Zpfile001

  • Uploaded by: Michael Williams
  • 0
  • 0
  • June 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Zpfile001 as PDF for free.

More details

  • Words: 12,928
  • Pages: 26
‫الخره والطريق إلى الجنه‬ ‫إن الحمد للشه نحمشده ونسسشتعينه ونسشتغفره ونعشوذ بشالله مشن ششرور‬ ‫أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده اللششه فل مضششل لششه ومششن يضششلل فل‬ ‫هادي له أما بعد ‪-:‬‬ ‫هذا الموضوع عن الخره والذي قمت بجمع معلوماته وترتيبها من علمششاء‬ ‫أفاضل ومجهودات ضخمه منهم والذين يبتغون به الجر العظيم من اللششه‬ ‫سبحانه وتعالي حتى يكون حجة لنا أو علينا يوم القيامه أهديه إليششك مششن‬ ‫قلبي لنك إنسان مخلص تبحث عن الحق وهو الن بين يديك واللششه علششى‬ ‫أقول شهيد ‪.‬‬ ‫الهدف الحقيقي الذي من أجله خلق الله الخلق ‪ :‬قال تعالى ومششا خلقششت‬ ‫عَلى العباِد‬ ‫ق الله َ‬ ‫الجن والنس ال ليعبدون وعنه صلي الله عليه وسلم ح ّ‬ ‫َ‬ ‫عَليه(‬ ‫ه شيئا )مّتفق َ‬ ‫ول َ يشركوا ب ِ ِ‬ ‫أ ْ‬ ‫ن يعبدوه َ‬ ‫وحتي تتحقق كمال العبودية المطلوبه من الخلق والتي ل تحششدث إل فششي‬ ‫هذه الدار الدنيا دار المحنة والبتلء فاقتضت حكمته سششبحانه وتعششالي أن‬ ‫خلق أبينا آدم وذريته من تركيب يستلزم دواعي الشهوة والفتنششة فنصشب‬ ‫العقل والشهوة معا ليتم مراده لذا علي النسان فششي هششذا الوجششود أن ل‬ ‫يعيش غافل يأكل ويتمتع كما تأكل النعام ل يفكر في مصيره ول يتقرب‬ ‫من ربه ول يدري شيئا عن حقيقة نفسه وطبيعششة دوره فششي هششذه الحيششاة‬ ‫حتى يوافيه الموت بغتة فيواجه مصيره المجهول دون استعداد له ويجني‬ ‫ثمرة الغفلة والجهل والنحششراف فششي عمششره الطويششل أو القصششير وحينئذ‬ ‫يندم حين ل ينفع الندم يقول الله تعالى )اقششترب للنششاس حسششابهم وهششم‬ ‫في غفلة معرضون( النبياء‪1:‬‬ ‫أتعشبت جسمك فيما فيه خسشران‬ ‫يا متعب الجسم كم تسعى لراحتشه‬ ‫فأنت بالشروح ل بالجسم إنسشان‬ ‫أقبل على الروح واستكمل فضائلها‬ ‫‪ -1‬حقيقة الدنيا ‪ :‬هذه الدنيا مششا هششي إل دار سششفر ومنششزل عبششور ل دار‬ ‫إقامة لذا ينبغي للمؤمن العاقل أن يكون في هذه الدنيا على جناح سفر‬ ‫يهيئ زاده ومتاعه للرحيل المحتوم فالسعيد مششن أتخششذ لهششذا السششفر زادا ً‬ ‫يبلغه إلى رضوان الله تعالى والفوز بالجنة والنجاة من النار ‪ .‬قال تعالى‬ ‫ن َ‬ ‫ن ات ّ َ‬ ‫ع الشدّن َْيا َ‬ ‫‪ُ :‬‬ ‫قِليش ٌ‬ ‫قش ْ‬ ‫فِتيل ً (‬ ‫خشَرةُ َ‬ ‫مت َششا ُ‬ ‫وال ِ‬ ‫مششو َ‬ ‫ول َ ت ُظْل َ ُ‬ ‫خي ْشٌر ل ّ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قششى َ‬ ‫ل َ‬ ‫مش ِ‬ ‫النساء‪ .) 77:‬وقال صلي الله عليه وسلم ما الدنيا في الخرة إل مثل ما‬ ‫يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع (رواه مسششلم ) اليششم ‪ :‬أي‬ ‫البحر ‪ .‬وقال صلي الله عليه وسلم ‪ :‬لوكانت الدنيا تششزن عنششد اللششه جنششاح‬ ‫بعوضششة مششا سششقى كششافرا ً منهششا شششربة مششاء )رواه الترمششذي وصششححه‬ ‫اللباني ( ‪ .‬قال عيسى بن مريم عليه السششلم‪ :‬مششن ذا الششذي يبنششي علششى‬ ‫موج البحر دارا َ ؟ تلكم الدنيا فل تتخذوها قششرارا ‪ .‬سششأل علششي بششن طششالب‬ ‫رضي الله عنه صف لنا الششدنيا قششال دار أولهششا عنششاء وآخرهششا فنششاء حللهششا‬ ‫حساب وحرامها عقاب من استغنى فيها فتن ومن افتقر فيها حزن ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫الدنيا وزخارفها ‪ :‬قال تعالى ولول أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن‬ ‫يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا ً من فضة ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم‬ ‫أبوابا ً وسررا ً عليها يتكون وزخرفا ً )الزخرف‪ . (33/‬لول أنه يعتقششد كششثيرا‬ ‫من الناس أن إعطاءنا المال دليل محبتنا لمششن أعطينششاه فيجتمعششوا علششى‬ ‫الكفر من أجل المال لجعلنا لبيوت الكفار سششقفا ً وسششللم وأقفششال ً علششى‬ ‫البواب من فضششة وذهششب مششن متششاع الحيششاة الفانيششة ليلقششوا اللششه وليششس‬ ‫عندهم حسنة لنهم أخذوا نصيبهم مششن الششدنيا ‪ .‬تفسششير القششرآن العظيششم‬ ‫لبن كثير ‪ 7/213‬قال صلى الله عليه وسلم سششتفتح عليكششم الششدنيا حششتى‬ ‫تنجدوا بيشوتكم كمشا تنجشد الكعبشة فشأنتم اليشوم خيشر مشن يشومئذ )صشحيح‬ ‫الجامع ( ‪ .‬عن أنس بن مالك رضي الله عنه عششن النششبي صششلى اللششه عليششه‬ ‫وسلم أنه قال ‪ :‬من كانت الخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمششع لششه‬ ‫شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين‬ ‫عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إل ما قدر لششه )رواه الترمششذي‬ ‫وصححه اللباني (‬ ‫قال ابن القيم الجوزية رحمه الله في ) كتششابه الفششوائد ( إذا أصششبح العبششد‬ ‫وأمسى وليس همه إل الله وحده تحمل الله سبحانه حوائجه كلها وحمششل‬ ‫عنه كل ما أهمه وفرغ قلبه لمحبته ولسانه لذكره وجوارحه لطششاعته وإن‬ ‫أصبح وأمسى والدنيا همه حمله الله همومها وغمومهششا وأنكادهششا ووكلششه‬ ‫إلى نفسششه فشششغل قلبششه عششن محبتششه بمحبششة الخلششق‪ ،‬ولسششانه عششن ذكششره‬ ‫بششذكرهم وجششوارحه عششن طششاعته بخششدمتهم وأشششغالهم فهششو يكششدح كششدح‬ ‫الوحوش وعقب على كلمه بقوله تعالى ‪ :‬ومن يعششش عششن ذكششر الرحمششن‬ ‫نقيض له شيطانا فهو له قرين )سورة الزخرف (‬ ‫‪ -2‬حقيقة الموت ‪ :‬الدنيا أيام معدودة ول مفر لنششا مششن نهايششة الجششل ‪.‬‬ ‫والقبر إما نعيم وإما عذاب والمرء يموت على ما عاش عليه ويبعث علششى‬ ‫ة من حلقششات‬ ‫ما مات عليه ففريق في الجنة وفريق السعير ‪ .‬الموت حلق ً‬ ‫الحياة يتم بها مراد الله بالختبار والبتلء في الدنيا فششالموت ليششس فنششاءً‬ ‫كما يعتقشد البعشض بشل هشو أنتقشال مشن دار إلشى دار وبشرزخ يفصشل بيشن‬ ‫حيششاتين حيششاة الختبششار والبتلء فششي الششدنيا وحيششاة الجششزاء والبقششاء فششي‬ ‫الخره ‪ .‬فالحياة الحقيقية هي حياة الخششرة والمششوت راحششة للمششؤمن مششن‬ ‫تعب الدنيا ونصبها ونهاية سعيدة لهذا البتلء الذي عاناه فيها أما الكششافر‬ ‫فبالموت يبدأ شقاؤه وعنششاؤه والعيششاذ بششالله ‪ .‬قششال تعششالى‪ :‬بششل تششؤثرون‬ ‫الحياة الدنيا * والخرة خير وأبقى )العلى‪ (17:16 :‬وقششال‪ :‬إنمششا هششذه‬ ‫الحياة الدنيا متاع وإن الخرة هششي دار القششرار )سششورة غششافر‪ (39 :‬وقششال‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ :‬اللهم ل عيش إل عيش الخششرة )رواه‬ ‫البخششاري ( ‪ .‬ومششن وعششظ الصششحابي تلششدون للمششوت وتعمششرون للخششراب‬ ‫وتحرصون على ما يفنى وتذرون ما يبقى ‪ .‬عشن رسششول اللشه صششلى اللششه‬ ‫عليه وسلم قال ) أتاني جبريل فقال يا محمد عش ما شششئت فإنششك ميششت‬ ‫وأحبب من شئت فإنك نفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به واعلششم أن‬ ‫‪2‬‬

‫شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس( رواه الطبراني ‪.‬‬ ‫فاعلم بأنك بعدها مسؤل‬ ‫إذا وليشت قومشا ليششلة‬ ‫فاعلم بأنك بعدها محمول‬ ‫وإذا حملت إلى القبور جنازة‬ ‫موت البدان وليس موت النفس ‪ :‬يقول ابن تيميشة ‪ :‬الرواح مخلوقشة ل‬ ‫تنعدم ول تفنى و موتهششا أي مفارقشة البششدان وعنششد النفخشة الثانيشة تعشاد‬ ‫الرواح إلى البدانا ولكن أختلف الناس هل تموت الششروح أم ل ؟ فقششالت‬ ‫طائفة ‪ :‬تموت لنها نفس وكل نفس ذائقششة المششوت وإذا كششانت الملئكششة‬ ‫تموت فششالنفس البشششرية أولششى بششالموت وقششال آخششرون ل تمششوت الرواح‬ ‫فإنها خلقت للبقاء وإنما تموت البدان للحاديث الدالة على نعيم الرواح‬ ‫وعذابها بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله في أجسششادها والصششواب مششوت‬ ‫النفوس هو مفارقتها لجسادها وخروجها منها ‪.‬‬ ‫رحلة الروح بعد الموت إلى السششماء ‪ :‬جششاء فششي حششديث الششبراء بششن عششازب‬ ‫الذي يصف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم رحلة النسان من المششوت‬ ‫إلى البرزخ قال عن الروح الطيبة ) حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كل‬ ‫ملك بين السماء والرض وكل ملك في السماء وفتحت له أبواب السششماء‬ ‫ليس من أهل باب إل وهم يدعون الله أن يعششرج مششن قبلهششم فششإذا أخششذها‬ ‫) يعني ملشك المششوت ( لشم يشدعوها فشي يشده طرفشة عيشن حشتى يأخششذوها‬ ‫فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلششك الحنششوط وذلششك قششوله تعششالى تششوفته‬ ‫رسلنا وهم ليفرطون ‪ .‬ويخرج منها كششأطيب نفخششة مسششك وجششدت علششى‬ ‫وجه الرض قال ‪ :‬فيصعدون بها فل يمرون بها على مل مشن الملئكشة إل‬ ‫قالوا ‪ :‬ما هذه الروح الطيب ؟ فيقولون ‪ :‬فلن ابن فلن بأحسن أسمائه‬ ‫الششتي كششانوا يسششمونه بهششا فششي الششدنيا حششتى ينتهششوا إلششى السششماء الششدنيا‬ ‫فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوهششا إلششى السششماء‬ ‫التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السششابعة‪ ،‬فيقششول اللششه عششز وجششل ‪:‬‬ ‫أكتبوا كتاب عبدي في عليين ‪ .‬قال تعالى وما أدراك مششا عليششون ‪ ،‬كتششاب‬ ‫مرقوم ‪ ،‬يشهده المقربون ) سورة المطففين ( فيكتب كتابه في عليين‬ ‫ثم يقال ‪ :‬أعيدوه إلى الرض فإني منها خلقتهششم وفيهششا أعيششدهم ومنهششا‬ ‫أخرجهم تارة أخرى وتحدث الرسول صشلى اللشه عليشه وسشلم عشن الشروح‬ ‫الخبيثة التي نزعت مششن العبششد الكششافر أو الفششاجر فيلعنششه كششل ملششك بيششن‬ ‫السماء والرض وكل ملك في السماء وتغلق أبواب السماء ليس من أهل‬ ‫باب إل وهم يدعون الله أل تعرج روحه من قبلهم فيأخذها فإذا أخذها لم‬ ‫يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلششك المسشوح ويخشرج منششه‬ ‫كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الرض فيصعدون بها فل يمششرون علششى‬ ‫مل من الملئكة إل قالوا ‪ :‬ما هذه الروح الخشبيثه ؟ فيقولشون ‪ :‬هشذا فلن‬ ‫بن فلن بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الششدنيا حششتى ينتهششي إلششى‬ ‫السماء الدنيا فيستفتح له فل يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه‬ ‫وسلم قال تعالى ل تفّتح لهم أبواب السماء ول يدخلون الجنة حتى يلششج‬ ‫‪3‬‬

‫الجمل في سم الخيششاط )سششورة العششراف ‪ ( 40 :‬سششم الخيششاط ‪ :‬أي أبششرة‬ ‫الخيشاطه ويقشول اللشه عششز وجششل أكتبشوا كتشابه فشي سششجين فشي الرض‬ ‫السفلى ثم يقول أعيششدوا عبششدي إلششى الرض فششإني وعششدتهم إنششي منهششا‬ ‫خلقتهم وفيها أعيدهم ومنهششا أخرجهشم تششارة أخشرى فتطشرح روحشه مشن‬ ‫السماء طرحا حتى تقع في جسده ثم قرأ ) ومن يشرك بالله فكأنما خر‬ ‫من السماء فتخطفه الطير أو تهوي بششه الريششح فششي مكششان سششحيق فتعششاد‬ ‫روحه إلى جسده‪ .‬حديث صحيح‬ ‫‪ -3‬القبر فتنة ‪ :‬كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر من هششول‬ ‫القبر وفظاعته كان بكى حتى يبل لحيته فقيل له تذكر الجنششة والنششار فل‬ ‫تبكي وتذكر القبر فتبكي ؟ فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه‬ ‫وسلم يقول القبر أول منازل الخرة فإن نجا منششه فمششا بعششده أيسششر منششه‬ ‫وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه )أخرجه الترمششذي ( ‪ .‬جششاء فششي حششديث‬ ‫البراء بن عازب ‪ .‬إنه إذا وضع العبد في قبره جششاءته ملئكششة علششى صششورة‬ ‫منكرة فيأتيه ملكان شديدا النتهار فينتهرانه ويجلسانه فيقولن له مششن‬ ‫ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ وهي آخر فتنششة تعششرض علششى المششؤمن فششذلك‬ ‫حين يقول الله عز وجل ) يثبشت اللششه الششذين آمنششوا فشي الحيششاة الشدنيا ( ‪،‬‬ ‫فيقول‪ :‬ربي الله ودينششي السششلم ونششبي محمششد صششلى اللششه عليششه وسششلم‬ ‫فينادي منششاد مششن السششماء أن صششدق عبششدي( وقششال فششي العبششد الكششافر أو‬ ‫الفاجر ) ويأتيه ملكان شديدا النتهار فينتهرانششه ويجلسششانه فيقششولن لششه‬ ‫من ربك ؟ فيقول هاه هاه ل أدري فيقولن له ‪ :‬ما دينك ؟ فيقول ‪ :‬هششاه‬ ‫هاه ل أدري فيقولن ‪ :‬فما تقول في هذا الرجل الششذي بعششث فيكششم ؟ فل‬ ‫يهتدي لسمه فيقال ‪ :‬محمد فيقششول ‪ :‬هششاه هششاه ل أدري سششمعت النششاس‬ ‫يقولون ذاك قال ‪ :‬فيقولن ل دريت ول تلوت فينششادي منششاد مششن السششماء‬ ‫أن كذب عبدي ‪.‬‬ ‫صفة نعيم القبر وعذابه ‪ :‬ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في حششديث‬ ‫البراء بششن عششازب أن الملئكششة تسششأل العبششد المششؤمن فششي قششبره فيحسششن‬ ‫الجابة وعند ذاك ينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فافرشوا له مششن‬ ‫الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة قال فيأتيه من روحها‬ ‫وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره قال يمثششل لششه رجششل حسششن الششوجه‬ ‫حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسششرك أبشششر برضششوان مششن‬ ‫الله وجنات فيها نعيم مقيم هذا يومك الذي كنششت توعششد فيقششول لششه مششن‬ ‫أنت فوجهك الذي يجيء بشالخير فيقشول ‪ :‬أنشا عملشك الصشالح فشوالله مشا‬ ‫علمتك إل كنت سريعا في طاعة الله بطيئا في معصية الله فجششزاك اللششه‬ ‫خيرا ثم يفتح له باب من الجنششة وبششاب مشن النشار فيقششول هششذا منزلششك لشو‬ ‫عصيت الله أبدلك الله به هذا فإذا رأى مافي الجنة قششال رب عجششل قيششام‬ ‫الساعة ‪ .‬وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن العبد الكافر أو الفششاجر‬ ‫بعد أن يسيء الجابة ينادي مناد في السماء أن كذب عبدي فافرششوا لشه‬ ‫‪4‬‬

