The Truth About Islam Arabic

  • May 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View The Truth About Islam Arabic as PDF for free.

More details

  • Words: 33,273
  • Pages: 85
‫الحقيقـة‬ ‫حوار صريح عن ‪:‬‬ ‫هل السلم من عند ال‬ ‫بقلـم‬ ‫خادم الرب‪ :‬بولس عبد المسيح‬ ‫الشيخ محمد النجار سابقاً‬

‫حوار صريح حول السلم‬ ‫إنه حوار صريح يسعى إلى معرفة حقائق السلم‪ ،‬وهل هو حقا دين سماوي من عند ال ؟؟‪..‬‬ ‫محاولً الجابة على هذا السؤال الهام موثقا إجابتي من مصادر السلم ذاته من خلل سرد‬ ‫تاريخ لكيفية نشأة السلم على ضوء ما جاء ‪:‬‬ ‫‪ -1‬بالسيرة النبوية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬كتب مؤرخي السلم ‪.‬‬ ‫‪ -3‬إلقاء الضوء على التباين الواضح ما بين العهدين ‪ :‬المدني والمكي ‪.‬‬ ‫مع عمل ‪ -‬مقارنة ‪ -‬بما جاء في السلم من تعاليم ‪.‬‬

‫وبما جاء به الدين المسيحي من تعاليم ‪ ،‬ول سيما في هذه المسائل التالية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬أسلوب نشر الدعوة‬ ‫‪ -2‬سقوط آدم وقضية القصاص والخلص‬ ‫‪ -3‬مسألة الحساب في الخرة ‪ -‬دينونة ال العادلة لكل البشر‬ ‫‪ -4‬كيفية معاملت المؤمنون ‪ -‬العداء والمخالفين‬ ‫‪ -5‬مكانة بني إسرائيل ‪ -‬مقارنة ما بين ذرية إسحق وذرية إسماعيل‬ ‫‪ -6‬الحالة التي سيكون عليها المؤمن في الجنة‬ ‫‪ -7‬الزواج‬ ‫‪ -8‬مكانة المرأة‬ ‫والعديد من المسائل الخرى منها ‪:‬‬ ‫‪ -1‬علقة النبي بالرهبان ‪.‬‬ ‫‪ -2‬علقة ورقة بن نوفل بالقرآن والناسخ والمنسوخ‪.‬‬ ‫‪ -3‬اليات التي ألقاها الشيطان ‪.‬‬ ‫‪ -4‬مسيحي الجزيرة العربية ‪ ،‬الخ ‪...‬‬

‫تصديـر ‪:‬‬ ‫ت سنوات طويلة من عمري مقاوما للرب يسوع وكنيسته وشعبه حتى ظهر لي‬ ‫أمضي ُ‬ ‫بالكعبة ليدعوني إليه ‪ ،‬فلبّيت دعوته وتحوّلت حياتي كلها وأصبحتُ أسعد إنسان في الوجود ‪،‬‬ ‫وندمتُ على كل دقيقة مرت من عمري وأنا بعيدا عنه وعاملني المسيح بكل حن ّو ورفق حتى‬ ‫ت أن أكرس حياتي لجل اسمه المبارك ‪.‬‬ ‫أخجلتني محبته ‪ ،‬وقرر ُ‬ ‫ت من الضطهاد تذكرتُ خطاياي وقلتُ تأملي يا نفسي وذوقي آلم الحبيب‬ ‫وكلما عاني ُ‬ ‫لكن الرب يسوع الحنون ل يدعني أتألم ‪ ،‬فهو دوما يعزيني ويمنحني السلم والطمأنينة‬ ‫وسط المعارك ‪ ،‬ويمد يده الحنونة ليخرجني سالما من وسط أتون النار ‪ ,‬وقد رأت عيناي‬ ‫ن به ثقة مطلقة ‪ ،‬لن إلهي‬ ‫ن أومَ ْ‬ ‫عجائب ل يسوغ لنسان أن ينطق بها جعلتني أثق في مَ ْ‬ ‫الذي أؤمن به ليس خيا ًل ول وهما بل هو يسوع المخلص ‪ ...‬الله القدير الحي ‪ ،‬الذي أراه‬ ‫بوضوح رؤية العين والروح والعقل ‪ ,‬ول توجد قوة في الوجود تستطيع أن تفصلني عن‬

‫إلهي الذي أحبني بل حدود والذي أحببته بكل قواي والذي من أجله يهون كل شيء‬ ‫ويرخص كل غال ‪ ،‬وكل ما أبغيه وغاية ما أتطلع إليه هو أن أرحل سريعأً من هذا جسد‬ ‫الموت وأنعم معه في البدية حيث الراحة الحقيقية ‪.‬‬ ‫نعم أتطلع بكل شوق لهذا اليوم المقدس الذي تُسفك فيه دمائي من أجل المسيح ربي‬ ‫وإلهي ومخلصي ‪.‬‬

‫الهــداء ‪:‬‬ ‫أول" ‪ :‬أهدي إلى سيدي الحبيب إلهي ومخلصي يسوع المسيح الذي فدى من القبر‬ ‫حياتي ‪ ،‬وأخرج من السجن نفسي ‪ ،‬فتحررت من أسر الشيطان ‪ ،‬وصرت مسيحيا ‪.‬‬ ‫والهداء أيضا ‪:‬‬ ‫إلى خدام المسيح المناء ‪ ،‬أولئك الطهار النقياء الذين شملوني بكل رعايتهم ومحبتهم‬ ‫في وقت الشدائد والضيقات وكان لسلوكهم الصالح القدوة الروحية التي من خللها تعرّفت عن‬ ‫قرب عظمة التعاليم المسيحية وكيف تجعل النسان سعيدا منتصرا متشبها بالملئكة الطهار ‪,‬‬ ‫فإلى هؤلء المرشدين الروحيين الباذلين حياتهم لجل رعية المسيح ‪ ،‬سواء في البراري ‪ ،‬أو‬ ‫في العالم وسط رعيتهم ‪ ،‬يقودونهم بحكمة ومحبة وقداسة إلى الرب يسوع ‪.‬‬ ‫وأيضا ‪:‬‬ ‫إلى كل النفوس الباحثة عن الحق سواء من اخوتي المسلمين أو اخوتي المسيحيين‬ ‫الذين ضلوا عن حظيرة اليمان ‪.‬‬ ‫وأيضا ‪:‬‬ ‫إلى ذلك الجندي المجهول الذي يعمل في صمت ‪ ،‬وإليه يرجع الفضل في كل ما أكتب‬ ‫سواء في وطني أو خارجه ‪.‬‬ ‫أرجو من ال أن يستخدم هذا العمل المتواضع لمجد اسمه القدوس ‪.‬‬

‫هذا الكتاب هو محصلة حواري مع إخواني المسلمين ‪ ,‬وأنه لشيء ممتع أن يظل الحوار قائما‬ ‫بين أصحاب الديان المختلفة ول سيما الخوة المسلمين ‪ ,‬وقد نتفق أو نختلف معهم ونحن‬ ‫ساعين في حوارنا لبلوغ الحق ‪ ،‬لكن يبقى الحب في قلوبنا تجاههم ‪.‬‬ ‫وحواري معهم كثيرا ما يمتعني متعة ل يدركها إل من عاش بينهم كواحد منهم ‪ ،‬وقد‬ ‫كنت أحد هؤلء ‪ ،‬وفاق ذلك أنني كنت من رجال الدين السلمي ‪ ،‬ول يزال السم الذي‬ ‫أحمله بينهم هو محمد ‪ ،‬وقد كان لي مع إخوتي المسلمين صداقات وذكريات حافلة بالمشاعر‬ ‫النسانية ‪ ،‬بعضها ظل باقيا رغم ارتدادي عن السلم ‪ ،‬لكن معظمها فقدته لن أغلبية‬ ‫أصدقائي ومعارفي خلطوا ما بين تلك المشاعر النسانية النبيلة وما بين التجاهات الدينية ‪،‬‬ ‫فلم يكتفوا بمقاطعتي فقط ‪ ،‬بل سعوا في إيذائي ‪ ،‬ظنا منهم إنما بذلك يقدمون خدمة ل ‪ ،‬وحتى‬ ‫هؤلء المضايقون فإنني ل زلت أحمل لهم كل الحب ‪ ،‬ول أتردد في الحوار معهم ‪ ,‬لكن من‬ ‫المؤسف له جدا" أن أغلبية الخوة المسلمين يضيقون بسماع الرأي الخر ‪ ،‬اعتقادا منهم بأنهم‬ ‫الوحيدون فقط أصحاب الرأي الصحيح ‪ ،‬وكل ما عداهم على خطأ ‪ ،‬وأنه ل دين آخر أحق‬ ‫بالتباع إل ‪ :‬دين السلم ‪.‬‬

‫عنْدَ الّلهِ ا ِلسْلَامُ‬ ‫إِنّ الدّينَ ِ‬

‫(سورة آل عمران ‪)3:19‬‬

‫سرِينَ‬ ‫خرَ ِة مِنَ الخَا ِ‬ ‫ن يُ ْق َب َل مِ ْنهُ وَ ُهوَ فِي ال ِ‬ ‫غ ْيرَ ا ِلسْلمِ دِينا َفلَ ْ‬ ‫ن يَ ْبتَغِ َ‬ ‫َومَ ْ‬ ‫(سورة آل عمران ‪)3:85‬‬

‫وأن اليهود والمسيحيين على ضلل ول يدينون بدين الحق الذي هو السلم فقط‬ ‫(سورة التوبة ‪)32-9:29‬‬

‫وإن أراد ال أن يهدي إنسانا فيشرح قلبه للسلم‬ ‫(سورة النعام ‪)6:125‬‬

‫فهو الدين الحق ول بد أن يلغي كل الديان ويظهر على الدين كله‬ ‫(سورة الصف ‪)61:9‬‬

‫وهكذا يعتقد المسلمون أن دينهم فقط هو الدين الحق ‪ ،‬وكل من يخالفهم فهو كافر‬ ‫يستوجب قتله وليس الحوار معه ‪ ,‬لكن توجد قلة واعية من المسلمين يتقبلون الحوار معي‬ ‫رغم علمهم المسبق بأنني مرتد عن السلم وأعبّر عن الرأي الخر ‪ ,‬فعن هؤلء القلة أسجل‬ ‫هذا الحوار الذي يتضمن آراء متبادلة ‪ ،‬وليس رأيا واحدا يفرض ذاته ويدّعي أنه الرأي‬ ‫الوحد ‪ ,‬ويحجب بقية الراء الخرى ‪ ،‬وعندما يتم طرح الرأي ‪ ،‬والرأي الخر المخالف له‬ ‫يستطيع النسان أن يفاضل بينهما ويختار ما يرتضيه ضميره ‪ ،‬وما يتقبله عقله ‪ ،‬بدون‬ ‫إرهاب وتخويف وإلغاء حرية وإرادة النسان ‪ ,‬وقد كانت لي محاورات كثيرة مع إخوتي‬ ‫المسلمين في وطني مصر ذات الغلبية المسلمة ‪ ،‬فقمت بتسجيل بعضها في كتاب لم يطبع بعد‬ ‫يحمل عنوان ‪( :‬رسالة إلى صديقي المسلم) أرجو أن أتمكن من طباعته حتى تعم الفائدة ‪،‬‬ ‫ول سيما لهؤلء الذين لم يسبق لهم معرفة الرأي الخر ‪ ,‬وما هي أسانيده التي يستند عليها ‪.‬‬

‫أما كتابي هذا (هل السلم من عند ال ؟؟‪ )..‬فهو حصيلة محاوراتي هنا في هولندا‬ ‫أجريته مع اخوة مسلمين من جنسيات مختلفة ‪ ،‬وأشكر ال أنني أحتفظ بصداقة معظمهم رغم‬ ‫التباين الكبير بين آراء كل منا ‪ ،‬لكن هذا لم يمنع حدوث احتكاكات مع بعضهم وحدوث‬ ‫تصرفات مؤلمة من جانبهم ‪ ,‬وقد حاول أحدهم خنقي بيده ‪ ،‬وآخر هددني بالقتل ‪ ،‬ناهيك على‬ ‫السيل العارم من الشتائم الجارحة ‪ ،‬لكني أحب الجميع ‪ ,‬والمسيحية التي آمنت بها تعلمني أن‬ ‫المحبة تحتمل كل شيء من أجل بلوغ الهدف وهو ال ‪ -‬أسمى هدف يمكن أن يبلغه النسان‬ ‫ وقد وضع ال في قلبي محبة كبيرة جدا لخوتي المسلمين ‪ ،‬ليس ذلك فحسب بل ما هو أبعد‬‫من ذلك ‪ ،‬فلقد شاء ال أن يختارني للتبشير لهم بالرب يسوع المخلص الوحيد والذي ل‬ ‫يوجد أحد غيره ينبغي به أن يخلص النسان ؟‪..‬‬ ‫فهذه هي رسالتي تجاههم ‪ ،‬والتي لجلها أعيش ولجلها أيضا سأموت حينما يحين‬ ‫الوقت وهو الن صار قريبا جدا عن أي وقت مضى ‪.‬‬ ‫لن ما كنت أقوله هامسا صرت أنادي به بصوت عالٍ ‪.‬‬ ‫وعدو الخير ل يبغي أن يعلو صوت الحق المعلن في شخص المسيح الذي أحمل اسمه‬ ‫لخوتي المسلمين لذلك سوف يسعى لخماد هذا الصوت ‪ ،‬لنه منذ البدء وهو يناصب النسان‬ ‫العداء ويحجب عنه النور ليرى الحق فيهتدي ‪ -‬ويصم أذنيه حتى ل يسمع صوت الحق‬ ‫فيخلص ‪ -‬لن في خلص النسان تقويضا لمملكة الشيطان المظلمة ‪ ,‬لذلك نراه قد أضل أمما‬ ‫وشعوبا وألقاهم في بحور التيه فبقيت شاردة عن الحق ‪ ,‬وهذا الحق أعلن في شخص المسيح‬ ‫القائل ‪:‬‬

‫أنا هو الطريق والحق والحياة ‪ ,‬من يتبعني ل يمشي في الظلمة ‪.‬‬ ‫ويقول معلنا عن فحوى رسالته ‪:‬‬

‫أتيت للناس لتكون لهم حياة وتكون لهم أفضل ‪.‬‬ ‫أتى المسيح ليبحث عن الضال ويفتش عن المفقود ‪ ،‬ليحرر المأسورين ‪ ،‬ويشفي‬ ‫منكسري القلوب ‪ -‬لنه قصبة مرضوضة ل يقصف وفتيلة مدخنة ل يطفئ ‪ ,‬لم يكن جزارا‬ ‫يذبح الناس ‪ ،‬بل طبيبا رحيما يعالج أوجاع البشر ‪ ،‬يريد رحمة ل ذبيحة ‪ ،‬يفتح ذراعيه بكل‬ ‫الحب لكل الناس قائلً لهم ‪ :‬تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الحمال وأنا أريحكم ‪ -‬إنه‬ ‫محب البشر الذي لم يسفك دماء أحد ‪ -‬وردّ على الش ّر بالحب ‪ ،‬وأرسى في العالم أسمى‬ ‫تعاليم عرفها البشر في المحبة والطهر والمغفرة والسلم ‪.‬‬ ‫نسأل ملك السلم أن يمنح سلمه لنا حتى تتنقّى ضمائرنا وتصفو نفوسنا ‪ ،‬ونفوز‬ ‫بالحياة البدية معه ‪ -‬في جنة مقدسة ليس فيها حوريات ‪ ،‬وليس بها ملذات حسية ‪ ،‬بل نكون‬ ‫فيها كملئكة ال في السماء ‪ ،‬ننعم بحضرته البهية ونسبّح اسمه القدوس ‪.‬‬ ‫وفقنا ال جميعا لحسن معرفته ومحبته وطاعته ‪ ،‬آمين‬

‫المؤلف‬

‫أسلوب نشر الدعوة‬ ‫كلمات مضيئة ذات معاني عميقة من النجيل‬ ‫حسِ َبنِي َأمِينا ً‪ ،‬إِذْ جَعَ َلنِي‬ ‫ح َيسُوعَ َربّنَا الذِي ّقوَانِي ‪َ ،‬أ ّنهُ َ‬ ‫وََأنَا َأشْ ُكرُ ال َمسِي َ‬ ‫حمْت ُ‪ ،‬لنّي‬ ‫طهِدا َومُ ْفتَرِيا‪ .‬وَل ِك ّننِي رُ ِ‬ ‫ل مُجَدّفا َو ُمضْ َ‬ ‫ِللْخِ ْدمَة ِ‪َ ،‬أنَا الذِي ُكنْتُ َقبْ ً‬ ‫حبّةِ التِي‬ ‫ت نِ ْع َمةُ رَ ّبنَا جِدّا مَعَ الِيمَانِ وَا ْلمَ َ‬ ‫عدَمِ إِيمَانٍ‪َ .‬وتَفَاضَلَ ْ‬ ‫ج ْهلٍ فِي َ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫فَ َعلْ ُ‬ ‫فِي ال َمسِيحِ َيسُوع َ‪.‬‬ ‫صَادِ َقةٌ ِهيَ ال َكِلمَةُ َو ُمسْتَحِ ّقةٌ ُكلّ ُقبُولٍ‪َ :‬أنّ ال َمسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى العَالَ ِم‬ ‫ظ ِهرَ َيسُوعُ ال َمسِيحُ ِفيّ‬ ‫حمْتُ‪ِ :‬ليُ ْ‬ ‫خلّصَ الخُطَاةَ الذِينَ َأوُّلهُمْ َأنَا ‪ .‬ل ِك ّننِي لِهذَا رُ ِ‬ ‫ِليُ َ‬ ‫لبَ ِد ّيةِ ‪1( .‬تيمو ‪)16-1:12‬‬ ‫حيَاةِ ا َ‬ ‫ن ُي ْؤ ِمنُوا ِبهِ ِللْ َ‬ ‫َأنَا َأوّلً ُكلّ َأنَاةٍ ‪ِ ،‬مثَالً ِللْ َعتِيدِينَ أَ ْ‬ ‫إلى الخ ‪ :‬ام ‪ /‬ع‬ ‫بسم ال الرحمن الرحيم‬ ‫السلم عليكم‬ ‫ل تدهش يا أخي لنني بدأت لك رسالتي كما يبدأها الخوة المسلمون ‪ ,‬فالواقع أنها‬ ‫مسيحية الصل ‪.‬‬ ‫فعندما نقول بسم الب فنحن نعني بسم ال ‪ ,‬فال موجود ول أحد يستطيع أن ينكر ذلك‬ ‫ فهذا الوجود الزلي نطلق عليه لفظ الب ‪.‬‬‫وعندما نقول البن فإننا نعني الرحمن ‪ -‬والرحمن هو عقل ال الذي يدير هذا الكون‬ ‫بدقة متناهية ‪ -‬وهو عاقل ناطق وسبق وتكلم مع النبياء حتى سُمي موسى النبي كليم ال ‪,‬‬ ‫فالبن هو عقل ال الناطق الذي هو كلمة ال لهداية البشر وهو المسيح ‪.‬‬ ‫ويقول القرآن إن المسيح هو كلمة ال ‪.‬‬ ‫(سورة آل عمران ‪ )3:45‬و(سورة النساء ‪)4:171‬‬

‫وعندما نقول الروح القدس فإننا نعني الرحيم ‪ -‬وهو روح ال ‪ -‬فال حي بروحه‬ ‫(سورة النبياء ‪)21:91‬‬ ‫وليس ميتا ‪ -‬ويقول القرآن عن المسيح إنه روح ال أيضا" ‪.‬‬ ‫وهكذا فال موجود بذاته نطلق عليه لفظ الب‬ ‫وال ناطق بعقله ونطلق عليه لفظ البن‬ ‫وال حي بروحه نطلق عليه لفظ الروح القدس‬ ‫فهو موجود بذاته ‪ -‬ناطق بعقله ‪ -‬حي بروحه ‪ -‬والثلثة هم واحد ‪.‬‬

‫هذا الواحد هو ال ‪ ،‬الرحمن ‪ ،‬الرحيم ‪ ،‬الب والبن والروح القدس ‪-‬‬ ‫إله واحد ‪ ،‬آمين ‪.‬‬ ‫ول تدهش أيضا لني حييتك بتحية السلم السلم عليكم فهي الخرى تحية مسيحية‬ ‫الصل ‪ ،‬وقد أعطى المسيح لها معاني أكبر وليس مجرد تحية ‪ ،‬إذ قال ‪:‬‬ ‫طوبى لصانعي السلم‬ ‫ويقول القرآن عن المسيح أنه ينبوع السلم ‪ ،‬وأن السلم يظلله أينما كان ‪:‬‬

‫حيّا‬ ‫ي َيوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ َأمُوتُ َويَوْمَ ُأبْعَثُ َ‬ ‫عَل ّ‬ ‫لمُ َ‬ ‫وَالسّ َ‬ ‫(سورة مريم ‪)19:33‬‬

‫أما بعد‬ ‫فإنه ليسعدني كثيرا موافقتكم على الحوار معي ‪ ,‬فلقد نشأنا في ظل مجتمعات تخشى‬ ‫إقامة الحوار الصريح حتى ل تنهار بعدما يكشف الحوار حقائق المور ‪ ,‬تقول يا صديقي ‪:‬‬ ‫إن أكبر دليل يؤكد أن السلم من عند ال هو احترامه لعقائد الخرين ‪ ,‬ولم يُكره أحدا‬ ‫وانتشر في العالم بالموعظة الحسنة والقناع ‪ ,‬وأن كل ما يشاع عن السلم من أنه انتشر‬ ‫بحد السيف مجرد أكاذيب عارية تماما من الصحة ‪ ,‬وأنك تتحدى أن يثبت لك أحد عكس ذلك‬ ‫وأنا أقول لك ‪:‬‬

‫بل إكراه في الدين‬

‫وإجابتي عليك يا صديقي أن إثبات عكس ما تقوله ل يستدعي التحدي وإجهاد العقل ‪،‬‬ ‫فالقرآن يورد العديد من اليات الواضحة التي تؤكد وجوب القتال كوسيلة مشروعة لنشر‬ ‫السلم ومحاربة الكفار والمشركين والمنافقين حتى يكون الدين كله ل ‪ ,‬ليس ذلك فحسب بل‬ ‫وقتال المؤمنين أيضا من أهل الكتاب حتى يؤمنوا بالسلم ‪ ،‬أو يدفعوا الجزية عن يد وهم‬ ‫صاغرون ‪.‬‬ ‫كما يقول القرآن ويقول شيخ السلم ابن تيمية ‪ :‬أمر ال بقتال أهل الكتاب حتى يسلموا‬ ‫أو يدفعوا الجزية ‪ ،‬صغارا ونقمة لهم ‪ ,‬وسيرة السلم حافلة بقصص هذا القتال الذي بدأ‬

‫بحملت مكونة من سرايا قليلة العدد كان من مهامها السطو على القوافل المارّة وسلب‬ ‫غنائمها ‪ ،‬ثم تطورت السرايا إلى غزوات حربية بها أعداد أكبر من المحاربين ‪ ،‬وسوف نشير‬ ‫إلى هذه السرايا والغزوات ‪ ،‬وأخيرا الفتوحات وهي التطور والتوسع في مفهوم القتال وأهدافه‬ ‫ولنبدأ أولً بتحريض القرآن للمسلمين على القتال واعتباره مكتوبا عليهم ‪:‬‬

‫عَليْكُمُ ال ِقتَالُ‬ ‫ُكتِبَ َ‬

‫(سورة البقرة ‪)2:216‬‬

‫حرّضِ ال ُم ْؤ ِمنِينَ عَلَى ال ِقتَالِ‬ ‫يَا َأ ّيهَا ال ّن ِبيّ َ‬

‫(سورة النفال ‪)8:65‬‬

‫حتّى َل تَكُونَ ِفتْ َنةٌ وَيَكُونَ الدّينُ ُكّلهُ ِلّلهِ‬ ‫وَقَاتِلُو ُهمْ َ‬

‫(سورة النفال ‪)8:39‬‬

‫ن ِبهِ عَ ّدوَ الّلهِ َوعَ ّدوَكُمْ‬ ‫خ ْيلِ تُرْ ِهبُو َ‬ ‫ط ْعتُمْ مِنْ ّقوَةٍ َومِنْ رِبَاطِ ال َ‬ ‫وَأَعِدّوا َل ُه ْم مَا ا سْتَ َ‬ ‫(سورة النفال ‪)8:60‬‬

‫ث ثَقِ ْفتُمُوهُمْ‬ ‫حيْ ُ‬ ‫وَا ْقتُلُوهُمْ َ‬

‫(سورة البقرة ‪)2:191‬‬

‫شيْطَانِ‬ ‫فَقَاتِلُوا َأ ْوِليَاءَ ال ّ‬

‫(سورة النساء ‪)4:76‬‬

‫حرّضِ ال ُم ْؤ ِمنِينَ‬ ‫سبِيلِ الّلهِ ‪ ,‬وَ َ‬ ‫فَقَاتِلْ فِي َ‬

‫(سورة النساء ‪)4:84‬‬

‫حيَاةَ ال ّد ْنيَا‬ ‫ن َيشْرُونَ ال َ‬ ‫سبِيلِ الّلهِ الذِي َ‬ ‫فَ ْليُقَا ِتلْ فِي َ‬

‫(سورة النساء ‪)4:74‬‬

‫سبِيلِ الّلهِ‬ ‫وَقَاتِلُوا فِي َ‬

‫(سورة البقرة ‪)2:190‬‬

‫فَِإذَا لَقِيتُمُ الذِينَ كَ َفرُوا َفضَرْبَ الرّقَابِ‬

‫(سورة محمد ‪)47:4‬‬

‫حيْثُ وَجَ ْد ُتمُوهُمْ‬ ‫وَا ْقتُلُوهُمْ َ‬

‫(سورة النساء ‪)4:89‬‬

‫حتّى لَا تَكُونَ ِف ْت َنةٌ‬ ‫وَقَاتِلُو ُهمْ َ‬

‫(سورة البقرة ‪)2:193‬‬

‫شرِكِينَ كَا ّفةً‬ ‫وَقَاتِلُوا ال ُم ْ‬

‫(سورة التوبة ‪)9:36‬‬

‫فَقَاتِلُوا َأ ِئ ّمةَ الكُ ْفرِ ِإ ّنهُمْ لَ َأيْمَانَ َلهُم‬

‫(سورة التوبة ‪)9:12‬‬

‫عنَاقِ وَاضْ ِربُوا ِمنْهُمْ ُك ّل َبنَانٍ َذلِكَ بِ َأ ّنهُمْ شَاقّوا الّلهَ َورَسُولَه ُ‬ ‫ض ِربُوا َفوْقَ الَ ْ‬ ‫فَا ْ‬ ‫(سورة النفال ‪)13-8:12‬‬

‫أَ َل تُقَاتِلُونَ َقوْما نَ َكثُوا َأ ْيمَانَهُمْ‬ ‫حيْثُ وَجَ ْد ُتمُوهُمْ‬ ‫شرِكِينَ َ‬ ‫َا ْقتُلُوا ال ُم ْ‬

‫(سورة التوبة ‪)9:14‬‬

‫(سورة التوبة )‬

‫شفِ صُدُورَ َق ْو ٍم ُمؤْ ِمنِينَ‬ ‫خزِهِمْ‪ ,,,‬وَ َي ْ‬ ‫قَا ِتلُوهُ ْم يُعَ ّذ ْبهُمُ الّل ُه بِ َأيْدِيكُمْ وَيُ ْ‬ ‫(سورة التوبة ‪)9:13‬‬

‫سبِيلِ الّلهِ‬ ‫وَقَاتِلُوا فِي َ‬

‫(سورة البقرة ‪)2:244‬‬

‫ن يُ َقتّلُوا َأوْ‬ ‫جزَاءُ الذِينَ يُحَا ِربُونَ الّلهَ َو َرسُو َلهُ َو َيسْ َعوْنَ فِي ا َلرْضِ َفسَادا َأ ْ‬ ‫َ‬ ‫(سورة المائدة ‪)5:33‬‬ ‫جُلهُمْ‬ ‫يُصَّلبُوا َأ ْو تُقَطّعَ َأيْدِيهِمْ وََأرْ ُ‬ ‫ولم يقتصر القرآن على التحريض لقتال الكافرين فقط ‪ ،‬بل تعداه التحريض على قتال‬ ‫المؤمنين من أهل الكتاب اليهود والمسيحيين وذلك من قوله‪:‬‬

‫حرّمَ الّلهُ َورَسُولُه‬ ‫ح ّرمُونَ مَا َ‬ ‫خرِ وَ َل يُ َ‬ ‫قَا ِتلُوا الذِينَ لَ ُيؤْ ِمنُونَ بِا لّلهِ وَ َل بِا ْل َيوْمِ ال ِ‬ ‫(سورة التوبة ‪)9:29‬‬

‫ن يَدٍ وَهُمْ‬ ‫عْ‬ ‫ج ْزيَةَ َ‬ ‫حتّى يُعْطُوا ال ِ‬ ‫ق مِنَ الذِينَ أُوتُوا ال ِكتَابَ َ‬ ‫وَ َل يَدِينُونَ دِينَ الحَ ّ‬ ‫(سورة التوبة ‪)9:29‬‬ ‫غرُونَ‬ ‫صَا ِ‬ ‫ليس قتالهم فحسب ‪ ،‬بل تعداه إلى نهب ممتلكاتهم وسلب أراضيهم وسبي نساءهم‬ ‫وأولدهم ‪ ،‬وذلك من قوله‪:‬‬

‫عبَ‬ ‫صيَاصِيهِمْ َوقَ َذفَ فِي ُقلُوبِهِمُ الرّ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫وََأ ْن َزلَ الذِينَ ظَا َهرُوهُ ْم مِنْ أَ ْهلِ ال ِكتَابِ مِ ْ‬ ‫ضهُمْ وَ ِديَارَهُمْ َوَأمْوَا َلهُمْ‬ ‫سرُونَ َفرِيقا وََأ ْورَثَ ُكمْ َأ ْر َ‬ ‫َفرِيقا تَ ْقتُلُونَ وَت ْأ ِ‬ ‫(سورة الحزاب ‪ 33:26‬و ‪)27‬‬

‫ويقول المام مسلم ‪:‬‬ ‫قسم رسول ال أموالهم ونساءهم بين المسلمين ‪.‬‬ ‫ويقول القرآن في تصوير هذا العتداء الظالم ‪:‬‬

‫ش ِر مَا‬ ‫ح ْ‬ ‫ب مِنْ ِديَارِهِمْ َل ّولِ ال َ‬ ‫خ َرجَ الذِينَ كَ َفرُوا مِنْ أَ ْهلِ ال ِكتَا ِ‬ ‫ُهوَ الذِي أَ ْ‬ ‫حيْثُ لَمْ‬ ‫حصُو ُنهُمْ مِنَ الّلهِ َفَأتَاهُمُ الّلهُ مِنْ َ‬ ‫ظنّوا َأ ّنهُ ْم مَانِ َع ُتهُمْ ُ‬ ‫خرُجُوا وَ َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ظ َننْتُمْ أَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ن بُيُو َتهُ ْم بِ َأيْدِيهِمْ وََأيْدِي ال ُم ْؤ ِمنِينَ‬ ‫خ ِربُو َ‬ ‫ب يُ ْ‬ ‫سبُوا وَقَ َذفَ فِي ُقلُو ِبهِمُ الرّعْ َ‬ ‫حتَ ِ‬ ‫يَ ْ‬ ‫جلَءَ َلعَ ّذ َبهُمْ فِي ال ّد ْنيَا وَ َل ُهمْ‬ ‫ع َتبِرُوا يَا أُولِي ا َلبْصَارِ َوَلوْلَ َأنْ َكتَبَ الّلهُ عَ َل ْيهِمُ ال َ‬ ‫فَا ْ‬ ‫ن ُيشَاقّ الّلهَ فَإِنّ الّلهَ‬ ‫عذَابُ النّارِ َذلِكَ بِ َأ ّنهُمْ شَاقّوا الّلهَ َورَسُو َلهُ َومَ ْ‬ ‫خرَةِ َ‬ ‫فِي ال ِ‬ ‫(سورة الحشر ‪)4-59:2‬‬ ‫شَدِيدُ العِقَابِ‬ ‫وبدون حساسية يا صديقي أل ترى معي صعوبة تقبّل العقل والضمير معا أن يكون مثل‬ ‫هذا العتداء الوحشي وهذا السلب هما تعاليم دينية من عند ال ؟؟‪..‬‬

‫أنت يا صديقي ادّعيت بأن السلم لم يعتد على أحد ‪ ،‬ولم يسلب مال أحد ‪ ،‬ولم يسفك‬ ‫دماء أحد ‪ ،‬ولم يسلب النساء والغلمان ‪ ،‬فكيف يتفق هذا مع واقع القرآن والسيرة ؟؟‪..‬‬ ‫وهما زاخرين بمثل هذه الجرائم الخطيرة في حق البشرية ل شيء سوى لمخالفتهم في‬ ‫الدين ‪.‬‬ ‫وهل هذا سبب كاف لسفك دمائهم ونهب بيوتهم وأراضيهم وسبي نسائهم ؟؟‪..‬‬ ‫لقد بدأ السلم دعوته سلميا ً‪ ،‬ولم يكن سلما نابعا من قوة ‪ ،‬بل كان سلما ظاهريا‬ ‫تمليه عليه حالة الضعف والوهن الذي كان عليه قبل اتجاهه للقوة والعداد للحرب القتالي ‪,‬‬ ‫وهذا أسلوب بشري صرف ‪ ،‬وليس له أدنى صلة بأساليب وتدابير ال الذي ليس من مشيئته‬ ‫قهر الشعوب بل إقناعهم ‪ ،‬والقناع ل يتم بالسيف بل بالكلمة ‪ -‬وقد حاول السلم التشبه‬ ‫بالرسالت السماوية فبدأ بالكلمة ‪ ,‬لكنه لم يأت بتعاليم جديدة تجذب الناس إليه ‪ -‬وظل لمدة‬ ‫تزيد عن عشر سنوات دون أن يحقق أي نجاح في انتشار دعوته بين الناس ‪ -‬ولول حماية‬ ‫عمه أبو طالب وزوجته خديجة ما كان النبي صاحب هذه الدعوة استطاع البقاء طوال هذه‬ ‫السنين ‪ ,‬وهي عوامل بشرية ل تمت للتأييد اللهي بأدنى صلة فتقول المصادر السلمية ‪:‬‬ ‫كان أبو طالب والسيدة خديجة خير عون لرسول ال وكان لهم فضل حمايته من كثير‬ ‫مما يتعرض له وقد اعترف النبي بهذه الحماية البشرية حينما قال ‪:‬‬

‫ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب ‪.‬‬ ‫ومعلوم تماما أن ال هو الوحيد المتكفل بحماية رسله ‪ -‬ال وليس خديجة وأبو طالب‬ ‫فلو كان محمد آتيا من عند ال لكان حماه ال ‪ -‬لكن هناك عوامل بشرية ساعدت النبي على‬ ‫انتشار دعوته ‪:‬‬

‫ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر ‪ ،‬فلما أسلم قاتل قريشا‬ ‫حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه ‪.‬‬ ‫وأن إسلم عمر كان فتحا وأن هجرته كانت نصرا ‪ ,‬ولقد كنا ما نصلي‬ ‫الكعبة حتى أسلم عمر ‪.‬‬ ‫كان إسلم أبي بكر تعضيدا للنبي وأمرا هاما بالنسبة للدعوة السلمية ‪ ,‬وعلى يد أبي‬ ‫بكر آمن عدد من الرجال ممن كان لهم دور بارز في التاريخ السلمي وهم ‪:‬‬ ‫عثمان بن عفان ‪.‬‬ ‫والزبير بن العوام ‪.‬‬ ‫وعبد الرحمن بن عوف ‪.‬‬ ‫وسعد بن أبي وقاص ‪.‬‬

‫وطليحة بن عبد ال ‪.‬‬ ‫وعندما أرادت قريش نهي النبي عن ما يدعو إليه والتحرش به ليذائه تدخل عمه أبو‬ ‫طالب لما كان له من نفوذ وقوة ومنع أي إيذاء عن النبي وحدث أن القريشيين سألوا النبي‬ ‫عدة أسئلة دينية للتأكد من صدق رسالته لكن النبي ارتبك ولم يتمكن من الجابة مباشرة ‪.‬‬ ‫مما تأكد لسائليه أنه ليس نبيا بل مدعي النبوة وليس له رسالة دينية حقيقية ول علم له‬ ‫بالديان ‪ ،‬لذلك تصلب موقفهم الرافض لدعوته أكثر ‪ ،‬نتج عن ذلك أنهم تحرشوا بأتباع محمد‬ ‫المسلمين الجدد وكانوا قلة آنذاك ‪ -‬ولم يقدروا إل على العبيد والموالي منهم ‪ ،‬وتركوا القوياء‬ ‫والثرياء أصحاب النفوذ ‪ ،‬وبالطبع لم ينالوا من محمد خوفا من عمه أبي طالب ‪ ،‬وخوفا من‬ ‫عشيرته بني هاشم ‪ ,‬ولم يقدم العون للمسلمين الوائل إل المسيحيون !‪..‬‬ ‫نعم المسيحيون الذين قاتلهم السلم فيما بعد ‪ ،‬وهو موقف عجيب يدعو للتأمل‬ ‫والستغراب وكان السلم آنذاك يقول عن المسيح إنه كلمة ال وروح منه ‪ -‬وإنه منفرد‬ ‫بقدرته على الخلق وإحياء الموتى والعلم بالغيب وتفتح أعين العميان وشفاء البرص الخ ‪ ..‬ولم‬ ‫يكن قد تجرأ بعد ويعلن هذه الفردية ‪ -‬إن مثل عيسى عند ال كمثل آدم خلقه من تراب ‪,‬‬ ‫لذلك رأينا المسيحيين متمثلين في شخص النجاشي ملك الحبشة العادل ‪ ،‬الرحيم ‪ ،‬المؤمن‬ ‫بالمسيح يرحب باستضافة هؤلء المسلمين ‪ ،‬الهاربين من بطش قريش ويحسن إليهم وهو‬ ‫موقف نبيل وذو فضل من المسيحيين على المسلمين ‪ ،‬لكن من يذكر ذلك ‪ ..‬ل أحد ؟؟‪ ..‬إن‬ ‫المسلمين يتغاضون عن عرفانهم للمسيحيين ويقولون عنهم أنهم كفار مشركين بال ل بد من‬ ‫قتالهم حتى يتركوا المسيحية ويسلموا أو يعطوا الجزية صغارا نقمة لهم! لم يكن يدرك الملك‬ ‫المسيحي أن هؤلء الذين مدّ لهم يد العون والرحمة سوف ينقلبون على دينه ويحلون دم‬ ‫أتباعه فلقد بالغ في إكرام المسلمين وله موقف كريم جدا مع النبي ‪ ،‬لما دفع مهر عروس‬ ‫محمد أم حبيبة بنت أبي سفيان وكانت متزوجة من عبد ال بن جحش الذي كان وثنيا ‪ -‬ثم‬ ‫صار حنيفا من أتباع ملة إبراهيم ‪ -‬فلما جاء محمد بدعوته صار مسلما ً‪ ،‬وهاجر هو‬ ‫وزوجته إلى الحبشة واهتدى إلى المسيحية ‪ ،‬وثار النبي وطلب زوجة عبد ال ليتزوجها هو ‪،‬‬ ‫ولم يمانع ملك الحبشة المسيحي ‪ ،‬ولم يتدخل لرهاب أم حبيبة ولم يكرهها على المسيحية ‪،‬‬ ‫بل أكرمها ووفر لها الرعاية الكافية وأعادها إلى النبي سالمة مكرمة وتزوجها النبي‬ ‫المهووس بالجنس ‪ ,‬تحية لهذا الملك المسيحي العادل الذي بسلوكه الكريم هذا يوضّح الفرق ما‬ ‫بين تعاليم السماء المنادية بالمحبة والسلم واحترام حرية النسان وما بين التعاليم الرضية‬ ‫البشرية التي تنادي بالبغضاء والقتتال وإلغاء حرية النسان بحجة أنه ل دين غير السلم ‪،‬‬ ‫ول بد من محاربة غير المسلمين حتى يسلموا أو يعطوا الجزية صغارا ونقمة لهم ‪.‬‬ ‫كان السلم حتى ذلك الوقت (قبل الهجرة إلى يثرب) لم يكن قد شرّع القتال كوسيلة‬ ‫مشروعة لمحاربة غير المؤمنين به ‪ ،‬ولنشر دعوته وللدفاع عن أتباعه ‪ ،‬ولم يكن يملك آنذاك‬ ‫سوى الكلمة ‪ ,‬ولنها لم تكن مؤيدة من ال فلذلك لم تكن قوية ولم تستطع النفاذ إلى عقول‬ ‫وقلوب الناس ‪ ،‬التي لم تر في هذه الدعوة إل كلمات مبهمة مسجوعة لها رنين ‪ ،‬لكنها من‬ ‫داخل خاوية من أي معنى ديني ‪ ،‬والسجع والشعر والنثر ل يهدي البشر ول يصنع دينا ‪-‬‬ ‫لذلك كان رفض قريش لهذه الدعوة رفضا قاطعا وكانوا على درجة من الوعي يميزون بها ما‬ ‫ت من اختراع البشر‪ ،‬لذلك أعلنوا رفضهم لدعوة محمد ‪ ،‬مما‬ ‫هو آت من عند ال وما هو آ ٍ‬ ‫جعله يفكر في نقل ميدان دعوته بعيدا عن قريش ‪ ،‬وبعيدا عن مكة بأسرها فذهب ومعه موله‬ ‫زيد بن حارثة إلى الطائف يلتمس من أهلها الحماية ‪ -‬ويدعوهم إلى نصرته وطالبهم بالتحاد‬ ‫معه لمقاتلة مخالفيه ‪ ،‬فردوا عليه ردا غير كريم ‪ ،‬حتى قال أحدهم ‪:‬‬

‫أنه سيسرق ثياب الكعبة إن كان ال قد بعثه ؟؟‪..‬‬ ‫وقال آخر ‪ :‬أَعَجز ال على أن يرسل غيرك ؟؟‪..‬‬ ‫وألقوه بالحجارة حتى أدموا رجليه ‪ ,‬إلى أن رق أحدهم وأعطاه عنقودا من العنب ‪ ،‬ولم‬ ‫يستطع دخول مكة إل في حماية ابن عدي ‪.‬‬ ‫ولم ييأس النبي وحاول دعوة القبائل أثناء موسم الحج لكن رفضت دعوته ومُني بالفشل‬ ‫الذريع ‪.‬‬ ‫كان للناس آنذاك حرية الرفض فرفضوا ‪ ،‬وعندما سلبهم سيف السلم هذه الحرية‬ ‫أذعنوا !؟‪ ..‬فعندما يعجز العقل على القناع يتولى السيف عمله ‪.‬‬ ‫فالعقل والقناع بالحوار أشياء صعبة ومكلفة ‪ ,‬لكن ما أسهل إكراه الناس بالسيف ؟‪..‬‬ ‫فهؤلء يرفضون قبول هذا الدين بالكلمة فل بديل سوى استعمال السيف لرغامهم‬ ‫بقبول هذه الدعوة التي فشلت في جذب الناس إليها على مدى ‪ /13/‬سنة ‪ ،‬نعم ‪ //‬سنة وهو‬ ‫يدعو الناس لدخول السلم بل فائدة ‪ -‬ولم تحصد هذه الدعوة إل الخذلن والفشل والهوان ‪،‬‬ ‫فلماذا ل يجرب استعمال القوة لكراه هؤلء الرافضين الساخرين منه ومما يدعو إليه ؟؟‪..‬‬ ‫لكن كيف يحصل على هذه القوة ؟؟‪ ..‬وقريش معاندة لدعوته ؟؟‪..‬‬ ‫ل سبيل آخر سوى أن يتم عمل تحالف حربي بينه وبين أناس من خارج مكة ‪ ,‬وهكذا‬ ‫كانت بيعة العقبة ‪ -‬التي تم فيها عمل التحالف السري تحت جنح الظلم مع وفد من يثرب‬ ‫جاء إلى مكة ليؤدي مناسك الحج ‪ ،‬وتمت المؤامرة وسكان مكة نيام ‪ ,‬وكان هذا الوفد مكونا‬ ‫من الوس والخزرج من أهل المدينة يثرب وكانوا يحقدون على اليهود أثرياء المدينة ‪،‬‬ ‫ويبغون التخلص منهم ‪ ،‬وقد قال لهم النبي ‪:‬‬

‫الدم! الدم! الهدم! الهدم! أنتم مني وأنا منكم أحارب من حاربتهم !‬ ‫ومن العجيب في المر أن يتوسط في إتمام هذا الحلف السري هو عم النبي العباس‬ ‫(الوثني) ‪ ،‬نبي مرسل من عند ال يتآمر على شعبه تحت جنح الظلم ويكون وسيطه العباس‬ ‫عابد الصنام !!‪..‬‬ ‫لقد كان لهذه البيعة تأثير عظيم في بنيان القوة الحربية للسلم وبدأت مرحلة جديدة‬ ‫في تاريخ الدعوة السلمية وهي مرحلة النطلق لبناء الدولة السلمية في ظل من الحماية‬ ‫والمنعة من أهل المدينة كما أن أرضهم سوف تصبح أرض إسلم ‪ ،‬وترتب على ذلك أن‬ ‫سمح النبي بالهجرة للمسلمين من مكة إلى المدينة والتي كان بها أكبر تجمع لليهود ‪ ،‬وكانوا‬ ‫ينقسمون إلى ثلث قبائل رئيسية ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬بنو قينقاع‬

‫‪ -2‬بنو النضير‬

‫‪ - 3‬بنو قريظة‬

‫واستطاع النبي أن يهادن اليهود ويصنع معهم سلما مؤقتا حتى يفرغ من إعداد جيشه‬ ‫الحربي الواعد ‪ ،‬ثم يلتفت عليهم ويقاتلهم وينهب ممتلكاتهم ويستولي على أراضيهم بعدما‬

‫يطردهم منها وهو المعروف‪ -‬بالجلء ‪ -‬وسوف نشير إليه في حينه ‪ ,‬وبدأ عصر تكوين‬ ‫السرايا الحربية ‪ ,‬كان من مهام هذه السرايا السطو على قوافل قريش التجارية وسلب غنائمها‬ ‫لتمويل نفقات الجيش والمقاتلين المرتزقة الطامعين في الثراء السريع وسفك دماء المنين ‪,‬‬ ‫وهذه السرقة ‪ -‬الغنائم أمر محلل في السلم ‪:‬‬

‫عزِيزا حَكِيما َوعَدَكُمُ الّل ُه مَغَانِمَ َكثِيرةً‬ ‫َومَغَانِمَ َكثِير ًة يَأْخُذُو َنهَا وَكَانَ الّلهُ َ‬ ‫طيّبا ‪.‬‬ ‫غ ِنمْتُمْ حَلَلً َ‬ ‫جلَ لَكُمْ هَذِهِ ‪ ,‬فَكُلُوا ِممّا َ‬ ‫تَأْخُذُو َنهَا َفعَ ّ‬ ‫وبالطبع كان للنبي حق معلوم من هذه الغنائم ‪:‬‬

