Usool 3 - Arabic Text

  • Uploaded by: Abdul Jabbar Quraishi
  • 0
  • 0
  • May 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Usool 3 - Arabic Text as PDF for free.

More details

  • Words: 2,432
  • Pages: 8
‫كتاب ثلثة الصول‬ ‫بسم ال الرحمن الرحيم‬ ‫اعلم رحمك ال أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل ‪.‬‬ ‫(الولى ) العلم وهو معرفة ال ‪ ،‬وعرفة نبيه ‪ ،‬ومعرفة دين السلم بالدلة ‪.‬‬ ‫( الثانية ) العمل به ‪.‬‬ ‫( الثالثة ) الدعوة إليه ‪.‬‬ ‫( الرابعة ) الصبر على الذى فيه ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪ :‬بسم ال الرحمن‬ ‫الرحيم ( والعصر إن النسان لفي خسر إل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات‬ ‫وتواصواْ بالحق وتواصواْ بالصبر ) ‪.‬‬ ‫قال الشافعي رحمه ال تعالى ‪ :‬لو ما أنزل ال حجة على خلقه إل هذه السورة‬ ‫لكفتهم ‪.‬‬ ‫وقال البخاري رحمه ال تعالى ( جزء ‪ 1‬صفحة ‪ ( ) 45‬باب ) (( العلم قبل القول‬ ‫والعمل ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪ ( :‬فاعلم أنه ل إله ال واستغفر لذنبك …‪. )..‬‬ ‫فبدأ بالعلم قبل القول والعلم ))‪.‬‬ ‫(اعلم ) رحمك ال أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه الثلث مسائل‬ ‫والعمل بهن ‪.‬‬ ‫( الولى ) أن ال خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملً بل أرسل إلينا رسولً فن أطاعه‬ ‫دخل الجنة ومن عصاه دخل النار ‪ ،‬والدليل‬ ‫قوله تعالى ‪ ( :‬إنا أرسلنا إليكم رسولً شاهدًا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون‬ ‫رسولً فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذًا وبيلً ) سورة المزمل آيه ‪، 15‬‬ ‫‪.16‬‬ ‫( الثانية) أن ال ل يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد ل ملك مقرب ول نبي‬ ‫مرسل ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪ ( :‬وأن المساجد ل فل تدعو مع ال أحدا ) سورة‬ ‫الجن آية ‪. 18‬‬

‫( الثالثة ) أن من أطاع الرسول ووحد ال ل يجوز له موالة من حاد ال‬ ‫ورسوله ولو كان أقرب قريب ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪ ( :‬ل تجد قومًا يؤمنون‬ ‫بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو‬ ‫إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبكم اليمان وأيدهم بروح منه‬ ‫ويدخلهم‬ ‫جنت تجري من تحتها النهر خالدين فيها رضي ال عنهم ورضوا عنه أولئك‬ ‫حزب ال أل إن حزب ال هم المفلحون )سورة المجادلة آية ‪.22‬‬ ‫(اعلم ) أرشدك ال لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد ال وحده مخلصا‬ ‫له الدين ! وبذلك أمر ال جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى ‪( :‬وماخلقت‬ ‫الجن والنس إل ليعبدون ) ‪ . 56‬ومعنى يعبدون ‪ :‬يوحدون ‪.‬‬ ‫وأعظم ما أمر ال به التوحيد ‪ ،‬وهو إفراد ال بالعبادة وأعظم ما نهى عنه‬ ‫الشرك وهو دعوة غيره معه والدليل قوله تعالى ‪( :‬واعبدوا ال ول تشركوا به‬ ‫شيئا )‬ ‫(فإذا قيل لك )‪ :‬ما الصول الثلثة التي يجب على النسان معرفتها ؟‬ ‫فقل ‪ :‬معرفة العبد ربه ‪ .‬ودينه ونبيه محمدا ‪( .‬فإذا قيل لك ) ‪ :‬من ربك ؟‬ ‫فقل ‪ :‬ربي ال الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي‬ ‫معبود سواه ‪ ,‬والدليل قوله تعالى ‪( :‬الحمد ل رب العالمين ) وكل ماسوى ال‬ ‫عالم‬ ‫وأنا واحد من ذلك العالم ‪ (.‬فإذا قيل لك ) ‪ :‬بم عرفت ربك ؟‬ ‫فقل ‪ :‬بآياته ومخلوقاته ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن‬ ‫مخلوقاته السموات السبع والرضون السبع ومن فيهن وما بينهما ‪ ،‬والدليل‬ ‫قوله تعالى ‪:‬‬ ‫( ومن ءايته اليل والنهار والشمس واقمر لتسجدوا للشمس ول للقمر‬ ‫واسجدوا ل الذى خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) ‪.‬سورة فصلت آية ‪. 37‬‬ ‫وقوله تعالى ‪ ( :‬إن ربكم ال الذي خلق السموات وا لرض في ستة أيام ثم‬ ‫استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم‬ ‫مسخرات بأمره أل له الخلق والمر تبارك ال رب العالمين ) ‪ .‬سورة العراف‬ ‫آية ‪.54‬‬

