأكد جورباتشوف على ماركسية الوجه الجديد للشتراكية‬

‫‪56‬‬

‫‪ .‬وهاك‬

‫بعضا من نصوصه في كتابه (البيروسترويكا)‪:‬‬ ‫" ستضع سياسة البيروسترويكا كل شيء في مكانه‪ ،‬فإننا نبعث بكل قوتنا مبدأ‬ ‫‪54‬‬

‫‪ -‬البيروسترويكا ص ‪.314‬‬

‫‪55‬‬

‫‪ -‬البيروسترويكا ص ‪.36‬‬

‫‪56‬‬

‫ البيروسترويكا ص ‪.319‬‬‫‪33‬‬

‫الشتراكية( من كل حسب قدراته‪ ،‬ولكل بحسب عمله )" (ص ‪.)31‬‬ ‫وردا على تساؤلت البعض ( أل تعني البيروسترويكا ابتعادا عن الشتراكية‬ ‫أو بدرجة معينة محوا أو إزالة لسسها ؟ )‬ ‫قال وهو يرد على هذه التساؤلت وغيرها من الشاعات الغربية‪ " :‬إن كل‬ ‫التغييرات التي نجريها إنما نجريها بما يتلءم والخيار الشتراكي‪( "..‬ص ‪.) 37‬‬ ‫بل ذهب جوربا تشوف إلى أبعد من ذلك كله‪ ،‬حين اعتبر سياسة‬ ‫البيروسترويكا الجديدة " ستضاعف القدرة القتصادية والعسكرية للتحاد‬ ‫السوفيتي وبالتالي ستزيد من التهديد السوفيتي " ‪ ( .‬ص ‪ .) 146‬وهذا ما‬ ‫أكدناه قبل قراءتنا لهذا الكتاب ولما قاله كل من‪ ،‬صلح نصر‪ ،‬والسياسي‬ ‫العربي عن سياسة (التعايش السلمي) قبل قليل‪.‬‬ ‫كما وأكد‪ :‬أن المبدأ الممي يقتضي " قبل أن نقدم على أي خطوة مهمة‬ ‫وجوهرية في بلدنا‪ -‬أي التحاد السوفيتي سابقا‪ -‬نزن معناها بشكل دقيق‬ ‫بالنسبة للشتراكية ككل "‪( .‬ص ‪.)184‬‬ ‫وقال ‪ " :‬إن النظرية الماركسية قد تنبأت باحتمال العودة أكثر من مرة لبدء‬ ‫المور من جديد في سياق البناء الشتراكي " ( ص ‪ .)313‬وغيرها الكثير‬ ‫الكثير من المواطن التي أكد فيها جوربا تشوف على أن البيروسترويكا ما هي‬ ‫إل وجه جديد للشتراكية‪ .‬والغريب أنه على الرغم مما أوردناه سابقا من مبادئ‬ ‫الفكر الشتراكي‪ ،‬إل أن قدرة العلم المتصهين القوية بالتكرار والزمن استطاع‬ ‫أن يصرف أنظار الناس عن قراءة الفكار والعقائد‪ ،‬ليصغوا إلى الشعارات‬ ‫الممرضة المضللة " ماتت الشيوعية أو انتهت الشيوعية"‪.‬‬ ‫وبهذا خل الجو لها لتفعل بنا وبالنسانية ما تشاء في كل مكان‪ ،‬تحت دخان‬ ‫التضليلت الشتراكية‪ .‬ولو دققوا النظر لوجدوا أن الحروب التي قامت في‬ ‫‪34‬‬

‫العالم منذ إعلن سياسة البيروسترويكا‪ ،‬إنما هي حروب ل زالت قائمة بين‬ ‫الرأسمالية من جهة والدول الشتراكية ومن انضم إليها مؤخرا من جماعات‬ ‫إرهابية جديدة على مختلف عقائدها ومسمياتها من جهة أخرى‪.‬‬ ‫من هنا نقول إن شعار " ماتت الشيوعية" يمارس أسلوبا جديدا من أساليب‬ ‫الدجل الماركسي على العالم أجمع‪ ،‬وعلى منطقتنا العربية بشكل خاص‪ .‬ونذكر‬ ‫هنا أنه في مرحلة سابقة من مراحل الصراع العربي السرائيلي‪ ،‬مُورسَ على‬ ‫العرب سياسة التضليل الشتراكي بنجاح حين زعمت الشتراكية تأييدها للحق‬ ‫الفلسطيني ضد إسرائيل‪ ،‬بل قدمت للثورة الفلسطينية السلح ضد الصهيونية‪،‬‬ ‫وكانت تخفي السر الذي يحرم إفشاؤه وقتئذ‪ ،‬وهو أن اليهودية أوجدت الشيوعية‬ ‫لتسيطر بها على العالم‪ .‬وقد اعترف بهذه الحقيقة مؤخرا شمعون بيريز في كتابه‬ ‫الجديد ( الرحلة الخيالية – فصل العام الماضي في موسكو)‪ .‬فقد أفشى بيريز‬ ‫بهذا السر بعد انتهاء المرحلة السابقة وبدء مرحلة البيروسترويكا‪ .‬إذ ل قيمة‬ ‫لمعرفة الماضي وعلقة الشيوعية باليهودية‪ ،‬فقد ماتت الشيوعية الن عند معظم‬ ‫العامة والخاصة‪ ،‬فما فائدة معرفتهم لهيذه الحقيقة ؟‬ ‫ولكن المرحلة الجديدة تفرض على اليهود كتمان هذا السر الجديد‪ ،‬سر علقة‬ ‫(البيروسترويكا) باليهود‪ ،‬لتحاول مرة أخرى السيطرة بها على العالم كله‪ .‬ولعلنا‬ ‫ندرك ذلك بعد حين‪ ،‬وأخشى أن يكون بعد فوات الوان‪ ،‬كما حصل معنا في‬ ‫الماضي‪ ،‬وتكرر‪.‬‬ ‫ومن الدلة على أن سياسة البيروسترويكا إنما هي تغيير في أسلوب‬ ‫الشتراكية في صراعها ضد الرأسمالية‪ ،‬ما جرى في المؤتمر الحادي والعشرين‬ ‫للشتراكية الدولية الذي عقد في باريس في شهر ‪ ،11/1999‬لمتابعة التحديثات‬

‫‪35‬‬

‫في العقيدة الشتراكية في مواجهة عصر الرأسمالية الجديد‪.57‬‬ ‫وقال د‪ .‬يعقوب زيادين أمين عام الحزب الشيوعي الردني سابقا في مقال له‬ ‫معلقا على "الندحار المؤقت للشيوعية" حسب قوله‪ " :‬يجدر بنا أن نقول إن "رب‬ ‫ضارة نافعة" فانهيار الشتراكية‪-‬الواقعية‪ -‬التي ناضل ويناضل من اجلها‬ ‫المليين في أنحاء العالم تخضع اليوم ولول مرة في التاريخ إلى دراسة‬ ‫وتمحيص وقراءة بشكل جديد في ظل ظروف العصر الراهن‪ .‬وهذه مهمة‬ ‫أساسية أمام جميع المناضلين من أجل الشتراكية‪ .‬إن نظرية الشتراكية العلمية‬ ‫تتضمن في طياتها ضرورة تطويرها وتحديثها بما يتناسب مع الكتشافات‬ ‫العلمية الكبيرة ومع التحولت الجتماعية الكبيرة وهذا جزء من مقوماتها‪ ...‬لن‬ ‫يكون تجاوز الرأسمالية إلغاءً لها بضربة ثورية واحدة‪...‬فلماذا ل نشاهد انتقال‬ ‫طويل من الرأسمالية إلى الشتراكية يتعايش معها تعايشا صداميا أيضا"‪.58‬‬ ‫وقوله " لول مرة في التاريخ " غير صحيح‪ ،‬فهذا البحث يرده‪.‬‬ ‫ومن الدلة كذلك على أن سياسة البيروسترويكا إنما هي خطاب تكتيكي‬ ‫جديد‪ ،‬ما قاله الماركسي سلمة كيلي‪ " :‬والهدف هو تبيان أن الخطاب الذي‬ ‫يطرح هنا هو خطاب جديد فعل‪ ،‬خطاب جاء نتيجة نضج وعقلنة أسهمت‬ ‫التصدعات الشتراكية في تهيئة ظروف مناسبة لطرحه‪ ،‬ولكن الخطاب الجديد‬ ‫هو الخطاب القديم ذاته‪ ،‬فـ (جدل) تستمر في تبني الماركسية الرائجة‪ ،‬تحمل‬ ‫جوهر المشروع الشيوعي العربي القديم‪ ،‬لكن مع فارق الوضوح في تنظيره‬ ‫إلى حد الفضيحة "‪.59‬‬ ‫ومن سمات المرحلة الشتراكية الجديدة عدم التصادم الحادّ مرحليا مع سياسة‬ ‫‪57‬‬

‫‪58‬‬

‫‪36‬‬

‫ الرأي الردنية ‪.7/11/1999‬‬‫‪ -‬جريدة الدستور الردنية ‪.) 13/8/1997‬‬

‫أمريكا‪ ،‬مكتفية بالمشاكسة‪ ،‬لما في ذلك من خطورة على الدول الشتراكية‪،‬‬ ‫فنلحظ أن تطبيق سياسة المهادنة الشيوعية مع الغرب في ظل البيروسترويكا‬ ‫أوضح مما مضى بكثير‪ ،‬بل ذهبت إلى أبعد من ذلك‪ ،‬القيام بعملية اختراق‬ ‫كبرى لم يسبق لها مثيل للرأسمالية‪ ،‬فقد استطاعت أن تنضم بدولها القريبة من‬ ‫العشر إلى التحاد الوروبي‪ ،‬بحجة النفتاح القتصادي على الرأسمالية وسياسة‬ ‫السوق الحر‪ .‬وها هي التحضيرات للقيام بالتمرينات العسكرية البحرية الروسية‬ ‫المريكية البريطانية قائمة‪ .60‬وهذا هو التطبيق العملي لما مر معنا‪ .‬فقد كرر‬ ‫بوتين مرارا القول بمحاربة الرهاب جنبا إلى جنب مع أمريكا‪ ،‬كما وحذر‬ ‫المستشار اللماني شرويدر عضو الحزب الشتراكي الديموقراطي من مغبة‬ ‫النزلق في معاداة كل ما هو أمريكي‪.61‬‬ ‫وطبقت سياسة المهادنة الشيوعية تجاه أمريكا في كثير من الدول الشتراكية‬ ‫على رأسها روسيا قبلة الشيوعيين في العالم‪ ،‬و إيران‪ ،‬وكوريا الشمالية‪ ،‬وكوبا‪،‬‬ ‫وليبيا‪ ،‬وسوريا‪ ،‬والصين‪ ،‬وخاصة بعد سقوط نظام البعث العربي الشتراكي في‬ ‫العراق‪ .‬ففي الوقت الذي تتراجع فيه الدول الشتراكية من الصفوف المامية في‬ ‫حربها ضد الرأسمالية وحلفائها‪ ،‬فإنها تدفع بالجماعات السلمية وغير‬ ‫السلمية المتطرفة لتقوم بدورها‪ ،‬وقد نجحت بذلك أيما نجاح‪ ،‬لتمارس هذه‬ ‫الجماعات الرهاب بشتى صوره وأشكاله على الطريقة الشيوعية القذرة‪،‬‬ ‫وآخرها قطع رؤوس المدنيين الرهائن مسلمين أم غير مسلمين بالسيف أو‬ ‫‪59‬‬

‫‪ -‬فوضى الفكار– الماركسية واختيارات التطور القتصادي والجتماعي‪ ،‬ص ‪.161‬‬

‫وممن قال بهذا المفهوم د‪ .‬وليد عبدالناصر في كتابه العولمة واليسار‪ ،‬ص ‪ ،5‬ص ‪.12‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪61‬‬

‫ التلفزيون الردني ‪.3/7/2004‬‬‫ الرأي الردنية ‪.21/11/2001‬‬‫‪37‬‬

‫ذبحهم‪.‬‬ ‫وليست سياسة المهادنة هذه قابلة للتطبيق بين الدول فقط‪ ،‬بل ما بين الحزاب‬ ‫اليسارية بمختلف أسمائها والدول الصديقة للغرب‪ ،‬مثل الردن والمغرب ولبنان‬ ‫ودول الخليج‪.‬‬ ‫ومن نتائج سياسة المهادنة الجديدة‪ ،‬أن حَذف التحاد العام للعمال المريكيين‬ ‫في مؤتمره الدستوري الحادي والعشرين النص على تحريم منح عضوية التحاد‬ ‫للشيوعيين‪ ،‬والنص على تحريم منح عضوية التحاد والنقابات التابعة للتحاد‬ ‫على أي عضو في الحزب الشيوعي‪.62‬‬ ‫هذا وقد عقدت الحزاب الشيوعية في الردن والسودان وسوريا وفلسطين‬ ‫والعراق ومصر ولبنان اجتماعا تشاوريا لها في سوريا تدارست فيه الوضاع‬ ‫المستجدة في العالم والمنطقة بعد أحداث ‪ ،2001/ 11/9‬أدانت فيه الرهاب من‬ ‫أي جهة أتى ومهما كانت أسبابه ومبرراته‪ " 63‬فقد صدق المثل " رمت الشيوعية‬ ‫السلميين بدائها وانسلت "‪.‬‬ ‫مما مضى ذكره‪ ،‬اتضح للقاريء بجلء أن شعار "ماتت الشيوعية" شعار‬ ‫مضلل‪ ،‬ل صلة له بالواقع‪ .‬فقد أثبتنا في الصفحات الماضية‪ ،‬من خلل قراءة‬ ‫الفكار والمباديء الشيوعية عند مؤسسيها‪ ،‬ومن خلل أعمالهم على أرض‬ ‫الواقع‪ ،‬أن سياسة إعادة البناء "البيروسترويكا"‪ ،‬لها تأصيلها النظري في الفلسفة‬ ‫الماركسية اللينينية‪ ،‬وطبقت سابقا في مراحل عديدة منذ أيام لينين‪ ،‬ول زالت‬ ‫التحديثات تجري عليها ما اقتضى المر وتغيرت الظروف المعاصرة‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫‪62‬‬

‫‪ -‬المجد الردنية ‪.24/11/1997‬‬

‫‪63‬‬

‫‪ -‬الرأي الردنية ‪ ،13/1/2002‬وهذه الدانة من باب التكتيك ل الحقيقة‪.‬‬

‫وعليه فان القول بموت الشيوعية يترتب عليه ما قاله الستاذ محمود القاسم‪:‬‬ ‫" والنتيجة أن الشيوعية لم تنته كما يظن الغافلون والحالمون‪ ،‬وإنما هو‬ ‫أسلوب جديد قديم‪ ،‬أسلوب عنوانه " يجب أن ننبثق من خصوصيات المجتمع ‪،‬‬ ‫ومن هذا النبثاق المناداة بالسلم في المجتمعات السلمية‪ ،‬ويحضرني هنا قول‬ ‫القائل ( كم يخيفني الشيطان عندما يأتي ذاكرا اسم ال)‪ ...‬إن مقولية ( انتهت‬ ‫الماركسية ) جعلت الماركسيين ‪ -‬شيوعيين وبعثيين وغيرهم‪ -‬يأخذون حريتهم‬ ‫الكاملة بالتحرك بين الجماهير الذين صاروا بسبب الدعاية يعتقدون أن‬ ‫الماركسية انتهت‪ ،‬وبذلك يقبلون ما يسمعونه من الماركسيين وعنهم دون الحاجز‬ ‫النفسي الذي كان يقف عقبة أمام قبول أقوال الماركسيين أو سماعها"‪.64‬أ هي‪.‬‬ ‫وبعبارات أخير‪ ،‬لييس مين أدنيى شيك أنيه ل تزال أمريكيا هيي العدو الول‬ ‫لسيياسة التوسيع الشيوع ية عقيدة وأرضا‪ ،‬وإن ما التبيس المير على البعيض بعيد‬ ‫سياسة إعادة البناء (البيرو سترويكا الشيوع ية ) الجديدة البغي ضة‪ ،‬ال تي تظاهرت‬ ‫مين خللهيا للعالم أنهيا قيد تخلت عين سيياساتها الثوريية الشيوع ية القديمية مثيل‬ ‫التوسع ودعم حركات التحرر المناهضة لسياسة الرأسمالية في العالم‪ ،‬وتظاهرت‬ ‫بإعطاء شعوبهيا مزيدا مين الديموقراطيية وحريية التملك والتعيبير عين الرأي‪،‬‬ ‫وحين لجأت إلى سياسة المهادنة والمصالحة مع المعسكر الرأسمالي لجل تحقيق‬ ‫مزييد مين الحتواء أو الختراق فييه‪ ،‬لذلك ولغيره مين السيباب ظين مين ظين‬ ‫واعت قد من اعت قد أن جورباتشوف ويلت سين وبوت ين‪ -‬وكل هم يهود‪ -‬أن هم عملء‬ ‫للرأسمالية متأثرين بالدعاية‪ ،‬وأن أمريكا استطاعت أن تقوض دعائم نظام الحكم‬ ‫في التحاد السوفيتي السابق بهؤلء العملء المريكان‪ -‬زعموا‪ -‬وقد تزامن هذا‬ ‫ال خط التكتي كي الجد يد في ال سياسة الشيوع ية مع ظهور حركات إ سلمية ثور ية‬ ‫‪64‬‬

‫ قتلوا من المسلمين مئات المليين ص ‪.104‬‬‫‪39‬‬

‫تحمل أفكارا مزوّرة أدت بهم إلى وضع أمريكا على أول قائمة العداء للسلم‬ ‫والم سلمين‪ ،‬ف سعوا جاهد ين مجاهد ين‪ -‬ب كل إخلص ل ثم للم سلمين‪ -‬لضرب‬ ‫الم صالح الغرب ية والمريك ية على و جه الخ صوص‪ ،‬ه نا وهناك وا ستحلوا دماء‬ ‫الغربيين والمريكان سوا ًء كانوا مجنّدين أم مدنيين‪ ،‬مقاتلين أم مسالمين‪ ،‬فحملوا‬ ‫على أمريكا ورعاياها في العالم حتى في عقر دارها‪ ،‬فقامت أمريكا لمحاربة هذه‬ ‫الطائ فة و من يدعم ها و من ي قف خلف ها أو من يشجع ها على أفعال ها ونادت إلى‬ ‫محار بة الرهاب ود عت العالم للنضمام إلي ها في تحق يق هذه الغا ية‪ ،‬فتر سّخت‬ ‫بعدهيا عقائد القوم المزوّرة‪ ،‬أن أمريكيا هيي العدو الول للسيلم والمسيلمين‬ ‫وأ صبح ال مر عند هم ل يحتاج إلى دل يل ول برهان‪ ،‬ف ها هي تضرب م صالح‬ ‫الم سلمين في كل مكان‪ -‬زعموا – والذي أدى ب هم الى ذلك هو الخلط الفا ضح‬ ‫بيـن المقدمات والنتائج‪ ،‬فنظروا إلى النتائج دون أسـبابها‪ ،‬وهذه طريقـة بعيدة‬ ‫كـل البعـد عـن الصـواب وفهـم الواقـع‪ .‬كميا وأخرج للعالم مصيطلح آخير أصيم‬ ‫الذان لرتفاع صيوته وأسير القلوب لغزارة تكراره واسيتحوذ على عواطيف‬ ‫العالمين‪ ،‬إنه المصطلح الجديد " العولمة "‪ ،‬وقد قصد به واضعوه إقناع المم أن‬ ‫أمريكا تسعى إلى إحكام السيطرة على العالم في ظل غياب القطب الخر‪ ،‬لذلك‬ ‫كله توجه الناس لمعاداة أمريكا وتجاهلوا الخطر الشيوعي‪.‬‬ ‫وقبل النتقال إلى الفصل الثاني ل بد من الجابة على السؤال التالي‪:‬‬ ‫لماذا التركيز على معاداة أميركا ؟‬

‫‪40‬‬

‫إن الجا بة على هذا ال سؤال بحا جة إلى شرح يطول و قد يكون مملً للب عض‬ ‫مع ال سف الشد يد‪ .‬و من منطلقات الماد ية الجدل ية و ما ب ني علي ها من نظريات‪،‬‬ ‫وأهمها نظرية ماركس للتفسير المادي للتاريخ‪ ،‬التي خلصت في نهاية المطاف‬ ‫إلى حتميية زوال الرأسيمالية والقوى الرجعيية عموميا‪ ،‬لتحيل مكانهيا الشيوعيية‪،‬‬ ‫فإنني ألخص الجواب بما يلي مختصرا‪-:‬‬ ‫‪ -1‬كون أمريكا دولة ديموقراطية رأسمالية وتدعم النظم الديموقراطية‬ ‫الرأسمالية‪.‬‬ ‫‪ -2‬كون أمريكا ذات تعددية سياسية ضد دكتاتورية حكم الحزب الواحد‪.‬‬ ‫‪ -3‬كون ها سابقة لكث ير من الدول الغرب ية الديموقراط ية في مجال الحريات‬ ‫وحقوق النسان‪.‬‬ ‫‪ -4‬كونها عضوا دائما في مجلس المن وتمتلك قرار حق النقض (الفيتو)‪.‬‬ ‫‪ -5‬تتضمن موازنتها السنوية هبات ومساعدات للدول الصديقة والفقيرة تقدر‬ ‫ب (‪ )15‬مليار دولرا سنويا‪.‬‬ ‫‪ -6‬كونها أكبر عدو لسرائيل مع أنها حاليا أكبر داعم لسرائيل !!!!!؟؟؟؟‬ ‫‪ -7‬تحارب وتقاوم الشيوع ية اليهود ية ما ا ستطاعت إلى ذلك سبيل و ح سب‬ ‫ما ي نص عل يه القانون المري كي‪ .‬ويد خل ت حت م صطلح الشيوع ية كل التيارات‬ ‫الثورية اليدولوجية التي تتخذ من وسائل الحرب الثورية الشيوعية القذرة مسلكا‬ ‫لها علمت بذلك أم لم تعلم‪.‬‬ ‫‪ -8‬تتصيدر قوى الرض قاطبية مين ناحيية القدرات العسيكرية وبذلك تكون‬ ‫قادرة على تحق يق الن صر المادي‪ ،‬ول أقول الن صر المعنوي‪ .‬ف هي دائما الخا سر‬ ‫الكبر فيه‪ -‬وتوضيح ذلك بحاجة إلى شرح يطول‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬مصالح العباد عامة والمسلمين خاصة بين النظام الشيوعي‬ ‫الماركسي والنظام الديموقراطي الرأسمالي‬ ‫في البدء ل بد من القرار بأن الشرائع السماوية كلها قد وضعت للمحافظة‬ ‫على مصالح العباد وعلى رأسها شريعتنا السلمية‪ .‬لن الحكام الشرعية ترجع‬ ‫في أصل وضعها إلى حفظ مقاصدها في الخليقة وتحقيق مصالح العباد في الدنيا‬ ‫والخرة‪ .‬ويستدل الصوليون على ذلك بأمور‪:‬‬ ‫س إِلّا ِل َي ْع ُبدُونِ(‬ ‫ت ا ْلجِنّ وَا ْلإِن َ‬ ‫‪ -1‬إنما خلق ال تعالى العباد للعبادة ( َومَا خَلَقْ ُ‬ ‫حنُ َن ْرزُ ُقكَ‬ ‫ط ِبرْ عََل ْيهَا لَا َنسْأَُلكَ ِر ْزقًا َن ْ‬ ‫‪()56‬الذاريات)‪( .‬وَ ْأ ُمرْ أَهَْلكَ بِالصّلَاةِ وَاصْ َ‬ ‫وَا ْلعَا ِقبَةُ لِلتّ ْقوَى(‪()132‬طه ‪.)132‬‬ ‫‪ -2‬حذّر ال تعالى عباده من اتباع الهوى ومخالفة أمره لن ذلك مضاد للحق‬ ‫ن ا ْلهَوَى(‪()40‬النازعات ‪.)40‬‬ ‫ن خَافَ َمقَامَ َربّهِ َو َنهَى النّفْسَ عَ ْ‬ ‫(وََأمّا مَ ْ‬ ‫‪ -3‬ما عرف عقلً بالتجارب والعادات أن المصالح الدنيوية والدينية ل‬ ‫تحصل مع السترسال في اتباع الهوى وموافقة الغراض لما يترتب عليه من‬ ‫الفوضى والضطراب والتقاتل والهلك وكل ذلك مضاد لتلك المصالح‪.‬‬ ‫وقال ال عز بن ع بد ال سلم‪ " :‬واعلم أن تقد يم ال صلح فال صلح ودرء الف سد‬ ‫ين رب الرباب "‪ .65‬ويقول‪:‬‬ ‫يم مي‬ ‫يي طبائع العباد نظرا لهي‬ ‫يد مركوز في‬ ‫فالفسي‬ ‫"والشريعة كلها مصالح إما تدرأ مفاسد أو تجلب مصالح"‪.66‬‬ ‫ويقول المدي‪ " :‬فإن كان أ صل ف هو الرا جع إلى المقا صد الخم سة ال تي لم‬

‫‪42‬‬

‫‪65‬‬

‫‪ -‬قواعد الحكام في مصالح النام ص ‪.7‬‬

‫‪66‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ص ‪.11‬‬

‫تخـل مـن رعايتهـا ملة مـن الملل ول شريعـة مـن الشرائع وهيي حفيظ الديين‬ ‫والنفس والعقل والنسل والمال فإن حفظ هذه المقاصد الخمسة من الضروريات"‬

