Wala Wa Brah

  • Uploaded by: Abderrahim Elouahabi
  • 0
  • 0
  • June 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Wala Wa Brah as PDF for free.

More details

  • Words: 5,228
  • Pages: 10
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الولء والبراء‬

‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ بالله تعالى من شرور‬ ‫أنفسنا وسيئات أعمالنا‬ ‫من يهده الله فل مضل له ومن يضلل فل هادى له‬ ‫وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له ‪ ..‬وأشهد أن محمد عبده‬ ‫ورسوله اللهم صلى وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه‬ ‫وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم‬ ‫الدين ‪.‬‬

‫أما بعد‬

‫‪:‬‬

‫فحياكم الله جميعا أيها الحبة الكرام وطبتم جميعا وطاب ممشاكم وتبوأتم‬ ‫من الجنة منزل ‪ .‬وأسأل الله جل وعل أن يجمعني وإياكم في هذه الدنيا‬ ‫دائما وأبدا ً على طاعته وفى الخرة مع سيد الدعاة المصطفى )ص( في‬ ‫جنته ودار كرامته إنه ولى ذلك والقادر عليه ‪.‬‬

‫‪:‬‬

‫)) الولء والبراء ((‬

‫أحبتي في الله‬ ‫هذا هو موضوعنا اليوم بإذن الله تعالى ‪ ،‬وحتى ل ينسحب بساط الوقت‬ ‫من تحت أقدامنا فسوف أركز الحديث مع حضراتكم في العناصر التالية ‪:‬‬ ‫أول ً ‪ :‬انفصام نكد ‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬الدلة القرآنية والنبوية على تحريم موالة الكافرين ووجوب موالة‬ ‫المؤمنين ‪.‬‬ ‫ثالثاً ‪ :‬صور مشرقة من التطبيق العملي لمفهوم الولء والبراء ‪.‬‬ ‫رابعاً ‪ :‬استثناءا ُُ‬ ‫ض أصل البراء ‪.‬‬ ‫ت ل تنق ُ‬ ‫وأخيرا ً ل تهنوا ول تحزنوا ‪..‬‬

‫‪30‬‬

‫خطب الشيخ محمد حسان‬ ‫فأعيروني القلوب والسماع فإن هذا الموضوع من الهمية بمكان ‪.‬‬

‫أوًل ‪ :‬إنفصام ُ َنِكد‬ ‫أحبتي في الله ‪:‬‬ ‫ض نورهُ إلى يومنا هذا – لزال‪-‬‬ ‫لزال السلم منذ أن بزغ فجرهُ واستفا َ‬ ‫محاربا من قَِبل أعداء السلم الذين لم يتفقوا على شيء قدر اتفاقهم‬ ‫على السلم واستئصال شأفة المسلمين!!‬ ‫ولقد علم أعداء السلم يقينا أن أعظم أسباب القوة في الدين السلمي‬ ‫يتمثل في العقيدة الصحيحة ‪ ،‬فراحوا بخبث ودهاء يشوهون نقاءها ‪،‬‬ ‫ويعكرون صفوها ‪ ،‬ويضعون الحواجز والسدود بين المة وبين عقيدتها‬ ‫الخالصة !!‬ ‫ولقد أعلنوا ذلك صراحة إذ يقول اللورد كرومر ‪ :‬لبد من المحافظة على‬ ‫المظاهر الزائفة للسلم منعا ًَ من إثارة الشكوك وحتى ل ينتسب‬ ‫المسلمون إلى الكيد المدبر لهم ويظلوا في اطمئنان خادع إلى أن‬ ‫إسلمهم ما زال بخير فل يهبوا لنجدة العقيدة التي ُتقتلع من جذورها ‪.‬‬ ‫مس جانبها سمعت‬ ‫نعم أيها الحبة … إن العقيدة كانت بالمس إذا ُ‬ ‫ديق يتوعد ‪ ،‬ويتوعد عمر ويهدد ‪ ،‬وخالد يزمجر ‪ ،‬ورأيت المؤمنين‬ ‫الص ّ‬ ‫الصادقين يبذلون من أجلها النفس والولد والمال !!‬ ‫أما اليوم فإن العقيدة ُتقتلع من الجذور بمسخها وتشويهها وتنحيتها عن‬ ‫الواقع المر الليم !!‬ ‫إن العقيدة تذبح شر ذبحة على أيدي الكثيرين ممن ينتسبون إليها !!!‬ ‫ممن ل يعرفون معناها ‪ ،‬ول يحققون مقتضاها فوقعوا في هذا النفصام‬ ‫النكد والخلط العجيب والواقع الكئيب ‪.‬‬ ‫فكم من الناس يردد كلمة التوحيد ‪ ،‬وهو ل يعرف لها معنى ‪ ،‬ول يفهم لها‬ ‫مضمونا ‪ ،‬ول يحقق لها مقتضى ‪ ،‬بل وقد صرف كثيرا ً كثيرا ً من صور‬ ‫العبادة لغير الله جل وعل ‪!! ..‬‬ ‫وكم من الناس اليوم يردد كلمة التوحيد وقد انطلق حرا غير مكره ليختار‬ ‫لنفسه من القوانين الوضعية والنظم الرضية والمناهج البشرية ما يناقض‬ ‫منهج رب البرية ‪.‬‬ ‫وكم من الناس اليوم يردد كلمة التوحيد وهو يوالى أعداء الله ويخذل‬ ‫أولياء الله !!!‬ ‫وكم من الناس اليوم يردد كلمة التوحيد بلسانه !! وقد ترك الصلة وضّيع‬ ‫الزكاة ‪ ،‬وأكل الربا ‪ ،‬وشرب الخمر ‪ ،‬ومارس الزنا ‪ ،‬بل ويأمر بالمنكر‬ ‫وينهى عن المعروف ‪ ،‬ومع ذلك فهو يعتقد أنه مؤمن كامل اليمان مادام‬ ‫يردد كلمة التوحيد ‪.‬‬ ‫انفصام نكد ‪ ..‬وتناقض رهيب ‪ ..‬وواقع كئيب‬ ‫وكم يعتصر القلب كمدا ً وغيظا ً على غياب المفهوم الصحيح الكامل لعقيدة‬ ‫التوحيد عن حس كثير من المسلمين ومن ثم غاب معها هذا الصل الكبير‬ ‫وهذا المفهوم الضخم أل وهو مفهوم الولء والبراء ‪.‬‬ ‫فلقد تبدلت المعايير ‪ ..‬وانقلبت الموازين ‪ ..‬وانتكست القلوب – إل من‬ ‫رحم علم الغيوب – فصار الولء والحب لعداء الله عز وجل ‪ ،‬ووضع كثير‬