‫من النار وافتحوا له بابا إلى النششار فيششأتيه مششن حرهششا وسششمومها ويضششيق‬ ‫عليه في قبره حتى تختلف فيه أضلعه ويمثل له رجل قبيح الوجه قبيششح‬ ‫الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد‬ ‫فيقول من أنت فوجهك الذي يجيء بالشششر فيقششول ‪ :‬أنششا عملششك الخششبيث‬ ‫فوالله ما علمتك إل كنت بطيئا عن طاعة اللششه سششريعا إلششى معصششية اللششه‬ ‫فجزاك الله شرا ثم يقيض الله له أعمى أصششم أبكششم فششي يششده مرزبششة لششو‬ ‫ضرب بها جبل لكان ترابا فيضربه حشتى يصششير ترابشا ثشم يعيشده كمششا كششان‬ ‫فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إل الثقلين ) النس‬ ‫والجن ( ثم يفتح له باب من النار ويمهد مششن فششرش النششار فيقششول رب ل‬ ‫تقم الساعة ‪.‬‬ ‫‪ -4‬النفخ في الصور‪ :‬هششذا الكششون العجيششب الغريششب الششذي نعيششش فيششه‬ ‫والذي يعج بالحيششاة والحيششاء الششذين نشششاهدهم والششذين ل نشششاهدهم فششي‬ ‫حركة ل تهدأ ول تتوقف سيأتي اليوم الذي تنتهي فيه الحياة فششي الرض‬ ‫والسماء بنفخة هائلة مدمرة يسمعها المرء فل يستطيع أن يوصي بشيء‬ ‫ول يقدر على العششودة إلششى أهلششه وخلنششه قششال تعششالى ونفششخ فششي الصششور‬ ‫فصعق من السماوات ومن في الرض إل من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى‬ ‫فإذا هم قيام ينظرون )سورة الزمر (‬ ‫‪ -5‬البعث والحشر‪ :‬المراد بالبعث هو المعششاد الجسششماني وإحيششاء العبششاد‬ ‫في يوم المعاد والنشور وقششد جششاءت بعششض الحششاديث مخششبرة أنششه يسششبق‬ ‫النفخة الثانية في الصور نزول ماء من السماء فتنبت منه أجسششاد العبششاد‬ ‫وإنبات الجساد من التراب بعد إنزال الله ذلك المششاء الششذي ينبتهششا يماثششل‬ ‫إنبات النبات من الرض إذا نزل عليها الماء من السششماء فششي الششدنيا ولششذا‬ ‫فإن الله سبحانه قد أكثر فششي كتششابه مششن ضششرب المثششل للبعششث والنشششور‬ ‫بإحياء الرض بالنبات كما قال تعالى والل ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ض ن ََباًتا )سورة‬ ‫م ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه أن ْب َت َك ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن الْر ِ‬ ‫نوح ( ثم ذكر الله سبحانه وتعالى دليل النفس دللة واضحة على عظمة‬ ‫اللششه وقششدرته كيششف أن خلقكششم وأنشششأكم مششن الرض كمششا يخششرج النبششات‬ ‫وسّلكم من تراب الرض كما يسل النبات منها قال المفسرون إخراجهششم‬ ‫وِإنشاؤهم إنما يتم بتناولهم عناصر الغذاء الحيوانية والنباتيششة المسششتمدة‬ ‫من الرض مشابهين للنباتششات الششتي تنمششو بامتصششاص غششذائها مششن الرض‬ ‫ليكون إشارة إلى خلق آدم حيششث خلششق مششن تششراب الرض ثششم جششاءت منششه‬ ‫م‬ ‫وي ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫م يُ ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫في َ‬ ‫جك ُ ْ‬ ‫عيدُك ُ ْ‬ ‫نسبتهم إلى أنهم أنبتوا من الرض قال تعالى ث ُ ّ‬ ‫ها َ‬ ‫خ ِ‬ ‫جا )سورة نوح ( أي يرجعكم إلى الرض بعد موتكم فتدفنون فيها ثم‬ ‫إِ ْ‬ ‫خَرا ً‬ ‫جششا( لبيششان أن‬ ‫يخرجكم منها يوم البعث والحشر للحسششاب والجششزاء و)إ ِ ْ‬ ‫خَرا ً‬ ‫ذلششك واقششع ل محالششة وهششذه اليششة كقششوله تعششالى منهششا خلقنششاكم‪ ،‬وفيهششا‬ ‫نعيدكم‪ ،‬ومنها نخرجكم تارة ُأخرى ‪ .‬النسان يتكون في اليوم الخششر مششن‬ ‫عظم صغير عندما يصيبه الماء ينمو نمو البقل هذا العظم الذي هو عجب‬ ‫الذنب ‪ .‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) كل ابن آدم تششأكله الرض‬ ‫‪5‬‬

‫إل عجب الذنب منه خلق وفيه يركششب ( فششي روايششة لبششي داود والنسششائي‬ ‫ومالششك ودلششت الحششاديث الصششحيحة أن أجسششاد النبيششاء ل يصششيبها البلششى‬ ‫والفناء قال صلى الله عليه وسلم ) إن اللششه حششرم علششى الرض أن تأكششل‬ ‫أجساد النبياء(رواه أبو داود ‪ .‬قال تعالى وهو الذي يرسل الريششاح بشششرا‬ ‫بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقال سقناه لبلششد ميششت فأنزلنششا بششه‬ ‫الماء فأخرجنا به من كل الثمششرات كششذلك نخششرج المششوتى لعلكششم تششذكرون‬ ‫)سورة العراف (‬ ‫أما الحشر‪ :‬قال تعالى إن كل من في السماوات والرض إل آتي الرحمن‬ ‫عبدا ‪ ،‬لقد أحصاهم وعدهم عدا ‪ ،‬وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) سششورة ‪:‬‬ ‫ق ( دلت النصوص على حشر جميع الخلئق من النس والجششن والملئكششة‬ ‫وقد أختلف أهل العلم في حشششر البهششائم فششذهب أبشن تيميشه رحمشه اللشه‬ ‫تعالى إلى أن البهشائم تحششر مشع الخلئق يشوم القيامشة قشال تعشالى وإذا‬ ‫الوحوش حشرت ) سورة التكوير( وقال تعالى وما مششن دابششة فششي الرض‬ ‫ول طائر يطير بجناحيه إل أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتششاب مششن شششيء‬ ‫ثم إلى ربهم يحشرون ) سورة النعام ( ‪ .‬يحشر اللشه العبششاد حفششاة عششراة‬ ‫غرل أي غير مختونين ففي صحيح البخششاري ومسششلم عششن ابششن عبششاس أن‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلم قال‪ ) :‬إنكم محشورون حفاة عراة غرل ( ثم‬ ‫قرأ ) كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ( عندما سششمعت‬ ‫عائشة الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ) يحشر الناس يششوم القيامششة‬ ‫حفاة عراة غرل ( قالت ‪ :‬يا رسول الله صششلى اللششه عليششه وسششلم الرجششال‬ ‫والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض ؟ قال ‪ :‬ياعائشششة المششر أشششد مششن‬ ‫أن ينظر بعضهم إلى بعض )متفق عليه (‬ ‫أما الرض التي يحشر العباد عليها في يوم القيامة أرض أخرى غير هششذه‬ ‫الرض قال تعالى يوم تبدل الرض غيششر الرض والسششماوات وبششرزوا للششه‬ ‫الواحد القهار ( ‪ .‬وعن سهل بن سعد قال سمعت رسول الله صششلى اللششه‬ ‫عليه وسلم يقول ) يحشر الناس يششوم القيامششة علششى أرض بيضششاء عفششراء‬ ‫كقرصة النقي ( رواه البخاري ومسلم )ليس فيها معلم لحد( ‪.‬‬ ‫‪ -6‬أهوال يوم القيامة ‪ :‬تحدث القرآن عششن أهششوال يششوم القيامششة الششتي‬ ‫تشد أبصار العبششاد وتملششك عليهششم نفوسششهم وتزلششزل قلششوبهم ومششن تلششك‬ ‫الهوال ذلك الدمار الكوني الشامل الرهيب الذي يصششيب الرض وجبالهششا‬ ‫والسماء ونجومها وشمسها وقمرها فششالرض تزلششزل وتششدك وأن الجبششال‬ ‫تسير وتنسف والبحار تفجر وتسجر والسششماء تتشششقق وتمششور والشششمس‬ ‫تكور وتذهب والقمششر يخسششف والنجششوم تنكششدر ويششذهب ضششوؤها وينفششرط‬ ‫عقدها ‪ .‬قال تعالى ) يوم نطوي السماء كطي السجل للكتششب كمششا بششدأنا‬ ‫أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ( وقال تعالى ) فششإذا نفششخ فششي‬ ‫الصور نفخة واحدة ‪ ،‬وحملت الرض والجبال فدكتا دكة واحششدة ‪ ،‬فيششومئذ‬ ‫وقعت الواقعة ( وقال تعالى ) كل إذا دكت الرض دكا دكا ( تتحول هششذه‬ ‫الجبال الصلبة إلى رمل ناعم كما قال تعالى )يوم ترجف الرض والجبال‬ ‫‪6‬‬

‫وكانت الجبال كثيبا مهيل( أي تصبح ككثبان الرمشل بعشد أن كشانت حجشارة‬ ‫صماء وجاء في موضع آخر أن الجبششال تصششبح كششالعهن وهششو الصششوف كمششا‬ ‫قششال تعششالى ) وتكششون الجبششال كششالعهن ( وفششي موضششع آخششر قششال تعششالى‬ ‫) وتكون الجبال كالعهن المنفوش( ‪ ،‬وقششال فششي نسششفه لهششا قششال تعششالى‬ ‫) ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ‪ ،‬فيذرها قاعا صفصفا ‪،‬‬ ‫ل ترى فيها عوجا ول أمتا (‬ ‫أما البحار التي تغطي الجزء العظم من هذه الرض وتعيش في باطنهششا‬ ‫عوالم هائلة من الحياء فإنها تفجر في ذلك اليششوم ولششك أن تتصششور هششذه‬ ‫البحار العظيمة الهائلة وقششد أصششبحت مششادة قابلششة للشششتعال كيششف يكششون‬ ‫منظرها واللهب يرتفششع فشي الفضشاء قششال تعششالى ) وإذا البحشار فجشرت (‬ ‫وقال تعالى ) وإذا البحار سششجرت ( وقششد علمنششا فششي هششذا العصششر الهششول‬ ‫العظيم الذي يحدثه إنفجار الذرات الصششغيرة الششتي هششي أصششغر مششن ذرات‬ ‫الماء فكيف إذا فجرت ذرات المياه في هذه البحار العظيمة ‪.‬‬ ‫أما السماء الجميلة التي ننظر إليها فتنشرح صدورنا وتسر قلوبنششا فإنهششا‬ ‫تمور مورا وتضطرب اضطرابا عظيمششا قششال تعششالى ) يششوم تمششور السششماء‬ ‫مورا ( ثم تنفطر وتتشششقق قششال تعششالى ) إذا السششماء انفطششرت ( وقششال‬ ‫تعالى ) إذا السماء انشقت ‪ ،‬وأذنت لربها وحقت ( عند ذلك تصبح ضعيفة‬ ‫كالقصر العظيم المتين البنيان الراسخ الركان عندما تصيبه الزلزل تراه‬ ‫بعد القوة أصبح واهيا ضعيفا متشششققا قششال تعششالى ) وانشششقت السششماء‬ ‫فهي يومئذ واهية ( ‪ .‬أما لون السماء الزرق الجميل فإنه يششزول ويششذهب‬ ‫وتأخذ السماء في التلون في ذلك اليو كمشا تتلشون الصشباغ الشتي يششدهن‬ ‫بها فتارة حمراء وتارة صششفراء وأخششرى خضششراء ورابعششة زرقششاء كمششا قششال‬ ‫تعالى ) فإذا انشقت السماء فكششانت وردة كالششدهان( عششن ابششن عبششاس أن‬ ‫السماء تكون في ذلك اليوم كالفرس الششورد أي كمششا يقششول البغششوي كششأن‬ ‫تكون في الربيع صفراء وفي الشتاء حمراء فإذا اشتد البرد تغير لونها ‪.‬‬ ‫أما الشمس التي تغمر هذه الحيششاة بالضششياء فإنهششا تجمششع وتكششور ويششذهب‬ ‫ضوؤها كما قال تعالى ) إذا الشمس كورت ( والتكوير عنششد العششرب جمششع‬ ‫الشيء بعضه على بعض ومنه تكوير العمامة وجمششع الثيششاب بعضششها علششى‬ ‫بعض وإذا جمع بعض الشمس على بعض ذهب ضوؤها ورمى بها ‪.‬‬ ‫أما القمر الذي نراه في أول الشهر هلل ثم يتكامل ويتنامى حنى يصششبح‬ ‫بدرا جميل بديعا فإنه يخسف به ويششذهب ضششوؤه قششال تعششالى ) فششإذا بششرق‬ ‫البصر ‪ ،‬وخسف القمر (‬ ‫أما النجوم المتناثرة فشي القبشة السشماوية الزرقشاء فشإن عقشدها ينفشرط‬ ‫فتتناثر وتنكدر قال تعششالى ) وإذا الكششواكب انتششثرت ( وقششال تعششالى ) وإذا‬ ‫النجوم انكدرت( والنكدار أصله في اللغة النصباب أي النتثار ‪.‬‬ ‫إذا اكتمل أهل الرض من إنسها وجنها وشششياطينها ووحوشششها وسششباعها‬ ‫وأنعامها وهوامها واستوو جميعا في موقششف العششرض والحسششاب تنششاثرت‬ ‫نجوم السماء مششن فششوقهم وطمسششت الشششمس والقمششر وأظلمششت الرض‬ ‫‪7‬‬