‫‪67‬‬

‫ويقول ا بن تيم ية‪ ...." :‬فالواجبات والم ستحبات ل بد أن تكون الم صلحة في ها‬ ‫راجحة على المفسدة‪ ,‬إذ بهذا بعثت الرسل ونزلت الكتب‪"...‬‬

‫‪68‬‬

‫يقول الشاطبي‪ " :‬ومجموع الضروريات خمسة وهي حفظ الدين والنفس‬ ‫والنسل والمال والعقل وقد قالوا إنها مراعاة في كل ملة "‪. 69‬‬ ‫ومقاصد الشريعة ثلثة أقسام‪-:‬‬ ‫مقاصد ضرورية‪ ،‬ومقاصد حاجية‪ ،‬ومقاصد تحسينية‪ ،‬ولكل منها مكملت‪.‬‬ ‫وسنركز في هذه العجالة على المقاصد الضرورية للشرائع السماوية لتحقيق‬ ‫مصالح العباد‪ .‬ونقارن في مدى تحققها بين النظام الشيوعي الشتراكي اليهودي‪،‬‬ ‫وبين النظام الديموقراطي الرأسمالي‪.‬‬ ‫وعليه تبرز هنا السئلة التالية‪:‬‬ ‫في ظل أي من النظامين تحقق مصالح العباد؟‬ ‫هل في النظام الشيوعي الماركسي أم في النظام الديموقراطي الرأسمالي؟‬

‫‪67‬‬

‫‪ -‬الحكام للمدي ‪.300 / 3‬‬

‫‪68‬‬

‫‪ -‬مجموع الفتاوى ج ‪.28/26‬‬

‫‪69‬‬

‫ الموافقات ‪.10 / 2‬‬‫‪43‬‬

‫من هو العدو الول للمسلمين بعد تبني الشيوعية لسياسة إعادة البناء‬ ‫(البيروسترويكا)؟‬ ‫هل هو الشيوعية بثوبها الجديد(البيروسترويكـــا) ؟‬ ‫هل هو أمريكا بسياستها الجديدة (محاربة الرهـاب) ؟‬ ‫للجابة على هذه السئلة ل بد من تقرير ما يلي‪-:‬‬ ‫ الحكم على الشياء ومنها المم والشعوب فرع عن تصورها ول يتم ذلك‬‫دون دراسة عقائدها‪.‬‬ ‫النسان أسير اقتناعاته وعقائده الفكرية‪.‬‬‫التجرد من رواسيب القتناعات الفكريية السيابقة وتغلييب العقيل على‬‫العاطفة‪.‬‬ ‫العدل في الحكام ولو على نفسك أو صديقك‪.‬‬‫ل يوثيق بمين ثبيت كذبيه أو نفاقيه ولو أظهير العكيس‪ ،‬مثيل الشيعية‬‫المامية‪ ،‬والشيوعية ‪ ،‬والقومية الثورية العربية‪ ،‬وحزب التحرير‪.70‬‬ ‫حب الشيء أو الثقة به ليمنع تصحيح الخطاء‪.‬‬‫التكرار والزمن سببان رئيسان في القناع‪.‬‬‫الدعا ية أقوى من الر صاصة و الحرب العلم ية أقوى من الحرب‬‫‪70‬‬

‫‪ -‬باعتباره حزبيا سيياسيا‪ ،‬تقوم مفاهيميه ونظراتيه السيياسية فيي الغالب على أسيلوب‬

‫عكيس الحقائق وإثارتهيا بيين المسيلمين‪َ ،‬فيُخدعون بهذا الطرح السيياسي المزيين بالتعيبيرات‬ ‫الدينيية واليات القرآنيية‪ .‬ول بيد هنيا مين التذكيير أن انتقادنيا لفكاره السيياسية ل يعنيى أبدا‬ ‫الطعن في حسن النية لدى أفراده‪ ،‬فقد خُدع المسلمون الذين قتلوا عثمان رضي ال عنه تقربا‬ ‫إلى ال تعالى بالطرح السياسي القائم وقتئذ‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫العسكرية‪.‬‬ ‫دراسة الفكار تسبق دراسة الفعال والقوال‪.‬‬‫العداء على درجات وكذلك الصدقاء‪.‬‬‫ل يو جد في الحياة أب يض أو أ سود ف قط‪ ،‬إن ما يو جد بينه ما أل فا لون‬‫تميز بالنظر العادي‪.‬‬ ‫ينصير ال تعالى المية العادلة الكافرة على المية الظالمية المسيلمة‪،‬‬‫لنه يحب العدل ويثبته‪ ،‬ويكره الظلم ويمحقه‪.‬‬ ‫لتحديد العدو الول للسلم والمسلمين علينا أن ندرس بتجرد كامل بعيدا‬ ‫عن التأثيرات الجانبية والعاطفية مدى قدرة هذا العدو على انتهاك مصالح‬ ‫المسلمين زمانا ومكانا‪.‬‬ ‫ففي هذا الفصل سنقارن بين تحقيق مصالح العباد في النظام الشتراكي‬ ‫الماركسي‪ ،‬والنظام الديموقراطي الرأسمالي‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫أول‪ :‬مصالح العباد حسب النظام الشيوعي الماركسي‬ ‫وقبل إلقاء الضوء على الراء الماركسية في ذلك نوضح للقارئ الكريم توجيها‬ ‫أصوليا من وجهة نظر العلماء المسلمين‪ ،‬لتكون ممهدة لدراك القصد الساسي من‬ ‫خوض هذا الموضوع‪ ،‬الذي عليه يتم قياس مدى خطورة النظرة الماركسية لهذه‬ ‫المصالح وخاصة الضرورية منها‪.‬‬ ‫تعريف المقاصد الضرورية‬ ‫يقول الدكتور عبد الوهاب الشيشاني في تعريف المقاصد الضرورية‪:‬‬ ‫هي تلك المور التي لبد منها لقيام مصالح الدين والدنيا فل تستقيم أمور الناس‬ ‫ومصالحهم إل بها‪ ،‬فإذا فقدت اختل نظام حياتهم‪ ،‬وانقلبت شؤونهم من صحة إلى‬ ‫فساد وفوت لمصالح الدنيا‪ ،‬وفي الخرة فوت النجاة والنعيم والرجوع بالخسران‬ ‫والخيبة‪.‬‬ ‫وهذه الضروريات خمس‪-:‬‬ ‫الدين‪ ،‬والنفس‪ ،‬والعقل‪ ،‬والمال‪ ،‬والنسل‪.‬‬ ‫" والحفظ لهذه الضرورات يكون بحمايتها من العتداء عليها و ضمانها يكون‬ ‫بأمرين‪:‬‬ ‫‪ -1‬بتقرير ما يقيم أركانها ويثبت دعائمها ويكفل إيجادها‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫‪ -2‬بتقرير جميع التدابير التي تدرأ عنها كل اختلل واقع أو متوقع فيها"‬ ‫انتهى‪.‬‬

‫‪71‬‬

‫يقول المدي‪:‬‬ ‫" أما حفظ الدين‪ ،‬فبشرع قتل الكافر المضل وعقوبة الداعي إلى البدع‪ .‬وأما‬ ‫حفظ النفوس فبشرع القصاص‪ .‬وأما حفظ العقول فبشرع الحد على شرب المسكر‪.‬‬ ‫وأما حفظ الموال التي بها معاش الخلق فبشرع الزواجر للغصاب والسراق "‪.72‬‬ ‫يقول الشاطبي‪:‬‬ ‫" المقاصد الشرعية ضربان مقاصد أصلية ومقاصد تابعة‪ ،‬فأما المقاصد الصلية‬ ‫فهي التي لحظ فيها للمكلف وهى الضروريات المعتبرة في كل ملة وإنما قلنا إنها‬ ‫ل حظ فيها للعبد من حيث هي ضرورية لنها قيام بمصالح عامة مطلقة ل تختص‬ ‫بحال دون حال ول بصورة دون صورة ول بوقت دون وقت‪ .‬لكنها تنقسم إلى‬ ‫ضرورية عينية‪ ،‬وإلى ضرورية كفائية‪ ،‬فأما كونها عينية‪ ،‬فعلى كل مكلف في نفسه‬ ‫فهو مأمور بحفظ دينه اعتقادا وعمل‪ ،‬وبحفظ نفسه قياما بضرورية حياته وبحفظ‬ ‫عقله حفظا لمورد الخطاب من ربه إليه وبحفظ نسله التفاتا إلى بقاء عوضه في‬ ‫عمارة هذه الدار‪ ...‬وبحفظ ماله استعانة على إقامة تلك الوجه الربعة "‪.73‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪ -‬كتاب حقوق النسان وحرياته النسانية في النظام السلمي والنظم المعاصرة‪ ،‬للدكتور‬

‫عبد الوهاب الشيشاني‪ ،‬ص ‪ - 309‬ص ‪.311‬‬ ‫‪72‬‬

‫‪ -‬الحكام للمدي ج‪ 3 :‬ص‪.301 -300 :‬‬

‫‪73‬‬

‫ الموافقات ج‪ 2 :‬ص‪.177 :‬‬‫‪47‬‬

‫ويقول الدكتور طارق حجّي بعد أن نقل أقوال الصوليين في ضرورة الحفاظ‬ ‫على الضرورات الخمس‪-:‬‬ ‫"وبعبارة أخرى فإن الشارع السلمي رأى أنه لوجود الجماعة السلمية في‬ ‫أحسن حال ولضمان بقائها جماعة إسلمية تسير في طريق الخير الذي أراده لها‬ ‫ربها فإنه لبد من ضمان ما يلي‪-:‬‬ ‫‪ -1‬سلمة العتقاد لفرادها من كل اعتقاد فاسد‪.‬‬ ‫‪ -2‬سلمة أرواح وأبدان أفرادها من كل عدوان‪.‬‬ ‫‪ -3‬سلمة الوحدة الجتماعية الساسية في الجماعة وهي السرة‪ ،‬وحمايتها من‬ ‫كل عدوان يقوض دعائمها ويفرط عقدها‪.‬‬ ‫‪ -4‬سلمة عقول أفراد الجماعة السلمية من كل آفة‪.‬‬ ‫‪ -5‬سلمة أموال الفراد‪ ،‬حيث ان السلم يدعم الملكية الفردية للمال وإن كان‬ ‫ينظمها تنظيما دقيقا‪.‬‬ ‫ثم قال‪ :‬تلك إذن الصول التي أجمع فقهاء المسلمين على وجوب حمايتها‬ ‫وحفظها وصونها ووقايتها من شتّى صنوف العدوان والهدار والضاعة‪ .‬لذا فقد‬ ‫أوجب على الحاكم المسلم أن يحمي هذه الصول وأعطاه أدوات الحماية وسبل‬ ‫الوقاية والرعاية والصيانة"‪.74‬‬ ‫وبعد أن عدّد سبل الحماية لهذه الضرورات الخمس قال‪" -:‬وقد كتبنا كل هذا‬ ‫‪74‬‬

‫‪48‬‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان‪ ،‬ص ‪ 58‬وما بعدها‪.‬‬

‫لنقول في النهاية إن معيارنا في تقييم المذاهب من وجهة نظر إسلمية‪ ،‬إنما يختلف‬ ‫عن كل ما كتبه المؤلفون والباحثون المعاصرون عن المذاهب المختلفة وعن موقف‬ ‫السلم منها‪.‬‬ ‫فنحن ل نصف مذهبا من المذاهب بأنه مذهب هدّام ول بأنه مذهب بنّاء استنادا‬ ‫إلى رأي شخص في هذا المذهب أو ذاك‪ ،‬وإنما نحن نستند إلى معيار واضح ل‬ ‫لبس فيه ول غموض‪ ،‬معيار نعرضه في هذا الفصل على العقول العربية لول مرة‪،‬‬ ‫أما هذا المعيار فيتلخص فيما يلي‪:‬‬ ‫انه لكي يتيسر للباحث المسلم أن يبت في طبيعة وكنه مذهب من المذاهب أو‬ ‫دعوة من الدعوات أو تيار من التيارات‪ ،‬وهل هو مذهب أو دعوة أو تيار بنّاء أو‬ ‫هدّام‪ ،‬لكي يتيسر ذلك بشكل قطعي ل يكتنفه غموض ول تشوبه شائبة‪ ،‬فإن عليه‬ ‫أن يعرض هذا المذهب أو تلك الدعوة أو ذلك التيار على الصول الخمسة للجماعة‬ ‫السلمية‪ :‬الدين والنفس والنسل والعقل والمال‪ ،‬فإن وجد هذا المذهب لهذه‬ ‫الصول حافظا صائنا‪ ،‬فهو مذهب ل غبار عليه من وجهة النظر السلمية‪ ،‬أما إذا‬ ‫وجده مضيعا ومهدرا لصل أو أكثر من تلك الصول فإن عليه بداهة أن يصنفه‬ ‫تحت لواء المذاهب الهدّامة التي تناقض السلم ويناقضها السلم‪ ،‬والتي تسعى‬ ‫لتقويض السلم ويسعى هو وأبناؤه لدحضها"‪.75‬‬ ‫ويتابع الدكتور طارق حجّي كلمه وهو الخبير في المذهب الشتراكي الشيوعي‪:‬‬ ‫‪75‬‬

‫ الشيوعية والديان‪ ،‬ص ‪.69‬‬‫‪49‬‬

‫" ويبقى السؤال الهام الذي يفيدنا في هذه الدراسة أن نرصد إجابته للقارىء‬ ‫بوضوح تام‪:‬‬ ‫وماذا عن الشيوعية أو الماركسية؟‬ ‫ونجيب بأننا لن نجيب على هذا السؤال بعد كل ما قلناه إل بعرض المذهب‬ ‫الماركسي أو الشيوعي على المعيار السلمي الذي بنيناه فيما نرى –بعد العرض‪-‬‬ ‫وإجابة السؤال واضحة تفرض نفسها على المنطق السليم غير ذي العوج وعلى‬ ‫العقل السليم غير ذي المت‪...‬‬ ‫إن المطالعة المتفحصة المدققة لكل ما خلّفه دعاة الماركسية وأقطاب دعوتها‬ ‫أمثال كارل ماركس وفردريك انجلز ولينين وتروتكسي وستالين وغيرهم توضح لنا‬ ‫أن موقف الماركسية من هذه الصول إنما يجمل في ما يلي من نقاط‪-:‬‬ ‫أولً‪ :‬بالنسبة لصل الدين‬ ‫فإن الماركسية صريحة في موقفها من الدين‪ ،‬فهي تسميه بأفيون الشعوب‬ ‫وتعتبره مخدرا يتلهى به المظلومون والمستَغلّون لينسوا الدرك السفل الذي فيه‬ ‫يحيون‪ .‬كما أن الماركسية لم تخف أبدا أنها تسعى للقضاء على الدين والفكر الديني‬ ‫والمتدينين‪ .‬وليس صحيحا بحال من الحوال أن موقف الماركسية من الدين قد‬ ‫تغير في الوقت الراهن‪ ،‬ويكفي أن نطالع ما جاء في الجزء الول من دائرة‬ ‫المعارف السوفيتية التي طبعت منذ سنوات قليلة لندرك هذه الحقيقة‪ ،‬فقد جاء في‬ ‫الصفحة ‪ 47‬من الجزء الول التي نشرتها وكالة نوفستي للنباء في موسكو باللغة‬ ‫العربية في منتصف الستينات ما يلي‪-:‬‬ ‫‪50‬‬

‫(هل يمكن قبول عضوية متدين في الحزب الشيوعي؟‪ ...‬كل ل يمكن ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫فلديمير لينين مؤسس الحزب الشيوعي في التحاد السوفيتي كتب في عام ‪1905‬‬ ‫يقول "نصر على اعتبار الدين مسألة خاصة فيما يختص بالدولة ولكننا ل نستطيع‬ ‫أبدا أن نعتبر الدين مسألة خاصة بالنظر إلى حزبنا"‪).‬‬ ‫وتمضي الدائرة فتقول‪(:‬وتعارض الفلسفة المادية التي يعتنقها الشيوعيون أساسا‬ ‫الفلسفة المثالية والتعاليم الدينية‪ ،‬ولهذا ل يوجد هناك شيوعيون في التحاد السوفيتي‬ ‫يؤمنون بال)‪.‬‬ ‫وتحت عنوان (كيف تسير الدعاية ضد الدين؟) تقول دائرة المعارف السوفيتية‬ ‫وتحتوي جريدة (العلم والدين) التي تصدر في موسكو مقالت تثبت ضرر الظلم‬ ‫الديني وإفلس الفلسفة الدينية والخطر الدبي على الشعب‪ .‬وتكرس جمعية زناني‬ ‫جزءا كبيرا من نشاطها واهتماماتها للدعاية اللحادية وتنظيم محاضرات عامّة‬ ‫معادية للدين)‪.‬‬ ‫ويتابع الدكتور حجّي قوله‪" :‬هذا ما يقولونه بأنفسهم عن أنفسهم وعن موقفهم من‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫وقد وضحنا في موضع سابق من هذا الكتاب (الشيوعية والديان) ما فعله‬ ‫الشيوعيون مع الدين والمؤمنين به في كل مكان قيّض لهم أن يقبضوا على مقاليد‬ ‫المور‪ ،‬وكيف ترجموا – في مواقف عملية – موقفهم النظري من الدين ‪.‬عندما‬ ‫أغلقوا دور العبادة وحولوها إلى قاعات لللعاب الرياضية أو مراكز للحزب‬ ‫الشيوعي أو لجمعيات اللحاد العلمي أو متاحف !‪...‬وعندما جعلوا الدين حائل‬ ‫يحول بين المواطن المؤمن وبين المناصب العليا والوظائف المرموقة‪ ,‬وعندما‬ ‫‪51‬‬

‫وظفوا رجال الدين والقائمين على التعليم الديني في المزارع الجماعية وفي‬ ‫المصانع‪ .‬وعندما أعطوا الضوء الخضر لوسائل إعلمهم اللحادية لتنطلق من‬ ‫حملت دعائية ضد الدين والمؤمنين مستخدمة أحط وسائل الدعاية العدائية لتحقيق‬ ‫غرضها وتصور الدين بمثابة شر مستطيرٍ وصن ٍو ملحقٍ وملصقٍ للستغلل‬ ‫والعبودية والظلم والسرقة ! وعلى القارئ أن يقلب صفحات هذا الكتاب (الشيوعية‬ ‫والديان ) ليطالع ما أوردناه عن بعض ما فعله الشيوعيون في هذا المجال"‪.‬انتهى‪.76‬‬

‫‪76‬‬

‫‪52‬‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان‪ ،‬ص ‪.63-62‬‬

‫صور من محاربة الشيوعية الشتراكية للدين السلمي‪:‬‬ ‫تناقص أعداد المسلمين بقتلهم وتشريدهم‬ ‫أنظر إلى الضرورة الثانية‪ ( :‬أصل النفس )‪.‬‬ ‫تناقص أعداد المساجد‬ ‫ اعتراف إذاعة موسكو‬‫اعترفت إذاعة موسكو في أيار‪ /‬مايو ‪1969‬م‪ ،‬بي "أن عددا كبيرا من الديرة‬ ‫والكنائس والمساجد قد حول في التحاد السوفيتي والدول الشيوعية إلى متاحف‬ ‫ومدارس وأندية"‪ .77‬وهذه بعض الرقام التي تبين لنا مدى حقد الشتراكية على‬ ‫السلم‪ ،‬ومساجد المسلمين‪:‬‬ ‫ لم يبق سوى (‪ )400‬أربعمائة مسجد من أصل (‪ ) 28000‬ثمانية وعشرين‬‫ألف مسجد في إقليم قازان وحده في التحاد السوفيتي أيام الستار الحديدي‪،‬‬

‫‪78‬‬

‫‪ -77‬وضاعت الجولن‪ ،‬للمؤلف فؤاد كرم‪ ،‬ص ‪ ،62‬ط‪.1970 ،3/‬‬ ‫‪78‬‬

‫‪ -‬عن كتاب القليات المسلمة في العالم‪ ،‬أبحاث قدمت إلى المؤتمر العالمي السادس للندوة‬

‫العالميية للشباب السيلمي المنعقيد فيي الرياض فيي الفترة ‪ 17-12‬جمادي الولى ‪ 1406‬هيي‪،‬‬ ‫الموافق ‪ 27-22‬يناير ‪1986‬م‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.439‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪ -‬وأغلقت الصين الشيوعية (‪ )280‬ألف مسجد‬

‫‪79‬‬

‫‪ .‬منها (‪ )29‬ألف مسجد في‬

‫تركستان الشرقية‪.80‬‬ ‫ ويقول محمود شاكر‪ " :‬فلم يبق في القرم من ‪ 1558‬مسجدا إل آحاد تافهة"‪.81‬‬‫ ويقول محمود شاكر أيضا‪ " :‬وهُدمت المساجد في بلغاريا‪ ،‬ولم يبق إل مسجد‬‫واحد في العاصييمة ( صوفيا)‪ .82‬ويقول في ص (‪ " :)10‬تقوم الشيوعية بحرب‬ ‫شاملة ضد المؤسسات السلمية والمساجد والثار‪ ،‬وتعمل على تهديمها وإزالة‬ ‫معالمها وإذا أبقت بعضها فللستفادة منها في أمور منكرة تخالف الدين كجعلها حانة‬ ‫خمر أو مرقصا أو ملهى للستهزاء بالدين وإزالة أثره من نفوس الشعب‪ .‬أو لبقائها‬ ‫مفتوحة للدعاية عند قدوم وفود تحملهم إليها "‪.‬‬ ‫ ويقول طارق حجي إن الشيوعيين‪ " :‬أغلقوا دور العبادة وحولوها إلى قاعات‬‫لللعاب الرياضية أو مراكز للحزب الشيوعي أو لجمعيات اللحاد العلمي أو‬ ‫متاحف"‪.83‬‬ ‫ وفي عهد ( البيروسترويكا ) وتحديدا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر‬‫‪:2001‬‬ ‫‪79‬‬

‫‪ -‬مجلة الفرقان الكويتية العدد (‪ ،5/1/2004 )300‬ص ‪.12‬‬

‫‪80‬‬

‫‪ -‬عن كتاب القليات المسلمة في العالم‪ ،‬ص ‪.479‬‬

‫‪81‬‬

‫‪ -‬المسيلمون تحيت السييطرة الشيوعيية ص ‪ .71‬ويحسين أن يقول أعداد قليلة‪ ،‬بدل عين‬

‫تافهة‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫‪82‬‬

‫‪ -‬المسلمون تحت السيطرة الشيوعية ص ‪.138‬‬

‫‪83‬‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان ص ‪. 63‬‬

‫ في أوزباكستان‪ ،‬حيث لم يبق سوى ثمانية مساجد فقط‪ ،‬في طول البلد‬‫وعرضها‪ ،‬من أصل (‪ )5000‬خمسة آلف مسجد كان قد افتتحها كريموف للدعاية‬ ‫والدجل إبان الستقلل المزعوم عن التحاد السوفيتي‪.‬‬

‫‪84‬‬

‫ وفي " تركستان الشرقية الصينية حيث سعت السلطات الصينية لتهام‬‫المسلمين اليجوريين بالرهاب وصعدت حملتها القمعية‪ ،‬وتبنت في إطار هذه‬ ‫الحملة سياسة (اضرب بقوة) "‬

‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬

‫‪85‬‬

‫ مجلة الفرقان الكويتية‪ ،‬العدد ‪ 285‬تاريخ ‪ ،22/3/2004‬ص ‪.27‬‬‫ مجلة الفرقان الكويتية‪ ،‬العدد ‪ 300‬تاريخ ‪ ،5/1/2004‬ص ‪.12‬‬‫‪55‬‬

‫إلغاء اللغة العربية‬ ‫عميد النظام الشيوعيي إلى " إخفاء اللغات السيلمية الم لتحيل محلهيا لغات‬ ‫مستحدثة تكتب بالحروف الروسية بدل من الحروف العربية"‬

‫‪86‬‬

‫وفي الصين الشيوعية‪ ،‬ألغى النظام الحاكم الكتابة العربية بعد احتللهم لتركستان‬ ‫الشرقية المسلمة‪ ،‬وحلت محلها الحروف اللتينية‪.87‬‬ ‫تناقص عدد المدارس والمؤسسات السلمية‬ ‫وجهت الثورة الشيوعية " ضربة قاضية إلى مؤسسات التعليم الديني الذي هو‬ ‫أساس حياة المسلمين وبقائهم‪ ،‬وبعد أن كان في تركستان وحدها ‪ 729‬مدرسة‬ ‫ابتدائية إسلمية‪ ،‬و ‪ 375‬مدرسة ثانوية‪ .‬صدر مرسوم في ‪23/1/1918‬م تمنع المادة‬ ‫التاسعة منه التعليم الديني في المدارس‪ ،‬وأخلي المجال للتعليم الماركسي الشيوعي‪،‬‬ ‫ولم يأت عام ‪1928‬م إل وقد صفيت تلك المدارس تماما‪.‬‬

‫‪88‬‬

‫في تركستان الشرقية في الصين‪ ،‬أغلق الشيوعيون كل المدارس السلمية‬ ‫‪86‬‬

‫‪ -‬عن كتاب القليات الم سلمة في العالم‪ ،‬أبحاث قد مت إلى المؤت مر العال مي ال سادس للندوة‬

‫العالميية للشباب السيلمي المنعقيد فيي الرياض فيي الفترة ‪ 17-12‬جمادي الولى ‪ 1406‬هيي‪،‬‬ ‫الموافق ‪ 27-22‬يناير ‪ ،1986‬ج ‪ /1‬ص ‪.66‬‬