‫والرب هو المعبود ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪ ( :‬يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي‬ ‫خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ‪ ،‬الذي جعل لكم الرض فراشا والسماء‬ ‫بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فل تجعلوا ل أندادا‬ ‫وأنتم تعلمون ) سورة البقرة آية ‪. 22 ، 21‬‬ ‫قال ابن كثير رحمه ال تعالى ‪ :‬الخالق لهذه الشياء هو المستحق للعبادة ‪.‬‬ ‫( وأنواع العبادة ) التي أمر ال بها مثل السلم واليمان ‪ ،‬والحسان ‪ ،‬ومنه‬ ‫الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة ‪ ،‬والرهبة ‪ ،‬والخشوع ‪ ،‬والخشية ‪،‬‬ ‫والنابة ‪ ،‬والستعانة ‪ ،‬والستعاذة ‪ ،‬والستغاثة ‪ ،‬والذبح ‪ ،‬والنذر ‪ ،‬وغير ذلك‬ ‫من العبادة التي أمر ال بها (كلها ل ) والدليل قوله تعالى ‪( :‬وأن المساجد ل‬ ‫فل تدعوا مع ال أحدا ) سورة الجن آية ‪. 18‬‬ ‫فمن صرف منها شيئا لغير ال فهو مشرك كافر والدليل قوله تعالى ‪( :‬ومن‬ ‫يدعو مع ال إلها ء اخر لبرهن له به فإنما حسابه عند ربه إنه ل يفلح‬ ‫الكافرون)‬ ‫سورة المؤمنون آية ‪ .117‬وفي الحديث "الدعاء مخ العبادة " والدليل (وقال‬ ‫ربكم ادعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم‬ ‫داخرين ) سورة غافر آية ‪. 60‬‬ ‫ودليل الخوف قوله تعالى ‪( :‬فل تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) سورة آل‬ ‫عمران آية ‪. 175‬‬ ‫ودليل الرجاء قوله تعالى ‪ …( :‬فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عمل صالحا‬ ‫ول يشرك بعبادة ربه أحدا ) سورة الكهف آية ‪. 110‬‬ ‫ودليل التوكل قوله تعالى ‪…(:‬وعلى ال فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) سورة‬ ‫المائدة آية ‪…( 23‬ومن يتوكل على ال فهو حسبه …)‪.‬‬ ‫سورة الطلق آية ‪. 3‬ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى ‪..( :‬إنهم‬ ‫كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا‬ ‫خاشعين ) ‪.‬‬ ‫ودليل الخشية قولة تعالى ‪…(:‬فل تخشوهم واخشون …) الية سورة المائدة‬ ‫آية ‪. 3‬‬ ‫ودليل النابة قوله تعالى ‪( :‬وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له …) الية سورة‬ ‫الزمر آية ‪. 54‬‬ ‫ودليل الستعانة قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين ) الفاتحة آية ‪ .5‬وفي‬ ‫الحديث " إذا استعنت فاستعن بال " ‪.‬‬

‫ودليل الستعاذة قوله تعالى ‪( :‬قل أعوذ برب الناس ملك الناس ) ‪ .‬ودليل‬ ‫الستغاثة قوله تعالى ‪ ( :‬إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم )‬ ‫الية سورة النفال آية ‪ . 9‬ودليل اذبح قوله تعالى ‪(:‬قل إن صلتي ونسكي‬ ‫ومحياي ومماتي ل رب العالمين لشريك له وبذلك أمرت وأنا‬ ‫أول المسلمين ) سورة النعام آية ‪. 163 ،162‬‬ ‫ومن السنة " لعن ال من ذبح لغير ال " ودليل النذر قوله تعالى ‪( :‬يوفون‬ ‫بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ) سورة الدهر آية ‪. 7‬‬