‫بخمود سراجها وإطفاء نورها فبينما أنششت والخلئق علششى ذلششك إذ صششارت‬ ‫السماء الدنيا من فوقهم ودارت بعظمتها من فوق رؤوسهم بعينك تنظر‬ ‫إلششى هششول ذلششك ثششم انشششقت بغلظهششا خمسششمائة عششام فيششا لهششول صششوت‬ ‫انشقاقها في سمعك ثم تمزقششت وانفطششرت بعظيششم هششول يششوم القيامششة‬ ‫والملئكة قيام على أرجائها فما ظنك بهول تنشق فيه السششماء بعظمهششا‬ ‫وكل أهل سماء محششدقين بششالخلئق صششفا حششتى إذا وافششى الموقششف أهششل‬ ‫السششماوات السششبع والرضششين السششبع كسششيت الشششمس حششر عشششر سششنين‬ ‫وأدنيششت رؤوس الخلئق ول ظششل لحششد إل ظششل رب العششالمين أو صششهرته‬ ‫الشششمس بحرهششا واشششتد كربششه وقلقششه مششن وهجهششا ثششم ازدحمششت المششم‬ ‫وتدافعت فششدفع بعضششهم بعضششا وتضششايقت واختلفششت القششدام وانقطعششت‬ ‫العناق من العطش واجتمع حر الشمس ووهششج أنفششاس الخلئق وتزاحششم‬ ‫أجسامهم ففاض العرق سائل حتى اسششتنقع علششى وجششه الرض ثششم علششى‬ ‫البدان على قدر مراتبهم ومنازلهم عند الله عز وجل بالسعادة والشششقاء‬ ‫حتى إذا بلغ من بعضهم العرق ‪ .‬قال صلى الله عليه وسلم إن )الرجششل (‬ ‫وقال مرة إن الكافر ليقوم يوم القيامة في بحر رشحه إلى أنصاف أذنيه‬ ‫من طول القيام ‪ .‬وقال صلى الله عليه وسلم ) إن الكششافر يلجششم بعرقششه‬ ‫يوم القيامة من طول ذلك اليوم حتى يقول ‪ :‬رب أرحني ولو إلى النششار ‪.‬‬ ‫هذا يوما مقداره خمسين ألف سنه لم يأكلوا فيها أكلة ولم يشربوا فيها‬ ‫شربة حتى إذا انقطعت أعناقهم مششن العطششش واحششترقت أجششوافهم مششن‬ ‫الجوع انصرف بهم إلى النار فسقوا من عيششن آنيششة قششد آن حرهششا واشششتد‬ ‫نفحها‬ ‫الحشر إلى دار القرار ‪ :‬في ختام هذا اليوم يحشششر العبششاد إمششا إلششى جنششة‬ ‫وإما إلى نار وهما المقر والمأوى الخير الششذي يصششير إليششه العبششاد جميعششا‬ ‫وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يطلب من كل أمة فششي آخششر‬ ‫ذلك اليوم أن تتبع الله الذي كانت تعبده فالذي كان يعبششد الشششمس يتبششع‬ ‫الشمس والذي كان يعبد القمر يتبع القمر والذي كان يعبد الصنام تصور‬ ‫لهم آلهتهم ثم تسير أمامهم ويتبعونها ثم تتساقط هششذه اللهششة الباطلششة‬ ‫في النار ويتساقط عبادها وراءها ‪.‬‬ ‫عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى اللششه عليششه وسششلم‬ ‫قال إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن لتتبع كل أمة ما كانت تعبد فل يبقششى‬ ‫أحد كان يعبد غير الله سبحانه من الصنام والنصاب إل يتساقطون فششي‬ ‫النار حتى إذا لم يبق إل من كششان يعبششد اللششه مششن بششر وفششاجر وبقايششا أهششل‬ ‫الكتاب فيدعى اليهود فيقال لهم ما كنتم تعبدون ؟ يقولششون ‪ :‬كنششا نعبششد‬ ‫عزير ابن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ول ولششد ‪ .‬فمششاذا‬ ‫تبغون ؟ يقولششون عطشششنا يششا ربنششا فاسششقنا ‪ .‬فيشششار إليهششم أل تششردون ؟‬ ‫فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضششها بعضششا ويتسششاقطون فششي‬ ‫النار‪ .‬ثم يدعى النصارى فيقال لهم ما كنتم تعبدون ؟ يقولون ‪ :‬كنا نعبد‬ ‫المسيح ابن الله فيقال لهم ‪ :‬كششذبتم مششا اتخششذ اللششه مششن صششاحبة ول ولششد‬ ‫‪8‬‬

‫فيقال لهم ‪ :‬ما تبغون ؟ فيقولون عطشنا يششا ربنششا فاسششقنا قششال فيشششار‬ ‫إليهم أل تردون ؟ فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضششا‬ ‫فيتساقطون في النار‪ .‬حتى إذا لم يبششق إل مششن كششان يعبششد اللششه سششبحانه‬ ‫تعالى ‪.‬‬ ‫‪ -7‬حال التقياء يوم القيامه ‪ :‬صنف من عباد الله ل يفزعششون عنششدما‬ ‫يفزع الناس ول يحزنون عنشدما يحشزن النشاس أولئك هشم أوليشاء الرحمشن‬ ‫الذين آمنوا بالله وعملوا بطاعته استعدادا لذلك اليوم فيؤمنهم الله فششي‬ ‫ذلك اليششوم وعنششدما يبعثششون مششن القبششور تسششتقبلهم الملئكششة تهششدئ مششن‬ ‫روعهم وتطمئن قلوبهم قال تعالى إن الذين سبقت لهششم منششا الحسششنى‬ ‫أولئك عنها مبعدون ‪ ،‬ل يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسششهم‬ ‫خالدون ‪ ،‬ل يحزنهم الفزع الكششبر وتتلقششاهم الملئكششة هششذا يششومكم الششذي‬ ‫كنتم توعدون )سورة النبياء ( والفزع الكبر هو ما يصششيب العبششاد عنششدما‬ ‫يبعثون من القبشور قشال تعشالى يشا عبشاد ل خشوف عليكشم اليشوم ول أنتشم‬ ‫تحزنون ‪ ،‬الذين آمنوا وكانوا مسلمين )الزخرف‪ . (73-68:‬عن شششداد بششن‬ ‫أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسششلم قششال ) فششي حششديث قدسششي (‬ ‫قال الله عز وجل ‪ :‬وعزتي وجللي ‪ ،‬ل أجمع لعبدي أمنيششن ول خششوفين ‪،‬‬ ‫إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع فيه عبادي ‪ ،‬وإن هو خافني في‬ ‫الدنيا أمنته يوم أجمع فيه عبششادي ( رواه أبششو نعيششم فششي الحليششة وإسششناده‬ ‫حسن‬ ‫‪ - 8‬الشفاعة ‪ :‬عن أبي سعيد الخردي رضي الله عنه قال ‪ :‬قال رسششول‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ول فخر وبيدي‬ ‫لواء الحمد ول فخر وما من نبي يششومئذ آدم فمششن سششواه إل تحششت لششوائي‬ ‫وأنا أول من تنشق عنه الرض ول فخر قال فيفزع النششاس ثلث فزعششات‬ ‫فيأتون آدم فيقولون أنت أبونا آدم عليششه السششلم فاشششفع لنششا إلششى ربششك‬ ‫فيقول إني أذنبت ذنبا أهبطت منه إلى الرض ولكن ائتششوا نوحششا فيششأتون‬ ‫نوحا عليه السلم فيقشول إنششي دعشوت علششى أهشل الرض دعشوة فشأهلكوا‬ ‫ولكن اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم عليه السلم فيقول إني كذبت‬ ‫ثلث كذبات ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منها كذبة إل ما‬ ‫حل بها عن دين الله ولكن ائتوا موسى عليششه السششلم فيششأتون موسششى‬ ‫فيقول إني قد قتلت نفسا ولكن ائتوا عيسى فيأتون عيسى عليششه‬ ‫السلم فيقول إني عبدت من دون الله ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه‬ ‫وسلم قال فيأتونني فأنطلق معهم ‪ .‬قال أنس كشأني أنظشر إلشى رسشول‬ ‫الله صلى الله عليه وسلم قال فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها فيقششال‬ ‫من هذا فيقال محمد فيفتحون لي ويرحبون بي فيقولششون مرحبششا فششأخر‬ ‫ساجدا فيلهمني الله من الثناء والحمد فيقال لي أرفع رأسك وسل تعط‬ ‫واشفع تشفع وقششل يسششمع لقولششك ‪ .‬قششال تعششالى عسششى أن يبعثششك ربششك‬ ‫مقاما محمودا ) سورة السراء (‬ ‫‪9‬‬

‫أحاديث دلت على أن هناك نششوعين مششن الشششفاعة ‪ -1‬الشششفاعة العظمششى‬ ‫وهي المقام المحمود الذي يرغب الولون والخششرون فيششه إلششى الرسششول‬ ‫صلى الله عليششه وسششلم ليشششفع إلششى ربششه كششي يخلششص العبششاد مششن أهششوال‬ ‫المحشر ‪ -2 .‬النوع الثاني الشفاعة في أهل الذنوب من الموحدين الذين‬ ‫دخلوا النار ‪ .‬وهي شفاعة الرسششول صششلى اللششه عليششه وسششلم فششي أقششوام‬ ‫تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيشفع فيهم ليششدخلون الجنششة وفششي آخريششن‬ ‫قد أمر بهم إلى النار أن ليدخلوها وشفاعته صلى الله عليه وسششلم فششي‬ ‫رفع درجات من يدخل الجنة فيها فوق ما كان يقتضششيه ثششواب أعمششالهم ‪.‬‬ ‫والشفاعة في أقوام يدخلون الجنة بغير حساب ويمكن أن يستشهد لهذا‬ ‫بحديث عكاشة بن محصن حيث دعا له رسول الله صلى الله عليششه وسششلم‬ ‫أن يجعله من السبعين ألفا الذين يششدخلون الجنششة بغيششر حسششاب والحششديث‬ ‫في الصحيحين ‪ .‬وشفاعة الرسول صلى اللششه عليششه وسششلم فششي تخفيششف‬ ‫عذاب عمه أبي طالب حيث يخرجه الله به إلششى ضحضششاح مششن نششار يغطششي‬ ‫قدميه يغلي لهما دماغه ‪ .‬وشفاعته في الذن للمؤمنين بدخول الجنة ‪.‬‬ ‫‪ -9‬الجزاء والحساب ‪ :‬قال القرطبي مصورا ً مشهد الحساب فإذا بعششث‬ ‫العباد من قبورهم إلى الموقف وقاموا فيه ما شاء الله حفاة عراة وجاء‬ ‫وقت الحساب الذي يريد الله أن يحاسبهم فيششه أمششر بششالكتب الششتي كتبهششا‬ ‫الكرام الكاتبون بذكر أعمال الناس فأتوها فمنهم من يؤتى كتابه بيمينششه‬ ‫فأؤلئك هم السعداء ومنهم من يؤتى كتابه بشششماله أو وراء ظهششره وهششم‬ ‫الشقياء ‪ .‬يشوم تتطششاير الكتششب وتنصششب المششوازين وتنششادى باسششمك علشى‬ ‫رؤوس الخلئق أين فلن بن فلن ؟ هلم إلى العرض على الله تعالى ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يقول سبحانه وتعالى ‪َ َ :‬‬ ‫ما ْ‬ ‫في َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫قششَر ُ‬ ‫ها ُ‬ ‫قو ُ‬ ‫ؤوا‬ ‫ل َ‬ ‫مين ِ ِ‬ ‫ه ب ِي َ ِ‬ ‫ؤ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ك َِتاب َ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫فأ ّ‬ ‫ن أوت ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ه‪َ ,‬‬ ‫عي َ‬ ‫ة‬ ‫مل‬ ‫ة‪ِ ,‬‬ ‫في ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫جن ّ ش ٍ‬ ‫ضي َ ٍ‬ ‫ة ّرا ِ‬ ‫ش ٍ‬ ‫فششي َ‬ ‫ه ‪ ,‬إ ِّني ظََنن ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ساِبي ْ‬ ‫ت أّني ُ‬ ‫ك َِتاِبي ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق ُ‬ ‫سل َ ْ‬ ‫طو ُ‬ ‫ة‪ُ ,‬‬ ‫وا ْ‬ ‫ة‬ ‫في الّيام ِ ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫دان ِي َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫شَرُبوا َ‬ ‫خال ِي َ ِ‬ ‫عال ِي َ ٍ‬ ‫ها َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫فت ُ ْ‬ ‫هِنيًئا ب ِ َ‬ ‫ة ‪ ,‬ك ُُلوا َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫في َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ما‬ ‫مال ِ ِ‬ ‫ه بِ ِ‬ ‫م أو َ‬ ‫م ْ‬ ‫ر َ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ت ك َِتاِبي ْ‬ ‫ل َيا ل َي ْت َِني ل َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ي ك َِتاب َ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫ه‪َ ,‬‬ ‫‪َ ,‬‬ ‫ن أوت ِ َ‬ ‫م أدْ ِ‬ ‫َ‬ ‫هل َش َ‬ ‫مششا أ ْ‬ ‫ت ال ْ َ‬ ‫عن ّششي‬ ‫ك َ‬ ‫غن َششى َ‬ ‫ضشي َ َ‬ ‫ه‪َ ,‬‬ ‫ِ‬ ‫قا ِ‬ ‫هششا ك َششان َ ِ‬ ‫ه ‪ ,‬ي َششا ل َي ْت َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫مششاِلي ْ‬ ‫عن ّششي َ‬ ‫ة‪َ ,‬‬ ‫سششاِبي ْ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ذوهُ َ‬ ‫خش ُ‬ ‫هششا‬ ‫ف ُ‬ ‫ه‪ُ ,‬‬ ‫ة ذَْر ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫سشل َ ٍ‬ ‫سل ْ ِ‬ ‫فششي ِ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ُ‬ ‫صشّلوهُ ‪ ,‬ث ُش ّ‬ ‫حي ش َ‬ ‫غل ّششوهُ ‪ ,‬ث ُش ّ‬ ‫طاِني ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه َ‬ ‫سل ُ ُ‬ ‫عا َ‬ ‫ن ل يُ ْ‬ ‫عَلششى‬ ‫ض َ‬ ‫ن ِذَرا ً‬ ‫ع ِ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫كا َ‬ ‫عو َ‬ ‫ول ي َ ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫سب ْ ُ‬ ‫فا ْ‬ ‫َ‬ ‫م ُ‬ ‫كوهُ ‪ ,‬إ ِن ّ ُ‬ ‫حشش ّ‬ ‫ظيم ِ ‪َ ,‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‪َ ,‬‬ ‫ن‬ ‫ها ُ‬ ‫م َ‬ ‫م ِإل ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫سشش ِ‬ ‫عششام ِ ال ِ‬ ‫ول ط َ‬ ‫هَنششا َ‬ ‫ط َ‬ ‫عششا ٌ‬ ‫و َ‬ ‫م ْ‬ ‫مشش ْ‬ ‫ميشش ٌ‬ ‫س لشش ُ‬ ‫فلْيشش َ‬ ‫م‪َ ,‬‬ ‫ه الَيشش ْ‬ ‫كي ِ‬ ‫ْ‬ ‫خاطِ ُ‬ ‫ن) سورة الحاقة ( ‪.‬‬ ‫ه ِإل ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ؤو َ‬ ‫غ ْ‬ ‫ن ‪,‬ل ي َأك ُل ُ ُ‬ ‫سِلي ٍ‬ ‫أختلف العلماء في الكفار هششل يحاسششبون ويسششألون ؟ أم يششأمر بهششم إلششى‬ ‫النار من من غير سؤال لن أعمالهم باطلة حابطة فل فائدة من السؤال‬ ‫والحساب ؟ وإذا كانوا يحاسششبون فمششا فششائدة حسششابهم وسششؤالهم ؟ قششال‬ ‫شيخ السلم بن تيمية‪ :‬الصحيح أن الكفار محاسششبون مسششؤولون كمششا أن‬ ‫أعمالهم توزن ‪ ،‬وقد دلت على ذلك نصوص كثيرة لقوله تعالى ) وأما من‬ ‫خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنششم خالششدون ‪ ،‬تلفششح‬ ‫وجوههم النار وهم فيها كالحون ‪ ،‬الم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بهششا‬ ‫تكششذبون ( وقششوله تعششالى ) فأمششا مششن ثقلششت مششوازينه ‪ ،‬فهششو فششي عيشششة‬ ‫‪10‬‬