‫‪56‬‬

‫‪87‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ص ‪.478‬‬

‫‪88‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ص ‪. 68‬‬

‫بحجة توحيد (التعليم القومي)‪ ،‬ليدرسوا أبناء المسلمين تعاليم ماركس ولينين وماو‬ ‫"‪ 89.‬وذكرت مجلة الفرقان أن عدد هذه المدارس بلغ (‪ )18‬ألف مدرسة‬

‫‪90‬‬

‫ويقول محمود شاكر‪ " :‬وفي سراييفو وبعد الحرب العالمية الثانية أغلق‬ ‫الشيوعيون جميع المدارس الدينية باستثناء واحدة فقط أبقوا عليها للدعاية "‪.91‬‬ ‫قلت‪ :‬ومن الغريب أن الشيوعية تقوم بهدم المساجد وإغلقها وتحويلها إلى غايات‬ ‫دنيوية بأعداد كبيرة جدا‪ ،‬و إلغاء اللغة العربية وغير ذلك‪ ،‬ول نكاد نشعر في العالم‬ ‫السلمي بذلك‪ ،‬فضل عن قيامنا بالستنكار والشجب‪ ،‬وهذا المر قد حصل على‬ ‫أيديهم مؤخرا مما يدل على دجلية سياسة إعادة البناء الجديدة‪ ،‬وأن الشيوعية لم تمت‬ ‫كما يزعمون‪ ،‬بل يزداد خطرها‪ ،‬وذلك لنسبة هذه الجرائم إلى الخصم الول‬ ‫للشيوعية ( أمريكا ) مع السف‪.‬‬ ‫تغيير السماء السلمية‬ ‫يقول الستاذ محمود شاكر عن مكر الشيوعية‪ " :‬تلغي الماضي‪ ،‬وتغير السماء‬ ‫وتبدل ألماكن لتفصل بين السكان وماضيهم "‪ .92‬ولخص لنا الطريقة التي يتم فيها‬ ‫تغيير أسماء المسلمين في بلغاريا على سبيل المثال‪ ،‬كالتالي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬يُعطى للمسلمين طلبات جاهزة يسجل فيها رب السرة اسمه وأسماء أفراد‬ ‫‪ -89‬المصدر السابق ص ‪.479‬‬ ‫‪90‬‬

‫‪91‬‬

‫‪92‬‬

‫ العدد (‪.5/1/2004 )300‬‬‫ المسلمون تحت السيطرة الشيوعية ص ‪.128‬‬‫ المسلمون تحت السيطرة الشيوعية ص ‪.10‬‬‫‪57‬‬

‫عائلته وما يقابلها من أسماء بلغارية يختارها‪.‬‬ ‫ب‪ -‬عدم تسجيل المواليد الجدد بأسماء إسلمية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬ل تتم إجراءات الزواج وتسجيله إل بأسماء غير إسلمية‪.‬‬ ‫د‪ -‬ل تعطى شهادات من أي نوع أو هوية إل بأسماء غير إسلمية‪.‬‬ ‫هي ل تصرف مرتبات العمال والجور إل بعد تغيير السماء‪ .93‬ا هي‪.‬‬ ‫وهذا معلوم للجميع‪ ،‬ول زال الناس يسمعون هذه السماء المغيّرة مثل‪ ،‬حسب‬ ‫اللتوف بدل عن حسب ال‪ ،‬كريموف بدل عن كريم وهكذا‪ ،‬أحمدوف‪... ،‬‬ ‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لصل النفس‬ ‫‪ -1‬يقول طارق حجّي مسترسلً في إثبات موقف الشيوعية الهدّام من الصول‬ ‫الخمسة للجماعة السلمية‪ ":‬حقيقة أنهم ل يدعون صراحة لزهاق الرواح والى‬ ‫ل أن أعمالهم ‪ -‬ل أقوالهم‪ -‬إنما تؤكد أنهم أصحاب دعوة‬ ‫التقتيل وإباحة النفس إ ّ‬ ‫كلفت البشرية من الضحايا ما لم تكلفه لها أية دعوة منذ خلق النسان وحتى يومنا‬ ‫هذا‪.‬‬ ‫ونحيل القارىء إلى أعداد جريدة الفيجارو الفرنسية الصادرة ما بين ‪ 19‬و ‪25‬‬ ‫نوفمبر ‪1978‬م ليعرف الحقائق المذهلة عن ضحايا الشيوعية والشيوعيين‪.‬‬ ‫كما نحيله أيضا إلى مقال قيّم بعنوان (ضحايا الماركسية المائة وثلثة وأربعون‬ ‫مليون قتيل ) كتبه فاندر أليست ونشرته جريدة الديلي تلغراف بعددها الصادر يوم‬ ‫‪93‬‬

‫‪58‬‬

‫‪ -‬المسلمون تحت السيطرة الشيوعية ‪ ،‬ص ‪.138-137‬‬

‫الثنين ‪19/3/1979‬م وباختصار شديد فإنه بينما بلغ عدد ضحايا النظام القيصري‬ ‫(النصراني) في روسيا ( قبل الثورة البلشفية) ما بين سنة ‪ 1821‬و ‪ 1906‬م –أي‬ ‫خلل ‪ 85‬سنة‪ )997( -‬ضحية فإن عدد الذين قتلوا من معارضي لينين ما بين‬ ‫‪ 1917‬و ‪1923‬م –فقط‪ -‬بلغوا مليون وثمانمائة وواحد وستون ألفا وخمسمائة‬ ‫وثمانية وستون قتيلً(‪ !! .94)1.861.568‬وقد رجع البروفيسور كوبوف في دراسة‬ ‫له إلى مصادر سوفيتية نشرت في جريدة نوفي روسوكي سلوفا في ‪14/4/1964‬م‬ ‫تثبت أن ستة وستين مليون روسي قد أعدموا ما بين ‪1959 -1917‬م !!‬ ‫وباختصار – والقول لطارق حجّي‪ -‬فإن الدراسات المعاصرة تؤكد أن ضحايا‬ ‫الشيوعية منذ عام ‪ 1917‬وحتى الوقت الراهن قد بلغت ‪ 143‬مليون قتيل منهم‬ ‫‪ 66.7‬مليون قتيل في التحاد السوفيتي ما بين ‪ .1959 -1917‬و ‪ 3‬مليون قتيل في‬ ‫نفس البلد منذ ‪ 1959‬وحتى الوقت الراهن‪ .‬و ‪ 63.8‬مليون قتيل في الصين الشعبية‬ ‫و ‪ 3‬مليون قتيل في أماكن أخرى من العالم وغيرهم كما توضح الحصائيات التي‬ ‫أحلنا القارىء إليها‪ ".‬انتهى عن كتاب (الشيوعية والديان) ص ‪.64-63‬‬ ‫‪ -2‬ونضيف على المراجع السابقة كتاب (قتلوا من المسلمين مئات المليين)‬ ‫للمؤلف محمود عبد الرءوف القاسم‪ ،‬طبعة مكتبة القصى‪ ،‬عمان‪ ،‬الردن سنة‬ ‫‪ .1998‬وذكر فيه أن أعداد القتلى من المسلمين فقط على يد الشيوعية تجاوز الي‬ ‫(‪ )210‬مليون مسلم‪.‬‬ ‫‪-3‬كما قد شاهدت قرصا مدمجا (‪ )CD‬على الحاسوب بعنوان ( التاريخ‬ ‫‪94‬‬

‫‪ -‬هذا عدد من نفّذ في هم ح كم العدام بناءً على ح كم ر سمي من المحا كم‪ ،‬أ ما الذ ين قتلوا‬

‫بدون محاكم يقدر عددهم ب ‪ ،24‬مليون منهم ‪ 19‬مليون مسلم و ‪ 5‬مليين مسيحي‪.‬‬ ‫‪59‬‬

‫الدموي للشيوعية )‪ ،‬أعده (موقع يحيى هارون على النترنت)‪ 95‬ذكر في‬ ‫بدايته أن عدد الضحايا على يد الشيوعية بلغ (‪ )250‬مليون ضحية‪ .‬منها‬ ‫(‪ )26‬مليون مسلم من التراك واليغور في تركستان الشرقية في الصين‬ ‫قتلوا مابين عام ‪1975-1949‬م‪ ،‬فانخفضت نسبة المسلمين فيها من‬ ‫‪ .%35 - %75‬وفي الصين عموما وفي عامي ‪ 1960،1961‬مات (‬ ‫‪ )40‬مليون إنسان جوعا‪.‬‬ ‫‪-4‬للعلم تسبب نظام البعث العربي الشتراكي في العراق في قتل (‪)3‬‬ ‫مليين‪ ،‬وإعاقة مليون‪ ،‬وتشريد (‪ )4‬مليين من شعبه‪ .96‬وليس ذلك ببعيد‬ ‫عن رجلٍ ( صدام) يعتبر" ستالين مثله العلى"‬

‫‪97‬‬

‫‪-5‬قد يستغرب البعض هذه الرقام بمئات المليين ممن قتلوا على يد النظم‬ ‫الشيوعية في العالم لكن علينا أن نتذكر أن الشيوعية في الحقيقة تقوم‬ ‫على ثلثة عناصر مهمة‪:‬‬ ‫التأميم‪ ،‬والدجل‪ ،‬والرهاب‪.‬‬ ‫‪95‬‬

‫‪ -‬مع أشد السف ل يوجد مصادر عربية أو إسلمية ترصد جرائم الشيوعية ضد المسلمين‬

‫فضل عن غيرهم‪ ،‬ولول الغرب لما علمنا عنها شيئا‪.‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪ -‬إذاعة لندن في ‪.1/7/2004‬‬

‫‪97‬‬

‫‪ -‬جريدة الدسيتور الردنيية‪ ،‬فيي ‪ ،4/7/200‬مقال مترجيم عين هيرالد ترييبيون للكاتيب‬

‫(سيمون صباغ ) بين فيه أوجه التشابه القوية بينهما‪ ...‬علما أن ستالين تسبب في قتل (‪ )42‬مليون‬ ‫إن سان‪ ،‬حسب تقرير نشرته المخابرات الرو سية في عام ‪1991‬م‪ .‬ذكر ذلك القرص المدمج سابق‬ ‫الذكر‪.‬‬ ‫‪60‬‬

‫فكانت بذلك هذه النتيجة من الضحايا‪ .‬أمّا عن المقابر الجماعية التي خلّفتها‬ ‫وراءها النظمة الشتراكية المهزومة فهي ل زالت حديث الساعة هذه اليام في‬ ‫البوسنة والهرسك وكوسوفو والعراق وأفغانستان‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬بالنسبة لصل النسل‪:‬‬ ‫يقول طارق حجي‪ " :‬فالماركسية تدعو صراحة لبلوغ المرحلة العليا من‬ ‫الشيوعية التي تكون الموال والنساء فيها على الشيوع‪ ،‬فل يختص رجل بامرأة ول‬ ‫تختص امرأة برجل‪ ،‬كما أن الدولة هي التي تعنى بتنشئة الطفال دون أن ينسبوا‬ ‫لب معين أو لم معينة‪ .‬وإذا راجعنا فقط كتاب فردريك انجلز(أصل العائلة والدولة‬ ‫والملكية الخاصة) لعرفنا رأي الماركسيين الحقيقي في السرة وكيف أنهم يرون أن‬ ‫استئثار رجل معين بامرأة معينة إنما هو من توابع الملكية الخاصة لها‪ ،‬فمالك المال‬ ‫يريد أن يتأكد من ذريته التي سيورثها ماله‪ .‬فإذا ألغيت الملكية الخاصة‪ ،‬زال مبرر‬ ‫النسب والزواج والسرة واستئثار الرجل بزوجة خاصة له!!"‬

‫‪98‬‬

‫قلت‪ :‬وارجع بهذا الشأن إلى البيان الشيوعي الذي وضعه كل من ماركس وإنجلز‬ ‫ص(‪.)64-62‬‬

‫رابعا‪ :‬بالنسبة لصل العقل‬ ‫‪98‬‬

‫ الشيوعية والديان‪ -‬ص ‪.65-64‬‬‫‪61‬‬

‫" فإن النظم الشيوعية توفر الخمر لشعوبها كالماء تماما لتنشغل العقول عن تأمل‬ ‫المأساة التي يرزح أصحابها فيها‪ .‬ولم يزر زائر البلدان الشيوعية إل ولحظ‬ ‫النتشار الكبير للخمور بين شعوبها التي يحسن أن تشرب لتنسى المأساة التي‬ ‫وضعها فيها حكامها الشيوعيون "‪.99‬‬ ‫قلت‪ :‬أما عن المدى الذي وصل إليه مروّجوا الدعاية الشتراكية اليهودية في‬ ‫الستخفاف بعقول المعارضين ولو كانوا علماء ذرة أمثال سخاروف حين أقنعوا‬ ‫الشعب السوفيتي بأنه مجنون‪ ،‬أو عالم العقول اللكترونية السوفيتي الكبير‬ ‫‪ valentine turchin‬أو الشاعرة ‪ natalya gorpanyvskaya‬التي فقدت عملها‬ ‫وأودعت في مصحة عقلية لشتراكها في مظاهرة بالميدان الحمر سنة ‪1968‬‬ ‫للحتجاج على الغزو السوفيتي لتشيكوسلوفاكيا وغير هؤلء فارجع إلى الكتاب‬ ‫الخر لطارق حجي‬

‫‪100‬‬

‫‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬بالنسبة لصل المال‬ ‫" فل ينكر أحد أن هدف الماركسية الكبر هو القضاء على الملكية الفردية التي‬ ‫يعتبرونها مصدر كل المظالم والتي بزوالها في نظرهم يسود العدل وينتهي‬ ‫الستغلل‪.‬‬ ‫‪99‬‬

‫‪100‬‬

‫‪62‬‬

‫ الشيوعية والديان ص ‪.65‬‬‫‪ -‬تجربتي مع الماركسية ص ‪.89-88‬‬

‫وهم يقولون إنه في المرحلة الشيوعية العليا ستنعدم الملكية الخاصة تماما للمال‬ ‫في كل صييورها وأشكاليها "‬

‫‪101‬‬

‫؟؟؟‪.‬‬

‫ولمزيد من الدلة على ذلك ارجع إلى أي كتاب عن أصول الفلسفة الماركسية‬ ‫لتجد أن التأميم ومحاربة الملكية الفردية هو ركن الفكار الماركسية اليهودية الول‬ ‫وعلى سبيل المثال راجع‬

‫‪102‬‬

‫‪ .‬لقد ركزنا في هذا البحث بالنقل عن المؤلف الكبير‬

‫طارق حجي لنه عاش تجربة الشتراكية وقرأ فيها أكثر من خمسة آلف مؤلف‬ ‫وتحمس لها ودعا إليها في دول شمال أفريقيا حتى وصفه أصحابها الشيوعيون بعقّاد‬ ‫الماركسية في الوطن العربي كما ذكر ذلك المؤلف نفسه في كتابه‪.103‬‬ ‫قلت‪ :‬بعد أن انتهى طارق حجي من كلمه عن هدم أصل المال عند الشيوعيين‪.‬‬ ‫قال‪:‬‬ ‫" هذا هو موقف الشيوعية من الصول الخمسة للجماعة السلمية‪ :‬هدم صريح‬ ‫لثلثة منها وهدم واقعي –وان لم يصرح بذلك‪ -‬للصلين الباقيين"‪ .‬ثم يتابع فيقول ‪:‬‬ ‫" وهكذا يقودنا المعيار السلمي القاطع والصريح والحاسم حيث نقف بجلء‬ ‫على موقف السلم من المذهب الشيوعي بوصفه رأس قائمة المذاهب الهدّامة فهو‬ ‫مذهب يتوخى تقويض وهدم جميع أصول الجماعة السلمية‪ .‬فل يسع الباحث‬ ‫‪101‬‬

‫‪ -‬الشيوعيية والديان ص ‪ ،65‬وأميا الحقيقية فهيي تحقييق لسيطورة الشعيب المختار‪-‬‬

‫بزعمهم‪.-‬‬ ‫‪102‬‬

‫‪ -‬البيان الشيوعيي فيي الصيفحات ‪ ،54،55،58،61،67‬و كتاب فردرييك انجلز(أصيل‬

‫العائلة والدولة والملكية الخاصة)‪.‬‬ ‫‪103‬‬

‫ تجربتي مع الماركسية ص ‪.93‬‬‫‪63‬‬

‫المسلم إذن إلّ أن يدمغ دعوة هذا المذهب بأنها دعوة هدّامة تناقض السلم وتناقض‬ ‫جوهره وأهدافه ومراميه‪ ،‬وأنها دعوة تجدر بالباحث والمثقف والدارس المسلم أن‬ ‫يحاربها أشد الحرب وأن يجاهدها أقوى جهاد وأن يناهضها بكل السبل وشتى‬ ‫الوسائل وفي مقدمتها وسيلة العقل الراجح والحجة الساطعة البلقاء‪( ،‬وجادلهم‬ ‫بالتي هي أحسن)‪.‬انتهى‬

‫‪104‬‬

‫وهكذا وبهذه الكلمات السابقة التي خاطب فيها طارق حجي العقل المسلم بالحجة‬ ‫الساطعة والدليل القاطع وبرهن له من خللها أن الفكار الماركسية اليهودية‬ ‫استطاعت أن تهدم الحياة النسانية وجعلتها قريبة جدا من حياة الحيوانات‪ ،‬بل إن‬ ‫الحيوانات لترفض بشدة العيش مهما طال بل غريزة المحافظة على النسل وبل‬ ‫غريزة اختيار الطعام الذي تريد‪ ،‬وهي بل عقل ول دين أصلً‪ .‬فكيف بمن وهبه‬ ‫ال تعالى نعمتي العقل والدين؟؟!! وهل أن الباحث والداعية والدارس المسلم قاوم‬ ‫وحارب وجاهد هذه الفلسفة الماركسية الشيوعية اليهودية بقدر ما أفسدته هذه الدعوة‬ ‫من عقائد وأزهقت من أرواح مئات المليين من البشر وعذبت المليين في غياهب‬ ‫السجون‪ ،‬وبدرجة ما احتلت عشرات المليين من الكيلومترات المربعة من العالم‬ ‫حتى كادت أن تسيطر على نصف مساحة الكرة الرضية عسكريا؟‬ ‫أم أن أولئك الدعاة والباحثين والدارسين انقسموا ما بين مؤيد وداعٍ ومناضل في‬ ‫سبيل هذه الفلسفة الشيطانية وبين رافض ومحارب لها يسيرا ؟‪ .‬ثم بأي درجة من‬ ‫درجات الرفض والمحاربة عملوا ؟‬

‫‪104‬‬

‫‪64‬‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان ص ‪.65‬‬

‫فمع السف الشديد إن الحملة على تلك الفكار الماركسية اليهودية التي قامت‬ ‫بها الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية كانت أشد ضراوة‬ ‫مما قامت به دول العالم العربي أو السلمي‪ ،‬بمئات المرات ل كما يزعم البعض‬ ‫أن أمريكا زجت بالمسلمين في حربهم ضد الشيوعية‪.‬‬ ‫وأنه لول تكاتف الدول الغربية الرأسمالية وتحالفها عسكريا في حلف شمال‬ ‫الطلسي والحلف التي سبقته لِت ِقفَ أمام الزحف الحمر‪ ،‬لسيطرت الشيوعية‬ ‫الماركسية اليهودية على كل الرض وتحققت بهذه السيطرة العقيدة اليهودية‬ ‫ك لليهود وهم شعب ال‬ ‫المزورة‪ ،‬أو ما يسمى بالمسألة اليهودية وهي (أن الرض مل ٌ‬ ‫المختار والبشر حيوانات خلقوا لخدمتهم)‪.‬‬ ‫فهل قاوم السلميون الشيوعية الماركسية اليهودية كما ينبغي أن تقاوم أيامنا‬ ‫هذه؟؟!!!!! ‪ ،‬أم أنهم قالوا ماتت وانتهت فانطلت عليهم الكذبة اليهودية الماركسية‬ ‫الكبرى في أسلوبها الجديد (البيروسترويكا) كما انطلت على معظم شعوبهم‬ ‫السلمية‪ -‬ومنهم بعض التيارات السلمية‪ -‬صداقة التحاد السوفيتي الشيوعي‬ ‫سابقا ونصرتها للقضايا العربية والسلمية ضد الرأسمالية!!؟؟‪.‬‬ ‫في مجال الحريات العامّة‪:‬‬ ‫لم يكن وضع الحريات العامة في النظام الشيوعي الماركسي ‪ -‬صنيع اليهودية‪-‬‬ ‫أقل سوءا من وضع المقاصد الضرورية الخمس (حفظ الدين وحفظ العقل وحفظ‬ ‫النسل وحفظ المال‪ ،‬وحفظ النفس)‪.‬‬ ‫فقد انتهكت هذه الحريات سوا ًء المتعلقة بمصالح الفراد المادية أو مصالحها‬ ‫‪65‬‬

‫المعنوية انتهاكا صارخا بمنعها أو تقييدها بالقانون تارة أو بالقضاء عليها والحد منها‬ ‫بالسلوك تارة‪.‬‬ ‫ولن تفصيل ذلك يطول بحيث يستوعب المجلدات فقد رأيت الحديث في هذا‬ ‫المجال بالشارة والختصار الشديد‪ ،‬وخاصة أنه ليس موضوعنا الساس‪.‬‬ ‫ومثل من يطلب الدليل على ذلك كمثل من يطلب الدليل على إثبات رؤية الشمس‬ ‫في رائعة النهار صيفا بل سحاب‪ ،‬ولكن أنصح من يُصر على ذلك أن يعيش فترة‬ ‫يسيره من عمره في دولة اشتراكية أو بعثية بصفته مواطنا أصليا غير اشتراكي أو‬ ‫بعثي‪ ،‬أو أن يكسب ثقة مواطن عاش أو يعيش في إحدى الدول الشتراكية ثم بعدها‬ ‫يصارحه عن وضع الحريات في بلده‪ .‬معتذرين مسبقا عن الجابة على شبهات‬ ‫البعض ممن أشربوا في قلوبهم حب الفكر الماركسي أو ضلّلوا بالتحليلت السياسية‬ ‫الخداعة لهذا الفكر الجاسوسي عن طريق الدعاية الجارفة بالتكرار والزمن‪ ،‬وأن‬ ‫يقرأ الكتب التالية ‪:‬‬ ‫مؤلفات لينين‪.‬‬‫البيان الشيوعي لماركس وإانجلز‪.‬‬‫الحرب الثورية الشيوعية (صلح نصر)‬‫بروتوكلت حكماء صهيون (أو ما يسمى بالنجيل البلشفي)‬‫سلسلة مؤلفات طارق حجي‪-:‬‬‫‪‬أفكار ماركسية في الميزان‪.‬‬ ‫‪‬الشيوعية والديان‪.‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪‬تجربتي مع الماركسية‪.‬‬ ‫‪‬ما العمل؟‬ ‫‪‬فصول في السياسة والحياة‪.‬‬ ‫قال الناس ولم أقل(عمر التلمساني)‪.‬‬‫أسرار حركة الضباط الحرار والخوان المسلمين (حسين محمد أحمد‬‫حمودة)‪.‬‬ ‫فشل حركة يوليو (د‪.‬جابر الحاج)‬‫حقوق النسان وحرياته الساسية في النظام السلمي والنظم‬‫المعاصرة(د‪.‬عبد الوهاب الشيشاني)‪.‬‬ ‫الطبقة الجديدة (موفيلن دجلس)‪.‬‬‫موسكو وإسرائيل –مقدمة الكتاب‪(-‬د‪.‬عمر حليق)‬‫التضليل الشتراكي (د‪.‬صلح المنجد)‬‫‪-‬خمس دقائق ‪ 9‬سنوات في سجون سوريا (هبة الدباغ) وغيرها الكثير‪.‬‬

‫‪67‬‬

‫تقسم الحريات عامة إلى قسمين‪:‬‬

‫‪105‬‬

‫‪-1‬الحريات المتعلقة بمصالح الفراد المادية‪ ،‬وهي أربعة‪:‬‬ ‫‪-1‬الحرية الشخصية ويندرج تحتها‪:‬‬ ‫‪‬حرية الذات‪ :‬فهل يضمن النظام الشتراكي تحقيقها للفراد كأن‬ ‫يكون الفرد قادرا على التصرف في شؤون نفسه‪ ،‬محافظا على‬ ‫كرامته ووجوده غير معرّض للهانة والتعذيب في ذاته أو‬ ‫مشاعره‪ ،‬كما يضمن ذلك العلن العالمي لحقوق النسان؟؟‬ ‫‪‬حرية التنقل‪ :‬فهل يضمن النظام الشتراكي قدرة الشخص على‬ ‫التنقل داخل القاليم بحرية أو أن يخرج من بلده دون تقييد أو‬ ‫منع؟؟ يكفينا في ذلك قصة سور برلين وما يسمى بالجروبات‬ ‫الجماعية في العهد الشيوعي السابق‪ ،‬علما أنه قد هدم سور‬ ‫برلين وخففت القيود على السفر حديثا لما تقتضيه مصلحة‬ ‫الشتراكية في ثوبها الجديد (البيروستروكيا)‪.‬‬ ‫‪‬الحق في المن‪ :‬يقول الدستور السوفيتي الصادر سنة ‪ 1936‬ما‬ ‫نصه‪":‬الحرية الشخصية مضمونة لمواطني التحاد السوفيتي‪،‬‬ ‫ول يجوز اعتقال أحد إل بقرار من المحكمة أو بأمر من النيابة"‪.‬‬ ‫هل هذا النص الدستوري مطبق فعليا أم هو إحدى صور الكذب‬ ‫‪105‬‬

