الباب الول مقدمة الفصل الول :خلفية البحث القرآن الكريم هو كلم الله المعجييز المنييزل علييى خيياتم النبييياء والمرسييلين محمييد صييلى اللييه عليييه وسييلم المكتييوب فييي المصيياحف المنقول إلينا بالتوتر المتعبيد بتلوتيه المبيدوء بسيورة الفاتحية المختتيم بسييورة الناس ي 1وهييو معجييزة السييلم الخالييدة الييتى ليزيييدها التقييدم العلمى إل ّ رسوخا فى العجاز أنزله الله على رسولنا محمد صيلى اللييه عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى الصييراط المستقيم.
2
ن القييرآن بكييونه نصوصييا لغوييية يحتيياج إلييى الفهييم الشييامل إ ّ دى إليى المتكامل 3.كيانت الكلميات القرآنيية مين حييث الدللية قيد تيؤ ّ المشكلة الهامة التى تسبب اختلف الرأي فييى فهمهييا وتسييبب اختلف الفرق المختلفة فى الحياة الجتماعية والدينية أخيرا .وهذا الختلف قد استدل به الفرد على صدقية آرائه واحتاج به علييى غيييره الييذى يخييالفه فى الفهم .ومن الهم لكشف معانى القييرآن الشييامل عييرض الكلمييات القرآنية التى لها عديدة المعانى ،منها كلمة "جاهد" ،لن لفظ المجاهدة كثر استعماله ويشييتمل علييى عييدة المعييانى ،ففهييم معنيياه يحتيياج إلييى دراسته عن طريق الدراسة الدللية العميقة. ومع ذلك ،إن وجود علم الدللة أو علم المعنى بكييونه جييزءا ميين علم اللغة يصدره برييييل أخييير قييرن 19شييىء يختلييف بييه الشييخاص، وكانت افكار برييل فى مقاله المنشور تحت العنييوان :مقييال فييى علييم الدللة ،علييم المعييانى .Essai de Semantiqueوهييذا تطييور يييوافى احتييياج المعنى فى العلوم اللغوية 4.حاولت الدللة علييى تعيييين معييانى الرمييوز 1محمد علي الصابوني ،التبيان في علوم القرآن) ،بيروت ،دار الفكر ،(1999،ص.8 . 2مناع القطان ،مباحث فى علوم القرآن )الرياض ،د.ن ،.د.ت( د.ط ،.ص.9 . 3 Said Agil Husin Al-Munawwar, Al-Qur’an Membangun Tradisi Kesalehan Hakiki, (Jakarta : Ciputat Press, 2005), cet., ke-4, hal. 3-4. 4محمد المبارك ،فقه اللغة وخصائصها ) لبنان :دار الفكر (1914 ،ص.4-3.
1
2
النصوصية التى تصدر من النصوص نفسها .وتقسيم مفاهم المعانى فى عليم الدللية يقيام عليى المبيادى المختلفية مين المعنيى فيى الختلف الصيييوتى والختلف النحيييوى و الختلف المعجميييى واختلف اللغييية 5
الجتماعية.
وره يزيد محاولتها علييى فهييم النصييوص ميين وعلم الدللة فى تط ّ حيث السياق .فهناك فرق رقيييق بييين علييم الدلليية وسيييمانتيك اللييذان كلهما يبحث عن المعانى ،أما الدللة تميل إلييى فهييم الرمييوز اللفظييية فى النصوص وسيمانتيك تميل إلى فهم الشارات المرئية غير اللفظييية أو الذوات 6.لهما نظرية متساوية فى تنفيذ نشياطاتها العلمييية ول يوجييد ما يفرق بينهما إل ّ كيفية تعيين المعانى من حيث اتصالهما بفنون أخييرى من علم يساعدها .يدور عليم الدللية حيول الرمييوز النفسيية للنصييوص حييتى تحصييل المعيانى وأمييا سيييمانتيك فهييو يجعييل الرمييوز الجتماعييية للمييادة مييدخل فييى تحصيييل المعييانى 7.ومحاوليية التحليييل علييى معييانى النصوص فى مجال علم الدللة لم تزل متطورة حتى اليوم سييواء كييان تحليلها من ناحية المعجم أو القواعد أو السياق ،وهذا كله يستحق قييوة التحليل المتكاملة التى ل يمكن العتراض عنها فى دراسة علم الدللة. وكلمة المجاهدة مثل هى مشتقة من كلميية "جاهييد" 8يعنييى بييذل الجهد والمقدرة فى سبيل يعتقده النسان أنه سبيل الحيق واليبر ،لكين الجهاد قد كثر استعماله للغزو فى سبيل الله هو محاربة العدو ومدافعة النفس عن هجومهم وأذائهم .قال اللغوى المشهور ابن أثييير إن الجهيياد هو مقاومة الكافرين بكل جهد قييول وعمل كمييا دل عليييه قييوله تعييالى: وجاهدوا فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم
9
وكلمة الجهاد يجييوز فهمهييا
أيضا بأنه الجهاد فى طلب الرزق حلل وهييذا يعتمييد علييى قييول رسييول 5Mansur Pateda, Semantik Leksikal, (Jakarta :. Rineka Cipta, 2001), cet. I, hal. 96-132. 6أحمد مختار عمر ،علم الدللة )القاهرة :عالم الكتب (1992 ،ط .الثالثة ،ص. 15-14 . 7 Mansur Pateda, op.cit., hal. 28-29. 8الراغب الصفهاني ،معجم مفردات الفاظ القييرأن )لبنييان :دار الفكيير ،د.ت( د.ط ،.ص. .99 9التوبة20:
3
الله صلى الله عليه وسلم :طلب الرزق حلل هو الجهاد )رواه أبو نعيييم من ابن عمر( .لكن الجهاد فى ميدان علم التصوف يفهم بييأنه مجاهييدة 10
النفس
وهذا يعتمييد علييى قييوله صييلى اللييه عليييه وسييلم إن مجاهييدة
النفس أشد وأكبر من مجاهدة الكفار ،بل أنه بعييد مييا رجييع ميين الغييزو 11
الكبر يقول لصحابه نحن رجعنا من الجهاد الصغر إلى الجهاد الكييبر.
وبعييد أن سييأله أحييد ميين أصييحابه قييال إن الجهيياد الكييبر هييو مجاهييدة ور رسول الله كبيرة أفييات النفييس بقييوله: النفس .وفى حديث آخر يص ّ ليس الشديد بالسرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب )رواه أبييو داود( .وبييين القسيييرى أن المجاهييدين هييم الخييارجون عيين إرادة النفس التى هى من حقيقات انسانية ومحاولون فييى مجاهييدتها وهييم ل يتبعون هواهيا فيى معظييم أوقياتهم .وقييال الغزاليى إن المجاهيدة بيذل الجهد فى تعريض النفس والسهوات أو اعدامها كلّية .وقال دكتور حمكا إن النسان فى مجاهدة النفس وهواها ينقسم إليى ثلثية أقسيام ،منهيا المنقاد إلى دعوة النفس حتى تستأسره وتجعلييه خادمييا لهييا بييل جعلهييا إلها له كما أشار إليه قول تعييالى" :أرءيييت ميين اتخييذالهه هييويه افييانت تكون عليه وكيل "
12
والحرب بينهما متبادل بين النهزام والنتصار وبييين
السقوط والثبوت وعلى هذا يصلح أن يسييمى النسييان بييأنه المجاهييد، وهو إن مييات منتصييرا علييى نفسييه فمييات شييهيدا .وذلييك لن مجاهييدة النفس أشد من مجاهدة العداء المرئية .قييال رسييول اللييه صييلى اللييه عليه وسلم وما من أحد ليس فى نفسه شيطان بل فى نفييس شيييطان ولكن الله قد نصرنى على مقاومته حتى غلبت عليييه )رواه ابيين جييوزى وعبد الرحمن سلمى( .كيانت مجاهيدة النفيس مجاهيدة متعبية وإذا ليم يكيين النيياس مجتهييدين فييى مجاهييدتها فينكسييروا وينهزمييوا ل محاليية 10أبي حامد محمدالغزالي ،روضة الطالبين وعمدة السالكين )لبنان :دار الفكر ،د.س( ص.30-29 . 11 Robert Frager, Heart, Self, and Soul : The Sufi Psychology of Growth, Balance, and Harmony. Diterjemahkan oleh Hasmiyah Rauf, Hati, Diri, Jiwa : Psikologi Sufi untuk Transformasi, (Jakarta : Serambi Ilmu Semesta, 2005), cet. Ke-5, hal. 180-181. 712الفرقان )43 : (25
4
13
ويصيرون خادمين لها آخرا.
وطريقة ح ّ ل هذه المشكلة مجاهدة النفس هيى بييذل الجهييد فيى مقاومة النفس .لماذا كان الجهاد بممعنى مجاهدة النفس أمر هام فييى ث دين قييد ح ي ّ حياتنا؟ لنه إذا نلحظ من ناحية معيارييية فل يخفييى أن ال ي ّ النسان على اقامة هذا العمل ،فقال الرسول بأنهييا جهيياد أكييبر و أش يد ّ ميه جهادا أصغر .وإذا نلحظ حقيقيية من الجهاد لمقاومة الكفار الذى يس ّ النفس أو ما يسمى بهوى النفس أنها مأوى كل شيير لن النفييس تميييل إلى طلب المتعة المختلفة وإهمال الحقوق والواجبات .ومن يتبع كل ما تريده النفس فهو فى الحقيقة أسير من نفسه وخادم لهيا ،وهيذا معنيى قوله صلى الله عليه وسلم إن مجاهدة النفس أشد ّ من مجاهدة العييدو. وسبب ذلك لن النفس تميل إلى شييىء محبييوب ومرهييوب ،فمجاهييدة النفس هى مجاهييدة الشييياء محبوبيية ومرهوبيية وبييالعكس أن مجاهييدة 14
الكفار هى مجاهدة الشياء المكروهة
قال نشار الدين عمر إن كلميية الجهيياد الييتى يتحييدث بهييا النيياس كثيرا قد خرجت من سياقها .كانت هذه الكلمة تدل علييى معنييى سييلبى بل على المعنى المتقابل ،لن فهمها ل يعتمد إل ّ علييى مجموميية غضييب ب القلييب .ويلييزم هييذا المسلمين وكراهيتهم ول يعتمد علييى العقييل ول ي ّ الجهاد أن ينظر إلى العناصر مثل الستراتيجية والسلوب والطريقة كما سرى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن اللزم أن ل يخرج مفهوم الجهاد من سييياقين همييا الجتهيياد والمجاهدة ،لنه إذا يخرج منهمييا فيمكيين اختصيياره بييأن الجهيياد ظلميية انسانية ،وهذا يمكن أن يتحث واقعيييا .وإنميا مفهييوم الجهيياد فييى عصيير رسول الله صلى الله عليه وسلم أخص حيث أن الجهاد ينطلق من نييية واحدة يعنى لعلء كلمة الله والحصييول علييى هييذه النييية ل يحتيياج إلييى 13 Muhammad Sa’id Ramadhan Al-Buthy, Fiqih Jihad : Upaya Mewujudkan Darul Islam; antara Konsep dan Pelaksanaannya, (Jakarta : Pustaka An-Naba’, 2001), cet. ke-1, hal. 4. 14 Salman Al-Audah, Jihad : Jalan Khas Kelompok yang Dijanjikan, (Solo : Jazera, 2007), cet. ke-1, hal. 23.
5
اعدام المبادى النسانية،
15
لن الجهاد فى عهييد رسييول اللييه صييلى للييه
عليه وسلم يتضمن مبييادىء التسييامح الييتى يفعلهييا ،وكييثير ميين المثليية يمكن تقديمها مثل أن ليجوز لجيوس رسول الله قتل ميين يشييهد أن ل إله إل الله وأن محمدا رسييول اللييه ،بييل كييان الرجييل قييد غضييب عليييه رسول الله لنه قال إنهم يدخلون غارا وينطقون الشهادة لجل الخوف، فجاء حديث رسول الله :نحن ل نعرف إل الشياء الملفوظة وعلى اللييه معرفة الشياء المدلولة .وحقيقة إن الجهاد فى عهد رسييول اللييه علييى المشاهد التاريخية قد يكون جهادا جسميا ،والسؤال هنا هل يجوز الذاء الجسيمى لجيل الشيهادة؟ ل يجيوز الذاء الجسيمى حيتى قييامه لجيل دين الشهادة ول اكراه فى نطق الشهادة وقد يين القرآن ل اكراه فى ال ّ وهذا صريح وواضح .ومفهوم الجهاد يتكون من الجهاد والقتال والحييرب 16
والغزوة ،فهذه كلها من أنييواع الجهيياد
ومييا يكييثر اسييتعماله فييى عهييد
رسول الله هو كلمة الجهيياد .لييذلك ل يجييوز فهييم الجهيياد بييأنه جمسييى فحسب مثل أن يكون فيه سفك الدماء بل ينبغى فهمه فوق ذلييك ،كمييا أشار إليه حديث رسول الله :أنتم رجعتم من الجهاد الصغر إلى الجهيياد الكبر فقال الصحابة هل الجهاد أكبر من جهاد البدر؟ فقال رسول الله هو جهاد على النفس .فجهيياد إذن لييه المعييانى المتعددة،
17
ل يجوز فهمه بأنه الستعمار العسكرى فحسب ،والستعمار
نفسه عربية ليييس بمعنييى الجهيياد بييل السييلم فييى الحقيقيية ل يعييرض مفهييوم السييتعمار علييى حييدود النسييان .18لميياذا مفهييوم الجهيياد فييى مجتمعنا يميل إلى القتييال؟ هييذا لقليية ثييروة اللغيية الندونيسييية حييتى ل تستطيع ترجمة الكلمات العربية فل تفرق بين الجهاد والقتييال والحييرب والغزوة والفتح. 15 Abu Muhammad Jibril Abdurrahman, Tujuan Jihad, (Yogyakarta : Buletin Risalah, 2009), Ed. 25, hal. 79. 16 Salman Audah, op. cit, hal. 20. 17 Ibid., hal. 19. 18 John L. Esposito, Ensiklopedi Oxford : Dunia Islam Modern Jilid 3, (Bandung : Peneerbit Mizan, 2002), cet. ke-2, hal. 63-67.
6
على كييل حييال أن بنيياء الثقافيية السييلمية قييد قييرر فييى القييرآن الكريم ،ومن السف إن يتضيمن المعيانى والمقاصيد الضيّيقة ول سيييما ادخاله فى السياسة ،لن القرآن الكريم ل ينزل لجل الغزوة السياسية بل الغزوة لبناء الخلق والقيم. إعتمييادا علييى خلفييية البحييث السييابقة اختييار الكيياتب موضييوع الرسالة :المجاهدة واشتقاقها فى القرآن الكريم )دراسة تحليلية دللية تربوية(. الفصل الثانى :تحديد البحث -1ما المعنى المعجمي للفييظ المجاهييدة وإشيتقاقه فيي القيرآن الكريم ؟ -2مييا معنييى السييياق القرآنييي للفييظ المجاهييدة وإشييتقاقه فييي القرآن الكريم ؟ -3ما ملمح معنى المجاهدة فى التربية الروحية؟ الفصل الثالث :الغراض والفوائد -1معرفيية المعنييى المعجمييي للفييظ المجاهييدة وإشييتقاقه فييي القرآن الكريم . -2معرفة معنى السياق القرآني للفظ المجاهدة وإشييتقاقه فييي القرآن الكريم. -3معرفة ملمح معنى المجاهدة فى التربية الروحية
الفصل الرابع :أساس التفكير
7
القرآن هو كلم الله الذى بلغ درجة كاملة نوعّية وكمّية ،وهذا كما قاله تعالى :اليوم أكملت لكم دينكييم وأتممييت عليكييم نعمييتى ورضيييت لكم السلم دينا .والقرآن على كونه كتابا كامل له فضائل علييى الكتييب 19
الخرى من حيث تركيبه اللغوى.
الوسائل التى استخدمها القرآن هييي
اللغة التى لتتفصل من معانيها كما قال Wallace and Chafe
إذا نفكر
عن اللغة فإننا نفكرنا عن معانيهييا .علييم الدلليية هييو دراسيية المعنييى أو علم يدرس المعنى وأما موضوعه هو الرمييز.والمعنييى هييو العلقيية بييين اللفظ والشيء الخارجي الذى وفقه مستعمل اللغيية حييتى كييان يعطييى الفهم بين مستعمل اللغة والمجتمع الذين يتكلمون بتلييك اللغيية .الرمييز هو مثير بديل يستدعى لنفسه نفس الستجابة التى قد يستدعيها شيييئ آخر عند حضوره .قال : Ullmanإذا سمع أحد اللفظ سيصور أشيائه أو مشار إليه .وإذا صور أحد شيأ سيقول ما يفهمييه .هييذه العبييارة تناسييب بنظرية الشارية ،التى أوضحها بالمثلث التي :
20
الفكرة-المرجع-المدلول
... . .............................. الشيئ الخييارجي-المشييارإليه
الرمييز-الكلميية-
السم حيثما يقول القائل "هذا كتيياب" فالسييامع سيييفكر الكتيياب الييذى يقصده ،ثم يقول مفهومه أو معناه أنه آلة الكتابة الذي قرأه الناس. تعبر النظرييية الشييارية المعنييى بييالقلب ،حضيير المعنييى لتفيياق الناس ما يشير غيره .النظرية الشارية هي النظرية التى تنظر المعنييى من ناحية خارج اللغة كلفظ الشجرة معنيياه الشييجار المجروفيية ولقبييه 19 Mardjoko Idris, Semantik Al-Qur'an : Pertentangan dan Perbedaan Makna, (Yogyakarta : Teras, 2008), cet. ke-1, hal. 1. 20أحمد مختار عمر ،المرجع السابق ،ص.54 .
8
بالمخلوق والحياة والفناء. يقول Stevensonإذا فسر أحد معنيى إحييدى الرمييز سييفكر رمييز العادة يعنى الرادة لنيل الجابة المعينة يناسب بسياقه .قييال Ferdinand
كل الرمز اللغوى يدل على نوعين وهي الرمز والمدلول .يمكن السياق المعنى إلى استخدامه ويقسم K. Amirالسياقة إلى أربعة أقسام وهو
21
: -1السياق اللغوى ،كان معنى اللفظ يتعلق إلييى سييياق اللغييوى، ككلمة :الرجل حسين ،الطيبيب حسين ،المليح حسين .الول يعنى الناحية الخلقية الثانى يعنى التفييوق فييى الداء والثييالث يعنى المميزة. -2السياق العاطفى ،فيحدد درجة القوة والضعف فى النفعييال، مما يقضب تأكيدا أو مبالغة أو إعتدال .ككلمة loveو likeرغييم إشتراكها فى أصل المعنى وهو الحب. -3السياق الموقف ،يعنى الموقف الخارجى الذى يمكن أن تقييع فيه الكلمة .مثل اسييتعمال كلميية "يرحمييك اللييه" اسييتخدامه لجابيية العيياطس وكلميية "اللييه يرحمييك" اسييتخدامه لزيييارة القبر. -4الثياق الثقافى ،يقتضى تحديد المحيط الثقافى أو الجتميياعى الذى يمكن استخدامه فيه الكلميية ،مثييل الكلميية الجييذر عنييد اللغويين " إشتقاق" وريضيييين أنييه 16
وهييو 4والفلحيييين
"جذر الشجرة". فألفاظ اللغة من حيث دللتها تنقسم إلى ثلثة أنواع هي : -1المتباين ،أن يدل اللفظ الواحد على معنى واحد ،وهو أكثر اللغة. -2المشترك ،أن يدل اللفظ الواحد على أكثر من معنى .فأن كييانت دللته على معنيين غير متضادين فهو المشترك اللفظييى .أمييا إذا 21نفس المرجع ،ص.71.
9
كانت على معنيين متضادين فهو من باب الضداد. -3المترادف ،وهو أن يدل أكثر من لفظ على معنى واحد.
22
والحاصل أن اللفظ فى اللغة ومنها اللغة العربية نجده مرارا كثيرا بوجود العلقة المعنوية أو أنواع الدللة بين اللفظ أو وحدات اللغة الخرى مع اللفظ الخرى وغيرهييا العلقيية المعنوييية تكييون بييين النييواع الثلثة السابقة أو تختلط بينها .وإن اللغة تستعمل فى مختلف الوظائف والحالت المتنوعة فيكون المعنى اللغوي متنوعييا .وقييد قييدم اللغويييون أنواع المعنى فى كتب اللغة المتعلقة بلغتهم. وقد قسم أحمد مختار عمر أنواع المعنى فى اللغيية العربييية إلييى خمسة أنواع وهي معنى الساسي ومعنييى الضييافي ومعنييى السييلوبي ومعنى النفسي ومعنى اليحائي .ويريييد الكيياتب أن يبحييث معنيييين فييى 23
هذه الرسالة وهما المعنى الساسي و المعنى الضافي.
قد كانت كلمة المجاهدة فى الجاهلية ل تحتوى عليها إيديولوجييية تسيطر على جماعة أو إيديولوجية أخرى جسييمّية .والكلمييات المضييافة إلى المجاهدة لها المعانى المّتصلة بالمعاملة النسييانية مثييل المجاهييدة فى العمال والمجاهدة فى المال والمجاهيدة فيى التفكيير .فمين هيذه المظيياهر دلليية علييى أن كلميية المجاهييدة فييى تركيييب اللغيية العربييية 24
الجاهلية تستحق الدللة التى تميل إلى الصفة النسانية.
ورهييا بعييد نييزول القييرآن تتجيياوز ثم تكون كلمة المجاهدة فى تط ّ عملية التغير فى معانيها التى هى متداخلة بييين الييية واليييات الخييرى. وتوجد كلمة المجاهدة فى القرآن على 41كلميية بصيييغتها المختلفيية،25 وهى 4كلمات على صيييغة جهيياد و 5كلمييات علييى صيييغة يجاهييد و 15 على صيغة جاهد )فعل ميياض( و 6كلمييات علييى صيييغة جهييد و 7علييى 22نفس المرجع ،ص.145. نفس المرجع ،ص.40-36 . 23 24حسنى أدهم جرار ،الجهاد السلمي المعاصر :فقهه-حركاته-أعلمه )عمان :دار البشير (1993 ،ص.27-25 . 25محمد فؤاد عبد الباقي ،المعجم المفهرس للفاظ القرآن الكريم )لبنان :دار الفكر، د.س( ص.233-232.
10
صيغة جاهد )فعل أمر( و 4كلمات على صيغة مجاهد. في غمرة انشغال النسان بالدنيا ينسى تقوية جانب الروح فيه مميا يجعليه ينغميس فيي المليذات والشيهوات وينشيغل بالمادييات،
26
ما بقييوانين الشييهوة، وبالتالي يبقى هذا النسان خال ً دا إلى الطين محكو ً والحس ،وعالم الشهادة ،غير متطلييع إلييى السييماء ،وبهييذا ينسييلخ عيين م إ ِل ّ جوهر آدميته وإنسانيته فيصير حقارة معنوية لعالم الحيوان) 27إ ِ ْ ن هُ ْ ل هُ َ َ سِبي ً ض ّ كاْل َن َْعام ِ ب َ ْ ل( 28.أما النسييان المسييلم فهييو الييذي يمثييل مأ َ ل َ ْ التجاوز الحقيقي للوضع الحيييواني بحييدوده الضيييقة وآفيياقه المحييدودة، وبرغم كل الصعاب والعقبات والنشييغالت الييتي تحيياول الضييغط عليييه لترغمه على هذا المر فإنه يقاوم مقاومة البطال ،ويكد ويجاهد نفسييه َ ح إلييى َرب ّي َ ن إ ِن ّي َ ه(،29 مَلِقي ي ِ ك ك َي ْ ك ك َييادِ ٌ سييا ُ لن َ دحا ً فَ ُ من أجل ذلك )َيا أي َّها ا ِ ن(.30 ح ِ )َوال ّ ِ م ْ سب ُل ََنا وَإ ِ ّ جاهَ ُ ن َ م ُ م ع َ ال ْ ُ ه لَ َ ن الل ّ َ دوا ِفيَنا ل َن َهْدِي َن ّهُ ْ سِني َ ذي َ إذن ،فالتربية الروحية جهاد متواصل ومعاناة كبيرة ،وقد جعل ديننا الحنيف عدة وسائل تعين على هذا المر ومن ذلك :قيام الليل ،والذكر، وتلوة القرآن الكريم والمحاسبة والعتكاف ،وكل ما يقوي الصلة بييالله 31
تعالى
ويحقق الجواء اليمانية وينميهييا ويحييافظ علييى دوامهييا 32،فييإذا
ت جّنييا ٍ مت ّ ِ ن ِفييي َ أخذنا على سبيل المثال قيام الليل ،قال تعالى :إ ِ ّ ن ال ْ ُ قي َ نَ ، م َ كاُنوا قَِليل ً ل ذ َل ِ َ كاُنوا قَب ْ َ ن،آ ِ ح ِ خ ِ م ْ ك ُ م إ ِن ّهُ ْ م َرب ّهُ ْ ما آَتاهُ ْ ن َ سِني َ ذي َ وَعُُيو ٍ
َ ن ست َغْ ِ فُرو َ س َ جُعو َ ما ي َهْ َ م يَ ْ ن ،وَِباْل ْ حارِ هُ ْ ل َ ّ ن الل ّي ْ ِ م َ
33
26 Abdullah Nashih Ulwan, Tarbiyah Ruhiyah : Petunjuk Praktis Mencapai Derajat Taqwa, (Jakarta : Robbani Press, 1986), cet. ke-2, hal. 22-23. 27 Yunasril Ali, Pilar-Pilar Tasawwuf, (Jakarta : Kalam Mulia, 2005), cet. ke-4, hal. 2950. 28الفرقان44:
29النشقاق6: ] 30العنكبوت69:
31عبيد الحميد الصيد الزنتاني ،أسس التربية السلمية في السنة النبوية )تونس :الدار العربية للكتاب (1984 ،ص.412-313 . 32نفس المرجع ،ص.327 . 33الذاريات18 :15 :
11
الفصل الخامس :طريقة البحث -1الطريقة المستخدمة الطريقة التى يستعملها الكاتب فى هذا البحث هي طريقيية وصييفية، وهي طريقيية تحلييل الفكييار الطبيعييية باسييتعمال القييوانين اللغوييية او 34
القواعد المعروفة الخرى. (rary research
ويهتم هذه الطريقة بالدراسة المكتبية )lib
35
.
-2نوع البيانات يكون نوع البيانات المجموعة جوابا على أسئلة البحث الييتى تحققهييا فى تحقيق البحث .ولذلك ،تصنف الكاتب الى هييذه البيانييات مناسييبة ببونود السئلة المستخدمة .وكان نوع البيانات فى هييذا البحييث كيفيييا، 36
يعنى تكون البيانات المستخدمة لغويا ليس احصائيا. -3مصدر البيانات
بالنسبة الدراسة على تصور المجاهدة فى القييرأن الكريييم ،يرجييع الكاتب الى مصدرين ،وهمييا المصييدر السسييي و المصييدر الضييافى.37 وجعل الكاتب لبقرأن الكريم كمرجييع اسسييي ،وأمييا المراجييع الخييرى كونها مراجعا اضافية ،مثل تفسييير جييامع البيييان لبيين جرييير الطييابرى، تفسيلر القرآن العظيييم لبيين الكييثير ،تفسييير فييى ظلل القييرآن لسيييد قطب ،والكتب الخرى المتعلقة بهذا البحث .ويقوم الكاتب بهذا الجمع مقارنة على ضوء المفسرين الخرى ،حتى يظهر معنى المجاهدة فييى القرأن الكريم باظهر مايكون. -4أسلوب جمع البيانات يقييوم الكيياتب بأسييلوب جمييع البيانييات علييى الدراسيية المكتبييية
38
34Cik Hasan Bisri, Penelitian Al-Qur’an: Bahan Kuliah Metode Penelitian, (Bandung : IAIN Sunan Gunung Djati), hal. 56 35 Chaedar Alwasilah, Pokoknya Kualitatif : Dasar-dasar Merancang dan Melakukan Penelitian Kualitatif, (Jakarta : Dunia Pustaka Jaya, 2008), cet. ke-8. hal. 112-124. 36 Noeng Muhadjir, Metodologi Penelitian Kualitatif , (Yogyakarta : Penerbit Rakesarin, 1998), hal. 29 37Sugiyono, Metode Penelitian Pendidikan : Pendekatan Kuantitatif, Kualitatif, dan R&D, (Bandung : Alfabeta, 2008), cet. ke-1, hal. 308-309. 38 Ibid., hal. 329-330.
12
المتعلقة بهذا البحث .أن هذه الدراسيية هييى الطريقيية النظرييية عين مسئلة ما .وتستخدم هذه الطريقة لبحث فى النظريات المؤيييدة الييتى تتعلق بالمسئائل يبحثها الكاتب .وسماها البعض بطريقة النقل. بمييوجب رأي مرزوقييى ،أن غييرض هييذ التحليييل هييو تييوجيه اليانييات 39
المكشفة وتحديدها ،حتى تكون مرتبة ومنظمة.
وأنييه سييعي لكشييف
الجواب على السئلة المتحققيية .وفييى البحييث الكيفييي ،قييال ليكسييى مولونج ان الخطوات التى يقيوم بهيا الكياتب فيى تحلييل البيانيات هيى عملية وحدة تصنيف البيانات و تفسيرها .واما الخطوات التطبيقية كمييا يلى: -1وحدتية البيانات ،يعنى تصنيف البيانات مؤسسا على إطييار الفكار. -2ترتيب البيانات الفصلية مناسبة بتحقيق البحث وأغراضه. -3تفسير البيانات مؤسسة على النظريات المبحوثة. وفى عملية تفسييير البيانييات ،سيسييتخدم الكيياتب علييى التحليييل استقرائيا و استنباطيا. الفصل السادس :تنظيم البحث هذالبحث تنقسم إلى خمسة أبواب سنشرح مما يأتى : الباب الول يبحث عن خلفية البحث ،تحديييد المشييكلة ،الغييراض والفوائد ،أساس التفكير ،طريقة البحث و تنظيم البحث. الباب الثييانى يضييم النظرييية العاميية عيين علييم الدلليية :مفهييومه وموضوعه وعلقته بعلوم الخرى ،ثم أنواع المعنييى :المعنييى الساسييى والمعنييى الضييافى والمعنييى السييلوبى والمعنييى النفسييى والمعنييى اليحائى ،ثم تغير المعنى :مفهومه وأسباس تغيره وتوسيعه وتضييقه. الباب الثالث يبحث النظرية العامة عن القرآن :إعجازه اللغييوي، 39 Marjuki, Metodologi Riset, (Jakarta : FE. UI Press, 1989), hal. 87.
13
نزوله باللغة العربية ،المشترك اللفظييي فيييه ،الييترادف فيييه و الضييداد فيييه ،ثييم يبحييث التصييورات التربوييية السييلمية :العوامييل الهاميية فييى التصورات التربوييية السييلمية ،تصييورات التربييية فييى القييرآن و أهمييية تصورات التربية السلمية فى حل المشكلت التربوية المعاصرة. البيياب الرابييع يبحييث لفييظ المجاهييدة وإشييتقاقه فييى القييرآن الكريم :المعانى السياقية للفظ المجاهدة فى القرآن الكريم و المعانى التربوية للفظ المجاهدة فى القرآن الكريم. الباب الخامس النتائج والقتراحات
الباب الثانى علم الدللة الفصل الول :دراسة علم الدللة أ -مفهوم علم الدللة تعريف علم الدللة لغة اسم مصدر من د ّ ل ،يدل ،دللة )بالفتح و الكر(
14
40
الجمع دلئل و دللت.
و الدللة في الصطلح كيفية دللة اللفظ
41
على المعنى.
علم الدللة هو دراسة ظاهرة معينة و الوقوف على ماهيتها و جزئياتها و ما يتعلق بها دراسة موضوعية ،و الدللة )بالتعريف( قد يختلف 12
تعريفها بين الباحثين و لنأخذ مثال لتعريفها من كتاب التعريفات للجرجاني السيد الشريف حيث قال :الدللة هي كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر و الول هو الدال و الثاني هو المدلول .و هي إما دللة مطابقة أو دللة تضمن أو دللة التزام وكل ذلك يدخل في الدللة الوضعية لن اللفظ الدال بالوضع يدل على تمام ما وضع له بالمطابقة و على جزئه بالتضمن و على ما يلزمه في الذهن باللتزام ،كالنسان فانه يدل على تمام الحيوان الناطق بالمطابقة ،و على جزئه بالتضمن و على قابل العلم باللتزام 42و في الموس المحيط دّله عليه دللة ) و يثلث( و دلولة فاندل :سدده إليه .43إن الحديث عن الدللة الوضعية هنا يدفعنا إلى الحديث عن نوعي الدللة أو الدال و هما الدال اللغوي و الدال غير اللغوي .و في الدراسات اللسانية الحديثة تقسيم لنواع )الدليل( الذي ينتج عن ارتباط الدال 44
بالمدلول ارتباطا ذهنيا.
دليل
مدلول
دال
فالدال اللغوي )اللفظ /الكلمة /الوحدة الدالة( في رأي 40فريد عوض حيدر ،علم الدللة :دراسة نظرية وتطبيقية )القاهرة :الناشر مكتبة الداب1426 ،هي2005/مي( الطبعة الولى ،ص11 . 41عبد الكريم محمد حسن جبل ،فى علم الدللة :دراسة تطبيقية فى شرح النباري للمفضليات )طنطا :دار المعرفة الجامعية (1997 ،د.ط ،.ص20. 42على بن محمد الجرجاني ،التعريفات )جاكرتا :دار الحكمة ،د.ت( د.ط ،.ص.56-55. 43مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز أبادي ،القاموس المحيط )بيروت :دار العلم للجميع ،د.ت( د.ط ،.ج .الثالث ،ص377 . 44ف.ر .باطر ،علم الدللة :إطار جديد)إسكندرية ،دار المعرفة الجامعية (1992 ،د .ط،. ص46.
15
الباحثين بغض النظر عن بعض الستثناءات هو دال وضعي اعتباطي أي أن علقته بالمدلول علقة عرفية تواضعية )و ستأتي على تفصيل ذلك على حينه( أما التقسيم فيبينه الشكل البياني التالي
45
الدليل موضوع لغوي
غير موضوع غير لغوي
طبيعي
عقلي )اعتباطي دائما(
)الغيم يدل على المطر(
)الب
اكبر من البن(
اعتباطي )أرقام الهاتف(
غير اعتباطي )الميزان يدل على العدالة(
هذا و قد أشار الزمخشري في كتابه )المفصل( إلى هذه العتباطية )الوضع( عندما عرف الكلمة بقوله) :الكلمة هي اللفظ الدال على معنى مفرد بالوضع(. و بالعودة إلى )الدللة( في اللسانيات الحديثة )البنوية( فعند سوسور هناك دال )لفظ( و هناك مدلول )معنى( أو مفهوم و الدال و المدلول وجهان لورقة واحدة و ل يمكن الفصل بينهما /و إن تحليل الدال يؤدي إلى تحليل المدلول .و للتأكيد على أن الدللة تتم من الرتباط الذهني بين الدال و المدلول فقد أوضح تلميذ سوسور هذه 45أحمدشامية ونبيلة عباس ،محاضرات وتطبيقات علم الدللة للسنة الثانية ،المدرسة العليا للساتذة فى الداب والعلوم النسانية بوزريعة قسم اللغة العربية وآدابها ،ص10.
16
العلقة من خلل ما يعرف بمربع سوسور للدللة حسب الشكل التالي :
46
مربع سوسور للدللة صورة حسية
صورة حسية للدال للمدلول
)الشيء في الواقع(
)لفظ(
صورة ذهنية
صورة ذهنية للدال للمدلول الدللة
لن سوسور يبدو أنه حصر عناصر الدللة في الدال و المدلول ،و أهمل الموضوع وهو الشيء أو المرجع الذي تحيل اليه العلقة الدللية ،و هو في ذلك يلتقي – في هذه الثنائية – مع ابن سينا الذي حصرها بين اسم )مسموع( و معنى ،في حين يرى )بيرس( أن العلقة ثلثية :الصورة )الدال( و المفسرة )المدلول( و الموضوع ،و هو ما تحيل إليه العلمة ،أي الشيء. أما الغزالي فيرى أن الشياء لها أربعة مراتب عندما قال " ان للشيء وجودا في العيان ثم في الذهان ثم في اللفظ ثم في الكتابة، فالكتابة دالة على اللفظ ،و اللفظ دال على المعنى الذي هو في النفس ،و الذي في النفس هو مثال الموجود في العيان. صورة لهذا الشكل في الذهن 46نفس المكان.
لفظ كلمة
17
] شجرة )كتابة(. )شجرة باللسان(
الشكل في الذهن ب -موضوع علم الدللة
للحديث عن علم الدللة ) (sémantiqueو موضوعه أو لتوضيح ذلك ،لبد من تحديد علقة علم الدللة بعلم اللغة وذلك باعتبارين الول :أن يكون علم الدللة فرعا من فروع علم اللغة )اللسانيات( ،47 و الثاني أن يكون علم اللغة )الدللة اللغوية على الخصوص( فرعا من علم الدللة أو علم العلمات الذي يطلق عليه مصطلح )العلمية( أيضا. فموضوع العلمية )العلمات و الشارات و الدلة بمفهومها الواسع لغوية كانت أم غير لغوية و هذا ما ذهب اليه اللساني السويسري )سوسور(. و اذا بدأنا بالعتبار الول )كون علم الدللة فرعا من اللسانيات) لبد من العودة إلى مستويات البنية اللغوية و هي على الشكل التالي ) :للملحظة ( هناك من ل يدخل المستوى البلغي 48
والمستوى الدللي في هذه المستويات (. المستوى البلغي /علم البلغة و السلوب المستوى النحوي /علم النحو و
المستوى الدللي
التراكيب المستوى الصرفي /علم الصرف المستوى الصوتي /علم الصوات
علم الدللة
و هنا نلحظ أن المستوى الدللي في هذا البناء هو مستوى يتقاطع مع جميع المستويات الخرى ،لن الدللة حاضرة و ناتجة عن 47رمضان عبد التواب ،فصول فى فقه العربية )القاهرة :الناشر مكتبة الخانجى، 1415هي1994/م( الطبعة الثالثة ،ص.10. 48فريد عوض حيدر ،المرجع السابق ،ص30-29.
18
تفاعل كل هذه المستويات ،حتى المستوى الصوتي الذي يقال أنه مستوى الوحدات غير الدالة .وينبغي الشارة هنا إلى أن هذا التقسيم هو تقسيم نظري افتراضي ،فاللغة تعمل لداء مهمتها وفق نظام اللغة الذي يندمج فيه كل هذه النظمة .فعلى مستوى العمل و الداء ليس هناك مستويات منفصلة ،و إنما التقسيم إلى هذه المستويات لضرورة البحث و التحليل و الدراسة اللغوية .فالمتكلم الذي يتكلم وفق نظام اللغة )اللسان( ل علقة له بهذه المستويات التي لها أنظمة خاصة 49
بها.
على أية حال يبدو لنا في هذا التحليل أن علم الدللة الذي يبحث في أحد تلك المستويات هو فرع من علم اللغة أو اللسان .أما بالعتبار الثاني فيظهر لنا في المستوى الدائي أن علم اللغة )الدللة اللغوية( هو أهم عناصر علم العلمات ،إلى جانب عناصر دللية أخرى غير ول عليها في التصال الذي يقوم لغوية ،و أن العناصر اللغوية هي المع ّ أساسا على فهم العلقة بين الدال و المدلول .بل أن اللغة حاضرة 50
دائما في كل فروع الدللة لغوية كانت أم غير لغوية.
و إذا كنا سنولي اهتمامنا للدللة اللغوية )الدليل اللغوي( دون التفصيل في الدلة غير اللغوية )عدا إشارات فقط ،و بما أننا نستعمل مصطلحات مثل ) لغة ،لسان ،كلم( فلبد من محاولة تحديد مفهوم هذه المصطلحات ،و إن كانت متداخلة أحيانا في أذهان الناس بل و في أذهان الطلبة و الباحثين في علوم اللغة .و قد ل نحتاج هنا إلى التفاصيل التي تدرس في علم اللغة أو اللسانيات و لكن يمكن أن نوضح هذه المفاهيم بما يلي: من الشائع بين اللسانيين أن مادة علمهم ليست الكلم و ل اللسان و إنما هي اللغة .و يلحظ هنا أن هناك ثلثة مصطلحات لثلثة مفاهيم ،و كلها تمثل ما يسمى بالظاهرة اللغوية التي ترتقي من 49أحمدشامية ونبيلة عباس ،المرجع السابق ،ص.12. 50ف.ر .باطر ،علم الدللة :المرجع السابق ،.ص54.
19
)الكلم( و هو كلم الفراد كما نسمعه أو نحادثهم فيه و هذه هي المرتبة الفردية و هذا الذي يمكن أن نسجله على آلة التسجيل ،ثم تأتي مرتبة )اللسان( و تتطابق مع منزلة الوجود النوعي و هو الشتراك في معرفة ما يتم التحاور به ضمن كل مجموعة لغوية )اللسان العربي أو النجليزي أو الصيني( أما مرتبة اللغة فهي تتطابق مع جملة من القوانين التي إن أطلقت صدقت على كل لسان من اللسنة البشرية. و هنا تبدو اللغة أعم من اللسان ،و تدرس من خلل ما يسمى باللسانيات العامة مقابل اللسانيات الخاصة التي تدرس نظام كل لسان بشري على حدة .و في سياق أخر يذكر أن اللسان أعم من 51
اللغة مع إمكان استعمال كل مصطلح لمفهوم الخر.
و الحقيقة أن الظاهرة اللغوية تستوعب المفاهيم الثلثة السابقة )الكلم ،اللسان ،اللغة( فاللغة )لغة الناس /البشر( و اللسان )لسان الجماعة اللغوية( و الكلم )كلم الفراد(.اللغة مفهوم كلي و اللسان مفهوم نمطي و الكلم مفهوم انجازي ،اللغة جنس ،اللسان نوع، الكلم شخص .اللغة )صورة القانون( ،اللسان ) نموذج العرف( ،الكلم )نموذج السلوك( .إن اللساني يدرس البنية اللغوية في جوانبها الصوتية و الصرفية و التركيبية و الدللية ثم يعمل على كشف ارتباط هذه البنية 52
بوظائفها الجتماعية.
بعد هذا يظهر لنا أن موضوع علم الدللة هو الدلة بشكل عام و الدليل اللغوي بشكل خاص ،و علقة الدوال بمدلولتها و.يتفق عدد كبير من الباحثين على أن السيمياء كنوع من اللسانيات كان من أثر اللغوي الفرنسي بريال ) ،(1883باعتبار أن هذا العلم يدرس الدللت و القوانين التي تتحكم في تغير المعاني أو أن الموضوع هو المعنى. أما غاية هذا العلم فهي خاصة و عامة ،فالغاية الخاصة هي أن علم 51إميل بديع يعقوب ،فقه اللغة العربية وخصائصها )بيروت :الناشر الثاقفة السلمية، (1982الطبعة الثالثة ،ص36-33. 52أحمد محمد قدور ،مبادئ اللسانيات )سورية :دار الفكر 1416،هي1996/م( الطبعة الولى ،ص.18-11.
20
الدللة – مثل أي علم آخر -يسعى إلى الستقللية و امتلك الدوات و المناهج الرياضية ،و هنا ينبغي الشارة إلى الهتمام بهذا العلم حيث ظهر في عام 1923كتاب عنوانه ) (the meaning of meaningلمؤلفيه 53
Richardsو .Ogden
و أما الغاية العامة فهدف علم الدللة كغيره من العلوم النسانية – و بالستعانة بها و بالتعاون معها – هو السهام في ترقية الحياة النسانية في جميع المجالت ،و تسهيل عملية التصال و التعاون و التفاهم المشترك و ضبط المصطلحات و المفاهيم في جميع العلوم لسيما في العلوم الحديثة و وسائل التصال و خاصة في محيط العولمة و التقارب ،إن لم نقل الندماج الفكري على القل بين المم و الشعوب .و كان أحد الباحثين قد حدد هدف علم الدللة الجرائي بأنه حصر صور الوضاع الدللية كأنظمة قابلة للتحليل
54
ج -علم الدللة وعلوم اللغة كنا في البحث السابق قد بينا العلقة المتبادلة بين علم الدللة )العلمية( و علم اللغة )اللسانيات( حيث أنها علقة عموم و خصوص أو ك ّ ل و جزء .و قد ذكرنا أن علم الدللة – كغيره من العلوم – ،يعتمد أساسا على اللغة كأداة في كل ما يتعلق بهذا العلم ،و نبين بعد ذلك بشيء من التفصيل علقة )الدللة( بعناصر )مستويات( البنية اللغوية بافتراض استقللية هذه العناصر نظريا فقط.
و بشكل عام ينصرف مفهوم علم الدللة إلى الدللة اللغوية. أول :علقة علم الدللة بالصوات )المستوى الصوتي( .مازلنا نذكر حين حديثنا عن المستوى الصوتي أن الصوات ] الحروف / 53نفس المكان. 54أحمدشامية ونبيلة عباس ،المرجع السابق ،ص13.
21
)حروف البناء([ وحدات غير دالة ،و هي القطع الصوتية الصغرى التي تتشكل منها بجمع بعضها إلى بعض الوحدات الدالة )الكلمات( .هذه القطع الصوتية الصغيرة التي تظهر في التقطيع الثاني عند البنويين الوظيفيين )مارتينيه( .و هنا يجب أن نشيرإلى أن هناك ما يسمى بالوحدات الدللية التي هي أقل من الكلمة و تتمثل في )المورفيم المتصل( مثل السوابق و اللواحق و الضمائر المتصلة بل أن هناك وحدة دللية أقل من المورفيم ،مثل دللة الحركات على تاء الفاعل 55
) كتبتم ،كتبت ،كتبتما (..
هذه الصوات في الواقع تدرس من جانبين .الجانب الول :هو من حيث طبيعتها الفيزيائية – الفيزيولوجية ،و الجانب الثاني :من حيث وظيفتها )الدللية( في بنية الكلمة أو الوحدة الدالة و لذلك صار للصوات علمان أحدهما :علم التصويت و الثاني :علم وظائف الصوات ،حيث تدرس وظائف هذه الصوات من خلل التقابلت الثنائية التي تظهر القيمة الدللية أو المعنوية للصوت بالشتراك مع أصوات أخرى .فالفرق الدللي بين قال و مال جاء من التقابل بين )ق( و )م(. و تبدو علقة الدللة بالصوات جلية هنا .و هناك كلمات يتغير أحد أصواتها و ل تتغير دللتها مثل :الصراط مقابل السراط .و السقر ،و الزقر ،و الصقر ،و هذا ما يسمى كيفيات أو وجهات أداء .و لبد من الشارة أيضا إلى أن هناك من يرى أن الصوت )الحرف( الواحد منفردا 56
له قيمة تعبيرية )دللية( خاصة به.
و قد ذهب عدد من الباحثين إلى هذا الرأي و من هؤلء ابن جني ت 392ه .الذي أورد في كتابه الخصائص عددا من العناوين و المثلة التي تؤكد قناعته بهذا الرأي ،من ذلك تصاقب اللفاظ لتصاقب المعاني .و باب في إمساس اللفاظ أشباه المعاني .فالصوت )الحرف( مفردا أو مركبا يحمل قيمة دللية في ذاته ،و ليس ذلك بغريب على 55أحمد مختار عمر ،المرجع السابق ،ص34. 56فريد عوض حيدر ،المرجع السابق ،ص.35-29.