‫راضية ‪ ،‬وأما من خفت موازينه فأمه هاويه وما أدراك ما هيه نار حاميه (‬ ‫وقوله تعالى) ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون(‬ ‫‪ -10‬الميزان ‪ :‬في ختام ذلك اليوم ينصب الميزان لوزن أعمال العبششاد ‪،‬‬ ‫يقول القرطبي وإذا انقضى الحساب كان بعده وزن العمششال لن الششوزن‬ ‫للجزاء ينبغي أن يكششون بعششد المحاسششبة فششإن المحاسششبة لتقششدير العمششال‬ ‫والوزن لظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها وقد دلت النصششوص علششى‬ ‫أن الميزان ميزان حقيقي ل يقدر قششدره إل اللششه فقششد روى الحششاكم عششن‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلم قال يوضششع الميششزان يششوم القيامششة فلششو وزن‬ ‫فيه السماوات والرض لوسعت فتقول الملئكة‪ :‬يا رب لمششن يششزن هششذا ؟‬ ‫فيقول الله تعالى لمن شششئت مششن خلقششي فتقششول الملئكششة سششبحانك مششا‬ ‫عبدناك حق عبادتك ‪ .‬وهو ميزان دقيششق ل يزيششد ول ينقششص لقششوله تعششالى‬ ‫ونضع الموازين القسششط ليششوم القيامششة فل تظلششم نفششس شششيئا وإن كششان‬ ‫مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين )النبياء ‪( 47 :‬‬ ‫‪ -11‬الحوض ‪ :‬يكرم الله عبده ورسوله محمدا صششلى اللششه عليششه وسششلم‬ ‫في الموقف العظيم بإعطائه حوضا واسع الرجاء ماؤه أبيض مششن اللبششن‬ ‫وأحلى من العسل وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء يششأتيه‬ ‫هذا الماء الطيب من نهر الكوثر الششذي أعطششاه لرسششوله صششلى اللششه عليششه‬ ‫وسلم في الجنة ترد عليشه أمشة المصشطفى صشلى اللشه عليشه وسشلم مشن‬ ‫شرب منه شربة ل يظمأ بعدها أبدا ‪ .‬وقد اختلف أهل العلم فششي موضششعه‬ ‫فذهب الغزالي والقرطبي إلى أنه يكون قبل المرور علششى الصشراط فشي‬ ‫عرصات يوم القيامة واستدلوا على ذلك بأنه يؤخذ بعض وارديه إلى النار‬ ‫فلو كان بعد الصراط لما استطاعوا الوصول إليه ‪ .‬عن عبدالله بن عمششرو‬ ‫قال ‪ :‬قششال رسششول اللششه صششلى اللششه عليششه وسششلم حوضششي مسششيرة شششهر‬ ‫وزاوياه سواء ماؤه أبيض من اللبششن وريحششه أطيششب مششن المسششك وكيزانششه‬ ‫كنجوم السماء من يشرب منه فل يظمأ أبدا ) متفق عليه ( ‪ .‬وفي ورايششة‬ ‫ي أمششتي‬ ‫لمسلم أن رسششول اللششه صششلى اللششه عليششه وسششلم قششال ) تششرد علش ّ‬ ‫الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله قالوا‪ :‬يا‬ ‫رسول الله تعرفنا ؟ قال‪ :‬نعم لكم سيما ليست لحد غيركم تششردون غششرا‬ ‫محجلين من آثار الوضوء ‪.‬‬ ‫‪ -12‬الصراط ‪ :‬إن الله له فى الدنيا صراط وله فى الخرة صراط فمن‬ ‫استقام فى الدنيا على صراط الله ثبته اللششه فششى الخششرة علششى الصششراط‬ ‫استقم على صراط الله فى الدنيا فأنت حين تصلى تششدعو اللششه فششى كششل‬ ‫ركعة فى صلتك أن يهديك هششذا الصششراط } اهششدنا الصششراط المسششتقيم {‬ ‫هذا الصراط هو طريق محمد بن عبد الله صششلي اللششه عليششه وسششلم إلششزم‬ ‫هذا الصراط واثبت عليه ‪ .‬والصراط المراد به في الخششره هششو جسششر أدق‬ ‫من الشعر وأحد من السيف كما قال أبو سعيد الخدرى فى صحيح مسششلم‬ ‫) الصراط جسر أدق من الشعر وأحد مششن السششيف يضششربه اللششه جششل وعل‬ ‫‪11‬‬

‫على ظهر جهنم ليمر عليه المؤمنون إلى جنات النعيم والمشركون إلششى‬ ‫ن‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫جهنم وبئس المصير فهو قنطرة بين الجنة والنششار ( ‪ .‬قششال تعششالى ‪َ :‬‬ ‫ها َ‬ ‫عَلى َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ضّيا )مريم ‪ . ( 71 :‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫ن َ‬ ‫ردُ َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ك َ‬ ‫ما َ‬ ‫حت ْ ً‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫م ِإل َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن ات ّ َ‬ ‫جث ِي ّششا ) مريششم ‪ ( 72 :‬مششرور‬ ‫ن ِ‬ ‫ون َشذَُر الظششال ِ ِ‬ ‫جي ال ش ِ‬ ‫م ن ُن َ ّ‬ ‫في َ‬ ‫مي َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ثُ ّ‬ ‫هششا ِ‬ ‫وا َ‬ ‫قش ْ‬ ‫المؤمنين على الصراط وخلص المؤمنين من المنششافقين وحشششر الكفششار‬ ‫إلى النار‪ .‬ويقال للمؤمنين ‪ :‬امضوا علششى قششدر نششوركم فمنهششم مششن يمششر‬ ‫كانقضاض الكششوكب ومنهششم مششن يمششر كالريششح ومنهششم مششن يمشر كششالطرف‬ ‫ومنهم من يمر كشد الرجل يرمل رمل على قدر أعمالهم حتى يمر الششذي‬ ‫نوره على إبهام قدمه تخر يد وتعلق يد وتخر رجششل وتعلشق رجششل وتصشيب‬ ‫جوانبه النار فيخلصون فإذا خلصوا قالوا ‪ :‬الحمدلله الذي نجانا منششك بعششد‬ ‫أن أراناك لقد أعطانا مالم يعط أحد ( ‪ .‬قال تعالى ‪ :‬يوم تششرى المششؤمنين‬ ‫والمؤمنات يسعى نورهم بيششن أيششديهم وبأيمششانهم بشششراكم اليششوم جنششات‬ ‫تجري من تحتها النهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيششم‪ ،‬يششوم يقششول‬ ‫المنافقون والمنافقات للششذين آمنششوا انظرونششا نقتبششس مششن نششوركم قيششل‬ ‫ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهششم بسششور لششه بششاب بششاطنه فيششه‬ ‫الرحمة وظاهره من قبله العذاب ‪ ،‬ينادونهم ألششم نكششن معكششم قششالوا بلششى‬ ‫ولكنكم فتنتم أنفسكم وغرتكم الماني حتى جاء أمر اللششه وغركششم بششالله‬ ‫الغرور ‪ ،‬فاليوم ل يؤخذ منكم فدية ول من الذين كفروا مأواكم النار هي‬ ‫مولكم وبئس المصير) سورة الحديد ( ‪.‬‬ ‫بعد أن يجتاز المؤمنون الصراط يوقفون على قنطشرة بيششن الجنشة والنشار‬ ‫ثم يهذبون وينقون وذلك بأن يقتص لبعضهم مششن بعششض إذا كششانت بينهششم‬ ‫مظالم في الدنيا حتى إذا دخلوا الجنة كانوا أطهارا ً أبرارا ً ليس لحد عنششد‬ ‫الخر مظلمة ول يطلب بعضهم بعضا ً بشيء‪ .‬روى البخششاري فششي صششحيحه‬ ‫عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ‪ :‬قال رسول اللششه صششلى اللششه‬ ‫عليه وسلم يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنششة‬ ‫والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الششدنيا حششتى إذا‬ ‫ت‬ ‫ن ِ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫جّنششا ٍ‬ ‫هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة قال تعالى إ ِ ّ‬ ‫في َ‬ ‫قي َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫غش ّ‬ ‫ل‬ ‫ن )‪ (45‬ادْ ُ‬ ‫ون ََز ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫خُلو َ‬ ‫م ِ‬ ‫ر ِ‬ ‫سلم ٍ آ ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫ها ب ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مِني َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عَنا َ‬ ‫في ُ‬ ‫ن )‪َ (46‬‬ ‫عُيو ٍ‬ ‫َ‬ ‫دو ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هششا‬ ‫إِ ْ‬ ‫واًنا َ‬ ‫مششا ُ‬ ‫م ِ‬ ‫م ِ‬ ‫صش ٌ‬ ‫من ْ َ‬ ‫في َ‬ ‫سش ُ‬ ‫م ّ‬ ‫على ُ‬ ‫مت َقششاب ِِلي َ‬ ‫هش ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن )‪ (47‬ل ي َ َ‬ ‫ر ُ‬ ‫هششا ن َ َ‬ ‫ب َ‬ ‫خ َ‬ ‫سشُر ٍ‬ ‫ن )‪) ( 48‬سورة الحجر(‬ ‫م ْ‬ ‫جي َ‬ ‫بِ ُ‬ ‫خَر ِ‬ ‫‪ -13‬من هم أهل النار‪ :‬المعصية والكفر بالله سبحانه وتعالى من أهششم‬ ‫موجبات النار وسبب الخلود فيها والنجششاة منهششا تكششون باليمششان والعمششل‬ ‫والصالح ولهذا فإن المسلمين يتوسلون إلى ربهششم بششأن يكونششوا مششؤمنين‬ ‫كي يخلصهم منها قال تعالى الذين يقولون ربنا آمنششا فششاغفر لنششا ذنوبنششا‬ ‫وقنا عذاب النار ) سورة آل عمران ( ‪ .‬من هششول الموقششف والخششوف مششن‬ ‫النار وتتبع المسلمين ليات الله أثناء نزولهششا روى أن سششلمان الفارسششي‬ ‫لما سمع قوله تعالى ) وإن جهنم لموعدهم أجمعين ( فر ثلثة أيام هاربا‬ ‫من الخوف ل يعقل فجيء به إلى النبي صلى الله عليه وسششلم فقششال يششا‬ ‫‪12‬‬

‫رسول الله صششلى اللششه عليششه وسششلم أنزلششت اليششة وإن جهنششم لموعششدهم‬ ‫أجمعين ( فوالذي بعثك بالحق لقد قطعت قلبي فششأنزل اللششه تعششالى ) إن‬ ‫المتقين في ظلل وعيون (‪.‬‬ ‫أما الكافرين الذين أختاروا الدنيا وزينتها وبهرجها وصموا آذانهم حتى ل‬ ‫فششروا ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫وال ّش ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫يعرفوا الحق قال الله سبحانه وتعالى فيهم قال تعششالى َ‬ ‫وك َذّبوا ْ بآيات َِنا ُأول َئ ِ َ َ‬ ‫ن )البقششرة ‪ ( 39 :‬قششال‬ ‫ب الّنا‬ ‫ها َ‬ ‫م ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫دو َ‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫حا ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫في َ‬ ‫ه ْ‬ ‫كأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ر يَ ُ‬ ‫م تُ َ‬ ‫عن َششا‬ ‫م ِ‬ ‫جو ُ‬ ‫قولو َ‬ ‫وأ ط ْ‬ ‫ن َيا لي ْت َن َششا أط ْ‬ ‫و ُ‬ ‫قل ُ‬ ‫و َ‬ ‫ه ُ‬ ‫عن َششا الل ش َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ب ُ‬ ‫تعالى ي َ ْ‬ ‫في الّنا ِ‬ ‫َ‬ ‫سول ( الحزاب الية ‪ . ( 66‬قال تعالى ذَل ِ َ‬ ‫م‬ ‫جَزاء أ ْ‬ ‫داء الل ّ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ك َ‬ ‫ه الّناُر ل َ ُ‬ ‫الّر ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ( فصلت ‪ ( 28 :‬قال تعالى‬ ‫داُر ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫خل ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ج َ‬ ‫كاُنوا ِبآَيات َِنا ي َ ْ‬ ‫د َ‬ ‫ها َ‬ ‫في َ‬ ‫جَزاء ب ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ذا أل ْ ُ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫عش َ‬ ‫صششيُر )‪ (6‬إ ِ َ‬ ‫هششا‬ ‫م َ‬ ‫قششوا ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ول ِل ّش ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫ف شُروا ب َِرب ّ‬ ‫في َ‬ ‫ج َ‬ ‫ذي َ‬ ‫س ال ْ َ‬ ‫هن ّش َ‬ ‫هش ْ‬ ‫وب ِئ ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫هششا‬ ‫ن ال َ‬ ‫ي ِ‬ ‫مششا أل ِ‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫مي ُّز ِ‬ ‫و ِ‬ ‫س ِ‬ ‫م ُ‬ ‫في َ‬ ‫عوا ل َ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ظ كل َ‬ ‫ي ت َفوُر )‪ (7‬ت َكادُ ت َ َ‬ ‫هيقا َ‬ ‫قشش َ‬ ‫ه َ‬ ‫ها ش ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذيٌر َ‬ ‫قالوا ب َلى َ‬ ‫ذيٌر )‪َ (8‬‬ ‫َ‬ ‫فك َشذّب َْنا‬ ‫م َ‬ ‫جاءن َششا ن َش ِ‬ ‫م نَ ِ‬ ‫ق شدْ َ‬ ‫و ٌ‬ ‫خَزن َت ُ َ‬ ‫سأل ُ‬ ‫ج َ‬ ‫م ي َأت ِك ُ ْ‬ ‫ها أل ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف ْ‬ ‫َ‬ ‫و َ‬ ‫و ُ‬ ‫من َ‬ ‫ما ن َّز َ‬ ‫و ك ُّنششا‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش‬ ‫م ِإل ِ‬ ‫في َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ء إِ ْ‬ ‫ن أنت ُ ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫قل َْنا َ‬ ‫قاُلوا ل َ ْ‬ ‫ر )‪َ (9‬‬ ‫ضل ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل ك َِبي ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫حقا ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ر )‪ (10‬فا ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ما كّنا ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ص َ‬ ‫و نَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫مف ُ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫نَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫قل َ‬ ‫س َ‬ ‫حا ِ‬ ‫في أ ْ‬ ‫عأ ْ‬ ‫عي ِ‬ ‫عت ََرفوا ب ِذنب ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫خ َ‬ ‫ج شٌر‬ ‫م ْ‬ ‫هم ِبال َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫و َ‬ ‫ر )‪ (11‬إ ِ ّ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫بل ُ‬ ‫ن َرب ّ ُ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ذي َ‬ ‫هششم ّ‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫ل ْ‬ ‫ف شَرةٌ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫عي ِ‬ ‫ك َِبيٌر )‪ ) (12‬سورة الملك ( ‪.‬‬ ‫ما أعده الله لهششل النششار ‪ :‬أعششد اللششه لهششل النششار سلسششل وأغلل وقيششودا‬ ‫ومطارق قال تعالى ) إنا أعتدنا للكافرين سلسل وأغلل وسعيرا ( وقال‬ ‫) إنا لدينا أنكال وجحيما‪ ،‬وطعاما ذا غصة وعششذابا أليمششا ( والغلل توضششع‬ ‫في العناق ) وجعلنا الغلل في أعناق الذين كفشروا هشل يجشزون إل مشا‬ ‫كششانوا يعملششون ( وقششال إذ الغلل فششي أعنششاقهم والسلسششل يسششحبون (‬ ‫والنكال أي القيود وسميت أنكال لن الله يعذبهم وينكششل بهششم بهششا ) إنششا‬ ‫لششدينا أنكششال ( والسلسششل نششوع آخششر مششن ألششوان العششذاب الششتي يقيششد بهششا‬ ‫المجرمون كما يقيد المجرمون في الدنيا وانظر إلششى هششذه الصششورة فششي‬ ‫كتاب الله قال تعالى خذوه فغلوه ‪ ،‬ثم الجحيم صششلوه ثششم فششي سلسششلة‬ ‫ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ) الحاقه ( ‪.‬‬ ‫طعام أهل النار وشرابهم ولباسهم ‪ :‬طعام أهل النششار الضششريع والزقششوم‬ ‫وشرابهم الحميم والغسلين والغساق قال تعالى ليس لهم طعام إل من‬ ‫ضريع ل يسمن ول يغنششي مششن جششوع ) سششورة الغاشششيه ( والضششريع شششوك‬ ‫بأرض الحجاز يقال له الشبرق ‪ .‬وهشذا الطعششام الشذي يششأكله أهشل النشار ل‬ ‫يفيدهم ول يجدون له لذة ول تنتفع به أجسششادهم فششأكلهم لششه كنششوع مششن‬ ‫أنواع العذاب قال تعالى ) إن شششجرت الزقششوم‪ ،‬طعششام الثيششم ‪ ،‬كالمهششل‬ ‫يغلي في البطون ‪ ،‬كغلي الحميم ( ) سورة الواقعه ( ‪ .‬وقششال تعششالى ثششم‬ ‫إنكم أيها الضالون المكذبون لكلون من شجر من زقوم ‪ ،‬فمششالئون منهششا‬ ‫البطون ‪ ،‬فشششاربون عليششه مششن الحميششم ‪ ،‬فشششاربون شششرب الهيششم ‪ ،‬هششذا‬ ‫نزلهششم يششوم الششدين ) سششورة الششواقعه ( ويؤخششذ مششن هششذه اليششات أن هششذه‬ ‫الشجرة شجرة خبيثة جذورها تضرب في قعر النار وفروعهششا تمتششد فششي‬ ‫أرجائها وثمرها قبيح المنظر ولذلك شبهه برؤوس الشياطين ومششع خبششث‬ ‫‪13‬‬