‫‪ -‬أخذت مادة هذا الموضوع عين كتاب حقوق النسيان وحرياتيه النسيانية فيي النظام‬

‫السلمي والنظم المعاصرة‪ ،‬للدكتور عبد الوهاب الشيشاني‪(.‬بتصرف يسير)‪.‬‬ ‫‪68‬‬

‫والتضليل الماركسي غير المحدود!!؟؟ فهل صحيح أنه ل يجوز‬ ‫القبض على أحد أو إيقافه بشكل تعسفي؟ وهل يبلّغ كل من‬ ‫يقبض عليه عن سبب القبض عليه ؟ وهل يعرف التهمة‬ ‫الموجهة إليه؟‬ ‫وهل يقدم المقبوض عليه أو الموقوف بسبب تهمة جنائية فورا للقضاء؟( وتعليقنا‬ ‫على هذا السؤال نعم يقدم للقضاء ولكن للقضاء عليه!!!!)‪.‬‬ ‫وإذا لم يتم القضاء عليه لسباب حزبية شيوعية تكتيكية فهل يحق له المطالبة‬ ‫بالتعويض القابل للتنفيذ كما نصت عليه التفاقية الوروبية؟ أين يقف هذا النص‬ ‫الدستوري من مئات المليين الذين أزهقت أرواحهم‪ ،‬أو المليين بل عشراتها ممن‬ ‫قضوا معظم حياتهم تحت أشد أنواع التعذيب البشري في الزنازين وغياهب‬ ‫السجون!؟‬ ‫ثم اقرأ كتاب هبة الدباغ عن سبب اعتقالها لمدة ‪ 9‬سنوات وهي تحت‬ ‫التعذيب –فقط لن شقيقها من الخوان المسلمين –واسم الكتاب" خمس دقائق ‪9‬‬ ‫سنوات في سجون‬

‫سورية"‪.‬‬

‫‪‬حق سرية المراسلت‪ :‬ومضمونه عدم جواز كشف سرية‬ ‫المراسلت والتصالت بين الفراد‪ ،‬لما في ذلك من اعتداء‬ ‫على حق ملكية ما تضمنته هذه المراسلت وتعطيل لهذا‬ ‫الحق الشخصي وانتهاك لحرية الفكر‪.‬‬ ‫كيف يصان هذا الحق الدنى في الدول الشتراكية والضرورات الخمس‬ ‫السيالفة الذكر ( حفظ الدين‪،‬حفظ النفس‪،‬حفظ العقل ‪،‬حفظ المال‪ ،‬وحفظ النسل)‬ ‫‪69‬‬

‫جميعها مستباحة!!!!؟؟؟؟‬ ‫هذه أربعة من الحريات الشخصية قد استباحتها النظم الشتراكية سواء في‬ ‫الدول العربية أم غيرها‪.‬‬ ‫‪ -2‬حرية المسكن‪.‬‬ ‫ج‪ -‬حرية التملك‪.‬‬ ‫إذا كان نزع الملكية الخاصة (التأميم) أهم ركن من أركان الفلسفة أو العقيدة‬ ‫الماركسية الشيوعية‪ .‬فكيف يحق للمواطن في الدول الشيوعية الحتفاظ بملكية‬ ‫مزرعته ومسكنه؟ في الوقت الذي منعت الماركسية اللينينية حق المواطن في‬ ‫المسكن الذي يريد ووضعته في القرى الجماعية (كيبوتسات) أو فيما بعد في شقق‬ ‫صغيرة جدا‪ .‬لكن الشتراكية الفابية كانت أقل صرامة في هذا المر‪ ،‬حيث أعطت‬ ‫المواطن الحق بامتلك عقاره أو مسكنه لمدة ‪ 100‬عام فإذا أراد أن يبيعه بعد ‪70‬‬ ‫عاما سيكون ثمنه مساويا لقيمته في المدة المتبقية فقط أي يبيعه لمدة ‪ 30‬عاما فقط‬ ‫وبعدها تعود ملكيته للدولة‪.‬‬ ‫‪-2‬الحريات المتعلقة بمصالح الفراد المعنوية‪:‬‬ ‫‪-1‬حرية العقيدة والعبادة‪.‬‬ ‫‪-2‬حرية الرأي والجتماع والصحافة‪.‬‬ ‫‪-5‬حرية التقاضي‪.‬‬ ‫‪-8‬الحريات السياسية‪.‬‬ ‫‪70‬‬

‫نكتفي بذكر عناوينها فقط للكفاية الحاصلة من مناقشة الضروريات الخمس‬ ‫السابقة‪.‬‬

‫‪71‬‬

‫ثانيا‪ :‬مصالح العباد في النظام الديموقراطِي الرأسمالي (المريكي )‬ ‫تبين لنا مما سبق موقف النظام الشيوعي من الضروريات الخمس للناس كافة‪.‬‬ ‫يهدم صراحيية ثلثة منها( الدين‪ ،‬المال‪ ،‬النسل) ويهدم واقعيا ‪ -‬وان لم يصرح‬ ‫بذلك‪ -‬الصليين البياقيين ( النفس‪ ،‬العقل)‪.‬‬ ‫وفيما يلي موقف النظام الديموقراطي الرأسمالي من الضروريات الخمس‬ ‫للنسانية وللمسلمين خاصة‪.‬‬ ‫" ل قد اختر نا الد ستور المري كي كنموذج للد ساتير الديموقراط ية لثبا ته وحيوي ته‪،‬‬ ‫فهو لم يطرأ عليه تغيير إل نادرا وفي أجزاء قليلة منه ألحقت بها بعض التعديلت‪.‬‬ ‫وهذا المير يدل على أن واضعيي الدسيتور كانيت غايتهيم المصيلحة العامية‪ ،‬وأنهيم‬ ‫ناضجون يعرفون حقيقة أحاسيس الشعب وتطلعاته ومتطلباته"‪.106‬‬ ‫صودق على الد ستور المري كي بمواده ال سبعة في ‪17/9/1787‬م‪ ،‬ز من الرئ يس‬ ‫جورج واشنطين‪ ،‬ثيم تطور وتوسيع ميع الزمين ليلبيي الحاجات المتغيرة للوليات‬ ‫المتحدة‪ .‬ح يث صودق على (‪ )27‬تعديل ما ب ين عا مي ‪ ، 1791‬و ‪ 1992‬ميلد ية‪،‬‬ ‫ليقييم بذلك نظاميا فدرالييا تتوزع فييه السيلطات بيين حكومات الوليات والحكومية‬ ‫القومية‪.‬‬

‫‪106‬‬

‫‪72‬‬ ‫‪72‬‬

‫‪ -‬مقومات الديموقراطيية ‪/‬النموذج الردنيي‪ -‬دراسية مقارنية للدكتور رجائي المعشير ص‬

‫فقيد اهتميت التعديلت العشرة الولى على الدسيتور‪ ،‬المصيادق عليهيا فيي عام‬ ‫‪ 1791‬م‪ ،‬بالحقوق حتى عرفت بي ( وثيقة الحقوق)‪ .‬ولقت الحقوق المدنية اهتماما‬ ‫ملحو ظا من المشرع المري كي‪ ،‬فح ين خ شي ب عض المواطن ين من أن يف سر إدراج‬ ‫بعض الحقوق في وثيقة الحقوق على أن حقوقا أخرى لم تأت الوثيقة على ذكرها ل‬ ‫يحميها الدستور‪ .‬فقد أقر التعديل التاسع في ‪15/12/1791‬م‪ ،‬لتجنب هذا التفسير‪.‬‬ ‫ونصه‪:‬‬ ‫" أن تعداد الدستور لحقوق معينة ل يجوز أن يفسر على انه إنكار لحقوق أخرى‬ ‫يتمتع بها الشعب‪ ،‬أو انتقاصا منها "‪.‬‬ ‫ففي الوقت الذي سنتعرف فيه على موقف الدستور المريكي من الصول أو‬ ‫الضروريات الخمس في الشريعة السلمية‪ ،‬فإن علينا أن نتذ كر أنها ل تد ين بد ين‬ ‫السيلم ابتداءَ‪ ،‬ولييس مطلوبيا منهيا سين القوانيين التيي تراعيى أحكام الشريعية‬ ‫ال سلمية‪ ،‬ك ما يت صور الب عض‪ ،‬فان هذا ي عد خرو جا عن المعقول‪ ،‬علما أن بع ضا‬ ‫مين ذلك ممكين إذا أرادت الجاليية السيلمية‪ ،‬أسيوة بالقليات الدينيية الخرى‪ ،‬وقيد‬ ‫حصل‪.‬‬ ‫أول‪:‬حفظ الدين‬ ‫نص الدستور المريكي في التعديل الول الذي أقر في ‪ 15/12/1791‬م‪ ،‬أي بعد‬ ‫‪ 4‬سنوات من إقراره على حرية ممارسة الدين‪:‬‬ ‫" ل يصيدر الكونغرس أي قانون خاص بإقامية ديين مين الديان أو يمنـع حريـة‬ ‫ممارسـته‪ ،‬أو يحيد مين حريية الكلم أو الصيحافة أو مين حيق الناس فيي الجتماع‬ ‫‪73‬‬

‫سلميا‪"...‬‬ ‫و في الشرح‪ " :‬قا مت دول عديدة بإعلن أ حد الديان دينا( ر سميا) معتمدا للبلد‪،‬‬ ‫ودعمتيه بأموال الحكومية‪ ،‬لكين هذا التعدييل يمنيع الكونغرس مين إقامية ديين ميا أو‬ ‫اعتماده رسميا في الوليات المتحدة‪ .‬وقد فسر على أنه يمنع تأييد الحكومة أو دعمها‬ ‫للمعتقدات الدين ية‪ .‬وبالضافية إلى ذلك‪ ،‬ل يجوز للكونغرس إقرار قوانيـن تحـد مـن‬ ‫العبادة وحرية الكلم والصحافة‪ ،‬أو تمنع الناس من الجتماع بشكل سلمي‪."...‬‬ ‫فثبيت بذلك وبنيص الدسيتور المريكيي حريية ممارسية الديان‪ -،‬ومنهيا الديين‬ ‫السلمي‪ .-‬فهل بقي هذا النص مظهرا من مظاهر الدعاية فقط‪ ،‬أم أنه طبق واقعا؟‬ ‫وجوابه من وجوه‪:‬‬ ‫ازدياد أعداد المسلمين‬ ‫يجب أن يعلم أن أول من هاجر من المسلمين إلى أمريكا كان في سنة ‪.1071869‬‬ ‫أي ب عد ‪ 80‬عاما من إقرار الد ستور المري كي الذي يم ثل تار يخ ال ستقلل‪ .‬ثم ب عد‬ ‫ذلك تزايد عدد المهاجرين‪ ،‬وأسلم من أسلم من السكان الصليين‪ ،‬وبدأ الدعاة عملهم‪،‬‬ ‫حتيى قدر عدد المسيلمين هذه اليام بيي ( ‪ ) 7-6‬مليون مسيلم ميا بيين مهاجير‬ ‫وأصلي‪ .108‬والبعض يشير إلى أن عددهم يتراوح ما بين (‪ )20-15‬مليون مسلم‪.‬‬

‫‪109‬‬

‫وقال زعيم امة السلم لويس فرقان‪" :‬أن عدد المسلمين في الوليات المتحدة تجاوز‬ ‫‪107‬‬

‫‪ -‬القليات المسيلمة فيي العالم‪ ،‬مجموعية أبحاث وقائع المؤتمير العالميي السيادس للندوة‬

‫العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.84‬‬ ‫‪108‬‬

‫‪74‬‬

‫‪ -‬جريدة الدستور الردنية في ‪.28/4/2001‬‬

‫الثلث ين مليو نا"‪.‬‬

‫‪110‬‬

‫والحد يث عن تزا يد أعداد من أ سلموا في أمري كا له مراج عه‬

‫الخاصية وقصيصه‪ .‬فقيد كنيت واحدا مين بيين المئات الذيين سيمعوا قول العالم‬ ‫الجيولوجي المشهور زغلول النجار في سلطة المصادر الطبيعية في الردن بتاريخ‬ ‫‪6/8/2003‬م‪ ،‬حيين كان فيي الرياض أيام حرب تحريير الكوييت مين نظام البعيث‬ ‫العر بي الشترا كي‪ ،‬عن إ سلم (‪ )20000‬عشر ين أل فا من الجنود المريكي ين في‬ ‫السيعودية‪ .‬وقيد أشار فهميي هويدي إلى وجود (‪ )30-10‬ألف مسيلم فيي الجييش‬ ‫المريكي‪ ،‬وأن إدارة السجون المريكية عينت (‪ ) 80‬إماما مسلما للوعظ والرشاد‬ ‫فيي السيجون‪ ..111‬كميا قرأت مقال فيي بدايية عقيد التسيعينيات الماضيي فيي مجلة‬ ‫( المجال ) التي تصدرها الجالية العربية في أمريكا‪ ،‬وفيه لقاء مع الكولونيل المسلم‬ ‫مفتي المسلمين في الجيش ألمريكي‪ ،‬يتحدث ف يه عن الدعوة السلمية في الجيش‬ ‫وأمله أن تستجيب قيادة الجيش بتعيين مساعدين له‪ .‬وقصة اعتقال الضابط المريكي‬ ‫الواعظ المسلم في سجن جوانتانامو المتهم بتهريب معلومات إلى تنظيم القاعدة من‬ ‫قريب ل زالت في الذهان‪ ،‬حيث أفرج عنه مؤخرا لعدم كفاية الدلة‪.‬‬ ‫فثبت تزايد المسلمين في الجيش المريكي فضل عن تزايدهم في المدنيين‪ ،‬حيث‬ ‫لم يكن فيها مسلم واحد وقت تأسيس الوليات المتحدة المريك ية‪ ،‬ولم ت قم السلطات‬ ‫بحملت البادة ضدهم‪ ،‬في حين كان عددهم في روسيا التي أصبح اسمها بعد الثورة‬ ‫‪109‬‬

‫‪ -‬السيلم والمسيلمون فيي أمريكيا‪ ،‬للدكتور معيين القدوميي ص ‪ 8‬نقل عين مجلة زهرة‬

‫الخليج‪ -‬أبو ظبي‪ ،15/9/1990 ،‬ص ‪.72‬‬ ‫‪110‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،8‬نقل عن جريدة المسلمون‪ ،‬العدد (‪ ،)5‬في ‪.9/3/1985‬‬

‫‪111‬‬

‫ مجلة المجلة ‪.29/11/2000-23‬‬‫‪75‬‬

‫الشيوعية عام ‪1917‬م‪( ،‬جمهوريات التحاد السوفيتي)‪ )100( ،‬مائة مليون مسلم‪.112‬‬ ‫بدأت ضدهم حملت البادة بعد تمكن الثورة من بسط نفوذها‪ ،‬كما مر معنا سابقا‪.‬‬ ‫ازدياد أعداد المساجد‬ ‫أول مسيجد أنشيئ كان فيي مدينية هايلنيد بارك فيي وليية متشيغان فيي سينة‬ ‫‪1919‬م‪ ،‬توالى بعدها افتتاح المساجد‪ ،‬حتى وصل عام ‪1986‬م إلى (‪ )400‬أربعمائة‬ ‫مسيجد‪ .113‬وحسيب إحصيائية أمريكيية نشرتهيا جريدة الدسيتور الردنيية بتارييخ‬ ‫‪ ،28/4/2001‬وصيل عدد المسياجد فيي أمريكيا فيي سينة ‪ 2000‬م إلى‪)1209( ،‬‬ ‫م سجد‪ .‬وعلى مو قع وزارة الخارج ية المريك ية ‪ /‬مك تب برا مج العلم الخار جي ‪،‬‬ ‫وصل عدد المساجد سنة ‪ 1997‬إلى (‪ )1250‬مسجد‪ .‬في حين كان " عدد المساجد‬ ‫في إقل يم قازان وحده في رو سيا ق بل الثورة الشيوع ية (‪ )28000‬ثمان ية وعشر ين‬ ‫ألف مسجد ‪ ،‬بقي منها (‪ )400‬أربعمائة مسجد فقط"‪ .114‬بل "عمد النظام الشيوعي في‬ ‫التحاد السيوفيتي إلى هدم جمييع المؤسيسات السيلمية التيي يمكين أن تسياهم فيي‬ ‫المحافظية على الشخصيية السيلمية وثقافتهيا‪ ،‬ومين أهيم تلك المؤسيسات‪ :‬الوقاف‬

‫‪112‬‬

‫‪113‬‬

‫ عن كتاب قتلوا من المسلمين مآت المليين‪ ،‬لمحمود القاسم‪،‬ص ‪.6‬‬‫‪ -‬القليات المسيلمة فيي العالم‪ ،‬مجموعية أبحاث وقائع المؤتمير العالميي السيادس للندوة‬

‫العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.88-87‬‬ ‫‪114‬‬

‫‪ -‬القليات المسيلمة فيي العالم‪ ،‬مجموعية أبحاث وقائع المؤتمير العالميي السيادس للندوة‬

‫العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.439‬‬ ‫‪76‬‬

‫ال سلمية‪ ،‬والمحاكم الشرع ية‪ ،‬والمدارس والمعاهد السلمية"‪ .115‬وأغل قت ال صين‬ ‫الشيوعية (‪ )29‬ألف مسجد في إقليم تركستان الشرقية وحده‪.116‬‬ ‫ولعيل معارضيا يقول إن هذه الجرائم الشيوعيية قيد انتهيت بموت الشيوعيية‪،‬‬ ‫والخطر الكبر هو خطر الغرب وعلى رأسه أميركا‪.‬‬ ‫وجوابيه‪ :‬إن هذه الجرائم لم تنتيه‪ ،‬فقيد كان إسيلم كريموف ‪ -‬رئييس جمهوريية‬ ‫أوزبك ستان ب عد أن ا ستلم الح كم م نذ النهيار المزعوم للتحاد ال سوفيتي‪ -‬قد سمح‬ ‫بافتتاح (‪ )5000‬خمسية آلف مسيجد‪ .‬إل أنيه أغلق منهيا (‪ )4992‬مسيجدا‪ ،‬وأبقيى‬ ‫ثمان ية ف قط‪ .‬واعت قل (‪ )30‬ألف م سلم‪ ،‬من هم(‪ )7‬آلف من النشطاء الدعاة‪ ،‬مار ست‬ ‫الشيوع ية ضد هم أب شع أنواع التعذ يب في سجن سجليق وحولت هم إلى عب يد‪ .‬وم نع‬ ‫الذان في الم ساجد المتبق ية في م كبرات ال صوت‪ ،‬وأ جبر الرجال على حلق لحا هم‪،‬‬ ‫والنسياء على خلع الحجاب‪ .‬وكيل هذا بحجية محاربية الرهاب بعيد أحداث الحادي‬ ‫عشر من أيلول‪.117‬‬ ‫والى مثيل هذا الضطهاد‪ ،‬ميا أشار إلييه فهميي هويدي فيي (مجلة المجلة‪-18 ،‬‬ ‫‪ .)6/2000/-24‬و ما أشارت إل يه جريدة الد ستور الردن ية في ‪ .28/4/2001‬وأ ما‬ ‫في طاجكستان فقد قتلت الشيوعية في غضون ثلثة أيام‪ )5( ،‬آلف مسلم‪ ،‬واعتقلت‬

‫‪115‬‬

‫‪ -‬القليات المسيلمة فيي العالم‪ ،‬مجموعية أبحاث وقائع المؤتمير العالميي السيادس للندوة‬

‫العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.67‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪117‬‬

‫ المصدر السابق ص ‪.479‬‬‫ مجلة الفرقان الكويتية‪ ،‬العدد ‪ ،285‬في ‪.22/3/2004‬‬‫‪77‬‬

‫(‪ )4‬آلف م سلمة‪ ،‬و فر (‪ )100‬ألف من الذبح‬

‫‪118‬‬

‫أ ما خارج الجمهوريات ال سلمية‬

‫ذات الستقلل الصوري عن الشيوعية‪ ،‬فالحديث عن القتل والضطهاد في صفوف‬ ‫المسيلمين بعيد عام ‪ ،1990‬فيي الشيشان والبوسينة والهرسيك وسيراييفو وكوسيوفو‪،‬‬ ‫يطول‪ ،‬نكتفي بالشارة إليه فقط‪.‬‬ ‫ولكن السؤال الكبير المعهود‪ ،‬لماذا ل تنتشر أخبار جرائم الشيوعية‪ ،‬بل لم يسمع‬ ‫بها معظم المسلمين ؟ فهل جرائم أمريكا المرتكبة ضد سجناء سجن ( أبو غريب )‬ ‫على يد المريكان أسوء من جرائم الشيوعية هذه‪ ،‬حتى دوى صدى أخبارها بيوتات‬ ‫العالم أجمع وعلى مدار أكثر من شهر مضى ول زال الحديث عنها يتكرر ؟‪ .‬ولماذا‬ ‫ل يقال إن الشيوعية تريد ابتلع العالم بحجة محاربة الرهاب كما يقال عن أمريكا؟‬ ‫ف قد أعلن زعماء الشيوع ية مرارا وعلى رأ سهم الزع يم الشيو عي الرو سي (بوت ين)‬ ‫معاناتهيم على حيد زعمهيم مين الرهاب فيي الشيشان وأوزبكسيتان وطاجكسيتان‪،‬‬ ‫وأعلنوا دعم هم لمري كا ضده‪ ،‬في الو قت الذي يمار سونه بأ سلوب جد يد مطور في‬ ‫كل البلد الشتراك ية‪ ،‬العرب ية وغ ير العرب ية‪ .‬إن ال مر بحا جة إلى وق فة تأ مل في ما‬ ‫يجري من أحداث خطيرة جدا يموت ذكر ها‪ ،‬وأخرى تض خم وتض خم وتضخم حتى‬ ‫يطغى خبرها على كل حدث كبير‪ .‬فمن قال إن جرائم أمريكا في العراق أسوء فقد‬ ‫افترى‪ .‬و من قال إن ها دون ها بكث ير كث ير ف قد أ صاب‪ ،‬و بالتالي عل يه أن ير كز في‬ ‫حربيه على المجرم ال كبر والخطير الحمير‪ ،‬ول يردد ميا يملى عل يه من شعارات‬ ‫مضللة مثل شعار (ماتت الشيوعية)‪.‬‬ ‫ول كن الغرب من الغر يب أن يقال عن جرائم الشيوع ية في كل مكان‪Made(:‬‬ ‫‪118‬‬

‫‪78‬‬

‫‪ -‬مجلة الفرقان‪ ،‬عدد ‪ ،40‬أيلول ‪1993‬م‪.‬‬

‫‪!!!)In America‬‬ ‫ازدياد انتشار اللغة العربية‬ ‫يقول المين العام للمجلس العلى للشئون السلمية السابق في مصر‪:‬‬ ‫" يع تبر ن شر الل غة العرب ية ب ين القليات ال سلمية من أ كبر و سائل الدعوة إلى‬ ‫السلم‪ ،‬فالعلقة بين اللغة العربية والسلم ل تحتاج إلى بيان‪ ،‬ولكنها تبدوا بالنسبة‬ ‫للقليات السلمية في البلد غير السلمية وسيله هامة للحتفاظ بكيانها السلمي‪،‬‬ ‫ووسيلة لوقف تدهور الصالة الثقافية للمسلمين في هذه البلد‪.119‬‬ ‫فأول صيحيفة عربيية فيي أمريكيا‪ ،‬صيحيفة (كوكيب أمريكيا) صيدرت فيي عام‬ ‫‪1892‬م في مدي نة نيويورك‪ ،‬ح يث كان لهيا الفضيل فيي المحافظية على إبقاء الل غة‬ ‫العربيية ح ية فيي نفوس المسيلمين‪ ،‬وتوالى بعدهيا صيدور ال صحف بالعربيية‪ ،‬منهيا‬ ‫(اليام) في سنة ‪1898‬م‪ ،‬و(الهدى) و(المهاجر) في سنة ‪1903‬م‪.120‬‬ ‫ازدياد أعداد المدارس والمراكـز والمعاهـد السـلمية‪ ،‬والجامعـة السـلمية‪،‬‬ ‫والقرية السلمية‬ ‫بدأ انتشار المدارس السلمية‪ ،‬ومنها مدارس نهاية السبوع التي تدرس طلبها‬ ‫‪119‬‬

‫‪ -‬القليات المسيلمة فيي العالم‪ ،‬مجموعية أبحاث وقائع المؤتمير العالميي السيادس للندوة‬

‫العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.51‬‬ ‫‪120‬‬

‫‪ -‬القليات المسيلمة فيي العالم‪ ،‬مجموعية أبحاث وقائع المؤتمير العالميي السيادس للندوة‬

‫العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.86-85‬‬ ‫‪79‬‬

‫اللغة العربية‪ ،‬والقرآن الكريم والتاريخ السلمي والعبادات‪ .‬ومنها المدارس ذات‬ ‫العضاء المسلمين‪ ،‬حيث من خللها أصبحت العربية تدرس في المدارس العامة‬ ‫الحكومية‪ .‬ومنها المدارس الدينية السلمية‪ ،‬ومعظم معلميها من المسلمين‪ .‬ومنها‬ ‫معهد الدراسات السلمية في لوس أنجلوس‪ ،‬وغيره حيث تجاوز عددها الخمسين‬ ‫معهدا‪ .‬وغير ذلك مما ذكر في البحث‪.121‬‬ ‫وتحت عنوان ( التحادات والجمعيات والمراكز السلمية )أورد الدكتور معين‬ ‫القدومي أسماء (‪ )20‬منها‪ ،‬ذكر سنة التأسيس و المكان والهداف والفروع إن‬ ‫وجد‪.122‬‬ ‫وتحت عنوان ( الجامعة المريكية السلمية ) أورد الدكتور معن شرحا‬ ‫مختصرا عن الجامعة‪.123‬‬ ‫وتحت عنوان ( القرية السلمية )‪ ،‬أورد الدكتور معن ملخصا عنها‪ ،‬حيث تقع‬ ‫في ضواحي مدينة (فرزنوا‪ -‬كاليفورنيا)‪ ،‬وتتسع لكثر من ألف بيت‪ ،‬بهدف العيش‬ ‫في حياة إسلمية نقية‪.124‬‬ ‫مما مضى يتبين لنا بأنه " ل شك بان المسلمين في الوليات المتحدة يتمتعون‬ ‫بالحرية الكاملة التي تتيح لهم أن يمارسوا عقيدتهم ويستخدموا كل الوسائل العلمية‬ ‫‪121‬‬