‫من المسلمين أيديهم بأيدي الكفار ومنحوهم غاية المحبة ‪ ،‬والمودة ‪،‬‬ ‫والموالة ‪ ،‬ودافعوا عنهم وعن مناهجهم ‪ ،‬وأفكارهم ‪ ،‬وقوانينهم في الوقت‬ ‫الذي خذلوا فيه أهل التوحيد واليمان ‪ ،‬ومع ذلك فهم يعتقدون أنهم حماة‬ ‫السلم وخاصته !!!‬ ‫حبا له ما ذا َ‬ ‫ك في المكان‬ ‫دعى‬ ‫أتحب أعداء الحبيب وت ّ‬ ‫أين المحبة يا أخل الشيطان‬ ‫وكذا تعادى جاهدا ً أحبابه‬ ‫شر ُ‬ ‫على محبته بل نقصان‬ ‫ب‬ ‫ط المحبة أن توافق من تح ّ‬ ‫ب فأنت ذو بهتان‬ ‫فإن اّدعيت له المحبة مع‬ ‫خلفك ما يح ُ‬ ‫لعاديت من بالله ويحك يكفر‬ ‫نعم ‪ .‬لو صدقت الله فيما زعمته‬ ‫ولما تهاجيهم وللكفر تنصر‬ ‫وواليت أهل الحق سرا ً وجهرة‬ ‫ط هنا لك تذكر‬ ‫فما كل من قال ما قلت مسلم‬ ‫ولكن بأشرا ٍ‬ ‫بذا جاءنا النص الصحيح المقرر‬ ‫مباينة الكفار في كل موطن‬ ‫وتضليلهم فيما أتوه وأظهرو‬ ‫وتكفيرهم جهرا ً وتسفيه رأيهم‬ ‫وتدعو هموا سرا ً لذاك وتجهُر‬ ‫وتصدعُ بالتوحيد بين ظهورهم‬ ‫وملة إبراهيم لو كنت تشعُر‬ ‫فهذا هو الدين الحنيفى والهدى‬ ‫وقد انقسم الناس في هذا الزمان في تعاملهم مع الكفار إلي ثلثة‬ ‫أقسام ‪ ..‬وهي ‪:‬‬ ‫القسم الول ‪ :‬قسم ناص ُُر لدين الله مجاهد ُُ في سبيل الله يحب الله‬ ‫ورسوله والمؤمنين ‪ ،‬ويعادى الشرك والمشركين وهؤلء هم القلون عددا ً‬ ‫العظمون أجرا ً عند الله جل وعل‬ ‫القسم الثاني ‪ :‬قسم خاذل لهل السلم تارك لمعونتهم وإن كان معتزل‬ ‫عن الكفار ‪.‬‬ ‫القسم الثالث ‪ :‬قسم خارج عن السلم بموالة الكفار ومناصرتهم بالقول‬ ‫والعمل والعتقاد ومعاداة أهل الخير ومحاربتهم !!‬ ‫ولخطورة المر فلقد تضافرت الدلة القرآنية والنبوية على تجليته‬ ‫وتوضيحه بصورة حاسمة وهذا هو عنصرنا الثاني من عناصر هذا اللقاء‬ ‫ثانيا ‪ :‬الدلة القرآنية والنبوية على تحريم موالة‬

‫الكافرين‬

‫وسأكتفي بذكر بعض الدلة لكمل الحديث عن بقية العناصر إن شاء الله‬ ‫جل وعل‬ ‫الدليل الول ‪ :‬قول الله تعالي ‪:‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ول َِياءَ‬ ‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫ذوا ال ْي َ ُ‬ ‫)َيا أي ّ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫نآ َ‬ ‫والن ّ َ‬ ‫صاَرى أ ْ‬ ‫هودَ َ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ن‬ ‫ع ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫م ِ‬ ‫م إِ ّ‬ ‫ول َِياءُ ب َ ْ‬ ‫بَ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ول ّ ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫ض َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ع ٍ‬ ‫م ال ّ‬ ‫دي ال ْ َ‬ ‫ن(‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫و َ‬ ‫ه ل يَ ْ‬ ‫مي َ‬ ‫الل ّ َ‬ ‫ق ْ‬ ‫)المائدة‪(51:‬‬ ‫يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه معلقا ً على هذه الية ‪ ..‬فيحذر‬ ‫أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو ل يشعر بهذه الية ‪.‬‬ ‫ويعلق شيخ المفسرين المام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى‬

‫‪32‬‬

‫خطب الشيخ محمد حسان‬

‫فيقول ‪ )) :‬إن من تولهم ونصرهم علي المؤمنين فهو من أهل دينهم‬ ‫وملتهم ‪(( ..‬‬ ‫م َ‬ ‫ه‬ ‫م ِ‬ ‫ول ّ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫فإ ِن ّ ُ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫و َ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫وقال المام القرطبي في قوله سبحانه ) َ‬