22
ابن جني الذي لم يخف ميله إلى النظرية التي ترى أن أصل اللغات إنما هو من الصوات المسموعة ،فهذا المذهب عنده وجه صالح و متقبل. و هناك أمثلة كثيرة غايتها تأكيد القيمة التعبيرية )الدللية( للحرف الواحد ،مركبا في الكلمة من ذلك :نضح و نضخ ،قال تعالى " فيها عينان نضاختان "و بما أن النضخ أقوى من النضح فقد جعلوا الحاء لرقتها للماء الضعيف ،و الخاء لغلظها لما هو أقوى منه ،و كذلك :قضم و خضم ،فالقضم للصلب اليابس و الخضم للرطب .و كان أحمد بن فارس )توفي 395ه( قد وضع معجما سماه) :مقاييس اللغة( وجه فيه كل جهده لستنباط الصلت بين اللفاظ و دللتها ،و لكنه غالى و 57
تكلف ،كما فعل ابن جني.
و لم يكن علماء العرب و حدهم الذين يعتقدون بهذه القيمة التعبيرية للصوات )الحروف( ،فمن المحدثين الغربيين )جسبرسن( الذي يلخص آراء المحدثين في الصلة بين اللفاظ و الدللت فتعرض لمقال )همبلت( الذي يزعم أن اللغات بشكل عام تؤثر التعبير عن الشياء بواسطة ألفاظ أثرها في الذن يشبه أثر تلك الشياء في الذهان ،و هذا ما يسمى بالمناسبة الطبيعية بين اللفاظ و معانيها ،و إن كان يرى أن هذه الصلة كانت في البداية ،و لكنها تطورت حتى أصبحت العلمة غامضة. و كان جسبرسن يضرب بعض المثلة عن المناسبة الطبيعية ،من ذلك أن طائرا في أوربا يسمى)كوكو( فهو يصيح فيصدر صوتا هو – كوكو .-ويمكن أن نمثل لهذا كذلك بكلمة الصفق و هو الصفع على الوجه ،و هو ما يشبه الصوت الصادر عن ذلك .و من مظاهر الدللة الصوتية )النبر( فالنبر و العتماد بقوة أو الضغط على مقطع ما أو كلمة ما يجعل لها معنى خاصا .وفي لغات أخرى يحدد موضع النبر نوع 57إبراهيم أنيس ،دللة اللفاظ )د.م :دار المعارف (1986 ،الطبعة السادسة ،ص69.
23
الكلمة ،اسما أو فعل .و من مظاهر الدللة الصوتية كذلك ،النغمة الكلمية ففي اللغة الصينية قد يكون للكلمة الواحدة عدة معان يفرق بينهما النغمة .و مثال ذلك في العربية قولنا ):هكذا( فقد تكون بمعنى الستفهام إذا كان المتكلم يريد الستفسار عن كيفية عمل شيء ،و قد تكون للشجب و الستنكار ،و قد تكون للقرار و الخبار. و مما يتعلق بهذه الدللة الصوتية ما ذكر من أن بعض اللغات تعبر عن الصول المختلفة للفعل ،أي لحدوث الفعل من الفاعل بكلمات إضافية تدل من حيث اليقاع الصوتي على تلك الحالة أو الكيفية ،من ذلك ما ذكره الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه )دللة اللفاظ( من أن من لغات وسط إفريقيا أن الفعل الذي يدل على مطلق المشي هو ): (ZO و يمشي منتصبا
:
يمشي بنشاط و حماس
ZO KA KA
:
ZO DES DES
يمشي بسرعة
:
ZO TYA TYA
يمشي متثاقل
:
ZO BOHO BOHO
58 59
ثانيا :علقة الدللة بعلم الصرف )الدللة الصرفية(.
بالرجوع
إلى المستوى الصرفي من مستويات البنية اللغوية نذكر أن عناصر هذا المستوى هي )المفردات أو الكلمات أو الوحدات الدالة( التي تنشأ من جمع الصوات )الوحدات غير الدالة( بصورة اعتباطية )مع التحفظ هنا على هذه العتباطية( ليكون لدينا وحدات لها دللة مفردة )بالوضع( كما ذكر الزمخشري في كتابه )المفصل( .هذه الوحدات ذات الدللة المفردة تأخذ أشكال صرفية مختلفة و هي التي تسمى الصيغ الصرفية ،و لكل صيغة دللة معينة بالضافة التي دللة المادة الصوتية التي تتشكل منها .فللأسماء و الفعال و الوصاف )المشتقات المختلفة( دللة إضافية تحددها الصيغة .فلكل فعل من الفعال 58إبراهيم أنيس ،المرجع السابق ،ص70-69. 59نفس المرجع ،ص47.
24
)الماضي ،المضارع و المر( و بصورها المختلفة )المجردة و المزيدة ( هيئة صرفية تدل على المعنى أو على جزء من المعنى .مثل :فعل، يفعل ،افعل ،استفعل ،تفاعل.......و كذلك فاعل ،مفعول ،مفعل، 60
مفعل ،فعال ،مفعال.
و قد تدل صيغة واحدة على عدة معان يحددها السياق ،مثل صيغة اسم الفاعل و المفعول) .مختار( ،بضم الميم ،المتحولة من البنيتين العميقتين :مختير و مختير ،بفتح الياء في الولى وكسرها في الثانية ،و من ذلك الصيغة التي تدل على اسم الزمان و المكان و اسم المفعول و المصدر الميمي )مسعى( على وزن مفعل ،ومن ذلك أيضا :الفعل ضاع
يضوع ،التي تدل على الظهور و الختفاء و
ندرك ذلك بالرجوع إلى المضارع :ضاع يضيع و ضاع يضوع ،و كذلك رام يروم و يريم. إن علم الصرف الذي يدرس هذه الصيغ )هذه الوحدات( التي تعد من المفردات على الرغم من أنها قد تتألف من أكثر من وحدة دالة حسب مبدأ تحديد الوحدات الدالة بناء على المعنى ،أقول إن علم الصرف هنا يتقاطع مع علم الدللة لن الصل في تصريف الصيغة الولى إلى صيغ مختلفة الحاجة إلى الدللت المختلفة التي نحتاج إليها ضمن النظام اللغوي لتؤدي اللغة وظيفتها بشكل كامل و دقيق. ثالثا :الدللة و علم التراكيب )الدللة النحوية( .61يقول الجرجاني عبد القاهر في كتابه المشهور )دلئل العجاز في علم المعاني( ) :إن اللفاظ المفردة التي هي أوضاع اللغة لم توضع لتعرف معانيها في أنفسها و لكن لن يضم بعضها إلى بعض فيعرف فيما بينها فوائد
62
.
60تمام حسان ،اللغة العربية :معناها ومبناها )المغرب :دار الثقافة (1994 ،د.ط ،.ص.
83-82 61محمد محمدداود ،العربية وعلم اللغة الحديث )القاهرة :دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع (2001 ،د.ط ،.ص54-53 . 62عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجركانى النحوي ،دلئل العجاز )القاهرة : الناشر مكتبة الخانجى1404 ،هي1984/م( د.ط ،.ص353.
25
إن ما يقال من أن الوحدات الدالة في المستوى الصرفي تتشكل من تجمع لعناصر من الوحدات غير الدالة )الصوات( دون صدور ذلك عن نظام عقلي )إن نظم الحروف هو تواليها في النطق فقط( ).63مع التحفظ على ذلك( .فان ذلك ل ينطبق على تشكيل الجمل من الوحدات الدالة و إنما يتم ذلك بالتآلف بين هذه الوحدات فيأتلف بعضها و ل يأتلف بعضها الخر ،كما يذكر الجرجاني نفسه في كتابه الجمل )اعلم أن الواحد من السم و الفعل و الحرف يسمى كلمة ،فإذا ائتلف منها اثنان فأفادا يسمى كلما ويسمى جملة . و على هذا تكون الفادة ليس معنى المفردات في حد ذاتها .و هو ما يوضحه في قوله السابق في الدلئل .و إنما الفادة هنا في هذا المستوى )مستوى التراكيب( أو المستوى النحوي هو تعريف المخاطب )بفتح الطاء ( و إبلغه بالعلقات النحوية أو ما يسمى بمعاني النحو ،و هو المعنى السنادي الذي يربط بين الوحدات داخل التركيب فيفهم من الذي قام بالفعل أو اتصف بالوصف و على من وقع هذا الفعل ،و مع ترابط عناصر التركيب بما في ذلك الملحقات مثل الحال و التمييز و غيرها ،حيث يوضع كل عنصر في موضعه المناسب لصحة المعنى ،وإل لن يفهم المخاطب ،بفتح الطاء ) ،السامع( أي معنى مع أنه من المفترض أنه يعرف المعاني المفردة لللفاظ و إنما المعنى المقصود هنا هو معنى النحو ،أو الوظائف النحوية .و يرى الجرجاني أن ذلك النظام يقوم على ربط الكلمات ببعضها يقول " ليس الغرض بنظم الكلم أن توالت ألفاظها في النطق بل أن تناسقت دللتها وتلقت معانيها ،على الوجه الذي اقتضاه العقل . وكان الجرجاني قد ضرب مثل ببيت امرئ القيس يقفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ي فقال ما معناه أننا لو غيرنا ترتيب الكلمات فهل يعني قول امرئ القيس مبينا بعد ذلك .وقد عد ّ بعضهم الجملة 63نفس المكان.
26
)التركيب( هي الوحدة الدللية الساسية .وهذا ل يعني –طبعا -أن المعاني المعجمية )الجتماعية( بمعزل عن فهم المعنى لن اللغة تعمل بنظام متفاعل تتداخل فيه المستويات ،و يظهر ذلك عند تشو مسكي فيما يسمى مبدأ السلمة النحوية ،و يضرب لذلك المثلة ، فقد يكون التركيب سليما نحويا من حيث السناد ،و لكنه ل يؤدي للمخاطب )بفتح الطاء ( معنى صحيحا مثال ذلك ) :شرب الجدار النجمة المؤمنة( .و إنما قد يكون ذلك فيما يسمى باختراقات الشعراء مثل ) .شربتني قهوتي ( . و إذا كنا قد ركزنا هنا على الجرجاني فلنه ركز على العلقة بين النحو و البلغة أو البلغ و ليس البلغ إل نقل المعاني و تبادلها بين المخاطب ) بفتح الطاء ( و المخاطب )بكسر الطاء ( .و من هنا كان لعلم الدللة علقة متينة بعلم النحو فليست اللغة إل مجموعة من العلقات بين اللفاظ و دللتها ،و هذا ما تؤكده كثير من المذاهب اللسانية الغربية الحديثة. د -علم الدللة وعلوم الخرى في الواقع ل يمكن فصل علم الدللة عن أيّ من العلوم الخرى ،سواء النسانية أو الرياضية و الطبيعية ،فالعلوم كلها تعتمد الدللة في جميع مساراتها .بل كل شيء في الحياة و في علقة النسان بما يحيط 64
به من الكون و ما ينشأ عنه من فعاليات يعتمد الدللة أساسا.
-1الدللة و التعبيرات الصطلحية :إذا كان المعنى النحوي الذي ينشأ من التركيب أو السناد هو معنى )دللة( مختلفة عن دللة عناصر السناد المفردة المعجمية ،فان هناك تعابير مركبة )اصطلحات خاصة( دللتها غير الدللة السنادية المباشرة التي قد تفهم من التركيب ،فهي مستوى ثالث من الدللة يتكون من عدد من الكلمات أو 64ف.ر .باطر ،المرجع السابق ،ص.35-31 .
27
المورفيمات الحرة كقولنا )البيت البيض( الذي يشير إلى مؤسسة إدارية سياسية و ليس إلى بناء أو قصر من حيث الدللة .و مثل ذلك تعبير )الصحافة الصفراء() ،الباب العالي( ،و عندما نقول عندنا )قصر المرادية( و نقصد مؤسسة رئاسة الجمهورية .و يجب أن نميز بين هذا النوع من التعابير المركبة و بين ما شبهها كقولنا )الدار البيضاء( علما على مدينة إذ أن هذه التسمية لم تزل تشير إلى الصل فربما كانت هناك دار بيضاء اللون. -2الدللة و الفلسفة :من المعروف أن ارتباط الدللة بالفلسفة و المنطق كان أظهر من ارتباطه بأي علم آخر .بل كان الباحثون ل يفرقون – ربما – بين علم الدللة و الفلسفة ،غير أن علم الدللة بدأ ينفصل تدريجيا و يدخل بل يتمركز في دائرة العلوم اللغوية بل مازال علماء الفلسفة يدرسون علقة موضوعاتهم الفلسفية بعلم اللغة ،و قد كان فلسفة اليونان قد اهتموا بهذه العلقة .و لعل ما يرد في الدراسات اللغوية من الحدود و التقسيمات ،و من مصطلحات مثل :الخبر و النشاء و اسم الجنس و اسم النوع ،ل ينفك عن علم المنطق ،بل أن هناك من المناطقة من اختص بعلم الدللة و ربما كانت المثلة اللغوية المستقلة في المنطق تبين بوضوح مثل هذه العلقة مثل: -كل إنسان فان
محمد إنسان
محمد فان -كل نار لها دخان
ليس كل دخان يدل
65
على النار.
-3الدللة و علم النفس :يبحث علم النفس في طريقة اكتساب اللغة ،و كيفية التعلم ،و لعل اهتمام علماء النفس بموضوع الدراك من أبرز ما يربط بين علم النفس و علم اللغة و )منه الدللة( 65على سامى النشار ،مناهج البحث عند مفكرى السلم ونقد المسلمين للمنطق السططليسي )السكندرية :دار الفكر العربي1367 ،هي1947/م( الطبعة الولى ،ص.50.
28
إذ أن الدراك ظاهرة فردية و الناس يختلفون في إدراك الكلمات و في تحديد دللتها .و يلحظ أن للغة جوانب نفسية تتغير بتغير الحوال من 66
فرح و حزن و غير ذلك .و يظهر هذا من خلل كلم المتكلمين.
-4الدللة و علم الجتماع :اللغة ظاهرة اجتماعية و حدها كما ذكر ابن جني " :أنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم " ،فهي تعبير عن الغراض و العادات و التقاليد الجتماعية ،و علم الدللة يهتم بحياة الناس و عاداتهم ،و كل ما يتعلق بفعالياتهم الحياتية .بل و تعكس بعض ألفاظ اللغة و تراكيبها نمط التفكير الجتماعي ،من ذلك ما يذكر من أن العرب يقولون رجل للدمي الذكر البالغ ،و لكنهم 67
ليقولون رجلة للدمية النثى البالغة .
الفصل الثانى :أنواع المعنى ومناهجه أ -أنواع المعنى كثيرا ما يتحدث الباحثون عن أن معنى الكلمة يظل ضبابيا و شبه غامض خارج سياق الكلم ،بل إن بعضهم نفى أن يكون للكلمة أي معنى خارج السياق .و إذا كان الرجوع إلى المعجم هو الوسيلة – غالبا – للبحث عن معنى الكلمة و رغم أنه يدون عادة في المعاجم عدد من المعاني فان معظم الكلمات ل يمكن الوقوف في معانيها عندما يذكر في المعجم .و قد اختلف الباحثون و تفاوتوا في حصر عدد المعاني 68
المحتملة للكلمة .
و كان الدكتور أحمد مختار عمر قد ذكر خمسة 69
دها أهم أنواع الدللة و هي: أنواع ع ّ
-1المعنى الساسي أو المركزي :و هو العامل الرئيسي للتصال اللغوي .و يشترط للمتكلمين بلغة واحدة أن يكونوا مشتركين في تصور هذا المعنى الساسي الذي يتم من خلله التصور و نقل 66 67 68 69
ف.ر .باطر ،المرجع السابق ،ص.33. أحمد مختار عمر ،المرجع السابق ،ص.16 . ف.ر .باطر ،المرجع السابق ،ص.70 . المرجع السابق ،ص.36.
29
الفكار .حيث تملك الكلمات ملمح معينة تميزها عن غيرها أو عن مضاداتها .فكلمة )رجل( تتميز ببعض الخصائص المعنوية عن كلمة )امرأة( أو )ولد( و كلمة )عصفور( تتميز كذلك عن كلمة )إوزة( .إن 70
هذا المعنى هو المعنى المعجمي للكلمة عندما تكون منفردة.
-2المعنى الضافي أو الثانوي :و هو المعنى الذي يزيد عن المعنى الساسي و ل يكون يكتسب صفة الثبوت ،و إنما يتغير حسب أنواع الثقافات و الزمنة و الخبرات .فإذا كانت كلمة )طفل( لها ملمح أساسية هي ) +إنسان +ذكر – بالغ( فان هناك معاني إضافية تتعلق بكلمة طفل كلبس نوع من الثياب ،البكاء و التأثر ،عدم الخبرة .و كلمة الوالدة التي معناها الساسي النثى التي ولدت الولد إل أن من معانيها الضافية الحنان و العطف و الخوف على الوليد .و من المؤكد 71
أن هذا المعنى مفتوح و قابل للتغير مع ثبات المعنى الصلي.
-3المعنى السلوبي :إن أي قطعة لغوية تحمل خصائص أسلوبية تتعلق بمستوى اللغة المستعملة ،كاللغة الدبية أو العامية أو المبتذلة وكذلك بنوع البيئة و المستوى الجتماعي و العصر و لذا يلحظ أن بعض الكلمات التي قد تبدو مترادفة هي في الحقيقة غير متطابقة المعنى تماما من حيث إدراك معانيها الضافية و مثال ذلك :الزوجة في العربية فهي ) الحرم و الزوجة و المرأة أو الدار أو الهل أو 72
الخرى(.
-4المعنى النفسي :و هو المعنى الخاص المتعلق بالفرد المتكلم الذي ل علقة له بالتداول بين الفراد حيث يعكس الفرد في أحاديثه معاني فردية تتعلق بحالته النفسية الخاصة و كثيرا ما يظهر في 73
كتابات الدباء و الشعراء.
-5المعنى اليحائي :و هو ما تتركه بعض الكلمات من ظلل 70 71 72 73
نفس المرجع ،ص.36. أنفس المرجع ،ص.37. نفس المرجع ،ص.38. أنفس المكان.
30
إيحائية )شفافية( خاصة .و قد ذكر ألمان --أنظر أحمد مختار عمر-- ثلثة أنواع لتأثيرات هذا المعنى و هي: التأثير الصوتي :مثل كلمة )صليل( لصوت السيف و )خرير( لصوتالمياه. التأثير الصر في :و يمكن أن تمثل لذلك بالفعل الرباعي المضعفبالعربية )شلشل (. التأثير الدللي :و هو ما تتركه بعض المعاني الكثر شيوعا منالمعاني الساسية من أثر إيجابي على المعنى الخر ،مثل المعاني 74
المتعلقة بالجنس أو الموت أو قضاء الحاجة. ب -مناهج دراسة المعنى
ربما ارتبطت النظرية السياقية باللغوي النجليزي )فيرث( ، الذي ركز على الوظيفة الجتماعية للغة و أساسها مفهوم سياق الحال الذي يعرفه فيقول " هو جملة من العناصر المكونة للموقف الكلمي و من ذلك شخصية المتكلم و السامع )المخاطب و المخاطب( ،و تكوينهما الثقافي بالضافة إلى شخصيات من يشهدون الكلم ،غير المتكلم و السامع – إن وجدوا – و بيان ما لذلك من علقة بالسلوك اللغوي ،و العوامل و الظواهر الجتماعية ذات العلقة باللغة و السلوك اللغوي لمن يشارك في الموقف الكلمي مثل حالة الجو ،و الوضع 75
السياسي ،و مكان الكلم.
ومن هنا نعرف أن سياق الحال تتشابك
76
في دللته عناصر كثيرة.
و أصحاب هذه النظرية يحددون معنى الكلمة بأنه :استعمالها في 77
اللغة ،فالمعنى ل يظهر إل إذا كانت في السياق.
و إذا أريد معرفة
كلمة )دللتها( فيجب وضعها في سياقات مختلفة ،لن الوحدات اللغوية 74 75 76 77
نفس المرجع ،ص.41-38. ف.ر .باطر ،المرجع السابق ،ص.85-81. أحمد مختار عمر ،المرجع السابق ،ص.80-74. أحمد محمد قدور ،المرجع السابق ،ص.294.
31
المجاورة لها ذات أهمية في تحديد معناها ،فدراسة معاني الكلمات تتطلب تحليل للسياقات و المواقف التي تقع فيها لغوية أم غير لغوية . ويتعدد معنى الكلمة تبعا لتعدد السياقات التي تقع فيها ..يقول العالم اللغوي )هردر( ما معناه :إذا اعتقدنا أن للكلمة أكثر معنى واحد في سياق واحد فنحن في حالة انخداع كبير ،و يقول مارتينيه" :خارج السياق ل تتوفر الكلمة عن معنى" .و من السياقات التي اقترحها الباحثون ما ذكرناه في البداية و ل بأس من ذكره ثانية :السياق اللغوي – السياق العاطفي – سياق الموقف – السياق الثقافي و يكفي لتوضيح هذه السياقات أن نأتي بأمثلة لكل سياق منها: -1السياق اللغوي :و نمثل له بلفظ )كلمة( صالح فنقول: رجعت من السفر صالحا ،أي سالما معافى. تجهزت جهازا صالحا ،أي جيدا حسنا. تزود المسافرون زادا صالحا ،أي كثيرا. لشدن الحبل شدا صالحا ،أي )شديدا ،قويا(. وجدت في رحلتي صالحا ،أي نافعا.رزقني الله ولدا صالحا أي ،بارا مستقيما و كلمة قرن مثل قد تعني حسب السياق :قرن الثور أو الخروف ،أو القرن الفريقي أو القرن العشرين أو قرن اللوبياء .و كلمة goodبالنجليزية ،فإذا وردت مع كلمة رجل good manفهي تعني الناحية الخلقية و إذا وردت وصفا 78
لطبيب فهي تعني التفوق في المهنة ،و هكذا.
-2السياق العاطفي :وهو الذي يحدد درجة النفعال بين القوة و الضعف مثال الفرق بين الضغينة و الكره و يمكن أن نستعمل كلمة )أحب( فنقول )أحب الشتاء( و أحب والدي فالسياق الكلمي بين 79
المعنيين يفرق بين المعنيين.
-3السياق الموقفي :و مثاله قولنا )الله يسهل( فقد تكون 78المرجع السابق ،ص.70-60. 79فريد عوض حيدر ،المرجع السابق ،ص.159.
32
بمعنى دعني و ابتعد في موقف معين ،و قد تكون بمعنى الدعاء للمخاطب بأن يسهل الله له طريقه و عمله ،و قد تكون بمعنى 80
الستنكار لما يصدر عن المخاطب من فعل.
-4السياق الثقافي :و يمكن أن أمثل له بكلمة )الخط( .فهي عند الطالب أو الستاذ تعني الكتابة و حسنها أو عدم حسنها من الناحية الفنية ،أو نوع خط من خطوط الكتابة عند الخطاطين أو دروس الخط ،كالخط الكوفي ،أو الرقعي أو الثلث أو غير ذلك .و هي غير ذلك عند عامل الهاتف ،أو عند النجار ،أو الفلح أو العامل في وزارة النقل و المواصلت ،مثل خط الحافلت ،أو السكك الحديدية .على أن السياق الثقافي قد يكون أوسع من ذلك مع اتساع دائرة الستعمال 81
اللغوي.
أما أهم ميزات المنهج السياقي فهي:
أنه يجعل المعنى قابل للتحليل الموضوعي .لم يخرج في التحليل اللغوي عن دائرة اللغة ،أي دون الخروج عن دراسة العلقات اللغوية كما فعل بعض الباحثين عندما أرادوا دراسة المعنى و شرحه في ضوء متطلبات غير لغوية .أما ما واجهته نظرية السياق من انتقادات فيتمثل في: -1أن نظرية السياق – كما جاء بها فيرث – )اهتمت بدراسة المعنى في معزل عن مستويات البنية اللغوية الخرى(. -2إن الحديث عن السياق – لسيما في سياق الموقف – كان غامضا و غير محدد نوعا ما. -3هذا المنهج قد ل يكون مفيدا لمن يبحث عن معنى كلمة ل 82
يوضح السياق معناها.
و قد ركز بعض أصحاب هذه النظرية على السياق اللغوي، عندما اهتموا بما سمي بالرصف و هو علقة كلمة أو عدة كلمات بأخر 80أحمد مختار عمر ،المرجع السابق ،ص.71. 81المرجع السابق. 82أحمدشامية ونبيلة عباس ،المرجع السابق ،ص.46.
33
علقة شبه ملزمة فكلمة )النصهار( تلزم المعادن مثل :الحديد و النحاس و الذهب و الفضة و ل تلزم الجلد و الخشب .و إذا كانت الكلمة قد تنتظم مع أكثر من مجموعة ،و تقع في أكثر من سياق لغوي فقد ظهر مصطلح )الوقوع المشترك( أو مصطلح )احتمالية الوقوع( و لذا ل بد من تبديل أنواع السياقات اللغوية أو وضع الكلمة في سياقات مختلفة لصدار الحكام الصحيحة .فكلمة )نزل( لها سياقات لغوية مختلفة مثل :نزل المطر -نزل إلى السوق – نزل عند رأي الجماعة – 83
نزل منزلة رفيعة في قومه.
الفصل الثالث :التطور المعنى أ -مفهوم التطور المعنى انطلقا من أن قائمة اللفاظ )الكلمات( منتهية مهما كثرت ،و أن المعاني قائمة مفتوحة غير محدودة فان تطور معاني الكلمات أو تغييرها و انتقالها أظهر ما يكون في تطور النظام اللغوي في جميع مستوياته .الصوتية و الصرفية و النحوية التي قد تكون شبه ثابتة إلى حد بعيد ،و هذا ل يعني أن التطور في صورة الكلمات غير واقع و لكنه يظل أقل بكثير من التطور في الجانب الدللي و هو ظاهرة شائعة في كل اللغات و ذلك لن العوامل الجتماعية و التغيرات الحياتية التي 84
تواكبها اللغات تفرض ذلك .و لنمثل لذلك بما يلي.
كثيرا ما نطلق اليوم اسم أو لقب )قيصر( على كل حاكم عظيم أو جبار لنه كان اسم علم لحد أباطرة الرومان )يوليوس قيصر( و قد اشتق هذا السم من فعل لتيني معناه يقطع أو يشق .لن ذلك المبراطور قد ولد بعملية شق البطن فأطلق عليه هذا السم ،و ل زلنا نقول )عملية قيصرية( عن عملية الولدة التي تجرى بشق البطن. و قد أورد الدكتور إبراهيم أنيس أيضا عدد من الكلمات 83نفس المرجع ،ص.47. 84إبراهيم أنيس ،المرجع السابق ،ص.124.
34
المستعملة في عاميتنا التي انحدرت من أصل عربي فصيح من ذلك: كلمة )البغددة( التي تعني التدلل ،و ربما اقتصر استعمالها على وصف المرأة بهذه الصفة ،و قد جاءت من استعمال قديم هو " تبغدد الرجل أي انتسب إلى بغداد و أهلها" ،أي أصبح متحضرا راقيا في سلوكه ،لن نظرتهم إلى بغداد حينئذ كانت كنظرة بعضنا اليوم إلى المدن الوربية. 85
و من ذلك أن )طول اليد( كان قديما وصفا للسخاء و الكرم ،و أصبح اليوم يعبر عن السرقة .و لعل موضوع الحقيقة و المجاز هو الذي يتصل بهذا التطور الدللي .و قد وصف القدماء الحقيقة بأنها الدللة الصلية للفظ أي دللة الوضع الول ،و أن المجاز هو المعاني الخرى التي قد تكون للفظ غير ذلك المعنى الصلي .و قد اختلف العلماء في ذلك فمنهم من أصر على أن الكلم كله حقيقة في حين يرى آخرون أنه كله مجاز بالضافة إلى من يرى أن بعضه حقيقة و بعضه مجاز .و الحقيقة أن قضية الحقيقة و المجاز فيها شيء من النسبية ،و ربما يكون من الصعب تحديد المعاني الحقيقية الصلية لن المعنى ينتقل من الحقيقة )المعنى الول الوضعي( الذي قد يصعب تحديده إلى معنى آخر على سبيل المجاز و لكنه يستقر فيصبح معنى 86
حقيقيا ثم ينتقل إلى مجاز جديد و هكذا.
و يمكن أن نوجز أهم عوامل التطور الدللي بما يلي
87
أن
الناس يتداولون اللفاظ و يتبادلونها عن طريق الذهان و النفوس التي تتباين بين أفراد الجيل الواحد و البيئة الواحدة ،و تتكيف الدللة تبعا لذلك .و مع اشتراك الناس في معاني اللفاظ المركزية ،إل أنهم يختلفون في حدودها الهامشية و في ظللها و ما يكتنفها من ظروف و ملبسات تتغير و تتنوع بتنوع التجارب و الحداث و لذلك تتم 85نفس المكان. 86أحمد مختار عمر ،المرجع السابق ،ص.70 . 87المرجع السابق ،ص.135.
35
النحرافات في الدللة مع توارث الجيال .و أبرز ما يمكن ذكره من عناصر هذا العامل )الستعمال( ما يلي: -1سوء الفهم :فقد يسمع أحد لفظا و يفهم معناه بغير ما يقصده المتكلم ،ثم ينقل هذا الفهم الخاطئ و يتكرر و قد يعيش جنبا إلى جنب مع المعنى الصلي المراد من المتكلم ،و يحدث ما يسمى 88
بالمشترك اللفظي.
-2بلى اللفاظ :أو شيء من التطور الصوتي فينتقل اللفظ من صورة إلى صورة أخرى له دللة مختلفة ،ففي كلمة )السغب( تطورت 89
السين إلى تاء ،فصارت الكلمة )تغب( و تعني الدرن و الوسخ.
-3البتذال :الذي يصيب بعض اللفاظ لسباب سياسية ،أو اجتماعية أو عاطفية فكلمة )الحاجب( التي كانت تعني في الدولة العربية الندلسية )رئيس الوزراء( ثم أصبحت تدل على خادم أو حارس على الباب .و مما يؤدي إلى ابتذال اللفاظ و انزوائها أن تكون متصلة بمعنى القذارة و الدنس أو الغريزة الجنسية و يستعاض عنها بكلمات أخرى أكثر غموضا .و من ذلك أيضا اللفاظ المتصلة بالموت و المراض مما يثير الهلع و الخوف في النفوس فتستبعد من الستعمال و يستعاض عنها بكلمات أخرى أو يكنى عنها .و نحن اليوم نسمع بعض الناس يقولون عن السرطان )ذاك المرض( كناية ،أو قد يقال عن تسمية ما يكره بالدارجة )اللي ما يتسمى(. أما العامل الثاني فهو الذي يسمى الحاجة ،أي الحاجة إلى التجديد و التغيير في معاني اللفاظ ،ويتم بقصد و إرادة من قبل الفئة النابهة الموهوبة من الشعراء و الدباء أو من قبل الهيئات اللغوية الرسمية،كالمجامع اللغوية حيث يتم نقل اللفظ من مجاله المألوف إلى مجال آخر جديد .أما دوافع هذه الحاجة فتتمثل في التطور
88نفس المكان. 89نفس المرجع ،ص.138.
36
90
الجتماعي و السياسي و القتصادي.
ب -مظاهر التطور المعنى غالبا ما تمر التطورات و التغيرات الدللية بمرحلتين : 1ي مرحلة التغيير الولي ،أو البتداع 2ي مرحلة انتشار المعنى أو المفهوم الجديد وتعميمه . 91
و أهم مظاهر هذا التغير كما ذكرها الباحثون : ج -تخصيص المعنى أو تضييقه
إذ أن هناك ألفاظا تدل على العموم أو على الجناس فتحدد و تخصص دللتها باختصارها على نوع معين أو على فرد معين ،حتى تصبح كأنها علم عليه ،فالعلم هي أقصى درجات الخصوص .و لعامل ما تتطور دللة اللفظ من العموم إلى الخصوص و ضيق المجال، فكلمة MEETالنجليزية كانت تعني مجرد الطعام و تعني الن )اللحم( فقط .و مثل ذلك عندما تطلق الن – في اللهجة المصرية – كلمة )العيش( على الخبز فقط .و كلمة الحج كانت تعني القصد إلى أي 92
مكان فتخصصت بمعنى الحج إلى بيت الله الحرام بمكة. د -توسيع المعنى أو تعميم الخاص
)عكس الحالة السابقة( ،و هي أقل شيوعا من الولى .فقد يكون لكلمة ما دللة محددة .فكلمة )البأس( مثل كانت خاصة بالحرب ،ثم أصبحت تطلق على كل شدة .و مثال ذلك إطلق كلمة )الورد( على كل زهر .و من ذلك أيضا إطلق بعض الصفات التي كانت خاصة .و كانت علما على بعض الشخاص على أشخاص اتصفوا بصفاته مثل )عنترة( عند إطلقها على كل شجاع و قد يرى طفل مصري نهرا 93
فيقول :النيل.و قد يسمى كل النهار النيل.
90نفس المرجع ،ص.145-139. 91نفس المرجع ،ص.152. 92نور العين ،أثر السلم فى تطور معانى اللفاظ فى اللغة العربية )يوكياكرتا :مجلة الجامعة1424 ،هي2003/م( ج ،41.رقم ،2ص.187 . 93فريد عوض حيدر ،المرجع السابق ،ص.79-76.
37
الباب الثالث القرآن الكريم ودللته و تصوراته التربوية الفصل الول :القرآن الكرييم واللغة العربية أ -القرآن الكريم وإعجازه اللغوي 32
يعتبر المسلمون أن القرآن هو كتاب الله وأنه أعجوبة بإعجازه 94
وبحد ذاته ، .وإن فيه إعجاز أو معجزات .العجاز مشتق من العجز.
والعجز :الضعف أو عدم القدرة .والعجاز مصدره أعجز :95وهو بمعنى الفوت والسبق .والمعجزة في اصطلح العلماء :أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدي ،سالم من المعارضة .وإعجاز القرآن :يقصد به: إعجاز القرآن الناس أن يأتوا بمثله .أي نسبة العجز إلى الناس بسبب عدم قدرتهم على التيان بمثله .وقد تحدى الله المشركين أن يأتوا بمثل القرآن أو أن يأتوا بعشر سور من مثله ،فعجز عن ذلك بلغاء العرب ،وأذعنوا لبلغته وبيانه وشهدوا له بالعجاز ،ومازال التحدي 96
قائما لكل النس والجن.
عوا ْ ن افْت ََراهُ قُ ْ ل فَأ ُْتوا ْ ب ِعَ ْ م ْ م يَ ُ ت َواد ْ ُ فت ََرَيا ٍ مث ْل ِ ِ قوُلو َ أ -أ ْ شرِ ُ ه ُ سوَرٍ ّ 97 ن الل ّهِ ِإن ُ ن. من ُ نا ْ كنت ُ ْ ست َط َعُْتم ّ َ م َ صادِِقي َ دو ِ م ِ ْ َ ّ هي َ ذا ل َ ن عََلى أن ي َأُتوا ْ ب ِ ِ مع َ ِ نا ْ س َوال ْ ِ جت َ َ لن ُ مث ْ ِ ج ّ تا ِ بُ -قل لئ ِ ِ ْ ً 98 مث ْل ِهِ وَل َوْ َ ض ظ َِهيرا. ال ْ ُ ن بِ ِ ن ب َعْ ُ كا َ ن ل َ ي َأُتو َ ضه ُ ْ قْرآ ِ م ل ِب َعْ ٍ العجاز اللغوي للقرآن هو العجاز الرئيسي للقرآن .كل نبي وكل رسول قد أوتي من الكرامات ومن المعجزات ما يشهد له بالنبوة أو بالرسالة ،وكانت تلك المعجزات مما تميز فيه أهل عصره. 1ي فسيدنا موسى عليه السلم جاء في زمن كان السحر قد بلغ فيه شأوا ً عظيمًا ،فأعطاه الله تعالى من العلم ما أبطل به سحر 94لويس مألوف ،المنجد فى اللغة )لبنان :دار المشرق (2005 ،الطبعة الحادية والربعون ،ص.489-488. 95أحمدورصان منور )يوكياكرتا :الناشر معهد المنور (1984 ،د.ط ،.ص.965-963. 96أبي بكر الباقلني ،إعجاز القرآن )بيروت :عالم ااكتب1408 ،هي1988/م( الطبعة الولى ،ص.49-31. 97سورة هود آية 13 98سورة السراء آية 88
38
99
السحرة.
2ي وسيدنا عيسى عليه السلم جاء في زمن كان الطب قد بلغ فيه مبلغا ً عظيمًا ،فأعطاه الله تعالى من العلم ما تفوق به على طب 100
أطباء عصره.
3ي وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء في زمن كانت الميزة الرئيسية لهل الجزيرة العربية فيه هي الفصاحة والبلغة وحسن البيان .فجاء القرآن يتحدى العرب ي وهم في هذه القمة من 101
الفصاحة والبلغة وحسن البيان ي أن يأتوا بقرآن مثله.
لعل ما في كلمة" بسم الله" من أثر في تلطيف نفسية الفرد ، التي تولد من حيث يولد السرور والبهجة .فإذا كان كل القول الذي نقرأه أو نسمعه بدايته ابتسامة في أعماق أنفسنا ،فإننا نرغب في ذلك أكثر ،وتبقى البسمة تتبعه ،وما أدرانا بكل آثار كلمات القرآن الكريم في النفس ؛ وما هذه إل واحدة تشفي الكثير من السقام النفسية .في ترديدها بسمة ،تسد مسالك الحزان والكتئاب ،فل تتسول في الشعور .فتزيحها من مكان استولت عليه في فترة ضعف ووهن التفكير ،فيحل في عمق النفس أوامر رسم ملمح البسمات ، فل تلبث مع اليام أن ترتسم على الوجه إن شاء الله . العجاز اللغوي في القرآن يجذب اهتمام كل دارس له فإذا أدركنا بعض ما ظهر منه فإن ما خفي منه أكثر وأعمق.قراءته أو سماعه تثير في أنفسنا أحاسيس نشعر بها وأخرى ل نشعر بها مباشرة ،فهو يخاطب أيضا أعماق هذه النفس ،تلك التي فطرها الله عليها. فعلينا أن نتدبر ألفاظه ومعانيه وما يصحبهما من إحساسات على 99سعيد حوى ،الساس فى التفسير )القاهرة ،دار السلم1409 ،هي1989/م( الطبعة الثانية ،المجلد السابع ،ص.3374-3367. 100محمد أحمد جادى المولى وعلى محمد البجاوى ومحمد أبوالفضل إبراهيم والسيد شخاته ،قصص القرآن )بيروت :دار الجيل ،د.ت( د.ط ،.ص.224. 101أحمدأحمد بدوى ،من بلغة القرآن )القاهرة :دار نهضة1370 ،هي1950/م( د.ط،. ص.53-46.
39
مختلف أشكالها ،انطلقا من تحليل واستقراء كل حرف ،والحروف في القرآن آيات ،وفى كل كلمة وآية معجزات.
102
ومن جميع الجوانب
العلمية التي يعرفها النسان .كل حرف وكل كلمة هي فكرة وكل فكرة تتداعى معها أفكار أخرى ،أولها القرب إليها من حيث اللفاظ المكونة للكلمة فيتم التمييز بين الكلمة الملفوظة والكلمات القرب إليها لفظا، وبالتالي إحضار الصورة الذهنية التي تعّرفها تلك الكلمة ) وإذا خطرت ببالنا صورة ذهنية آي المعنى أول ,تحضر معها الكلمة التي تعرفها ن تتداعى معها الكلمات حسب ما تعلمناه سابقا ( .مثل كلمة ّ ح ّ س ْ ن و حسان ...وكذلك معنى حسن تتداعى معه القرب لفظا منها ُ ح ْ س ّ الفكار القرب إلى معناه .واقرب الكلمات ومعانيها التي تتداعى عند سماع أو لفظ كلمة بسم هي بسمة ،باسم ،بسمات .إضافة الى باقي الفكار التي توحيها إلينا تلك الكلمة ؛ وكلها تولد فينا فرحة وما يسر النفس . لنتدبر لفظ كلمة } بسم { ؛ أول كلمة نبدأ بها تلوة القرآن الكريم مستقبلة كلمة الله سبحانه وتعالى ثم صفاته ،وندرسها من جانب وقعها في أغوار نفس النسان .وما استهلل كل سور القرآن بها إل لنها تحمل أسرارا عديدة والتي وردت في الكثير من تفاسير القرآن الكريم .103كلمة بسم ،وهو من منابع حلوة لفظها وتحبيذ قراءة القرآن وسماعه .بسم ُتدخل في النفس بسمة خفية خافتة دون أن نشعر بها ،فتنشرح لستقبال اسم الله وما يلي تلك الكلمة من القول أو الفعل ،ولذلك أيضا أوصانا السلم بأن نستهل بها كلمنا وكل أعمالنا . إذا تأملنا جيدا ملمح الوجه عندما نتلفظ بكلمة بسم .نلحظ أن هناك تطابق بين الملمح التي ترتسم على الوجه أثناء لفظ هذه 102إسماعيل حقي البروسوي ،روح البيان )د.م :دار الفكر ،د.ت( د.ط ،.الجزء الول، ص.9.
103نفس المكان .
40
الكلمة ،والملمح التي ترسمها البسمة أثناء البتسامة .لكي نتأكد من ذلك نقوم بمقارنة الملمح التي ترتسم على الوجه عند لفظ حروف كلمة بسم ،بملمح البسمة على الوجه )في زمن يقايس الزمن اللزم للفظ كلمة بسم بهدوء وتأّنى .لفظ الباء بالكسرة )بـ( :الباء من الحرف الشفهية لن مخرجها إلى الهواء من الشفتين .ضم الشفتين ثم فتحهما لصدار صوت الباء يليه تمدد الشفتين عرضا لظهار صوت الكسرة على الباء ،هذه الملمح التي ارتسمت على الوجه تشبه تماما الملمح التي تبدأ بها البسمة . لفظ السين ساكنا )يسـ( :من الحرف الصلية ومخرجها ما بين رأس اللسان وبين صفحتي الثنيتين عند التقاء السنان . ضم السنان والشفتين مفتوحتين مع جريان الهواء ،هي أيضا من مكونات سمات البسمة عندما ترتسم على الوجه ،وخاصة ميزة ظهور السنان أثناء لفظها بعلمة السكون أكثر مما تكون عليه عند لفظها بالعلمات الخرى ،وهي من المميزات الكبرى لملمح البسمة. لفظ الميم بالكسرة )ـم ( :كما في لفظ حرف الباء بالكسرة إضافة إلى الغّنة لخروج صوت الحرف من الخيشوم المميزة له متمما لجريان الهواء الذي حدث أثناء لفظ حرف السين ساكنا ؛ وهذا كله نجده واضحا في البتسامة مما يبرز تطابق الملمح أكثر ،التي يرسمها لفظ كلمة بسم على الوجه بالملمح التي ترسمها البسمة .إلى هذا كله نجد أن صفات حروف كلمة بسم تشترك في ميزتين هامتين جدا وضروريتين ،لدللتهما على حالة اللسان الحركية أثناء لفظ حروف الكلمة وهما :الستفال والستفتاح .الستفال :وهو تسفل اللسان أثناء النطق بالحرف وخروج صوت الحرف من أسفل الفم ,والستفال ضد الستعلء الذي يكون فيه اللسان عند الحنك .الستفتاح :وهو جريان النفس لنفراج ظهر اللسان عند النطق بالحرف وعدم إطباقه على الحنك العلى .هاتين الصفتين توضحان دور اللسان أثناء لفظ هذه
41
الحروف ومنهما نجد أن دور اللسان ل يكاد يذكر تماما كم في حالة البسمة .أما الصفات الخرى المميزة لها تخص الصوت الذي نسمعه ول تزيد أو تنقص من الملمح التي ترتسم على الوجه عند لفظ كلمة بسم .فإذا كانت الملمح التي ترتسم على الوجه أثناء لفظ كلمة بسم ،متطابقة مع تلك التي ترسمها البسمة ؛ ونعلم أيضا أن لفظ كلمة ما هو إل حركات لعضلت الوجه واللسان والجهاز التنفسي ، وكذلك البتسامة ما هي إل حركات لعضلت الوجه والجهاز التنفسي واللسان المحدودة كما في مخارج وصفات حروف كلمة بسم . فالوامر التي تصدر من العقل لتعطي حركات ترتسم على الوجه أثناء اللفظ ،والوامر التي تعطي حركات لرسم البسمة على الوجه :هي متطابقة إلى حد ّ كبير ؛ وفى كلتا الحالتين هناك حالة نفسية تصحب المر الذي صدر؛ أي صورة ذهنية معبرة عنها ،وهي نفس الصورة الذهنية التي نكون عليها نفسيا أيضا ،في حالة سماعنا لذلك اللفظ ،وإل لما حدث إدراك اللفظ الذي نسمعه . بيما أن الوامر هي نفسها ،فمعناه أن لفظ بسم أو سماعه ،يثير في أعماق أنفسنا نفس الحساس والصورة الذهنية الذي تثيره أيضا البسمة في أعماقنا؛ ونحن ل نشعر بها تماما )إضافة إلى معناه المتعارف عليه( .أما إذا استشعرنا ذلك فإننا نشعر بالنواة المولدة للبسمة في أعماقنا ،وهو من بين ذلك السر الذي يمنح اللفظ حلوة . قا خطاب للنفس من عند الذي سواها ،حتى في نفوس من ل إنه ح ّ يفقه اللغة العربية فهي تثير في أعماقهم الخفية إحساس بالبسمة وهم ل يشعرون بها كلية.
104
ب -نزول القرآن باللغة العربية فإن حديثنا عن القرآن الكريم وأثره في اللغة العربية، حديث الشيء عن ذاته ،فالقرآن الكريم عربي المبنى فصيح 104 http://www.asdaff.com/t36388.html
42
المعنى ،وقد اختار الله تعالى لكتابه أفصح اللغات تعالى) :إنا جعلناه قرآنا ً عربيًا(
106
105
فقال
وقال تعالى) :نزل به
الروح المين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) ،107وقال تعالى) :قرآنا ً عربيا ً غير ذي عوج لعلهم يتقون
108
) .ومن الراجح أن اللغة العربية هي أقدم اللغات
على الطلق ،كما بينت الدراسات الحديثة وأنها اللغة التي عّلم الله بها آدم السماء كلها ،وهي لغة أهل الجنة كما ورد حبوا العرب لثلث :لني عربي ،والقرآن في الحديث" :أ َ ِ عربي ،وكلم أهل الجنة عربي".
109
فيمكن رد هذه الشبهة بعدة
وجوه: الوجه الول :أنه لو كانت هذه الشبهة حقا ً للزم منها عدم صحة نسبة النجيل إلى الله حيث إنه كتب بلغة ل يفهمها أكثر البشر وهي اللغة الرامية ،وهم يزعمون أن المسيح قد أرسل إلى جميع المم.