‫خ ُمسَهُ َولِل ّرسُولِ ‪.‬‬ ‫شيْءٍ فََأنّ لِّلهِ ُ‬ ‫غ ِن ْمتُ ْم مِنْ َ‬ ‫عَلمُوا َأ ّنمَا َ‬ ‫وَا ْ‬ ‫وليس الغنائم فقط بل والنفال أيضا ً‪ ،‬وهي الموال التي يتم الستيلء عليها بدون قتال‬ ‫كأن يتركها أصحابها ويفروا بحياتهم ‪ ,‬هذه الموال حق خالص للنبي ‪:‬‬

‫عنِ ا َلنْفَالِ ُقلِ ا َلنْفَالُ ِلّلهِ وَال ّرسُولِ ‪.‬‬ ‫يَسْ َألُونَكَ َ‬ ‫وطبعا ال لم يقسم مع النبي هذه النفال ‪ ،‬فكان النبي يستولي عليها كلها لملذاته وإعداد‬ ‫جيشه ‪ -‬هكذا أصبحت السرقة والسلب والنهب أمورا مشروعة وحللً للمسلمين ؟؟‪.‬‬

‫ألم يحن الوقت ليستيقظ المسلمون من سباتهم الطويل ؟؟‪..‬‬ ‫كيف تتقبل ضمائرهم هذه الجرائم الخلقية التي ينهى عنها ال ؟؟‪..‬‬ ‫ال الذي يتباهون أنهم فقط الذين يعرفونه حق المعرفة ‪ ،‬بالطبع يتبعون إلها آخر غير‬ ‫الذي نعرفه ‪.‬‬

‫فال الذي نعرفه ينهى عن قتل الناس وسرقتهم وسبي نسائهم‬ ‫واغتصابهن ‪ ,‬ال قدوس وديع ‪ ،‬مترفق ‪ ،‬ينبوع رحمة وسلم ‪ ،‬هذا هو ال‬ ‫الذي عرفه البشر ‪ ،‬وهو غير ال الذي يعرفه محمد وأتباعه ‪ ,‬فإلههم سفاح ‪،‬‬ ‫ماكر ‪ ،‬متحجر ‪ ،‬قاس ‪.‬‬ ‫ظل النبي يدعو بالكلمة ‪ / /‬سنة لكن دعوته فشلت وها هو السيف يحسم الموقف‬ ‫وينجح فيما فشل فيه العقل ‪ ,‬وعمل سيف السلم في رقاب البشر والستيلء على ما معهم‬ ‫من مال ومتاع خاص بهم ‪ ,‬تماما كما كان يفعل قراصنة البحار ‪ ،‬وقطاع الطريق مع فرق أن‬ ‫المسلمين أضفوا على فعلهم مسحة دينية وزجوا باسم ال في جرائمهم ‪ ,‬والعجيب أن‬ ‫المؤرخين المسلمين ل ينكرون هذا ويعطونه أسماء براقة مبهمة وأطرف ما قيل ‪:‬‬ ‫إنها كانت حربا اقتصادية تجارية بين النبي والكفار من قريش !‪..‬‬ ‫ويقول أحدهم ‪ :‬أخذ النبي يترصد قوافل قريش كنوع من الحرب القتصادية ‪ ،‬إذ أن‬ ‫عماد الحياة في قريش في تجارتها ‪ -‬وقوافلها التجارية ‪ -‬فإذا ما أصيبت قريش في‬

‫تجارتها سهل على النبي إخضاعها ونشر السلم في القبائل العربية ‪ ،‬وبذلك بدأت فترة من‬ ‫المعارك بين النبي صلعم ‪ ،‬وبعضها غزوات وهي التي شارك فيها النبي ‪.‬‬ ‫ويقول آخر‪ :‬قلنا أن القتال المشروع ل بد أن يكون في سبيل ال ‪ ،‬لن الدين هو القيمة‬ ‫العلى التي يقاتل المسلمون دفاعا عنها ‪ ,‬لكن السلم ل يمنع أن توجد بواعث أخرى من‬ ‫حظوظ الدنيا ‪ ،‬على نحو ثانوي ‪ ،‬إلى جانب الباعث الديني ‪ ،‬لن كثيرا من البشر ل‬ ‫يستطيعون الوصول إلى ذلك التجرد المطلق الذي يتطلبه الخلص في صورته الكاملة ‪,‬‬ ‫والسلم يأخذ قدرات النسان في العتبار ‪ ،‬ولهذا أحل ال تعالى النفال ‪ ،‬وأحل صاحب‬ ‫ل فله سلبه) ‪،‬‬ ‫الشريعة للمقاتل أن يأخذ ‪ -‬السلب ‪ -‬ممن يقتل من رجال العدو (من قتل قتي ً‬ ‫وخمس النفال يأخذها النبي ‪ ،‬وإعطاء السلب ‪ -‬الخاص بالقتيل لمن قتله يشبه النفال ‪،‬‬ ‫لنه يقوي (الترغيب في مصالح القتال ‪ ،‬فهو من ‪ -‬الوجهة النفسية ‪ -‬ينشئ باعثا إضافيا‬ ‫إلى جانب الباعث الديني‬ ‫ثم يدافع عن مشروعية الستيلء على مال الغير قائل ً‪:‬‬ ‫إن أحدا لم يحرم أخذ النفال أو السلب أو الغنائم أو الجزية أو الخراج فالقرآن أباح‬ ‫ذلك والنبي نفسه أعطى النفال بيده الشريفة وأخذ نصيبه من الغنائم ‪ ,‬وكانت أول سرية‬ ‫ل وبعدها توالت السرايا ‪ ،‬وتورطت إحدى هذه السرايا‬ ‫أرسلها النبي مكونة من ثمانين مقات ً‬ ‫في القتال أثناء الشهر الحرام ‪ -‬المحرم فيه القتال كعادة العرب ‪ ،‬ولكن النبي عالج المشكلة‬ ‫(سورة البقرة ‪)2:217‬‬ ‫وادعى أن الوحي أحل له القتال في الشهر الحرام‬ ‫وحانت له فرصة ذهبية للستيلء على أكبر وأضخم غنيمة ‪ ،‬فتقول المصادر السلمية ‪:‬‬ ‫كانت النباء قد بلغت النبي ‪ ,‬عن طريق العيون والجواسيس أن قافلة ضخمة محملة‬ ‫بالمتاجر يقودها أبو سفيان قد أقبلت من الشام ‪ ،‬وقد وجدها النبي فرصة سانحة للقضاء على‬ ‫هيبة قريش ‪ ،‬فضلً عن حرمانها من أموالها وبضائعها ‪ ,‬ومن ناحية أخرى سيجد المهاجرون‬ ‫الذين تركوا أموالهم وعقارهم بمكة تعويضا لهم مما فقدوه ومن ثم استحث النبي أصحابه‬ ‫للخروج لمقابلة القافلة والستيلء عليها ‪ ,‬يقول ابن اسحق ‪:‬‬ ‫إن الرسول عندما علم أن أبا سفيان مقبل من الشام في قافلة لقريش عظيمة فندب‬ ‫المسلمين إليهم وقال ‪:‬‬ ‫هذه قافلة قريش فيها أموالهم فأخرجوا إليها لعل ال ينفلكموها أي يجعلها غنيمة لكم‬ ‫وتوالت السرايا والغزوات وكثرت الثروات في يدي النبي ‪ ,‬وصار له جيش قوي جدا"‪،‬‬ ‫فاستدار إلى أهل الكتاب ليتخلص منهم ول سيما اليهود كما سبق ووعد بذلك في بيعة العقبة ‪،‬‬ ‫وبدأ يعرض السلم عليهم ‪ -‬فرفضوا بالطبع ‪ -‬فكان البديل جاهزا ‪ ،‬إنه السيف ‪ ،‬وليس‬ ‫سواه وعمل مذبحة مروعة يصفها القرآن كالتي ‪:‬‬

‫صيَاصِيهِمْ وَقَ َذفَ فِي قُلُو ِبهِمُ‬ ‫ن َ‬ ‫وََأ ْن َزلَ الذِينَ ظَا َهرُوهُ ْم مِنْ أَ ْهلِ ال ِكتَابِ مِ ْ‬ ‫سرُونَ َفرِيقا ‪.‬‬ ‫الرّعْبَ َفرِيقا تَ ْقتُلُونَ وَت ْأ ِ‬

‫واستولى النبي على ممتلكاتهم وسبى نساءهم وأولدهم وقام بتوزيعهم على المسلمين‬ ‫مما اضطر بعضهم إلى إعلن إسلمه هربا من القتل والسر ‪ ,‬وقال النبي مقولته الشهيرة ‪:‬‬

‫ل يجتمع بجزيرة العرب دينان ‪.‬‬ ‫وقال أيضا ‪:‬‬

‫لخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى ل أدع إل‬ ‫مسلما‬ ‫وهكذا كشف السلم عن حقيقة دعوته وأهدافه ‪ ,‬فهو يدعو إلى إلغاء كل الديان السابقة‬ ‫عليه ‪ ،‬حتى ل يبقى إل هو فقط ‪ ،‬واستطاع اقتلع أتباع هذه الديانات من جذور أراضيها‬ ‫وأوطانهم العربية ‪ ،‬لكنه بالطبع لم يستطع أن يمحو أهل الكتاب من الوجود ‪ ،‬فهذا شيء أكبر‬ ‫من أن تقوم به أي قوة بشرية مهما كان جبروتها ‪ ،‬فكم نزل على أهل الكتاب من ويلت وكم‬ ‫جرت لهم من مذابح حصدت المليين فيهم ‪ ,‬رغم ذلك لم ينجح أحد في محوهم من الوجود‬ ‫لنهم مؤيدون من عند ال ‪ ,‬وها هم رغم ما تعرضوا له فهم سادة العالم وأرقى وأقوى‬ ‫شعوب العالم قاطبة ‪ ،‬لن الذي يأتي من عند ال يثبت ويبقى ويزدهر لنه مؤسس على‬ ‫الصخر ‪ ،‬وما يأتي من عند غير ال يتلشى ويضمحل لنه مبني على الرمل ‪ ،‬وهو ما نراه‬ ‫بوضوح في ديار وشعوب المسلمين ‪.‬‬ ‫وبدأ السلم بعد إجلء اليهود من ديارهم يصفّي خصومه ‪ ،‬سواء بالقتال الحربي أو‬ ‫حتى بالغتيال والغدر ‪ ،‬وكما هو معروف فالغتيال شيء بغيض وفعل خسيس ل يقوم به إل‬ ‫القتلة المجرمون ‪ ,‬ول يمكن أن يكون نبيا من عند ال يتصف بهذه الصفة لكن نبي السلم‬ ‫أباح الغتيال وأهدر دماء خصومه نذكر منهم ‪:‬‬ ‫‪-1‬كعب ابن الشرف اليهودي أبا عفك اليهودي‬ ‫‪-2‬ابن الخطل‬ ‫‪ -3‬أنس بن زينم النصراني‬ ‫‪-4‬أبا سفيان بن الحارث‬ ‫‪-5‬الحويرث بن تفيد‬ ‫‪-6‬عقبة بن أبي معيط‬ ‫‪-7‬كعب بن زهير‬ ‫‪-8‬ابن أبي الحقيق‬ ‫‪-9‬السود العبسي ‪ ...‬وغيرهم كثيرون ‪.‬‬

‫ولم يقتصر النبي على اغتيال الرجال بل تعداه باغتيال النساءأيضا ‪ ،‬نذكر منهن ‪:‬‬ ‫‪-1‬السيدة العصماء بنت مروان الحطمية‬ ‫‪-2‬السيدة سارة مولة عمرو بن هاشم‬ ‫‪-3‬السيدة هند بنت عتبة بن ربيعة‬ ‫‪-4‬فتاتي أبي الخطل ‪ ...‬وغيرهن كثيرات ‪.‬‬ ‫وهكذا يا صديقي تفوح رائحة الدم والغدر من قصة السلم الذي تدعي أنه دين السلم ‪...‬‬ ‫فأي سلم هذا يا صديقي الذي تعنيه ؟؟‪..‬‬ ‫وإذا كان أمر القتال مرفوضا ً‪ ،‬فكم وكم يكون الرفض للغتيالت الغادرة ؟؟‪..‬‬ ‫فالغتيال فعل كريه ‪ ،‬ومن يأمر به يتصف بالخسة وهي صفة قبيحة ل تليق بصفات النبياء‬ ‫فما بالك بنبي السلم الذي يقول المسلمون عنه أنه ‪:‬‬

‫سيد بني البشر وخاتم المرسلين ونبي الهدى للعالمين ؟؟‪..‬‬ ‫أخيرا استطاع النبي غزو مكة بعد إعداد حربي في يثرب دام ثمانية أعوام على رأس‬ ‫جيشه القوي الذي تم إعداده بشكل جيد ‪ ،‬والذي اكتسب خبرات قتالية نتيجة كثرة غزواته‬ ‫السابقة انطلقا من يثرب ‪ ،‬وقد أصبح تعداد الجيش الن ‪ /12/‬ألف مقاتل ‪ ،‬وهو عدد ضخم‬ ‫بالنسبة لمكانيات قريش الحربية ‪ ،‬وعمل سيف الغزاة في رقاب المكيين ‪ ،‬ولم ينقذهم سوى‬ ‫توسل أبي سفيان للنبي ‪ ،‬وبعد غزو مكة خيّر النبي ما تبقى من سكانها ما بين السلم‬ ‫والقتال ول ثالث ونهى النبي أهل قريش من تأدية مناسك الحج والطواف لنهم نجس وما لم‬ ‫يسلموا أولً وعلى الفور ادعى النبي أنه أوحي إليه قائلً ‪:‬‬

‫حرَامَ بَعْدَ عَا ِمهِمْ هَذَا ‪.‬‬ ‫شرِكُونَ نَجَسٌ فَلَ يَ ْقرَبُوا ال َمسْجِدَ ال َ‬ ‫ِإ ّنمَا ال ُم ْ‬ ‫وبعدما قام النبي بغزوة حنين وغنم غنائمها ولم يكتف بذلك ‪ ،‬فشهوة القتل وسفك الدماء‬ ‫كانت متأصلة فيه ‪ ،‬وحبه للمال والغنائم والسلب لم يكن له حدود أبدا" ‪ ،‬فقام بغزوة ثالثة هي‬ ‫غزوة تبوك () وأجبر أهلها على دفع الجزية ‪ -‬التاوة بلغة العامة ‪ ،‬وشاء ال أن تكون هذه‬ ‫الغزوة آخر غزواته التي شارك فيها ‪ ،‬وكان قد أعد جيشا ضخما لغزو سوريا ‪ -‬الشام ‪-‬‬ ‫ووضع فيه كبار صحابته السفاحين ‪ ،‬ولكنه مات مسموما ‪.‬‬

‫إذ وضعت امرأة يهودية السم له في ذراع الشاة بعد شيها فأكلها ومات‬ ‫وهكذا لم ير بنفسه فتح الشام الذي كان من أعظم أمانيه بعد إخضاع الجزيرة العربية‬ ‫لدعوته ‪ ,‬وبعدما هزم القبائل العربية المسيحية ‪ ،‬وأراد التوسع والخروج تجاه البلدان الخرى‬ ‫ل سيما الشام الذي عجز عن فتحها من قبل بعدما أرسل لها جيشا فيما عرف بغزوة مؤتة ‪,‬‬ ‫وقد هزم جيشه هناك فأراد النتقام لقتله من الغزاة لكن النبي مات بعد تجهيز هذا الجيش ‪،‬‬ ‫وتزلزلت الجزيرة العربية ووجدت القبائل فرصة للتحرر من سطوة النبي وأتباعه فأعلنت‬

‫خلع نير الستعباد الذي فرضه عليهم محمد بسيفه المسلول وأعلنت الرتداد عن السلم الذي‬ ‫أُكرهت عليه ‪.‬‬ ‫ولو كانوا قبلوا السلم عن اقتناع كما يدعي المسلمون فلماذا ارتدوا بمجرد موت‬ ‫النبي ؟؟‪..‬‬ ‫إن السلم ل يملك وسائل القناع بل يملك سيفا ً‪ ،‬والسيف ل يصنع دينا ‪ ,‬قد يصنع‬ ‫إرهابا وبطشا مؤقتا ‪ ،‬ومتى اختفى السيف تعود الناس وتعلن العصيان والتمرد وتطالب بحقها‬ ‫أن تعتنق ما تشاء من أديان ‪ ,‬وهذا ما حدث تماما فور موت النبي ‪ ,‬وتصف السيدة عائشة‬ ‫زوجة النبي ما حدث فور موت زوجها قائلة ‪:‬‬

‫ولما توفي رسول ال ‪ -‬ارتعد العرب ‪ -‬واشرأبت اليهود والنصرانية ‪،‬‬ ‫ونجم النفاق وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية ‪ ،‬حتى جمعهم‬ ‫ال على يد أبي بكر ‪.‬‬ ‫ترى ماذا فعل أبو بكر لتجميع هؤلء ؟؟‪..‬‬ ‫هل دعاهم بالحسنى في العدول عن ارتدادهم ؟؟‪ ..‬هل تحاور معهم سلميا ؟؟‪..‬‬ ‫ل لم يفعل ذلك البتة ‪ ،‬بل فعل كما فعل النبي معهم أول مرة حينما أخضعهم ببطش‬ ‫السيف ‪ ,‬وهكذا عاد سيف السلم يحصد هؤلء حصدا ل هوادة فيه ‪ ،‬لقد كان ارتداد العرب‬ ‫ل وقد أخذت هذه الردة ثلث صور‪:‬‬ ‫شام ً‬ ‫أ ‪ -‬ارتداد كامل عن السلم‬ ‫ب ‪ -‬امتناع عن دفع الزكاة والصدقة‬ ‫ج ‪ -‬اتساع حركة المتنبئين‬ ‫وحاول بعض الصحابة العقلء التفرقة بين من ارتد عن السلم وبين ما بقي مسلما‬ ‫لكن امتنع عن دفع الزكاة والصدقة اللذين كانا يدفعانها مكرهين للنبي ‪ ،‬لكن أبا بكر رفض‬ ‫ذلك وقاتل المسلمين أنفسهم حتى يعودوا ويدفعوا ما كانوا يدفعونه للنبي ‪ ،‬وهو ما يؤكد أن‬ ‫الباعث الديني لم يكن موجودا إنما بواعث الدنيا وأطماعها ‪ ،‬لذلك قال أبو بكر‪:‬‬

‫وال لقاتلن من فرق بين الصلة والزكاة ‪ ،‬وال لو منعوني عناقا أو عقال‬ ‫بعير كانوا يؤدونه إلى رسول ال لقاتلتهم على منعها ‪.‬‬ ‫وها نحن نرى مرة أخرى عمل السيف في تقوية مركز السلم ‪ ،‬فهو الحل السهل‬ ‫والعلج الحاسم الذي يواجه به السلم مشاكله ‪ ,‬وكان أبو بكر الصديق ‪ -‬أول الخلفاء الذين‬ ‫تولوا قيادة المسلمين بعد رحيل النبي ‪ -‬وهو من المسلمين الوائل الذين تبعوا محمدا ً‪ ،‬وكان‬ ‫من المقربين له ‪ ,‬وقد ارتضى أبو بكر لجل المصالح الدنيوية وكسب ود النبي ومشاركته في‬ ‫المغانم أن يزوج ابنته عائشة وكانت طفلة صغيرة وقد خطبها النبي وعمرها ‪/ 9/‬سنوات‬ ‫وتزوجها وهي في الحادية عشرة من عمرها ‪ ،‬فهي جريمة إنسانية أخرى ممن ارتكبها النبي‬

‫وما أكثرها ‪ ،‬وقد أعمت المصالح عين أبي بكر فألقى بطفلته الصغيرة عائشة في أحضان‬ ‫النبي وهو في مثل عمر أبيها ‪ ،‬محب للنكاح كما كان يعلن ذلك بل خجل ‪ ،‬وبهذا الزواج‬ ‫الصفقة احتلّ أبو بكر مكانة مرموقة عند النبي ‪ ،‬أهّلته ليقود المسلمين بعد النبي ‪ ,‬وكان شأنه‬ ‫شأن النبي وبقية الصحابة متعطشا للدماء ومحبا للمال والشهوة ول يعرف الرحمة ‪ ،‬فقاد‬ ‫مذابح مروعة ضد العرب المرتدين وحصد اللف منهم ‪ ،‬وكان قد أعد عشرة جيوش لتمام‬ ‫هذا الغرض ومعاركه الداخلية لم تمنعه من إيفاد الجيش الضخم الذي أعده النبي لغزو الشام‬ ‫بقيادة – أسامة ‪ ,‬ليس ذلك فحسب بل واستطاع أيضا محاربة الفرس ‪ ،‬وهكذا كان يقاتل على‬ ‫ل منهم‬ ‫ثلث جبهات قتالً عنيفا ً‪ ،‬وداخليا استطاع إخضاع المرتدين بعدما حصد عددا هائ ً‬ ‫وجرت دماؤهم كالنهار‪.‬‬ ‫ولم تمض سوى عدة أشهر حتى تمكنت جيوشه من إعادة توحيد شبه الجزيرة العربية‬ ‫والدخول في طاعته ‪.‬‬ ‫وخارجيا حارب العراقيين والفرس والشاميين ودارت معارك رهيبة سفكت فيها الدماء‬ ‫بحجة الدفاع عن السلم ونشره في البلدان ‪ ,‬ومن المضحك المبكي أن يدّعي أحد المخبولين‬ ‫في عقولهم وهو الب الروحي للرهابيين الجدد من المسلمين ( الجماعات الرهابية‬ ‫السلمية ) أن مجموع ضحايا حروب المسلمين ل يزيد عن ألف وبضع مائة رجل من كل‬ ‫الجانبين طبعا محنة عقلية شاذة وتزييف فاضح للتاريخ والحق ‪ ،‬إن مثل هؤلء معزولون‬ ‫تماما عن العالم المتحضر‪ ،‬وذهب أبو بكر ‪ ،‬وجاء سفاح آخر هو الخليفة الثاني ‪:‬‬ ‫عمر بن الخطاب ‪ ،‬الذي شهدت خلفته غزو العديد من البلدان وكل غزوة لها ضحاياها‬ ‫ففي عهده استولى على بلد الفرس وبلد الشام والقدس ‪ //‬ومصر وليبيا ‪.‬‬

‫حتى اقتصّت منه العدالة اللهية وتم قتله بيد أبي لؤلؤة المجوسي ‪.‬‬ ‫وبدأت الصراعات تدب بين الصحابة أنفسهم طمعا في الزعامة والسلطة المتمثلين في‬ ‫ الخلفة ‪ -‬وتآمروا بعضهم على بعض ‪ ،‬فقام المسلمون بقتل الخليفة الثالث عثمان بن‬‫عفان وهو شخصية بارزة في التاريخ السلمي ‪ ،‬الذي كان يكتب وينسخ الوحي‬ ‫للنبي ‪ ،‬وهو الذي جمع القرآن وانفرد بزواجه من ابنتي النبي السيدة رقية والسيدة أم كلثوم‬ ‫‪ ،‬لذلك عرف عنه ‪ -‬بذي النورين ‪ ! -‬لنه تزوج اثنتين من بنات النبي ‪ ،‬وقد قال النبي ‪:‬‬

‫لو كان لنا ثالثة لزوجناك إياها ‪.‬‬ ‫وقال عنه أيضا ً‪:‬‬

‫لكل نبي رفيق في الجنة ورفيقي في الجنة عثمان‬ ‫رغم كل هذا فقد اغتاله المسلمون بمباركة الخليفة الرابع المام علي بن أبي طالب ‪،‬‬ ‫وهو ابن عم النبي وكان عليه مراعاة علقة عثمان بالنبي ‪ ،‬لكنه كان يغار منه ‪ ،‬وثارت‬ ‫عائشة زوجة النبي وتآمرت مع معاوية ضد علي وخرجت ومعها الصحابيان طلحة ‪،‬‬ ‫والزبير على رأس جيش من ثلثة آلف مقاتل ‪ ،‬وأعلنت الحرب ضد علي انتقاما لمقتل‬ ‫عثمان ‪ ،‬وجرت موقعة حربية معروفة في التاريخ السلمي بموقعة الجمل ‪ ،‬وسبب تسميتها‬

‫بهذا السم أن الجمل الذي كانت تمتطيه عائشة زوجة النبي أصيب بسهم وسقط وسقطت‬ ‫زوجة النبي من عليه ‪ ،‬وكادت تُقتل ‪ ،‬ولكنها وقعت أسيرة ‪،‬‬

‫زوجة نبي المسلمين تقع أسيرة في يد خليفة المسلمين ‪.‬‬ ‫وقتل الصحابيان اللذان كانا معها ‪ ،‬وتم تدمير جيشها ‪ ،‬وبعد ذلك أُطلق سراحها‬ ‫وعادت إلى مكة كأسيرة منهزمة ‪ ,‬وأين هي هيبة النبي التي كانت في حياته بعد موته حتى‬ ‫تُهان زوجته هكذا ؟؟‪ ..‬لكن ما يزرعه النسان إياه يحصد ‪ -‬وانشق عن المسلمين جماعة‬ ‫قوية تُدعى ‪ -‬الخوارج ‪ -‬التي قررت اغتيال ‪:‬‬ ‫الخليفة علي ‪ ،‬ومعاوية ‪ ،‬وعمرو بن العاص ‪.‬‬ ‫وذلك ليستريح المسلمين منهم ‪ ،‬وقتلوا علي بن أبي طالب بينما نجا معاوية بن أبي‬ ‫سفيان من القتل وأصيب فقط وأما عمرو بن العاص فقد قُتل بدلً منه قائد الشرطة خارجة بن‬ ‫حذاقة ‪.‬‬

‫وبعد اغتيال علي بن أبي طالب على يد المسلمين كما اغتيل عثمان بن عفان‬ ‫على يد المسلمين أيضا ‪.‬‬ ‫تولى الخلفة معاوية بن أبي سفيان وهو من عتاة الجرام والرهاب وتاريخ خلفته‬ ‫حافل بالمآسي في حق الشعوب والنسانية ‪ ,‬فعلى عهده شن حروب طاحنة لجل نشر السلم‬ ‫في البلدان ‪ ,‬وسفك دمائها وقد بلغت جيوشه حتى قبرص ‪ ،‬وفرض عليها الجزية ‪ ،‬وكذلك فتح‬ ‫كل شمال أفريقيا ‪.‬‬

‫ومات أخيرا بعد أن قتل مئات اللف من البشر ومعظمهم من المسيحيين ‪.‬‬ ‫فمعظم البلد التي خربها السلم وغزاها كانت بلد مسيحية ‪ ،‬لن المسيحية كانت قد‬ ‫انتشرت في كل ربوع الرض ‪ ،‬وكان الشرق المسيحيله نصيب وافر من هذه المحن‬ ‫والعتداءات قد أخضعها السلم تحت سيطرته وضرب عليها الجزية ‪.‬‬ ‫مات معاوية ‪ ،‬وورث ابنه يزيد الخلفة ‪ ،‬وكان يزيد بن معاوية عربيدا ماجنا ً‪ ،‬تآمر‬ ‫على الحسين بن علي بن أبي طالب ‪ -‬الذي كان يرى أحقيته في الخلفة بدلً من يزيد ‪,‬‬ ‫ولكن يزيد أمر بقتله فقُطعت رأسه ورؤوس أتباعه ومؤيديه ‪ ،‬وتم إرسال هذه الرؤوس‬ ‫المقطوعة إلى الخليفة في قصره كهدايا ‪ ،‬ومعهم بالطبع السبايا من النساء ‪ ,‬وهذا أثمن الشياء‬ ‫عند خليفة المسلمين ‪ ،‬الدم ‪ ،‬الجنس ‪ ،‬المال ‪ ،‬هذا هو تراث السلم وهذا هو تاريخه ‪،‬‬ ‫تاريخه المجرد بدون تجميلت وتهذيبات ‪ ،‬قد يستطيع المسلمون خداع العالم اليوم بأن دينهم‬ ‫دين المحبة والسلم والنقاء ‪ ،‬وقد يخدعون البسطاء‬

‫لكن لن يخدعوا أبدا الذين قدر لهم بالطلع على تاريخ السلم وكشف زيف‬ ‫دعواه ‪.‬‬

‫هذا الخليفة ‪ -‬خليفة المسلمين وأمير المؤمنين ‪ -‬أرسل جيوشه للهجوم‬ ‫على مدينة النبي المدينة المنورة ‪ ،‬كما يدعوها المسلمون ‪ ،‬واقتحم جنوده‬ ‫المسجد الذي يرقد فيه جثمان النبي لتبول خيولهم عليه !‪ ،‬وقام جيش خليفة‬ ‫المسلمين بذبح المسلمين أنفسهم ‪ ،‬واغتصاب نسائهم ‪ ،‬هكذا كان المسلمون‬ ‫يأكلون بعضهم البعض ‪ ،‬وزحف جيش أمير المؤمنين تجاه مكة بعد أن خربوا‬ ‫مدينة النبي وألقوا النار على الكعبة ‪ -‬بيت ال الحرام كما يدعي المسلمون ‪،‬‬ ‫وقامت جيوشهم بهدم وحرق هذه الكعبة بعد أن ألقوها بالحجارة والنار ‪.‬‬ ‫فأين هو الدين من كل هذه الصراعات والموبقات ؟؟‪..‬‬ ‫إنه تاريخ دموي دنيوي وليس تاريخا دينيا سماويا" ‪ ،‬والدين من كل هذه التجاوزات‬ ‫براء ‪ ,‬والتاريخ العسكري العادي ل يخلو من فروسية وبطولة في الدفاع عن تراب الوطن من‬ ‫المعتدين لكن التاريخ العسكري للسلم لم تكن له أية أمجاد بطولية مشرفة فهو لم يخض‬ ‫حربا دفاعية واحدة ‪ ,‬بل كانت معاركه كلها عدائية تستهدف البلدان الخارجية لغنم ثرواتها‬ ‫وفرض الجزية عليها ‪.‬‬ ‫فبدأت جيوش المسلمين في غزو مصر وليبيا وقبرص ورودس وكل شمال أفريقيا منذ‬ ‫عام ‪ / /‬م ‪ ،‬حتى ‪ / /‬م ‪.‬‬ ‫ثم غزو مصر وليبيا عام ‪ / /‬م ‪.‬‬ ‫وزحفوا حتى جنوب فرنسا لكن أوقف الملك شارل مارتل زحفهم تجاه اوروبا الغربية‬ ‫بعد معركة بواتيه عام ‪ / 717/‬م ‪ ,‬ولول ذلك لكان المسلمون غزوا كل أوروبا ‪.‬‬ ‫وظل زحفهم يغزو صقلية وسردينيا وكورسيكا حتى عام ‪ / 809/‬م ‪.‬‬ ‫وزحفوا حتى حدود روما عام ‪ /935‬م بعد غارات طويلة بدأت منذ ‪ / 868/‬م ‪ ،‬حتى‬ ‫اضطر البابا جون الثامن (‪ )883-872‬بأن يشتري السلم لقاء دفعه مبلغ ‪ / 25000/‬قطعة‬ ‫فضية ‪.‬‬ ‫وقام المسلمون كذلك بغزو بلغاريا ‪.‬‬ ‫ثم زحفوا اتجاه القسطنطينية واحتلوها نهائيا عام ‪ / 1453/‬م ‪.‬‬ ‫وكذلك قاموا بغزو أرمينيا والمجر وكرواتيا ومولدافيا وبولندا حتى عام‪ /1503 /‬م‬ ‫وزحفوا تجاه النمسا وقاموا بمحاصرة فينا عام‪ / /‬م ‪.‬‬

‫فأين ادعاءات المسلمين بأن إسلمهم لم ينتشر بحد السيف ؟؟‪..‬‬

‫أل يكفيهم كل هذه البلدان التي غزوها بحجة نشر دينهم ‪ ،‬وكأن العالم كله وثني بحاجة‬ ‫لنشر دين جديد ‪ ,‬ويا ليته أي دين ‪ ،‬بل دين العنف والسلب واغتصاب النساء ونكاحهن ‪ ،‬هل‬ ‫كان يظن هؤلء البربر والوحوش أن أوروبا المسيحية ستترك مسيحيتها وتتبع دينهم ؟؟‪..‬‬ ‫إن أي دين ينشر بالفتوحات العسكرية ليس دينا سماويا ‪ ،‬وليس عملً محمودا ‪ ،‬بل هو‬ ‫شيء كريه وبغيض ‪ ،‬تسفك فيه الدماء وتسلب فيه ثروات الشعوب ‪ ,‬ثم يتباكى المسلمون اليوم‬ ‫على ضياع الندلس ‪ -‬إسبانيا الحرة التي كانت محتلة وتحررت ‪ ،‬يملئون الدنيا صياحا على‬ ‫تحرر الندلس ‪ ،‬وكأن أسبانيا كانت وقفا لهم ‪ ،‬ويتهمون الدول الوروبية المسيحية بأنها‬ ‫استعمرت أراضيهم ‪ ،‬وكانوا هم البادئين ‪.‬‬ ‫هناك فرق كبير بين النبوة الصادقة والنبوة الكاذبة ‪.‬‬ ‫فالولى‪:‬تسعى بالنسان إلى معرفة ال الحقيقي بالسلم والموعظة والقناع والقدوة‬ ‫الصالحة ‪.‬‬ ‫والثانية‪:‬تسعى لتحقيق مكاسب دنيوية وتزيد النسان ضل ًل وشقاءً وتستعمل‬ ‫الساليب النسانية كالسيف لقهر الشعوب وسلب حريتهم وأملكهم ‪ ،‬وكم من أنبياء كذبة‬ ‫خرجت إلى العالم بعدما بعثهم إبليس لتحقيق أهدافه في دمار النسان ‪ ,‬عن هؤلء الكذبة‬ ‫المضلين تكلم السيد المسيح محذرا أتباعه منهم قائل ً‪:‬‬

‫خلٍ‬ ‫حمْلَان ِ‪ ،‬وَل ِك ّنهُ ْم مِنْ دَا ِ‬ ‫ن يَ ْأتُونَكُ ْم ِبثِيَابِ ال ُ‬ ‫ح َت ِرزُوا مِنَ ا َلنْ ِبيَاءِ الكَ َذ َبةِ الذِي َ‬ ‫اِ ْ‬ ‫ن ِثمَارِهِ ْم تَ ْعرِفُو َنهُمْ ‪.‬‬ ‫ِذئَابٌ خَاطِ َفةٌ! مِ ْ‬ ‫وأعمال النبي معروفة وثماره واضحة وهي تحكم على زيف رسالته وبطلن دعواه ‪,‬‬ ‫هذا التحذير من المسيح تحقق في نبي السلم ‪ ،‬وتطابق عليه تمام النطباق وبعد مضي ما‬ ‫يزيد عن خمسة قرون من تحذير المسيح ظهر محمد بدعوته التي تخفّت في ثياب الحملن‬ ‫طوال ‪ / /‬عاما بمكة ثم خلع ثياب الحملن في المدينة وظهر الذئب على حقيقته ومعه عصبة‬ ‫من الذئاب المتوحشة والمتعطشة للدماء ‪ .‬يقول النجيل ‪:‬‬

‫ي مِنَ‬ ‫حبّاءُ ‪ ،‬لَا تُصَدّقُوا ُكلّ رُوح ٍ‪َ ،‬بلِ ا ْمتَحِنُوا ا َل ْروَاح َ‪َ :‬هلْ ِه َ‬ ‫َأ ّيهَا الَ ِ‬ ‫خرَجُوا ِإلَى العَالَمِ ‪.‬‬ ‫اللّه ؟ِ؟‪ ..‬لَنّ َأنْ ِبيَاءَ َك َذبَةً َكثِيرِينَ قَدْ َ‬ ‫ومن الغريب أن المسلمين يتباهون بهذه الوحشية ويعطونها تبريرا سخيفا يرفضه‬ ‫الضمير والعقل معا ‪ ،‬فيقول أحدهم ‪:‬‬ ‫نحن ‪ -‬أي المسلمين ‪ -‬نعتز بهذه العمال التي مورست ضد الوثنية ‪ ،‬لتفتح كل‬ ‫البواب أمام البشر كي يعرفوا السلم وتزيل من الوجود كل صنم وتحطم كل طاغوت ‪.‬‬ ‫وفات هذا الكاتب أن السلم لم يزل من الوجود كل الصنام لن تحطيم الصنام ليس‬ ‫بالسيف بل بالتعليم والوعظ والقناع ‪ ,‬ورغم ادعاء السلم بأنه أزال الصنام ‪ ،‬فل تزال‬ ‫الصنام موجودة وقد تكاثرت ‪ ،‬والواقع أن السلم أضاف إلى هذه الصنام صنما آخر‪ ،‬وهو‬ ‫السلم ذاته وشعائره ‪:‬‬

‫بالطواف حول الكعبة وهي حجر ل يسمع ول يتكلم ويلثمون الحجر السود وهي‬ ‫عبادات صنمية بحتة ‪.‬‬ ‫والغريب أن هذا الكاتب وهو يحمل مؤهلً علميا مرموقا يعطي فلسفة للكراه ويحللها‬ ‫قائلً‪:‬‬ ‫إذا قيل أن إكراه المشركين على النفاق يضاد حرية العتقاد ‪ ،‬قلنا ‪:‬‬

‫أن السلم يفضل الكراه على معرفة التوحيد ‪ ،‬علة الحرية في عبادة الوثان‬

‫هل كان محمد زاهدا‬ ‫تقول يا صديقي ‪:‬‬ ‫أن النبي كان عفيفا زاهدا ً‪ ،‬ولم يأخذ صدقة من أحد ‪ ,‬وقلت أن هذا علمة على صدق‬ ‫رسالته ‪ ،‬وأعطيت دليلً على ذلك بواقعة المنافق الكبير سلمان الفارسي وحفنة التمر التي‬ ‫ل بنفاق ‪:‬‬ ‫رفضها النبي ‪ ،‬فهتف سلمان قائ ً‬ ‫صدقت يا رسول ال ‪ -‬وقال إن من صدق النبوة أن ل يأخذ النبي صدقة من أحد ‪.‬‬ ‫وقد يكون النبي قد رفض صدقة سلمان فعل ً‪ ،‬لكن ليس بسبب أنه ل يقبل الصدقة إنما‬ ‫لنها صدقة متواضعة ‪ ،‬فهي مجرد حفنة تمر تقدم للنبي ملك العرب ؟؟‪..‬‬ ‫وأما الدليل على أن النبي كان يأخذ الصدقة فهو ما يقوله القرآن ‪:‬‬

‫ط ّهرُهُمْ َو ُتزَكّيهِ ْم ِبهَا‬ ‫خ ْذ مِنْ َأ ْموَا ِلهِ ْم صَدَ َق ًة تُ َ‬ ‫ُ‬ ‫فإذا كان دليلك على برهان صدق رسالة نبيك بأنه ل يأخذ الصدقة ‪ ،‬فماذا يكون المر‬ ‫لو كان قد أخذها فعلً ؟؟‪..‬‬ ‫لم يقتصر نبيك على أخذ الصدقة فقط بل تعداه أنه كان يتحصل لنفسه على خمس‬ ‫الغنائم بل وكان يأخذ النفال أيضا وثلث أجور الغزاة من كل سرية أو غزوة بجانب العديد‬ ‫من المزايا الخرى ‪ ،‬فهو الوحيد من جنس البشر الذي أحل له ال ‪ -‬كما يدّعي القرآن ‪ -‬أن‬ ‫ينكح أية امرأة تدعوه لذلك !! ول يشترط أن تكون زوجته أو من جواريه ‪ ،‬بل يشترط أن‬ ‫تكون مؤمنة فقط !! وتهب جسدها له فيعاشرها بدون حساب من ال !! يقول القرآن في ذلك‪:‬‬

‫حهَا خَا ِلصَةً لَكَ‬ ‫ن َيسْ َتنْكِ َ‬ ‫سهَا لِل ّنبِيّ ِإنْ َأرَادَ ال ّن ِبيّ َأ ْ‬ ‫ت نَ ْف َ‬ ‫‪ ...‬وَا ْمرَأَ ًة ُمؤْ ِم َنةً إِنْ وَ َهبَ ْ‬ ‫جهِمْ َومَا َملَكْتَ َأيْمَا ُنهُمْ‬ ‫ضنَا عَ َل ْيهِمْ فِي َأ ْزوَا ِ‬ ‫مِنْ دُونِ ال ُم ْؤ ِمنِينَ ‪ ،‬قَدْ عَ ِل ْمنَا مَا َفرَ ْ‬ ‫ح َرجٌ َوكَانَ الّلهُ غَفُورا رَحِيما ‪.‬‬ ‫ِل َكيْ َل يَكُونَ عَ َليْكَ َ‬

‫بالطبع هذا كلم جارح يخدش الحياء ‪ ,‬ومن الكفر أن ننسب مثل هذه الخطايا إلى ال‬ ‫الكلي القداسة ‪ ,‬والعجيب أن السماح له بمعاشرة النساء بالهبة يأتي بعد قائمة طويلة من‬ ‫النساء المسموح له بمعاشرتهن ‪ ،‬أي أنه لم يكن محتاجا للمزيد ‪ ,‬لكن ماذا نقول للشراهة‬ ‫ال َمرَضية في الشهوة لديه ‪ ،‬والتي كانت خروجا على كل ما هو مألوف لدى البشر ‪،‬‬ ‫والعجيب أن ال الخاص به ‪ -‬يشجعه على ذلك ‪ !..‬ويقول أن هذا فرض إلهي عليك ول‬ ‫داعي للخجل أو الحرج ‪ ،‬وكان ال غفورا رحيما‪!!..‬‬ ‫وأما قائمة المسموح له بمعاشرتهن من النساء كما يوردها القرآن كالتالي ‪:‬‬

‫لتِي‬ ‫يَا َأ ّيهَا ال ّن ِبيّ ِإنّا َأحْ َل ْلنَا لَكَ َأ ْزوَاجَكَ ‪ -‬علما بأنهن كن تسع زوجات ‪ -‬ال ّ‬ ‫عمّاتِكَ‬ ‫عمّكَ َوبَنَاتِ َ‬ ‫ك مِمّا أَفَاءَ الّلهُ عَ َليْكَ َو َبنَاتِ َ‬ ‫ت يَمِينُ َ‬ ‫آتَيْتَ ُأجُورَهُنّ َومَا مَلَ َك ْ‬ ‫سهَا‬ ‫ن مَ َعكَ وَا ْمرَأَ ًة ُم ْؤمِ َنةً إِنْ وَ َهبَتْ نَ ْف َ‬ ‫جرْ َ‬ ‫لتِي هَا َ‬ ‫َوبَنَاتِ خَالِكَ َو َبنَاتِ خَا َلتِكِ ال ّ‬ ‫لِلنّ ِبيّ ‪ ،‬الخ –‬ ‫وكان ينفرد عن سائر المسلمين بالسماح له بالنكاح وهو محرم ‪ ،‬أي وهو يؤدي مناسك‬ ‫الحج ‪ ،‬وهو محظور عمله للمسلمين العاديين ‪ ،‬وكثير من المزايا التي انفرد بها دون سائر‬ ‫المسلمين ‪ ،‬امتيازات النبي تجدها في (السيرة الحلبية جزء ‪ 3‬ص ‪)44‬‬ ‫بل لقد بلغت تجاوزات هذا النبي أنه تزوج من زوجة ابنه زيد بن محمد ‪ ,‬وقصة هذا‬ ‫الزواج المشين تجدها في (سورة الحزاب عدد ‪)38-37‬‬ ‫وهذه السورة مليئة بمغامرات النبي النسائية ‪ ،‬وهي أحداث ل يليق أن توضع في‬ ‫كتاب ديني مقدس كما تدعي ‪ ,‬ونعود إلى قصة هذا الزواج الشاذ ‪ ،‬وملخص القصة أن‬ ‫النبي ذهب لزيارة ابنه زيد ‪ ،‬فلم يجده ‪ ،‬واستقبلته زوجة ابنه السيدة زينب بنت جحش‬ ‫السدية ‪ ،‬وهي ابنة عم محمد ‪ ،‬وكانت تتطلع للزواج منه وليس من موله زيد بن حارثة‬ ‫الذي تبناه محمد ورباه وصار أباه ‪ ،‬ولم يعد يُسمى زيد بن حارثة بل زيد بن محمد ‪ ,‬وكان‬ ‫العرب يعتبرون البن بالتبني كالبن الحقيقي ‪ ،‬فل يجوز الزواج بزوجته ‪ ,‬وكانت زينب‬ ‫ترتدي جلبابا شفافا فهف قلبه بها ‪ ،‬فقرر النبي أن يتزوجها ‪ ،‬لكن كيف يتزوجها وهي‬ ‫زوجة رجل آخر ل تزال في عصمته ؟؟‪ ..‬وليست زوجة أي شخص عادي ‪ ،‬بل زوجة‬ ‫ابنه بالذات ؟؟‪ ..‬وجد النبي نفسه في حيرة ‪ ،‬فما عساه أن يفعل لتمام هذا الزواج ؟؟‪ ..‬آه‬ ‫‪ ..‬لقد وجد النبي الحل ‪ ،‬وهل هناك حل غيره ‪ ،‬إنه الوحي القرآني ‪..‬؟!! فهو الحل السريع‬ ‫السهل الذي ل يجرأ أن يعارضه أحد لنه آتٍ من عند ال ‪ ,‬وأنزل الوحي قائل" ‪:‬‬

‫عَليْكَ َزوْجَكَ‬ ‫عَل ْيهِ َأمْسِكْ َ‬ ‫وَإِ ْذ تَقُولُ ِللّذِي َأنْ َعمَ الّلهُ عَ َل ْيهِ ‪ -‬زيد ‪ -‬وََأنْ َعمْتَ َ‬ ‫وَاتّقِ الّلهَ َوتُخْفِي فِي نَ ْفسِكَ ‪ -‬رغبة في الزواج من زوجته ‪ -‬مَا الّل ُه ُمبْدِيهِ‬ ‫جنَا َكهَا ِل َكيْ‬ ‫طرًا ّزوَ ْ‬ ‫خشَاهُ فَ َلمّا َقضَى َزيْ ٌد ِمنْهَا وَ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫خشَى النّاسَ وَالّلهُ َأحَقّ َأ ْ‬ ‫َوتَ ْ‬ ‫عيَا ِئهِمْ إِذَا َقضَوْا مِ ْنهُنّ وَطَرا وَكَانَ‬ ‫ح َرجٌ فِي َأ ْزوَاجِ أَدْ ِ‬ ‫َل يَكُونَ عَلَى ال ُم ْؤمِنِينَ َ‬ ‫َأ ْمرُ الّل ُه مَفْعُولً ‪.‬‬ ‫وهكذا تفتق ذهن النبي وأوجد هذا الحل الغريب ‪ ،‬فال يأمره بإلغاء عادة التبني في‬ ‫السلم وحتى يتأكد الناس من ذلك يقوم ال بتزويج نبيه بزوجة ابنه بالتبني ( كنته ) ‪ ,‬وهل‬

‫هناك حيوان في الدنيا يتجرأ على القتراب من زوجة ابنه ( كنته ) التي هي بمثابة ابنته‬ ‫تماما" ‪ ،‬فأي حيوان هو هذا النبي الزاني والقذر ‪ ،‬وقد يتساءل اللبيب ‪:‬‬