‫م(‬ ‫ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ه ْ‬

‫قال‪ :‬أي من يناصرهم على المسلمين فحكمه حكمهم في الكفر والجزاء‬ ‫عن ْ َ‬ ‫ول‬ ‫ضى َ‬ ‫ن ت َْر َ‬ ‫ك ال ْي َ ُ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫هودُ َ‬ ‫الدليل الثاني ‪ :‬قال تعالي ‪َ ) :‬‬

‫م ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫دى‬ ‫ه ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫دى الل ّ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫حّتى ت َت ّب ِ َ‬ ‫صاَرى َ‬ ‫و ال ْ ُ‬ ‫مل ّت َ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫الن ّ َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ما ل َ َ‬ ‫جاءَ َ‬ ‫ك‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫واءَ ُ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫عدَ ال ّ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫ن ات ّب َ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫عل ْم ِ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ولئ ِ ِ‬ ‫ر(‬ ‫ول ن َ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫ي َ‬ ‫ن َ‬ ‫ول ِ ّ‬ ‫صي ٍ‬

‫)البقرة‪(120:‬‬ ‫انتبه أيها الحبيب ‪ :‬فإن الذي يخبر بذلك هو الله رب العالمين الذي يعلم‬ ‫خائنة العين وما تخفى الصدور ‪ ،‬والذي يعلم ما كان وما هو كائن وما‬ ‫َ‬ ‫خِبيُر(‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫طي ُ‬ ‫و ُ‬ ‫و الل ّ ِ‬ ‫سيكون )أل ي َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خل َ َ‬ ‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ق َ‬ ‫)الملك‪(14:‬‬ ‫والية كما تري أيها الحبيب ‪ :‬حاسمة واضحة ل تحتاج إلي أن نعلق عليها‬ ‫بكلمات هزيلة من عند أنفسنا ‪.‬‬ ‫وتحت هذا المعنى الواضح وردت آيات كثيرة ‪ :‬كقول الله جل وعل في‬ ‫سورة البقرة ‪:‬‬

‫م‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ودّ ك َِثيٌر ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫و ي َُر ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مان ِك ُ ْ‬ ‫د ِإي َ‬ ‫دون َك ُ ْ‬ ‫ل ال ْك َِتا ِ‬ ‫ب لَ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫) َ‬ ‫َ‬ ‫د أن ْ ُ‬ ‫كُ ّ‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ن ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫سدا ً ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫فارا ً َ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ما ت َب َي ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫د َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ه‬ ‫فا ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫حوا َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ال ْ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ه ب ِأ ْ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫وا ْ‬ ‫فوا َ‬ ‫حّتى ي َأت ِ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ء َ‬ ‫ل َ‬ ‫عَلى ك ُ ّ‬ ‫ديٌر(‬ ‫ي ٍ‬ ‫َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ش ْ‬ ‫)البقرة‪(109:‬‬ ‫وتدبر معي جيدا ً قول الله جل وعل في سورة آل عمران ‪:‬‬

‫َ‬ ‫ذوا ب ِ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫مل‬ ‫طان َ ً‬ ‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫ة ِ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫)َيا أي ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫دون ِك ُ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن‬ ‫ت ال ْب َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ما َ‬ ‫غ َ‬ ‫ضاءُ ِ‬ ‫قدْ ب َدَ ِ‬ ‫و ّ‬ ‫م ْ‬ ‫عن ِت ّ ْ‬ ‫دوا َ‬ ‫ي َأُلون َك ُ ْ‬ ‫خَبال ً َ‬ ‫م أ َك ْب َُر َ‬ ‫أَ ْ‬ ‫ت‬ ‫ما ت ُ ْ‬ ‫دوُر ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫م اْليا ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫قدْ ب َي ّّنا ل َك ُ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه ْ‬ ‫في ُ‬ ‫م َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن(‬ ‫ع ِ‬ ‫قُلو َ‬ ‫إِ ْ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫وتدبر معي جيدا ً قول الله تعالى في سورة آل عمران ‪:‬‬

‫)آل عمران‪(118:‬‬

‫َ‬ ‫عوا َ‬ ‫ن ُأوُتوا‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ريقا ً ِ‬ ‫ن تُ ِ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫مُنوا إ ِ ْ‬ ‫طي ُ‬ ‫)َيا أي ّ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م َ‬ ‫ذي َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ف ِ‬ ‫م َ‬ ‫ف‬ ‫وك َي ْ َ‬ ‫كا ِ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫ب ي َُر ّ‬ ‫ال ْك َِتا َ‬ ‫ري َ‬ ‫مان ِك ُ ْ‬ ‫عدَ ِإي َ‬ ‫دوك ُ ْ‬ ‫ن )‪َ (100‬‬ ‫ف ِ‬ ‫فرون َ‬ ‫ه‬ ‫م ت ُت َْلى َ‬ ‫و ِ‬ ‫ت الل ّ ِ‬ ‫م آَيا ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫سول ُ ُ‬ ‫فيك ُ ْ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬ ‫وأن ْت ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت َك ْ ُ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫م(‬ ‫ست َ ِ‬ ‫قدْ ُ‬ ‫صَرا ٍ‬ ‫ي إ َِلى ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫م ِبالل ّ ِ‬ ‫عت َ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫د َ‬ ‫ص ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫قي ٍ‬ ‫)آل عمران‪(101:‬‬ ‫الدليل الثالث ‪ :‬هو قول الله جل وعل في سورة النفال ‪:‬‬