‫هذه الشجرة وخبث طلعها إل أن أهل النار يلقى عليهششم الجششوع بحيششث ل‬ ‫يجدون مفرا من الكل منها إلى درجة ملء البطون فإذا امتلت بطونهم‬ ‫أخذت تغلي في أجششوافهم كمششا يغلششي دردي الزيششت فيجششدون لششذلك آلمششا‬ ‫مبرحة فإذا بلغت بهم الحال هذا المبلغ أندفعوا إلششى الحميششم وهششو المششاء‬ ‫الحار الذي تناهى حره فيشربوا منه كشرب البل التي تشششرب ول تششروى‬ ‫لمرض أصابها و يقطع الحميم أمعاءهم قال تعالى ) وسششقوا مششاء حميمششا‬ ‫فقطع أمعاءهم ( هذه هي ضيافتهم في ذلك اليششوم العظيششم أعاذنششا اللششه‬ ‫من حال أهل النششار بمنششه وكرمششه وإذا أكششل أهششل النششار مششن هششذا الطعششام‬ ‫الخبيث من الضريع والزقوم غصوا به لقبحه وخبثه قال تعالى ) إن لششدينا‬ ‫أنكال وجحيما ‪ ،‬وطعاما ذا غصة وعذابا أليما ( ‪.‬‬ ‫وقد صور الرسول صلى الله عليه وسلم شناعة الزقوم وفظاعته فقششال‬ ‫‪ ) :‬لو أن قطرة من الزقوم قطششرت فششي دار الششدنيا لفسششدت علششى أهششل‬ ‫الرض معايشهم فكيف بمن يكون طعششامه ( رواه الترمششذي وقششال حششديث‬ ‫حسن صحيح ‪ .‬ومن طعام أهل النار الغسششلين قششال تعششالى ) فليششس لششه‬ ‫اليوم هاهنا حميششم ‪ ،‬ول طعششام إل مششن غسششلين ‪ ،‬ل يششأكله إل الخششاطئون(‬ ‫و َ‬ ‫ذو ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫ها َ‬ ‫فل ْي َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ق(‬ ‫سششا ٌ‬ ‫د‪َ ,‬‬ ‫ح ِ‬ ‫س ال ْ ِ‬ ‫قوهُ َ‬ ‫ها ُ‬ ‫وقال تعالى) َ‬ ‫غ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ون َ َ‬ ‫ج َ‬ ‫مي ٌ‬ ‫هن ّ َ‬ ‫فب ِئ ْ َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫صل َ ْ‬ ‫والغسلين والغساق بمعنى وحد وهو ما سششال مششن جلششود أهششل النششار مششن‬ ‫القيح والصديد وقيل ما يسيل من فروج النساء الزواني ومن نتن لحششوم‬ ‫الكفرة وجلودهم وقال القرطبي ‪ :‬هو عصارة أهل النار ‪.‬‬ ‫وشرابهم هو الحميم قال تعالى ) وسقوا مشاء حميمششا فقطششع أمعشاءهم (‬ ‫وقال ) وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهششل يشششوي الوجششوه بئس الشششراب‬ ‫وساءت مرتفقا وقال ) ويسقى من ماء صديد ‪ ،‬يتجرعه ول يكاد يسيغه (‬ ‫وقال ) هذا فيلذوقوه حميم وغساق ( ‪.‬‬ ‫‪ -14‬كيف النجاة من النار‪ :‬حتى ينجينا الله سبحانه وتعششالى مششن النششار‬ ‫يجب علينا الحذر وعدم الوقوع فششي المحظششور فنحششن مازلنششا فششي الششدنيا‬ ‫والفرصه أمامنا لننا سنسأل عن كثير من العمال ومنها ‪.‬‬ ‫أول ‪ :‬الكفر والشرك أعضم ما يسأل الله عنه عباده هو كفرهم وشركهم‬ ‫فيسألهم تعالى عن الشركاء والنداد الذين كانوا يعبدونهم من دون اللششه‬ ‫كما قال تعالى ) وقيششل لهششم أيششن مششا كنتششم تعبششدون‪ ،‬مششن دون اللششه هششل‬ ‫ينصششرونكم أو ينتصششرون ( وقششال تعششالى ) ويششوم ينششاديهم فيقششول أيششن‬ ‫شركائي الذين كنتم تزعمون ( ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬ما عمله في دنياه يسأل العبد في يوم القيامة عن جميششع أعمششاله‬ ‫التي عملها في الحياة الدنيا ‪ ،‬كما قال تعالى فوربك لنسلنهم أجمعيششن ‪،‬‬ ‫عمششا كششانوا يعملششون ( وقششال ) فلنسششئلن الششذين أرسششل إليهششم ولنسششئلن‬ ‫المرسلين( قال صلى الله عليه وسششلم ل تشزول قشدما عبششد يششوم القيامششة‬ ‫حتى يسأل عن أربع ‪ :‬عن عمره فيم أفناه وعن عمله ماذا عمل به وعششن‬ ‫ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبله( رواه الترمذي‬ ‫ثالثا‪ :‬النعيم الذي تمتع به يسأل الله عبده في يوم القيامششة عششن النعيششم‬ ‫‪14‬‬

‫الذي خولهم إياه في الدنيا كما قششال تعششالى ) ثششم لتسششألن عششن النعيششم (‬ ‫والمقصود بالنعيم شبع البطون وبششارد المششاء وظلل المسششاكن واعتششدال‬ ‫الخلق ولذة النوم ‪ .‬قششال رسششول اللششه صششلى اللششه عليششه وسششلم ) نعمتششان‬ ‫مغبششون فيهمششا كششثير مششن النششاس ‪ :‬الصششحة والفششراغ ( ومعنششى هششذا أنهششم‬ ‫مقصرون في شكر هاتين النعمتين ول يقومون بواجبهما ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬العهود والمواثيق يسأل الله عباده عما عاهدوه عليه قوله تعششالى‬ ‫) ولقششد كششانوا عاهششدوا اللششه مششن قبششل ل يولششون الدبششار وكششان عهششد اللششه‬ ‫مسؤل ( ‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬السمع والبصر والفؤاد يسأل الله العباد عن جميششع مششا يقولششونه‬ ‫ولذلك حذرهم من القول بل علم قوله تعالى ) ول تقف ما ليششس لششك بششه‬ ‫علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤول( قال قتششادة ‪:‬‬ ‫ل تقل رأيت ولم تر وسششمعت ولششم تسششمع وعلمششت ولششم تعلششم فششإن اللششه‬ ‫سائلك عن ذلك كله وأول ما يحاسب عليه العبششد مششن حقششوق اللششه تبششارك‬ ‫وتعالى الصلة فإن صلحت أفلح ونجح وإل خاب وخسر ‪.‬‬ ‫أسششبابا ً للمغفششرة والعفششو والرضششوان ‪ :‬جعششل أيض شا ً أعمششال ً كششثيره تنجششي‬ ‫صاحبها من النار وسنذكر منها بعض الحاديث التي تبين ذلششك ‪ -1 .‬قششال‬ ‫رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان سهل ً هينا ً لينًا‪ ،‬حرمه الله على‬ ‫النار) رواه الحاكم وصححه اللبششاني ( ‪ -2 .‬قششال رسششول اللششه صششلى اللششه‬ ‫عليششه وسششلم لششن يلششج النششار أحششد صششلى قبششل طلششوع الشششمس وقبششل‬ ‫غروبها) رواه مسلم ‪ -3‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صششلى‬ ‫لله أربعين يوما ً في جماعششة‪ ،‬يششدرك التكششبيرة الولششى كتششب لششه براءتششان ‪:‬‬ ‫براءة من النار وبراءة من النفاق ) رواه الترمذي وحسنه اللبششاني ( ‪-4 .‬‬ ‫ب عششن عششرض أخيششه بالغيبششة‬ ‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذ ّ‬ ‫كان حقا ً على الله أن يعتقه من النار ) رواه أحمد وصححه اللباني ( ‪-5 .‬‬ ‫قال رسول الله صلى الله عليه وسششلم ليششس أحششد مششن أمششتي يعششول ثلث‬ ‫بنات أو ثلث أخوات‪ ،‬فيحسششن إليهششن إل كششن لششه سششترا ً مششن النششار ) رواه‬ ‫البيهقي وصححه اللباني ( ‪ -6 .‬قال رسول الله صلى الله عليششه وسششلم‬ ‫ما خالط قلب امرئ مسلم رهج في سبيل الله‪ ،‬إل حّرم اللششه عليششه النششار‬ ‫) رواه أحمد وصححه اللباني ( والرهششج هوالغبششار ‪ -7 .‬قششال رسششول اللششه‬ ‫صلى الله عليه وسلم من دفن ثلثة من الولد حّرم الله عليه النار ) رواه‬ ‫الطبراني وصححه اللباني ( ‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ري‬ ‫و َ‬ ‫جّنا ٍ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫مِني َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫عدَ الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫‪ -15‬أهل الجنه‪ :‬قال تعالى َ‬ ‫ج ِ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫هاُر َ‬ ‫ت َ‬ ‫ن طَي ّب َ ً‬ ‫ة ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ر ْ‬ ‫جن ّششا ِ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وا ٌ‬ ‫فششي َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫في َ‬ ‫ها الن ْ َ‬ ‫حت ِ َ‬ ‫ساك ِ َ‬ ‫دي َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ضش َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع شدْ ٍ‬ ‫ها َ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬ ‫ه أك ْب َُر ذَل ِ َ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫م )‪ 72‬التوبة( ‪.‬‬ ‫ك ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وُز ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ظي ُ‬ ‫ف ْ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن )‪(52‬‬ ‫و ُ‬ ‫ن )‪ِ (51‬‬ ‫ن ِ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫جن ّششا ٍ‬ ‫قششام ٍ أ ِ‬ ‫قال تعالى إ ِ ّ‬ ‫فششي َ‬ ‫قيش َ‬ ‫فششي َ‬ ‫ن ال ُ‬ ‫عي ُششو ٍ‬ ‫ت َ‬ ‫ميش ٍ‬ ‫ن )‪ (53‬ك َذَل ِ َ‬ ‫مت َ َ‬ ‫ن‬ ‫ر ِ‬ ‫جَنا ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫سو َ‬ ‫م بِ ُ‬ ‫و ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫ي َل ْب َ ُ‬ ‫قاب ِِلي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫وَز ّ‬ ‫ك َ‬ ‫س َ‬ ‫حو ٍ‬ ‫ست َب َْر ٍ‬ ‫عي ٍ‬ ‫سندُ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ها ب ِك ُ ّ‬ ‫ن )‪ ) 55‬الدخان ‪.‬‬ ‫)‪ (54‬ي َدْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ةآ ِ‬ ‫ه ٍ‬ ‫عو َ‬ ‫فاك ِ َ‬ ‫في َ‬ ‫مِني َ‬ ‫عل َششى‬ ‫هششا َ‬ ‫جن ّش ً‬ ‫ن ِ‬ ‫جَزا ُ‬ ‫و َ‬ ‫صشب َُروا َ‬ ‫و َ‬ ‫في َ‬ ‫مت ّك ِِئيش َ‬ ‫ريشًرا )‪ُ (12‬‬ ‫م بِ َ‬ ‫هش ْ‬ ‫مششا َ‬ ‫ة َ‬ ‫قال تعششالى َ‬ ‫ح ِ‬ ‫‪15‬‬

