The Ceremony Of Awakening

  • July 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View The Ceremony Of Awakening as PDF for free.

More details

  • Words: 5,938
  • Pages: 12
‫‪The Ceremony of Awakening‬‬ ‫مراسم الصحوة‬

‫" إغلق العوالم المتداخلة لخراج وحوشها ‪ ..‬يعني عودة آيرن إلى عالم الشياطين أيضًا "‬ ‫–أليكس ‪ ،‬لقد عدت ‪.‬‬ ‫–نعم ‪..‬‬ ‫–ما المر ؟‬ ‫–لقد تمكن أحد العقارب من المساك بـ فنسنت ‪.‬‬ ‫–ماذا ؟‬ ‫–لن نستطيع استعادته الن ‪ ،‬ينبغي أن نجد النسختين الخيرتين في أسرع وقت قبل أن يتمكنوا‬ ‫من استدعاء ذلك الزعيم الشيطاني ‪.‬‬ ‫وأردف سائل ‪:‬‬ ‫–أين آيـرن ؟‬ ‫–هناك ‪ ،‬لم تنطق بشيء منذ أن رحلتما ‪.‬‬ ‫إنه الفجر ‪..‬‬ ‫كانت آيرن تجلس تحت شجرة مطلة على قبري السيدة إليزابيث والسيد هارولد ‪ ،‬والدا والدتها أليكسيا ‪.‬‬ ‫اقترب منها أليكس فبادرت بالحديث بخفوت ‪:‬‬ ‫–هنا كانت تجلس أمي ‪ ..‬تنتظر شروق شمس يوم جديد متناسية المس بما فيه من أحزان ‪.‬‬ ‫ثم استدركت ‪:‬‬ ‫–لكن ‪ ..‬ماذا لو كانت أحزان المس ومآسيه مستمرة كل يوم ؟ أظل هاربة من أولئك الزعماء وهم‬ ‫ل ييأسون من ملحقتي ‪ ،‬لي ذنب ارتكبته ؟ ليس سوى لني ابنة ذلك الزعيم الشيطاني الذي‬ ‫غزا عالم البشر وبث الذعر فيهم ‪ ،‬وها أنا اليوم أدفع ثمن ما ارتكبه والدي لشعر بما شعر به‬ ‫أولئك البشر البرياء من الخوف والهلع ‪ ..‬خشية أن يفاجئني الزعماء بقتلي ‪.‬‬ ‫وأحنت رأسها قليل ‪:‬‬ ‫–وأنت تسعى إلى تسليمي إليهم ‪ ،‬أليكس ‪.‬‬ ‫صمت أليكس ولم يقل شيئًا ‪ ،‬فرفعت رأسها إلى السماء وأردفت ‪:‬‬ ‫ت ملمًا على أية حال ‪ ،‬هذا موطنك الذي تنتمي إليه ‪.‬‬ ‫–لس َ‬ ‫جلس أليكس بقربها ليدور بينهما حديث هادئ مع إطللة الشمس ‪:‬‬ ‫–في الواقع ‪ ..‬ليس الموطن هو ما ينتمي إليه المرء بسبب دمائه ‪ ،‬بل المكان الذي يشعر فيه‬ ‫بالمن والستقرار ‪ ،‬ويبذل ما باستطاعته للدفاع عنه والعيش فيه بسلم ‪.‬‬ ‫ل ‪ ..‬لكن الواقع أني لست سوى واحدة من أولئك الذين تسعى لخراجهم عن‬ ‫–كلمك يبدو جمي ً‬ ‫موطنك ‪.‬‬ ‫ت تريدين ذلك ‪.‬‬ ‫–كل ‪ ،‬ل أسعى لذلك ‪ ،‬بإمكانك البقاء هنا طالما كن ِ‬ ‫ل؟‬ ‫–أل يبدو ذلك مستحي ً‬ ‫–ربما ‪ ،‬لكن إن كنت تتحلين بما يكفي من اليمان والصبر ‪ ..‬فل للمستحيلت أن تقف عائقًا في‬ ‫طريقك ‪ ،‬لم أكن أعتقد يومًا أني قادر على تغيير حياة الخرين ‪ ..‬وها أنا الن مقبل على‬ ‫إنقاذهم ‪ ..‬بل وإنقاذ عالمهم ‪.‬‬ ‫ثم نظر إليها وأردف ‪:‬‬ ‫–أنا متأكد أن هناك طريقة ما لبقائك بيننا ‪ ،‬سأبذل ما بوسعي لكتشافها ‪ ،‬أعدك ‪.‬‬ ‫وهم بالمغادرة فاستوقفته قائلة ‪:‬‬ ‫–في الحقيقة ‪ ..‬إني أعرف طريقة لذلك ‪.‬‬ ‫التفت إليها مستفهمًا فتابعت حديثها ‪:‬‬ ‫–سأبقى في عالم النسان إن قمت باستخدام دمائي في إغلق العوالم الخرى ‪ ،‬ولكن ‪..‬‬ ‫–ولكن ؟‬ ‫–لكن هذا المر ل يشمل شقيقي آنجيلوس ‪.‬‬

‫–ماذا ؟ ماذا تعنين ؟‬ ‫–على عكس شقيقي ‪ ..‬فإني أميل إلى أن أكون إنسانًا أكثر ‪ ،‬ولذلك لم ولن أتمكن من اكتساب أية‬ ‫قوى شيطانية ‪ ،‬وذلك ما يزيد من إمكانية بقائي في عالم النسان ‪.‬‬ ‫سعد أليكس من أجلها فقال ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫–آيرن ‪ ..‬هذا أمر مفرح حقًا ‪.‬‬ ‫–كل ! هذا يعني ترك أخي يواجه مصيره وحده !‬ ‫وضمت ركبتيها إلى رأسها وقالت ‪:‬‬ ‫–ل أستطيع التخلي عنه ‪ ،‬لقد اعتنى بي وقام بحمايتي طيلة السنوات الماضية ‪ ،‬إنه يبذل الكثير‬ ‫من أجلي وأنا ل أعلم كيف أستطيع رد المعروف له ‪.‬‬ ‫وأردفت بخفوت ‪:‬‬ ‫–هل تكرهه ؟ أليكس ‪.‬‬ ‫تنهد أليكس قليل ‪ ،‬ثم أجاب ‪:‬‬ ‫–كل ‪ ،‬لكن ما يقوم به هو أمر خاطئ ‪ ،‬فحتى لو كان مقصده هو حمايتك فهذا ل يعني تعريض‬ ‫حياة الخرين للهلك ‪ ،‬فالغاية ل تبرر الوسيلة أبدًا ‪.‬‬ ‫–فهمت ‪..‬‬ ‫–ل تقلقي ‪ ،‬سأجد طريقة أخرى لبقائكما معًـا ‪ ،‬تحلي فقط باليمان والصبر ‪.‬‬ ‫قدمت شيري إليهما وقالت ‪:‬‬ ‫–أليكس ‪ ،‬لقد علم فــــــان بمكان النسخة السادسة ‪.‬‬ ‫–ماذا ؟‬ ‫ض الذئاب بوجود طاقة غامضة مصدرها معبد يقع خلف جبال فيرونا تلك ‪.‬‬ ‫–أخبرته بع ُ‬ ‫–حسنًا إذًا ‪ ،‬سنتجه إلى هناك سوية بعد أن نتم استعداداتنا ‪.‬‬ ‫جبال فيرونا هي سلسلة جبال شاهقة ذات طريق وعر ‪ ،‬وجسور قديمة متحطمة ‪ ،‬إضافة إلى خطر انهيار‬ ‫الصخور من العلى ‪ ..‬والوحوش التي قد تفاجئهم في أية لحظة ‪.‬‬ ‫بدؤوا رحلة الصعود الشاقة فكان العم جورجيو راكبًا عربته حامل معه الفتاتين ‪ ،‬أما فـــــان فكان يسير في‬ ‫المقدمة مهتديًا بذئابه لخلء الطريق لهم ‪ ،‬بينما كان أليكس يسير في المؤخرة وحده شاردًا في تفكير عميق ‪.‬‬ ‫–اوووه ‪ ..‬تبًا ‪.‬‬ ‫–ما المر يا عم ؟‬ ‫– لقد تحطمت العجلة ‪ ..‬لن نستطيع مواصلة السير الن ‪ ،‬هييه فـــــان ‪ ..‬أليكس ‪ ..‬هل ساعدتماني‬ ‫في إصلح عربتي ؟‬ ‫استدار فـــــان فرأى أحد الذئاب قادمًا من بعيد ليخبره باقتراب خطر ما ‪.‬‬ ‫–ما بها يا بني ؟‬ ‫–عدو في طريقه نحونا ‪..‬‬ ‫–ماذا ؟‬ ‫توهجت قلدة شيري توهجــًا شديدًا وبشكل متسارع ‪:‬‬ ‫–اوه يا إلهي ‪ ..‬لم تتوهج القلدة هكذا إل لقدوم عدو قوي جدًا ‪.‬‬ ‫قبض فـــــان يده بقوة فالتفت إليه جورجيو ‪:‬‬ ‫–ما المر ؟‬ ‫–واصلوا السيري من دوني ‪.‬‬ ‫–ماذا ؟ هيي تمهل يا بني !‬ ‫استوقفه أليكس بالسفل ‪:‬‬ ‫–مهل ‪ ..‬إلى أين أنت ذاهب ؟‬ ‫–إنه تورغل ‪.‬‬ ‫–ماذا ؟‬ ‫–إنه بسفح الجبل يسير خلفنا مباشرة ‪ ،‬قم بمواصلة السير وسأذهب أنا لمواجهته ‪.‬‬ ‫–م ‪ ..‬هييه توقف ! هل تظن أنك قادٌر عليه وحدك ؟؟‬ ‫ي لعنته ‪ ،‬وقد بحثت عنه طويل وها قد‬ ‫–لقد تسبب لي تورغل بالكثير من المعاناة منذ أن وضع ف ّ‬ ‫جاء اليوم لنتقم منه لما فعله بي وبأهل قريتي ‪ ،‬لن يمنعني شيء من ذلك ‪.‬‬ ‫–فــــــان ‪ ..‬فــــــان ! تمهل !‬ ‫**********‬