‫الصل الثاني‬ ‫معرفة دين السلم بالدلة ‪ .‬وهو الستسلم ل بالتوحيد ‪ ،‬والنقياد له‬ ‫بالطاعة ‪ ،‬والخلوص من الشرك ‪ .‬وهو ثلث مراتب ‪:‬‬ ‫(السلم ) و (اليمان ) و ( الحسان )‪،‬وكل مرتبة لها أركان ‪.‬‬ ‫فأركان السلم (خمسة ) شهادة أن لإله إل ال وأن محمدا رسول ال و (إقام‬ ‫الصلة ) و(إيتاء الزكاة ) و( صوم رمضان ) و‬ ‫(حج بيت ال الحرام ) ‪.‬‬ ‫فدليل الشهادة قوله تعالى ‪( :‬شهد ال أنه لإله إل هو والملئكة وأولوا العلم‬ ‫قائما بالقسط لإله إل هو العزيز الحكيم ) سورة‬ ‫آل عمران آية ‪. 18‬ومعناها لمعبود بحق إل ال وحده ‪ .‬و(لإله ) نافيا جميع‬ ‫ما يعبد من دون ال ‪( ،‬إل ال )مثبتا العبادة ل وحده لشريك له في عبادته كما‬ ‫أنه ليس له شريك في ملكه ‪ .‬وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى ‪(:‬وإذ قال‬ ‫إبراهيم لبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إل الذي فطرني فإنه سيهدين‬ ‫وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) الزخرف آية ‪، 28-27_ 26‬‬ ‫وقوله تعالى ‪( :‬قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أل نعبد إل‬ ‫ال ول نشرك به شيئا وليتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون ال فإن تولوا‬ ‫فقولوا شهدوا بأنا مسلمون ) آل عمران آية ‪. 64‬‬ ‫ودليل شهادة أن محمدا رسول ال قوله تعالى ‪( :‬لقد جاءكم رسول من أنفسكم‬ ‫عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) التوبة آية ‪.128‬‬

‫ومعنى شهادة أن محمدا رسول ال ‪:‬طاعته فيما أمر ‪ ،‬وتصديقه فيما أخبر ‪،‬‬ ‫واجتناب ما عنه نهى وزجر ‪ ،‬وأن ل يعبد ال إل بما شرع‪.‬‬ ‫ودليل الصلة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى (وما أمروا إل ليعبدوا ال‬ ‫مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )‬ ‫البينة آية ‪. 5‬‬ ‫ودليل الصيام قوله تعالى (يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على‬ ‫الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة آية ‪. 183‬‬ ‫ودليل الحج قوله تعالى ‪ …( :‬ول على الناس حج البيت من استطاع إليه‬ ‫سبيل ومن كفر فإن ال غني عن العالمين ) آل عمران آية ‪.97‬‬

‫المرتبة الثانية اليمان ‪:‬‬ ‫وهو بضع وسبعون شعبة ‪ .‬فأعلها قول لإله إل ال وأدناها إماطة الذى عن‬ ‫الطريق والحياء شعبة من اليمان ‪.‬‬ ‫وأركانه ستة ‪ :‬أن تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر وبالقدر‬ ‫خيره وشره ‪.‬‬ ‫والدليل على هذه الركان الستة قوله تعالى ‪( :‬ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل‬ ‫المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بال واليوم الخر والملئكة والكتب‬ ‫والنبين …) الية ‪ ،‬البقرة آية ‪.177‬‬ ‫ودليل القدر قوله تعالى ‪( :‬إنا كل شيء خلقناه بقدر ) القمر آية ‪. 49‬‬

‫المرتبة الثالثة ‪ :‬الحسان ركن واحد ‪.‬‬ ‫وهو أن تعبد ال كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪:‬‬ ‫(إن ال مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) النحل آية ‪ ، 128‬وقوله‬ ‫تعالى (وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين‬ ‫إنه هو السميع العليم ) الشعراء آية ‪، 220 -217‬وقوله تعالى‪( :‬وما تكون في‬ ‫شأن وما تتلوا منه من قرء ان ول تعلمون من عمل إل كنا عليكم شهودا إذ‬ ‫تفيضون فيه …) يونس آية ‪.61‬‬