‫ة َ َ‬ ‫هششا َ‬ ‫هششا‬ ‫دان ِي َش ً‬ ‫ن ِ‬ ‫م ِ‬ ‫و َ‬ ‫و َ‬ ‫ال ََرائ ِ ِ‬ ‫ظلل ُ َ‬ ‫م َ‬ ‫م ً‬ ‫في َ‬ ‫هش ْ‬ ‫ول َز ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ري شًرا )‪َ (13‬‬ ‫سششا َ‬ ‫ك ل ي َشَر ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫وي ُ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫طو ُ‬ ‫ت ُ‬ ‫ت‬ ‫ف َ‬ ‫ن ِ‬ ‫طا ُ‬ ‫ف ّ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ِبآن ِي َ ٍ‬ ‫عل َي ْ‬ ‫ب ك َششان َ ْ‬ ‫وذُل ّل َ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫وا ٍ‬ ‫وأك ْش َ‬ ‫ة َ‬ ‫ها ت َذِْليل )‪َ (14‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫فيها ك َأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سا‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫(‬ ‫‪16‬‬ ‫)‬ ‫را‬ ‫دي‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ها‬ ‫رو‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ة‬ ‫ض‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫را‬ ‫ري‬ ‫وا‬ ‫ق‬ ‫(‬ ‫‪15‬‬ ‫)‬ ‫را‬ ‫ري‬ ‫وا‬ ‫ق‬ ‫َ ِ َ ِ ْ ِ ّ ٍ‬ ‫ً‬ ‫َ ُ ْ ْ َ ِ َ‬ ‫ّ ُ َ َ ِ ً‬ ‫َ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫م‬ ‫ف َ‬ ‫جِبيل )‪َ (17‬‬ ‫وي َطو ُ‬ ‫عي ًْنا ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫كا َ‬ ‫ها َزن َ‬ ‫مَزا ُ‬ ‫سل َ‬ ‫مى َ‬ ‫ها ت ُ َ‬ ‫في َ‬ ‫ج َ‬ ‫ه ْ‬ ‫س ّ‬ ‫سِبيل )‪َ (18‬‬ ‫علي ْ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ؤل ُ ً‬ ‫م لُ ْ‬ ‫وإ ِ َ‬ ‫ن إِ َ‬ ‫ت‬ ‫م َ‬ ‫ح ِ‬ ‫دو َ‬ ‫دا ٌ‬ ‫م َ‬ ‫خل ّ ُ‬ ‫ول ْ َ‬ ‫م َرأي ْ َ‬ ‫ذا َرأي ْ َ‬ ‫سب ْت َ ُ‬ ‫ذا َرأي ْت َ ُ‬ ‫ت ثَ ّ‬ ‫ؤا َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫منُثوًرا )‪َ (19‬‬ ‫ِ‬ ‫ضر وإست َبرقٌ وحّلوا أ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫وَر‬ ‫سا‬ ‫خ‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫سن‬ ‫ب‬ ‫يا‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫عا‬ ‫(‬ ‫‪20‬‬ ‫)‬ ‫را‬ ‫بي‬ ‫ك‬ ‫كا‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ما‬ ‫عي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نَ‬ ‫َ ُ‬ ‫ً َ ُ‬ ‫ْ ٌ َ ِ ْ ْ َ‬ ‫ِ ً‬ ‫َ ِ‬ ‫َ ُ ْ َ ُ ُ ُ ٍ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫هوًرا )النسان‪) 21 :‬‬ ‫قا ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ف ّ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ِ‬ ‫شَراًبا طَ ُ‬ ‫م َرب ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ة َ‬ ‫موجبات الجنة التلفظ بالشهادتين مع العمل بمقتضاهما وإحصاء أسششماء‬ ‫الله الحسنى والحصاء معنششاه اليمششان بهششا وحفظهششا والعمششل بمقتضششاها‬ ‫وحفظ اللسان والفششرج عششن المحششارم والصششبر علششى فقششد الحبششاب مششن‬ ‫الولد وغيرهششم وطاعششة المششرأة لزوجهششا والمششرأة تمششوت فششي نفاسششها‬ ‫دين صششاحب السششلطان المقسششط والرجششل‬ ‫والبراءة من الكبر والغلول وال َ‬ ‫الرحيم القلب والعفيف المتعفف ذو العيال وإماطششة الذى عششن الطريششق‬ ‫والتجاوز عن المعسر وكفالة اليتيم والصدقة وتشرك سشؤال النشاس ششيئا‬ ‫وقراءة آية الكرسي دبر كل صلة وقراءة سشورة تبشارك ومشن سشأل اللشه‬ ‫الجنة ثلثا ً واستجار من النار ثلثا ً ورحمة الحيششوان والوضششوء بعششد الحششدث‬ ‫وصلة ركعتين بعد الوضوء و صوم يوم عرفة وعاشوراء ‪.‬‬ ‫أكثر أهل الجنة ‪ :‬هم الضعفاء الذين ل يأبه الناس لهم ‪ ،‬ولكنهم عند اللششه‬ ‫عظماء ‪ ،‬لخباتهم لربهم ‪ ،‬وتذللهم له ‪ ،‬وقيامهم بحق العبودية لله ‪.‬‬ ‫عن حارثة بن وهب قال ‪ :‬قال رسول اللششه صششلى اللششه عليششه وسششلم ) أل‬ ‫أخبركم بأهل الجنة ؟ قالوا‪ :‬بلى ‪ ،‬قال‪ :‬كل ضششعيف متضششعف‪ ،‬لششو أقسششم‬ ‫على الله لبششره ( قششال النششووي فششي شششرحه للحششديث ومعنششاه يستضششعفه‬ ‫الناس ويحتقرونه ويتجبرون عليه‪ ،‬لضعف حشاله فشي الششدنيا ‪ ،‬والمشراد أن‬ ‫أغلب أهل الجنة هؤلء وليس المراد الستيعاب ( عششن ابششن عبششاس قششال‪:‬‬ ‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلعت في الجنششة ‪ ،‬فرأيششت أكششثر‬ ‫أهلها الفقراء‪ ،‬واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ‪.‬‬ ‫وعن أسامة بن زيد قال ‪ :‬قال رسول الله صلى اللششه عليششه وسششلم قمششت‬ ‫على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسين‬ ‫غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار ‪ ،‬وقمت علششى بششاب النششار فشإذا‬ ‫عامة من دخلها النساء عن ابن سيرين قششال ‪ :‬اختصششم الرجششال والنسششاء‬ ‫أيهم أكثر في الجنة ؟ وفي رواية ‪ :‬إما تفششاخروا وإمششا تششذاكروا ‪ :‬الرجششال‬ ‫في الجنة أكثر أم النساء؟ فسألوا أبا هريششرة ‪ ،‬فاحتششج أبششو هريششرة رضششي‬ ‫الله عنه على أن النساء في الجنة أكثر بقول الرسششول صششلى اللششه عليششه‬ ‫وسلم إن أول زمرة تدخل الجنة علشى صشورة القمشر ليلشة البشدر ‪ ،‬والشتي‬ ‫تلهيا على أضوأ كوكب دري في السماء ‪ ،‬لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان‬ ‫‪ ،‬يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب ‪.‬‬ ‫درجات الجنة ‪ :‬عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى‬ ‫الله عليه وسلم صششلة الرجششل فششي جماعششة تزيششد علششى صششلته فششي بيتششه‬ ‫‪16‬‬

‫وصلته في سششوقه خمسششا وعشششرين درجششة وذلششك بششأن أحششدكم إذا توضششأ‬ ‫فأحسن الوضوء وأتى المسجد ل يريد إل الصلة ول ينهزه إل الصششلة لششم‬ ‫يخششط خطششوة إل رفششع لششه بهششا درجششة وحششط عنششه بهششا خطيئة حششتى يششدخل‬ ‫المسجد فإذا دخل المسجد كان في صلة مششا كششانت الصششلة هششي تحبسششه‬ ‫والملئكششة يصششلون علششى أحششدكم مششا دام فششي مجلسششه الششذي صششلى فيششه‬ ‫ويقولون اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم تب عليه مششا لششم يششؤذ فيششه أو‬ ‫يحدث فيه { رواه البخاري وابو دا وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه‬ ‫أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول } ما من عبد يسجد لله‬ ‫سجدة إل كتب الله له بها حسنة ومحا عنه بها سيئة ورفع لششه بهششا درجششة‬ ‫فاستكثروا من السجود { رواه ابن ماجه ‪.‬‬ ‫عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسششلم‬ ‫} ل يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إل رفعه الله بها درجة وحط عنه‬ ‫بها خطيئة { رواه مسلم والترمذي ‪.‬‬ ‫عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت سمعت رسششول اللششه صششلى اللششه عليششه‬ ‫يقول } من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن‬ ‫وسلم‬ ‫بيت في الجنة { رواه مسلم ‪.‬‬ ‫صفات أول من يدخل الجنة ‪ :‬يقول النبي صلى اللششه عليششه وسششلم‪ } :‬أنششا‬ ‫أول من يدخل الجنة يوم القيامة ول فخر‪ ،‬وآتي باب الجنة فآخذ بحلقتها‬ ‫‪ .‬وإن أول زمرة يششدخلون الجنششة علششى صشورة القمشر ليلشة البششدر‪ ،‬والششذين‬ ‫يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة يتلقششى كششل واحششد منهششم‬ ‫سبعون ألف خادم كأنهم اللؤلؤ ل يبولون ول يتغوطون ول يمتخطون ول‬ ‫يتفلون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم اللوة وأزواجهششم‬ ‫الحور العين أخلقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهششم آدم سششتون‬ ‫ذراعا في السماء لكل رجل منهم زوجتان اثنتان يششرى مششخ سششاقهما مششن‬ ‫وراء اللحم وما في الجنة أعزب‪.‬‬ ‫أعلى أهل الجنة منزلشة وأهشل الجنشة ليسشوا سشواء بشل هشم فشي منشازل‬ ‫مختلفة أما أكرمهم على الله وأفضلهم منزلة فهو من ينظر إلششى وجهششه‬ ‫الكريم كل يوم مرتين غدوة وعشية قال تعالى )وجوه يومئذ ناضرة‪ ،‬إلى‬ ‫ربها ناظرة( وأعلهم منزلة أولئك الذين أراد اللششه غششرس كرامتهششم بيششده‬ ‫وختم عليها فلم تششر عيششن ولششم تسششمع أذن ولششم يخطششر علششى قلششب بشششر‬ ‫ومصداقا لقوله عز وجل )فل تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين(‪.‬‬ ‫وإن لعلهم ما ل عيشن رأت ول أذن سشمعت فشالله جشل ذكشره خلشق دارا ً‬ ‫وجعل فيها ما شاء من الزواج والثمرات والشربة ثم أطبقها فلم يرهششا‬ ‫س‬ ‫أحد من خلقه ل جبريل ول غيره من الملئكة قال تعالى )فل تعلم نف ش ُ‬ ‫ما أخفى لهم من قرة أعيششن جششزاءً بمششا كششانوا يعملششون( وخلششق دون ذلششك‬ ‫جنتين وزينهما بما شاء وأراهما من شاء من خلقه فمن كششان كتششابه فششي‬ ‫عليين نزل في تلك الدار الششتي لشم يرهشا أحششد حشتى إن الرجششل مششن أهششل‬ ‫عليين ليخرج فيسير في ملكه فل تبقى خيمة مششن خيششم الجنششة إل دخلهششا‬ ‫‪17‬‬

‫من ضوء وجهه فيستبشرون بريحه فيقولون واه شا ً لهششذا الريششح هششذا ريششح‬ ‫رجل من أهل عليين‪ ،‬قد خرج يسير في ملكه‪.‬‬ ‫أدنى أهل الجنة منزلة وأما أدنى أهل الجنة منزلششة رجششل يجيششء بعششد مششا‬ ‫ُأدخل أهل الجنة الجنة‪ ،‬فُيقال له‪ :‬ادخل الجنة‪ ،‬فيقول‪ :‬أي رب كيف وقد‬ ‫نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فُيقال له‪ :‬أترضى أن يكون لك مثل‬ ‫ك من ملوك الدنيا ؟ فيقول‪ :‬رضيت رب فيقول ‪ :‬لك ذلششك ومثلششه‬ ‫مل ِ ٍ‬ ‫مل ِ‬ ‫ك َ‬ ‫ُ‬ ‫ت رب فيقششول‪ :‬هششذا لششك‬ ‫ومثله ومثله ومثله‪ ،‬فقال فششي الخامسششة ‪ :‬رضششي ُ‬ ‫ت رب‪،‬‬ ‫وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك‪ ،‬ولذت عينك‪ ،‬فيقششول‪ :‬رضششي ُ‬ ‫فينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة‪.‬‬ ‫وإن أدنى أهل الجنة قوم يكونون في النششار مششا شششاء اللششه أن يكونششوا ثششم‬ ‫يرحمهم الله فُيخرجهم منها فيكونون فششي أدنششى الجنششة فيغتسششلون فششي‬ ‫نهر يقال له الحيوان يسميهم أهششل الجنششة الجهنميششون لششو ضششاف أحششدهم‬ ‫أهششل الششدنيا لفرشششهم وأطعمهششم وسششقاهم ولحفهششم وزوجهششم دون أن‬ ‫ينقصه ذلك شيئا‪.‬‬ ‫وإن له لثلث مائة خادم وُيغدى عليه وُيراح كل يوم ثلث مائة صحفة مششن‬ ‫ذهب في كل صفحة لون ليس في الخرى وإنه ليلذ أولشه كمشا يلشذ آخشره‬ ‫ت أهششل الجنششة وسششقيتهم دون أن‬ ‫ت لي لطعم ش ُ‬ ‫وإنه ليقول‪ :‬يا رب لو أذن َ‬ ‫ينقص مما عندي شيء‪ .‬وإن له من الحور العين لثنششتين وسششبعين زوجششة‬ ‫سوى أزواجه من الدنيا وإن الواحدة منهن ليأخذ مقعششدها قششدر ميششل مششن‬ ‫الرض ‪.‬‬ ‫وإن أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتششان وسششبعون زوجششة‬ ‫وُتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد ويششاقوت كمششا بيششن الجابيششة إلششى صششنعاء‪.‬‬ ‫وإنه لينظر في ملكه ألفي سنة يشرى أقصشاه كمششا يشرى أدنششاه ينظشر فشي‬ ‫أزواجه وخدمه‪.‬‬ ‫أما آخر من يدخل الجنة فرجل يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مششرة‬ ‫ك لقشد أعطششاني‬ ‫فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال‪ :‬تبارك الذي نجاني منش ِ‬ ‫الله شيئا ما أعطاه أحدا من الولين والخرين‪ .‬فُترفع له شجرة فيقششول‪:‬‬ ‫أي رب أدنني من هذه الشجرة لستظل بظلها وأشرب من مائها فيقششول‬ ‫الله عز وجل‪ :‬يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها‪ ،‬فيقول ل يششا‬ ‫رب ويعاهده أن ل يسأله غيرها وربه يعذره لنه يرى ما ل صششبر لششه عليششه‬ ‫فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها‪ .‬ثم ترفع لششه شششجرة هششي‬ ‫أحسشن مشن الولشى فيقشول أي رب أدننشي مشن هشذه لششرب مشن مائهشا‬ ‫وأستظل بظلها ل أسألك غيرها فيقششول يششا ابششن آدم ألششم تعاهششدني أن ل‬ ‫تسألني غيرها لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها فيعاهده أن ل يسششأله‬ ‫غيرها وربه يعذره لنه يرى ما ل صششبر لششه عليششه فيششدنيه منهششا‪ ،‬فيسششتظل‬ ‫بظلها ويشرب من مائها‪ .‬ثم ترفع له شجرة عند بششاب الجنششة هششي أحسششن‬ ‫من الوليين فيقول أي رب أدنني من هذه لستظل بظلهششا وأشششرب مششن‬ ‫مائها ل أسألك غيرهششا فيقششول‪ :‬يششا ابششن آدم ألششم تعاهششدني أن ل تسششألني‬ ‫‪18‬‬

