Shaadh Sarf

  • November 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Shaadh Sarf as PDF for free.

More details

  • Words: 36,737
  • Pages: 104
‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫أحمد الحملوي‬ ‫نبذة عن الكتاب ‪:‬‬ ‫كتاب يبحث في علم هام من علوم اللغة العربية وهو علم التصريف‪ ،‬فإن من أهم خصائص اللغة‬ ‫العربية التي عدها العلماء لها ما تمتاز به من إتساع البنية‪ ،‬وكثرة الصيغ التي تستوعب المعاني‬ ‫الكثيرة ل سبيل للوصول إلى ذلك إل علم التصريف ومن فاته فقد فاته الكثير من علوم اللغة ‪ .‬وهذا‬ ‫الكتاب هو أشهر ما كتب في هذا العلم‬

‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( تعريف بمؤلف‬ ‫الكتاب )‬ ‫تقديم‬ ‫الحمد ل الذى علم القرآن‪ ،‬وخلق النسان‪ ،‬وعلمه البيان‪ ،‬وأصلى وأسلم على أفصح الخلق لسانا‪،‬‬ ‫وأبلغهم بيانا‪ ،‬وعلى آله وصحبه الطيبين‪ ،‬ومن تبع هداهم إلى يوم الدين‪.‬‬ ‫وبعد‪ ،‬فإن من خصائص اللغة العربية التى عدها العلماء لها ما تمتاز به من اتساع البنية‪ ،‬وكثرة‬ ‫الصيغ التى تستوعب المعانى التى يمكن أن تجيش بها نفس إنسان فى وقت من الوقات ولما كان‬ ‫التصريف هو سبيل الوصول إلى تلك الصيغ فقد قالوا‪" :‬أما التصريف فإن من فاته علمه فاته‬ ‫المعظم"‪ .‬ويعلل ابن فارس لتلك المقولة بأمثلة كثيرة تكشف عن فائدة التصريف فى التمييز بين‬ ‫المعانى التى تتحول بتصريف صيغها من الضد إلى الضد‪" .‬يقال‪ :‬القاسط للجائر‪ ،‬والمقسط‬ ‫للعادل‪ ،‬فتحول المعنى بالتصريف من الجور إلى العدل‪."...‬‬ ‫وثمة قصة وقعت لعمرو بن عبيد المعتزلى مع أبى عمرو بن العلء تكشف عن التفات علماء‬ ‫اللغة القدامى لخطورة أمر الصيغ‪ ،‬والخلط بين بعضها وعدم التفريق الدقيق بين دللتها فقد‬ ‫أشارت المصادر إلى وفود أبى عثمان عمرو بن عبيد المعتزلى على أبى عمرو بن العلء يسأله‬ ‫قائل‪" :‬يا أبا عمرو؛ أيخلف ال وعده؟ قال أبو عمرو‪ :‬ل‪ .‬قال عمرو‪ :‬أفرأيت من وعده ال على‬ ‫عمل عقابا‪ ،‬أيخلف ال وعده؟ فقال أبو عمرو‪ :‬من العجمة أتيت أبا عثمان‪ ،‬إن الوعد غير الوعيد‬ ‫‪."...‬‬ ‫فعمرو بن عبيد هنا ‪ -‬إن صحت الرواية ‪ -‬قد أخطأ فى التفريق بين الصيغتين فالوعد مصدر‬ ‫(وعد)‪ ،‬أما الوعيد فهو مصدر (أوعد) فالصيغة الولى صيغة مصدر ثلثى‪ ،‬والثانية صيغة‬ ‫مصدر رباعى‪ .‬والخلط بين الصيغتين ومصدريهما قد أدى إلى النتقال من الضد إلى الضد‪ ،‬وهذا‬ ‫المعنى الضدى هو ما يستفاد من المعنى الصيغى للكلمة‪ ،‬وفى اللغة نظائر كثيرة تنقل الصيغة فيها‬ ‫الكلمة من الضد إلى الضد كما فى (قسط) و (أقسط) و (حنث) و (تحنث)‪ ،‬و(أثم) و(تأثم) ‪...‬إلخ‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫مع اختلف أنواع الصيغ الممثل بها‪ .‬ويذكر السيوطى كذلك كلما عن أبى حيان يدلنا على مدى‬ ‫الدور الذى تلعبه تلك الصيغ فى التعبير عن المعانى التى ل تكاد تتناهى والتى لول الصيغ‬ ‫لضاقت اللغة عنها‪.‬‬ ‫يقول أبو حيان‪" :‬وأنواع المعانى المتفاهمة ل تكاد تتناهى؛ فخصوا كل تركيب بنوع منها؛ ليفيدو‬ ‫بالتراكيب والهيآت أنواعا كثيرة‪ ،‬ولو اقتصروا على تغاير المواد‪ ،‬حتى ل يدلوا على معنى‬ ‫الكرام والتعظيم إل بما ليس فيه من حروف اليلم والضرب؛ لمنافاتها لهما؛ لضاق المر جدا‬ ‫ول حتاجوا إلى ألوف حروف ل يجدونها بل فرقوا بين (معتِق) و (معتَق) بحركة واحدة حصل‬ ‫بها تمييز بين ضدين‪.‬‬ ‫وهذا كله يدلنا على خطورة أمر الصياغة والتصريف إذ إن الخطأ فيها يحول المعنى من الضد‬ ‫إلى الضد‪.