110
الوجه الثاني :أن القرآن نزل باللغة العربية لما للغة العربية من خصائص ومميزات ل توجد في لغة أخرى ،فاللغة العربية من أغنى اللغات كلمًا ،وأعذبها منطقًا ،وأسلسها أسلوبًا ،وأغزرها مادة ،ولها من عوامل النمو ودواعي البقاء والرقي ما قلما يتهيأ لغيرها ،وذلك لما فيها من اختلف طرق الوضع والدللة ،وغلبة اطراد التصريف والشتقاق، وتنوع المجاز والكناية وتعدد المترادفات ،إلى النحت والقلب والبدال والتعريب ،ولقد شهد بعظمتها كثير من المنصفين الجانب مثل )إرنست رينان( في كتاب تاريخ اللغات السامية حيث يقول :من أغرب المدهشات أن تثبت تلك اللغة القوية وتصل إلى درجة الكمال وسط 105محمد بن محمد أبو شهبة ،المدخل لدراسة القرآن الكريم )بيروت :دار الجيل، 1412هي1992/م( الطبعة الجديدة ،ص.10-9. 106الزخرف3 : 107الشعراء.195 - 193: 108الزمر28 : 109الجلل السيوطي ،الفتح الكبير )لبنان :دار الفكر ،د.ت( د.ط ،.مجلد الول ،ص.48. 110محمد بن محمد أبو شهبة ،المرجع السابق ،ص.349.
43
الصحاري ،عند أمة من الرحل تلك اللغة التي فاقت إخوتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها ،وكانت هذه اللغة مجهولة عند المم ،ومن يوم أن علمت ظهرت لنا في حلل الكمال إلى درجة أنها لم تتغير أي تغير يذكر ،حتى إنها لم يعرف لها في كل أطوار حياتها ل طفولة ول شيخوخة.
111
الوجه الثالث :أن القرآن نزل باللغة العربية لن العربية هي وسيلة التفاهم مع القوم الذين أرسل إليهم الرسول ،وبدأت الدعوة َ من سل َْنا ِ ما أْر َ في محيطهم قبل أن تبلغ لغيرهم ،كما قال تعالى :وَ َ 112 م. ن قَوْ ِ ل إ ِل ّ ب ِل ِ َ ّر ُ ن ل َهُ ْ مهِ ل ِي ُب َي ّ َ سا ِ سو ٍ الوجه الرابع :أن القرآن نزل باللغة العربية لثبات إعجاز القرآن، لثبات صدق الرسالة،
113
فلقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم في
قوم فصحاء بلغاء يتبارى فصحاؤهم في نثر الكلم ونظمه في مجامعهم وأسواقهم ،فجاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن،
114
آية قاطعة
وحجة باهرة على نبوته ،وقال لهم إن ارتبتم في أن هذا القرآن من عند الله فأتوا بمثله ،فعجزوا ،فتحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا ،فتنزل معهم فتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا ،ولم يكن شيء أحب إليهم من أن يثبتوا كذب محمد صلى الله عليه وسلم، ولو وجدوا أي طريق يستطيعون ذلك من خلله لسلكوه لشدة عداوتهم له وبغضهم لما جاء به ،ولكنهم عجزوا ،فدل ذلك أن هذا القرآن من ما ن َّزل َْنا عََلى عَب ْدَِنا فَأ ُْتوا ْ عند الله ،قال تعالى :وَِإن ُ م ّ ب ّ كنت ُ ْ م ِفي َري ْ ٍ 115 داء ُ عوا ْ ُ ن. مث ْل ِهِ َواد ْ ُ ن الل ّهِ إ ِ ْ من ُ شه َ َ بِ ُ ن ك ُن ْت ُ ْ كم ّ من ّ سوَرةٍ ّ م َ صادِِقي َ دو ِ 111بدر الدين محمد بن عبد الله الزركسي ،البرهان فى علوم القرآن )بيروت :دار الفكر1421 ،هي2000/م( الجزء الول ،د.ط ،.ص.7 . 112سورة إبراهيم.4 : 113أبي بكر الباقلني ،المرجع السابق ،ص.23 . 114محمد يوسف موسى ،القرآن والفلسفة )القاهرة :دار المعارف1377 ،هي1958/م( د.ط ،.ص.7. 115سورة البقرة.23 :
44
وأما كيفية تبليغه للناس وهم ل يفهمون العربية ،فهذا التبليغ بترجمة معانيه لهم ،وبتعلمهم هم العربية ،وهذا ما حدث في القرون الولى ،عرضت الدعوة على الناس كافة فآمن الكثير منهم ،وتفقهوا في الدين وأتقنوا اللغة العربية ،ففهموا القرآن وصاروا أئمة في الدين والفقه واللغة.
116
الفصل الثانى :دللة اللفاظ القرآنية أ -المشترك اللفظي فى القرآن اهتم القدماء من علماء العربية بهذه الظاهرة و كانت هناك مؤلفات عديدة لمعالجتها سواء فيما يتعلق بالقرآن الكريم أو الحديث الشريف أو اللغة العربية بشكل عام.ووصل إلينا عدد من العناوين مثل الشباه و النظائر ،أو الوجوه و النظائر ،أو عنوان ما اتفق لفظه و اختلف معناه من القرآن المجيد للمبرد .و ربما كان من أشهر المؤلفات القديمة في هذا الموضوع هو الذي وضعه كراع علي بن حسن الهنائي ت 310ه الذي عنوانه المنجد في اللغة .و بشكل عام كان تعريف المشترك هو ما اتفق لفظه و اختلف معناه أو بعبارة أخرى اتحاد الصورة و اختلف المعنى،
117
و قد ذكر سيبويه في الكتاب ذلك
فقال " اعلم أن من كلمهم اتفاق اللفظين و اختلف المعنيين.
118
و قد كان هناك من القدماء من ضّيق مفهوم المشترك حتى كاد أن ينكر وقوعه مثل )ابن درستويه(،
119
و هناك من أكد وجوده و ربما
بالغ في ذلك مثل ابن فارس و ابن خالويه و هناك منهم من اعتدل فلم ينكر و لم يبالغ بل أقّر بأن هناك بعض المشترك اللفظي في اللغة،
120
?116http:www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php lang=A&Id=49793&Option=FatwaId. 117رمضان عبد التواب ،المدخل الى علم اللغة :ومناهج البحث اللغوي )د.م :.الناشر مكتبة الخانجى1417 ،هي1997/م( الطبعة الثالثة ،ص.324 . 118أحمدشامية ونبيلة عباس ،المرجع السابق ،ص.68 . 119أحمد نعيم الكراعين ،علم الدللة :بين النظر والتطبيق )بيروت :المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع1431 ،هي1993/م( الطبعة الولى ،ص.117-114 . 120عبد الكريم مجاهد ،الدللة اللغوية عند العرب )د.م ،.دار الصباء ،د.ت (.ص-116 . .117
45
إذ أن ذلك ل ينافي المنطق بل أنه قد يكون سنة لغوية إن لم يكن ضرورة ،و ل يقتصر وجوده على العربية بل هو في كل اللغات ،و الشواهد على ذلك كثيرة .و فيما يروى من الشواهد في ذلك قول الشاعر: يا ويح قلبي من دواعي الهوى
إذا رحل الجيران عند
الغروب اتبعتهم طرفي وقد أزمعوا
و دمع عيني كفيض
الغروب كانوا و فيهم طفلة حرة
تفتر عن مثل أقاصي
الغروب فالغروب الولى غروب الشمس ،و الغروب الثانية جمع غرب ،و هو الدلو الكبيرة المملوءة و الثالثة جمع غرب و هي الو هاد المنخفضة.
121
و قد عزا اللغويين وقوع المشترك إلى عدد من السباب
من أهمها: .1تداخل اللهجات.
122
.2التطور الصوتي لبعض الكلمات حتى تتطابق لفظتان في لفظة تدل على المعنيين لكل منهما أو يحدث فيهما أو في أحدهما قلب مكاني .
123
.3التطور المعنوي أي تغيير المعنى عن طريق المشابهة و الستعارة و المجاز .من ذلك توسيع المعنى ،أو تضييقه أو السببية فكلمة )الثم( كان معناها الذنب ،ثم أصبح ت تطلق على الخمر لنها سبب في الثم. أما المحدثون فقد بلوروا أنواع المشترك بما يلي: .1معنى مركزي للفظ تدور في فلكه عدة معان فرعية. 121عبد الرحمن جلل لدين السيوطي ،المزهر فى علوم اللغة وأنواعها )د.م :دار الفكر، د.ت( الجزء الول ،د.ط،.ص.381 . 122رمضان عبد التواب ،المرجع السابق ،ص.330-329. 123عبد الكريم مجاهد ،المرجع السابق ،ص.120-118 .
46
.2تعدد المعنى نتيجة استعمال اللفظ في مواقف مختلفة. .3دللة الكلمة الواحدة على أكثر من معنى بسبب تطور المعنى. .4وجود كلمتين تدل كل واحدة منهما على معنى ثم اتحاد صورتي الكلمتين في كلمة واحدة.
124
و ربما يتقارب النوعان الول و الثاني ،و نمثل لهما بكلمة )عنق( فالمعنى المركزي هو )الرقبة( ومن المعاني الهامشية عنق الزجاجة و عنق الوادي .أما النوع الثالث فقد سماه اللغويون )البوليزيمي( أو)كلمة واحدة ي معنى متعدد(
125
فكلمة )عملية(
ل يفهم لها معنى محدد منعزلة عن السياق و يحدد لها معنى من المعاني حسب السياق أو الحقل فتكون عملية جراحية أو عسكرية أو اقتصادية .أما النوع الرابع و يسمى )الهومونيمي(
126
فيمكن أن يمثل له
بكلمة )قال( الفعل الماضي الذي يدل على معنى القول ،أو القالة و يقول أو قال
يحدد ذلك صيغة المضارع ،قال
يقيل .و قد
يصعب الفصل أحيانا ،في التفريق فيما إذا كان لدينا معنى مركزي تدور حوله معان أخرى ،أو أن لدينا عدد من المعاني لكلمة واحدة مثال كلمة)يد( التي ترد في عدد من الستعمالت: كسرت يد فلن يد الفأس. يد الطائر )جناحه( طويل اليد )سمح جواد أو سارق(. -يد الرجل )قومه أو أنصاره(
127
هناك نوعان من المجاز ،أو لهما المجاز الحي الذي نشعر به و نلحظه كقولنا أسد عن الرجل الشجاع و المجاز الميت أو الذي تنوسيت علقته و انتقاله من الحقيقة فأصبح كأنه حقيقة مثل الكتابة 124فريد عوض حيدر ،المرجع السابق ،ص.140 . 125ف.ر .باطر ،المرجع السابق ،ص.151. 126أحمد نعيم الكراعين ،المرجع السابق ،ص.119-117 . 127أحمد مختار عمر ،المرجع السابق ،ص.70 .
47
لمعنى النسخ و أصل معناها الجمع ،إذ هي جمع للحروف و الكلمات. نماذج من المشترك اللفظي من كتب بعض اللغويين القدماء.
128
عن كراع :العين :مطر يدوم خمسة أيام ل يقلع. عين كل شيء :خياره و عين القوم :ربيئتهم الناظر لهم و عين الرجل :شاهده و العين :عين الشمس. عن أبي عبيدة :العين :الذهب العين :عين الماء العين :نفس الشيء العين :النقد العين :التي يبصر بها عن أبي العميثل: العين :النقد من دنانير و دراهم العين :عين البئر و هو مخرج مائها و العين :ما عن يمين القبلة و العين :عين الميزان. و أخيرا هناك من يرى أن المشترك كظاهرة هو مزية ايجابية في اللغة فهو: .1يعد من خواص السلوب و يساعد الدباء و الشعراء في فنهم. .2أنه يخفف من حفظ الكلمات الكثيرة لجميع المعاني إذ يعبر بكلمة واحدة عن أكثر من معنى .و لكن ذلك ينقضه وجود الترادف .من المشترك اللفظي في القرآن هي : ن: أ( كلمة )أثر( وتتجه المادة إلى ستة معا ٍ 128نفس المرجع ،ص.153.
48
1ي أثر الحديث والعلم يأثره من بابي ضرب ونصر نقله ،وأصله قا َ ن هَ َ حٌر ي ُؤْث َُر ﴾ تتبع الثر ،ومنه قوله تعالى ﴿ فَ َ ذا إ ِّل ِ س ْ ل إِ ْ وُينقل.
129
،أي ُيروى
2ي الثارة بفتح الهمزة البقية من العلم تؤثر ،ومنه ﴿ ا ِئ ُْتوِني بكتاب من قَبل هَ َ َ َ 130 ن﴾ ن ِ ة ِ ذا أْو أَثاَر ٍ عل ْم ٍ إ ِ ْ ن ك ُن ْت ُ ْ م َ صادِِقي َ م ْ ِ َِ ٍ ِ ْ ْ ِ ة م ِ 3ي وأثر الشيء ما يدل على وجوده ،ومنه ﴿ َفان ْظ ُْر إ َِلى آ ََثاِر َر ْ ح َ 131 َ موْت َِها ﴾ ه ك َي ْ َ الل ّ ِ ف يُ ْ ض ب َعْد َ َ حِيي اْلْر َ 4ي والثر ما تتركه قدم السائر على الرض ومنه ﴿ َقا َ م ُأوَلِء ل هُ ْ َ ري﴾ ، 132أي في عقبي كأنهم يطئون أثره. عََلى أث َ ِ ه لَ َ 5ي وآثره اختاره وفضله ومصدره إيثار ،ومنه ﴿ َقاُلوا َتالل ّ ِ قد ْ آ َث ََر َ ه عَل َي َْنا﴾ ، 133وأشباهه في العلى والنازعات وطه والحشر. ك الل ّ ُ َ َ ها أ َك ْث ََر 6 مُرو َ ض وَعَ َ ي وأثار الرض قلبها للزراعة ،ومنه ﴿ وَأَثاُروا اْلْر َ 134
ها﴾ مُرو َ ِ ما عَ َ م ّ
،أي قلبوها للزراعة.
ب( كلمة خلف:وقد بلغت صورها ست عشرة صورة: خْلف بفتح الخاء وسكون اللم ومعناها وراء » ظرف مكان «، َ -1 ب فَ َ م خل ْ َ ق َ ما ت َث ْ َ ن َ م ِفي ال ْ َ فه ُ ْ م َ شّرد ْ ب ِهِ ْ فن ّهُ ْ ضد قدام ،وشاهده ﴿ فَإ ِ ّ حْر ِ م ْ ن ﴾ ، 135أي فَّرق عن معاداتك من ورائهم من الكفرة. م ي َذ ّك ُّرو َ ل َعَل ّهُ ْ ضا الجيل من الناس بعد الجيل ،وشاهده ﴿ -2وبالوزن السابق أي ً خل ْ ٌ َ صَلةَ َوات ّب َُعوا ال ّ ن ف ي َل ْ َ ضا ُ م َ فَ َ سوْ َ خل َ َ وا ِ ف ِ قوْ َ فأ َ ت فَ َ ن ب َعْدِهِ ْ عوا ال ّ شه َ َ م ْ غَّيا ﴾
136
ك ب ِب َد َن ِ َ جي َ ك م ن ُن َ ّ -3وبالوزن عينه ومعناها من جاء بعدكَ ﴿ ،فال ْي َوْ َ
129المدثير24:
130الحقاف.4: 131 132 133 134 135 136
اليروم.50: طيه84: يوسف91 : اليروم9 : النفال57 : ميريم.59 :
49
ل ِت َ ُ ف َ ة﴾ خل ْ َ ن َ ك آ َي َ ً كو َ ن لِ َ م ْ 138
﴾
137
-4كما جاء في القرآن من تعبير ﴿ من بي َ م ن َ خل ْ ِ م وَ ِ ن أي ْ ِ فه ِ ْ ديهِ ْ م ْ ِ ْ َْ ِ وما شاكلها فمعناها من عاش في عصرهم ومن جاء بعدهم،
والمقصود الحاضر والمستقبل. سل ُ ُ ن ك ِ ه يَ ْ تنبيهُ :يستثنى من الكلية السابقة قوله تعالى ﴿ :فَإ ِن ّ ُ م ْ ن ب َي ْ ِ دا ﴾ ، 139فالمراد بها من أمامه ومن ورائه ،ومثلها ﴿ ن َ ف ِ خل ْ ِ ه وَ ِ ي َد َي ْ ِ ص ً ه َر َ م ْ ه﴾ معَ ّ ن َ خل ْفِ ِ ه وَ ِ ن ي َد َي ْ ِ ت ِ قَبا ٌ ه ُ لَ ُ م ْ م ْ ن ب َي ْ ِ فوا ﴾ ، 141ومعناها تخلف خل ّ ُ ن ُ ة ال ّ ِ -5قوله تعالى ﴿ وَعََلى الث َّلث َ ِ ذي َ 140
الحكم في شأنهم حتى ينزل فيهم قرآن ،وقد نزل القرآن فعل بالتوبة عليهم ،وهم كعب بن مالك ومرارة بن ربيعة العامري وهلل بن أمية الواقفي ،أقول وقصة كعب مشهورة في كتب الحديث ،وفيها تأثير وجاذبية مًعا. -6كل ما جاء من هذه المادة على أفعل إفعال أخلف إخلًفا، 142 عد َ َ مل ْك َِنا ﴾ خل َ ْ ما أ َ ْ موْ ِ ك بِ َ فَنا َ فمعناه خلف الوعد ونقض العهدَ ﴿ ،قاُلوا َ -7وردت المفاعلة من هذه المادة في القرآن الكريم مرتين: ما مرة متعدية بحرف إلى ،وذلك بعد تعديها إلى صريح المفعول به ﴿ ،وَ َ َ َ ُ ه ﴾ ، 143والمعنى ما كنت لنهاكم عن خال ِ َ ن أُ َ أِريد ُ أ ْ م عَن ْ ُ ما أن َْهاك ُ ْ م إ َِلى َ فك ُ ْ شيٍء وأتجه إلى فعله كمال أترك ما أمرتكم به ،وأخرى تعدت بعن ﴿ َ فون عَن أ َمره أ َن تصيبهم فتن ٌ َ م عَ َ م ن يُ َ ة أْو ي ُ ِ ْ ْ ِ ِ ْ ُ ِ َُ ْ ِ َْ حذ َِر ال ّ ِ ذا ٌ خال ِ ُ َ فَل ْي َ ْ ب أِلي ٌ صيب َهُ ْ ذي َ 144
﴾
،أورد القرطبي ما نصه ) قال قتادة :أو معنى يخالفون عن أمره
أي يعرضون عن أمره ،وقال أبو عبيدة والخفش :عن في هذا الموضع زائدة وقال الخليل وسيبيويه ليست بزائدة والمعنى يخالفون بعد أمره. 137يونس 92 : 138العراف 17 : 139الجن27 : 140الرعد.11 : 141التوبة118 : 142طيه.87 : 143هيود88: 144النور 63 :
50
َ ة ل ِم َ ل الل ّي ْ َ جعَ َ ن خل ْ َ ل َوالن َّهاَر ِ و ال ّ ِ ن أَراد َ أ ْ ذي َ ف ً َ ْ -8قوله تعالى ﴿ :وَهُ َ ش ُ ي َذ ّك َّر أ َْو أ ََراد َ ُ كوًرا ﴾ ، 145قال الزمخشري أي يخلف أحدهما الخر. -9جمعت كلمة خليفة في القرآن على صورتين ،الولى فعائل ﴿ خَلئ ِ َ ْ َ م م َ و ال ّ ِ ض ﴾ ، 146والثانية ُفعلء ﴿ َواذ ْك ُُروا إ ِذ ْ َ ذي َ جعَل َك ُ ْ جعَل َك ُ ْ وَهُ َ ف الْر ِ ت على خل َ َ ُ ج ِ فاَء ِ ن ب َعْدِ قَوْم ِ ﴾ ، 147فما سر الختلف؟ الجواب أ ُ مع َ ْ م ْ فعائل باعتبار لفظها ،وقد لحقته تاء المبالغة فصار مثل وسيلة ووسائل وكريمة وكرائم ،وجمعت على فَُعلء باعتبار أصلها "بغير تاء" ككريم وكرماء ونبيل ونبلء وخليف فعيل بمعنى فاعل. ن﴾ معَ ال ْ َ خال ِ ِ -10قوله تعالىَ ﴿ :فاقْعُ ُ دوا َ في َ
148
،أي مع من تخلف
من المنافقين. َ ن يَ ُ ف ﴾ ،149جمع ع ال ْ َ وال ِ ِ م َ ضوا ب ِأ ْ -11قوله تعالى ﴿ َر ُ كوُنوا َ خ َ خالفة ،أي مع النساء والصبيان وأصحاب العذار من الرجال. خَلفَ َ -12قوله تعالى ﴿ وَإ ِ ً ك إ ِّل قَِليًل ﴾ ن ِ ذا َل ي َل ْب َُثو َ يمكثون بعدك إلى قليل ثم يهلكهم الله. َ َ ف﴾ -13قوله تعالى ﴿ أ َوْ ت ُ َ ن ِ م ِ قط ّعَ أي ْ ِ خَل ٍ م وَأْر ُ جل ُهُ ْ ديهِ ْ م ْ ضد الوفاق ،أي تقطع أيديهم اليمنى وأرجلهم اليسرى. 150
،أي ل 151
،وهو
ل الل ّهِ ﴾ م ْ خل ّ ُ م َ خَل َ م ِ فو َ -14قوله تعالى ﴿ فَرِ َ ف َر ُ قعَدِهِ ْ ن بِ َ ح ال ْ ُ سو ِ 152
،والمخلفون هم الذي تخلفوا عن غزوة تبوك. ه﴾ خَل َ -15قوله تعالى ﴿ ِ ل الل ّ ِ ف َر ُ سو ِ
153
،أي مخالفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ،وهو مصدر كالجدال ،وُيعرب مفعول لجله. 145
الفرقان62 : 146النعام 165 : 147العراف 69 : 148التوبة 83 : 149التوبة 87 : 150السراء 76 : 151المائدة 33 : 152التوبة 81 : 153التوبة 81 :
51
قو ُ ن إِ َ م﴾ ذا ان ْط َل َ ْ خل ّ ُ سي َ ُ م َ فو َ -16قوله تعالى ﴿ َ مَغان ِ َ م إ َِلى َ قت ُ ْ ل ال ْ ُ ،154والمخلفون هنا الذين تخلفوا عن نصرة رسول الله حين دعاهم إليها. ب -الترادف فى القرآن إن كثيرا مما قيل عن المشترك يقال عن الترادف و لكن في وضع معكوس بالنسبة للمفهوم .فالترادف لغة هو التتابع ،وهو مصدر ترادف الذي يدل على الحدث دون الدللة على الزمان وهذا المصدر مادته ردف الذي يدخل ضمن دللتها الدللة على التبعية و الخلفة ومن ذلك الردف الراكب خلف الراكب التابع .
155
َرد ََفه وَردف له َرد ًْفا تبعه
وركب خلفه وصار له . وكل ما تبع شيئا فهو رد ُْفه . ترادفت الكلمات تشابهت في المعنى .وأما اصطلحا فالمترادف هو ما اختلف لفظه واتفق معناه أو هو إطلق عدة كلمات على مدلول واحد كالسد و السبع و الليث التي تعني مسمى واحدا ،وهو أيضا كما عرفه المام الرازي :اللفاظ المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد.
156
على أية حال فالترادف
هو من مجالت دراسة المعنى ،إذ أن لفظين أو عدد من اللفاظ تحمل دللة واحدة أو تدل على معنى واحد أو متقارب بوجود بعض الفروق كما سيتبين .
157
موقف الباحثين من ظاهرة الترادف في العربية . لقد ظهر الخلف بين القدامى كما ظهر بين المحدثين العرب و الغربيين حول ظاهرة الترادف بين معترف بوجودها ومنكر لذلك .ولقد 154الفتح 15 : 155فريد عوض حيدر ،المرجع السابق ،ص.118. 156إميل بديع يعقوب ،فقه اللغة العربية وخصائصها )بيروت :الناشر الثاقفة السلمية، (1982الطبعة الثالثة ،ص.175-174 . 157المرجع السابق ،ص.119.
52
تعرض كثير من الدارسين لهذه الظاهرة من وجهة نظر القدامى ولكن قل منهم من تناولها من وجهة النظر اللغوية الحديثة ،ورأينا أن نتعرض أول إلى موقف القدامى من هذه الظاهرة ثم نتعرض بعدها لموقف المحدثين منها.
158
موقف القدامى من الترادف. اختلف اللغويون العرب القدامى اختلف واسعا في إثبات هذه الظاهرة أو إنكار وجودها في اللغة العربية حيث كانت هذه الظاهرة إحدى القضايا التي تناولها الباحثون و اللغويون القدامى. الفريق الول .يثبت الترادف ويغالي في إثباته ويتوسع فيه ومن هؤلء ابن خالويه ) ت 370هي ( ويظهر رأيه من خلل تلك الرواية التي تذكر الخلف الذي وقع بينه وبين أبي علي الفارسي حول أسماء السيف .وتعد هذه الرواية من أشهر الروايات حول الخلف في ظاهرة الترادف في العربية ،حيث يروى أن أبا علي الفارسي قال " كنت بمجلس سيف الدولة بحلب وبحضرة جماعة من أهل اللغة ومنهم ابن خالويه فقال ابن خالويه أحفظ للسيف خمسين اسما فتبسم أبو علي الفارسي وقال :ما أحفظ له إل اسما واحدا وهو السيف .قال ابن خالويه :فأين المهند و الصارم وكذا وكذا ،فقال أبو علي هذه صفات.
159
تدل هذه الحادثة على أن ابن خالويه يثبت ظاهرة الترادفوأبو علي الفارسي ينكرها. ولقد ألف ابن خالويه كتابين في الترادف أحدهما في أسماءالسد و الثاني في أسماء الحية. ومن الذين أثبتوا الترادف أيضا مجد الدين الفيروزبادي صاحب 158المرجع السابق ،ص.176-174 . 159رمضان عبد التواب ،المرجع السابق ،ص.311.
53
القاموس المحيط الذي ألف كتابا في الترادف] أسماه الروض المسلوف فيما له أسمان إلى ألوف [ .ومن هذا الفريق أيضا ابن جني حيث عبر عن ذلك في باب في استعمال الحروف بعضها مكان بعض واستدل على ذلك بوقوع الترادف فقال " وجدت في اللغة من هذا الفن شيئا كثيرا ل يكاد يحاط به " وفيه موضع يشهد على من أنكر أن يكون في اللغة لفظتان بمعنى واحد من تكلف لذلك أن يوجد فرقا بين قعد وجلس وبين ذراع وساعد .
160
الفريق الثاني .وهو الذي ينكر الترادف ويرفضه رفضا تاما ومن هؤلء أبو علي الفارسي وذلك لما كان بمجلس سيف الدولة وكان بحضرة المجلس ابن خالويه عندما رد عليه كما ذكر آنفا وكذلك كان أبو عبد الله محمد بن زياد العرابي وأبو العباس أحمد بن يحي ثعلب وأبو محمد عبد الله بن جعفر درستويه .قال ابن درستويه :كذلك ذهب ابن فارس مذهب معلمه ثعلب فأنكر وقوع الترادف قائل " :ويسمى الشيء الواحد بالسماء المختلفة نحو السيف و المهند و الحسام و الذي نقوله في هذا أن السم واحد هو السيف وما بعده من اللقاب صفات.
161
ومن المنكرين أيضا للترادف أبو هلل العسكري ) توفى سنة 395هي ( حيث قال " :فأما في لغة واحدة فمحال أن يختلف اللفظ و المعنى واحد ،كما ظن كثير من النحويين و اللغويين ،وهو يقول أيضا : " الشاهد على أن اختلف العبارات و السماء يوجب اختلف المعاني أن السم كلمة تدل على المعنى دللة الشارة ،وإذا أشير إلى الشيء مرة واحدة فإن معرفة الشارة إليه ثانية وثالثة غير مفيدة ويؤيد ذلك ثعلب الذي يرى أن ما يظن من المترادفات هو من المتباينات ،كما يرى ابن فارس أن كل صفة من الصفات لها معنى خاص فالفعال 160فريد عوض حيدر ،المرجع السابق ،ص.121. 161إميل بديع يعقوب ،المرجع السابق ،ص.177.
54
مضى ،ذهب ،انطلق ،ليست بمعنى واحد " . ورغم أن أبا هلل العسكري كان من هذا الفريق الرافض للترادف المبالغ في رفضه في كتابه الفروق غير أنه في كتابين آخرين له نسي هذا المبدأ اللفاظ المترادفة بل اعتراض عليها أو محاولة التفريق بينها .ويبدو أن كل من الفريقين أسرف فيما ذهب إليه فالول أسرف في إثبات الظاهرة و الثاني أسرف في البحث عن الفروق الدللية بين اللفاظ.
162
أما الباحثون المحدثون فيمكن إيجاز موقفهم فيما يلي : أول :المثبتون للترادف من العرب المحدثين .يجمع المحدثون من علماء اللغات على إمكان وقوع الترادف في أي لغة من لغات البشر بل إن الواقع المشاهد أن كل لغة تشمل على بعض تلك الكلمات المترادفة ،ولكنهم يشترطون شروطا معينة لبد من تحققها حتى يمكن أن يقال أن بين الكلمتين ترادفا وهذه الشروط هي : - 1التفاق في المعنى بين الكلمتين اتفاقا تاما على القل في ذهن الكثرة الغالبة لفراد البيئة الواحدة … فإذا تبين لنا بدليل قوي أن العربي كان حقا يفهم من الكلمة جلس شيئا ل يستفيده من كلمة قعد قلنا حينئذ ليس بينهما ترادف .
163
- 2التحاد في البيئة اللغوية أي أن تكون الكلمتان تنتميان إلى لهجة واحدة ومجموعة منسجمة من اللهجات وبذلك يجب أل نلتمس الترادف من لهجات العرب المتباينة فالترادف بمعناه الدقيق هو أن يكون للرجل الواحد في البيئة الواحدة الحرية في استعمال كلمتين أو أكثر في معنى واحد يختار هذه حينا ويختار تلك حينا آخر وفي كلتا الحالتين ل يكاد يشعر بفرق بينهما إل بمقدار ما يسمح به مجال القول 162أحمد مختار عمر ،علم الدللة )القاهرة :عالم الكتب (1992 ،الطبعة الثالثة ،ص. .219-218 163رمضان عبد التواب ،المرجع السابق ،ص.322.
55
ولم يتفطن المغالون في الترادف إلى مثل هذا الشرط بل اعتبروا كل اللهجات وحدة متماسكة وعدوا كل الجزيرة العربية بيئة واحدة .ولكنا نعتبر اللغة النموذجية الدبية بيئة واحدة ونعتبر كل لهجة أو مجموعة منسجمة من اللهجات بيئة واحدة.
164
- 3التحاد في العصر فالمحدثون حين ينظرون إلى المترادفات ينظرون إليها في عهد خاص وزمن معين وهي تلك النظرة التي يعبرون عنها بالنظرة الوصفية ل تلك النظرة التاريخية التي تتبع الكلمات المستعملة في عصور مختلفة ثم تتخذ منها مترادفات .فإذا طبقت هذه الشروط على اللغة العربية اتضح لنا أن الترادف ل يكاد يوجد في اللهجات العربية القديمة ،إنما يمكن أن يلتمس في اللغة النموذجية الدبية .
165
أما المنكرون للترادف من المحدثين العرب فمنهم الدكتور السيد خليل و الدكتور محمود فهمي حجازي وله رأي معتدل حيث يقول :يندر أن تكون هناك كلمات تتفق في ظلل معانيها اتفاقا كامل ومن الممكن أن تتقارب الدللت ل أكثر ول أقل.
وأما المحدثون
الغربيون فقد عّرفوا الترادف بأنه الحالة التي يكون فيها لصيغتين أو أكثر المعنى نفسه ،ومن أول المنكرين للترادف من الغربيين أرسطو " ويبدو ذلك من النص الذي نقله الدكتور إبراهيم سلمة من كتاب الخطابة لرسطو حيث يقول :وكذلك الكلمة يمكن مقارنتها بالكلمة الخرى ويختلف معنى كل منهما .ومن الذين أنكروا وجود الترادف من علماء اللغة الغربيين المحدثين " بلومفيلد " حيث يقول ليس هناك ترادف حقيقي .
166
وبعد النظر في هذه المواقف و الراء المختلفة لدى الباحثين 164نفس المكان. 165نفس المرجع ،ص.323 . مؤسسة الجامعية 166أحمد نعيم الكراعين ،علم الدللة بين النظر والتطبيق )بيروت :ال ْ للدراسات والنشر والتوزيع1413 ،هي1993/م( الطبعة الولى ،ص.109-108 .
56
القدامى و المحدثين العرب و الغربيين نرى أنه من التعسف الشديد إنكار وجود الترادف في العربية وإيجاد معنى لكل اسم من أسماء السد أو السيف ،وغيرها مختلف عن غيره في بعض الصفات أو التفاصيل .فالترادف ظاهرة لغوية طبيعية في كل لغة نشأت من عدة لهجات متباينة في المفردات و الدللة ،وليس من الطبيعي أن تسمي كل القبائل العربية الشيء الواحد باسم واحد وعليه نرى أن الترادف واقع في اللغة العربية الفصحى التي كانت مشتركة بين قبائل العرب في الجاهلية وكان من الطبيعي أن نقع على بعض الكلمات في القرآن الكريم لنزوله بهذه اللغة المشتركة.
167
ول بأس أن نذكر أو نذ ّ كر أخيرا بأن هناك رأيا ظل سائدا قديما وحديثا وهو أن ل ترادف في العربية وأن هناك فروقا بين المعاني لللفاظ التي تبدو مترادفة ذكرها العلماء في مؤلفاتهم وأوردوا لها أمثلة ،من ذلك ما جاء في كتاب فقه اللغة للثعالبي فهو يرى أن هزال الرجل على مراحل ،فالرجل هزيل ثم أعجف ثم ضامر ثم ناحل .و قد يدل على درجات الحالت النفسية المتفاوتة ،فالهلع أشد من الفزع ، و البث أشد من الحزن ،و النصب أشد من التعب و الحسرة أشد من الندامة .كما أورد أبو هلل العسكري في كتابه الفروق في اللغة أمثلة كثيرة ومتنوعة لهذه الفروق نذكر منها قوله : (1الفرق بين الصفة و النعت :أن النعت لما يتغير من الصفات، و الصفة لما يتغير ول يتغير.
168
(2و الفرق بين اللذة و الشهوة :أن الشهوة توقان النفس إلى ما يلذ ،و اللذة ما تاقت إليه النفس .
169
(3الفرق بين الغضب و الغيظ و السخط و الشتياط :أن 167إميل بديع يعقوب ،المرجع السابق ،ص.175 . 168أبو هلل العسكري ،الفروق فى اللغة )بيروت :دار الفاق الجديدة (1979 ،الطبعة الثالثة ،ص.21 . 169نفس المرجع ،ص.115 .
57
الغضب يكون على الخرين وليس على النفس ،و الغيظ يكون من النفس ،و السخط هو الغضب من الكبير على الصغير وليس العكس ، أما الشتياط :فهو تلك الخفة التي تلحق النسان عند الغضب.
170
(4الفرق بين القد و القط :أن القد الشق طول و القط هو الشق عرضا.
171
(5الفرق بين البخل و الشح :أن الشح هو بإضافة الحرص على البخل أي البخيل يبخل على الخرين أما الشحيح فهو يبخل على الخرين وعلى نفسه .
172
(6الفرق بين السرعة و العجلة :أن السرعة التقدم فيما ينبغي وهي محمودة ،ونقيضها البطاء وهو مذموم .و العجلة :التقدم فيما ل ينبغي ونقيضها الناة ،و الناة محمودة
) في التأني السلمة و في
العجلة الندامة (.
173
(7الفرق بين الفوز و النجاة :أن النجاة هي الخلص من المكروه ،و الفوز هو الخلص من المكروه و الوصول إلى المحبوب.
174
و يمكن تلخيص أهم أسباب الترادف حسب رأي الباحثين بما يلي )و هذا يخص اللغة العربية دون غيرها(. - 1انتقال كثير من مفردات اللهجات العربية إلى لهجة قريش بفعل طول الحتكاك بينهما وكان بين هذه المفردات كثير من اللفاظ التي لم تكن قريش بحاجة إليها لوجود نظائرها في لغتها مما أدى إلى نشوء الترادف في الوصاف و السماء و الصيغ . - 2أخذ واضعي المعجمات عن لهجات قبائل متعددة كانت 170نفس المرجع.123 ، 171نفس المرجع ،ص.143 . 172نفس المرجع ،ص.170 . 173نفس المرجع ،ص.198 . 174نفس المرجع ،ص.205 .
58
مختلفة في بعض مظاهر المفردات ،فكان من جراء ذلك أن اشتملت المعجمات على مفردات غير مستخدمة في لغة قريش ويوجد لمعظمها مترادفات في متن هذه اللغة . - 3تدوين واضعي المعجمات كلمات كثيرة كانت مهجورة في الستعمال ومستبدلتها ) مفردات أخرى(. - 4عدم تمييز واضعي المعجمات بين المعنى الحقيقي و المعنى المجازي فكثير من المترادفات لم توضع في الصل لمعانيها بل كانت تستخدم في هذه المعاني استخداما مجازيا .
175
- 5انتقال كثير من نعوت المسمى الواحد من معنى النعت إلى معنى السم الذي تصفه فالمهند و الحسام و اليماني من أسماء السيف يدل كل منها على وصف خاص للسيف مغاير لما يدل عليه الخر . - 6إن كثيرا من المترادفات ليس في الحقيقة كذلك ،بل يدل كل منها على حالة خاصة من المدلول تختلف بعض الختلف عن الحالة التي يدل عليها غيره ،فقد يعبر كل منها عن حالة خاصة للنظر تختلف عن الحالت التي تدل عليها اللفاظ الخرى ف)رمق( يدل على دجه ح َ النظر بمجامع العين و" لحظ " على النظر من جانب الذن و " َ " معناه رماه ببصره مع حدة و" شفن " يدل على نظر المتعجب الكاره و " رنا " يفيد إدامة النظر في سكون و هكذا. - 7انتقال كثير من اللفاظ السامية و المولدة و الموضوعة و المشكوك في عربيتها إلى العربية وكان لكثير من هذه اللفاظ نظائر في متن العربية . - 8كثرة التصحيف في الكتب العربية القديمة وبخاصة عند ما 175إميل بديع يعقوب ،المرجع السابق ،ص.177 .
59
كان الخط العربي مجردا من العجام و الشكل .
176
- 9تعدد الواضع أو توسع دائرة التعبير وتكثير وسائله ،وهو المسمى عند أهل البيان بالفتنان أو تسهيل مجال النظم و النثر وأنواع البديع ،فإنه قد يصلح أحد اللفظين المترادفين للقافية أو الوزن أو السجع دون الخر وقد يحصل التحسين و التقابل و المطابقة ونحو ذلك بهذا دون الخر . - 10استخدام دللت متعددة للمدلول الواحد على سبيل المجاز. - 11أصل الحدث أي الفعل الذي يقع في محدث ما يقع من غيره .فيرمز الول باسم غير الثاني فالهمس .مثل من النسان ،و الهيس أيضا صوت أخفاف البل .و الهسهسة عام في كل شيء .وقد يكون الحدث واحدا في الحالت المختلفة ،فالخرير صوت الماء الجاري أما إذا كان تحت ورق فهو قسيب ،فإذا دخل في مضيق فهو فقيق ،فإذا تردد في جرة فهو بقبقة. الترادف يعني اشتراك لفظين أو أكثر في حمل معنى واحد باعتبار واحد أي أن يكونا من نوع واحد اسمين أو صفتين ليسا متغايرين ،ولكن الترادف ليس مما يتفق العلماء على القرار به في لغتنا العربية الجميلة ،فبعض العلماء من المتقدمين والمحدثين أقر به واعتبر تلك اللفاظ مؤدية لمعنى واحد كالصمعي والفيروزأبادي صاحب القاموس المحيط .ومنهم من ل يرى ذلك كأبي منصور الثعالبي صاحب كتاب )فقه اللغة وأسرار العربية( وكأبي هلل العسكري الذي ترجم إنكار الترادف عمليا بتصنيف كتاب )الفروق في اللغة( ليؤكد من خلله أن هذ اللفاظ ليست مترادفة ،فهذا الفريق يؤمن بهذه الفكرة ويرى أن الالفاظ التي يظن أنها مترادفة ليست كذلك حقيقة ،لكنها 176نفس المرجع ،ص.177-176 .
60
متقاربة ،وهي تحمل فروقا دقيقة بينها لم تكن تخفى على أصحاب اللغة الذين كانت اللغة عندهم حسا وذوقا وفطرة ،والفصل في ذلك كله ينبغي أن يكون للقرآن الكريم ،فهو )كتاب العربية الكبر( ،وهو الذي جاء في ذروة البلغة العليا ،وهو الحاكم على اللغة المخصص للستعمال ،لم ينكره العرب أو يستنكروا شيئا منه ،بل هو قد ارتقى بلغتهم وصار المهيمن عليها والحكم بينهم ،ومن التأمل في مواطن ورود بعض الكلمات التي يقال بترادفها في القرآن الكريم نلحظ أن هناك فروقا بين تلك الكلمات ن وأنه ل يجوز أن تأخذ إحداها مكان الخرى وإل لضعف المعنى ،سنتعرف الن على بعض المثلة القرآنية لنرى تفريق القرآن في الستعمال بين اللفاظ المتقاربة المعنى. -1الرؤيا والحلم:
177
يستعمل القرآن الكريم كلمة الرؤيا لما
يكون حقا وصدقا. يتجلى لنا ذلك بوضوح تام في رؤيا إبراهيم أنه يذبح ولده في سورة الصافات ،وفي رؤيا يوسف التي تحققت بسجود والديه وإخوته له ،وفي رؤية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سورتي ه الّر ْ ق السراء والفتح كقوله تعالى" :ل َ َ صد َ َ ؤيا ِبال ْ َ ه َر ُ ح ّ سول َ ُ ق الل ّ ُ قد ْ َ ن ُر ُ ن َ م ل َت َد ْ ُ حل ّ ِ هآ ِ م َ م إِ ْ جد َ ال ْ َ حَرا َ ؤو َ م ْ سك ُ ْ ن ُ شاَء الل ّ ُ س ِ ن ال ْ َ قي َ مِني َ خل ُ ّ ك فَْتحا ً ن ذ َل ِ َ جع َ َ م َ ن ل تَ َ ل ِ ن ُ موا فَ َ خاُفو َ م ت َعْل َ ُ ما ل َ ْ م َ ن فَعَل ِ َ وَ ُ ق ّ دو ِ م ْ ري َ ص ِ َ 178 ع سب ْ َ ريبًا" ي ،وفي رؤيا الملك في سورة يوسف إذ قال" إ ِّني أَرى َ قَ ِ ْ ت َيا بَ َ ر وَأ ُ َ ت ُ جا ٌ سب ْعٌ ِ سا ٍ سن ُْبل ٍ ت ِ قَرا ٍ خ ْ ع َ خَر َياب ِ َ سب ْعَ ُ ف وَ َ ن َ س َ ن ي َأك ُل ُهُ ّ ما ٍ ض ٍ َ َ م ِللّر ْ مَل ُ أ َفُْتوِني ِفي ُر ْ ث ضَغا ُ ن َ 179.قاُلوا أ ْ ؤيا ت َعْب ُُرو َ ؤيايَ إ ِ ْ ن ك ُن ْت ُ ْ أي َّها ال ْ َ ْ َ 180 ن" حلم ِ ب َِعال ِ ِ ل اْل َ ْ ما ن َ ْ أ ْ حلم ٍ وَ َ مي َ ن ب ِت َأِوي ِ ح ُ ونلحظ من الية الخيرة بوضوح تام أن المل ردوا عليه بأنها أحلم ،وأنهم ل يعرفون تأويل الحلم مما يقطع بأن الحلم يقصد به 177رمضان عبد التواب ،فصول فى فقه العربية )القاهرة :الناشر مكتبة الخانجى، 1415هي1994/م( الطبعة الثالثة ،ص.317 . 178الفتح 27 : 179يوسف 43 : 180يوسف 44 :
61
الهواجس المختلطة والصور المشوشة التي ل تصدق وقد ظنوا أن رؤيا الملك كذلك ،أما هو نفسه فقد عبر عنها بالرؤيا لنها كانت واضحة جلية له ،ولن الله تعالى يعلم صدق وقوعها فاختار لها هذا اللفظ. -2الخشية والخوف:
181
فالخشية هي ما كان عيين يقييين صييادق بعظميية
من نخشاه وإن كنا أقوياء في عالمنا ،أما الخوف قد يكون عيين تسييلط بالقهر والرهاب ،وقد يكون ناجما عن ضعف الخائف وإن كان المخوف أمرا يسيرا ،وعلى هذا فالخشية أعلييى مرتبيية ميين الخييوف لنهييا ثمييرة اليقين وصدق النفعال الناجم عن ذروة الجلل ،والخشييية فييي القييرآن تكون من الله ،وقد تقترن بييالمور العظيميية كييالغيب والسيياعة واليييوم الخر ،و)خشية الله منزلة رفيعا يختص بإدراكهييا فئة معينيية ميين النيياس هم العلماء وأولو العقول واللباب من المؤمنين والمتبعين للييذكر وميين الذين رضي الله عنهييم ورضييوا عنييه .كقييوله ول تقتلييوا أولدكييم خشييية إملق نحن نرزقهييم وإييياكم إن قتلهييم كييان خطئا كييبيرا،
182
ومييا نرسييل
المرسلين إل مبشرين ومنذرين فمن ءامن وأصلح فل خيوف عليهيم ول هم يحزنون.