‫(والدليل من السنة ) حديث جبريل المشهور عن عمر بن الخطاب رضى ال‬ ‫إذ طلع علينا رجل شديد بياض‬ ‫عنه ((قال بينما نحن جلوس عند النبي‬ ‫الثياب شديد سواد الشعر ليرى عليه أثر السفر ول يعرفه منا أحد فجلس إلى‬ ‫النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال ‪:‬يا محمد أخبرني‬ ‫عن السلم فقال‪:‬أن تشهد أن ل إله إل ال‪ .‬وأن محمد اً رسول ال‪ ،‬وتقيم‬ ‫الصلة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيل قال‬ ‫‪:‬‬ ‫صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال ‪ :‬أخبرني عن اليمان قال ‪ :‬أن تؤمن بال‬ ‫وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر وبالقدر خيره وشره قال‪ :‬أخبرني عن‬ ‫الحسان ؟ قال‪:‬أن تعبد ال كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال‪ :‬أخبرني‬ ‫عن الساعة ؟ قال ‪:‬ما المسئول عنها بأعلم من السائل ‪ .‬قال ‪ :‬أخبرني عن‬ ‫أماراتها قال‪ :‬أن تلد المة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة يتطاولون في‬ ‫البنيان قال ‪ :‬فمضى فلبثنا ملياً فقال ‪:‬يا عمر أتدرون من السائل؟ قلنا ‪ :‬ال‬ ‫ورسوله أعلم ‪،‬قال‪ :‬هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم )) ‪.‬‬

‫الصل الثالث معرفة نبيكم محمد‬

‫وهو محمد بن عبد ال بن عبد المطلب بن هاشم وهاشم من قريش ‪ ،‬وقريش‬ ‫من العرب ‪ ،‬والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا‬ ‫أفضل الصلة والسلم ‪ .‬وله من العمر ثلث وستون سنة منها أربعون قبل‬ ‫النبوة وثلث وعشرون نبيًا رسولً ‪ .‬نبئ بإقرأ ‪ .‬وأرسل بالمدثر ‪ .‬وبلده مكة‬ ‫بعثه ال بالنذارة عن الشرك ويدعو إلى التوحيد ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪ ( :‬يأيها‬ ‫المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فهجر ول تمنن تستكثر ولربك‬ ‫فاصبر ) المدثر آية ‪ ، 7-1‬ومعنى قم فأنذر ‪ :‬ينذر عن الشرك ويدعو إلى‬ ‫التوحيد ‪ ،‬وربك فكبر عظمه بالتوحيد ‪ ،‬وثيابك فطهر‪ :‬أي طهر أعمالك من‬ ‫الشرك والرجز‪ :‬الصنام ‪،‬وهجرها ‪ :‬تركها وأهلها والبراءة منها وأهلها ‪ .‬أخذ‬ ‫على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد‪ ،‬وبعد العشر عرج به إلى السماء‬ ‫وفرضت عليه الصلوات الخمس ‪ ،‬وصلى في مكة ثلث سنين وبعدها أمر‬ ‫بالهجرة إلى المدينة ‪ .‬والهجرة النتقال من بلد الشرك إلى بلد السلم ‪.‬‬ ‫والهجرة فريضة على هذه المة من بلد السلم ‪ ،‬وهى باقيه إلى أن تقوم‬ ‫الساعة ‪.‬والدليل قوله تعالى ‪( :‬إن الذين توفاهم الملئكة ظالمي أنفسهم قالوا‬ ‫فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الرض قالوا ألم تكن أرض ال واسعة‬ ‫فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرًا إل المستضعفين من‬ ‫الرجال والنساء والولدان ل يستطيعون حيلة ول يهتدون سبيل فأولئك عسى‬ ‫ال أن يعفو عنهم وكان ال عفوّا غفوراً ) النساء آية ‪. 99-97‬وقوله تعالى‬ ‫‪(:‬ياعبادى الذين ءامنوا إن أرضى واسعة فإيي فاعبدون ) ‪ .‬العنكبوت آية ‪. 56‬‬ ‫قال البغوي رحمه ال ‪:‬سبب نزول هذه الية في المسلمين الذين في مكة لم‬ ‫يهاجروا ناداهم ال باسم اليمان ‪.‬‬ ‫والدليل على الهجرة من السنة قوله‪):‬لتنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ول‬ ‫تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ( فلما استقر في المدينة أمر ببقية‬ ‫شرائع السلم مثل الزكاة ‪ .‬والصوم ‪.‬والحج ‪ .‬والذان ‪ .‬والجهادوالمر‬ ‫بالمعروف ‪ ،‬والنهي عن المنكر ‪ ،‬وغير ذلك من شرائع السلم ‪ ،‬أخذ على هذا‬ ‫عشر سنين ‪ .‬وتوفي صلوات ال وسلمه عليه ودينه باق وهذا دينه لخير إل‬ ‫دل المة عليه ول شر إل حذرها منه ‪ ،‬والخيرالذي دلها عليه التوحيد وجميع‬ ‫مايحبه ال ويرضاه ‪،‬والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع مايكره ال‬ ‫ويأباه ‪ ،‬بعثه ال إلى الناس كافة ‪ ،‬وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن‬ ‫والنس ‪.‬والدليل قوله تعالى‪(:‬قل يأيها الناس إني رسول ال إليكم جميعا …)‬ ‫العراف آية ‪ ، 158‬وكمل ال به الدين ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪ …( :‬اليوم أكملت‬ ‫لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم دينا …) المائدة آية ‪. 3‬‬ ‫والدليل على موته قوله تعالى‬