‫َ‬ ‫ض إ ِّل ت َ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ة‬ ‫فت ْن َ ٌ‬ ‫ن ِ‬ ‫ع ُ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ول َِياءُ ب َ ْ‬ ‫فُروا ب َ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫عُلوهُ ت َك ُ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫) َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫و َ‬ ‫ر(‬ ‫ِ‬ ‫ف َ‬ ‫سادٌ ك َِبي ٌ‬ ‫ض َ‬ ‫في الْر ِ‬

‫)لنفال‪(73:‬‬ ‫أي إن لم تجانبوا الكفار وتتميزوا عن المشركين وتوالوا المؤمنين تقع فتنة‬ ‫في الرض بالتباس المر على كثير من الناس فيقعون في حيرة التمييز‬ ‫بين الحق والباطل ‪.‬‬ ‫الدليل الرابع ‪ :‬هو قول الله تعالي في سورة آل عمران ‪:‬‬

‫َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫كا ِ‬ ‫)ل ي َت ّ ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ول َِياءَ ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ن ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫م ْ‬ ‫ري َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫ذ ال ْ ُ‬ ‫دو ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ل ذَل ِ َ‬ ‫ن ت َت ّ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫في َ‬ ‫ع ْ‬ ‫قوا‬ ‫ي ٍ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ء إ ِّل أ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫م َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫فل َي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ه نَ ْ‬ ‫م تُ َ‬ ‫صيُر(‬ ‫م ِ‬ ‫وإ ِلى الل ِ‬ ‫ِ‬ ‫وي ُ َ‬ ‫ف َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ه ال َ‬ ‫س ُ‬ ‫م الل ُ‬ ‫حذُّرك ُ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه َ‬ ‫قاةً َ‬ ‫)آل عمران‪(28:‬‬

‫يقول ابن جرير في قوله تعالي ‪) :‬ذَل ِ َ‬ ‫ك َ‬ ‫في َ‬ ‫ء‬ ‫ي ٍ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫م َ‬ ‫فل َي ْ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫( يعني قد بريء من الله وبريء الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في‬ ‫الكفر ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫م تُ َ‬ ‫ن ت َت ّ ُ‬ ‫قاةً ( أي إل إذا كان المسلم مغلوبا ً على‬ ‫قوا ِ‬ ‫) إ ِّل أ ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫أمره مقهورا ً لهم ل يقدر علي إظهار عداوتهم فيضطر إلي أن يظهر لهم‬ ‫الرضا بلسانه أما قلبه فهو مطمئن باليمان ‪ ..‬ممتلئ بالعداوة والبغضاء‬ ‫لعداء الرحمن ‪.‬‬

‫وأختم بقول الله تعالي في سورة الممتحنة ‪:‬‬

‫عدوك ُ َ‬ ‫َ‬ ‫خ ُ‬ ‫ذوا َ‬ ‫ول َِياءَ‬ ‫مُنوا ل ت َت ّ ِ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫) َيا أي ّ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫و َ ُ ّ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫وي َ‬ ‫عدُ ّ‬ ‫قو َ َ‬ ‫قدْ ك َ َ‬ ‫و َ‬ ‫ت ُل ْ ُ‬ ‫ق(‬ ‫م ِ‬ ‫ودّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫م َ‬ ‫ح ّ‬ ‫جاءَك ُ ْ‬ ‫فُروا ب ِ َ‬ ‫م ِبال ْ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ة َ‬ ‫م َ‬ ‫ن إ ِلي ْ ِ‬ ‫)الممتحنة‪ :‬من الية‬

‫‪(1‬‬ ‫ومن الدلة النبوية علي تحريم موالة الكافرين ووجوب موالة المؤمنين‬ ‫عن ابن عباس أن النبي )ص( قال ‪ )) :‬أوثق عَُرى اليمان الموالة في الله‬ ‫‪1‬‬ ‫والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله ((‬ ‫وعن أبى أمامة مرفوعًا‪)):‬من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله‬ ‫‪2‬‬ ‫فقد استكمل اليمان ((‬ ‫وفي الحديث الصحيح أن جريرا ً رضى الله عنه قال ‪ )) :‬أتيت النبي )ص(‬ ‫ى‬ ‫وهو يبايع فقلت ‪ :‬يا رسول الله أبسط يدك حتى أبايعك واشترط عل ّ‬ ‫فأنت أعلم ‪ ،‬فقال النبي )ص( ‪ :‬أبايعك على أن تعبد الله وتقيم الصلة‬ ‫‪3‬‬ ‫المكتوبة وتؤتى الزكاة وتنصح لكل مسلم ‪ ،‬وتبرأ من الشرك((‬ ‫ولقد كان مفهوم الولء والبراء ناصعا ً واضحا ً في حس أصحاب النبي‬ ‫وحولوه على أرض الواقع إلى صورة مشرقة ل مثيل لها ‪ ،‬بل وقد تقف‬ ‫الكلمات أما وصفها خجلي !!‬ ‫‪ -1 1‬رواه الطبري في الكبير وصححه شيخنا اللباني في الصحيحة رقم )‪ (1728‬وهو في صحيح الجامع رقم )‪(2539‬‬ ‫‪- 2‬رواه أبو داود رقم )‪ (4681‬في السنة ‪ ،‬باب الدليل على زيادة اليمان ‪ ،‬وأخرجه أحمد في المسند )‪ (3/440,438‬وصححه شيخنا‬ ‫اللباني في الصحيحة رقم ‪ 380‬وهو في صحيح الجامع رقم )‪(5665‬‬ ‫‪ -3‬رواه أحمد والنسائي وصححه شيخنا اللباني في الرواء رقم )‪ (1207‬وهو في صحيح الجامع رقم )‪. (25‬‬