183
-3المطر والغيث:
184
ويفرق القرآن الكريم في الستعمال أيضا
بين المطر والغيث ،فنرى المطر في مواطن العذاب ولنتقام كقوله َ م َ مط َُر طرا ً فَ َ ساَء َ م َ مط َْرَنا عَل َي ْهِ ْ تعالى في سورتي الشعراء والنمل" :وَأ ْ َ 185 طرا ً م َ م َ مط َْرَنا عَل َي ْهِ ْ ن" ،وقوله عز وجل في العراف " :وَأ ْ ال ْ ُ من ْذ َِري َ ف َ ن" ،186أما الغيث فيغلب وروده في ن َ عاقِب َ ُ َفان ْظ ُْر ك َي ْ َ جرِ ِ م ْ كا َ ة ال ْ ُ مي َ مواطن الرحمة والخير المقترن بالبشرى والخصب والنماء ،قال ما قَن َ ُ ذي ي ُن َّز ُ طوا وَي َن ْ ُ ل ال ْغَي ْ َ ث ِ سبحانه " :وَهُوَ ال ّ ِ شُر َر ْ مت َ ُ ح َ ن ب َعْدِ َ ه وَهُوَ م ْ د" .187ويمتد الفرق بين اللفاظ إلى استعمال الجمع ح ِ مي ُ ي ال ْ َ ال ْوَل ِ ّ 181رمضان عبد التواب ،المرجع السابق ،ص.317. 182السراء .31 : 183النعام .48 : 184رمضان عبد التواب ،المرجع السابق ،ص.317. 185الشعراء 173 : 186العراف 84 : 187الشورى 28 :
62
والمفرد منها ،فلكل موضع يناسب المقام الذي يذكر فيه ،فحين ُتفَرد الرياح بالذكر فإنها تحمل العذاب كقوله تعالى في سورة القمر" :إ ِّنا َ َ م ست َ ِ صرا ً ِفي ي َوْم ِ ن َ ْ م ْ أْر َ س ك َأن ّهُ ْ س ُ سل َْنا عَل َي ْهِ ْ مّر .ت َن ْزِعُ الّنا َ صْر َ م ِريحا ً َ ح ٍ قعِر" ،وفي سورة السراء "أ َم أ َمنت َ َ جاُز ن َ ْ م ِفيهِ َتاَرةً مأ ْ أع ْ َ ن ي ُِعيد َك ُ ْ ْ ِ ُْ ْ ل ُ خ ٍ من ْ َ ٍ س َ دوا ما ك َ َ أُ ْ صفا ً ِ م َقا ِ خَرى فَي ُْر ِ ج ُ م ل تَ ِ م ثُ ّ فْرت ُ ْ م بِ َ ن الّريِح فَي ُغْرِقَك ُ ْ ل عَل َي ْك ُ ْ م َ م عَل َي َْنا ب ِهِ ت َِبيعا ً" أما إن جاءت الرياح بالجمع فإنها تدل على الرحمة ل َك ُ ْ والبركة ،أو مبشرة بنعمة تأتي من بعد كالغيث والخصاب ،قال عز َ َ َ ما س َ ح فَأن َْزل َْنا ِ واقِ َ سل َْنا الّرَيا َ ماًء فَأ ْ ن ال ّ وجل" :وَأْر َ موهُ وَ َ قي َْناك ُ ُ ماِء َ س َ م َ ح لَ َ َ س ُ ح بُ ْ ي ه بِ َ ذي ي ُْر ِ خازِِنين" ،وقال أيضا" :وَهُوَ ال ّ ِ ل الّرَيا َ م لَ ُ أن ْت ُ ْ ن ي َد َ ْ شرا ً ب َي ْ َ مته" . َر ْ ح َ -4الريب والشك:
188
دأب المفسرون على تعريف أحدهما
بالخر ،والحقيقة أن بينهما تقاربا في المعنى يسوغ ذلك ،ويسوغ له أن ألفاظ العربية ي حسب المنكرين للترادف ي ل يمكن أن يحل أحدها مكان الخر ،فالريب والشك بينهما فروق في المعنى ،وأكثر ما يؤكد الفرق بينهما أن الريب جاء وصفا للشك في عدة مواقع من القرآن ة الكريم ،كقوله " :وَل َ َ ب َفا ْ م ٌ خت ُل ِ َ سى ال ْك َِتا َ مو َ ول ك َل ِ َ قد ْ آت َي َْنا ُ ف ِفيهِ وَل َ ْ ش ّ ن َرب ّ َ في َ ب " هود .وقوله ك لَ ُ سب َ َ ك ِ م لَ ِ ق ِ ت ِ َ ه ُ من ْ ُ م وَإ ِن ّهُ ْ ي ب َي ْن َهُ ْ ق ْ ري ٍ ض َ م ْ م ِ ما فُعِ َ حي َ ل ب ِأ َ ْ ما ي َ ْ ن شَيا ِ تعالى في سبأ " :وَ ِ م ِ شت َُهو َ عه ِ ْ ن كَ َ ن َ ل ب َي ْن َهُ ْ م ْ م وَب َي ْ َ م َ ش ّ قَب ْ ُ كاُنوا ِفي َ ب" ،والشيء ل يوصف بنفسه ولكن ك ُ ل إ ِن ّهُ ْ ري ٍ م ِ يوصف بوصف يقاربه معنى ،وهذا يؤكد قول المنكرين للترادف الباحثين عن الفروق .فالشك هو التداخل الداعي إلى الغموض وعدم استبانة المور ،والتردد .أما الريب فهو شك مع تهمة مصحوبة بقلق النفس واضطرابها ،والشك المريب هو التردد الموقع في القلق والضطراب.
189
188رمضان عبد التواب ،المرجع السابق ،ص.317. 189 http://www.moeforum.net/vb1/showthread.php?t=3112.
63
ج -الضداد فى القرآن (1مفهوم التضاد في اللغة. ده .وهو فرع من التضاد أن يطلق اللفظ الواحد على المعنى وض ّ المشترك اللفظي أي اللفظ الذي له أكثر من دللة،
190
ن اللفظ غير أ ّ
ن الختلف بينهما من الضداد له معنيان أحدهما نقيض الخر ،أي أ ّ اختلف تضاد ل اختلف تنوع وتغاير كما هي الحال في المشترك اللفظي .قال أحمد ابن فارس )ت 395هي(" :ومن سنن العرب في دين باسم واحد ،نحو )الجون( للسود موا المتضا ّ السماء أ ْ ن يس ّ ن العرب تأتي باسم و)الجون( للبيض .وأنكر ناس هذا المذهب ،وأ ّ ن العرب تسمي ن الذين َرَووا أ ّ ده .وهذا ليس بشيء ،وذلك أ ّ لشيء وض ّ مي السيف مهّندا ً والفرس ط ِْرَفا ،هم الذين َرَووا أ ّ ن العرب ُتس ّ دين باسم واحد ". المتضا ّ
191
(2بعض ألفاظ الضداد في القرآن الكريم. ن من أهم السباب التي دفعت اللغويين إلى التأليف في إ ّ الضداد ،هو ورود طائفة منها في القرآن الكريم ،وقد صرح بذلك أبو حاتم السجستاني )ت نحو 255هي( في مقدمة كتابه في الضداد ،حيث دنا من الضداد في كلمهم والمقلوب ج ْ مَلنا على تأليفه أّنا و َ قالَ " : ح َ شيئا ً كثيرًا ،فأوضحنا ما حضر منه إذ كان يجيء في القرآن )الظن( يقينا ً وشكًا ،و)الرجاء( خوفا ً وطمعًا ،وهو مشهور في كلم العرب… ن الله عّز وجل حين ن يكون ل يرى من ل يعرف لغات العرب أ ّ دنا أ ْ فأَر ْ ح قال ) :وَإ ِن َّها ل َك َِبيَرةٌ إ ِل ّ عََلى ال َ ن ،ال ّ ِ خا ِ ن…( ، 192مد َ َ ن ي َظ ُّنو َ ذي َ شِعي َ الشا ّ كين في لقاء ربهم وإنما المعنى) :يستيقنون( ،وكذلك في صفة ه ،إ ِّني من ُأوتي كتابه بيمينه من أهل الجنةَ ) : هاؤُ ُ م اقَْرُءوا ك َِتاب ِي َ ْ 190أحمد مختار عمر ،المرجع السابق ،ص.147.
191أحمد نعيم الكراعين ،المرجع السابق ،ص.122. 192البقرة 46-45 :
64
ت 193(..يريد) :إّني أيقنت( ،ولو كان شاكا ً لم يكن مؤمنا ،وأما ظ ََنن ُ ن إ ِل ّ َ ش ّ كا ٌ ظنا ّ ( 194فهؤلء ُ ك ساعَ ُ ما ال ّ ما ن َد ِْري َ قوله ) :قُل ُْتم ّ ة ِإن ن ّظ ُ ّ كفاٌر.
195
ن الدفاع عن ظاهرة التضاد ويرى أكثر الدارسين من اللغويين أ ّ الدللي في اللغة العربية والهتمام بها من قبل اللغويين القدامى ،كان لغرض الدفاع عما ورد منها في القرآن الكريم ،ومن أجل الرد على الشعوبيين الذين كانوا ُيزرون بالعرب ،ويصمون لغتهم بالعجز عن التعبير بشكل واضح ،والفتقار إلى الدقة ،وقد أشار إلى هؤلء ابن النباري في مقدمة كتابه في الضداد فقال " :ويظن أهل البدع والزيغ ن ذلك كان منهم ،لنقصان حكمتهم وقلة بلغتهم، والزراء بالعرب ،أ ّ وكثرة اللتباس في محاوراتهم ،عند اتصال مخاطباتهم ".
196
ويرد على
هؤلء بقوله: ن " كلم العرب يصحح بعضه بعضا ً ويرتبط أوله بآخره ،ول إ ّ يعرف معنى الخطاب منه إل باستيفائه واستكمال جميع حروفه ،فجاز دين ،لّنها تتقدمها ويأتي وقوع اللفظة الواحدة على المعنَيين المتضا ّ بعدها ما يدل على خصوصية أحد المعنَيين دون الخر ،ول يراد بها في حال التكلم والخبار إل معنى واحد ".
197
ن مرد ّ المر في فهو يؤكد أ ّ
مسألة الضداد في اللغة ،إلى سياق الكلم وارتباط أوله بآخره ،وإلى قرائن الحال التي يكون فيها الناس في لحظة التخاطب.
198
فالدفاع عن ظاهرة الضداد في اللغة العربية دفاع بالضرورة عما ورد منها في القرآن الكريم كذلك .وقد أثير نقاش واسع في مسألة الضداد في القرآن الكريم لدى أهل اللغة ،بين منكر ومثبت 193الحاقة 20-19 : 194الجاثية 32 : 195حسين حامد الصالح ،ظاهرة التضاد الدللي فى القرآن الكريم وأثرها فى المعنى )د.م:مجلة دراسات يمنية العدد (80د.ت ،.ص.164 . 196عبد الرحمن جلل لدين السيوطي ،المزهر فى علوم اللغة وأنواعها )د.م :دار الفكر ،د.ت( الجزء الول ،ص.397 . 197نفس المكان. 198حسين حامد الصالح ،المرجع السابق ،ص.165.
65
سع ومضيق لمفهومها وشرطها. لوجودها فيه ،وبين مو ّ
199
ن نستجلي حقيقة المر في شأنها ،من خلل وسوف نحاول أ ْ دراسة بعض تلك اللفاظ القرآنية التي قيل إّنها من الضداد وما ذكره ن نتبّين الثر الذي تركته تلك لها أهل اللغة والمفسرون من دللت ،وأ ْ ن أكثر تلك اللفاظ في معاني اليات القرآنية .ومما ينبغي التنبيه إليه أ ّ دين ولم يأت اللفاظ قد جاء في القرآن الكريم بأحد معنييه الض ّ ن القرآن رد إل مرة واحدة في القرآن ،أو ل ّ بالمعنى الخر ،إ ّ ما لنه لم ي َ ِ سر قد استعمله في إحدى دللَتيه دون الخرى.وبعض تلك اللفاظ قد فُ ّ ضدين معًا ،وهي أقل من النوع الول .وسوف نتناول بالوجَهين ال ّ بالدراسة مجموعة منتخبة من تلك اللفاظ من النوعين ،مرتبة على هجاء الحروف. ها ت َذ ْك َِرةً جعَل َْنا َ ن َ -1أقوى :من )المقوين( في قوله تعالى ) :ن َ ْ ح ُ ن( .200قال الصمعي " :والمقوي الذي ل زاد معه ول م ْ مَتاعا ً ل ّل ْ ُ وَ َ وي َ ق ِ مال ،يقال :قد أقوت الدار من أهلها أي خلت ،يقال :بات فلن القواء. ن( ،201وفي م ْ مَتاعا ً ل ّل ْ ُ أي :ل طعام عنده ،قال الله عز وجل) :وَ َ وي َ ق ِ موضع آخر :المقوي :الكثير المال… والمقوي الذي له دابة قوية وظهر قوي " .وقال ابن السكيت كقوله .وقال أبو حاتم السجستاني " :رجل و ،أي :قوي البل مليء… والمقوي أيضا ً الضعيف ،قال تعالى في مق ٍ ن( .202قال النابغة: م ْ جعَل َْنا َ ن َ القيرآن) :ن َ ْ مَتاعا ً لل ْ ُ ها ت َذ ْك َِرةً وَ َ وي َ ح ُ ق ِ يا داَر مي ّ َ ة بالعلياء فالسندِ
ت وطال عليها سالف أقْوَ ْ
البدِ أي :خلت وذهب أهلها ".203فالمقوي عند الصمعي هو من ل زاد معه ول مال ،أي :الضعيف الفقير .وضد هذا المعنى عنده هو الرجل 199تولوس مصطفى ،المشترك اللفظي فى القرآن الكريم )يوكياكرتا :مجلة الجامعة، 1427هي2006/م( جز ،44ص.129-125. 200الواقعة 73 : 201الواقعة 73 : 202الواقعة 73 : 203حسين حامد الصالح ،المرجع السابق ،ص.165.
66
ن )المقوي( القوي الكثير المال .وأما ما ذهب إليه السجستاني من أ ّ تعني الرجل صاحب البل القوية ،وتأتي بمعنى الرجل الضعيف ،فليس ثمة تضاد بين المعنَيين ،فتكون هذه اللفظة على قوله من المشترك اللفظي بمعناه العام وليس من الضداد.هذه أقوال أهل اللغة ،أما المفسرون فقالوا :إن )المقوين( تعني المسافرين قاله ابن عباس .204وقال )ومتاع ً للمقوين( للمستمتعين المسافر والحاضر 205.وفي رواية ا مجاهد: أخرى عنه ،قال) " :للمقوين( المستمتعين بها من الناس أجمعين في الطبخ والخبز والصطلء والستضاءة ،ويتذكر بها نار جهنم فيستجار بالله منها ".
206
وقد رجح الطبري قول ابن عباس فقال " :وأولى القوال في ذلك بالصواب عندي قول من قال عنى بذلك المسافر الذي ل زاد معه ول شيء له ،وأصله من قولهم :أقوت الدار إذا خلت من أهلها وسكانها… وقد يكون المقوي ذا الفرس القوي وذا المال الكثير في غير هذا الموضع ".
207
ن اللفظ مأخوذ من ن المقوي هو المسافر؛ ل ّ والذي أرجحه أ ّ ي أو القواء وهي الرض القفر أقوت الدار ،أو لن المسافر ينزل الق ّ التي ل أنيس فيها.
208
وقد قال بعض المفسرين :وخص المسافر
ن أهل البادية ن انتفاعه بها أكثر من منفعة المقيم ،ل ّ بالنتفاع بالنار ،ل ّ لبد لهم من النار يوقدونها ليل ً لتهرب منهم السباع ،وفي كثير من ن هذه اللفظة من ن القول إ ّ ح هذا المعنى فإ ّ حوائجهم209.وإذا ص ّ ن المقيم هو المعنى الضد للمسافر ،أما المعاني الضداد فيه نظر ،ل ّ التي ذكرت على أّنها أضداد لهذا المعنى فليس فيها ما يحمل معنى 204جعفر محمد بن جرير الطبري ،تفسير الطبري )بيروت :دار الكتب العلمية، 1420هي1999/م( الطبعة الثالثة،الجزء السابع والعشرون ،ص.116. 205نفس المكان.. 206عبد الله محمدبن أحمد النصاري القرطبي،الجامع لحكام القرآن )بيروت :دار الكتب العلمية1420 ،هي1999/م( الطبعة الثالثة ،الجزء السابع عشر ،ص.221. 207المرجع السابق ،ص.117-116. 208أبي زكرياء يحي بن زياد الفراء ،معانى القرآن )د.م :د.ط( ط.ت ،.الجزء الثالث، ص.129 . 209عبد الله محمدبن أحمد النصاري القرطبي ،المرجع السابق ،ص.222.
67
الضدية. -2خفا :عد ّ أهل اللغة هذه اللفظة من الضداد ،قال الصمعي" : ة ساعَ َ وأخفيت الشيء كتمته وأخفيته :أظهرته ،وفي القرآن ) :إ ِ ّ ن ال ّ ة أَ َ فيَها ( 210أي :أظهرها " .قال السجستاني " :وأما من قرأ كاد ُ أ ُ ْ آت ِي َ ٌ خ ِ فيها ففتح اللف فذلك معروف في معنى أظهرها ،ومن ذلك قول )أخ ِ امرئ القيس يذكر فرسا ً جرى جريا ً أخرج الحشرات من أنفاقها: ن كأّنما خ َ َ ن من أنفاقه ّ فاهُ ّ جّلب " م َ ُ
ي ن ودقٌ من عش ّ خفاه ّ
211
وما ذكره المفسرون في معنى هذه اللفظة على القراءة المشهورة ل يتفق مع ما قاله أهل اللغة ،فقد ُرِويت عن ابن عباس ن معنى روايات مختلفة في تفسير هذه الية ،وكلها تتضافر على أ ّ أخفيها :أكتمها فل يطلع عليها أحد ،خلفا ً لما قاله أهل الضداد من أنها ومما قاله ابن عبا س في قوله) :أ َ َ أفادت ضد معناها وهو )أظهرها(. كاد ُ 212 أحد ًغيري. فيَهاقال :أي ل أظهر عليها ا خ ِ( أُ ْ وفي رواية أخرى قال :معناه ل تأتيكم إل بغتة.
213
وقال مجاهد:
ن ن معنى الية أكاد أخفيها من نفسي214.وهذه القوال كلها تدل على أ ّ إ ّ معنى )أخفيها( هو المعنى المعهود لها أي :الستر والكتمان ،فليس ثمة ن من ذهب إلى ما يوحي بوجود تضاد في دللت هذه اللفظة .ويبدو أ ّ أّنها من ألفاظ الضداد حملها على القراءة الثانية للية بفتح الهمزة 215 )َأخفيها( ،وهي قراءة غير مشهورة .ومعناها :أزيل خفاَءها. ن معناها :أظهرها ،كما رد ّ القراءة وقد رد ّ الطبري قول من قال إ ّ ن معناها: جح ما ذهب إليه ابن عباس ومجاهد من أ ّ بفتح الهمزة ،ور ّ 210طه 15 : 211عبد الواحد بن علي أبو الطيب اللغوي ،الضداد فى كلم العرب )دمشق ،د.ن،. 1382هي1963/م( د.ط ،.الجزء الول ،ص.238 . 212جعفر محمد بن جرير الطبري ،المرجع السابق ،الجزء السادس عشر ،ص.113. 213نفس المكان. 214مجاهد بن جبير المكي أبو الحجاج ،تفسير مجاهد )قطر :د.ن1396 ،.هي1976/م( الطبعة الولى ،ص.395 . 215إبن منظور ،لسان العرب )د.م :دار المعارف ،د.ت( د.ط ،.الجزء السابع عشر، ص.224 .
68
أسترها ،فقال " :والذي هو أولى بتأويل الية من القول ،قول من قال ن تأويل أهل التأويل بذلك جاء ،والذي معناه :أكاد أخفيها من نفسي ل ّ ذكر عن سعيد بن جبير من قراءة ذلك بفتح اللف قراءة ل أستجيز القراءة بها لخلفها قراءة الحجة التي ل يجوز خلفها فيما جاءت به نقل ً م وجهت تأويل قوله) :أكاد ُأخفيها( -بضم مستفيضًا ،فإن قال قائل ،ل ِ َ اللف -إلى معنى أكاد أخفيها من نفسي ،دون توجيهه إلى معنى :أكاد ن للخفاء في كلم العرب وجهين أحدهما الظهار أظهرها ،وقد علمت أ ّ ن الظهار في هذا الموضع أشبه بمعنى الكلم ،إذ والخر الكتمان ،وأ ّ ن يستحيل معناه ،إذ كان الخفاء من نفسه يكاد يكون عند السامعين أ ْ ن يخفي أحد عن نفسه شيئا ً هو به عالم ،والله تعالى ذكره كان محال ً أ ْ ل يخفى عليه خافية؟ قيل :المر في ذلك بخلف ما ظننت ،وإنما وجهنا ُ ن المعروف معنى أخفيها -بضم اللف -إلى معنى أسترها من نفسي ل ّ من معنى الخفاء في كلم العرب الستر .يقال :قد أخفيت الشيء إذا جهوا معناه إلى الظهار اعتمدوا على بيت لمرئ ن الذين و ّ سترته ،وأ ّ القيس بن عابس الكندي: خِفه ن تدفنوا الداء ل ن ُ ْ فإ ْ
ب ل نقعدِ ن تبعثوا الحر َ وإ ْ
ن اعتمادهم في بضم النون من )ل ُنخفه( ومعناه :ل نظهره ،فكأ ّ توجيه الخفاء في هذا الموضع إلى الظهار على ما ذكروا من سماعهم هذا البيت على ما وصفت من ضم النون من ُنخفه .وقد أن َ شد َِني الثقة فه( -بفتح النون -من )نخفه( من ن تدفنوا الداء ل ن َ ْ خ ِ عن الفراء) :فإ ْ خفيته َأخفيه وهو أولى بالصواب ،لنه المعروف من كلم العرب ،فإذا كان ذلك كذلك ،وكان الفتح في اللف من )أخفيها( غير جائز عندنا لما ن معنى ذلك :أكاد أسترها من ذكرنا ،ثبت وصح الوجه الخر وهو أ ّ نفسي.
216
فل حجة بعد قول ابن عباس ومجاهد وقول الطبري هذا لمن 216
جعفر محمد بن جرير الطبري ،المرجع السابق ،الجزء السابع عشر ،ص.114 .
69
ن تلك اللفظة جاءت في الية بضد معناها المعروف ،إل على يزعم أ ّ ن ن اختلف بناء الكلمة من الممكن أ ْ قراءة من قرأها بفتح الهمزة ،ل ّ ن يتبعه اختلف في دللتها .ولم يختلف أهل اللغة ول المفسرون في أ ّ ما ِفي )خفا( قد دلت على الستر والكتمان في قوله تعالى ) :وَِإن ت ُب ْ ُ دوا َ سب ْ ُ ه ( 217وفي قوله تعالى ) :قُ ْ ل ِإن خ ُ َأن ُ م أ َوْ ت ُ ْ حا ِ ف ِ فوهُ ي ُ َ كم ب ِهِ الل ّ ُ سك ُ ْ فوا ما في صدورك ُ َ ن السياق كان حاسما ً خ ُ تُ ْ َ ِ ه ( 218ل ّ م أوْ ت ُب ْ ُ ه الل ّ ُ م ُ دوهُ ي َعْل َ ْ ُ ُ ِ ْ في توجيه دللة اللفظة إلى معنى الكتمان والتغطية.
219
-3رجا :عَد ّ أهل اللغة )رجا( من ألفاظ الضداد ،فقد قال ملته ،وما رجوته ،أي ما الصمعي» :ويقال :ما رجوت فلنًا ،أي ما أ ّ ن ل ِل ّهِ وََقارا ً ( ، 220أي ل جو َ م ل َ ت َْر ُ ما ل َك ُ ْ خفته ،وقال الله جل وعزَ ) : تخافون لله عظمة "..وقال السجستاني " :والرجاء يكون طمعا ً ويكون ن عَ َ ه ه وَي َ َ خاُفو َ ن َر ْ جو َ خوفًا ،وفي القرآن في معنى الطمع ) :وَي َْر ُ ذاب َ ُ مت َ ُ ح َ 221 ما ُ قى إ ِل َي ْ َ من جو َأن ي ُل ْ َ م ً ب إ ِل ّ َر ْ ك الك َِتا ُ ت ت َْر ُ ة ّ ح َ كن َ ( ،وقوله تعالى ) :وَ َ َ 222 من رب ّ َ ك م اب ْت َِغاَء َر ْ ما ت ُعْرِ َ رب ّ مة ٍ ّ ح َ ن عَن ْهُ ُ ك( ،وقوله تعالى ) :وَإ ِ ّ ض ّ ها ( … 223والرجاء في القرآن في معنى الخوف كثير ،قال تعالى: جو َ ت َْر ُ
من َ ه( جو ل ِ َ قاَء َرب ّ ِ ن ي َْر ُ كا َ )فَ َ
224
،و) َقا َ قاَءَنا ( ن لِ َ ل ال ّ ِ جو َ ن ل َ ي َْر ُ ذي َ
خَر ( م ال ِ وقوله تعالىَ ) :واْر ُ جوا الي َوْ َ
226
225
،
،وهو كثير.
وقد تقلبت دللت هذه اللفظة عند المفسرين بين دللتي الخوف والطمع ،وقد أشار إلى معنى الخوف ابن عباس في تفسير قوله ن ل ِل ّهِ وََقارا ً ( جو َ م ل َ ت َْر ُ ما ل َك ُ ْ تعالىَ ) :
227
.421
فقال :أي مالكم ل تعظمون
217البقرة 284 : 218آل عمران 29 : 219عبد الله محمدبن أحمد النصاري القرطبي،المرجع السابق ،الجزء الثالث ،ص. 220 221 222 223 224 225 226 227
نوح 13 : السراء 57 : القصص 86 : السراء 28 : الكهف 110 : يونس 15 : العنكبوت 36 : نوح 13 :
70
الله حق عظمته،
228
وقال مجاهد :أي مالكم ل تبالون عظمة ربكم.
والرجاء :الطمع والمخافة.
229
م ما ت ُعْرِ َ ن عَن ْهُ ُ وجاءت بمعنى )الطمع( في قوله تعالى ) :وَإ ِ ّ ض ّ من رب ّ َ ها ( ، 230قال ابن عباس :ابتغاء رزق 231،وقال جو َ ك ت َْر ُ اب ْت َِغاَء َر ْ مة ٍ ّ ح َ ن عد ّ )الرجاء( من ألفاظ مجاهد :انتظار رزق الله عز وجل .ويبدو لي أ ّ الضداد فيه شيء من التجوز والتوسيع لمفهوم التضاد وإنما هو من المشترك اللفظي ،لن الخوف والطمع ليسا متضادين في حقيقة المر ،فالخوف ضده التجلد والشجاعة ،والطمع ضده اليأس وانقطاع المل ،فليس ثمة تضاد بين المعنيين. -4سجر :قال أهل اللغة :إن )المسجور( من ألفاظ الضداد، جور س ُ وتعني الفارغ والملن معًا ،واستدلوا بقوله تعالىَ ) :وال ْب َ ْ م ْ حرِ ال َ ِ( ، 232وقوله ) :وَإ ِ َ ت( ،233قال الصمعي " :ويقال: س ّ ذا الب ِ َ حاُر ُ جَر ْ المسجور :المملوء ،والمسجور :الفارغ ،قال الله جل وعز) :وَإ ِ َ حاُر ذا الب ِ َ ت( أي :فُّرغ بعضها في بعض ،وحكى أبو عمرو :سجر السي ُ ل س ّ ُ جَر ْ ة يسجرها سجرا ً إذا ملها ،والبحر المسجور ت ،والنهَر والصنع َ الفرا َ الملن… ويقال :هذا ماء سجر إذا كان ماء بئر قد ملها السيل. وقال أبو حاتم السجستاني " :وقالوا :المسجور المملوء… وقال بعضهم المسجور الفارغ ،بلغني ذاك ول أدري ما الصواب ،ول أقول في )البحر المسجور( شيئا ً ول )وإذا البحار سجرت( لنه قرآن فأنا أثق به، وقالوا :قالت جارية بالحجاز :إن حوضكم لمسجور .ولم تكن فيه قطرة ،قال أبو حاتم :يمكن أن يكون هذا على التفاؤل ،كما يقال للعطشان :ريان ،وللملدوغ :السليم. ما المفسرون فقد اختلفوا في معنى هذا قول أهل اللغة ،أ ّ 228
229 230 231 232 233
جعفر محمد بن جرير الطبري ،المرجع السابق ،الجزء التابع والعشرون ،ص.59 . نفس المكان.. السراء 28 : المرجع السابق. الطور 6 : التكوير 6 :
71
جوِر( فقال بعضهم: س ُ )المسجور( في قوله تعالىَ) :وال ْب َ ْ م ْ حرِ ال َ موَقد كالتنور المسجور ،ونقل هذا القول عن مجاهد وبعض المسجور ال ُ المفسرين الوائل
234
وقال قتادة :المسجور المملوء.
235
وروى الطبري
قولين لبن عباس في معنى المسجور ،أحدهما :أنه البحر الذي قد ذهب ماؤه .فكأنه يريد أن معناها الفارغ. والثاني قوله :إن معناها) :المحبوس(
236
فكأنه يريد أن )البحر
المسجور( هو الممتلئ .وهذان القولن يدلن على إحساس ابن عباس أن هذه اللفظة من الضداد وأنها تحتمل المعنيين معًا ،ولكن ليس ثمة قرينة تقطع بأن المراد هذه الدللة أو تلك لذلك فقد تردد كلمه بين الدللتين. ن )المسجور( معناها جح الطبري القول الثاني منهما وهو أ ّ وقد ر ّ )الممتلئ( وذلك بقرينة عقلية حيث قال " :وأولى القوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال معناه :والبحر المملوء المجموع ماؤه بعضه في بعض ،وذلك أن الغلب من معاني السجر اليقاد كما يقال: سجرت التنور بمعنى أوقدت…
فإذا كان ذلك الغلب من معاني
السجر وكان البحر غير موقد اليوم ،وكان الله تعالى ذكره قد وصفه بأّنه مسجور ،فبطل عنه إحدى الصفتين وهو اليقاد ،صحت الصفة الخرى التي هي له اليوم وهو المتلء لنه كل وقت ممتلئ ".
237
وأما قوله تعالى) :وَإ ِ َ ت( ،فقد قال ابن عباس في س ّ ذا الب ِ َ حاُر ُ جَر ْ جُر حتى تصير نارا ً ،وقال محمد بن السائب الكلبي )ت س َ تفسيرها :ت ُ ْ ن معنى 146هي( وهو أحد الذين أكثروا من الرواية عن ابن عباس :إ ّ 238 جوِر(. س ُ ملئت .أل ترى أنه قالَ) :وال ْب َ ْ س ّ م ْ ) ُ حرِ ال َ جرت( ُ جرت( عند ابن عباس س ّ وقد يفهم من هذين القولين أن معنى ) ُ 234جعفر محمد بن جرير الطبري ،المرجع السابق ،الجزء السابع والعشرين ،ص.12. 235نفس المكان. 236نفس المكان. 237نفس المكان. 238جعفر محمد بن جرير الطبري ،المرجع السابق ،الجزء الثلثون ،ص.43 .
72
في هذا الموضع ملئت لهبًا .يقوي ذلك أيضا ً قول مجاهد إن معناها: ُأوقدت ،وقول عكرمة :إن معناها أفيضت .وهذا القول دال على المتلء دون غموض .فهذه القوال تكاد تتفق على أنها تعني المتلء .وقال آخرون ومنهم الحسن البصري وقتادة :إن معنى )سجرت( ذهب ماؤها ويبست فلم يبق فيها قطرة.
239
واختلف هذه القوال وترددها بين معنيين متضادين في تأويل هذه اللفظة والتي قبلها يدل على إحساس المفسرين أنها من ألفاظ الضداد ،وأنها تحتمل الدللتين المتعارضتين معًا ،ولكن ليس لديهم جح هذه الدللة على تلك .وقد رجح الطبري القرائن الكافية التي تر ّ القول الول من هذه القوال ،أي) :ملئت( واستدل له بقرينة من السياق القرآني في موضع آخر ،وهو قوله تعالى ) :وَإ ِ َ حاُر ذا الب ِ َ ت ( 240فقال " :وأولى القوال في ذلك بالصواب قول من قال: فُ ّ جَر ْ معنى ذلك ملئت حتى فاضت فانفجرت وسالت ،كما وصفها الله به في الموضع الخر فقال) :وَإ ِ َ ت( ،والعرب تقول للنهر أو حاُر فُ ّ ذا الب ِ َ جَر ْ للركي المملوء :ماء مسجور ،ومنه قول لبيد: متجاورا ً مسجورةً ُ
دعا ص ّ سطا عرض ال ّ فتو ّ سريّ و َ مها قُل ّ ُ ويعني بالمسجورة المملوءة ماء ".
241
وهذا الثر الواضح الذي
تركته هذه اللفظة في معنى اليتين ،يدل على أّنها تنتمي إلى ألفاظ الضداد حقًا ،وليس تردد ُ المفسرين بين معنييها إل دليل ً على ذلك ،فل مجال إذن لنكار وجود هذا النوع من اللفاظ في اللغة أو في القرآن الكريم. ر(ّ من ألفاظ الضداد ،قال سّر:وقد ذكر مؤلفو كتب الضداد أن )أس َ -5 الصمعي: 239نفس المرجع جع ،ص .44 240النفطار3: 241المرجع السابق.
73
" ويقال :أسررت الحديث كتمته وأسررته أظهرته ،قال الشاعر وهو الفرزدق: فه ج جّرد سي َ فلما رأى الحجا َ
سّر الحروريّ الذي أ َ
كان أضمرا َ وقال الله ج ّ ما َرأ َُوا العَ َ ب( م َ ذا َ سّروا الن ّ َ ل ثناؤه ) :وَأ َ ة لَ ّ دا َ
242
أي
أظهروها " .وقال السجستاني " :وقال أبو عبيدة :أسررت الشيَء َ ما م َ سّروا الن ّ َ أخفيته وأظهرته أيضًا ،وكان يقول في هذه الية) :وَأ َ ة لَ ّ دا َ َرأ َُوا العَ َ أث ُبقوله في هذا والله أعلم ،وقد زعموا أن ب( أظهروها ،ول ق ذا َ الفرزدق قال :فلما رأى الحجاج) ..البيت(. ول أثق أيضا ً بقول الفرزدق في القرآن ،ول أدري لعّله قال :الذي كان أظهرا أي كتم ما كان عليه )"..ولم أقف على قول أبي عبيدة ن يكون قد ذكره في كتاب آخر المذكور في كتابه )مجاز القرآن( ،إل أ ْ َ وى سّروا الن ّ ْ له لم يصلنا ،وقال أبو عبيدة في تفسير قوله تعالى ) :وَأ َ ج َ موا ( " :243أسروا من حروف الضداد أي أظهروا " وجاء في ال ّ ِ ن ظ َل َ ُ ذي َ )اللسان( " :قال شمر :لم أجد هذا البيت للفرزدق ،وما قال غير أبي َ ة( ،أي أظهروها ،قال :ولم أسمع ذلك م َ سّروا الن ّ َ عبيدة في قوله) :وَأ َ دا َ لغيره .قال الزهري :وأهل اللغة أنكروا قول أبي عبيدة أشد ّ النكار، وقيل :أسروا الندامة… أخفوها ،قال الزجاج :وهو قول المفسرين ". َ سّروا وقد ذكر أبو الطيب اللغوي أن ابن عباس كان يقول) :وَأ َ َ سّروا ة( أي :أخفوها في أنفسهم. م َ الن ّ َ وقال الفراء في تفسيرها) :وَأ َ دا َ روها من سفلتهم الذين أضلوهم، الن ّ َ دا(َ:مَة" يعني الرؤساء من المشركين أس ّ فأسروها أي أخفوها "244ولم يذكر أنها من الضداد .أما الية الثانية ،وهي َ موا ( ، 245فلم أجد فيها قول ً وى ال ّ ِ سّروا الن ّ ْ قوله تعالى ) :وَأ َ ن ظ َل َ ُ ذي َ ج َ
242 243 244 245
يونس 54 : النبياء 3 : أبي زكرياء يحي بن زياد الفراء ،المرجع السابق ،ص.469. النبياء 3 :
74
لبن عباس أو مجاهد،
246
وأكثر المفسرين على أن معنى )أسروا(
صفوا أخفوا ،قال الفراء " :وإنما قيل) :وأسروا( لّنها للناس الذين و ِ باللهو واللعب.
247
وقال الزمخشري " :فإن قلت :النجوى… ل تكون إل
خفية ،فما معنى قوله) :وأسروا(؟ قلت :معناه وبالغوا في إخفائها أو جعلوها بحيث ل يفطن أحد لتناجيهم ول يعلم أنهم متناجون ".
248
وبناء
ن نسبة هذه اللفظة إلى الضداد هي على ما تقدم فإّنه يمكننا القول :إ ّ موضع شك ،ومما يقوي هذا الشك في انتمائها إلى الضداد ،أنه ل يوجد أثر لمعانيها التي قيل إنها متضادة في تفسير اليات ،حيث لم يذكر الثقات من المفسرين إل المعنى المعروف لها وهو الخفاء والكتمان. ن) َ َ -6 شَرى( من الضداد ،وهي تعني شرى :قال أهل اللغة إ ّ البيع والشراء معًا .قال الصمعي " :شراه ملكه بالبيع وأيضا ً باعه ،فمن من ي َ ْ ه ري ن َ ْ الشراء بمعنى البيع قول الكتاب العزيز ) :وَ ِ ف َ س ُ س َ م َ ش ِ ن الّنا ِ ت الل ّهِ ( 249أي :يبيعها وقوله تعالى ) :وَ َ س ن بَ ْ ضا ِ مْر َ شَروْهُ ب ِث َ َ اب ْت َِغاَء َ خ ٍ م ٍ 250
(
".
وقال السجستاني " :وقالوا :شريت الشيء بعته واشتريته ،وبعته أوضح 251 ن يَ ْ من حَياة َ الد ّن َْيا ِبال ِ الوجهين ،وفي القرآن ) :ال ّ ِ شُرون َ ال َ خَرة ( ،و ) َ ذي َ 252 يَ ْ يبيعها ،ومن ذلك سمي الشاري والشراة من الخوارج". س:هُ ( ري ن َْف َ ش ِ
ولم أجد في معنى )الشراء( في الية الولى] ،البقرة،[207: قول ً لبن عباس أو تلميذه مجاهد .وقال أبو عبيدة :يشري نفسه: ما َ ه شَرْوا ب ِ ِ س ّ يبيعها .وقال ال ّ س َ دي في تأويل قوله تعالى ) :وَل َب ِئ ْ َ م ل َوْ َ ن ( 253بئس ما باعوا به أنفسهم 254ولم يرد فيها َأن ُ مو َ ف َ كاُنوا ي َعْل َ ُ سهُ ْ 246جعفر محمد بن جرير الطبري ،المرجع السابق ،الجزء السابع عشر ،ص.3 . 247أبي زكرياء يحي بن زياد الفراء ،المرجع السابق ،ص.198 . 248القاسم جار الله محمود بن عمر بن محمد الزمحشري ،تفسير الكشاف )بيروت : دار الكتب العلمية1415 ،هي1995/م( الطبعة الولى ،الجزء الثالث ،ص.102 . 249البقرة 207 : 250يوسف 20 : 251النساء 74 : 252البقرة 207 : 253البقرة 102 : 254جعفر محمد بن جرير الطبري ،المرجع السابق ،الجزء الول ،ص.371 .
75
قول لبن عباس أو مجاهد أيضًا .أما قوله تعالى) :وَ َ س( ن بَ ْ شَروْهُ ب ِث َ َ خ ٍ م ٍ فقد قال ابن عباس :أي فباعه إخوته بثمن بخس) وقال مجاهد :باعوه ت )شرى( في القرآن الكريم بدللتها باثنين وعشرين درهمًا .ولم تأ ِ الثانية وهي اشترى. -7صرخ :قال أهل اللغة) :الصريخ( هو المستغيث والمغيث، ري َ م (]يس ،[43:أي :ل مغيث لهم .ومنه خ ل َهُ ْ ومنه قوله تعالى ) :فَل َ َ ص ِ خ َ مغيثه)وهو مثل يضرب للذليل م ٌ ة .أي ُ هأ َ قول العرب :عبد صري ُ ُ يستعين بمن هو أذل منه.قال أبو الطيب اللغوي :وأصل الصراخ رفع الصوت ويبدو أن هذا اللفظ قد عممت دللته على جهة التساع في الكلم، ليشمل كل صارخ ،سواء أكان الصارخ مغيثا ًأم مستغيث ً ا ،والمعنى المشترك بين المعنيين هو الصراخ " :لن المغيث يصرخ بالغاثة والمستغيث يصرخ بالستغاثة ،فأصلهما من باب واحد ".
255
وقد أجمع أهل التفسير أيضا ً على أن )الصريخ( في الية المذكورة هو المغيث والمنقذ
256
ولم ُيؤَثر عن ابن عباس أو مجاهد قول
في تأويل هذه الية. جه تأويل اللفظة إلى تلك ويبدو أن السياق اللغوي هو الذي وَ ّ ل على ذلك بقوله تعالى ) :وإن ن َ ْ الدللةُ ،يستد ّ ري َ خ َِ ّ شأ ن ُغْرِقْهُ ْ م فَل َ َ ص ِ ن ( ،257فالمعهود أن الغريق هو الذي يصرخ طلبا ً ق ُ م ُين َ ذو َ م وَل َ هُ ْ ل َهُ ْ للغوث والنقاذ .ولم تأت هذه اللفظة في القرآن الكريم إل بهذه الدللة ،أي) :المغيث(
258
ولم تأت بالدللةِ الثانية لها وهي )المستغيث(
في القرآن الكريم كله. -8صرم :قال أهل اللغة :إن )الصريم( من ألفاظ الضداد ،وهو صّرم يعني الصبح والليل معًا .قال السجستاني " :والصريم :الليل إذا ت َ َ من النهار ،والنهار إذا تصرم من الليل "..وقال الصمعي " :ومن الليل 255عبد الرحمن جلل لدين السيوطي ،المرجع السابق ،الجزء الول،.،ص.401 . 256جعفر محمد بن جرير الطبري ،المرجع السابق ،الجزء الثالث والعشرون ،ص.9 . 257يس 43 : 258جعفر محمد بن جرير الطبري ،المرجع السابق ،الجزء الثالث عشر ،ص.135 .
76
َ ت َ ريم ِ ( صب َ َ ح ْ كال ّ قول الله تعالى ) :فَأ ْ ص ِ
259
،أي :كالليل ".
وقال أبو الطيب اللغوي " :قالوا :وفي قول الله عز وجل: َ ت َ ريم ِ( 260يجوز أن يكون أراد المصروم .ويجوز أن يكون صب َ َ ح ْ كال ّ )فَأ ْ ص ِ أراد الليل المظلم ،قال قطرب :وأحسبه قول ابن عباس .وأنشدوا لبن مّير ت َوَْبة: ُ ح َ م َتقو ُ م َ ل عاذلتي تلو ُ عل َ
م تؤرقني إذا انجا َ ب الصري ُ
يعني الليل " .وقد اختلف المفسرون في المراد بي)الصريم( في الية المذكورة ،فقال بعضهم :عنى به الليل السود البهيم ،وقال آخرون :هي أرض باليمن تسمى الصريم ،وروى الطبري عن ابن عباس أنه قال :الصريم الليل.
261
والذي يظهر أن الصواب ما قاله ابن عباس،
لن أصدق وصف لتلك الجنة التي دمرها الله سبحانه بسبب عزم أصحابها على منع المساكين من ثمرها أن توصف بعد الخراب الذي ح ّ ل بها بأنها أصبحت محترقة كالليل المسود َ ت َ م عن النهار، صب َ َ ريم ِ( ،أي :سوداء كالليل ،لن الليل ينصر ُ ح ْ كال ّ )فَأ ْ ص ِ والنهار ينصرم عن الليل " ،ولم ترد هذه اللفظة في غير هذا الموضع 262
قال ابن قتيبة" :
من القرآن الكريم. أقب َوعسع س أدبر... سعَس َ الليل ُ إذا ل س َ س :قال أهل اللغة " :عَ ْ -9عَع ْ وقال بعضهم :إذا ولى" .ونقل السجستاني عن أبي عبيدة أّنه فسر قوله س ( 263بقوله :عسعس أقب َ ل إِ َ ل ويقال أدبَر .وما ذا عَ ْ سع َ َ تعالىَ ) :والل ّي ْ ِ ن أبا جاء في )مجاز القرآن( ل يؤكد نسبة هذا القول إلى أبي عبيدة ،ل ّ عبيدة نفسه نقل كلم بعض أهل اللغة في معنى )عسعس الليل( فقال " :قال بعضهم إذا أقبلت ظلماؤه ،وقال بعضهم :إذا وّلى ،أل تراه
259القلم 20 : 260القلم 20 : 261جعفر محمد بن جرير الطبري ،المرجع السابق ،الجزء التاسع والعشرون ،ص.20 . 262أبي زكرياء يحي بن زياد الفراء ،المرجع السابق ،الجزء الثالث ،ص.175 . 263التكوير 17 :
77
264 صب ِْح إ ِ َ س(.265 ذا ت َن َ ّ ف َ قالَ) :وال ّ قّلد أبو عبيدة أمرا ً عظيمًا ،ول أظن قال السجستاني " :قد ت َ َ
هاهنا معنى أكثر من السوداد .عسعس :أظلم واسود ّ في جميع ما قى ،وما لم يكن ذكر ،وكل شيء من ذا الباب في القرآن فتفسيره ي ُت ّ َ في القرآن فهو أيسر خطبًا .وقد رد أبو الطيب اللغوي قول ن معنى )عسعس( أظلم واسود ّ فقال " :وليس المر السجستاني :إ ّ ي: كما ظن ،فقد أنشد قطرب لعلقمة بن قُْرط التيم ّ وانجاب عنها ليُلها
فسا ح لها تن ّ حتى إذا الصب ُ سعسا وع َ ْ
ن من المحال أن فهذا ل يحتمل أن يكون المعنى فيه إل أدبر ،ل ّ يقول :انجاب عنها ليلها وأظلم ،وإّنما ينجاب بالضوء ".ونقل أبو الطيب ل إِ َ س( أي: ذا عَ ْ سع َ َ نفسه أن ابن عباس قال في قوله تعالىَ) :والل ّي ْ ِ أدبر ،وقال غيره أظلم ،وقال آخرون :أقبل.
وذكر الطبري اختلف
المفسرين في هذه اللفظة ،فقال بعضهم :عسعس الليل :أدبر، وقال آخرون :معناها :أقبل بظلمه ،وروى روايا ٍت عدة عن ابن عباس :أن معناها أدبر
266
وقال مجاهد) :إذا عسعس( يعني :إذا
أدبر وفي رواية عنه نقلها الطبري تردد كلمه بين المعنيين، ن فقال يعني :إقباله ،ويقال :إدباره 267وهذا يدل على إحساسه بأ ّ هذه اللفظة تحتمل هاتين الدللتين المتضادتين مع ًا .لكنه عاد إلى ترجيح إحداهما وهي الدبار كما جاء في تفسيره. أيض ًبقرينة من السياق هي قوله بعد جح الطبري هذا المعنى ا وقد َر ّ صب ِْح إ ِ َ س( ،وت َن َّفس ُ الصبح ِ إقباله ،وهو إيذان ذا ت َن َّف َ تلك الية مباشرةَ) :وال ّ الليل ،حيث قال " :وأولى التأويلين في ذلك بالصواب عندي قول من ر بإدبا ِ 264أبي عبيدة معمر بن المثنى التيمى ،مجاز القرآن )مكتبة الخانجى :القاهرة ،د.ت( د.ط ،.الجزء الثانى ،ص.287 . 265التكوير 18 : 266جعفر محمد بن جرير الطبري ،المرجع السابق ،الجزء الثلثون ،ص.49 . 267نفس المرجع ،الجزء الثلثون ،ص.50 .
78
صب ِْح إ ِ َ س( فدل ّ بذلك على ذا ت َن َفّ َ قال معنى ذلك :إذا أدبر .وذلك لقولهَ) :وال ّ لً .والعرب تقول :عسعس الليل سم َ بالليل مدبرا ًوبالنهار مقب أنّ الَق َ الليل إذا أدبر ولم يبق منه إل اليسير ،ومن ذلك قول رؤبة بن س َ سعْع َ و َ العجاج: صبا ت َّتبعا ولو َرجا ت َب ْعَ ال ّ
سَعا سع ْ َ يا هند ُ ما أسرعَ ما ت َ َ هذه لغة من قال :سعسع"..
268
وقال الفراء " :اجتمع
س( :أدبَر ،وكان بعض أصحابنا يزعم المفسرون على أن معنى )عسع َ أن عسعس :دنا من أوله وأظلم"..
269
ن المعنى الراجح والذي يبدو أ ّ
لهذه اللفظة في هذا الموضع الوحيد من القرآن الكريم هو) :أدبر(، لجتماع القرائن اللفظية على ذلك .أما اختلف أقوال المفسرين بين دللتين متعارضتين لها فهو يؤكد أنها من ألفاظ الضداد حقًا.
