Zia Ul Sakafa Issue 7 April -june 2008 Arabic Edition

  • Uploaded by: M. Zakariya Babur
  • 0
  • 0
  • December 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Zia Ul Sakafa Issue 7 April -june 2008 Arabic Edition as PDF for free.

More details

  • Words: 15,581
  • Pages: 37
‫المديح النبوي‪-‬على صاحبه أفضل الصلة والتسليم‪-‬‬ ‫الشاعر‪ /‬الدكتور نزار البغدادى‬ ‫أفنيت دهري ل أسعـــــى على قدم‬ ‫أقضى قضــــاء الهوى في كل حادثة‬ ‫أنا الذي ل أنا إل أنــــــــا بيدي‬

‫واستبيـــــــح النهى بالشك والتهم‬ ‫يستصغر الهول في مستعظــــم القسم‬

‫ل قول عندى إل مـــــــا تشرعه‬

‫نفس مســــــامعها في غاية الصمم‬

‫أقلب المر ل أبغـــــــى سلمته‬

‫وأقتفى خطرات الهــــــاجس البرم‬

‫الوهم راحلتي والعزم قافلتـــــــي‬

‫أسطو على الفق المجهــــول بالرسم‬

‫أرخى أسنتهـــــــا في مهمه حزن‬ ‫أعصى وأظلم ل أخشـــــى عواقبها‬ ‫محمد رحمة البـــــــاري ونعمته‬

‫يطوى الفلة بعــــــات جد ملتطم‬ ‫وكيف يخشى الذى مستـــوطن القحم‬ ‫من استجـــــــار به قد فاز بالنعم‬

‫الصـــــــادق العبقري الفذ ‪ ،‬نائله‬

‫قبل الخليـــــقة معروض إلى العدم‬

‫الواهب المعجز الوافــــــي بلغته‬

‫الناطق المستحيــــــل النسخ بالقيم‬

‫محمد منهج الرحمــــــن في بشر‬

‫لجله خلقوا في عــــــــالم النسم‬

‫محمد سيــــــــد الكوان أشرفها‬

‫ما قـــــــام منها وما للن لم يقم‬

‫ناديت حتى صــــــــار حنجرتي‬ ‫إن كنت تغفر للعاديــــــن قسوتهم‬ ‫فاشفع شفـــــاعة من ترجى شفاعته‬

‫‪1‬‬

‫إل وكفي بيـــــــن السيف والقلم‬

‫وصار نهجك في الهيجــــاء مقتحمي‬ ‫فإن في اثر الذكرى ستــــــار دمى‬ ‫فأنت في المل العلـــــى من القدم‬

‫أنا ابن آدم في صدري وصيتــــــه‬

‫أن أستغيث بنـــــور منك في الظلم‬

‫كل ابن آدم خطــــــــاء بفطرته‬

‫لول المـــــاني لظل الناس في سلم‬

‫يمتد بغيا إلى ما شاء نـــــــاظره‬

‫إن كـــــان محتشما أو غير محتشم‬

‫افتتاحية العدد‬ ‫تعظيم حرمات الماكن المقدسة والشخصيات الموقرة امتثال لقرارات الشرعية الدولية‬ ‫وتلبية لنداء الفطرة النسانية بالوعي العام – ذلك الوعي يعطي شعورا كامل لحماية حرمات‬ ‫النفوس والمقامات – ومن المعلوم بالضرورة أن الشعورالعام يتكوّن من الفطرة النسانية التي‬ ‫فطر ال عليها النسان ول تبديل لخلق ال وفي هذا السياق ليس مناسبا للنسان أن يجرؤ على‬ ‫انتهاك حرمات النفوس والمقامات بأي طريقة من الطرق ‪ ،‬وبذلك يظهر الشعور العام المتكوّن‬ ‫من جميع البشرية احتجاجا على هذا النتهاك‪ ،‬ثم تأتي الشرعية الدولية والدساتيراللهية حفاظا‬ ‫ج وهذا‬ ‫على هذه الحرمات‪ ،‬لكن هناك أمرا ملحوظا ينصبّ في فساد الوعي العام الذي ل يحت ّ‬ ‫بسبب عدم الثقافة الواعية والجهالة المتأصّلة في ذلك الوعي! فما بالنا بالدساتير السماوية‬ ‫التي تكوّن وعيا عاما لرعاية الحدود الدائرة في كل زمان ومكان‪ .‬ومن هنا ظهر المر بأن‬ ‫الوعي العام والدستور اللهي مهمّان في الحياة النسانية‪ ،‬فعندما يكون هذا الوعي ناجحا‪،‬‬ ‫سيكون الدستور اللهي أكثر فهما‪ ،‬وأوسع وضوحا في المجتمعات البشرية ‪.‬‬ ‫ومن هذا المنظور يمكن لنا أن نقول أن المؤسسات التعليمية والجواء السائدة للتربية‬ ‫مؤثرة في تأصيل الشعور بتعظيم حرمات النفوس والمقامات ‪.‬‬ ‫ومن اللفت للنظر أن الجرائد الصادرة من الدنمارك نشرت رسوما مسيئة للنبى –‬ ‫عليه الصلة والسلم – وقد تكرّرهذاالمربعد سنتين من نشرها في البلد نفسه بالضافة إلى ذلك‬ ‫أن المثقفين لم يهتدوا بذلك بل انغمسموا في غيّهم وكفرهم‪ ،‬وزادوا فى كبرهم حتى أعادوا هذه‬ ‫العمليّة الشنيعة لخلق أجواء فاسدة ناتجة قطع العلقات معها على جميع المستويات ‪.‬‬ ‫وفي الوقت الراهن تص ّر شعوب الدول العربية والسلمية على قطع العلقات مع‬ ‫الدنمارك وتقديم العتذار على عملها البذيئ‪ ،‬والوعد بعدم تكرار العملية ‪.‬‬ ‫وحتى الن تكلمنا عن العمال الصادرة من الجرائد الدنماركية وأفكارها تجاه السلم‬ ‫والنبى – عليه الصلة والسلم – لكن أوجه انتباه المّتين العربية والسلمية إلى أمر يساعدنا‬ ‫على استجماع القوة المنتشرة والتصاف بالوحدة‪ ،‬والتضامن‪ ،‬والتقدم نحو العلم والتكنولوجيا‬ ‫لتكون المة السلمية أكثر قوة ومنعة أمام المجتمع الدولي وعندما نكون متصفين بالعلم‬ ‫والثقافة ل أحد يجرؤ على ارتكاب المرالذي حدث في الجرائد الدنماركية في اليام القادمة ‪.‬‬ ‫فعلينا أن نتفكر بكل وعي وشعور في إعادة المجد الضائع وتعظيم حرمات النبياء‬ ‫والمرسلين على جميع الصعدة وتكريم النسان الذي أعطاه ال تعالى ولو كان على أية اعتقاد‬ ‫‪2‬‬

‫شريطة عدم تجاوز الحدود المقررة من الكتب المنزلة من عند ال عز وجل‪ ،‬وفي هذا الطار‬ ‫ينبغي التنويه لمر أن شخصية الرسول‪ -‬عليه الصلة والسلم‪ -‬أكرم وأجلّ لدى المسلمين لنه‬ ‫أخرج البشرية من الظلمات إلى النور وخلصها من مخالب الجور والظلم‪ ،‬ولو درس الناس‬ ‫جوانب شخصيته‪ -‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬لما ارتكبوا هذه العملية النكراء‪ ،‬فالرسول‪ -‬عليه‬ ‫الصلة والسلم‪ -‬جامع لصفات وكمالت النبياء والمرسلين فالجدر بهم أن يظلوا ملتزمين‬ ‫بتكريم النبياء والمرسلين ل سيما النبي المعصوم المصطفى‪ -‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬وهذا الفكر‬ ‫يمهد الجواء التي يمكن فيها الحوار لتبادل الثقافات بعيدا عن صدام الحضارات‪ ،‬والوعي العام‬ ‫يؤكد هذه الفكرة الساسية لسيادة المن والسلم فوق ربوع العا لم ليعيش النسان في ظل الود‬ ‫والخوة التي كانت ول تزال سمة من سمات السلم‪.‬‬

‫بقلم الدكتورحافظ محمد منير‬

‫‪3‬‬

‫التجاه الصوفي في أفكار‬ ‫العلمة محمد أنوار ال الفاروقي‬ ‫بقلم الدكتورحافظ محمد منير‬ ‫يهدف التصوف إلى إصلح الذات وتزكيـة النفس وتطهيرها من الفات الخلقية وتحليتها‬ ‫بالفضائل علمـــا وعمل وســـلوكا ‪ ،‬وتصـــفيتها مـــن الكدورة ‪ ،‬والســـعى بهـــا إلى تحقيـــق المحبـــة‬ ‫والخلص ‪ ،‬والسمو إلى أفق إنسانى شامل ‪ ،‬متأسية فى ذلك بأخلق النبوة الزكية (‪.)1‬‬ ‫لقـد حقـق التصـوف أهدافــاً منشودة فـي شبـه القارة الهنديـة‪ ،‬فقـد قام الصـوفية بمهمـة نشـر‬ ‫الدعوة السـلمية فـى شبـه القارة التـي كان معظـم سـكانها ومـا زالوا وثنييـن غيـر أنهـم اسـتطاعوا أن‬ ‫يخرجوا الملييــن مــن ظلمات الكفــر والشرك إلى نور الســلم ثــم اهتموا بتزكيــة نفوس المســلمين‬ ‫وغرس الحب اللهي وحب الحبيب المصطفى صلى ال عليه وسلم في نفوسهم ‪ ،‬ونذكر أسماء بعض‬ ‫أولئك الصالحين على سبيل المثال ل الحصر ‪ ،‬مـنـهم الشيخ علي بن عثمان الـهـجـويري (‪. )2‬‬ ‫والشيخ معيـن الديـن الجشتـي الجميـري (‪ )3‬والشيخ نظـام الديـن الجشتـي البـدايـونـي (‪ )4‬والشيخ‬ ‫بهـاء الديـن السهـروردي الملتـانـي (‪ )5‬والشيـخ أحمد السرهندي (‪. )6‬‬ ‫والطرق الصوفية السائدة في كل من باكستان وبنجلديش والهند تتمثل في الطرق الجشتية ‪،‬‬ ‫والقادرية ‪ ،‬والنقشبندية ‪ ،‬والسهروردية ‪ ،‬ول يتسع المجال هنا للدخول في تاريخ هذه الطرق‬ ‫حتى ل نبتعد عن الموضوع الذي نحن بصدده ‪.‬‬ ‫هذا ومـا زال مشايـخ الطرق الصـوفية يلعبون دورهـم الصـلحي حتـى اليوم وقـد كان والد‬ ‫العلمة محمد أنوار ال الفاروقى ‪ ،‬وجده من كبار الصالحين قام كل منهما بمهمة الصلح والتزكية‬ ‫في عصره ‪.‬‬ ‫وقـد نشـأ العلمـة محمـد أنوار ال الفاروقـى فـي حضـن أم تقيـة صـالحة بارة عرفـت بورعهـا‬ ‫وزهدهــا كمــا تربــي على يــد والده الشيــخ القاضــى أبــو محمــد شجاع الديــن الذي طار صــيت زهده‬ ‫واجتهاده فـي العبادة ل عـز وجـل وأخـذ الطريقـة الجشتيـة مـن الحاج محمـد إمداد ال المهاجـر المكـى‬

‫‪4‬‬

‫بالضافة إلى أنه تعلم على يد أساتذة مهرة في العلوم السلمية‪ ،‬وهكذا نشأ العلمة محمد أنوار ال‬ ‫الفاروقـى فـي جـو دينـي وروحـي نشأة رائعـة هيأتـه للقيام بدور إصـلحي فعال فـي شبـه القارة الهنديـة‬ ‫من أجل النهضة العلمية والروحية ‪.‬‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن العلمة محمد أنوار ال الفاروقى كثير الخذ معارف روحانية من‬ ‫العلماء الربانيين الذين كرّسوا حياتهم لصلح الظاهر عامة‪ ،‬وإصلح الباطن خاصة خشية من‬ ‫الحبيب الحقيقى بإمكانية غضبه ورضاه‪ ،‬ولذلك ذكر ال عز وجل مكانتهم فى القرآن " ِإنّمَا َيخْشَى‬ ‫غفُورٌ"(‪.)7‬‬ ‫عبَادِهِ ا ْلعُلَمَاء ِإنّ الَّ عَزِيزٌ َ‬ ‫الَّ ِمنْ ِ‬ ‫قال الحافظ ابن كثير فى تفسير هذه الية " إنما يخشاه حق خشية العلماء العارفون به‪،‬‬ ‫لنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالسماء الحسنى‪،‬‬ ‫كلما كانت المعرفة به أتم والعلم به أكمل‪ ،‬كانت الخشية له أعظم وأكثر‪ ،‬فأضاف ابن كثير بذكر رواية‬ ‫ابن عباس بأنه قال بشأن العلماء الربانيين هم " الذين يعلمون أن ال على كل شيء قدير " (‪. )8‬‬ ‫وفى هذا الطار ل يخلو من الفائدة ذكر الرواية التى نقلها ابن كثير عن أحمد بن صالح‬ ‫المصرى‪ ،‬عن ابن وهب‪ ،‬عن مالك قال " أن العلم ليس بكثرة الرواية وإنما العلم نور يجعله ال فى‬ ‫القلب‪ ،‬قال أحمد بن صالح المصرى‪ ،‬معناه أن الخشية ل تدرك بكثرة الرواية وأما العلم الذى فرض‬ ‫ال عز وجل‪ ،‬أن يتبع فإنما هو الكتاب والسنة‪ ،‬وما جاء عن الصحابة‪ ،‬رضى ال عنهم‪ ،‬ومن بعدهم‬ ‫من أئمة المسلمين‪ ،‬فهذا ل يدرك إل بالرواية ويكون تاويل قوله " نور" يريد به فهم العلم‪ ،‬ومعرفة‬ ‫معانيه " (‪. )9‬‬ ‫ومن هذا المنظور أن الصوفية هم العلماء الربانيون بفضل تركيزهم تركيزا بالغا على فهم‬ ‫الكتاب والسنة‪ ،‬والعمل بهما فى سياق الطار الخلص والحسان ‪.‬‬ ‫ومن أهم الشيوخ الذين أثروا وحزّو فى نفس العلمة محمد أنوار ال الفاروقى‪ ،‬والده‬ ‫القاضى أبو محمد شجاع الدين‪ ،‬والحاج إمداد ال المهاجر المكى رحمهما ال تعالى – وإنه أخذ‬ ‫الجازة والخلفة فى الطريقة القادرية من والده ‪.‬‬ ‫ثم ينعكس الفيض الروحى على العلمة محمد أنوار ال الفاروقى من الشيخ رفيع الدين‬ ‫القندهارى‪ ،‬والشيخ الحافظ محمد على الخيرآبادى بواسطة والده‪ ،‬وأما الحاج إمداد ال المهاجر‬ ‫المكى فشيخ حسن السمعة والصيت فى عالمى العرب والعجم‪ ،‬فاعطى العلمة محمد أنوار ال‬ ‫الفاروقى إجازة وخلفة‪ ،‬وذلك بسبب إستعداده التام لخذ البركات الروحية‪ ،‬لنه طهّر نفسه ونفسيته‬ ‫قبل الحضور عند الشيوخ‪ ،‬بل أعد ذاته منذ طفولته لتلقى العلوم من عالم الروحانية‪ ،‬ومما يثير‬ ‫انتباهنا أن العلمة محمد أنوار ال الفاروقى ينسجم فكره انسجاما إلى حد ما مع العلمة محي الدين‬

‫‪5‬‬

‫العربى‪ ،‬وقال الدكتور محمد عبد الحميد أكبر مشيرا بذلك " إلى أنه بدأ إلقاء درسه من كتاب‬ ‫الفتوحات المكية لبن عربى بحيدرآباد‪ ،‬على أهل العلم‪ ،‬والطلب الذين يأتون من كل فج عميق‬ ‫لغتراف الللى العلمية‪ ،‬والمعارف الروحية من بحور علمه‪ ،‬وكانت حلقته العلمية مشهودة‬ ‫بشخصيات موقرة يأتون لعطاءه الفيض الروحى‪ ،‬كما يقول الناس أنهم رأوا السيد عبد القادر‬ ‫الكيلنى رحمه ال تعالى‪ ،‬والرسول العظم الحبيب المعصوم – صلى ال عليه وسلم – فى مجلسه "‬ ‫(‪. )10‬‬ ‫ومن هنا ظهر أنه يريد إشاعة أفكار ابن العربى فى العراف الصوفية فى شبه القارة‬ ‫الهندية‪ ،‬لكن هناك سؤال مهما بشأن فكره المتجسد فى القضايا المعنية‪ ،‬وها هى تتلخص فى‬ ‫المحاور الثلثة ‪:‬‬ ‫‪-1‬النفس‬ ‫‪-2‬القلب‬ ‫‪-3‬الروح‬ ‫هذا ثالوث النفس والقلب والروح‪ ،‬أصل التصوف السلمى الذى كان ول يزال مأخوذا من‬ ‫الكتاب والسنة‪ ،‬فما موقف العلمة محمد أنوار ال الفاروقى تجاه هذا الثالوث ؟ وللجابة على هذا‬ ‫الطرح ندخل مجالت فكره للتوصل إلى حل سليم‪ ،‬فإننا نأخذ هذا الثالوث للقيام بتحليله فى ضوء‬ ‫التصوف السلمى الذى أخذه العلمة محمد أنوار ال الفاروقى‪ ،‬وللتفصيل ندخل صلب البحث فى‬ ‫مايأتى ‪:‬‬ ‫‪-1‬النفس ‪ :‬هى الذات التى تصدر منها العمال الحسنة أو القبيحة‪ ،‬هذه النفس تتنوع إلى‬ ‫ستة أقسام متفقة بين الوساط العلمية‪ ،‬المتسمة بالتصوف السلمى‪ ،‬وهى مما يلى ‪:‬‬ ‫‪-1‬النفس المارة ‪ :‬هى النفس تأمر النسان بالعمال الشنيعة التى تسبب البعد والعزوف‬ ‫عن ال ورسوله ‪ -‬عليه والصلة والسلم – كما جاء فى القرآن فى سياق سورة‬ ‫حمَ َربّيَ " (‪. )11‬‬ ‫يوسف " وَمَا ُأبَرّىءُ َنفْسِي ِإنّ ال ّن ْفسَ لَمّا َرةٌ بِالسّوءِ ِإلّ مَا َر ِ‬ ‫‪-2‬النفس اللوامة ‪ :‬وهى النفس التى تلوم النسان على ما ارتكب من السيئات والقبائح‬ ‫والبدع التى ليست أصل من الشريعة السلمية‪ ،‬ونجد هذه الظاهرة المتمثلة فى‬ ‫اعتراف إخوة يوسف – عليه الصلة والسلم – عندما لمت أنفسهم على جرائمهم‬ ‫طئِينَ"(‪.)12‬‬ ‫س َت ْغفِرْ َلنَا ُذنُو َبنَا ِإنّا كُنّا خَا ِ‬ ‫فقالوا "قَالُواْ يَا َأبَانَا ا ْ‬