‫غيرها؟ فيقول الرجل بلى يا رب هذه ل أسألك غيرهششا وربششه يعششذره لنششه‬ ‫يرى ما ل صبر له عليها فيدنيه منها‪ .‬فإذا أدناه منها‪ ،‬يسمع أصوات أهششل‬ ‫الجنة فيقول أي رب أدخلني الجنة فيقول له اللششه عشز وجشل سششل وتمشن‬ ‫ويلقنه الله ما ل علم له به فَيسأل وَيتمنششى مقششدار ثلثششة أيششام مششن أيششام‬ ‫الدنيا فيقول الله عز وجل يا ابن آدم أيرضششيك أن أعطيششك الششدنيا ومثلهششا‬ ‫معها ؟ فيقول يا رب أتسششتهزئ منششي وأنششت رب العششالمين فيضششحك اللششه‬ ‫تبارك وتعالى ثم يقول له إني ل أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قادر‬ ‫يا ابن آدم لك ما سألت وعشرة أمثاله معه‪.‬‬ ‫أماني أهل الجنة وإن من أهل الجنة من يستأذن ربه في الششزرع فيقششول‬ ‫ت فيما شئت ؟ فيقششول بلششى ولكنششي أحششب أن أزرع‬ ‫له الله عز وجل‪ :‬ألس َ‬ ‫فيبذر فيبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصششاده فيكششون أمثششال الجبششال‬ ‫فيقول الله عز وجل دونك يا ابن آدم فإنه ل ُيشبعك شيء‪.‬‬ ‫صفة أهل الجنة يدخل أهل الجنة الجنة على أكمل صورة وأجملهششا علششى‬ ‫صورة أبيهم آدم عليه السلم فل أكمل ول أتم من تلك الصورة والخلقششة‬ ‫التي خلق الله عليها أبا البشر آدم فقد خلقه الله تعالى بيده فأتم خلقششه‬ ‫وأحسن تصويره وكل من يدخل الجنة يكون على صورة آدم وخلقته وقششد‬ ‫خلقه الله طوال كالنخلة السحوق طوله في السماء سششتون ذراعششا جششردا‬ ‫مردا مكحلين أبناء ثلثين أو ثلث وثلثين عليهم التيجان وإن أدنى لؤلؤة‬ ‫منها لتضيء ما بين المشرق والمغششرب ولششو أن مششا يقششل ظفششر ممششا فششي‬ ‫الجنة بدا لتزخرفت له ما بين خوافق السماوات والرض ولو أن رجل من‬ ‫أهل الجنة اطلع فبدا سواره لطمس ضششو ُ‬ ‫ؤه ضششوءَ الشششمس كمششا تطمششس‬ ‫الشمس ضوء النجوم‪.‬‬ ‫‪ -16‬نافذة على دار النعيم هذه نافذة علششى دار النعيششم تلششك المنيششة‬ ‫ن‬ ‫الغالية ليطول فكرنا في نعيمها وسرورها ويعظم رجاؤنا في طلبها فإ ّ‬ ‫ن ينهمششك فششي المعاصششي‬ ‫م ْ‬ ‫من رجا شيئا ً طلبه ولست أعني بالرجاء رجاء َ‬ ‫مع رجاء العفو من غير توبة لكششن الرجششاء المحمششود هششو الرجششاء بعششد بششذل‬ ‫السباب وتأكيدها قال ابن عباس رضي الله عنه ‪ :‬أن ولي الله في الجنة‬ ‫على سرير والسشرير أرتفشاعه خمسشمائة عشام كمشا قشال اللشه عشز وجشل‬ ‫) وفرش مرفوعة ( قال والسرير من ياقوت أحمر وله جناحان من زمششرد‬ ‫أخضر وعلى السرير سبعون فراشا حشششوها النششور وظواهرهششا السششندس‬ ‫وبطائنها من استبرق ولو دلى أعلها فراشا ما وصل إلى آخرهششا مقششدار‬ ‫أربعين عاما وعلى السرير أريكششة وهششي الحجلششة وهششي مششن لؤلششؤة عليهششا‬ ‫سبعون سترا من نور وذلك قششوله عششز وجششل ) هششم وأزواجهششم فششي ظلل‬ ‫على الرائك متكئون( يعني ظلل الشجار على الرائك يعني السرة فششي‬ ‫الحجال ‪ ،‬فبينما هو معانقها ل تمل منه ول يمل منها والمعانقششة أربعيششن‬ ‫عاما فإذا رفع رأسه فإذا هو بأخرى متطلعة عليه تناديه يا ولششي اللشه أمششا‬ ‫لنا فيك من دولة ؟ فيقول حبيبتي من أنت ؟ فتقول أنا من اللواتي قال‬ ‫الله فيهن ) ولدينا مزيد ( قال فيطير سريره أو قال كرسي من ذهب له‬ ‫‪19‬‬

‫جناحان فإذا رآها فهي تضعف علششى الولششى بمششائة ألششف جششزء مششن النششور‬ ‫فيعانقها مقدار أربعين عاما ل تمل منه ول يمششل منهششا فششإذا رفششع رأسششه‬ ‫رأى نورا ساطعا في داره فيعجب ويقول سبحان الله أملششك كريششم زارنششا‬ ‫أم ربنا أشرف علينا ؟ فيقول الملك وهو على كرسي من نور بينه وبيششن‬ ‫الملك سبعون عاما والملك في حجبته في الملئكة لششم يششزرك ملششك ولششم‬ ‫يشرف عليه ربك عز وجل فيقول ما هذا النور ؟‬ ‫فيقول الملك هذه زوجتك الدنيوية وهششي معششك فششي الجنششة وأنهششا طلعششت‬ ‫ورأتك معانقا لهذه فلما تبسمت هذا هو النور السششاطع الششذي رأيتششه فششي‬ ‫دارك هو نور ثناياها فيرفع رأسه إليها فتقول يا ولي اللششه أمششا لنششا فيششك‬ ‫من دولة ؟ فيقول ‪ :‬حبيبتي من أنت ؟ فتقول له يا ولي الله أما أنا فمن‬ ‫اللواتي قال الله عز وجل فيهن ) فل تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة‬ ‫أعين ( فيطير سريره إليها فإذا لقيهشا فهشي تضشعف عشن الخشرى بمشائة‬ ‫ألف جزء من النور لن هذه صلت وصامت وعبدت الله عز وجل فهي عند‬ ‫دخولها الجنششة تكششون أفضششل مششن نسششاء الجنششة لن الحوريششات أنبتششن نباتششا‬ ‫فيعانق هذه مقدار أربعين عاما ل تمل منه ول يمششل منهششا وخلخلهششا مششن‬ ‫يواقيت فإذا وطئت يسمع من خلخلها صفير طل طيششر فششي الجنششة فششإذا‬ ‫مس كفها كان ألين من المخ ويشم من كفها رائحة كل طيب في الجنششة‬ ‫وعليها سبعون حلة من نور لو نشر الرداء منهشا لضشاء مشا بيشن المششرق‬ ‫والمغرب خلقت من نور والحلششل عليهششا أسششورة مششن ذهششب وأسششورة مششن‬ ‫فضة وأسورة من لؤلؤ وتلك الحلل أرق من نسج العنكبوت وأخششف عليهششا‬ ‫من النقش وأنه يرى مششخ سششاقها مششن صششفائها ورقتهششا مششن وراء العظششم‬ ‫واللحم والجلد والحلل مكتوب على ذراعها اليمين بالنور الحمششدلله الششذي‬ ‫أذهب عنا الحزن ( ومكتوب على كبدها بالنور حبيشبي أنشا لشك ل أريشد بشك‬ ‫بدل وكبدها مرآته وهششي علششى صششفاء اليششاقوت وحسششن المرجششان وبيششاض‬ ‫البيض المكنون ) عربا أترابا ( العرب العاشقات لزواجهن والتراب بنات‬ ‫خمس وعشرين سششنة مفلجششة لششو ضششحكت لضششاء نششور ثناياهششا ولششو سششمع‬ ‫الخلئق منطقها لفتتن كل بششر وفششاجر فهششي قائمششة بيششن يششديه فسششاقها‬ ‫يضعف على قدميها بمائة ألف جزء من النور وفخذها يضعف على ساقها‬ ‫بمائة ألف جزء من النور وعجزها وعجزها يضعف على فخذها بمائة ألششف‬ ‫جزء من النور وبطنها يضششعف علششى عجزهششا بمششائة ألششف جششزء مششن النششور‬ ‫وصدرها يضعف على بطنها بمائة ألششف جششزء مششن النششور ووجههششا يضششعف‬ ‫على نحرها بمائة ألف جزء من النور ولو تفلششت فششي بحششار الششدنيا لعششذبت‬ ‫كلها ولو اطلعت من سقف بيتها إلى الدنيا لخفششى نورهششا نششور الشششمس‬ ‫والقمر عليها تاج من ياقوت أحمششر مكلششل بالششدر والمرجششان علششى يمينهششا‬ ‫مائة ألف قرن من قرون شعرها وتلك القرون قرن من نششور وقششرن مششن‬ ‫ياقوت وقرن من لؤلؤ وقرن من زبرجد وقرن من مرجان وقششرن مششن در‬ ‫مكلل بالزمرد الخضشر والحمششر مفضششض بششألوان الجششوهر موشششح بششألوان‬ ‫الرياحين ليشس فشي الجنشة طيشب إل وهشو تحشت ششعرها الواحشدة تضشيء‬ ‫‪20‬‬

‫مسيرة أربعين عاما وعلى يسارها مثششل ذلششك وعلششى مؤخرهششا مششائة ألششف‬ ‫ذؤابة من ذوائب شعرها فتلك القرون والششذوائب إلششى نحرهششا ثششم تتششدلى‬ ‫إلى عجرتها ثم تتدلى إلى قدميها حتى تجره بالمسك وعششن يمينهششا مششائة‬ ‫ألف وصيفة كل قرن بيد وصيفة وعن يسارها مثل ذلك ومن ورائها مائة‬ ‫ألف وصيفة آخذة بذؤابة من ذوائب شششعرها ومششن بيششن يششديها مششائة ألششف‬ ‫وصيفة معهن مجامر من در فيها بخور مششن غيششر نششار ويششذهب ريحششه فششي‬ ‫الجنة مسيرة مائة عام حولهششا ولشدان مخلششدون ششباب ل يموتششون كشأنهن‬ ‫اللؤلؤ المنثور كثرة فهي فهي قائمششة بيششن يششدي ولششي اللششه تششرى إعجششابه‬ ‫وسروره بها وهي مسرورة وعاشقة له فتقول له يا ولششي اللششه لششتزدادن‬ ‫غبطة وسرورا فتمشي بين يديه بمشائة ألشف لشون مشن المششي فشي كشل‬ ‫مشية تجلى في سبعين حلة من النششور وأن الماشششطة معهششا فششإذا مشششت‬ ‫تتمايل وتنعطف وتتكاسر وتدور وتبتهج بذلك وتبتسششم فشإذا مشالت مششالت‬ ‫القرون من الشعر معها ومالت الذوائب ومالت الوصفان معها فإذا دارت‬ ‫درن معها فإذا أقبلت أقبلن معها خلقها الرحمن تبارك وتعالى خلقششة إذا‬ ‫أقبلت فهي مقابله وإذا ولت فهي مقبلة الوجه ل تفارق وجهه ول تغيب‬ ‫عنه ويرى كل شششيء منهششا إذا جلسششت بعششد مششائة ألششف لششون مششن المشششي‬ ‫خرجت عجزتها من السرير وتدلي قرونها وذوائبها فيضششطرب ولششي اللششه‬ ‫لول أن اللششه قضششى أن ل مششوت فيهششا لمششات طربششا فلششول أن اللششه تبششارك‬ ‫وتعالى قششدرها لششه مششا اسششتطاع أن ينظششر إليهششا مخافششة أن يششذهب بصششره‬ ‫فتقول له يا ولي الله تمتع فل موت فيها ‪.‬‬ ‫‪ -17‬بعض من صننفات الجنننة ‪ :‬فرش أهل الجنة أعششدت قصششور الجنششة وأمششاكن‬ ‫الجلوس في حدائقها وبساتينها بألوان فاخرة رائعة من الفششرش‬ ‫للجلششوس والتكششاء ونحششو ذلششك ‪ ،‬فالسششرر كششثيرة راقيششة والفششرش‬ ‫عظيمة القدر بطائنها من الستبرق فمششا بالششك بظاهرهششا وهنششاك‬ ‫ترى النمششارق مصششفوفة علششى نحششر يسششر الخششاطر ويبهششج النفششس‬ ‫والزرابي مبثوثة على شكل منسششق متكامششل قششال تعششالى ) فيهششا‬ ‫سرر مرفوعة ‪ ،‬وأكواب موضششوعة ‪ ،‬ونمششارق مصششفوفة ‪ ،‬وزرابششي‬ ‫مبثوثششة ( وقششال تعششالى ) متكئيششن علششى فششرش بطائنهششا مششن‬ ‫استبرق ( ‪ ،‬وقال تعالى ) متكئين على سرر مصفوفة وزوجنششاهم‬ ‫بحور عين ( وقال تعالى ) ثلة من الولين ‪ ،‬وقليل من الخريششن ‪،‬‬ ‫على سرر موضونة ‪ ،‬متكيئن عليهششا متقششابلين ( واتكششاؤهم عليهششا‬ ‫علششى هششذا النحششو مششن النعيششم الششذي يتمتششع بششه أهششل الجنششة حيششن‬ ‫يجتمعون كما أخبر الله تعالى ) ونزعنا ما في صدورهم مششن غششل‬ ‫إخوانا على سرر متقابلين ( وقشال ) متكئيشن علششى رفشرف خضشر‬ ‫وعبقري حسان( والمراد بالنمارق ‪ :‬المخششاد والوسششائد المسششاند ‪،‬‬ ‫والزرابي ‪ :‬البسط ‪ ،‬والعبقري ‪ :‬البسط الجياد ‪ ،‬والرفرف‪ :‬رياض‬ ‫الجنة ‪ ،‬وقيل نوع من الثياب ‪ ،‬والرائك ‪ :‬السرر ‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫غرف الجنة هذا للمتحابين في الله في الدنيا هم في الجنة علششى عمششود‬ ‫من ياقوتة حمراء في رأس العمششود سششبعون ألششف غرفششة يشششرفون علششى‬ ‫أهل الجنة إذا اطلششع أحششدهم مل حسششنه بيششوت أهشل الجنششة نششورا كمشا تمل‬ ‫الشششمس بيششوت أهششل الششدنيا فيقششول أهششل الجنششة اخرجششوا بنششا ننظششر إلششى‬ ‫المتحابين في الله فيخرجون فينظرون فششي وجششوههم مثششل القمششر ليلششة‬ ‫البدر عليهم ثياب خضر مكتوب في جباههم بالنور هؤلء المتحششابون فششي‬ ‫الله ‪.‬‬ ‫خيام الجنة يسكنون في خيمة الجنة وهي من لؤلؤة مجوفة فرسششخ فششي‬ ‫فرسخ لها أربعة آلف مصراع من ذهب ولهششا سششبعون بابششا كلهششا مششن درة‬ ‫طولها في السماء ستون ميل وعرضها ستون ميل فششي كششل زاويششة منهششا‬ ‫أهلون حور مقصورات في الخيام ‪.‬‬ ‫أنهار الجنة ترى بحر الماء وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر فتشششرب‬ ‫منها وتنعم بها ثم تشقق النهار سشيحان وجيحشان والفشرات والنيشل مشن‬ ‫أنهار الجنة وهذه النهار تشخب من جنة عدن ثم تصششدع بعششد ذلششك أنهششارا‬ ‫فتتمتع بمناظرها الخلبة وتشرب من مائها العذب ‪.‬‬ ‫شجر الجنة وثمارها تسير بيششن أشششجار الجنششة الكششثيرة وثمارهششا الششوافرة‬ ‫مر السششريع‬ ‫وترى سدرة المنتهى وهي شجرة يسير الراكب الجششواد المضش ّ‬ ‫في ظلها مائة عام ل يقطعها نضد الله شوكها‪ ،‬فجعل مكششان كششل شششوكة‬ ‫ثمرة وإنها لتنبت ثمرا تفتق الثمششرة منهششا عششن أثنيششن وسششبعين لونششا مششن‬ ‫طعام ما فيها لون يشبه الخر وفيها فراش الذهب كأن ثمارها القلل ‪.‬‬ ‫سوق الجنة أهل الجنة ي ُششؤذن لهششم مقششدار يششوم الجمعششة مششن أيششام الششدنيا‬ ‫فيزورون ربهم ويبرز لهششم عرششه ويتبششدى لهشم فشي روضششة مششن‬ ‫رياض الجنة فتوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من‬ ‫يششاقوت ومنششابر مششن زبرجششد ومنششابر مششن ذهششب ومنششابر مششن فضششة‬ ‫ويجلس أدناهم وما فيهم دني على كثبان المسك والكافور ‪.‬‬ ‫كيف يكثر المؤمن حظه من أشجار الجنة طلب خليل الرحمن أبو النبياء‬ ‫إبراهيم عليه السلم من نبينششا محمششد صششلى اللششه عليششه وسششلم فششي ليلششة‬ ‫السراء أن يبلغ أمته السلم وأن يخبرهم بالطريقة التي يستطيعون بها‬ ‫تكثير حظهم من أشجار الجنة فقد روى الترمذي بإسناد حسششن عششن ابششن‬ ‫مسعود قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيت إبراهيششم ليلششة‬ ‫أسري بي فقال ‪ :‬يا محمد أقرئ أمتك أن الجنة أرض طيبششة التربششة عذبششة‬ ‫الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمششدلله ول إلششه إل اللششه و‬ ‫الله أكبر‬ ‫تربة الجنة عن أبي هريرة ‪ ،‬قال قلششت يششا رسششول اللششه صششلى اللششه عليششه‬ ‫وسلم مم خلق الخلق؟ قال‪ :‬من ماء ‪ .‬قلنا الجنة ما بناؤها ؟ قششال ‪ :‬لبنششة‬ ‫من ذهششب ولبنششة مششن فضششة ‪ ،‬وملطهششا المسششك الذفششر‪ ،‬وحصششباؤها الششدر‬ ‫والياقوت وتربتها الزعفششران‪ ،‬مششن يششدخلها ينعششم ول يبششأس ‪ ،‬ويخلششد ول‬ ‫‪22‬‬