‫(إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيمة عند ربكم تختصمون) الزمر آية‬ ‫‪ .31 ، 30‬والناس إذا ماتوا يبعثون ‪ ،‬والدليل قوله تعالى (منها خلقنكم وفيها‬ ‫نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) طه آية ‪. 55‬‬

‫وقوله تعالى (وال أنبتكم من الرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا )‬ ‫نوح آية ‪18 ، 17‬وبعد البعث محاسبون ومجزيون بأعمالهم ‪ ،‬والدليل قوله‬ ‫تعالى ‪( :‬ول ما في السموات وما في الرض ليجزي الذين أساؤ بما عملوا‬ ‫ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ) النجم آية ‪ . 31‬ومن كذب بالبعث كفر ‪،‬‬ ‫والدليل قوله تعالى (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم‬ ‫لتنبؤن بما عملتم وذلك على ال يسير ) التغابن آية ‪ ، 7‬وأرسل ال جيع الرسل‬ ‫مبشرين ومنذرين ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪( :‬رسل مبشرين ومنذرين لئل يكون‬ ‫للناس على ال حجة بعد الرسل ) النساء آية ‪ ، 165‬وأولهم نوح عليه السلم‬ ‫وآخرهم محمد وهو خاتم النبيين والدليل على أن أولهم نوح قوله تعالى (إنا‬ ‫أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبين من بعده ) النساء آية ‪ ، 163‬وكل أمة‬ ‫بعث ال إليهم رسول من نوح إلى محمد يأمرهم بعبادة ال وحده وينهاهم عن‬ ‫عبادة الطاقوت ‪ ،‬والدليل قوله تعالى (ولقد بعثنا في كل أمة رسول أن اعبدوا‬ ‫ال واجتنبوا الطغوت ) النحل آية ‪ ، 36‬وافترض ال علىجميع العباد الكفر‬ ‫بالطاغوت واليمان بال ‪.‬‬ ‫قال ابن القيم رحمه ال تعالى ‪ :‬معنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود أو‬ ‫متبوع أو مطاع والطواغيت كثيرون ‪ .‬ورؤسهم خمسة ‪ ،‬إبليس لعنه ال ‪ ،‬ومن‬ ‫عبد وهو راض ‪ ،‬ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه ومن ادعى شيئا من علم‬ ‫الغيب ‪ ،‬ومن حكم بغير ماأنزل ال ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪( :‬لإكراه في الدين قد‬ ‫تبين الرشد من الغى فمن يكفر بالطغوت ويؤمن بال فقد استمسك بالعروة‬ ‫الوثقى لانفصام لها وال سميع عليم ) البقره آية ‪ 156‬وهذا هو معنى لإله‬ ‫الال ‪.‬‬ ‫وفي الحديث "رأس المر السلم وعموده الصلة وذروة سنامه الجهاد في‬ ‫سبيل ال " وال أعلم ‪.‬‬ ‫(تمت الصول الثلثة ويليها شروط الصلة وهي تسعة )‬

Related Documents


More Documents from ""