270
-10عفا :وذكر أهل اللغة أن )عفا( من ألفاظ الضداد ،وأنه س ،وعفا إذا كثر ،قال الصمعي» :ومنه قول يقال :عفا الشيء إذا د ََر َ الله ج ّ وا ( حّتى عَ َ ل ثناؤهَ ) : ف ْ
271
،معناه :حتى كثروا ،ويقال :قد عفا
شعره إذا كثر ،وعفا ظهر البعير إذا سمن وكثر لحمه.«.. وا( " :حتى حّتى عَ َ وقال ابن عباس في تأويل الية المذكورة ) َ ف ْ كثروا وكثرت أموالهم ".
وقال مجاهد :أي كثرت أموالهم وأولدهم
272
وعلى هذا أكثر المفسرين.
273
والذي يبدو أن هذا اللفظ )عفا( قد أصابه نوع من التطور الدللي وهو النقل المجازي للمشابهة ،وأنه في أصله يدل على كثرة النبات والشعر ،ثم استعير للدللة على الغنى والكثرة في بني النسان. وا( أي " :كثروا حّتى عَ َ قال الزمخشري في تفسير الية المذكورةَ ) : ف ْ ونموا في أنفسهم وأموالهم ،من قولهم :عفا النبات وعفا الشحم
.252
268نفس المكان. 269أبي زكرياء يحي بن زياد الفراء ،المرجع السابق ،الجزء الثالث ،ص.242 . 270نفس المكان. 271العراف 95 : 272جعفر محمد بن جرير الطبري ،المرجع السابق ،الجزء التاسع ،ص.6 . 273عبد الله محمدبن أحمد النصاري القرطبي ،المرجع السابق ،الجزء السابع ،ص.
79
حى(. والوبر ،إذا كثرت ومنه قوله )ص() :وأ َ ْ عفوا الل ّ َ
274
وإذا صح هذا المعنى فإنه يمكننا القول :إن عَد ّ هذا اللفظ من ن الغنى الضداد فيه شيء من التجوز والتوسيع لمفهوم التضاد ،ل ّ والكثرة يضاده في المعنى الفقر والقلة ول يضاده انمحاء الثر ودروسه كما ذهب إلى ذلك مصنفو كتب الضداد .وعلى ذلك فإّنه ينبغي إعادة النظر في معظم اللفاظ التي قيل إنها من الضداد. ة من السباب وقد ذكر بعض الدارسين المحدثين أن هناك جمل ً التي دفعت علماء اللغة القدمين إلى التوسع في هذا الموضوع حتى أدخلوا في الضداد ألفاظا ً كثيرة لم تكن تشتمل على طبيعة الضداد، وعَد ّ منها ما يقرب من مئة وخمسين مادة لغوية حفلت بها كتب الضداد وهي ل تحمل التضاد الدللي إل بضرب من التأّول البعيد. -11فاز :أي نجا ،ومنه )المفازة( قال الصمعي " :وسموا المفازة مفعلة من فاز يفوز إذا نجا ،وهي مهلكة ،قال الله ج ّ ل ثناؤه) : ن العَ َ ب( م َ فَل َ ت َ ْ ح َ فاَزةٍ ّ م بِ َ سب َن ّهُ ْ ذا ِ م َ
275
أي بمنجاة ،وأص ُ ل المفازة مهلكة
فتفاءلوا بالسلمة والفوز ،كقولهم للملدوغ سليم ،والسليم المعافى. ن من وقال ابن العرابي :أخطأ الصمعي ،إّنما سميت مفازةً ل ّ قَ َ ن طعها فاز 276ويبدو أن هذا هو الصحيح .وقد قال المفسرون أيضًا :إ ّ معنى الية المذكورة :فل تظنّنهم بمنجاة من العذاب
277
أي :ل تحسبّنهم
ن الفوز التباعد عن المكروه. ن بعيد من العذاب ،ل ّ بمكا ٍ هذه اللفظة قول لبن عباس أو مجاهد 279.علما ً بأنها لم تأت بهذه 278
ولم يرد في
الصيغة في القرآن الكريم إل في هذا الموضع.
274القاسم جار الله محمود بن عمر بن محمد الزمحشري ،تفسير الكشاف )بيروت : دار الكتب العلمية1415 ،هي1995/م( الطبعة الولى ،الجزء الثاني ،ص.132 . 275آل عمران 188 : 276عبد الله محمدبن أحمد النصاري القرطبي ،المرجع السابق ،الجزء الرابع ،ص. .308 277جعفر محمد بن جرير الطبري ،المرجع السابق ،الجزء الرابع ،ص.139 . 278المرجع السابق. 279المرجع السابق.
80
الفصل الثالث :التصورات التربوية السلمية أ -العوامل الهامة فى التصورات التربوية السلمية (1أهمية الهداف التربوية تمثل الهداف الخطوة الولى التي تعكس الفلسفات و نظم الحياة و الوضاع الجتماعية و المشكلت و التحديات و الطموحات في أي من المجتمعات ،كما تأخذ بعين العتبار مطالب المجتمع و ما يناسبه من اتجاهات تربوية معاصرة ،تنعكس الهداف على أسس بناء المناهج و المقررات و الكتب و الطرق و الوسائل و جميع مكونات العملية التربوية التي تستهدف بناء الفرد و المجتمع و يعتبر تحديد الهداف التربوية الترجمة العلمية للفلسفة التربوية التي تسود المجتمع ،إذ بواسطتها تتحول المفاهيم و التصورات و المال التي تهدف المة على اختلف أفرادها و هيئاتها إلى تحقيقها في المجال التربوي إلى أهداف محددة المعالم يلتزم النظام التعليمي بتحقيقها.
280
كما أن الدقة في اختيار الهداف التربوية و تحديدها أمر له أهميته لنه يترتب عليه بناء المناهج المناسبة و أوجه النشاط التعليمي و اختيار الكتب المدرسية و التخطيط لطرق التدريس التي تحقق الهداف و من ثم تقوم العملية التربوية بمجموعها ،كما يمكن اعتبار الهداف التربوية في معظمها محصلة للواقع الجتماعي بأبعاده المتعددة . الهداف العامة للتربية : أول :الهداف التي تتصل بطبيعة المجتمع : (1اليمان بمبادئ الدين السلمي ،بحيث تصبح هذه المبادئ منهجا فكريا وأسلوب حياة يتجسد في سلوك الفرد و علقاته الجتماعية . (2التعريف بالتراث السلمي و العادات و التقاليد الجتماعية 280عبد القادر محمود البكار ،التربية السلمية وفن التدريس )الغورية :دار السلم للطباعة والنشر والتوزيع1417 ،هي( د.ط ،.ص.26-25.
81
فيه و العمل على دعمها . (3التعريف على تاريخ و تطوير المجتمع و تراثه و ما تتميز به حياته الجتماعية. (4تنمية الشعور لدى الفراد بالنتماء و العتزاز بوطنهم ،و بالعالم السلمي. (5تقوية روابط التضامن و الخاء وروح السرة الواحدة بين أبناء الوطن ،و التخلص من أي تعصب يرجع إلى المذهبية أو القليمية أو القبلية أو الطبقية . (6إعداد الفراد للحياة الفعالة في مجتمع يقوم على الشورى و الديمقراطية و تأكيد حرية. (7الفرد و كرامته و الهتمام بالمور العامة و الستقلل في رأي الجماعة ،وممارسة مهارات العمل الجماعي. (8إعداد أفراد يعرفون مالهم من حقوق و ما عليهم من واجبات .
281
ثانيا :الهداف التي تتصل بطبيعة العصر : (1الهتمام بدراسة المجالت العلمية الحديثة ،و تطبيقاتها بما يجعل الفراد قادرين على تمثل مظاهر التقدم العلمي من حولهم .و الفادة بما تقدمه التقنية الحديثة من أجهزة و أدوات . (2تنمية وعي المواطنين لحماية أنفسهم من آثار الدعاية التي تحاول أحيانا اخضاع الشعوب و الفراد لمصالح خاصة . (3تأكيد الربطة بين النظرية و التطبيق ،و بين العلم و العمل . (4توفير الساليب التي تساعد على سرعة تكيف الفراد للتغيير الجتماعي السريع ،و السهام فيه. 281عبد الحميد الصيد الزنتانى ،أسس التربية السلمية فى السنة النبوية )تونس :الدار العربية للكتاب (1984 ،د.ط ،.ص.558-553 .
82
(5العناية بحفظ التوازن بين القيم الروحية و القيم المادية . (6تحقيق كل من العمق و الشمول في اعداد الفراد للحياة . ثالثا:الهداف التي ترتبط بمطالب نمو المتعلمين و خصائصهم : (1مساعدة الفراد على النمو الروحي السليم ،وتهذيب سلوكهم بالتحلي بالخلق التي يدعو لها الدين السلمي . (2مساعدة الفراد على النمو العقلي السليم . (3مساعدة الفراد على النموالجسمي السليم . (4تهيئة الفرص للفراد بما يوفر لهم النضح النفعالي السليم . (5تنمية التذوق الجمالي و التعبير الفني ،بحيث يستشعر الفراد مظاهر الجمال فيما حولهم ،ويستمتعون بها و يعبرون عنها . (6إعداد الفراد لحياة أسرية ناجحة ،و لمواجهة المشكلت السكانية . (7الهتمام بالتربية المهنية ،و ما تقتضيه من توجيه دراسي و مهني . (8تنمية قدرة الفراد على التفكير بأسلوب علمي ،و العمل بما يتضمنه من دقة الملحظة ،و الستقصاء ،وعدم التعصب ،و الستناد في الرأي إلى الدليل المقنع و البرهان القاطع . (9تنمية قدرة الفراد على البداع و البتكار و التجديد . تنمية مستويات الطموح لدى الفراد و تهيئة الفرص أمامهم للوصول إلى أقصى ما تسمح به قدراتهم ومواهبهم بما يحقق الخير لهم و للمجتمع . (10رعاية الموهوبين و المتفوقين في جميع المجالت لعداد القيادات القادرة على دفع عجلة التقدم في المجتمع (11رعاية المتخلفين و المعوقين واعداد البرامج الملئمة لمواجهة احتياجاتهم و حل مشكلتهم و تحويلهم إلى قوة فعالة تسهم في بناء الوطن .
83
(12تنشئة أجيال قادرة على تحمل المسئولية في شتى صورها و نواحيها ،وتشجيع الفراد على المبادرة و اتخاذ القرارات بأنفسهم ، والتخطيط لمستقبلهم ،و العتماد على جهودهم و نتائج أعمالهم . (13تهيئة الفرص لعداد أفراد قادرين على تحمل مسئولية التغيير و التطوير و رفض كل مظاهر التخلف و الجمود. (14الوفاء بحاجات المجتمع من القوى البشرية المؤهلة اللزمة لمتطلبات التنمية في مختلف القطاعات (15اعداد الفراد للعمل ،و ما يرتبط بذلك من اتجاهات نحو تقدير العمل و العاملين . (16إسهام الفراد بالوقت و الجهد و المال من أجل خدمة الجماعة و العمل على تقديمها . (17إعداد الفراد للتعامل الناجح مع الخرين في مجتمعهم . (18مساعدة الفراد على حل مشكلتهم الشخصية و الجتماعية ،ومشكلت العمل ووقت الفراغو غيرها . رابعا :الهداف المرتبطة بالتجاهات التربوية المعاصرة : (1تحقيق ايجابية الفرد و نشاطه . (2تنمية القدرة على ممارسة التعلم الذاتي . (3مساعدة الفراد على ممارسة التعلم المستمر مدى الحياة . (4النتفاع بالتقنيات الحديثة في مجال التعلم .
282
وباستعراض الهداف المشتقة من التجاهات التربوية المعاصرة يمكن القول إن أهداف التربية قد تطورت وفقا للفلسفات التربوية ونظرتها إلى النسان من حيث طبيعة نموه و إمكاناته و قدرته على التعلم و قد تم تحقيق إنجازات كبيرة بفضل جهود فلسفة التربية و البحث التربوي واستخدام التكنولوجيا التربوية ،و حتى تستكمل هذه الهداف لجميع أهداف التربية المشتقة من المنجزات التربوية الحديثة 282مزدي عزيز إبراهيم ،دراسات فى المنهج التربوي المعاصر )القاهرة :مكتبة النجلو المصرية (2000 ،الطبعة الثانية ،ص.38-36 .
84
فلبد من ربط التعليم ببيئة النسان و حياته و تحقيق التوازن بين الخبرات المباشرة و غير المباشرة وما يقتضيه ذلك من اهتمام بالجوانب العلمية و التطبيقية و مراعاة الشمولية لجوانب الخبرة والهتمام بالتوجيه التربوي و المهني و قيامه على أسس علمية سليمة .
283
شروط الهداف التربوية : أوضح "ويزلي " ) ، (wesleyو " و رونسكي " ) (wronskiأنه لبد أن يتوافر للهداف التربوية ما يلي : (1أن يوافق عليها المجتمع . (2أن تكون قابلة للتحقيق تربويا و دراسيا . (3أن تعمل على تنمية قدرات المتعلمين .
284
مستويات الهداف التربوية :285يمكن تصنيفها إلى 3مستويات
المستوى العام
المستوى المتوسط
المستوى
الخاص الغايات التربوية Educational Obj
المقاصد و المرامى التعليمية الهداف الدراسية Educational Goals
Educational Aims
أهداف المستوى العام : Aims تتميز بما يلي : -1شديد العمومية . -2الشمول . 283نفس المرجع ،ص.75-70 . 284نفس المرجع ،ص.27-11. 285عبد القادر محمود البكار ،المرجع السابق ،ص.27-25.
85
-3التجريد .
286
وتشتق من عدة مصادر أهمها : -1طبيعة المجتمع و ثقافته . -2طبيعة العصر . -3التجاهات التربوية المعاصرة . -4مطالب نمو المتعلمين .
287
أهداف المستوى المتوسط : Goals تتميز بما يلى : -1أقل عمومية . -2تحدد من قبل راسمي السياسات التعليمية و تتدرج في عدة مستويات فرعية المستويات الفرعية للهداف التربوية العامة .الهداف العامة للنظام التعليمي الهداف العامة لمراحل التعليم )رياض الطفال -ابتدائي -متوسط - ثانوي ( الهداف العامة للصفوف الدراسية الهداف العامة للمقررات و المناهج
288
أهداف المستوى الخاص : و هي الهداف الدراسية
Instructional Objectives
و تمثل أهداف منظومة التدريس لمقرر دراسي أو وحدة دراسية أو درس واحد . 286عبد القادر محمود البكار ،المرجع السابق ،ص.27 . 287مزدي عزيز إبراهيم ،المرجع السابق ،ص.61-36 . 288عادل عبد الحليم وجيه ،مذكرة الهداف التربوية )كويت :وزارة التربية الدارة العامة لمنطقة الجهراء التعليمية التوجيه الفني للتربية السلمية ،د.ت( ص.5 .
86
و تنقسم إلى ثلث مستويات هي : -1أهداف المقرر . -2أهداف الوحدة الدراسية . -3أهداف الدرس )أهداف سلوكية ( . (2خصائص قيم التربية السلمية مما يميز قيم التربية السلمية عن غيرها من القيم معرفة خصائصها والتي بمعرفتها يزداد المرء ثقة وقناعة بكونها حل لمشاكل البشرية ووسيلة لسعادهم في الدارين .وفيما يلي عرض لهم تلك الخصائص: أول .الربانية :وهي من أعظم مزايا القيم السلمية على الطلق ،وذلك أن الوحي اللهي هو الذي وضع أصل لها وحدد زي ٌ ن{ ب ال َْعال َ ِ من ّر ّ ل ّ مي َ معالمها ،قال تعالى } َتن ِ
289
. ( ،والقيم
السلمية ربانية المصدر و المنهج والغاية والهدف :فهي ربانية المصدر 290:باعتبارها جزء من حيث يقول الحق عز وجل } وَن َّزل َْنا عَل َي ْ َ ب ك ال ْك َِتا َ ت ِب َْياًنا ل ّك ُ ّ ة وَب ُ ْ ل َ ن { .291وهي ربانية م ً سل ِ ِ دىوََر ْ يٍء وَهُ ً م ْ شَرى ل ِل ْ ُ ح َ مي َ ش ْ
المنهج 292:وفي ذلك يقول تعالى }قُ ْ عو إ َِلى الل ّهِ عََلى سِبيِلي أ َد ْ ُ ل َ هيذِهِ َ َ ن ات ّب َعَِني { . 293وهي كذلك ربانية الهدف والغاية :حيث بَ ِ صيَرةٍ أن َا ْ وَ َ م ِ
بصرف التربية السلمية إلى غاية عظمى وهي مرضاة الله عز وجل ن{ خل َ ْ ما َ س إ ِّل ل ِي َعْب ُ ُ ت ال ْ ِ ق ُ قال تعالى}وَ َ لن َ دو ِ ج ّ ن َوا ْ ِ 295 القيم من عند الله تعالى عدة اعتبارات منها :
294
ويترتب على أن
-1أن القيم تتسم بالعدل :فالعدل في السلم مطلق وبعيد عن 289الواقعة 80 : 290على أحمد مدكور ،منهج التربية فى التصور السلمي )القاهرة :دار الفكر العربي، 1422هي2002/م( الطبعة الولى ،ص.87-81 . 291النحل 89 : 292المرجع السابق ،ص.87-81 . 293يوسف 108 : 294الذريات 56 : 295على أحمد مدكور،المرجع السابق ،ص.87-81 .
87
أهواء البشر ،296قال تعالى } إن الل ّه يأ ْمرك ُ َ َ ت إ َِلى ماَنا ِ م أن ُتؤ ّ ِ ّ دوا ْ ال َ َ َ ُ ُ ْ َ ما ي َعِظ ُ ُ أ َهْل َِها وَإ ِ َ ه كم ب ِ ِ ل إِ ّ س أن ت َ ْ ذا َ ه ن ِعِ ّ ن الل ّ َ حك ُ ُ حك َ ْ موا ْ ِبال ْعَد ْ ِ مُتم ب َي ْ َ ن الّنا ِ 297 ه َ صيًرا{ ميًعا ب َ ِ س ِ كا َ إِ ّ ن َ ن الل ّ َ -2أن القيم تتصف بالقدسية ُ :تحترم وتلتزم القيم في السلم لنها تقوم على اليمان .
298
-3أن القيم تنال ثقة المسلم :باعتبارها مستمدة من كتاب الله فإن ذلك يؤدي إلى شعور عميق بالثقة الكاملة بتلك القيم .
299
-4ارتباط القيم بالجزاء الدنيوي والخروي : فالتزام شرائع السلم وقيمه مرتبط بالترغيب والترهيب وبالوعد َ ق ِ َ ماء س َ ري َ ست َ َ قي َْنا ُ ة َل ْ والوعيد قال تعالى } :وَأل ّوِ ا ْ هم ّ قا ُ موا عََلى الط ّ ِ غَد ًَقا{ - .300ثاني السمات :الوضوح :ويدل على ذلك وصف القرآن وهو مصدرها الول بأنه كتاب مبين ونور وهدى للناس ،وتبيان ، جاء ُ ن والفرقان والبرهان ،وما ذلك إل لوضوحه قال تعالى } قَد ْ َ كم ّ م َ 301 ن{ الل ّهِ ُنوٌر وَك َِتا ٌ ب ّ مِبي ٌ ثانيا .الوسطية :وذلك بالجمع بين الشئ ومقابله ،بل غلو ول ما تفريط ،فمن ذلك التوازن بين الدنيا والخرة ،قال تعالى } َواب ْت َِغ ِفي َ ك من الدنيا وأ َحسن ك َ َ آَتا َ ن داَر اْل ِ َّْ َ ْ ِ س نَ ِ ما أ ْ ه ال ّ ح َ َ ك الل ّ ُ خَرةَ وََل َتن َ س َ صيب َ َ ِ َ َْ ه إ ِل َي ْ َ ن { .302 م ْ ك وََل ت َب ِْغ ال ْ َ ه َل ي ُ ِ س ِ ف ِ ح ّ ض إِ ّ ف َ ب ال ْ ُ ن الل ّ َ الل ّ ُ دي َ ساد َ ِفي الْر ِ ومن ذلك الوسطية والتوسط في النفاق والعاطفة وتوفية مطلب ك وَل َ ق َ ل ي َد َ َ جع َ ْ مغُْلول َ ً ة إ َِلى عُن ُ ِ الجسد والروح 303.قال تعالى} وَل َ ت َ ْ ك َ 304 سط َْهاك ُ ّ سوًرا{ ط فَت َ ْ س ِ م ْ ح ُ ل ال ْب َ ْ ت َب ْ ُ ما ّ مُلو ً قعُد َ َ 296على أحمد مدكور ،المرجع السابق ،ص.205-199 . 297النساء 58 : 298على أحمد مدكور ،المرجع السابق ،ص.288-287 . 299نفس المرجع ،ص..275-274 . 300الجن 16 : 301المائدة 15 : 302القصص 77 : 303عبد الحميد الصيد الزنتانى ،المرجع السابق ،ص.848-843 . 304السراء 29 :
88
سعََها { .305 ه نَ ْ ثالثا ً :الواقعية :قال تعالى } ل َ ي ُك َل ّ ُ سا إ ِل ّ وُ ْ ف ً ف الل ّ ُ فالقيم السلمية واقعية يمكن تطبيقها ل تكليف فيها بما ل يطاق ،ول تغرق في المثالية التي تقعد بالناس عن المتثال ،فالعبادات واقعية ، والخلق واقعية ،والقيم كذلك واقعية راعت الطاقة المحدودة للناس فاعترفت بالضعف البشري وبالدافع البشري ،والحاجات المادية ،وبالحاجات النفسية .ويضرب الدكتور خالد رضا الصمدي على ذلك مثال فيقول " :فالعدل على سبيل المثال قيمة إسلمية راسخة ،ولكن تحقيقه في الواقع مدافعة للظلم بقدر الستطاعة ،ولذلك كان رسول الله يقول » :إنما أنا بشر ،وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض ؛ فأحسب أنه صدق ؛ فأقضي له بذلك !فمن قضيت له بحق مسلم ؛ فإنما هي قطعة من نار ! فليأخذها أو ليتركها ! « رواه البخاري في كتاب المظالم والغص .والحب قيمة إسلمية عظمى ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في العدل بين زوجاته في هذا الجانب كان يقول » :اللهم ! هذه قسمتي في ما أملك ؛ فل تلمني فيما ل أملك « رواه الترمذي في كتاب النكاح ،يعني الميل العاطفي . 306
رابعًا :العالمية والنسانية :فقيم السلم التي تضمنتها رسالة النبياء والرسل كافة وختمها محمد صلى الله عليه وسلم ؛ ليست للمسلمين بخصوصهم وإنما هي منفتحة على سائر المم والشعوب ، وم سلوكاتهم ،وتعدل من اتجاهاتهم ،فتكون هذه ينهلون منها فتق ّ العالمية مدخل ً إلى السلم عند كثير من المم والشعوب والفراد .وقد أخذ محمد صلى الله عليه وسلم بهذه القيم العالمية وجاء ليتممها ، فقال صلى الله عليه وسلم » :إنما بعثت لتمم صالح الخلق. خامسًا :قيامها على أساس الشمول والتكامل : 305البقرة 286 : 306على أحمد مدكور ،المرجع السابق ،ص.121-113 . 307نفس المرجع ،ص.91 .
307
89
-1الشمول ) :فهي لم تدع جانبا ً من جوانب الحياة النسانية بجميع مجالتها روحية كانت أوجسمية ،دينية أو دنيوية ،القلبية أو عاطفية ،فردية أو جماعية إل رسمت له الطريق المثل للسلوك الرفيع ،فللفكر قيم ،وللعتقاد قيم ،وللنفس قيم ،وللسلوك الظاهر قيم ( ) .وصفة الشمول جعلت القيم ذات امتداد أفقي واسع ،شمل التصور العتقادي والمنهج التشريعي والسلوك الجتماعي .
308
-2التكامل :تتمثل نظرة التربية السلمية في الغاية والهدف تمثلها في الوسيلة ،فالحسان للخرين وأن يحب النسان لخيه ما يحب لنفسه جزء مكمل للعبادة ،كما أن التفكر في ملكوت السموات والرض وآيات الله في الكون جزء مكمل للعبادة .والتربية السلمية ل تقتصر على السلوب النظري ،بل ل بد أن يكون هناك الجانب التطبيقي ،كما أن التربية السلمية إضافة لهتمامها بالفرد كوحدة واحدة فهي ل تفصله عن محيطه الجتماعي ،بل وتهتم به كجزء من المجتمع الذي يعيش فيه ،مما يرسم في نهاية المطاف لوحة بديعة التنسيق تجمع للمسلم بين خيري الدنيا والخرة.
309
سادسا :الثبات والستمرارية :وتستمد القيم السلمية استمراريتها من صلحية مصادرها لكل زمان ومكان ،قال تعالى : َ سل َْنا َ ن { .310ومن مظاهر الستمرار في م ً ة ل ّل َْعال َ ِ ك إ ِل ّ َر ْ ما أْر َ ح َ } وَ َ مي َ القيم السلمية تكرر حدوثها في سلوكيات الناس حتى تستقر ،قال صلى الله عليه وسلم » :ل يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى ديق ل ديقا ً ،رواه المام أحمد في مسنده .فالص ّ يكتب عند الله ص ّ يطلب منه أن يصدق مرة ويكذب مرات ،وإنما المطلوب أن يستمر هذا السلوك في تصرفاته طول حياته حتى يستحق هذا اللقب .يقول الدكتور أحمد مهدي عبد الحليم » :ومن الخصائص الساسية في 308نفس المرجع ،ص.113-105. 309نفس المكان. 310النبياء 107 :
90
القيمة تكرار حدوثها بصفة مستمرة ،فمن يصدق مرة أو مرات ل يوصف بأنه فاضل في سلوكه ،وإنما تتأكد القيمة وتبرز الفضيلة الخلقية في سلوك النسان إذا تكرر حدوثها بصورة تجعلها عادة مستحكمة أو جزءا ً من النسيج العقلي والسلوكي لصاحبها وعنوانا ً لهويته.
311
سابعا :اليجابية :والمقصود بها أن يتعدى الخير للخرين فل يكفي كون النسان صالحا ً في نفسه بل يكون صالحا ً ومصلحا ً ،يتفاعل مع المجتمع وينشر الخير ،ويعلم الجاهل ،ويرشد الضال وتأتي هذه اليجابية للقيم من إيجابية السلم نفسه فهو دين إيجابي مؤثر ليس من طبيعته النكماش والنعزال والسلبية .ويقول الدكتور محمد جميل خياط " :فالتربية تحرك الجانب اليجابي الفطري في النسان ،وتهذب وتصقل التجاهات أو الجوانب السلبية لديه أو تحولها إلى قوة موجبة تعمل على إعمار الرض أي أنها تعمل على غرس الخلق والسلوك الفاضل
312
.
ثامنا :التكيف والمرونة :ذلكم أن القيم السلمية قابلة للتحقق في المجتمع بمختلف الوسائل والطرق ،وتتكيف مع مختلف الحوال والزمان والمصار دون أن يؤثر ذلك في جوهرها ،فالعدل يتحقق في المجتمع عبر مؤسسات مختلفة قد تخلقها الدولة بحسب حاجتها وعلى قدر إمكاناتها ؛ المهم أن يتحقق العدل ،وقد يتحقق في مختلف مظاهر الحياة العامة داخل السرة وفي السواق وفي المنظمات والهيئات وغير ذلك بصور شتى وبوسائل مختلفة ،والصل في ذلك قوله تعالى م َفاعْدُِلوا وَل َوْ َ ن َ } وَإ ِ َ ذاقُْرَبى {. كا َ ذا قُل ْت ُ ْ
313
ولذلك لم تضع التربية السلمية لقيمها قوالب منظمة جاهزة ل بد أن تفرغ فيها ،وإنما أمرت بضرورة تحقق الجوهر بأشكال مختلفة 311المرجع السابق ،ص.105-102 . 312على أحمد مدكور ،المرجع السابق ،ص .127-121 313النعام 152 :
91
تستجيب لحاجات الزمان والمكان والحوال .فأمرت بتحقيق الشورى في المجتمع ولم تحدد الكيفية والوسيلة ،وأمرت بأداء المانات إلى أهلها مطلق المانات بعد حفظها ولم تحدد وسائل الحفظ ؛لنها متغيرة ،وأمرت بالتكافل الجتماعي ،وتركت طرق تحقيقه مفتوحة على اجتهادات المقدمين عليه ،وأمرت بالنفاق في سبيل الله ؛ مطلق سبيل الله ليعم الخير ك ّ ل مناحي الحياة ،ويغطي حاجات الناس المتجددة .ومن مظاهر التكيف في القيم السلمية ؛ قابليتها للتداول بكل أنواع الخطاب من :الوعظ الرشاد إلى الخطابة ،فالكتابة والنشر ،إلى الوسائل السمعية البصرية إلى التقنيات الحديثة للتواصل من إعلميات وإنترنت وغيرها ،ومعلوم أن كل خطاب يحمل قيمة من القيم .والقيم لسلمية أولى أن تحملها وسائل التواصل هذه ؛إذ ينبغي أن تحمل إلى كل أهل عصر بما ساد عندهم من وسائل ،حتى تكون قادرة على التأثير في سلوكياتهم والتعديل من اتجاهاتهم وتشكيل تصوراتهم . ومن مظاهر التكيف أيضا ً قدرة هذه القيم على الستجابة لحالة متلقيها العمرية والنفسية والوجدانية والعقلية ،فلكل أسلوبه وطريقه ومنهجه ،فالمربون الناقلون للقيم السلمية لهم قدرات وطاقات ، والمتعلمون لهم قدرات وطاقات أيضا ً ؛ ولهذا لم يكن للنظرية التربوية السلمية الحاملة للقيم خطاب واحد ،وإنما يتنوع خطابها بفعل مرونته ويتكيف مع مختلف الحالت ،فما أنتجه العلماء في أدب العالم والمتعلم يختلف من سياسة الصبيان إلى سياسة الغلمان ،فسياسة من قوي عوده وعزم على طول الرحلة والطلب والتفرغ للعلم تختلف عن غيرهم وهكذا . من هذا المفهوم نقول إن التربية السلمية جمعت" بين تأديب النفس وتصفية الروح وتثقيف العقل وتقوية الجسم.
314
314
عبد الحميد الصيد الزنتانى ،المرجع السابق ،ص.313 .
فهي تعنى
92
بالتربية الدينية والخلقية والعلمية والجسمية دون تضحية بأي نوع منها على حساب الخر" .وفي هذا يتضح أن التربية السلمية قد وازنت بين حاجات المتعلم الروحية والمادية والجتماعية .فالفهم السلمي لهدف التربية هو إعداد الفرد ليكون نافعا ً في مجتمعه ونفسه وسعيدا ً في الدنيا والخرة . فالهداف العامة للتربيةالسلمية " تتصف بأمرين :الول أنها تبدأ بالفرد وتنتهي بالمجتمع النساني عامة ،والثاني أنها تبدأ بالدنيا وتنتهي بالخرة بأسلوب متكامل متناسق" "4ففي المر الول ،الهدف، هو إعدادا لفردالمسلم فالتعليم يأخذ بيد الفرد في طريق التقدم ،وفي نهاية المر يهيئ الفرد نفسه للحياة الجتماعية السعيدة .المر الثاني، فأهدافه هي تنمية وترسيخ العقيدة السلمية عند الفرد المسلم وتحيقق العبودية لله تعالى وتزكية نفسه وتهذيب الخلق والطباع".
315
كذا فإن السلم قد وضع لنا عناصر للمناهج في المؤسسات التعليمية تمثل حجر الزاوية في العملية التعليمية .وقد تطرقت هذه العناصر لجميع التغيرات المتوقع حدوثها في كل جوانب النمو في الفرد المسلم .ونجد أن السلم اعتبر أن خطوة وضع الهداف بصورة سليمة حسب متطلباته يساعد على تصميم معيار مناسب لختيار المحتوى والخبرات وطرق التدريس ووسائله والنجاح بعد ذلك في التقويم، وبذلك يصل الفرد المسلم المتعلم إلى هدف التربية السلمية أل وهو سعادته في الدنيا والخرة.
316
وفي عصرنا هذا فإن " المدارس والجامعات أصبحت غير قادرة على إعداد الشباب الناشئ للحياة في عالم سريع التحول والتغير، ولذلك فإن العمل المستمر الضافي للتربية خارج النطاق المدرسي، يجب أن يكون متواصل ً في صورة نشاطات حية على جبهة عريضة 315نفس المرجع ،ص.885-883 . 316عبد الرحمن صالح عبد الله ،المنهاج الدراسي أسسه وصلته بالنظرية التربوية السلمية )الرياض :مركز الملك فيصل ييبحوث والدراسات السلمية1406 ،هي1986/م( الطبعة الولى ،ص.167-162 .
93
واسعة في كل الممالك والبلد وفي كل مستويات التطور" .6فالتربية السلمية تمتاز عن التربية الغربية الحديثة بالهدف البعيد الذي يحفظ للفرد المسلم سمو روحه وعزة نفسه ونشاط جسمه وسلمة نموه الفكري والعلمي والعقلي.فالهدف البعيد يرنو إلى العلقة الحتماعية بين أفراد المجتمع وبينهم وبين الخالق سبحانه وتعالى .وبالتالي يكون الهدف هو الراعي المسلم في جميع أجزاء تكوينه الجسمي والعقلي والروحي والخلقي وبالتالي السلوكي". (3الغاية من التربية السلمية هي تحقيق العبودية لرب العالمين ،والتي هي الحكمة من خلق س إ ِّل خل َ ْ ما َ ت ال ْ ِ ق ُ النسان ،كما قال سبحانه وتعالى ) :وَ َ لن َ ج ّ ن َوا ْ ِ ن ( ، 317وتتعلق بها نجاته ،وسعادته البدية ،كما قال سبحانه: ل ِي َعْب ُ ُ دو ِ َ 318 من َز ّ م ها ،وَقَد ْ َ سا َ كا َ خا َ ) قَد ْ أفْل َ َ ها ( ،وقال تعالى ) :ي َوْ َ من د َ ّ ب َ ح َ َ ْ ن َ م َ في ش ُ م نَ ْ قوا ْ فَ ِ ما ال ّ ِ ش ِ ه فَ ِ س إ ِل ّ ب ِإ ِذ ْن ِ ِ ي َأ ِ سِعي ٌ ي وَ َ د ،فَأ ّ من ْهُ ْ ت ل َ ت َك َل ّ ُ ف ٌ ذي َ ق ّ َ م ِفيَها َزِفيٌر وَ َ ض قَ ، م ِ خال ِ ِ ما َ ت ال ّ ماَوا ُ س َ دا َ ن ِفيَها َ شِهي ٌ الّناِر ل َهُ ْ ت َوالْر ُ دي َ َ ن َرب ّ َ شاء َرب ّ َ ك فَّعا ٌ ما َ ة جن ّ ِ دوا ْ فَ ِ ما ال ّ ِ في ال ْ َ سع ِ ُ ك إِ ّ ن ُ ريد ،وَأ ّ ل لّ َ إ ِل ّ َ ذي َ ما ي ُ ِ َ ك عَ َ شاء َرب ّ َ ما َ طاء غَي َْر َ م ِ خال ِ ِ ما َ ت ال ّ ض إ ِل ّ َ ماَوا ُ س َ دا َ ن ِفيَها َ ت َوالْر ُ دي َ
ج ُ ذوٍذ، م ْ َ
319
وجميع الهداف تندرج تحت هذه الغاية نظرا ً لتساع مفهوم
العبادة في السلم. نستطيع أن نضع ثلثة أهداف رئيسية للتربية السلمية: الول :بناء النسان المسلم ذي الشخصية المتكاملة ،وذلك بتحقيق النمو الجسمي ،والعقلي ،والروحي ،والخلقي ،والجتماعي. الثاني :التنمية العلمّية ،وذلك باكتشاف المواهب والقدرات، وتنميتها ،وتعليمه العلوم المناسبة له ،ل سيما العلوم الشرعية ،وما 317الذريات 56 : 318الشمش 10- 9 : 319هود 108-105 :
94
يميل إليه من العلوم الخرى المفيدة للمة.
320
الثالث :إخراج المة المسلمة؛ المتناصرة ،المتناصحة ،المجاهدة، الحاملة رسالة السلم إلى العالم.
321
وقد ذكر بعض الباحثين أهدافا ً تفصيلية كثيرة ،وهي مندرجة تحت الهداف الثلثة ،إما خادمة للشخصية المسلمة بجوانبها المختلفة ،أو خادمة للنمو العلمي ،أو للمة المسلمة .وتهدف التربية في النهاية إلى الكمال النساني ،قال المام البيضاوي في تفسيره:
322
الرب في الصل
ن التربية عملية مصدر بمعنى التربية وهي تبليغ الشيء إلى كماله .إ ّ حركية حية ،تتفاعل مع المتغيرات المختلفة ،وتتأثر بها وتؤثر فيها .ومن مهامها أنها تكسب النشء القدرة على التكّيف مع تلك المتغيرات مع رسوخ الثوابت السلمية .ومنهج التربية السلمية فريد في كل مناهج الرض ،وإن التقى ببعضها في التفصيلت والفروع؛ فريد في شموله ويقظته لكل دقيقة من دقائق النفس البشرية ،وكل خالجة ،وكل فكرة، وكل شعور ،وفريد في أثره في داخل النفس ،وفي واقع الحياة ،فقد كان من أثره تلك المة العجيبة في التاريخ؛ المة التي انتفضت من تراب الرض فوصلت إلى السماء ،والتي قامت من شتات متناثر يكاد ل يلتقي على غير الصراع والحرب ،فإذا هي أمة صلبة متماسكة ل مث ُل ً أخلقية مر وتبني ،وتقيم ُ مثيل لها في الرض ،تفتح وتغزو ،وتع ّ وإنسانية غير معهودة من قبل ،ول من بعد ،وتنتشر في سنوات قليلة؛ في رقاع الرض ،تنشر النور والهدى ،وتنشئ الحياة بإذن ربها من جديد ،هذه المة كلها من نتاج هذا المنهج؛ كلها بمادياتها ومعنوياتها، بمشاعرها وأفكارها ،وسلوكها وأعمالها ،أمة فريدة في التاريخ".
320محمد عطية البراشى ،التربية السلمية وفلسفتها )بيروت :دار الفكر ،د.ت( د.ط،. ص.245. 321عبد الحميد الصيد الزنتانى ،فلسفة التربية السلمية فى القرآن والسنة )تونس : الدار العربية للكتاب (1993 ،الطبعة الولى ،ص.562-537 . 322جعفر محمد بن جرير الطبري ،المرجع ،الجزء الول ،ص.28 .
95
ب -تصورات التربية فى القرآن القرآن الكريم هييو دسييتور الحييياة وكتيياب نييور وعلييم وهداييية،
323
ومنهج شامل وبيان لكل جوانب الحياة وما يحتاجه النسان ميين معرفيية تحدد له أطر العلقة بربه ونفسه ومجتمعه ،وهو كتيياب تربييية
324
واعييداد
سماوي انطلقييا ميين اليمييان بييالله الواحييد الحييد رب العييالمين ،فيالله تعالى هو رب العالمين ,وكلمة الرب مشييتقة ميين التربييية وهييي تحمييل معاني العناية والرعاية والصلح والتأديب،وعليه فان الله الخالق تعييالى ذكييره هييو المربييي والمييؤدب النسييان ميين خلل النبييياء والرسييالت السييماوية الييتي تضييمنت أسييمى وأرفييع القيييم الخلقييية الييتي ترتقييي بالنسان وتجعله مييؤهل لمسييؤولية خلفيية اللييه فييي الرض ،والييى هييذا يشير رسول الله )ص( بقوله" :أدبني ربي فأحسن تيأديبي".
325
الله )ص( هو المربي الول لهييذه الميية بييالقرآن،
326
ورسييول
فقييد أشييرف علييى
تربية جيل من الناس فكان ذلك الجيل ظاهرة فريدة عجيبيية لييم يشييهد التاريخ لها مثيل حتى الن ،بحيث استطاع هذا الرجييل العظيييم أن يعيييد بناء النسان العربييي الجيياهلي ويخرجييه ميين ظلمييات التصييحر الفكييري والعقائدي والخلقييي والجتميياعي الييى نييور اليمييان والمعرفيية وسييمو ُ م ي َت ْل ُييو ذي ب َعَي َ سييول ً ِ الخلق وسماحة الذات )هُوَ ال ّي ِ ن َر ُ من ْهُي ْ ث فِييي اْل ّ مّييي َ ن َ م آَيات ِهِ وَي َُز ّ ن قَب ْي ُ ل ل َفِييي م َ ب َوال ْ ِ كاُنوا ِ ة وَإ ِ ْ م ال ْك َِتا َ حك ْ َ مهُ ُ م وَي ُعَل ّ ُ كيهِ ْ عَل َي ْهِ ْ م ْ ن ( .327 َ ل ُ ضل ٍ مِبي ٍ وفي القرآن الكريم نجد أهداف التربية ومواضيعها السبعة وهي: خلقية ،والتربية الجسمية ،والتربييية العقلييية، التربية العقيدية ،والتربية ال ُ
323محمدعثمان نجاتي ،القرآن وعلم النفس )القاهرة :دار الشروق1417 ،هي1997/م( الطبعة السادسة ،ص.19 . 324محمد شديد ،منهج القرآن فى التربية )د.م : .دار التوزيع والنشر السلمية ،د.ت(. د.ط ،.ص.10 . 325الجلل السيوطي ،جامع المسانيد والمراسيل )بيروت :دار الفكر (1994 ،د.ط،. الجزء الول ،ص.133 . 326المرجع السابق ،ص .9 327الجمعة 2 :
96
والتربية النفسية ،والتربية الجتماعية ،والتربية الجنسية.
328
وسوف نفرد
بحثا مفصل لكل موضوع من مواضيع التربية القرآنية وأهييدافها ان شيياء الله لحقاوالشواهد القرآنية على أهداف التربية ومواضيعها كثيرة ولكن قبل استعراضها ل بد من الشارة الى أمرين أساسيين: المر الول :العبادات وآثارها التربوية المر الثاني :السلوب التربوي في القرآن الكريم
(1العبادات وآثارها التربوية مما لشك فيه أن العبادات التي افترض الله علييى عبيياده تأديتهييا والتزامها ل تخلو من أهداف انطلقا من حكمة الله المتعالية في التدبير والتشريع ،وقد ننظر الى حكمة التشريع وغاياته والمصالح المرجوة منه من زوايا متعددة ال اننا قد نغفل أحيانا النظر الى الجانب التربوي الذي أراد الله تعالى تعزيزه من خلل العبادة أو التشريع ،فلييو أخييذنا الصييلة على سبيل المثال وهي رأس العبادات وعامود الييدين وقربييان المييؤمن ومعراج كل تقي ،فقد ننظر اليها من زاوية معينة على انهييا عبييادة يييراد من خللها التواصل مع الليه واظهيار الخضيوع والعبوديية ليه ،ولكين ليو تأملنا في حكمة هذا التشريع وأبعاده أكثر لوجدنا أن الصلة هييي عبييادة تربوية بامتياز ،فهي :
329
أول ،شيكر لليه تعيالى عليى نعميه الجليلية ،والشيكر هيو سيلوك تربوي ايجابي تتبناه الفطرة السليمة ويفرضه العقل ويستحسنه العرف حك ْم َ َ ما ي َ ْ من ي َ ْ نا ْ شك ُُر ل ِن َ ْ قد ْ آت َي َْنا ل ُ ْ }وَل َ َ س يهِ ف ِ ما َ شك ُْر فَإ ِن ّ َ شك ُْر ل ِل ّهِ وَ َ ن ال ْ ِ َ ق َ ةأ ِ 330 د{. من ك َ َ ح ِ مي ٌ ي َ فَر فَإ ِ ّ ن الل ّ َ وَ َ ه غَن ِ ّ وثانيا ،تهذيب للنفس وتطويع لها عليى طاعية الليه والبتعياد عين 328عبد الحميد الصيد الزنتانى ،المرجع السابق ،ص.15-14. 329محمد شديد ،المرجع السابق ،ص.173-169. 330لقمان 12 :
97
َ ي إ ِل َي ْي َ المعاصي والموبقات الخلقية }ات ْ ُ ما ُأو ِ ك ِ ل َ ن ال ْك ِت َييا ِ مي َ حي َ ب وَأقِيم ِ َ ن ال ّ َ ح َ ه ن ال ْ َ ف ْ صَلةَ إ ِ ّ منك َيرِ وَل َيذِك ُْر الل ّيهِ أك ْب َيُر َوالل ّي ُ شيياء َوال ْ ُ ال ّ صلةَ ت َن َْهى عَ ِ ن{. صن َُعو َ م َ ي َعْل َ ُ ما ت َ ْ
331
وهي ثالثا :سمة الصييلحاء والتقييياء الموصييوفين بييالخلق العييالي م ُ ن عََلييى والسمعة الطيبة والفعال الحميدة }وَ ِ ن ال ّ ِ شو َ عَباد ُ الّر ْ ن يَ ْ ح َ ذي َ م ِ َْ ونا ً وَإ ِ َ م ذا َ سيَلما ً َوال ّي ِ ن ي َِبيت ُييو َ جاهُِلو َ م ال ْ َ ن قَيياُلوا َ ن ل َِرب ّهِي ْ خاط َب َهُ ُ ذي َ ض هَ ْ الْر ِ 332 جدا ً وَقَِياما ً{. س ّ ُ وهكذا بالنسبة لعبادة ثانييية وهييي الصييوم الييذي بييين اللييه تعييالى َ مييا الغاية والهدف منه بقوله }َيا أي َّها ال ّ ِ مُنوا ْ ك ُت ِي َ صيَيا ُ م كَ َ ب عَل َي ْك ُي ُ نآ َ م ال ّ ذي َ ن{ ، 333فالصييوم عبييادة روحييية م ت َت ّ ُ ن ِ ب عََلى ال ّ ِ قييو َ ك ُت ِ َ م ل َعَل ّك ُ ْ من قَب ْل ِك ُ ْ ذي َ تربوية تهذيبية ليس المراد منها صيييام البطييون عيين الطعييام -وان كييان للجسد نصيبه من فوائد الصوم )صوموا تصحوا(– وإنما المطلوب صيام الجوارح عن الحرام والى هذا الهدف تشير الحاديث الشييريفة الييواردة عن النبي الكرم )ص( والئمة الهداة )ع( فعن المام الصييادق )ع(" :ان الصيييام ليييس ميين الطعييام والشييراب وحييدهما فييإذا صييمتم فيياحفظوا ألسنتكم عن الكذب،وغضوا أبصاركم عما حرم الله عليكم ،ول تنازعوا، ول تحاسدوا،ول تغتابوا،ول تماروا ،ول تخالفوا ،ول تسابوا ،ول تشيياتموا، ول تظلموا ،ول تسافهوا،ول تضاجروا ،ول تغفلوا عن ذكر الله ".
334
وقد أشار النبي الكريم في خطبة استقبال شهر رمضان وفضييله الى العديد من المضامين التربوية التي ل بد أن تصاحب الصييوم والييتي تستهدف الفرد والمجتمييع علييى حييد سييواء فقييد اعتييبر )ص( أن عبييادة الصوم ل بد أن تكون منطلقا لحسن الخلق " من حسن منكم فييي هييذا الشييهر خلقييه كييان لييه جييواز علييى الصييراط يييوم تييزل فيييه القييدام "، 331 332 333 334
العنكبوت 45 : الفرقان 64-63 : البقرة 183 : محمدعثمان نجاتي ،االمرجع السابق ،ص.294-293 .