‫ألم يكن ال قادرا على إنزال حكم بهذا اللغاء بدون أن يعرض نبيه للحرج ؟؟‪..‬‬ ‫وهل يعتبر التبني جرما وجب إلغاءه ؟؟‪..‬‬ ‫فالتبني كما هو معروف قمة الرحمة والمشاعر النسانية النبيلة وعمل مقدس مشروع ‪،‬‬ ‫والبن بالتبني كالبن الحقيقي تماما" له نفس الحقوق كما للحقيقي ‪ ،‬وكان مقبولً لو أنه ال‬ ‫ألغى زواج الهبة ‪ ،‬وكان معقولً لو أنه ألغى القتال والكراهية ‪ ،‬لكنه ألغى تقليدا إنسانيا عظيما‬ ‫هو التبني ‪ !..‬إن هذا الموقف يذكرني بحادث أغرب ‪.‬‬

‫ما من عبد يدخل الجنة إل ويجلس عند رجليه اثنتان من الحور العين‬ ‫يغنيانه بأحسن صوت سمعه النس والجان ‪ -‬وليس بمزامير الشيطان ‪.‬‬ ‫مزامير داود المليئة تسبحيا وتعظيما ل صارت مزامير الشيطان ‪ ،‬وغناء‬ ‫عاهرات الجنة من الحوريات صارت أحسن منها ‪!..‬‬ ‫يا ال ألهذا الحد يعكس السلم الشياء ؟؟‪..‬‬ ‫تعالوا لنرى ما تقول مزامير الشيطان كما يصفها النبي ولنقارنه بما يغني به حوريات‬ ‫جنة السلم ولنقارن ما بينهما لنعرف من هو الشيطان الحقيقي ‪ ،‬تقول المزامير‪:‬‬

‫حهُ فِي َفمِي‬ ‫ُأبَارِكُ الرّبّ فِي ُكلّ حِينٍ‪ .‬دَائِما َتسْبِي ُ‬

‫(مزمور ‪)34:1‬‬

‫خ ِبرُ بِ َع َم ِل يَ َديْهِ‬ ‫ك يُ ْ‬ ‫ث ِبمَجْدِ الّلهِ‪ ،‬وَالْفََل ُ‬ ‫ت تُحَدّ ُ‬ ‫اَلسّمَاوَا ُ‬

‫(مزمور ‪)19:1‬‬

‫ح يَا اَلّلهُ‬ ‫سبِي ُ‬ ‫ك َينْبَغِي ال ّت ْ‬ ‫َل َ‬

‫(مزمور ‪)65:1‬‬

‫ب يَا ُكلّ ا َلرْضِ‬ ‫اِ ْهتِفِي لِلرّ ّ‬ ‫جلِ ال ُم َتوَ ّكلِ عَ َل ْيهِ‬ ‫طيَبَ الرّبّ! طُوبَى لِلرّ ُ‬ ‫ظرُوا مَا أَ ْ‬ ‫ذُوقُوا وَانْ ُ‬

‫(مزمور ‪)100:1‬‬ ‫(مزمور ‪)34:8‬‬

‫صنَ ْع َتهُمْ يَ ْأتُو َ‬ ‫ن‬ ‫ن َ‬ ‫ح َمةِ ‪ُ ,‬كلّ ا ُلمَمِ الذِي َ‬ ‫ب صَا ِلحٌ وَغَفُورٌ وَ َكثِيرُ الرّ ْ‬ ‫ت يَا رَ ّ‬ ‫َأنْ َ‬ ‫سمَكَ‪ .‬لِ َأنّكَ عَظِيمٌ َأنْتَ وَصَانِعٌ عَجَائِبَ‪َ .‬أنْتَ‬ ‫ك يَا رَبّ َويُمَجّدُونَ ا ْ‬ ‫َويَسْجُدُونَ َأمَامَ َ‬ ‫(مزمور ‪)10-86:5‬‬ ‫الّلهُ وَحْ َدكَ‬ ‫جمِيعَ ُذنُوبِكِ‪ .‬الذِي‬ ‫سنَاتِهِ‪ .‬الذِي يَغْ ِفرُ َ‬ ‫ح َ‬ ‫بَارِكِي يَا نَ ْفسِي الرّبّ‪َ ،‬ولَا َت ْنسَيْ ُكلّ َ‬ ‫ح َمةِ‬ ‫طوِيلُ الرّوحِ وَ َكثِيرُ الرّ ْ‬ ‫يَشْفِي ُكلّ َأ ْمرَاضِكِ‪ ,‬الرّبّ رَحِيمٌ ورؤوف‪َ ،‬‬ ‫(مزمور ‪ 103:2‬و ‪)8 ،3‬‬

‫سيّدِي‬ ‫ك َتوَكّلْتُ‪ُ .‬قلْتُ لِلرّبّ‪َ :‬أنْتَ َ‬ ‫ظنِي يَا اَلّلهُ ِلَأنّي عَ َليْ َ‬ ‫اِحْ َف ْ‬

‫(مزمور ‪ 16:1‬و ‪)2‬‬

‫لِلرّبّ ا َلرْضُ َومِ ْلؤُهَا‪ .‬ال َمسْكُو َنةُ َو ُكلّ السّا ِكنِينَ فِيهَا‬ ‫ح َمتِي‬ ‫جإِي إِلهُ رَ ْ‬ ‫يَا ّق َوتِي َلكَ ُأ َرنّمُ‪ ،‬لِأَنّ الّل َه مَلْ َ‬ ‫سبّحَانِكَ‬ ‫حيَاةِ‪ .‬شَفَتَايَ تُ َ‬ ‫ض ُل مِنَ ال َ‬ ‫حمَتَكَ أَ ْف َ‬ ‫رَ ْ‬

‫(مزمور ‪)24:1‬‬ ‫(مزمور ‪)59:17‬‬ ‫(مزمور ‪)63:3‬‬

‫حمَ َتهُ قَدْ َقوِيَتْ عَ َل ْينَا‪،‬‬ ‫حمّدُو ُه يَا ُكلّ الشّعُوبِ‪ِ .‬لأَنّ رَ ْ‬ ‫سَبّحُوا الرّبّ يَا ُكلّ ا ُلمَمِ‪َ .‬‬ ‫(مزمور ‪)117‬‬ ‫وََأمَا َنةُ الرّبّ إِلَى الدّ ْهرِ‬ ‫خيْ ٌر مِنَ ال ّتوَ ّكلِ‬ ‫حتِمَاءُ بِالرّبّ َ‬ ‫ح َمتَهُ‪ .‬ال ْ‬ ‫حمَدُوا الرّبّ لِ َأ ّن ُه صَا ِلحٌ‪ ،‬لَِأنّ ِإلَى ا َلبَدِ رَ ْ‬ ‫اِ ْ‬ ‫(مزمور ‪ 118:1‬و ‪)8‬‬ ‫علَى ِإ ْنسَان ٍ‬ ‫َ‬ ‫هذا بعض من المزامير ‪ ,‬كلمات روحانية عميقة تعطي المجد والعزة والتسبيح ل فهل‬ ‫يليق أن تُسمى بمزامير الشيطان ؟؟‪..‬‬ ‫قبل أن تعطي جوابا تعالى لنرى أغاني الحور العين في الجنة وهم يستقبلن رجالهن ‪:‬‬ ‫نحن الخيرات الحسان ‪ ،‬أزواج قوم كرام ‪ ,‬ينظرون بقرة أعيان وأن ما يفنين به نحن‬ ‫الخالدات فل تمتنه ‪ ،‬فنحن المنات فل نخفنه نحن المقيمات فل تظعنه ‪.‬‬ ‫طالما انتظرناكم فنحن الراضيات فل نسخط ‪ ،‬والمقيمات فل نظعن ‪ ،‬والخالدات فل‬ ‫نموت بأحسن أصوات سمعت ‪ ,‬وتقول أنت حبي وأنا حبك ليس دونك مقصر ول وراء معدل‬ ‫ويقول أحد المخبولين المعتوهين ‪:‬‬ ‫هذا هو الطرب والغناء لتقديس رب الرض والسماء ‪ ,‬فالذين طهروا آذانهم من سماع‬ ‫الخلعة ‪ !..‬وخافوا ربهم وابتعدوا عن مزامير الشيطان ‪ !!..‬أكرمهم ال الله الذي ل يغفل‬ ‫(سورة الرحمن ‪ 60 :55‬و ‪)61‬‬ ‫ول ينام ‪َ ,‬فبَِأيّ آلَ ِء َر ّبكُمَا ُت َك ّذبَانِ‬ ‫قالت عائشة زوجة محمد له في سخرية وتهكم ‪:‬‬

‫عجبا يا محمد أرى إلهك يسرع في هواك ‪.‬‬ ‫قالت له ذلك بعدما انقلب محمد على زوجاته التسع ‪ ،‬وقال إنه لن يعدل بينهن من الن‬ ‫وصاعدا ‪ ،‬وقد كان لكل زوجة يوما معينا خاص بها ‪ ،‬ولكن فيما يبدو أن النبي أراد التغيير!‬ ‫ول سيما وقد أحضرت إليه جارية حسناء شابة هي ماريا القبطية التي اهداها له المقوقس ‪،‬‬ ‫أعجب بها محمد إعجابا كبيرا حتى أنه عاشرها في اليوم المخصص لحدى زوجاته وهي‬ ‫حفصة بنت عمر‪ ،‬وكان والدها عمر مريضا فذهبت لزيارته وعادت مسرعة لتجد زوجها مع‬ ‫جاريته في منزلها وعلى فراشها وكادت أن تصرخ ‪ ،‬ولكن النبي هدأ من ورعها واعتذر لها‬ ‫وقال ‪:‬‬ ‫إن ماريا محرمة عليه بعد اليوم ‪ ،‬قال ذلك ليرضي زوجته حفصة ‪ ,‬ولكن ال غضب‬ ‫من محمد لمرضاته لزوجته وتحريمه لماريا ‪!..‬‬

‫حلّ الّلهُ لَكَ تَ ْبتَغِي مَ ْرضَاتَ َأ ْزوَاجِكَ وَالّلهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‬ ‫حرّ ُم مَا أَ َ‬ ‫يَا َأ ّيهَا ال ّنبِيّ ِل َم تُ َ‬ ‫(سورة التحريم ‪)66:1‬‬

‫وتوسل لزوجته حفصة لعدم إخبار عائشة وبقية زوجاته ‪ ،‬وطلب منها أن تحفظ السر‪،‬‬ ‫لكن حفصة أسرعت إلى عائشة وباحت لها بهذا السر ‪ ،‬فتجمهرت عليه نساؤه بعدما باحت‬ ‫حفصة بالمستور ‪.‬‬ ‫وعلى الفور تدخل إله محمد لنقاذه ويكشف له مؤامرة أزواجه ! فيقول القرآن ‪:‬‬

‫ت مَنْ َأنْبََأكَ هَذَا‬ ‫ت بِهِ ‪ ,‬قَالَ ْ‬ ‫جهِ حَدِيثا فَ َلمّا نَبَّأ ْ‬ ‫سرّ ال ّنبِيّ إِلَى بَعْضِ َأ ْزوَا ِ‬ ‫وَإِذْ َأ َ‬ ‫ن تَتُوبَا ِإلَى الّلهِ فَقَدْ صَغَتْ ُقلُوبُ ُكمَا وَإِنْ تَظَا َهرَا عَ َل ْيهِ‬ ‫خبِيرُ ِإ ْ‬ ‫قَالَ نَبّ َأ ِنيَ العَلِيمُ ال َ‬ ‫عسَى َربّهُ‬ ‫ظ ِهيٌر َ‬ ‫لئِ َك ُة بَعْدَ َذلِكَ َ‬ ‫ج ْبرِيلُ َوصَا ِلحُ ال ُم ْؤ ِمنِينَ وَا ْلمَ َ‬ ‫فَِإنّ الّلهَ ُه َو َموْلَهُ وَ ِ‬ ‫خيْرا مِنْكُنّ ‪َ ,‬ثيّبَاتٍ وََأبْكَارا ‪.‬‬ ‫ن ُيبْدِ َلهُ َأ ْزوَاجا َ‬ ‫ِإنْطَلّ َقكُنّ أَ ْ‬ ‫ومع هذا التهديد بطلقهن جميعهن وباستعراض قوة مؤيديه ‪ ،‬تلشت مظاهرة نسائه‬ ‫عليه ‪ ،‬ولم تكن هناك مشكلة في التحلل من قسمه بأنه لن يقرب ماريا وأنها محرمة عليه فلقد‬ ‫أحل له ال التحلل من أي قسم وذلك من قوله ‪:‬‬

‫حكِيمُ ‪.‬‬ ‫حّلةَ َأيْمَانِ ُكمْ وَالّل ُه َموْلَكُمْ وَ ُهوَ ال َعلِيمُ ال َ‬ ‫قَدْ َفرَضَ الّلهُ َلكُ ْم تَ ِ‬ ‫ويؤكد له ال أنه أصبح متحررا من مسألة العدل بين زوجاته ‪ ،‬وأنه لم يعد مقيدا بل‬ ‫يختار من يشاء منهم فيقول القرآن ‪:‬‬

‫عزَلْتَ فَلَ‬ ‫ك مَنْ تَشَاءُ َومَنِ ا ْبتَ َغيْتَ ِممّنْ َ‬ ‫ن َتشَا ُء ِم ْنهُنّ َو ُت ْؤوِي إِ َليْ َ‬ ‫ُترْجِي مَ ْ‬ ‫عَليْكَ ‪.‬‬ ‫جنَاحَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ويقول أيضا ً‪:‬‬

‫حيَاةَ ال ّدنْيَا َوزِينَ َتهَا َفتَعَا َليْنَ‬ ‫ن ُترِدْنَ ال َ‬ ‫ن ُك ْنتُ ّ‬ ‫يَا َأ ّيهَا ال ّن ِبيّ ُقلْ ِلَأ ْزوَاجِكَ إِ ْ‬ ‫جمِيلً ‪.‬‬ ‫سرَاحا َ‬ ‫سرّحْكُنّ َ‬ ‫ُأ َمتّعْكُنّ وَُأ َ‬ ‫ولعل محمد خاف أن تخونه إحدى زوجاته نتيجة السلوب التهديدي لهن ‪ ،‬فتدخّل‬ ‫الوحي يقول من جديد ‪:‬‬

‫طمَعَ‬ ‫خضَعْنَ بِالْ َق ْولِ َفيَ ْ‬ ‫ل تَ ْ‬ ‫ستُنّ َكأَحَ ٍد مِنَ ال ّنسَاءِ إِنِ اتّ َق ْيتُنّ فَ َ‬ ‫يَا نِسَاءَ ال ّن ِبيّ َل ْ‬ ‫الذِي فِي قَ ْل ِبهِ مَرَضٌ‬ ‫ثم شدد عليهن بعدم إتيان الفاحشة فقال لهن الوحي ‪:‬‬

‫عفْ َلهَا العَذَابُ ضِعْ َفيْنِ‬ ‫حشَ ٍة ُمبَ ّي َنةٍ ُيضَا َ‬ ‫ن بِفَا ِ‬ ‫ت ِمنْكُ ّ‬ ‫يَا نِسَاءَ ال ّن ِبيّ مَنْ يَأْ ِ‬ ‫علَى الّل ِه َيسِيرا ‪.‬‬ ‫وَكَانَ ذَِلكَ َ‬

‫ثم قال ‪:‬‬

‫عظِيما ‪.‬‬ ‫عنْدَ الّلهِ َ‬ ‫ن بَعْدِهِ َأبَدا إِنّ ذَلِ ُكمْ كَانَ ِ‬ ‫ج ُه مِ ْ‬ ‫ن َتنْكِحُوا َأ ْزوَا َ‬ ‫وَلَ أَ ْ‬ ‫إلى هذا الحد بلغ صراع النبي مع نسائه وأتباعه ‪ ,‬وواضح من أسلوب هذا الحديث‬ ‫معاناة النبي لكن ما يزرعه النسان إياه يحصد ‪.‬‬ ‫ووسط كل هذا الزحام مرّ موضوع زواجه من زوجة ابنه ‪ ،‬وتبرأ تماما من أبوته لزيد‬ ‫فيقول القرآن ‪:‬‬

‫مَا كَانَ مُحَمّدٌ َأبَا َأحَ ٍد مِنْ رِجَاِلكُمْ َولَكِنْ رَسُولَ الّلهِ وَخَاتَمَ ال ّن ِبيّينَ ‪.‬‬ ‫وكأن البوة تتعارض مع النبوّة‪ !..‬وكأنها فعل شيطاني وجب أن يتخلص محمد‬ ‫منه‪!!..‬‬

‫عنْدَ الّلهِ ‪.‬‬ ‫وقال أيضا ‪ :‬ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ ُهوَ أَ ْقسَطُ ِ‬ ‫هكذا كان محمد في غاية الدهاء وسعة الحيلة ‪ ،‬فلكل عقدة تجد لها حلً عنده ‪ -‬ل يقدر‬ ‫أن يطعن فيه أحد لنه وحي منزل من السماء ‪!..‬‬ ‫لقد عرضت عليك جانبا من الوجه الخر للسلم الذي ل تعرفه أنت ول يعرفه غالبية‬ ‫المسلمين ‪ ،‬لنهم يكتفون بقرآنهم ول يطلعون على أديان الخرين وكتبهم المقدسة ‪ ،‬فلم‬ ‫يتمكنوا من المقارنة والختيار ‪ ,‬والمعرفة ل تكمل إل بطرح الرأي والرأي المخالف له‬ ‫ليقارن ويفاضل بينهما ‪ ،‬وقد عرضت عليك هذا الرأي الخر ولم أقل كلما من عندي ‪ ،‬بل‬ ‫شواهدي كلها من المصادر السلمية ‪ ،‬القرآن والحاديث وكتبة المسلمين من الئمة‬ ‫والمؤرخين والمفكرين وكلهم مسلمون ‪ ,‬ويمكنك الرجوع إلى مصادري لمعرفة الحق وإذا‬ ‫كانت لديك رغبة في النطلق للحياة الفضل وقد جاء المسيح ليكون للناس حياة ويكون لهم‬ ‫الفضل ‪ ,‬مسيح المحبة والسلم الذي لم يحمل سيفا ولم يهدر دم أحد ‪ ،‬بل يطالب أتباعه‬ ‫بمحبة العداء وكان هو يحب الجميع ويشفق عليهم حتى العداء منهم ‪ ,‬هذا المسيح النازل‬ ‫من السماء لم يأت من زرع بشر ونتاج الشهوة بل جاء من ال فهو كلمة ال وروحه ‪ ،‬وقد‬ ‫تجسد في شكل إنساني بمعجزة فريدة من نوعها ‪ ,‬وأصبح صورة ال غير المنظور وليجعله‬ ‫منظورا في شخصه المبارك ‪ ,‬ولن يستطيع أحد من البشر أن يتوصل لمعرفة ال إل بالمسيح‬ ‫لنه هو وال واحد ‪ ,‬هذا المسيح سوف يغير مجرى حياتك لو سلمت له نفسك ‪ ،‬سيجعلك‬ ‫ن في الوجود ‪ ،‬سوف يصالحك على ذاتك فلن تعاني من النقسام الداخلي بعد ‪ ,‬إني‬ ‫أسعد إنسا ً‬ ‫أسأله لجلك أن يضيء بصيرتك لتبصر الحق ‪ ،‬والذي أخرجني من الظلمة لهو قادر أن‬ ‫يخرجك أيضا ‪ -‬لك مني تحياتي ومحبتي ‪.‬‬ ‫أخوك‬ ‫صموئيل عبد المسيح‬ ‫الشيخ محمد النجار سابقا‬

‫القصاص والخلص‬ ‫وفيما يلي رسالة صديقي احتراما للرأي الخر ‪:‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬ ‫إلى الستاذ والخ الكريم محمد النجار‬ ‫ردا على أفكارك التي هي نتيجة محصلة بحث طويل اهتداء إلى الحق ‪ ،‬نود أن نعبر‬ ‫عن أفكارنا تجاه ما ناقشتمونا إياه ‪ ،‬فإن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن عند ال تعالى‬ ‫يهدي من يشاء ‪.‬‬ ‫مقدمة تمهيدية‬ ‫في الحياة يوجد خطان في القوة المستمدة التي تجسم الصالة الحتمية ‪ ,‬والصالة‬ ‫الحتمية معناها إما أن يكون النسان في ظلمات ‪ ،‬وإما أن يكون في نور ‪ ,‬فالذي يستورد‬ ‫أصول معرفته من أصول غير ثابتة فإن صعوده الفكري يكون سفلي أرضي ‪ ،‬والذي يستورد‬ ‫علوم معرفته من مورد ديني فمنطلق صعوده الفكري يكون تصاعديا ‪ -‬من الكعبة ‪ -‬من أن‬ ‫بانيها جد النبياء إبراهيم ‪ ،‬وهذا واقع يوضح أسباب الخلف في العقائد والختلف في‬ ‫المعرفة ‪.‬‬ ‫ول توجد قوة ثالثة تعرف فقط ‪ ،‬نور ‪ ،‬ظلمات ‪ ،‬كفر ‪ ،‬إيمان ‪.‬‬ ‫وحقيقة الشياء تبقى كما هي ‪ ،‬إل أن النسان يتجه إما للعلم ‪ ،‬وإما للجهل ‪ ،‬والعلم ليس‬ ‫كلما منزلً من السماء ‪ ،‬وما علوم النسان إل معرفة مكتسبة بالتجربة والخطأ ‪.‬‬ ‫فالجاهل يرى العلم جهلً ‪ ،‬والعالم يرى الجهل في الجاهل وأما عن السلم وغزواته‬ ‫فهذا له معنى آخر في التكوين المعرفي العقائدي للنسان ‪ ،‬كما سبق أن قلت أن الجاهل يرى‬ ‫في العلم جهلً ‪ ,‬وعهد الرسول ص عرف شركا ظلمانيا على أشده تبعا لعادات الجداد‬ ‫التعصبية ‪.‬‬ ‫إذ ل يمكن إرجاعهم عما هم عليه ‪ -‬بالمجادلة والنقاش السلمي ‪ -‬وخصوصا وأنهم ‪-‬‬ ‫بالسلم ‪ -‬سيفقدون الشيء الكثير من الجاه ‪ ,‬فكان الغزو والسيف كوسيلة للسلم الجماعي‬ ‫القبائلي مع إذعان القوة العلطوية وبعد ذلك تأتي المرحلة الثانية من المحاجة والقناع مع‬ ‫اليضاح ‪ ،‬بعيدا عن كل شعور بالقوة ‪ ,‬فالنسان بطبعه ل يتنازل عما يعتقده بسهولة وهو في‬ ‫مركز قوة ‪ ,‬فالشعور بالقوة يعمي البصيرة ‪ ،‬ويصيبه بالغرور ‪ ،‬وهذا ما يؤكده ال تعالى ‪:‬‬

‫خيْرا‪ ،‬وَكَفَى الّلهُ ال ُم ْؤ ِمنِينَ ال ِقتَالَ‪,‬‬ ‫ظهِمْ‪َ ،‬ل ْم َينَالُوا َ‬ ‫َورَدّ الّلهُ الذِينَ َك َفرُوا بِ َغيْ ِ‬ ‫(سورة الحزاب ‪)33:25‬‬ ‫عزِيزا‬ ‫وَكَانَ الّلهُ َق ِويّا َ‬ ‫صدق ال العظيم‪,‬‬ ‫أما عن تطرقك لبعض اليات والعجز الذي تراه فيها أو التناقض الخاص في وسائل‬ ‫التعبير وطرقها ‪ ،‬ل سيما إذا كان المراد منها العبث بما قيل في الكتب المنزلة ‪ ،‬فالفقر ليس‬ ‫في السلم ‪ ،‬بل في المسلمين ‪ ,‬إن حياة النسان فانية ‪ ،‬ومشاكل النسان باقية مرارتها عند‬ ‫انكشاف أخطائها ‪ ،‬ولنرجع إلى الية ( ‪ 49‬من سورة الحج) ‪:‬‬ ‫هذه الية التي لم يتقبلها العقل مشكلتها في عدم إعطائها صيغة تفسيرية صحيحة ‪ ،‬إذ ل وجود‬ ‫ليات يلقيها الشيطان في القرآن الية ‪:‬‬

‫شيْطَانُ فِي ُأمْ ِن ّيتِهِ‬ ‫َومَا َأ ْرسَ ْلنَا مِنْ َقبْلِكَ مِنْ َرسُولٍ وَلَ نَ ِبيّ إِلّ إِذَا َت َمنّى َألْقَى ال ّ‬ ‫(سورة الحج ‪)22:52‬‬

‫إلى هنا فال تعالى يتحدث إلى رسل وأنبياء مضت فالجملة هنا بصيغة الماضي ‪ ،‬إذ ل‬ ‫ل الشيطان الفرصة‬ ‫يتحدث عن القرآن ‪ ،‬إذ ما من رسول أرسله ال إل وتمنى أو ادّعى مستغ ً‬ ‫ليلقي في أمنيته ‪ ،‬فآدم وزوجه تمنيا بعد تنبؤ من ال تعالى أن ل يأكل من الشجرة فألقى‬ ‫الشيطان في أمنيتهما فأكل ‪ ,‬ونوح دعا على قومه فغرقوا ‪ ،‬وموسى ألقى الشيطان في أمنيته‬ ‫فوكز منافسه فعيره فقتله ‪ ,‬وهكذا دائما مع النبياء ‪ ،‬ولكن ال تعالى ‪ -‬ينسخ ‪ -‬ما يلقي‬ ‫الشيطان ‪ ،‬ثم يحكم آياته وال غفور رحيم ‪ ،‬وما من بشر إل ويعبئ وسيلة دفاع عن نفسه إذا‬ ‫قامت القيامة ‪ ,‬ربما يصف لخالقه وضعه ويظهر شقاءه دون أن يطلب رحمة ‪ ،‬كأن الرحمة‬ ‫إجبارية ‪ ،‬والمغفرة واجبة ‪ ,‬فهذا كلم النسان هو قائله ‪ ،‬مجرد كلم ‪ ،‬كما اعتبر الشياء‬ ‫مجرد أشياء ظنا أنه خَُلقت عبثا فل غريب أن يعصبك بالنسان ‪ ،‬إذ كيف ينتظر النسان‬ ‫الخير وهو فاعل الشر وكيف تكون المغفرة والنسان ينكر وجود الذنب (مبررا الخلص على‬ ‫يد المسيح) ‪.‬‬ ‫مدعيا أن المسيح تحمل عقاب خطيئة النسان ‪ ،‬تاركا المجال مفتوحا لرتكاب معاصي‬ ‫أكثر ‪ ،‬كيف يهدأ النسان من الذنوب وهو يعلم أنه ل عقاب ول نار طالما أن المسيح خلصه‬ ‫من كل هذا بصلبه ‪ ،‬وأي خطيئة تحملها المسيح خطيئة النسان منذ خلقه أي خطيئة آدم ‪،‬‬ ‫فآدم عوقب بإخراجه من الجنة وإنزاله الرض ‪.‬‬ ‫النسان بطبعه شرير يميل إلى الدم وسفكه ‪ ،‬فكان عيد الضحى ‪ ،‬حتى تنزاح انفعالت‬ ‫العقل البشري تجاه سفك الدم ‪ ،‬سلوك النسان بدون خوف من عقاب المستقبل له يجعل فيه‬ ‫الطغيان والغرور طالما أن المسيح خلصه من قبل ‪ ,‬فأنت يا صديقي محمد ‪ ،‬متفق معي أن‬ ‫ال عادل ‪،‬عدالته شملت كل البشر ‪ ،‬كل الشعوب ‪ ،‬فأنزل وأرسل الرسل إلى كل الشعوب‬ ‫بحسب لغتها ‪ ,‬أفل يعقل أن يبعث ال إلى هذا الشعب العربي دينا على رسول عربي وكتاب‬ ‫عربي؟‪ ..‬فحتى الصينيين بُعث فيهم (شيتا) عليه السلم بعبادة سرّها في الحركات وحرفت‬ ‫وغيرت وأبدلت من بعد ذلك كوسيلة دفاعية عنيفة ‪ ،‬مجرد رياضة إلى أن جاء الرسول عليه‬ ‫السلم مجددا لعلم الحركات للعبادة ‪ ,‬فكانت الصلة بأربع حركات وقوف ‪ ،‬ركوع ‪ ،‬سجود ‪،‬‬

‫جلوس للستمداد من قوى الطبيعة الربعة الماء ‪ ،‬الهواء ‪ ،‬التراب ‪ ،‬النار ‪ ،‬ولن تجد قوة‬ ‫خامسة أبدا فكانت عبادة الطبيعة شركا ‪ ,‬وهذا نجده في الكعبة بأربعة أوجه مكعبة ‪ -‬لحصر‬ ‫قوى الطبيعة الربعة ‪.‬‬ ‫والكعبة مغطاة برداء حتى ل يستمد النسان قواه من حجر الكعبة ‪ ،‬وكذلك بالنسبة‬ ‫للزواج من أربع زوجات ليصارع بهن الرجل المسلم القوى الربعة لطبيعته ‪.‬‬ ‫أتعتقد يا صديقي أن كل هذا مجرد صدفة ؟؟‪..‬‬ ‫وما ينطق عن الهوى إن هو إل وحي يُوحى ‪.‬‬ ‫أرجو أن تعطيني اهتماما لكل ما كتبت ‪ ،‬وإن شاء ال تعالى سأحاول أن أجاوبك على‬ ‫كل أسئلتك الباقية ‪.‬‬ ‫أخوك‬

‫أ‪/‬ع‬

‫إلى الخ الحبيب والصديق العزيز‬

‫أ‪ ,‬ا‪ ,‬ع‬

‫تحية دقيقة وبعد‬ ‫سعدت جدا برسالتك الجتهادية في دفاعك عن صحة الدين السلمي ‪ ,‬وبالطبع يا‬ ‫صديقي سوف أعطيك كل اهتمامي في كل ما كتبته ‪ ،‬وأني فخور جدا بصداقتك وأحيي فيك‬ ‫أسلوبك المهذب في الحوار واجتهادك الشاق في الدفاع عن صحة معتقدات دينك ‪ ,‬سعدت قبل‬ ‫ما كتبته ‪ ،‬وسوف أهتم بالتعقيب على رسالتك وأعلن وجهة نظري نحو كل ما حواها ‪ ،‬وإن‬ ‫كنت منتظرا احتواء رسالتك على إجابات أسئلتي سواء التي طرحتها عليك خلل مناقشاتنا‬ ‫الودية ‪ ،‬أو التي سطرتها لك ‪ ،‬وظللت أنتظر إجاباتك دون جدوى حتى جاء يوم نقلك إلى‬

‫مكان آخر ‪ ،‬ول زلت أذكر آخر كلمات قلتها لي‪ :‬أخ محمد ‪ ،‬أنت درست ‪ / /‬سنة ‪ ،‬لكن أنا‬ ‫لم أدرس بما فيه الكفاية ‪ ،‬لكن أعدك أني سوف أدرس حتى أتمكن من الجابة على كل‬ ‫أسئلتك ‪.‬‬ ‫وطبعا أنا أثق في وعدك يا صديقي ‪ ,‬لكن ثق أنك لو درست بعناية وأعطيت إجابات‬ ‫منطقية يتقبلها العقل ‪ ،‬فستكون قد بلغت بذلك مرفأ الحقيقة ‪ ،‬وأدركت أن السلم لم ولن يكون‬ ‫أبدا من عند ال ‪.‬‬ ‫لقد ألغيت كل مصادر المعرفة وحصرت المعرفة داخل الكعبة فقط ‪ ،‬وكأن الكعبة هي‬ ‫كل العالم ‪ ،‬وهي وحدها التي أتى منها التصاعد الفكري ‪ ،‬وبداخلها فقط تتجمع وتنحصر كل‬ ‫القوى الطبيعية ‪ ,‬بالطبع فأنت تقصد تلك الكعبة الموجودة في مكة ‪ ،‬ذلك البناء الحجري‬ ‫المربع الشكل ويرقد في زواياه اليمنى ‪ -‬الحجر السود ‪ -‬والذي يكسوه رداءا أسود اللون‬ ‫لتغطيته لحجب كوامن قوته عن البشر ‪.‬‬ ‫هذا كلم طريف قد يكون دعابة ‪ -‬لكنه ل يمس للواقع المعروف بأدنى صلة ‪ ،‬لن هذا‬ ‫البناء الحجري من مخلفات الوثنية وعبادة الحجار والصنام ‪ ،‬شيء بمثل هذه الصفات ل‬ ‫يعقل أن يكون مبعثا للتصاعد الفكري في الكون ‪ ،‬بل على العكس من ذلك ‪ ،‬كانت الكعبة ولم‬ ‫تزل مبعثا للتخلف الفكري والحضاري ‪ ,‬فما هو إل حجر أبكم وأصم تطوف من حوله الناس‬ ‫وتتمسح به ‪ ،‬وتلثمه‪ !..‬فأي رمز ديني يحمله ‪ ،‬وأية علقة ل بهذه الصنام ؟؟‪..‬‬ ‫هل تدعو الوثنية الصنمية فكرا تصاعديا ؟؟‪..‬‬ ‫إذن فالعبادة التوحيدية ل ماذا تكون ؟؟‪..‬‬ ‫تدّعي أن هذا البناء الحجري يحوي كوامن القوى ‪ ،‬فهل عجزت يا ترى هذه القوى‬ ‫المزعومة عن حماية الكعبة من الهدم والحرق ؟؟‪..‬‬ ‫كم من مرات يتم هدم الكعبة وإعادة بنائها ؟؟‪..‬‬ ‫الذي فعل ذلك هو النسان وليس ال ‪ ،‬فالذين هدموا الكعبة بشر‪ ،‬والذين يعيدون بناءها‬ ‫بشر‪ ,‬وقد ظلت الكعبة منذ نشأتها تحت رعاية الوثنيين وعلى مدى قرون طويلة حتى ظهر‬ ‫السلم وتولى رعايتها امتدادا لعصر الوثنية ‪ ،‬وأبقى على كل شعائر الطواف من حولها كما‬ ‫كان يفعل الوثنيون لنه مشروع تجاري رابح ‪ ،‬وليس بيتا ل ‪ ،‬لن ال ل يسكن في بيوت‬ ‫تُصنع بأيدي الناس ‪ ,‬ال ل يحتاج بيتا له ‪ ،‬فهو روح يمل العالمين ‪ ،‬وقد كان العرب أذكياء‬ ‫في بناء هذا البيت الحجري والدعاء بأنه بيت ال الحرام ليأتي الحجاج من مختلف الصقاع ‪،‬‬ ‫وتنشط الحركة التجارية وكلها منافع دنيوية ليس لها أدنى صلة بالدين أو العبادة الحقيقية ل ‪،‬‬ ‫فال ليس موجودا في الكعبة فقط ‪ ،‬بل في كل مكان ‪ ،‬وأما الدعاء بأن سيدنا إبراهيم وولده‬ ‫إسماعيل ‪ -‬من جاريته – هاجر ‪ ،‬هما اللذان قاما ببناء هذا البيت ‪ ،‬وأن العرب والنبي هم‬ ‫أبناء إسماعيل ‪ ،‬فهذه محض افتراءات ليس لها أدنى أساس من الصحة بحسب كل المراجع‬ ‫التاريخية ‪ ،‬لن العرب كانوا موجودين قبل إبراهيم وإسماعيل ‪ ،‬مما يؤكد بطلن مزاعم‬ ‫المسلمين العرب أنهم أبناء إسماعيل ‪ ,‬وتقول المصادر السلمية ‪:‬‬ ‫قيل أن جميع المسلمين العرب ينتسبون إلى إسماعيل بن إبراهيم عليه السلم ‪.‬‬

‫والصحيح المشهور أن العرب قبل إسماعيل ‪ ,‬فهم عاد وثمود وكسم وجديس وأميم‬ ‫وجرهم والعمالقة ‪ ،‬وأمم آخرون ل يعلمهم إل ال كان واقبل الخليل ‪ -‬إبراهيم ‪ -‬عليه السلم‬ ‫وفي زمانه أيضا ‪.‬‬ ‫وأقدم قبيلة عربية معروفة كانت تتولى الشراف على الكعبة هي قبيلة جرهم حتى‬ ‫تمكنت قبيلة خزاعة من نزول المكان وطرد الجرهميين وإقامتهم مكانهم ‪ ,‬وتزوج قصي بن‬ ‫كلب زعيم قبيلة ‪ -‬قريش ‪ -‬من ابنة جليل بن حبشية الخزاعي زعيم خزاعة الذي استولى‬ ‫على الكعبة من الجرهميين وصار يملك مفاتيح الكعبة ‪ ،‬وأوصى قبل موته بولية الكعبة‬ ‫لزوج ابنته قصي بن كلب ‪ ،‬ودخل في صراع مع قبيلة خزاعة حتى انتصر في النهاية ‪،‬‬ ‫وجمع قبائل قريش التي ينتسب إليها نبي السلم محمد ‪ ،‬وجعل قصي بني قريش يسكنون في‬ ‫مكة بعدما كانوا مشردين في الشعاب ورؤوس الجبال فقسم منازلهم فسمى (مجمعا) وفيهم‬ ‫يقول الشاعر‪:‬‬ ‫أبوكم قصي كان يدعى مجمعا به جمع القبائل من فهر‬ ‫وبدأ بذلك نجم قريش في الرتفاع ‪ ,‬وقام قصي بتجميعها وأسكنها مكة ‪ ،‬وهو أول من‬ ‫أعز قريش وظهر به فخرها ومجدها ‪.‬‬ ‫وقصي هذا هو الجد الخامس لمحمد ‪ ،‬والرابع لورقة بن نوفل بن السد بن عبد‬ ‫العزى ‪ ,‬إن قصي ومحمد بن عبد ال بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ‪,‬‬ ‫ول يوجد نسب معروف لمحمد سوى قصي بن كلب وهو دخيل على مكة ول يمت بأدنى‬ ‫صلة لسماعيل ‪ ،‬وقد قام قصي بهدم الكعبة وإعادة بنيانها بناء لم يبنه أحد ‪.‬‬ ‫فأين هي صلة إبراهيم بالكعبة أو بقصي جد محمد ؟؟‪..‬‬ ‫؟؟‪..‬‬

‫بل أين هي قبيلة محمد ‪ -‬قريش ‪ -‬من بقية القبائل العربية الصيلة مثل جرهم وخزاعة‬

‫وهذه الكعبة التي تدّعي أنها مبعث الفكر التصاعدي أمر خليفة المسلمين بحرقها‬ ‫وهدمها فأين أصبح الفكر التصاعدي هذا ؟؟‪..‬‬

‫إسماعيل وأنبياء العهد القديم‬ ‫إن كعبة اليوم هي ذات كعبة المس حيث كان يطوف حولها الوثنيون العرب ‪ ،‬وي َؤدّون‬ ‫ويقومون بكل شعائر الحج والطواف التي يقوم بها مسلمو اليوم ‪.‬‬ ‫فما هو الجديد في المر ؟؟‪..‬‬ ‫ل جديد ‪ ,‬مجرد امتداد للوثنية القديمة ليس أكثر ‪ ،‬نقلها السلم كما هي وادعى أنها‬ ‫وحي منزل من السماء رغم وجودها قبل السلم بمئات السنين ‪ !..‬نعم كانت موجودة قبل هذا‬ ‫الوحي بقرون طويلة ‪ ،‬لكن أخذها السلم كما أخذ عن العرب القدمين سائر عاداتهم وادعى‬ ‫أنه وحي تشريع إسلمي بينما هي عادات القدمين ‪ ،‬نذكر منها عادة الطلق وتعدد الزواج ‪:‬‬

‫وقد عرفت السرة العربية فيما قبل السلم ‪ -‬تعدد الزواج والطلق ‪.‬‬ ‫هذا البناء الحجري الذي تحصر فيه التصاعد الفكري والقوى الربع الكونية كان مرتعا‬ ‫خصبا للوثنية والصنام حيث مملكة الشيطان وجنوده ‪ ،‬والرداء الذي يغطيها وتدعي أنه‬ ‫ليحجب هذه القوى عن البشر‪ ،‬هذا الرداء كان يرسل إلى الكعبة ‪ -‬كصدقة وقد تعرّض‬ ‫للحريق مرات كثيرة ‪ ,‬فأي بيت هذا الذي تتحدث عنه وتضفي عليه من الصفات السطورية‬ ‫ليبدو مقدسا وهو كان عبثا للعابثين ‪.‬‬ ‫بل هل تعلم يا صديقي أن مكة التي تحتوي على الكعبة كان يقدسها الهنود الوثنيون‬ ‫القدامى ‪ ،‬وكانوا يطلقون عليها (موكشاشانا) أي بيت ال ‪ !..‬إنه نفس بيت ال الذي كان عند‬ ‫الوثنيين العرب ‪ ،‬ثم بيت ال عند مسلمي اليوم ‪ ،‬امتداد وثني عبر القرون ‪ ,‬وال ل يسكن في‬ ‫بيوت من حجارة ‪ ,‬فهذا فكر وثني متخلف ول يتفق مع ألوهية ال ‪ ،‬وسيدنا إبراهيم بريء‬ ‫تماما من بناء هذا البيت الشيطاني الذي تطوف حوله نماذج من البشر بل معنى وبل هدف‬ ‫روحي ‪ ،‬مجرد عادات وثنية بالية اندثرت من العالم المتقدم ‪ ،‬وبقيت أسيرة مكة ‪ ،‬ولم يزل‬ ‫لها روّاد يأتون إليها من كل فج عميق ‪ -‬بحسب التعبيرات السلمية ‪ ،‬ويظنون أنهم بهذا‬ ‫الحج والطواف يغفر ال لهم ذنوبهم وآثامهم ‪ -‬إبراهيم بريء تماما من الكعبة ‪ ،‬وليست له أية‬ ‫صلة بالمسلمين ‪ ،‬وأقدم المصادر التاريخية التي تكلمت عن أصول العرب ل تذكر أدنى علقة‬ ‫لبراهيم بالعرب والمسلمين وتنفي ذهابه إلى مكة من الساس ‪ ،‬مثل ‪ -‬السجلت الشورية‬ ‫ التي ترجع إلى عهد شلمنصر الثالث ‪834 – 858 -‬ق‪.‬م ‪ -‬ول بالسجلت البابلية التي‬‫ترجع إلى عهد ‪ -‬نابونيد ‪ 539 - 555‬ق‪.‬م ‪ -‬ول في بقية السجلت الخرى القديمة ‪ ،‬ول‬ ‫الكتب الدينية التاريخية ول سيما ‪ -‬الكتاب المقدس ‪ -‬أقدم كتاب ديني في الوجود ‪ -‬وهو‬ ‫عمدة كل الكتب الدينية الصحيحة ومرجعها الوحد ‪ ،‬والموجود قبل ظهور السلم بمئات‬ ‫السنين ‪.‬‬ ‫بل أول مصدر عربي يستخدم لفظ العرب للدللة على الجنس العربي هو القرآن ‪ ,‬مما‬ ‫يدل على شمول هذه التسمية وجودها قبل السلم ‪ -‬وإن كان من الصعب علينا تحديد التاريخ‬ ‫الذي بدأ فيه استخدام هذه الكلمة للدللة على الجنس العربي الخ ‪....‬‬ ‫أي ل يوجد مصدر عربي واحد ‪ -‬قبل القرآن ‪ -‬يشير إلى التاريخ الحقيقي للعرب ‪،‬‬ ‫وبالتالي مدى علقتهم بإبراهيم ‪ ،‬وكما هو معروف فالقرآن أحدث كتاب ديني ‪ ،‬وعمره ل‬ ‫يتعدى ‪ 1500‬عام فقط ‪ ،‬بعد التوراة بعشرات القرون ‪ ،‬وبعد النجيل بخمسة قرون ‪ ،‬والقرآن‬ ‫لم يكن كتابا بالمعنى المعروف للكتاب ‪ ،‬بل كان مجرد كلمات مبعثرة يحفظها الناس وقيلت‬ ‫هذه الكلمات على مدى‪ / /‬سنة كاملة ‪ !..‬منذ بداية الدعوة بمكة حتى هجرة النبي للمدينة بعد‬ ‫مضي‪ / /‬سنة من بدء الدعوة ‪ ،‬حتى موته في العام ‪ //‬لهجرته عن عمر يناهز ‪ //‬عاما ً‪ ,‬فإذا‬ ‫كانت أول كلمات القرآن يرددها النبي وعمره‪/ /‬سنة فيتضح من ذلك أن عمر هذه الكلمات‪/‬‬ ‫‪ /‬سنة ‪ ،‬قيلت للناس شفاها يعتمد على الحفظ في الصدور ولم يظهر القرآن الحالي في شكل‬ ‫كتاب ‪ -‬المصحف ‪ -‬إل في عهد عثمان بن عفان ثالث الخلفاء أي بعد مضي‪ / /‬سنة من‬ ‫قيل هذه الكلمات ‪.‬‬ ‫وتم تجميعه من صدور الناس ‪ -‬وكان عدد كبير من حفظة القرآن قد ماتوا سواء في‬ ‫الحروب أو بعامل السن واستطاع عثمان بما حصل عليه ‪ -‬طبخ مصحفه ‪ -‬فجاء مبتورا‬ ‫ومشوها ً‪ ,‬ينقصه التنسيق ليتماشى مع مجريات الحداث التي يرويها ‪ ،‬ويلزمه تصحيح‬

‫الخطاء التي احتواها ‪ ,‬كتاب مثل هذا ل يعتد به ول سيما في تحقيق أحداث سابقة عنه‬ ‫بعشرات القرون ‪ ،‬وحتى لو فرضنا أن العرب هم من نسل إسماعيل فمن هو إسماعيل هذا‬ ‫ومن يكون ؟؟‪..‬‬ ‫إنه مجرد إنسان وحشي يده على كل أحد ‪ ،‬ولم يتميز بشيء عن بقية الناس سوى أنه‬ ‫ابن جارية سيدتنا سارة زوجة إبراهيم الشرعية الحرة ‪ ,‬ومعلوم أن ابن الجارية ل يرث مع‬ ‫ابن الحرة ‪ ،‬فمن الحرة جاء سيدنا اسحق ابن الموعد اللهي ‪ ،‬الذي جاء من نسله النبياء‬ ‫العظام مثل سيدنا يعقوب وسيدنا يوسف ‪ ،‬وسيدنا موسى ‪ ،‬وسيدنا داود ‪ ،‬وسليمان وجاء‬ ‫المسيح بحسب الجسد ‪ ،‬تكريما وتعظيما لنسل اسحق ‪ ,‬أما إسماعيل فلم يؤت من الكرامة‬ ‫أدنى نصيب ‪ ,‬ولم يحظ نسله بأي مجد ‪ ،‬ولم يكن لهم دور في حياة البشر ولم تكن لهم رسالة‬ ‫أو نبوة أو كتاب كما كان جدهم إسماعيل ‪ -‬الذي جاء من نسله بنايوت ‪ ،‬وقيدار ‪ ،‬ومبسام ‪،‬‬ ‫ومشماع ‪ ،‬ودومة ‪ ،‬ومسا ‪ ،‬وحدار‪ ،‬وتيما ‪ ،‬ويطور ونافيش وقدمة الخ‪..‬‬ ‫كل هؤلء بشر عاديون ل يعرفهم أحد ولم يكن لهم أدنى دور تجاه الدين ‪ ،‬بل على‬ ‫العكس كانوا من عباد الصنام ‪ ,‬وحتى القرآن يعطي كل المجد لسحق وليس لسماعيل ‪،‬‬ ‫ويقول أن من ذرية إسحق أهل النبوة وأهل الكتاب ‪:‬‬