‬‬ ‫إن التصريف يثرى اللغة بما يتيحه لموادها من المعانى الوظيفية الكثيرة‪ ،‬التى تعبر عن المعنى‬ ‫محمول على هيئة اللفظ دون إرهاق المنشئ بالبحث عن مواد جديدة لداء تلك المعانى‪ ،‬ومن ثم‬ ‫فهى تحقق فى الوقت نفسه غاية عزيزة من أهم غايات البلغة وهى اليجاز‪.‬‬ ‫فإذا نظرنا على سبيل المثال‪ ،‬إلى قوله تعالى‪َ{ :‬أوَلَمْ يَ َروْا إِلَى الطّيْرِ َف ْو َقهُ ْم صَافّاتٍ وَ َيقْ ِبضْنَ}‪.‬‬ ‫نجد أن لفظتى (صافات ‪ -‬ويقبضن) يمكن أن يعبر عن الحدث فيهما وهو أصل المعنى بأكثر من‬ ‫طريقة‪ ،‬ولذا اختير التعبير باسم الفاعل فى اللفظة الثانية‪ ،‬وكان يمكن التعبير عنها بغير اسم‬ ‫الفاعل كالفعل المضارع (يصفقن)‪ .‬وفى اللفظة الثانية كان يمكن التعبير عنها بغير الفعل‬ ‫المضارع‪ ،‬كأن يعبر عنها باسم الفاعل كسابقتها مثل‪ .‬ولكن الية قد اختارت اسم الفاعل للتعبير‬ ‫عن الحدث فى اللفظة الولى‪ ،‬واختارت الفعل المضارع للتعبير عن الحدث فى اللفظة الثانية‪ ،‬وما‬ ‫ذلك إل رعاية للمعنى الفنى الدقيق الذى أرادت الية أن ترمز إليه وتدل عليه‪.‬‬ ‫قال الزمخشرى‪" :‬فإن قلت‪ :‬لم قيل‪( :‬ويقبضن‪ ،‬ولم يقل‪ :‬قابضات) (قلت)‪ :‬لن الصل فى‬ ‫الطيران هو صف الجنحة؛ لن الطيران فى الهواء كالسباحة فى الماء والصل فى السباحة مد‬ ‫الطراف وبسطها‪ ،‬وأما القبض فطارئ على البسط للستظهار به على التحرك فجئ بما هو‬ ‫طارئ غير أصل بلفظ الفعل على معنى أنهن صافات‪ ،‬ويكن منهن القبض تارة بعد تارة كما‬ ‫يكون من السابح"‪.‬‬ ‫فكأن الية قد رمزت بذلك ‪ -‬فضل عن إثبات حدثى الصف والقبض ‪ -‬إلى أن الصف هو غالب‬ ‫فعل الطير فى جو السماء وأن القبض يكون عارضا‪ ،‬وهذا المعنى وإن لم يكن مقصودا بالصالة‬ ‫من الكلم‪ ،‬فإن اختيار الية لهاتين الصيغتين قد شمل هاتين الدللتين دون أن يزيد فى لفظ الكلم‪،‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫بل عبر عن المعنى بهيئة اللفظ نفسه وليس بلفظ آخر‪ ،‬ولو خولفت تلك الصياغة وأريد التعبير‬ ‫عن تلك المعانى‪ ،‬لقيل‪" :‬يصففن غالبا وأحيانا قابضات"‪ ،‬وفيه من الركاكة والتطويل ما فيه‪ ،‬فضل‬ ‫عن أن المعنى المراد إضافته ليس مقصودا من الكلم بالصالة‪ ،‬وإنما هو متمم لبيان القدرة وتمام‬ ‫الحكمة فكان تضمينه فى هيئة الكلمة وبنيتها أولى من التيان بلفظ جديد يخصه‪.‬‬ ‫والمقصد هنا بيان قيمة الصياغة والتصريف فى التعبير عن المعانى الفنية الدقيقة فى أوجز‬ ‫عبارة‪ ،‬عن طريق الفادة من المعانى الوظيفية التى يمكن الحصول عليها من تصاريف المادة‬ ‫الواحدة‪.‬‬ ‫لذا كانت عناية اللغويين بهذا العلم الشريف الذى ل تقف قيمته عند صون اللسان عن الخطأ فى‬ ‫المفردات‪ ،‬ومراعاة قانون اللغة فى الكتابة كما ذكروا‪ ،‬وإنما تتخطى ذلك إلى تحقيق أعلى مراتب‬ ‫الفصاحة والبلغة‪ ،‬والعانة على فهم الخطاب المعجز الذى ل يتأتيه الباطل من بين يديه ول من‬ ‫خلفه‪ ،‬تنزيل من حكيم حميد‪.‬‬ ‫ولما كان كتاب (شذا العرف) من خير ما صنف فى علم الصرف‪ ،‬لما يمتاز به من السهولة‬ ‫واليجاز وحسن العرض والتناول‪ ،‬فضل عن تمكن مؤلفه فى علوم العربية وتقدمه فيها ‪ -‬ل‬ ‫جرم ‪ -‬سعدت أبلغ سعادة‪ ،‬وشرفت أيّما شرف‪ ،‬حينما عهد إلىّ بالعتناء بهذا الكتاب وشرحه‬ ‫وتحقيقه وفهرسته‪ ،‬وبذل الجُهد لخراجه على الوجه اللئق به‪ ،‬فصادف ذلك هوًى فى نفسى‬ ‫لخدمة هذا الكتاب الذى كان من أوّل ما تمرست به فى علم الصرف‪ ،‬فجزى ال الجميع خير‬ ‫الجزاء‪ ،‬وأسأله سبحانه أن ينفع به عباده‪ ،‬وأن يجزل لنا فيه المثوبة‪.