98
ومنطلقا لللتفات الى الناس بالمحبة والخير " وتصدقوا علييى فقرائكييم ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صييغاركم وصييلوا أرحييامكم " .الييى غير ذلك من البعاد التربوية التي تحفل بها عبادة الصوم. واذا أخذنا عبادة الحج أيضييا وحاولنييا أن نييدرس أبعادهييا التربوييية فإننا نجد أنها تستهدف الشخصية النسييانية وتتعاهييدها بالتربييية انطلقييا من كون الحج محطيية للرجييوع الييى اللييه ومراجعيية الييذات ،فالمناسييك الواجبة في الحج بدءا بالحرام فييالطواف ثييم السييعي والرجييم وغيرهييا تريد للنسان المسلم أن يخرج من كييل ولء أو تبعييية لغييير اللييه تعييالى وأن يطوف داعيا ملبيا نداء الفطرة نداء التوحيد ،ثم ترييد ليه أن يخيرج من كبريائه وعلوه وأن يتواضع لله ثم للناس الييذين تجمعييه بهييم وحييدة الخلق ان لم نقل وحدة الدين ،وتريد له هذه العبادة العظيمة أن يرجييم ج حي ّ شيطان نفسه ويتبرأ من كييل الشييياطين اينمييا وجييدوا وحلييوا!}..ال ْ َ دا َ أَ ْ ل ج فَل َ َرفَي َ جي َ حي ّ ن ال ْ َ ث وَل َ فُ ُ سييوقَ وَل َ ِ ت فَ َ ما ٌ معُْلو َ شهٌُر ّ من فََر َ ض ِفيهِ ّ وى خي َْر ال يّزادِ الت ّ ْ ما ت َ ْ ن َ ن َ فعَُلوا ْ ِ دوا ْ فَإ ِ ّ ه وَت ََزوّ ُ ح ّ ِفي ال ْ َ ه الل ّ ُ م ُ خي ْرٍ ي َعْل َ ْ ج وَ َ قي َ م ْ ُ َ ب{ .335 َوات ّ ُ ن َيا أوِْلي الل َْبا ِ قو ِ (2السلوب التربوي في القرآن الكريم: نجد فييي القييرآن الكريييم السيياليب التربوييية الكييثيرة والمتعييددة النماط والشكال والتي تراعي أحوال الفئات المسييتهدفة وامكانييياتهم وقدراتهم العلمية والستيعابية نذكر منها: َ .1التربية بالترغيب} 336:وَب َ ّ ن حا ِ من ُييوا ْ وَعَ ِ ش يرِ ال ّي ِ تأ ّ صييال ِ َ ذين آ َ مل ُييوا ْ ال ّ َ مَرةٍ ّرْزقا ً َقيياُلوا ْ من َْها ِ ما ُرزُِقوا ْ ِ ري ِ جّنا ٍ من ت َ ْ ت تَ ْ م َ من ث َ َ حت َِها الن َْهاُر ك ُل ّ َ ل َهُ ْ ج ِ َ ذا ال ّذي رزقْنا من قَب ُ ُ مت َ َ هي َ م َ ِ ُ ِ َ ِ م ِفيَها أْزَوا ٌ ْ مط َهَّرةٌ وَهُ ْ ج ّ شاِبها ً وَل َهُ ْ ل وَأُتوا ْ ب ِهِ ُ ن{ ِفيَها َ دو َ خال ِ ُ
337
335البقرة 197 : 336عبد الحميد الصيد الزنتانى ،المرجع السابق ،ص.229-223. 337البقرة 25 :
99
.2التربية بالترهيب:
338
}َقا َ َ م ي َُرد ّ إ َِليى سوْ َ م فَ َ ه ثُ ّ ف ن ُعَذ ّب ُ ُ من ظ َل َ َ ما َ لأ ّ
ذابا ً ن ّ ْ ه عَ َ كرًا{ َرب ّهِ فَي ُعَذ ّب ُ ُ
339
َ 340 مل ُييوا ْ من ُييوا ْ وَعَ ِ مييا ال ّي ِ نآ َ .3التربية بالترغيب والييترهيب معييا} :فَأ ّ ذي َ َ الصال ِحات فَيوّفيه ُ فوا ْ س يَتنك َ ُ م وََيزيد ُ ُ مييا ال ّي ِ من فَ ْ مأ ُ نا ْ ض يل ِهِ وَأ ّ هم ّ جوَرهُ ْ ّ َ ِ ُ َ ِ ْ ذي َ َ ن الل ّيهِ وَل ِي ّيا ً وَل َ م عَ َ ميين ُ دو َ جي ُ َوا ْ ن ل َهُييم ّ ذابا ً أُليما ً وَل َ ي َ ِ ست َك ْب َُروا ْ فَي ُعَذ ّب ُهُ ْ دو ِ صيرًا{ نَ ِ
341
342 ه ج يَزاء ال ّي ِ حييارُِبو َ ن يُ َ مييا َ ن الل ّي َ .4التربييية بالعقوبيية الدنيوييية} :إ ِن ّ َ ذي َ َ َ َ م صل ُّبوا ْ أ َوْ ت ُ َ سادا ً َأن ي ُ َ قط ّعَ أي ْ ِ سعَوْ َ ض فَ َ ه وَي َ ْ وََر ُ ديهِ ْ سول َ ُ قت ُّلوا ْ أوْ ي ُ َ ن ِفي الْر ِ َ َ ض ذ َل ِ َ م ف أ َوْ ُين َ م ِ ن ِ فوْا ْ ِ خل ٍ وَأْر ُ خْزيٌ فِييي ال يد ّن َْيا وَل َهُي ْ ك ل َهُ ْ جل ُُهم ّ م َ م ْ ن الْر ِ
خَرةِ عَ َ م{ ِفي ال ِ ب عَ ِ ذا ٌ ظي ٌ
343
ف ن كَ َ س يوْ َ ن اّليي ِ .5التربييية بالعقوبيية الخروييية} 344:إ ِ ّ فييُروا ْ ِبآَيات َِنييا َ ذي َ ذوُقوا ْ ال ْعَ ي َ ها ل ِي َي ُ ب جُلودا ً غَي َْر َ ما ن َ ِ ذا َ م ُ ت ُ ض َ م ب َد ّل َْناهُ ْ جُلود ُهُ ْ ج ْ م َنارا ً ك ُل ّ َ صِليهِ ْ نُ ْ ً 345 ه َ كيما{ ح ِ زيزا ً َ كا َ إِ ّ ن الل ّ َ ن عَ ِ َ قص عَل َي َ َ حي ْن َييا ن ال ْ َ مييا أوْ َ كأ ْ ْ .6التربية بالقصة} 346:ن َ ْ ح َ ص بِ َ ق َ ن نَ ُ ّ س َ ح ُ صي ِ 347 ن وَِإن ُ إ ِل َي ْ َ هي َ ن{ ذا ال ْ ُ ك َ من قَب ْل ِهِ ل َ ِ ت ِ قْرآ َ كن َ ن ال َْغافِِلي َ م َ قييو َ 348 مث َ ُ ه ف ُ ل الل ّي ِ ن ُين ِ ل ال ّ ِ َ م فِييي َ وال َهُ ْ نأ ْ .7التربية بالمثلّ } : س يِبي ِ مي َ ذي َ َ ل ِفي ك ُ ّ سَناب ِ َ ميين ع ُ ضا ِ مئ َ ُ ه يُ َ ة َ ل َ ل ُ سب ْعَ َ ت َ ف لِ َ حب ّةٍ َوالل ّ ُ سنب ُل َةٍ ّ حب ّةٍ أنب َت َ ْ كَ َ مث َ ِ يَ َ م{ ه َوا ِ سعٌ عَِلي ٌ شاُء َوالل ّ ُ
349
338نفس المرجع ،ص.229-223. 339الكهف 87 : 340محمدعثمان نجاتي ،المرجع السابق ،ص.173-169. 341النساء 17 : 342 Triyo Supriyatno dan Muhammad Samsul Ulum, Tarbiyah Qur'aniyyah, (Malang : UIN Malang Press, 2006), cet. ke-1, hal. 117-118. 343المائدة 33 : 344Triyo Supriyatno dan Muhammad Samsul Ulum, op cit., hal. 117-118. 345النساء 56 : 346محمدعثمان نجاتي ،المرجع السابق ،ص.175-174 . 347يوسف 3 : 348محمد شديد ،المرجع السابق ،ص.212-210. 349البقرة 261 :
100
.8التربية بالجدل )الحوار(: ن{ ه َوا ِ هُوَ ِإل ٌ حد ٌ َفإّيايَ َفاْرهَُبو ِ
350
خ ُ ْ }وََقا َ ما ه ل َ ت َت ّ ِ ن إ ِن ّ َ ل الل ّ ُ ن اث ْن َي ْ ِ ذوا ِإليهَي ْ ِ
351
.9التربية بالموعظة} 352:إن الل ّ ْ ن وَِإيت َيياء ِذي ل َوال ِ ْ ِ ّ ح َ ه ي َأ ُ َ سييا ِ مُر ِبال ْعَيد ْ ِ ح َ ن{ ن ال ْ َ ال ْ ُ م ت َيذ َك ُّرو َ ف ْ م ل َعَل ّك ُي ْ ي ي َعِظ ُك ُي ْ شاء َوال ْ ُ منك َرِ َوال ْب َغْ ي ِ قْرَبى وَي َن َْهى عَ ِ 353
ُ قد ْ َ ة .10التربية بالقدوة} 354:ل َ َ س ين َ ٌ س يوَةٌ َ كا َ ح َ ل الل ّهِ أ ْ م ِفي َر ُ ن ل َك ُ ْ سو ِ ً 355 من َ ه ك َِثيرا{ م اْل ِ ن ي َْر ُ كا َ ه َوال ْي َوْ َ خَر وَذ َك ََر الل ّ َ جو الل ّ َ لّ َ َ مييا .11التربية بالعبادةَ} 356:يا أي َّها ال ّ ِ مُنوا ْ ك ُت ِ َ ص يَيا ُ م كَ َ ب عَل َي ْك ُ ُ نآ َ م ال ّ ذي َ 357 ن{ م ت َت ّ ُ ن ِ ب عََلى ال ّ ِ قو َ ك ُت ِ َ م ل َعَل ّك ُ ْ من قَب ْل ِك ُ ْ ذي َ .12التربية بالحداث:
358
د{ ع َ قة ِ َ صا ِ مو َ عادٍ وَث َ ُ َ
قي ْ َ }فَإ َ مث ْي َ ل ع َ ضوا فَ ُ ق ً صييا ِ ن أعَْر ُ ِ ْ ة ّ ل أنيذ َْرت ُك ُ ْ م َ
359
360 سيأ َُلون َ َ سيرِ قُي ْ ل ن ال ْ َ مي ْ ِ .13التربية بتدرج الحكام} :ي َ ْ م يرِ َوال ْ َ خ ْ ك عَي ِ َ س يأ َُلون َ َ مييا َ ذا من ن ّ ْ ما أك ْب َُر ِ مييا وَي َ ْ ك َ فعِهِ َ مهُ َ س وَإ ِث ْ ُ م ك َِبيٌر وَ َ ما إ ِث ْ ٌ ِفيهِ َ مَنافِعُ ِللّنا ِ
فوَ ك َذ َل ِ َ ن{ م ت َت َ َ ل ال ْعَ ْ ف ُ م الَيا ِ ُين ِ فك ُّرو َ قو َ ت ل َعَل ّك ُ ْ ه ل َك ُ ُ ن الل ّ ُ ك ُيبي ّ ُ ن قُ ِ
361
َ ف ل ك َي ْي َ }أفََل َينظ ُيُرو َ ن إ ِل َييى اْل ِب ِي ِ
.14التربييية بالملحظيية والنظيير: 363 ت{ خل ِ َ ُ ق ْ َ ل أ َت ّب ِعُ َ سى هَ ْ .15التربية بالصحبةَ} :قا َ ما ن ِ مو َ م ّ ك عََلى أن ت ُعَل ّ َ ه ُ ل لَ ُ م ِ 362
350عبد الحميد الصيد الزنتانى ،المرجع السابق ،ص.205 . 351النحل 51 : 352 Triyo Supriyatno dan Muhammad Samsul Ulum, op cit., hal. 110-111 . 353النحل 90 354عبد القادر محمود البكار ،المرجع السابق ،ص.19 . 355الحزاب 21 : 356محمد شديد ،المرجع السابق ،ص.161. 357البقرة 183 : 358محمدعثمان نجاتي ،المرجع السابق ،ص.175 . 359فصلت 13 : 360المرجع السابق ،ص.194-187 . 361البقرة 219 : 362عبد الحميد الصيد الزنتانى ،المرجع السابق ،ص.214. 363الغاشية 17 :
101
ت ُر ْ شدًا{ م َ عُل ّ ْ
364
ملئ ِ َ ة كيي ُ ن اّليي ِ .16التربييية ميين خلل تغيييير الييبيئة} :إ ِ ّ م ال ْ َ ن ت َوَّفيياهُ ُ ذي َ ن فِييي ال َْرض قَييال ْوَا ْ َ م ُ مي أ َن ْ ُ ضع َ ِ ف ِ ظال ِ ِ ست َ ْ م ْ م َقاُلوا ْ ك ُّنا ُ كنت ُ ْ م َقاُلوا ْ ِفي َ سهِ ْ في َ ِ ك ْ ُ أ َل َم تك ُ َ ت سع َ ً ض الل ّهِ َوا ِ م َ م وَ َ سيياء ْ جهَن ّ ُ مأَواهُ ْ جُروا ْ ِفيَها فَأوَْليئ ِ َ َ ة فَت َُها ِ ن أْر ُ ْ َ ْ صيرًا{ م ِ َ
365
.وغير ذلك من الوسائل التربوية.
ول بد من الشارة الى السييلوب الييوعظي الهييادئ الييذي يقييدمه القرآن الكريم ويدعو الى امتثاله والخييذ بييه ،وذلييك عنييدما يحييدثنا عيين ْ َ ميْر ص يَلةَ وَأ ُ ي أقِيم ِ ال ّ لقمان )ع( وتعاهده لولده بالوعظ والتربييية}ي َييا ب ُن َي ّ َ ن ذ َل ِي َ صيياب َ َ ك ِ ك إِ ّ معُْرو ِ صب ِْر عَل َييى َ ن ال ْ ُ ف َوان ْ َ ِبال ْ َ مييا أ َ منك َرِ َوا ْ مي ْ ن عَيْزم ِ ه عَ ِ َْ ُ خيد ّ َ ه َل صيعّْر َ مَرحيا ً إ ِ ّ ن الل ّي َ ض َ س َول ت َ ْ اْل ُ موِر ،وََل ت ُ َ مي ِ ك ِللّنيا ِ ش ِفيي الْر ِ ب ك ُي ّ خييوٍر{ ، 366وبييالعودة الييى الشييواهد القرآنييية علييى ل فَ ُ م ْ يُ ِ ح ّ ل ُ خت َييا ٍ المنهييج الييتربوي فييي القييرآن الكريييم نسييتعرض مجموعيية ميين اليييات القرآنية ونبين الهدف التربوي منها: َ ما َ حت ّييى ي َب ْل ُيغَ أ َ ُ }.1وَل َ ت َ ْ ن َ يأ ْ ح َ ش يد ّهُ قَرُبوا ْ َ سي ُ ل ال ْي َِتيم ِ إ ِل ّ ِبال ِّتي هِ َ َ ؤو ً سي ُ ل{ 367الهييدف الييتربوي: ن ال ْعَهْيد َ ك َييا َ وَأوْفُييوا ْ ِبال ْعَهْيدِ إ ِ ّ م ْ ن َ الوفاء بالعهود واللتزام بالمواعيد .
368
َ َ صيي َ خ َ م ل وَي َ ْ ن يَ ِ َ}.2واّليي ِ شييوْ َ صييُلو َ ن َرب ُّهيي ْ مييَر الّليي ُ مييا أ َ ن َ ه ِبييهِ أن ُيو َ ذي َ 369 ب{ وَي َ َ سوَء ال ِ خاُفو َ ح َ ن ُ سا ِ الهدف التربوي :صلة الرحم التزاور واللفة بين القارب . َ م َ}.3يا أي َّها ال ّ ِ ن إِ ّ مُنوا ا ْ ن إ ِث ْ ٌ جت َن ُِبوا ك َِثيرا ً ّ نآ َ ن ب َعْ َ ض الظ ّ ّ ن الظ ّ ّ م َ ذي َ َ ضي ُ م َأن ي َأ ْك ُي َ ل كم ب َْعض يا ً أ َي ُ ِ بأ َ حي ّ سوا وََل ي َغَْتب ب ّعْ ُ وََل ت َ َ س ُ ج ّ ح يد ُك ُ ْ 370
364الكهف 66 : 365النساء 97 : 366لقمان 18-17 : 367السراء 34 : 368محمد بن عمر بن الحسين الرازي الشافعي ،تفسير الرازي الجز ال ، 30ص337 . 369الرعد 21 : 370شهاب الدين ت محمود بن عبد الله الحسيني اللوسي ،تفسير اللوسي )د.م :دار إحياء التراث العربي ،د.ت( د.ط ،.الجز ال ،31ص. 741 .
102
م{ موهُ َوات ّ ُ ب ّر ِ م أَ ِ وا ٌ ه إِ ّ لَ ْ حييي ٌ ن الل ّ َ قوا الل ّ َ مْيتا ً فَك َرِهْت ُ ُ خيهِ َ ح َ ه تَ ّ 372 الهدف التربوي :النهي عن سوء الظن والتجسس والغيبة .
371
ش يَرُبوا ْ وَل َ عند َ ك ُ ّ جدٍ وك ُل ُييوا ْ َوا ْ خ ُ م ُ م ِ َ}.4يا ب َِني آد َ َ م ْ سي ِ ل َ ذوا ْ ِزين َت َك ُ ْ ن{ 373الهدف الييتربوي :تتضييمن ه ل َيُ ِ ح ّ م ْ تُ ْ ب ال ْ ُ سرُِفوا ْ إ ِن ّ ُ سرِِفي َ هذه الية هدفين تربييويين الول الهتمييام بييالمظهر والنظافيية البدنية الشخصية ،والهدف الثاني العتدال في الكل والشرب وتجنب السراف والتبذير.
374
ن الّزوَر وَإ ِ َ ن َل ي َ ْ م يّروا ك َِرام يًا{ َ}.5وال ّ ِ دو َ شه َ ُ مّروا ب ِييالل ّغْوِ َ ذا َ ذي َ الهدف التربوي :النهي عن شهادة الباطل والزور والبتعاد عن 375
مجالس اللغو والثم.
376
}.6وقَضى رب َ َ ن ن إِ ْ ك أل ّ ت َعْب ُ ُ َ ّ َ َ ح َ سييانا ً إ ِ ّ مييا ي َب ْل ُغَي ّ دوا ْ إ ِل ّ إ ِّياهُ وَِبال ْ َ وال ِيد َي ْ ِ َ َ عند َ َ مييا مييا فَل َ ت َ ُ مييا أ ُ ّ ِ ك ال ْك ِب ََر أ َ ف وَل َ ت َن ْهَْرهُ َ قييل ل ّهُ َ ما أوْ ك ِل َهُ َ حد ُهُ َ ريمييًا{ 377الهييدف الييتربوي :بيير الوالييدين وَُقييل ل ّهُ َ مييا َقييوْل ً ك َ ِ والحسان اليهما وعدم الساءة اليهما بالقول أو الفعل.
378
إلى غير ذلك من اليات القرآنية الغنييية بييالفوائد والهييداف الييتي تريد للنسان -شرط الخذ بها -أن يسلك سبل الكمال في الدنيا ليصييل الى مرتقى الفوز في الخرة.
371الحجرات 12 : 372أحمد بن محمد الثعلبي النيسابوري )أبو إسحاق( ،تفسير الثعلبي)دار الكتب العلمية (1994،سورة الحجرات آية .12 373العراف 31 374جعفر محمد بن جرير الطبري ،المرجع السابق ،الجزء ،8ص.118 . 375الفرقان 72 376عبد الله محمدبن أحمد النصاري القرطبي ،المرجع السابق ،الجزء ،13ص.79 . 377السراء 23 378جعفر محمد بن جرير الطبري ،المرجع السابق ،الجزء ،15ص.46 .
103
الباب الرابع المجاهدة واشتقاقها فى القرآن الكريم )دراسة تحليلية دللية تربوية( الفصههل الول :المجاهههدة فههى القههرآن الكريههم ومعانيههها المعجمية ومواقع إعرابها كمييا سييبق بيييانه إن المعييانى المعجمييية هييى معييانى الكلمييات المفردة المثبتة فى القيياموس أو المعجييم يعنييى الكلميية الواحييدة حييين اسييتقللها عيين كلميية أخييرى فييى الكلم حييتى يسييلم معناهييا ميين تييأثير الكلمييات الخييرى أو الصييوت أو الصييرف أو النحييو أو غيرهييا أو ميين السييياقات لغوييية كييانت أو ثقافييية أو موقفيية أو عاطفييية .وعلييى هييذه النظرية فيطلب الكاتب المعانى المعجمية للفظ المجاهدة فييى معيياجم اللغة العربية وقوامسها. المجاهدة مصدر من جاهد يجاهييد علييى وزن فاعييل يفاعييل مثييل الجهاد أي جاهد يجاهد مجاهدة وجهادا .قيل فى لسان العرب أن الجهاد محاربة العداء والمبالغة واستفراغ ما فى الوسع والطاقة ميين قييول أو فعييل ،وقيييل أيضييا فييى معجييم مفييردات الفيياظ القييرآن أن الجهيياد والمجاهدة استفراغ الوسييع فييى مدافعيية العييدّو .وإذا نظرنييا إلييى هييذه المعانى أن معنى المجاهدة والجهاد معجميا بمعنى واحد ،وهذا من أميير معقول لنهما مصدران من فعييل واحييد علييى وزن فاعييل يفاعييل يعنييى جاهد يجاهد. وأصل هذا اللفظ هو الجهد بالفتييح الجيييم أو بضييمها وأمييا معنيياه بالفتح فهو المشقة وبالضم الوسع والطاقة .وقال ابن عرفيية أن الجهييد بضم الجيم هو الوسع والطاقة وأما الجهد بفتح الجيم فالمبالغة والغاية. ومن ملحظة هذه البيانيات يعتقيد الكياتب أن المعنيى المعجميي للفظ المجاهدة هو بذل الوسع فى المدافعيية والمغالبيية ،وهييذا المعنييى
104
90
ور من معنى الجهد الذى هييو أصييلها يعنييى الغاييية والوسييع والطاقيية تط ّ والمشقة ،فالمعانى المعجمييية للفييظ المجاهييدة هييى بييذل الوسييع فييى المدافعة والمغالبة والغاية والوسع والطاقة والمشقة. .تركيب لفظ المجاهدة واشتقاقه ومواقع إعرابه فى القرآن الكريم
i
ن المراد بالتركيب هنا هو وظيفة لفظ المجاهدة وما اشتق منها إ ّ فى الكلم .وكّلما يقع لفظ المجاهدة وما اشييتق منهييا فييى الكلم فلبييد لكل منه اعرابييه الخيياص فيييه ،و هييذا هييو المييراد بيياعرابه فييى القييرآن الكريم .انطلقا من كون لفظ المجاهييدة ومييا اشييتق منهييا فييى القييرآن ون من أحييد وأربعييين لفظييا فالكيياتب يريييد فييى هييذا الفصييل تعيييين يتك ّ تركيبه واعرابه كله علييى ترتيييب السيورة والييات الييتى تشييتمل عليييه. وهذا يعمله الكاتب لتسهيل البحث عن معاني لفظ المجاهدة وما اشتق منها السياقية لغوية كانت أو قرآنية. .1سورة البقرة: ل يوجد لفظ المجاهدة وما اشتق منها فى هذه السورة إل لفظييا واحدا هو لفظ جاهدوا فى آية .218واعراب هذا الّلفظ معطوف علييى هاجروا هو من باب عطف الفعل على الفعل لوجود القاعدة أن يعطف الفعل على الفعل والسم على السم .ونوع الفعييل فعييل ماضييى علييى وزن فاعل مبنى على الضمة بسبب اتصاله إلى واو الفاعل للجمع. .2سورة ال عمران: وكذلك إن لفظ المجاهدة ومييا اشييتق منهييا فييى هييذه السييورة ل يوجد إل لفظ واحد هو لفظ جاهدوا فى آية .142واعييراب هييذا اللفييظ صلة الموصول من اسم الموصييول الييذين وهييو علييى الصيييغة السييابقة يعنى الفعل الماضى على وزن فاعل ثم مبنى علييى الضييمة لوجييود واو الضمير المتصل إليه. .3سورة النساء:
105
يذكر لفييظ المجاهييدة أومييا اشييتق منهييا فييى هييذه السييورة ثلث مرات وكلها فييى آييية ،95وهييو يييأتى علييى صيييغة اسييم الفاعييل لجمييع المذكر السالم يعنى المجاهدون والمجاهدين .أما اعييراب اللفييظ الول فهو معطوف على القاعدون الذى يقع فييى محاليية الرفييع الفاعييل فهييو مرفوع أيضا .وصيغته اسم الفاعل من جاهد يجاهد مجاهد ثم زيييد بييواو الجمع .واعراب اللفظ الثانى والثالث مفعول به أي ما يقع عليه الفعييل هو فضل الله وهما على صيغة ساوية يعنى اسم الفاعل لجمييع المييذكر السالم غير أنه بياء ونون فى أخيره لنه فى محالة النصب. .4سورة المائدة: فى هذه السورة ثلثة اللفاظ المشتقة من لفييظ المجاهييدة هييى لفظ جاهدوا وجهد ويجاهدون .يقع لفظ جاهدوا فى آية 35ولفييظ جهييد فى آية 53ولفظ يجاهدون فى آية .54واعراب اللفظ الول معطييوف على لفظ اتقوا من باب عطف الفعل على الفعل هو فعل الميير لجمييع المذكر السالم .واعراب اللفظ الثانى مفعول مطلق يذكر لبيييان نوعييية الفعل يعنى لفظ أقسموا وهو منصوب وعلمة نصبه فتحة ظيياهرة لنييه السم المفرد .واعراب اللفظ الثالث أى يجاهدون صفة من لفييظ قييوم وصيييغته فعييل مضييارع لجمييع المييذكر السييالم أو مييا يسييمى بالفعييال الخمسة وفاعله الواو فيه يعنى القوم. .5سورة النعام: ل يذكر فى هذه السورة لفظ مشتق من لفظ المجاهدة إل لفييظ واحد هو جهد بفتح الجيييم ،وتركيبييه مفعييول مطلييق يييذكر لبيييان نوعييية الفعل يعنى لفظ اقسموا واعرابه منصوب وعلمة نصييبه فتحيية ظيياهرة فى أخيره لن السم المفرد. .6سورة النفال: يذكر لفظ مشتق من لفظ المجاهدة فى هذه سورة ثلث مييرات
106
وكلها يأتى على وزن فاعل يعنى لفييظ جاهييدوا .وتركيييب هييذه اللفيياظ الثلثة معطوف علييى لفييظ هيياجروا ،وصيييغتها فعييل ماضييى علييى وزن فاعل مبني على الضمة لوجود واو الجمع الذى هو فاعله. .7سورة التوبة: تذكر اللفيياظ المشييتقة ميين لفييظ المجاهييدة فييى هييذه السييورة احدى عشرة مرة فى احدى عسرة آيية وهيى لفييظ جاهييد عليى صيييغة الماضى ولفظ الجهاد على صيغة المصدر من جاهد ولفييظ جاه ِييد علييى صيغة المر والجهد بضم الجيييم علييى صيييغة المصييدر ميين جهييد ولفييظ يجاهد على صيغة المضارع .أما تركيب لفييظ جاهييدوا فييى آييية 16فهييو صلة الموصول من اسم الموصول الذين وهو على صيغة الماضى علييى وزن فاعل مبنى على الضمة لوجود واو الضمير المتصل إليييه .وتركيييب لفظ جاهد فى آية 19فهو معطوف على لفظ آمن ،ولفظ جاهدوا فييى آية 20معطوف على لفظ هيياجروا ،ولفييظ جهيياد معطييوف علييى لفييظ رسوله مجرور فهو مجرور وعلمة جره كسرة ظاهرة لنه اسم مفييرد، ولفظ جاهدوا فى آية 41معطوف على لفظ انفروا ،ولفظ أن يجاهييدوا فى آية 44مفعول به ،ولفظ جاهد فى آية 72فعل المر ،ولفظ الجهييد فى آية 79مسييتثنى بيإل ّ هييو منصييوب لن السييتثناء غيير التيام فيعتييبر المستثنى مفعول به ولفظ أن يجاهدوا فى آية 81مفعول به هو مصييدر مؤول من أن والفعل فى محاليية النصييب وهييو يصييح أن يييؤول بمصييدر يعنى جهادهم ،ولفظ جاهدوا فى آية 86معطوف على لفظ آمنوا علييى صيغة المر فمعناه طلب الجهاد أو المجاهدة ،ولفظ جاهدوا فى آية 88 ن فهو فعل ماضى مبنى على الضمة فى محالة رفع الخبر. خبر لك ّ .8سورة النحل: هناك لفظان مشتقان من لفظ المجاهدة فى هييذه السييورة همييا لفظ جهد فى آية 38ولفظ جاهدوا فى آية .110أما تركيب لفظ جهييد فى الية فهو مفعول مطلق يذكر لبيان نوعية الفعل يعنى لفظ اقسموا
107
واعرابييه منصيوب وعلمية نصييبه فتحية ظيياهرة فيى أخييره لن السيم المفرد .وتركيب جاهدوا فى الية معطوف على لفظ هيياجروا هييو فعييل ماضى مبني على الضمة لوجييود واو الجمييع المييذكر السييالم الييذى هييو فاعله. .9سورة الحج: هناك لفظان مشتقان من لفظ المجاهدة فى هذه السييورة أيضييا هما فى آييية ،78لفييظ علييى صيييغة الميير جاهييدوا ولفييظ علييى صيييغة المصدر جهاد .أما تركيب اللفظ الول معطوف على افعلوا الخييير وهييو فعل المر مبني على السكون واللفظ الثانى مضاف إليه من لفظ حييق وهو فى محال النصب لنه ومضافه مفعييول مطلييق أى مييا يييذكر لبيييان نوعية الفعل جاهدوا. .10سورة النور: ليذكر لفظ مشتق من لفظ المجاهدة فى هذه السييورة إل ّ لفييظ واحد هو لفظ جهد على صغة المصدر بفتح الجيم .وتركيب ذلييك اللفييظ مفعول مطلق يذكر لبيييان نوعييية الفعييل يعنييى لفييظ اقسييموا واعرابييه منصوب وعلمة نصبه فتحة ظاهرة فى أخيره لنه اسم مفرد. .11سورة الفرقان: إن هناك لفظين مشتقين من لفظ المجاهييدة فييى هييذه السييورة هما فى آية 52يعنى لفظ جاهييد علييى صيييغة الميير ولفييظ جهياد علييى صيغة المصدر .أما تركيب لفظ جاهد فى الية فهو معطوف على لفييظ تطع وتركيب لفظ جهادا مفعول مطلق يذكر لبيان نوعييية الفعييل جاهييد فهو منصوب وعلمة نصبه فتحة ظاهرة فى أخيره لنه اسم مفرد. .12سورة العنكبوت: تذكر اللفاظ المشتقة من لفظ المجاهدة فى هذه السييورة أربيع مرات فى ثلثة آيات هى لفظ جاهد على صيغة الماضييى ويجاهييد علييى
108
صيغة المضارع فى آية 6ولفظ جاهدا فى آية 8وجاهدوا فييى آييية .69 أمييا تركيييب اللفييظ الول فصييلة الموصييول ميين اسييم الموصييول ميين، وصيغته فعل ماضى مبنييى علييى فتييح علييى وزن فاعييل وفيياعله ضييمير مة مستتر جواز لمفيرد تقييديره هييو ،ويجاهييد فعيل مضيارع مرفييوع بضي ّ وفاعله ضييمير مسييتتر مفييرد .وجاهييدا فعييل ماضييى مبنييي علييى الفتييح وفاعله ضمير مستتر جواز تقديره هما يعنى والديك .وجاهدوا معطييوف على هاجروا من باب عطف الفعيل عليى الفعيل وصييغته فعيل ماضيى مبني على الضمة وفاعله ضمير مستتر تفديره هم. .13سورة لقمان: ل يذكر لفظ مشتق من لفظ المجاهدة فى هذه السورة إل ّ لفييظ واحد هو لفظ جاهدا مثل فى الييية السييابقة ،هييو فعييل ماضييى وفيياعله ضمير مستتر جواز تقييديره همييا يعنييى والييديك ،ومفعييوله ضييمير ك أي ابنهما. .14سورة فاطر: وكذلك إنه ل توجد اللفاظ المشتقة من لفظ المجاهدة فى هييذه السورة إل ّ لفظ واحد هو لفظ جهد فى آية .43وتركيب هذا اللفظ هييو مفعول مطلق يييذكر لبيييان نوعييية الفعييل لفييظ أقسييموا فهييو منصييوب وعلمة نصييبه فتحيية ظيياهرة فييى أخيييره لنييه اسييم مفييرد علييى صيييغة المصدر. .15سورة محمد: ول توجد اللفاظ المشتقة من لفظ المجاهدة فييى هييذه السييورة إل ّ لفظا واحدا أيضا هو لفظ المجاهدين فى آية .32اعراب هييذا الفييظ مفعول به منصوب ،وصيغته اسم الفاعل لجمع المذكر السييالم فعلميية نصبه ياء ونون فى أخيره. .16سورة الحجرات: وكذلك إنه ل توجد اللفاظ المشتقة من لفظ المجاهدة فى هييذه
109
السورة إل ّ لفظ واحد هو لفظ جاهدوا .هييو معطييوف علييى لفييظ آمنييوا وصيغته فعل ماضى على وزن فاعل وفاعله ضمير مستتر جواز تقديره هم أي الذين أو المؤمنون. .17سورة الممتحنة: فى هذه السورة لفظ مشتق من لفظ المجاهدة هييو لفييظ جهيياد فى آية .1وتركيبه أو وظيفته فى الكلم مفعول لجله يذكر لبيان سبب وقوع الفعل يعنى لفظ خرجتم ،فهو منصوب وعلمة نصبه فتحة ظاهرة فى أخيره لنه اسم مفرد. .18سورة الصف: كذلك إن فى هذه السورة لفظا مشتقا ميين لفييظ المجاهييدة هييو لفظ تجاهدون فى آييية .11وتركيييب هييذا اللفييظ معطييوف علييى لفييظ تؤمنون وصيغته فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لنه ل يتصل به عامل النواصب والجوازم. .19سورة التحريم: هذه السورة الخيرة التى فيها لفظ مشتق من لفييظ المجاهييدة، هو لفظ جاهد فى آية .9وصيغة هذا اللفظ فعل المر على وزن فاعييل وفيياعله ضييمير مسييتتر تقييديره أنييت أي النييبي ومفعييوله الكفييار والمنافقين. الفصل الثانى :المعانى السياقية للفظ المجاهدة ومشتقاته فى القرآن الكريم كما سبق بيييانه إن لفييظ المجاهييدة واشييتقاقه لييه معنيييان وهمييا المعنى المعجمى والمعنى السييياقى وعرفنييا أن المعنييى ل ينكسييف إل من خلل تسييق الوحدة اللغوية أى وضعها فى سياقات مختلفيية .وفييى هذا البحث سيييحدد الكيياتب المعنييى السييياق إلييى السييياق الّلغييوى هييو حصيلة استعمال الكلمة داخل نظام الجمليية أو الكلم أو بعبييارة أخييرى هو المعنى المحصول من خلل علقات الكلمة والكلمات الخرى ،سواء
110
كانت بعدها أو قبلها والسياق الثقافي هييو وضييع لفييظ المجاهييدة بنظيير إلى اسباب نزوله ومستوى اللغة المعّينة. دمه المعجم كمييا سييبق بحثييه عييادة هييو فإذا كان المعنى اّلذى يق ّ دمه السييياق دد وعام ويتصف بالحتمال ،فإن المعنى الذى يق ي ّ معنى متع ّ ولسيما السياق اللغوى و السياق الثقييافى هييو معنييى معي ّيين لييه حييدود واضحة أي أخص من المعنى المعجمى. وبعييد مييا حلييل الكيياتب علييى اليييات الييتى يسييتعمل فيهييا لفييظ المجاهدة واشتقاقه فهو يد ّ ل على معييانى مختلفيية ميين حيييث السييياق، منها :حمل المشقة فييى طلييب مرضيياة اللييه ،ومقاوميية العييداء ،وبييذل الموال والنفس فى عبييادة اللييه ،ومقاتليية العييداء أو القتييال ،والقهيير، والغاية والطاقة. .1حمل المشقة فى طلب مرضاة الله: والمجاهدة بمعنى حمل المشقة فى طلب مرضاة الله مثييل فييى آية 218من سورة البقرة: )bÎ `úïÏ%©!$# (#qãZtB#uä z É ©9$#ur (#rã ¨y_$yd (#rßyg»y_ur @Îû È | Î6y«!$# y7Í´¯»s9'ré& tbqã_öt ) §MyJômu«!$# 4 ª!$#ur Öqàÿxî ÒOالبقرة.(218: Ïm يعرف هذا المعنى من معطوف لفظها وترتيبها فييى الييية حيييث أنه معطوف على لفظ آمنوا وهاجروا وهو يأتى ثالثا بعد هيذين لفظيين. ن الليه رّبهييم وأن محمييدا رسيوله ،و إن المؤمنين هم ال ّييذين صييدقوا بيأ ّ بسبب هذا اليميان يكرههيم الكفيار ويخرجيونهم ميع نيبّيهم محميد مين وطنهم مكة فهاجروا أى فارقوا أوطانهم وعشائرهم وعوائلهم وأقاربهم وأموالهم ،وهذه كلها مشقة عظيمة لييديهم ،لكّنهييم جاهييدوا فييى سييبيل الله .فهذا يحتمل أن لفييظ جاهييدوا بمعنييى حمييل هييذه المشييقات كلهييا لجل طلب مرضاة الله أو نصرة دينه ،وأشييار علييى هييذا المعنييى أيضييا لفظ سبيل الله الييذى جيياء بعييده ،لن سييبيل اللييه كمييا قيياله كييثير ميين المفسرين أنه بمعنى دين الله أو شريعته التى شرعه اللييه علييى جميييع
111
الناس. ولفظ المجاهدة واشتقاقه على هييذا المعنييى يقييع أيضييا فييى آييية 143من سورة ال عمران: ôQr& ÷Läêö7Å¡ym br& (#qè=äzôs? sp¨Yyfø9$# $£Js9ur ÉOn=÷èt ª!$# tûïÏ%©!$# (#rßyg»y_ öNä3ZÏB zNn=÷ètur ) tûïÎال عمران.(143: É9»¢Á9$# ود ّ ل علييى هييذا المعنييى لفييظ الصييابرين الييذى جيياء بعييده يعنييى الصابرين عين البيأس عليى ميا ينيالهم فيى ذات الليه مين جيرح وأليييم ومكروه الذى هو أظهار من المجاهدة .وسائر اليات التى تشتمل علييى لفظ المجاهدة بمعنى حمل المشقة هييى آييية 35وآييية 54ميين سييورة المائدة وآية 74وآية 75من سورة النفال وآية 24ميين سييورة التوبيية وآية 110من سييورة النحييل وآييية 78ميين سييورة الحييج وآييية 69ميين سورة العنكبييوت وآييية 31ميين سييورة محمييد .والمشييقة الييتى يحملهييا المسلمون هو فتنة الكفار عليهم مثل فى سورة البقييرة والقييرح الييذى يصبهم فى المعركة مثل فى سورة ال عمييران وافييتراق البيياء والبنيياء والخوان والزواج والموال مثل فى سورة التوبة والمشقة فييى طاعيية الله كإقامة الصلة وإيتاء الزكاة وغيرها مثل فى سورة الحج. .2مقاومة الكفار والمنافقين: من الفاظ المجاهدة واشتقاقها التى على هذا المعنى لفظ جاهييد فى آية 73من سورة التوبة: pk r'¯»t ÓÉ<¨Z9$# ÏÎ g » y_ u$¤ÿà6ø9$#$ tûüÉ)Ïÿ»oYßJø9$#ur õáè=øñ$#ur öNÍkö n=tã 4 öNßg1urù'tBur ) ÞO¨Yygy_ ( }§ø©Î/ur çالتوبة.(73: ÅÁyJø9$# فى الية لفظان هما مفعيولن للفيظ جاهيد يعنيى لفيظ الكفيار والمنافقين ،وفاعله هييو النييبي ،والمعنييى أن النييبى ميين أمييره اللييه لن يجاهدهما .ومين التارييخ عرفنيا أن الكفيار والمنيافقين ل يحبيون النيبي دين الييذى محمد صل الله عليه وسلم وأصحابه بل يكرهونه ويدفعون ال ّ جاء به ،و يريدون أذائه وقتله .وعلى هذه الحالة أمر الله نبّيه أن يجاهييد
112
الكفار والمناقين .هذا السييياق يحتمييل علييى أن المييراد بالمجاهييدة هنييا مقاومة الكفار والمنافقين أ هى بالحجة أو بكل ما أطاق مجاهدتهم بييه. هناك آية أخرى التى جائت على عبارة ساوية مع الية السابقة وهى آية 9من سورة التحريم: pkr'¯»t ÓÉ<¨Z9$# ÏÎ g » y_ u$¤ÿà6ø9$#$ tûüÉ)Ïÿ»oYßJø9$#ur õáè=øñ$#ur öNÍkön=tã 4 ) öNßg1urù'tBur ÞO¨Yygy_ ( }§ø©Î/ur çÅÁyJø9$#التحريم.(9: فالمعنى للفظ المجاهدة فى هييذه الييية كمعنييى المجاهييدة فييى الية السابقة يعنى مقاومة الكفار والمنافقين. وهكذا لفظ المجاهدة فى آية 52من سورة فرقان: xsù ÆìÏÜè? úïÍÏÿ»x6ø9$# NèdôÎ g » y_ur ¾ÏmÎ/ _) #YygÅالفرقان.(52: $ #ZÎ72 لفظ جاهد فييى هييذه الييية يحتمييل علييى معنييى مقاوميية الكفييار بالقرآن ،وهذا يعرف من لفظ به فى الية الذى يد ّ ل على آلة المجاهدة يعنى القرآن .وأبطل هذا السياق على كون لفظ المجاهييدة ل تكييون إل بمعنييى مقاتليية الكفييار ،لن القتييال ل يكييون بييالقرآن بييل بالسيييف أو السلحة الخرى ،والقرآن هو الحجة فهذا دليل على أن مجاهدة الكفييار جيية أى بييالقرآن ل تحصل بمقاتلهم فحسب ،بل تحصييل بمقيياومتهم بالح ّ الكريم ،كالمنافقين .وأكد على هذا المعنى اسم السورة يعنى الفرقييان الذى معناه ما يفّرق بين الحق والباطل وهو القرآن الكريم .قال تعالى: تبارك اّلذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا )الفرقان.(1: .3بذل الموال والنفس فى سبيل الله مين الفياظ المجاهيدة واشيتقاقها اليتى عليى هيذا المعنيى لفيظ جاهدوا فى آية 15من سورة الحجرات: yJ¯RÎ) cqãYÏB÷sßJø9$# tûïÏ%©!$# (#qãZtB#uä «!$$Î/$ ¾Ï&Î!qßuur §NèO öNs9 (#qç/$s?öt (#rßy g » y_ur öNÎgÏ9ºuqøBr'Î/ óOÎgÅ¡àÿRr&ur Îû È@Î6y «!$# 4 y7Í ) ´¯»s9'ré& ãNèd cqè%Ï»¢Á9$#الحجرات.(15:
113
لفظ جاهدوا فى هذه الييية معطييوف علييى لفييظ أمنييوا وهييذان لفظييان يييذكران لتعريييف المييؤمنين بييأن المييؤمنين الييذين آمنييوا بييالله ورسوله ثم لم يرتبوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسييهم فييى سييبيل اللييه ،ثييم يقال فى آخر الية أنهم صادقون أي صادقون فى إيمانهم .هذا السييياق يد ّ ل على أن معنى المجاهدة فى الية بذل الموال والنفس فى سييبيل الله أو فى عبادة الله ،لن اليمان الصادق هييو اليمييان بييالقلب ل ريييب فيه والعمل بالجوارح أي القيام بعبييادة اللييه مثييل اقاميية الصييلة وإيتيياء الزكاة وصوم الرمضان وغيرها ،حييتى مقاتليية العييدوّ ميين الكفييار لعلء كلمة الله وطلب مرضاته .طبعا أن المجاهدة على هذا المعنييى تحتييوى ن القتييال يحتيياج إلييى بييذل المييوال علييى المجاهييدة بمعنييى المقاتليية ل ّ والنفس وجوبا لمحالة ،وذلك لشتراء السحلة وأجهزة القتال الخييرى ومقاومة العداء مباشرة ،لكّنما يندرج تحت هذا المعنى كثيرة ل يختص بالقتال أو الحييرب بييل ينييدرج فيييه كييل مييا بييذل فيييه النسييان أمييوالهم وأنفسييهم لجييل عبييادة اللييه ومرضيياته .وسييائر اليييات القرآنييية الييتى تستعمل فيها ألفاظ المجاهدة بمعنى بذل الموال والنفس هى آييية 11 من سورة الصف وآية 72ميين سييورة النفييال وآييية 20و آييية 24ميين سورة التوبة وآية 6من سورة العنكبوت. .4القتال أو الحرب وميين ألفيياظ المجاهييدة الييتى علييى معنييى القتييال هييو لفييظ المجاهدون فى آية 95من سورة النساء: w ÈqtGó¡o tbrßÏè»s)ø9$# z`ÏB tûüÏZÏB÷sßJø9$# çöxî Í<'ré& Íu Ø9$# tbrßÎg»yfçRùQ$#ur Îû !È@Î6y «!$# óOÎgÏ9ºuqøBr'Î/ öNÍkŦàÿRr&ur 4 @Òsù ª $# tûïÏÎg»yfçRùQ$# óOÎgÏ9ºuqøBr'Î/ öNÍkŦàÿRr&ur n?tã tûïÏÏè»s)ø9$# Zpy_uy 4 yxä.ur ytãur ª!$# 4Óo_ó¡çtø: $# 4 @Òsùur ª!$# tûïÏÎg»yfßJø9$# n?tã ) tûïÏÏè»s)ø9$# #·ô_r& $VJالنساء.(95: Ïàtã لفظ المجاهدون فى هذه الية بمعنى المقيياتلون ،وهييذا المعنييى
114
يعرف من لفظ القاعدون الذى جعله الله ضد ّ لفظ المجاهدون بلفظ ل يسييتوى ،مثييل آييية :هييل يسييتوى الييذين يعلمييون والييذين ل يعلمييون. والقاعدون هم الذين يمكثون فى منازلهم على مفاساة خزونة السييفار والسير فى الرض ومشقة ملقات اعداء الله ،فالمجاهدون هييم الييذين يخرجون من منازلهم لمقاتلة اعداء اللييه واعييداء دينهييم .وهييذا المعنييى يؤّيد المعنى السابق حيث أن بذل الموال والنفس يحمل معنى القتييال لنه يحتاج إلى بذل الموال والنفس من غير محدود. وكذلك لفظ جاهدوا فى آية 41من سورة التوبة: rãÏÿR$# $]ù$xÿÅz Zw$s)ÏOur )(#rßÎ g » y_ur# öNà6Ï9ºuqøBr'Î/ öNä3Å¡àÿRr&ur Îû È@Î6y «!$# 4 ) ?öNä3Ï9ºs×öyz öNä3©9 bÎ) óOçFZä. cqßJn=÷èsالتوبة: .(41 هذا يعيرف مين معطيوفه هيو لفيظ انفيروا اليذى معنياه طليب الذهاب من المنازل فهذا السياق يدل على أن لفظ المجاهدة فى الييية ن العبادات الخرى مالية كانت أوبدنية ل تجييب الخييروج بمعى القتال ،ل ّ من المنازل أو الدوائر بخلف القتال أو الحرب .وسائر اليييات القرآنييية التى تشتمل على الفاظ المجاهدة بمعنى القتال هييى آييية 44وآييية 81 وآية 86وآية 88من سورة التوبة وآية 1من سورة الممتحنة .إن هييذه السور من حيث نزولها كلها مسماة بالسورة المدنّية فهذه تأييد وتقوييية على أن ألفاظ المجاهدة التى تقييع فييى هييذه السييور بمعنييى القتييال أو دين فى عصر المدينة فى السنة ن الله قد شرع القتال فى ال ّ الحرب ،ل ّ الثانية بعد الهجرة. .5القهر من ألفاظ المجاهدة التى على هذا المعنى لفظ جاهدا فى آييية 8 من سورة العنكبوت: uZø¢¹urur z`»|¡SM}$# Ïm÷yÏ9ºuqÎ/ $YZó¡ãm ($ bÎ)ur #yy g » y_ x8Îô³çFÏ9 Î1 $tB }§øs9 y7s9 ¾ÏmÎ/ ÖNù=Ïã xsù !$yJßg÷èÏÜè? 4 ¥n<Î) öNä3ãèÅ_ötB ) ?/ä3ã¤Îm;tRé'sù $yJÎ/ óOçFZä. tbqè=yJ÷èsالعنكبوت.(8:
115
هذا المعنى معروف من لفظ حسنا ولفظ الوالدين ،إن الحسان بوالدين مأمور به لنه سبب وجود الولييد بييالولدة إل ّ إن جاهييدا ولييدهما على أن يشرك بالله تعالى. فهذا السياق يدل على أن المجاهدة فى هذه اليية بمعنييى القهيير ن يشرك بييالله تعييالى .مييع أن طلييب يعنى قهر الوالدين لولدهما على أ ّ الشييرك يمكيين عيين طريييق القتييال كمييا قييد أصيياب علييى رسييول اللييه وأصحابه ،لكّنه ل يقع بين الوالدين وأولدهما بل القتييال عييادة يقييع بييين القبائل أو بين الشعوب .وكذلك لفظ المجاهدة فى آيية 15مين سيورة لقمان: &bÎ)ur #yy g » y_ #n?tã br Íô±è@ Î1 ( ?$tB }§øs9 y7s9 ¾ÏmÎ/ ÖNù=Ïæ xsù $yJßg÷èÏÜè $yJßgö6Ïm$|¹ur Îû $u÷R 9$# $]ùrã÷ètB ( ôìÎ7¨?$#ur )@Î6y ô`tB z>$tRr& ¥n<Î) 4 ¢OèO ¥n<Î ?öNä3ãèÅ_ötB Nà6ã¥Îm;tRé'sù $yJÎ/ óOçFZä. tbqè=yJ÷ès )لقمان(15: إن لفظ المجاهدة فى هذه الية على معنى القتال بعلة ساوية. .6الغاية وألفاظ المجاهييدة الييتى علييى هييذا المعنييى فييى اليييات القرآنييية تتكون من أربع ألفاظ هى فى آية 109من سورة النعام و آية 38ميين سورة النحل وآية 52من سورة المائدة وآية 43من سورة النييور وآييية 42من سورة الفاطر ،وكلها على عبارة ساوية هى جهد أيمانهم ومثلها فى آية 109من سورة النعام: )qßJ|¡ø%r&ur «!$$Î/ yôgy_ öNÍkÈ]»yJ÷r& ûÈõs9# )öNåkøEuä!%y` ×pt#uä ¨ûäöÏB÷sã©9 $pkÍ5 4 ö@è% $yJ¯RÎ &àM»tFy$# yZÏã «!$# ( $tBur öNä.ãÏèô±ç !$yg¯Rr ) #sÎ) ôNuä!%y` w tbqãZÏB÷sãالنعام.(109: يعرف هذا المعنى من لفييظ أقسييموا ،القسييم هييو الفعييل ولفييظ الجهد مفعول مطلق يذكر لبيييان هيئة الفعييل فالجهييد هييو هيئة القسييم، ويعرف أيضا من لفظ أيمانهم المضاف إليه وهييو بمعنييى القسييم .فهييذا