‫‪6‬‬

‫‪-3‬النفس الملهمة ‪ :‬هى النفس التى ترشد النسان إلى التمييز بين الخير والشر كما جاء‬ ‫فى سياق سورة الشمس " فَأَلْ َهمَهَا ُفجُورَهَا َو َتقْوَاهَا " (‪. )13‬‬ ‫‪-4‬النفس المطمئنة ‪ :‬هى التى تطمئن عند سماع ذكر ال تعالى ورسوله – عليه الصلة‬ ‫والسلم ‪ ،-‬والتوصل إلى مقامات سامية فى حظيرة القدس اللهى كما ورد فى القرآن‬ ‫ضيّةً"(‪. )14‬‬ ‫ضيَةً مّرْ ِ‬ ‫جعِي إِلَى َر ّبكِ رَا ِ‬ ‫" يَا َأ ّيتُهَا ال ّنفْسُ ا ْل ُمطْ َم ِئنّةُ ‪ ،‬ا ْر ِ‬ ‫‪ -6-5‬النفس الراضية ‪ ،‬النفس المرضية ‪ ،‬هاتان النفسان ترضيان على ما أعطاهما ال‬ ‫من علم ورزق وروحانية‪ ،‬وكذلك يرضى ال على ما قدمتا ل من أعمال صالحة‪،‬‬ ‫وانقياد وامتثال لجميع الوامر المستقاة من الكتاب والسنة‪ ،‬وهذا ما أورده القرآن فى‬ ‫عبَادِي ‪ ،‬وَا ْدخُلِي‬ ‫ضيّةً ‪ ،‬فَادْخُلِي فِي ِ‬ ‫ضيَةً مّ ْر ِ‬ ‫جعِي ِإلَى َر ّبكِ رَا ِ‬ ‫سياق سورة الفجر " ا ْر ِ‬ ‫ج ّنتِي " (‪. )15‬‬ ‫َ‬ ‫ومن هذا المنظور أن معرفة النفس من أهم المور فى الطريق إلى ال عز وجل‪ ،‬ولذلك من‬ ‫كان عرفانه كثيرا‪ ،‬يكون سلوكه نابعا من الكتاب والسنة‪ ،‬وهذا ما أكده العلمة محمد أنوار ال‬ ‫الفاروقى فى كتابه مقاصد السلم بأن" اقتضاء الحكمة أن تودع فى النفس نماذج صفات الكمالت‬ ‫اللهية من الوجود‪ ،‬والتجرد‪ ،‬والسمع‪ ،‬والبصر‪ ،‬والمشيئة‪ ،‬والرادة‪ ،‬والقدرة‪ ،‬والكلم‪ ،‬وأن النبى –‬ ‫عليه الصلة والسلم – بيّن جميع هذه المعانى فى جملة وجيزة‪ ،‬من عرف نفسه فقد عرف ربه " (‬ ‫‪. )16‬‬ ‫ومن هنا ظهر أن اللمام بمهمات النفس بجميع الشكال والنواع أمر منشود‪ ،‬فيها سر من‬ ‫أسرار ال عز وجل‪ ،‬ولذلك أمر النسان بالمجاهدة بالنفس كما أخبر القرآن بها " وَاّلذِينَ جَا َهدُوا‬ ‫سنِينَ " (‪ )17‬هذا ما أكده الشيخ محمد ركن الدين فى وصف‬ ‫سبُ َلنَا وَِإنّ الَّ لَمَعَ ا ْل ُمحْ ِ‬ ‫فِينَا َلنَ ْه ِد َينّهُمْ ُ‬ ‫العلمة محمد أنوار ال الفاروقى " بأنه عالم يحب صفاء الظاهر والباطن‪ ،‬لن النفس تتطهر‬ ‫بالمجاهدة المتواصلة‪ ،‬والتخلى عن الرذائل والتحلى بالصفات الحسنة والخلق الفاضلة‪ ،‬وأنه طهّر‬ ‫ذاته من كل رذيلة من الرذائل التى تشين الذات النسانية وجاهد فى سبيل ال من قهر النفس‪،‬‬ ‫والصوم‪ ،‬والتقليل فى الطعام والشراب والنوم‪ ،‬بالضافة إلى ذلك أنه بذل الجهد بكل ما فى وسعه فى‬ ‫سبيل السلوك إلى ال عز وجل حتى صار ذا أخلق إسلمية " (‪. )18‬‬ ‫فالنفس التى تكون تابعة لرادة ال ورسوله – عليه الصلة والسلم – فهى مقصودة‬ ‫بالذات فى التصوف السلمى ‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪-2‬القلب‬ ‫هذا هو الموضوع الثانى الذى تبلور فى الحلقات الصوفية‪ ،‬لن القلب مهبط النوار‬ ‫اللهية‪ ،‬يسع وجود ال عزوجل‪ ،‬هذا الذى يطمئن بذكر ال‪ ،‬وله مهمة يقوم بها فى الستنارة من‬ ‫نور ال ورسوله – عليه الصلة والسلم – والمؤمنين الذين امتحنوا قلوبهم للتقوى‪ ،‬وقد جاء بتأكيد‬ ‫سيَرَى الّ عَمََل ُكمْ وَرَسُوُلهُ وَالْمُ ْؤ ِمنُونَ " (‪ )19‬على‬ ‫حاسم فى القرآن بقوله تعالى ‪ " :‬وَقُلِ اعْمَلُواْ فَ َ‬ ‫أن المؤمنين يتصرفون فى قلوب الخرين للتوجه إلى رعاية الخلق وعبادة ال عز وجل وحب النبى‬ ‫– عليه الصلة والسلم ‪. -‬‬ ‫تأسيسا على ذلك نقل الدكتور محمد عبد الحميد أكبر قصة طريفة تلقى ضوءا على قدرة‬ ‫التصرف التى يملكها العلمة محمد أنوار ال الفاروقى بسبب طاعة ال ورسوله – عليه الصلة‬ ‫والسلم ‪ ،-‬تلك القصة التى ذكرها المفتى محمد ركن الدين عن العلمة عبد الصمد بأنه قال " كنت‬ ‫نائما ذات ليلة بينما العلمة محمد أنوار ال الفاروقى كان عكوفا على قراءة الكتب فإذا شعرت‬ ‫بالضيق والحرج فى صدرى‪ ،‬وظل هذا الضيق على هذه الحالة الحرجة إلى أن استيقظت فتوجهت‬ ‫إلى مولنا‪ ،‬فقال لى إيت بكأس من الماء‪ ،‬فقدمت الكأس مليئة بالماء إلى سيادته فشرب‪ ،‬ثم نمت‬ ‫نوما هادئا‪ ،‬ففى اليوم التالى قال العلمة محمد أنوار ال الفاروقى بأنى كنت مشغول بالمطالعة‬ ‫البارحة‪ ،‬فأحسست عطشا شديدا فليس أحد موجودا بجنبى إل عبد الصمد وكنت أعرف تصرفات‬ ‫الولياء الصالحين‪ ،‬وانطلقا من هذا تصرفت فى قلبه‪ ،‬فقام من نومه‪ ،‬وقدم إلى ماءا فشربته " (‬ ‫‪. )20‬‬ ‫وأن هذا التصرف سالف الذكر قد ذكره مولنا أمام الناس من قبيل الشكر ل عز وجل‬ ‫حدّثْ " (‪)21‬‬ ‫وبيان تحديث النعمة كما أدعم القرآن هذه الفكرة بقول ال تعالى ‪ " :‬وَأَمّا ِب ِنعْمَةِ َر ّبكَ َف َ‬ ‫وهذا ما يؤيده الحافظ ابن كثير بذكر رواية أبى داود عن جابر ابن عبد ال انه قال قال رسول ال –‬ ‫صلى ال عليه وسلم – " من أعطى عطاء فوجد فليجز به‪ ،‬فإن لم يجد فليثن به‪ ،‬فمن أثنى به فقد‬ ‫شكره‪ ،‬ومن كتمه فقد كفره " (‪. )22‬‬ ‫هذا الحديث يوضح تمام الوضوح بأن بيان النعمة من قبيل الشكر الذى يستوجب زيادة‬ ‫النعم فى الزمان القادمة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬الروح‬

‫‪8‬‬

‫هى التى سبب الحياة الظاهرة والروحية‪ ،‬لن الروح طاهر بدوامة فى جميع الحوال بسبب‬ ‫علقة بالسماء‪ ،‬ولذلك سمى جبريل – عليه الصلة والسلم – بالروح كما نلمس هذا فى الية‬ ‫القرآنية مما يلى ‪:‬‬ ‫‪ "-1‬نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الَْمِينُ " (‪. )23‬‬ ‫ل ِئكَةُ وَالرّوحُ فِيهَا بِ ِإ ْذنِ َربّهِم مّن كُلّ أَمْرٍ " (‪. )24‬‬ ‫‪َ "-2‬تنَزّلُ الْ َم َ‬ ‫ومن هذا يتكشف أمامنا بشأن النسان‪ ،‬له جانبان أحدهما انتماءه إلى عالم الجسام‬ ‫وثانيهما علقته بعالم الروحانية‪ ،‬وهذا واضح من اليات القرآنية‪ ،‬وإننا نشهد هذا التأكيد فى سياق‬ ‫خيْرٌ‬ ‫لخِرَةُ َ‬ ‫حيَاةَ ال ّد ْنيَا ‪ ،‬وَا ْ‬ ‫سمَ َربّهِ َفصَلّى‪ ،‬بَلْ تُ ْؤثِرُونَ ا ْل َ‬ ‫سورة العلى " َقدْ أَفْ َلحَ مَن تَ َزكّى ‪َ ،‬و َذكَرَ ا ْ‬ ‫حفِ ِإبْرَاهِيمَ وَمُوسَى " (‪ )25‬فإن أهمية الحياة الروحية‬ ‫صُ‬ ‫حفِ الُْولَى ‪ُ ،‬‬ ‫صُ‬ ‫وََأ ْبقَى ‪ِ ،‬إنّ َهذَا َلفِي ال ّ‬ ‫ليست مذكورة فى القرآن فحسب بل ذكرتها الشرائع السماوية السابقة ‪.‬‬ ‫ومن هذا المنظور انطلق العلمة محمد انوار ال الفاروقى إلى " أن الذين يعرفون حقيقة‬ ‫الروح فل يستغربون باليمان بالحديث النبوى على صاحبه أفضل الصلة والتسليم بأنه قال " إن ال‬ ‫خلق آدم على صورته‪ ،‬فهذا النسان هو نموذج رائع ليس له نظير بل يكون جوهره مأخوذا من نور‬ ‫ال عز وجل " (‪. )26‬‬ ‫هذه الظاهرة البادهة تؤكد بان انعكاسات الرحمة اللهية تترأى فى الوجود النسانى الذى‬ ‫كرمه ال تعالى بصفة متميزة عن الخلئق كلها‪ ،‬وهذا كله يمكن الوقوع فى نفس المر لن ال تعالى‬ ‫سنِ َتقْوِيمٍ " (‪ )27‬هذا الحسن فى الوجود النسانى بسبب النفس‬ ‫قال ‪َ " :‬ل َقدْ خَ َل ْقنَا الِْنسَانَ فِي َأحْ َ‬ ‫المطمئنة والقلب الصافى والروح الطاهرة ويمكن رؤية هذا الحسن فى كل زمان ومكان كما قال‬ ‫الشاعر ‪:‬‬ ‫عباراتنا شتى وحسنك واحد‬

‫وكل إلى ذاك الجمال يشير‬

‫ومن البديهى أن الروح تحب الجمال‪ ،‬ولذلك تسعى سعيا جميل وراءه لكشف سر الجمال‬ ‫اللهى الذى يكمن فى وجود الحبيب المعصوم – عليه الصلة والسلم – كما قال العلمة محمد أنوار‬ ‫ال الفاروقى " بأن المقصود من الكلم ذكر ختم المرسلين محمد – صلى ال عليه وسلم – الذى‬ ‫كان يمدح من الزل‪ ،‬ول يزال حمده إلى أن يرث ال الرض ومن عليها " (‪. )28‬‬ ‫فموجز الكلم أن المبدأ الثلثى المتكوّن من النفس والروح والقلب‪ ،‬يكشف النقاب عن‬ ‫وجه أسرار ال ورسوله – عليه الصلة والسلم – ثم يحاول هذا المبدأ الثلثى قدر المستطاع‬ ‫لصلح المجتمعات البشرية‪ ،‬وتجسير المسافات الشاسعة بين ال عز وجل وعباده‪ ،‬ولذلك ركز‬

‫‪9‬‬

‫العلمة محمد أنوار ال الفاروقى تركيزا هاما على هذا المبدأ الثلثى خلل إبداعاته المنطوية على‬ ‫النثر والشعر طوال حياته مؤكدا بأن صفاء هذا المبدأ تمهيد للدخول إلى بحر أسرار ال عز وجل‪،‬‬ ‫فيها درر ثمينة يمكن إخراجها من أعماقه بالحب الخالص ل ورسوله – عليه الصلة والسلم ‪. -‬‬

‫الحواشى‬ ‫(‪ )1‬هذه الفكرة التي وصل إليها الباحث بمطالعة العديد من الكتب ‪ ،‬ومن أراد التفصيل فليعد إلى ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬الدعوة السلمية وتطورها في شبه القارة الهندية‪ ،‬رسالة العالمية " الدكتوراه "‪ ،‬مكتبة الرسائل بكلية أصول‬ ‫الدين ‪ ،‬جامعة الزهر – القاهرة ‪ ،‬تحت رقم ‪. 385‬‬ ‫‪ – 2‬الستاذ الدكتور عاطف جودة نصر ‪ ،‬شعر عمر بن الفارض ‪ ،‬دراســة في فن الشعــر الصوفي ‪،‬‬ ‫ط ‪ .‬بيروت بدون تاريخ ص من ‪ 7‬إلى ‪. 37‬‬ ‫‪ – 3‬المام محمد الغزالي ‪ ،‬مقدمة المنقذ من الضلل ‪ ،‬كتبها المــام الدكتور عـبـد الـحـليم محمود ‪،‬‬ ‫ط ‪ .‬دار المعارف ‪ -‬القاهرة س ‪1970‬م ص ‪. 23‬‬ ‫‪ – 4‬الشيخ عبد الحكيم شرف القادري ‪ ،‬المام أحمد رضا خان ‪ ،‬بحث علمي وقد نشر في صوت الزهر العدد ‪172‬‬ ‫الجمعة ‪ 7‬من ذي القعدة ‪1423‬هـ ص ‪. 10‬‬ ‫‪ -5‬العلمة محمد أنوار ال الفاروقى‪ ،‬مقاصد السلم‪ ،‬ط ‪ .‬مجلس إشاعة السلم‪ ،‬حيدرآباد ‪ ،‬الهند ‪ ،‬س ‪1994‬م ‪.‬‬ ‫(‪ )2‬هو أحد الشيوخ في الطريقة الجنيدية ‪ ،‬ولد في " غزني " أفغانستان سنة ‪400‬هـ في عهد كان فيه السلطان‬ ‫محمود الغزنوي حاكم البلد آنذاك ‪ ،‬وبعد ما درس العلوم البتدائية اشتاق قلبه لتحصيل مزيد من العلوم إلى عراق‬ ‫وبلد ما وراء النهر ‪ ،‬ونهل من ينابيع روحانية الشيخ أبو الفضل بن حسن الختلي ‪ ،‬وأخذ منه الخلفة في الطريقة‬ ‫الجنيدية التي توضح أساليب الشيخ جنيد البغدادي في التصوف ‪ ،‬فعزم السفر إلى لهور بأمر شيخه لنشر العلوم‬ ‫السلمية ‪ ،‬ودخل في السلم كل من سمع أقواله وتأثر بسيرته ‪ ،‬وله مؤلفات عديدة منها ‪ :‬ديوان الشعر ‪ ،‬كشف‬ ‫المحجوب ‪ ،‬كتاب الفناء والبقاء ‪ ،‬أسرار الخلق والمؤنات ‪ ،‬كتاب البيان لهل العيان ‪ ،‬بحر القلوب ‪ ،‬منهاج الدين ‪،‬‬ ‫شرح كلم منصور الحلج ‪ ،‬وقد وافاه الجل المحتوم سنة ‪465‬هـ في لهور حاليًا بباكستان ‪ ،‬ودفن هناك ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬ولد الشيخ معين الدين الجشتي الجميري من سللة مولنا المام الحسين في عام ‪ 537‬للهجرة الموافق ‪1142‬‬ ‫للميلد بمدينة سجستان من بلد فارس ‪ ،‬ففي مطلع صباه حفظ القرآن الكريم ودرس علوم التفسير والحديث والفقه ‪،‬‬ ‫ولما اشتد شوقه إلى التصوف ارتحل إلى العراق بمدينة " هارون " والتقى بالشيخ العارف بال عثمان الهاروني ‪،‬‬ ‫وأخذ منه الطريقة الجشتية ثم سافر إلى بلدة أصفهان حيث لقى هناك الشيخ محمود الصفهاني ومن هنا انتقل إلى‬ ‫المدينة المنورة واستقر بها مدة ثم انتقل إلى مدينة أجمير بإشارة سيدنا رسول ال صلى ال عليه وسلم في المنام ‪ ،‬وقد‬ ‫حظي بمكانة مرموقة لدى رجال العلم والدب ‪ ،‬وقد دخل السلم على يده عدة مليين من الهندوس ‪ ،‬ويعرف‬ ‫بسلطان الولياء في الهند ‪ ،‬توفي يوم الثنين السادس من رجب سنة سبع وعشرين ‪ ،‬وقيل اثنين وثلثين ‪ ،‬وقيل ثلث‬ ‫وثلثين وستمائة ‪ ،‬وله خمس وستون ‪ ،‬وقبره مشهور ظاهر بمدينة أجمير ‪ ،‬يزار ويتبرك به ‪.‬‬ ‫انظر ‪ :‬نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر للشريف عبد الحي اللكنوي ‪ ،‬ط ‪ .‬مطبعة مجلس دائرة المعارف‬ ‫العثمانية بحيدرآباد الدكن ‪ -‬الهند س ‪1382‬هـ ج ‪ 1‬ص ‪. 104‬‬ ‫وانظر ‪ :‬تاريخ السلم في الهند للدكتور عبد المنعم النمر ص ‪. 218‬‬ ‫وانظر ‪ :‬ممتاز أحمد سديدي ‪ ،‬الشيخ أحمد رضا خان شاعراً عربياً ‪ ،‬ص ‪. 300‬‬ ‫‪ )4‬هو أحد شيوخ الطريقة الجشتية ‪ ،‬ولد في " بدايون " الهند سنة ‪ 636‬هـ ‪ ،‬ومات أبوه عندما بلغ عمره خمس‬ ‫سنوات ‪ ،‬فربته والدته تربية حسنة وأرسلته إلى مدرسة مولنا علء الدين لتلقي العلوم والمعارف ثم سافر إلى دلهي‬ ‫وهو ابن خمس عشرة سنة ‪ ،‬وتحلى بالعلوم من الساتذة الجلء ‪ ،‬وأخذ الجازة والرواية في الحديث من المحدث‬ ‫الشهير الشيخ محمد بن أحمد كمال الدين زائد واجتمع مع الشيخ فريد الدين مسعود الجودهني على مائدة الروحانية‬ ‫وبايع على يديه وأخذ منه الخلفة في الطريقة الجشتية وتلقى الدروس الخصوصية منه في كتاب عوارف المعارف‬ ‫للشيخ شهاب الدين السهروردي ‪ ،‬ثم رجع إلى دلهي بأمر شيخه وأستاذه واشتغل بنشر الوعي السلمي بين أبناء‬ ‫المذهب الهندي فأسلم عدة مليين على يديه ‪ ،‬وكان الشيخ نظام الدين كثير البكاء ‪ ،‬صاحب مشاعر جياشة للنبي عليه‬ ‫الصلة والسلم ‪ ،‬وتوفي في دلهي سنة ‪725‬هـ ودفن هناك وأصبح ضريحه ملجأ للخلئق ‪.‬‬ ‫انظر ‪ :‬مولنا سيد أبو الحسن علي الندوي ‪ ،‬تاريخ دعوت وعزيمت " باللغة الردية ‪ ،‬ط ‪ .‬ندوة العلماء للكناؤ س‬ ‫‪ 2000‬ص ‪. 101‬‬