‫‪ -‬القليات المسيلمة فيي العالم‪ ،‬مجموعية أبحاث وقائع المؤتمير العالميي السيادس للندوة‬

‫العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪ 95-91‬بتصرف‪.‬‬ ‫‪122‬‬

‫‪123‬‬

‫‪124‬‬

‫‪80‬‬

‫ السلم والمسلمون في أمريكا‪ ،‬ص ‪.23-12‬‬‫ السلم والمسلمون في أمريكا‪ ،‬ص ‪.26-23‬‬‫‪ -‬السلم والمسلمون في أمريكا‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫في نشر دينهم "‪.125‬‬

‫‪125‬‬

‫ السلم والمسلمون في أمريكا‪ ،‬ص ‪.45‬‬‫‪81‬‬

‫ثانيا‪ :‬حفظ النفس أو الحياة‬ ‫جاء في التعديل الرابع عشر من الدستور المريكي (الفقرة الولى)‪ ،‬الذي أقر في‬ ‫‪ 9/7/1868‬م ما يلي‪:‬‬ ‫"جمييع الشخاص المولودون فيي الوليات المتحدة أو المتجنّسيون بجنسييتها‬ ‫والخاضعون لسلطانها يعتبرون من مواطني الوليات المتحدة ومواطني الولية التي‬ ‫يقيمون فيها‪ .‬ول يجوز لية ولية أن تضع أو تطبق أي قانون ينتقص من امتيازات‬ ‫أو حصانات مواطني الوليات المتحدة‪ .‬كما ل يجوز لية ولية أن تحرم أي شخص‬ ‫من الحياة أو الحرية أو الممتلكات دون مراعاة الجراءات القانونية الصولية ‪ .‬ول‬ ‫أن تحرم أي شخص خاضع لسلطانها من المساواة في حماية القوانين "‪.‬‬ ‫وجاء في التعديل الخامس (حقوق المتهمين في القضايا الجزائية) الذي أقر في‬ ‫‪15/12/1791‬م‪ ،‬ما يلي‪:‬‬ ‫"‪ ...‬ول أن يحرم ميين الحياة أو الحرييية أو الممتلكات دون اتباع الجراءات‬ ‫القانونية الصولية "‪.‬‬ ‫فهل بقي هذا النص مظهرا من مظاهر الدعاية فقط‪ ،‬أم أنه طبق واقعا ؟‬ ‫وجوابه‪:‬‬ ‫ث بت ل نا ب ما ل يدع مجال ل صاحب هوى‪ ،‬ازدياد أعداد الم سلمين في أمري كا مع‬ ‫الز من‪ ،‬ك ما ورد ق بل قل يل‪ ،‬ثم نت سائل‪ ،‬أ ين المقابر الجماع ية للم سلمين في أمري كا‪،‬‬ ‫كما يحدث في البلد الشتراكية ؟‬ ‫أيين التشرييد والعتقالت فيي صيفوف المسيلمين فيهيا‪ ،‬كميا يحدث فيي البلد‬ ‫‪82‬‬

‫الشتراكية؟‬ ‫بيل أيين المعتقلون والمعذبون الذيين أخذوا بسيبب انتماء أحيد أقربائهيم لتنظيمات‬ ‫إسلمية‪ ،‬كما يحدث في البلد الشتراكية ؟‬ ‫إن قتل النفس النسانية عند الشتراكيين أهون عليهم من قتل النعام أو الطيور‪،‬‬ ‫لنهم يعتبرون البشر بهائم خلقوا لخدمتهم‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬حفظ النسل‬ ‫تع تبر ال سرة في المجت مع المري كي أمرا مقد سا‪ ،‬ف ما عقد ته كل مة ال بالزواج‬ ‫المشروع ل تحله قوة على الرض مهميا بلغيت‪ ،‬وهذه هيي تعالييم الكنيسية المعمول‬ ‫بها‪ ،‬فقد بالغوا بالمحافظة على رابطة السرة‪ ،‬لحد التطرف الذي وصل إلى تحريم‬ ‫الطلق‪ .‬و سنوا من القوان ين ما ير عى أطفال هم ويض من سلمة تنشأت هم والمحاف ظة‬ ‫على حياتهم‪.‬‬ ‫فهل أجبر المسلمون في أمريكا على تحديد النسل كما حدث في الصين ؟‬ ‫فهل يرى المريكان أن استئثار رجل بامرأة إنما هو من توابع الملكية الخاصة‬ ‫لها‪ ،‬فإذا ألغيت الملكية الخاصة‪ ،‬زال مبرر النسب والزواج والسرة واستئثار‬ ‫الرجل بزوجة خاصة له ؟‬ ‫ول يقال هنا إنهم ل يراعون ما يح فظ ال سرة حسب الشري عة السلمية ؟‪ .‬إنما‬ ‫يقال هل يمنعون من أراد أن يحافظ على أحكام السلم في أسرته من ذلك‪ ،‬كما منع‬ ‫منه المسلمون في الدول الشيوعية ؟‬ ‫‪83‬‬

‫رابعا‪ :‬حفظ العقل‬ ‫مميا يدل على حفيظ العقول فيي أمريكيا‪ ،‬هيو تسيخير جمييع المكانيات الماديية‬ ‫لجراء الدراسيات والتجارب العلميية فيي مختلف شؤون الحياة‪ ،‬حتيى غدت أمريكيا‬ ‫الرائدة في معظم العلوم والصناعات النووية والحربية والمدنية‪.‬‬ ‫فنرى هجرة أ صحاب العقول والعلماء إلى أمري كا‪ ،‬ول يس إلى الدول الشتراك ية‪،‬‬ ‫التي يحاول المواطن العادي الهجرة منها مهما بلغت عليه المخاطر‪ ،‬وقصص أولئك‬ ‫التعسياء الذيين لقوا حتفهيم على سيور برليين فيي المانييا الشرقيية سيابقا‪ ،‬ل زالت‬ ‫محفورة في الذهان‪.‬‬ ‫وم ما يدل على حرص المشرع المري كي على المحاف ظة على الع قل ما جاء في‬ ‫التعديل السابق الثامن عشر الذي أقر في ‪16/2/1919‬م‪ ،‬ونصه‪:‬‬ ‫" يحظر نقل مشروبات مسكرة في أ ية ولية أو منط قة تابعة للوليات المتحدة‬ ‫أو أراضي داخلة في حيازتها كما يحظر استيرادها إليها لغاية توزيعها أو استعمالها‬ ‫فيها بما يخالف قوانينها "‪.‬‬ ‫وا ستمر قانون تحر يم الخ مر ‪ 14‬سنة ساري المفعول ح تى ال غي الع مل به ح ين‬ ‫صودق على التعديل الحادي والعشرين‪ ،‬في ‪5/12/1933‬م‪ ،‬ونصه‪:‬‬ ‫"ل تصيبح هذه المادة نافذة المفعول إل إذا أقرت كتعدييل للدسيتور مين قبيل‬ ‫مؤتمرات في مختلف الوليات‪ ،‬ح سبما نص عل يه في الد ستور‪ ،‬وذلك في غضون‬ ‫سبع سنوات من تاريخ إحالة الكونغرس هذا التعديل إلى الوليات"‪.‬‬ ‫و في الشرح‪ :‬يل غي هذا التعد يل التعد يل الثا من ع شر‪ ،‬وي عد الب ند الثا ني من هذا‬ ‫‪84‬‬

‫بمسياعدة الحكومية الفدراليية الوليات التيي تحرم المشروبات المسيكرة فيي تنفييذ‬ ‫قوانينها الخاصة بتحريم هذه المشروبات "‪.‬‬ ‫شبهة‪:‬‬ ‫قيد يقول قائل‪ :‬إن الصيناعات الحربيية قيد تطورت كذلك فيي الدول الشيوعيية‬ ‫الكبرى‪ ،‬وخاصة في المجال النووي‪ ،‬وليس المر حكرا لمريكا ؟‬ ‫وجوابه‪ :‬أن هذه السرار التكنولوجية الحربية والنووية وغير الحربية جاءت عن‬ ‫يق التجسيس وسيرقة هذه المعلومات مين الغرب وعلى رأسيها أمريكا‪.126‬‬ ‫طريي‬ ‫والجواسيس الذين نقلوا أسرارها كانوا من اليهود‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬حفظ المال‬ ‫جاء في التعديل الرابع عشر للدستور المريكي (الفقرة الولى)‪ ،‬والذي أقر في‬ ‫‪ 9/7/1868‬م‪ ،‬ما يلي‪:‬‬ ‫"كما ل يجوز لية ولية أن تحرم أي شخص من الحياة أو الحرية أو الممتلكات‬ ‫دون مراعاة الجراءات القانونية الصولية"‪.‬‬ ‫وجاء في التعد يل الخا مس (حقوق المتهم ين في القضا يا الجزائ ية)‪ ،‬و قد أ قر هذا‬ ‫التعديل في ‪15/12/1791‬م ما يلي‪:‬‬ ‫‪126‬‬

‫‪ -‬عن كتاب المخابرات والعالم‪ /‬الجزء الول‪ ،‬ل سعيد الجزائري‪ ،‬في ال صفحات ( ‪-155‬‬

‫‪. ) 165‬‬ ‫‪85‬‬

‫"‪ ...‬ول أن يحرم ميين الحياة أو الحرييية أو الممتلكات دون اتباع الجراءات‬ ‫القانونية الصولية كما ل يجوز نزع أية ملكية خاصة لستخدامها في سبيل المنفعة‬ ‫العامة بدون تعويض عادل "‪.‬‬ ‫وفي الشرح‪ " :‬ويمنع هذا التعديل أيضا الحكومة من مصادرة أملك المواطنين‪،‬‬ ‫بهدف استخدامها للمنفعة العامة‪ ،‬من دون تعويض عادل‪ .‬ويسمى حق الحكومة في‬ ‫مصيادرة الملك لجيل اسيتخدامها للمنفعية العامية حيق نزع الملكيية‪ .‬وتسيتخدم‬ ‫الحكومات هذا الحق لستملك الراضي لبناء الطرق والمدارس والمرافق الحكومية‬ ‫الخرى "‪.‬‬ ‫يكفي نا التعل يق على هذه المادة بالقول‪ :‬إ نه يو جد في أمري كا شركات ات صالت‪،‬‬ ‫وشركات طيران‪ ،‬وشركات نفطيية‪ ،‬تعود ملكيتهيا إلى القطاع الخاص‪ ،‬فضل عين‬ ‫المصانع العاملة في مختلف القطاعات‪ .‬في ح ين أن التأميم أو نزع الملك ية الخا صة‬ ‫لصالح الملكية العامة‪ ،‬هو أحد أبرز أصول الفلسفة الماركسية ول يقال هنا إن النظام‬ ‫الرأ سمالي يقوم على الر با المحرم‪ .‬فهذا معلوم للجم يع‪ ،‬و هو ل يس موضوع الب حث‪،‬‬ ‫وطرح ذلك حيدة جلية عن الموضوع‪.‬‬ ‫مما مضى وغيره يتبين لنا بي " ل شك بأن المسلمين في الوليات المتحدة‬ ‫يتمتعون بالحرية الكاملة التي تتيح لهم أن يمارسوا عقيدتهم ويستخدموا كل‬ ‫الوسائل العلمية في نشر دينهم "‪.127‬‬ ‫حقوق مدنية أخرى‪:‬‬ ‫‪127‬‬

‫‪86‬‬

‫‪ -‬السلم والمسلمون في أمريكا‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫جاء في التعديل الرابع الذي أقر في ‪15/12/1791‬م‪:‬‬ ‫" ل يجوز المسياس بحيق الناس فيي أن يكونوا آمنيين فيي أشخاصيهم ومنازلهيم‬ ‫ومسيتنداتهم ومقتنياتهيم مين أي تفتييش أو احتجاز غيير معقول‪ ،‬ول يجوز إصيدار‬ ‫مذكرة بهذا الخ صوص إل في حال وجود سبب معقول‪ ،‬معزز باليم ين أو التوك يد‪،‬‬ ‫وتبين بالتحديد المكان المراد تفتيشه والشخاص أو الشياء المراد احتجازها "‪.‬‬

‫‪87‬‬

‫جدول يلخص نتائج مصالح العباد في النظام الديموقراطِي الرأسمالي(المريكي)‬ ‫والنظام الشيوعي الشتراكي‬

‫الصل‬

‫النظام الشيوعي‬ ‫هدمٌ نصا‬ ‫وواقعا‬

‫الدين‬

‫هدمٌ‬ ‫واقعا‬

‫*‬

‫النفس‬ ‫المال‬ ‫النسل‬

‫*‬

‫حفظٌ دستورا‬ ‫وواقعا‬

‫حفظٌ قانونا‬ ‫وواقعا‬

‫*‬ ‫*‬

‫*‬

‫العقل‬

‫النظام المريكي‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫* تدل على النتيجة‬ ‫يبين الجدول ما يلي‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫أن موقف النظام الشيوعي ( اليهودي ) من الضروريات الخمس للنسانية‬

‫وللمسلمين خاصة‪ ،‬هدم لثلثة منها نصا وواقعا‪ ،‬وهي الدين والمال والنسل‪ ،‬وهدم‬ ‫‪88‬‬

‫واقعي للصليين البياقيين النفس والعقل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وأن الدستور المريكي ( النصارى )‪ ،‬قد كفل المحافظة على ثلث من‬

‫الضروريات الخمس للنسانية وللمسلمين خاصة‪ ،‬نصا وطبق ذلك واقعا‪ ،‬وهي‬ ‫الدين والمال والنفس‪ .‬في حين ضمن القانون حفظ النسل والعقل نصا وطبق واقعا‪.‬‬

‫‪89‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬النتائج والتوصيات‬ ‫أول‪ :‬النتــائــج‬ ‫أر جو م من سيكتفي بقراءة النتائج والتو صيات‪ ،‬أن ير جع ليقرأ الر سالة ب عد‬ ‫ذلك‪ ،‬فإنه أرجى للقبول‪.‬‬ ‫يقول طارق حجي‪:‬‬ ‫" فنحن ل نصف مذهبا من المذاهب بأنه مذهب هدّام ول بأنه مذهب بنّاء استنادا‬ ‫إلى رأي شخص في هذا المذهب أو ذاك‪ ،‬وإنما نحن نستند إلى معيار واضح ل‬ ‫لبس فيه ول غموض‪ ،‬معيار نعرضه في هذا الفصل على العقول العربية لول مرة‪،‬‬ ‫أما هذا المعيار فيتلخص فيما يلي‪:‬‬ ‫انه لكي يتيسر للباحث المسلم أن يبت في طبيعة وكنه مذهب من المذاهب أو‬ ‫دعوة من الدعوات أو تيار من التيارات‪ ،‬وهل هو مذهب أو دعوة أو تيار بنّاء أو‬ ‫هدّام‪ ،‬لكي يتيسر ذلك بشكل قطعي ل يكتنفه غموض ول تشوبه شائبة‪ ،‬فإن عليه‬ ‫أن يعرض هذا المذهب أو تلك الدعوة أو ذلك التيار على الصول الخمسة للجماعة‬ ‫السلمية‪ :‬الدين والنفس والنسل والعقل والمال‪ ،‬فإن وجد هذا المذهب لهذه‬ ‫الصول حافظا صائنا‪ ،‬فهو مذهب ل غبار عليه من وجهة النظر السلمية‪ ،‬أما إذا‬ ‫وجده مضيعا ومهدرا لصل أو أكثر من تلك الصول فإن عليه بداهة أن يصنفه‬ ‫تحت لواء المذاهب الهدّامة التي تناقض السلم ويناقضها السلم‪ ،‬والتي تسعى‬

‫‪90‬‬

‫لتقويض السلم ويسعى هو وأبناؤه لدحضها"‪ .128‬أ‪.‬هي‪.‬‬ ‫وانسجاما مع النظر السليم في معنى قوله تعالى‪ ( :‬لتجدن أشد الناس عداوة للذين‬ ‫آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا‬ ‫نصارى ) إلى قوله تعالى‪ ( :‬وذلك جزاء المحسنين )‪ ( .‬المائدة ‪ .)85-82‬نقول‪:‬‬ ‫‪ -1‬تبين لنا أن موقف النظام الشيوعي ( اليهودي ) من الضروريات الخمس‬ ‫للنسانية وللمسلمين خاصة‪ ،‬هدم لثلثة منها نصا وواقعا‪ ،‬وهي الدين والمال‬ ‫والنسل‪ ،‬وهدم واقعي للصلين البياقيين النفس والعقل‪ ،‬وان لم يصرح بذلك‪.‬‬ ‫‪ -2‬تبين لنا أن الدستور المريكي ( النصارى )‪ ،‬قد كفل المحافظة على ثلث‬ ‫من الضروريات الخمس للنسانية وللمسلمين خاصة‪ ،‬نصا وطبق ذلك واقعا‪ ،‬وهي‬ ‫الدين والمال والنفس‪ .‬في حين ضمن القانون حفظ النسل والعقل نصا وطبق واقعا‪.‬‬ ‫‪ -3‬ثبت أن السلم ليس العدو الول لمريكا‪ ،‬لنه يحفظ الضروريات الخمس‬ ‫للنسانية كما تراعيها أمريكا‪ .‬إل أنه يزيد عليها‪.‬‬ ‫‪ -4‬ثبت أن العدو الول للمسلمين وللغرب عامة ولمريكا خاصة‪ ،‬هي الشيوعية‬ ‫الشتراكية التي تحارب الضروريات الخمس للنسانية المرعية في الدستور‬ ‫المريكي‪.‬‬ ‫‪ -5‬ثبت أن الشتراكية اليهودية ل زالت بعد سياسة إعادة البناء (البيروسترويكا)‬ ‫هي العدو المشترك الول للمسلمين‪ ،‬و للغرب عموما‪ ،‬وللنسانية جمعاء‪.‬‬

‫‪128‬‬

‫ الشيوعية والديان‪ ،‬ص ‪ 58‬وما بعدها‪.‬‬‫‪91‬‬

‫‪ -6‬ل زال الخطر الشيوعي بثوبه الجديد قائما‪ ،‬بل ازداد‪ ،‬ول تزال الحرب بين‬ ‫حدّث‪.‬‬ ‫الشيوعية اليهودية والرأسمالية قائمة ولكن بصورة ولباس شيوعي ُم َ‬ ‫‪ -7‬ثبت أن الكذب والمراوغة واللف والدوران والخداع‪ ،‬سمات أساسية في‬ ‫الشتراكية بمختلف مسمياتها‪.‬‬

‫‪92‬‬

‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬ ‫‪-1‬علي نا أن ندرك أن للشيوع ية اليهود ية م صالح وغايات ت سعى لتحقيق ها‪ ،‬ل‬ ‫تلتقي مع مصالح المسلمين ول مع مصالح النسانية‪ ،‬بل لها أطماع خطيرة‬ ‫لسيتعباد الخلق‪ ،‬والسييطرة على الرض كلهيا‪ ،‬وخصيوصا بلد ميا بيين‬ ‫الفرات والنييل‪ ،‬باعتبارهيا حسيب عقيدتهيم الرض التيي أعطاهيا الرب‬ ‫لليهود‪.‬‬ ‫‪-2‬علينيا أن ندرك أن لمريكيا مصيالح وغايات تسيعى لتحقيقهيا‪ ،‬منهيا إقناع‬ ‫الناس بقبول الحكيم الديموقراطيي‪ ،‬ونبيذ الحكام الدكتاتوريية الثوريية‬ ‫الشيوعية‪ .‬وتحقيق مبدأ الحريات المنفتحة وحقوق النسان‪ ،‬وغالبا ما تلتقي‬ ‫مصالحها مع مصالح المسلمين الضعفاء‪ ،‬فيما يتعلق بمحاربة عدونا وعدو‬ ‫النسيانية الول ( الشيوعيية )‪ .‬فعلى المسيلمين السيتفادة مين هذه الحالة‬ ‫والمحاف ظة على ديمومت ها‪ ،‬وتفو يت الفر صة على ال ساعين لدق إ سفين ما‬ ‫بين المسلمين والمريكان سواء بعلم مسبق أو جهل مطبق‪ .‬لذا فمن المهم‬ ‫جدا أن ل نغفل في صراعنا مع الشيوعية لحظة واحدة بحجة موتها‪ .‬فهذا‬ ‫الوهـم يؤدي إلى إقناعنـا بان ميا تقوم بيه أمريكيا حالييا مين حروب ضيد‬ ‫الوجه الجد يد للشيوع ية‪ ،‬إنما هي حرب على السلم والمسلمين تخوض ها‬ ‫أمريكيا فيي بلد المسيلمين‪ ،‬باعتبارهيا دولً إسيلمي ًة انتهيت فيهيا النظمية‬ ‫الشتراكيية ‪ -‬بمجرد موتهيا المزعوم فيي وكرهيا‪ .-‬وبالتالي و لجهلنيا‬ ‫بالواقع فان ذلك يؤدي بنا إلى وضع أمريكا في مقد مة العداء‪ ،‬وال صراع‬ ‫مع ها والجهاد ضد ها‪ ،‬واعتبار ذلك ق مة الف هم وق مة الع مل لخد مة القض ية‬ ‫‪93‬‬

‫السلمية‪ ،‬فنقدم لجل ذلك المهج والرواح‪ ،‬طلبا للنصر أو الشهادة‪ .‬لتبدأ‬ ‫بنا من جديد سلسلة من التصفيات وهدر الطاقات وإسقاط النظمة المعتدلة‪،‬‬ ‫ولكين هذه المرة على ييد المريكان‪ -‬ولو بعيد حيين‪ ،-‬بحجية محاربية‬ ‫الرهاب أو محاربة رعاته‪ .‬فنخسر من جهتين‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تخلي نا عن محار بة الشيوع ية‪ ،‬ال تي ل زالت تق تل الم سلمين وغير هم في كل‬ ‫حجّم‬ ‫مكان تتمكن فيه منا‪ ،‬بل ستزداد بنا تصفية وإبادة بحجة محاربة الرهاب‪ ،‬مما ُي َ‬ ‫ردود الفعال الدوليية ضيد جرائمهيا‪ ،‬أو التماس العذار لهيا‪ ،‬بيل إن المير قابيل‬ ‫للتطور أكثير فيي المسيتقبل إذا اسيتمرت هذه السيياسة بالتناميي‪ ،‬بتقدييم المسياعدات‬ ‫للشيوعية‪ ،‬وخاصة‪ ،‬إذا اقتنع أصحاب القرار في الغرب وأمريكا بأن التحديثات على‬ ‫الشيوعية حقيقية وليست من باب التلبيس على الناس والدجل‪.‬‬ ‫ب – ف تح جب هة جديدة على ال سلم والم سلمين ذات بأس شد يد‪ ،‬ل ق بل ل نا ب ها‪،‬‬ ‫وهذه سياسة جاهلية ل يعرفها السلم‪ ،‬بل مخالفة لسياسة النبي صلى ال عليه وسلم‬ ‫في تحي يد العداء‪ .‬فب ها سقطت أفغان ستان أول‪ .‬ونخ شى أن يتطور ال مر إلى زوال‬ ‫دول أخرى غير اشتراكية التوجه‪ ،‬ليحل محلها دول اشتراكية‪.‬‬ ‫‪ -3‬استطاعت إسرائيل من خلل عملئها الشتراكيين السيطرة على بلد ما بين‬ ‫الفرات والنييل على عدة مراحيل مين تارييخ الصيراع العربيي السيرائيلي‪ ،‬وبقييت‬ ‫الردن والسيعودية‪ .‬ولكين بسيبب تطيبيق بنود عمليية السيلم التيي بدأت فيي نهايية‬ ‫السيبعينات ميع مصير‪ ،‬بدأت دولة إسيرائيل بالتراجيع جغرافييا‪ ،‬وذلك عين طرييق‬ ‫ية المحتلة عام ‪1967‬م‪ ،‬وأخيرا زوال النظام‬ ‫يي العربيي‬ ‫ين الراضي‬ ‫يحاب مي‬ ‫النسي‬ ‫الشتراكي في العراق‪.‬‬ ‫‪94‬‬