‫يمششوت‪ ،‬ول يبلششى ثيششابهم ول يفنششى شششبابهم )رواه أحمششد والترمششذي‬ ‫والدارمي( ثبت في الصحيحين عن أنس عن أبي ذر فشي حشديث المعشراج‬ ‫قال قال رسول الله صلى اللششه عليششه وسششلم ) أدخلششت الجنششة فششإذا فيهششا‬ ‫جنادل اللؤلؤ‪ ،‬وإذا ترابها المسك( ‪.‬‬ ‫مصافحة الملئكة تقول الملئكة ‪ :‬أما وعزة ربنششا وجللششه مششا ضششحكنا منششذ‬ ‫خلقنا إل معكم ول هزلنا إل معكم‪ ،‬فهنيئا لكششم هنيئا بكرامششة ربكششم فلمششا‬ ‫ودعونا وانصرفوا عنا دخلنا قصورنا فليس أحد منا إل وقد وجششد اللششه عششز‬ ‫وجل قد جمع له في قصره أمنيته التي تمنى ‪.‬‬ ‫خمر أهل الجنة من الشراب الذي يتفضل الله به على أهل الجنة الخمر‬ ‫‪ ،‬وخمر الجنة خالي مششن العيششوب والفششات الششتي تتصششف بهششا خمششر الششدنيا‬ ‫فخمر الشدنيا تشذهب العقشول وتصشدع الشرؤوس وتوجشع البطشون وتمشرض‬ ‫البدان وتجلب السقام وتكون معيبة في صنعها أو لونها أما خمر الجنششة‬ ‫فإنها خالية من ذلك كله ‪.‬‬ ‫طعام أهل الجنة وشرابهم ل دنس معه ففي صحيح مسلم عن جششابر بششن‬ ‫عبدالله قال ‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقششول ) إن أهششل‬ ‫الجنة يأكلون فيها ويشششربون ول يتفلششون ول يتبولششون ول يتغوطششون ول‬ ‫يمتخطون قالوا ‪ :‬فما بال الطعام ؟ قال ‪ :‬جشاء كجشششاء المسششك ‪ .‬وقششد‬ ‫وجه سؤال إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أين تذهب فضلت الطعام‬ ‫والشراب فأفششاد أن بقايششا الطعششام والشششراب تتحششول علششى رشششح كرشششح‬ ‫المسك يفيض من أجسادهم كما يتحول بعض منه إلى جشاء ولكنه جشاء‬ ‫تنبعث منه روائح طيبة‬ ‫أهل الجنة يأكلون ويشربون ويمتشطون أهل الجنة فيهشا خالشدون خاليشة‬ ‫من اللم والوجاع والمراض ل جششوع فيهششا ول عطششش ول قششاذورات ول‬ ‫أوساخ ولكششن لمششاذا يأكششل أهششل الجنششة فيهششا ويشششربون ولمششاذا يتطيبششون‬ ‫ويمتشطون ؟ أجاب القرطبي في التذكرة عن هذا السؤال قائل ‪ ) :‬نعيم‬ ‫أهل الجنة وكسوتهم ليس عن دفع ألم اعتراهم فليس أكلهششم عششن جششوع‬ ‫ول شربهم عن ظمأ ول تطيبهم عن نتن وإنما هشي لششذات متواليششة ونعششم‬ ‫متتابعة أل ترى قوله تعالى لدم ) إن لك أل تجوع فيها ول تعششرى ‪ ،‬وأنششك‬ ‫ل تظمؤ فيها ول تضحى( آنية طعام أهل الجنششة وشششرابهم آنيششة الطعششام‬ ‫التي يأكلون ويشربون بها أهل الجنششة مششن الششذهب والفضششة قششال تعششالى‬ ‫) يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب( أي وأكشواب مششن ذهششب وقشال‬ ‫تعالى ) ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا‪ ،‬قواريرا من‬ ‫فضة قدروها تقديرا ( أي اجتمع فيها صفاء القوارير وبياض الفضة وقششد‬ ‫روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي موسى الشعري قال ‪ :‬قال‬ ‫رسول الله صلى الله عليششه وسششلم ) إن للمششؤمن فششي الجنششة لخيمششة مششن‬ ‫لؤلؤة واحدة مجوفة وجنتان من فضة آنيتهمششا ومششا فيهمشا ‪ ،‬وجنتشان مشن‬ ‫ذهب آنيتهما وما فيهما ( ‪.‬‬ ‫لباس أهل الجنة يدعوه الله عز وجل على رؤوس الخلئق حششتى يخيششره‬ ‫‪23‬‬

‫من أي حلل الجنة شاء لبس فيلبس منها مششا أراد ثششم يششذهب إلششى شششجرة‬ ‫في الجنة فيلبس منها ثيابا ل تبلى ول تفنى لو أن ثوبا منهششا ُلبششس فششي‬ ‫الدنيا لصششعق مششن ينظششر إليششه ومششا حملتششه أبصششارهم فيكششون عليششه ثوبششان‬ ‫يتجاوبان بصوت مليح يقول الثوب الذي يلي جسده أنششا أكششرم علششى ولششي‬ ‫الله منك أنا أمس بدنه وأنت ل تمس بدنه فيقول الثوب الذي يلي وجهششه‬ ‫بل أنا أكرم على ولي الله منك أنا أرى وجهه وأنت ل ترى وجهششه وثيابنششا‬ ‫في الجنة ل خلقا ُتخلق ول نسجا ُتنسج بل تشقق عنها ثمر الجنة وَيلبس‬ ‫الذهب إن لم يكن يلبسه في الدنيا ويلبششس الحريششر إن لششم يكششن يلبسششه‬ ‫في الدنيا فيعطيه الله خاتم من ذهب يلبسه وهو خاتم الخلششد ثششم يعطيششه‬ ‫خواتم من در ويششاقوت ولؤلششؤ وذلششك إذا رأى ربششه فششي داره دار السششلم ‪.‬‬ ‫وُيؤتى بمن قرأ القرآن فأكمله وعمل بما فيششه فُيلبششس والششديه تاجششا هششو‬ ‫أحسن من ضوء الشمس هذا لوالديه فما ظنكم بالذي عمل به ‪.‬‬ ‫مساكن وقصور أهل الجنة لهل الجنة في الجنششة مسششاكن طيبششة حسششنة‬ ‫كما قال تعالى‪ :‬ومساكن طيبة في جنات عدن( وقششد سششمى اللششه‬ ‫في مواضشع مششن القشرآن هشذه المسشاكن بالغرفشات قشال تعشالى‪:‬‬ ‫) وهم في الغرفات آمنون ( وقال تعالى واصفا هششذه الغرفششات ‪:‬‬ ‫قال تعالى ) لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف مششن فوقهششا غششرف‬ ‫مبنية تجري من تحتها التهششار وعششد اللششه ل يخلششف اللششه الميعششاد (‬ ‫قال تفسيرابن كشثير أن عشز وجشل أخشبر عبشاده السشعداء أن لهشم‬ ‫غرفا فششي الجنششة وهششي القصششور الشششاهقة ) ومششن فوقهششا غششرف‬ ‫مبنية( طباق فششوق طبششاق مبنيششات محكمششات مزخرفششات عاليششات ‪.‬‬ ‫وقد وصف لنا الرسول صلى الله عليه وسلم هذه القصششور ففششي‬ ‫الحديث الذي يرويه أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه عن‬ ‫أبي مالك الشعري والترمذي عن علي أن رسول الله صششلى اللششه‬ ‫عليه وسلم قال ) إن في الجنة غرفا يششرى ظاهرهششا مششن باطنهششا‬ ‫وباطنها من ظاهرها أعدها الله تعالى لمن أطعششم الطعششام وألن‬ ‫الكلم وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام ( ‪.‬‬ ‫وقال العمش ‪ :‬حدثنا مالك بن الحارث عن مغيث بن سمي قال‪ :‬إن في‬ ‫الجنة قصورا من ذهب وقصورا من فضة وقصورا من لؤلؤ وقصششورا مششن‬ ‫ياقوت وقصورا من زبرجد ‪.‬‬ ‫‪ -18‬الحور العين‪ :‬الحور جمع حوراء وهي التي يكون بياض عينها شديد‬ ‫البياض وسواده شديد السواد وقد قششال تعششالى مخششبرا عمششا أعششده‬ ‫لعباده المتقين قال تعالي ) وزوجناهم بحور عين( كمششا جششاء فششي‬ ‫وصف الحششور بششأنهن كششواعب أتششراب فقششال تعششالى ) إن للمتقيششن‬ ‫مفازا‪ ،‬حدائق وأعنابا وكواعب أترابا( ‪ .‬العين‪ :‬جمششع عينششاء وهششي‬ ‫واسششعة العيششن والكششاعب‪ :‬المششرأة الجميلششة الششتي بششرز ثششدياها‪،‬‬ ‫‪24‬‬

‫والتراب ‪ :‬المتقاربات في السن‪ ،‬والحور العين من خلق الله في‬ ‫الجنة أنشأهن إنشاء فجعلهن أبكارا عربا أترابا قششال تعششالي ) إنششا‬ ‫أنشششأناهن إنشششاء ‪ ،‬فجعلنششاهن أبكششارا ‪ ،‬عربششا أترابششا ( والعششرب‬ ‫المتحببات إلى أزواجهن وكونهن ابكارا يقتضي أنه لششم يطمثهششن‬ ‫إنششس قبلهششم ول جششان ( والحششور مطهششرات مطهششرة مششن الجنابششة‬ ‫مطهرة من النجاسة مطهرة من الحدث الصششغر والكششبر مطهششرة‬ ‫من البول والغششائط مطهششرة مششن الحيششض والنفششاس مطهششرة مششن‬ ‫المنشي والمششذي والششودي مطهشرة مششن التفشل والبصششاق والنخامشة‬ ‫مطهرة من النظششر إلششى غيششرك مطهششرة مششن الفحششش والتفحششش‬ ‫سشب مطهشرة مششن الخلق السشيئة والصشفات‬ ‫والبشذاء واللعشن وال ّ‬ ‫المذمومة ومطهرة من كل أذى وقذر ‪.‬‬ ‫أصناف الحور العين ولك يا ولي الله ما اشتهت نفسك من الحور العيششن‬ ‫فهن أصناف ففيهششن حششوراء يقششال لهششا الّلعبششة كششل حششور الجنششات‬ ‫ُيعجبن بها َيضربن بأيديهن على كتفها ويقلن طوبى لششك يششا ُلعبششة‬ ‫دوا بين عينيها مكتوب من كان يبتغي أن‬ ‫لو يعلم الطالبون لك لج ّ‬ ‫يكون له مثلي فليعمل برضاء ربي‪ .‬وفيهششن حششوراء يتبششاهى أهششل‬ ‫الجنة بحسنها ولول أن اللششه تعششالى كتششب علششى أهششل الجنششة أن ل‬ ‫يموتوا لماتوا من حسنها وفيهن حوراء يقال لها العيناء إذا مشت‬ ‫مشى حولها سبعون ألف وصيف عن يمينها وعششن يسششارها كششذلك‬ ‫وهي تقول أين المرون بالمعروف والناهون عن المنكششر فتختششاَر‬ ‫يا عبد الله منهن أو من غيرهن من تشاء وتجامعها مقدار عمششرك‬ ‫في الدنيا فل مقطوعة ول ممنوعة ‪.‬‬ ‫أول لقاء بالحوراء فأنت يششا ولششي اللششه عنششدما تخششرج مششن قششبرك تتلقششاك‬ ‫النجائب فتركب وتأكل وتشرب حتى تصل إلى بششاب الجنششة فششترى‬ ‫عينين من عيون الجنة فتشرب من أحشدهما وتتوضشأ مشن الخشرى‬ ‫فإذا أنت على طول آدم سششتون ذراع شا ً فششي السششماء وعلششى صششبر‬ ‫أيوب وعلى جمال يوسف وعلى سن عيسى ثلثششة وثلثششون عامشا ً‬ ‫ت‬ ‫وعلششى أخلق محمششد عليهششم جميعششا الصششلة والسششلم فششإذا جئ َ‬ ‫ت أزواجششك مششن الحششور العيششن يتلقونششك‬ ‫لتدخل من باب الجنة جششاء ْ‬ ‫بالغناء والمعانقة والتقبيل ‪.‬‬ ‫ت لك كل دواعششي الجمششاع‬ ‫جماع الحور العين إمرأةً أجمل من القمر جمع ْ‬ ‫ومع هذا ُتعط َششى قششوة مششائة رجششل فششي الجمششاع وكمششا أن الحششوراء‬ ‫هششر ل تلحقششك أمششراض ول‬ ‫طاهرة مطهرة فششأن َ‬ ‫ت أيضششا طششاهر مط ّ‬ ‫تنزل عليك مصائب ول يلحقك ضعف ول انحلل قوة ولو جامعتها‬ ‫مليار مرة إنشه وطشء التلشذذ ومتعشة ونعيشم ل آفشة فيشه بشوجه مشن‬ ‫الوجوه شهوتك دفعا ً دفع شا ً ل تنقطششع أبششدا ً ول منششي ول مششوت ول‬ ‫‪25‬‬

‫جنابة ول ملل وهذه المتعة شغلك الشاغل وهذه الشششهوة عملششك‬ ‫الدائم مع غيره من الشهوات والنعيششم المقيششم يقششول تعششالي )إن‬ ‫ل فاكهون‪ ،‬هم وأزواجهم فششي ظلل‬ ‫أصحاب الجنة اليوم في شغ ٍ‬ ‫على الرائك متكئون(‪ .‬فشغلهم الشاغل افتضاض البكششار وكيششف‬ ‫غل بلذة جماع الحوراء وهي من هي في جمالها ؟ وهي من‬ ‫ل ُتش َ‬ ‫هي في حسنها ؟ لششو أخرجششت كفهششا علششى الششدنيا لفتتششن الخلئق‬ ‫ت مششا‬ ‫ت أدنى لؤلؤة من اللؤلؤ التي عليها لضاء ْ‬ ‫بحسنها ولو ظهر ْ‬ ‫َ‬ ‫ت إلى الرض لملْتها ريحا ً وترى‬ ‫بين المشرق والمغرب ولو اطلع ْ‬ ‫بياض ساقها من وراء سبعين حلششة إنهششا الحششوراء العينششاء البيضششاء‬ ‫الحسناء وأكمل الناس في هذه اللذة أصونهم لنفسه فششي الششدنيا‬ ‫عششن الزنششا و اللششواط والمعانقششة والتقبيششل والمششس والمصششافحة‬ ‫والنظر إلششى الحششرام فكمششا أن مششن شششرب الخمششر فششي الششدنيا لششم‬ ‫يشربها في الخرة ومن لبس الحرير فششي الششدنيا لششم يلبسششه فششي‬ ‫الخرة ومن أكل في صحاف الذهب والفضة في الششدنيا لششم يأكششل‬ ‫فيها في الخرة فهي للكفار في الششدنيا وللمششؤمنين فششي الخششرة‬ ‫فكذلك من لم يصن نفسه في الدنيا عن الزنا ومقدماته ُيحَرم أن‬ ‫ف وصان نفسه وزكاهششا‪ .‬فمششن تششرك اللششذة‬ ‫ف واستع ّ‬ ‫يكون كمن ع ّ‬ ‫المحرمة لله استوفاها يوم القيامة أكمل ما تكون ومن استوفاها‬ ‫مها هناك أو نقص كمالها فل يجعل الله لذة من وقششع فششي‬ ‫هنا ُ‬ ‫ر َ‬ ‫ح ِ‬ ‫معاصيه كلذة من ترك شهوته لله أبدا ً ‪.‬‬

‫‪26‬‬

Related Documents

Zpfile001
June 2020 8
Zpfile001
June 2020 16

More Documents from "Michael Williams"

Zpfile001
June 2020 16
Zpfile000
June 2020 16
Amit Kumar
July 2020 21
Template - Dc7900
June 2020 13
Zpfile002
June 2020 2