‫جعَ ْلنَا فِي ُذ ّريّ ِتهِ ال ُنّ ّبوَةَ‬ ‫َووَهَ ْبنَا َلهُ ِإسْحَاقَ ويَعْقُوبَ (أين ذكر إسماعيل) وَ َ‬ ‫خرَةِ َلمِنَ الصّاِلحِينَ ‪.‬‬ ‫جرَهُ فِي ال ّد ْنيَا وَِإ ّنهُ فِي ال ِ‬ ‫وَا ْل ِكتَابَ وَآتَ ْينَاهُ أَ ْ‬ ‫وقوله أيضا ‪:‬‬

‫َووَهَ ْبنَا َلهُ ِإسْحَاقَ َويَعْقُوبَ (ول ذكر هنا لسماعيل) نَافِ َلةً وَ ُكلّا جَعَ ْلنَا‬ ‫خ ْيرَاتِ ‪.‬‬ ‫حيْنَا ِإَليْهِمْ فِ ْعلَ ال َ‬ ‫ن بِ َأ ْمرِنَا وََأوْ َ‬ ‫صَاِلحِينَ وَجَ َع ْلنَاهُمْ َأئِ ّمةً َيهْدُو َ‬ ‫وقوله أيضا ‪:‬‬

‫علَى َأ َبوَيْكَ مِنْ َق ْبلُ ِإ ْبرَاهِيمَ‬ ‫َويُتِ ّم نِ ْع َمتَهُ عَ َليْكَ َوعَلى آ ِل يَعْقُوبَ َكمَا َأ َت ّمهَا َ‬ ‫وَِإسْحَاقَ ( فأين ذكر اسماعيل )‪.‬‬ ‫وهو حديث موجه ليوسف ‪ ،‬ويقول أيضا مؤكدا عدم وضع إسماعيل في أصحاب النبوة‬

‫ش ْرنَاهَا بِ ِإسْحَاقَ َومِنْ َورَاءِ ِإسْحَاقَ يَعْقُوبَ‬ ‫وَا ْمرََأتُهُ قَائِ َمةٌ َفضَحِكَتْ َفبَ ّ‬ ‫وتمتع يعقوب بن اسحق ونسله بمزايا ثمينة ل تُقدر‪ ،‬إذ يقول ‪:‬‬

‫سرَائِيلَ (يعقوب) ال ِكتَابَ وَا ْلحُكْمَ وَال ّن ّبوَةَ َو َرزَقْنَا ُه ْم مِنَ‬ ‫وَلَقَدْ آ َت ْينَا َبنِي ِإ ْ‬ ‫علَى العَا َلمِينَ ‪.‬‬ ‫طيّبَاتِ وَ َفضّ ْلنَاهُمْ َ‬ ‫ال ّ‬ ‫وقوله أيضا ‪:‬‬

‫سرَائِيلَ ا ْذ ُكرُوا نِ ْعمَ ِتيَ التِي َأنْ َعمْتُ عَ َليْكُمْ وََأنّي َفضّ ْلتُكُمْ عَلَى‬ ‫يَا َبنِي ِإ ْ‬ ‫العَا َلمِينَ ‪.‬‬ ‫وتجد هذا القول مكررا أيضا في نفس السورة ‪.‬‬ ‫وهكذا أخذ بنو إسرائيل ‪ -‬اسحق ويعقوب ‪ -‬كل المجد وكل البركة من ال باعتراف‬ ‫القرآن ذاته ‪ ،‬بينما لم يأخذ إسماعيل وبنوه أي مجد ‪ ،‬ولم يكن له أي نصيب من القداسة ونسل‬ ‫إسماعيل لم يأت من امرأة عربية بل من امرأة مصرية ‪ ،‬وعاش هو وأمه هاجر في بئر سبع‬ ‫ولم يذهبا إلى الكعبة ‪ ،‬ولو افترضنا جزافا أنه ذهب إلى الكعبة ‪ ،‬وهناك أصبح أبا للعرب ‪ ،‬ثم‬ ‫جدا لمحمد ‪ ،‬لنفترض حدوث ذلك جدلً‪ ،‬فأي شرف يحمله إسماعيل ؟؟‪ ..‬ل شيء بالمرة ‪ ،‬ل‬ ‫شيء أكثر من كونه ابن جارية ‪ ،‬ولم يكن مؤيدا بأي رسالة سماوية ‪ ،‬ولم يكن نبيا ً‪،‬‬ ‫وكانت حياته وحشية ولم يؤت من المجد نصيب وهو ليس مدعاة للفخر أن ينتسب إليه أحد‬ ‫ورغم ذلك فهو لم يذهب إلى الكعبة كما يدعي السلم ‪ ،‬لذلك يرفض العقل تصديق أن يكون‬ ‫البناء الحجري المسمى بالكعبة هو بيت ال الذي بناه إبراهيم بمساعدة إسماعيل ‪ ،‬فهي‬ ‫أسطورية وثنية ل تمس للدين الحقيقي بأدنى صلة‪.‬‬ ‫والعجيب أنكم صرحتم بأن الخلف في العقائد مرجعه إلى القوة التية من الكعبة التي‬ ‫تمثل العلم والنور والقوة الثانية هي من الوثنية وعلم العالم وتمثل الجهل والظلم ‪ ،‬وإجابتي‬ ‫ببساطة شديدة هي عكس قولك تماما ً‪ ،‬فالعلم والنور والمدنية واليمان الحقيقي بال هم‬ ‫خارج الكعبة وليس داخلها ‪ ،‬تراهم في الهيئات النسانية العملقة التي تمد يد العون والرحمة‬ ‫لجميع المقهورين في الرض من بينهم الشعوب السلمية ‪ ،‬وهذه الهيئات قامت على اليمان‬ ‫الواقعي بوجود إله ينادي بالرحمة والمحبة بين البشر‪ ،‬وهؤلء قاموا بترجمة إيمانهم إلى واقع‬ ‫حي ملموس يفيد البشر ‪ ,‬كل البشر ‪ ,‬وليس مجرد إيمان دعائي يحث على العداء والضغائن‬ ‫لصحاب الديانات الخرى ‪ ،‬وليس إيمانا عاطلً متكاسلً متراخيا له شكل ومظاهر التدين‬ ‫وهو بعيد عن جوهر سماحة الدين ‪.‬‬

‫مشروعية القتال في السلم‬ ‫وننتقل إلى هذا الموضوع‬ ‫فتقول يا صديقي ‪:‬‬ ‫(أما عن السلم وغزواته فهذا شيء آخر له معنى عن التكوين المعرفي العقائدي للنسان)‬ ‫يا صديقي الغزو هو الغزو ‪ ،‬ويخلف قتالً ودمارا ونهبا واسترقاقا ً‪ ،‬لذلك فهو مرفوض‬ ‫تماما تحت أي اسم مُسمّى أو شعار ‪ ،‬حتى لو كان كما يدّعي السلم ‪ -‬في سبيل ال ‪-‬‬ ‫وليس في الغزو أي معنى في التكوين المعرفي للنسان ‪ ،‬فالقتال شيء والفكر شيئا آخر ‪،‬‬ ‫ولكل منهما أدواته ‪ ،‬فالسيف والقلم ل يلتقيان ‪ ،‬وشتان ما بينهما ‪ ،‬فبينما يعتمد القتال على‬ ‫المهارة القتالية في وضع الخطط الحربية للتدمير والبطش لحراز النصر ‪ ،‬يعتمد القلم على‬

‫الفكر والقناع بالبرهان ويسعى لرقي الشعوب وسلمتها ‪ ،‬فكيف تخلط المور وتسمي الغزو‬ ‫فكرا ؟؟‪ ..‬وليته أي فكر بل فكر معرفي عقائدي ‪ !..‬إنكم بذلك تشوهون الدين وتزجون باسم‬ ‫ال في النزاعات والمطامع الخاصة الجشعة ‪ ,‬أل يعتبر هذا القول نموذجا لمحنة العقل في‬ ‫السلم ؟؟‪..‬‬ ‫والغريب أنك تسخر من أهل العلم المتحضرين المؤمنين بحقوق النسان عباقرة وصفوة‬ ‫مفكري العالم وتقول عنهم متهكما ‪:‬‬ ‫الجاهل يرى في العلم جهلً كما تقول ‪:‬‬ ‫صار النسان المثقف العالم الرافض للرهاب لفرض الدين جاهلً‪ !..‬وكأنه كان ينبغي‬ ‫ل ليكون بحسب مفهوم السلم عالما‪!..‬‬ ‫أن يصير النسان سفاحا قات ً‬ ‫فأي علم هذا الذي تقصده ؟؟‪..‬‬ ‫هل تسمي غزو البلدان علما" ؟ً؟‪..‬‬ ‫هل تسمي سبي واغتصاب النساء والغلمان علما" ؟؟‪..‬‬ ‫هل تسمي نهب ثروات الشعوب علما ؟؟‪..‬‬ ‫إذا مرحبا بهذا الجهل الرافض لهذه الموبقات ‪!..‬‬ ‫تقول ‪:‬‬ ‫(عهد الرسول عرف شركا ظلمانيا على أشده تبعا لعادات الجداد التعصبية ‪ ،‬إذ ل‬ ‫يمكن إرجاعهم بالمجادلة والنقاش ‪ ،‬فكان الغزو والسيف كوسيلة للسلم الجماعي الخ‪)..‬‬ ‫أولً ‪ :‬أشكر ال أنك عدت واعترفت بحقيقة الوسيلة التي انتشر بها السلم ‪ -‬السيف ‪-‬‬ ‫لكنك بدلً من استنكارك للعنف تبرره تبريرا ساذجا ً‪ ،‬فأي محاربات تلك التي واجهها‬ ‫السلم ؟؟‪ ..‬وكم احتمل هذه الحروب ؟؟‪ ..‬وهذه المضايقات ؟؟‪..‬‬ ‫ليس أكثر من ‪ / /‬سنة ‪ ،‬بينما واجهت المسيحية حربا عنيفا من أقوى دولة عسكرية‬ ‫ظهرت في التاريخ ‪ ،‬المسيحية كان يحاربها العالم أجمع ‪ ،‬ليس لمدة‪ / /‬سنة ‪ ،‬بل ما يزيد‬ ‫عن‪/ /‬سنة ‪ ،‬والمسيحيون يعذبون ويُنشرون بالمناشير ويُلقون للوحوش ويُصلبون‬ ‫ويُحرقون ‪ ،‬ويُساقون كالعبيد ويطرحون تحت أقدام وحوش الرومان الوثنيين ‪ ،‬رغم ذلك لم‬ ‫يستعملوا السيف ليس للغارة على أعدائهم بل لمجرد الدفاع عن أنفسهم ‪ ،‬وقدموا مليين‬ ‫الشهداء المسالمين ‪ ،‬ليمانهم بال الحقيقي الداعي إلى السلم ومحبة العداء وعدم مقاومة‬ ‫الشر بالشر ‪ ،‬ولثقتهم فإن ل شيء يبرر القتل سوى الشر والكراهية وهما أدوات السيف ‪ ,‬لكن‬ ‫السيف هو رمز السلم ‪ ،‬حتى قيل عن نبي السلم أنه ‪:‬‬

‫سيـف الـله المسلـول ‪!..‬‬

‫ثم أن المعاناة التي قابلها محمد وأتباعه هي أقل معاناة يمكن أن يواجهها أي دين جديد‬ ‫وقد توافرت لمحمد عوامل كثيرة من صنع البشر ساعدته على الوقوف ضد أعدائه ‪.‬‬ ‫والذي واجهه السلم في نشأته الولى ل يبرر المذابح التي عملها في البشر من بلدان‬ ‫كثيرة ‪ ،‬لم تعلن له العداء ‪ ،‬ولم تغز مكة ‪!..‬‬ ‫الديان يا صديقي تنتشر بالمحبة والسلم والقناع لهداية البشر بمزايا هذا الدين الجديد‬ ‫وذلك كله بالموعظة الحسنة ‪ ،‬وليس بالمكر والخداع الحربي ‪.‬‬ ‫مثل هذا ل يليق أن يتصف بدين يدعي أنه نازلً من السماء ‪ ،‬بل ويشطح إلى ما هو‬ ‫أبعد من ذلك إذ يدعي أنه أفضل أديان السماء قاطبة ‪ ،‬بل يلغي كل الديان ول يبقى دينا آخر‬ ‫سواه وذلك ما يقوله القرآن ‪:‬‬

‫علَى الدّينِ ُكّلهِ ‪.‬‬ ‫ظ ِهرَهُ َ‬ ‫سلَ َرسُو َل ُه بِا ْلهُدَى وَدِينِ الحَقّ ِليُ ْ‬ ‫ُهوَ الذِي َأ ْر َ‬ ‫سرِينَ ‪.‬‬ ‫خرَ ِة مِنَ الخَا ِ‬ ‫ن يُ ْق َب َل مِ ْنهُ وَ ُهوَ فِي ال ِ‬ ‫غ ْيرَ ا ِلسْلمِ دِينا َفلَ ْ‬ ‫ن يَ ْبتَغِ َ‬ ‫َومَ ْ‬ ‫كما يشنّ القرآن هجوما عنيفا ضد أصحاب الديانتين السماويتين اليهودية والمسيحية‬ ‫على سواء وذلك من قوله ‪:‬‬

‫ع َز ْيرٌ ا ْبنُ الّلهِ وَقَالَتِ ال ّنصَارَى ال َمسِيحُ ا ْبنُ الّلهِ َذلِكَ َقوُْلهُمْ‬ ‫وَقَالَتِ ال َيهُودُ ُ‬ ‫خذُوا‬ ‫بِأَ ْفوَا ِههِمْ يُضَا ِهئُونَ َق ْولَ الذِينَ كَ َفرُوا مِنْ َق ْبلُ قَاتَ َل ُهمُ الّلهُ َأنّى ُيؤْفَكُونَ اتّ َ‬ ‫عمّا‬ ‫سبْحَا َنهُ َ‬ ‫ن َمرْيَمَ‪ُ ,,,‬‬ ‫حبَارَهُمْ َورُهْبَا َنهُمْ َأ ْربَابا مِنْ دُونِ الّلهِ وَا ْلمَسِيحَ ا ْب َ‬ ‫أَ ْ‬ ‫ن يُتِمّ نُورَهُ وَ َلوْ‬ ‫ن يُطْ ِفئُوا نُورَ الّلهِ بِأَ ْفوَا ِههِمْ وَيَ ْأبَى الّلهُ ِإلّ َأ ْ‬ ‫شرِكُونَ يُرِيدُونَ َأ ْ‬ ‫يُ ْ‬ ‫حبَارِ وَالرّ ْهبَانِ َل َيأْكُلُونَ‬ ‫ن آ َمنُوا ِإنّ َكثِيرا مِنَ ا َل ْ‬ ‫َكرِهَ الكَا ِفرُونَ‪ ,,,‬يَا َأ ّيهَا الذِي َ‬ ‫ضةَ‪,,,‬‬ ‫ن يَ ْك ِنزُونَ الذّهَبَ وَالْ ِف ّ‬ ‫سبِيلِ الّلهِ وَالّذِي َ‬ ‫عنْ َ‬ ‫طلِ َو َيصُدّونَ َ‬ ‫س بِا ْلبَا ِ‬ ‫َأ ْموَالَ النّا ِ‬ ‫َف َبشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ‪.‬‬ ‫هكذا بدأ السلم بالحرب ضد أهل الديانات السماوية واستباح أموالهم وأرواحهم‬ ‫وألغى ديانتهم ‪ ،‬كل هذا بالسيف والحقاد والكراهية ‪ ،‬ولم يحترم حرية النسان كأن يختار‬ ‫أن يعتنق ما يشاء من أديان ‪ ،‬وجعل القتل جزاء كل مسلم يشاء أن يترك السلم ليعتنق‬ ‫دينا آخر رآه مناسبا ويتفق مع عقله وضميره ‪ ,‬والذي يسفك دم هذا النسان ل يُعاقب بحجة‬ ‫أنه قتل مرتدا كافرا أهدر دمه ‪.‬‬ ‫حاشا ل أن يأمر بهذه التعاليم البغيضة التي يرفضها كل البشر الحرار‪ ,‬وإني من بين‬ ‫هؤلء البشر الرافضين قتل النسان الحر الساعي للحق التارك السلم بحثا عن ال الحقيقي ‪,‬‬ ‫ولقد أهدر السلم دمي لني مرتد عنه ‪ ،‬ولي عظيم الشرف لذلك ‪ ،‬لن الموت دفاعأً عن‬ ‫الحق أفضل من العيش لجل الباطل ‪ -‬إن الدين الحقيقي ل يؤثر فيه خروج بعض أتباعه عنه‬ ‫ لنه دين حق ‪ ،‬يستمد قوة بقائه من ال ‪ ،‬أما الدين المزيف فهو يستمد قوته من البشر‬‫التباع ‪ ،‬وخروج أتباعه عنه يهدد بنيانه الهش لذلك قال النبي ‪ :‬من بدل دينه اقتلوه ‪.‬‬

‫فقتل المرتد من صميم السلم ‪ ،‬وتقول به كل المذاهب السلمية ليس قتل المرتد فقط‬ ‫بل وأيضا من يتجرأ وينتقد شخصية النبي ويطعن في رسالته فهذا أيضا يقتل ‪.‬‬ ‫ل بهذا القتل ‪ ،‬ألست أنا مسيحيا ؟ً؟‪ ..‬ألم تقدم المسيحية مليين الشهداء دفاعا عن‬ ‫فأه ً‬ ‫الحق ؟؟‪ ..‬فما ينطبق على المسيحية ينطبق عليّ تماما ً‪ ،‬وأين أنا من هؤلء الشهداء البرار‬ ‫الذين واجهوا سيف السلم بالحب وعدم المقاومة ‪ ,‬ولعل كثير من المسيحيين ل يعرفون شيئا‬ ‫عن المرتدين الشهداء ؟؟‪ ..‬أعني المسيحيين الذين كانوا مسلمين ثم عادوا واعتنقوا المسيحية‬ ‫بعد ارتدادهم عن السلم ‪ ،‬وعادوا لمسيحهم معترفين بإيمانهم ‪ ،‬فتم ذبحهم وهم كثيرون جدا‬ ‫لعل أشهر هؤلء المعروفين في وطني مصر القديس نيقام ‪.‬‬ ‫وغيره كثيرين ممن أهملهم التاريخ المسيحي للشهداء ‪ ،‬لكم أتمنى إعداد كتاب خاص‬ ‫بهؤلء الشهداء البطال المجهولين ‪ ،‬وتكون مصادره التاريخية من المؤرخين المسلمين‬ ‫أنفسهم والتي ل تنفي قتل هؤلء السالمة المرتدين ‪.‬‬

‫ويدور حاليا جدال واسع في وطني حول عقوبة المرتد وهي القتل بعد‬ ‫استتابته ‪ ،‬ووافق الزهر على ذلك وبينما يشترط أن يقوم بقتل المرتد الحاكم‬ ‫فقط ‪ ،‬يرى الداعية السلمي المعروف محمد الغزالي بعدم أهمية هذا الشرط ‪,‬‬ ‫يكفي أن يقوم به أية مجموعة من المسلمين ‪.‬‬ ‫وبالطبع فكل الرأيين خطأ وجرم في حق حرية النسان أن يعتنق ما يشاء من أديان ‪.‬‬ ‫واغتيال السلم لهذه الحرية يمثل اعتداءً صارخا على أهم حقوق النسان ‪ ,‬ورغم‬ ‫الرهاب السلمي بقتل كل من يجرؤ على تركه أو الطعن فيه لم يفلح في عدم ارتداد‬ ‫المسلمين عن السلم في أنحاء كثيرة من العالم وحتى داخل العالم السلمي ذاته وهو يؤكد‬ ‫زيف ادعاء ودعايات المسلمين على أن السلم ينتشر بحرية الدعوة والمليين يعتنقونه ‪،‬‬ ‫وأنه بلغ أمريكا وأوروبا ‪ ،‬ومعتبرين أن سماح هذه الدول الكبرى في بناء المساجد للمسلمين‬ ‫الوافدين من أوطانهم السلمية هو انتشار للسلم ‪ ،‬والواقع أن المسلمين في أوروبا وأميركا‬ ‫ليسوا أوروبيين أو أمريكان ‪ ،‬بل أناس من دول العالم السلمي وصار لهم حق القامة أو‬ ‫الجنسية المكتسبة ‪ ،‬وقليل جدا من يعتنق السلم من الصول الوروبية ‪ ،‬وحتى هؤلء إما ل‬ ‫يعرفون حقيقة السلم لعدم درايتهم بنصوص القرآن واللغة العربية ‪ ,‬وإما أناس غير‬ ‫طبيعيين ولهم أهداف أخرى غير السلم كدين ‪ ،‬لن الوروبي ل يفرط بسهولة في إنجازاته‬ ‫الحضارية وإيمانه المطلق بحرية النسان أن يعتنق ما يشاء دون حجز على رأيه ودون‬ ‫إلغاء إرادته بالقتل ‪ ,‬وقد كنت مبشرا في مصر لمدة تزيد عن خمس سنوات ‪ ،‬وكنت أرى‬ ‫بعيني كثيرين من المسلمين يعتنقون المسيحية سرا ويرتدون عن السلم ‪ ،‬ومن يُكتشف‬ ‫أمره يكون مصيره العتقال على أحسن الحوال‪ !..‬ولو علمت به الجماعات الرهابية‬ ‫السلمية فتقتله على الفور‪!..‬‬ ‫فهؤلء التتار الجدد يقتلون ليس المرتد فقط بل والمسلمين أنفسم أصحاب الفكر المستنير‬ ‫مثلما قتلوا المفكر المصري الكبير أ ‪ ,‬د ‪ ,‬فرج فودة ‪ ،‬وفي الجزائر يقوم هؤلء الرهابيون‬ ‫بذبح المفكرين المسلمين ‪ ،‬إنهم يقتلون كل من يخالفهم الرأي ‪ ،‬وما يحدث في مصر والجزائر‬ ‫دليل حي على أصالة هؤلء القتلة أحفاد الصوليين السلميين الولى ‪ ،‬التي شرعت سيوفها‬ ‫في رقاب البشر لنشر دعوتهم ‪ ,‬هم أعداء النسانية ‪ ،‬ويعانون من محنة عقلية وانفصام‬

‫شخصي رهيب ‪ ،‬ل يحلو لهم سوى العيش في الظلم بعيدا عن نور المدنية والحضارة ‪,‬‬ ‫هؤلء ما كانوا يغتالون البشر إل بوجود سند ديني يستندون إليه في تنفيذ جرائمهم ‪ ,‬إنهم‬ ‫يقتادون بنبيهم الذي أباح الغتيال وقتل المرتدين ‪ ،‬لقد تجرأ أحد المفكرين المسلمين وهو‬ ‫الستاذ مصطفى جحا وتكلم عن محنة العقل في السلم ‪ ,‬وهو عنوان أحد كتبه ‪ ،‬فكان‬ ‫مصيره القتل والغتيال ‪ ،‬الذي هو سلح الضعفاء والجبناء ‪.‬‬ ‫مثل هذه الخسة ل يمكن أن تنسب إل للشيطان مؤسس السلم الحقيقي والعامل‬ ‫بنشاط في نبيه وأتباعه منذ‪ 14 /‬قرنا وحتى اليوم وإلى أن تقوم الساعة ويأتي يوم المجازاة‬ ‫الرهيب ‪.‬‬ ‫تقول يا صديقي ‪:‬‬ ‫الخ‪)..‬‬

‫(النسان القوي ل يتنازل بسهولة عما يعتقده ‪ ،‬لن الشعور بالقوة يعمي البصيرة‬ ‫ما هذا يا صديقي الذي تقوله ؟؟‪..‬‬

‫فهل يعتبر السلم أن النسان الحر القوي عدو له ينبغي كسر قوته أولً حتى يذعن‬ ‫للمر الواقع ويقبل السلم مرغما مقهورا ؟؟‪..‬‬ ‫إنه رأي إرهابي مكشوف لن الشعور بالقوة يمنح للنسان ‪ -‬حرية ‪ -‬أن يتقبل ما يشاء‬ ‫عقله قبوله من أفكار ومعتقدات ‪ ،‬ومصادرة قوته عنه تسلب منه حريته حيث ل يبقى مجال‬ ‫للختيار بل بالحري للرغام والذعان ‪ ,‬أما قولك أن شعور النسان بقوته يعمي بصيرته‬ ‫ويصيب عقله بالغرور ‪ ،‬فهذا يؤكد أن السلم يسعى إلى قهر النسان واستعباده وإلغاء‬ ‫معتقداته بحجة أنه قوي ‪ ،‬وقوته تصيبه بالعمى والغرور فل يعتنق السلم ‪ ،‬لذلك يجب‬ ‫كسر قوته أولً حتى يرضخ مستسلما للسلم‪..‬؟!‬ ‫إن العمى والغرور انطبق على الغزاة القتلة وليس أصحاب الرض المسالمين‪ ،‬ثم من‬ ‫حق أي إنسان أن يكون قويا حرا واثقا بنفسه ‪ ،‬يملك حرية إبداء الرأي والتعبير عنه ‪ ,‬أم يريد‬ ‫السلم نوعا من البشر الضعفاء مسلوبي القوة والحرية حتى يستعبدهم بدعوته ويرغمهم‬ ‫عليها‪...‬؟!‬ ‫اعلم يا صديقي أن القوة متى توافرت للنسان فلن يقبل السلم أبدا دينا وذلك ليس‬ ‫غرورا فيه ‪ ،‬بقدر ما هو تصرف طبيعي يحتمه عليه الختيار للفضل ‪ ,‬والسلم لم ولن‬ ‫يكون الختيار الفضل للنسان ‪ ,‬إذ ل يمكن لنسان مثقف متحضر يحترم عقله وضميره أن‬ ‫يعتنق السلم ‪ ،‬وكل من ارتضى قبول السلم كان يعاني ضعفا فكريا أو نفسيا ‪ ،‬ومن يتبع‬ ‫سيرة هؤلء المسلمين الجدد تتأكد لديه هذه الحقيقة ‪ ،‬وقد قُدر لي الحتكاك ببعض هؤلء‬ ‫المقبلين على السلم ليعتنقوه هربا من جرائم ارتكبوها ‪ ،‬أو سعيا لغنائم ينهبونها أو تطلعا‬ ‫للزواج بأربع نسوة وتطليق زوجاتهم ‪ ،‬لقد تعددت السباب ولكن ليس من بينها الرغبة‬ ‫الصادقة في اعتناقهم السلم ‪ ,‬عشت مع هؤلء سنوات طويلة وأنا شيخ مسلم ‪ ،‬وعشت‬ ‫معهم خمس سنوات متتالية وأنا مبشر مسيحي يسعى لرشاد هؤلء وإعادتهم إلى الحق الذي‬ ‫تركوه وسيأتي يوم أتكلم فيه عن هؤلء الداخلين في السلم أفواجا ‪ ،‬سيكون ذلك في كتاب‬ ‫يحمل عنوانا ( لماذا أسلم هؤلء ) من مذكرات مبشر خدم في مجال ربح النفوس الضالة‬

‫وإعادتها إلى اليمان ‪ ,‬ليرى العالم سر هؤلء وسر جاذبية السلم لهم ‪ ،‬وكيف يرتدون عن‬ ‫السلم ويرجعون مرة أخرى إلى الحق الذي تركوه من أجل تحقيق أغراض دنيوية ليس لها‬ ‫أدنى صلة بالدين ‪.‬‬ ‫ويبقى أمامنا نموذجا" فريدا" في بطولة اليمان واحتمال الهوال حفاظا على إيمانهم هو‬ ‫شعب القباط البطال الذي عانى من أشد أنواع الضطهادات طوال تاريخه ‪ ،‬سواء من‬ ‫الوثنيين ‪ ،‬أو سواء ممن يخالفهم في عقيدتهم في المسيح ‪ ،‬أو سواء من الوافدين الجدد من‬ ‫المسلمين الذي غزوهم واحتلوا أراضيهم وخربوا ونهبوا كنائسهم وأديرتهم ‪ ،‬وحتى الراهبات‬ ‫العذارى تم اغتصابهن بوحشية من جنود المسلمين ‪ ،‬وقد ابتلى القباط بالعنف السلمي منذ‬ ‫القرن السادس وحتى اليوم ‪ ،‬بعدما حولهم السلم من مواطنين أصحاب البلد إلى مواطنين‬ ‫من الدرجة الثانية ‪ ،‬ويحلو لهم تسميتهم بالقلية أو أهل الذمة ‪ ,‬وبقي القباط يدفعون الجزية‬ ‫للمسلمين قرون طويلة حتى تم إلغاؤها حديثا وإن كانت ترتفع الصوات حاليا بإعادتها ‪ ,‬وقد‬ ‫كان تعداد القباط المستحق عنهم دفع الجزية حوالي ‪ / /‬مليون قبطي ‪ ،‬ثم ذبح مليين منهم ‪،‬‬ ‫ووصل الذبح إلى أديرة الرهبان التي كانت عامرة وعلى طول القطر المصري شماله وجنوبه‬ ‫‪ ،‬وتعرض القباط لمذابح مروعة ‪ ،‬ولكن رغم ذلك بقوا محافظين على إيمانهم المسيحي ‪،‬‬ ‫وحملوا الصليب بكل فرح ‪ ،‬ولم يدافعوا عن أنفسهم بل حملوا كل الحب للمسلمين عملً‬ ‫بوصية المسيح أحبوا أعداءكم باركوا لعنيكم ‪.‬‬ ‫وقد عجز السيف في اقتلع جذورهم بعدما نجح في اقتلع لغتهم القبطية من دواوين‬ ‫الحكومة ‪ ،‬وبقيت اللغة القبطية داخل ما تبقى من الكنائس والديرة ‪ ،‬وحاليا تشهد اللغة‬ ‫القبطية إحيا ًء كبيرا لها من قبل الكنيسة القبطية ‪ ،‬ول يزال حتى اليوم عصر الشهداء باقيا في‬ ‫مصر ‪ ،‬رغم اختفائه من معظم بلدان العالم ‪ ،‬لكن ل يزال يسقط شهداء القباط ‪.‬‬ ‫وفي ذلك تقول المصادر السلمية ‪:‬‬ ‫" أمر ال الرسول بالعفو والصفح عن الكفار إلى أن يظهر ال دينه ويعز جنده ‪ ،‬فكان‬ ‫أول العز وقعة بدر ‪ ،‬فإنها أذلت رقاب أكبر الكفار بالمدينة وأرهبت سائر الكفار "‪.‬‬ ‫وتقول أيضا ً‪:‬‬ ‫" إن المر بالصبر على أذى الكفار وبتقوى ال ل يمنع قتالهم عند الستطاعة والمكنة‬ ‫وإقامة حد ال عليهم عند القدرة " ‪.‬‬ ‫وتقول أيضا ‪:‬‬ ‫" وتعلّمنا خبرة عصر النبوة متى نكف أيدينا ‪ ،‬ومتى نجاهد وكيف نجاهد ‪ ،‬وقد قدم‬ ‫المفسرون أسبابا عديدة لكف المسلمين عن القتال في تلك الفترة الباكرة من تاريخ الدعوة ‪،‬‬ ‫لكن السبب الساسي ‪ ,‬هو قلة عدد المؤمنين بالمقارنة بأعداد المشركين " ‪.‬‬ ‫" وقد يأتي القتل عليهم لو تعرضوا لقتال المشركين في صورة جماعية ذات قيادة حربية‬ ‫ظاهرة فشاء ال أن يكثر عدد المسلمين ‪ ،‬وأن يتميزوا في قاعدة آمنة (بعد الهجرة ‪ ،‬في‬ ‫المدينة المنورة) ثم أذن لهم بعد ذلك في القتال ‪ ،‬فلم يكن المجتمع السلمي الصغير قد استعد‬ ‫للقتال ‪ ،‬وكان الدخول في أية معركة كفيلً بتحطيمه واستئصاله ‪ ،‬والنبي القائد هو القائل شر‬

‫الرعاع الحطمة فما كان ليقود رعيته إلى التحكم أبدا ‪ ،‬وكانت هذه هي سياسته الحكيمة على‬ ‫الدوام ‪ ،‬هل هناك خداع أبلغ من هذا ؟؟‪"..‬‬ ‫وفي وطني مثل شعبي شائع يصف هذه الحالة وصفا بليغا ‪ ،‬إذ يقول المثل‪:‬‬ ‫يتمسكن إلى أن يتمكن ‪ ,‬ويقال هذا المثل في الشخص المخادع الذي يتظاهر بالمسكنة‬ ‫والدعة وحينما يصير قويا ينزع قناع المسكنة الزائف ويظهر وجهه الحقيقي الدموي ومنذ‬ ‫ألفي عام ‪ -‬وقبل ظهور السلم بنحو ستمائة عام ‪ ،‬قال السيد المسيح عن هؤلء ‪:‬‬

‫خلٍ‬ ‫حمْلَانِ ‪ ،‬وَل ِك ّنهُ ْم مِنْ دَا ِ‬ ‫ن يَ ْأتُونَكُ ْم ِبثِيَابِ ال ُ‬ ‫ح َت ِرزُوا مِنَ ا َلنْ ِبيَاءِ الكَ َذ َبةِ الّذِي َ‬ ‫اِ ْ‬ ‫ِذئَابٌ خَاطِ َفةٌ ‪ ,‬مِنْ ثِمَارِهِمْ تَ ْعرِفُونَهُمْ ‪.‬‬ ‫إن الخداع مهما طال ‪ ،‬فالحقائق حتما سوف تظهر ‪ ،‬وقد كانت حقيقة السلم خافية‬ ‫لمدة‪ / /‬سنة داخل مكة ‪ ،‬ولكنها أظهرت بوضوح بعد الهجرة إلى المدينة بعدما سقط قناع‬ ‫الحملن وكشف عن أنياب الذئاب ‪ ،‬التي كانت تتنكر في ثياب الحملن وقالت كلما معسولً‬ ‫نذكر منه ‪:‬‬

‫ع ْنهُمْ وَاصْ َفحْ‬ ‫عفُ َ‬ ‫وَا ْ‬

‫(سورة المائدة ‪)5:13‬‬

‫َلسْتَ عَ َل ْيهِ ْم بمسيطر‬

‫(سورة الغاشية ‪)88:22‬‬

‫شرِكِينَ‬ ‫عرِضْ عَنِ ال ُم ْ‬ ‫وَأَ ْ‬

‫(سورة النعام ‪)6:106‬‬

‫َإِنْ تَعْفُوا َوتَصْفَحُوا َوتَغْ ِفرُوا فَِإنّ الّلهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‬

‫(سورة التغابن ‪)64:14‬‬

‫هذا وغيره كثيرا قيل في مكة لمدة ‪ / /‬سنة ‪ ،‬وخرج من تحت ثياب الحملن ‪ ،‬ولنرى الن‬ ‫ماذا قيل بعد نزع ثياب الحملن وإعلن أنياب ومخالب الذئب ‪:‬‬

‫شرِكِينَ كَا ّفةً‬ ‫وَقَاتِلُوا ال ُم ْ‬

‫(سورة التوبة ‪)9:35‬‬

‫ضرْبَ الرّقَابِ‬ ‫فَِإذَا لَقِيتُمُ الذِينَ كَ َفرُوا ف َت َ‬

‫(سورة محمد ‪)47:4‬‬

‫خرِ‬ ‫قَا ِتلُوا الذِينَ لَ ُيؤْ ِمنُونَ بِالّلهِ وَ َل بِا ْل َيوْمِ ال ِ‬

‫(سورة التوبة ‪)9:29‬‬

‫غلُظْ عَ َل ْيهِمْ‬ ‫جَا ِهدِ الكُفّارَ وَا ْ‬

‫(سورة التوبة ‪)9:73‬‬

‫قَا ِتلُوهُ ْم يُعَ ّذ ْبهُمُ الّل ُه بِ َأيْدِيكُمْ‬

‫(سورة التوبة ‪)9:14‬‬

‫ضهُمْ‬ ‫وََأ ْن َزلَ الذِينَ ظَا َهرُوهُ ْم مِنْ أَ ْهلِ ال ِكتَابِ‪َ ,,,‬فرِيقا تَ ْقتُلُونَ ‪ ,,,‬وََأ ْو َرثَكُمْ َأ ْر َ‬ ‫(سورة الحزاب ‪)26-33:25‬‬ ‫وَ ِديَارَهُمْ وََأ ْموَا َلهُمْ‬

‫حرّمَ الّلهُ‬ ‫ن مَا َ‬ ‫حرّمُو َ‬ ‫خرِ وَلَ يُ َ‬ ‫قَا ِتلُوا الذِينَ لَ ُيؤْ ِمنُونَ بِالّلهِ وَ َل بِا ْل َيوْمِ ال ِ‬ ‫ج ْز َيةَ عَنْ يَدٍ‬ ‫حتّى يُعْطُوا ال ِ‬ ‫َورَسُوُلهُ وَ َل يَدِينُونَ دِينَ الحَقّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا ال ِكتَابَ َ‬ ‫(سورة التوبة )‬ ‫غرُونَ‬ ‫وَهُ ْم صَا ِ‬ ‫بهذه المقولة الخيرة وضحت الرؤيا أمامنا تماما ً‪ ،‬واتضح هدف السلم ‪ ،‬فهو يشن‬ ‫حربا عشوائية ضد أهل الكتاب ‪ ،‬حتى يسلموا أو يعطوا الجزية أذلء محتقرين ‪ ،‬كما يقول‬ ‫شيخ السلم ‪ :‬أبن تيمية ‪.‬‬

‫أمر ال بقتال أهل الكتاب حتى ‪ -‬يسلموا ‪ -‬أو يدفعو الجزية صغارا ونقمة‬ ‫لهم ‪.‬‬ ‫وهكذا انتهى عهد الحملن الزائف إلى غير رجعة ‪ ،‬فكل ما قيل من مسالمة العداء قد‬ ‫تم نسخه بالبراءة التي أعطت الرخصة للسلم بأن يقاتل أعداءه ويجاهد في سبيل نشر‬ ‫السلم بالسرايا ‪ ،‬والغزوات والفتوحات ‪ ،‬ومحاربة كل الناس المحاربين والمسالمين على حد‬ ‫سواء ‪ ،‬وهذا ما تصرّح به المصادر السلمية ‪:‬‬ ‫إن النبي لم يكن يقاتل من كفّ عن قتاله ‪ ،‬كقوله تعالى ‪:‬‬

‫عَل ْيهِمْ سَبِيلً‬ ‫ع َتزَلُوكُمْ فََل ْم يُقَاتِلُو ُكمْ وَأَ ْل َقوْا ِإَليْكُمُ السَّلمَ َفمَا جَ َعلَ الّلهُ لَكُمْ َ‬ ‫فَِإنِ ا ْ‬ ‫إلى أن نزلت براءة وجملة ذلك أنه لما نزلت براءة أمر أن يبتدئ جميع الكفار بالقتال ‪-‬‬ ‫وثنيهم وكتابيهم ‪ -‬سواء كفّوا عنه أو لم يكفّوا ‪ ،‬أن ينبذ إليهم تلك العهود المطلقة التي كانت‬ ‫بينه وبينهم ‪ ،‬وقيل له فيها ‪:‬‬

‫غلُظْ عَ َل ْيهِمْ‪ ,‬وَ َل تُطِعِ الكَا ِفرِينَ وَا ْل ُمنَافِقِينَ وَ َدعْ‬ ‫جَا ِهدِ الكُفّارَ وَا ْل ُمنَافِقِينَ وَا ْ‬ ‫أَذَاهُمْ‪,‬‬ ‫وقد قال النبي ‪:‬‬

‫من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه‬ ‫فوثب محيصة بن مسعود على ابن سنينة فقتله‬ ‫ويشجع السلم الخداع والتظاهر بالمسالمة فيقول ‪:‬‬ ‫فمن كان من المسلمين بأرض هو فيها مستضعفا أو في وقت هو فيه مستضعف فليعمل‬ ‫بآية الصبر والصفح والعفو عمن يؤذي ال ورسوله ‪ -‬من الذين أوتوا الكتاب والمشركين ‪،‬‬ ‫أما أهل القوة فإنما يعملون بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون في الدين ‪ ،‬وبآية قتال الذين أتوا‬ ‫الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ‪.‬‬ ‫يا ال كيف يمكن نسب كل هذا الخداع إلى دين يدّعي أنه دين سماوي ؟؟‪..‬‬

‫كل فهذا فكر إنساني انتهازي شيطاني ‪ ،‬ويسلك في سبيل ذلك مسالك ملتوية ‪ ،‬ظاهرها‬ ‫يختلف عن باطنها ‪ ،‬وأساليب ال غير ذلك البتة ‪ ،‬فعندما يأمر ال بالسلم فهو ل يتراجع عنه‬ ‫ويستبدله بالقتال ‪ ،‬إن مبدأ النسخ والتبديل هو أمر مرفوض ول سيما لو كان استبدال السلم‬ ‫بالحرب ‪ ،‬وحاشا ل أن يتراجع عن تعاليمه الصالحة وهل هناك أصلح من السلم ؟؟‪..‬‬ ‫نعم ال ليس له أدنى صلة ل بالنسخ ول حتى بالسلم ذاته ‪ ،‬إنما السلم وجد نفسه‬ ‫متورطا ‪ ،‬فهو أمر بالعفو عندما كان بدون جيوش حربية فلما صارت له هذه الجيوش أمر‬ ‫بالقتال ‪.‬‬ ‫وحتى ل تكون تعاليمه متضاربة ومتناقضة اخترع مسألة الناسخ والمنسوخ ‪ ،‬أي‬ ‫إلغاء الحكام المتعارضة مع أهدافه بعد زوال المرحلة التي استعان بها بهذه الحكام ‪ ،‬والذي‬ ‫تم نسخه وإلغاؤه من السلم هو الحد الدنى من تعاليم السلم والسماحة ‪ ،‬وتم استبدالها‬ ‫بأحكام القتال بعد نسخ كل آيات السلم وجاءت بآيات البطش فيما يسمى ‪ -‬بالبراءة من ال ‪-‬‬ ‫في بدء سورة التوبة ‪ ،‬ونحن نسأل ضمائرهم ‪:‬‬

‫أي براءة هذه التي تجيز سفك دماء البشر بحجة مخالفتهم في الدين ؟؟‪..‬‬ ‫إنها ليست براءة ‪ ،‬بل إدانة سيعطون عنها حسابا يوم الحساب ‪ ،‬يوم تصرخ الدماء‬ ‫البريئة التي سفكت ظلما وعدوانا ‪ ,‬فدماء هؤلء الشهداء سوف تدينهم يوم الدينونة العظيم ‪-‬‬ ‫وما كلمة براءة هذه إل محاولة لتخدير الضمير وتغييب العقل ‪ ،‬إنها مجرد هلوسة دينية تعمي‬ ‫البصيرة وتصيب بالنفصام ‪.‬‬ ‫يقول النجيل ‪:‬‬

‫حنُوا ا َل ْروَاح َ‪َ :‬هلْ ِهيَ مِنَ الّلهِ‬ ‫حبّاءُ‪ ،‬لَا تُصَدّقُوا ُكلّ رُوحٍ‪َ ،‬بلِ ا ْمتَ ِ‬ ‫َأ ّيهَا الَ ِ‬ ‫( ‪ 1‬يوحنا ‪)4:1‬‬ ‫خرَجُوا إِلَى العَالَم‬ ‫؟؟‪ ..‬لنّ َأ ْن ِبيَاءَ كَ َذ َبةً َكثِيرِينَ قَدْ َ‬ ‫ومستحيل أن يخرج روح السلم الدموي من عند ال ‪ ،‬لنه رب السلم ‪ ،‬رب المحبة‬ ‫رب التسامح ‪ ،‬رب الغفران ‪ ,‬هذا هو ال الذي يعرفه كل البشر ‪ ،‬وهو يختلف اختلفا جوهريا‬ ‫كبيرا عن رب السلم ‪.‬‬

‫اليات التي يمليها الشيطان على النبي‬ ‫تقول يا صديقي تعليقا على قولي بوجود آيات يلقيها الشيطان بالقرآن ‪:‬‬

‫وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نبي إل تمنى ألقى الشيطان في أمنيته‬

‫فالجلمة هنا بصيغة الماضي إذ ل يتحدث عن القرآن !!‪ ..‬وتدّعي أنه ‪ -‬ل وجود ليات يلقيها‬ ‫الشيطان في القرآن ‪ ,‬وإجابتي عليك يا صديقي كالتالي ‪:‬‬

‫هذه الية نزلت بالقرآن مخاطبة النبي وليس غيره ‪ ،‬والسبب في ذلك أن النبي كان‬ ‫يقرأ بمكة سورة النجم ‪ ،‬فلما بلغ ‪ :‬أفرأيتم اللّت والعزى ومناة الثالثة الخرى ‪ ،‬ألقى‬ ‫الشيطان على لسانه ‪ :‬وتلك الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجى !‪..‬‬ ‫فقال المشركون‪:‬‬ ‫ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم ‪ ,‬فسجد النبي وسجدوا معه ‪ ،‬لذلك نزلت هذه الية ‪:‬‬

‫وما أرسلنا من قبلك من رسول الخ ‪...‬‬ ‫وهذا ما يقوله المفسرون ‪ ،‬وأشهرهم الجللن ولدينا الدلة على ذلك كثيرة ومن القرآن‬ ‫ذاته ‪ ،‬فهو يعاتب النبي بشدة لمجاراته للمشركين وافترائه على الحق ‪ ،‬ويحذره من مغبة ذلك‬ ‫فيقول القرآن ‪:‬‬

‫غ ْيرَهُ وَإِذا لَا تّخَذُو َ‬ ‫ك‬ ‫عَليْنَا َ‬ ‫ح ْينَا ِإَليْكَ ِلتَفْ َت ِريَ َ‬ ‫كَادُوا َليَفْ ِتنُونَكَ عَنِ الذِي َأوْ َ‬ ‫حيَاةِ‬ ‫شيْئا قَلِيلً إِذا لََأذَ ْقنَاكَ ضِ ْعفَ ال َ‬ ‫ن َث ّبتْنَاكَ لَ َقدْ كِدْتَ تَرْ َكنُ ِإَل ْيهِمْ َ‬ ‫خَلِيلً وَ َلوْلَ أَ ْ‬ ‫ت ثُمّ َل تَجِدُ لَكَ عَ َل ْينَا َنصِيرا ‪.‬‬ ‫َوضِ ْعفَ ال َممَا ِ‬ ‫وتوالت تحذيرات القرآن للنبي بعدم الرضوخ لليات الشيطانية التي تنال إعجاب‬ ‫المشركين وتطالبه باتباع ما يوحى إليه ‪ ،‬وذلك من قوله ‪:‬‬