‫في ذلك الوقت فحسب ‪ ،‬كان آنجيلوس قد وصل للتو برفقة سيفيليا إلى ذات المعبد الذي هم في طريقهم نحوه ‪.‬‬ ‫–الكرة السابعة موجودة هنا ؟‬ ‫–ل شك في ذلك ‪ ،‬إنه أحد معابد اللوتس السرية ‪.‬‬ ‫توقف في مكانه ينظر إلى بنيان المعبد القديم وإلى الجبال الشاهقة خلفه ‪ ،‬فالتفتت إليه سيفيليا ‪:‬‬ ‫–ما المـــر ؟‬ ‫–لست مطمئنًا لما يجري ‪ ..‬ولست واثقًا من وجود الكرة هنا أيضًا ‪.‬‬ ‫–ماذا ؟‬ ‫–مصدر قوى غامضة تتجمع في مكان ما بداخل هذا المعبد ‪ ،‬فلنرحل من هنا ‪.‬‬ ‫–إنه مجرد وهم فقط ‪ ،‬سندخل المعبد لخذ الكرة السابعة ونرحل ‪.‬‬ ‫–ل أشعر بها على الطلق ‪ ..‬أنا متأكد حقًا أنها ليست هنا ‪.‬‬ ‫–وماذا لو كانت هنا بالفعل ؟ سنضطر بعدها إلى العودة مجددًا ‪ ،‬فلندخل المعبد ‪ ..‬فلن نعرف ما إذا‬ ‫كانت الكرة موجودة أم ل حتى نكتشف ذلك بأنفسنا ‪.‬‬ ‫–وماذا لو كان بانتظارنا زعيم شيطاني ؟‬ ‫–سأتولى أمره ‪..‬‬ ‫–حًقا ؟ اتساءل عن مدى قدرتك في التعامل معهم ‪.‬‬ ‫–سترى بنفسك إن اضطررت لذلك ‪ ،‬وحتى ذلك الوقت ‪ ..‬لنأمل أل يعترض طريقـنا أحد ‪ ،‬فهمت ؟‬ ‫اقتنع آنجيلوس بالدخول ‪ ..‬والقلق والريب يراودانه باستمرار ‪:‬‬ ‫–هييه ‪ ..‬اين وصل ذلك المهرج في مهمته ؟‬ ‫–لقد تمكن من القبض على فنسنت ‪.‬‬ ‫–ماذا ؟ وماذا عن آيرن ؟‬ ‫–لم تكن معه عندما ُقـبض عليه ‪.‬‬ ‫–وأين هي الن ؟‬ ‫–شقيقتك بأمان ‪ ..‬فل داعي للقلق ‪ ،‬إنها برفقة أخيك الكبر ‪ ..‬ومقاتل ل يستهان به يدعى فــــان ‪.‬‬ ‫–ولم لم يقم جستر باسترجاعها إذًا ؟‬ ‫–ستكون شقيقتك بمأمن أكثر إن كانت برفقة أخيك ‪.‬‬ ‫–وهل من المفترض بي أن أعتمد على أعدائي في حماية شقيقتي ؟؟‬ ‫–في الوقت الراهن ‪ ..‬نعم ‪ ،‬فأفراد العقارب منشغلون بأمر آخر أكثر أهمية ‪.‬‬ ‫توقف آنجيلوس في مكانه وقال بحدة ‪:‬‬ ‫–ماذا تعنين ؟ سلمة آيرن هي أولى اهتماماتي وأهمها ‪ ..‬ول أكترث لي أمر آخر مهما كان !‬ ‫تنهدت سيفيليا وقالت باستخفاف ‪:‬‬ ‫–ل يهم ‪ ،‬أنا آسفة ‪ ،‬هل بإمكاننا مواصلة السير الن ؟‬ ‫تجاهلها وسار من أمامها متضجرًا ‪:‬‬ ‫–أمر أكثر أهمية ‪ ..‬هه ‪ ،‬أتساءل حقًـا ما هو ‪.‬‬ ‫–ستعرف ذلك قريبًـا ‪..‬‬ ‫***********‬ ‫بينما كان تورغل يسير بخطوات متسارعة فاجأه فـــــان بالوقوف في طريقه ‪.‬‬ ‫–‪....‬؟‬ ‫صا مألوفـًـا ؟‬ ‫–الب تورغل ‪ ،‬زعيم جماعة الغراب السود ‪ ،‬أل أبدو لك شخ ً‬ ‫–مع السف ل ‪ ،‬فأنا ل أكترث لوجوه من هم دوني من البشر ‪.‬‬ ‫ت بشريًا حقًـا كما تظن ‪.‬‬ ‫–هكذا إذًا ‪ ..‬لنرى ما إذا كن ُ‬ ‫بدأ فـــــان بالتحول شيئًا فشيئًا إلى طور الذئب ‪ ،‬فرمقه تورغل بنظرات الستغراب والستحقار معًا ‪..‬‬ ‫ثم نظر إلى كتفه فرأى الوشم الذي تنبع منه طاقته الكامنة ‪:‬‬ ‫–لم أعتقد أن فنسنت لم ينتهي بعد من إبادة من ختموا بتلك اللعنة ‪ ،‬أتساءل كيف نجوت منه ‪.‬‬ ‫–لقد انتهى أمر فنسنت ‪ ..‬وسينتهي أمرك أنت أيضًا ‪.‬‬ ‫–أتعني أنك قد قضيت عليه ؟ أعتقد أني مدين لك بالشكر فقد خلصتني من أحد ألد أعدائي ‪.‬‬ ‫ل ‪ ،‬وسأقوم بإرسالك خلفه مباشرة ‪.‬‬ ‫–فع ً‬ ‫– قد ختمت لعنتي في المئات من البشر لخدمتي ‪ ،‬ما إن تسيطر اللعنة على أجسادهم حتى يصبحوا‬ ‫عبيدًا لي ‪ ،‬لكنك تبدو مختلفًـا حقًـا ‪.‬‬ ‫أطلق فـــــان شرارات على أماكن متفرقة ‪ ،‬فظهرت حواجز زرقاء شفافة شكلت وعاء مغلقًا احتوى الثنين‬ ‫بالداخل ليكون ساحة قتالهما ‪:‬‬