‫‪1‬‬

‫(‪ )5‬الشيخ المام العالم المحدث زكريا بن محمد بن علي القرشي السدي شيخ السلم بهاء الدين بن وجيه الدين بن‬ ‫كمال الدين أبو محمد الملتاني المتفق على وليته وجللته ‪ ،‬ولد بقلعة كوت كرور من أعمال ملتان يوم الجمعة لثلث‬ ‫ليال بقين من رمضان سنة ست وستين ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ثمان وسبعين وخمسمائة من بطن بنت الشيخ حسام الدين الترمذي ‪،‬‬ ‫ولما بلغ الثانية عشرة من عمره توفي والده فسافر إلى " بخارا " وأخذ العلم بها على كبار الساتذة ثم سافر إلى‬ ‫الحجاز فحج وزار وأقام بالمدينة المنورة خمس سنين ‪ ،‬أخذ الحديث عن الشيخ كمال الديـن محمد اليماني ثم رحل إلى‬ ‫القدس الشريفة ‪ ،‬وزار المسجد القصى ومقامات مشاهير النبياء عليهم السلم ‪ ،‬ثم رحل إلى بغداد وأخذ الطريقة عن‬ ‫الشيخ شهــاب الـدين عمر بن محمد السـهروردي صاحب كتاب عوارف المعارف ‪ ،‬ثم عاد إلى ملتان وتصدر‬ ‫للرشاد فرزق من القبول ما لم يرزق أحد من المشايخ ‪ ،‬وكانت وفاته يوم الخميس سابع صفر سنة ست وستين‬ ‫وستمائة ‪ ،‬وله مائة سنة من العمر ‪ ،‬غسله الشيخ عمر العمودي وصلى عليه ولده صدر الدين محمد ودفنوه في حصار‬ ‫ملتان القديم ‪.‬‬ ‫انظر ‪ :‬يونس الشيخ إبراهيم السامرائي ‪ ،‬علماء العرب في شبه القارة الهندية‪ ،‬ط وزارة الوقاف بغداد – عراق س‬ ‫‪ 1986‬ص ‪. 25-24‬‬ ‫وانظر ‪ :‬أبو المعالي أطهر المباركفوري ‪ ،‬رجال السند والهند ص ‪. 122-121‬‬ ‫(‪ )6‬هو أحد الشيوخ النقشبندية في بلد الهند الشيخ أحمد الفاروقي السرهندي ‪ ،‬ولد يوم عاشوراء سنة إحدى وسبعين‬ ‫وستمائة في بلدة " سرهند " تلقى العلوم كلها معقولها ومنقولها عن والده ومحققي زمانه حتى ترك العلماء الجلء له‬ ‫قصب السبق واشتغل بالطرق الثلث القادرية والسهروردية والجشتية واجتمع بالعارف بال الشيخ محمد الباقي فأخذ‬ ‫عنه الطريقة النقشبندية فوض شيخه تربية المريدين ‪ ،‬وله مؤلفات ‪ :‬المكتوبات باللغة الفارسية عرّبها العلمة محمد‬ ‫مراد الرسالة الهليلية ‪ ،‬ورسالة إثبات النبوة ‪ ،‬ورسالة المبدأ والمعاد ‪ ،‬تعليقات على عوارف المعارف ‪ ،‬شرح‬ ‫الرباعيات للشيخ الباقي بال ‪ ،‬توفي سابع عشر صفر الخير سنة أربع وثلثين وألف وسنة ثلث وستون ‪ ،‬ودفن في‬ ‫مدينة سرهند ‪.‬‬ ‫انظر ‪ :‬الشيخ محمد أمين الدين الكردي ‪ ،‬كتاب المواهب السرمدية في مناقب السادة النقشبندية ‪ ،‬ط ‪ .‬القاهرة بدون‬ ‫تاريخ ص من ‪ 73‬إلى ‪ 78‬بتصرف ‪.‬‬ ‫وانظر ‪ :‬يونس الشيخ إبراهيم السامرائي ‪ ،‬علماء العرب في شبه القارة الهندية ‪ ،‬ط ‪ .‬وزارة الوقاف بغداد العراق‬ ‫‪ 1986‬ص ‪. 410-409-408‬‬ ‫(‪ )7‬سورة فاطر‪ ،‬الية ‪. 28 :‬‬ ‫(‪ )8‬ابن كثير ‪ ،‬تفسير القرآن العظيم ‪ ،‬ط ‪ .‬دار الغد الجديد ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬س ‪2002‬م ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬صـ ‪. 514‬‬ ‫(‪ )9‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬صـ ‪. 514‬‬ ‫(‪ )10‬د‪ /‬محمد عبد الحميد أكبر ‪ ،‬محمد أنوار ال الفاروقى حياته وأعماله ‪ ،‬ط ‪ .‬مجلس إشاعة العلوم ‪ ،‬حيدرآباد ‪،‬‬ ‫الهند ‪ ،‬س ‪2000‬م ‪ ،‬صـ ‪. 125‬‬ ‫(‪ )11‬سورة يوسف ‪ ،‬الية ‪. 53 :‬‬ ‫(‪ )12‬سورة يوسف ‪ ،‬الية ‪. 57 :‬‬ ‫(‪ )13‬سورة الشمس ‪ ،‬الية ‪. 8 :‬‬ ‫(‪ )14‬سورة الفجر ‪ ،‬الية ‪. 28 -27 :‬‬ ‫(‪ )15‬سورة الفجر ‪ ،‬الية ‪. 30 -28 :‬‬ ‫(‪ )16‬العلمة محمد أنوار ال الفاروقى ‪ ،‬مقاصد السلم ‪ ،‬ج ‪ ،3‬صـ ‪. 14‬‬ ‫(‪ )17‬سورة العنكبوت‪ ،‬الية ‪. 69 :‬‬ ‫(‪ )18‬د‪ /‬محمد عبد الحميد أكبر ‪ ،‬العلمة محمد أنوار ال الفاروقى حياته وأعماله ‪ ،‬صـ ‪. 129‬‬ ‫(‪ )19‬سورة التوبة ‪ ،‬الية ‪. 105 :‬‬ ‫(‪ )20‬د‪ /‬محمد عبد الحميد أكبر ‪ ،‬العلمة محمد أنوار ال الفاروقى حياته وأعماله ‪ ،‬صـ ‪. 130‬‬ ‫(‪ )21‬سورة الضحى ‪ ،‬الية ‪. 11 :‬‬ ‫(‪ )22‬ابن كثير ‪ ،‬تفسير القرآن العظيم ‪ ،‬ج ‪ ، 4‬صـ ‪. 488‬‬ ‫(‪ )23‬سورة الشعراء ‪ ،‬الية ‪. 193 :‬‬ ‫(‪ )24‬سورة القدر ‪ ،‬الية ‪. 4 :‬‬ ‫(‪ )25‬سورة العلى ‪ ،‬الية ‪. 19 -14 :‬‬ ‫(‪ )26‬د‪ /‬محمد عبد الحميد أكبر ‪ ،‬العلمة محمد أنوار ال الفاروقى حياته وأعماله ‪ ،‬صـ ‪. 127‬‬ ‫(‪ )27‬سورة التين ‪ ،‬الية ‪. 4 :‬‬ ‫(‪ )28‬د‪ /‬محمد عبد الحميد أكبر ‪ ،‬العلمة محمد أنوار ال الفاروقى حياته وأعماله ‪ ،‬صـ ‪. 157‬‬

‫‪11‬‬

1

‫المرافق العامة وخصخصتها في الفقه السلمي‬ ‫محمد أرشد أعوان‬ ‫الباحث بمرحلة الدكتوراة بكلية الشريعة والقانون‬ ‫جامعة الزهر‪-‬القاهرة‪ -‬مصر‬ ‫لقد أخرج السلم من نطاق الملكية الفردية الشياء التي تكون ضرورية لجميع الناس ول‬ ‫يتوقف وجودها والنتفاع بها علي مجهود خاص ‪ ،‬فأوجب أن تكون ملكيتها عامة حتي ل يستبد بها‬ ‫فرد أو أفراد فيضار المجتمع من جراء ذلك ‪ ،‬ومن أهم هذه الشياء المرافق العامة ‪ ،‬وفي ظل‬ ‫سياسة الخصخصة هل يجوز تحويل ملكيتها أو إسناد إدارتها إلي القطاع الخاص ؟ هذا ما سندرسه‬ ‫في المطلبين التاليين ‪:‬‬ ‫المطلب الول‪ :‬المراد بالمرافق العامة ‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬حكم خصخصة المرافق العامة في الفقه السلمي ‪.‬‬ ‫المطلب الول‪ :‬المراد بالمرافق العامة‬ ‫الرفاق في اللغة مأخوذ من رفق ‪ ،‬يقال ‪ :‬أرفقته أي نفعته ‪ ،‬والرفق والمرفق ‪ :‬ما‬ ‫استعين به ‪ ،‬ومرافق الدار ‪ :‬مصاب الماء ونحوها (‪. )1‬‬ ‫وفي الصطلح ‪ :‬ما كان مخصصا لمنفعة من المنافع العامة ويكون مملوكا لمجموع‬ ‫المة مثل الطرق والكباري والقناطر والنهار والقلع والحصون وسدود المياه والمساجد والبيع‬ ‫والسكك الحديدية وما إلي ذلك مما أعد لذلك بسبب طبيعته أو بناء علي قرار تصدره الدولة (‪)2‬‬ ‫والمرفق العام يعرف بأنه مشروع يستهدف النفع العام بانتظام واضطراد ويخضع‬ ‫لشراف الدولة‪ ،‬فالخيرة تلتزم بإشباع الحاجات العامة للفراد عن طريق المرفق العام‪ ،‬فبحسب‬ ‫الصل هى التى تقوم بإنشائه وتنظيمه‪ ،‬والتغيير فى شكل الدولة ووظيفتها يؤثر على المرفق العام‬ ‫تأثيرا مباشرا‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬حكم خصخصة المرافق العامة في الفقه السلمي‬ ‫ويشتمل علي فرعين ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ .‬لسان العرب و مختار الصحاح ‪ :‬مادة ( ر ف ق ) ‪ .‬مكتبة لبنان ناشرون ‪ ،‬بيروت ‪ 1415 .‬هـ ‪ 1995 -‬م ‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ .‬انظر ‪ :‬الملكية في الشريعة السلمية للشيخ علي الخفيف ‪ :‬ص ‪. 64‬‬

‫‪1‬‬

‫الفرع الول ‪ :‬خصخصة الملكية ‪،‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬خصخصة الدارة ‪،‬‬ ‫الفرع الول ‪ :‬خصخصة الملكية ‪:‬‬ ‫اتفق الفقهاء (‪ )3‬على أن المرافق العامة ‪ -‬من الشوارع والطرق ‪ ،‬وأفنية الملك ‪،‬‬ ‫والرحاب بين العمران ‪ ،‬وحريم المصار ‪ ،‬ومنازل السفار ‪ ،‬ومقاعد السواق ‪ ،‬والجوامع والمساجد‬ ‫‪ ،‬والنهار التي أجراها ال سبحانه وتعالى ‪ ،‬والعيون التي أنبع ال ماءها ‪ ،‬والمعادن الظاهرة وهي‬ ‫التي خرجت بدون عمل الناس كالملح والماء والكبريت والكحل وغيرها والكل ‪ -‬اتفقوا على أن هذه‬ ‫الشياء من المنافع المشتركة بين الناس ‪ ،‬فهم فيها سواسية ‪ ،‬فيجوز النتفاع بها للمرور‬ ‫والستراحة والجلوس والمعاملة والقراءة والدراسة والشرب والسقاية ‪ ،‬وغير ذلك من وجوه‬ ‫النتفاع ‪ .‬ولكن ل يجوز اقتطاعها لحد من الناس ‪ ،‬ول احتجازها دون المسلمين ؛ لن فيه ضررا‬ ‫بالمسلمين وتضييقا عليهم ‪ .‬ويكون الحق فيها للسابق حتى يرتحل عنها ‪ ،‬لقوله صلى ال عليه‬ ‫وسلم ‪ { :‬منى مناخ من سبق إليها } (‪ ، )4‬ويشترط عدم الضرار ‪ ،‬فإذا تضرر به الناس لم يجز ذلك‬ ‫ضرَرَ وَلَ ضِرَارَ (‪)5‬‬ ‫بأي حال ‪ ،‬لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لَ َ‬ ‫جاء في البدائع الصنائع ‪ " :‬ما كان خارج البلدة من مرافقها محتطبا بها لهلها أو‬ ‫مرعى لهم ل يكون مواتا حتى ل يملك المام إقطاعها ؛ لن ما كان من مرافق أهل البلدة فهو حق‬ ‫أهل البلدة كفناء دارهم وفي القطاع إبطال حقهم ‪ .‬وكذلك أرض الملح والقار والنفط ونحوها مما ل‬

‫‪3‬‬

‫‪ .‬انظر ‪ :‬بدائع الصنائع للكاساني ‪ ، 6/194 :‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت‪ .‬المنتقي شرح الموطا ‪ . 6/29 :‬دار‬

‫الكتاب السلمي ‪ ،‬روض الطالب ‪2/450 :‬‬

‫‪ ،‬لزكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا النصاري ‪ ،‬دار الكتاب‬

‫السلمي ‪ ،‬المغني لبن قدامة ‪ ، ، 5/335 :‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪ .‬المحلي لبن حزم ‪ . 7/74 :‬دار‬ ‫الفكر بيروت ‪ .‬البحر الزخارلبن المرتضي ‪ . 5/79 :‬دار الكتاب السلمي‪ ،‬شرائع السلم للحلي ‪. 3/221 :‬‬ ‫مؤسسة مطبوعاتي إسماعليان ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ .‬الترمذي ‪ :‬كتاب الحج عن رسول ال ‪ ،‬باب ما جاء أن مني مناخ من سبق ‪ ، 3/228 ،‬رقم الحديث ‪881 :‬‬

‫( وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح ) ‪ .‬وسنن أبي داؤد ‪ :‬كتاب المناسك ‪ ،‬باب تحريم حرم مكة ‪، 2/212 ،‬‬

‫رقم الحديث ‪ ، 2019 :‬وسنن ابن ماجه ‪ :‬كتاب المناسك ‪ ،‬باب النزول بمني ‪ ، 2/1000 .‬رقم الحديث ‪3006 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ .‬سنن ابن ماجه ‪ ،‬كتاب الحكام ‪ ،‬باب من بني في حقه ما يضر بجاره ‪ ، 2/784 ،‬رقم الحديث ‪2340:‬‬

‫‪.‬‬

‫يستغني عنها المسلمون ل تكون أرض موات حتى ل يجوز للمام أن يقطعها لحد ؛ لنها حق لعامة‬ ‫المسلمين وفي القطاع إبطال حقهم وهذا ل يجوز "(‪. )6‬‬ ‫وجاء في المنتقى شرح الموطا ‪ " :‬ينظر المام مما كان قرب العمران فإن كان فيه على‬ ‫أهل القرى ضرر في مسرح ‪ ،‬أو مرعى أو محطب ونحوه منع منه ( أي من الحياء ) " (‪. ) 7‬‬ ‫وجاء في روض الطالب ‪ " :‬وليس للمام ول لغيره من الولة أن يأخذ ممن يرتفق‬ ‫بالجلوس ‪ ،‬والبيع ونحوه في الشوارع عوضا بل خلف ( ول ) إن أقطعه ( تمليكا ) وإن فضل عن‬ ‫حاجة الطرق ومن هنا ل يجوز بيع شيء منه وما يفعله وكلء بيت المال من بيع ما يزعمون أنه‬ ‫فاضل عن حاجة المسلمين باطل ؛ لن البيع يستدعي تقدم الملك وهو منتف "(‪. )8‬‬ ‫وقال ابن قدامة (‪ " : )9‬وما كان من الشوارع والطرقات والرحاب بين العمران ‪ ،‬فليس‬ ‫لحد إحياؤه ‪ ،‬سواء كان واسعا أو ضيقا ‪ ،‬وسواء ضيق على الناس بذلك أو لم يضيق ؛ لن ذلك‬ ‫يشترك فيه المسلمون ‪ ،‬وتتعلق به مصلحتهم ‪ ،‬فأشبه مساجدهم "(‪. )10‬‬ ‫وقال ابن حزم (‪ " : )11‬فلو أن المام أقطع إنسانا شيئا لم يضره ذلك ‪ ،‬ولم يكن له أن‬ ‫يحميه ممن سبق إليه ؛ فإن كان إحياؤه لذلك مضرا بأهل القرية ضررا ظاهرا لم يكن لحد أن ينفرد‬ ‫به ل بإقطاع المام ول بغيره ‪ ،‬كالملح الظاهر ‪ ،‬والماء الظاهر ‪ ،‬والمراح ورحبة السوق والطريق ‪،‬‬ ‫والمصلى ‪ ،‬ونحو ذلك " (‪. )12‬‬

‫‪6‬‬

‫‪ .‬بدائع الصنائع للكاساني ‪ ، 6/194 :‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪ .‬المنتقي شرح الموطا ‪ . 6/29 :‬دار الكتاب السلمي ‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪ .‬روض الطالب ‪2/450 :‬‬

‫‪9‬‬

‫‪ .‬هو عبد ال بن أحمد بن محمد بن قدامة ( ‪ 620 – 541‬ه ) أبو محمد موفق الدين الدمشقي ‪ ،‬الصالحي ‪ ،‬الفقيه‬

‫‪ ،‬لزكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا النصاري ‪ ،‬دار الكتاب السلمي ‪،‬‬

‫الصولي ‪ ،‬شيخ الحنابلة في عصره ‪ ،‬ولد في جماعيل في نابلس بفلسطين ‪ ،‬وهاجر مع عائلته إلي دمشق ‪ ،‬وتوفي‬ ‫فيها ‪ ،‬من مؤلفاته ‪ :‬المغني في الفقه المقارن ‪ ،‬والكافي والعمدة في الفقه الحنبلي ‪ ،‬وروضة الناظر في أصول الفقه ‪،‬‬ ‫أنظر ‪ :‬ذيل طبقات الحنابلة ‪ ، 2/133‬شذرات الذهب ‪ ، 5/88 :‬العلم ‪. 4/191 :‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ .‬المغني لبن قدامة ‪ ، ، 5/335 :‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫‪ .‬هو علي بن أحمد بن سعيد بن حزم ( ‪ 456 – 384‬ه ) ولد بقرطبة ‪ ،‬الفقيه المجتهد الظاهري ‪ ،‬نشأ علي‬

‫المذهب الشافعي ‪ ،‬ثم انتقل إلي مذهب الظاهري ‪ ،‬كان فقيها مفسرا ‪،‬محدثا ‪ ،‬أصوليا ‪ ،‬متكلما ‪ ،‬أديبا ‪ ،‬مؤرخا ‪ ،‬أشهر‬ ‫مصنفاته ‪ :‬المحلي ‪ ،‬والحكام في أصول الفقه ‪ ،‬والفصل في الملل والهواء والنحل ‪ ،‬أنظر ‪ :‬تذكرة الحفاظ‬ ‫‪ ، 3/1146‬شذرات الذهب ‪ ، 3/299‬العلم ‪. 5/59‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ .‬المحلي لبن حزم ‪ . 7/74 :‬دار الفكر بيروت ‪.‬‬

‫وجاء في البحر الزخار ‪ " :‬وفوائد الرض الظاهرة كالملح المأربي والبحري وحجارة‬ ‫الرحية والقدور ل يصح تحجرها ول تملك بالحياء والقطاع " (‪. )13‬‬ ‫وجاء في شرائع السلم بعد أن ذكر أنواعا من المرافق العامة فقال ‪ " :‬وليس‬ ‫للسلطان أن يقطع ذلك ‪ ،‬كما ل يجوز إحياؤه ول تحجيره " (‪. )14‬‬ ‫الدلة ‪:‬‬ ‫وقد استدل الفقهاء علي عدم جواز تحويل المرافق العامة إلي ملكية خاصة ( بالبيع أو‬ ‫القطاع أوالحياء ) بالسنة والجماع والمعقول ‪.‬‬ ‫أول ‪ :‬السنة ‪:‬‬ ‫عبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الِّ صَلّى الُّ عَ َليْهِ وَسَّلمَ ‪ :‬الْمُسِْلمُونَ شُ َركَاءُ فِي‬ ‫عنْ ا ْبنِ َ‬ ‫روي َ‬ ‫َثلَثٍ فِي ا ْلمَاءِ وَا ْل َكلَِ وَالنّارِ َوثَ َمنُهُ حَرَامٌ (‪. )15‬‬ ‫سدّ مَ ْأرِبٍ(‪)17‬‬ ‫س َت ْقطَعَ الْ ِم ْلحَ اّلذِي ُيقَالُ َلهُ مِ ْلحُ ُ‬ ‫وما روي عن َأ ْب َيضَ ْبنِ حَمّالٍ (‪َ )16‬أنّهُ ا ْ‬ ‫طعَهُ َلهُ ُثمّ ِإنّ الَقْ َرعَ ْبنَ حَابِسٍ التّمِي ِميّ (‪َ )18‬أتَى رَسُولَ الِّ صَلّى الُّ عَ َليْهِ وَسَّلمَ َفقَالَ يَا رَسُولَ‬ ‫فَأَ ْق َ‬ ‫خذَهُ وَهُوَ ِمثْلُ الْمَاءِ‬ ‫الِّ ِإنّي َقدْ َو َردْتُ (‪ )19‬الْمِ ْلحَ فِي ا ْلجَاهِ ِليّةِ َوهُوَ بِأَ ْرضٍ َل ْيسَ بِهَا مَاءٌ وَ َمنْ وَ َر َدهُ َأ َ‬