‫خطب الشيخ محمد حسان‬

‫‪34‬‬

‫وهذا هو العنصر الثالث من عناصر اللقاء ‪.‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬صو ُُر مشرقة في التطبيق العملي لمفهوم الولء والبراء‬ ‫أيها الحبة ‪ ..‬إذا كانت الحكمة العربية القديمة تقول ‪ :‬من أخصب تحير‬ ‫حّير ‪.‬‬ ‫ى !! فمن أخصب ت َ َ‬ ‫فإنى أجدها في هذا العنصر تنقلب عل ّ‬ ‫فالمواقف المشرقة أكثر من أن تحصى ويكفى أن نستشهد ببعضها ليتضح‬ ‫ول أصحاب النبي )ص( مفهوم الولء والبراء إلي واقع‬ ‫لنا إلى أى مدى َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ً‬ ‫عملي مشرق يتألق سموا وروعة وجلل ‪.‬‬ ‫من تلك الصور الرائعة ما حصل من المغيرة بن شعبة رضى الله عنه‬ ‫عندما نزل رسول الله )ص( بالحديبية ومنعته قريش من دخول مكة‬ ‫وأرسلت إليه رسل ً للمفاوضة وكان بينهم عروة بن مسعود الثقفي وكان‬ ‫م المغيرة فلما أقبل عروة وكان سيد ثقيف كان يمد يده خلل حديثه مع‬ ‫ع ّ‬ ‫رسول الله )ص( ليتناول لحية رسول الله )ص( وهو يكلمه ‪.‬‬ ‫فلما رأى المغيرة أن يد عروة تمتد إلى لحية الحبيب )ص( ماذا قال‬ ‫المغيرة ؟!‬ ‫لقد ضرب المغيرة يد عمه عروة بمؤخرة السيف ونظر إليه وهو يقول ‪:‬‬ ‫اكفف يدك عن لحية رسول الله )ص( قبل أل تصل إليك !! الله أكبر‬ ‫إنه الولء ‪ ..‬إنه الولء لله ولرسوله وللمؤمنين ‪ ..‬إنه البراء من الشرك‬ ‫مُنوا َ‬ ‫و ّ‬ ‫ن‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ل الل ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫والمشركين ) َ‬

‫ن(‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ِ‬ ‫ب الل ّ ِ‬ ‫غال ُِبو َ‬ ‫حْز َ‬ ‫ه ُ‬

‫)المائدة‪(56:‬‬ ‫ولما عاد عروة بعدما رأى هذه الصورة إلى قومه من قريش ‪..‬‬ ‫قال عروة ‪ :‬يا معشر قريش والله لقد أتيت كسري في ملكه ‪ ،‬وقيصر في‬ ‫ملكه ‪ ،‬والنجاشي في ملكه ‪ ،‬فما رأيت أحدا ً في ملكه كما رأيت محمد ً‬ ‫ومن أروع هذه الصور ما رواه ابن جرير الطبري وغيره بسند صحيح أن‬ ‫النبي )ص( قال ‪ :‬أدعوا لي عبد الله بن عبد الله بن أبى بن سلول ‪.‬‬ ‫فلما جاء قال له رسول الله )ص(‬ ‫)) أل ترى ما يقول أبوك يا عبد الله (( ؟‬ ‫فقال عبد الله ‪ :‬وماذا يقول أبى ‪ ،‬بأبى أنت وأمي يا رسول الله ؟‬ ‫فقال رسول الله )ص(‬ ‫بقول لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن العز منها الذل ‪ .‬فقال عبد الله ‪:‬‬ ‫لقد صدق والله يا رسول الله فأنت والله العز وهو الذل ‪.‬‬ ‫أما والله لقد قدمت المدينة يا رسول الله وإن أهل يثرب ل يعلمون أحدا ً‬ ‫قُر به عيُنك ‪.‬‬ ‫أب َّر بأبيه منى ‪ ،‬أما وقد قال فلتسمعن ما ت َ َ‬ ‫فلما قدموا المدينة قام عبد الله على بابها بالسيف لبيه ثم قال ‪ :‬أنت‬ ‫القائل لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن العز منها الذل ؟!‬ ‫أما والله لتعرفن هل العزة لك أم لرسول الله ‪ ،‬والله ل يأويك ظلها ‪ ،‬ول‬ ‫تبيتن الليلة فيها إل بإذن من الله ورسوله )ص(‬ ‫ُ‬ ‫ى ‪ :‬يا للخزرج ابني يمنعني بيتي ‪.‬‬ ‫فصرخ عبد الله بن أب ّ‬ ‫فقال ‪ :‬والله ل يدخل بيته إل بأذن من الله ورسوله ‪.‬‬ ‫فأتوا النبي فأخبروه فقال ‪ :‬اذهبوا إليه فقولوا له يقول لك رسول الله خلهّ‬ ‫مسكنه ‪.‬‬

‫فأتوه فقالوا له ذلك فقال ‪ :‬أما وقد جاء المر من رسول الله )ص( فنعم‬ ‫ليعلم من العز ومن الذل !!!‬ ‫إنه الولء لله ولرسوله‬ ‫جدُ َ‬ ‫وما ً ي ُ ْ‬ ‫د‬ ‫وم ِ اْل ِ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫دو َ‬ ‫مُنو َ‬ ‫حا ّ‬ ‫ن َ‬ ‫وا ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫)ل ت َ ِ‬ ‫ر يُ َ‬ ‫وال ْي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ق ْ‬ ‫خ ِ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و َ‬ ‫و‬ ‫و إِ ْ‬ ‫و أ َب َْناءَ ُ‬ ‫كاُنوا آَباءَ ُ‬ ‫وان َ ُ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫الل ّ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫م(‬ ‫َ‬ ‫ع ِ‬ ‫شيَرت َ ُ‬ ‫ه ْ‬