‫وعليه فان صراعنا بالدرجة الولى والثانية والثالثة مع الدول الشتراكية‪.‬‬ ‫وهنا قد يسأل سائل‪ :‬ما تقول في سياسة أمريكا الداعمة حاليا لسرائيل‪ ،‬أل تشكل‬ ‫خطرا علينا؟‬ ‫وجوابه‪:‬‬ ‫أن سياسة أمريكا مع إسرائيل لها وجهان‪:‬‬ ‫أ‪ -‬سياسة سلبية خطرة‪:‬‬ ‫تتمثيل بجمييع أنواع الدعيم المادي ( المالي والعسيكري)‪ ،‬والمعنوي ( اسيتخدام‬ ‫الفي تو) وغيره ل صالح إ سرائيل‪ ،‬ومع ظم هذا الد عم للحفاظ على وجود يهودي دا خل‬ ‫فلسطين فقط لتحقيق عقيدة القيامة عند النصارى ومنهم البروتستانت‪ .129‬لكن علينا‬ ‫أن ندرك أن معال جة هذا النحياز المري كي الوا ضح والفا ضح ل سرائيل‪ ،‬ل يكون‬ ‫باقتراف المزيد من الفعال التي تؤدي إلى زيادة الدعم والعطف المريكي والغربي‬ ‫ل ها‪ ،‬بل يكون بن فس ال سلوب الح سن الذي ا ستخدمته إ سرائيل مع هم‪ ،‬منطل قة من‬ ‫المناخ الديموقراطي‪ ،‬بعيدا عن الرهاب ودعم السياسات الشتراكية ‪ ،130‬وأن نسعى‬ ‫‪129‬‬

‫‪ -‬و هي أن عي سى علييه ال سلم سينزل في آ خر الزمان إلى الرض‪ ،‬ولكين قبيل نزوله‬

‫سيمكث في الغمام‪ ،‬فيرفع إليه المؤمنون به ومن آمن به من اليهود في فلسطين‪ ،‬وبعدها تنزل نار‬ ‫فتحرق الباقيين مين اليهود‪ ،‬وهيم ثلث أو نصيف اليهود فيي فلسيطين‪ ،‬ثيم ينزل إلى القدس ويحكيم‬ ‫الرض ألف عام يسود فيها السلم والوئام‪.‬‬ ‫‪130‬‬

‫‪ -‬هذه سياسة إسرائيل الظاهرة أمام الرأي العام‪ ،‬لكن الحقيقة عكس ذلك‪ ،‬ولء في الباطن‪،‬‬

‫إذ تظ هر عدا ًء م صطنعا بين ها وب ين أوليائ ها وعملئ ها ي صل إلى حد الحتراب [(البروتوكول(‪()9‬‬ ‫‪ .])12‬ولكن الوضع تغير قليل إلى التصالح ظاهرا مع بقاء الولء باطنا بعد سياسة البيروسترويكا‬ ‫‪95‬‬

‫إلى العميل ليجاد تيار سيياسي جدييد يقوم بعلقاتيه ميع الغرب على فهيم السيلم‬ ‫والواقيع أول‪ ،‬وإعمال القواعيد الصيولية للشريعية السيلمية‪ ،‬وفقيه الموازنات‬ ‫والم صالح والمفا سد ثان يا‪ ،‬دون ش طط ول إفراط ول تفر يط‪ .‬عل ما أن تحي يد أمري كا‬ ‫والغرب في صراعنا مع إسرائيل قابل للتطبيق إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع‪.‬‬ ‫وقد قطعنا جزءً من ذلك في التجاه الصحيح في السنوات الخيرة بعد البدء بعملية‬ ‫ال سلم‪ .‬فخر جت علي نا فئة من الشباب المتح مس لن صرة دين ها‪ ،‬ومع ها الج هل في‬ ‫الحكام الشرع ية والج هل في الوا قع‪ ،‬فا ستخدمت ال ساليب المحر مة المورو ثة عن‬ ‫الشيوعيية‪ ،‬فأعادتنيا إلى بدايات الطرييق مين جدييد‪ ،‬فخدموا بذلك إسيرائيل وهيم‬ ‫يحسبون أنهم يحسنون صنعا‪.‬‬ ‫ب‪ -‬سياسة ايجابية تتمثل بما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬منع إسرائيل من التوسع خارج حدودها‪ ،‬من خلل إجبار إسرائيل بالنسحاب‬ ‫مين سييناء عام ‪ 1956‬م‪ .‬ومحاولتهيا مرارا رفيض مشروع قرار التقسييم الذي‬ ‫فرضتيه الكتلة الشتراكيية‪ ،‬وانبثيق عنيه قيام دولة إسيرائيل عام ‪1948‬م‪ .131‬وهيي‬ ‫تمنيع حالييا إسيرائيل مين تصيفية القضيية الفلسيطينية‪ ،‬بحجية محاربية الرهاب‬ ‫الفلسيطيني‪ ،132‬مميا يدل على أن سيياسة أمريكيا ل تسيعى كالشتراكييين إلى اقامية‬ ‫مع رو سيا وب عض الدول الشتراك ية الواق عة خارج بلد ماب ين الفرات والن يل‪ ،‬وعل يه ينب غي أن‬ ‫تكون سياستنا قائمة على العداء للشتراكية ظاهرا وباطنا ما زالت كذلك‪.‬‬ ‫‪131‬‬

‫‪ -‬را جع كتاب مو سكو وإ سرائيل للدكتور ع مر حل يق‪ ،‬وف يه حوالي ‪ 80‬وثي قة من وثائق‬

‫مجلس المن تثبت صحة ذلك‪.‬‬ ‫‪132‬‬

‫‪96‬‬

‫‪ -‬مستغلة أحداث ‪ ،11/9/2001‬وتفجيرات الفلسطينيين ضد المدنيين اليهود‪.‬‬

‫الدولة اليهودية‪ ،133‬أو توسيعها‪ ،‬إنما يكفيها مشروع وجود يهودي في فلسطين الذي‬ ‫دعمته بريطانيا سابقا‪ .‬وعليه أؤكد على ضرورة الحفاظ على هذه السياسة‪ ،‬وتجنب‬ ‫ما يعكر صفاءها‪.‬‬ ‫‪ -2‬الوقوف بكيل قوة أمام المشروع الصيهيوني المسيتتر الكيبر والخطير‪،‬‬ ‫للسييطرة على العالم كله لقامية مملكية داوود العالميية‪ ،‬حييث صينعت الماركسيية‬ ‫لتحقييق هذه الغايية‪ .‬وتعزز هذا الوقوف بعيد الحرب العالميية الثانيية‪ ،‬وخاصية بعيد‬ ‫الجتياح السيوفيتي لدول أوروبيا الشرقيية‪ .‬ول يزال هذا المير بعيد سيياسة "إعادة‬ ‫البناء الشتراكية" أو بعد إعلن شعار " ماتت الشيوعية" قائما‪ ،‬ودليله كما ذكر سابقا‬ ‫معارضت ها وتهديدات ها حال يا للدول الشتراك ية ( على رأ سها إيران‪ ،‬سوريا‪ ،‬كور يا‬ ‫الشمال ية‪ ،‬وليب يا ق بل خضوع ها التكتي كي‪ ،‬بو صفهم جمي عا بالدول الداع مة للرهاب‬ ‫وغيرها من الدول الشتراكية الساقطة)‪ .‬وأؤكد على ضرورة مساندة أمريكا في هذا‬ ‫التجاه‪.‬‬ ‫‪ -4‬على المسلم أن يوالي أولياء ال مهما كانت جنسيتهم أو عرقهم أو لونهم أو‬ ‫نسبهم‪ .‬فيصدق الصادق‪ ،‬ويؤمن المين‪ ،‬ول يخدع فيهم‪ .‬وعليه أن يتبرأ ممن حادّ‬ ‫‪133‬‬

‫‪ -‬نص قانون لينين الذي عبرت عنه أول حكومة شيوعية بعد استلم الحكم عام ‪1917‬‬

‫بتقديم الدعم لقيام دوله يهودية في فلسطين‪ ،‬قبل إصدار وعد بلفور( راجع كتاب (ستالين) للمؤلف‬ ‫بسام العسلي‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،1986‬دار طلس للدراسات والترجمة‪ ،‬ص (‪ .)66‬لذا أقام الشيوعيون‬ ‫السوفيت "الدولة اليهودية" في منطقة (بيروبيجان)‪ ،‬قبل إقامتهم لدولة إسرائيل‪(.‬راجع كتاب‪ ،‬إسرائيل‬

‫الولى(بيروبيجان)‪ ،‬للدكتور أسعد السحمراني‪،‬ط ‪ ،2‬دار النفائس ‪ ،)2004‬و(مجلة العربي‪ ،‬العدد ‪-348‬‬ ‫نوفمبر ‪1987‬م)‪.‬‬ ‫‪97‬‬

‫ال ورسوله‪ ,‬ولو كان من جلدته أو أقرب الناس إليه‪ ،‬فيكذب الكاذب‪ ،‬ويخون الخائن‬ ‫ول يخدع بهم‪.‬‬ ‫ّهي‬ ‫َني حَادّ الل َ‬ ‫ّوني م ْ‬ ‫خرِ يُوَاد َ‬ ‫ْمي الْآ ِ‬ ‫ّهي وَا ْل َيو ِ‬ ‫ُوني بِالل ِ‬ ‫جدُ قَوْم ًا ُي ْؤ ِمن َ‬ ‫قال تعالى ‪( :‬لَا َت ِ‬ ‫ك َكتَ بَ فِي قُلُو ِبهِ مْ‬ ‫عشِيرَ َتهُ مْ أُوَْلئِ َ‬ ‫خوَا َنهُ مْ َأوْ َ‬ ‫َورَ سُوَلهُ وََلوْ كَانُوا آبَاءَهُ مْ َأوْ َأ ْبنَاءَهُ مْ َأوْ ِإ ْ‬ ‫ح ِمنْهُ‪( ))22(...‬المجادلة ‪.)22‬‬ ‫ا ْلإِيمَانَ وََأ ّيدَ ُهمْ ِبرُو ٍ‬ ‫وعلييه فان البعيض مين المسيلمين‪ ،‬ميع السيف ينطلق فيي تأييده المسيبق للنظيم‬ ‫الشتراك ية و هي ال شد إف سادا في الرض على الن ظم الغرب ية الديمقراط ية‪ ,‬بح جة‬ ‫القرابة أو الجنسية أو القومية‪ ,‬ولو كان المر كذلك‪ ,‬لما قاتل الرسول صلى ال عليه‬ ‫وسلم أبا جهل في غزوة بدر‪ ,‬ولما قاتل الصحابة رضي ال عنهم آباءهم أو أبناءهم‬ ‫أو عشيرتهيم أبدا‪ ,‬ولكنيه ميزان العقيدة والتوحييد‪ ,‬الذي بيه يكون الحيب فيي ال‬ ‫والب غض في ال‪ ,‬و به يكون الولء والبراء‪ .‬ولم يكن العداء والق تل في ال سلم على‬ ‫الجن سية أو القوم ية الب تة‪ ،‬ك ما هو الحال ع ند ب عض الجهلة هذه اليام‪ .‬و من أظ هر‬ ‫الدلة ال َعمَليية على ذلك‪ ،‬أمرُ الرسيول صيلى ال علييه وسيلم المسيلمين بالهجرة إلى‬ ‫الحب شة‪ ,‬على الر غم من أن ها تد ين بالن صرانية الكافرة‪ ,‬تارك ين م كة ح يث ال هل‬ ‫والعشيرة‪ ،‬ذلك لن النظام النصيراني فيي الحبشية قيد حفيظ للمسيلمين الضروريات‬ ‫الخميس‪ ,‬عبادة ودعوة وتجارة وتكاثرا واحتراما‪ ،‬فيي حيين قاميت قرييش ‪ -‬أبناء‬ ‫العمو مة ‪ -‬بمنع هم من ممار ستها‪ ,‬بقتل هم ون هب أموال هم وعدم م صاهرتهم وانتهاك‬ ‫أعراضهم واتهام من أسلم منهم بالجنون‪ .‬لذلك كله دخلت قريش والدول الشتراكية‬ ‫ن بِاللّ هِ وَا ْل َيوْ مِ‬ ‫جدُ قَوْمًا يُ ْؤ ِمنُو َ‬ ‫المحار بة للضروريات الخ مس في قوله تعالى ‪( :‬لَا َت ِ‬ ‫ُمي أَوْ‬ ‫ُمي َأ ْو ِإخْوَا َنه ْ‬ ‫ُمي َأوْ َأ ْبنَاءَه ْ‬ ‫ّهي َورَسيُولَهُ وََلوْ كَانُوا آبَاءَه ْ‬ ‫َني حَادّ الل َ‬ ‫ّوني م ْ‬ ‫خرِ يُوَاد َ‬ ‫الْآ ِ‬ ‫‪98‬‬

‫ح ِمنْ هُ‪())22(...‬المجادلة ‪.)22‬‬ ‫ب فِي قُلُو ِبهِ مْ ا ْلإِيمَا نَ وََأ ّيدَهُ مْ ِبرُو ٍ‬ ‫عشِي َر َتهُ مْ أُوَْلئِ كَ َكتَ َ‬ ‫َ‬ ‫ش َركُوا ‪(...‬‬ ‫ن آ َمنُوا ا ْل َيهُودَ وَاّلذِي نَ َأ ْ‬ ‫عدَا َوةً لِّلذِي َ‬ ‫شدّ النّا سِ َ‬ ‫جدَنّ َأ َ‬ ‫و في قوله تعالى‪َ( :‬ل َت ِ‬ ‫‪( .))82‬المائدة ‪ . )82‬في ح ين دخلت الحب شة الن صرانية والدول الغرب ية المحاف ظة‬ ‫على الضروريات الخمس‪ ،‬في قوله تعالى‪( :‬ل َي ْنهَاكُ مْ اللّ هُ عَ نْ اّلذِي نَ لَ مْ يُقَاتِلُوكُ مْ فِي‬ ‫سطِينَ(‬ ‫ن ِديَارِكُ مْ أَ نْ َت َبرّوهُ مْ َوتُقْ سِطُوا إَِل ْيهِ مْ ِإنّ اللّ َه ُيحِبّ ا ْل ُمقْ ِ‬ ‫الدّي نِ وَلَ ْم ُيخْ ِرجُوكُ مْ مِ ْ‬ ‫جدَنّ َأ ْق َر َبهُم ْي مَ َودّ ًة لِّلذِين َي آ َمنُوا اّلذِين َي قَالُوا ِإنّاي‬ ‫‪())8‬الممتحنية ‪ .)8‬وقوله تعالى‪( :‬وََل َت ِ‬ ‫نَ صَارَى)(المائدة ‪ .)82‬مذكر ين أن الم سلمين فيي الحب شة لم يؤمروا بالعودة بح جة‬ ‫قيام دولة السيلم فيي المدينية‪ ،‬على الرغيم مين تطيبيق أحكام الكفير فيهيا‪ .‬فقيد عاد‬ ‫جعفر بن أبي طالب رضي ال عنه في السنة الثامنة للهجرة‪ ،‬ول يعني ول يلزم من‬ ‫قولنا هذا عدم التبري من دين النصارى‪.‬‬ ‫ت الرّومُ(‪)2‬فِي َأ ْدنَى ا ْلَأرْضِ‬ ‫‪ -5‬انطلقا من العبر في قوله تعالى‪ ( :‬الم(‪)1‬غُِلبَ ْ‬ ‫ن َقبْلُ َو ِمنْ َب ْعدُ َويَ ْو َم ِئذٍ‬ ‫سنِينَ لِلّهِ ا ْلَأ ْمرُ مِ ْ‬ ‫س َيغِْلبُونَ(‪)3‬فِي ِبضْعِ ِ‬ ‫ن َب ْعدِ غََل ِب ِهمْ َ‬ ‫وَ ُهمْ مِ ْ‬ ‫ح ا ْلمُ ْؤ ِمنُونَ(‪()4‬الروم)‪ ،‬وحُزن المسلمين لهزيمة الروم لنهم القرب إلى ديننا‬ ‫يَ ْفرَ ُ‬ ‫من الفرس‪ ,‬علما أن هذا التعاطف معهم ليس من باب الولء أو العمالة لهم في‬ ‫شيء‪ .‬فإننا نؤيد كل حركة تقلل من الشر في الرض‪ ،‬ولو بتغيير الشر الكبر‬ ‫والكفر الكبر بالشر الصغر والكفر الصغر‪ .‬وللقواعد الصولية" دفع الضرر‬ ‫الكبر بالضرر الصغر" أو " اختيار أدنى المفسدتين " أو " درء المفاسد وتقليلها "‪،‬‬ ‫ول يقال في مثل هذا الموضع (كلهم كفار) ‪ ،134‬فهناك كفر وكفر أكبر‪ ،‬وشر وشر‬ ‫أكبر‪.‬‬ ‫‪134‬‬

‫ وقول (كلهم كفار) ليس في المعاملة في الدنيا‪ ،‬بل في حكم الخرة أنهم كلهم في النار‪.‬‬‫‪99‬‬

‫وبناء على ما سبق مما توصلنا إليه‪ ,‬فانه يلزم كل مسلم أن يؤيد كل ما يؤدي‬ ‫إلى حفيظ الضرورات الخميس أو اسيتكمالها‪ ,‬ورفيض كيل ميا يؤدي إلى انتهاك‬ ‫الضرورات الخمس أو بعضها‪.‬‬ ‫فعلى سيبيل المثال‪ ,‬علينيا أن نرفيض قيام أمريكيا بإسيقاط حركية طالبان‪ -‬التيي‬ ‫تسببت سياسة ابن لدن وأخطاء الحركة الفادحة بزوالها‪ -‬أو بزوال السعودية أو أي‬ ‫دولة عرب ية غ ير ي سارية التو جه‪ ,‬ل ما في ذلك من إيقاع الضرر على الضرورات‬ ‫الخمس‪ ,‬ليس لزوالها‪ ,‬بل لزوال التشريعات الموضوعة في السعودية خاصة وحركة‬ ‫طالبان لح فظ هذه الضرورات‪ .‬فك يف بموقفنا من قيام دولة اشتراك ية‪ -‬ولو عرب ية‪-‬‬ ‫بإسقاط النظام السعودي أو حركة طالبان أو أي دولة مسلمة أخرى مثل الردن ‪135‬؟‬ ‫سنكون أشد رفضا واستنكارا لذلك‪ ,‬ولو استطعنا الجهاد إذا توفرت الشروط وانتفت‬ ‫الموانع لدفع حصول ذلك لفعلنا‪ ,‬ويا ليتهم يعلمون أن البديل عن الحكم في السعودية‪،‬‬ ‫سيكون نظاما يساريا‪ ،‬أو شيعيا‪.‬‬ ‫ولو خيرنيا بيين نظام ديموقراطيي تحفيظ فييه الضرورات الخميس‪ ,‬ونظام ثوري‬ ‫شيو عي اشترا كي تنت هك ف يه الضرورات الخ مس‪ ،‬ولو ح تى ضرورة واحدة من ها‪،‬‬ ‫لوجب علينا اختيار النظام الديموقراطي الذي تحفظ فيه الضرورات الخمس‪ ,‬حتى لو‬ ‫كان النظام الشتراكيي مين جلدتنيا‪ ,‬ول يعدّ هذا الخيار مـن باب الولء أو العمالة‬ ‫‪135‬‬

‫‪ -‬وان لم تصيل الردن إلى درجية تطيبيق السيلم فيي السيعودية‪ ،‬ولكين عواطيف النظام‬

‫الردني إسلمية‪ ،‬ل كما يزعم البعض‪ ،‬ودليلنا قيام كل من الملك المؤسس والملك الحسين الراحل‬ ‫بدعوة الخوان المسيلمين للعميل ميع الحكومية لجيل بناء الوطين‪ ،‬وغيره مين السيباب لييس هذا‬ ‫موضع بحثها‪.‬‬ ‫‪100‬‬

‫للنظام الديموقراطي كما يزعم البعض ممن قل علمهم‪ .‬وإل لزم القائلين بذلك‪:‬‬ ‫أ‪ -‬اتهام الصحابة بالولء والعمالة للروم‪ ,‬إذ تعاطفوا معهم حين هزمهم الفرس‪.‬‬ ‫ب‪ -‬اتهام الصيحابة المهاجريين إلى الحبشية النصيرانية بالولء والعمالة لهيا‪،‬‬ ‫لقبولهيم العييش فيي كنيف النصيارى وتحيت حكمهيم‪ .‬ولييس المير كذلك‪ ،‬إنميا كان‬ ‫تعاطف هم مع الروم وهجرت هم إلى الحب شة‪ ،‬من باب " درء المفا سد أو تقليل ها "‪ ،‬أو "‬ ‫اختيار أدنى المفسدتين "‪ ،‬فمفسدة الفرس أعظم من مفسدة الروم‪ ،‬ومفسدة كفار مكة‬ ‫أعظم من مفسدة الحبشة‪ ،‬ولكن ما هكذا تحسب المور‪.‬‬ ‫وانطل قا من مق صد الشري عة ال سمى " تح صيل الم صالح و تكميل ها‪ ,‬وتعط يل‬ ‫المفاسد وتقليلها " نقول باختصار‪:‬‬ ‫علينا أن نرفض كل تغيير سواء أكان من السوء إلى السوأ أو من الخير إلى‬ ‫ال سوء أو من الخ ير الك مل إلى الخ ير الكا مل‪ .‬فإن ذلك يد فع باتجاه الهزي مة‪.‬وان‬ ‫نؤيد كل تغيير من الشر إلى الخير‪ ،‬أو من الشر إلى شر أقل منه‪ ,‬أو من الخير إلى‬ ‫خير أكمل منه‪ .‬فإن ذلك يدفع باتجاه النصر‪.‬‬ ‫لذا قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه ال تعالى‪ " :‬ليس العاقل الذي يعلم الخير‬ ‫من الشر إنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين "‪.136‬‬ ‫ويقول‪:‬‬ ‫" فل يجوز دفع الفساد القليل بالفساد الكثير ول دفع أخف الضررين بتحصيل‬ ‫‪136‬‬

‫ فتاوى ابن تيمية في الفقه ج‪ 20 :‬ص‪.54 :‬‬‫‪101‬‬

‫أعظم الضررين فإن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد‬ ‫وتقليلها بحسب المكان‪ ،‬ومطلوبها ترجيح خير الخيرين إذا لم يمكن أن يجتمعا‬ ‫جميعا ودفع شر الشرين إذا لم يندفعا جميعا "‪.137‬‬ ‫ويقول‪:‬‬ ‫" إذ الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها‬ ‫والورع ترجيح خير الخيرين بتفويت أدناهما ودفع شر الشرين وإن حصل‬ ‫أدناهما"‪.138‬‬ ‫إذن من الورع كما قال ابن تيمية أن ندفع شر الشرين ( الشتراكية الصهيونية)‬ ‫بالشر الدنى ( الديموقراطية الغربية)‪.‬‬ ‫والى متى يا شباب السلم ستبقى أخس شرذمة في التاريخ توجه بعضنا لخدمة‬ ‫مشروعها التوسعي؟ أل يعلم أولئك أن انحيازهم إلى الشر الكبر ( الشتراكية‬ ‫الصهيونية)‪ ،‬يعد نصرا لسرائيل؟‬ ‫وأن محاربتهم للشر الصغر (الديموقراطية الغربية) يضر بمصالحنا؟‬ ‫‪ -6‬يجيب أن يُعلم فيي ضوء النتائج السيابقة‪ ،‬أن الكثيير مين المواقيف السيياسية‬ ‫والعمال الصواب‪ ،‬الصادرة عن كثير من ال ساسة والحكام العرب والمسلمين غير‬ ‫الشتراكي ين ال تي ت صب في الم صالح العا مة لل مة‪ ،‬ت صنف ع ند الب عض من باب‬ ‫الخيانة للمة والعمالة للجنبي‪ .‬ويرجع سبب ذلك إلى‪:‬‬ ‫‪137‬‬

‫‪ -‬فتاوى ابن تيمية في الفقه ج‪ 23 :‬ص‪.343 :‬‬

‫‪138‬‬

‫‪ -‬فتاوى ابن تيمية في الفقه ج‪ 30 :‬ص‪.193 :‬‬

‫‪102‬‬

‫‪ -1‬الجهل في الحكام الشرعية المطابقة للواقع‪.‬‬ ‫‪ -2‬الجهل في فهم الواقع‪ ،‬أو أنهم أَُفهموا أوهاما وسرابا ظنوها بالخدع‬ ‫الجاسوسية حقائق‪ .‬فأنزلوا الحكام الشرعية عليها فأخطؤا‪ .‬فإن كانوا من العلماء‬ ‫المجتهدين فلهم أجر‪ ،‬وإن لم يكونوا كذلك‪ ،‬ضلوا وأضلوا‪.‬‬ ‫‪ -3‬انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم‪ ،‬أو زعزعتها للسببين الماضيين وللخطط‬ ‫الصهيونية والشتراكية‪.‬‬ ‫وهذا الصنف من الناس‪ ،‬الذين ل يثقون بمقولت ومواقف بعض الساسة‬ ‫والحكام العرب من غير الشتراكيين‪ ،‬يشكلون خطرا كبيرا على أمن البلد والعباد‪،‬‬ ‫فهم ممن وصفهم الرسول‪-‬صلى ال عليه وسلّم‪ -‬بي " غثاء السيل " المخدوعون‬ ‫بالدعايات والشاعات المغرضة‪ ،‬حتى أنهم كذّبوا الصادق وخوّنوا المين‪ ،‬فوقعوا‬ ‫فيما وقع فيه قتلة عثمان بن عفان‪ -‬رضي ال عنه‪.-‬‬ ‫‪ -7‬وإذا كان المير كذلك‪ ,‬وجيب على المنابر العلميية السيلمية أن تقوم‬ ‫بم سؤوليتها في تثق يف المجت مع الم سلم بمضمون هذه النتائج والتو صيات وتكرار ها‬ ‫مع الزمن قبل فوات الوان‪ .‬وأن تتحمل لجل ذلك أبشع النعوت والصفات من قبل‬ ‫العديد من الطراف‪.‬‬ ‫وفي المقابل القيام بحملة تثقيفية حوارية أخرى في أسرع وقت ممكن‪ ,‬تخاطب‬ ‫في ها الرأي العام الغر بي بلغ ته وبالحك مة والموع ظة الح سنة‪ ,‬تو ضح له في ها أ سباب‬ ‫الز مة القائ مة بين هم وب ين الشارع ال سلمي وأن هذه الز مة مفتعلة ل تم ثل روح‬ ‫العقيدة السيلمية‪ ,‬لن الحركية الصيهيونية ومعهيا الشتراكيية بقصيد‪ ،‬ومين تأثير‬ ‫بمقولته ما ال سياسية من الم سلمين بج هل‪ ,‬ي سعون لقناع أ صحاب القرار في الغرب‬ ‫‪103‬‬