‫‪13‬‬

‫‪ .‬البحر الزخارلبن المرتضي ‪ . 5/79 :‬دار الكتاب السلمي ‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫‪ .‬شرائع السلم للحلي ‪ . 3/221 :‬مؤسسة مطبوعاتي إسماعليان ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫‪ .‬سنن ابن ماجه ‪ :‬كتاب الرهون ‪ ،‬باب ‪ :‬المسلمون شركاء في ثلث‪ ، 2/826 ، .‬رقم الحديث ‪ ،2472:‬سنن‬

‫أبي داؤد ‪ :‬كتاب البيوع ‪ ،‬باب في منع الماء ‪ ، 3/278 ،‬رقم الحديث ‪3477:‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪ .‬هو أبيض بن بن حمال بن مرثد بن ذي لحيان عامر بن ذي العنبر بن معاذ المأربى السبئس ‪ ,‬من أهل مأرب ‪,‬‬

‫وفد إلى المدينة فى عهد الرسول صلى ال عليه وسلم لستقطاع الملح بمأرب ( كما فى الحديث ) ‪ ,‬ثم عاد إلبه بعد‬ ‫ذلك ‪ .‬راجع أسد الغابة فى معرفة الصحابة لبن الثير ‪ , 1/57:‬دار الشعب ‪ ,‬القاهرة ‪،‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪ .‬سد ‪ :‬بناء يجعل فى وجه الماء ‪ ,‬مأرب ‪ :‬بلدة بلقيس باليمن ‪ .‬شرح سنن ابن ماجه لبى الحسن الحنفى السندى ‪:‬‬

‫‪, 3/178‬ط ‪, 1‬دار المعرفة بيروت ‪1416‬هـ ـ ‪1996‬م ‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪ .‬القرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان التميمي المجاشعي الدرامي وفد على النبي صلى ال عليه وسلم‬

‫وشهد فتح مكة وحنينا والطائف وهو من المؤلفة قلوبهم وقد حسن إسلمه وإنما قيل له القرع لقرع كان برأسه وكان‬ ‫شريفا في الجاهلية والسلم واستعمله عبد ال بن عامر على جيش سيره إلى خراسان فأصيب بالجوزجان هو‬ ‫والجيش وذلك في زمن عثمان وذكر أنه كان مجوسيا قبل أن يسلم وقرأت بخط الرضي الشاطبي قتل القرع بن‬ ‫حابس باليرموك في عشرة من بنيه وال أعلم ‪ .‬انظر ‪ :‬الصابة ‪. 102 ، 1/101 :‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ .‬في اللغة ‪ :‬ورد بلد كذا وماء كذا إذا أشرف عليه دخله أو لم يدخله ‪ .‬لسان العرب ‪. 3/457 :‬‬

‫س َتقَالَ(‪ )21‬رَسُولُ الِّ صَلّى الُّ عَ َليْهِ وَسَّلمَ َأ ْبيَضَ ْبنَ حَمّالٍ فِي َقطِي َعتِهِ فِي الْمِ ْلحِ َفقَالَ َقدْ‬ ‫ا ْل ِعدّ (‪ )20‬فَا ْ‬ ‫صدَقَةٌ وَهُوَ ِمثْلُ‬ ‫صدَقَةً َفقَالَ رَسُولُ الِّ صَلّى الُّ عَ َليْهِ وَسَّلمَ هُوَ ِم ْنكَ َ‬ ‫جعَلَهُ ِمنّي َ‬ ‫أَقَ ْل ُتكَ ِمنْهُ عَلَى َأنْ َت ْ‬ ‫خذَهُ (‪. )22‬‬ ‫ا ْلمَاءِ ا ْل ِعدّ َمنْ وَ َر َدهُ َأ َ‬ ‫وجه الدللة ‪ :‬هذه الحاديث تضع قاعدة عامة تتمثل في أنه ليجوز تمليك فرد أو‬ ‫جماعة من ال فراد لي منتج خدمي أو سلعي إذا كان هذا المنتج يحتاج إليه عامة الناس فقياسا علي‬ ‫ما ورد في الحديث ل يجوز تحويل المرافق العامة إلي ملكية خاصة ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪:‬الجماع ‪:‬‬ ‫جاء في مغني المحتاج ‪ " :‬وقد نقل في الشامل الجماع على منع إقطاع المرافق العامة‬ ‫" (‪ . )23‬وقال ابن قدامة بعد أن ذكر عدم جواز إقطاع المرافق العامة ‪ " :‬ول أعلم فيه مخالفا "(‪)24‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ثالثا ‪:‬المعقول‪:‬‬ ‫كما استدلوا بالمعقول فقالوا ‪ :‬إن في إقطاع المرافق العامة ضررا بالمسلمين ‪،‬‬ ‫وتضييقا عليهم ‪ ،‬ولن هذا تتعلق به مصالح المسلمين العامة ‪ ،‬فلم يجز إحياؤه ‪ ،‬ول إقطاعه ‪،‬‬ ‫كمشارع (‪ )25‬الماء ‪ ،‬وطرقات المسلمين ‪ ،‬لنها حق لعامة المسلمين وفي القطاع إبطال حقهم وهذا‬ ‫ل يجوز (‪. )26‬‬ ‫ومما سبق تبين لنا أن هذا النوع من الموال ل يجوز تحويلها إلي ملكية خاصة ؛ لن‬ ‫جميع الناس محتاجون إليها ‪ ،‬وطبيعة هذه الموال تمنع من التملك الفردي لها ما دامت مخصصة‬ ‫لما أعدت له من المنافع العامة ‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪ .‬ا الماء العد الدائم الذي له مادة ل انقطاع لها مثل ماء العين وماء البئر وجمع العد أعداد ‪ ...‬وقيل العد ماء‬

‫الرض الغزير وقيل ‪:‬العد ما نبع من الرض والكرع وما نزل من السماء وقيل ‪ :‬العد الماء القديم الذي ل ينتزح ‪.‬‬ ‫لسان العرب ‪. 3/285 :‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪ .‬أي طلب القالة ‪ .‬لسان العرب ‪. 11/580:‬‬

‫‪22‬‬

‫‪ .‬سنن ابن ماجه ‪ :‬كتاب الرهون ‪ ،‬باب إقطاع النهار والعيون ‪ ،2/827 ،‬رقم الحديث ‪. 2475 :‬‬

‫‪23‬‬

‫‪ .‬مغني المحتاج للشربيني ‪3/509 :‬‬

‫‪24‬‬

‫‪ .‬المغني لبن قدامة ‪335 /5 :‬‬

‫‪25‬‬

‫‪ .‬المشارع جمع المشرعة و المشرعة ‪:‬هي المواضع التي ينحدر إلى الماء منها ‪ ....‬مشرعة الماء وهي مورد‬

‫‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت‬

‫الشاربة التي يشرعها الناس فيشربون منها ويستقون وربما شرعوها دوابهم حتى تشرعها وتشرب منها ‪ .‬انظر ‪ :‬لسان‬ ‫العرب ‪. 8/175 :‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ .‬انظر ‪ :‬المغني لبن قدامة ‪ ، 5/336 :‬بدائع الصنائع للكاساني ‪6/194 :‬‬

‫وأما إذا زالت عنها صفة النفع العام فتغيرت المقاصد الشرعية المبتغاة منها ‪ ،‬ومن ثم‬ ‫يمكن أن يصبح مجال للملك الفردي كالطرق العامة أو المطارات حينما تغير من موضع إلي موضع فإن‬ ‫موضعها الذي انتقلت منه يمكن أن يصبح مجال للملك الفردي ‪ ،‬فيباع لحساب بيت المال إذا وجدت في‬ ‫ذلك مصلحة عامة معتبرة ويصبح ملكا خاصا لمن اشتراه (‪. )27‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خصخصة الدارة‬ ‫إن كانت المرافق العامة ل يجوز تحويلها إلي ملكية خاصة باتفاق الفقهاء ‪ ،‬فهل يجوز‬ ‫إسناد إدارتها أو عملية إنشائها إلي القطاع الخاص ؟ ‪.‬‬ ‫الصل في الفقه السلمي أن تقوم الدولة بإنشاء المرافق العامة و إدارتها ‪،‬‬ ‫جاء في درر الحكام ‪ " :‬كري نهرهم عليك من بيت المال ؛ لنه من حاجة العامة وإن لم‬ ‫يوجد في بيت المال شيء فعلي العامة ‪ ،‬وللمام أن يجبر الناس علي كريه ؛ لنه نصب ناظرا وفي تركه‬ ‫ضرر عام "(‪. )28‬‬ ‫وقال الموصلي(‪": )29‬كري النهار العظام علي بيت المال لن منفعتها للعامة يكون من‬ ‫مالهم ‪ ،‬فإن لم يكن في بيت المال شيء أجير الناس علي كريه إذا احتاج إلي الكري ‪ ،‬إحياء لحق العامة‬ ‫ودفعا للضرر عنهم "(‪. )30‬‬ ‫وقال النووي(‪ )31‬في مهاج الطالبين ‪ " :‬ومما يندفع به ضرر المسلمين ‪ .......‬وعمارة نحو‬ ‫سور البلد وكفاية القائمين بحفظها فمؤنة ذلك على بيت المال ‪ ،‬ثم على القادرين المذكورين ‪ ،‬ولو تعذر‬ ‫استيعابهم خص به الوالي من شاء منهم" (‪.)32‬‬

‫‪27‬‬

‫‪ .‬أنظر ‪ :‬حاشية ابن عابدين ‪ ، 3/387 :‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ، .‬والمادة رقم ‪ 10 ، 7 :‬من مرشد الحيران‬

‫‪ ،‬لمحمد قدري باشا ‪ ،‬مطبعة الميرية ‪ ،‬مصر ‪ 1931 ،‬م‬ ‫‪28‬‬

‫‪ .‬درر الحكام في شرح غرر الحكام ‪ . 1/309 :‬لمحمد بن فرموزا ‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية ‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫‪ .‬عبد ال بن محمود بن مودود بن محمود الموصلي أبو الفضل المام الملقب مجد الدين (‪599‬هـ ‪683 -‬هـ )‬

‫كان شيخا فقيها عالما فاضل مدرسا عارفا بالمذهب الحنفي‪ ،‬وكان قد تولى قضاء الكوفة ثم عزل ورجع إلى بغداد‬ ‫ورتب مدرسا بمشهد المام ولم يزل يفتي ويدرس إلى أن مات ببغداد‪ ،‬ومن تصانيفه المختار و كتاب الختيار لتعليل‬ ‫المختار و كتاب المشتمل على مسائل المختصر ‪ .‬طبقات الحنفية ‪. 1/291:‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪ .‬الختيار لتعليل المختار ‪ . 2/135 :‬طبعة خاصة بالمعاهد الزهرية ‪2000،‬م – ‪2001‬م ‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫‪ .‬هويحي بن شرف محي الدين أبو زكريا النووي ثم الدمشقي ( ‪ 676 – 631‬ه ) الشافعي العلمة شيخ المذهب‬

‫وكبير الفقهاء في زمانه ‪ ،‬ولد بنوي ‪ ،‬ونوي قرية من قري حوران ‪ ،‬وقدم دمشق ‪ ،‬من مصنفاته شرح مسلم والروضة‬ ‫‪ ،‬والمنهاج ‪ ،‬أنظر ‪ :‬البداية والنهاية ‪. 279 ، 3/278 :‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ .‬منهاج الطالبين مع نهاية المحتاج ‪ ، 8/50 :‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬

‫هذه النصوص تدل علي أن الدولة هي التي مطالبة بإنشاء المرافق العامة بنفقتها الخاصة‬ ‫من بيت المال ‪ ،‬ومع ذلك ليس هناك ما يمنع من إسناد إدارة المرافق العامة إلي القطاع الخاص ‪ ،‬بل قد‬ ‫يجبر القطاع الخاص لنشاء هذه المرافق وذلك في حالة إذا لم يوجد في بيت المال شيء ‪ ،‬ول يخفي علي‬ ‫أحد ما تعانيه معظم الدول السلمية من عجز في ميزانياتها ‪ ،‬ومن نصوص الفقهاء ما يفيد جواز منح‬ ‫الدولة امتيازا للقطاع الخاص لنشاء أو إدارة مرفق عام ‪،‬‬ ‫يقول أبو يوسف (‪" :)33‬ول يجوز لحد أن يتخذ مشرعة في مثل الفرات ودجلة ويؤاجرها‬ ‫إل أن تكون له الرض أو يكون المام صيرها له يحدث فيها ما شاء ؛ لن الفرات ودجلة لجميع‬ ‫المسلمين فهم فيهما شركاء ‪ ،‬فإن أحدث رجل مشرعة أو غيرها لم يكن له ذلك ‪ ،‬إل أن يكون جعلها‬ ‫للناس فيجوز ذلك"(‪. )34‬‬ ‫ويقول النووي ‪" :‬إن أراد أحد التجار أن يشغل الطريق أمامه ‪ ،‬استأذن الحاكم ليمنحه‬ ‫رخصة يحدث المساحة المأذون في شغلها نظير مكوس يؤديها ‪ ،‬يصرفها‬ ‫المام علي المصلحة العامة "(‪. )35‬‬ ‫وهذه النصوص تدل علي جواز منح الدولة امتيازا لفراد أو شركات من القطاع الخاص‬ ‫بإنشاء المرافق العامة وإدارتها ‪.‬‬ ‫ونظرا لن المرافق العامة تؤدي خدمات حيوية والسلع الساسية ‪ ،‬ولسيما تلك التي تقدمها‬ ‫شركات احتكارية ‪ ،‬فلبد من مراقبة أسعارها بهدف حماية المستهلك من أي ارتفاع غير عادل في‬ ‫السعار مع ضمان مستوى معين للجودة ومستوى خدمة العملء ‪ ،‬فعلى سبيل المثال قد تبالغ الشركة‬ ‫صاحبة المتياز في زيادة تكاليف الخدمة المنتجة أو في تكاليف التمويل عما هو متاح في الحالت العادية‬ ‫فينعكس ذلك على أسعار الخدمة مما يمثل عبئاً إضافياً على المستهلكين ‪ ،‬فعلى الحكومة أن تتأكد عدالة‬ ‫وملئمة الرسوم المفروضة على الخدمات المقدمة عن طريق القطاع الخاص ‪ ،‬كما يجب عليها أن تكون‬ ‫مستعدة للتدخل في إدارة المشروع في حالة إخلل الشركة المنفذة بأي من التزاماتـها لتضمن عدم‬ ‫انقطاع الخدمة عن الجمهور ‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫‪ .‬هو يعقوب بن إبراهيم ( ‪ 182 – 113‬ه ) النصاري ‪ ،‬الكوفي ‪ ،‬البغدادي ‪ ،‬المام أبو يوسف القاضي ‪ ،‬صاحب‬

‫المام أبي حنيفة وتلميذه ‪ ،‬ولد بالكوفة ‪ ،‬وأخذ الحديث ‪ ،‬وكان حافظا ثقة ‪ ،‬لزم أبا حنيفة ‪ ،‬تولي القضاء ببغداد لثلثة‬ ‫خلفاء الهادي والمهدي والرشيد ‪ ،‬من كتبه ‪ :‬الخراج ‪ ،‬والثار ‪ ،‬والنوادر ‪ ،‬وأدب القاضي ‪ .‬أنظر ‪ :‬طبقات الفقهاء ص‬ ‫‪ ، 134‬شذرات الذهب ‪ ، 1/298 :‬العلم ‪. 9/252 :‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪ .‬الخراج لبي يوسف ‪ :‬ص ‪ . 220‬ط ‪ ،‬دار المعرفة ‪ ،‬بيروت ‪1399‬هـ ‪1979 -‬م ‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫‪ .‬المجموع شرح المهذب ‪ . 15/233 :‬ط‪ .‬مطبعة المنيرية‬

‫‪1‬‬

‫ويجب عند خصخصة إدارة المشروعات التي تقوم بتوفير الخدمات العامة كتوفير المياه‬ ‫والكهرباء والتصالت والخدمات التعليمية والصحية والموانئ والمطارات وغيرها مراعاة العتبارات‬ ‫المنية حماية لحقوق المجتمع ‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫الخضر في التراث الديني‬ ‫الستاذ الدكتور‪ /‬إبراهيم محمد إبراهيم‬ ‫رئيس قسم اللغة الردية‬ ‫كلية الدراسات النسانية‬ ‫جامعة الزهر – فرع البنات‬ ‫القاهرة‬ ‫يعد " الخضر " من الرموز الدينية في التراث السلمي والصوفي من جانب ‪ ،‬والتراث الشعبي‬ ‫والدبي من جانب آخر ‪ ،‬وهو رمز أثرى الدب الردي مثلما أثرى الشعر في اللغات السلمية‬ ‫عموماً ‪.‬‬ ‫هل كان اسمه الخضر ‪:‬‬ ‫لم يرد اسم " الخضر " صراحة في القرآن الكريم في اليات التي ذكرت قصته من سورة‬ ‫الكهف ‪ ،‬وذكرت أنه " عبد " ‪:‬‬ ‫" وإذ قال موسى لفتاه ل أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقباً ‪ .‬فلما بلغا مجمع‬ ‫بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سرباً ‪ .‬فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من‬ ‫سفرنا هذا نصباً ‪ .‬قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إل الشيطان أن‬ ‫أذكره واتخذ سبيله في البحر عجباً ‪ .‬قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصاً ‪ .‬فوجدا عبداً من‬ ‫عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً " (‪. )36‬‬ ‫وقد اختلف المفسرون في تفسير هذه اليات الكريمة ‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق باسـم هذا "‬ ‫العبد " ‪ ،‬فيقول " ابن كثير " في تفسيره ‪ " :‬وهذا هو " الخضر " عليه السلم كما دلت عليه‬ ‫الحاديث الصحيحة عن رسول ال صلى عليه وسلم " (‪. )37‬‬ ‫ل نذكر منه ‪:‬‬ ‫ثم أورد " ابن كثير " حديثاً طوي ً‬ ‫" روى البخاري عن أبي بن كعب رضي ال عنه أنه سمع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫يقول ‪ :‬إن موسى قام خطيباً في بني إسرائيل ‪ ،‬فسئل ‪ :‬أي الناس أعلم ؟ ‪ .‬قال ‪ :‬أنا ‪ .‬فغضب ال عليه‬ ‫إذ لم يردّ العلـم إليه ‪ ،‬فأوحى ال إليه إن لي عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك ‪ .‬قال موسى ‪ :‬يا رب‬ ‫كيف لي به ؟ ‪ .‬قال ‪ :‬تأخذ معك حوت ًا فتجعله بمكتل ‪ ،‬فحيثما فقدت الحوت فهو ثم ‪ .‬فأخذ حوتاً فجعله‬ ‫بمكتل ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون عليه السلم ‪ ،‬حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما‬ ‫فناما ‪ ،‬واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر ‪ ،‬فاتخذ سبيله في البحر سرباً ‪،‬‬ ‫وأمسك ال عن الحوت جرية الماء ‪ ،‬فصار عليه مثل الطاق ‪ ،‬فلما استيقظا نسي صاحبه أن يخبره‬ ‫بالحوت ‪ ،‬فانطلقا بقية يومهما وليلتهما ‪ ،‬حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه ‪ :‬آتنا غداءنا لقد‬ ‫لقينا من سفرنا هذا نصباً ‪ "........‬إلى أن قال ‪ " :‬فرجعا يقصان أثرهما حتى انتهيا إلى الصخرة ‪،‬‬

‫‪36‬‬

‫‪ -‬سورة الكهف – اليات من ‪. 82 – 60‬‬

‫‪37‬‬

‫‪ -‬مختصر تفسير ابن كثير – اختصار وتحقيق محمد علي الصابوني ‪ -‬المجلد الثاني ‪ -‬دار البيان العربي –‬