‬‬ ‫د ‪ /‬عبد الحميد هنداوى‬ ‫المدرس بكلية دار العلوم ‪ -‬جامعة القاهرة‬ ‫التعريف بالشيخ الحملوى‬ ‫حمَل"‬ ‫هو الستاذ اللغوى الثقة الحافظ‪ ،‬الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحملوى نسبة إلى "مُنْيَة َ‬ ‫من قرى "بُلْبَيْس" بمحافظة الشرقية‪ .‬وهو عربى الرمة‪ ،‬ينمى إلى الدوحة العلوية الكريمة‪ ،‬كما‬ ‫صرح بذلك فى كثير من قصائده فى ديوانه‪.‬‬ ‫وقد ذكر على مبارك باشا فى كتابه الخطط التوفيقية (ج ‪ 9‬ص ‪ )77‬أنه ولد سنة "‪ 1273‬هجرية‬ ‫ ‪1856‬م" وتربى فى حجر والده‪ ،‬وقرأ وتلقى كثيرا من العلوم الشرعية والدبية عن أفاضل‬‫عصره‪ ،‬ثم دخل مدرسة دار العلوم‪ ،‬وتلقى الفنون المقررة بها‪ .‬ونال الشيخ إجازة التدريس من‬ ‫دار العلوم سنة (‪1306‬هـ ‪1888 -‬م) فعين مدرسًا بالمدارس البتدائية بوزارة المعارف‪ .‬وبعد‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫مديدة أعلنت دار العلوم بحاجتها إلى مدرس للعلوم العربية‪ ،‬وعقدت لذلك امتحان مسابقة كان‬ ‫الشيخ من أوائل المبرزين فيه‪ ،‬فنقل إلى دار العلوم‪ .‬وفى سنة ‪1897‬م ترك الستاذ التدريس‬ ‫بالمدارس الحكومة‪ ،‬مؤثرًا الشتغال بالمحاماة فى المحاكم الشرعية‪ ،‬وفى أثناء ذلك أقبل على‬ ‫التحضير لنيل شهادة العالمية من الزهر فنال بغيته‪ ،‬وكان أول من جمع بين العالمية وإجازة‬ ‫التدريس فى دار العلوم وعلى إثر ذلك عهدت إليه الجامعة الزهرية فى تدريس التاريخ والخطابة‬ ‫والرياضيات لطلبها وفى سنة ‪1902‬م أضيفت إليه مع ذلك نظارة مدرسة المرحوم عثمان باشا‬ ‫ماهر وهى مدرسة حديثة‪ ،‬كان يعلم بها القرآن والتجويد‪ ،‬ثم العلوم الدينية والعربية والعلوم‬ ‫الحديثة‪ ،‬على نحو ما يجرى فى بعض أقسام الزهر التى نظمت حينئذ تنظيما حديثًا‪ ،‬وكان‬ ‫المنتهون منها يلحقون لتمام دراساتهم بمدرسة القضاء الشرعى أو دار العلوم أو الزهر‪ .‬وقد‬ ‫قضى المترجم فى نظارة هذه المدرسة خمسا وعشرين سنة‪ ،‬انتفع به فيها طلب كثيرون‪ ،‬كان‬ ‫يمدهم بمعارفه المتفننة الواسعة‪ ،‬ويتعهدهم بالتربية السلمية والتربية القومية ويزودهم بنصائحه‬ ‫وتجاربه الكثيرة‪ ،‬إلى أن علت سنه‪ ،‬فآثر الراحة‪ ،‬وترك العمل سنة ‪1928‬م‪ .‬ثم أدركته الوفاة فى‬ ‫(‪ 22‬من شهر ربيع الول سنة ‪ 1351‬هـ = ‪ 26‬من يوليه سنة ‪1932‬م)‪.‬‬ ‫وقد كسب الشيخ معارفه العلمية فى بيئتين‪ :‬الولى الزهر‪ ،‬درس فيه علوم الدين؛ من تفسير‬ ‫وحديث وعقائد وفقه على مذهب الشافعى‪ ،‬الذى خالط حبه شفاف قلبه وتمكن من نفسه ودرس‬ ‫العلوم اللسانية‪ :‬من نحو‪ ،‬وصرف‪ ،‬وعروض‪ ،‬وبلغة‪ ،‬ووضع ‪...‬إلخ‪ ،‬على شيوخ عصره‪،‬‬ ‫وأحرز من كل ذلك قسطا موفورا‪ ،‬دل عليه تمكنه منها فى كتبه ودروسه‪ ،‬وإحرازه درجة‬ ‫العالمية‪ ،‬بعد تركه خدمة الحكومة‪.‬‬ ‫والبيئة الثانية‪ :‬دار العلوم‪ ،‬التى أنشأها على مبارك باشا وزير المعارف المصرية‪ ،‬لتخريج‬ ‫معلمين‪ ،‬يحسنون تعليم اللغة العربية والدين لتلميذ المدارس البتدائية والثانوية‪ .‬وكان طلبها‬ ‫حينئذ ينتخبون بامتحان مسابقة من صفوة الطلب الزهريين‪ ،‬الذين أنهوا دراساتهم أو كادوا‬ ‫ينتهون منها‪ ،‬وكانوا يدرسون فيها العلوم الدينية والعربية لزيادة التمكن‪ .‬إلى جانب العلوم التى لم‬ ‫تكن فى الزهر‪ :‬من بيداجوجيا‪ ،‬وأدب‪ ،‬ولغة‪ ،‬وكتابة‪ ،‬وخطابة‪ ،‬ورياضيات‪ ،‬وطبيعيات‪ ،‬وتاريخ‪،‬‬ ‫وجغرافيا‪ ،‬وخط‪ ،‬ورسم‪ ...‬إلخ‪ .‬وكانت عناية المدرسين بها تجمع بين المحاضرة والتطبيق‬ ‫العملى‪.‬‬ ‫وكان بين أساتذتها نخبة من علماء الزهر‪ ،‬أمثال الشيخ حسن المرصفى والشيخ حسن الطويل‪،‬‬ ‫والشيخ محمد عبده‪ ،‬والشيخ سليمان العبد‪ ،‬وأضرابهم من الفحول‪ .