‫بأن ما يصدر من أعمال إرهابية من قبل بعض المسلمين يعبر عن طبيعة السلم‬ ‫وحقيق ته وجوهره‪ ,‬كي يدرجوه ض من المذا هب الهدا مة‪ ،‬كالمذ هب الشيو عي سواءً‬ ‫بسواء‪ .‬ومع ادعاء الشيوعية المحدّثة نبذها للرهاب والمعاناة منه‪ ،‬ستقف الشيوعية‬ ‫ميع الغرب جنبا إلى جنيب لمحاربية السيلم بصيفته عدوا مشتركا بينهميا‪ ،‬وهذا ميا‬ ‫نخشى حدوثه مستقبل‪.‬‬ ‫‪ -8‬حيين نظير أعداء السيلم مين الشتراكييين والصيهاينة إلى حريية ممارسية‬ ‫الديان ومن ها ال سلم في أمري كا‪ ،‬و ما ن تج ع نه من إقبال المريكان على ال سلم‪،‬‬ ‫بحيث أصبح لكل جماعة من الجماعات السلمية المعاصرة حضور واضح وفاعل‬ ‫فيها‪ ،‬ارتبك هؤلء العداء واغتاظوا لما في ذلك من تهديد لمخططاتهم الخطيرة في‬ ‫أمريكا‪ ،‬أو زيادة التعاطف المريكي مع القضايا السلمية‪ .‬فأطلقوا على السلم في‬ ‫أمري كا‪ ،‬أو على ال سلم الواق عي الذي ل ي ستعدي أمري كا ول ت ستعديه أمري كا ب ي‬ ‫(السلم المريكي)‪ .‬وردّدوه في وسائل العلم‪ ،‬فتأثر بهذا الشعار الباطل أخوة لنا‬ ‫فيي العقيدة‪ ،‬غيورون على دينهيم وأمتهيم‪ ,‬فوقعوا فيي التضلييل العلميي المغرض‬ ‫وللسف‪ .‬ولهذا نقول لهم إن كنتم تنتمون إلى إحدى الجماعات السلمية المعاصرة‪،‬‬ ‫فإن لجماعتكم حضورا فاعل وقد يكون واسع النتشار في أمريكا‪ ،‬فهل ترضون أن‬ ‫يو صف إ سلم جماعت كم ب ي ( ال سلم المري كي ) كون القانون المري كي ل يم نع‬ ‫ممارستها للسلم ؟ فإن كنتم يا أصحاب الجماعات السلمية المتواجدة في أمريكا‬ ‫ل ترضون بأن يوصف إسلمكم بي ( السلم المريكي ) وتنفون عن أنفسكم هذه‬ ‫الته مة‪ ،‬بل تحاربون ها‪ ،‬فك يف ت صد‍ّقون ذلك خارج أمري كا ؟‍ وإذا كا نت أمري كا ل‬ ‫ت سعى لمر كة جماعات كم‪ ،‬وتعتقدون أن ل و صاية ل حد علي كم في ها‪ ،‬وأن تم تعيشون‬ ‫‪104‬‬

‫في كنف ها وت حت د ستورها وقانون ها‪ ،‬فك يف ت صدقون أن ها تف عل ذلك خارج بلد ها‬ ‫حيث تنقطع قوّتها التشريعية الدستورية؟‍ ‍؟‍!!‬ ‫إن ما تقوم به أمريكا خارج بلدها ليس من باب محاربة السلم بقدر ما هو‬ ‫ردود أفعال نتيجية التشوهات الفكريية والجهاديية التيي وقعيت فيهيا بعيض الفئات‬ ‫ال سلمية‪ .‬والتي عا نت منها الدول السلمية نف سها‪ ،‬ويعاني من ها كل مسلم يعيش‬ ‫في بلد الغرب والشرق على حد سواء‪ .‬والدليل على ذلك أن المرجعيات السلمية‬ ‫ال كبرى في العالم ال سلمي ( الز هر الشر يف في م صر‪ ،‬وهيئة كبار العلماء في‬ ‫ال سعودية‪ ،‬ومشي خة الشام والي من ) وغير هم‪ ،‬ندّدوا جمي عا بهذه العمال الم صبوغة‬ ‫بال سلم‪ ،‬واع تبروا فاعلي ها صبية يتلعبون بقدر ال مة‪ ،‬ل يمثلون إل أنف سهم و من‬ ‫يقف وراءهم‪.‬‬ ‫وعليه نؤكد أن هذا الظن المغلوط الذي اعتبر السلم العدو الول لمريكا‪ ،‬إنما‬ ‫هو نتيجة الخلط الفاضح بين المقدمات والنتائج‪ ،‬أو قل الخلط بين الواقع والوهم‪،‬‬ ‫والنظير إلى بعيض التقاريير المنسيوبة إلى الدارة المريكيية زورا وكذبا‪ ،‬ويظين‬ ‫البعض أن كل ورقة كتبت في أمريكا أو عمل صدر عن أمريكي‪ ،‬يعبر بالضرورة‬ ‫عين سيياسة الدارة المريكيية‪ ،‬ولييس المير كذلك‪ ،‬علميا بأن كثيرا مين التقاريير‬ ‫المنشورة على صفحات النترنت والمنسوبة لجهات أمريكية‪ ،‬ليست صحيحة النسبة‪.‬‬ ‫وأنه يوجد من الصهاينة والشتراكيين الكثيرون ممن يسعون لتلطيخ صورة أمريكا‬ ‫فيي العالم لتنفيير الناس مين الرأسيمالية سيعيا لسيقاطها‪ ،139‬ومين ثيم توريطهيم‬ ‫‪139‬‬

‫‪ -‬ومثال ذلك تصيوير حسينات أمريكيا بالسييئات‪ ،‬وسييئاتها مضروبية بعشير إلى سيبعين‬

‫ضعفاُ‪.‬‬ ‫‪105‬‬

‫بالشتراكية‪.‬‬ ‫‪ -9‬يظين البعيض أن التحالف القائم حالييا بيين اليسياريين ومختلف الحركات‬ ‫والجماعات السلمية ‪ -‬إل ما رحم ال – يصب في مصلحة السلم ل اليسار‪ ،‬أو‬ ‫في م صلحة الجم يع من باب تقا طع الم صالح بين نا وبين هم في صراعنا ضد عدو نا‬ ‫المشترك أمريكا أو الرأسمالية حسب زعمهم‪ .‬فما صحة هذا القول ؟‬ ‫لنناقش المر في ضوء ما مر معنا في هذه الرسالة‪ ،‬فنقول‪:‬‬ ‫ تبين لنا أن الهدف من تحالف اليسار مع غيرهم هو تحالف مؤقت ضد النظم‬‫المستهدفة المحاربة لليسار‪ ،‬وخاصة الرأسمالية منها‪.‬‬ ‫ وبما أن العدو الول للمسلمين وللغرب عامة ولمريكا خاصة‪ ،‬هي الشيوعية‬‫الشتراكية التي تحارب الضروريات الخمس للنسانية‬ ‫ وبما أن الشتراكية اليهودية ل زالت بعد سياسة إعادة البناء ( البيروسترويكا)‬‫هي العدو المشترك الول للمسلمين‪ ،‬و للغرب عموما‪ ،‬وللنسانية جمعاء‪.‬‬ ‫ وبما أن الكذب والمراوغة واللف والدوران والخداع‪ ،‬سمات أساسية في‬‫الشتراكية بمختلف مسمياتها‪.‬‬ ‫فان ذلك كله يؤكد مقولت الماركسيين السابقة أن هذا التحالف إنما هو " لضافة‬ ‫قوة إلى قوتهم " أو " لتسخير الصراع الثانوي للصراع الرئيسي " أومن باب " عدو‬ ‫عدوي صديقي" ‪ .‬وقد مر معنا أن هذا السلوب مورس علينا بنجاح تام‪.‬‬ ‫إذن مشروع محاربة أمريكا هو رأس المشاريع الشتراكية التي تصب في‬ ‫مصلحتها هي‪ ،‬وليس من المشاريع اليجابية في العمل السلمي البتة‪ ،‬بل يضر‬ ‫‪106‬‬

‫بمصالح السلم والمسلمين‪ .‬فثبت أن تحالف بعضنا المرحلي مع اليسار‪ ،‬هو لصالح‬ ‫المشروع الشتراكي وبالتالي الصهيوني‪،‬وليس لصالح مشروعنا السلمي‪.‬‬ ‫صنّفون في المصطلح الشيوعي‬ ‫ ويجب التذكير بأن السلميين عموما‪ ،‬ي َ‬‫الماركسي ضمن الفئة البرجوازية‪ .‬فعليهم تجنب موافقة الطروحات السياسية‬ ‫والشعارات الخداعة المرفوعة من قبل الماركسيين بمختلف مسمياتهم‪( .‬شيوعية‪،‬‬ ‫اشتراكية‪ ،‬ناصرية‪ ،‬بعثية‪ ،‬قومية‪ ،‬تحريرية‪ ،)...‬فضل عن التحالف معهم ولو في‬ ‫جزء يسير من الطريق‪ .‬فإنهم يريدوننا مطايا‪ ،‬كما فعلوا بنا سابقا لسقاط النظم‬ ‫الوطنية والسلمية المعتدلة المتبقية في منطقتنا‪ ،‬لتتمكن الصهيونية من تحقيق‬ ‫أطماعها التوسعية في بلد ما بين الفرات والنيل‪ .‬وليس هذا التحذير مبنيا على‬ ‫الوهم والخيال‪ ،‬إنما هو نتيجة جحر واحد لدغنا منه مرارا في تاريخنا المعاصر‪ .‬في‬ ‫مصر أيام فاروق‪ ،‬حين تحالف الشيوعيون الشتراكيون مع الخوان المسلمين‪ ،‬بل‬ ‫قبلوا بعد إسقاط حكومة فاروق بأن يكون المسلم ( محمد نجيب) رئيسا لمصر‪،‬‬ ‫باعتباره مفوضا من قبل حكومة ثورية مؤقتة‪ -‬كما مر معنا قبل صفحات من تعاليم‬ ‫لينين‪ -‬ومن ثم خل الجو للشتراكية الناصرية بعد ستة أشهر تقريبا‪ ،‬لتفعل‬ ‫بالمسلمين والمعارضة ما تشاء‪ .‬كما تكرر هذا المر في باقي الدول العربية‬ ‫الشتراكية الثمانية الخرى‪ ،‬وقبل ذلك كله في التحالف القديم بين السلميين‬ ‫والشتراكيين بقيادة لينين في روسيا النصرانية قبل الثورة البلشفية الشيوعية‪.140‬‬ ‫فهذه تجارب مرت بنا‪ ،‬بل شاركنا في صنع نتائجها الوخيمة على عقيدتنا وأعراضنا‬ ‫وأرضنا وكرامتنا‪ ،‬ول زلنا نسير على نفس الدرب بدل من التعاظ بما مضى‪ .‬فها‬ ‫‪140‬‬

‫أفكار ماركسية في الميزان‪ ،‬لـ طارق حجي‪،‬ص ‪65‬‬

‫‪107‬‬

‫هي الدول المعتدلة والسلمية المتبقية تواجه نفس المصير بتحالف أبنائها المخلصين‬ ‫لوطنهم من المسلمين وغيرهم‪ ،‬مع أصحاب الجندات اليسارية الخارجية‪،‬‬ ‫المتظاهرين بحب الوطن والدفاع عن حقوقه وقضاياه‪ ،‬ضد النظم الجتماعية‬ ‫والسياسية القائمة‪ .‬علما بأن بعض أصحاب الجندات الخارجية المجندين‪ ،‬مخدوعون‬ ‫كذلك بالشعارات البراقة المدغدغة للعواطف شأنهم في ذلك شأن غيرهم من عامة‬ ‫الناس‪ ،‬وهؤلء قد ينالهم من العقوبة والتصفية ما يستحقون من وجهة نظر أسيادهم‪،‬‬ ‫بعد انتهاء خدماتهم‪ .‬فلنحذر قبل فوات الوان‪.‬‬ ‫يقول الدكتور جابر الحاج‪ " :‬تمنينا الثورة وانتظرناها‪ ،‬وكم سهرنا الليالي ندعوا‬ ‫ربنا ونناجي خالقنا‪ ،‬ونسأله إنقاذ مصر من طغيان فاروق "‪ .141‬ويقول‪ " :‬وكنا‬ ‫نتصور أن أي انقلب سيأتي برجال أفضل من الذين أبغضناهم"‪ .142‬وبعد أن ذكر‬ ‫بعضا من الجرائم الشتراكية الناصرية قال‪ " :‬أل يجوز لنا أن نترحم على فاروق‪،‬‬ ‫ونبكي على غيره ممن لعنا عهدهم‪ ،‬فبعض البلء أهون من بعض!! " ‪.143‬‬ ‫نعم حنانيك فبعض الشر أهون من بعض‪ .‬وهذه الرسالة بين يديك أخي القارئ‬ ‫توضح أن البلء العظم هو في الشتراكية وليس في الرأسمالية‪ ،‬فتنبه‪.‬‬ ‫‪ -10‬من المم كن جدا أن يند هش كل صاحب ع قل ب عد الطلع على مادة هذه‬ ‫الرسالة وفهمها‪ ،‬ويتساءل في نفسه‪ ،‬ل مَ لم يتحرك المسلمون لبيان الخطر الشتراكي‬

‫‪141‬‬

‫‪ -‬فشل حركة يوليو بعدائها للتيار السلمي‪ ،‬ص ‪.3‬‬

‫‪142‬‬

‫‪ -‬فشل حركة يوليو بعدائها للتيار السلمي‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪143‬‬

‫‪ -‬فشل حركة يوليو بعدائها للتيار السلمي‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪108‬‬

‫الزاحف والتصدي له إعلميا وغيره‪ ،‬بقدر عدائه وإجرامه وفتكه بالقضية السلمية‬ ‫وبالمسلمين‪ ،‬في حين نرى حركتهم موجهة بقوة إلى الخطر الرأسمالي ؟‬ ‫سبب ذلك يعود إلى‪:‬‬ ‫أولً‪ -‬أننا غثاء كغثاء السيل ( كما وصفنا الرسول صلى ال عليه وسلم)‬ ‫ثانيا‪ -‬أ ساليب الخداع العلم ية وغ ير العلم ية ال تي تمار سها و سائل العلم‬ ‫الشتراك ية وال صهيونية وأفعالهيم‪ ،‬و من تأ ثر ب ها من أبناء ال مة ال سلمية أفرادا‬ ‫وجماعات‪ ،‬حييث جعلت الصيادق كاذبيا والميين خائنيا‪ ،‬والعادل ظالميا‪ ،‬والمخلص‬ ‫مناف قا وعميل‪ ،‬والعالم جبا نا وطاغو تا ومخ ّذلً وعالم سلطان‪ ،‬وغيره‪ ،‬فانط بق علي نا‬ ‫الوصف الدقيق لحالنا " غثاء كغثاء السيل "‪ .‬فان هذا السيل الفكري الموجِه والحامل‬ ‫ل نا هو نتي جة علم ي سمى ب ي (علم الج يبرو)‬

‫‪144‬‬

‫‪ ،‬علم ت سخير الشعوب ‪ -‬لم صلحة‬

‫الصهيونية‪ -‬تقوم عليه الشيوعية والصهيونية في روسيا‪ ،‬حيث جعلت مئات المليين‬ ‫في العالم كله يصفقون للموت القادم‪ ،‬والجوع والقهر والستعباد وأقسى أنواع الظلم‬ ‫في التار يخ البشري‪ ،‬با سم الشتراك ية‪ ،‬والحر ية‪ ،‬والديموقراط ية‪ ،‬والوحدة‪ ،‬وإقا مة‬ ‫دولة الخلفية‪ ،‬وأخيرا الجهاد ضيد الصيهيونية والسيتعمار الصيليبي ‪ .145‬وتحيت‬ ‫‪144‬‬

‫‪ -‬عن كتاب( الشيوع ية ك ما عرفت ها)‪ ،‬سياسي عر بي‪ ،‬ص ‪ ،11‬و قد ن شر في مجلة حول‬

‫العالم في العدد(‪ )330‬في ‪.26/2/1959‬‬ ‫‪145‬‬

‫‪ -‬مين الملفيت للنظير أن شعار" الحرب ضيد الصيهيونية والسيتعمار"‪ ،‬رفعتيه الحركات‬

‫اليسيارية قبيل مرحلة إعادة البناء‪ .‬ورفعتيه الجماعات السيلمية مؤخرا بعيد ذلك‪ ،‬وقاميت بنفيس‬ ‫العمال الرهابية المحرمة التي مارستها الحركات الثورية الشيوعية من قبل‪ ،‬علما أن هذا الشعار‬ ‫لم يضر بأمن إسرائيل‪ ،‬ل على يد الشتراكيين من قبل ول على يد السلميين حاليا‪ ،‬بل استثمرت‬ ‫‪109‬‬

‫شعارات مختلفة ومتعددة‪ ،‬منها شعار " يا عمال العالم اتحدوا "‪ ،‬وشعار " العدل في‬ ‫توزييع الثروة "‪ ،‬وشعار " العدالة الجتماعيية"‪ ،‬والشعار المرحلي " ل شرقيية ول‬ ‫غربية " ‪ ،146‬وشعار " اشتراكية السلم"‪ ،‬وشعار " الكفر ملة واحدة "‪ ،‬وشعييار "‬ ‫كلهيم كفار "‪ ،‬وشعار ماتيت الشيوعيية "‪ ،‬وأخيرا شعار " محاربية العولمية والقطيب‬ ‫الواحد "‪ .‬لذلك فإننا نعيش أيام الخدع الكبرى والدجل في زمن السنوات الخداعات‪،‬‬ ‫وهذا يذكر نا بفت نة الدجال ال تي ت سبق خرو جه‪ ،‬فك يف الحال ب نا ب عد خرو جه؟ ف من‬ ‫أراد النجاة مين الفتين فعلييه أن يرى الواقيع بعينيه‪ ،‬ويتجنيب الشاعات المغرضية‬ ‫القاتلة‪.‬‬ ‫" لمصلحة من معاداة أمريكا " ؟‬ ‫كلمة يجب إبرازها وتكرارها في المجتمعات السلمية‬ ‫والحمد ل رب العــالمين‬

‫إسرائيل ذلك في الوساط العلمية لحشد التأييد قدر الممكن لخدمة مصالحها‪ ،‬فهل من معتبر؟‪.‬‬ ‫وهذا ل يعني الطعن في النوايا الحسنة للسلميين‪ ،‬ولكن يقرأ الموضوع من باب " كم من مريد‬ ‫للخير ل يصيبه "‪.‬‬ ‫‪146‬‬

‫‪ -‬رفعه الخميني حتى تمكن‪ ،‬ثم ربط بعد ذلك إيران بالتحاد السوفيتي والكتلة الشتراكية‪،‬‬

‫في حين استمر في معاداة الغرب‪.‬‬ ‫‪110‬‬

‫الفـــهرس‬ ‫‪1..........................................................................................................................‬‬

‫المنابر‬

‫العلمية‪2.....................................................................................................‬‬

‫بين ‪2...................................................................................................................‬‬

‫تجاهل الخطر‬

‫الشتراكي‪2...........................................................................................‬‬ ‫أمريكا ‪2............................................................................................‬‬

‫وظاهرة معاداة‬ ‫‪2.........................................................................................................................‬‬ ‫تأليف‪2..................................................................................................................‬‬

‫عدنان بن عبد الرحيم‬

‫الصوص‪2...................................................................................‬‬

‫رقم الجازة المتسلسل لدى دائرة المطبوعات‬

‫والنشر‪3........................................................‬‬

‫‪3....................................................................................................2004 / 8 / 2021‬‬

‫المملكة الردنية‬

‫الهاشمية‪3.........................................................................................‬‬

‫رقم اليداع لدى‬

‫دائرة‪3..............................................................................................‬‬

‫المكتبة‬ ‫(‬

‫الوطنية‪3......................................................................................................‬‬

‫‪3................................................................................................) 2004 / 8 / 2050‬‬

‫‪3..................................................................................................................302.2‬‬

‫الصوص‪،‬‬

‫عدنان‪3.....................................................................................................‬‬

‫المنابر العلمية بين تجاهل الخطر الشتراكي وظاهرة معاداة أمريكا‪ -.‬عمان‪ :‬المؤلف‪،‬‬ ‫(‬

‫‪3....،2004‬‬

‫) ص‪3............................................................................................................‬‬

‫ر‪.‬أ‪(:‬‬

‫‪3........................................................................................) 2004 / 8 /2050‬‬

‫الواصفات‪/:‬العلم‪//‬الثقافة‬

‫السياسية‪//‬السياسة‪3............................................................../‬‬

‫تم إعداد بيانات الفهرسة والتصنيف الولية من قبل دائرة المكتبة‬ ‫عمان‪ -‬الردن‪ -‬بريد‬

‫الوطنية‪3..............................‬‬

‫الكتروني‪5....................................................................................‬‬

‫‪5.................................................................SAMEERALSHAFAE@YAHOO.COM‬‬

‫‪111‬‬

‫‪5.........................................................................................................................‬‬ ‫الهـــــــداء‪6...........................................................................................................‬‬

‫إلى ‪ :‬أولي العقـول‬

‫واللباب‪6.......................................................................................‬‬

‫إلى ‪:‬المجاهدين في سبيل ال‬

‫تعالى‪6..............................................................................‬‬

‫إلى ‪ :‬مريــدي الحق والمدافعين عنه أينما‬

‫وجدوا‪6.............................................................‬‬

‫‪:‬‬ ‫(‬

‫)‪72 ...................‬‬

‫‪ -3‬ثبت أن السلم ليس العدو الول لمريكا‪ ،‬لنه يحفظ الضروريات الخمس للنسانية كما تراعيها‬ ‫أمريكا‪ .‬إل أنه يزيد‬

‫عليها‪91........................................................................................‬‬

‫‪ -4‬ثبت أن العدو الول للمسلمين وللغرب عامة ولمريكا خاصة‪ ،‬هي الشيوعية الشتراكية التي‬ ‫تحارب الضروريات الخمس للنسانية المرعية في الدستور المريكي‪91..................................‬‬ ‫‪ -5‬ثبت أن الشتراكية اليهودية ل زالت بعد سياسة إعادة البناء (البيروسترويكا) هي العدو‬ ‫المشترك الول للمسلمين‪ ،‬و للغرب عموما‪،‬‬

‫وللنسانية جمعاء‪91..........................................‬‬

‫‪ -3‬استطاعت إسرائيل من خلل عملئها الشتراكيين السيطرة على بلد ما بين الفرات والنيل على‬ ‫عدة مراحل من تاريخ الصراع العربي السرائيلي‪ ،‬وبقيت الردن والسعودية‪ .‬ولكن بسبب تطبيق‬ ‫بنود عملية السلم التي بدأت في نهاية السبعينات مع مصر‪ ،‬بدأت دولة إسرائيل بالتراجع جغرافيا‪،‬‬ ‫وذلك عن طريق النسحاب من الراضي العربية المحتلة عام ‪1967‬م‪ ،‬وأخيرا زوال النظام‬ ‫الشتراكي في العراق‪94.............................................................................................‬‬ ‫وعليه فان صراعنا بالدرجة الولى والثانية والثالثة مع الدول‬

‫الشتراكية‪95.............................‬‬

‫وهنا قد يسأل سائل‪ :‬ما تقول في سياسة أمريكا الداعمة حاليا لسرائيل‪ ،‬أل تشكل خطرا‬ ‫وجوابه‪:‬‬

‫علينا؟‪95...‬‬

‫‪95............................................................................................................‬‬

‫أن سياسة أمريكا مع إسرائيل لها‬ ‫ب‪ -‬سياسة ايجابية تتمثل بما‬

‫وجهان‪95...................................................................:‬‬

‫يلي‪96.............................................................................:‬‬

‫‪ -1‬منع إسرائيل من التوسع خارج حدودها‪ ،‬من خلل إجبار إسرائيل بالنسحاب من سيناء عام‬ ‫‪ 1956‬م‪ .‬ومحاولتها مرارا رفض مشروع قرار التقسيم الذي فرضته الكتلة الشتراكية‪ ،‬وانبثق‬ ‫عنه قيام دولة إسرائيل عام ‪1948‬م‪ .‬وهي تمنع حاليا إسرائيل من تصفية القضية الفلسطينية‪ ،‬بحجة‬ ‫محاربة الرهاب الفلسطيني‪ ،‬مما يدل على أن سياسة أمريكا ل تسعى كالشتراكيين إلى اقامة‬ ‫‪112‬‬

‫الدولة اليهودية‪ ،‬أو توسيعها‪ ،‬إنما يكفيها مشروع وجود يهودي في فلسطين الذي دعمته بريطانيا‬ ‫سابقا‪ .‬وعليه أؤكد على ضرورة الحفاظ على هذه السياسة‪ ،‬وتجنب ما يعكر‬