‫–هذا الوعاء لن يسمح بدخول أو خروج أي شخص حتى يقضي أحد الطرفين على الخر ‪ ،‬اليوم‬ ‫سأتم انتقامي وأقتلك بذات اللعنة التي وضعتها في جسدي ‪.‬‬ ‫قطب تورغل حاجبيه وقال ‪:‬‬ ‫–أيها الفتى ‪ ،‬ليس هذا الوقت المناسب ‪ ،‬إني في عجلة من أمري ‪.‬‬ ‫–يؤسفني إذًا أن عليك تأجيل مواعيدك إلى وقت آخر ‪.‬‬ ‫وبدأ بالضربة الولى ‪ ،‬فلم يجد تورغل خياًرا آخر سوى مواجهته ‪.‬‬ ‫***********‬ ‫–ما هذا المكان ؟‬ ‫إنه جوف المعبد ‪..‬‬ ‫دخل آنجيلوس وسيفيليا إلى قاعة مستديرة ذات قبة عالية ‪ ،‬حولها خمس مدرجات ‪ ،‬وعلى كل مدرج يوجد‬ ‫تمثال كبير يمثل رأسًا ذا لسان طويل يندفع خارجًا إلى المام ‪ ،‬وبآخر القاعة هناك ‪ ..‬تمثال وحش كبير يتدلى‬ ‫من نابيه شخص مقيد بإحكام ‪ ،‬ينزف بالدماء وقد غطت كامل جسده ‪ ،‬ويبدو فاقد الوعي تمامًا ‪ ،‬لم يتمكن‬ ‫آنجيلوس من تمييزه في البداية حتى تقدم إلى الداخل ‪:‬‬ ‫–فنسنت ؟‬ ‫وقامت سيفيليا بضربه من الخلف فسقط آنجيلوس على الرض ونزف الدم من رأسه ‪ ،‬حاول النهوض فاندفع‬ ‫ح زئبقي حاد اخترق كتفه اليمنى ثم كتفه اليسرى فلم يستطع الحركة ‪ ،‬ثم ظهر أفراد العقارب‬ ‫من الرض رم ٌ‬ ‫أخيرًا وكٌل منهم يقف على لسـان كل تمثال من تلك التماثيل بأعلى المدرجات ‪:‬‬ ‫رجل الطيف ويسلر ‪ ..‬القرصان راجوس ‪ ..‬المهرج جستر ‪ ..‬وأخيراً رجل الظل كيــو ‪.‬‬ ‫–اوه سيفيليا ‪ ..‬على مهلك ‪ ،‬إنه ل يزال شابًا صغير السن ‪.‬‬ ‫–هااااه !! فلنتخلص منه فور انتهائنا من المراسم !! كم أكره أولئك الشباب !!‬ ‫–همم يا له من فتى مثير للشفقة ‪ ،‬هييه كــيو ‪ ..‬هل بدأنا بعملنا ؟‬ ‫نظر كيـــو بعينيه الباردتين إلى آنجيلوس فتشكلت بقع سوداء حوله ‪ ،‬خرجت منها أسواط دخلت في أنحاء‬ ‫مختلفة من جسده فأخذ يصرخ من شدة اللم ‪ ،‬ومع ذلك استمر كيــو بإدخال أسواطه وسحب الدماء منه لُيـضخ‬ ‫بها جسد فنسنت المشارف على الموت ‪ ،‬ثم وقفت سيفيليا هي الخرى على لسان التمثال الخامس ليبدأ أفراد‬ ‫العقارب بتلوة صلواتهم لستدعاء الزعيم القادم ‪ ..‬الملقب بهزيم الرعد ‪.‬‬ ‫–اوه ل ‪ ..‬أخي ‪.‬‬ ‫شعرت آيرن بما يحدث لشقيقها التوأم ‪.‬‬ ‫–هيي آيرن !‬ ‫فامتطت أحد الحصانين وانطلقت فورًا نحو المعبد ‪.‬‬ ‫" يا إلهي إلى أين هي ذاهبة ؟! "‬ ‫–أليكس ! تمهل !‬ ‫أسرع أليكس بامتطاء الحصان الخر وانطلق خلفها مباشرة ‪.‬‬ ‫وبسفح الجبل حيث تدور معركة فـــــان وتورغل ‪.‬‬ ‫كان تورغل يسعى جاهدًا في مناورة فـــــان وتجنب قتاله ‪ ،‬فهم بالهرب وترك الساحة على عجل غير أن‬ ‫جدران الوعاء حالت دون ذلك ‪ ،‬فاندفعت أياد زرقاء منها أحكمت القبض عليه ‪:‬‬ ‫–‪! ...‬‬ ‫وانقض عليه فــــــان بسرعة لكنه اختفى في غمضة عين ليظهر في مكان آخر ‪ ،‬ثم تمتم بتعاويذه ليحول أرض‬ ‫المعركة إلى رمال متحركة تبتلع من بها إلى جوف الرض ‪.‬‬ ‫تفاجأ فــــان من ذلك فأسرع بالقفز نحو الحائط ليغوص بداخله ويختفي عن النظار حتى انتهى تورغل من‬ ‫هجمته ‪ ،‬فظهر فــــان من جديد وأخذ يسير على الحيطان كالعنكبوت قاذفًـا سيفيه بشكل لولبي نحو تورغل‬ ‫الذي وجد صعوبة في تفاديها‪.‬‬ ‫سيطر فــــان على أجواء المعركة ‪ ،‬حتى كاد أكثر من مرة أن يظفر بـرأس عدوه وينهيه بمخالبه ‪.‬‬ ‫ولما رأى تورغل أن فــــان ليس خصمًا سهل على الطلق ‪ ..‬لم يدخر جهًدا فأبدى جديته في القتال سعيًا في‬ ‫القضاء عليه بأسرع وقت ‪.‬‬ ‫استمر قتالهما فترة من الوقت ‪ ،‬وفي لحظة سريعة وطئت فيها أقدام فـــان الرض ‪..‬‬ ‫–ماذا ؟!‬