‬وكان الجمع فى دار العلوم بين‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫العلوم السلمية والعربية القديمة‪ ،‬وبين العلوم المدرسية الحديثة (كما كانوا يسمونها)‪ ،‬ثم بين‬ ‫المنهجين النظرى والتطبيقى خليقا أن يطبع خريجى دار العلوم وقتئذ بطابع وسط بين القديم‬ ‫المتمثل فى الدراسات الزهرية‪ ،‬والحديث المتمثل فيما ُيدَرّس بالمدارس المصرية الحديثة‬ ‫والجامعات الوربية‪ .‬وقد جنت مدارس وزارة المعارف ثمرات هذه المدرسة القديمة الحديثة‪،‬‬ ‫التى وصلت ماضى المة العربية بحاضرها‪ ،‬فكانت من العوامل فى النهضة الدبية والعلمية‪،‬‬ ‫التى ظهرت بواكيرها فى وادى النيل منذ بدء القرن التاسع عشر‪ .‬لذلك أقبل كثير من أذكياء‬ ‫الطلب الزهريين على دار العلوم‪ ،‬ينهلون من ثقافتها المختلطة‪ ،‬وكان المؤلف من الرعيل الول‬ ‫الذى استبق إليها‪ ،‬فنهل وعل من معارفها وآدابها‪ .‬ونال إجازة التدريس منها سنة ‪1888‬م كما‬ ‫أشرنا إليه فى صدر هذه الكلمة‪.‬‬ ‫كان الشيخ رحمه ال ضليعًا فى علوم العربية‪ :‬نحوها وصرفها ولغتها وعروضها وبلغتها‬ ‫وأدبها‪ ،‬وكان يروى من ذلك كله ويحفظ الشئ الكثير‪ ،‬مع حسن اعتناء بفهم ما يحفظ وجودة نقد‬ ‫لما يروى‪ ،‬وبراعة استخراج للعبرة والفائدة‪ .‬وكان النحو والصرف واللغة والشعر الميدان‬ ‫المحبب إليه‪ ،‬يجول فيها فيتمتع ويتتبع أقوال الوائل والواخر‪ ،‬فل يكتفى ول يشبع‪ .‬ويظهر لى‬ ‫أنه كان معجبا بابن هشام النصارى من النحاة المصريين (‪761 - 708‬هـ) وبما جمع شرحه‬ ‫للفية ابن مالك الموسوم "بأوضح المسالك‪ ،‬إلى ألفية ابن مالك"‪ .‬من مادة غزيرة‪ .‬فحفظ مسائله‪،‬‬ ‫وجعله أساس دراساته النحوية والصرفية وتحقيقاته اللغوية‪ ،‬التى كان ينثرها بين يدى تلميذه فى‬ ‫دروسه ومحاضراته‪ .‬ومنه التقط أغلى دُرره التى ألف منها كتابه هذا‪" :‬شذا العرف فى فن‬ ‫الصرف" مع ما أضاف إليها من شذرات أخرى‪ ،‬من مفصل الزمخشرى‪ ،‬ومن شافية ابن‬ ‫الحاجب‪ ،‬وشرحها لرضى الدين الستراباذىّ‪ ،‬وغيره من محققى العاجم المتأخرين‪ ،‬الذين عنوا‬ ‫بالدراسات الصرفية‪ ،‬وأشبعوها تأليفا وتوضيحًا وتصنيفًا‪ .‬وقد أسبغ الشيخ على هذه المادة التى‬ ‫أحسن اختيارها من كتب العلماء‪ ،‬كثيرا من ذوقه وخبرته بأساليب التعليم والتصنيف‪ ،‬فتصرف‬ ‫فيها توضيحا وتهذيبا‪ ،‬وتنسيقا وتبويبا‪ ،‬حتى جاء هذا الكتاب محكم الطريقة‪ ،‬واضح السلوب‪،‬‬ ‫جامعا للعناصر الضرورية التى ل بد منها لدارسى اللغة وفنونها ممثل ما وصلت إليه الثقافة‬ ‫اللغوية فى مدارس البصرة والكوفة وبغداد والفسطاط والندلس‪ .‬ثم ما انتهت إليه أخيرًا على يد‬ ‫ابن مالك وأبى حيان وتلميذها من رجال المدارس النحوية الخيرة التى ل تزال آثارها قوية‬ ‫باقية‪.‬‬ ‫وإجمال القول‪ ،‬أن كتاب "شذا العرف" من أنفع الكتب لطلب الدراسات الصرفية فى المدارس‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫والمعاهد وبعض الكليات‪ .‬وهذه الطبعة الحادية عشرة من طبعاته‪ ،‬دليل على استمرار النفع به‪،‬‬ ‫وعلى قيمة ما أودع من مادة صحيحة مهذبة ملئمة لعقول الطلب‪.‬‬ ‫مؤلفات الشيخ وآثاره العلمية والدبية‪:‬‬ ‫‪ -1‬شذا العرف‪ ،‬فى فن الصرف‪( .‬طبع أول مرة سنة ‪1312‬هـ = ‪1894‬م)‪.‬‬ ‫‪ -2‬زهر الربيع‪ ،‬فى المعانى والبيان والبديع (طبع أول مرة سنة ‪1327‬هـ = ‪1909‬م) بالمطبعة‬ ‫الميرية‪.‬‬ ‫‪ -3‬مورد الصفا‪ ،‬فى سيرة المصطفى (طبع أول مرة سنة ‪1358‬هـ = ‪1939‬م) بمطبعة‬ ‫مصطفى البابى الحلبى وأولده بالقاهرة‪.