‫)المجادلة‪ :‬من الية ‪(22‬‬ ‫الله أكبر هؤلء هم الذين حققوا الية وحولوها إلى أرض الواقع إلى منهج‬ ‫حياة ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأختم بهذا المشهد الذي يتألق سموا وروعة وجلل ً ‪.‬‬ ‫إنه مشهد الصحابي الجليل عبد الله بن حذافة السهمي رضى الله عنه‬ ‫الذي وقع أسيرا ً في بلد الروم فقالوا لملكهم ‪ :‬ها هو رجل من أصحاب‬ ‫محمد ‪.‬‬ ‫ى فدخل عبد الله بن حذافة على ملك الروم فعرض عليه‬ ‫قال أدخلوه عل ّ‬ ‫ضت على كثير من الساقطين المجرمين المتآمرين في هذه‬ ‫صفق ً‬ ‫ة لو عُرِ َ‬ ‫اليام لباع الرض والعرض كما باعوا العقيدة فماذا عرض ملك الروم ؟!‬ ‫عرض على عبد الله بن حذافة نصف ملكه ويتنصر !!‬ ‫فقال عبد الله ‪ :‬والله لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما ملكته العرب‬ ‫على أن أتخلى عن ديني طرفة عين ما فعلت !!‬ ‫قال ملك الروم ‪ :‬إذن أقتلك ‪ ،‬قال أنت وذاك !!‬ ‫قِتل أمام عبد الله بن‬ ‫فأمر ملك الروم بأسيرين من أسرى المسلمين فَ ُ‬ ‫حذافة لتختل قوته ‪ ،‬ويختل يقينه ‪ ،‬ولكن أنا ّ للقلوب التي امتلت بالخوف‬ ‫من علم الغيوب وحده أن تخشى طواغيت الرض ولو اجتمعوا ‪.‬‬ ‫ثم قال له الملك ‪ :‬تتنصر ؟‬ ‫قال عبد الله ‪ :‬ل ‪ ، .‬قال الملك ‪ :‬اقتلوه‬ ‫ى لعله بكى خوفا ً من الموت‬ ‫فأخذوه ليقتلوه فبكى !! قال الملك ردوه عل ّ‬ ‫ويريد أن يقبل ما عرضته عليه ‪ ،‬ثم سأله لماذا بكيت ؟!‬ ‫قال عبد الله ‪ :‬والله ما بكيت خوفا من الموت ‪ ،‬ولكنني علمت يقينا ً أنني‬ ‫سأقتل الن وكنت أتمنى أن تكون بعدد كل شعرة في جسدي نفس تقتل‬ ‫في سبيل الله ‪.‬‬ ‫م ُُ‬ ‫عليا وقدوات طيبة ‪ ..‬والله لو رأى العداء من أهل‬ ‫مُثل ُ‬ ‫ماء ‪ُ ..‬‬ ‫مش ّ‬ ‫قِ َ‬ ‫العقيدة الستعلء والعزة لتوا إليهم في غاية الذلة والصغار ولكنهم رأو‬ ‫أهل السلم في غاية المهانة والذلة والصغار فأذلوهم وساموهم سوء‬ ‫العذاب ‪.‬‬ ‫قّبل رأسي وأعفوا عنك ؟!‬ ‫قال ملك الروم ‪ :‬هل ت ُ َ‬ ‫قال عبد الله ‪ :‬أ ُقَب ّ ُ‬ ‫ل رأسك بشرط أن تعفوا عنى وعن جميع أسرى‬ ‫المسلمين ‪.‬‬ ‫فقال ملك الروم أفعل ‪ .. :‬فقام عبد الله بن حذافة فقّبل رأس ملك الروم‬ ‫فعفى عنه وعن جميع أسرى المسلمين وانطلق عبد الله بالسرى إلى‬ ‫المدينة فقابلهم فاروق المة عمر ‪ ،‬فلما علم عمر بالمر قال رضى الله‬ ‫عنه ‪ :‬حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة وأنا أولكم ‪..‬‬

‫خطب الشيخ محمد حسان‬

‫‪36‬‬

‫فقام عمر فقّبل رأس عبد الله وقام أصحاب رسول الله رضوان الله‬ ‫ً‪1‬‬ ‫عليهم جميعا‬ ‫أيها الحبة ‪:‬‬ ‫ول أصحاب النبي )ص(‬ ‫هذا العنصر قد يحتاج إلى لقاءات لنتعرف كيف َ‬ ‫ح ّ‬ ‫مفهوم الولء والبراء إلى واقع عملي يتألق سموا وروعة وجلل ‪.‬‬ ‫بقى أن أتحدث عن عنصرين آخريين من عناصر هذا اللقاء فأرجأ الحديث‬ ‫عنهما إلى ما بعد جلسة الستراحة وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم‬ ‫لي ولكم ‪.‬‬ ‫الخطبة الثانية ‪:‬‬ ‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره … ونعوذ بالله من شرور أنفسنا‬ ‫وسيئات أعمالنا من يهده الله فل مضل له ‪ ،‬ومن يضلل فل هادى له ‪..‬‬ ‫وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له ‪ ..‬وأشهد أن محمدا ً عبده‬ ‫ورسوله وبعد ‪.‬‬ ‫مع عنصرنا الرابع من عناصر هذا اللقاء وهو ‪:‬‬