‫تمكن تورغل من المساك به باستخدامه قوى التصخر ‪ ،‬فبدأ بتحجير ساقيه فلم يعد فــــان قادرًا على الحركة ‪:‬‬ ‫–تـ ‪ ..‬تبـًـا ‪.‬‬ ‫وبدأ صدره وذراعاه بالتحجر أيضًا حتى تحجر رأسه ثم جسده بأكمله ‪.‬‬ ‫–اللعنة عليك أيها الفتى ‪ ..‬فلتذهب إلى الجحيم ‪.‬‬ ‫ثم أطبق تورغل كفيه فانفجر الجسد محدثًا غباًرا كثيفــًا ‪ ،‬وظن تورغل أنه قد أفلح في التخلص منه ‪ ،‬غير أن‬ ‫فــــان ظهر من بين الغبار الكثيف وهاجمه بسيفيه ‪ ،‬فضربه على كتفه ضربة شديدة حتى كاد أن يخلعه ‪ ،‬وجثا‬ ‫الثنان على الرض من شدة التعب ‪.‬‬ ‫كان الجسد الذي تفجر هو طور فـــان المستأذب ‪ ،‬وقد عاد الن إلى هيأته البشرية ‪.‬‬ ‫ل إن أراد القضاء على فــــان دون أن ُيلحق به المزيد من المتاعب ‪،‬‬ ‫رأى تورغل أنه قد يستغرق وقتًا طوي ً‬ ‫فوقف على قدميه بثبات وأغلق عينيه ‪ ،‬ثم جمع كفيه وتمتم في خفوت ‪ ،‬فتشكل ضباب كثيف جدًا مل ساحة‬ ‫القتال فلم يعد فــــان يبصر ما حوله ‪ ،‬وتبع ذلك سكون تـــام ‪.‬‬ ‫–تبًـا ‪ ،‬من أين أتى هذا الضباب ‪..‬‬ ‫وقف فــــان حائرًا في مكانه ‪ ،‬ثم سمع صراخ امرأة ‪ ..‬اعقبه صراخ امرأة ‪ ..‬أعقبه صراخ امرأة ثالثة ‪،‬‬ ‫وضحكات شريرة ل يدري من أين تقدم ‪ ،‬وأصوات رجال ُيعذبون ويصرخون بألم فظيع طالبين النجدة ‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك ‪ ..‬ظل واقفًـا في مكانه محافظًا على رباطة جأشه ‪ ،‬مستل سيفيه وقد استعد لية هجمة مباغتة ‪ ،‬فسمع‬ ‫أصواًتا مختلفة الطبقات تتحدث فيما بينها ‪:‬‬ ‫–هل أنا مخطئ أم أني أرى بشريًـا أمامي ؟ ) صوت ثقيل (‬ ‫–اوه اوه إنه كذلك سبوكي ! مضى زمن طويـــــــــــــــــــل جدًا منذ أن رأينا آخر إنسان استمتعنا‬ ‫كثيرًا باللهو معه ! ) صوت رقيق (‬ ‫–سبوكي ‪ ..‬سباركي ‪ ،‬إني أحاول النوم هنا ! ) صوت خبيث (‬ ‫–استيقظ سبايكي ‪ ..‬فلدينا عمل استدعانا تورغل لجله ) الصوت الثقيل (‬ ‫•تذكير ‪ :‬سبوكي ‪ Spooky‬سباركي ‪ Sparky‬سبايكي ‪ ، Spiky‬أسماء وحوش شيطانية ظهرت في‬ ‫الجزء الول من الرواية ولم ُيعرف كيف تبدو حتى الن ‪ ،‬قدمت إلى عالم النسان أول مره في معركة‬ ‫فيرونا وسيطرت على جسد ألفريـد لما أراد مواجهة تورغل وحده ‪.‬‬ ‫–اوف تبًا ‪ ،‬إنه وقت قيلولتي وأنا نائم ‪ ) .‬الخبيث (‬ ‫–كيف تتحدث وأنت نائم ؟ ) الثقيل (‬ ‫–إني أتحدث خلل نومي أل تعلم ذلك ؟ ) الخبيث (‬ ‫–اوه ‪ ..‬صحيح ‪ ،‬سباركي ‪ ..‬هيا بنا فلنقم بالمهمة وحدنا ) الثقيل (‬ ‫–ها ؟ آ ‪ ..‬حسنًا إذا سبوكي ‪ ،‬قم بإظهار نفسك اول ) الرقيق (‬ ‫–مــــاذا ؟ ولم ل تقوم أنت بإظهار نفسك اول ؟؟ ) الثقيل (‬ ‫–لم ل تلعبان فحسب لعبة الحجر ورق مقص ؟ ) الخبيث (‬ ‫–اوه أنت محق سبايكي ! ) الثقيل (‬ ‫–مهل ! إني ل أملك سوى اصعبين فقط ! ) الرقيق (‬ ‫–هذه مشكلتك سباركي ) الثقيل (‬ ‫–وانت أيضًا يا أحمق ! فانت ل تستطيع بسط يدك ! ) الرقيق (‬ ‫–اوه تبا لكما ! لقد عدتما إلى خلفكما القديم ‪ ) .‬الخبيث (‬ ‫تضجر فــــان من أحاديثهم السخيفة فضرب الرض بقدمه ‪..‬‬ ‫فظهرت تلك الياد الزرقاء وتحركت بعشوائية باحثة عمن تمسك به ‪ ..‬لكنها لم تجد أحدًا ‪.‬‬ ‫–ماذا ؟ ماذا يجري ‪ ..‬أهم أشباح ؟‬ ‫قالوا ‪:‬‬ ‫–أرأيتما ما فعله قبل قليل ؟ إنه يحاول المساك بنا ) الثقيل (‬ ‫–همم ‪ ..‬لم يريد ذلك ؟ ) الرقيق (‬ ‫–أعتقد أنه يريد التعجيل في رؤيتنا ‪ ،‬هيا بنا فلننهي عملنا حتى أتمكن من النوم مبكرًا ) الخبيث (‬ ‫**********‬ ‫بينما كان العقارب يؤدون مراسمهم ‪ ..‬أحس رجل الظل كيـــو باقتراب أشخاص من المعبد ‪:‬‬ ‫–هناك متطفل ‪..‬‬ ‫التفتوا إليه فنظر إلى القرصان راجوس وأردف ‪:‬‬

‫–إنه ذلك البشري الذي قضى على أودن ‪.‬‬ ‫–ماذا ؟! هاااه !! الويل له !! إني قادم إليه !!‬ ‫قال رجل الطيف ويسلر ‪:‬‬ ‫–تمهل ‪ ،‬إن غادرت مكانك فستفشل المراسم وسيتوجب علينا البدء من جديد ‪ ،‬جستر ‪ ..‬خلت أنك‬ ‫قد أمنت إجراء المراسم لنا وقضيت على ذلك البشري ‪.‬‬ ‫–م ‪ ..‬؟ هييه ل تلمني يا رجل ‪ ،‬لقد تمكن ذلك البشري من القضاء على ذلك التافه أودن على أية‬ ‫حال‪.‬‬ ‫صرخ راجوس بغضب ‪:‬‬ ‫–هاااه !! ماذا قلت أيها اللعين ؟! لن أسمح لك بإهانة أي فرد من عشيرتي !!‬ ‫–وما المميز في ذلك التافه ؟ صاحب الوجه المتهالك ‪.‬‬ ‫–ماذا قلت ؟!!‬ ‫قاطعتهما سيفيليا ‪:‬‬ ‫–هذا يكفي ‪ ،‬من يريد منكم أن يتولى أمره هذه المرة ؟ ‪.‬‬ ‫قال ويسلر ‪:‬‬ ‫–حسنًا حسنًا ‪ ،‬سأكلف جنودي بتأخيره ‪.‬‬ ‫***********‬ ‫–آيرن ! تمهلي ! ل تذهبي إلى هناك !‬ ‫تمكن أليكس من اللحاق بها والوقوف في طريقها ‪.‬‬ ‫–ماذا جرى لك ؟؟‬ ‫–إنه أخي أليكس ! لقد غدروا به !‬ ‫–ماذا ؟؟‬ ‫–إنهم يخططون لستخدام دمائه في استدعاء زعيم شيطاني مخيف !‬ ‫–تـ ‪ ..‬تمهلي قليل ‪ ،‬من تقصدين بـ إنهم ؟‬ ‫–العقارب ‪ ..‬العقارب ‪ ،‬لقد غدروا بأخي وهم يجرون مراسمهم الن ! علينا إيقافهم قبل فوات‬ ‫الوان أليكس !‬ ‫سد بالصخور ‪.‬‬ ‫ثم حدث انهيار صخري مفاجئ ‪ ،‬فأسرع الثنان بالتقدم حتى نجيا ‪ ،‬لكن طريق العودة قد ُ‬ ‫–تبــًا ‪..‬‬ ‫–ل خيار آخر ‪ ،‬علينا الذهاب إليهم ‪.‬‬ ‫–هييه آيرن !‬ ‫وصلت آيرن إلى المعبد فسارعت بالدخول إليه ‪ ،‬وعندما هم أليكس بالدخول خلفها ‪..‬‬ ‫–انتظري آيرن !‬ ‫ظهرت وحوش على الرض ‪ ،‬أرعبت حصانه فأبى التقدم ‪.‬‬ ‫–ما هذه الوحوش ؟؟‬ ‫وحوش طيفية ل يظهر من الرض سوى رأسها ‪ ،‬يتفتح كالزهرة ليبتلع كل من يدوس عليه ‪.‬‬ ‫" تبـًا ‪ ،‬علي اللحاق بآيرن قبل أن تصاب بمكروه "‬ ‫حاول أن يتفاداها ويقفز بحصانه من فوقها ‪ ،‬لكن عددها تكاثر فجأة فابتلعت الحصان وسقط أليكس عنه ‪.‬‬ ‫نهض من الرض فورًا بعدما كاد أحدها أن يبتلعه ‪ ،‬فضربه بسيفه وقضى عليه ‪ ،‬ولكن ‪ ..‬علقت قدمه في رأس‬ ‫آخر فابتلعه ‪.‬‬ ‫–‪!....‬‬ ‫وجد أليكس نفسه في مكان غريب ‪ ،‬أشبه بمغارة أعلها شق تدخل منه أشعة الشمس ‪.‬‬ ‫" م ما هذا ؟ إلى أين ذهبت ؟ "‬ ‫ثم ظهرت وحوش شيطانية حوله ‪.‬‬ ‫–تبـًا ‪ ،‬ماذا يجري ‪ ،‬أين أنا ؟‬ ‫وبدأ بقتالها ففاجأه ظهور ذات الوحوش ذوات الرؤوس الزهرية على الرض ‪ ،‬وسقط في الفخ مرة ثانية‬ ‫فابتلعه الوحش إلى داخله ‪ ،‬فتغير المكان فجأة وإذا بأليكس في مغارة أخرى يختلف شكلها قليل عن المغارة‬ ‫السابقة ‪ ،‬غير أن الشق الذي تدخل منه أشعة الشمس بدا أصغر حجمًا ‪.‬‬ ‫وظهرت الوحوش الشيطانية ‪ ..‬ومعها ظهرت أيضًا الوحوش ذوات الرؤوس الزهرية ‪.‬‬ ‫–م ‪ ..‬مرة أخرى ؟‬