‬‬ ‫‪ -4‬قواعد التأييد‪ ،‬فى عقائد التوحيد‪ ،‬رسالة صغيرة طبعت بمطبعة مصطفى البابى الحلبى‬ ‫وأولده بالقاهرة سنة (‪1372‬هـ = ‪.)1953‬‬ ‫‪ -5‬ديوان شعره‪ .‬تم طبع الجزء الول منه فى أول يونية سنة ‪1957‬م‪ ،‬بمطبعة مصطفى البابى‬ ‫الحلبى وأولده بالقاهرة‪.‬‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( خطبة الكتاب )‬ ‫اللهمّ إنا نحمدُك يا مصرّف القلوب على مَزيد نعمك‪ ،‬ومترادِف جودك وكرمك‪ ،‬غمرتَنَا بإحسانك‪،‬‬ ‫طوْلك‪ ،‬فسبحانَك تعالتْ صفاتك عن الشبيه‬ ‫الذى مَصدرُه مجرّد فضلك‪ ،‬وشملتنا بمُضاعَف ن َعمِك و َ‬ ‫والمثال‪ ،‬وتنزهت أفعالك عن النقص والعلل؛ ل را ّد لماضى أمرك‪ ،‬ول وُصول لقدْرِك حقّ‬ ‫ث صلواتك الهامِية‪ ،‬وتسليماتك الباهرة الباهية‪ ،‬على نبيك إنسان عين‬ ‫قدرك‪ ،‬ونستمطرك غي َ‬ ‫الوجود‪ ،‬المشتقّ من ساطع نوره كلّ موجود‪" ،‬محمد" المصطفى من خير العالمين نسبًا‪ ،‬وأرفعهم‬ ‫قَدْرًا‪ ،‬وأشرفهم حسبًا‪ ،‬الذى صغّر بصحيح عزمه جيشَ الجهالة‪ ،‬ومزّق بسالم حَزمه ش ْملَ‬ ‫حكَمِ‪ ،‬وصَحْبهِ مَصادرِ الهِممِ‪ ،‬الذين َمهّدوا بلفيف جمعهم المقرون‬ ‫الضللةِ‪ ،‬وعلى آله مَظاهر ال ِ‬ ‫بالسّداد‪ ،‬سبيلَ الهُدى ومعالمَ الرّشادَ‪.‬‬ ‫وبعدُ‪ ،‬فما انتظم عِقدُ علمٍ إلّ والصّ ْرفُ واسطتُه‪ ،‬ول ارتفع مَنارُه‪ ،‬إل وهو قاعدته‪ ،‬إذ هو إحدى‬ ‫دعائم الدب‪ ،‬وبه تُعرَف سَعة كلم العرب‪ ،‬وتنجلى فرائد مفردات اليات القرآنية‪ ،‬والحاديث‬ ‫النبوية‪ ،‬وهما الواسطة فى الوصول إلى السعادة الدينية والدنيوية‪ ،‬وكان ممن تطلع لرشف أفاويقه‬ ‫وتَطّلبَ جمع تفاريقه‪ ،‬طلبة مدرسة "دار العلوم"‪ ،‬فإنهم أحدقوا بى من كل جانب‪ ،‬وكان المطلب‬ ‫فيهم أكثر من الطالب‪ ،‬فما وَسِعنى إل أن أحفظ العلم ببذله‪ ،‬وأل أضنّ به على أهله‪ ،‬فسرّحت‬ ‫نواظر البحث فى فِجاجِ الكواغد‪ ،‬وبعثتها فى طلب الشوارد‪ ،‬فاقتفت الثرَ‪ ،‬حتى أتت بالمبتدأ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫والخبر‪ ،‬ثم جعلتُ أميز الصحيح من العليل‪ .‬وَأوْدِع ما أقتطفه من ثمار الكثير فى السهل القليل‪،‬‬ ‫فجاء بحمد ال كتابًا تروق معانيه‪ ،‬وتطيب مَجانيه‪ ،‬عباراته شافية‪ ،‬وشواهده كافية‪ ،‬فأمعن نظرك‬ ‫ك فضل ال يؤتيه"‪ ،‬وإن رأيت هفوة فقل طغى القلم‪ ،‬فإن ذلك من دواعى الكرم‪،‬‬ ‫فيه‪ ،‬وقل‪" :‬ذل ْ‬ ‫وحاشاك أن تكون ممن قيل فيهم‪:‬‬ ‫*فإِنْ رََأوْا َهفْوة طارُوا بها فَرَحا * منّى وما علمِوا من صالح َدفَنُوا*‬ ‫وقد سميته‪" :‬شذا العرف‪ ،‬فى فن الصرف"‪.‬‬ ‫والَ أسأل أن يُلبسه ثوبَ القَبول‪ ،‬وأن ينفع به‪ ،‬إنه أكرم مسئول‪.‬‬ ‫وقد جعلته مرتبًا على مقدمة وثلثة أبواب‪:‬‬ ‫فالمقدمة‪ :‬فيما ل بد منه فيه‪.‬‬ ‫والباب الول‪ :‬فى الفعل‪ .‬والثانى‪ :‬فى السم‪ .‬والثالث‪ :‬فى أحكام َت ُعمّهما‪.‬‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( مقدمة فى بيان‬ ‫مبادئ علم الصرف )‬ ‫الصّ ْرفُ‪ ،‬ويُقال له‪ :‬التصريفُ‪.‬‬ ‫هو لغةً‪ :‬التغييرُ‪ ،‬ومنه {تصريفُ الرياحِ}؛ أى تغييرها‪.‬‬ ‫ن مقصودة‪ ،‬ل تحصُل‬ ‫واصطلحًا بالمعنى ال َعمَلىّ‪ :‬تحويلُ الَصلِ الواحدِ إلى أمثلةٍ مختلفةٍ‪ ،‬لِمعا ٍ‬ ‫ل والمفعولِ‪ ،‬واس ِم التفضيلِ‪ ،‬والتثني ِة والجمعِ‪ ،‬إلى غير ذلك‪.‬‬ ‫إل بها‪ ،‬كاس َمىْ الفاع ِ‬ ‫وبالمعنى العِ ْل ِمىّ‪ :‬عل ٌم بأصول ُيعْرَف بها أحوالُ أبنيةِ الكلمةِ‪ ،‬التى ليست بإعرابٍ ول بناءٍ‪.‬‬ ‫وموضوعُه‪ :‬اللفاظُ العربيةُ من حيثُ تلك الحوالِ‪ ،‬كالصحّة والعللِ‪ ،‬والصالةِ والزيادةِ‪،‬‬ ‫ونحوِها‪.