116
السياق يدل على أن المجاهدة بمعنى الغاية أى غاية القسييم ول يمكيين بمعانى المجاهدة الخرى. .7الطاقة وألفاظ المجاهييدة فييى اليييات القرآنييية الييتى علييى هييذا المعنييى تتكون من لفظ واحد هو لفظ جهد فى آية 79من سورة التوبة: úïÏ%©!$# crâ ÏJù=t úüÏãÈhq©ÜßJø9$# z`ÏB tûüÏZÏB÷sßJø9$# Îû ÏM»s%y¢Á9$# úïÏ%©!$#ur w tbrßÅgs wÎ) óOèdyôgã_ tbrãy ó¡t sù öNåk÷]ÏB ) &tÏy ª!$# öNåk÷]ÏB öNçlm;ur ë>#xtã îLìÏ9rالتوبة: .(79 هذا المعنى يعرف من قول قبله يعنى لفظ الصييدقات الييتى هييى المال المختص المستخرج لمن يحتاجه من الفقراء والمساكين والمييال الذى يحصله النسان أو الصييدقات الييتى يسييتخرحها منييه يتوقييف علييى طاقته المتفاوتيية ،فمعنييى الييية ل يجييدون إل جهييدهم أي طيياقتهم ميين الصدقات ويدله أيضا بأنه مستثنى ناقص فهييو يعتييبر مفعييول بييه لن مييا قبل أذاة الستثناء فعييل متعييدى وفياعله فهييو يحتيياج إليى المفعييول بييه والطاقة من الصدقات هى ما يقع عليه الفعل يعنى الخراج. من هذا اتضح لنييا بوضييوح إن المجاهييدة تحتمييل معييانى مختلفيية تتمثل فيها السعى وبذل الوسع أو الطاقة ،هى ل تختص لمعنييى القتييال بل لمعانى عديدة التى لها قيم إيجابية مثل حمل المشقة وبذل الموال والنفس والمقاومة والغاية والطاقة ،فالمجاهدة أوسع معنى من القتال أو الحرب وهى بمعناه أقل استعمال فى اليات القرآنية من غيرهييا ميين المعانى الخرى. وكثير من ألفاظ المجاهدة فى القرآن ما يقّيد بعبيارة فيى سيبيل الله وهى على قدر 14لفظا ،فهذا دليييل علييى أن المجاهييدة يجييب أن تكون فى سبيل اللييه حييتى المجاهييدة بمعنييى مقاتليية العييدو أو القتييال. وسبيل الله هى الطريق الموصلة إلى مرضاة الله وهى التى يحفظ بها
117
دينه ويصلح بها حال عباده .إذن فالقتال فى سبيل الله هو القتال لعلء م ميين كلمة الله وطلب مرضاته وتأمين دينه والدفاع عن حزبه فهييو أع ي ّ القتال لجل الدين لنه يشمل الدفاع عن الدين وحماية دعوته ،فالقتييال المشييروع عمييل خييالص لييوجهه وابتغيياء مرضيياته ل تشييويه سييائبة مين الغراض النفسية أو الطائفييية أو القومييية ويجييب أن ل يكييون ميين هييم المجاهد أن ينال شرفا أو جاها. وإذا نظرنا إلى اليات القرآنية التى تستعمل فيها كلمة المجاهدة أن فيها عبارة اليمان وهى مذكورة قبل كلمة المجاهدة بل تكيياد كلميية المجاهدة ل تنفصل فى كثير من اليات من عبييارة اليمييان ،وهييذا يييدل على أن المجاهدة فى سبيل الله يمكن أن تجعل مقياسييا ليمييان أحييد، إن اليمان ليس مجرد التصييديق باللسييان وإنمييا القييول والعمييل ،فميين كثرت مجاهدته قوي إيمانه ومن قلت مجاهدته ضييعف إيمييانه وميين لييم يجاهد فل إيمان له .وأشار إلى هذا قوله تعالى: yJ¯RÎ) cqãYÏB÷sßJø9$# tûïÏ%©!$# (#qãZtB#uä «!$$Î/$ ¾Ï&Î!qßuur §NèO öNs9 (#qç/$s?öt (#rßy g » y_ur öNÎgÏ9ºuqøBr'Î/ óOÎgÅ¡àÿRr&ur Îû È@Î6y «!$# 4 y7Í ) ´¯»s9'ré& ãNèd cqè%Ï»¢Á9$#الحجرات(15: ومن اليات القرآنييية السييابقة عرفنييا أيضييا أن الداة المسييتعملة ون من ثلثة الدوات هى المال والنفس وهذا كمييا شييهدنا للمجاهدة تتك ّ فى آية 95من سورة النساء وآية 20وآية 41و آييية 44وآييية 88ميين سورة التوبة وآية 10من سورة الحجرات وآية 11من سييورة الصييف، والقرآن كما شهدنا فى آية 52من سورة الفرقان. م جدا فى المجاهدة ،فى مقاتلة فمن المعقول طبعا إن المال مه ّ العدو مثال إن اعداد السلحة للجيش يحتاج إلى مال غير محدود وكذلك فى أداء اركان السلم مثل القيام بمناسك الحج والزكاة هى ل تحصييل إل ّ بالمال وإن المساجد والجمعيات الدينية وغيرها من المصييالح العاميية ل تقام ول ينفذ بنائها إل به .فالنفاق لنشر دين السلم ونشر الفضييائل
118
بمساعدة المساجد والجمعيييات واشييباع الجوعييان وتربييية اليييتيم وعلج المريض ذلك مجاهدة بالمال فى سبيل الله لنه دفاع عن الييدين ونشيير للفضائل وعلى هذا قال تعالى :مثل الذين ينفقون امييوالهم فييى سييبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة يضاعف لميين يشاء والله واسع عليم )البقرة.(261: والمراد بالمجاهدة بالنفس هي مجاهدة بالبدن والعقييل معييا ،لن النسان ل يمكن أن يجاهييد ببييدنه بييدون اشييتراك عقلييه ،فالعقييل سيّيد البدن هو اّلذى يقوده ويأمره وينهاه ويييوجهه ويرشييده إلييى طاعيية اللييه تعالى .ومن مجاهدة بالنفس هو قتال اعييداء اللييه واعييداء الييوطن بكييل الوسائل المستطاعة وهى كذلك مسارعة فى الخيرات ومساعدة لميين فى حاجة إلى المساعدة ومبادرة إلى الحسان كما أمر الله فى قييوله: واعبييدوا اللييه ول تشييركوا بييه شيييئا وبالوالييدين احسييانا وبييذى القربييى واليتمى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله ل يحب من كان مختييال فخييورا )النساء.(36: والمجاهدة بالقرآن هى أن يتأمل الناس ويتدبر آيات الله ويحاول دين مين فهمها بكل جد ويجعلهيا حجية علييى السيفهاء وأعييداء اللييه والي ّ الكفار والمنافقين .وقد عّبر البعض هذا النوع من المجاهييدة بالمجاهييدة باللسييان لنهييا تييذكير النيياس وتنييبيه الغافييل وتعليييم الجاهييل .وهييذه المجاهييدة اسيياس كييل المجاهييدة ،لن القييرآن الكريييم هييو كتيياب اللييه المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسييلم هداييية لجميييع النيياس ودستور المسلمين فى حياتهم ،قال سيد حوى إن المجاهييدة لكتسيياب الهداية ترتبط بكتاب الله وسنة رسييوله وكييل المجاهييدة بجميييع أنييواعه التى تخرج من شريعة الله وسنة رسوله فهى قييد انحرفييت ميين معنييى المجاهدة نفسها .فهذا النوع من المجاهييدة تنفييع النفييس والغييير وتنقييذ المجتمع من كل شّر .قال الله تعييالى :ولتكيين منكييم أميية يييدعون إلييى
119
الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون )ال عمران.(104: وأما الذى لبد لنا مجاهدته كما أشييارته الييات القرآنييية السييابقة ثلثة المواضع هو النفس بمعنى غرائز تحفز النسان إلى الخييير والش يّر والشيطان بمعنى مخلوق الله الذى من طبيعاته أن يضل النسان ضلل بعيدا وأعداء الله والوطن الظاهرة .لماذا لبد علييى النسييان أن يجاهييد ن النفس تخفزه إلى الخييير والش يّر فلبييد عليييه أن نفسه والشيطان ،ل ّ يجاهد نفسه بتخليصها ميين الهييواء والشييهوات حييتى تميييل إلييى الخييير ويسلم قلبه وجوارحه لله فيريد حمل المشقة لله وبذل المال والنفييس لله وإقامة الصلة وإيتاء الزكاة لله كما شهدنا فى اليات السابقة ،ولن الشيييطان يييأمره بالسييوء والفحشيياء :قييال تعييال :ول تتبعييوا خطييوات الشيطان إنه لكم عدوّ مبين إنما يأمركم بالسييوء والفحشيياء وأن تقييول على الله ما ل تعلمون )البقرة ،(169 -168 :فبمجاهدته يمتنع النسان ميين فعييل المنهيييات والمعاصييى ،وكييذلك مجاهييدة أعييداء اللييه ،وهييذه المجاهييدة قييد أشييارتها آييية 73ميين سييورة التوبيية وآييية 9ميين سييورة التحريم. لبييد لنييا ميين مجاهييدة أعييداء اللييه ،لنهييم ينكييرون دييين السييلم ويقيياتلون المسييلمين ،وإذا ل يجاهييدهم المسييلمون فل يطمئّنييون فييى عبادة رّبهم وسيظهر الفساد فى الرض .فليست الغاية من القتال فييى السلم توسيعا فى الملييك كمييا تفعييل الييدول المسييتعمرة ول غلييوا ول استكبارا فى الرض ،ولكن المؤمنين إذا كانوا غالبين أقيياموا الصييلة أى أنهم توجهوا إلييى اللييه للعبييادة وتطهييير أنفسيهم وأتييوا الزكيياة وحققييوا العدالة الجتماعية من اعطاء المحتجين حقهم فى هذه الحياة. وخلصيية القييول ميين هييذا البيييان إن المعنييى السييياقى للفييظ المجاهدة فى القرآن الكريم هو حمل المشقة فى طلب مرضاة اللييه و مقاومة الكفار والمنافقين وبذل المال والنفس فى سبيل اللييه والقتييال
120
أو الحرب والقهر والغاية والطاقة .وإن المجاهدة ميين حيييث الذة الييتى يجاهد بها المؤمن تنقسم إلى ثلثة انواع ،المجاهدة بالنفس والمجاهييدة بالمال والمجاهدة بالقرآن ومن حيث الموضوع الذى لبد ميين مجاهييدته تقسييم المجاهييدة إلييى ثلثيية أقسييام أيضييا ،مجاهييدة النفييس ومجاهييدة الشيييطان ومجاهييدة أعييداء اللييه وميين حيييث التقييييد والغاييية أن تكييون المجاهدة بجميع انواعها فى سبيل الله ولعلء كلمة الله. الفصههل الثههالث :معههانى المجاهههدة وقيمههها فههى تصههورات التربية السلمية الروحية المعرفة على أن المجاهدة لها قيم فى التربية السلمية الروحية تتوقف على مفهييوم التربييية السييلمية الروحييية نفسييها أول .قييال ابيين ب الذى معناه الحفظ والتأديب والتصحيح القيم إن التربية مشتقة من ر ّ والتنمية .والسلم هو دين جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من المبادىء والرسالت المقييررة فييى القييرآن الكريييم وسيينته .فميين هييذا مفهييوم إن التربييية السييلمية هييى التربييية الييتى تقييام علييى المبييادىء والرسلت السلمية فى كييل نواحيهييا .والتربييية السييلمية كمييا التربييية الخرى تشتمل على الجوانب المختلفة منها التربييية الجسييمية والتربييية الروحية والتربية العقلية والتربية الوجدانية وغيرها .واختصر ابيين القيييم على أن التربية تشتمل على تربية القلب وتربييية البييدن ،ويييرى الكيياتب إن المراد بتربية القلب هى التربية الروحية .من هييذا عرفنييا إن التربييية الروحية أحد من جوانب التربية السلمية بل إنها من أهم جوانبها. قال عبد الحميد الصيد الزنتانى إن التربييية الروحييية هييى ترسيييخ القوى الروحى لدي الناشئين من النسان وغرس اليمان فى نفوسييهم اشييباعا لنزعتهييم الفطرييية وتهييذيب غرائزهييم وتييوجيه سييلوكهم علييى اساس القيم الروحية والمثل الخلقية التى تستمد من اليمان الصحيح بالله وملئكته وكتبه ورسله ويوم الخير والقدر خيره وشره.
121
م جوانب التربية السلمية الييتى تييؤّثر فييى التربية الروحية من أه ّ شخصية الفرد وهى تهدف إلى غرس اليمان الصحيح بالله الييذى ل إلييه إل الله فى قلوب النسييان ،وتزكييية روح المييؤمن وتطهييير نفسييه حييتى يكون مخلصا لله فى نواييياه واعميياله وتنمييية حبيه لرسيول الليه سيييدنا محمييد صييلى اللييه عليييه وسييلم والقتييداء بييه واتبيياع سيينته المطهييرة، واكساب الفرد الفضائل والقيم الخلقية حتى تصبح طبعييا لييه وتعويييده منذ نشأته على روح التضحية والعطاء ومساعدة الخرين والتعاون على الييبر والتقييوى ،وحمييايته باليمييان القييوى المييتين ميين النسيياق وراء الشهوات واللذائذ المادية. والوسائل لهذه التربية هى ما يلى: -1غييرس الفضييائل والقيييم الخلقييية فييى نفييوس الناشييئين وابييراز آثارها اليجابية فى حياة الفرد والجماعة. -2تلقين الناشىء منذ طفولته المبكرة مبادىء دينه الحنيف وتمرينه على العبادات لكى ترسخ فى نفسه ويلييتزم بأدائهييا التزامييا ذاتيييا طول حياته. -3التأكيد على أن الوالد أو المربى أو الداعى أو المرشييد أن يكييون قدوة صالحة للناشئين. -4تييوجيه الناشييئين إلييى حسيين اختيييار اصييدقائهم ورفقييائهم مميين يتحلون بالخلق الفاضلة والسلوك القويم. -5معاملة الناشئين باللين والرفق واتباع أسييلوب التيسيير والتبشييير والبعييد عيين أسييلوب التعسييير والتنفييير حييتى تسييكن نفوسييهم وتطمئن ويتشربوا القيم الروحية والفضائل الخلقية بسهولة. -6مراعييية المسيييتوى العقليييى للناشيييئين وميييدى اتسييياع فهمهيييم واستيعابهم لسس التربية الروحية. ومن أهم الثار اليجابية للتربية الروحية ما يلى: -1الخلص لله تعييالى ،بييأن تكييون نوايييا المييؤمن واقييواله وأعميياله
122
خالصة لوجه الله ل تكون من ورائهييا إل مرضيياته .والخلص للييه دليييل علييى كميال اليمييان بييه والعتقياد فيييه واليقييين التييام بييه، وللخلص اثيير كييبير فييى حييياة الجماعيية فهييى بكييثرة افرادهييا المخلصين تتجه إلى الخير والتعاون والتكافل والتراحم. -2التوكل على الله ،حيث إن التربية الروحييية ترسيييخ ثقيية المييؤمن فييى اللييه بحسيين تييوكله واعتميياده عليييه وتفييويض أمييره إليييه والستعانة بيه وهيذا التوكييل يسييع فيى نفيس الميؤمن السييكينة وراحة البال وهو ما ترتبط بييه صييحة النفسييية والعقلييية وعييافيته البدنية وهذه أيضا علمة اليمان الصحيح والعقيدة الراسخة. -3خلق الستقامة لدى المؤمن بمعنى الييتزامه التزامييا بييأوامر ربييه ونواهيه ومراعته لحدوده واستشعاره لوجوده معه فى كل زمييان ومكان وحرصه على ابتغاء مرضاة الله فى كييل أعميياله والتييوجه إليه وحده بنواياه. -4المر بييالمعروف والنهييي عيين المنكيير .هييذا ميين ثمييرات التربييية الروحية فمن واجب المؤمنين الصييادقين أن يييأمر بعضييهم بعضييا بييالمعروف وأن يتنيياهوا عيين المنكيير لن فييى ذلييك صييلح دينهييم ودنياهم وأن يقيموا حياتهم على التناصح المخلص ودعييوى الخييير والهداية. والمجاهدة كما سبق بيانه لهييا معييانى مختلفيية أي أنهييا تسييتخدم لمفهوم مختلفة منها حمييل المشييقة وبييذل المييال والنفييس والمقاوميية والقتال والقهر والغاية والطاقة .وتنقسم المجاهدة من حيث الدة التى نجتهد بها إلى مجاهدة بالمال ومجاهدة بالنفس ومجاهدة بالقرآن ،ومن حيث الموضوعات التى نجاهدها تنقسم أيضا إلى ثلثيية أنييواع ،مجاهييدة النفس ومجاهدة الشيطان ومجاهيدة اعييداء الليه الظياهرة مين الكفيار والمنافقين ،ومن حيث الغاية كلها تهيذف إليى اعلء كلمية اللييه وطليب مرضاته التى يمكن تفصيله إلى نشر التعليييم السييلمي ،ومنييع الفسيياد
123
والظليييم ،وإقامييية العدالييية فيييى الرض ،وإقامييية العميييال الصيييالحة، والمحافظة على حرية الدينية ،ومن حيث التقييد أن ل تكييون المجاهييدة إل فى سبيل الله ومن حيث الترتيب الذى أشييار إليييه تركيييب الييية قييد كانت المجاهدة بعد اليمان حتى يصح أن تكون المجاهدة مقياسا لحالة اليمان فإذا قلييت مجاهيدة الفييرد فضيعف ايميانه وإذا كييثرت مجاهييدته فقوى ايمانه وإذا ل يجاهد فل إيمان لييه .فالمجاهييدة أميييل إلييى تحقيييق الحقوق والقيم النسانية الشاملة وهى ل تقييام علييى الكراهييية والحقييد والستكبار بل تقام لعلء كلمة الله وطلب مرضاة الله تعالى. إذا نقارن بين المجاهدة والتربية السلمية الروحية لمحة فبينهما سمات متقاربيية مثييل بييالنظر إلييى أهييداف التربييية السييلمية أن هنيياك غرس اليمان الذى هو أساس المجاهدة وتزكية روح المؤمن التى هييى المجاهدة أى ما يسييمى بمجاهييدة النفييس وهنيياك تعويييد روح التضييحية والعطاء ومساعدة الخرين والتعاون فى اليبر والتقييوى اليتى هيى كلهيا نوع من المجاهييدة نفسييها أيضييا .وكييذلك إذا نظرنييا إلييى الثييار للتربييية الروحية إن هناك مخلص فى أقييواله وأعميياله فل تكييون ميين ورائهييا إل مرضاة الله وهييذا هييو ميين صييفات المجاهييدين فييى سييبيل اللييه وغاييية المجاهدة نفسها وهكذا التوكييل والسييتقامة والميير بييالمعروف والنهييي عيين المنكيير هييذه كلهييا ميين صييفات المجاهييدين والمييؤمنين معييا لن المجاهدين ل بد من أن يكونوا مؤمنين .هذا يكفييى دليل أن بييين التربييية الروحية والمجاهدة علقة واثقة رابطة ل تنفصل. وإذا نظرنا إلى أن التربية السلمية الروحية عملية يشييارك فيهييا الوالدان أو المربييى والناشييئين فهييى تحتيياج إليى وجييود المجاهييدة مين طرفين نفسييية كييانت أو مالييية لن المربييى بييدون المجاهييدة فل يقييوم بتربييية الناشييئين وهييم ل يتلقييى تربيتييه بييدونها أيضييا ،ولسيييما التربييية الروحييية بييالنظر إلييى تعريفهييا وأهييدافها السييابقة أنهييا عملييية عجيبيية وعظيمة فل يستطيع كل انسان أن يقوم بهييا إل مييؤمن صييادق مجاهييد.
124
وقد أشار على هذا قول سعيد حوى إن المجاهدة تقام لتحصيل اليمان واظهارها بالتفكير والتذكر .فالمعنى إن اليمان ينييدرج تحييت المجاهييدة او بعبارة أخرى إن المجاهدة بداية المر فييى تربييية السييلمية الروحييية لن من عملياتها غرس اليمان فى نفس الناشئين أول. وعلى هذه الواقعية يريد الكيياتب أن يقييول إن المجاهييدة أسياس للتربية الروحية ووسيلة تحملها إلى تحصيل أهدافها وحصيييلتها نفسييها. وها هو تصورها ،إن التربية الروحية بكونها عملية عظيمة يحتاج انفاذهييا إلى مجاهدة المربين والناشئين ،ومن اهدافها اقامة العمييال الصييالحة، ولتحقيق هييذا الهييدف يطلييب الناشييئون علييى تمرينهييا مسييتمرة وهييذه يسميها العلماء مجاهدة ثييم بعييد ذلييك يقومييون تلييك العمييال خالصييين لوجه الله ولطلب مرضاته وهذه هى المجاهدة أيضا. فتبين لنا أن المجاهدة للمؤمن تكون فى كل أنشطته ،فى بداييية ن قيييم المجاهييدة فييى التربييية أمييره وأثنييائه ونهييايته ،فخلصيية القييول إ ّ الروحية هى إن المجاهدة أساس لها و التى تحملها إلى تحصيل أهدافها وحصيلتها نفسها .فقال الله تعييالى :إنمييا المؤمنييون الييذين آمنييوا بييالله م لييم يرتييابوا وجاهييدوا بييأموالهم وأنفسييهم فييى سييبيل اللييه ورسوله ث ّ أولئك هم الصادقون )الحجرات.(15 : الفصل الرابع :اليههات القرآنيههة الههتى تشههتمل عليههها كلمههة المجاهدة كانت كلمة المجاهدة وما اشتق منها مذكورة فى اليات القرآنييية حولى 41مرة ومنشورة فييى 19سييورة و 36آييية .وهييذه هييى اليييات القرآنية التى تشتمل عليها كلمة المجاهدة وما اشتق منها ونذكرها هنييا على ترتيب السورة:
125
المعنيييييييييييييي معنيييى السيييياق القرآني المعجمي
: _rßyg»y# ( محاربيييييييية1 العيييييييييييييداء حميييل المشيييقة (المبالغيييييييية2 فى طلب مرضاة (اسييتفراغ مييا3 الله فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
اسم السورة ورقم آيته ونصها
الرق م
218 : البقرة bÎ) úïÏ%©!$# (#qãZtB#uä¨ z`É©9$#ur (#rãy_$yd (#rßyg»y_ur Îû È@Î6y «!$# y7Í ´¯»s9'ré& tbqã_öt | MyJômu «!$# 4 ª!$#ur Öqàÿxî ÒOÏm§ ÇËÊÑÈ 218. Sesungguhnya orangorang yang beriman, orangorang yang berhijrah dan berjihad di jalan Allah, mereka itu mengharapkan rahmat Allah, dan Allah Maha Pengampun lagi Maha Penyayang.
142 : ال عمران ôQr& ÷Läêö7Å¡ym br& (#qè=äzôs? sp¨Yyfø9$# $ £Js9ur ÉOn=÷èt ª!$# tûïÏ%©!$# (#rßyg»y_ öNä3ZÏB zNn=÷ètur tûïÎÉ9»¢Á9$# ÇÊÍËÈ : _rßyg»y# (محاربييييييييية1 142. Apakah kamu mengira bahwa kamu akan masuk surga, padahal العيييييييييييييداءbelum nyata bagi Allah orangحميييل المشيييقة (المبالغيييييييية2 orang yang berjihad[232] 2 فى طلب مرضاة (اسييتفراغ مييا3 diantaramu dan belum nyata orangالله فييييي الوسييييعorang yang sabar. والطاقييية مييين [ قول او فعل232] Jihad dapat berarti: 1. berperang untuk menegakkan Islam dan melindungi orang-orang Islam; 2. memerangi hawa nafsu; 3. mendermakan harta benda untuk kebaikan Islam dan umat Islam; 4. Memberantas yang batil dan menegakkan yang Hak.
1
126
القتال أوالحرب
brßÎg»yfçR ùQ$#ur: (محاربيييييييييية1 العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية2 (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
95 : النساء3 w ÈqtGó¡o tbrßÏè»s)ø9$# z`ÏB tûüÏZÏB÷sßJø9$# çöxî Í<'ré& ÍuØ9$# tbrßÎg»yfçRùQ$#ur Îû È@Î6y «!$# óOÎgÏ9ºuqøBr'Î/ öNÍkŦàÿRr&ur 4 @Òsù ª!$# tûïÏÎg»yfçRùQ$# óOÎgÏ9ºuqøBr'Î/ öNÍkŦàÿRr&ur n?tã tûïÏÏè»s)ø9$# Zpy_uy 4 yxä.ur ytãur ª!$# 4Óo_ó¡çtø:$# 4 @Òsùur ª!$# tûïÏÎg»yfßJø9$# n?tã tûïÏÏè»s)ø9$# #·ô_r& $VJÏàtã ÇÒÎÈ 95. Tidaklah sama antara mukmin yang duduk (yang tidak ikut berperang) yang tidak mempunyai 'uzur dengan orang-orang yang berjihad di jalan Allah dengan harta mereka dan jiwanya. Allah melebihkan orang-orang yang berjihad dengan harta dan jiwanya atas orang-orang yang duduk[340] satu derajat. kepada masing-masing mereka Allah menjanjikan pahala yang baik (surga) dan Allah melebihkan orang-orang yang berjihad atas orang yang duduk[341] dengan pahala yang besar, [340] Maksudnya: yang tidak berperang Karena uzur. [341] Maksudnya: yang tidak berperang tanpa alasan. sebagian ahli tafsir mengartikan qaa'idiin di sini sama dengan arti qaa'idiin
127
Maksudnya: yang tidak berperang Karena uzur..
35 : المائدة yg r'¯»t úïÏ%©!$#$ (#qãZtB#uä (#qà)®?$# ©!$# (#þqäótGö/$#ur Ïmøs9Î) s's#Åuqø9$# (#rßÎg»y_ur Îû ¾Ï&Î#Î6y öNà6¯=yès9 4 cqßsÎ=øÿè? ÇÌÎÈ
rßÎg»y_ur# (محاربيييية: 1 العيييييييييييييداء حميييل المشيييقة (المبالغيييييييية فى طلب مرضاة2 (اسييتفراغ مييا الله3 فييييي الوسييييع35. Hai orang-orang yang beriman, والطاقييية مييينbertakwalah kepada Allah dan قول او فعلcarilah jalan yang mendekatkan diri kepada-Nya, dan berjihadlah pada jalan-Nya, supaya kamu mendapat keberuntungan.
53 : المائدة ãAqà)tur tûïÏ%©!$# (#þqãZtB#uä ÏäIwàs¯»ydr& tûïÏ%©!$# (#qßJ|¡ø%r& «! $$Î/ yôgy_ öNÍkÈ]»yJ÷r& öNåk¨XÎ) öNä3yèpRmQ 4 ôMsÜÎ6ym öNßgè=»yJôãr& (#qßst7ô¹r'sù tûïÎÅ£»yz 5 ÇÎÌÈ
: _ôgy (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية2 الغاية (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع53. Dan orang-orang yang beriman والطاقييية مييينakan mengatakan: "Inikah orang قول او فعلorang yang bersumpah sungguhsungguh dengan nama Allah, bahwasanya mereka benar-benar beserta kamu?" rusak binasalah segala amal mereka, lalu mereka menjadi orang-orang yang merugi.
حميييل المشيييقة 54 : المائدة6 crßÎg»pgä (محاربة فى طلب مرضاة: 1 pkr'¯»t tûïÏ%©!$#$ ( العيييييييييييييداء الله#qãZtB#uä `tB £s?
128
öt öNä3YÏB `tã ¾ÏmÏZÏ t$öq|¡sù ÎAù't ª!$# 5Qöqs)Î/ öNåk:Ïtä ÿ¼çmtRq6Ïtäur A'©! Ïr& n?tã tûüÏZÏB÷sßJø9$# >o¨Ïãr& n?tã tûïÍÏÿ»s3ø9$# crßÎg»pgä Îû È@Î6y «!$# wur tbqèù$ss sptBöqs9 5OͬIw 4 y7Ï9ºs ã@ôÒsù (المبالغيييييييية2 «!$# ÏmÏ?÷sã `tB âä! (اسييتفراغ مييا3 $t±o 4 ª!$#ur ììźur فييييي الوسييييع íOÎ=tæ ÇÎÍÈ والطاقييية مييين54. Hai orang-orang yang beriman, قول او فعلbarangsiapa di antara kamu yang
murtad dari agamanya, Maka kelak Allah akan mendatangkan suatu kaum yang Allah mencintai mereka dan merekapun mencintaiNya, yang bersikap lemah Lembut terhadap orang yang mukmin, yang bersikap keras terhadap orang-orang kafir, yang berjihad dijalan Allah, dan yang tidak takut kepada celaan orang yang suka mencela. Itulah karunia Allah, diberikan-Nya kepada siapa yang dikehendakiNya, dan Allah Maha luas (pemberian-Nya), lagi Maha Mengetahui.
الغاية
: _ôgy (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية2 (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين
109 : النعام7 qßJ|¡ø%r&ur «!$$Î/#) yôgy_ öNÍkÈ]»yJ÷r& ûÈõs9 öNåkøEuä!%y` ×pt#uä ¨ûäöÏB÷sã©9 $pkÍ5 4 ö@è% $yJ¯RÎ)
129
àM»tFy$# yZÏã «!$# ( $tBur öNä.ãÏèô±ç ! $yg¯Rr& #sÎ) ôNuä!%y` w tbqãZÏB÷sã ÇÊÉÒÈ 109. Mereka bersumpah dengan nama Allah dengan segala kesungguhan, bahwa sungguh jika datang kepada mereka sesuatu mu jizat, Pastilah mereka beriman kepada-Nya. Katakanlah: "Sesungguhnya mukjizat-mukjizat itu Hanya berada di sisi Allah". dan apakah yang memberitahukan قول او فعلkepadamu bahwa apabila mukjizat datang mereka tidak akan beriman[497]. [497] Maksudnya: orang-orang musyrikin bersumpah bahwa kalau datang mukjizat, mereka akan beriman, Karena itu orang-orang muslimin berharap kepada nabi agar Allah menurunkan mukjizat yang dimaksud. Allah menolak pengharapan kaum mukminin dengan ayat ini.
بييييذل المييييوال: _rßyg»y# (محاربييييييييية والنفييييس فييييى1 العيييييييييييييداء سبيل الله (المبالغيييييييية2 (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
72 : النفال bÎ) z`Ï%©!$#¨ (#qãZtB#uä (#rãy_$ydur (#rßyg»y_ur óOÎgÏ9ºuqøBr'Î/ öNÍkŦàÿRr&ur Îû È@Î6y «!$# tûïÏ%©! $#ur (#rur#uä (#ÿrç| ÇtR¨r y7Í´¯»s9'ré& öNåkÝÕ÷èt/ âä!$uÏ9÷rr& <Ù÷èt/ 4 tûïÏ%©!$#ur (#qãZtB#uä öNs9ur (#rãÅ_$pkç $tB /ä3s9 `ÏiB NÍkÉJu»s9ur `ÏiB
8
130
>äóÓx« 4Ó®Lym (#rãÅ_$pkç 4 ÈbÎ)ur öNä.rç|ÇZoKó$# Îû È ûïÏd9$# ãNà6øn=yèsù çóǨZ9$# wÎ) 4n?tã ¤Qöqs% öNä3oY÷t/ NæhuZ÷t/ur ×,»sVÏiB 3 ª!$#ur $yJÎ/ tbqè=yJ÷ès? ×ÅÁt/ ÇÐËÈ 72. Sesungguhnya orang-orang yang beriman dan berhijrah serta berjihad dengan harta dan jiwanya pada jalan Allah dan orang-orang yang memberikan tempat kediaman dan pertoIongan (kepada orangorang Muhajirin), mereka itu satu sama lain lindung-melindungi[624]. dan (terhadap) orang-orang yang beriman, tetapi belum berhijrah, Maka tidak ada kewajiban sedikitpun atasmu melindungi mereka, sebelum mereka berhijrah. (akan tetapi) jika mereka meminta pertolongan kepadamu dalam (urusan pembelaan) agama, Maka kamu wajib memberikan pertolongan kecuali terhadap kaum yang Telah ada perjanjian antara kamu dengan mereka. dan Allah Maha melihat apa yang kamu kerjakan.
حميييل المشيييقة: _rßyg»y# (محاربييييييييية فى طلب مرضاة1 العيييييييييييييداء الله (المبالغيييييييية2 (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
74 : النفال úïÏ%©!$#ur (#qãZtB#uä (#rãy_$ydur (#rßyg»y_ur Îû È@Î6y «!$# tûïÉ©9$#ur (#rur#uä (#ÿrç|ÇtR¨r Í ´¯»s9'ré& ãNèd tbqãZÏB÷sßJø9$# $y)ym 4
9
131
Nçl°; ×otÏÿøó¨B ×øÍur ×LqÌx. ÇÐÍÈ 74. Dan orang-orang yang beriman dan berhijrah serta berjihad pada jalan Allah, dan orang-orang yang memberi tempat kediaman dan memberi pertolongan (kepada orang-orang Muhajirin), mereka Itulah orang-orang yang benarbenar beriman. mereka memperoleh ampunan dan rezki (nikmat) yang mulia.
حميييل المشيييقة: _rßyg»y# (محاربييييييييية فى طلب مرضاة1 العيييييييييييييداء الله (المبالغيييييييية2 (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
75 : النفال10 ûïÏ%©!$#ur (#qãZtB#uä -ÆÏB ß÷èt/ (#rãy_$ydur (#rßyg»y_ur öNä3yètB y7Í´¯»s9'ré'sù óOä3ZÏB 4 (#qä9'ré&ur ÏQ%tnöF{$# öNåkÝÕ÷èt/ 4n<÷rr& <Ù÷èt7Î/ Îû É=»tFÏ. «! $# 3 ¨bÎ) ©!$# Èe@ä3Î/ >äóÓx« 7LìÎ=tæ ÇÐÎÈ 75. Dan orang-orang yang beriman sesudah itu Kemudian berhijrah serta berjihad bersamamu Maka orang-orang itu termasuk golonganmu (juga). orang-orang yang mempunyai hubungan kerabat itu sebagiannya lebih berhak terhadap sesamanya (daripada yang bukan kerabat)[626] di dalam Kitab Allah. Sesungguhnya Allah Maha mengetahui segala sesuatu. [626] Maksudnya: yang jadi dasar waris mewarisi dalam Islam ialah hubungan kerabat, bukan hubungan persaudaraan keagamaan sebagaimana yang terjadi antara muhajirin dan anshar pada permulaan Islam.
132
16 : التوبة ôQr& óOçFö6Å¡ym br& (#qä.uøIè? $£Js9ur ÄNn=÷èt ª!$# tûïÏ%©!$# (#rßyg»y_ öNä3ZÏB óOs9ur (#räÏGt `ÏB Èbrß «!$# wur ¾Ï&Î! qßu wur tûüÏZÏB÷sßJø9$# ZpyfÏ9ur 4 ª!$#ur 7Î7yz $yJÎ/ 11 cqè=yJ÷ès? ÇÊÏÈ
: _rßyg»y# (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية2 الطاقة (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع16. Apakah kamu mengira bahwa والطاقييية مييينkamu akan dibiarkan, sedang Allah قول او فعلbelum mengetahui (dalam
kenyataan) orang-orang yang berjihad di antara kamu dan tidak mengambil menjadi teman yang setia selain Allah, RasulNya dan orang-orang yang beriman. dan Allah Maha mengetahui apa yang kamu kerjakan.
بييييذل المييييوال : yg»y_u (محاربييييييييية والنفييييس فييييى1 العيييييييييييييداء سبيل الله (المبالغيييييييية2 (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
19 : التوبة12 Läêù=yèy_r&÷ spt$s)Å Ædl!$ptø:$# nou$yJÏãur ÏÉfó¡yJø9$# ÏQ#tptø: $# ô`yJx. z`tB#uä «!$$Î/ ÏQöquø9$#ur ÌÅzFy$# yyg»y_ur Îû È@Î6y «!$# 4 w tb¼âqtFó¡t yZÏã «!$# 3 ª!$#ur w Ïöku tPöqs)ø9$# tûüÏHÍ>»©à9$# ÇÊÒÈ 19. Apakah (orang-orang) yang memberi minuman orang-orang yang mengerjakan haji dan mengurus Masjidilharam kamu
133
samakan dengan orang-orang yang beriman kepada Allah dan hari Kemudian serta berjihad di jalan Allah? mereka tidak sama di sisi Allah; dan Allah tidak memberi petunjuk kepada kaum yang zalim[633]. [633] ayat Ini diturunkan untuk membantah anggapan bahwa memberi minum para haji dan mengurus Masjidilharam lebih utama dari beriman kepada Allah serta berhijrah di jalan Allah.
20 : التوبة ûïÏ%©!$# (#qãZtB#uä (#rãy_$ydur (#rßyg»y_ur Îû È@Î6y «!$# ôMÏlÎ;ºuqøBr'Î/ öNÍkŦàÿRr&ur ãNsàôãr& ºpy_uy yYÏã «!$# 4 y7Í´¯»s9'ré&ur ç/èf 13 tbrâͬ!$xÿø9$# ÇËÉÈ
: _rßyg»y# (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء بييييذل المييييوال (المبالغيييييييية2 والنفييييس فييييى (اسييتفراغ مييا3 سبيل الله فييييي الوسييييع والطاقييية مييين20. Orang-orang yang beriman dan berhijrah serta berjihad di jalan قول او فعلAllah dengan harta, benda dan diri mereka, adalah lebih Tinggi derajatnya di sisi Allah; dan Itulah orang-orang yang mendapat kemenangan.
حميييل المشيييقة فى طلب مرضاة الليييييه و بيييييذل الموال والنفس فى سبيل الله
: _ygÅ$ (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية2 (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
24 : التوبة è% bÎ) tb%x. öNä.ät!@ $t/#uä öNà2ät!$oYö/r&ur öNä3çRºuq÷zÎ)ur ö/ä3ã_ºurør&ur óOä3è? uϱtãur îAºuqøBr&ur $ydqßJçGøùutIø%$# ×ot»pgÏBur
14
134
tböqt±ørB $ydy$|¡x. ß`Å3»|¡tBur !$ygtRöq| Êös? ¡=ymr& Nà6øs9Î) ÆÏiB «!$# ¾Ï&Î! qßuur 7$ygÅ_ur Îû ¾Ï&Î#Î7y (#qÝÁ/utIsù 4Ó®Lym ÎAù't ª!$# ¾ÍnÍöDr'Î/ 3 ª!$#ur w Ïöku tPöqs)ø9$# úüÉ)Å¡»xÿø9$# ÇËÍÈ 24. Katakanlah: "Jika bapa-bapa , anak-anak , saudara-saudara, isteriisteri, kaum keluargamu, harta kekayaan yang kamu usahakan, perniagaan yang kamu khawatiri kerugiannya, dan tempat tinggal yang kamu sukai, adalah lebih kamu cintai dari Allah dan RasulNya dan dari berjihad di jalan nya, Maka tunggulah sampai Allah mendatangkan Keputusan NYA". dan Allah tidak memberi petunjuk kepada orang-orang yang fasik.
القتال أوالحرب
: _rßÎg»y# (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية2 (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
41 : التوبة15 rãÏÿR$# $]ù$xÿÅz#) Zw$s)ÏOur (#rßÎg»y_ur öNà6Ï9ºuqøBr'Î/ öNä3Å¡àÿRr&ur Îû È@Î6y «!$# 4 öNä3Ï9ºs ×öyz öNä3©9 bÎ) ó OçFZä. cqßJn=÷ès? ÇÍÊÈ 41. Berangkatlah kamu baik dalam keadaan merasa ringan maupun berat, dan berjihadlah kamu dengan harta dan dirimu di jalan Allah. yang demikian itu adalah lebih baik bagimu, jika kamu Mengetahui.
135
44 : التوبة w çRÉø«tFó¡o tûïÏ%©!$# cqãZÏB÷sã «!$$Î/ ÏQöquø9$#ur ÌÅzFy$# br& (#rßÎg»yfã óOÎgÏ9ºuqøBr'Î/ öNÍkŦàÿRr&ur 3 ª!$#ur 7OÎ=tæ tûüÉ)GßJø9$$Î/ 16 ÇÍÍÈ
: rßÎg»yfã# (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية القتييال أوالحييرب2 (اسييتفراغ مييا و الطاقة3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين44. Orang-orang yang beriman kepada Allah dan hari Kemudian, قول او فعلtidak akan meminta izin kepadamu
untuk tidak ikut berjihad dengan harta dan diri mereka. dan Allah mengetahui orang-orang yang bertakwa.
: _ÏÎg»y (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية مقاوميية الكفييار2 (اسييتفراغ مييا والمنافقين3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
الطاقة
: _ôgã (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية2 (اسييتفراغ مييا3
73 : التوبة pkr'¯»t ÓÉ<¨Z9$#$ ÏÎg»y_ u$¤ÿà6ø9$# tûüÉ)Ïÿ»oYßJø9$#ur õáè=øñ$#ur öNÍkön=tã 4 öNßg1urù'tBur ÞO¨Yygy_ ( } §ø©Î/ur çÅÁyJø9$# ÇÐÌÈ
17
73. Hai nabi, berjihadlah (melawan) orang-orang kafir dan orang-orang munafik itu, dan bersikap keraslah terhadap mereka. tempat mereka ialah jahannam. dan itu adalah tempat kembali yang seburuk-buruknya.
79 : التوبة úïÏ%©!$# crâÏJù=t úüÏãÈhq©ÜßJø9$# z`ÏB tûüÏZÏB÷sßJø9$# Îû ÏM»s%y¢Á9$# úïÏ%©!
18
136
$#ur w tbrßÅgs wÎ) óOèdyôgã_ tbrãyó¡tsù öNåk÷]ÏB tÏy ª!$# öNåk÷]ÏB öNçlm;ur ë>#xtã îLìÏ9r& ÇÐÒÈ 79. (orang-orang munafik itu) yaitu فييييي الوسييييعorang-orang yang mencela orang والطاقييية مييينorang mukmin yang memberi sedekah dengan sukarela dan ( قول او فعلmencela) orang-orang yang tidak memperoleh (untuk disedekahkan) selain sekedar kesanggupannya, Maka orang-orang munafik itu menghina mereka. Allah akan membalas penghinaan mereka itu, dan untuk mereka azab yang pedih.