‫وهكذا وكلما انشغل بالقتال أزعجته الوحوش الزهرية بابتلعه ‪ ،‬فإن علق فيها انتقل إلى مغــارة ذات شق‬ ‫أصغر من السابق ‪.‬‬ ‫***********‬ ‫وقف فـــــان مترقبًا بحذر شديد ‪ ،‬فقد اختفى كل أثر لولئك الوحوش الثلثة ‪ :‬سبايكي ‪ ..‬سبوكي ‪ ..‬وسباركي ‪.‬‬ ‫وانقضت عليه مسننات حادة من كل مكان ‪ ،‬فاستمر في تفاديها إلى أن باغته مسنن سريع من الخلف ‪ ،‬عندما‬ ‫قام بضربه لبعاده ‪ ..‬تفاجأ بأن المسنن لم يكن سوى خيال اخترق جسده ‪ ،‬فتضاحك الثلثة فيما بينهم ‪:‬‬ ‫–اوه لقد جعلناه يرقص في تفادي ل شيء ! ) الرقيق (‬ ‫–يا له من فتى مضحك ‪ ) .‬الثقيل (‬ ‫–حسنًا إنه جيٌد حقـًا ‪ ،‬ولكن ماذا عن هذه ؟ ) الخبيث (‬ ‫ثم أطلق الخبيث سبايكي سهامًا حادة ‪ ،‬فالبكاد تمكن فــــان من تفاديها وتراجع إلى الخلف حتى حوصر‬ ‫فظهر فـأس عملق خلفه ‪ ،‬فضربوه بقوة حتى قطعوا له ذراعه ‪.‬‬ ‫–‪!....‬‬ ‫وعادوا للضحك بجنون ‪ ،‬ثم ظهرت يد شيطانية من تحت قدميه جرته إلى جوف الرض حتى غاص نصف‬ ‫جسده ‪ ،‬فعلقت ساقاه ولم يتبقى سوى صدره ورأسه ‪.‬‬ ‫–تبــًا !‬ ‫حاول المقاومة والخروج فلم يستطع ‪ ،‬وصعدت ديدان كثيرة من حوله بدأت بتسلق جسده ‪.‬‬ ‫–‪!....‬‬ ‫قال الثلثة ‪:‬‬ ‫–اوه انظرا ‪ ،‬إنه يبدو خائفـًا هذه المرة ‪ ) .‬الرقيق (‬ ‫–ما الذي يخيفه إلى هذه الدرجة ؟ لم ير شيئًا بعد ‪ ) .‬الثقيل (‬ ‫–هذا صحيح سبوكي ‪ ،‬كيف لو رأى وجهك ؟ ) الخبيث (‬ ‫وقهقهوا بصوت عال ‪ ،‬حتى غطت الديدان وجه فـــان تمامًا ‪ ،‬فشرعت في افتراسه فصرخ متألمًا ‪.‬‬ ‫************‬ ‫دخلت آيرن إلى قلب المعبد حيث رأت أخاها آنجيلوس ملقى على الرض ‪ ،‬وأسواط سوداء تخترق جسده‬ ‫لتمتص منه دماءه ‪ ،‬فركضت نحوه مباشرة واقتلعت السواط منه ‪.‬‬ ‫–يا إلهي ‪ ،‬أخي ‪ ..‬أخي ‪ ،‬استيقظ هل أنت بخير ؟‬ ‫فتح آنجيلوس عينيه وقد أحس بصداع شديد في رأسه نتيجة ما فقده من الدماء ‪.‬‬ ‫–آيرن ‪..‬‬ ‫ثم قاطعهما العقارب وهم يستمرون في أداء مراسمهم بالعلى ‪:‬‬ ‫–هممم أليست هذه ابنة الزعيم زوتيكوس ؟‬ ‫–هاااه !! إنها تبدو كواحدة من أولئك البشر !!‬ ‫–حتى أني أشتم منها رائحة إنسان ‪ ،‬تبـًا ‪ ..‬لقد خلعت أسواطك يا كيــو ‪.‬‬ ‫–‪.......‬‬ ‫–ل يهم ‪ ،‬فقد حصلنا على ما يكفي من دماء آنجيلوس ‪ ،‬سننتهي من المراسم قريبًا ‪.‬‬ ‫التفتت آيرن إلى جسد فنسنت المقيد بأعلى التمثال الكبير ‪:‬‬ ‫–فنسنت ‪ ..‬يا إلهي ‪ ،‬ما الذي فعلتم به ؟!‬ ‫نظر إليها رجل الطيف ويسلر ‪:‬‬ ‫–همم ؟ هذا البشري يحتفظ بروح زعيمنا في داخله ‪ ،‬ل ندري كيف ذلك ولكنه كذلك ‪ ،‬ونحن الن‬ ‫بصدد إيقاظ الزعيم كومودس ‪ Commodus‬من سباته العميق ‪.‬‬ ‫نهض آنجيلوس من الرض متسائل ‪:‬‬ ‫–الزعيم ‪ .......‬كومودس ؟‬ ‫أجابه جستر ‪:‬‬ ‫–هذا صحيح يا فتى ‪ ،‬الزعيم كومودس ‪ ،‬المؤسس الول لعصابة العقارب والملقب أيضًا بهزيم‬ ‫الرعد ‪ ،‬قبل زمن بعيد جدًا ‪ ..‬كان الزعيم كومودس هو أحد الزعماء القلئل الذين كانوا يهددون‬ ‫عرش والدك زوتيكوس ‪ ،‬تقاتل الثنان في معارك عديدة ‪ ،‬إلى أن ُهزم الزعيم بعد خيانة أحد‬ ‫العقارب له والذي قمنا مؤخرًا بقتله ‪.‬‬ ‫أردف ‪:‬‬