‬‬ ‫ويختصّ بالسماءِ المتمكنةِ‪ ،‬والفعالِ المتصرّفة‪.‬‬ ‫ىل‬ ‫وما ورد من تثنية بعض السماء الموصولة وأسماء الشارة‪ ،‬وجمعها وتصغيرها‪ ،‬فصُورِ ّ‬ ‫حقيقىّ‪.‬‬ ‫وواضعُه‪ :‬مُعاذ بن مُسْلِم الهَرّاء‪ ،‬بتشديد الراء‪ ،‬وقيل سيدنا علىّ كرّم ال وجهه‪.‬‬ ‫ومسائلُه‪ :‬قضاياهُ التى تُذكَر فيه صريحا أو ضِمنًا‪ ،‬نحو‪ :‬كلّ واو أو ياء تحرّكت وانفتح ما قبلها‬ ‫قلبت ألفًا‪ ،‬ونحو‪ :‬إذا اجتمعت الواو والياء وسُبقت إحداهما بالسكون‪ ،‬قلبت الواو ياء‪ ،‬وأدغمت فى‬ ‫الياء‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫صوْنُ اللسانِ عن الخطِأ فى المفرداتِ‪ ،‬ومراعاةُ قانونِ اللغةِ فى الكتابةِ‪.‬‬ ‫وثمرته‪َ :‬‬ ‫واستمدادُه‪ :‬من كل ِم ال تعالى‪ ،‬وكلم رسوله صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وكل ِم العربِ‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫وحكمُ الشارعِ فيه‪ :‬الوجوبُ الكِفائىّ‪.‬‬ ‫والبنيةُ‪ :‬جمعُ بناءٍ‪ ،‬وهى هيئةُ الكلمةِ الملحوظةِ‪ ،‬من حرك ٍة وسكونٍ‪ :‬وعددِ حروفٍ‪ ،‬وترتيبٍ‪.‬‬ ‫ل على معنىً‪ ،‬بحيث متى ذُكر ذلك اللفظ‪ ،‬فُهمَ منه ذلك‬ ‫والكلمةُ‪ :‬لفظٌ مفردٌ‪ ،‬وضعه الواضعُ ليد ّ‬ ‫المعنى الموضوع هو له‪.‬‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( تقسيم الكلمة )‬ ‫تنقسم الكلمة إلى اسم وفعل وحرف‪.‬‬ ‫ل على معنى مستقلّ بالفهم ليس الزمن جزءًا منه‪ ،‬مثل رجل وكتاب‪.‬‬ ‫فالسم‪ :‬ما ُوضِع ليد ّ‬ ‫ب ويقرأ واحفظ‪.‬‬ ‫والفعل‪ :‬ما ُوضِع ليدل على معنى مستقل بالفهم‪ ،‬والزمن جزء منه‪ ،‬مثل كَ َت َ‬ ‫خلَ له هنا كما‬ ‫والحرف‪ :‬ما وُضع ليدل على معنى غير مستقلّ بالفهم‪ ،‬مثل َهلْ وفى ولم‪ ،‬ول دَ ْ‬ ‫مرّ‪.‬‬ ‫ويختص السم بقَبول حرف الجرّ‪ ،‬وأل‪ ،‬وبلحوق التنوين له‪ ،‬وبالضافة‪ ،‬وبالسناد إليه‪ ،‬وبالنداء‪،‬‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫عدَمِ‪.‬‬ ‫الحمدُ لِ مُنْشِى الخَ ْلقَ مِنْ َ‬ ‫ونحو‪{ :‬يَا إبْراهيمُ َق ْد صَ ّدقْت ال ّروْيَا}‪.‬‬ ‫ل بقبول قَدْ‪ ،‬والسين‪ ،‬وسوف‪ ،‬والنواصب‪ ،‬والجوازم‪ ،‬وبلحوق تاء الفاعل‪ ،‬وتاء‬ ‫ص الفع ُ‬ ‫ويخت ّ‬ ‫التأنيث الساكنة‪ ،‬ونون التوكيد‪ ،‬وياء المخاطبة له‪ ،‬نحو‪{ :‬قدْ أ ْفلَحَ مَنْ تَزكىّ}‪{ .‬سَنقْرئُك فَل تَنْسَى}‪.‬‬ ‫س ْوفَ ُيعْطَيكَ رَ ّبكَ فَت ْرضَى}‪{ .‬لَنْ تَنالُوا البِرّ حَتّى تُ ْنفِقُوا ممّا تُحبّون}‪{ .‬لَمْ َيلِ ْد ولَمْ يُوَلدْ}‪{ .‬رَبّنَا‬ ‫{وَلَ َ‬ ‫سجَنَنّ‬ ‫سقَيْت لَنَا}‪{ .‬لَيُ ْ‬ ‫حمَ ًة وَعِلْما}‪{ .‬قاََلتْ إِنّ أَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْز َيكَ أجْرَ مَا َ‬ ‫شىْءٍ َر ْ‬ ‫سعْت ُكلّ َ‬ ‫وَ ِ‬ ‫طمَئِنّةُ ارْجِعى إِلَى رَ ّبكِ رَاضِيةً مَ ْرضِيّةً}‪.‬‬ ‫وَلَ َيكُونًا مِنَ الصّاغِرينَ}‪{ .‬يأَيّ ُتهَا ال ّنفْس المُ ْ‬ ‫ويختص الحرف بعدم قَبول شئ من خصائصِ السم والفعل‪.‬‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الميزان‬ ‫الصرفى )‬ ‫ل الكلماتِ ثلثةُ‬ ‫‪ -1‬لما كان أكثرُ كلماتِ اللغة العربية ثُلثيًا‪ ،‬اعتبر علما ُء الصرفِ أنّ أصو َ‬ ‫أحرف‪ ،‬وقابلوها عند الوزن بالفاء والعين واللم‪ ،‬مصوّرة بصورةِ الموزون‪ ،‬فيقولون فى وزن‬ ‫حمْل‪ِ :‬فعْل بسكر الفاء وسكون العين‪ ،‬وفى كَرُمَ‪َ :‬ف ُعلَ‪ ،‬بفتح الفاء‬ ‫َقمَر مَثَلً‪َ :‬فعَل‪ ،‬بالتحريك‪ ،‬وفى ِ‬ ‫سمّون الحرف الوّل فاء الكلمة‪ ،‬والثانى عين الكلمة‪ ،‬والثالث لم‬ ‫وضم العين‪ ،‬وَهلُمّ جَرّا‪ ،‬ويُ َ‬ ‫الكلمة‪.