‫خرَ َفتَقْعُدَ مَذْمُوما مَخْذُولً‬ ‫َل تَجْ َع ْل مَعَ الّلهِ إِلَها آ َ‬ ‫ج َهنّ َم مَلُوما مَدْحُورا‬ ‫خرَ َفتُلْقَى فِي َ‬ ‫وَ َل تَجْ َع ْل مَعَ الّلهِ إِلَها آ َ‬ ‫ضرّكَ فَإِنْ فَ َعلْتَ َفِإنّكَ إِذا مِنَ الظّا ِلمِينَ‬ ‫ع مِنْ دُونِ الّلهِ مَا َل َينْفَعُكَ وَلَ يَ ُ‬ ‫وَ َل تَدْ ُ‬ ‫ق ِبهِ صَ ْدرُك‬ ‫ك بَعْضَ مَا يُوحَى إِ َليْكَ وَضَائِ ٌ‬ ‫ك تَارِ ٌ‬ ‫فََلعَلّ َ‬ ‫اتّقِ الّلهَ وَ َل تُطِعِ الكَا ِفرِينَ وَا ْل ُمنَافِقِينَ‪ ,,,‬وَا ّتبِ ْع مَا يُوحَى إِ َليْكَ‬ ‫شرِكِينَ‬ ‫ن مِنَ ال ُم ْ‬ ‫ظهِيرا ِللْكَا ِفرِينَ‪ ,,,‬وَ َل تَكُونَ ّ‬ ‫فَلَ تَكُونَنّ َ‬ ‫ن مِنَ الذِينَ كَ ّذبُوا‬ ‫ق مِنْ َربّكَ فَلَ تَكُونَنّ مِنَ ال ُم ْم َترِينَ وَلَ تَكُونَ ّ‬ ‫لَقَدْ جَا َءكَ الحَ ّ‬ ‫سرِينَ‬ ‫ن مِنَ الخَا ِ‬ ‫بِايَاتِ الّلهِ َفتَكُو َ‬ ‫ستَعِ ْذ بِا لّلهِ‬ ‫شيْطَانِ نَزْغٌ فَا ْ‬ ‫ك مِنَ ال ّ‬ ‫غنّ َ‬ ‫وَِإمّا َي ْنزَ َ‬ ‫شيْطَانُ فَلَا تَقْعُ ْد بَعْدَ الذّ ْكرَى مَعَ ال َقوْمِ الظّا ِلمِينَ‬ ‫َِإمّا ُي ْنسِ َينّكَ ال ّ‬ ‫جنّ‬ ‫جعَ ْلنَا لِ ُكلّ نَ ِبيّ عَدّوا شَيَاطِينَ ا ِلنْسِ وَا لْ ِ‬ ‫وَكَ َذلِكَ َ‬

‫ل َتنْسَى إِ ّل مَا شَاءَ الّلهُ‬ ‫سَنُ ْق ِرئُكَ َف َ‬ ‫طلَ‬ ‫ختِمْ عَلَى َق ْلبِكَ َو َيمْحُ الّلهُ البَا ِ‬ ‫ن َيشَأِ الّل ُه يَ ْ‬ ‫فَِإ ْ‬ ‫حتى اعترف النبي بضللته إذ قال ‪:‬‬

‫علَى نَ ْفسِي وَإِنِ ا ْهتَ َديْتُ َفبِمَا يُوحِي إِ َليّ َربّي‬ ‫ضلّ َ‬ ‫ن ضَ َللْتُ َفِإنّمَا َأ ِ‬ ‫ُقلْ ِإ ْ‬ ‫وتم قبول اعتذاره بعد اعترافه من مس الشيطان له وتذكره للحق بعدما أبصره ‪:‬‬

‫صرُونَ‬ ‫ن تَذَ ّكرُوا فَإِذَا هُمْ مُ ْب ِ‬ ‫شيْطَا ِ‬ ‫سهُمْ طَا ِئفٌ مِنَ ال ّ‬ ‫الّذِينَ اتّ َقوْا إِذَا َم ّ‬ ‫ك ِبهِ عَلْينَا وَكِيلً‬ ‫ك ثُمّ َل تَجِدُ َل َ‬ ‫ح ْينَا ِإَليْ َ‬ ‫ن بِا لّذِي َأوْ َ‬ ‫ش ْئنَا َلنَذْ َهبَ ّ‬ ‫وَ َلئِنْ ِ‬ ‫وطالما شياطين الجن يحبّون القرآن ويمرحون فيه فل عجب إذا من إلقاء الشيطان آياته‬ ‫بالقرآن وهو أمر معروف تماما ً‪ ،‬وكل هذه اليات هي عتاب شديد من ال (ورقة) لمحمد‬ ‫لرضوخه ليات الشيطان ‪ ،‬وأما علقة الجن بالقرآن فهي التي ‪:‬‬

‫سمِ ْعنَا ُقرْآنا عَجَبا‬ ‫جنّ فَقَالُوا ِإنّا َ‬ ‫س َتمَعَ نَ َف ٌر مِنَ ال ِ‬ ‫حيَ إِليّ َأ ّنهُ ا ْ‬ ‫ُقلْ أُو ِ‬ ‫ستَمِعُونَ ال ُقرْآنَ‬ ‫ن َي ْ‬ ‫ك نَفَرا مِنَ الجِ ّ‬ ‫صرَ ْفنَا إِ َليْ َ‬ ‫وَإِ ْذ َ‬ ‫ما هذا ؟؟‪..‬‬ ‫الشيطان يلقي آياته على النبي في غفلة من ال الذي ينتبه (فينسخ ما يلقيه الشيطان ثم‬ ‫يحكم ال آياته ويعاتب النبي بل يحذره بعنف لنه لم ينتبه لليات التي يلقيها الشيطان! لكن‬ ‫عموما النسخ أوجد الحل لهذه المشكلة الشيطانية ! ومسألة النسخ والتبديل في القرآن أمرا‬ ‫واضحا معروف بنصوص قرآنية ‪:‬‬

‫خ ْي ٍر ِمنْهَا َأ ْو ِمثْ ِلهَا‬ ‫ت بِ َ‬ ‫سهَا نَأْ ِ‬ ‫ن آيَةٍ َأوْ نُ ْن ِ‬ ‫سخْ مِ ْ‬ ‫مَا َننْ َ‬ ‫وَإِذَا بَدّ ْلنَا آ َيةً مَكَانَ آ َيةٍ وَالّلهُ َأعْلَمُ بِمَا يُ ّن ِزلُ قَالُوا ِإنّمَا َأنْتَ مُفْ َت ٍر َبلْ أَ ْك َثرُهُمْ‬ ‫َل يَ ْعَلمُونَ‬ ‫والسلم ينفرد عن بقية الديان بوجوب النسخ ‪ ،‬فيقول المام السيوطي ‪:‬‬ ‫" إن النسخ مما اختص ال به هذه المة " ‪ ،‬بالطبع يقصد المة السلمية ‪ ,‬ويقول‬ ‫المفسربن وعلى رأسهم الطبري والجللن ‪:‬‬ ‫" لما طعن الكفار في النسخ قالوا أن محمدا يأمر أصحابه اليوم بأمر وينهى عنه غدا "‬ ‫فنزلت الية ‪:‬‬

‫ما ننسخ من أية أو ننسها الخ أي نغير أحكامها ‪ ،‬ونبدل فرضها ‪ ،‬فأي‬ ‫خير من التي نسخناها أو مثلها الخ ‪...‬‬ ‫وروى ابن حاتم عن أبي عباس فقال ‪:‬‬ ‫" ربما تزل الوحي على النبي في الليل ونسيه في النهار‪ ،‬فنزلت الية ما ننسخ من آية‬ ‫أو ننسها نأت بخير منها ‪" !..‬‬ ‫ما هذا ؟؟‪..‬‬ ‫كتاب ديني يلقيه الشيطان ‪ ،‬ويستمع إليه الجن ويكون له سورة باسمه ‪ ،‬ثم يتمّ إلغاء ما‬ ‫يلقي الشيطان أو ما ينساه ال أو النبي ‪ ،‬فكيف بعد كل هذا السخف يطالبنا أحد بتصديق‬ ‫القرآن ؟؟‪..‬‬ ‫نسخ ‪ ،‬نسيان ‪ ،‬تبديل ‪ ،‬شياطين ‪ ،‬عفاريت الجن ‪ ،‬ما هذا السخف وما هذه‬ ‫الخرافات ؟؟‪ ..‬أل رحمة بعقولنا أيها السادة وخشية من ال الذي تفترون على العباد‬ ‫باسمه ؟؟‪..‬‬ ‫تقول يا صديقي ما معناه‪:‬‬ ‫إن خلص المسيح للبشر يعني إلغاء الحساب ‪ ،‬ويفسح المجال للمسيحيين بارتكاب‬ ‫المعاصي ‪ ،‬طالما المسيح خلصهم ‪ ،‬فل حساب ول نار الخ‪..‬‬ ‫وإجابتي عليك كالتي ‪:‬‬ ‫أولً‪ :‬ل أعرف من أي مصدر استقيت هذه المعلومة الغريبة ؟؟‪..‬‬ ‫فمن قال لك أن المسيحيين ل يؤمنون بيوم الحساب ؟؟‪ ..‬وإذا كان المسيحيون ل‬ ‫يؤمنون بالحساب فمن يؤمن به إذا ؟ً‪..‬‬ ‫هل سبق لك وقرأت الكتاب المقدس الذي يؤمن به المسيحيون ثم خرجت منه بتلك‬ ‫المعلومة ؟؟‪..‬‬ ‫لو كنت أطلعت عليه مرة واحدة ما كنت ورّطت نفسك في مثل هذا التهام المغلوط‬ ‫والعكسي أيضا ‪ ،‬فليس المسيحيون القائلين بعدم الحساب ‪ ،‬بل إن شئت الدقة والحقيقة فهذا‬ ‫قول المسلمين وليس المسيحيين !!‪..‬‬ ‫ونحن ل نلقي القول على عواهنه ‪ ،‬ول نقوله جزافا ً‪ ،‬بل نعني تماما ما نقوله ولدينا‬ ‫البراهين والدلة ومن مصادر السلم ذاته ‪ ،‬نعم مصادر السلم التي تدّعي أن ال لن‬ ‫يحاسب المسلمين !!‪ ...‬بل سيحاسب اليهود والمسيحيين والمشركين والكفار بدلً منهم!!‬ ‫ومهما كانت ذنوب المسلمين أمثال الجبال فسوف ينجون من عقابهم بعد أن يغفرها لهم ال‬ ‫ويلصقها بالبرياء من اليهود والمسيحيين ‪ !!..‬ويدخلهم ال جنات النعيم حيث يعربدون‬ ‫لفتضاض العذارى (الحور) ‪ ،‬ويكون لكل مسلم قوة مائة رجل ‪ !..‬وهكذا تمتد خطاياهم من‬ ‫الرض إلى السماء ‪!..‬‬

‫مثل هذا السخف غير موجود في المسيحية ‪ ،‬ول اليهودية ‪ ،‬ول عند أي قوم لديهم ذرة‬ ‫واحدة من العقل ‪ ،‬ويتعجب المرء حينما يجد السلم يحاول التخلص من عيوبه بإلصاقها في‬ ‫الخرين ‪ ،‬فبينما السلم يقول بعدم حساب المسلمين أراك تلصق هذه الفرية على المسيحيين‬ ‫بينما هي موجودة عندك في دينك ‪ ،‬وإليك النصوص الدالة على ذلك ‪:‬‬ ‫يقول نبي السلم ‪:‬‬

‫يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال ‪ ،‬فيغفرها ال‬ ‫لهم‪ !..‬ويضعها على اليهود والنصارى ‪,!..‬‬ ‫ويقول أيضا ‪:‬‬

‫إن ال سوف ينجي المسلمين من يوم القيامة ‪!..‬‬ ‫ويقول أيضا ً‪:‬‬

‫سيدخل من أ متي سبعون ألفا بغير حساب ‪!..‬‬ ‫ويقول أيضا ً‪:‬‬

‫إذا كان يوم القيامة دفع ال عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول ‪:‬‬ ‫هذا فداؤك من النار‪!...‬‬ ‫ويقول أيضا ً‪:‬‬

‫إذا كان يوم القيامة رحم ال هذه المة ‪ -‬السلمية ‪ -‬فهي مرحومة ‪،‬‬ ‫عذابها بأيديها ‪ ,‬فإذا جاء يوم القيامة دفع ال إلى كل رجل من المسلمين رجلً‬ ‫من المشركين فيقال ‪ :‬هذا فداؤك من النار!‬ ‫ويقول أيضا‪:‬‬ ‫فأما المسلم الذي يثبت عند السؤال في القبر فيقال له ‪:‬‬

‫أنظر إلى مقعدك في النار قد أبدله لك بمقعد في الجنة ‪.‬‬ ‫وما أدراك ما هي الجنة ؟؟‪ ..‬إنها جنة السلم ‪ ،‬جنة مليئة بالشهوات الرخيصة ‪ ،‬فيها‬ ‫الحوريات الحسان ‪ ،‬والغلمان ‪ ،‬والخمر ‪ ،‬واللحم ‪ ،‬وحتى السواق التجارية ‪!..‬‬ ‫تعالوا لنرى معا ما يقول النجيل ‪:‬‬

‫ن َيرِثَا مَلَكُوتَ اللّه ِ‪ ،‬وَلَا َيرِثُ ال َفسَادُ عَ َدمَ ال َفسَادِ‬ ‫إِنّ لَحْما وَدَما لَا يَقْ ِدرَانِ َأ ْ‬ ‫( كو )‬

‫ما يقوله السلم عن هذه الجنة وما يدور فيها من موبقات ولنبدأ بمسألة الولدان‪!..‬‬ ‫فيقول القرآن متغزلً فيهم‪:‬‬

‫حسِ ْب َتهُمْ ُل ْؤلُؤا َمنْثُورا ‪ ،‬عَا ِل َيهُمْ‬ ‫َويَطُوفُ عَ َل ْيهِمْ وِ ْلدَانٌ مُخَلّدُونَ إِذَا رََأيْ َتهُمْ َ‬ ‫ضةٍ‬ ‫حلّوا َأسَا ِورَ مِنْ ِف ّ‬ ‫س َت ْبرَقٌ وَ ُ‬ ‫ضرٌ وَِإ ْ‬ ‫خ ْ‬ ‫ثِيَابُ سُنْدُسٍ ُ‬ ‫َويَطُوفُ عَ َل ْيهِمْ غِ ْلمَانٌ َلهُمْ َكَأنّهُمْ َلؤُْل ٌؤ مَ ْكنُونٌ‬ ‫ن مَعِينٍ‬ ‫ن بِأَ ْكوَابٍ وََأبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِ ْ‬ ‫ن مُخَلّدُو َ‬ ‫يَطُوفُ عَ َل ْيهِمَ ِولْدَا ٌ‬ ‫هل يليق هذا ؟؟‪ ..‬غلمان يرتدون الحرير ‪ ،‬وعليهم حلى كالنساء ؟؟‪..‬‬ ‫شيء مخجل وكم في السلم من مخجلت ؟؟‪..‬‬ ‫إنهم يقولون عن هؤلء الغلمان أن نصفهم العلى كالذكور والسفل كالناث ‪ !..‬وأن‬ ‫ال خلقهم خصيصا لرجال المسلمين ممن يحبون الشذوذ ويشتهون الغلمان دون النساء ‪.‬‬ ‫وهذا ما قاله أبو علي بن الوليد المعتزلي مبررا اللواط من قوله ‪:‬‬ ‫ل يمنع أن يجعل ذلك ‪ -‬ممارسة اللواط ‪ -‬من جملة الملذات في الجنة لزوال المفسدة‬ ‫لنه إنما مُنع في الدنيا لما فيه من قطع النسل وكونه محلً للذى ‪ ،‬وليس في الجنة ذلك ‪،‬‬ ‫ولهذا أبيح في الجنة شرب الخمر كما ليس فيه من سكر وغاية العربدة وزوال العقل لذلك لم‬ ‫يمنع من التلذذ بها الخ ‪...‬‬ ‫شيء مقرف مثير للغثيان ‪ ،‬ولننتقل إلى سرد بقية موبقات جنة السلم إلى قاصرات‬ ‫الطرف ‪ ،‬والحوريات ‪ ،‬والخمور وسائر الشهوات التي تحرمها كافة الديان ‪.‬‬ ‫فيقول النبي ‪:‬‬

‫إن الرجل من أهل الجنة ليعطى قوة مائة رجل في الكل ‪ ،‬والشرب ‪،‬‬ ‫والشهوة ‪.‬‬ ‫ويقول القرآن‪:‬‬

‫علَى‬ ‫جهُمْ فِي ظِللٍ َ‬ ‫جنّةِ ال َيوْمَ فِي شُ ُغلٍ فَا ِكهُونَ هُمْ وََأ ْزوَا ُ‬ ‫إِنّ َأصْحَابَ ال َ‬ ‫ا َلرَائِكِ مُتّ ِكئُونَ‬ ‫ويقول حبر المة السلمية ابن عباس نقلً عن النبي ‪:‬‬

‫شغلهم افتضاض العذارى ‪!!!...‬‬ ‫وعن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي قال ‪:‬‬

‫يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع ‪ -‬قيل يا رسول ال أو يطيق‬ ‫ذلك ؟؟‪ ..‬قال ‪ :‬يعطى قوة مائة رجل !!!( ‪. ) 171‬‬ ‫يقول القرآن‪:‬‬

‫غ ْيرِ آسِنٍ َوَأ ْنهَارٌ مِنْ َلبَ ٍ‬ ‫ن‬ ‫ن مَاءٍ َ‬ ‫ج ّنةِ التِي وُعِدَ ال ُمتّقُونَ فِيهَا َأ ْنهَارٌ مِ ْ‬ ‫مَ َثلُ ال َ‬ ‫ط ْرفِ * ‪,‬‬ ‫عنْدَ ُهمْ قَاصِرَاتُ ال ّ‬ ‫خ ْمرٍ لَذّةٍ لِلشّا ِربِينَ * ‪ ,‬وَ ِ‬ ‫َل ْم يَتَ َغ ّيرْ طَ ْع ُمهُ وََأ ْنهَا ٌر مِنْ َ‬ ‫طمِ ْثهُنّ ِإنْسٌ َقبْ َلهُمْ وَلَ جَانّ * ‪ ,‬حُورٌ مَ ْقصُورَاتٌ‬ ‫َو ّزوَجْنَا ُه ْم بِحُورٍ عِينٍ * ‪َ ,‬ل ْم يَ ْ‬ ‫شتَهُونَ‬ ‫ط ْيرٍ ِممّا َي ْ‬ ‫خيّرُونَ َولَحْمِ َ‬ ‫حسَانٌ * ‪ ,‬وَفَا ِكهَ ٍة ِممّا َيتَ َ‬ ‫خ ْيرَاتٌ ِ‬ ‫خيَامِ * ‪َ ,‬‬ ‫فِي ال ِ‬ ‫عرُبا‬ ‫وَحُورٌ عِينٌ كَ َأ ْمثَالِ الّل ْؤُلؤِ المَ ْكنُونِ * ‪ِ ,‬إنّا َأ ْنشَ ْأنَاهُنّ ِإنْشَاءً فَجَ َع ْلنَاهُنّ َأبْكَارا ُ‬ ‫حتِهَا ا َل ْنهَارُ ُأكُُلهَا دَائِمٌ * ‪,‬‬ ‫جرِي مِنْ تَ ْ‬ ‫جنّةِ التِي ُوعِدَ ال ُمتّقُونَ تَ ْ‬ ‫َأ ْترَابا * ‪َ ,‬م َثلُ ال َ‬ ‫جنَا ُهمْ‬ ‫س ُررٍ َمصْفُو َفةٍ َو ّزوَ ْ‬ ‫ن مُتّكِئيِنَ عَلَى ُ‬ ‫ش َربُوا َهنِيئا ِبمَا ُكنْتُ ْم تَ ْعمَلُو َ‬ ‫ُكلُوا وَا ْ‬ ‫ش َتهُونَ يَ َتنَازَعُونَ فِيهَا َكأْسا لَ لَ ْغوٌ‬ ‫بِحُورٍ عِينٍ * ‪َ ,‬وَأمْدَ ْدنَاهُ ْم بِفَا ِك َهةٍ َولَحْ ٍم ِممّا َي ْ‬ ‫عَل ْيهِ ْم بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ َوأَكْوابٍ وَفيِهَا مَا َتشْ َتهِيهِ‬ ‫فِيهَا وَ َل تَ ْأثِيمٌ * ‪ ,‬يُطَافُ َ‬ ‫عةٍ * ‪ُ ,‬كلُوا‬ ‫عةٍ وَ َل َممْنُو َ‬ ‫عيُنُ * ‪ ,‬وَفَا ِك َهةٍ َكثِيرَةٍ لَ مَقْطُو َ‬ ‫ا َلنْفُسُ َوتَلَذّ الَ ْ‬ ‫شرَبُوا َهنِيئا بِمَا َأسْلَ ْفتُمْ فِي ا َليّامِ الخَا ِل َيةِ * ‪,‬‬ ‫وَا ْ‬ ‫ويعلق الشيخ محمد على أبو العباس على سبب اختيار ال لعذارى الجنة البكار ‪:‬‬ ‫ل شك أن البكر تداعب زوجها ويداعبها وتلك صفات أهل الجنة ‪!!!..‬‬ ‫هذه هي جنة المسلمين الذين سيدخلونها بدون حساب جزاءا من ال لهم على اختيارهم‬ ‫السلم دينا ً‪ ،‬ومكافأة لهم لذبحهم إخوانهم المسيحيين ‪ ،‬من مختلف الشعوب ‪ ،‬أقباط ‪،‬‬ ‫وآشوريين ‪ ،‬ويونانيين وأرمن ‪ ،‬وسريان وأوروبيين شرقيين وغربيين ‪ ،‬تحية عميقة‬ ‫لرواح هؤلء الشهداء البرار وهنيئا لهم بالحياة البدية في سماء طاهرة مقدسة تليق بال‬ ‫العظيم وأعلموا أن دماؤكم المسفوكة ظلما سوف تدين هؤلء يوم الدين ‪ ،‬فلن يجدوا حوريات‬ ‫ول خمر ول غلمان ل شيء ينتظرهم سوى نار الجحيم ‪.‬‬ ‫وإني أسأل ضميرك يا صديقي ‪:‬‬ ‫هل تركت هذه الجنة المزعومة شيئا لهل المجون في الرض ؟؟‪ ..‬كيف يقتل المسلم‬ ‫وينهب ‪ ،‬ويسبي النساء ‪ ،‬وبعد موته ل يُعاقب ‪ ،‬وفي موته يغرق في كل هذه الشهوات ؟؟‪..‬‬ ‫أل رفقا بعقولنا أيها السادة ؟؟‪ ..‬فهل المسيح قد حل أتباعه من خطاياهم بخلصه لهم أم نبيكم‬ ‫قد حلكم من خطاياكم إذا ارتكبتم المعاصي ؟؟‪..‬فانظر أي الثنين قد حلل الخطايا وأيهما‬ ‫حرمها ؟؟‪.‬‬ ‫هل يعلم المسلمون أين هو نبيهم الن؟؟‪ ..‬والذين معه ؟؟‪..‬‬ ‫ل عما اقترفته أيديهم‬ ‫إنهم مطرحون في بحيرة النار يصرخون ليلً نهارا ‪ ،‬جزاءً عاد ً‬ ‫الدامية ‪ ،‬من ذبح البرياء ‪ ،‬وأضلوا كثيرين عن الحق وابتدعوا دينا من أنفسهم ولم يكن أبدا‬ ‫من عند ال ‪.‬‬

‫نعم يا صديقي هذه الموبقات ل تليق بأن تحدث أمام عرش وبهاء مجد ال ‪ ،‬قد يُسمح‬ ‫بحدوثها في المواخير وحيث مملكة الشيطان المفسدة ‪ ،‬لكن ل يَسمح بحدوثها أمام ال ‪ ،‬بل‬ ‫يعاقب مرتكبها بأشد العقاب ‪ ،‬أل ترى معي أن هذه الجنة هي رشوة صريحة لغراء‬ ‫الشهوانيين لعتناق السلم ؟؟‪ ..‬ويجد لهم طريقا سهلً إليها ؟؟‪ ..‬فل حساب ول عقاب لهم ‪،‬‬ ‫بل جنة دعارة وفساد تنتظرهم في الخرة ‪.‬‬ ‫أما المسيحيون فهم غاية ما يصبون إليه هو التمتع الروحي بمعاينة مجد ال في ملكوته‬ ‫البهي ويسبحون مع الملئكة قائلين ‪:‬‬

‫شيْءٍ ‪ ,‬مَجْدا وَ َكرَا َمةً‬ ‫علَى ُكلّ َ‬ ‫قُدّوسٌ قُدّوسٌ قُدّوسٌ ‪ ،‬الرّبّ الِلهُ القَا ِدرُ َ‬ ‫ت ُمسْتَحِقّ َأ ّيهَا الرّبّ أَنْ‬ ‫حيّ ِإلَى َأبَدِ البِدِين َ‪َ ،‬أنْ َ‬ ‫َوشُكْرا ِللْجَالِسِ عَلَى ال َعرْشِ ‪ ،‬الْ َ‬ ‫ي بِ ِإرَا َدتِكَ كَا ِئ َنةٌ‬ ‫شيَاءِ ‪ ،‬وَ ِه َ‬ ‫خلَقْتَ ُكلّ ا َل ْ‬ ‫تَأْخُذَ المَجْدَ وَا ْل َكرَامَةَ وَالْقُ ْدرَةَ لِ َأنّكَ َأنْتَ َ‬ ‫وَخُلِقَتْ ‪.‬‬ ‫شيْء ٍ‪ .‬عَادِ َلةٌ‬ ‫علَى ُكلّ َ‬ ‫عمَاُلكَ َأ ّيهَا الرّبّ الِلهُ القَا ِدرُ َ‬ ‫عَظِي َمةٌ َوعَجِيبَةٌ ِهيَ َأ ْ‬ ‫سمَكَ‪ِ ،‬لَأنّكَ‬ ‫ك يَا مَِلكَ القِدّيسِين َ‪ .‬مَنْ لَا يَخَافُكَ يَا رَبّ َويُمَجّدُ ا ْ‬ ‫طرُ ُق َ‬ ‫وَحَقّ ِهيَ ُ‬ ‫حكَامَكَ قَدْ‬ ‫سيَ ْأتُونَ َو َيسْجُدُونَ َأمَامَك َ‪ ،‬لَِأنّ أَ ْ‬ ‫جمِيعَ ا ُلمَمِ َ‬ ‫وَحْدَكَ قُدّوسٌ ‪ ،‬لَِأنّ َ‬ ‫ظ ِهرَتْ ‪.‬‬ ‫أُ ْ‬ ‫نحن المسيحيين غاية ما نتطلع إليه هو التواجد في هذا الجو الروحاني الذي يسعى إليه‬ ‫أرباب الكمال ‪ ،‬هذه هي الجنة المسيحية ‪ ،‬جنة روحانية بحتة تهيم الروح فيها إلى تسبيح‬ ‫وتمجيد وحمد ال السرمدي القوى العظيم ‪ ،‬أما جنة السلم بما فيها من مجون وخلعة فإنما‬ ‫تليق بأناس عقولها في بطونها وشهواتها ‪ ،‬كل سعيها لرواء غرائزها الحسية ‪ ،‬أناس تعيش‬ ‫على وهم قاتل بأنهم خير أمة أخرجت للناس والحقيقة هي افسد وارذل أمة أخرجت للناس ‪،‬‬ ‫وأن المسيحيين واليهود والمشركين سيعاقبون بدلً منهم ‪ ،‬وبينما هم يتعذبون في النار يتمتع‬ ‫المسلمون بحور العين والخمور والفواكه ولحم الطير ‪ ،‬إنه لمنتهى السخف بالعقول ‪.‬‬

‫حسَابا ِلّلهِ‬ ‫سيُعْطِي عَنْ نَ ْفسِهِ ِ‬ ‫ُكلّ وَاحِ ٍد ِمنّا َ‬ ‫صنَعَ‬ ‫ب مَا َ‬ ‫حسَ ِ‬ ‫جسَ ِد بِ َ‬ ‫ن بِالْ َ‬ ‫ِل َينَالَ ُكلّ وَاحِ ٍد مَا كَا َ‬

‫(رو ‪)12 ،14:10‬‬ ‫(‪ 2‬كو ‪)5:10‬‬

‫أما إجابتي عليك بادعائك بأن المسيحيين ل يؤمنون بالحساب فهو كالتي ‪:‬‬ ‫إن المسيحية المتمثلة في تعاليم السيد المسيح متشددة للغاية ول تتساهل أبدا مع‬ ‫الخطيئة وتضع قيودا أخلقية على أتباعها غير موجودة في أي دين آخر‪ ،‬قيودا تصل إلى‬ ‫تجريم النسان وإلقائه في جهنم لمجرد قوله لخيه يا أحمق ‪ !..‬فيقول السيد المسيح ‪:‬‬

‫ج َهنّمَ ‪.‬‬ ‫ب نَارِ َ‬ ‫ن ُمسْ َتوْجِ َ‬ ‫حمَقُ يَكُو ُ‬ ‫َومَنْ قَالَ ‪ :‬يَا أَ ْ‬ ‫قيودا ل تحرم الزنا فقط ‪ ،‬بل وتحرم مجرد شهوة العين وتعتبرها زنا فعليا ً‪ ،‬وتطالب‬ ‫باقتلع العين الشهوانية خيرا من إهلك الجسد كله في نار جهنم ( )‬

‫ب عسيرٍ ‪ ،‬ول تهاون‬ ‫نعم يا صديقي توجد دينونة وحساب ‪ ،‬وليس أي حساب ‪ ,‬بل حسا ٍ‬ ‫ليس حسابا" على ارتكاب الشرور فقط ‪ ،‬بل حسابا" عسيراٌ لمجرد الكلم الباطل ‪ ،‬فيقول السيد‬ ‫المسيح ‪:‬‬

‫حسَابا َيوْمَ‬ ‫عنْهَا ِ‬ ‫س ْوفَ يُ ْعطُونَ َ‬ ‫أَقُولُ لَكُمْ‪ :‬إِنّ ُكلّ َكِل َمةٍ بَطّا َل ٍة َيتَكَلّمُ بِهَا النّاسُ َ‬ ‫الدّينِ‬ ‫ويقول المسيح أيضا ً‪:‬‬

‫حيَا َة‬ ‫خلَ ال َ‬ ‫خ ْيرٌ لَكَ أَنْ تَدْ ُ‬ ‫عنْكَ‪َ .‬‬ ‫جلُكَ فَا ْقطَ ْعهَا وَأَلْ ِقهَا َ‬ ‫ك يَ ُدكَ َأوْ رِ ْ‬ ‫ع َثرَتْ َ‬ ‫فَِإنْ َأ ْ‬ ‫ع َثرَتْكَ‬ ‫ن تُلْقَى فِي النّارِ ا َلبَ ِد ّيةِ وَلَكَ يَدَانِ َأوْ رِجْلَانِ‪َ .‬وإِنْ أَ ْ‬ ‫ع َرجَ َأوْ أَقْطَعَ مِنْ َأ ْ‬ ‫أَ ْ‬ ‫ج َهنّمَ‬ ‫ن تُلْقَى فِي َ‬ ‫ع َورَ مِنْ َأ ْ‬ ‫حيَاةَ َأ ْ‬ ‫خلَ ال َ‬ ‫ن تَدْ ُ‬ ‫خيْرٌ لَكَ أَ ْ‬ ‫عنْكَ‪َ .‬‬ ‫ع ْينُكَ فَاقَْل ْعهَا َوأَلْ ِقهَا َ‬ ‫َ‬ ‫ع ْينَانِ ‪.‬‬ ‫النّارِ وَلَكَ َ‬ ‫وأما عن يوم الحساب الرهيب ‪ ،‬فيقول السيد المسيح ‪:‬‬

‫ن َبيْنِ‬ ‫شرَا َر مِ ْ‬ ‫خرُجُ المَلَائِ َكةُ َويُ ْف ِرزُونَ ا َل ْ‬ ‫هكَذَا يَكُونُ فِي انْ ِقضَاءِ العَالَمِ ‪ :‬يَ ْ‬ ‫سنَانِ ‪.‬‬ ‫ك يَكُونُ البُكَاءُ َوصَرِيرُ ا َل ْ‬ ‫طرَحُو َنهُمْ فِي َأتُونِ النّارِ‪ُ .‬هنَا َ‬ ‫ا َل ْبرَارِ ‪َ ،‬ويَ ْ‬ ‫ويقول أيضا ً‪:‬‬

‫خ ُرجُ الذِينَ فَ َعلُوا‬ ‫صوْ َتهُ ‪َ ،‬فيَ ْ‬ ‫جمِيعُ الذِينَ فِي ال ُقبُورِ َ‬ ‫عةٌ فِيهَا َيسْمَعُ َ‬ ‫تَ ْأتِي سَا َ‬ ‫سيّئَاتِ ِإلَى ِقيَامَةِ ال ّد ْينُو َنةِ ‪.‬‬ ‫عمِلُوا ال ّ‬ ‫حيَاةِ وَالّذِينَ َ‬ ‫الصّالِحَاتِ إِلَى ِقيَا َمةِ ال َ‬ ‫ويقول كذلك ‪:‬‬

‫عمَُلهُ ‪.‬‬ ‫ج َرتِي مَعِي ِلأُجَا ِزيَ ُكلّ وَاحِدٍ َكمَا يَكُونُ َ‬ ‫سرِيعا َوأُ ْ‬ ‫وَهَا َأنَا آتِي َ‬ ‫ك َتهِْلكُونَ ‪.‬‬ ‫جمِيعُكُمْ كَذلِ َ‬ ‫إِنْ َل ْم تَتُوبُوا فَ َ‬ ‫ويصف حالة الشرار في جهنم جزاءا عن شرورهم ‪:‬‬

‫حةٌ َنهَارا وَ َليْلً ‪.‬‬ ‫عذَا ِبهِمْ ِإلَى َأبَدِ البِدِينَ ‪ .‬وَلَا تَكُونُ رَا َ‬ ‫َويَصْعَدُ دُخَانُ َ‬ ‫هذا ويحذر النجيل بعدم التراخي في التوبة لينجو المسيحي من يوم الغضب المشهود ‪:‬‬

‫طفَ الّلهِ ِإ ّنمَا‬ ‫غ ْيرَ عَاِلمٍ َأنّ لُ ْ‬ ‫س َتهِينُ بِ ِغنَى ُلطْ ِفهِ وَِإ ْمهَا ِلهِ وَطُولِ َأنَاتِه ِ‪َ ،‬‬ ‫أَمْ تَ ْ‬ ‫خرُ ِلنَفْسِكَ‬ ‫غ ْيرِ التّائِب ِ‪ ،‬تَذْ َ‬ ‫جلِ َقسَا َوتِكَ وَ َق ْلبِكَ َ‬ ‫ك مِنْ َأ ْ‬ ‫يَقْتَادُكَ إِلَى ال ّت ْوبَة ‪ِ..‬؟ وَل ِكنّ َ‬ ‫سيُجَازِي ُكلّ وَاحِدٍ‬ ‫ستِ ْعلَانِ َد ْينُو َنةِ الّلهِ العَا ِدلَة ِ‪ ،‬الذّي َ‬ ‫غضَبا فِي َيوْمِ ال َغضَبِ وَا ْ‬ ‫َ‬ ‫عمَا ِلهِ ‪.‬‬ ‫حسَبَ َأ ْ‬ ‫َ‬ ‫وَِإ ّنمَا ِنهَايَةُ ُكلّ شَيْءٍ َقدِ ا ْق َت َربَتْ ‪َ ،‬فتَعَقّلُوا وَاصْحُوا لِلصَّلوَاتِ ‪.‬‬

‫ويحذر النجيل بابتعاد أتباعه عن الشهوات والخمور وعبادة الوثان ‪.‬‬

‫حتى يفلتوا من يوم الدين وهلك الناس الفجار ‪.‬‬ ‫ج َهلَا َء َبلْ َكحُ َكمَاءَ‪ ،‬مُ ْفتَدِينَ الوَقْتَ لَِأنّ ا َليّامَ‬ ‫ن بِالتّدْقِيقِ‪ ،‬لَا كَ ُ‬ ‫ظرُوا َك ْيفَ َتسْلُكُو َ‬ ‫فَانْ ُ‬ ‫شرّيرَةٌ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فكيف تقول يا صديقي أن المسيحيين ل يؤمنون بالحساب ول بالعقاب ؟؟‪..‬‬ ‫وكيف تقول أن إيمانهم بخلص المسيح لهم يفسح أمامهم المجال لرتكاب المعاصي؟؟‪...‬‬ ‫إن المسيحية يا صديقي ل تقدم إغراءات لتباعها بحوريات حسان ‪ ،‬ول بأنهار الخمر‪،‬‬ ‫ول بإعطاء المسيحي قوة مائة رجل لمضاجعة الحور وفضّ بكارة العذارى ‪ ،‬بل المسيحية‬ ‫ل وضللً‬ ‫تنهي بشدة عن مثل هذه السقاطات وتعتبر مجرد الزواج بسيدة واحدة في الجنة جه ً‬ ‫وعدم معرفة ال فيقول السيد المسيح له المجد ‪:‬‬

‫تَضِلّونَ إِذْ لَا تَ ْعرِفُونَ ال ُكتُبَ َولَا ّقوَةَ الّلهِ ‪ ،‬لِ َأ ّنهُمْ فِي ال ِقيَامَةِ لَا ُي ّزوِجُونَ وَلَا‬ ‫سمَاءِ ‪.‬‬ ‫يَ َت ّزوَجُونَ ‪َ ،‬ب ْل يَكُونُونَ َكمَلَائِ َكةِ الّلهِ فِي ال ّ‬ ‫ويحرم الكل والشرب في الجنة‪:‬‬

‫طشُوا بَعْدُ ‪.‬‬ ‫ن يَجُوعُوا بَعْدُ وَلَنْ يَعْ َ‬ ‫َل ْ‬ ‫ويأمر النجيل المسيحيين بعدم الهتمام بالمتطلبات الجسدية من شهوة وأكل وشرب بل‬ ‫يهتموا بالمور الروحية من تقوى ال ونيل رضاه وعدم عصيانه ‪ ،‬قائلً‪:‬‬

‫حسَبَ الرّوحِ‬ ‫جسَ ِد َيهْ َتمّون َ‪ ،‬وَلكِنّ الذِينَ َ‬ ‫جسَدِ َفبِمَا ِللْ َ‬ ‫حسَبَ ال َ‬ ‫فَِإنّ الذِينَ ُهمْ َ‬ ‫حيَاةٌ َوسَلَامٌ‪.‬‬ ‫جسَدِ ُه َو َموْت ٌ‪ ،‬وَلكِنّ ا ْهتِمَامَ الرّوحِ ُهوَ َ‬ ‫َف ِبمَا لِلرّوحِ‪ .‬لَِأنّ ا ْه ِتمَامَ ال َ‬ ‫ن ُيرْضُوا‬ ‫ستَطِيعُونَ َأ ْ‬ ‫جسَدِ لَا َي ْ‬ ‫جسَدِ ُهوَ عَدَاوَةٌ لِّلهِ ‪ ،‬فَالّذِينَ هُمْ فِي ال َ‬ ‫ِلأَنّ ا ْهتِمَامَ ال َ‬ ‫الّلهَ ‪.‬‬ ‫عبَادَةُ ا َل ْوثَا ِ‬ ‫ن‬ ‫سةٌ دَعَارَةٌ ِ‬ ‫عهَارَ ٌة نَجَا َ‬ ‫جسَدِ ظَا ِهرَةٌ‪ :‬التِي ِهيَ زِنىً َ‬ ‫عمَالُ ال َ‬ ‫أَ ْ‬ ‫طرٌ ‪ ،‬الذِينَ‬ ‫حسَدٌ َق ْتلٌ سُ ْك ٌر بَ َ‬ ‫عةٌ َ‬ ‫ط تَحَـزُبٌ شِقَاقٌ بِدْ َ‬ ‫غ ْيرَةٌ سَخَ ٌ‬ ‫خصَامٌ َ‬ ‫حرٌ عَدَاوَةٌ ِ‬ ‫سِ ْ‬ ‫يَفْعَلُونَ مِ ْثلَ هذِهِ ل َي ِرثُونَ مَلَكُوتَ الّلهِ‪َ .‬وَأمّا َثمَرُ الرّوحِ َف ُهوَ‪ :‬مَحَ ّبةٌ َف َرحٌ سَلَام ٌ‪،‬‬ ‫عةٌ تَعَ ّففٌ ‪.‬‬ ‫صلَاح ٌ‪ ،‬إِيمَانٌ وَدَا َ‬ ‫ف َ‬ ‫ط ٌ‬ ‫طُولُ َأنَاةٍ لُ ْ‬ ‫ويقول السيد المسيح لتباعه ‪:‬‬

‫ضيّقِ ‪.‬‬ ‫ن تَدْخُلُوا مِنَ البَابِ ال ّ‬ ‫ا اجتهدوا َأ ْ‬ ‫هل تعلم ما هو الباب الضيق ؟؟‪..‬‬

‫باب الفضيلة والعفة وجهاد النفس وحرمانها من المذات والشهوات ‪ ،‬باب الصبر على‬ ‫احتمال مضايقات واضطهادات العداء وعدم مقاومتهم بل بالحري محبتهم والحسان إليهم ‪،‬‬ ‫هل سبق لك أن أحببت عدوك ؟‪ ..‬هل تذكر حديثنا بخصوص محبة العداء حينما قلت لي ‪:‬‬

‫ل أستطيع أن أحب اليهود لنهم اغتصبوا وطني فلسطين ‪.‬‬ ‫قلت لك أن الذي يحب ال ‪ ،‬يحب كل الناس ‪ ،‬بما فيهم العداء ‪ ،‬وأن اليهود إخوة لنا ‪،‬‬ ‫بشر مثلنا ‪ ،‬وأن المسيحي يحب كل الناس بمختلف مذاهبهم وأجناسهم ‪.‬‬ ‫آه‪...‬هل جربت كيف تقمع جسدك وتستعبده حتى ل يقمعك ويستعبدك بشهواته ؟؟‪..‬‬ ‫إن مجموعة الفضائل تجعل باب الدخول إلى الجنة ضيقا ‪ ،‬لكن ما أسهل وأفسح الباب‬ ‫المؤدي إلى جهنم ‪ ،‬أعني التساهل مع النفس ‪ ،‬والشهوة ‪ ،‬والكراهية ‪ ،‬وعدم النضباط ‪ ,‬أنظر‬ ‫ماذا يقول السيد المسيح عن الفرق بين الباب الضيق وبين الباب الفسيح ‪ ،‬أي الفرق بين أتباع‬ ‫ال وأتباع الشيطان ‪.‬‬ ‫حقا ما أصعب دخول الباب المؤدي إلى الجنة ‪ ،‬إنه يحتاج إلى جهاد روحي قوي ودائم‬ ‫إنه اللم في قمع الشهوات ‪ ،‬ومجاهدة النفس لتحويل مسارها من نفس آمرة بالسوء إلى نفسٍ‬ ‫آمرة بالتقوى والصلح ‪ ،‬نفس طاهرة ‪ ،‬نقية ‪ ،‬وديعة ‪ ،‬مسالمة ‪ ،‬محبة لكل البشر بما فيهم‬ ‫العداء ‪ ،‬فيقول السيد المسيح في ذلك ‪:‬‬

‫جلِ الذِي َ‬ ‫ن‬ ‫عنِيكُمْ‪َ ،‬وصَلّوا لَ ْ‬ ‫سنُوا ِإلَى ُمبْ ِغضِيكُمْ‪ ،‬بَارِكُوا ل ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫حبّوا أَعْدَاءَكُمْ‪ ،‬أَ ْ‬ ‫أَ ِ‬ ‫خرَ َأيْضا ً‪َ ،‬ومَنْ أَخَذَ رِدَاءَكَ‬ ‫عرِضْ َلهُ ال َ‬ ‫علَى خَدّكَ فَا ْ‬ ‫ض َربَكَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫يُسِيئُونَ إِ َليْ ُكمْ‪ .‬مَ ْ‬ ‫خذَ الذِي َلكَ َفلَا تُطَا ِلبْه ُ‪.‬‬ ‫طهِ ‪َ ،‬ومَنْ أَ َ‬ ‫عِ‬ ‫فَل تَ ْمنَ ْعهُ ثَ ْوبَكَ َأيْضا‪َ .‬و ُك ّل مَنْ سَ َألَكَ فَأَ ْ‬ ‫حبَ ْبتُمُ الذِينَ‬ ‫س بِكُمُ ا ْفعَلُوا َأنْتُمْ َأيْضا ِبهِمْ هكَذَا ‪ .‬وَِإنْ َأ ْ‬ ‫ن يَفْ َعلَ النّا ُ‬ ‫وَ َكمَا ُترِيدُونَ َأ ْ‬ ‫حبّوا َأعْدَا َءكُم ْ‪،‬‬ ‫خطَاةَ َأيْضا يَفْعَلُونَ هكَذَا‪َ .‬بلْ أَ ِ‬ ‫حبّونَكُمْ‪ ،‬فَ َأيّ َفضْلٍ لَكُمْ ؟؟‪َ ..‬فإِنّ ال ُ‬ ‫يُ ِ‬ ‫حمَاءَ‬ ‫ج ُركُمْ عَظِيم َفكُونُوا رُ َ‬ ‫شيْئا ً‪َ ،‬فيَكُونَ أَ ْ‬ ‫سنُوا وَأَ ْق ِرضُوا وََأ ْنتُمْ ل َترْجُونَ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫وَأَ ْ‬ ‫َكمَا أَنّ َأبَاكُمْ َأيْضا رحِيمٌ ‪.‬‬ ‫ويقول أيضا ً‪:‬‬

‫ن ِبسِنّ‪ .‬وََأمّا َأنَا فَأَقُولُ لَ ُكمْ‪ :‬ل تُقَا ِومُوا‬ ‫ن بِ َعيْنٍ َوسِ ّ‬ ‫عيْ ٌ‬ ‫سَمِ ْعتُمْ َأنّهُ قِيل َ‪َ :‬‬ ‫خرَ َأيْضا ‪َ .‬ومَنْ َأرَادَ أَنْ‬ ‫ح ِولْ َلهُ ال َ‬ ‫خدّكَ ا َليْمَنِ فَ ّ‬ ‫طمَكَ عَلَى َ‬ ‫الشّر ّ‪َ ،‬ب ْل مَنْ لَ َ‬ ‫خرَكَ مِيلً وَاحِدا فَا ذْهَبْ‬ ‫صمَكَ َويَأْخُ َذ َث ْوبَكَ فَا ْترُكْ َلهُ الرّدَاءَ َأيْضا ً‪َ .‬ومَنْ سَ ّ‬ ‫يُخَا ِ‬ ‫ض ِمنْكَ َفلَا َترُدّهُ ‪.‬‬ ‫عطِه ِ‪َ ،‬ومَنْ َأرَادَ أَنْ يَقْ َترِ َ‬ ‫مَ َعهُ ا ْثنَيْن ِ‪ .‬مَنْ سَ َألَكَ فَأَ ْ‬ ‫وبعد يا صديقي هل رأيت تعاليما أخرى في أي دين بمثل هذا السمو ؟؟‪..‬‬ ‫فبينما تنادي المسيحية بمحبة العداء والحسان إليهم ‪ ،‬ينادي السلم بكراهية العداء‬ ‫ومحاربتهم والعداد القتالي لهم لرهابهم ‪ ،‬فيقول القرآن ‪:‬‬