‫صفاءها‪96...............‬‬

‫‪ -4‬على المسلم أن يوالي أولياء ال مهما كانت جنسيتهم أو عرقهم أو لونهم أو نسبهم‪ .‬فيصدق‬ ‫الصادق‪ ،‬ويؤمن المين‪ ،‬ول يخدع فيهم‪ .‬وعليه أن يتبرأ ممن حا ّد ال ورسوله‪ ,‬ولو كان من جلدته‬ ‫أو أقرب الناس إليه‪ ،‬فيكذب الكاذب‪ ،‬ويخون الخائن ول يخدع بهم‪97.......................................‬‬ ‫خرِ ُيوَادّونَ مَنْ حَا ّد الَّ وَرَسُولَ ُه َو َلوْ كَانُوا آبَا َء ُهمْ‬ ‫لّ وَالْ َي ْومِ الْ ِ‬ ‫جدُ َقوْمًا ُيؤْ ِمنُونَ بِا ِ‬ ‫قال تعالى ‪( :‬لَ تَ ِ‬ ‫ن وَأَ ّي َد ُهمْ بِرُوحٍ مِنْهُ‪))22(...‬‬ ‫ك َكتَبَ فِي ُقلُو ِب ِه ْم الِْيمَا َ‬ ‫خوَا َن ُهمْ َأوْ عَشِي َر َت ُهمْ ُأ ْولَئِ َ‬ ‫َأوْ أَ ْبنَا َءهُمْ َأوْ إِ ْ‬ ‫(المجادلة ‪98.......................................................................................................)22‬‬ ‫وعليه فان البعض من المسلمين‪ ،‬مع السف ينطلق في تأييده المسبق للنظم الشتراكية وهي الشد‬ ‫إفسادا في الرض على النظم الغربية الديمقراطية‪ ,‬بحجة القرابة أو الجنسية أو القومية‪ ,‬ولو كان‬ ‫المر كذلك‪ ,‬لما قاتل الرسول صلى ال عليه وسلم أبا جهل في غزوة بدر‪ ,‬ولما قاتل الصحابة رضي‬ ‫ال عنهم آباءهم أو أبناءهم أو عشيرتهم أبداً‪ ,‬ولكنه ميزان العقيدة والتوحيد‪ ,‬الذي به يكون الحب‬ ‫في ال والبغض في ال‪ ,‬وبه يكون الولء والبراء‪ .‬ولم يكن العداء والقتل في السلم على الجنسية‬ ‫أو القومية البتة‪ ،‬كما هو الحال عند بعض الجهلة هذه اليام‪ .‬ومن أظهر الدلة العَمَلية على ذلك‪،‬‬ ‫أمرُ الرسول صلى ال عليه وسلم المسلمين بالهجرة إلى الحبشة‪ ,‬على الرغم من أنها تدين‬ ‫بالنصرانية الكافرة‪ ,‬تاركين مكة حيث الهل والعشيرة‪ ،‬ذلك لن النظام النصراني في الحبشة قد‬ ‫حفظ للمسلمين الضروريات الخمس‪ ,‬عبادة ودعوة وتجارة وتكاثراً واحتراماً‪ ،‬في حين قامت قريش‬ ‫ أبناء العمومة ‪ -‬بمنعهم من ممارستها‪ ,‬بقتلهم ونهب أموالهم وعدم مصاهرتهم وانتهاك أعراضهم‬‫واتهام من أسلم منهم بالجنون‪ .‬لذلك كله دخلت قريش والدول الشتراكية المحاربة للضروريات‬ ‫لّ وَرَسُولَ ُه َو َلوْ‬ ‫جدُ َقوْمًا ُيؤْمِنُونَ بِالِّ وَالْ َي ْومِ الْخِرِ ُيوَادّونَ مَنْ حَادّ ا َ‬ ‫الخمس في قوله تعالى ‪( :‬لَ تَ ِ‬ ‫ن وَأَ ّي َد ُهمْ بِرُوحٍ‬ ‫ك كَتَبَ فِي ُقلُو ِب ِه ْم الِْيمَا َ‬ ‫خوَا َن ُهمْ َأوْ عَشِيرَ َت ُهمْ ُأ ْولَئِ َ‬ ‫كَانُوا آبَا َءهُمْ َأوْ أَ ْبنَاءَ ُهمْ َأوْ إِ ْ‬ ‫عدَا َوةً ِلّلذِينَ آمَنُوا الْ َيهُو َد وَاّلذِينَ‬ ‫شدّ النّاسِ َ‬ ‫جدَنّ أَ َ‬ ‫ِمنْهُ‪())22(...‬المجادلة ‪ .)22‬وفي قوله تعالى‪َ( :‬لتَ ِ‬ ‫أَشْ َركُوا ‪( .))82(...‬المائدة ‪ . )82‬في حين دخلت الحبشة النصرانية والدول الغربية المحافظة على‬ ‫ن َو َلمْ يُخْرِجُو ُكمْ‬ ‫ن َلمْ يُقَا ِتلُو ُكمْ فِي الدّي ِ‬ ‫الضروريات الخمس‪ ،‬في قوله تعالى‪( :‬ليَ ْنهَا ُكمْ الُّ عَنْ اّلذِي َ‬ ‫ن الَّ يُحِبّ الْمُقْسِطِينَ(‪())8‬الممتحنة ‪ .)8‬وقوله تعالى‪:‬‬ ‫ن ِديَا ِر ُكمْ أَنْ تَبَرّو ُهمْ َوتُقْسِطُوا ِإلَ ْي ِهمْ إِ ّ‬ ‫مِ ْ‬ ‫جدَنّ َأقْرَ َب ُهمْ َم َو ّد ًة ِلّلذِينَ آ َمنُوا اّلذِينَ قَالُوا ِإنّا َنصَارَى)(المائدة ‪ .)82‬مذكرين أن المسلمين في‬ ‫( َولَتَ ِ‬ ‫الحبشة لم يؤمروا بالعودة بحجة قيام دولة السلم في المدينة‪ ،‬على الرغم من تطبيق أحكام الكفر‬ ‫فيها‪ .‬فقد عاد جعفر بن أبي طالب رضي ال عنه في السنة الثامنة للهجرة‪ ،‬ول يعني ول يلزم من‬ ‫قولنا هذا عدم التبري من دين النصارى‪98.......................................................................‬‬ ‫غلَ ِب ِهمْ‬ ‫ض َو ُهمْ مِنْ َب ْعدِ َ‬ ‫غلِبَتْ الرّومُ(‪)2‬فِي َأدْنَى الَْرْ ِ‬ ‫‪ -5‬انطلقاً من العبر في قوله تعالى‪ ( :‬الم(‪ُ )1‬‬ ‫ن لِّ الَْمْرُ مِنْ قَ ْب ُل وَمِنْ َب ْع ُد وَ َيوْ َم ِئذٍ يَفْ َرحُ الْ ُمؤْمِنُونَ(‪()4‬الروم)‪ ،‬وحُزن‬ ‫سنِي َ‬ ‫ضعِ ِ‬ ‫س َي ْغلِبُونَ(‪)3‬فِي ِب ْ‬ ‫َ‬ ‫المسلمين لهزيمة الروم لنهم القرب إلى ديننا من الفرس‪ ,‬علماً أن هذا التعاطف معهم ليس من‬ ‫‪113‬‬

‫باب الولء أو العمالة لهم في شيء‪ .‬فإننا نؤيد كل حركة تقلل من الشر في الرض‪ ،‬ولو بتغيير‬ ‫الشر الكبر والكفر الكبر بالشر الصغر والكفر الصغر‪ .‬وللقواعد الصولية" دفع الضرر الكبر‬ ‫بالضرر الصغر" أو " اختيار أدنى المفسدتين " أو " درء المفاسد وتقليلها "‪ ،‬ول يقال في مثل‬ ‫هذا الموضع (كلهم كفار) ‪ ،‬فهناك كفر وكفر أكبر‪ ،‬وشر وشر أكبر‪99......................................‬‬ ‫وبناء على ما سبق مما توصلنا إليه‪ ,‬فانه يلزم كل مسلم أن يؤيد كل ما يؤدي إلى حفظ‬ ‫الضرورات الخمس أو استكمالها‪ ,‬ورفض كل ما يؤدي إلى انتهاك الضرورات الخمس أو بعضها‪....‬‬ ‫‪100‬‬

‫فعلى سبيل المثال‪ ,‬علينا أن نرفض قيام أمريكا بإسقاط حركة طالبان‪ -‬التي تسببت سياسة ابن لدن‬ ‫وأخطاء الحركة الفادحة بزوالها‪ -‬أو بزوال السعودية أو أي دولة عربية غير يسارية التوجه‪ ,‬لما‬ ‫في ذلك من إيقاع الضرر على الضرورات الخمس‪ ,‬ليس لزوالها‪ ,‬بل لزوال التشريعات الموضوعة‬ ‫في السعودية خاصة وحركة طالبان لحفظ هذه الضرورات‪ .‬فكيف بموقفنا من قيام دولة اشتراكية‪-‬‬ ‫ولو عربية‪ -‬بإسقاط النظام السعودي أو حركة طالبان أو أي دولة مسلمة أخرى مثل الردن ؟‬ ‫سنكون أشد رفضا واستنكارا لذلك‪ ,‬ولو استطعنا الجهاد إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع لدفع‬ ‫حصول ذلك لفعلنا‪ ,‬ويا ليتهم يعلمون أن البديل عن الحكم في السعودية‪ ،‬سيكون نظاما يساريا‪ ،‬أو‬ ‫شيعياً‪100............................................................................................................ .‬‬ ‫ولو خيرنا بين نظام ديموقراطي تحفظ فيه الضرورات الخمس‪ ,‬ونظام ثوري شيوعي اشتراكي‬ ‫تنتهك فيه الضرورات الخمس‪ ،‬ولو حتى ضرورة واحدة منها‪ ،‬لوجب علينا اختيار النظام‬ ‫الديموقراطي الذي تحفظ فيه الضرورات الخمس‪ ,‬حتى لو كان النظام الشتراكي من جلدتنا‪ ,‬ول يعدّ‬ ‫هذا الخيار من باب الولء أو العمالة للنظام الديموقراطي كما يزعم البعض ممن قل علمهم‪ .‬وإل لزم‬ ‫القائلين بذلك‪100.....................................................................................................:‬‬ ‫أ‪ -‬اتهام الصحابة بالولء والعمالة للروم‪ ,‬إذ تعاطفوا معهم حين هزمهم الفرس‪.‬‬

‫‪101...................‬‬

‫ب‪ -‬اتهام الصحابة المهاجرين إلى الحبشة النصرانية بالولء والعمالة لها‪ ،‬لقبولهم العيش في كنف‬ ‫النصارى وتحت حكمهم‪ .‬وليس المر كذلك‪ ،‬إنما كان تعاطفهم مع الروم وهجرتهم إلى الحبشة‪ ،‬من‬ ‫باب " درء المفاسد أو تقليلها "‪ ،‬أو " اختيار أدنى المفسدتين "‪ ،‬فمفسدة الفرس أعظم من‬ ‫مفسدة الروم‪ ،‬ومفسدة كفار مكة أعظم من مفسدة الحبشة‪ ،‬ولكن ما هكذا تحسب المور‪101....... .‬‬ ‫وانطلقا من مقصد الشريعة السمى " تحصيل المصالح و تكميلها‪ ,‬وتعطيل المفاسد وتقليلها "‬ ‫نقول باختصار‪101...................................................................................................:‬‬

‫علينا أن نرفض كل تغيير سواء أكان من السوء إلى السوأ أو من الخير إلى السوء أو من الخير‬ ‫الكمل إلى الخير الكامل‪ .‬فإن ذلك يدفع باتجاه الهزيمة‪.‬وان نؤيد كل تغيير من الشر إلى الخير‪ ،‬أو‬ ‫من الشر إلى شر أقل منه‪ ,‬أو من الخير إلى خير أكمل منه‪ .‬فإن ذلك يدفع باتجاه النصر‪101...........‬‬ ‫‪114‬‬

‫‪ -6‬يجب أن يُعلم في ضوء النتائج السابقة‪ ،‬أن الكثير من المواقف السياسية والعمال الصواب‪،‬‬ ‫الصادرة عن كثير من الساسة والحكام العرب والمسلمين غير الشتراكيين التي تصب في المصالح‬ ‫العامة للمة‪ ،‬تصنف عند البعض من باب الخيانة للمة والعمالة للجنبي‪ .‬ويرجع سبب ذلك إلى‪. . .:‬‬ ‫‪102‬‬

‫‪ -1‬الجهل في الحكام الشرعية المطابقة‬

‫للواقع‪103............................................................‬‬

‫‪ -2‬الجهل في فهم الواقع‪ ،‬أو أنهم أَُفهموا أوهاما وسرابا ظنوها بالخدع الجاسوسية حقائق‪ .‬فأنزلوا‬ ‫الحكام الشرعية عليها فأخطؤا‪ .‬فإن كانوا من العلماء المجتهدين فلهم أجر‪ ،‬وإن لم يكونوا كذلك‪،‬‬ ‫ضلوا وأضلوا‪103.....................................................................................................‬‬ ‫‪ -3‬انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم‪ ،‬أو زعزعتها للسببين الماضيين وللخطط الصهيونية‬ ‫والشتراكية‪103.......................................................................................................‬‬ ‫وهذا الصنف من الناس‪ ،‬الذين ل يثقون بمقولت ومواقف بعض الساسة والحكام العرب من غير‬ ‫الشتراكيين‪ ،‬يشكلون خطرًا كبيراً على أمن البلد والعباد‪ ،‬فهم ممن وصفهم الرسول‪-‬صلى ال‬ ‫عليه وسلّم‪ -‬بـ " غثاء السيل " المخدوعون بالدعايات والشاعات المغرضة‪ ،‬حتى أنهم كذّبوا‬ ‫الصادق وخوّنوا المين‪ ،‬فوقعوا فيما وقع فيه قتلة عثمان بن عفان‪ -‬رضي ال عنه‪103............ .-‬‬ ‫‪ -7‬وإذا كان المر كذلك‪ ,‬وجب على المنابر العلمية السلمية أن تقوم بمسؤوليتها في تثقيف‬ ‫المجتمع المسلم بمضمون هذه النتائج والتوصيات وتكرارها مع الزمن قبل فوات الوان‪ .‬وأن‬ ‫تتحمل لجل ذلك أبشع النعوت والصفات من قبل العديد من الطراف‪103..................................‬‬ ‫وفي المقابل القيام بحملة تثقيفية حوارية أخرى في أسرع وقت ممكن‪ ,‬تخاطب فيها الرأي العام‬ ‫الغربي بلغته وبالحكمة والموعظة الحسنة‪ ,‬توضح له فيها أسباب الزمة القائمة بينهم وبين‬ ‫الشارع السلمي وأن هذه الزمة مفتعلة ل تمثل روح العقيدة السلمية‪ ,‬لن الحركة الصهيونية‬ ‫ومعها الشتراكية بقصد‪ ،‬ومن تأثر بمقولتهما السياسية من المسلمين بجهل‪ ,‬يسعون لقناع‬ ‫أصحاب القرار في الغرب بأن ما يصدر من أعمال إرهابية من قبل بعض المسلمين يعبر عن طبيعة‬ ‫السلم وحقيقته وجوهره‪ ,‬كي يدرجوه ضمن المذاهب الهدامة‪ ،‬كالمذهب الشيوعي سواءً بسواء‪.‬‬ ‫ومع ادعاء الشيوعية المحدّثة نبذها للرهاب والمعاناة منه‪ ،‬ستقف الشيوعية مع الغرب جنباً إلى‬ ‫جنب لمحاربة السلم بصفته عدواً مشتركاً بينهما‪ ،‬وهذا ما نخشى حدوثه مستقبل‪103................‬‬ ‫‪ -8‬حين نظر أعداء السلم من الشتراكيين والصهاينة إلى حرية ممارسة الديان ومنها السلم‬ ‫في أمريكا‪ ،‬وما نتج عنه من إقبال المريكان على السلم‪ ،‬بحيث أصبح لكل جماعة من الجماعات‬ ‫السلمية المعاصرة حضور واضح وفاعل فيها‪ ،‬ارتبك هؤلء العداء واغتاظوا لما في ذلك من‬ ‫تهديد لمخططاتهم الخطيرة في أمريكا‪ ،‬أو زيادة التعاطف المريكي مع القضايا السلمية‪ .‬فأطلقوا‬ ‫على السلم في أمريكا‪ ،‬أو على السلم الواقعي الذي ل يستعدي أمريكا ول تستعديه أمريكا بـ‬ ‫(السلم المريكي)‪ .‬وردّدوه في وسائل العلم‪ ،‬فتأثر بهذا الشعار الباطل أخوة لنا في العقيدة‪،‬‬ ‫‪115‬‬

‫غيورون على دينهم وأمتهم‪ ,‬فوقعوا في التضليل العلمي المغرض وللسف‪ .‬ولهذا نقول لهم إن‬ ‫كنتم تنتمون إلى إحدى الجماعات السلمية المعاصرة‪ ،‬فإن لجماعتكم حضورا فاعل وقد يكون‬ ‫واسع النتشار في أمريكا‪ ،‬فهل ترضون أن يوصف إسلم جماعتكم بـ ( السلم المريكي ) كون‬ ‫القانون المريكي ل يمنع ممارستها للسلم ؟ فإن كنتم يا أصحاب الجماعات السلمية المتواجدة‬ ‫في أمريكا ل ترضون بأن يوصف إسلمكم بـ ( السلم المريكي ) وتنفون عن أنفسكم هذه التهمة‪،‬‬ ‫بل تحاربونها‪ ،‬فكيف تصد‍ّقون ذلك خارج أمريكا ؟‍ وإذا كانت أمريكا ل تسعى لمركة جماعاتكم‪،‬‬ ‫وتعتقدون أن ل وصاية لحد عليكم فيها‪ ،‬وأنتم تعيشون في كنفها وتحت دستورها وقانونها‪ ،‬فكيف‬ ‫تصدقون أنها تفعل ذلك خارج بلدها حيث تنقطع قوّتها التشريعية الدستورية؟‍؟‍‍!!‪104.................‬‬ ‫إن ما تقوم به أمريكا خارج بلدها ليس من باب محاربة السلم بقدر ما هو ردود أفعال نتيجة‬ ‫التشوهات الفكرية والجهادية التي وقعت فيها بعض الفئات السلمية‪ .‬والتي عانت منها الدول‬ ‫السلمية نفسها‪ ،‬ويعاني منها كل مسلم يعيش في بلد الغرب والشرق على حد سواء‪ .‬والدليل على‬ ‫ذلك أن المرجعيات السلمية الكبرى في العالم السلمي ( الزهر الشريف في مصر‪ ،‬وهيئة كبار‬ ‫العلماء في السعودية‪ ،‬ومشيخة الشام واليمن ) وغيرهم‪ ،‬ندّدوا جميعا بهذه العمال المصبوغة‬ ‫بالسلم‪ ،‬واعتبروا فاعليها صبية يتلعبون بقدر المة‪ ،‬ل يمثلون إل أنفسهم ومن يقف وراءهم‪....‬‬ ‫‪105‬‬

‫وعليه نؤكد أن هذا الظن المغلوط الذي اعتبر السلم العدو الول لمريكا‪ ،‬إنما هو نتيجة الخلط‬ ‫الفاضح بين المقدمات والنتائج‪ ،‬أو قل الخلط بين الواقع والوهم‪ ،‬والنظر إلى بعض التقارير‬ ‫المنسوبة إلى الدارة المريكية زورا وكذباً‪ ،‬ويظن البعض أن كل ورقة كتبت في أمريكا أو عمل‬ ‫صدر عن أمريكي‪ ،‬يعبر بالضرورة عن سياسة الدارة المريكية‪ ،‬وليس المر كذلك‪ ،‬علما بأن كثيرا‬ ‫من التقارير المنشورة على صفحات النترنت والمنسوبة لجهات أمريكية‪ ،‬ليست صحيحة النسبة‪.‬‬ ‫وأنه يوجد من الصهاينة والشتراكيين الكثيرون ممن يسعون لتلطيخ صورة أمريكا في العالم لتنفير‬ ‫الناس من الرأسمالية سعيا لسقاطها‪ ،‬ومن ثم توريطهم بالشتراكية‪105................................ .‬‬ ‫‪ -9‬يظن البعض أن التحالف القائم حاليا بين اليساريين ومختلف الحركات والجماعات السلمية ‪-‬‬ ‫إل ما رحم ال – يصب في مصلحة السلم ل اليسار‪ ،‬أو في مصلحة الجميع من باب تقاطع‬ ‫المصالح بيننا وبينهم في صراعنا ضد عدونا المشترك أمريكا أو الرأسمالية حسب زعمهم‪ .‬فما‬ ‫صحة هذا القول ؟‪106................................................................................................‬‬ ‫لنناقش المر في ضوء ما مر معنا في هذه الرسالة‪،‬‬

‫فنقول‪106...........................................:‬‬

‫ تبين لنا أن الهدف من تحالف اليسار مع غيرهم هو تحالف مؤقت ضد النظم المستهدفة المحاربة‬‫لليسار‪ ،‬وخاصة الرأسمالية منها‪106..............................................................................‬‬ ‫ وبما أن العدو الول للمسلمين وللغرب عامة ولمريكا خاصة‪ ،‬هي الشيوعية الشتراكية التي‬‫تحارب الضروريات الخمس للنسانية ‪106....................................................................‬‬ ‫‪116‬‬

‫ وبما أن الشتراكية اليهودية ل زالت بعد سياسة إعادة البناء ( البيروسترويكا) هي العدو‬‫المشترك الول للمسلمين‪ ،‬و للغرب عموما‪،‬‬

‫وللنسانية جمعاء‪106.........................................‬‬

‫‪ -10‬من الممكن جدا أن يندهش كل صاحب عقل بعد الطلع على مادة هذه الرسالة وفهمها‪،‬‬ ‫ويتساءل في نفسه‪ ،‬لمَ لم يتحرك المسلمون لبيان الخطر الشتراكي الزاحف والتصدي له إعلميا‬ ‫وغيره‪ ،‬بقدر عدائه وإجرامه وفتكه بالقضية السلمية وبالمسلمين‪ ،‬في حين نرى حركتهم موجهة‬ ‫بقوة إلى الخطر الرأسمالي ؟‪108...................................................................................‬‬ ‫سبب ذلك يعود‬

‫إلى‪109..............................................................................................:‬‬

‫أولً‪ -‬أننا غثاء كغثاء السيل ( كما وصفنا الرسول صلى ال عليه‬

‫وسلم)‪109.............................‬‬

‫ثانياً‪ -‬أساليب الخداع العلمية وغير العلمية التي تمارسها وسائل العلم الشتراكية‬ ‫والصهيونية وأفعالهم‪ ،‬ومن تأثر بها من أبناء المة السلمية أفرادا وجماعات‪ ،‬حيث جعلت‬ ‫الصادق كاذبا والمين خائنا‪ ،‬والعادل ظالما‪ ،‬والمخلص منافقا وعميل‪ ،‬والعالم جبانا وطاغوتا‬ ‫ومخذّل وعالم سلطان‪ ،‬وغيره‪ ،‬فانطبق علينا الوصف الدقيق لحالنا " غثاء كغثاء السيل "‪ .‬فان‬ ‫هذا السيل الفكري الموجِه والحامل لنا هو نتيجة علم يسمى بـ (علم الجيبرو) ‪ ،‬علم تسخير‬ ‫الشعوب ‪ -‬لمصلحة الصهيونية‪ -‬تقوم عليه الشيوعية والصهيونية في روسيا‪ ،‬حيث جعلت مئات‬ ‫المليين في العالم كله يصفقون للموت القادم‪ ،‬والجوع والقهر والستعباد وأقسى أنواع الظلم في‬ ‫التاريخ البشري‪ ،‬باسم الشتراكية‪ ،‬والحرية‪ ،‬والديموقراطية‪ ،‬والوحدة‪ ،‬وإقامة دولة الخلفة‪،‬‬ ‫وأخيرا الجهاد ضد الصهيونية والستعمار الصليبي ‪ .‬وتحت شعارات مختلفة ومتعددة‪ ،‬منها شعار‬ ‫" يا عمال العالم اتحدوا "‪ ،‬وشعار " العدل في توزيع الثروة "‪ ،‬وشعار " العدالة الجتماعية"‪،‬‬ ‫والشعار المرحلي " ل شرقية ول غربية " ‪ ،‬وشعار " اشتراكية السلم"‪ ،‬وشعار " الكفر ملة‬ ‫واحدة "‪ ،‬وشعــار " كلهم كفار "‪ ،‬وشعار ماتت الشيوعية "‪ ،‬وأخيرا شعار " محاربة العولمة‬ ‫والقطب الواحد "‪ .‬لذلك فإننا نعيش أيام الخدع الكبرى والدجل في زمن السنوات الخداعات‪ ،‬وهذا‬ ‫يذكرنا بفتنة الدجال التي تسبق خروجه‪ ،‬فكيف الحال بنا بعد خروجه؟ فمن أراد النجاة من الفتن‬ ‫فعليه أن يرى الواقع بعينه‪ ،‬ويتجنب الشاعات المغرضة القاتلة‪109.......................................‬‬ ‫‪110.....................................................................................................................‬‬ ‫" لمصلحة من معاداة أمريكا "‬

‫؟‪110.............................................................................‬‬

‫كلمة يجب إبرازها وتكرارها في المجتمعات السلمية‬ ‫والحمد ل رب‬

‫‪110...................................................‬‬

‫العــالمين‪110........................................................................................‬‬

‫الفـــهرس‪111..........................................................................................................‬‬

‫‪117‬‬

More Documents from "Adnan Sous"

June 2020 7
June 2020 5
Anti Semitism
June 2020 2
April 2020 0