‫)) استثناءات ل تنقض أصل البراء ((‬ ‫وهذا عنصر هام أضيفه من باب المانة العلمية والنصاف في تحرير‬ ‫المسألة وحتى ل يتعامل بعض أحبابنا مع النصوص تعامل خاطئا ً بوضعها‬ ‫في غير موضعها أو بالستشهاد لها في غير محلها دون تحقيق المناطات‬ ‫الخاصة أو العامة ‪ ،‬للربط ربطا ً صحيحا ً بين دللة النصوص وحركة الواقع ‪.‬‬ ‫أهمها أول ً ‪ :‬اللين عند عرض الدعوة إلى السلم ‪.‬‬ ‫فالسلم يوجب على أهله أن يدعوا الناس جميعا ً إلى اليمان بالله جل‬ ‫وعل وهدايتهم إلى الخير ‪ .‬ولما كان هذا ل يمكن أن يتم إل بالدخول إلى‬ ‫النفوس واستمالتها وجلب رضاها فإن السلم من أجل ذلك قد جعل‬ ‫السبيل لدعوة الكفار وغيرهم هو الحكمة والموعظة الحسنة والجدال‬ ‫ل َرب ّ َ‬ ‫ك‬ ‫بالتي هي أحسن ‪ .‬كما قال سبحانه ‪ ) :‬ادْ ُ‬ ‫ع إ َِلى َ‬ ‫سِبي ِ‬

‫َ‬ ‫ن(‬ ‫و ِ‬ ‫ِبال ْ ِ‬ ‫م ِبال ِّتي ِ‬ ‫سن َ ِ‬ ‫عظ َ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫يأ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫ح َ‬ ‫جاِدل ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫س ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ة َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة َ‬ ‫ه َ‬ ‫)النحل‪ :‬من الية ‪(125‬‬ ‫وهذا ل يعارض قول الله تعالى ‪:‬‬

‫َ‬ ‫غل ُ ْ‬ ‫وا ْ‬ ‫د ال ْك ُ ّ‬ ‫ظ‬ ‫ف ِ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫جا ِ‬ ‫ي َ‬ ‫) َيا أي ّ َ‬ ‫قي َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫فاَر َ‬ ‫ها الن ّب ِ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫)التوبة‪ :‬من الية ‪(73‬‬ ‫م(‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬

‫فهذا مقام قتال والول مقام الدعوة ‪ ،‬وعدم التفريق بين المقامين أوقع‬ ‫كثيرا ً من الشباب في الخطأ أو الحرج فانتبه لهذا التأصيل فإنه هام ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬ل ينقض أصل البراء كذلك الزواج من أهل الكتاب أو أكل طعامهم ‪.‬‬ ‫والنص القرآني في ذلك واضح صريح في قول الله تعالى في سورة‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ُأوُتوا‬ ‫م أُ ِ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫وط َ َ‬ ‫عا ُ‬ ‫م الطّي َّبا ُ‬ ‫و َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل َك ُ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫المائدة ‪ ) :‬ال ْي َ ْ‬

‫ح ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن‬ ‫م ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫م ْ‬ ‫وط َ َ‬ ‫ال ْك َِتا َ‬ ‫صَنا ُ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫مك ُ ْ‬ ‫عا ُ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن‬ ‫ب ِ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ن أوُتوا ال ْك َِتا َ‬ ‫م ْ‬ ‫صَنا ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫م َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫ال ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ت َ‬ ‫ُ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫ن‬ ‫ف ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫جوَر ُ‬ ‫مو ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫نأ ُ‬ ‫م َ‬ ‫حي َ‬ ‫صِني َ‬ ‫ه ّ‬ ‫ه ّ‬ ‫غي َْر ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫ذا آت َي ْت ُ ُ‬ ‫قب ْل ِك ُ ْ‬

‫‪ – 1‬قال الشيخ شعيب الرناؤوط في تخريجه لسير أعلم النبلء )‪ : (14/2‬أخرجه ابن عساكر في تاريخه من طريق البيهقى ‪ ،‬وكذا‬ ‫الحافظ في الصابة ‪ ،‬وله شاهد من حديث ابن عباس ‪ ،‬موصول عند ابن عساكر ‪ ،‬وابن الثير في أسد الغابة ‪3/212‬‬

‫حب ِ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬ ‫ه‬ ‫ذي أ َ ْ‬ ‫ط َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫فْر ِبا ْ ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫قدْ َ‬ ‫خ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مل ُ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫لي َ‬ ‫و َ‬ ‫ول ُ‬ ‫ما ِ‬ ‫ن َ‬ ‫دا ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ن(‬ ‫ن ال َ‬ ‫في ال ِ‬ ‫و ِ‬ ‫و ُ‬ ‫خا ِ‬ ‫ة ِ‬ ‫خَر ِ‬ ‫ري َ‬ ‫م َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫س ِ‬ ‫وأخيرا ً ‪ :‬ل تهنوا ول تحزنوا‬

‫)المائدة‪(5:‬‬

‫مع كل هذه المؤامرات ‪ ..‬ومع كل هذه العقبات ‪ .‬أقول ‪ :‬إنني لعلى يقين‬ ‫و َ‬ ‫ح ّ‬ ‫عل َي َْنا‬ ‫قا ً َ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫جازم بموعود الله جل وعل في قوله سبحانه ) َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن()الروم‪ :‬من الية ‪(47‬‬ ‫ؤ ِ‬ ‫مِني َ‬ ‫صُر ال ْ ُ‬ ‫نَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن(‬ ‫ه ال ْ ِ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫ول ِل ّ ِ‬ ‫ول َِر ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫ول ِل ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫عّزةُ َ‬ ‫وقال جل وعل ) َ‬ ‫)المنافقون‪ :‬من الية ‪(8‬‬ ‫مُلوا‬ ‫و َ‬ ‫و َ‬ ‫ع ِ‬ ‫مُنوا ِ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫عدَ الل ّ ُ‬ ‫م َ‬ ‫وقال جل وعل ) َ‬

‫ْ َ‬ ‫خل ِ َ‬ ‫ن‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫خل َ َ‬ ‫م ِ‬ ‫ف ال ّ ِ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫فن ّ ُ‬ ‫ت ل َي َ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ض كَ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ال ّ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫)النور‪ :‬من الية ‪(55‬‬ ‫م (‬ ‫ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫قب ْل ِ ِ‬