‫القاهرة – مصر – ط ‪1988 – 7‬م – ص ‪. 427‬‬

‫‪2‬‬

‫فإذا رجل مسجى بثوب ‪ ،‬فسلّم عليه موسى ‪ ،‬فقال " الخضر " ‪ :‬وأنى بأرضـك السلم ؟ ‪ .‬فقال ‪ :‬أنا‬ ‫موسى ‪ .‬فقال ‪ :‬موسى بني إسرائيل ؟ ‪ .‬قال ‪ :‬نعم …‪. )38( " .‬‬ ‫وذكر " ابن كثير " حديثاً آخر يقول فيه ‪:‬‬ ‫" وروى الزهري ‪ :‬عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في‬ ‫صاحب موسى ‪ ،‬فقال ابن عباس ‪ :‬هو " خضر " ‪ .‬فمـر بهما أبي بن كعب فدعاه ابن عباس فقال ‪:‬‬ ‫إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه ‪ ،‬فهل سمعت رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم يذكر شأنه ؟ ‪ .‬قال ‪ :‬إني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬بينما‬ ‫موسى في مل من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال ‪ :‬تعلم مكان رجل أعلم منك ؟ ‪ .‬قال ‪ :‬ل ‪ .‬فأوحى‬ ‫ال إلى موسى ‪ :‬بلى ‪ ،‬عبدنا " خضر " ‪ .‬فسأل موسى السبيل إلى لقيه ‪ ،‬فجعل ال له الحوت آية ‪،‬‬ ‫وقيل له ‪ :‬إذا فقدت الحوت فارجع ‪ ،‬فإنك ستلقاه ‪ .‬فكان موسى يتبع أثر الحوت في البحر ‪ ،‬فقـال فتى‬ ‫موسى لموسى ‪ " :‬أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت " ‪ .‬قال موسى ‪ " :‬ذلك ما كنا‬ ‫نبغ فارتدا على آثارهما قصصاً " ‪ .‬فوجـدا عبدنـا " خضر " ‪ ،‬فكان من شأنهما ما قص ال في‬ ‫كتابه " (‪. )39‬‬ ‫وأورد " ابن كثير " في تفسيره حديثاً آخر ذكر فيه اسم " الخضر " صراحة ‪:‬‬ ‫" عن ابن عباس قال ‪ :‬سأل موسى عليه السلم ربه عزّ وجل فقال ‪ :‬أي رب ‪ ،‬أي عبادك‬ ‫أحب إليك ؟‪ .‬قال ‪ :‬الذي يذكرني ول ينساني ‪ .‬قال ‪ :‬فأي عبادك أقضى ؟‪ .‬قال ‪ :‬الذي يقضي بالحق‬ ‫ول يتبع الهوى ‪ .‬قال ‪ :‬أي رب ‪ ،‬أي عبادك أعلم ؟‪ .‬قال ‪ :‬الذي يبتغي علم الناس إلى علمه عسى أن‬ ‫يصيب كلمة تهديه إلى هدى أو ترده عن ردى ‪ .‬قال ‪ :‬أي رب ‪ ،‬هل في أرضك أحد أعلم مني ؟‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫نعم ‪ .‬قـال ‪ :‬فمن هـو ؟‪ .‬قال ‪ " :‬الخضر " ‪ .‬قال ‪ :‬وأين أطلبه ؟‪ .‬قال ‪ :‬على الساحل عند الصخرة‬ ‫التي ينفلت عندها الحوت ‪ .‬قال ‪ :‬فخرج موسى يطلبه حيث كان ما ذكر ال وانتهى موسى إليه عند‬ ‫الصخرة ‪. )40( "....‬‬ ‫ثم يفسر " ابن كثير " القصة معتمداً اسم " الخضر " لهذا العبد الصالح ‪ ،‬ويقول في‬ ‫تفسير قوله تعالى " فلما بلغا مجمع بينهما " ‪:‬‬ ‫" أي هذا المكان الذي فيه مجمع البحرين ‪ .‬قال قتـادة وغير واحد ‪ :‬هما " بحر فارس "‬ ‫مما يلي المشرق ‪ ،‬و " بحر الروم " مما يلي المغرب ‪ .‬وقال محمد بن كعب ‪ :‬مجمع البحري عند "‬ ‫طنجة " ‪ ،‬يعني في أقصى بلد " المغرب " ‪ ،‬وال أعلم " (‪. )41‬‬ ‫وبنفس الطريقة اختار المام " فخر الدين الرازي " في " التفسير الكبير " اسم "‬ ‫الخضر " على أنه هو المعروف المشهور ‪ ،‬والحاديث الواردة في ذلك تدل عليه ‪ ،‬أما فيما يتعلق بـ‬ ‫" مجمع البحرين " فقال ‪ " :‬وأما مجمع البحرين فهو المكان الذي وعد فيه موسى بلقاء " الخضر‬ ‫" عليهما السلم وهو ملتقى " بحري فارس والروم " مما يلي المشرق ‪ ،‬وقيل غيره ‪ ،‬وليس في‬ ‫اللفظ ما يدل على تعيين هذين البحرين ‪ ،‬فإن صح بالخبر الصحيح شيء فذاك وإل فالولى السكوت‬ ‫عنه ‪ ،‬ومن الناس من قال ‪ :‬البحران " موسى والخضر " لنهما كانا بحري العلم " (‪. )42‬‬ ‫واعتمد الشيخ " طنطاوي جوهري " في تفسيره " الجواهر في تفسير القرآن الكريم "‬ ‫اسم " الخضر " لهذا العبد ‪ ،‬وأنه كان مسجى بثوب " أبيض " حين التقاه موسى عليه السلم ‪،‬‬ ‫وقال إن " مجمع البحرين " هو ملتقى " بحر فارس والروم " من جهة المشرق ‪ ،‬أو " بحري‬ ‫‪38‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق – ص ‪. 427‬‬

‫‪39‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق – ص ‪. 428‬‬

‫‪40‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق – ص ‪. 429‬‬

‫‪41‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪2‬‬

‫ المرجع السابق – ص ‪. 426‬‬‫‪ -‬التفسير الكبير للمام فخر الدين الرازي – الجزء الحادي والعشرون – تفسير سورة الكهف – ص ‪. 133‬‬

‫العلم " موسى عليه السلم في " علم الشريعة " ‪ ،‬والخضر عليه السلم في " علم الحقائق " (‪)43‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وعلى نفس المنوال جاء تفسير هذه اليات في كتاب " أيسر التفاسير لكلم العليّ الكبير "‬ ‫معتمداً اسم " الخضر " للعبد الصالح ‪ ،‬وقال في تفسير قوله تعالى " فلما بلغا مجمع بينهما " ‪:‬‬ ‫أي بين البحرين ‪ ،‬وهما " بحر الروم " و " بحر فارس " عند " باب المندب " حيث التقى "‬ ‫البحر الحمر " و " البحـر الهنـدي " ‪ ،‬أو " البحـر البيض " و " الطلنطي " عند " طنجة "‬ ‫وال أعلم بأيهما أراد " (‪. )44‬‬ ‫وقد جاء في أكثر التفاسير الردية أن اسمه هـو " الخضر " ففي تفسير شيخ السلم "‬ ‫مولنا شبير أحمد عثماني " ‪ ،‬والمدون على هامش ترجمة معاني القرآن الكريم طبعة مجمع خادم‬ ‫الحرمين الشريفين لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة اعتمد الشيخ " شبير أحمد عثماني‬ ‫" اسم " خضر " للعبد الصالح الوارد ذكره في اليات القرآنية الكريمة ‪ ،‬وقال في تفسيره لقوله‬ ‫تعالى " فلما بلغا مجمع بينهما " إن بعض العلمـاء قالوا بأن المقصود هو حيث يلتقي " بحر الروم‬ ‫" و " بحر فارس " ‪ ،‬وقال بأن هذين البحرين ل يلتقيان في الواقع ‪ ،‬وبرر هذا بأنه ربما كان‬ ‫المقصود بالتقاء البحرين هو حيث يقتربان بشدة من بعضهما ‪ ،‬كما قال بأن هناك من العلماء من قال‬ ‫بأن المقصود هو " بحران في أفريقيا " ‪ ،‬كما قال البعض الخر بأن المقصود هو حيث يصب كل‬ ‫من نهري " دجلة " و " الفرات " في " خليج فارس " (‪. )45‬‬ ‫واعتمد الشيخ " صلح الدين يوسف " في تفسيره المدون على هامش ترجمة معاني‬ ‫القرآن الكريم طبعة مجمع خادم الحرمين الشريفين لطباعـة المصحف الشريف بالمدينة المنورة اسم‬ ‫" خضر " للعبد الصالح ‪ ،‬وقال في تفسير قوله تعالى " فلما بلغ مجمع بينهما " إنه ليست هناك‬ ‫طريقة قاطعة لتحديد هذا المكان ‪ ،‬ولكن القرائن تدل على أنه حيث يلتقي " خليج العقبة " و " خليج‬ ‫السويس " في الجزء الجنوبي من " صحراء سيناء " (‪. )46‬‬ ‫ويؤكد الشيخ " أبو العلى المودودي " على أن الحاديث المعتبرة تخبرنا أن اسم العبد‬ ‫الصالح هو " خضر " ‪ ،‬ويقول في تفسير قوله تعالى " فلما بلغا مجمع بينهما " إنه ليست هناك‬ ‫طريقة موثوق بها تحدد هذا المكان ول الزمان الذي وقعت فيه الحادثة ‪ ،‬لكن دراسة القصة تدلنا‬ ‫على أنها حدثت لموسى عليه السلم حال قيامه في " مصر " أثناء الصراع الذي كان دائراً بينه‬ ‫وبين فرعون ‪ ،‬وإن المقصود بالبحرين هو حيث يلتـقي " النيل الزرق " و " النيل البيض " ‪ ،‬أي‬ ‫في المكان الذي توجد به مدينة " الخرطوم " الحالية (‪. )47‬‬ ‫كما يعتمد الشيخ " محمد كرم شاه الزهري " في حواشي الترجمة التي قام بها لمعاني‬ ‫القرآن الكريم إلى اللغة الردية اسم " خضر " للعبد الصالح قائلً إن جمهور العلماء متفق على هذا‬ ‫السم ‪ ،‬وأن السم الحقيقي لـ " الخضر " هو " بليا بن ملكان " ‪ ،‬وأن سبب تسميته بهذا السم هو‬ ‫أن المكان الذي يحل به الخضر يصير أخضراً ‪ ،‬أما المقصود بـ " مجمع البحرين " فقد بين الشيخ "‬ ‫‪43‬‬

‫‪ -‬الشيخ طنطاوي جوهري – الجواهـر في تفسير القرآن الكريم – تفسير سورة الكهف – مصر ‪ -‬ص ‪. 222‬‬

‫‪44‬‬

‫‪ -‬أبو بكر الجزائري – أيسر التفاسير لكلم العلي الكبير – المجلد الثاني ‪ -‬جدة – السعودية – ط ‪ – 1‬ص ‪. 662‬‬

‫‪45‬‬

‫‪ -‬انظر ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الردية لشيخ الهند مولنا محمود الحسن بهامش تفسير مولنا شبير‬

‫أحمد عثماني – سورة الكهف – اليات المذكورة – هامش صفحة ‪. 401‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪ -‬راجع ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الردية للشيخ محمد الجونا كرهي بهامش تفسير الشيخ صلح الدين‬

‫يوسف – تفسير سورة الكهف – طبعة المملكة العربية السعودية ‪ -‬هامش صفحة ‪. 819‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪ -‬راجع ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الردية للمام المودودي – تفسير سورة الكهف – هامش صفحة‬

‫‪ . 769‬لهور – باكستان – الطبعة التاسعة ‪1991‬م ‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫محمد كرم شاه " الختلفات في هذا المر ‪ ،‬وذكر أن هناك من قال هو مكان التقـاء " بحــر الــروم‬ ‫" و " بحــر فارس " ‪ ،‬وهنـاك من قـال إنه في " طنجة " ‪ ،‬وقال المفسرون الفارقة والندلسيون‬ ‫إنه في " الندلس " ‪ ،‬وقـال " ابن حيان " في " المحيط " ‪ :‬إنه بحر بـ " الندلس " ‪ ،‬وقال "‬ ‫القرطبي " هو " بحر الندلس " من " البحر المحيط " ‪ ،‬وقال البعض الخـر إنه حيث يلتـقي فرعـا‬ ‫نهر النيل " النيل البيض والنيل الزرق " ‪ ،‬ثم يؤكد أنه ليس هناك دليل يؤيد كل هذا ‪ ،‬وخاصة ذلك‬ ‫الذي يقول إنه ملتقى " النيل البيض " و " النيل الزرق " ‪ ،‬لن هذا يعنى أن يكون هذا المر قد‬ ‫حدث قبل هجرة موسى عليه السلم من مصر ‪ ،‬أو في الفترة التي كان فيها موسى عليه السلم في‬ ‫سيناء ‪ ،‬أو فترة التيه ‪ ،‬ولكن الروايات ل تؤيد هذا ‪ ،‬ولذلك ل ينبغي أن نعطي اهتماماً كبيرًا لتحديد‬ ‫المكان ‪ ،‬لن فهم القصة في اليات وأخذ الحكام منها ل يرتبط بتحديد المكان الذي هو " مجمع‬ ‫البحرين " أياً كان هذان البحران (‪. )48‬‬ ‫أما التصور المختلف تماماً عن كل ما سبق فقد وجدناه في ترجمة القرآن الكريم التي قام‬ ‫بها " مرزا بشير الدين القادياني " إذ جاء فيه أن المقصود بـ " العبد الصالح " هو سيدنا محمد‬ ‫صلى ال عليه وسلم (‪ . )49‬ونحن نذكر هذا المر هنا لتمام الفائدة ليس إلّ ‪.‬‬ ‫وعن سبب تسمية " الخضر " عليه السلم بهذا السم يذكر " ابن كثير " حديثاً من‬ ‫صحيح البخاري يقول ‪:‬‬ ‫" عن أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬إنما سمي " الخضر " لنه‬ ‫جلس على فروة فإذا هي تهتز من تحته خضراء " (‪. )50‬وقال المام " الرازي " في " التفسير‬ ‫‪51‬‬ ‫الكبير " ‪ " :‬وقالـوا إنما سمي بـ " الخضر " لنه كان ل يقف موقفاً إل اخضر ذلك الموضع " ( )‬ ‫‪.‬‬ ‫هل كان الخضر نبياً‬ ‫اختلف المفسرون حول هذه النقطة ‪ ،‬فيذكر " ابن كثير " أن هناك من قال بأنه نبي ‪،‬‬ ‫واستدلوا في ذلك بقوله تعالي على لسان " الخضر " " وما فعلته عن أمري " (‪ )52‬رغم أن ال‬ ‫‪48‬‬

‫‪ -‬راجع هامش صفحة ‪ 39‬من المجلد الثالث لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الردية للشيخ محمد كرم شاه‬

‫الزهري ‪ -‬لهور – باكستان ‪1399‬هـ ‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪ -‬القاديانيون هم أتباع مرزا غلم أحمد قادياني ( ‪1835‬م – ‪1910‬م ) ‪ ،‬نسبة إلى قاديان التي تعرف الن بـ "‬

‫الربوة " ‪ ،‬وتقع في باكستان ‪ ،‬ويطلق عليهم أيضاً الحمديون ‪ ،‬وهم فرقة تؤمن بأن مرزا غلم أحمد هو المهدي‬ ‫المنتظر ‪ ،‬وأنه نبي وإن لم يكن له شريعة خاصة به ‪ ،‬وإنما يتبع شريعة النبي محمد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ويعتقدون‬ ‫بوفاة سيدنا عيسى عليه السلم ‪ ،‬وغير ذلك من العقائد التي تختلف عما يعتقده جمهور علماء المسلمين ‪ ،‬وقد أعلنتهم‬ ‫باكستان فرقة غير مسلمة ‪ ،‬ونصت على ذلك في دستورها ‪ ،‬كما أفتى الزهر الشريف والمملكة العربية السعودية‬ ‫بخروجهم عن الدين السلمي ‪ ،‬في حين أنهم يصرون على أنهم مسلمون ‪ .‬أما مرزا بشير الدين فهو الخليفة الول‬ ‫لمؤسس القاديانية مرزا غلم أحمد ‪.‬‬ ‫انظر ‪ :‬مرزا بشير الدين القادياني – تفسير صغير – طبعة إنجلترا ‪1990‬م – تفسير سورة الكهف ص ‪. 375‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق – ص ‪ ، 432‬والمراد بالفروة ههنا الحشيش اليابس ‪ ،‬وهو الهشيم من النبات ‪ ،‬وقيل المراد بذلك‬

‫وجه الرض على حد قول ابن كثير في تفسير ‪.‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪ -‬التفسير الكبير للمام الرازي – الجزء الحادي والعشرون – تفسير سورة الكهف – ص ‪. 136‬‬

‫‪52‬‬

‫‪ -‬سورة الكهف – آية رقم ‪. 82‬‬

‫‪2‬‬

‫تعالى قال في مقدمة القصة " فوجد عبدًا من عبادنا " (‪ ، )53‬بمعنى أن المفهوم من هذا أنه " عبد‬ ‫" وليس نبياً ‪ .‬ثم يقول " ابن كثير " ‪ ":‬وذهب كثيرون إلى أنه لم يكن نبياً ‪ ،‬بل كان ولياً ‪ ،‬فال‬ ‫أعلم " (‪. )54‬‬ ‫وذكر المام " الرازي " في " التفسير الكبير " أن الكثرين قالـوا بأنه كان نبياً ‪،‬‬ ‫واستدلوا على ذلك بسياق اليات من أنه ال تعالى قـال عنـه " آتيناه رحمــة من عندنا " ‪ ،‬و "‬ ‫الرحمة " هي " النبوة " ‪ ،‬وقال أيضاً ‪ " :‬وعلمناه من لدنا علماً " ‪ ،‬وهذا يقتضي أنه تعالى علمه‬ ‫ل بواسطة تعليم معلم ول إرشاد مرشد ‪ ،‬وكل من علمه ال ل بواسطة البشر وجب أن يكون نبي ًا يعلم‬ ‫المور بوحي من ال تعالى ‪ ،‬وقال أيضاً ‪ " :‬هل أتبعك على أن تعلمني " ‪ ،‬والنبي ل يتبع إل نبياً ‪،‬‬ ‫وقال أيضاً " وما فعلته عن أمري " ‪ ،‬ومعناه فعلته بوحي من ال " (‪. )55‬‬ ‫وهكذا لم تقطع المصادر العربية بقول واحد فيما إذا كان " الخضر " " نبياً " أم كان "‬ ‫عبداً صالحاً " ليس إلّ (‪ . )56‬كما اختلفت التفاسير الردية أيضـاً في هذا المـر ‪ ،‬فيرى الشيخ " أبو‬ ‫العلى المودودي " أن " الخضر " ليس من بني النسان ‪ ،‬لنه قام بأفعال " خرق السفينة " و "‬ ‫قتل الغلم " تتصادم مع أية شريعة ربانية ‪ ،‬وهو ما ل يجوز لحد أن يقوم به حتى ولو كان ذلك‬ ‫إلهاماً ‪ ،‬ولذا ل مفر من اعتباره " مخلوقاً " مختلفاً عن البشر ‪ ،‬كأن يكون من الملئكة مثلً ‪ ،‬أو أي‬ ‫مخلوق آخر ممن يأتمرون بأوامر ال مباشرة وليس بأحكام شريعة من شرائع ال ‪ ،‬ويبرر " المام‬ ‫المودودي " ما ورد في الية القرآنية من أن " الخضر " هـو " عبد " من عباد ال ‪ " :‬فوجد عبداً‬ ‫من عبادنا " (‪ )57‬بأن هذا اللفظ ليس قاطع الدللة على كون " الخضر " بشراً ‪ ،‬فالملئكة أيضاً‬ ‫عباد ال ‪ ،‬وأمـا ما ورد في الحاديث الشريفة من أنه " رجل " فل يقطع أيضاً بأنه من البشر ‪ ،‬فقد‬ ‫استعمل القرآن الكريم هذا اللفظ لغير البشر أيضاً مثلما جاء في سورة " الجن " حين قال تعالى ‪" :‬‬ ‫وإنه كان رجال من النس يعوذون برجال من الجن " (‪ ، )58‬كما أن ظهور أي مخلوق من غير‬ ‫البشر أمام البشر ل بد أن يكون في صورة البشـر مثلما حدث في قصـة " السيدة مريم " أم سيدنا "‬ ‫عيسى " عليه السـلم حين تمثـل لهـا الملك بشراً سوياً ‪ .‬قال تعالى ‪ " :‬فأرسلنا إليها روحنا فتمثل‬ ‫لها بشراً سوياً " (‪ . )59‬فل مفر إذاً من اعتبار " الخضر " من غير البشر (‪. )60‬‬ ‫بينما يرى أكثر المفسرين في اللغة الردية أن " الخضر " كان " عبداً صالحاً " ‪ ،‬ولم‬ ‫يكن من الملئكة وهذا هو رأي الشيخ صلح الدين يوسف (‪ ، )61‬بينما العلمة " ثناء ال باني بتي‬ ‫" في " التفسير المظهري " وغيره أن " الخضر " كان نبياً (‪ ، )62‬وهو ما يؤيده الشيخ " محمد‬ ‫كرم شاه الزهري " باعتبار أن علم " الولي " علم ظني ‪ ،‬بينما علم " النبي " علم قطعي ‪،‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪ -‬سورة الكهف – آية رقم ‪. 65‬‬