‫–نصب له كمينًا فاضطر الزعيم إلى ختم روحه داخل قلدة أثرية بانتظار أن يقوم أحدنا بتحريره ‪،‬‬ ‫لكن أحد الشياطين انتقل بها عن غير قصد إلى عالم البشر ‪ ،‬فبقي الزعيم سجينًا داخل القلدة‬ ‫حتى خسر معظم قواه ‪ ،‬واضطررنا نحن للستسلم لهيمنة زوتيكوس والرضوخ له حتى رضي‬ ‫بنا واستخدم قوانا للقتال إلى جانبه ضد بقية الزعماء ‪.‬‬ ‫ثم أتبعته سيفيليا ‪:‬‬ ‫–عندما كنت مجرد بشرية ‪ ..‬وجدت تلك القلدة ‪ ،‬وتحدث إلي الزعيم بصوت واهن طالبًا مني‬ ‫إخراجه ‪ ،‬أخبرني بحقيقته وطلب مني استدعاء العقارب لمساعدته ‪ ،‬مقابل أن يهب لي قوى‬ ‫تمكنني من السيطرة على عالم البشر لمواصلة تجاربي ‪ ،‬غير أن القلدة سقطت مني في غابة‬ ‫سايرن عندما ألقى الملك لويس القبض علي أثناء هروبي ‪.‬‬ ‫تابعت ‪:‬‬ ‫–انضممت إلى جماعة الغراب السود لستخدم ذات الطريقة التي انتقل بها تورغل إلى عالم‬ ‫الشياطين ‪ ،‬ويهب لي زوتيكوس قوى شيطانية دون علمه بحقيقة نواياي ‪ ،‬لقوم بإعادة لم شمل‬ ‫عصابة العقارب سرًا ‪.‬‬ ‫قال ويسلر ‪:‬‬ ‫–حسنًا ‪ ..‬ل نعلم كيف حدث هذا ‪ ،‬لكن يبدو أن فنسنت قد قام بإخراج روح الزعيم ليتسرب إلى‬ ‫داخل جسده ‪ ،‬المرض الذي أصيب به مؤخرًا هو لعدم قدرة جسده البشري على استضافة روح‬ ‫الزعيم لفترة أطول ‪.‬‬ ‫ونظر إلى جسد فنسنت وأردف ‪:‬‬ ‫–والن سيعود الزعيم إلينا من جديد ‪ ،‬ولكن سيكون جسده هو جسد فنسنت الذي ‪..‬‬ ‫أكمل عليه القرصان راجوس ‪:‬‬ ‫–‪ ..‬الذي ستذهب روحه إلى الجحيم حيث ذهبت روح زوتيكوس !!‬ ‫وقهقه ضاحكًا ‪.‬‬ ‫نهض آنجيلوس من الرض بعناء وقال ‪:‬‬ ‫–أيها الخونة ‪..‬‬ ‫ثم نظر إلى سيفيليا ‪:‬‬ ‫ت ‪ ،‬أيتها العجوز الشمطاء ‪ ..‬ستندمين على ذلك ‪.‬‬ ‫–أن ِ‬ ‫قال راجوس لها ‪:‬‬ ‫–هييه سيفيليا ! هل بإمكاني القضاء عليهما الن ؟! لقد اقتربنا من إنهاء المراسم وبإمكانكم‬ ‫إكمالها من دوني ! أريد أن أستمتع قليل بنهش عظامهما الصغيرة !‬ ‫أمسكت آيرن بكتف شقيقها وقالت ‪:‬‬ ‫–أخي ‪..‬‬ ‫–سأقتل ‪ ..‬هذا ‪ ..‬الخائن ‪.‬‬ ‫–ل تفعل ! أنت مصاب !‬ ‫نزل راجوس على الرض ومشى نحوهما بتغطرس ضاحكًا بخبث ‪:‬‬ ‫–هاااه !! بأيكما أبدأ يا ترى ؟!!‬ ‫لم يستطع آنجيلوس الوقوف تمامًا فجثا على ركبته وأمسكت به شقيقته ‪..‬‬ ‫وعندما رفع راجوس سيفه عاليًا ‪:‬‬ ‫–ستختار يدي هذه من سأقتل أول !‬ ‫–‪!....‬‬ ‫وقبل أن يصل نصل سيفه إلى جبين آنجيلوس ‪ ..‬ظهر تورغل فجأة وأوقف راجوس بصولجانه ‪.‬‬ ‫–م ‪..‬؟!‬ ‫وفجر نورًا شديًدا دفع بجسد راجوس بعيدًا فانهار عليه السقـف ‪ ،‬وأطلق تورغل شعاعًا حارقًا نحو جسد‬ ‫فنسنت ليقضي عليه قبل اتمامهم للمراسم ‪ ،‬لكن قوى كيـــو السوداء وقفت في طريقه وحالت دون ذلك ‪.‬‬ ‫***********‬ ‫استمرت الديدان الرضية في نهش جسد فــــان ‪ ،‬فأمرها سباركي بالتوقف فعادت إلى حيث أتت ‪.‬‬ ‫لم يتبق من جسد فــــان سوى وجهه المتآكل وقد سقطت عيناه على الرض في منظر بشع ‪.‬‬ ‫–أوه ‪ ..‬كان هذا سريعًا حقـًا ‪ ) .‬الثقيل (‬ ‫–المسكين ‪ ،‬إنها نهاية مؤسفة بالفعل ) الرقيق (‬ ‫ي ‪ ،‬هل اعتنيتما بتنظيف المكان ؟ ) الخبيث (‬ ‫–هيا بنا ‪ ،‬فالنوم يمل عين ْ‬

‫تمتم الثقيل سبوكي ببضع كلمات فانقشع الضباب شيئًا فشيئًا ‪ ،‬فظهر الثلثة على حقيقتهم أخيرًا ‪ ،‬فكانوا‬ ‫وحوشًا شيطانية على شكل فزاعة ‪ ،‬يرتدون وشاحًا أسود متشقق وقبعة حمراء متوهجة ‪.‬‬ ‫استدار الخبيث سبايكي هامًا بالرحيل ‪ ،‬قبل أن يتوقف لسماع حركة خفيفة ‪:‬‬ ‫–ها ‪..‬؟‬ ‫ثم خرج فـــــان من إحدى الجدران سليم الجسد ‪ ،‬وضرب الخبيث سبايكي فقسمه إلى نصفين ‪.‬‬ ‫–الن بإمكانك النوم بسلم ‪..‬‬ ‫التفت الثنان الخران إليه والدهشة تغمرهما ‪:‬‬ ‫–أيها الـ ‪ ! ..‬كيف نجوت بحق ال ‪ ..‬؟! ) الرقيق (‬ ‫–هذا مستحيل ! وماذا كان هذا إذًا ؟! ) الثقيل (‬ ‫ثم نظرا إلى الجثة المتهالكة ‪ ،‬فابتسم فـــان في وجههما ساخرًا ‪:‬‬ ‫–أؤمن بأن الشياطين ل تملك عقل تفكر به ‪ ،‬انظرا خلفكما ‪.‬‬ ‫–ماذا ؟؟‬ ‫كان جسد فـــان الحقيقي واقفًا مكانه كالصنم خارج جدران الوعاء ‪.‬‬ ‫–م ‪ ..‬ماذا يجري سباركي ؟!‬ ‫–ل أعلم سبوكي !‬ ‫نظر إليهما فــــان ببرود وقال ‪:‬‬ ‫–هذه الجدران هي سيل من طاقتي الكامنة ‪ ،‬والتي بها أستطيع تشكيل جسد مشابه لجسدي‬ ‫ي أبدًا طالما كنت أستمد منها الطاقة‬ ‫الحقيقي ‪ ،‬لذا ومهما تعرضت من الضرب فلن يؤثر ذلك ف ّ‬ ‫باستمرار ‪.‬‬ ‫ثم التفت إلى الثقيل سبوكي وقال ‪:‬‬ ‫–اوه ‪ ..‬أنت تبدو بشعًا حقًا ‪.‬‬ ‫–أيها اللعين ! ) الثقيل (‬ ‫–ستندم على ما فعلت ! ) الرقيق (‬ ‫اندمج الثنان ببعضهما البعض ‪ ،‬فشكل وحش فزاعة أكبر حجمًا يطفو في الهواء ويمسك برمح ضوئي ‪.‬‬ ‫–سننتقم منك أيها البشري ! كيف تجرؤ على قتل شقيقنا ؟!‬ ‫وبدأ الوحش بالدوران حول نفسه بسرعة عالية كإعصار شديد محطمًا كل ما يقف في طريقه ‪ ،‬فظهرت الياد‬ ‫الزرقاء للمساك به غير أنها تقطعت وتساقطت على الرض ‪.‬‬ ‫–إنها نهايتك !‬ ‫استمد فــــان من جدران وعائه المزيد من الطاقة ‪ ،‬فتحول مجددًا إلى طور الذئب ‪ ،‬وقفز من حائط إلى آخر‬ ‫حتى ارتد بالسقف ثم انقض كسهم سريع وضرب مركز الدوران فأصاب الوحش في رأسه وسحقه ‪ ،‬فتحول إلى‬ ‫ذرات رمل على الرض ‪.‬‬ ‫التفت فـــان إلى هناك فرأى جزءًا من أحد الجدران ‪ ..‬كان تورغل قد دمره بقوة وهرب من خلله أثناء‬ ‫استدعائه للوحوش الثلثة ‪.‬‬ ‫–تبـًا ‪ ،‬كيف نجح في تحطيمه ؟‬ ‫وعاد فـــان إلى جسده الحقيقي بالخارج ‪.‬‬ ‫*************‬ ‫فاجأ تورغل أفراد العقارب بظهوره المفاجئ ‪ ،‬وعاد القرصان راجوس من جديد فنهض من بين الركام ‪:‬‬ ‫–تورغل !! عليك اللعنة ‪ ..‬عليك اللعنة !! سأقضي عليك ‪ ..‬سأقضي عليك !!‬ ‫التفت إليه تورغل بغرور ‪:‬‬ ‫–اوه ‪ ..‬أنت ؟‬ ‫–أيها الـ ‪!! ..‬‬ ‫تجاهله والتفت إلى سيفيليا ‪:‬‬ ‫–هكذا إذًا أيتها العالمة سيفيليا ‪..‬‬ ‫–تورغل ‪ ،‬أتعجب من أنك ل تزال حيًا ‪.‬‬ ‫تقصد عندما قامت بزيادة السم في جسده وأوهمته بالعلج حينما طلب منها ذلك ‪ ،‬بعد إصابته بسم الوحش‬ ‫الدودي في غابة الموت ‪ ،‬لكن يبدو أن تورغل قد شك في حقيقتها منذ تلك اللحظة فطلب من أتباعه البحث عن‬ ‫العلج الحقيقي للسم في أحد مختبراتها القديمة ‪.‬‬ ‫–إني أهتم بمصالحي فقط تورغل ‪ ،‬لديك أسبابك الخاصة ‪ ،‬ولدي أسبابي الخاصة في مساعدتي‬ ‫للزعيم كومودس ‪.‬‬