‫ن بِهِ عَ ّدوَ الّلهِ‬ ‫خ ْيلِ ُترْ ِهبُو َ‬ ‫ستَطَ ْعتُ ْم مِنْ ُقوّةٍ َومِنْ ِربَاطِ ال َ‬ ‫وَأَعِدّوا َل ُه ْم مَا ا ْ‬ ‫وَعَ ُدوّ ُكمْ ‪.‬‬ ‫ويحرض النبي أتباعه على قتال العداء (سورة النفال عدد ‪ 65‬وسورة النساء عدد ‪)84‬‬

‫ويحذر أتباعه من التودّد إلى أعدائه ومحبتهم وكأن المودة والمحبة للعداء جرمٌ وهما‬ ‫اللذان طالب بهما السيد المسيح لتباعه ‪ ،‬لكن السلم يغذي روح الكراهية ‪ ،‬فيقول القرآن‬ ‫موبخا لمن يتودّد أو يحب العداء قائل ً‪:‬‬

‫ع ُدوّكُمْ َأوْ ِليَا َء تُلْقُونَ ِإَل ْيهِ ْم بِا ْل َموَدّ ِة‬ ‫ن آمَنُوا لَ تَتّخِذُوا عَ ُدوّي وَ َ‬ ‫يَا َأ ّيهَا الذِي َ‬ ‫خرِجُونَ ال ّرسُولَ َوِإيّاكُمْ أَنْ ُتؤْ ِمنُوا بِالّلهِ رَبّ ُكمْ ِإنْ‬ ‫ق يُ ْ‬ ‫وَقَدْ كَ َفرُوا بِمَا جَا َءكُ ْم مِنَ الحَ ّ‬ ‫علَمُ‬ ‫سرّونَ ِإَل ْيهِمْ بِا ْل َموَدّةِ وََأنَا أَ ْ‬ ‫جهَادا فِي سَبِيلِي وَا ْبتِغَا َء َم ْرضَاتِي ُت ِ‬ ‫جتُمْ ِ‬ ‫خرَ ْ‬ ‫ُك ْنتُمْ َ‬ ‫ن َيثْقَفُوكُ ْم يَكُونُوا‬ ‫سبِيلِ ِإ ْ‬ ‫سوَاءَ ال ّ‬ ‫ضلّ َ‬ ‫ن يَفْ َع ْلهُ مِنْكُمْ فَقَ ْد َ‬ ‫بِمَا أَخْ َف ْيتُمْ َومَا أَعْ َل ْنتُمْ َومَ ْ‬ ‫ن َتنْفَعَكُمْ‬ ‫سنَ َتهُ ْم بِالسّوءِ َووَدّوا َل ْو تَكْ ُفرُونَ َل ْ‬ ‫َلكُمْ َأعْدَاءً َويَ ْبسُطُوا ِإَليْكُمْ َأيْدِ َيهُمْ َوأَ ْل ِ‬ ‫َأرْحَامُكُمْ وَلَ َأوْلَدُكُمْ ‪.‬‬ ‫وبينما يطالب المسيح أتباعه بصنع السلم فيقول ‪ :‬طوبى لصانعي السلم‬

‫(مت ‪)5:10‬‬

‫نرى السلم يحرض أتباعه على رفض السلم ‪ ،‬فيقول القرآن ‪:‬‬

‫فَلَ َتهِنُوا َوتَدْعُوا إِلَى السّلْمِ وََأ ْنتُمُ ا َلعْ َلوْنَ‪.‬‬ ‫وبينما يطالب السيد المسيح بتفضيل محبة العداء ‪ -‬وعدم تفضيل محبة المحبين لنا‪،‬‬ ‫لنها أمرٌ طبيعيٌ يصنعه كافة الناس حتى الخطاة الشرار‪ ،‬إنما محبة العدو أمرٌ ل يقدر عليه‬ ‫سوى البرار الصالحين فقط ‪ ،‬نرى السلم ينبذ ذلك ‪ ،‬ويجعل المحبة والرحمة مقتصرة فقط‬ ‫على النبي وأتباعه ‪ ،‬فهم أشداء على الكفار العداء ‪ ،‬لكن رحماء فيما بينهم ‪ ،‬وكل العصابات‬ ‫تحب أفرادها ‪ ،‬لكن ل تحب بقية المجتمع ‪ ،‬وهذا ما يسير عليه السلم ‪ ،‬فيقول القرآن ‪:‬‬

‫حمَا ُء َب ْي َنهُم ‪.‬‬ ‫علَى الكُفّارِ رُ َ‬ ‫ن مَ َعهُ َأشِدّاءُ َ‬ ‫حمّدٌ رَسُولُ الّلهِ وَالّذِي َ‬ ‫مُ َ‬ ‫والقرآن والسنة مملوءان بمثل هذه العنصرية البغيضة ‪ ،‬محبة الحباء ‪،‬‬ ‫وكراهية العداء ‪.‬‬ ‫والمسلم له كل الحقوق على المسلم ‪ ،‬ماله حرام ‪ ،‬ودماءه حرام ‪ ،‬لكن دماء وأموال‬ ‫المسيحيين واليهود وغير المسلمين حلل ومغانم طيبة ‪!..‬‬ ‫هذا هو الفارق ما بين صوت المحبة والسلم والرفق التي من ال ‪ ،‬وما بين صوت‬ ‫الكراهية والقتال والبغضاء التي من الشيطان عدو الخير والسلم ‪ ،‬وعدو كل شيء صالح ‪.‬‬ ‫ليت الخوة المسلمين يقرؤون الكتاب المقدس ليتعرفوا على سمو تعاليمه ‪ ،‬لكن للسف‬ ‫ل يحاول المسلمون ذلك ‪ ،‬مكتفين بقرآنهم معتقدين أنه الكتاب الجدر بقراءته ‪ ،‬وذلك بدون‬ ‫أن يفاضلوا بينه وبين سائر الكتب ‪ ،‬لذلك فاختيارهم هذا اختيارا تسلحيا لراحة عقولهم من‬

‫البحث والستقصاء ‪ ،‬ول سيما إذا كانت هذه الكتب الخرى تقدم تعاليما متشددة ‪ ،‬فكيف‬ ‫يتركون القرآن وهو يقدم لهم تعاليما متهاونة ‪ ،‬ويقدم لهم حياة سهلة طبقا لمقاييس أهل العالم‬ ‫المحبين للشهوة ‪ ،‬والهاربين من الجهاد الروحي ‪ ،‬ومن أي تقشف أو زهد يخلي ويفرغ القلب‬ ‫من محبة العالم ليكتفي بمحبة ال وحده ‪ ،‬هؤلء ينساقون دوما وراء الشهوات ‪ ،‬والسلم يقدم‬ ‫لهم ما يطلبونه وعلى طبق من ذهب فيقول القرآن ‪:‬‬

‫انْ ِكحُوا مَا طَابَ لَ ُك ْم مِنَ ال ّنسَاءِ‬ ‫ويقول النبي ‪ ،‬سبق من قال ‪ ،‬وتفوّق على كل من تقوّل وتكلّم ‪( !..‬هكذا يصفه أحد‬ ‫الكتاب المسلمين) () ‪ ,‬فماذا يا ترى قال هذا المعظم والمبجل ‪..‬؟‬

‫قال ‪ :‬فهل تزوجت عذراء تعضك وتعضها ‪ ،‬تلعبك وتلعبها ‪ ،‬فأين أنت‬ ‫من العذراء ولعابها ‪,!..‬‬ ‫لقد أصبح صاحبنا في السلم كلبا" يعض كلبته المؤمنة ‪ ،‬فل تتعجب لن السلم يجمع‬ ‫الحيوانات للعتقاد به وليس البشر ‪..‬‬ ‫وماذا يقول أيضا ؟ً‪ ..‬لقد سأله أحد أتباعه من الشهوانيين ‪:‬‬ ‫هل يتناكح أهل الجنة ؟؟‪..‬‬

‫فقال نبي السلم ‪ :‬نعم و ‪ -‬بذكر ‪ -‬ل يمل وشهوة ل تنقطع ‪,!..‬‬ ‫وقال كذلك ‪ :‬إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء ‪ ،‬وأهل الجنة إذا‬ ‫جامعوا نساءهن عدن أبكارا ‪!..‬‬ ‫حبّب إليّ النساء والطيب ‪, !..‬‬ ‫ويقول عن نفسه ‪ُ :‬‬ ‫من أحب فطرتي فليتسن بسنتي ‪ ،‬ومن سنتي النكاح ‪!..‬‬ ‫ولقد حارب هذا النبي العفة والطهارة والزهد ‪،‬‬ ‫فيروي أنس بن مالك ‪ :‬ثلثة جاءوا النبي يسألونه عن عبادته ‪ ,‬ومنهم من قال ‪:‬‬ ‫أنا أعتزل النساء فل أتزوج ‪،‬‬ ‫فرد النبي على هذا الزاهد ‪:‬‬ ‫أما وال أني لخشاكم عند ال ‪ !..‬وأتقاكم له‪ !..‬أصوم وأفطر وأرقد وأتزوج النساء ‪،‬‬ ‫ومن رغب عن سنتي فليس مني ‪.‬‬ ‫وكانت سنته هي شهوة البطن والجنس !‬

‫ول يخفى حقده على النصارى الذين خرج منهم أناس أنقياء طاهرين ‪ ،‬استطاعوا ترك‬ ‫شهوات العالم وتفرغوا لعبادة ال ‪ -‬إنهم الرهبان المسيحيين التقياء ‪ ,‬فيقول النبي ‪:‬‬

‫تزوجوا فإنني مكاثر بكم المم يوم القيامة ول تكونوا كرهبانية النصارى ‪.‬‬ ‫ويقول ‪:‬‬

‫إنما هلك من كان قبلكم بالتشديد ‪ ،‬شددوا على أنفسهم فشدد ال عليهم ‪!..‬‬ ‫فأولئك بقاياهم في الديرة والصوامع ‪.‬‬ ‫وقال لشخص غير متزوج ‪:‬‬

‫فأنت إذن من إخوان الشياطين ‪!!..‬‬ ‫إن كنت من رهبان النصارى فالحق بهم‪!...‬‬ ‫وإن كنت منا فاصنع كما نصنع فإن من سنتنا النكاح‪!...‬‬ ‫هذا هو السر الخفي في تمسك المسلمين بدينهم الذي يقدم لهم كل هذه الغراءات‬ ‫الشهوانية ‪ ,‬فلماذا يتركون هذه الملذات ‪ ،‬ويذهبون إلى المسيح حيث حمل صليب العفة‬ ‫والمحبة والرحمة والسمو الدبي والخلقي ؟؟‪..‬‬ ‫لكن توجد نخبة ممتازة من المسلمين الذين يحترمون عقولهم أفاقوا من هذا الوهم‬ ‫وجاوءا إلى المسيح حاملين الصليب بعضهم قُتل ‪ ،‬والبعض الخر ملقى في غياهب السجون‬ ‫أو يعيش مضطهدا ً‪ ،‬مطاردا لنه ارتد عن السلم ‪.‬‬ ‫أما عن موضوع خلص المسيح ‪ ،‬فهذا ليس معناه عدم دينونة ومحاسبة أتباعه‬ ‫المسيحيين ‪ ،‬وليس تبريرا كافيا ليرتكب المسيحيون المعاصي ‪ ،‬بل بالحري يجاهدون الخطايا‬ ‫للحفاظ على هذا الخلص ‪ ،‬مقتدين بتعاليم المسيح ‪ ،‬فلقد خلص المسيح فعلً كل الذين آمنوا‬ ‫به وحررهم من خطاياهم الصلية التي ولدوا بها ‪ ،‬وخطاياهم الماضية قبل قبولهم اليمان به‬ ‫ويحذرهم من العودة إلى حالة الخطية الولى قبل إيمانهم ‪ ،‬ويقول ‪:‬‬

‫إن لم تتوبوا فجميعكم هكذا تهلكون‬ ‫ط فحاشا ل أن ل يكون‬ ‫لكنك تقول أن خلص المسيح ألغى عدل ال ‪ ،‬وهو قولٌ مغلو ٌ‬ ‫عادلً ‪ ،‬لنه إن لم يكن عادلً فمن غيره يكون ؟؟‪ ..‬وإن لم يعدل ال فمن غيره يعدل ؟؟‪..‬‬ ‫ل أحد طبعا ً‪ ،‬بعكس ما ادّعاه نبي السلم حينما جاءوه بأحد المقاتلين ليشكو الظلم الذي‬ ‫أصابه عند توزيع الغنائم المنهوبة من الشعوب ‪ ،‬وتجرّأ وقال للنبي الذي كان يوزع هذه‬ ‫الغنائم قائلً ‪ :‬أعدل يا رسول ال ‪..‬؟!‬

‫فرد النبي غاضبا ‪ :‬ويحك ‪ ،‬من يعدل إذا لم أعدل أنا ؟؟‪..‬‬

‫(انظر كتاب الصارم المسلول ‪ ،‬ابن تيمية)‬ ‫تعليقنا ‪ :‬إن لم تعدل أنت يا محمد فال هو أعدل العادليين‬ ‫نعم نحن المسيحيين نؤمن تماما أن ال هو أعدل العادلين ‪ ،‬عدالته مطلقة ‪ ،‬لكن كما‬ ‫نؤمن بعدالة ال نؤمن أيضا برحمة ال ‪ ،‬والرحمة تفتخر على العدل وتسمو عليه ‪ ،‬وكان ل‬ ‫بد لخلص النسان أن الرحمة والعدل يلتقيان رغم بعد المسافة بينهما فالعدل يعني القصاص‬ ‫والرحمة تعني الخلص ‪ ,‬وحتى ل يتعارض عدل ال مع رحمته ‪ ،‬فتم تنفيذ القصاص‬ ‫والخلص في آن واحد! ؟؟‪..‬‬ ‫قد يبدو الكلم عسير الفهم ‪ ،‬قد ل يستوعبه العقل المحدود لكن عقائد المسيحية ل تلغي‬ ‫العقل بل تسمو عليه ‪ ،‬فأي أب بشري تورّط ابنه الذي يحبه في مخالفة ما ‪ ،‬وصدر ضده حكمٌ‬ ‫ل على مخالفته ‪ ،‬أل يسارع هذا الب‬ ‫من القضاة أن يدفع غرامة أو يُلقى في السجن عقابا عاد ً‬ ‫بدفع هذه الغرامة حتى ل يسجن ابنه ويلقى وسط المجرمين ؟؟‪ ..‬إنه بل شك يرفض‬ ‫تجاوزات ابنه ‪ ،‬لكنه في ذات الوقت ل يطاوعه قلبه لتركه لهذا المصير المؤلم ‪ ،‬لنه أب فإذا‬ ‫كان هذا هو حال قلب الب البشري الحنون تجاه ولده ‪ ،‬فكم بالحري قلب ال الب السماوي‬ ‫تجاه أبنائه الذين خلقهم ؟؟‪..‬‬ ‫إنه صاحب أكبر وأحن قلب ‪ ،‬قلب ال يفوق قلب الم على رضيعها ‪ ,‬حب ال للبشرية‬ ‫يفوق كل حب ‪ ،‬يقول الكتاب المقدس ‪:‬‬

‫إن نسيت الم الرضيع أنا ل أنساكم ‪ ،‬نقشتك على كف يدي ‪.‬‬ ‫من يمسكم يمس حدقة عيني ‪ ,‬عيني عليكم طول السنة لخرها ‪.‬‬ ‫ع َوزَهُ ْم مَجْدُ الّلهِ‬ ‫جمِيعُ أخطئوا وََأ ْ‬ ‫الْ َ‬

‫(رو )‬

‫يا لهذا الحب اللهي العجيب ‪ ،‬هذا الحب اللهي شاء أن يدفع عنا غرامة خطايانا ‪-‬‬ ‫حتى ل نلقى في ظلمات السجن البدي ‪ ،‬وكنا مستحقين لذلك لن أبانا آدم المحدود أخطأ في‬ ‫حق ال غير المحدود فكيف يمكن لحد محدود أن يقدم اعتذارا يليق بال غير المحدود ؟؟ ‪..‬‬ ‫كل البشر خطأة بما فيهم أنبياؤهم ورسلهم فهم خطأة مثل سائر البشر وتاب عنهم ال‬ ‫وغفر ذنوبهم ‪ -‬كل النبياء بدون استثناء ‪ ،‬وإذا كان الخوة المسلمون يعتقدون أن نبيهم‬ ‫محمدا الوحيد المعصوم من الخطأ ‪ ،‬والوحيد الكامل وسيد بني آدم ‪ ،‬فنردّ عليهم من القرآن‬ ‫ذاته الذي يؤكد (خطايا محمد) وحاجته إلى أن يتوب عليه ال ويرفع عنه ذنوبه وأوزاره ‪،‬‬ ‫يقول القرآن ‪:‬‬

‫لَقَدْ تَابَ الّلهُ عَلَى ال ّنبِيّ‬

‫كان ضالً‬ ‫الغافلين‬

‫أوزار كثيرة جدا حتى أنها انقضت ظهره‬ ‫تأخر من ذنبه‬

‫(سورة التوبة ‪)9:117‬‬ ‫(سورة الضحى ‪)93:7‬‬ ‫(سورة يوسف ‪)12:3‬‬ ‫(سورة الشرح ‪)3-94:2‬‬ ‫(سورة الفتح ‪)48:2‬‬

‫سقوط آدم ووعد الرب‬ ‫وكانت خطيئة آدم بشعة جدا ً‪ ،‬أثارت غضب ال ونتج عنها طرد آدم وزوجه من الجنة ‪:‬‬

‫شيْطَانَ َل ُكمَا‬ ‫جرَةِ وَأَ ُقلْ لَ ُكمَا إِنّ ال ّ‬ ‫ن تِلْ ُكمَا الشّ َ‬ ‫عْ‬ ‫َونَادَا ُهمَا َر ّب ُهمَا َألَمْ َأ ْنهَ ُكمَا َ‬ ‫سرِينَ‬ ‫ن مِنَ الخَا ِ‬ ‫حمْنَا َلنَكُونَ ّ‬ ‫سنَا وَِإنْ لَ ْم تَغْ ِفرْ َلنَا َو َترْ َ‬ ‫عَ ّد ٌو ُمبِينٌ قَال َربّنَا ظَ َل ْمنَا َأنْفُ َ‬ ‫ض ُمسْتَ َقرّ َومَتَاعٌ ِإلَى حِينٍ‬ ‫قَالَ ا ْهبِطُوا بَ ْعضُكُمْ ِلبَعْضٍ عَ ُدوّ وََلكُمْ فِي ا َلرْ ِ‬ ‫(سورة العراف ‪)26-7:19‬‬

‫القصة الكاملة لسقوط آدم وتراها أيضا في‬

‫(سورة طه من عدد ‪)124-115‬‬ ‫(وسورة البقرة من عدد ‪)38-35‬‬

‫وقصة سقوط آدم البشعة معروفة تماما في القرآن ‪ ،‬حتى أنه يعتبر الشجرة التي أكل‬ ‫منها آدم وعصى ربّه هي شجرة ملعونة (سورة السراء عدد ‪ )60‬لكن عقاب ال كان ممزوجا‬ ‫بالرحمة‪ !..‬فيقول القرآن ‪:‬‬

‫خ ْوفٌ‬ ‫ن َتبِعَ هُدَايَ فَل َ‬ ‫جمِيعا فَ ِإمّا يَ ْأتِ َينّكُ ْم ِمنّي هُدىً َفمَ ْ‬ ‫قُ ْلنَا ا ْهبِطُوا ِم ْنهَا َ‬ ‫َ(سورة البقرة عدد ‪)38‬‬ ‫ح َزنُون‬ ‫عَل ْيهِمْ وَل هُ ْم يَ ْ‬ ‫َ‬ ‫وقوله أيضا ‪:‬‬

‫جمِيعا بَ ْعضُكُمْ ِلبَعْضٍ عَ ّدوٌ فَ ِإمّا يَ ْأتِ َينّكُ ْم ِمنّي هُدىً َفمَنِ ا تّبَعَ‬ ‫قَالَ ا ْهبِطَا ِم ْنهَا َ‬ ‫(سورة طه ‪)20:123‬‬ ‫ضلّ وَلَ يَشْقَى‬ ‫ل َي ِ‬ ‫هُدَايَ فَ َ‬ ‫فمن هو صاحب الهدى الذي يستطيع أن يستغفر لدم وبنيه ؟؟‪..‬‬ ‫من هو جدير بذلك ؟؟‪..‬‬ ‫ومن الذي يقبل ال شفاعته واستغفاره ؟؟‪ ..‬قد تسرع بالجابة وتقول ‪:‬‬

‫ومن غيرُ النبي ؟؟‪ ..‬فهو خاتم النبياء وأعظمهم على الطلق ‪ ،‬والوحيد الذي كتب‬ ‫اسمه على باب الجنة ‪..‬؟! وهو نبي الرحمة وليس غيره يستطيع أن يستغفر للناس ويتشفّع‬ ‫لهم أمام ال ؟؟‪ ..‬قد يكون ذلك صحيحا لو لم يقل القرآن عكس ذلك ‪ !..‬ولكن القرآن يصرّح‬ ‫بأعلى صوته أن محمدا ليس له حق الشفاعة للناس ‪ ،‬ومهما استغفر لهم ولو حتى سبعين مرة‬ ‫فلن يقبل منه ال ‪ !..‬وقبل أن تطلق صيحة اعتراض ‪ ،‬أدعوك لقراءة ما يقوله القرآن في‬ ‫ذلك‪:‬‬

‫ن يَغْ ِفرَ الّلهُ َل ُهمْ‬ ‫سبْعِينَ مَرّةً فََل ْ‬ ‫ستَغْ ِفرْ َل ُهمْ َ‬ ‫ستَغْ ِفرْ َلهُمْ إِنْ تَ ْ‬ ‫ستَغْ ِفرْ َلهُمْ َأوْ َل َت ْ‬ ‫ا ْ‬ ‫(سورة التوبة ‪)9:80‬‬

‫أي أن استغفاره أو عدم استغفاره ليس له قيمة أمام ال ‪!!..‬‬ ‫ويقول أيضا‪:‬‬

‫ن يَغْ ِفرَ الّلهُ َلهُمْ‬ ‫ستَغْ ِفرْ َل ُهمْ َل ْ‬ ‫ستَغْ َفرْتَ َلهُمْ أَمْ لَمْ تَ ْ‬ ‫عَل ْيهِمْ َأ ْ‬ ‫سوَاءٌ َ‬ ‫َ‬ ‫(سورة المنافقون ‪)63:6‬‬

‫لقد وعد ال آدم وبنيه أن يأتي إليهم هدى ويصرح القرآن قائلً ‪:‬‬

‫ن يَ َد ْيهِ مِنَ ال ّت ْورَاةِ وَآ َتيْنَاهُ‬ ‫علَى آثَارِ ِه ْم بِعِيسَى ا بْنِ مَ ْريَ َم ُمصَدّقا ِلمَا َبيْ َ‬ ‫وَقَ ّف ْينَا َ‬ ‫(سورة المائدة ‪)5:46‬‬ ‫ا ِلنْجِيلَ فِيهِ هدى ونور‬ ‫فمن أتى بالهدى أحق بأن يهدي الناس ومن يتبع الهدى فل يقبل ول يشقى (سورة طه ‪)20:123‬‬

‫ول خوف عليهم ول هم يحزنون‬ ‫وهو نفس الوصف الذي أعطاه القرآن للمسيحيين‬

‫علُ الذِينَ ا تّبَعُوكَ َفوْقَ الذِينَ كَ َفرُوا ِإلَى َيوْمِ ال ِقيَامَة‬ ‫وَجَا ِ‬

‫(سورة البقرة ‪)2:38‬‬ ‫(سورة البقرة ‪)62‬‬ ‫(سورة آل عمران ‪)3:55‬‬

‫وكان ل بد لما أتى بالهدى أن تتمتع شخصيته وتنفرد عن بقية الشخصيات بما فيهم‬ ‫الملئكة والنبياء ‪ ،‬وهذا لم يتوافر في أحد غير المسيح ‪ ،‬فهو الوحيد الذي لم يأت من زرع‬ ‫بشر بل هو روح ال وكلمته (سورة النساء ‪ )4:171‬فضلً على مقدرته بالخلق ‪ ،‬والنفخ ‪ ،‬وهما‬ ‫من صفات ال وحده ؟؟‪ ..‬وقدرته على إحياء الموتى ومعرفة الغيب وشفاء كافة المراض‬ ‫الصعبة ‪ ،‬بل وما هو أقوى من ذلك تفتيح أعين العميان ‪ ،‬ويجعل الخرس يتكلمون والصم‬ ‫يسمعون (المائدة ‪ )110‬انظر كتابي الرد الهادي ‪ -‬تحت الطبع ‪.‬‬ ‫وفوق كل هذا ل بد أن يكون شهيدا يوم القيامة وأن يكون من علم الساعة وهو ما قاله‬ ‫القرآن عن المسيح (سورة الزخرف ‪ )61‬وكان ل بد له أن يحتلّ ربوة فوق الكل ويكون ذات‬ ‫(المؤمنون ‪ ،50‬سورة النساء ‪)159‬‬ ‫قرار ومعين‬

‫جاء المسيح ‪ -‬كلمة ال ‪ -‬مؤيدا بروح القدس روح ال ليكون وجيها في الدنيا وفي‬ ‫الخرة ‪ ،‬ومن المقربين الصالحين (وهو آية للناس)‬ ‫(سورة البقرة ‪ )253‬و(المائدة ‪ )171‬و(آل عمران ‪ )46-42‬و(البقرة ‪ )147‬و(النبياء ‪)91‬‬

‫جاءت كلمة ال إعلنا للحق اللهي الذي أعلنه لدم يوم طرده ‪ ،‬بأنه سيرسل له ولبنيه‬ ‫الهدى ويدافع ال عن كلمته المهدية ‪ ،‬فيقول القرآن ‪ :‬ويريد ال أن يحق الحق ‪ -‬بكلمته ‪-‬‬ ‫(سورة النفال ‪)8‬‬

‫والغريب أن القرآن يصرح بأن محمدا النبي المي يؤمن بال وكلمته‬

‫‪(.‬سورة العراف‬

‫‪)158‬‬

‫لقد أراد ال تحقيق عدالته ورحمته معا مع بني آدم ‪ ،‬وذلك بقول النجيل ‪:‬‬

‫جمِيعُ‬ ‫سيُحْيَا ال َ‬ ‫جمِيعُ ه َكذَا فِي ال َمسِيحِ َ‬ ‫لنّه َكمَا فِي آدَ َم َيمُوتُ ال َ‬

‫(‪ 1‬كو ‪)15:22‬‬

‫لخلصهم من خطيئة آدم وما تتبعه ذلك من خطايا مميتة شملت الجنس البشري كله ‪،‬‬ ‫فأرسل ال الهدى الذي وعد به آدم يوم طرده ‪ ،‬وما كانت هدى ال سوى كلمته التي ألقاها ‪-‬‬ ‫إلى مريم ‪ -‬مؤيدا كلمته بروحه القدوس ‪ ،‬بأسلوب إعجازي فريد لم يحدث من قبل ولم ولن‬ ‫يتكرر ثانيا ‪ ،‬عذراء تحمل جنينا بدون زرع بشر ‪ !!..‬روح ال ينفخ في أحشائها الطاهرة‪،‬‬ ‫ولم تكن السيدة العذراء مريم كأي واحدة من البنات بل هي أعظم نساء بني البشر على‬ ‫الطلق ‪ ،‬لن ال اصطفاها بنفسه ‪ ،‬وأنبتها نباتا حسنا كما يقول القرآن ‪:‬‬

‫علَى ِنسَاءِ العَا َلمِينَ‬ ‫ط ّهرَكِ وَاصْطَفَاكِ َ‬ ‫إِذْ قَالَتِ المَلئِ َكةُ يَا َمرْيَمُ إِنّ الّلهَ اصْطَفَاكِ وَ َ‬ ‫(سورة آل عمران ‪)3:42‬‬

‫حسَنًا‬ ‫حسَنٍ وََأ ْنبَ َتهَا َنبَاتًا َ‬ ‫َفتَ َقبّ َلهَا َر ّبهَا بِ َقبُولٍ َ‬

‫(سورة آل عمران ‪)3:37‬‬

‫وكان ل بد بمن تحمل كلمة ال وروحه أن تكون جديرة بذلك ‪ ،‬وأن يتم اصطفاءها‬ ‫على نساء العالم وقد كانت مريم الجديرة بذلك وهي الوحيدة التي لها سورة تحمل اسمها في‬ ‫القرآن ولو كان محمد أعظم لكانت أمه أو أحد أزواجه من أمهات المؤمنين جديرة بهذه‬ ‫الصفة التي نالتها مريم عن جدارة وبل منازع ‪.‬‬

‫ألقى ال بروحه وكلمته إلى مريم‬ ‫فجاء المسيح ليكون آية للناس ورحمة من ال‬

‫(النساء ‪)171‬‬ ‫(مريم ‪)21‬‬

‫هذه الرحمة جاءت لتدفع غرامة خطايا البشر ‪ ،‬بهذه الرحمة تمّ الخلص والقصاص ‪،‬‬ ‫ونيل مغفرة ال عن البشر وبدء عهدٍ جديدٍ معهم ‪ ,‬بهذه الرحمة التي جسدها المسيح في‬ ‫شخصه المبارك حدث الستغفار وحدثت المصالحة بين ال والبشر ‪ ،‬فكان السيد المسيح وهو‬ ‫رحمة ال نائبا عن آدم ونسله ‪ ،‬أي عن كل البشر ‪ ,‬كان كلمة ال الحية التي استمع إليها البشر‬ ‫‪ -‬بدون حجاب ‪ -‬بل رأته عيونهم ولمسته أيديهم ‪!..‬‬

‫عاش‪ / /‬سنة وسط البشر كواحد منهم وهو القدوس الذي بل دنس ‪ ،‬أي تواضع هذا‬ ‫أن تتجسّد كلمة ال وتراها الناس بعيونهم المجردة ؟؟‪..‬‬ ‫أي محبة أسمى من ذلك ؟؟‪ ..‬لقد أحب ال البشر حتى المنتهى حتى أرسل لهم‬ ‫كلمته ؟؟‪ ..‬لقد تنازل ال إلى مستوى البشر ليرفعهم إليه ؟؟‪ ..‬ويخلصهم من خطاياهم ويدفع‬ ‫بدلً منهم غرامة بتجاوزاتهم القديمة منذ آدم أبوهم العاصي ‪.‬‬ ‫محذرا إياهم بالستفادة بهذا الخلص المجاني الثمين ‪ ،‬وعدم العودة لخطاياهم مرة ثانية‬ ‫حتى ل يصبح حسابهم عسيرا ‪ ،‬ونالت مليين البشر هذا الخلص بعد إيمانها بالمسيح ‪ ,‬كان‬ ‫عدل ال يستوجب القصاص وقد تم في المسيح بمحض اختياره مدفوعا بمحبته ورحمته وقد‬ ‫رأينا عمق هذه المحبة معلقة على خشبة صليب خطايانا ونجاساتنا ‪،‬‬ ‫رأينا إكليل الشوك يُغرس في صاحب هذا الوجه اللهي الوديع ‪,‬‬ ‫رأينا المسامير تخترق عظامه ولحمه ‪،‬‬ ‫رأينا جنبه المجروح ‪ ،‬قبل ذلك رأينا كل حبه وعطفه على الخطأة والمنبوذين‬ ‫ورأينا اليدي الثمة تتطاول عليه وتصفعه على وجهه النوراني ‪ ،‬رأينا كل اللم‬ ‫المعنوية والجسدية متمثّلة في المسيح ‪.‬‬ ‫رأينا رحمة ال معلقة على خشبة الصليب تنزف دماءً وعرقا ودموعا ‪ ،‬رأيناها في قمة‬ ‫مجدها وهي تطالب بالعفو عن القاتلين ‪:‬‬

‫يا أبتاه اغفر لهم لنهم ل يعرفون ماذا يفعلون ‪.‬‬ ‫بدم المسيح المسفوك على خشبة الصليب نالت البشرية الخلص وتحررت من عبودية‬ ‫الشيطان الذي أذّل أباهم آدم ‪ ،‬وأذلّهم من بعده ‪ ،‬تحررت البشرية من نير عبودية الخطيئة إلى‬ ‫حرية مجد أبناء ال ‪ ،‬حرية ليست في ارتكاب المعاصي ‪ ،‬بل حرية رفضها وعدم الستعباد‬ ‫لها ‪ ،‬مات المسيح بحسب الجسد ليهبنا حياة بموته ‪،‬‬ ‫وقام في اليوم الثالث ليهبنا معه نصر وبهاء قيامته ‪،‬‬ ‫وصعد حيا إلى السماء التي نزل منها ‪ ،‬الساكن أصلً فيها ‪.‬‬ ‫نعم صعد المسيح حيا إلى السماء بعد موته وقيامته ‪ ،‬وحتى القرآن يعترف بهذه الحقيقة‬ ‫ويشير إلى قتل المسيح ‪:‬‬

‫ن َمرْيَمَ ال َب ّينَاتِ وََأيّ ْدنَا ُه ِبرُوحِ القُ ُدسِ أَ َفكُّلمَا جَا َءكُمْ َرسُولٌ‬ ‫وَآ َت ْينَا عِيسَى ا ْب َ‬ ‫(سورة البقرة ‪)2:87‬‬ ‫ستَ ْك َبرْتُمْ َف َفرِيقا كَ ّذ ْبتُمْ وَ َفرِيقا تَ ْقتُلُونَ‬ ‫بِمَا لَا َت ْهوَى َأنْفُسُ ُكمُ ا ْ‬ ‫حيّا‬ ‫ي َيوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ َأمُوتُ َويَوْمَ ُأبْعَثُ َ‬ ‫عَل ّ‬ ‫لمُ َ‬ ‫وَالسّ َ‬ ‫نعم المسيح رفع حيا بعد قيامته من الموات‬

‫(سورة مريم ‪)19:33‬‬

‫(سورة النساء ‪ ،4:158‬وسورة آل عمران ‪)3:55‬‬

‫وسوف يعود المسيح عند انقضاء العالم ليعطي لكل واحد بحسب عمله ‪ ،‬ليدين العالم‬ ‫بالعدل ‪ ،‬وسوف ينوح عليه كل الذين رفضوه ‪ ،‬والذين طعنوه ‪ ،‬ويطعنوه كل يوم بتكذيبهم‬ ‫للحق المعلن فيه بوضوح والذين استبدلوا مجد ال القدوس الذي ل يفنى ‪ -‬بالحوريات والخمر‬ ‫وسفك الدم ‪.‬‬ ‫الكل سوف يخضع ليوم الحساب ‪ ،‬المسيحيون قبل غيرهم ‪ ،‬وإيمانهم بالمسيح إن لم‬ ‫يكن مصحوبا بتعاليم المسيح فلن يجديهم ذلك شيئا ً‪ ،‬فلن يدخلوا الجنة بدون حساب ولن‬ ‫يعاقب بدلً منهم أحد ‪.‬‬ ‫فكل إنسان سوف يعطي حسابا عن نفسه فقط ‪ ،‬والسلم يؤمن بأن المسيح هو الذي‬ ‫سوف يحاسب الخلق يوم الخرة ‪ -‬كما يقول المام ابن حائط وغيره من الئمة والمفسرين ‪,‬‬ ‫وننتقل إلى حديث آخر ‪ ،‬فتقول يا صديقي ‪:‬‬ ‫إن ال أرسل إلى كل الشعوب رسلً بحسب لغتها ‪ ،‬أفل يعقل أن يبعث ال إلى هذا‬ ‫الشعب العربي رسول عربي وكتاب عربي ؟؟‪ ..‬فحتى الصينيين بعث فيهم شيت عليه السلم‬ ‫بعبادة سرها الحركة فحُرفت وأبدلت بعد ذلك كوسيلة دفاعية عنيفة ‪ ،‬مجرد رياضة ‪ ،‬إل أن‬ ‫الرسول جاء مجددا لعلم الحركات فكانت الصلة بأربع حركات ‪:‬‬ ‫وقوف ‪ ،‬ركوع ‪ ،‬سجود ‪ ،‬جلوس ‪.‬‬ ‫للستمداد من قوة الطبيعة الربعة الماء ‪ ،‬الهواء ‪ ،‬التراب ‪ ،‬النار ‪.‬‬ ‫وإجابتي عليك كالتي ‪:‬‬ ‫الدلة التي تؤكد أن المسيح سيكون له امتياز محاسبة البشر تجدها في كتابي ‪ -‬الرد‬ ‫الهادي على افتراءات الغزالي ‪( -‬تحت الطبع) ‪ ,‬كلها موثقة بالمصادر السلمية ‪ ،‬فمعظم‬ ‫مصادري في حواري مع الخوة المسلمين هي من أهم مصادر السلم ذاته ‪ ،‬لنها المصادر‬ ‫الوحيدة التي يؤمنون بصحتها ‪ ,‬وقد سمح ال أن تحتوي مصادر السلم على الكثير من‬ ‫إثبات لهوت المسيح ‪.‬‬

‫هل معنى ذلك أن محمدا جاء لهل الصين ليصلح عبادتهم ويحولها من‬ ‫الكراتيه إلى الصلة بحركاتها الربعة ؟؟‪..‬‬ ‫وهل الصينيون يتعبدون بالرياضة العنيفة ؟ ما هذا التخريف يا صديقي ؟؟‪ ..‬لكم أشفق‬ ‫ل للصينيين ولم يبعث إلى أي شعب آخر‪ ،‬لنه ببساطة متناهية‬ ‫عليك لنه ل شيت بعث رسو ً‬ ‫كان قبل عصر الديان والرسالت ‪ ،‬فهو ابن آدم ‪ ،‬ولم يكن في البشرية آنذاك سوى آدم‬ ‫وزوجه وبنوه فقط ؟؟‪..‬‬ ‫ولم يبدأ عصر الرسالت والديان إل بعد آدم بمئات السنين ‪ ،‬عندما دعا ال سيدنا‬ ‫إبراهيم أبو جميع النبياء ‪ -‬من موطنه في أور الكلدانيين ‪ -‬حاران – بالعراق ‪ ،‬ودعاه ال‬ ‫ليترك عشيرته ويذهب إلى أرض كنعان ‪ -‬فلسطين ‪ -‬فأطاع سيدنا إبراهيم ال واصطحب‬ ‫معه زوجته سارة ‪ -‬وابن أخيه ‪ -‬سيدنا لوط ‪ -‬وأنجب سيدنا إبراهيم من زوجته سارة ابنه‬

‫اسحق وأنجب من جاريته هاجر ابنه الثاني إسماعيل ‪ ،‬لكن خرج من نسل اسحق كل النبياء‬ ‫(سورة فاطر ‪)32‬‬ ‫هذا النسل اصطفاه ال وجعله وريثا شرعيا للكتاب‬ ‫وقد وضحنا من قبل ‪ -‬مكانة بني اسحق ‪ -‬وكيف خرج منهم كل الرسالت وكل‬ ‫(رسالة إلى صديقي المسلم ص تحت الطبع)‬ ‫النبياء وللستزادة راجع كتابي‬ ‫مما يتضح ذلك بطلن ادعاء أن يكون شيت رسول ً‪ ،‬أو بُعث إلى أهل الصين ‪ ,‬رغم أنها‬ ‫بديهية يعلمها الطفال ‪!..‬‬ ‫وإذا كان الغاية من رسالة محمد هي تجديد علم الحركات ‪ -‬الصلة ‪ -‬فهل هذه‬ ‫الحركات تصلح لعبادة ال ؟؟‪..‬‬ ‫ال روح والذين يعبدونه فبالروح ‪ ،‬ول يليق اقتباس عل ٍم بشريٍ لعبادة ال ‪ ،‬نحن لسنا‬ ‫في سيرك نقوم بحركات ‪ ،‬ال أسمى من ذلك ‪.‬‬ ‫ثم نقطة أخرى هامة ‪ -‬إذا كان محمد جاء ليصحح عبادة الصينيين فلماذا لم يذهب‬ ‫إليهم ؟‪..‬‬ ‫وهل رسالته صححت عباداتهم وجعلتهم يتخلون عن ديانتهم العنيفة ويستبدلونها بالصلة‬ ‫السلمية ؟‪..‬‬ ‫حسب علمنا أن الصين العظيمة مليا إنسان يتوه وسطهم المسلمين من كل أصقاع‬ ‫الرض ل تزال هي الصين ‪ ،‬ولم تعتنق السلم ولم تستبدل رياضتها الدفاعية عن النفس‬ ‫بالصلة السلمية ‪ ،‬بل حدث العكس!!‬

‫فكم من المسلمين يمارسون الكارتية والجودو والكونغوفو وسائر رياضات‬ ‫الصين ول يمارسون الصلة بأربع حركات ؟! ولماذا نذهب بعيدا‪ ،‬شيوخ‬ ‫المسلمين من إرهابي الجماعات السلمية يمارسون هذه الرياضة واستبدلوها‬ ‫بالصلة والوعظ ‪ ،‬ومعها القنابل والرشاشات!!‬ ‫فلم يأت محمد لصلح عبادات الصين ‪ ،‬وما يحدث الن هو العكس ‪ ،‬فالصين تؤيد‬ ‫وتساعد إيران زعيمة المسلمين ‪ -‬وتمدها بما تحتاجه من تكنولوجيا تفتقر إيران إليها ‪ ،‬إن‬ ‫ل الشعوب المتقدمة التي ساعدت على‬ ‫المسلمين يا صديقي ل يعلّمون أحدا ‪ ،‬بل يتعلّمون من ك ّ‬ ‫تقدمهم ‪ ,‬إن صفوة المجتمع السلمي نال تعليمه في جامعات الدول المتقدمة ‪.‬‬ ‫نقطة أخرى ‪ ،‬إذا كان سبب رسالة محمد هو تجديد علم الحركات للستمداد من القوى‬ ‫الربعة في الطبيعة ‪ ،‬فهو بذلك نبيا للوثنيين عابدي مظاهر الطبيعة من نار وأصنام وسائر‬ ‫الشياء الموجودة في الطبيعة ‪ ،‬وليس لهل اليمان بال وحده بل عقائدهم مستمدة من ال‬ ‫وحده لن أهل الديان السماوية ل يوجد في عقائدها مثل هذه العناصر المستمدة من الطبيعة‬ ‫بل عقائدهم مستمدة من ال وحده ‪ ،‬ول يوجد ذكر وإجلل للطبيعة المخلوقة إل عند الوثنيين‬ ‫الذين قدسوا الطبيعة وعبدوها ‪ ،‬وتركوا عبادة ال الواحد خالق الطبيعة ‪ ،‬وعبدوا المخلوق‬ ‫دون الخالق ‪.‬‬

‫فما الطبيعة إل شيء زائل ‪ ،‬ونحن المسيحيين ل نعبد ال بالحركات المستمدة من قوى‬ ‫الطبيعة ‪ ،‬بل نعبد ال بأرواحنا المستمدة من ال ذاته وليس سواه ‪ ،‬فالعبادة الحقيقية هي حالة‬ ‫روحانية ‪ ،‬هي سم ّو فوق كل ما هو موجود ‪ ،‬ومخلوق إلى ما هو واجد الوجود وخالق كل ما‬ ‫هو مخلوق ‪ ،‬تسبح الروح فيها وتصل إلى السماء ‪ ،‬شاكرة ممجدة مسبحة ال ‪ ،‬لن ال روح‬ ‫وليس تراب وهواء وماء ونار‪ ،‬وعبادته ل تتم بمثل هذه الحركات البهلوانية المضحكة ‪،‬‬ ‫فليس سجود الجسد هو المراد ‪ ،‬بل سجود الروح ‪.‬‬ ‫أما قولك بأحقية الشعب العربي بأن يكون لهم نبي عربي وكتاب عربي مثل بقية‬ ‫الشعوب فنود تصحيح معلوماتك ‪:‬‬ ‫ال لم يرسل رسلً لكل الشعوب ‪ ،‬لن هذه الشعوب رفضت رفضا باتا قبول فكرة‬ ‫وجود ال الواحد ‪ ،‬فكانوا يعبدون الطبيعة من شمس وقمر وحيوانات ‪ ،‬وكانوا يعبدون البشر‬ ‫والصنام ‪ ،‬واقتصرت رسل ال إلى بني إسرائيل وحدهم باستثناء ‪ -‬أهل نينوى بالعراق ‪-‬‬ ‫فلقد أرسل لهم ال يونان النبي ‪ -‬يونس ‪ -‬أما بقية الشعوب فلقد رفضت اليمان بال ‪ ،‬ولم‬ ‫يكن آنذاك شعب آخر في الرض يعبد ال سوى بني إسرائيل فهم ‪ -‬أول شعوب الرض في‬ ‫معرفة بال ‪ -‬وإن كان هذا الشعب قد ترك عبادة ال عدة مرات في تاريخه الطويل ‪ ،‬وعبدوا‬ ‫العجل ‪ ,‬والله عشتروت لكنهم كانوا يرجعون إلى عبادة ال الحقيقي ‪ ,‬وتوالت عليهم النبياء‬ ‫العظام الذين أرسلهم ال لهم مثل اسحق ويعقوب ويوسف وموسى وداود وسليمان وغيرهم‬ ‫كثيرين ‪ ،‬حتى جاء المسيح ‪ -‬بعد التجسد ‪ -‬من نسلهم بحسب الجسد ‪ ،‬وجاء للعالم كله شرقه‬ ‫وغربه ‪ ،‬طبعا العرب لم يخرجوا عن هذا العالم ‪ ،‬بل وقبلوا اليمان بالمسيح شأنهم شأن بقية‬ ‫شعوب الرض ‪ ،‬ولكن يحلو لبعض مزيفي التاريخ من محو تاريخ العرب المسيحيين قبل‬ ‫السلم ‪ ،‬وهو تاريخ كبير ومضيء ولم يخل من الستشهاد دفاعا عن إيمانهم المسيحي ‪ ،‬وقد‬ ‫اعتنقت الشعوب العربية الصيلة المسيحية عن اقتناع كامل ‪ ،‬ول سيما عرب الجنوب‬ ‫وعرب الشمال المعروف عنهم بالتحضر والرقي فكان للمسيحية حضور قوي داخل الجزيرة‬ ‫العربية وقبل ظهور السلم بمئات السنين ‪ ،‬وظهر منهم فطاحل الدب والفلسفة ‪ ،‬ونبغ منهم‬ ‫شعراء عظام ‪ ،‬بل إن أعظم شعراء العرب كانوا من العرب المسيحيين ‪ ،‬ومن المعروف أن‬ ‫المسيحية وصلت إلى شبه الجزيرة العربية في وقت مبكر جدا من بدء نشأة التاريخ المسيحي‬ ‫ل الروح القدس على تلميذ المسيح وطفقوا يتكلمون بألسنة لغات كل الشعوب كان‬ ‫وعندما ح ّ‬ ‫من بينها اللّسان العربي‪ / /‬وقد قال السيد المسيح لتلميذه ‪:‬‬