القتال أوالحرب
rßÎg»pgä#) : (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية2 (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
81 : التوبة yyÌsù cqàÿ¯=yßJø9$# öNÏdÏyèø)yJÎ/ y#»n=Åz ÉAqßu «!$# (#þqèdÌx.ur br& (#rßÎg»pgä óOÏlÎ;ºuqøBr'Î/ öNÍkŦàÿRr&ur Îû È@Î6y «!$# (#qä9$s%ur w (#rãÏÿZs? Îû Ìhptø:$# 3 ö@è% â$tR zO¨Zygy_ x©r& #vym 4 öq©9 (#qçR%x. tbqßgs)øÿt ÇÑÊÈ 81. Orang-orang yang ditinggalkan (Tidak ikut perang) itu, merasa gembira dengan tinggalnya mereka di belakang Rasulullah, dan mereka tidak suka berjihad dengan harta dan jiwa mereka pada jalan Allah dan mereka berkata: "Janganlah
19
137
kamu berangkat (pergi berperang) dalam panas terik ini". Katakanlah: "Api neraka Jahannam itu lebih sangat panas(nya)" jika mereka Mengetahui.
86 : التوبة sÎ)ur ôMs9ÌRé! îouqß ÷br& (#qãZÏB#uä «!$$Î/ (#rßÎg»y_ur yìtB Ï&Î! qßu y7tRxø«tGó$# (#qä9'ré& ÉAöq©Ü9$# (#qä9$s%ur : _rßÎg»y# óOßg÷ZÏB `ä3tR yì¨B (محاربييييييييية1 $tRös tûïÏÏè»s)ø9$# ÇÑÏÈ العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية القتال أوالحرب2 86. Dan apabila diturunkan suatu (اسييتفراغ مييا3 surat (yang memerintahkan kepada orang munafik itu): "Berimanlah فييييي الوسييييعkamu kepada Allah dan والطاقييية مييينberjihadlah beserta Rasul-Nya", قول او فعلniscaya orang-orang yang sanggup
20
di antara mereka meminta izin kepadamu (untuk tidak berjihad) dan mereka berkata: "Biarkanlah kami berada bersama orang-orang yang duduk"[652]. [652] Maksudnya: orang-orang yang tidak ikut berperang.
القتال أوالحرب
: _rß yg»y# (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية2 (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
88 : التوبة Ç`Å3»s9 ãAqß § 9$# úïÏ %©!$#ur (#qãZtB#uä ¼çmyètB (#rßyg»y_ óOÏlÎ;ºuqøBr'Î/ óOÎgÅ¡àÿRr&ur 4 Í ´¯»s9'ré&ur ãNßgs9 ÝVºuö yÜø9$# ( y7Í ´¯»s9'ré&ur ãNèd tbqßsÎ=øÿßJø9$# ÇÑÑÈ
21
138
88. Tetapi Rasul dan orang-orang yang beriman bersama Dia, mereka berjihad dengan harta dan diri mereka. dan mereka Itulah orangorang yang memperoleh kebaikan, dan mereka Itulah orang-orang yang beruntung.
: _rßyg»y# (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء حميييل المشيييقة (المبالغيييييييية2 فى طلب مرضاة (اسييتفراغ مييا3 الله فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
الغاية
:_ôgy (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية2 (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
110 : النحل OèO cÎ) /u úïÏ¢ %©#Ï9 (#rãy_$yd .`ÏB Ï÷èt/ $tB (#qãZÏFèù ¢OèO (#rßyg»y_ (#ÿrçy9|¹ur cÎ) /u .`ÏB $ydÏ÷èt/ Öqàÿtós9 ÒOÏm§ ÇÊÊÉÈ
22
110. Dan Sesungguhnya Tuhanmu (pelindung) bagi orang-orang yang berhijrah sesudah menderita cobaan, Kemudian mereka berjihad dan sabar; Sesungguhnya Tuhanmu sesudah itu benar-benar Maha Pengampun lagi Maha Penyayang.
38 : النحل qßJ|¡ø%r&ur «!$$Î/# yôgy_ öNÎgÏZ»yJ÷ r& w ß]yèö7t ª!$# `tB ßNqßJt 4 4 n?t/ # ´ôãur Ïmøn=tã $y)ym £`Å3»s9ur usYò2r& Ĩ$¨Z9$# w cqßJn=ôèt ÇÌÑÈ 38. Mereka bersumpah dengan nama Allah dengan sumpahnya yang sungguh-sungguh: "Allah tidak akan akan membangkitkan orang yang mati". (Tidak demikian), bahkan (pasti Allah
23
139
akan membangkitnya), sebagai suatu janji yang benar dari Allah, akan tetapi kebanyakan manusia tiada mengetahui,
حميييل المشيييقة: _rßÎg»y# (محاربييييييييية فى طلب مرضاة1 العيييييييييييييداء الله (المبالغيييييييية2 (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
78 : الحج rßÎg»y_ur Îû «!$##) ¨,ym ¾ÍnÏygÅ_ $ 4 uqèd öNä38u;tFô_$# $tBur @yèy_ ö/ä3øn=tæ Îû ÈûïÏd9$# ô`ÏB 8ltym 4 s'©#ÏiB öNä3Î/r& zOÏdºtö/Î) 4 uqèd ãNä39£Jy tûüÏJÎ=ó¡ßJø9$# `ÏB ã@ö6s% Îûur #x »yd tbqä3uÏ9 ãAqߧ9$# # ´Îgx© ö/ä3øn=tæ (#qçRqä3s?ur uä!#ypkà n?tã Ĩ$¨Z9$# 4 (#qßJÏ %r'sù no4qn=¢Á9$# (#qè? #uäur no4qx.¨ 9$# (#qßJÅÁtGôã$#ur «!$$Î/ uqèd óOä39s9öqtB ( zN÷èÏYsù 4n<öqyJø9$# zO÷èÏRur çÅÁ¨Z9$# ÇÐÑÈ 78. Dan berjihadlah kamu pada jalan Allah dengan jihad yang sebenar-benarnya. dia Telah memilih kamu dan dia sekali-kali tidak menjadikan untuk kamu dalam agama suatu kesempitan. (Ikutilah) agama orang tuamu Ibrahim. dia (Allah) Telah menamai kamu sekalian orangorang muslim dari dahulu[993], dan
24
140
(begitu pula) dalam (Al Quran) ini, supaya Rasul itu menjadi saksi atas dirimu dan supaya kamu semua menjadi saksi atas segenap manusia, Maka Dirikanlah sembahyang, tunaikanlah zakat dan berpeganglah kamu pada tali Allah. dia adalah Pelindungmu, Maka dialah sebaik-baik pelindung dan sebaik- baik penolong. [993] Maksudnya: dalam kitabkitab yang Telah diturunkan kepada nabi-nabi sebelum nabi Muhammad s.a.w.
:_ôgy (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية2 الغاية (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
53 : النور qßJ|¡ø%r&ur «!$$Î/#)1 yôgy_ öNÍkÈ]»yJ÷r& ÷ûÈõs9 öNåksEötBr& £`ã_ã÷ us9 ( @è% w (#qßJÅ¡ø)è? ( ×ptã$sÛ îpsùrã÷è¨B 4 ¨bÎ) ©!$# 7Î7yz $yJÎ/ tbqè=yJ÷ès? ÇÎÌÈ 53. Dan mereka bersumpah dengan nama Allah sekuat-kuat sumpah, jika kamu suruh mereka berperang, Pastilah mereka akan pergi. Katakanlah: "Janganlah kamu bersumpah, (karena ketaatan yang diminta ialah) ketaatan yang sudah dikenal. Sesungguhnya Allah Maha mengetahui apa yang kamu kerjakan.
مقاوميية الكفييار 52 : الفرقان :Îg»y_u (محاربييييييييية والمنافقين1 xsù ÆìÏÜè? العيييييييييييييداء úïÍÏÿ»x6ø9$# (المبالغيييييييية2 NèdôÎg»y_ur ¾ÏmÎ/ (اسييتفراغ مييا3 #Y$ygÅ_ #ZÎ72 فييييي الوسييييع ÇÎËÈ
25
26
141
52. Maka janganlah kamu mengikuti orang-orang kafir, dan والطاقييية مييينberjihadlah terhadap mereka قول او فعلdengan Al Quran dengan jihad yang besar.
6 :العنكبوت tBur yyg»y_ $yJ¯RÎ*sù` :ßÎg»pgä ßÎg»pgä ÿ¾ÏmÅ¡øÿuZÏ9 (محاربييييييييية1 4 ¨bÎ) ©!$# ;ÓÍ_tós9 Ç`tã العيييييييييييييداء بييييذل المييييوال tûüÏJn=»yèø9$# ÇÏÈ (المبالغيييييييية2 6. Dan barangsiapa yang berjihad, والنفييييس فييييى (اسييتفراغ مييا3 Maka Sesungguhnya jihadnya itu سبيل الله فييييي الوسييييعadalah untuk dirinya sendiri. والطاقييية مييينSesungguhnya Allah benar-benar قول او فعلMaha Kaya (Tidak memerlukan
27
sesuatu) dari semesta alam.
: _yyg»y# (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية2 القهر (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
8:العنكبوت uZø¢¹urur z`»|¡SM}$#$ Ïm÷yÏ9ºuqÎ/ $YZó¡ãm ( bÎ)ur #yyg»y_ x8Îô³çFÏ9 Î1 $tB } §øs9 y7s9 ¾ÏmÎ/ ÖNù=Ïã xsù !$yJßg÷èÏÜè? 4 ¥n<Î) öNä3ãèÅ_ötB /ä3ã¤Îm;tRé'sù $yJÎ/ óOçFZä. tbqè=yJ÷ès? ÇÑÈ 8. Dan kami wajibkan manusia (berbuat) kebaikan kepada dua orang ibu- bapaknya. dan jika keduanya memaksamu untuk mempersekutukan Aku dengan sesuatu yang tidak ada pengetahuanmu tentang itu, Maka janganlah kamu mengikuti keduanya. Hanya kepada-Ku-lah kembalimu, lalu Aku kabarkan kepadamu apa yang Telah kamu kerjakan.
28
142
: _rßyg»y# (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء حميييل المشيييقة (المبالغيييييييية2 فى طلب مرضاة (اسييتفراغ مييا3 الله فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
:_yyg»y# (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية2 القهر (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
69 : العنكبوت Ï%©!$#ur (#rßyg»y_` $uZÏù öNåk¨]tÏöks]s9 $uZn=ç7ß 4 ¨bÎ)ur ©!$# yìyJs9 tûüÏZÅ¡ósßJø9$# ÇÏÒÈ 69. Dan orang-orang yang berjihad untuk (mencari keridhaan) kami, benar- benar akan kami tunjukkan kepada mereka jalanjalan kami. dan Sesungguhnya Allah benar-benar beserta orangorang yang berbuat baik.
15 : لقمان bÎ)ur #yyg»y_ #n? tã br& Íô±è@ Î1 $tB }§øs9 y7s9 ¾ÏmÎ/ ÖNù=Ïæ xsù $yJßg÷èÏÜè? ( $yJßgö6Ïm$| ¹ur Îû $u÷R 9$# $]ùrã÷ètB ( ôìÎ7¨?$#ur @Î6y ô`tB z>$tRr& ¥n<Î) 4 ¢OèO ¥n<Î) öNä3ãèÅ_ötB Nà6ã¥Îm;tRé'sù $yJÎ/ óOçFZä. tbqè=yJ÷ès? ÇÊÎÈ 15. Dan jika keduanya memaksamu untuk mempersekutukan dengan Aku sesuatu yang tidak ada pengetahuanmu tentang itu, Maka janganlah kamu mengikuti keduanya, dan pergaulilah keduanya di dunia dengan baik, dan ikutilah jalan orang yang kembali kepada-Ku, Kemudian Hanya kepada-Kulah kembalimu, Maka Kuberitakan kepadamu apa yang Telah kamu kerjakan.
29
30
143
42 : فاطر qßJ|¡ø%r&ur «!$$Î/#) yôgy_ öNÍkÈ]»yJ÷r& úÈõs9 öNèduä!%y` ÖÉtR ¨ûäðqä3u©9 3y÷dr& ô`ÏB y÷nÎ) ÄNtBW{$# ( $ öNèduä!%y` :_ôgy £Jn=sù (محاربييييييييية1 ÖÉtR $¨B öNèdy#y wÎ) #·qàÿçR ÇÍËÈ العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية2 الغاية 31 (اسييتفراغ مييا3 42. Dan mereka bersumpah dengan فييييي الوسييييعnama Allah dengan sekuat-kuat والطاقييية مييينsumpah; Sesungguhnya jika datang قول او فعلkepada mereka seorang pemberi peringatan, niscaya mereka akan lebih mendapat petunjuk dari salah satu umat-umat (yang lain). tatkala datang kepada mereka pemberi peringatan, Maka kedatangannya itu tidak menambah kepada mereka, kecuali jauhnya mereka dari (kebenaran),
ûïÏÎg»yfßJ ø9$#: (محاربيييييييييية1 العيييييييييييييداء حميييل المشيييقة (المبالغيييييييية فى طلب مرضاة2 (اسييتفراغ مييا الله3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
بييييذل المييييوال
:_rßyg»y#
31 : محمد öNä3¯Ruqè=ö7uZs9ur 4Ó®Lym zOn=÷ètR tûïÏÎg»yfßJø9$# óOä3ZÏB tûïÎÉ9»¢Á9$#ur (#uqè=ö7tRur ö/ä.u$t6÷zr& ÇÌÊÈ 32 31. Dan Sesungguhnya kami benar-benar akan menguji kamu agar kami mengetahui orang-orang yang berjihad dan bersabar di antara kamu, dan agar kami menyatakan (baik buruknya) hal ihwalmu.
15: الحجرات
33
144
yJ¯RÎ) cqãYÏB÷sßJø9$#$ tûïÏ%©!$# (#qãZtB#uä «!$ $Î/ ¾Ï&Î!qßuur §NèO öNs9 (#qç/$s?öt (#rßyg»y_ur öNÎgÏ9ºuqøBr'Î/ óOÎgÅ¡àÿRr&ur Îû È@Î6y «!$# 4 y7Í ´¯»s9'ré& ãNèd cqè %Ï»¢Á9$# ÇÊÎÈ
(محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية2 والنفييييس فييييى (اسييتفراغ مييا3 سبيل الله فييييي الوسييييع 15. Sesungguhnya orang-orang والطاقييية مييينyang beriman itu hanyalah orang قول او فعلorang yang percaya (beriman) kepada Allah dan Rasul-Nya, Kemudian mereka tidak ragu-ragu dan mereka berjuang (berjihad) dengan harta dan jiwa mereka pada jalan Allah. mereka Itulah orangorang yang benar.
القتال أوالحرب
:_Y»ygÅ# (محاربييييييييية1 العيييييييييييييداء (المبالغيييييييية2 (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
1 : الممتحنة34 pkr'¯»t tûïÏ%©!$#$ (#qãZtB#uä w (#räÏGs? Íirßtã öNä.¨rßtãur uä! $uÏ9÷rr& cqà)ù=è? NÍkös9Î) Ío¨uqyJø9$$Î/ ôs%ur (#rãxÿx. $yJÎ/ Nä.uä!%y` z`ÏiB Èd,ysø9$# tbqã_Ìøä tAqߧ9$# öNä.$Î)ur br& (#qãZÏB÷sè? «!$$Î/ öNä3În/u bÎ) ÷LäêYä. óOçFô_tyz #Y»ygÅ_ Îû Í?Î6y uä! $tóÏGö/$#ur ÎA$|ÊósD 4 tbrÅ¡è@ NÍkös9Î) Ío¨uqyJø9$$Î/ O$tRr&ur ÞOn=÷ær& !$yJÎ/
145
÷Läêøxÿ÷zr& !$tBur ÷LäêYn=÷ær& 4 `tBur ã&ù#yèøÿt öNä3ZÏB ôs)sù ¨@|Ê uä!#uqy È@Î6¡¡9$# ÇÊÈ 1. Hai orang-orang yang beriman, janganlah kamu mengambil musuhKu dan musuhmu menjadi temanteman setia yang kamu sampaikan kepada mereka (berita-berita Muhammad), Karena rasa kasih sayang; padahal Sesungguhnya mereka Telah ingkar kepada kebenaran yang datang kepadamu, mereka mengusir Rasul dan (mengusir) kamu Karena kamu beriman kepada Allah, Tuhanmu. jika kamu benar-benar keluar untuk berjihad di jalan-Ku dan mencari keridhaan-Ku (janganlah kamu berbuat demikian). kamu memberitahukan secara rahasia (berita-berita Muhammad) kepada mereka, Karena rasa kasih sayang. Aku lebih mengetahui apa yang kamu sembunyikan dan apa yang kamu nyatakan. dan barangsiapa di antara kamu yang melakukannya, Maka Sesungguhnya dia Telah tersesat dari jalan yang lurus.
بييييذل المييييوال :Îg»pgéB (محاربييييييييية والنفييييس فييييى1 العيييييييييييييداء سبيل الله (المبالغيييييييية2 (اسييتفراغ مييا3 فييييي الوسييييع والطاقييية مييين قول او فعل
11 : الصف35 tbqãZÏB÷sè? «!$$Î/ ¾Ï&Î! qßuur tbrßÎg»pgéBur Îû È@Î6y «!$# óOä3Ï9ºuqøBr'Î/ öNä3Å¡àÿRr&ur 4 ö/ä3Ï9ºs ×öyz ö/ä3©9 bÎ) ÷LäêZä. tbqçHs>÷ès? ÇÊÊÈ 11. (yaitu) kamu beriman kepada Allah dan RasulNya dan berjihad di jalan Allah dengan harta dan
146
jiwamu. Itulah yang lebih baik bagimu, jika kamu Mengetahui.
التحريم 9 : pkr'¯»t ÓÉ<¨Z9$#$ _ÏÎg»y u$¤ÿà6ø9$# tûüÉ)Ïÿ»oYßJø9$#ur õáè=øñ$#ur öNÍkön=tã 4 } ( _óOßg1urù'tBur ÞO¨Yygy §ø©Î/ur çÅÁyJø9$# 36 ÇÒÈ
:_Îg»y (1محاربييييييييية العيييييييييييييداء (2المبالغيييييييية مقاوميية الكفييار (3اسييتفراغ مييا والمنافقين 9. Hai nabi, perangilah orangفييييي الوسييييع orang kafir dan orang-orangوالطاقييية مييين munafik dan bersikap keraslahقول او فعل terhadap mereka. tempat mereka adalah Jahannam dan itu adalah seburuk-buruknya tempat kembali.
من الملحييظ إن كلميية المجاهييدة الييتى تتحييد صيييغتها مييع كلميية الجهاد وما اشتق منها فى اليات السابقة تأتى على صيييغ مختلفيية ،إمييا أن تكون اسما هو يحتوى على صيييغة المصييدر واسييم الفاعييل وإمييا أن تكييون فعل هييو يحتييوى علييى صيييغة الميياض والمضييارع والميير .أمييا المجاهدة على صيغة السم فعشر كلمييات علييى صيييغة المصييدر يعنييى أربع كلمات على كلمة الجهاد وخمس كلمييات علييى كلميية الجهييد بفتييح الجيم وكلمة واحدة على كلمة الجهيد بضيم الجييم ول يكيون منهيا أحيد على كلمة المجاهدة نفسها ،والذى على صيغة اسم الفاعييل لتكييون إل كلمة واحدة فحسب ،هى كلمة المجاهد .والمجاهدة على صيييغ الفعييال خمس كلمات على صيغة المر وأربع كلمات على صيغة المضارع وأربع عشرة كلمة على صيغة الماضى ،وهذه هى أكثر صيييغة مسييتعملة فييى اليات القرآنية السابقة.
147
الباب الخامس النتائج والقتراحات الفصل الول :النتائج بعد ما حّلل الكاتب معنى لفظ المجاهدة واشييتقاقه فييى القييرآن دم النتائج التية: الكريم تحليل دلليا يق ّ ن المعنى المعجمي للفظ المجاهدة هو بذل الوسع فييى المدافعيية .1إ ّ ور من معنى الجهد الذى هو أصلها يعنى والمغالبة ،وهذا المعنى تط ّ الغاييية والوسييع والطاقيية والمشييقة ،فالمعييانى المعجمييية للفييظ المجاهدة واشتقاقه هو بذل الوسع فى المدافعة والمغالبة ،والغاييية والوسع ،والطاقة ،والمشقة. .2إن المعنى السياقى للفظ المجاهدة فى القرآن هو كما يلى: I
(حمل المشييقة فييى طلييب مرضيياة اللييه ،والمجاهييدة علييى هييذا المعنييى تكييون فييى سييورة البقييرة ،218:وال عمييران،143 : والمييائدة ،35،54 :والنفييال ،74،75 :والتوبيية ،24 :والنحييل:
148 131
،110والحج ،78 :والعنكبوت 69 :ومحمد .31:والمشييقة الييتى يحملها المسلمون هو فتنة الكفار عليهم مثل فى سورة البقييرة والقرح الذى يصبهم فى المعركيية مثييل فييى سييورة ال عمييران وافييتراق البيياء والبنيياء والخييوان والزواج والمييوال مثييل فييى سورة التوبة والمشييقة فييى طاعيية اللييه كإقاميية الصييلة وإيتيياء الزكاة وغيرها مثل فى سورة الحج. II
(مقاومة الكفار والمنافقين ،والمجاهدة على هييذا المعنييى تكييون فى سورة التوبة ،73:والتحريم 9:والفرقان.52: (بذل المييوال والنفييس فييى سييبيل اللييه ،والمجاهييدة علييى هييذا
III
المعنى تكون فى سورة الحجرات 15:والصف 11:والنفال72: والتوبة 20،24:والعنكبوت.6: IV
(القتال أوالحرب ،والمجاهدة على هذا المعنى تكون فييى سييورة النساء 95:والتوبة 41،81،86،88:والممتحنة.1:
V
(القهر ،والمجاهييدة علييى هييذا المعنييى تكييون فييى سييورتين ميين القرآن هما سورة العنكبوت 8:ولقمان.15:
VI
(الغاية ،والمجاهدة على هذا المعنييى تكييون فييى سييورة النعييام: 109والنحل 38:والمييائدة 52:والنييور 43:والفيياطر ،42:وكلهييا على عبارة ساوية يعنى الجهد بفتح الجيم. (الطاقة ،والمجاهدة على هذا المعنيى تكييون فييى سييورة واحييدة
VII
هى سورة التوبة.79 : وهذه الواقعية تد ّ ل على أن لفظ المجاهدة واشييتقاقه لييه معييانى مختلفة و هو ل يد ّ ل على القتال أو الحرب فحسب بل هييو علييى معنييى القتال أقل استخداما فى القييرآن الكريييم ميين اسييتخدامه علييى معييانى أخرى. ن التربية الروحية فى السييلم هييى ترسيييخ القييوى الروحييى لييدي .3إ ّ الناشئين من النسان وغرس اليمان فى نفوسهم اشباعا لنزعتهييم
149
الفطريية وتهيذيب غرائزهيم وتيوجيه سيلوكهم عليى اسياس القييم الروحية والمثل الخلقية الييتى تسييتمد ميين اليمييان الصييحيح بييالله وملئكته وكتبه ورسله ويوم الخير والقدر خيره وشره. ن ملمح معنى المجاهدة فى التربية الروحية كونها أساسا للتربييية .4إ ّ الروحية ووسييلة تحملهيا إليى تحصييل أهيدافها وحصييلتها نفسيها، فالمجاهدة للمييؤمن أن تكييون فييى كييل أنشييطته ،فييى بداييية أمييره وأثنائه ونهايته. الفصل الثانى :القتراحات بعد ما قام الكاتب بتحليييل البيانييات عيين معييانى لفييظ المجاهييدة واشييتقاقه فييى القييرآن الكريييم معجمييية وسييياقية واكتسيياب النتييائج السابقة فيعرض القتراحات كما يلى: .1إن النتيجة من هذا البحث محتاجة إلى نشرها ليفهم المسييلمون أن لفييظ المجاهييدة أو الجهيياد فييى القييرآن الكريييم يييد ّ ل علييى معييانى قنوا أنيه يتحقيق بالسييف أو بالسيلحة الخيرى مختلفية حيتى ل ييتي ّ فحسب بل هو يمكن تحقيقه ببذل المال والنفس للمصييالح الدينييية والنسانية وبالقيام بالعمال الصالحة. .2يرجو الكاتب أن يفهم كييل فييرد معييانى الكلمييات العربييية وبخاصيية كلميية المجاهييدة واشييتقاقها فهمييا صييحيحا قبييل اسييتخدامها فييى العبارات الخرى صون اللسان عن الخطأ وحفظ القلييم مين الّزلييل وتكوين عادات لغوية سليمة. .3يرجو الكاتب أن تكون نتيجة هذا البحث مصدرا لبعييض الفييراد فييى فهم معانى لفظ المجاهدة واشتقاقه فى القرآن الكريم.
150
المراجع البراشى ،محمد عطية .د.ت .التربية السلمية وفلسفتها .لبنان ،دار .الفكرللطباعة والنشر والتوزيع إبراهيم ،مزدي عزيز2000 .م .دراسات فى المنهج التربوي المعاصر. .القاهرة :مكتبة النجلو المصرية
151
إبن جنى ،ابو الفتح عثمان1376 .هي1956/م .الخصائص :تحقيق محمد على النجار .ج1371 : 1 .ه1952/م ،ج1374 : 2.هي/ 1955.م .ج .3.القاهرة :دار الكتب المصرية إبن فارس ،أبوالحسين أحمد بن زكريا1328 .هي1910/م الصاحبي فى فقه اللغة وسنن العرب فى كلمه.ا القاهرة :مطبعة المؤيد، .المكتبة السلفية أبو الحجاج ،مجاهد بن جبير المكي1396 .هي1976/م .تفسير مجاهد. .قطر :د.ن أبو الطيب اللغوي ،عبد الواحد بن علي1382 .هي1963/م .الضداد فى .كلم العرب .دمشق ،د.ن أبو شهبة ،محمد بن محمد1412 .هي1992/م .المدخل لدراسة القرآن .الكريم .بيروت :دار الجيل أحمد بدوى ،أحمد1370 .هي1950/م .من بلغة القرآن .القاهرة :دار .نهضة أمين ،بكرى شيخ .1994 .التعبير الفني فى القرآن الكريم .بيروت : .دار العلم للمليين أنيس ،إبراهيم .1979 .الصوات اللغوية .القاهرة :مكتبة النجلو .المصرية .م .دللة اللفاظ .د.م :دار المعارف --------. 1986 .من أسرار اللغة .القاهرة :مكتبة النجلو المصرية --------. 1994. باطر ،ف.ر1992 .م .علم الدللة :إطار جديد .إسكندرية :دار .المعرفة الجامعية الباقلني ،أبي بكر1408 .هي1988/م .إعجاز القرآن .بيروت :عالم .ااكتب .البروسوي ،إسماعيل حقي .د.ت .روح البيان ج .1د.م :دار الفكر البكار ،عبد القادر محمود1417 .هي .التربية السلمية وفن التدريس. .الغورية :دار السلمللطباعة والنشر والتوزيع التواب ،رمضان عبد1415 .هي1994/م .فصول فى فقه العربية. .القاهرة :الناشر مكتبة الخانجى
152
هي1997/م .المدخل الى علم اللغة :ومناهج البحث ------------. 1417 .اللغوي .د.م :.الناشر مكتبة الخانجى التيمى ،أبي عبيدة معمر بن المثنى .د.ت .مجاز القرآن .مكتبة الخانجى :.القاهرة ،د.ن الجرجانى النحوي ،عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد1404 .هي/ 1984.م .دلئل العجاز القاهرة :الناشر مكتبة الخانجى .الجرجاني ،على بن محمد .د.ت .التعريفات .جاكرتا :دار الحكمة حسام الدين ،كريم زكى1412 .هي1992/م .الدللة الصوتية :دراسة .لغوية لدللة الصوت ودوره فى التواصل .المصر :مكتبة النجلو حسان ،تمام .1994 .اللغة العربية :معناها ومبناها .المغرب :دار .الثقافة حسن جبل ،عبد الكريم محمد .1997 .فى علم الدللة :دراسة تطبيقية فى شرح النباري للمفضليات .طنطا :دار المعرفة .الجامعية حوى ،سعيد1409 .هي1989/م .الساس فى التفسير .القاهرة :دار .السلم حيدر ،فريد عوض1426 .هي2005/م .علم الدللة :دراسة نظرية .وتطبيقية .القاهرة :الناشر مكتبة الداب دراز ،محمد عبد الله1429 .هي2008/م .النبأ العظيم .القاهرة :دار .القلم الرافعي،مصطفى صادق1410 .هي1990/م .اعجاز القرآن والبلغة .النبوية .يروت :دار الكتاب العربي الزركسي ،بدر الدين محمد بن عبد الله1421 .هي2000/م .البرهان .فى علوم القرآن .بيروت :دار الفكر الزمحشري ،القاسم جار الله محمود بن عمر بن محمد1415 .هي/ 1995.م .تفسير الكشاف .بيروت :دار الكتب العلمية الزنتانى ،عبد الحميد الصيد1984 .م .أسس التربية السلمية فى .السنة النبوية .تونس :الدار العربية للكتاب فلسفة التربية السلمية فى القرآن والسنة----------------. 1993 .
153
.تونس :الدار العربية للكتاب السيوطي ،الجلل1994 .م .جامع المسانيد والمراسيل الجزء الول. .بيروت :دار الفكر .د.ت .الفتح الكبير ج .1لبنان :دار الفكر ----------. السيوطي ،عبد الرحمن جلل لدين .د.ت .المزهر فى علوم اللغة .وأنواعها ج .2-1.د.م :دار الفكر شاكر ،سالم1992 .م .مدخل الى علم الدللة :ترجمة محمد يحياتن ..الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية شديد ،محمد .د.ت .منهج القرآن فى التربية .د.م : .دار التوزيع .والنشر السلمية الصالح ،حسين حامد .د.ت .ظاهرة التضاد الدللى فى القرآن الكريم .وأثرها فى المعنى .د.م :مجلة يمنية العدد الطبري ،جعفر محمد بن جرير1420 .هي1999/م .تفسير الطبري. .بيروت :دار الكتب العلمية ظاظا ،حسن1410 .هي1990/م .اللسان والنسان :مدخل الى معرفة .اللغة .دمشق :دار القلم عباس ،أحمد شامية ونبيلة .د.ت .محاضرات وتطبيقات علم الدللة للسنة الثانية ،المدرسة العليا للساتذة فى الداب والعلوم .النسانية بوزريعة قسم اللغة العربية وآدابها عبد الله ،عبد الرحمن صالح1406 .هي1986/م .المنهاج الدراسي أسسه وصلته بالنظرية التربوية السلمية .الرياض :مركز الملك فيصل ييبحوث والدراسات السلمية العسكري ،أبو هلل1979 .م .الفروق فى اللغة .بيروت :دار الفاق .الجديدة .عمر،أحمد مختار1992 .م .علم الدللة .القاهرة :عالم الكتب العين ،نور1424 .هي2003/م .أثر السلم فى تطور معانى اللفاظ فى .اللغة العربية .جوكجاكرتا :مجلة الجامعة .الفراء ،أبي زكرياء يحي بن زياد .معانى القرآن .ج1،2،3.
154
الفيروزأبادي ،أبو إسحاق إبراهيم بن على يوسف الشيرازي 1357 .هي/ 1938م القاموس المحيط .مصر الجديدة :المكتبة التجارية، .مطبعة المأمون قدور ،أحمد محمد1416 .هي1996/م .مبادئ اللسانيات .سورية :دار .الفكر القرطبي ،عبد الله محمدبن أحمد النصاري1420 .هي1999/م .الجامع .لحكام القرآن .بيروت :دار الكتب العلمية .القطان ،مناع .د.ت .مباحث فى علوم القرآن .الرياض ،د.ن الكراعين،أحمد نعيم1431 .هي1993/م .علم الدللة :بين النظر والتطبيق .بيروت :المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر .والتوزيع .مألوف ،لويس2005 .م .المنجد فى اللغة .لبنان :دار المشرق .مجاهد،عبد الكريم .د.ت .الدللة اللغوية عند العرب .د.م ،.دار الصباء محمد داود ،محمد2001 .م .العربية وعلم اللغة الحديث .القاهرة :دار .غريب للطباعة والنشر والتوزيع مدكور ،على أحمد1422 .هي2002/م .منهج التربية فى التصور .السلمي .القاهرة :دار الفكر العربي مصطفى ،تولوس1427 .هي2006/م .المشترك اللفظي فى القرآن .الكريم .جوكجاكرتا :مجلة الجامعة .منظور ،إبن .د.ت .لسان العرب ج .1 .د.م :دار المعارف .منور ،أحمدورصان1984 .م .جوكجاكرتا :الناشر معهد المنور موسى ،محمد يوسف1377 .هي1958/م .القرآن والفلسفة )القاهرة : .دار المعارف المولى وآخرون ،محمد أحمد جادى .د.ت .قصص القرآن .بيروت :دار .الجيل نجاتي ،محمدعثمان1417 .هي1997/م .القرآن وعلم النفس .القاهرة : .دار الشروق النجيحي ،محمد لبيب1967 .م .فلسفة التربية .القاهرة :مكتبة
155
التربوية. مناهج البحث عند مفكرى.م1947/هي1367 . على سامى،النشار دار: السكندرية.السلم ونقد المسلمين للمنطق السططليسي الفكر العربي. وزارة: كويت. مذكرة الهداف التربوية.ت. د. عادل عبد الحليم،وجيه التربية الدارة العامة لمنطقة الجهراء التعليمية التوجيه الفني للتربية السلمية. : بيروت.فقه اللغة العربية وخصائصها1982 . إميل بديع،يعقوب الناشر الثاقفة السلمية. A’la Maududi, Abu. 1998. Menjadi Muslim Sejati. Yogyakarta.: Mitra Pustaka, Fahmi, Abu. 1994 Di Bawah Naungan Laa Ilaaha Illa Allah. Surabaya.: Media Idaman Press. Azra, Azyumardi. 1996. Pergolakan Politik Islam : dari fundamentalisme hingga postmodernisme. Jakarta : Paramadina.. Chaer, Abdul. 1995. Pengantar Semantik Bahasa Indonesia. Jakarta : Rineka Cipta. __________. 1994. Linguistik Umum. Jakarta :Rineka Cipta. Aminuddin. 1998. Semantik Sebuah Pengantar. Bandung : PT. Eresco. Lewis, Bernand. 1994. Bahasa Politik Islam. Jakarta : PT. Gramedia Pustaka Utama. Enayat, Hamid. 1988. Reaksi Politik Suni dan Syiah : pemikiran politik islam modern menghadapi abad ke-20 Bandung : Penerbit Pustaka. Federspiel, Howard M. 1996. Kajian Al-Qur’an di Indonesia dari Mahmud Yunus hingga Quraish Shihab. Bandung : Mizan. Amin, Jamaah. 1421 H. Jihad Bukan Terorisme : Detik-Detik Kemenangan Islam. Jakarta : Darul Falah. Djaja Sudarma, Fatimah. 1993. Semantik I : pemahaman ilmu makna. Bandung : PT. Eresco. Arkoun, Muhammad. 1998. Kajian Kontemporer Al-Qur’an. Bandung : Pustaka. Chirzin, Muhammad. 1997. Jihad Dalam Qur’an, Yogyakarta. Mitra Pustaka.
156
Thaba’i, M.H Thaba. 1994. Mengungkap Rahasia Al-Qur’an. Bandung : Mizan. Shihab, M. Quraish. 1994. Membumikan Al-Qur’an : fungsi dan peran wahyu dalam kehidupan masyarakat. Bandung : Mizan. Garaudy, Roger. 1984. Janji-Janji Islam, Jakarta : Bulan Bintang. Abu zayd, Nasr Hamid. 2002. Mafhum an-Nash Dirasah fi ‘Ulum al-Qur’an, terj. Khoiron Nahdliyyin, Tekstualitas al-Qur’an ; Kritik Terhadap ‘Ulumul Qur’an, Yogyakarta : LkiS. Abdul Halim, M. 1999. Memahami al-Qur’an. Bandung : Marja’. Adz-Dzahabi, M. Husein. 1976 al-Tafsir Wa al-Mufassirun, Mesir : Dar alMaktub al-Haditsah, Jilid II. Alyani, Ali bin Nafayyi, al. 1992. Tujuan dan Sasaran Jihad, Jakarta : Gema Insani Press. Ali, Abdullah Yusuf. 1993. Qur’an, Terjemah dan Tafsirnya,terj. Ali Audah, Jakarta : Pustaka Firdaus. Al-Buthy, Muhammad Sa’id Ramadhan. 2001. Fiqh Jihad :upaya mewujudkan darul islam, antara konsep dan pelaksanaannya. Terj. Al-Jihad Fil Islam Kaifa Nafhamuhu ? Wa Numatisuhu ? oleh M. Abdul Ghofar. Pustaka An-Naba’, Cet. I. Atsqalani, Ibnu Hajar, al. 1985. Fath al-Bari bi Syarah Shahih al-Bukhari, Kairo : Dar al-Rayyan li al-Rutats. Audah, Salmah, al. 1993. Jihad : Sarana Menghilangkan Ghurbah Islam, terj. Kuthur Suhardi, Jakarta :Pustaka al-Kautsar. Azra, Azyumardi. 1996. Pergolakan Politik Islam : Dari Fundamentalisme, Modernisme hingga Post-Modernisme, Jakarta : Paramadina. Baidan, Nasiruddin. 2000. Metidologi Penafsiran al-Qur’an, Yogyakarta : Pustaka Pelajar. Baqi, Muhammad Abdul., t.t. Mu’jam a-Mufahras li al-Fadz al-Qur’an al-Karim, Dahlan. Basyuni, Ahmad, al. 1994. Syarah Hadis : Cuplikan dari Sunnah Nabi Muhammmad, Bandung : Trigenda Raya. Bisri, Cik Hasan. 1999. Penelitian al-Qur’an ; Bahan Kuliah Metode Penelitian Pada Semester Genap 1998 / 1999, Bandung : IAIN SGD.
157
Bruinessen, Martin Van. 1999. Kitab Kuning , Pesantren dan Tarekat ; Tradisitradisi Islam di Indonesia, Bandung : Mizan. Bukhari, al-Imam Abu Abdullah Muhammad bin Ismail, al. 1993. Shahih alBukhari, terj. Ahmad Sunarto, Semarang : Asy-Syifa, Cet.I, Jilid IV. Chirzin, Muhammad. 1998. Al-Qur’an dan ‘Ulumul Qur’an, Yogyakarta : Dana Bakti Prima Yasa. Damaghani, Abdullah al-Husaein bin Muhammad, al. 1998. al-Wujuh wa anNadhair, Damaskus : Maktabah al-Farabi. Daqs, Kamil Salamah, al. 1972. Ayat Jihad fi al-Qur’an al-Karim ; Dirasah Maudhu’iyyah wa Tarikhiyyah wa Bayaniyyah, Kuwait : Dar al-Bayan. Darraz, Abdullah. 1960. al-Naba al-‘Adzim, Mesir : Dar al-‘Urabah. Ensiklopedi Islam, 1997.Ensiklopedi Islam, Jakarta : Ichtiar Baru Van Hoeve. Faiz, Fakhruddin. 2003. Hermeneutika Qur’ani ; Antara Teks, Konteks, dan Kontekstualisasi, Yogyakarta : Qalam. Fachruddin, Achmad. 2000. Jihad : sang demonstran, pergulatan politik dan ideologi Eggi Sudjana dari era Soeharto hingga era Gus Dur. Jakarta : PT. Raja Grafindo Persada, Cet. I. Farmawi, Abdul Hay, al. 1994. al-Biadayah fi Tafsir al-Mauddhu’i ; Dirasah Manhajiah Maudhu’iyyah, terj. Suryan A. Jamrah ; Metode Tafsir Maudhu’i, Jakarta : PT. Raja Grafindo Persada. Federspiel, Howard. M. 1994. Popular Indonesian of the Qur’an, terj. Kajian alQur’an di Indonesia ; dari Mahmud Yunus hingga Quraish Shihab, Bandung : Mizan. Gusmian, Islah. 2003.Khazanah Tafsir Indonesia, dari Hermeneutik hingga ideologi, Bandung : Taraju. Garaudy, Roger. 1984. Janji-Janji Islam, Jakarta : Bulan Bintang. Hawwa, Sa’id. 1985. al-Asas fi al-Tafsir, Beirut :Dar al-Salam. ___________. 1995. Planning Jundullah, Solo : Pustaka Mantiq. Haekal, Muhammad Khair. 2003. Jihad dan Perang Menurut Syari’at Islam, Bogor : Pustaka Thariqul Izzah. Hamid, Abdullah bin Muhammad bin. 1993. Seruan Jihad dalam al-Qur’an dan Sunnah, Jakarta : Pustaka Haraki.
158
Hamka. 2002. dari Hati ke Hati ; tentang Agama, Sosial, Budaya, Politik, Jakarta : Pustaka Panji Mas. Hadari, Nawawi. 2005. Metode Penelitian Bidang Sosial, Yogyakarta : Gajah Mada University Press, Cet. Ke-11. Hadhiri, Chairuddin. 1996. Kalsifikasi Kandungan al-Qur’an, Jakarta : Gema Insani Press. Hamidy, Zainuddin. 1969. Terjemah Shahih Bukhari, Jakrta : Widjaya. Harahap, Syahrin. 1997. Islam Dinamis Menegakkan Nilai-nilai al-Qur’an dalam Kehidupan Modern di Indonesia, Yogyakarta : Tiara Wacana. Hasan, Noorhadi. 2008. Laskar Jihad : islam, militansi, dan pencarian identitas di Indonesia pasca-orde baru. Jakarta : Penerbit Pustaka LP3ES, 2008. Cet. I. Hidayat, Ahmad. 1998. Teologi Qur’ani, Bandung : Gunung Djati Press. Hidayat, Rahmat Taufiq. 1989. Khazanah Istilah al-Qur’an, Bandung : Mizan. Hossen Nasr, S. 2002. Spritualitas Islam, Bandung : MMU. Izutsu, Toshihiko, 1993. Konsep-Konsep Etika Religius dalam Al-Qur’an, Yogyakarta : PT. Tara Wacana Jurnal Teks. 2002. Jurnal Study al-Qur’an, Bandung : RQIS. Juwaini, Mustafa Showi. 1997.Manahij fi Tafsir, Iskandariyah : Mansya’at alMa’arif. Khulli, Amin, al.1962. Manahij Tajdid fi al-Nahwi wa al-Balaghah wa al-Tafsir wa al-Adab, Kairo : Dar al-Ma’arif. _____________. 1982. Tafsir ; Ma’alim Hayatih wa Manhajuh al-Yaum, Libanon : Dar Kitab al-Lubnany. Luis, MA’luf, A. 1986. al-Munjid fi al-Lughati wa al-A’lam, Beirut : Dar alMasyriq. Mascaty, Hilmi Bakar, al. 2001. Panduan Jihad untuk Aktifis Gerakan Islam, Jakarta : Gema Insani Press. Muhammad, Afif. 2004.Dari Teologi ke Ideologi ; Telaah atas Metode dan Pemikiran Teology Sayyid Qutub, Bandung : Pena Merah. ______________. 1998. Islam Madzhab Masa Depan ; Menuju Islam Non
159
Sektarian, Bandung : Pustaka Hidayah. Munawwar, Said Agil, al. 2002. Al-Qur’an Membangun Kesalehan Hakiki, Jakarta : Ciputat Press, Cet. Ke-1. Muthahari, Murtadha, 1987. Jihad, terj. M. Hashem, Bandar Lampung : YAPI. Mazhahiri, Husein. 2000. Menelusuri Makna Jihad, Jakarta : IKAPI. Nasr, Sayyid Husein. 1972. Ideals and Realities of Islam, London : George Allel & Unwim Ltd. ______________. 1994. Islam Tradisi di Tengah Kancah Dunia Modern, Bandung : Pustaka. ______________. 2002. Islamic Sprituality Foundation, terj. Rahmani ; Ensiklopedi Tematis Spritualitas Islam, Bandung : Mizan. Posito, Jhon L. 1983. Voice of Resurgent Islam (Suara Kebangkitan), New York : Oxford University. Qardhawi, Yusuf, al. 1980. Pendidikan Islam dan Madrasah Hassan al-Banna, terj. Bustami A. Gani dan Zainal Abidin Ahmad, Jakarta : Bulan Bintang. Qathan, Manna Khalil, al. 1973. Mabahits fi ‘Ulum al-Qur’an, Riyadh : Mansyrat al-‘Asr al-Hadits. Qathani, Hasan bin Falah, al. 1994.Pedoman Harakah Islamiyah, Solo : Pustaka Mantiq. Qutbh, Sayyid. 1996. Tafsir fi Zhilal al-Qur’an, Kairo : Dar al-Syuruq. ___________. 2001. Petunjuk Jalan, Jakarta : Media Dakwah. ___________. 1981. Beberapa Studi Tentang Islam, Jakarta : Media Dakwah. Rahman, Fazlur. 1980. Major Themes of Qur’an, Chicago : Bibliotheca. Rahnema, Ali. 1995. Para Perintis Zaman Baru, Bandung : Mizan. Ridha, Rasyid., t.t. Tafsir al-Qur’an al-Hakim, Kairo : t.p. Rumi, Fahd bin Abdurrahman, al. 1996, ‘Ulum al-Qur’an ; Studi Kompleksitas al-Qur’an, Yogyakarta : Titian Ilahi Press. Sabiq, Sayyid, 1987. Fiqh Sunnah, Bandung : Al-Ma’arif. Sevilla dkk. 1993. Pengantar Metode Penelitian, Jakarta : Universitas Indonesia.
160
Shabuni, Muhammad Ali, al. 1988. al-Tibyan fi ‘Ulum al-al-Qur’an, Jakarta : Pustaka Amani. Shadr, Muhammad Baqir, al. 1980. al-Tafsir Maudhu’iy wa al-Tafsir al-Tajzi’iy fi al-Qur’an al-Karim, Beirut : Dar alMa’arif lil Mathbu’at. Shihab, Quraish. 2005. Wawasan al-Qur’an, Bandung : MMU. _____________. 2000. Tafsir al-Misbah ; Pesan, Kesan, dan Keserasian alQur’an, Jakarta : Lentera Hati. _____________. 1999. Mukjizat al-Qur’an, Bandung : Mizan. _____________. 1992. Membumikan al-Qur’an, Bandung : Mizan. _____________. 1996.Lentera Hati, Bandung : Mizan. Sunarto, Ahmad. 2000. Himpunan Hadits Jami’ush Shahih ; hadits yang disepakati Imam Bukhari dan Muslim, Jakarta : Setia Kawan. Ushama, Thameen. 2000. Metodologi Tafsir al-Qur’an, Jakarta : Riora Cipta. Wahbah, Taufik Ali. 1985. Jihad dalam Islam, Jakarta : Mediah Dakwah. Warson Munawwir, Ahmad. 1997. Kamus al-Munawwir, Surabaya : Pustaka Progressif. Wehr, Hans. 1974. A Dictionary of Moslem Written Arabic, Beirut : Librarie Du Libnan. Yusuf, Muhammad Yunan., t.t., Karakteristik Tafsir-tafsir al-Qur’an di Indonesia Abad ke Dua Puluh, Jurnal ‘Ulum al-Qur’an, t.p. Zaini, Hasan. 1996. Tafsir Tematik Ayat-ayat Kalam Tafsir al-Maraghi, Jakarta : Radar Jaya Ofset. Zarkasyi, Muhammad, al. 1975. al-Burhan fi ‘Ulum al-Qur’an, Mesir : Dar Ihya al-Kutub al-Mishriyyah.
161