‫ابتسم تورغل بسخرية واستدعى عدًدا جباًرا من الشياطين ذوي الصولجانات المضيئة ‪..‬‬ ‫قامت بمحاصرة كل واحد من العقارب ‪ ،‬حتى ارتبك المهرج جستر وقال ‪:‬‬ ‫–اللعنة ! كيف سنقاتلهم ونحن في مرحلة تستوجب علينا إتمام المراسم دون انقطاع !‬ ‫وبدأ راجوس بقتالهم حتى اختفى بينهم لكثرتهم ‪:‬‬ ‫–اللعنة عليكم !! سأقضي عليكم أيها الجبناء !!‬ ‫وانشغل كل واحد منهم ما بين دوره في إتمام المراسم ‪ ..‬وقتاله لتباع تورغل المحيطين به ‪ ،‬فحدثت معركة‬ ‫فوضوية وتعالت أصوات القتال في القاعة ‪.‬‬ ‫–تـ ‪ ..‬تورغل ‪..‬‬ ‫–أنتما ‪ ،‬غادرا المكان حال ‪.‬‬ ‫–سيد تورغل وماذا عنك ؟!‬ ‫–سأنهي هذا المر بنفسي ‪ ،‬وسألحق بكما فيما بعد ‪ ،‬هيا !‬ ‫أمسكت آيرن بأخيها وأعانته على النهوض والسير خارج القاعة ‪.‬‬ ‫–هاااه !! إلى أين أيها الجبناء ؟! تورغل !! واجهني رجل لرجل !! أتخشاني ؟!‬ ‫لم يبال به تورغل على الطلق ‪ ،‬واستغل انشغالهم بمعاركهم فانطلق هو باتجاه جسد فنسنت لنهائه ‪ ،‬لكن‬ ‫كيـــو خرج فجأة من شق أسود وتصدى له ‪ ،‬على الرغم من أن تورغل ل يزال يراه يقاتل هناك ‪.‬‬ ‫–ما هذا ؟‬ ‫–تورغل ‪ ،‬سأطلب منك المغادرة الن ‪.‬‬ ‫–هه ‪ ..‬وأي طلب سخيف هذا ؟‬ ‫وقام تورغل بسحق وجهه بصولجانه المشع ‪ ،‬غير أن كيــو ‪ -‬آخر‪ -‬خرج من شق آخر وقام بتقييد تورغل من‬ ‫الخلف بواسطة أسواطه ‪ ،‬محاول سحبه إلى داخل الشق ‪.‬‬ ‫–سيستيقظ الزعيم كومودس قريبًا ‪ ،‬ولن يسر برؤية أي شخص تابع لعدوه زوتيكوس ‪.‬‬ ‫اختفى تورغل فجأة من أمام عينيه ‪.‬‬ ‫–همم ؟‬ ‫ثم ظهر في مكان آخر ‪:‬‬ ‫–كومودس ‪ ،‬ظننت أنه قد مات منذ زمن ‪.‬‬ ‫–لم يكن هذا صحيحًا تمامًا ‪ ،‬إنه داخل جسد ذلك البشري فنسنت ‪.‬‬ ‫–وما الذي أتى به إلى هناك ؟‬ ‫–ل أعلم ‪ ،‬كل ما يهمني هو عودة الزعيم إلى الحياة ‪ ،‬والتضحية بما تبقى لي من طاقتي لجله ‪..‬‬ ‫تكفيرًا للقرون التي عملت فيها تابعًا لعدوه زوتيكوس ‪.‬‬ ‫–ما هذا الهراء ؟‬ ‫–لن تفهم ذلك على الطلق ‪ ،‬فأنت لم تلتق به من قبل ‪.‬‬ ‫–لم ألتق به ولم أكن لكترث لمره ‪ ،‬لكني لست بحاجة إلى المزيد من العداء في تحقيق غايتي ‪.‬‬ ‫–العثور على شعب اللوتس ؟ أنت مصر إذًا على مساعدة الفتى وشقيقته ‪ ،‬حين يستيقظ الزعيم‬ ‫كومودس فلن يتوانى أبدًا في قتلهما لنيل قوة والديهما ‪.‬‬ ‫أدخل تورغل صولجانه في الشق الول فخرج نور شديد من الشق الخر أحرق جسد كيـــو الثاني ‪ ،‬غير أن‬ ‫الوقت كان يجري بسرعة ‪ ،‬فقد أنهى العقارب إجراء مراسمهم أخيرًا ‪ ،‬وضعف الربعة ) سيفيليا – ويسلر –‬ ‫جستر ‪ -‬وراجوس ( فسقطوا على الرض بعد أن تمكن أتباع تورغل منهم ‪ ،‬ولكن ‪ ..‬تبين أنهم لم يكونوا سوى‬ ‫وحوش ظلمية عادية ‪ .‬ثم ظهر كيـــو الحقيقي خارجًا من بحيرة سوداء ‪:‬‬ ‫–إنها مجرد وحوش ظلمية اكتنزت شيئًا من طاقة كل واحد من أولئك الربعة ‪.‬‬ ‫كان الربعة في الحقيقة في أماكن مختلفة بعيدة تمامًا عن المعبد ‪ ،‬قاموا من قبل بوضع جزء من طاقتهم في‬ ‫وحوش كيـــو الظلمية ‪ ،‬فاتخذت تلك الوحوش هيئة كل واحد منهم ‪ ،‬وقاموا بتسييرها كما لو كانوا هم حقيقة ‪.‬‬ ‫أنهى جستر دوره فعاد إلى جسده الحقيقي الموجود في مدينة مهجورة ‪:‬‬ ‫–أوف ‪ ،‬أخيرًا انتهينا من إجراء تلك المراسم المملة ‪ ،‬أتساءل كيف سيكون مزاج الزعيم بعدما‬ ‫تركناه كل هذه الفترة ‪.‬‬ ‫بينما كان رجل الطيف ويسلر برفقة القرصان راجوس على سفينته المحلقة في السماء ‪:‬‬ ‫–هاااه !! تبًا لذلك الـ تورغل !! كم أتمنى لقاءه قريًبا لتلقينه درسًا لن ينساه !!‬ ‫–أخشى أنك لن تتمكن من ذلك ‪ ،‬فالزعيم كومودس قادم قريبًا لينهي كل من يراه أمامه ‪.‬‬ ‫أما سيفيليا فقد رحلت إلى أحد مختبراتها السرية بباطن الرض ‪ ،‬لتقوم بإطلق سراح اللف من وحوش‬ ‫تجاربها ‪ ،‬لتجنيدهم من أجل خدمة زعيمهم الجديد كومودس ‪.‬‬ ‫–تورغل ‪ ،‬ارحل من هنا قبل أن تلقى حتفك ‪.‬‬ ‫–بل أنت وزعيمك من سيلقون حتفهم على يدي ‪.‬‬

‫دارت معركة وحشية بين تورغل و كيــو ‪ ،‬استخدما فيها قوى شيطانية متطورة لم يشهدها أحد من قبل ‪.‬‬ ‫وفاجأ كيو تورغل في لحظة سريعة فخرج من باطن الرض وطعن ظل تورغل في ركبته فنزفت ركبته بالدماء ‪.‬‬ ‫–‪!....‬‬ ‫حاول تورغل تفادي كيـــو الذي كان يستهدف ظله فقط للقضاء عليه ‪ ،‬فقام تورغل بتحويل الرض إلى طين‬ ‫متحرك يبتلع كل شيء إلى باطنه ‪ ،‬لكن كيـــو فاجأه مرة اخرى فظهر في السقف ورمى بأسواطه لتتغلغل في‬ ‫جسد تورغل وتبدأ بامتصاص طاقته ‪ ،‬فأسرع تورغل بإحاطة جسده بطاقة ضوئية حارقة ‪ ..‬أحرقت السواط‬ ‫وكادت أن تحرق كيــو لول أنه قطعها قبل أن تصل إليه ‪.‬‬ ‫وجاء دور تورغل هذه المرة فباغت بهجوم عنيف متتابع وسريع ‪ ،‬فتمكن من إحراق الشق العلوي لجسد كيـو‪:‬‬ ‫–تورغل ‪ ،‬تبا لك ‪ ،‬لم تدع لي خيارًا آخر ‪.‬‬ ‫استخدم كيـــو أقوى ما لديه ‪ ،‬فجرف تورغل وأغرقه داخل بحيرته السوداء العظيمة ‪.‬‬ ‫تلفت تورغل لما حوله فوجد نفسه في عالم آخر ‪ ،‬بل ‪ ..‬في عالم كيــو الظللي الخاص به ‪.‬‬ ‫–اللعنة ‪ ،‬كيف وقعت في فخه بهذه السهولة ‪..‬‬ ‫وظهر كيـــو بشكله الحقيقي ‪ ..‬فكان في الواقع وحشًا ظلميًا عملقًا تتدلى منه سلسُل حديدية وتحيط به أبخرة‬ ‫سوداء ‪ ،‬أما هيأته القديمة تلك فكانت مجرد أجساد علوية يسير بها خارج عالمه الخاص ‪.‬‬