‬‬ ‫‪ -2‬فإذا زادت الكلمة عن ثلثة أحرف‪:‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫فإن كانت زيادتُها ناشئة من أصل َوضْعِ الكلمة على أربعة أحرف أو خمسة‪ ،‬زدتَ فى الميزان‬ ‫حمَرِش‬ ‫جْ‬ ‫لمًا أَو لمين على أحرف "ف ع ل"‪ ،‬فتقول فى وزن دَحْرَجَ مثلً‪َ :‬فعَْللَ‪ ،‬وفى وزن َ‬ ‫َفعْلَلِل‪.‬‬ ‫وإن كانت ناشئة من تكرير حرف من أصول الكلمة كَرّ ْرتَ ما يقابله فى الميزان‪ ،‬فتقول فى وزن‬ ‫قدّم مَثلً‪ ،‬بتشديد العين‪ :‬ف ّعلَ‪ ،‬وفى وزن جَلْ َببَ‪َ :‬فعَْللَ‪ ،‬ويقال له‪ :‬مُضعّفُ العين أو اللم‪.‬‬ ‫وإن كانت الزيادة ناشئة من زيادة حرف أو أكثر من حروف "سألتمونيها" التى هى حروف‬ ‫ت الصول بالصول‪ ،‬وعَبّ ْرتَ عن الزائد بلفظه‪ ،‬فتقول فى وزن قائم‪ ،‬مثَلً‪ :‬فاعِل‪،‬‬ ‫الزيادة‪ ،‬قابل َ‬ ‫وفى وزن تقدّم‪َ :‬ت َف ّعلَ‪ ،‬وفى وزن استخرج‪ :‬است ْفعَل‪ ،‬وفى وزن مجتهد‪ُ :‬مفْ َتعِل‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫طقُ بها نظرًا إلى الصل‪ ،‬فيقال مثل فى وزن‬ ‫وفيما إذا كان الزائد مبدل من تاء الفتعال‪ ،‬يُنْ َ‬ ‫اضطراب‪ :‬افتعل‪ ،‬ل افطعل‪ ،‬وقد أجازه الرضىّ‪.‬‬ ‫‪ -3‬وإن حصل حذف فى الموزون حُذِف ما يقابله فى الميزان‪ ،‬فتقول فى وزن ُقلْ مثلً‪ُ :‬فلْ‪ :‬وفى‬ ‫علَة‪.‬‬ ‫وزن قاضٍ‪ :‬فاعٍ‪ ،‬وفى وزن عِدَة‪ِ :‬‬ ‫عفَل‪ ،‬بتقديم‬ ‫ب فى الموزون‪ ،‬حصل أيضا فى الميزان‪ ،‬فيقال مثلً فى وزن جاه‪َ :‬‬ ‫حصَل قل ٌ‬ ‫‪ -4‬وإن َ‬ ‫العين على الفاء‪.‬‬ ‫ف القلب بأمور خمسة‪:‬‬ ‫و ُيعْرَ ُ‬ ‫الول‪ :‬الشتقاق‪ ،‬كناءَ بالمد‪ ،‬فإن المصدر وهو النّأى‪ ،‬دليل على أن "ناء" الممدود مقلوب نأى‪،‬‬ ‫جهَة‪ ،‬دليل على أن جَاه مَقلوب وَجْه‪،‬‬ ‫فيقال‪ :‬ناء على وزن فَلَعَ‪ ،‬وكما فى جاه‪ ،‬فإن ورُود وَجْه ووُ ْ‬ ‫سىّ‪ ،‬فإِن ورود مفرده وهو َقوْس‪ ،‬دليل على أنه مقلوب‬ ‫عفَل‪ .‬وكما فى قِ ِ‬ ‫فيقال‪ :‬جاه على وزن َ‬ ‫س ْووٌ على فُلُوع‪ ،‬فقلبت الواو الثانية يا ًء لوقوعها‬ ‫ُقوُوْس‪َ ،‬فقُدّمت اللم فى موضع العين‪ ،‬فصار قُ ُ‬ ‫طَرَفا‪ ،‬والواو الولى؛ لجتماعها مع الياء وَسَبْق إحداهما بالسكون‪ ،‬وكُسِرت السينُ لمناسبة الياء‪،‬‬ ‫وكسرت القافُ لعُسْر النتقال من ضمّ إلى كسر‪ ...‬وكما فى حادِى أيضا‪ ،‬فإن ورود وَحْدة دليلٌ‬ ‫على أنه مقلوب "واحد"‪ ،‬فوزن "حادى"‪ :‬عالف‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬التصحيح مع وجود مُوجِب العلل‪ ،‬كما فى أيِسَ‪ ،‬فإِن تصحيحه مع وجود الموجِب‪ ،‬وهو‬ ‫ل و ُيعْرَفُ‬ ‫ع ِف َ‬ ‫تحريك الياء وانفتاح ما قبلها‪ ،‬دليل على أنه مقلوب يَئِسَ‪ ،‬فيقال‪ :‬أ ِيسَ على وزن َ‬ ‫القلبُ هنا أيضًا بأصله وهو اليَأس‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬نُدْرَة الستعمال‪ ،‬كآرام جمع رِئم‪ ،‬وهو الظّبْى‪ ،‬فإِنّ نُدْرَتَه وكثرة آرام‪ ،‬دليل على أنه‬ ‫سهَّلتْ‪،‬‬ ‫مقلوب أرآم‪ ،‬ووزن أرآم‪ :‬أفعال‪ :‬فقدّمت العينُ التى هى الهمزة الثانية‪ ،‬فى موضع الفاء‪ ،‬و ُ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫فصارت آرام‪ ،‬فوزنه‪ :‬أعْفال‪ .‬وكذا آراء‪ ،‬فإِنه على وزن أعفال‪ ،‬بدليل مفرده‪ ،‬وهو الرأى‪.‬‬ ‫وقال بعضهم‪ :‬إن علمة القلب هنا ورو ُد الصل‪ ،‬وهو رئم‪ ،‬ورأى‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬أن يترتّب على عدم القلب وجود همزتين فى الطرف؛ وذلك فى كل اسم فاعل من الفعل‬ ‫الجوف المهموز اللم‪ ،‬كجاء وشاء‪ ،‬فإِن اسم الفاعل منه على وزن فاعل‪ .