‫‪54‬‬

‫‪ -‬تفسير ابن كثير – المجلد الثاني – تفسير سورة الكهف – ص ‪. 432‬‬

‫‪55‬‬

‫‪ -‬التفسير الكبير للمام فخر الدين الرازي – الجزء الحادي والعشرون – تفسير سورة الكهف – ص ‪. 136‬‬

‫‪56‬‬

‫‪ -‬أيسر التفاسير لكلم العلي الكبير – المجلد الثاني ‪ -‬تفسير سورة الكهف – ص ‪. 662‬‬

‫‪57‬‬

‫‪ -‬سورة الكهف – آية رقم ‪. 65‬‬

‫‪58‬‬

‫‪ -‬سورة الجن – آية رقم ‪. 6‬‬

‫‪59‬‬

‫‪ -‬سورة مريم – آية رقم ‪. 17‬‬

‫‪60‬‬

‫‪ -‬أبو العلى المودودي – تفهيم القرآن – المجلد الثالث ‪ -‬لهور ‪ -‬باكستان ‪1992‬م – تفسير سورة الكهف – ص‬

‫‪ . 42‬وانظر أيضاً ترجمة القرآن للشيخ المودودي – تفسير سورة الكهف – ص ‪. 773‬‬ ‫‪61‬‬

‫‪ -‬تفسير القرآن للشيخ صلح الدين يوسف على هامش ترجمة القرآن إلى اللغة الردية التي قام بها الشيخ محمد‬

‫الجوناكرهي – تفسير سورة الكهف – ‪. 825 ، 824‬‬ ‫‪62‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ -‬انظر ضياء القرآن للشيخ محمد كرم شاه الزهري – المجلد الثالث – تفسير سورة الكهف – ص ‪. 38‬‬

‫وخاصة أن الفعال التي أتاها " الخضر " من الخطورة بمكان بحيث ينبغي أن يكون وراءها علم‬ ‫يقيني بوحي من ال تعالى (‪. )63‬‬ ‫هل ل يزال الخضر حي ًا ‪:‬‬ ‫ومما اشتهر عن " الخضر " أيضاً في التصور الشعبي أنه " حيّ " إلى يوم القيامة ‪،‬‬ ‫ويراه بعض الناس ويحادثونه ‪ ،‬وأنه اختـص بـ " إرشـاد الضـال " و " إغاثـة الملهـوف " ‪،‬‬ ‫وتعليم " العلم اللدني " ولهذا التصور أصل في الدين السلمي ‪ ،‬فقد قال " ابن كثير " في تفسيره‬ ‫‪ " :‬وحكي في كونه باقياً إلى الن ثم إلى يوم القيامة قولن ‪ ،‬ومال النووي وابن الصلح إلى‬ ‫بقائـه ‪ ،‬ورجـح آخرون خلف ذلك ‪ ،‬ومال إلى أنه ليس حي ًا (‪ . )64‬وقال الشيخ " طنطاوي جوهري‬ ‫" إنه ميت ل حي (‪. )65‬‬ ‫أما الشيخ " محمد كرم شاه الزهري " فيؤيد رأي الشيخ " ثناء ال باني بتي " في "‬ ‫التفسير المظهري " من أن " الخضر " و " إلياس " ليسا من الحياء بالمعنى المفهـوم لدينا ‪،‬‬ ‫وإنما هما أحياء في شكل حياة خاصة أنعم ال بها عليهما ‪ ،‬وينقـل عنه أنه – أي الشيخ ثناء ال‬ ‫باني بتي – سئل ذات مـرة إن كان " الخضــر " ل يزال حياً أم ل ‪ ،‬فتوجه الشيخ إلى ال تعالى ‪،‬‬ ‫فكشف له ما نقله الشيخ " محمد كرم شاه " في العبارة التالية ‪:‬‬ ‫" فرأى " الخضر " حاضرًا عنده ‪ ،‬فسأله عن حاله ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنا وإلياس لسنا من‬ ‫الحياء ‪ ،‬لكن ال سبحانه وتعالى أعطى لرواحنا قوة نتجسد بها ونفعل بها أفعال الحياء من إرشاد‬ ‫الضال وإغاثة الملهوف إذا شاء ال ‪ ،‬وتعليم العلم اللدني ‪ ،‬وإعطاء النسبة لمن شاء ال تعالى ‪،‬‬ ‫وجعلنا معيناً للقطب المدار من أولياء ال تعالى الذي جعله ال تعالى مداراً للعالم ‪ ،‬وجعل بقاء العالم‬ ‫ببركة وجوده وإفاضته ‪ ،‬وقال " الخضر " إن القطب في هذا الزمان في ديار " يمن " متبع‬ ‫للشافعي في الفقه ‪ .‬قال ‪ :‬فنحن نصلي مع القطب صلة على مذهب الشافعي ‪ ،‬فبهذا الكشف الصحيح‬ ‫اجتمعت القوال وذهب الشكال والحمد ل الكبير المتعال " (‪. )66‬‬ ‫بينما يرى الشيخ " صلح الدين يوسف " في تفسيره أنه ليس هنـاك دليل على أن "‬ ‫الخضر " ل يزال حياً ‪ ،‬وأن رؤية بعض الناس له في حالة المكاشفة أو اليقظة ل تثبت أنه هـو "‬ ‫الخضر " ‪ ،‬فإذا لم يكن هنـاك دليـل قطعي على شكله وحليتـه فكيف يتعرف عليه من يلقاه (‪. )67‬‬ ‫ويرى الشيخ أن ما يدعيه بعض الصوفية مما يسمونه بـ " العلم اللدني " أمر غير صحيح‬ ‫‪ ،‬وخاصة حين يستدلون على ذلك بقوله تعالى " فوجد عبدًا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا‬ ‫وعلمنه من لدنا علماً " (‪ ، )68‬لن علم " الخضر " صرح ال تعالى به ‪ ،‬بينما لم يصرح به لغيره ‪،‬‬ ‫وإل كان علينا أن نصدق المشعوذين والدجالين (‪. )69‬‬ ‫ويرى الشيخ " أبو بكر الجزائري " في تفسيره " أيسر التفاسير لكلم العلي القدير " أن‬ ‫كل ما أتاه " الخضر " كان بوحي إلهي ‪ ،‬وليس مما يدعيه جهلء الناس ويسمونه بـ " العلم اللدني‬ ‫" ويضيفونه إلى من يسمونهم الولياء ‪ ،‬وقد يسمونه كشفاً ‪ ،‬ويؤكد بطلن هذا أن النبي صلى ال‬

‫‪63‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق – ص ‪. 38‬‬

‫‪64‬‬

‫‪ -‬انظر تفسير ابن كثير – المجلد الثاني – تفسير سورة الكهف – ص ‪. 432‬‬

‫‪65‬‬

‫‪ -‬الشيخ طنطاوي جوهري – الجواهر في تفسير القرآن الكريم – تفسير سورة الكهف – ‪. 231‬‬

‫‪66‬‬

‫‪ -‬المرجع السابق – ص ‪. 38‬‬

‫‪67‬‬

‫‪ -‬انظر تفسير الشيخ صلح الدين يوسف – سورة الكهف – ص ‪. 825‬‬

‫‪68‬‬

‫‪ -‬سورة الكهف – آية رقم ‪. 65‬‬

‫‪69‬‬

‫‪ -‬تفسير الشيخ صلح الدين يوسف – ص ‪. 821‬‬

‫‪2‬‬

‫عليه وسلم قال إن " الخضر " قال لموسى ‪ :‬أنا على علم مما علمني ربي وأنت على علم مما علمك‬ ‫ال ‪ ،‬وإن علمي وعلمك إلى علم ال إل كما يأخذ الطائر بمنقاره من البحر (‪. )70‬‬

‫‪70‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ -‬انظر ‪ :‬أيسر التفاسير – المجلد الثاني – تفسير سورة الكهف – ص ‪. 669‬‬

‫المام الحافظ المناوي ‪ -‬رحمه الله‬ ‫تعالى‪ -‬حياته وأعماله‬ ‫حافظ غلم‬ ‫أنور الباكستاني‬ ‫الباحث بمرحلة‬ ‫الدكتوراه بقسم الحديث‬ ‫كلية أصول الدين جامعة‬ ‫الزهر الشريف القاهرة‬ ‫هو عبد الرؤوف (‪ )71‬بن تاج العارفين بن نور الدين على بن زين العابدين بن شرف الدين يحيى ابن‬ ‫محمد بن محمد بن أحمد بن مخلوف بن عبد السلم زين الدين الحدّادى المناوى القاهرى الشافعى ‪)72(.‬و‬ ‫لقبه زين العابدين (‪ )73‬ونسبته الحدّادى (‪ )74‬المناوى (‪ )75‬القاهرى (‪ )76‬الشافعى (‪)77‬‬ ‫مولده ‪:‬‬ ‫‪ . 71‬قيل إن إسمه ( محمد ) ومعروف بعبد الرؤوف – كشف الظنون (‪ )1/7‬و (‪. )1/734‬‬

‫‪ . 72‬التقاط الدرر ومستفاد المواعظ والعبر لمحمد بن الطيب القادرى ‪ 76‬رقم ‪. 125‬‬ ‫فهرس الفهارس ‪ – 2/560‬خلصة الثر ‪ – 2/412‬هدية العارفين ‪ – 1/510‬الضوء اللمع ‪1/413‬‬ ‫– معجم المؤلفين ‪ – 5/222‬العلم اللزركلى ‪ – 6/204‬البدر الطالع للشوكانى ‪ – 4 – 2/2‬الخطط‬ ‫التوفيقية ‪. 51 – 16/50‬‬ ‫‪ . 73‬معجم المؤلفين ‪ ، 221 – 5/220‬هدية العارفين ‪. 1/510‬‬ ‫‪74‬‬

‫‪ .‬الحدّادى ‪ :‬نسبة إلى الحدادة بالفتح والتشديد ‪ ،‬قرية كبيرة بين دامغان وبسطام من أرض قومس ‪ ،‬بينها وبين‬ ‫الدامغان سبعة فراسخ (معجم البلدان ‪ )2/226‬ودامغان ‪ :‬بلد كبير بين الرى ونيسابور ‪ ،‬وهو قصبة قومس‬ ‫(معجم البلدان ‪ )2/433‬وبسطام بالكسر ثم السكون ‪ :‬بلدة كبيرة بقومس على جادة الطريق إلى نيسابور بعد‬ ‫دامغان بمرحلتين (معجم البلدان ‪ )1/421‬وقمس ‪ :‬تعريب كومس وهى كورة كبيرة واسعة تشتمل على مدن‬ ‫وقرى ومزارع وهى فى ذيل جبال طبرستان (معجم البلدان ‪ )4/414‬وقال أحمد مجتبنى محقق الفتح السماوى‬ ‫بتخريج أحاديث البيضاوى ‪ : 1/29‬الحدادة ‪ :‬قرية من أعمال تونس ‪ ،‬وقد انتقل أحد أجداده وهو شهاب الدين‬ ‫أحمد من الحدادة إلى القاهرة ومن ثم يقال له الحدادى ‪.‬‬

‫‪75‬‬

‫‪ .‬المناوى ‪ :‬نسبة إلى منية أبى الخصيب أو ابن الخصيب ‪ :‬بضم الميم وسكون النون ‪ ،‬مدينة كبيرة حسنة‬ ‫كثيرة الهل والسكن واقعة على الشاطئ الشرقى للنيل فى الصعيد الدنى ‪ ،‬سميت باسم الخصيب بن عبد الحميد‬ ‫صاحب خراج مصر فى عهد الخليفة هارون الرشيد العباسى ‪ ،‬وقد حذف المضاف إليه واستبدل به أداة‬ ‫التعريف اختصارًا فاشتهرت باسم " المنية " ثم المنيا وهو اسمها الحالى (معجم البلدان ‪ )5/218‬فهرس‬ ‫الفهارس (‪ ، )2/560‬هامش الرسالة المتطرفة ص ‪ ، )184‬قال السيوطى ‪ :‬وهو يترجم للحافظ المناوى الكبير‬ ‫الجد أنه نسب إلى منية بن الخصيب المدينة المعروفة الن بالمنيا فى الصعيد تقع شمال محافظة أسيوط حسن‬ ‫المحاضرة ‪ 1/445‬الحافظ عبد الرؤوف المناوى وجهوده فى السنة ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬صـ ‪. 87‬‬

‫‪76‬‬ ‫‪ .‬القاهرى ‪ :‬نسبة إلى القاهرة ‪ :‬لعل أسرته انتقلت من منية ابن الخصيب إلى القاهرة لن جده الثالث شرف‬ ‫الدين يحيى بن محمد أيضًا يقال ‪( :‬القاهرى) حسن المحاضرة ‪ 1/445‬وكانت ولدة المناوى ووفاته بالقاهرة‬ ‫‪ . 77‬الشافعى ‪ :‬نسبة إلى مذهبه الفقهى كما سيأتى ‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫ولد الحافظ عبد الرؤوف بن تاج العارفين على بن زيد العابدين سنة ‪952‬ه ‪1545 -‬م‪)78( .‬‬ ‫نشأته ‪:‬‬ ‫ولد المناوى بالقاهرة ونشأ وتربى فى حجر والده تاج العارفين وحفظ القرآن قبل أن يبلغ الحلم شأن أولد‬ ‫السر العلمية الدينية فى ذلك العصر ثم حفظ بعض الكتب فى مختلف الفنون وفق المنهج الدراسى السائد‬ ‫آنذاك مثل " البهجة للطهطاوى " وغيرها من كتب المتون فى الفقه الشافعى وألفية ابن مالك فى النحو‬ ‫وألفيتى العراقى فى مصطلح الحديث الشريف والسيرة‬ ‫النبوية ‪)79( .‬‬ ‫ثناء العلماء عليه‬ ‫قال المحبى – المام الكبر الحجة الثبت القدوة صاحب التصانيف السائدة وأجل علماء عصره من غير‬ ‫ارتياب وكان إماماً فاضلً زاهداً عابداً قانتاً خاشعاً كثير النفع وكان متقرباً حسن العمل مثابراً على‬ ‫التسبيح والذكار صابراً صادقاً وكان يقتصر فى يومه وليلته على أكلة واحدة من الطعام وقد جمع من‬ ‫العلوم والمعارف على اختلف أنواعها وتباين أقسامها ما لم يجتمع لحد ممن عاصره ‪)80( .‬‬ ‫وقال صاحب هدية العارفين بأنه الحافظ ‪ )81( .‬وقال محمد بن الطيب القادرى فى التقاط الدرر ‪-:‬‬ ‫الشيخ الحافظ المحدث النقاد ‪)82( .‬‬ ‫وقال المقريزى فى الخطط التوفيقية ‪-:‬‬ ‫تقلد النيابة الشافعية ببعض المجالس فسلك فيها الطريقة الحميدة وكان ل يتناول منها شيئاً ثم رفع نفسه‬ ‫عنها وانقطع عن مخالطة الناس وانعزل فى منزله وأقبل على التأليف فصنف فى غالب العلوم ثم ولى‬ ‫تدريس المدرسة الصالحية فحسده أهل عصره وكانوا ل يعرفون مزية علمه لنزوائه عنهم ولما حضر‬ ‫الدرس فيها ورد عليه من كل مذهب فضلؤه ‪)83( .‬‬ ‫وقال الكتانى فى فهرس الفهارس ‪-:‬‬ ‫ل شك أنه كان أعلم معاصريه بالحديث وأكثرهم فيه تصنيفاً وإجادة وتحريراً ‪)84( .‬‬ ‫مذهبه الفقهى ‪:‬‬ ‫هو شافعى المذهب وقد تقلد النيابة الشافعية فى مجالس عصره وأقرأ مختصر المزنى ولقب‬ ‫بـ شافعى زمانه وقيل فى تاريخ وفاته مات شافعى الزمان ‪)85( .‬‬ ‫البيئة التى عاش فيها المناوي ‪:‬‬ ‫تعتبر أسرة المناوى أسرة علمية أصيلة وعريقة فى الدين فإن أباه وجميع أجداده كلهم كانوا من العلماء‬ ‫البارزين فى عصورهم ولو نظرنا إلى جده زين العابدين وجدناه من العلماء الفاضل قال عنه السخاوى‬ ‫أخذ العلم عن شيوخ عصره ومنهم البرهان الزركشى سمع منه صحيح مسلم وتلقى شرح ألفية العراقى‬ ‫وسمع الكشاف والعقد والتوضيح وأخذ العروض والمنطق والصرف عن البشيطى ‪)86( .‬‬ ‫‪ . 78‬هدية العارفين ‪ 1/510‬هكذا فى جميع مصادر ترجمته وشذ إسماعيل باشا فقال أنه ولد سنة ‪924‬ه ‪-‬‬ ‫كشف الظنون‬ ‫(‪.)5/510‬‬ ‫‪ . 79‬خلصــة الثــر ‪ – 2/412‬فهرس الفهارس ‪ – 2/560‬معجــم المؤلفيــن ‪ – 5/220‬العلم للزركلى‬ ‫‪– 6/204‬‬ ‫الخطط التوفيقية ‪. 16/50‬‬ ‫‪ . 80‬خلصة الثر ‪ – 2/412‬العلم للزركلى ‪. 6/204‬‬ ‫‪ . 81‬هدية العارفين ‪. 1/510‬‬ ‫‪ . 82‬التقاط الدرر ‪ 76‬رقم ‪.125‬‬ ‫‪ . 83‬الخطط التوفيقية ‪. 16/50‬‬ ‫‪ . 84‬فهرس الفهارس ‪. 2/560‬‬ ‫‪ . 85‬الخطط التوفيقية ‪ – 16/50‬خلصة الثر ‪. 2/412‬‬ ‫المجددون فى السلم ص ‪. 386‬‬ ‫‪ . 86‬الضوء اللمع ‪.11/173‬‬