‫خلِي َقةِ كُّلهَا‬ ‫جمَعَ وَا ْك ِرزُوا بِا ْلِإنْجِيلِ لِلْ َ‬ ‫اذْ َهبُوا إِلَى العَالَمِ أَ ْ‬ ‫ولم تمض سنوات قليلة حتى انتشرت المسيحية في جميع أرجاء العالم بما فيه العالم‬ ‫العربي وتحول كل شمال العالم العربي من الوثنية إلى المسيحية ‪ ،‬وكذلك تحول جنوب‬ ‫الجزيرة العربية من الوثنية إلى المسيحية وصارت نجران مركزا من مراكز المسيحية الهامة‬ ‫ليس نجران فقط‪ ،‬بل واليمن كله هذا عن شمال وجنوب الجزيرة ‪ ،‬أما عن وسط الجزيرة ‪-‬‬ ‫مكة ‪ -‬فكان لها وجود أيضا وإن كان ليس قويا مثل الجنوب والشمال ‪ ،‬وسبب عدم توغلها‬ ‫داخل المكيون ‪ -‬لم يكن قصورا في تعاليم المسيحية ‪ ،‬بل قصور في عقلية المكيين التي جبلت‬ ‫على الحرب والشدة والقسوة وحياة البدو الهمجية ‪ ،‬هؤلء فقط ل تنجح معهم تعاليم المسيحية‬ ‫وما تدعو إليه من السلم والوداعة والعفة ‪ ،‬وهي أمور يرفضها محمد شيطان مكة ‪ -‬الذي‬ ‫أغرق شعبها في الوثن وكافة الموبقات ‪ ،‬فكان طبيعيا أن يرفضون المسيحية ‪ ،‬لكن هذا‬

‫الرفض المكي لم يمنع من وجود المسيحية داخل مكة ‪ ،‬وأن يكون عليها في بدء العهد‬ ‫السلمي ‪ -‬أسقفا عربيا مكيا قرشيا وهو ورقة بن نوفل‬

‫ورقة بن نوفل والنبي العربي وقصة الوحي‬ ‫وتذكر المصادر السلمية جانبا من الصعوبات التي كانت تعوق انتشار المسيحية وسط‬ ‫قبائل البدو وممن لم يكن لهم حظٌ من الرقي ‪ ،‬التي ‪:‬‬ ‫اعتنقت بعض القبائل العربية المسيحية ‪ ,‬واستطاعت أن تنشئ لها بعض الكنائس ‪ ،‬كما‬ ‫حدث باليمن ‪ ،‬وقد اعتنقت بعض القبائل العربية ‪ ،‬كقبائل تغلب ‪ ،‬وغسان ‪ ،‬وطي ‪ ،‬وبكر ‪،‬‬ ‫وكان اعتناق هذه القبائل الدين المسيحي أمر طبيعي وذلك بحكم جوارها بالشام حيث موطن‬ ‫المسيحية ‪ -‬إل أن المسيحية لم تكن راسخة القدام لن مبادئها وما تدعو له من السلم‬ ‫والوداعة ‪ -‬تتنافى مع طبيعة البدوي التي جبلت على الحرب والشدة والقسوة ‪.‬‬ ‫نجحت المسيحية مع القبائل العربية المتحضرة والتي كان لها نصيبٌ من الفكر والرقي‪،‬‬ ‫بينما رفضها أهل مكة النازحين من الشعاب والوديان لنها ل تتوافق مع ميلهم إلى سفك الدم‬ ‫والشهوات ‪ ،‬كان يوافقهم دينٌ حربيٌ شهواني ٌ‪ ،‬وقد جاءهم ما كانوا يطلبون والذي لم يتنافى‬ ‫مع طباعهم القاسية ‪.‬‬ ‫أما القبائل العربية المتحضرة فلقد انتشر بينهم الدين المسيحي ‪ ،‬وصارت لهم ممالك‬ ‫مسيحية قوية ‪ ،‬وبقيت في النتشار حتى ازدهرت بناء الكنائس وأديرة وصوامع الرهبان ‪ ،‬بل‬ ‫واستطاعت ابنة ‪ -‬المنذر ‪ -‬من إنشاء ديرٍ للراهبات في شبه جزيرة العرب‬ ‫وكان وجود المسيحية العربية في قلب الجزيرة العربية ‪ ،‬يراه نبي السلم عقبة أمام‬ ‫انتشار الدين السلمي ذلكم الشيء الذي ابتدعه محمد بعد خروجه عن المسيحية ‪ !..‬نعم كان‬ ‫محمد مسيحيا وهذا ما سوف نؤكده في حينه ‪ ،‬لن المسيحية وما تدعو إليه من محبة ووداعة‬ ‫وعفة يتنافى مع ما جاء به وما يدعو إليه من قتال ونهب ثروات الشعوب ‪ ،‬وإباحة تعدد‬ ‫الزوجات والطلق ‪ ،‬وغيره كثيرا مما يتنافى مع تعاليم الدين المسيحي لنه دين سماوي‬ ‫وليس من صنع أهواء البشر ‪ ،‬لذلك قرر محمد محاربة القبائل العربية المسيحية وإذللها ‪،‬‬ ‫وبدأ بعد محاربتهم في المدينة وصفى وجودهم فيها هم واليهود معا ‪ ،‬بتجهيز جيشه لغزو ‪-‬‬ ‫مؤتة ‪ -‬لكنه هزم هناك هزيمة ساحقة ‪ ،‬فأعد جيشا أكبر وأكثر عددا وعدة ‪ ،‬وقام بقيادته‬ ‫وذهب إلى ‪ -‬تبوك ‪ -‬وتمكن من غزوها وبعد أن كسرهم ضرب عليهم الجزية ‪.‬‬ ‫واستمر عداء المسلمين العرب لخوانهم المسيحيين العرب ‪ ،‬فلم تمض سنوات قلئل‬ ‫حتى تمكنت جيوش المسلمين المتعطشة للدم من تدمير بلدان وممالك المسيحية العرب ‪ ،‬من‬ ‫مملكة غسان حتى مملكة بني لخم ‪ ,‬وكان السلم صريحا جدا في تصفية أهل الكتاب وعدم‬ ‫السماح لوجود دين آخر للعرب غير السلم ‪ ،‬وحديث النبي في هذا الخصوص مشهو ٌر جدا‬

‫وهو (ل يجتمع بجزيرة العرب دينان) وهو ردٌ بليغٌ على مسلمي اليوم المتشدقين بمعسول‬ ‫الكلم من كون السلم لم يحارب أهل الكتاب من اليهود والمسيحيين ‪ ،‬وكان متسامحا معهم‬ ‫وكريما إلى أَبعد الحدود ‪!..‬‬

‫وهل هناك كرمٌ أكثر من ذبحهم وإجلءهم عن ديارهم ونهب ممتلكاتهم ‪..‬؟؟‬ ‫أفيقوا أيها السادة وكفاكم تزييفا وتشويها للتاريخ‬ ‫قلنا أن أديرة الرهبان كانت منتشرة في شبه الجزيرة العربية قبل السلم ‪ ،‬وحتى وقت‬ ‫ظهوره في بداية الدعوة السلمية وطوال العهد المكي وهو دام‪ / /‬سنة حيث كان السلم‬ ‫حتى ذلك الوقت لم يكن قد ابتدع القتال للمخالفين ‪ ،‬وكان يعتمد على الجدال بالتي هي أحسن‬ ‫ويعتمد على الموعظة الحسنة وهو العهد المسيحي المكي قبل هجرة النبي إلى المدينة ‪ ،‬فكان‬ ‫طوال عهده المكي يتبع المسيحية بحسب ملة هراطقة المسيحيين مثل البيونية والريوسية‬ ‫والنسطورية ‪ ،‬وكان هؤلء الهراطقة قد خرجوا عن صفوف اليمان المسيحي المستقيم ‪،‬‬ ‫ل من عموم المسيحيين وفدوا على الجزيرة العربية واستوطنوا بها ‪،‬‬ ‫ولما لم تجد بدعتهم قبو ً‬ ‫وعنهم أخذ السلم الكثير من عقائدهم الهرطوقية ‪ ،‬ظنا منه أنهم يمثلون المسيحية الحقة وهم‬ ‫ما كانوا إل خوارجها وكان أحد الرهبان الذي التقى بهم محمد يُدعى نسطور‪ !!..‬وهو اسم ل‬ ‫يرحب به أي مسيحي صحيح اليمان ‪ ،‬بل بالحري يرحب به من كان يتبع مبتدع النسطورية‬ ‫الراهب نسطور ‪.‬‬ ‫وتمدنا كتب السيرة النبوية ‪ ،‬وكتب المؤرخين المسلمين بالكثير من علقات النبي‬ ‫برهبان هؤلء النصارى ‪ ،‬ولهذه العلقات قصص شيقة ومثيرة ويكتنفها الغموض ‪ ،‬بدءا‬ ‫بقصته مع بحيرا الراهب ‪ ،‬مرورا بقصته المدهشة مع ورقة بن نوفل وهي من أهم قصصه‬ ‫مع رجال الدين النصارى على الطلق ‪ ،‬ل سيما لو عرفنا ما الذي صنعه ورقة بن نوفل مع‬ ‫محمد ومن ثمة السلم ذاته ‪ ،‬ولو عرفنا أيضا من هو ورقة وما هي صلته بالنبي وبالوحي‬ ‫إنه ورقة بن نوفل ابن أسد ابن عبد العزى ابن قصي سيد قبيلة قريش ‪ ،‬وأول من أعزها‪،‬‬ ‫وكان يتولى العناية بالكعبة وهو جد النبي ‪ ،‬أي أن ورقة والنبي جدهم واحد وهو قصي ‪،‬‬ ‫ويعتبر ورقة بن نوفل أول شخص يهجر الوثن ويؤمن بوجود ال من عائلة قصي ‪ ،‬فلم يكن‬ ‫وثنيا مثل بقية عائلت قصي بما فيهم عائلة النبي ‪ !..‬الذي كان جده وثنيا وهو عبد المطلب‬ ‫وكذلك أعمامه ووالديه وكل أقاربه ‪ ،‬وإذا كان المسلمون يتباهون بنسب محمد وأن قصي بن‬ ‫كلب هو جده ‪ ،‬فيعتبر ورقة ابن نوفل أرفع منه نسبا لنه القرب إلى قصي بن كلب من‬ ‫قرابة محمد إليه فهو محمد بن عبد ال بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي‬ ‫بينما ورقة يتقدم عنه في النسب ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزي بن قصي أي أن قصي‬ ‫هو الجد الرابع لورقة ‪ ،‬بينما هو الجد الخامس لمحمد‬ ‫وكان ورقة أول من سخر من عبادة الوثان ‪ ،‬وأول من أنكر الطواف حول حجر‬ ‫الكعبة وقال ‪:‬‬

‫ما حجر نطيف به ول يسمع ول يبصر ول ينفع ‪..‬؟‬ ‫أصبت يا ورقة ‪ ،‬فما هو حجر الكعبة الصم والبكم والعمى والذي ل ينفع‬ ‫شيئا بل ويضر؟؟‪ ..‬للسف يا روقة فما زال أبناء قومك يطوفون بهذا الحجر‬

‫وبعد ذلك صار ورقة مسيحيا ‪ ،‬ثم علما من علماء المسيحية العرب فتقول المصادر‬ ‫السلمية‪:‬‬

‫فأما ورقة بن نوفل فاستحكم في النصرانية وأتبع الكتب من أهلها حتى‬ ‫صار علما من علماء أهل الكتاب‬ ‫وتقول أيضا ‪:‬‬

‫كان ورقة يكتب الكتاب العربي ‪!..‬‬ ‫ويكتب من النجيل بالعربية ما شاء ال أن يكتب‬ ‫بل وقال النبي عنه ‪:‬‬

‫رأيت القس ورقة في الجنة عليه ثياب خضر‬ ‫هذه المكانة الرفيعة التي بلغها القس ورقة أسقف مكة العالم والذي يترجم من النجيل‬ ‫إلى العربية ‪ ،‬جعلت بعض المسلمين الجدد يهذي ويقول ‪:‬‬

‫ورقة لم يدع إلى النصرانية في يوم من اليام ‪!..‬‬ ‫أليست هذه نكتة مضحكة ومبكية في آن واحد ‪..‬؟!‬ ‫إنه يقول ذلك على عالم من علماء النجيل وأول من قام بترجمة النجيل داخل مكة ‪،‬‬ ‫وهو القس ‪ ،‬رغم كل ذلك لم يدع إلى النصرانية في يوم من اليام ‪!..‬‬ ‫أإلى هذا الحد بلغ السخف بالعقول ‪..‬؟؟‪ ..‬وقلب الحقائق وتزييف التاريخ ‪..‬؟‬ ‫إن هذا الكاتب بمقولته الخطيرة هذه يلغي كل أحاديث النبي ويلغي كل المراجع‬ ‫السلمية من بينها كتب السيرة ‪ ،‬كل هذا لكي يوهم نفسه والمسلمين أن ورقة لم يكن مسيحيا‬ ‫حتى يبعد شبهة علقة ورقة بالوحي ‪ ،‬فكلمة قس لمن ينسب استعمالها أإلى المسيحية أم‬ ‫إلى السلم ؟‪...‬‬ ‫وللسف مؤلف هذا الكتاب الذي امتل بهذه المغالطات هو دكتور! المفروض أنه حاصل‬ ‫على مؤهل مرموق لكن إذا كان هذا حال علماء المسلمين فكم وكم يكون حال عامة‬ ‫المسلمين ؟؟‪..‬‬ ‫إنه السيد الدكتور عويد بن عايد الحيلي ‪ ،‬وكتابه هو (ورقة بن نوفل في بطنان‬ ‫الجنة) وهو من إصدار رابطة العالم السلمي ‪ ،‬وهي في غنى عن التعريف في تبنيها لمثل‬ ‫هذه النوعية من الكتب التي يشرف عليها مكتب الرشاد الديني ومناهضة الفكار الهدامة‬ ‫التابع للرابطة والفكار الهدامة هي كتب المسيحيين ‪ !..‬ويتولى هذا المكتب الرد على هذه‬ ‫الكتب بعدما يدفع بسخاء لبعض الكتّاب الموتورين الحاقدين على المسيحية ‪.‬‬

‫وللسف قد كنتُ من أحد هؤلء في فترة سوداء من عمري ‪ ،‬وكنتُ أعدّ‬ ‫كتابا مثل هذه النوعية من الكتب الرديئة ‪ -‬لقاء مبلغ معلوم ‪-‬‬ ‫ونعود إلى ورقة الذي كان يطمح في تنصير أهل مكة ‪ ،‬ووقع اختياره على محمد ليقوم‬ ‫بهذه المهمة ‪ !..‬وقام بإعداده لذلك ‪ ،‬وتمدنا المصادر السلمية أن محمدا كان يتعبد داخل‬ ‫مغارة كما يفعل الرهبان المسيحيون حتى اليوم وهذه المغارة هي غار حراء ولكن كان محمد‬ ‫فقيرا معدما ‪ ،‬وكان ل بد لورقة ابن نوفل أن يؤمن لتلميذه معيشة كريمة وسهلة وأن يوفر له‬ ‫فرصة عمل ‪ ،‬فهو متعطل عن العمل ويعيش عالة على عمه أبي طالب ‪ ,‬وفكر ورقة في‬ ‫إيجاد حلّ لمشكلة تلميذه محمد المالية ‪ ،‬وهداه تفكيره إلى السيدة خديجة بنت خويلد السدية ‪،‬‬ ‫فهي ابنة عمه ‪ ،‬ومسيحية مثله ‪ ،‬شأنها شأن بقية بني أسد ‪ ،‬وثرية جدا ‪ ،‬ولديها تجارة واسعة‬ ‫‪ ،‬وتستأجر الرجال لتجارتها ‪ ،‬وكانت على حظ من الجمال ‪ ،‬وسبق لها الزواج من قبل أكثر‬ ‫من مرة ‪ ،‬واختبرت الرجال ‪ ،‬لكنها الن صارت أرملة ‪ ،‬في أواخر الثلثينات من عمرها ‪،‬‬ ‫ومحمد شاب صغير يمتلئ حيوية وفتوة ‪ ،‬فضلً عن كونه فقيرا معدما ل يملك نفقات زواجه‬ ‫من أي فتاة صغيرة تناسب عمره ‪ ،‬كل هذا كان يدور في ذهن ورقة ‪ ،‬وعرض مشروعه‬ ‫بتلمذة محمد على ابنة أخيه خديجة ‪ ،‬وكان ورقة محل احترامها وتقديرها ‪ ،‬فهو في مقام‬ ‫والدها ‪ ،‬ثم هو الزعيم الروحي لمسيحيي مكة بما ناله من علم ‪ ،‬وخديجة مسيحية وكل‬ ‫أسرتها كذلك ‪ ،‬ول بد أن تطيع أباها الروحي ‪ ,‬وبالفعل قامت على الفور بإلحاق محمد في‬ ‫العمل لديها ‪ ،‬فكان يسافر في تجارتها إلى الشام فيرسل معه ورقة توصية لرهبان الشام من‬ ‫تلمذته ليقابلوا محمدا ليتلقى منهم العلم المسيحي خلل تواجده بالشام ‪ ،‬فكان يواصل لقاءاته‬ ‫مع هؤلء الرهبان ويتلقى منهم العلم ‪ ،‬وكان يصل ذلك إلى مسامع خديجة فتفرح وتسر ولم‬ ‫ل ؟ا؟‪ ..‬فهي مسيحية ويسعدها أن يتحول إنسان من شرك ووثنية الجاهلية إلى المسيحية‬ ‫حيث اليمان بال ‪ ،‬ثم جاءت الخطوة التالية وهي قبولها الزواج منه ‪ ،‬وكان هذا الزواج‬ ‫صفقة مربحة لكليهما ‪ ،‬وإن كان محمد ربح أكثر من وراء هذا الزواج ‪ ،‬فلقد أمن مستقبله ولم‬ ‫يعد شريدا مفلسا ً‪ ،‬بل صار غنيا يقول القرآن في ذلك ‪:‬‬

‫غنَى‬ ‫ك ضَالّا َفهَدَى َووَجَدَكَ عَائِلً َفأَ ْ‬ ‫جدَ َ‬ ‫ك يَتِيما فَآوَى َووَ َ‬ ‫َألَ ْم يَجِ ْد َ‬ ‫وبعد أن صار محمد غينا بسبب زواجه من خديجة ‪ ،‬طالبه معلمه ورقة بتنفيذ باقي‬ ‫التفاق بينهما ‪ ،‬وهو العداد المسيحي له حتى يقود شعب مكة إلى المسيحية وبذلك تتحول‬ ‫آخر قلع الوثنية في الجزيرة بعدما تحول الجنوب والشمال وصارا مسيحيين ‪ ،‬وحتى ينجح‬ ‫محمد في ذلك ل بد أن يتلقى المزيد من العلم ‪..‬؟ ول سيما وزواجه من خديجة قد أمن له‬ ‫معيشته ‪ ،‬ثم أن السيدة خديجة تشجعه على ذلك التعبد للعداد للمهمة العتيد أن يقوم بها ‪ ،‬ولم‬ ‫ل أليست هي شريكة ابن عمها ورقة في التفاق السري بينهما بخصوص محمد‪..‬؟‬ ‫يقول السيد محمد موسى رمضان‪:‬‬

‫لقد تفرست خديجة في محمد الخير ‪ ،‬وتفرست فيه المستقبل المضيء‬ ‫وتفرست فيه جلئل العمال وتفرست فيه أحداثا جساما يكون فيها سيدا وقائدا‬ ‫وعظيما ‪ ,‬فأحبت أن تشارك هذا الفتى القرشي في كل ذلك وكان لها ما أرادت‬ ‫فتزوجت منه وأحاطته بكل ما لديها من حنان ورقة ورعاية ‪ ،‬وهيأت له كل‬

‫أسباب السعادة والطمأنينة ‪ ،‬وشجعته بأخلقها الرفيعة وسلوكها النبيل على‬ ‫التعبد والتبتل والتفكير في خلق ال‬ ‫وتقول المصادر السلمية ‪:‬‬ ‫وقد لعبت السيد خديجة دورا كبيرا في حياة النبي ‪ ،‬فالستقرار المادي هيأ للنبي‬ ‫الظروف الملئمة للتأمل والتعبد في غار حراء حتى إذا تلقى الدعوة كانت أول من آمن به ؟‪..‬‬ ‫كان محمد حينما عرف خديجة شابا صغيرا لم يتعد الخامسة والعشرين من عمره ‪،‬‬ ‫وقد تقدم في تلقي العلم الديني على يد أستاذه وصاحب الفضل عليه سواء في عمله لدى‬ ‫خديجة أو سواء زواجه منها ‪ ،‬وقد اهتم ورقة بتعليم تلميذه الواعد محمد اهتماما كبيرا ولم‬ ‫تمض سوى عشرة سنوات من إعداده إعدادا مسيحيا حتى صار متشبعا بهذه التعاليم ‪،‬‬ ‫وانعكس ذلك على سلوكه العام ‪ ،‬مما جعل أهل مكة يطلقون عليه ‪ -‬الصادق المين ‪ -‬وهكذا‬ ‫كان متأثرا بتعاليم المسيحية الرفيعة ‪ ،‬مما جعله يتمتع بمكانة طيبة داخل مكة وكان حتى هذا‬ ‫الوقت فخر شباب قريش ‪ ،‬وعندما شرع القرشيون من هدم الكعبة لعادة بنائها بشكل جيد ‪،‬‬ ‫اختلفوا فمن يكون له شرف وضع الحجر السود مكانه ‪ ،‬وكاد أن تحدث بينهم حرب لكنهم‬ ‫اتفقوا على أن يتقبلوا حكما بينهم من أول شخص يتصادف دخوله الكعبة ‪ ،‬فكان محمد ‪,‬‬ ‫فقالوا‪:‬‬

‫هذا المين ‪ ،‬رضينا ‪ ،‬هذا محمد‬

‫الوحــي المزعــوم‬ ‫ووجدها ورقة فرصة ذهبية ليشيع في الجزيرة كلها بواسطة تلميذه الرهبان عن قرب‬ ‫ظهور نبي جديد ‪ ،‬فانتشر هذا الخبر حتى صار معروفا وسط كل العرب ولم يعد أمام ورقة‬ ‫شيئا يفعله سوى البدء في إظهار تلميذه ‪ ،‬وتدبير مسألة الوحي ‪ ،‬وقد لجأ في ذلك إلى الحيلة‬ ‫فكان يختبئ من محمد داخل مغارة غار حراء التي شهدت فترة إعداده الطويل فيها ‪ ،‬وكان‬ ‫يصدر أصواتا غريبة كأن يتكلم باللغة العبرانية التي ل يعرفها محمد ‪ ،‬ثم يتبع ذلك كلما‬ ‫باللغة العربية الفصحى وكان ضليعا أيضا فيها ليوحي إلى النبي أنه يتلقى كلمات وحيا منزلً‬ ‫ن ورقة عالمٌ بالكتاب ويعرف تماما طرق تنزيل الوحي ‪ ،‬فلقد أراد أن‬ ‫من السماء ‪ ،‬ول ّ‬ ‫يحدث للنبي ‪ ،‬ما سبق حدوثه عندما أنزل ال الوحي على صموئيل النبي ‪ ،‬مع تعديل طفيف‬ ‫فبينما خاف صموئيل وقص ما حدث له إلى عالي الكاهن ‪ ،‬خاف محمد وأسرع إلى خديجة‬ ‫التي كانت على علم مسبق بحدوث هذا المر بعدما أخبرها به روقة ‪ ،‬وطالبها بتصديق محمد‬ ‫ثم اصطحابه إليه ليؤكد له صدق هذا الوحي المزعوم ‪ !.‬وبالفعل نجحت هذه الخطة‬ ‫الجهنميةوأتت بنتائج مبهرة لم يكن يتوقعها ورقة وخديجة فلقد هرع محمد إلى زوجته خديجة‬ ‫خائفا مرتعدا وقص عليها ما سمعه في مغارة غار حراء فقالت له بدهاء ‪:‬‬

‫أبشر يا ابن عم ‪ ،‬فوالذي نفس خديجة بيده إني لرجو أن تكون نبي هذه المة‬ ‫لقد طال انتظارها لهذه اللحظة ‪ ،‬وهي ترجو أن يكون نبي هذه المة ‪..‬؟ ولن أفضل‬ ‫شيء لتليين وتشكيل الحديد أن يطرق عليه وهو ساخن فلقد انتهزت شدة انفعال النبي‬ ‫وأسرعت به إلى ورقة كما كان التفاق المسبق بينهما ‪ ،‬ومجرد أن رآهما ورقة حتى قال ‪:‬‬

‫قدوس قدوس والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة ‪..‬؟!‬ ‫لقد جاءه الناموس الكبر ‪ !..‬الذي كان يأتي موسى ‪ !!..‬وأنه لنبي هذه المة ‪..‬‬ ‫ويروي ابن سيد الناس جانبا طويلً عن هذه المقابلة ‪ ،‬نوجزها بالتي ‪:‬‬ ‫فانطلقت خديجة بمحمد حتى أتت به إلى ورقة بن نوفل وهو ابن عم خديجة أخي أبيها‬ ‫وكان أمرأ تنصر في الجاهلية ‪ ،‬وكان يكتب الكتاب العربي ويكتب من النجيل بالعربية ما‬ ‫شاء ال أن يكتب وكان شيخا كبيرا فقالت له خديجة أي عم اسمع من محمد ابن أخيك ‪ !..‬قال‬ ‫ورقة ‪ :‬يا ابن أخي ماذا ترى ‪ ،‬فأخبره محمد ما رأى فقال ورقة ‪:‬‬

‫هذا الناموس الذي أنزل على موسى ‪ ،‬يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك‬ ‫قال محمد ‪ :‬أومخرجي هم ‪..‬؟!‬ ‫قال ورقة ‪ :‬نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إل عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا‬ ‫مؤزرا ‪...‬؟‬ ‫ماذا يا ترى يملك هذا الشيخ الطاعن في السن أن ينصر تلميذه محمد ‪..‬؟ إنه ليس من‬ ‫حاملي السلح ‪ ،‬كل إن لديه أمضى سلح ‪ ،‬لديه الكتاب العربي ‪ ،‬لديه النجيل العبراني ‪،‬‬ ‫لديه الوحي ‪ ،‬وما أدراك ما هو الوحي ‪..‬؟‬ ‫واستمر وحي ورقة يلقيه على محمد ‪ ،‬ويؤيده ويناصره ويدافع عنه أمام حجج سائليه‬ ‫ممن يبغون إحراجه بالسئلة المعجزة ‪ ،‬حتى عندما حاولت قريش إحراج محمد بإلقاء عليه‬ ‫بعض أسئلتها الصعبة يتدخل وحي ورقة بالجابة عما يصعب على النبي الجابة الفورية عليه‬ ‫ويذكر المؤرخون المسلمون أنه في إحدى المرات ارتبك النبي أمام سائليه ولم يتمكن النبي‬ ‫من الجابة مباشرة على أسئلتهم مما أفرح قريش ‪ ،‬لكن ال سبحانه وتعالى ‪ -‬لعله يقصد‬ ‫ورقة ‪ -‬أوحى إليه بعد مدة بما جاد به ضميره وجادت به حيلته ‪.‬‬ ‫والواقع أن محمدا ذهب إلى أستاذه ورقة وأخبره عن أسئلة سائليه العسيرة ‪ ،‬وبالطبع‬ ‫قام ورقة بالمطلوب ‪ ،‬فأوحى إلى النبي بالجابات المناسبة ‪ ،‬ورد اعتباره أمام قريش التي‬ ‫شمتت فيه لعجزه السابق عن الجابة ‪ ،‬والفضل يعود إلى مؤازرة ورقة للنبي ‪ ،‬تلك المؤازرة‬ ‫التي بدأت منذ أكثر من‪ / /‬سنة مضت ‪ ،‬قام خللها بالتوسط له لدى خديجة ابنة أخيه في‬ ‫إلحاقه لديها بتجارتها ‪ ،‬ثم بزواجه منها ‪ ،‬وبالطبع كان زواج محمد على خديجة هو زواجا‬ ‫مسيحيا بدليل أنه بقي معها‪ / /‬سنة كاملة بدون أن يتزوج عليها أو يطلقها ‪ ،‬ويؤكد رأينا ما‬ ‫يقوله مؤلفي كتاب التاريخ السلمي وبقية المصادر السلمية الخرى ‪:‬‬

‫عاش محمد مع السيدة خديجة ‪ 15‬سنة على أتم وفاق ‪ ،‬فلم يفكر في الزواج‬ ‫بغيرها حتى ماتت‬ ‫‪ //‬سنة كاملة عاشها محمد مع زوجته خديجة ولم يرتبط بغيرها طوال كل هذه السنوات‬ ‫وهو الذي تزوج بعد وفاتها بالكثيرات ‪..‬؟؟ وكان ضعيفا جدا أمام النساء ‪ ،‬حتى قيل عن نفسه‬ ‫‪ -‬حبب إليّ النساء ‪ -‬ولم يكن يحتمل أن يمضي عليه سنة واحدة بدون أن يتزوج امرأة‬

‫جديدة ‪ ،‬فضلً على مضاجعته مع ملكات إيمانه ‪ ،‬وأي امرأة تدعوه لفراشها رغم ذلك ‪-‬‬ ‫بقي معتزا جدا بذكرى خديجة لنها كانت زوجته الشرعية الوحيدة ‪ ،‬وتفوقت مكانتها على‬ ‫سائر أزواجه بما فيهم عائشة المقربة إليه ‪ ،‬فكم من مرة يتشاجر معها بسبب غيرتها العمياء‬ ‫من خديجة رغم موتها ‪!..‬؟ وحدث أنها تفوهت بكلم قبيح في حق خديجة ‪:‬‬ ‫فقالت للنبي ‪:‬‬

‫ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر الول‬ ‫وأبدلك ال خيرا منها‬ ‫فأجابها النبي محتدا ً‪ ،‬دفاع محمد القوي عن زوجته المسيحية وبيان عظمتها وانفرادها عن‬ ‫بقية زوجاته ‪:‬‬ ‫وال ما أَدلني ال خيرا منها ‪:‬‬

‫آمنت بي حين كفر الناس ‪ ،‬وصدقتني إذ كذبتني الناس ‪ ،‬وواستني بمالها إذ‬ ‫حرمني الناس ‪ ،‬ورزقني منها ال الولد دون غيرها من النساء‬ ‫هكذا كانت خديجة تحمل هذه المكانة الفريدة ‪ ،‬وما يحمله ذلك من دلئل عن مرحلة‬ ‫وجودها في حياة النبي ‪ ،‬وهي أعظم مراحل عمره ‪ ،‬يوم أن كان يعيش كأي مسيحي مكتفيا‬ ‫بزوجة واحدة ويدعو الناس إلى عبادة ال بالموعظة الحسنة ‪ ،‬حتى ماتت خديجة ‪ ,‬ومات‬ ‫ورقة ‪ ،‬وتغير مسار الدعوة من السلم إلى السيف ‪ ،‬ومن الوعظ إلى الذبح ‪ ،‬وتدهورت‬ ‫سلوكيات النبي حتى رأيناه يطلق العنان لشهواته بدون أدنى تمييز أو استبصار‬ ‫حتى أنه ارتضى وسمح ضميره بأن يعاشر طفلة صغيرة معاشرة الزواج‬ ‫فعندما تزوج من عائشة كانت في العاشرة من عمرها ‪ !..‬وتزوج ثاني وثالثة ورابعة‬ ‫وخامسة حتى عندما مات كان في عصمته تسع زوجات بخلف معاشرته ما ملكت يمينه مما‬ ‫أفاء ال عليه ‪ !..‬وهي تسمية مهذبة للسبايا من نسوة الشعوب المغلوبة ويصبحن جاريات‬ ‫ويبعن في سوق الرقيق في انتهاك صارخ لدميتهن ‪ ،‬فضلً على معاشراته ‪ -‬بالهبة ‪ -‬أي‬ ‫أن أي امرأة لو دعته لمعاشرتها فإن أراد فليعاشرها بشرط واحد فقط وهو أن تكون مؤمنة ‪!.‬‬ ‫‪ //‬سنة كاملة يقضيها محمد مع زوجة واحدة ‪ ،‬ل يطلقها ول يتزوج عليها ‪ ،‬طبقا‬ ‫للشريعة المسيحية ‪ ،‬حينما كان محمد مسيحيا متتلمذا على يدي أستاذه ورقة لكن الن لم يعد‬ ‫محمد مسيحيا ‪ ،‬بموت ورقة وخديجة وانتهى العهد المكي بمسالمته وتقواه ‪ ،‬وجاء العهد‬ ‫المدني حيث تأسس ما يُسمى بالدولة السلمية وسيفها ‪ ،‬وكانت المرحلة النتقالية وهي من‬ ‫أصعب المراحل الحرجة التي واجهت النبي ‪ ،‬ول سيما بعد موت ورقة الذي كان مصدر‬ ‫الوحي لمحمد ‪ ،‬تقول الحاديث ‪:‬‬

‫وما أن مات ورقة حتى نضب الوحي‬ ‫وظل مقطوعا فترة طويلة مما جعل النبي يبحث عن مصادر ثانية لوحيه ولم يكن المر‬ ‫صعبا ً‪ ،‬فالجزيرة تعج بالكثيرين ممن يعطون الوحي ‪ ،‬أناس من مختلف الملل والتجاهات ‪،‬‬

‫يهود ‪ ،‬نصارى ‪ ،‬حنفاء ‪ ،‬صابئين ‪ ،‬زرادشتيين ‪ ،‬عبدة أصنام ‪ ،‬وتعددت مصادر الوحي‬ ‫فجاء القرآن مشوها‪ ،‬ممسوخا مليئا بالمغالطات والمتناقضات الصارخة فظهرت ‪:‬‬

‫بدعة الناسخ والمنسوخ‬ ‫ليبرر متناقضاته ‪ ،‬واختلطت المور ببعضها المكي داخل المدني ‪ ،‬والمدني داخل‬ ‫المكي ‪ ،‬وأول الوحي في آخر القرآن وآخر الوحي في أول القرآن ‪ ،‬والباقي تم توزيعه بدون‬ ‫تنسيق عقول أغلبية المسلمين ‪ ،‬فل يسألون ول يهتمون ‪ ،‬بل وكثيرين منهم ل يعرفون ما هو‬ ‫التنزيل المكي وما هو التنزيل المدني ول ما هو الناسخ والمنسوخ ‪ ،‬ول يعرفون ترتيب‬ ‫التنزيل ول كيفية جمع القرآن ول يسمح لهم بدراسات نقدية حوله خشية اكتشاف زيفه ‪،‬‬ ‫ويوجد سيفٌ مسلطٌ على عنق أي مسلم يطعن في صحة القرآن فهذا مرتدٌ والمرتد يُقتل‬ ‫وبعد هذا العرض يتضح أن المسيحية بلغت العرب ‪ ،‬واعتنقها سكان الجنوب‬ ‫والشمال ووصلت إلى وسط الجزيرة ‪ -‬وتوغلت داخل النبي عن طريق ورقة ‪ ،‬مما ينفي‬ ‫ادعاء حاجة العرب إلى دين جديد بكتاب عربي ونبي عربي ‪ ،‬فالمسيحية جاءت لكل العالم‬ ‫واعتنقتها كل شعوب الرض بمختلف لغاتهم وجنسياتهم ‪ ،‬ولم يكن بحاجة ليرسل إلى كل‬ ‫ن سوى دين واحد ‪ ،‬ول‬ ‫شعب نبي منهم يتكلم لغتهم ومعه كتابا خاصا بهم ‪ ،‬لنه ل يوجد دي ٌ‬ ‫يوجد كتابٌ سوى كتابٌ واحد ‪ ،‬هذا الدين الواحد بدأ بفلسطين وانتشر إلى كل أرجاء العالم ‪،‬‬ ‫بكتاب واحد هو الكتاب المقدس الذي تمت ترجمته إلى كل لغات العالم ‪.‬‬ ‫وهذا الكتاب شمل كل تعاليم ووصايا ال للنسان إن عاش بها خلص ‪ ،‬وإن رفضها‬ ‫هلك ‪ ،‬ولم يترك هذا الكتاب كبيرة أو صغيرة إل وتكلم عنها ‪ ،‬بسلسة وتنسيق بديع ‪.‬‬ ‫وقد اتبع النبي هذا الكتاب لمدة ‪ / /‬سنة لكنه ارتد عن المسيحية بعدما بدأ يميل إلى‬ ‫الزعامة والثراء والشهوات وهي أمور تتعارض بشدة مع المسيحية ‪ ،‬والسلم الذي جاء به‬ ‫محمد لم يقدم تعاليم جديدة نافعة للبشر بل استحدث تعاليم غريبة عن روح الدين السماوي‬ ‫فأجاز القتل في سبيل نشر دعوته وأجاز تكفير بقية الشعوب ‪ ،‬وأباح تعدد الزواج والطلق‬ ‫وسائر الرزايا التي تعيد بالنسان إلى عصور التخلف وعهود الظلم ‪ ،‬وإني أتحدى أن يقول‬ ‫ح واحدٍ في السلم ‪ -‬لم يكن موجودا في الكتاب المقدس‬ ‫لي أي مسلم عن وجود تعليمٍ صال ٍ‬ ‫الذي اقتبس وسُرق منه السلم أفضل ما لديه ‪ ،‬إنها محنة عقلية أن يتوهم البعض أن السلم‬ ‫هو أفضل وأصدق الرسالت ‪ ،‬وأي شخص يختار السلم هو مؤكد لم يدرس المسيحية ولم‬ ‫يعرفها المعرفة الصحيحة ‪.‬‬

‫وأي مسيحي يرتدعن المسيحية ليعتنق السلم يشبه برجل استبدل جواهره‬ ‫الصلية بأخرى مقلدة مزيفة لها بريق خارجي سرعان ما ينطفئ‬ ‫أشكر ال إنني عشت المرحلتين ‪ ،‬وعرفت الفوارق بينهما واخترت الصلح والجدى‬ ‫لخلصي البدي ‪ ،‬ويكون واهما كل شخص يظن أنه يوجد خلص بعيد عن المسيح ‪ ،‬لكن‬ ‫مشكلة المسيحية أنها لم تتساهل مع الخطية بل وقد وضعت قيودا أخلقية صارمة على أتباعها‬ ‫لمرضاة ال وليس الناس ‪ ،‬فلم تعد أتباعها بالخيرات الحسان ول الغلمان ول أنهار الخمر‪ ،‬ولم‬

‫تبح لهم تعدد الزوجات والنغماس في الشهوات ‪ ،‬لذلك كان طبيعي أن النسان الذي يختار‬ ‫المسيحية هو إنسان صالح يسعى لحياة الكمال والقداسة والتضحية والمحبة ‪ ،‬والجهاد الروحي‬ ‫في هذه الرض حتى يخرج منها منتصرا لينعم في البدية بالنجاة والعيش مع رب السماء‬ ‫عيشة روحية مليئة تسبيحا وحمدا وتمجيدا للخالق وهي السعادة الروحية لدى أرباب الكمال ‪.‬‬ ‫لذلك رأينا أن الشعوب المتحضرة هي وحدها المتمسكة بالمحبة وبقية الشعوب‬ ‫الخرى مهما تكن متخلفة مجرد أن تعتنق المسيحية تصير شعوبا راقية هذبتها تعاليم‬ ‫المسيحية ‪ ،‬ول يزال السلم قابعا في هذه البقعة المتخلفة من العالم التي تشهد انتهاك‬ ‫حقوق النسان ‪ ،‬وتخلفه الحضاري والفكري حيث الرهاب والظلم والجهل والفقر الشديد ‪.‬‬ ‫العرب لم يكونوا بحاجة لدين جديد ‪ ،‬ووصلهم الدين المسيحي المنزل من السماء ‪،‬‬ ‫لكنهم اختاروا دين العالم وشهواته ‪ ،‬وتركوا دين ال بروحانيته ‪ ،‬وذبحوا المسيحيين العرب‬ ‫الذين ارتضوا بالمسيحية دينا ‪ ،‬فهم قد رفضوا المسيح ‪ ،‬واتبعوا محمدا ً‪ ،‬وحتى تقوم الساعة‬ ‫يبقى للشيطان أتباع ‪ ،‬وسيبقى ل أتباع ‪ ،‬لكن ال يؤيد أتباعه ‪ ،‬وهذا سر تقدم المم المسيحية‪.‬‬

‫الزواج ومكانة المرأة في السلم‬ ‫تقول يا صديقي ‪:‬‬ ‫أنه بالنسبة للزواج من أربع زوجات فذلك ليصارع المسلم القوى الربعة لطبيعته ولو‬ ‫أفترضنا أن ذلك صحيحا ‪ -‬وهو ليس كذلك –‬ ‫فلماذا تزوج محمد ب ‪ 9‬زوجات‪..‬؟؟ طالما أن القوى الطبيعية هي أربعة فقط ؟!‬ ‫وهل اكتشف محمد مؤخرا" أن للطبيعة تسع قوى عوضا" عن أربع ؟؟‪..‬‬ ‫ألم يخون محمد بذلك أتباعه ؟؟‪..‬‬ ‫وكيف عاش محمد‪ /15 /‬سنة مع زوجة واحدة مسيحية ‪..‬؟‬ ‫وكيف يا ترى كان يصارع هذه القوى‪..‬؟‬

‫هل كان مغلوبا إذا من طبيعته ‪..‬؟‬ ‫وكيف وهو طوال زواجه الول الذي دام‪ /15 /‬سنة وديعا حليما وصادقا أمينا ً ‪..‬؟‬ ‫هل هزمته الطبيعة وهو متزوج من واحدة فقط ‪..‬؟‬ ‫كل بل هو هزم الطبيعة ‪ ،‬ولما ماتت زوجته وتزوج من كثيرات هزمته الطبيعة‬ ‫الشهوانية ‪.‬‬ ‫لماذا تقلبون وتنكرون الحقائق ‪..‬؟‬ ‫ثم ما هي صلة العواطف والمشاعر بين الزوجين بالنار والماء والتراب والهواء‪..‬؟‬ ‫إنما المشاعر تنبع من الروح وليس من التراب ‪ ،‬التراب لم يأت منه شيئا ذا قيمة ‪،‬‬ ‫جسد النسان جاء من تراب ويعود إلى التراب ويتحلل ويتعفن ويأكله الدود وتطحن عظامه‬ ‫وتعود إلى التراب ‪ ،‬بينما روح النسان خالدة ل تتحلل ‪.‬‬ ‫لماذا يركز السلم على الترابيات والشهوات ‪..‬؟‬ ‫لماذا يهمل الروح وهي الجديرة بالهتمام ‪..‬؟‬ ‫إنه يركز كل خطابه على الجسد وما يحتاجه من نكاح وطعام وكأن الحياة هي فقط نكاح‬ ‫النساء وملء البطون بالطعام ‪ ،‬ويهمل الروح والعقل وهما يمثلن السمو والفكر ‪ ،‬وهما أرقى‬ ‫من الجسد ويقودانه ‪ ،‬لكن السلم يعطي القيادة للجسد وعندما يقود الجسد الروح يتحول‬ ‫النسان إلى بهيمة بل ما هو أدنى من ذلك ‪ ،‬يتحول إلى شيطانٍ شهوانيٍ‬

‫إن الزواج بأربع هو زنا واضح ودعارة مكشوفة ومباحة‬ ‫إنما الزواج الحقيقي هو زواج الزوجة الواحدة التي يختارها النسان شريكة لحياته ‪،‬‬ ‫إنه يختارها بروحه وعقله وليس بجسده ‪ ،‬لنه لن يمضي عمره كله معها على الفراش ‪ ،‬بل‬ ‫يمضي عمره كله معها تقاسمه اهتمامات الحياة المختلفة ‪ ،‬وعلقتهما الجسدية إنما تكون‬ ‫تعبيرا عن المحبة بينهما ورغبتهما في تكوين أسرة جديدة فيتم النجاب ‪ ،‬ويشترك الروح‬ ‫والعقل والجسد معا في هذه العلقة وليس الجسد وحده ‪.‬‬ ‫كيف لنسان متحضر يحترم عقله وأدميته يتقبل على نفسه معاشرة أربع زوجات ‪..‬؟‬ ‫الحيوانات ل تفعل ذلك ‪ ،‬فهل يريد السلم أن يحط من قدر النسان الذي كرّمه ال‬ ‫بالعقل وزينّه به ‪..‬؟ هل يجرؤ أي رجل مسلم مزواج أن يفعل ذلك داخل أي دولة من الدول‬ ‫المتحضرة ‪..‬؟ إنها جريمة يعاقب عليها القانون ‪ ،‬بل وحتى في الدول السلمية ذاتها تضع‬ ‫العراقيل دون إتمامه ‪ ،‬كوضعها شرط موافقة الزوجة الولى مثلً ‪..‬؟ وتوجد دولة إسلمية‬ ‫(تونس) تمنع بحسم ارتكاب هذه الدعارة المستترة ‪ ،‬ويعتبر الرجل المتزوج من أربع زوجات‬ ‫شخص مختل العقل شهواني ومحل نقد واحتقار المسلمين أنفسهم ‪ ،‬ول يأتمنونه على دخول‬ ‫بيوتهم لشهوانيته الحيوانية ‪ ،‬أليست تونس دولة إسلمية وعليها أن تعمل وتطيع التعاليم‬ ‫والشرائع السلمية ؟‪ ..‬فلماذا تمنع تعدد الزوجات الذي هو من تعاليم الشرائع السلمية ؟‪..‬‬