‫أحبتي في الله ‪ ..‬إن هذا الدين ل يمكن أبدا ً أن يقوم بآلف الكتب تكتب‬ ‫عن السلم ول بالخطب الرنانة والمواعظ المؤثرة فحسب ‪.‬‬ ‫وإنما يقوم على واقع حي متحرك تراه العيون وتلمسه اليدي وتلحظ‬ ‫آثاره جميع العقول ‪ ..‬ول يمكن أن يتم هذا أبدا ً إل على أيدي المؤمنين‬ ‫الصادقين الذين يتعلمون السلم ويفهمونه بشموله وكماله ‪ .‬ثم يحولونه‬ ‫في جميع شئون الحياة إلى واقع عملي وإلى منهج حياة ثم يتحركون بعد‬ ‫ذلك في خطوة ثالثة حتما ً أل وهى الدعوة إلى هذا السلم بشموله‬ ‫وتكامله وهم على يقين جازم بموعود الله جل وعل في قوله سبحانه‬ ‫) ول ت َهُنوا ول ت َحزُنوا َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن(‬ ‫م اْل َ ْ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ْ َ‬ ‫مِني َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫وأن ْت ُ ُ‬ ‫عل َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫)آل عمران‪(139:‬‬ ‫ة َ‬ ‫ة َ‬ ‫ن‬ ‫فئ َ ً‬ ‫ت ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫قِليل َ ٍ‬ ‫فئ َ ٍ‬ ‫م ِ‬ ‫غل َب َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وقال تعالى ‪ ) :‬ك َ ْ‬ ‫ة ك َِثيَرةً ب ِإ ِذْ ِ‬ ‫ن(‬ ‫الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ري َ‬ ‫ه َ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫ع ال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫)البقرة‪ :‬من الية‬ ‫‪(249‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫دوا‬ ‫فُروا ي ُن ْ ِ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫قو َ‬ ‫وقال سبحانه ‪ ) :‬إ ِ ّ‬ ‫ص ّ‬ ‫وال ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ل ِي َ ُ‬ ‫م َ‬

‫ن َ َ‬ ‫م تَ ُ‬ ‫ف ُ‬ ‫ه َ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫سي ُن ْ ِ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫كو ُ‬ ‫م َ‬ ‫ح ْ‬ ‫قون َ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫سَرةً ث ُ ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫ها ث ُ ّ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن(‬ ‫يُ ْ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫شُرو َ‬ ‫غل َُبو َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫فُروا إ َِلى َ‬ ‫ج َ‬ ‫ذي َ‬ ‫هن ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫)لنفال‪(36:‬‬

‫مُنوا َ‬ ‫و ّ‬ ‫ن‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ل الل ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ي َت َ َ‬ ‫وقال سبحانه ‪َ ) :‬‬ ‫ن(‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ِ‬ ‫ب الل ّ ِ‬ ‫غال ُِبو َ‬ ‫حْز َ‬ ‫ه ُ‬ ‫)المائدة‪(56:‬‬

‫َ‬ ‫س َ‬ ‫ق‬ ‫وقال سبحانه ‪ُ ) :‬‬ ‫و ال ّ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ِبال ْ ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ذي أْر َ‬ ‫ح ّ‬ ‫سول َ ُ‬ ‫دى َ‬ ‫ه َ‬ ‫وِدي ِ‬ ‫ْ‬ ‫ر ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن(‬ ‫هَرهُ َ‬ ‫ن ك ُل ّ ِ‬ ‫كو َ‬ ‫عَلى ال ّ‬ ‫رهَ ال ْ ُ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ش ِ‬ ‫و كَ ِ‬ ‫دي ِ‬ ‫ل ِي ُظ ِ‬ ‫)التوبة‪(33:‬‬ ‫وأختم بحديث الحبيب المحبوب )ص( الذي رواه البخاري ومسلم من‬ ‫حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال )ص( )) ل تقوم الساعة حتى يقاتل‬ ‫المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر‬

‫خطب الشيخ محمد حسان‬

‫‪38‬‬

‫والشجر ‪ ،‬فيقول الحجر والشجر ‪ :‬يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي ‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫تعال فاقتله ‪ ،‬إل الغرقد ‪ ،‬فإنه من شجر اليهود ((‬ ‫هذا وعد الله وإننا على ثقة جازمة ويقين مطلق بموعود الله مهما انتفش‬ ‫الباطل في فترة من الفترات وظن أهل الحق أن الحق قد مات فليعلموا‬ ‫و ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫ق‬ ‫وَز َ‬ ‫جاءَ ال ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ه َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ق َ‬ ‫جميعا ً أن الجولة في النهاية للحق ) َ‬ ‫هوق ً‬ ‫ل َ‬ ‫ن ال َْباطِ َ‬ ‫ال َْباطِ ُ‬ ‫ا( )السراء‪(81:‬‬ ‫ن َز ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫اللهم أقر أعيننا بنصرة السلم والمسلمين …‪..‬‬ ‫…‪ ..‬الدعاء‬

‫‪ – 1‬رواه البخارى )‪ (6/75‬فى الجهاد ‪ ،‬باب قتال اليهود ‪ ،‬ومسلم رقم )‪ (2922‬فى الفتن ‪ ،‬باب ل تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر‬ ‫الرجل ‪ ،‬فيتمنى أن يكون الميت من البلء ‪.‬‬

Related Documents

Wala Wa Brah
June 2020 0
Wala Wa Bara
June 2020 12
Wala
June 2020 7
Wa
May 2020 44
Wa
May 2020 28
Wala Lng
June 2020 13

More Documents from "mary flor merado"

June 2020 3
Wala Wa Brah
June 2020 0
October 2019 3
October 2019 7