‫‪2‬‬

‫أما بالنسبة لوالد جده العلمة يحيى المناوى وجدناه أيضاً من العلماء البارزين فى علوم الشريعة فقال‬ ‫السخاوى عنه تقدم فى العلم والعمل واشتهر بإجادة الفقه وصار له سجية فعكف الناس عليه للقراءة‬ ‫لذلك أخذ عنه الطلب الفقه مع الصلين الكتاب والسنة وكذا العربية والتفسير والحديث والتصوف وغير‬ ‫ذلك‪)87( .‬‬ ‫وكان من السهل أن يسير الحافظ المناوى على منوال أجداده فالنسان ابن بيئته ‪.‬‬ ‫اعتقاده ‪:‬‬ ‫كانت عقيدته مستمدة من عقيدة أهل السنة والجماعة فلم يُذكر عنه رأى أو فتوى أو مذهب عارض فيه‬ ‫ما تأصل عند أهل السنة يتبين ذلك بوضوح فى مسلكه فى كتبه التى شرح فيها السنة والفقه والصول‬ ‫والسيرة فليس فيها ما يعارض أهل السنة والجماعة كما برهن فى استدلله على ما ذهب إليه فى الكتاب‬ ‫والسنة وترجيحه مذاهب أهل السنة على أنه يسلك مسلكهم ويذهب مذهبهم وينحو منحاهم ‪)88( .‬‬ ‫زهده وتصوفه‬ ‫اشتهر العلماء المشتغلون بعلوم الكتاب والسنة من أقدم العصور أنهم كانوا موصوفين بالزهد والتقوى‬ ‫والعفاف والقناعة والعبادة ‪ ،‬وكان منهم العلمة الحافظ المناوى ‪.‬‬ ‫قال المحبى ‪ :‬كان (العلمة الحافظ المناوى) متقرباً بحسن العمل ‪ ،‬مثابراً على التسبيح والذكار‪ ،‬صابراً ‪،‬‬ ‫صادقاً ‪ ،‬وكان يقصر يومه وليلته على أكلة واحدة من الطعام ‪)89( .‬‬ ‫وقال المقريزى ‪ :‬تقلد النيابة الشافعية وكان ل يتناول منها شيئاً ثم رفع نفسه عنها وانقطع عن مخالطة‬ ‫الناس وانعزل فى منزله وأقبل على التأليف ‪)90(.‬‬ ‫وسلك إضافةً إلى ذلك مسلك الصوفية وأخذ طرقهم وألف فيها مؤلفات ‪ -‬ول عجب ‪ -‬فقد أخذ علمه عن‬ ‫أهل التصوف الذين لم تكن طريقهم إل الكتاب والسنة وما أثر من أقوال الصحابة والحكم البالغة وما‬ ‫سمعه وما عاينه أو نقل إليه من الصوفيين العارفين ‪)91( .‬‬ ‫فأخذ الطريقة النقشبندية عن السيد الحسيب النسيب مسعود الطاشكندى ‪ ،‬والطريقة الشاذلية عن الشيخ‬ ‫منصور الغيطى ‪ ،‬والطريقة الخلوتية عن الشيخ محمد المناخلى ‪ ،‬والشيخ محرم الرومى ‪ ،‬وطريقة‬ ‫البيرمية عن الشيخ حسين الرومى المنتشوى ‪.‬‬ ‫وتلقن الذكر عن الشيخ عبد الوهاب الشعرانى ‪.‬‬ ‫وألف مناقب الصوفية باسم " الكواكب الدرية فى مناقب السادة الصوفية " ‪ ،‬وألف كتباً فى التصوف‬ ‫منها شرح على رسالة ابن علوان فى التصوف ‪ ،‬وشرح القصيدة العينية لبن سينا فى التصوف ‪ ،‬وشرح‬ ‫رسالة له أيضاً فى التصوف ‪ ،‬وشرح مشاهد النوار لبن عربى (‪. )92‬‬ ‫شيوخه‬ ‫طريقة المناوى فى اختيار شيوخه‬ ‫قال المام الحافظ المناوى فى فيض القدير على الطالب أن يتحرى الخذ عمن اشتهرت ديانته وكملت‬ ‫أهليته وتحققت شفقته وظهرت مروءته وعُرفت عفته وكان أحسن تعليماً وأجود تفهيماً ول يرغب‬ ‫الطالب فى زيادة العلم مع نقص فى ورع أو دين أو عدم خلق حسن وليحذر من التقيد بالمشهورين وترك‬ ‫الخذ عن الخاملين فقد عدوا مثل ذلك من الكبر ‪ ،‬والفلح ل يدرك طالباً إل إذا كان للشيخ من التقوى‬ ‫نصيب وافر وفى الموطأ ما يدل على أن على المستفتى سؤال العلم فالعلم لنه أقرب إصابة ممن دونه‬ ‫‪)93( .‬‬ ‫ومن أبرز شيوخ المام المناوى الذين تتلمذ على أيديهم وتأثر بهم‬ ‫‪. 87‬‬ ‫‪. 88‬‬ ‫‪. 89‬‬ ‫‪. 90‬‬ ‫‪. 91‬‬ ‫‪92‬‬

‫الضوء اللمع ‪ – 10/254‬حسن المحاضرة ‪.1/372‬‬ ‫الحافظ عبد الرؤوف المناوى وجهوده فى السنة ‪ ،‬ص ‪.99‬‬ ‫خلصة الثر ‪.2/413‬‬ ‫الخطط التوفيقية ‪.16/50‬‬ ‫الحافظ عبد الرؤوف المناوى وجهوده فى السنة ‪ ،‬ص ‪. 106 – 104‬‬ ‫‪ .‬خلصة الثر ‪ ، 3/413‬الخطط التوفيقية ‪ ، 14/57‬العلم ‪ ، 4/305‬شذرات الذهب ‪ ، 8/372‬الحافظ عبد‬ ‫الرؤوف المناوى وجهوده فى السنة ص ‪ ، 106 – 104‬الفتح السماوى بتخريج أحاديث البيضاوى ‪. 1/31‬‬

‫‪. 93‬‬

‫‪3‬‬

‫فيض القدير ‪.4/2154‬‬

‫‪ -1‬المام عبد الوهاب بن أحمد الشعرانى ‪:‬‬ ‫قال صاحب النور السافر انه ولد عام سبعة وتسعين بعد المائة الثامنة بينما قال تلميذه المناوى وعلى‬ ‫مبارك بأنه ولد سنة ‪ 898‬ه وهذا يترجح لنه رواية تلميذه المام المحقق المناوى ‪،‬‬ ‫وقد نشأ بالريف وحفظ به القرآن دون الثامنة من عمره وحفظ بعض متون الشافعية وأجازه السيوطى‬ ‫فى العاشرة من عمره وسمع منه بعض الحاديث وبعض التفاسير ‪)94( .‬‬ ‫مؤلفاته ‪:‬‬ ‫النوار القدسية فى معرفة آداب العبودية ‪)95( .‬‬ ‫البحر المورود فى المواثيق والعهود ‪)96( .‬‬ ‫الجوهر المصون والسر المرفوع فيما تنتجه الخلوة من السرار والعلوم ‪)97( .‬‬ ‫رسالة فى الركان الخمس للسلم ‪)98( .‬‬ ‫‪99‬‬ ‫السراج المنير فى غرائب أحاديث البشير النذير ‪) ( .‬‬ ‫فتح الوهاب فى فضائل الل والصحاب ‪)100( .‬‬ ‫الكبريت الحمر فى علوم الشيخ الكبر ‪)101( .‬‬ ‫‪102‬‬ ‫كشف الغمة عن جميع المة فى الحديث ‪) ( .‬‬ ‫وفاة المام عبد الوهاب بن أحمد الشعرانى ‪:‬‬ ‫قال صاحب كشف الظنون أنه توفى سنة ثلث وسبعين وتسعمائة ‪)103( .‬‬ ‫‪ -2‬على بن محمد السعدى المقدسى ‪:‬‬ ‫هو على بن محمد بن على بن خليل ثم بن غانم المقدسى ينتهى نسبه إلى الخزرج ولد بالقاهرة وسكنها‬ ‫حيث نشأ بها وحفظ القرآن وتله بالسبع على شهاب الدين أحمد بن الفقيه على بن حسن المقدسى‬ ‫الحنبلى وقرأ الصحيحين على شهاب الدين على بن النجار وبعض من السنن الربعة وسمع عليه بعض‬ ‫معانى الثار للطحاوى توفى سنة عام أربع بعد اللف ‪)104( .‬‬ ‫‪ -3‬شمس الدين الرملى محمد بن أحمد بن حمزة ‪:‬‬ ‫قال المحبى ذهبت جماعة إلى أنه مجدد القرن العاشر ووقع التفاق على المغالة بمدحه ‪ ،‬وقد أخذ‬ ‫المناوى عنه التفسير والحديث والفقه وأكثر اختصاصه به وفيه تفقه وفيه برع ‪ ،‬توفى عام أربع بعد‬ ‫اللف ‪)105( .‬‬ ‫مؤلفاته ‪-:‬‬ ‫نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج للنووى ‪)106( .‬‬ ‫‪ . 94‬فهرس الفهارس ‪ – 2/1079‬معجم المؤلفين ‪. 6/218‬‬ ‫شذرات الذهب ‪ – 8/372‬هدية العارفين ‪.1/641‬‬ ‫‪ . 95‬كشف الظنون ‪.1/194‬‬ ‫‪ . 96‬كشف الظنون ‪.1/227‬‬ ‫‪ . 97‬كشف الظنون ‪.1/619‬‬ ‫‪ . 98‬كشف الظنون ‪.2/1234‬‬ ‫‪ . 99‬كشف الظنون ‪.2/984‬‬ ‫‪ . 100‬كشف الظنون ‪.2/1236‬‬ ‫‪ . 101‬كشف الظنون ‪.2/1382‬‬ ‫‪ . 102‬كشف الظنون ‪.2/1492‬‬ ‫‪ . 103‬كشف الظنون ‪.2/1794‬‬ ‫‪ . 104‬خلصة الثر ‪ – 3/180‬فهرس الفهارس ‪.2/892‬‬ ‫هدية العارفين ‪1/750‬‬ ‫‪ . 105‬خلصة الثر ‪ – 347 – 3/342‬العلم للزركلى ‪.6/7‬‬ ‫معجم المؤلفين ‪ – 8/255‬الفتح المبين فى طبقات الصوليين ‪.3/84‬‬ ‫‪ . 106‬معجم المؤلفين ‪.8/256‬‬

‫‪3‬‬

‫الفتاوى ‪)107( .‬‬ ‫غاية البيان فى شرح زبدة الكلم ‪)108( .‬‬ ‫‪109‬‬ ‫شرح منظومة ابن العماد فى العدد ‪) ( .‬‬ ‫‪ -4‬محمد بن أحمد بن على السكندرى نجم الدين الغيطى ‪:‬‬ ‫قال ابن العماد الحنبلى ‪:‬‬ ‫ولد فى أثناء العشر الول من القرن العاشر وقال فى الكواكب كان رفيقاً للقاضى زكريا قرأ عليه البخارى‬ ‫ومسلم كاملين وسنن أبى داود إل يسير من آخرها وسمع على الشيخ عبد الحق السنباطى سنن ابن ماجة‬ ‫كاملً والموطأ وقرأ عليه فى التفسير والقراءات والنحو والصرف وأذن له بالفتاء والتدريس ‪)110( .‬‬ ‫قال الشعرانى ‪:‬‬ ‫أفتى ودرس فى حياة مشايخه بإذنهم وألقى ال محبته فى قلوب الخلئق فل يكرهه إل مجرم أو منافق‬ ‫وانتهت إليه الرياسة فى علم الحديث والتفسير والتصوف ولم يزل أماراً بالمعروف ناهياً عن المنكر‬ ‫يواجه بذلك المراء والكابر ول يخاف فى ال لومة لئم ‪)111( .‬‬ ‫مؤلفاته ‪-:‬‬ ‫المعراج المتداول بأيدى الناس ‪)112( .‬‬ ‫القول القويم فى إقطاع تميم ‪)113( .‬‬ ‫بهجة السامعين والناظرين بمولد سيد الولين صلى ال عليه وسلم ‪)114( .‬‬ ‫البتهاج بالكلم على السراء والمعراج ‪)115( .‬‬ ‫الجوبة المفيدة عن السئلة العديدة ‪)116( .‬‬ ‫وفاته ‪:‬‬ ‫ذكره ابن العماد الحنبلى فيمن توفى سنة أربع وثمانين وتسعمائة ‪)117( .‬‬ ‫‪ -5‬محمد بن على بن على بن محمد بن عبد الرحمن البكرى الشافعى المصرى ‪:‬‬ ‫ولد بمصر ونشأ بها وحفظ القرآن وتأدب واشتغل بكتابة العلوم وأتقنها وبرع فى كثير من الفنون لسيما‬ ‫علم التفسير والحديث وكان آية من آيات ال فى الدرس والملء يحير العقول ويذهل الفكار وكانت إليه‬ ‫النهاية فى العلم ‪.‬‬ ‫توفى سنة ثلث وتسعين وتسعمائة ‪)118( .‬‬ ‫مؤلفاته ‪:‬‬ ‫كانت له جملة تصانيف منها شرح مختصر على أبى شجاع فى الفقه وكتب أيضاً على‬ ‫أوائل منهج القاضى زكريا وله رسائل فى أنواع من العلوم والمعارف والداب كرسالته فى‬ ‫السم العظم ورسالته فى الصلة على النبى ورسالته فى السماع وغير ذلك وله ديوان شعر كبير ‪.‬‬ ‫(‪)119‬‬ ‫‪. 107‬‬ ‫‪. 108‬‬ ‫‪. 109‬‬ ‫‪110‬‬

‫‪. 111‬‬ ‫‪. 112‬‬ ‫‪. 113‬‬ ‫‪. 114‬‬ ‫‪. 115‬‬ ‫‪. 116‬‬ ‫‪. 117‬‬ ‫‪. 118‬‬ ‫‪. 119‬‬

‫‪3‬‬

‫معجم المؤلفين ‪.8/256‬‬ ‫معجم المؤلفين ‪.8/256‬‬ ‫معجم المؤلفين ‪.8/256‬‬ ‫‪ .‬شذرات الذهب ‪ – 8/406‬فهرس الفهارس ‪ – 890 – 2/888‬العلم للزركلى ‪ – 6/6‬معجم‬ ‫المؤلفين ‪ – 8/293‬الرسالة المستطرفة ص ‪.200‬‬ ‫شذرات الذهب ‪.8/406‬‬ ‫شذرات الذهب ‪.8/406‬‬ ‫معجم المؤلفين ‪.8/293‬‬ ‫معجم المؤلفين ‪.8/293‬‬ ‫معجم المؤلفين ‪.8/293‬‬ ‫معجم المؤلفين ‪.8/293‬‬ ‫شذرات الذهب ‪.8/406‬‬ ‫شذرات الذهب ‪ – 8/431‬خلصة الثر ‪.3/465‬‬ ‫شذرات الذهب ‪.8/432‬‬

‫‪ -6‬محمد بن سالم الطبلوى ‪:‬‬ ‫قال ابن العماد ‪ :‬هو المام العلمة أحد العلماء الفراد بمصر أجاز العلمة محمد البيلوتى كتابة وقال فيها‬ ‫تلقيت العلم عن أجلة من المشايخ منهم قاضى القضاة زكريا وقد انتهت إليه الرئاسة فى سائر العلوم بعد‬ ‫موت أقرانه وكان مشهوراً فى مصر بكثرة رؤية الرسول وكان من المتبحرين فى التفسير والقراءات‬ ‫والفقه والنحو والحديث والصول والمعانى والبيان والحساب والمنطق والكلم والتصوف وما رأيت أحداً‬ ‫فى مصر أحفظ لمنقولت هذه العلوم منه ‪ ،‬توفى سنة ست وستين وتسعمائة ‪)120( .‬‬ ‫مؤلفاته ‪:‬‬ ‫جمع على البهجة شرحين جمع فيهما ما فى شرح البهجة لشيخ السلم وزاد عليها ما فى شرح الروض‬ ‫وغيره (‪ ، )121‬مثل ‪-:‬‬ ‫مرشدة المشتغلين فى أحكام النون الساكنة والتنوين ‪.‬‬ ‫شرح الحاوى الصغير للقزوينى فى فروع الفقه ‪.‬‬ ‫بداية القارى فى ختم صحيح البخارى ‪)122( .‬‬ ‫ومن خلل هذا يتبين لنا أنه تتلمذ على أئمة عظام برزوا فى علوم الشريعة ‪ ،‬بالضافة إلى البيئة العلمية‬ ‫التى تنشأ فيها كل هذا ساعد على تكوين عالم عظيم القدر جليل الشأن أثرى المكتبة السلمية بالعديد من‬ ‫المؤلفات ‪.‬‬ ‫تلميذه‬ ‫‪ )1‬أحمد بن عيسى بن جميل الكلبى‬ ‫قال المحبى المام العلمة خاتمة الفقهاء والمحدثين ومربى المريدين وقطب العارفين وهو منفلوطى‬ ‫المولد ولد بها ونشأ ثم تحول مع أبيه إلى مصر فحفظ القرآن وعدة متون وأخذ عن والده ولزم العلماء‬ ‫العيان كالقاضى على بن أبى بكر القزافى وأخذ الحديث عن جماعة منهم النجم الغيطى وأخذ التفسير‬ ‫عن تاج العارفين محمد البكرى والتصوف عنه وعن العارف بال عبد الوهاب الشعرانى وتوفى سنة سبع‬ ‫وعشرون وألف بمصر ‪)123( .‬‬ ‫‪ )2‬أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى المقرى التلمسانى الفاسى‬ ‫ولد بتلمسان ونشأ بها وحفظ القرآن وقرأ بها على أبى عثمان سعيد بن أحمد المقرى مفتى‬ ‫تلمسان ومن جملة ما قرأ عليه صحيح البخارى سبع مرات وروى عنه الكتب الستة بسنده وكان يخبر‬ ‫عن بلده تلمسان أنها بلد عظيمة من أحاسن بلد المغرب وأنها فى يد العثمانيين سلطين مملكتنا ‪)124( .‬‬ ‫وقال المحبى – حافظ المغرب لم ير نظيره فى جودة القريحة وصفاء الذهن وقوة البديهة وكان آية باهرة‬ ‫فى علم الكلم والتفسير والحديث وباهراً فى الدب والمحاضرات وله مؤلفاته وله كتب شائقة منها ‪-:‬‬ ‫أزهار الرياض فى أخبار القاضى عياض ‪.‬‬ ‫روضة النس العاطرة النفاس فى ذكر من لقيته من علماء مراكش وفاس ‪.‬‬ ‫حسن الثنى من العفو عمن جنى ‪.‬‬ ‫عرف النشق من أخبار دمشق ‪)125( .‬‬ ‫‪ )3‬نور الدين على بن زين العابدين محمد بن أبى محمد زين الدين الجهورى‬

‫‪ . 120‬شذرات الذهب ‪ – 8/348‬معجم المؤلفين ‪ – 10/17‬هدية العارفين ‪ – 2/247‬إيضاح المكنون‬ ‫‪ – 1/168‬الكواكب‬ ‫السائرة ‪. 2/33‬‬ ‫‪ . 121‬شذرات الذهب ‪.8/348‬‬ ‫‪ . 122‬معجم المؤلفين ‪ – 10/17‬هدية العارفين ‪ – 2/247‬إيضاح المكنون ‪.1/168‬‬ ‫‪ . 123‬خلصة الثر ‪.1/266‬‬ ‫‪ . 124‬خلصة الثر ‪ – 1/302‬فهرس الفهارس ‪ – 1/337‬العلم للزركلى ‪ – 1/237‬معجم المؤلفين‬ ‫‪.2/78‬‬ ‫‪ . 125‬خلصة الثر ‪ – 1/266‬العلم للزركلى ‪ – 1/237‬معجم المؤلفين ‪.2/78‬‬