‫لن تونس عاشت حياة حضارة مسيحية خلل النتداب الفرنسي وعرفت عن يقين زيف‬ ‫وخطأ التعاليم السلمية في حق النسانية والحضارة المدنية والمجتمع ‪.‬‬ ‫إن الزواج من أربع سيدات هو تصرف غير آدمي وغير حضاري ومن يفعله هو‬ ‫ج ل يحترم السرة ‪ ،‬ويهين كرامة المرأة ‪ ،‬ويدنس ساحة الزوجة ‪ ،‬ويحط‬ ‫شخص شاذ مزوا ٌ‬ ‫من قدرها وقيمتها لنه يعتبرها مجرد متاع للرجل ‪ ،‬وهي لم تخلق لذلك ‪ ،‬فهي إنسان مثله لها‬ ‫مشاعرها وأحاسيسها ‪ ،‬ولم تكن المرأة متاعا للرجل ‪ ،‬بل هي عضوا وشريكا في المجتمع ‪،‬‬ ‫تسهم في تطوره شأنها شأن الرجل تماما ً‪ ،‬وقد تتفوق عليه في كثير من المجالت ‪ ،‬ثم هي قد‬ ‫تكون وزيرة مسؤولة ‪ ،‬بل قد تكون رئيسة وزراء في دولة عظمى كما في الهند الوثنية التي‬ ‫تحترم المرأة أكثر من السلم وأكثر من نبي السلم ‪ ،‬قد تكون ملكة كما في إنكلترا وكما‬ ‫في تدمر منذ آلف السنين وقبل السلم التي ما زال العرب جميعا" يتغنون بأمجادها‬ ‫ويفتخرون حتى يومنا هذا وقد تكون خبيرة ‪ ،‬قد تكون طبيبة ‪ ،‬مدرّسة ‪ ،‬مهندسة ‪ ،‬فهي‬ ‫إنسانة حرة تماما" لها ملكات الفكر والبداع وكيانها المستقل ‪ ,‬هي إنسان قبل أن تكون امرأة‬ ‫وأي مجتمع يحط من قدرها هو مجتمع متخلّف ل يكون له أدنى نصيب من الرقي ‪ ،‬ونظرة‬ ‫واحدة إلى العالم لنتعرف على هذه الحقائق البديهية ‪ ،‬فالمرأة الحرة تلد أحرارا ‪ ،‬والمرأة‬ ‫المستعبدة تلد عبيدا‬ ‫لقد أهان السلم المرأة وسلبها كل حقوقها الدمية ‪ ،‬حتى أنه جعلها جاهزة دائما‬ ‫تحت طلب شهوات الرجل في أي وقت يدعوها إليه دون مراعاة لظروفها النفسية‬ ‫والصحية ‪ ،‬والويل لهذه المرأة المسكينة لو رفضت دعوة الرجل لها لقضاء نزواته‬ ‫الحيوانية ‪ ،‬فلسوف تلعنها الملئكة ‪ ،‬وتشتمها حور العيون في الجنة اللواتي هن بحق‬ ‫(عاهرات الجنة) لنها تسببت في إيذاء رجلها الدمي المسكين برفضها لدعوته إلى النكاح‬ ‫‪!..‬‬ ‫وإليكم النصوص السلمية الخاصة بذلك ‪:‬‬ ‫على المرأة أن تستجيب لزوجها إذا دعاها إلى فراشه ‪ ،‬ول يجوز لها أن تمتنع عن‬ ‫طلبه ‪ ،‬فإن فعلت كانت (آثمة عاصية) ‪ ,‬واستحقت لعنة الملئكة ‪!..‬‬ ‫وكأن الملئكة ليس لهم عمل أو همّ إل مراقبة النساء اللواتي ل يطعن أزواجهن‬ ‫لنكاحهن فقط وهذا هو شغلهم الشاغل بأمر إله محمد ‪ ،‬كما بيّن ذلك محمد الرسول المتداعي‬ ‫والمخبول الول حينما قال ‪:‬‬

‫إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت عليه لعنتها الملئكة حتى الصباح‬ ‫ويقول أيضا ً‪:‬‬

‫من حق الزوج على الزوجة إذا أرادها فراودها عن نفسها وهي على ظهر بعير‬ ‫ل تمنعه‬ ‫وأما عن تطاول وشتائم الحوريات لهذه الزوجة المسكينة فهي كما يقول النبي ‪:‬‬

‫ل تؤذين امرأة زوجها في الدنيا إل قالت زوجته من حور العيون ‪:‬‬

‫ل تؤذيه ‪ -‬قاتلك ال ‪ -‬هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا ‪!..‬‬ ‫فإذا كانت حور العيون تنتظر الرجل ليقدم إليها ‪ ،‬فمن المفروض أن تحرّض الزوجة على‬ ‫ممانعة زوجها للنكاح كي تكسبه حور العيون في الجنة لنكاحها وهو قوي البنية وليس ضعيفها‬ ‫كما يصرح القرآن بأن الرجل أرفع شأنا من المرأة ‪ ،‬إذ يقول ‪:‬‬

‫ضهُمْ عَلَى بَعْضٍ‬ ‫ضلَ الّل ُه بَ ْع َ‬ ‫علَى ال ّنسَا ِء ِبمَا َف ّ‬ ‫الرّجَالُ ّقوَامُونَ َ‬ ‫بل ويبيح للرجل العتداء بالضرب على المرأة ‪:‬‬

‫سبِيلً‬ ‫عَل ْيهِنّ َ‬ ‫ض ِربُوهُنّ فَِإنْ َأطَ ْعنَكُمْ فَلَا َتبْغُوا َ‬ ‫جرُوهُنّ فِي ال َمضَاجِعِ وَا ْ‬ ‫وَا ْه ُ‬ ‫بل ويبيح السلم للرجل ما هو أبعد من ذلك ‪:‬‬

‫يجوز للزوج أن يتلذذ بدبر زوجته ‪ -‬أي الشذوذ الجنسي ‪ -‬لكن بغير أن يولج‬ ‫ذكره فيه‬ ‫ح ل يليق أن يحتويه كتاب دين سماوي وحتى الوثنية ل تقبل فيه ‪ ،‬وهذا هو‬ ‫كلمٌ قبي ٌ‬ ‫الجانب الحقيقي من السلم الذي ل يعرفه المخدوعون بالسلم التصديري المتجمل الذي ل‬ ‫يمت للسلم الحقيقي بأدنى صلة ‪ ،‬فهذا هو السلم الحقيقي الذي أعريه أمام العالم أجمع ‪,‬‬ ‫ويؤكد القرآن حقيقة إتيان المرأة بخلف الطبيعة ‪:‬‬

‫نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنىّ شئتم ‪..‬؟؟‬ ‫إنه بهذا التشبيه القبيح يحط من آدمية المرأة إلى مستوى بهائم الحقل التي تحرث‬ ‫الرض ‪ ،‬وكثير من الدول المتقدمة أعفت حيواناتها من حرث الرض واستبدلوا بهم اللت‬ ‫والمكائن ‪ ،‬العالم الحر يكرم الحيوان والعالم السلمي يستعبد النسان ويعتبره كالحيوان وهذا‬ ‫هو الفرق بين الثنين ‪ ,‬فأين هو احترام النسان وتحرير المرأة التي يدعيه السلم ؟؟‪..‬‬ ‫وبينما يحرص العالم المسيحي الحر على منح المرأة كافة حقوقها المساوية للرجل ‪،‬‬ ‫نرى السلم يمنح المرأة نصف حق نصيب الرجل من الميراث الشرعي فيقول القرآن ‪:‬‬

‫حظّ ا ُل ْن َثيَيْنِ‬ ‫يُوصِيكُمُ الّلهُ فِي َأ ْولَا ِدكُمْ لِلذّ َك ِر مِ ْثلُ َ‬ ‫أين هو العدل والنصاف ‪..‬؟‬ ‫أليست المرأة إنسانا مثل الرجل ؟؟‪..‬‬ ‫ويتّهم السلم كل النساء بأنهن كافرات جاحدات ‪ ،‬فيقول النبي عنهم ‪:‬‬

‫يكفرن العشير ‪ ،‬ويكفرن الحسان ‪ !..‬لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت‬ ‫منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط ‪.‬‬

‫لذلك فإن أكثر أهل النار هن من النساء كما يدعي نبي السلم‬ ‫فأين هو تكريم السلم للمرأة ‪..‬؟ كما يزعم المسلمون ‪.‬‬ ‫إن السلم يحل للرجل أن يحبس المرأة في البيت حتى الموت لو اكتشف خيانتها ‪:‬‬

‫سبِيلً‬ ‫حتّى يَ َتوَفّا ُهنّ ال َموْتُ َأ ْو يَجْ َعلَ الّلهُ َلهُنّ َ‬ ‫فَ َأ ْمسِكُوهُنّ فِي ال ُبيُوتِ َ‬ ‫ول ينهي عن كراهيتهن بل يدعي أن عسى هذه الكراهية يكون فيها خيرا كبيرا ً‪:‬‬

‫خيْرا َكثِيرا‬ ‫شيْئا َويَجْ َعلَ الّلهُ فِيهِ َ‬ ‫ن تَ ْكرَهُوا َ‬ ‫فَِإنْ َكرِ ْه ُتمُوهُنّ فَ َعسَى َأ ْ‬ ‫ويبيح للرجل ممارسة الدعارة مع ‪ -‬ملكات اليمان ‪ -‬وهن سبايا الحروب اللّواتي‬ ‫ن العاثر في أيدي المسلمين على مدى قرون طويلة حتى قامت الوليات المتحدة‬ ‫أوقعهن حظه ّ‬ ‫بتجريم الرق وتحرير العبيد ‪ ،‬وإن كان ل يزال معمولً به داخل بعض أوساط المسلمين وقد‬ ‫رأيت بعينيّ بعضهم في أ حد البلدان السلمية ‪ ،‬ورأيت عبدا رقيقا ملكا لشخصية دينية‬ ‫إسلمية كبيرة ‪ ،‬ول يزال وحوش البشير والترابي يهاجمون قرى الجنوب السوداني‬ ‫ويختطفون النساء والطفال المسيحيين ويبيعونهم كعبيد‬ ‫يقول القرآن ‪:‬‬

‫حصَنَاتِ ال ُم ْؤ ِمنَاتِ َف ِممّا مََلكَتْ َأ ْيمَانُكُمْ ‪،‬‬ ‫ن يَنْ ِكحَ المُ ْ‬ ‫طوْلً َأ ْ‬ ‫َومَنْ َل ْم َيسْتَطِ ْع ِمنْكُمْ َ‬ ‫فَانْكِحُوهُنّ بِإِذْنِ أَهْ ِل ِهنّ وَآتُوهُنّ أُجُورَهُنّ‬ ‫ن ضَعِيفا‬ ‫خلِقَ ا ِل ْنسَا ُ‬ ‫عنْكُمْ وَ ُ‬ ‫ن يُخَ ّففَ َ‬ ‫ُيرِيدُ الّلهُ أَ ْ‬ ‫هذا هو خطاب القرآن ‪ ،‬يبيح الزنا ويشجعه بالجر ‪ ،‬فأي إنصاف هذا ‪..‬؟‬ ‫لقد أذل السلم كرامة المرأة إذللً عنيفا ً‪ ،‬وتعدد الزوجات هو أكبر إيذا ٍء لدميتها ‪،‬‬ ‫ومن العجيب أن يتبارى المسلمون في الدفاع عن إباحة تعدّد الزوجات فيقول أحدهم ‪:‬‬

‫إذا أصيبت الزوجة بمرض مزمن مستعص يمنع الرجل من الستمتاع بها ‪ ،‬ماذا‬ ‫نريد له أن يصنع إذا أغلقنا باب الزواج في وجهه من امرأة أخرى ‪..‬؟‬ ‫ونحن نقول لسيادته أن المرض ليس عيبا في حق المرأة وهي بشر مثل الرجل يصيبها‬ ‫ما يصيبه ‪ ،‬وكل الناس معرضون للمرض ‪ ،‬ويمكن هو أن يصاب بمرض يمنعه من التصال‬ ‫بزوجته فهل يقبل أن تتزوج هي عليه رجلً آخر أيضا" ؟؟‪..‬‬ ‫إن الزواج أيها الخوة ليس علقة جنسية فقط ‪ ،‬بل هو تعاون ومحبة وألفة ‪ ،‬ووفاء ‪،‬‬ ‫وليس من الوفاء أن يتخلى الشريك عن شريكته وقت مرضها ويأتي بأخرى لمعاشرتها بدلً‬ ‫منها ‪ ،‬إنه بذلك يدفعها إلى الموت وإحساسها بعجزها غير المسؤولة عنه ‪ ،‬أين التضحية أين‬ ‫إنكار الذات ؟؟‪ ..‬أين الوفاء لشريكة العمر التي قاسمته الحياة بحلوتها ومرارتها ؟؟‪..‬‬

‫ألهذه الدرجة يسعى السلم لتحجر القلوب وتحطيمها بسبب الشهوات الجنسية‬ ‫الرخيصة ؟؟‪..‬‬ ‫ويعود ويقول ‪:‬‬ ‫ثم أن بعض الرجال ل تمكنهم طباعهم ول تكوين أجسامهم من البقاء على واحدة ‪ ،‬فماذا‬ ‫يحدث لو منعهم السلم من الزواج بثانية وثالثة ؟؟‪..‬‬ ‫لو فعل ذلك السلم فهو حرض على إشعال الشهوة بدلً من إطفاؤها ‪ ،‬وما هو الفرق‬ ‫بين المسلمين والبهائم ؟؟‪ ..‬أليس البهائم تصنع هذا ؟؟‪..‬‬ ‫ولكأن السلم دينا يوافق أهواء البشر ؟؟‪ ..‬وهو كذلك فعلً ولو كان السلم من عند‬ ‫ال لكان حثّ أتباعه على ضبط أنفسهم وعدم النسياق وراء الشهوات الزائلة وال أدرى‬ ‫باحتياجات النسان ‪.‬‬ ‫وعندما خلق ال آدم خلق له حواء واحدة وليس أربعة ‪ ،‬وكان آدم يتمتع بصحة قوية‬ ‫وفريدة وعاش مئات السنين ‪ ،‬وأنجب من حواء كل أولده ولم تظهر أي حقيقة علمية تؤكد أن‬ ‫تكوين الجسام له صلة باحتياجاتنا لكثر من زوجة ‪ ،‬وبعد آلف السنين ظهر نبي السلم‬ ‫الذي اكتشف بذكائه ونباهته أن النسان يحتاج إلى أكثر من امرأة واحدة ‪ ،‬فيا للذكاء والنباهة‬ ‫الفريدة من نوعها التي حلت عليه بالوحي ؟؟‪..‬‬ ‫أليست هي الشهوة العمياء ؟؟‪ ..‬وإهدار كرامة النسان ؟؟‪..‬‬ ‫والحل لهؤلء الشهوانيين المتعطشين إلى الجنس ليس بزواجهم من ثانية وثالثة ورابعة‬ ‫لن شهواتهم ليس لها حدود ‪ ،‬وكلما روى عطشهم الجنسي كلما شعروا بظمأ أكثر وإن لم‬ ‫يكن لهم دين سماوي يمنحهم القدوة والجهاد الروحي ‪ ،‬فعليه أن يدخلوا مستشفى المراض‬ ‫العقلية لمعالجتهم وإبراز وإثبات حقيقة أنهم بشر وليسوا حيوانات ‪ ،‬وأن لديهم إرادة وروح‬ ‫وعقل ونفس وليسوا مجرد جسمٍ عملقٍ ‪ ،‬وكم من أجسام عملقة مصابة بالفتور والشذوذ‬ ‫أحيانا وكم من أجسام ضئيلة مصابة بالهوس الجنسي ‪ ،‬الجنس والشهوة ليس لها أدنى صلة‬ ‫بالجسام بل بالعقل والنفس ‪ ،‬العقل الناضج والنفس النقية يجعلن النسان غير شهواني ‪.‬‬ ‫ولكن كاتبنا يعلن حربا شرسة ضد المسيحيين ويتطاول عليهم بألفاظ جارحة لنهم‬ ‫يضبطون أنفسهم ويحترمون شريعة الزوجة الواحدة ول يبيحون تعدد الزوجات فيقول سامحه‬ ‫ال ‪:‬‬ ‫يا من تحتجون بدول ‪ -‬الكفار المشركين ‪ -‬إن أوروبا التي تحتجون بها عالجت قضية‬ ‫ن حرية السفر والتنقل ثم يعدن بعد أن‬ ‫التعدد بالغضاء والسكوت عن الزنا ‪ ،‬أو بإعطائه ّ‬ ‫يحملن وأنتم خير من يعلم أن دول الحضارة التي تحتكمون إليها تعترف باللقطاء فل تجد‬ ‫بلدا أوربيا إل والنحلل متفشّ فيه ‪ ،‬واللقطاء يملئون ملجئه ففي كل عام يولد المليين من‬ ‫أولد الزواني والعاهرين والعاهرات ‪.‬‬ ‫ل أعرف لماذا كل هذا العداء البغيض لوروبا ؟؟‪..‬‬

‫وإذا كان مسيحيو أوروبا كفارا مشركين ‪ ،‬فلماذا يتوافد المسلمون على ديارهم يتلقون‬ ‫العلم والمعرفة في جامعاتها ؟؟‪ ..‬ويعيشون في كنفهم ويأكلون من خيراتهم ؟؟‪..‬‬ ‫إن أوروبا ليست كافرة وليست مشركة وأولدها ليسو أولد زنى وشعوبها ليسوا من‬ ‫ح ‪ ،‬أبناء أوروبا ورجالها ونسائها هم‬ ‫العاهرين والعاهرات ‪ ،‬فهذا سببٌ قبيحٌ وتزييفٌ فاض ٌ‬ ‫أرقى شعوب الرض ‪ ،‬هم المخترعين والعلماء والمفكرين الذين قدموا خدماتهم وإسهاماتهم‬ ‫في تقدم الحضارة النسانية لجميع بني البشر حتى للمسلمين الغبياء ‪ ،‬فلماذا ل يرى‬ ‫المسلمون من أوربا سوى بعض المظاهر السلبية التي ل يخلو منها أي مجتمع حتى المجتمع‬ ‫المسلم ‪ ،‬ل سيما لو كان مجتمعا ديموقراطيا يمنح رعاياه الحرية المطلقة ل سيما الدينية‬ ‫والفكرية والشخصية ‪ ،‬وسلبيات الحرية أفضل ألف مرة من جرائم الكبت ومظاهر النفاق‬ ‫والرياء ‪ ،‬وكم يحدث من جرائم اغتصاب الطفال ‪ ،‬والسيدات ‪ ،‬والعتداء الجنسي على‬ ‫المحارم ‪ ،‬الب على ابنته ‪ ،‬الخ على أخته أو أخيه ‪ ،‬والبن على أمه ‪ ،‬والشذوذ الجنسي ‪،‬‬ ‫وبقية هذه الجرائم البشعة نتاج التراكمات النفسية من أثر الكبت وما أكثرها في البلد‬ ‫السلمية ‪ ،‬إن الذي يحدث في أوروبا واضحٌ ويمكن معالجته ‪ ،‬أما خطورة ما يحدث في‬ ‫المجتمعات السلمية المغلقة أنه يحدث في الخفاء ول يعلن منه سوى نسبة ‪ %‬من حجمه‬ ‫الحقيقي ‪ ،‬ول داع لذكر أسماء بلدان إسلمية معينة تمتلئ بمثل هذه الجرائم البشعة ‪.‬‬ ‫إن بعض التصرفات التي تصدر من بعض المراهقين الوروبيين يفعل مثلها أو أكبر‬ ‫منها عقلء وكبار الشخصيات داخل هذه المجتمعات السلمية المغلقة ‪ ،‬إن ضابطا في جهاز‬ ‫أمني خطير داخل دولة إسلمية قام باغتصاب أكثر من خمسين سيدة ‪ ،‬وهو رجل مسلم من‬ ‫أدعياء التقوى وتمّ الحكم بإعدامه منذ قليل ‪ ،‬كما قام ثلثة مسلمين من دولة إسلمية‬ ‫باختطاف طفلة صغيرة وقاموا بالعتداء الجنسي عليها واحتجازها لديهم ‪ 48‬ساعة حتى‬ ‫قبض عليهم مؤخرا وهي ليست جرائم فردية عابرة بل ل يمر يومٌ إل وتحدث ‪ ،‬والملجئ‬ ‫والصلحيات مليئة باللّقطاء وكل يوم تسقط شبكات الرقيق ‪ ،‬وهناك دول إسلمية تبيح‬ ‫الدعارة وتمارس تحت رعاية الحكومة ‪ ،‬فالشر موجود داخل كل المجتمعات ‪ ،‬وسيبقى‬ ‫موجودا حتى قيام الساعة ‪ ،‬مع فارق أن تكون اليجابيات أكثر من السلبيات وهذا ما نراه‬ ‫بوضوح في الشعوب الوروبية المنهمكة في مصانعها وجامعاتها ‪ ،‬مساهمين في رقي‬ ‫ت يضيعونه بالجلوس في المقاهي والتسكع في الشوارع‬ ‫الشعوب الخرى وليس عندهم وق ٌ‬ ‫والوقوف على النواصي لمعاكسة ومضايقة السيدات ‪ ,‬كما يحدث بشكل ملحوظ في الدول‬ ‫المتخلفة ‪ ,‬كما أن أماكن اللّهو في أوروبا يرتادها دائما الغرباء الوافدين من البلدان المنغلقة‬ ‫بوجوههم المميزة وما أكثرهم ‪ ،‬فهم يأتون خصيصا لرواء شهواتهم الجنسية ‪ ،‬وليس خافيا‬ ‫على أحد ما يحدث في بعض المزارات الدينية داخل هذه البلدان السلمية ‪ ،‬وقد أصبحت‬ ‫المزارات ملتقىً للعشاق والفساق مع أن المفروض أنها أماكن لها قدسيتها ‪ ،‬وما يحدث من‬ ‫زحام السيدات بالرجال شبه العرايا داخل أكبر مزار ديني عندهم لهو شيء يندى له الجبين‬ ‫ويتعفف اللسان عن ذكرها ‪.‬‬ ‫فرق كبير بين الخطايا الظاهرة ‪ ،‬والخرى المستترة ‪.‬‬ ‫فهل هذه هي التقوى التي تريدها ؟؟‪..‬‬ ‫إن دفاعك المستميت عن تعدد الزوجات ‪ ،‬وهجومك على المسيحيين الذين يجرمونه‬ ‫ويحرمونه لهو دليل على النقص الذي تعاني منه ‪ ،‬لذلك تصب أحقادك وكراهيتك على‬ ‫المسيحيين الوروبيين ‪ ،‬وأغلب الظن أنك من هؤلء المتزوجين بأكثر من واحدة ولذلك‬

‫تحاول تبرير تعطشك إلى الشهوة الجنسية الحيوانية بهذا الدفاع السخيف ‪ ،‬وتحاول تبرئة‬ ‫السلم من انفراده بتعدد الزوجات وتفتري على المسيحية وتدّعي أنها تجيزه ول تحرمه‪!!..‬‬ ‫وهذا يدل على جهلك الشديد بالمسيحية ويدل على حالة النفصام العقلي التي تعميك عن رؤية‬ ‫الحقائق التي تصرخ بأعلى صوتها معلنة تحريم وتجريم المسيحية لتعدد الزوجات ‪ ،‬ومعهم‬ ‫غالبية الشعوب والمم فالكل يأخذ بتشريع الزوجة الواحدة لنه وحده الوضع الطبيعي ‪ ،‬وعداه‬ ‫شذوذ ومرض يا سيد عادل ‪ ،‬وأي عدل تحمله وتتصف به ‪ ،‬لن اسمك ل ينطبق ول يشير‬ ‫على فعلك وقولك ‪..‬‬ ‫وأعود إليك يا صديقي فأقول ‪:‬‬ ‫إذا كان حقا يتزوج المسلم من أربع نسوة ليصارع بهم القوى الربعة لطبيعته ‪ ،‬فماذا‬ ‫يفعل أغلب سكان الرض وهم متزوجون بواحدة فقط ؟؟‪..‬‬ ‫وهل يا ترى أنهم مغلوبين من الطبيعة ؟؟‪..‬‬ ‫كيف وهم الذين تغلبوا على كل شيء وهبطوا على القمر وسخروا الطبيعة لخدمة‬ ‫البشر وصاروا سادة هذه الطبيعة ‪ ،‬وسادة العالم ؟؟‪ ..‬والعالم السلمي ما زال وسيبقى‬ ‫عائشا" في ظلمات الجهل والتأخر ‪...‬‬ ‫ثم ماذا يكون حال العلماء المتفرّغين لبحاثهم ؟؟‪..‬‬ ‫وهؤلء الرهبان المتبتلين الذين نبغ منهم علماء ومخترعون ومفكرون عظام ‪ ،‬فهل‬ ‫هؤلء يعتبرهم السلم منهزمين لنهم لم يتزوجوا من أربعة نسوة لمصارعة قوى الطبيعة‬ ‫الربعة ؟؟‪..‬‬ ‫كيف وهم الذين تغلبوا على هذه الطبيعة وجعلوا أرواحهم تقود أجسادهم وليس العكس‬ ‫فهل هؤلء القوياء الذين قاوموا الغريزة الجنسية وبقية متاع الدنيا ليكونوا متفرغين‬ ‫للعبادة والتأمل ‪ ،‬هل هؤلء العظام يعتبرهم السلم منهزمين ؟؟‪ ..‬بأي منطق تتكلم بهذا‬ ‫؟؟‪..‬‬ ‫إن المسيحية تحرم التعدد وكل مظاهر الشهوة ‪ ،‬وتنادي أتباعها بضبط النفس ‪ ،‬ومن ل‬ ‫يستطيع ذلك فليتزوج ‪ ،‬وإن تزوج فواحدة فقط يعيش معها على السراء والضراء ‪ ،‬ول يفصل‬ ‫بينهما سوى الموت أو الخيانة ‪.‬‬ ‫لكن مشكلة السلم تكمن في قيام نبيه بتعدد الزوجات ‪ ،‬لذلك فالسلم يجد نفسه‬ ‫مضطرا في الدفاع عن التعدد حتى ل يُدان نبيهم ‪ ،‬فلو قالوا أن التعدد قبيح وهو كذلك لقالوا‬ ‫ضمنا أن نبيهم كذلك ‪ ،‬وليس نبيهم فقط ‪ ،‬بل وكل الصحابة أيضا فجميعهم كانوا شهوانيين‬ ‫بدرجة ل يصدقها العقل ‪ ،‬وجميعهم كانوا من متعددي الزوجات ‪ ،‬عمر بن الخطاب وعثمان‬ ‫ابن عفان وعلي بن أبي طالب والحسن بن علي الذي كان أكبر مزواجٍ ‪ ،‬فهؤلء الصحابة‬ ‫والخلفاء تزوجوا عددا هائلً من النساء ‪ ,‬ويقول حبر المة السلمية ابن عباس ‪:‬‬

‫تزوجوا فإن يوما مع التزويج خير من عبادة ألف عام !!!‬

‫لقد فضّل هذا المعتوه الكافر الزواج عن العبادة ‪ ،‬فما رأيك أيها العادل ؟‪..‬‬ ‫فهل هذا هو مسلم مؤمن برسالة محمد السماوية كما تدعون ‪ ،‬أم أنه كافر بها وتابع لها‬ ‫من أجل تحقيق ملذاته الجنسية ؟‪..‬‬ ‫ويقول ابن مسعود ‪:‬‬

‫زوجوني فإني أكره أن ألقى ال عزبا‬ ‫وأحاديث النبي ضد العفة والتبتل والنسك معروفة تماما ‪.‬‬ ‫هكذا بلغ السخف بالعقول باعتبار أن يوما يقضيه المسلم مع امرأة يلهو بها خي ٌر من‬ ‫عبادة ألف عام ‪ ..‬إلى هذا الحد يهين السلم عبادة ال ويضع الزواج الجنسي في المرتبة‬ ‫الولى ويرجحه عن عبادة ال ألف عام ؟؟!‪ ..‬وإلى هذا الحد يهين السلم العفة والتبتل‬ ‫وينعت أصحابها بإخوان الشياطين‪!!..‬‬ ‫وبلغ حقد السلم على هؤلء الطهار الصالحين الذين أحبوا خالقهم من كل قلوبهم‬ ‫وعقولهم وفرغوا أنفسهم ونذروها خالصة ل منقطعين في الديرة والبراري مفرغين قلوبهم‬ ‫من شهوات العالم مجاهدين أنفسهم تنفيذا لوصية المسيح لهم ليتركوا كل شيء ويتبعوه ساعين‬ ‫إلى الكمال ‪ ،‬هؤلء القديسين بلغ حقد النبي عليهم حد التطاول والحتقار ونعتهم بالمجرمين‬ ‫والنظر إليهم نفس نظرة أي مريض سيكوباتي ضد المجتمع السوي ‪ ،‬إنها نظرة اللص‬ ‫للشريف ‪ ،‬والماجن للعفيف ‪ ،‬وهكذا نعرف سر هجوم النبي وأتباعه على أطهار المسيحيين‬ ‫حقدا وحسدا ‪.‬‬

‫نــكاح المتعــة‬ ‫ أي الزنا والدعارة المشروعة ‪-‬‬‫أجر؟!‬

‫لعل المسلمين ل يعلمون أن النبي أباح لتباعه فترة من الوقت لممارسة البغاء لقاء‬

‫نعم فلقد بلغ النبي حدا فظيعا في تشجيع الشهوات المحرمة بطريقة ل مثيل لها ‪ ،‬وهيا‬ ‫لنقرأ معا ما رخص به النبي لتباعه ‪:‬‬

‫كنا نغزو مع رسول ال وليس معنا نساء قلنا أل نختصي ؟؟؟‪ ..‬فنهانا الرسول‬ ‫عن ذلك ورخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل‬ ‫يا ال أي نبي هذا الذي يرخص لتباعه بالزنا والفاحشة ؟؟‪..‬‬ ‫والغريب أن مفكري المسلمين ل ينكرون حدوث هذه التجاوزات الخطيرة ‪ ،‬ويعطون‬ ‫لها تبريرات سخيفة فيقولون ‪:‬‬

‫الحقيقة أن نكاح المتعة كان مباحا قبل أن يستقر التشريع في السلم ‪ ,‬وكان السر في‬ ‫إباحته أولً أن الناس كانوا في مرحلة انتقال من الجاهلية إلى السلم ‪ ،‬وكان الزنا في‬ ‫الجاهلية ميسرا ومنتشرا ً‪ ,‬فلما جاء السلم وأمرهم أن يسافروا للغزو والجهاد شق عليهم‬ ‫البعد عن نسائهم مشقة شديدة ‪ ،‬فكانت إباحة المتعة رخصة لكل المشكلة ‪ ،‬وهذا من باب‬ ‫ارتكاب أخف الضررين ‪.‬‬ ‫ما هذا الذي يقولونه ؟؟‪ ..‬ألم يكن صمتهم أفضل وأكرم لهم ولدينهم ؟؟‪ ..‬فماذا هذا‬ ‫التبرير السخيف واعتبار الزنا أخف الضررين ‪ ،‬وأي ضررين طالما محمد قد أباح لتباعه‬ ‫كل الضرار بدون استثناء ‪ ،‬فلماذا هذا التبرير الكاذب الواهن ؟؟‪..‬‬ ‫إن الزنا أقبح من الكفر وبينما يعلن الكتاب المقدس أن الزناة لن يدخلوا ملكوت‬ ‫السموات يعلن النبي أن المسلم سيدخل الجنة حتى لو كان زانيا ولصا‬ ‫شيء مؤسف ومخجل ‪ ،‬ول يزال نكاح المتعة معمولً به داخل العديد من أوساط‬ ‫المسلمين ودولة مثل إيران أقوى الدول السلمية تعمل به ‪ ،‬ولو صح أن النبي حرم نكاح‬ ‫المتعة بعد فترة من إحلله وهذا ليس صحيحا فهو أبقاه لنفسه تحت مسمى آخر وهو الهبة ‪.‬‬ ‫إن تعدد الزوجات أمر يرفضه العقل والضمير ول توجد امرأة واحدة لديها ذرة من‬ ‫الكرامة ترتضي على نفسها هذا الهوان ‪ ,‬لكن الفقر والعوز يدفع بعض عديمي الضمير من‬ ‫الباء ببيع بناتهن لثرياء وكهول أبناء الدول الخليجية مقابل حفنة من الدراهم والريالت‬ ‫والدنانير ‪ ،‬وهؤلء الثرياء المسلمون يستغلون الفقراء ليتخذونهم زوجات إضافية لهم ‪ ،‬يحدث‬ ‫ذلك في وطني الحبيب مصر‪ ،‬وتناولته الصحف وتسعى الحكومة لوضع حدٍ لهذه المهزلة ل‬ ‫سيما بعد اكتشافها أن معظم هؤلء الفتيات قاصرات ‪ ،‬والثرياء يفضلون هؤلء العذراى‬ ‫صغار السن عاملين بوصية نبيهم القائل ‪:‬‬ ‫هل تزوجت بكرا تلعبك وتلعبها تعضك وتعضها فأين أنت من العذراء ولعابها‬ ‫لقد أصبح المسلم في نظر النبي كلبا" يعض زوجته والمسلمة كلبة تعض زوجها وقد‬ ‫مارس هو هذا السلوب وامتحنه حتى رآه جيدا" لذيذا فأوصى به المؤمنين ‪.‬‬ ‫يأخذون هؤلء البكار من صغار السن ويستمتعون بهن ّ‪ ،‬ليس ذلك فحسب بل‬ ‫ولستغللهن في ممارسة الدعارة المستترة ‪ ،‬وتم ضبط العديد من هذه الجرائم ومعظم هؤلء‬ ‫البكار من المناطق الفقيرة والسر المعدومة ‪ ،‬وغالبا ما يكون ترتيب هذه الزوجة الضحية‬ ‫الثالثة أو الرابعة بعد تطليق الخريات ‪ ،‬وهذا هو التعدد في السلم ‪ ،‬إنه التعدي وليس‬ ‫التعدد ‪.‬‬ ‫إن أفضل رد على هؤلء الشهوانيين ما يقوله الكتاب المقدس ‪:‬‬

‫صيْدِ وَا ْلهَلَاك ِ‪،‬‬ ‫طبِي ِعيّة ٍ‪ ،‬مَوْلُو َدةٍ لِل ّ‬ ‫غ ْيرِ نَاطِ َقةٍ ‪َ ،‬‬ ‫ح َيوَانَاتٍ َ‬ ‫َأمّا هؤُلءِ فَكَ َ‬ ‫ن َتنَعّ َم َيوْمٍ لَذّةً‬ ‫حسِبُو َ‬ ‫س َيهْلِكُونَ فِي َفسَادِهِمْ ‪ ..‬الذِينَ يَ ْ‬ ‫جهَلُون َ‪َ ،‬ف َ‬ ‫يَفْ َترُونَ عَلَى مَا يَ ْ‬ ‫عيُونٌ مملوءة ِفسْقا ل تَ ُكفّ عَنِ‬ ‫غرُورِهِمْ ‪َ ..‬لهُمْ ُ‬ ‫عيُوب ٌ‪َ ،‬يتَنَ ّعمُونَ فِي ُ‬ ‫أَ ْدنَاسٌ وَ ُ‬ ‫(‪ 2‬بطرس ‪)15-1:10‬‬ ‫غيْرَ الثّا ِبتَةِ‬ ‫طيّة ِ‪ ،‬خَادِعُونَ النّفُوسَ َ‬ ‫الخَ ِ‬

‫جسَدِ فِي الدّعَارَةِ ‪َ ..‬يسِيرُونَ فِي الضّللِ ‪ ،‬وَاعِدِينَ‬ ‫ش َهوَاتِ ال َ‬ ‫يَخْدَعُونَ بِ َ‬ ‫ب ِم ْنهُ أَحَدٌ َف ُهوَ َلهُ‬ ‫ن مَا ا ْنغَلَ َ‬ ‫عبِيدُ ال َفسَادِ ‪َ .‬ل ّ‬ ‫حرّيّة ِ‪ ،‬وَهُمْ َأنْ ُفسُهُمْ َ‬ ‫ِإيّاهُمْ بِا ْل ُ‬ ‫(‪ 2‬بط ‪)20-2:18‬‬ ‫ستَ ْعبَدٌ َأيْضا‬ ‫مُ ْ‬ ‫إن تعاليم السيد المسيح الخاصة بالزواج هي التعاليم الصحيحة والمناسبة للرجل والمرأة‬ ‫ويعمل بها معظم سكان الرض ‪ ،‬فالزواج في المسيحية هو رابطة مقدسة ‪ ،‬وليست إمتاع‬ ‫وشهوة رخيصة ‪ ،‬والمطالع للكتاب المقدس يرى حقيقة هذه المور بشكل واضح جلي ‪ ،‬لكن‬ ‫المشكلة أن شيوخ وأئمة السلم ينهون المسلمين على قراءة الكتاب المقدس حتى ل يبصرون‬ ‫الحق ومن ثم يهتدون إلى المسيحية التي هي دين ال الكامل لكل البشر ‪.‬‬ ‫تقول يا صديقي ‪:‬‬ ‫النسان بطبعه شرير يميل إلى سفك الدم ‪ ،‬فكان عيد الضحى حتى تنزاح انفعالت‬ ‫العقل البشري تجاه سفك الدم ‪!..‬‬ ‫وإجابتي عليك كالتي ‪:‬‬ ‫إن ذبح الحيوانات وسفك دمائها ليس علجا عمليا لزاحة انفعالت الشر بالنسان لن‬ ‫الرغبة في سفك دم البشر ل يعالج بسفك دم الحيوان ‪ ،‬لن سفك الدم يولد في النسان‬ ‫العدواني الرغبة في المزيد من سفك الدم والتعطش له ‪ ،‬إنما العلج العملي هو سفك المشاعر‬ ‫العدوانية داخل النسان وغسل قلبه من الحقاد والكراهية والنتقام ‪.‬‬ ‫وتعاليم السيد المسيح الداعية إلى نبذ الخصام والتسامح ومحبة الخرين حتى العداء‬ ‫منهم والمطالبة ليس بمحبتهم فقط بل والحسان إليهم وعدم مقاومة الشر‪ ،‬كلها تعاليم تقدم‬ ‫علجا جذريا لمشاكل الكراهية وانفعالت الشر‪ ،‬ومثال السامري الصالح الذي ألقاه السيد‬ ‫المسيح لهو يوضح ما ينبغي أن أقدمه لعدوي من محبة وعطف ومساعدة فلو صار العالم‬ ‫بمثل هذه التعاليم لعم الحب والسلم بين البشر‪ ,‬يمكنك مراجعة الموعظة على الجبل لترى‬ ‫بنفسك سمو تعاليم السيد المسيح وتجدها في (مت ‪ )-‬ومثال السامري الصالح تجده في (لو‬ ‫‪)36-10:30‬‬

‫يقول الكتاب المقدس ‪:‬‬

‫حبّاءُ ‪َ ،‬بلْ َأعْطُوا مَكَانا لِلْ َغضَبِ ‪َ ،‬لنّ ُه مَ ْكتُوب ٌ‪ِ :‬ليَ‬ ‫ل َتنْتَ ِقمُوا َلنْ ُفسِكُمْ َأ ّيهَا ا َل ِ‬ ‫النّ ْق َمةُ َأنَا أُجَازِي يَقُولُ الرّبّ ‪َ .‬فإِنْ جَاعَ عَ ّد ُوكَ َفأَطْ ِع ْمهُ ‪ .‬وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِه ِ‪.‬‬ ‫شرّ‬ ‫غلِبِ ال ّ‬ ‫ش ّر َبلِ ا ْ‬ ‫علَى رَ ْأسِهِ ‪ .‬ل يَغْ ِل َبنّكَ ال ّ‬ ‫ج ْم َر نَارٍ َ‬ ‫جمَعْ َ‬ ‫َلنّكَ ِإنْ َفعَلْتَ هذَا تَ ْ‬ ‫(رومية ‪)21-12:19‬‬ ‫خيْرِ‬ ‫بِا ْل َ‬ ‫هذا هو العلج يا صديقي ‪ ,‬ول سبيل آخر إل التمسك والقتداء بتعاليم الكتاب المقدس‬ ‫لنه الوحيد الذي أوحى به ال لنبيائه ليهدون به البشرية ‪.‬‬ ‫أما ذبح الحيوانات في عيد الضحى فلن يعالج المشكلة بل يزيدها تعقيدا ‪ ،‬ل سيما وأن‬ ‫ذبح المسلمين لهذه الحيوانات في عيد الضحى وعلى مدة ‪ / /‬قرنا ً‪ ،‬لم يمنع المسلمين من‬

‫ذبح البشر في الحروب المريرة التي أعلنها السلم ضد كل بلدان العالم واعتبار ديارهم هي‬ ‫ديار حرب ‪ ،‬وأنهم كفار ومشركين ول يدينون بدين السلم ول بد من سفك دمائهم حتى‬ ‫يؤمنوا أو يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون ‪ ،‬ولم يجد ذبحهم للحيوانات في شيء ولم‬ ‫يمنعهم من ذبح إخوانهم من البشر ‪.‬‬ ‫إنني أدعوك ‪ ..‬وأدعو كل إخوتي المسلمين في كل مكان أن يتوقفوا قليلً ويرون إلى‬ ‫أي مصير يقودهم السلم وأن تستنار أذهانهم بنور المسيح الذي به وحده يكون النجاة‬ ‫والخلص لن ‪:‬‬

‫ي بَيْنَ‬ ‫طَ‬ ‫سمَاءِ ‪َ ،‬قدْ ُأعْ ِ‬ ‫خ ُر تَحْتَ ال ّ‬ ‫غ ْيرِهِ الخَلصُ‪ .‬لَنْ َليْسَ ا سْمٌ آ َ‬ ‫حدٍ َ‬ ‫س بِأَ َ‬ ‫َليْ َ‬ ‫(أع ‪)4:12‬‬ ‫النّاس ِ‪ِ ،‬بهِ يَ ْنبَغِي أَنْ نَخْلُصَ‪.‬‬ ‫وإنني أشكر مشاعرك الطيبة تجاهي ‪ ،‬وخشيتك أن ينالني اليذاء بسبب إعلن إيماني‬ ‫المسيحي وتركي السلم ‪ ,‬وأبديت رأيي فيه بصراحة متناهية قد أدفع حياتي ثمنا لها ‪ ،‬لكن‬ ‫الموت في سبيل المسيح هو ربح وحياة أبدية ‪ ،‬وقد نهانا المسيح عن الخوف من الذين‬ ‫يقدرون على قتل الجسد فيقول له المجد ‪:‬‬

‫جسَدَ ‪َ ،‬وبَعْدَ ذ لِكَ َليْسَ َلهُمْ‬ ‫ن يَ ْقتُلُونَ ال َ‬ ‫حبّائِي‪:‬ل تَخَافُوا مِنَ الذِي َ‬ ‫أَقُولُ لَكُمْ يَا َأ ِ‬ ‫ن تَخَافُونَ‪ :‬خَافُوا مِنَ الذِي بَعْ َدمَا يَقْ ُتلُ ‪َ ،‬لهُ سُلْطَانٌ‬ ‫مَا يَفْ َعلُونَ َأ ْك َثرَ‪َ .‬بلْ ُأرِيكُمْ مِمّ ْ‬ ‫(لو ‪)13-12:4‬‬ ‫ج َهنّمَ ‪ .‬نَ َعمْ َأقُولُ لَ ُكمْ‪ :‬مِنْ هذَا خَافُوا ‪.‬‬ ‫أَنْ يُلْ ِقيَ فِي َ‬ ‫وإيماني الذي توصلت إليه بعد سنوات طويلة من التيه ‪ ،‬أن المسيح وحده الذي له هذا‬ ‫السلطان لنه هو ال ‪ ،‬ول إله سواه وكان واجبا علي العتراف بهذا اليمان علنية لن ‪:‬‬

‫ف ِبهِ لِ ْلخَلَاصِ‬ ‫ن ِبهِ ِل ْلبِرّ ‪ ،‬وَالْفَمَ يُ ْعتَ َر ُ‬ ‫ب ُي ْؤمَ ُ‬ ‫الْقَلْ َ‬

‫(رو ‪)10:10‬‬

‫ن بالمسيح الله المتجسد وكنت مفتريا‬ ‫وقد أمضيتُ معظم سنوات عمري وأنا غير مؤم ٍ‬ ‫ت شاردا عاصيا حتى‬ ‫مجدفا مقاوما لسمه القدوس ولكنسيته المنتصرة ولشعبه التقياء ‪ ،‬وظلل ُ‬ ‫دعاني المسيح من الكعبة ‪ !..‬دعاني من العمق سبع سنوات مضت الن وأنا أنعم بفيض‬ ‫محبة ربي يسوع المسيح ‪ ،‬سبع سنوات وأنا أرى بعيني عجائب مراحمه معي ‪ ،‬وحمايته‬ ‫الفائقة لي ‪ ،‬من بطن الحوت نجاني يسوع ‪ ،‬من أتون النار أخرجني يسوع ‪ ،‬من جب السود‬ ‫أنقذني يسوع ‪ ،‬لذلك سلمت له حياتي وحملت صليبه بفرح ‪ ،‬وبعدما نزع عني خوفي صرت‬ ‫أسبح ضد تيار العالم المقاوم داخل وطني سعيا وراء النفوس التائهة لعادتها للمسيح غير‬ ‫مبالي بالمخاطر لنه معي ‪ ،‬فسرت في وادي ظل الموت مطمئنا وأبدا لم يتخل عني لحظة‬ ‫واحدة وكلما كان يشتد عواء الذئاب من حولي وجدته ملتصقا بي ‪ ،‬يحوطني بذراعيه القوية ‪،‬‬ ‫يدافع عني ‪ ،‬فلم تقدر الذئاب أن تفترسني فكيف بعد ذلك يمكن أن أخاف وأتخلى عنه ؟؟‪..‬‬ ‫يقول النجيل ‪:‬‬

‫طرِبُوا ‪َ ،‬بلْ قَ ّدسُوا الرّبّ الِلهَ فِي قُلُوبِكُم ْ‪،‬‬ ‫خ ْو َفهُمْ فَل تَخَافُوهُ وَل َتضْ َ‬ ‫وََأمّا َ‬ ‫ن َيسْ َألُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرّجَاءِ الذِي فِيكُمْ(‪ 1‬بط ‪)15-3:13‬‬ ‫ستَعِدّينَ دَائِما ِلمُجَاوَ َبةِ ُك ّل مَ ْ‬ ‫مُ ْ‬

‫والن يا صديقي فهل علمت سبب الرجاء الذي فيّ ؟؟‪ ..‬إنه المسيح يا صديقي وليس‬ ‫سواه وإنني أعلن إيماني ورجائي بوضوح تام من بالمسيح الله حتى الموت فهو فقط الهداية‬ ‫والنور‪ ،‬والطريق ‪ ،‬والحياة ‪ ،‬روحي ونفسي وعقلي يهتفون شاهدين بذلك ‪ ،‬كل فقرة من دمي‬ ‫تعترف بهذا اليمان ‪ ,‬ول أخاف السيف ول المدفع ‪ ،‬ومنذ إيماني بالمسيح وأنا أشتهي نيل‬ ‫إكليل الشهادة لسمه المبارك ‪ ,‬الذي به يكمن رجائي وبه أحيا وبه أموت ‪.‬‬ ‫وإني أدعو أيضا كل إخوتي من المسيحيين (السميين) الذين باعوا إيمانهم للخرين أن‬ ‫يفيقوا ويرجعوا إلى المسيح ‪ ،‬كما رجع من قبلهم البن الضال فعاش من بعد موت واهتدى‬ ‫من بعد ضلل ‪ ،‬يرجعوا الن ويطلبوا ملكوت ال أولً‪ ،‬ويلقون الثلثين من الفضة‬ ‫ويدوسونها بأقدامهم فيحيون قبل أن يدوسهم الموت فيهلكون ‪ ,‬متذكرين تحذير المسيح لهم ‪:‬‬

‫سمَاوَاتِ‬ ‫ن ُينْ ِكرُنِي قُدّامَ النّاسِ ُأنْ ِكرُهُ َأنَا َأيْضا قُدّامَ َأبِي الذِي فِي ال ّ‬ ‫مَ ْ‬ ‫(مت ‪)33-10:28‬‬

‫والذين عادوا منهم أقول لهم ل تخافوا فالمسيح لن يتخلى عنكم ‪ ،‬وسوف يدبر كل‬ ‫أموركم ‪ ,‬فقط اثبتوا على إيمانكم مهما كانت الضيقات حولكم ‪ ,‬انتظروا عمل الرب العجيب‬ ‫في حياتكم ‪.‬‬ ‫بنعمة الرب صموئيل بولس عبد المسيح‬ ‫الشيخ محمد النجار سابقا‬ ‫السادسة صباح الخميس‬ ‫تم بنعمة الرب‬

Related Documents

The Truth About Tithing
October 2019 33
The Truth About Drugs
October 2019 33
The Truth About Dyslexia
November 2019 31
The Truth About Hell
October 2019 33
The Truth About Christmas
December 2019 35