‫قال تورغل بنبرة ساخرة ‪:‬‬ ‫–هه ‪ ..‬إذًا هذا هو شكلك الحقيقي كيـــو ‪.‬‬ ‫لكن سلسل حديدية باغتته فقامت بتقييده وسحب طاقته على دفعات هائلة ‪ ،‬مسببة اللم الشديد له ‪.‬‬ ‫–ل زلت تتحدث بثقة تورغل ؟ على الرغم من أنك تراني بصورتي الحقيقية ‪ ،‬لم يخرج أحد من‬ ‫هذا المكان حيًا على الطلق !‬ ‫كان حجم تورغل مقارنة به كحجم عقلة الصبع ‪.‬‬ ‫أخذ كيـــو يتلذذ في تعذيبه وامتصاص طاقته ‪ ،‬فعلم تورغل أنه واقع في مشكلة حقيقية ‪ ،‬وهم بالختفاء لكنه لم‬ ‫يفلح ‪ ،‬وأراد استخدام قوى أخرى لكنها جميعًا لم ُتجِد في ذلك المكان المخيف ‪.‬‬ ‫************‬ ‫من جانب آخر ‪ ،‬تمكن أليكس أخيرًا من إيجاد حل للمأزق الذي وقع فيه ‪ ،‬فبدأ في مناورة الوحوش الشيطانية‬ ‫وإطلق موجات لهب على ذلك الشق العلوي الذي تدخل منه أشعة الشمس ‪ ،‬فاهتز المكان هزات متتالية ‪،‬‬ ‫وتبين لليكس أن ذلك الشق هو قلب أول وحش زهري قام بابتلعه ‪ ،‬وكلما قام وحش زهري آخر بابتلعه‬ ‫كلما غاص أليكس إلى داخل الجوف ‪.‬‬ ‫خرج أليكس اخيرًا إلى العالم الحقيقي ‪ ،‬وغرز سيفه بالرض وأطلق موجة لهب قوية أحرقت كل الوحوش‬ ‫الزهرية التي كانت تلحقه ‪ ،‬ثم قدم فــــان أخيرًا ‪:‬‬ ‫–أليكس ‪..‬‬ ‫–فــــان ‪ ،‬لقد جئت في الوقت المناسب ‪.‬‬

‫–ماذا حدث ؟‬ ‫–لقد دخلت آيرن إلى هناك ‪ ،‬العقارب بالداخل وعلينا الحذر ‪.‬‬ ‫دخل المعبد وسلكا ممرًا آخر ل يؤدي إلى قلب المعبد ‪ ،‬فوجدا نفسيهما في قاعة مختلفة أغلقت عليهما‬ ‫البواب ‪ ،‬ورآ النسخة البلورية السادسة بأعلى السقف غير أن الوحوش البركانية ظهرت من تحت الرض‬ ‫لمحاربتهم ‪:‬‬ ‫–اوه تبـًا ‪ ،‬هذا اليوم لن ينتهي على خير أبدًا ‪.‬‬ ‫**************‬ ‫أبدى تورغل كل ما لديه سعيًا في الفلت من قبضة الوحش العملق كيـــو ‪:‬‬ ‫–ل فائدة تورغل ‪ ،‬أخبرتك منذ البداية ‪ ،‬ستموت !‬ ‫تمتم تورغل بتعاويذ الستدعاء ‪ ،‬فاستدعى عددًا من الوحوش ذوي الصولجانات المضيئة ‪ ،‬وقامت بالهجوم‬ ‫على كيــو ‪ ،‬لكنها لم تستطع عمل شيء ‪ ،‬فكان أشبه بهجوم حشرات صغيرة الحجم على وحش يفوقهم قوة‬ ‫وحجمًا بآلف المرات ‪ ،‬فتساقطوا واحًدا بعد آخر ‪ ،‬ولما انتهى كيـــو منهم قرر أخيرًا إنهاء حياة تورغل فقامت‬ ‫السلسل بشد أطرافه حتى خلعتها عن جذعها ‪.‬‬ ‫ولكن وفجأة ‪ ..‬تحولت أجساد الوحوش ذوي الصولجانات المضيئة إلى غربان سوداء ‪ ،‬حلقت عاليًا فشكلت‬ ‫جسد تورغل من جديد ‪ ،‬فاندفع نحو وجه كيـــو وفقأ له عينه فصرخ صرخة عظيمة ‪.‬‬ ‫استعاد تورغل شيئًا من طاقته بعدما استمدها من طاقة وحوشه التي استدعاها لجل ذلك ‪ ،‬واستهلك معظم قواه‬ ‫في تحطيم جسد كيــو العملق الذي لم يجد فرصة في مجاراة سرعته ‪ ،‬ولما اخترق تورغل صدره وغرز‬ ‫صولجانه في قلبه ‪ ..‬قام بتفجيره فصرخ كيـــو صرخة أشد وأعلى ‪ ،‬وتمكن تورغل بعدها أخيرًا من الخروج‬ ‫من عالم كيـــو الظللي إلى العالم الحقيقي ‪.‬‬ ‫فقد تورغل نسبة كبيرة من طاقته ‪..‬‬ ‫تقدم نحو جسد كيـــو الملقى على الرض كالمشلول وقام بوضع قدمه على وجهه احتقارًا له ‪:‬‬ ‫–الغلبة لي دائمًا أيها الحقير ‪.‬‬ ‫ثم سحق رأسه فتفجرت دماء سوداء خارجة منه ‪.‬‬ ‫جثا تورغل على الرض من شدة النهاك ‪ ،‬لم يكن بعد قد التقط أنفاسه حتى رأى فنسنت هناك بالعلى ‪..‬‬ ‫قد بدأت ذراعاه بالتحرك شيئًا فشيئًا ‪.‬‬ ‫–تبــــًا !‬ ‫أيقن تورغل أن مراسم العقارب قد نجحت ‪ ،‬فكافح بعناء للنهوض على قدميه ‪ ،‬واستجمع طاقته وأطلق نورًا‬ ‫حارقًا نحو فنسنت ولكن ‪ ..‬ظهرت قوى رعدية حمراء حوله وقامت بحمايته ‪.‬‬ ‫–‪....‬؟!‬ ‫ثم سمع فنسنت يضحك بخبث وهدوء ‪ ،‬وقد بدأ بتحرير نفسه مما هو عليه حتى سقط من التمثال ‪.‬‬ ‫سأل تورغل بحذر ‪:‬‬ ‫–فنسنت ‪ ،‬أهذا أنت ؟ أم أنك رحلت تاركًا جسدك لشخص آخر ‪..‬‬ ‫استمر فنسنت بالضحك بهدوء وهو ينهض من الرض خالعًا تلك السواط التي كانت تقيده ‪.‬‬ ‫ثم رفع رأسه ببطء ‪ ..‬وتمكن من فتح عينه المصابة فكانت عينًا شيطانية تشع بطاقة رعدية حمراء ‪:‬‬ ‫–بل ترك جسده لي ‪.‬‬ ‫–‪!...‬‬ ‫ها قد استيقظ الزعيم كومودس من سباته العميق ‪..‬‬ ‫تورغل الن يقف مواجهًا لحد أساطير الزعماء في عالم الشياطين ‪ ،‬فكيف سيتولى أمره ؟‬ ‫وهل سينجو آنجيلوس وشقيقته من الزعيم كومودس الذي سيسعى إلى قتلهما لسترجاع ما فقده من قوته ؟‬ ‫وماذا سيفعل أليكس لنقاذ عالم النسان من خطر زعيم يوازي زوتيكوس قوة ويفوقه قسوة ودمارًا ؟‬ ‫البارت القادم بعنوان ‪ :‬نهاية تورغل‬

Related Documents

The Awakening
May 2020 20
The Awakening
June 2020 11
The Awakening
October 2019 33
The Awakening
April 2020 23
Awakening
April 2020 17