‫‪3‬‬

‫قال ابن العماد الحنبلى الشيخ المام العلمة الزاهد الخاشع مفتى المسلمين تل على الشهاب القسطلنى‬ ‫للربعة وحضر عليه قراءة كتابه المواهب اللدنية وأخذ الفقه وغيره من شمس اللقانى وعن أخيه ناصر‬ ‫الدين وغيرهما وأجازوه بالفتاء والتدريس ‪)126( .‬‬ ‫مؤلفاته ‪:‬‬ ‫شرح مختصر الشيخ خليل ‪.‬‬ ‫حاشية على شرح الثنائى للرسالة ‪.‬‬ ‫شرح عقيدة الرسالة ‪.‬‬ ‫‪127‬‬ ‫شرح ألفية السيرة للزين العراقى ‪) ( .‬‬ ‫وفاته ‪:‬‬ ‫توفى سنة ست وستين وألف بمصر ‪)128( .‬‬ ‫‪ )4‬محمد بن العلء البابلى المصرى الشافعى أبو عبد ال ولد سنة ألف ‪)129( .‬‬ ‫قال الكتانى كان حجة مصر على الفاق فى صدر اللف الهجرى‪ ،‬يذكر أنه دعا أن يكون مثل ابن حجر‬ ‫فكان كذلك بالنسبة إلى زمانه ‪)130( .‬‬ ‫قال القنوجى فى أبجد العلوم حافظ الحديث فى زمانه أستاذ أهل الحرمين ومصر أدرك ليلة القدر فى بدء‬ ‫أمره ودعا ال سبحانه وتعالى فيها أن يكون مثل الحافظ ابن حجر فى علمه ‪)131( .‬‬ ‫وتتلمذ على يد الشمس الرملى وأحمد بن الشلبى وعبد الرؤوف المناوى وغيرهم وأفرد البابلى لمن روى‬ ‫عنه مؤلف خاص بمن روى عنه سماه (المربى الكامل فيمن روى عن البابلى) وكان قد حفظ القرآن‬ ‫والشاطبية والبهجة وألفية العراقى فى أصول الحديث وألفية بن مالك ‪)132( .‬‬ ‫مؤلفاته ‪:‬‬ ‫‪133‬‬ ‫الجهاد وفضائله ‪) ( .‬‬ ‫وفاته ‪:‬‬ ‫توفى البابلى سنة سبع وسبعين وألف ‪)134( .‬‬ ‫‪ )5‬محمد بن عبد ال الدريسى الواولتى أبو عبد ال المام‬ ‫المعمر عالى السناد المتفرد بذلك فى أقصى البلد ولد سنة ‪961‬ه ومات سنة ‪1101‬ه ‪ ،‬ثم ذكر الكتانى‬ ‫أن مولى الشريف أخذ عن محمد بن محمود بغيغ وعبد الكريم الفكون وسالم وعبد الرؤوف المناوى‬ ‫والنور الزيادى وغيرهم من العلم الذين أخذ عنهم أبو سالم العياشى وصاحب المنح وجده أبو السعود‬ ‫ومن ذرية مولى الشريف المشاهير أولد حمزة ولد الواثق والواثق إما ولد مولى الشريف أو حفيده ‪.‬‬ ‫(‪)135‬‬ ‫‪ )6‬على بن إبراهيم الخياط الرشيدى الشافعى‬ ‫الشيخ المام الحجة الولى المفتن فى العلوم والجامع لها والمقدم فى المعارف كلها والمتكلم فى أنواعها‬ ‫والناقد فى جميعها والحريص على أدائها مع ذهن ثاقب وآداب وأخلق وحسن معاشرة ولين جانب وكثرة‬ ‫‪ . 126‬شذرات الذهـب ‪ – 4/330‬فهرس الفـهارس ‪ – 2/782‬خلصـة الثـر ‪ – 3/157‬الخطـط التوفيقـية‬ ‫‪– 8/33‬‬ ‫معجم المؤلفين ‪ – 7/207‬هدية العارفين ‪.1/758‬‬ ‫‪ . 127‬شذرات الذهب ‪ – 4/330‬معجم المؤلفين ‪ – 7/207‬خلصة الثر ‪ – 3/157‬هدية العارفين ‪.1/758‬‬ ‫‪ . 128‬خلصة الثر ‪.158 - 3/157‬‬ ‫‪ . 129‬خلصة الثر ‪ – 4/39‬فهرس الفهارس ‪ – 1/210‬معجم المؤلفين ‪ – 6/84‬العلم للزركلى ‪.6/270‬‬ ‫‪ . 130‬فهرس الفهارس ‪.1/210‬‬ ‫‪ . 131‬أبجد العلوم ‪.3/166‬‬ ‫‪ . 132‬فهرس الفهارس ‪ – 1/211‬العلم للزركلى ‪.6/270‬‬ ‫‪ . 133‬معجم المؤلفين ‪.6/84‬‬ ‫‪ . 134‬خلصة الثر ‪ – 4/39‬فهرس الفهارس ‪ – 1/212‬العلم للزركلى ‪.6/270‬‬ ‫‪ . 135‬ذُكر ذلك كله فى فهرس الفهارس ‪.1075 - 2/1073‬‬

‫‪3‬‬

‫احتمال وكرم نفس ‪ ،‬قرأ بالروايات على مقرئ مصر عبد الرحمن اليمنى وأخذ الفقه والعلوم الشرعية‬ ‫والعقلية عن شيوخ كثيرة منهم النور على الحلبى والبرهان اللقانى والشمس البابلى ‪ ،‬ظهرت له كرامات‬ ‫كثيرة وتصدر للتدريس وأخذ عنه خلق كثيرون منهم العلمة أحمد بن عبد الرازق الرشيدى توفى المام‬ ‫على بن إبراهيم سنة أربع وتسعين وألف برشيد وبها دفن ‪)136( .‬‬ ‫‪ )7‬زين العابدين بن عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن على بن زين العابدين بن يحيى بن محمد بن محمد‬ ‫بن محمد بن أحمد بن مخلوف بن عبد السلم الحدادى المناوى‬ ‫كان زين العابدين هذا عالماً متعبداً ورعاً خاشعاً نشأ فى حجر والده وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين‬ ‫وعدة متون وهو ابن عشر منها الزبد لبن أرسلن والتحفة الوردية فى النحو وكتاب الرشاد فى النحو‬ ‫للسعد التفتازانى وغيرها وأخذ التفسير والحديث والحساب والمواليد والهندسة عن العلمة على بن غانم‬ ‫المقدسى والحديث عن الحافظين أبى النجا سالم السنهورى والشهاب أحمد المتبولى وعن القاضى بدر‬ ‫الدين القزافى ‪)137( .‬‬ ‫مؤلفاته ‪:‬‬ ‫شرح على تائية ابن الفارض ‪.‬‬ ‫شرح المشاهد لبن عربى ‪.‬‬ ‫حاشية على شرح المنهاج للجلل المحلى ‪)138( .‬‬ ‫وفاته ‪:‬‬ ‫توفى زين العابدين المناوى سنة اثنتين وسبعين وألف ‪)139( .‬‬ ‫مؤلفاته ‪:‬‬ ‫فيما يلى أهم مؤلفات المام الحافظ عبد الرؤوف المناوى وأذكرها مرتبة على حروف المعجم سواء كانت‬ ‫كبيرة أم صغيرة ‪.‬‬ ‫آداب الكل والشرب – مخطوط ‪ ،‬المكتبة الزهرية ‪ ،‬رقم (‪. )1377‬‬ ‫إتحاف الطلب بشرح العباب – مخطوط ‪ ،‬المكتبة الزهرية ‪ ،‬رقم ‪. )4828( 806‬‬ ‫التحافات السنية بالحاديث القدسية – مطبوع ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،‬مكتبة ومطبعة محمد على صبيح‬ ‫‪1393‬ه ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مؤسسة الرسالة – بيروت ‪1391‬ه ‪.‬‬ ‫إرغام أولياء الشيطان بذكر مناقب أولياء الرحمن– مخطوط ‪ ،‬مكتبة الشيخ عارف حكمت بالمدينة‬ ‫المنورة ‪ ،‬رقم ‪. 3754/8/900‬‬ ‫إسعاف الطلب بشرح وترتيب الشهاب للقضاعى – مخطوط دار الكتب المصرية ‪،‬‬ ‫رقم ‪. 1895‬‬ ‫تاريخ الخلفاء – مخطوط ‪ ،‬المكتبة الزهرية ‪ ،‬رقم ‪. )714( 3‬‬ ‫– مخطوط ‪ ،‬المكتبة الزهرية رقم ‪( 939‬‬ ‫توضيح فتح الرؤوف المجيب بشرح خصائص الحبيب‬ ‫‪ ، )9799‬دار الكتب المصرية رقم ‪. 765‬‬ ‫التيسير مختصر شرح الجامع الصغير – مطبوع ‪ ،‬دار الطباعة العامرة بالقاهرة ‪1286 ،‬ه مكتبة المام‬ ‫الشافعى ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ط‪1408 ، 3 .‬ه ‪.‬‬ ‫تيسير الوقوف على غوامض أحكام الوقوف (فى التجويد) – مخطوط ‪ ،‬دار الكتب المصرية رقم ‪21301‬‬ ‫‪ ،‬المكتبة الزهرية ‪. 2/481‬‬ ‫– مخطوط ‪ ،‬دار الكتب المصرية ‪( ،‬نسختين)‬ ‫الجامع الزهر من حديث النبى النور‬ ‫رقم ‪ 149‬و ‪. 150‬‬ ‫الجواهر المضيئة فى الحكام السلطانية – مخطوط ‪ ،‬مكتبة الشيخ عارف حكمت ‪،‬‬ ‫رقم ‪. 3826/8/900‬‬ ‫‪. 136‬‬ ‫‪. 137‬‬ ‫‪. 138‬‬ ‫‪. 139‬‬

‫‪3‬‬

‫خلصة الثر ‪.3/128‬‬ ‫خلصة الثر ‪ – 2/193‬هدية العارفين ‪ – 1/379‬كشف الظنون ‪ – 1/266‬معجم المؤلفين ‪.4/196‬‬ ‫معجم المؤلفين ‪ – 4/196‬خلصة الثر ‪ – 2/193‬كشف الظنون ‪.918 - 617 – 1/266‬‬ ‫المصادر السابقة‪.‬‬

‫الدرر الجوهرية فى الحكم العطائية (ابن عطاء ال) – مخطوط ‪ ،‬مكتبة الشيخ عارف حكمت رقم ‪2363‬‬ ‫‪. 2364 ،‬‬ ‫الدر المنضود فى ذم البخل ومدح الجود – مخطوط ‪ ،‬دار الكتب المصرية ‪ ،‬رقم ‪.256‬‬ ‫الروض الباسم فى شمائل المصطفى أبى القاسم وهو شرح الشمائل للترمذى – مخطوط ‪ ،‬مكتبة‬ ‫الشيخ عارف حكمت ‪ ،‬رقم ‪. 929/96/242‬‬ ‫شرح الربعين النووية – مخطوط ‪ ،‬المكتبة الزهرية ‪ ،‬رقم ‪. )7879( 777‬‬ ‫شرح الفية ابن الوردى فى المنامات ‪ -‬مخطوط ‪ ،‬المكتبة الزهرية ‪ ،‬رقم ‪. )41621( 20‬‬ ‫شرح القاموس للفيروز آبادى (إلى حرف الدال) – مخطوط ‪ ،‬مكتبة الشيخ عارف حكمت ‪ ،‬رقم ‪، 2363‬‬ ‫‪. 2364‬‬ ‫شرح القصيدة العينية لبن سينا فى التصوف – مطبوع ‪ ،‬مطبعة الموسوعات بالقاهرة باسم قصيدة‬ ‫النفس لبن سينا ‪ ،‬سنة ‪1318‬ه ‪.‬‬ ‫شرح النبذة فى فضائل نصف شعبان للبكرى – مخطوط ‪ ،‬الجامعة السلمية بالمدينة المنورة ‪ ،‬رقم‬ ‫‪. 1059‬‬ ‫العجالة السنية على ألفية السيرة النبوية للعراقى – مطبوع ‪ ،‬مؤسسة النور للطباعة بالرياض بدون‬ ‫سنة طبع ‪.‬‬ ‫عماد البلغة ويسمى أيضاً كتاب المثال – مخطوط ‪ ،‬مكتبة الشيخ عارف حكمت ‪ ،‬رقم ‪. 2784/99/416‬‬ ‫غاية الرشاد فى معرفة الحيوان والنبات والجماد – مخطوط ‪ ،‬مكتبة الشيخ عارف حكمت ‪ ،‬رقم‬ ‫‪.2908/25/610‬‬ ‫الفائق فى حديث خاتمة رسل الخلئق ‪ -‬مخطوط ‪ ،‬الجامعة السلمية بالمدينة المنورة ‪ ،‬رقم ‪. 743‬‬ ‫فتح الرؤوف الجواد فى شرح منظومة ابن العماد – مخطوط ‪ ،‬مكتبة الشيخ عارف حكمت ‪ ،‬رقم‬ ‫‪. 3190/162/810‬‬ ‫فتح الرؤوف الخبير بشرح كتاب التيسير ‪ -‬نظم التجريد – مخطوط ‪ ،‬المكتبة الزهرية ‪،‬‬ ‫رقم ‪. )1327( 564‬‬ ‫الفتح السماوى بتخريج أحاديث تفسير القاضى البيضاوى ‪.‬‬ ‫الفتوحات السبحانية فى شرح الدرر السنية فى ألفية السيرة – مخطوط ‪ ،‬دار الكتب المصرية رقم ‪. 365‬‬ ‫فيض القدير فى شرح الجامع الصغير للسيوطى – مطبوع ‪ ،‬المكتبة التجارية الكبرى بالقاهرة ‪،‬‬ ‫‪1357‬ه ‪ ،‬مطبعة الجمالية بالقاهرة ‪1329 ،‬ه ‪ ،‬دار المعرفة ببيروت ‪1391 ،‬ه ‪.‬‬ ‫كنوز الحقائق فى حديث خير الخلئق ‪ -‬مطبوع ‪ ،‬دار الطباعة العامرة (بولق) بالقاهرة ‪1286 ،‬ه ‪،‬‬ ‫دار الجيل ببيروت ‪1405 ،‬ه ‪.‬‬ ‫الكواكب الدرية فى تراجم السادة الصوفية – مطبوع ‪ ،‬مطبعة النوار بالقاهرة ‪1357 ،‬ه ‪.‬‬ ‫مناقب الشافعى – مخطوط ‪ ،‬دار الكتب المصرية ‪ ،‬رقم ‪ 2/252‬مناقب (‪. )5609‬‬ ‫نخبة الفتاح بشرح مختصر اليضاح – مخطوط ‪ ،‬المكتبة الزهرية ‪ ،‬رقم ‪. 629‬‬ ‫النزهة الزهية فى أحكام الحمام الشرعية والطبية – مخطوط ‪ ،‬دار الكتب المصرية ‪،‬‬ ‫رقم ‪ 219‬فهرس فنون متنوعة ‪.‬‬ ‫النقود والمكائيل والموازين – مطبوع ‪ ،‬وزارة الثقافة بالعراق ‪1401 ،‬ه ‪.‬‬ ‫اليواقيت والدرر فى شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر – مطبوع ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬مكتبة الرشد بالرياض‬ ‫‪1413 ،‬ه ‪.‬‬ ‫هذه المصنفات العديدة فى مختلف العلوم تدل على أن الحافظ المناوى قضى حياته فى خدمة علوم‬ ‫الشريعة‪ ،‬فله فى شتى العلوم مؤلفات منها فى علم الحديث الشريف‪ ،‬ومنها فى الفقه‪ ،‬وعلم أصول الفقه‪،‬‬ ‫ومنها فى التصوف‪ ،‬وله مصنفات تتحدث عن الحيوان‪ ،‬وله أيضاً مصنفات فى البلغة والتفسير ‪ ،‬ول‬ ‫عجب من ذلك فقد نشأ فى بيت علم‪ ،‬وتتلمذ على أئمة كبار‪ ،‬بالضافة إلى ذكائه البارع ‪.‬‬ ‫وفاتـــه‬

‫‪3‬‬

‫توفى المام الحافظ المناوى رحمه ال تعالى يوم الخميس ‪ 23‬من صفر ‪1031‬ه وقد بلغ من العمر ‪79‬‬ ‫عاماً وصُلى عليه بالجامع الزهر يوم الجمعة ودفن بالقاهرة بجوار زاويته بحى‬ ‫باب الشعرية ‪)140( .‬‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬ ‫‪-1‬العلم لخير الدين الزركلى طبعة دار العلم للمليين بيروت بدون تاريخ ‪.‬‬ ‫‪-2‬البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ‪ ،‬تأليف محمد بن على الشوكانى‬ ‫ت ‪1250‬ه ‪ ،‬طبعة دار المعرفة – بيروت – ‪1348‬ه‬ ‫‪-3‬التقاط الدرر ومستفاد المواعظ والعبر من أخيار وأعيان المائة الحادية والثانية عشر لمحمد بن الطيب القادرى ت‬ ‫‪1187 – 1124‬ه ‪ ،‬تحقيق ‪ /‬هاشم العلوى القاسمى ‪ ،‬طبعة دار الفاق الجديدة ‪ ،‬الطبعة الولى ‪1403‬ه ‪1983 -‬م‬ ‫‪-4‬الحافظ عبد الرؤوف المناوى وجهوده فى السنة (رسالة دكتوراه) – إعداد محمد السيد عبد المجيد علوان – جامعة‬ ‫الزهر كلية أصول الدين بالقاهرة – قسم الحديث وعلومه ‪1989‬م – ‪1410‬ه‬ ‫‪-5‬الخطط التوفيقية الجديدة على باشا مبارك ت ‪1893‬م ‪ ،‬طبعة المطبعة الكبرى الميرية ببولق مصر سنة ‪1306‬ه‬ ‫‪-6‬الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة – تأليف العلمة السيد الشريف محمد بن جعفر الكتانى ت‬ ‫‪1345‬ه تحقيق محمد المنتصر محمد الزمزمى الكتانى طبعة دار البشائر السلمية – بيروت ‪1406‬ه ‪1986 -‬م‬ ‫‪-7‬الفتح السماوى بتخريج أحاديث البيضاوى – تأليف زين الدين عبد الرؤوف المناوى ت ‪1031‬ه ‪ ،‬تحقيق أحمد‬ ‫مجتبى بن نذير عالم ‪ -‬طبعة دار العاصمة – الرياض ‪1409‬ه ‪.‬‬ ‫‪-8‬الفتح المبين فى طبقات الصوليين تأليف عبد ال مصطفى المراغى – طبعة محمد أمين دمج وشركاه بيروت –‬ ‫لبنان ‪1394‬ه ‪1974 -‬م‬ ‫‪-9‬الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة للشيخ نجم الدين العزى ت ‪1061‬ه ‪ -‬تحقيق جبرائيل سليمان جبور – طبعة‬ ‫محمد أمين دمج – بيروت – لبنان‬ ‫‪-10‬المجددون فى السلم من القرن الول إلى الرابع عشر الهجرى تأليف عبد المتعال الصعيدى – طبعة مكتبة‬ ‫الداب ومطبعتها بالجماميز – دار الحمامى للطباعة شارع الجيش القاهرة‬ ‫‪-11‬إيضاح المكنون فى الذيل على كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون تأليف إسماعيل باشا بن محمد أمين –‬ ‫طبعة دار الكتب العلـــمية‬ ‫بيروت ‪1413 ،‬ه ‪1992 -‬م‬ ‫‪-12‬أبجد العلوم الوشى المرقوم فى بيان أحوال العلوم تأليف صديق بن حسن القنوجى ت ‪1307‬ه ‪ -‬طبعة دار الكتب‬ ‫العلمية ‪1978‬م‬ ‫‪-13‬حسن المحاضرة فى أخبار مصر والقاهرة للمام جلل الدين عبد الرحمن بن محمد بن عثمان السيوطى ت‬ ‫‪911‬ه طبعة دار الكتب العلمية بيروت تحقيق خليل المنصور ‪1418‬ه ‪1997 -‬م الطبعة الولى ‪.‬‬ ‫‪-14‬خلصة الثر لمحمد أمين بن فضل ال بن محب ال ت ‪1111‬ه ‪1699 -‬م طبعة دار صادر بيروت بدون تاريخ‬ ‫‪-15‬شذرات الذهب للمؤرخ الفقيه أبى الفلح عبد الحى بن العماد الحنبلى ت ‪1089‬ه طبعة دار الفكر بدون تاريخ‬ ‫‪-16‬فيض القدير بشرح الجامع الصغير للمام شمس الدين المعروف بعبد الرؤوف المناوى تحقيق حمدى الدمرداش‬ ‫محمد طبعة مكتبة نزار مصطفى ‪1418‬ه ‪1998 -‬م الطبعة الولى‬ ‫‪-17‬فهرس الفهارس والثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلت – عبد الحى بن عبد الكبير الكتانى ‪ ،‬تحقيق –‬ ‫د‪ /‬إحسان عباس – طبعة دار الغرب السلمى بيروت – لبنان – ‪1402‬ه ‪1982 -‬م‬ ‫‪-18‬كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون لحاجى خليفة المولى مصطفى عبد ال القسطنطى الرومى الحنفى ت‬ ‫‪1067‬ه طبعة دار السعادة القاهرة بدون تاريخ ‪.‬‬ ‫‪-19‬هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون لسماعيل باشا البغدادى طبعة دار الكتب العلمية‬ ‫‪1413‬ه ‪1992 -‬م ‪.‬‬

‫‪ . 140‬الخطط التوفيقية ‪ – 16/51‬العلم للزركلى ‪ – 6/204‬هدية العارفين ‪ – 1/511‬فهرس الفهارس‬ ‫‪– 2/560‬‬ ‫خلصة الثر ‪. 2/412‬‬

‫‪3‬‬

Related Documents


More Documents from "M. Zakariya Babur"