‬والقاعدة أنه متى أُعلّ‬ ‫علّ اسم الفاعل منه‪ ،‬بقلب عينه همزة‪ ،‬فلو لم نقل بتقديم اللم فى موضع‬ ‫الفعل بقلب عينه ألفًا‪ ،‬أ ِ‬ ‫العين‪ ،‬لزم أن ننطِق باسم الفاعل من جاء‪ :‬جائئ‪ ،‬بهمزتين؛ ولذا لزم القول بتقديم اللم على‬ ‫العين‪ ،‬بدون أن تقلب همزة‪ ،‬فتقول‪ :‬جائئٌ‪ :‬بوزن فالع‪ ،‬ثم ُي َعلّ إعلل قاض فيقال جاءٍ بوزن‪:‬‬ ‫فال‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬أن يترتب على عدم القلب منع الصرف بدون مقتض‪ ،‬كأشياء‪ ،‬فإننا لو لم نقل بقلبها‪،‬‬ ‫ى إلّ أَسْماءٌ‬ ‫لزم منع "أفعال" من الصرف بدون مقتض‪ ،‬وقد ورد مصروفًا‪ .‬قال تعالى‪{ :‬إنْ ِه َ‬ ‫سمّيْ ُتمُوها}‪ ،‬فنقول‪ :‬أصل أشياءَ شَيْآء‪ ،‬على وزن فعْلءَ‪ ،‬قُ ّدمَت الهمزة التى هى اللم‪ ،‬فى موضع‬ ‫َ‬ ‫الفاء‪ ،‬فصار أشياء على وزن َل ْفعَاءَ‪ ،‬فَمن ُعهَا من الصرف نظرًا إلى الصل‪ ،‬الذى هو َفعْلء‪ .‬ول‬ ‫شك أن فعلء من موازين ألف التأنيث الممدودة‪ ،‬فهو ممنوع من الصرف لذلك‪ ،‬وهو المختار‪.‬‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الول ‪-‬‬ ‫فى الفعل ) ضمن العنوان ( التقسيم الول )‬ ‫ض ومضارع وأمر‪.‬‬ ‫التقسيم الوّل‪ :‬إلى ما ٍ‬ ‫ينقسم الفعل إلى ماض‪ ،‬ومضارع‪ ،‬وأمر‪.‬‬ ‫فالماضى‪ :‬ما دلّ على حدوث شئٍ قبل زمن التكلم‪ ،‬نحو‪ :‬قام‪ ،‬وقعد‪ ،‬وأكل‪ ،‬وشرب‪ .‬وعلمته أن‬ ‫يقبل تاء الفاعل‪ ،‬نحو‪ :‬قرأتُ‪ ،‬وتاءَ التأنيث الساكنة‪ ،‬نحو قَرَأتْ هِنْد‪.‬‬ ‫والمضارع‪ :‬ما دّل على حدوث شئٍ فى زمن التكلّم أو بعده‪ ،‬نحو يقرأ ويكتب؛ فهو صالح للحال‬ ‫والستقبال‪ .‬و ُيعَيّنُه للحال لم البتداء‪ ،‬و "ل" و "ما" النافيتان‪ ،‬نحو {إِنّى لَ َيحْزُنُنِى أَنْ تَ ْذهَبُوا بِهِ}‪.‬‬ ‫سبُ غَدا}‪.‬‬ ‫جهْرَ بالسّوءِ مِنَ القَ ْولِ}‪َ { .‬ومَا َتدْرِى َنفْسٌ مَاذَا َتكْ ِ‬ ‫حبّ الُ ال َ‬ ‫{لَ يُ ِ‬ ‫س َفهَاءُ مِنَ النّاس مَا وَلّهُمْ عَنْ‬ ‫س ْوفَ‪ ،‬وَلَنْ‪ ،‬وَأَنْ‪ ،‬وَإِنْ‪ ،‬نحو‪{ :‬سَ َيقُولُ ال ّ‬ ‫ويعينه للستقبال‪ :‬السينُ‪ ،‬وَ َ‬ ‫سوْفَ ُيعْطِيكَ رَ ّبكَ فَتَ ْرضَى}‪{ .‬لَنْ تَنَالُوا الْبِرّ حَتّى تُ ْن ِفقُوا ِممّا ُتحِبّونَ}‪.‬‬ ‫قِبْلَ ِتهِمْ الّتىِ كَانُوا عَلَ ْيهَا}‪{ .‬وََل َ‬ ‫{وَأَنْ َتصُومُوا خَيْرٌ َلكُم}‪{ .‬إنْ يَ ْنصُ ْركُمُ الُ فَلَ غَاِلبَ َلكُمْ}‪.‬‬ ‫وعلمته‪ :‬أن يصح وقوعه بعد "لم"‪ ،‬نحو‪{ :‬لَمْ َيلِ ْد وَلَمْ يُوُلدْ}‪.‬‬ ‫ول بد أن يكون مبدوءًا بحرف من حروف "أنيت"‪ ،‬وتسمى أحرف المضارعة‪ .‬فالهمزة‪ :‬للمتكلم‬ ‫وحده‪ ،‬نحو أنا أقرأ‪ .‬والنون‪ :‬له مع غيره أو للمعظّم نفسَه‪ ،‬نحو نحن نقرأ‪ .‬والياء‪ :‬للغائب المذكر‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫وجمع الغائبة‪ ،‬نحو محمد يقرأ والنسوة يقرأن‪ .‬والتاء‪ :‬للمخاطب مطلقًا‪ ،‬ومفرد الغائبة ومثناها‪،‬‬ ‫نحو أنت تقرأ يا محمد‪ ،‬وأنتما تقرآن‪ ،‬وأنتم تقرءون‪ ،‬وأنتِ يا هند تقرئين‪ ،‬وفاطمة تقرأ‪ ،‬والهندان‬ ‫تقرآن‪.‬‬ ‫طَلبُ به حصول شئ بعد زمن التكلم‪ ،‬نحو اجتهدْ‪ .‬وعلمته أن يقبل نون التوكيد‪،‬‬ ‫والمر‪ :‬ما يُ ْ‬ ‫وياء المخاطبة؛ مع دللته على الطلب‪.‬‬ ‫وأما ما يدلّ على معانى الفعال ول يقبل علماتها‪ ،‬فيقال له اسمُ فِعل‪ ،‬وهو على ثلثة أقسام‪:‬‬ ‫اسم فعل ماضى‪ :‬نحو هيْهات وَشَتّانَ‪ ،‬بمعنى َبعُدض وافترق‪.‬‬ ‫ى وَأفٌ‪ ،‬بمعنى‪ :‬أتعجب وأتضجّر‪.‬‬ ‫اسم فعل مضارع‪َ :‬كوَ ْ‬ ‫ن بمعنى‪ :‬استجبْ‪ ،‬وهو أكثرها وجودًا‪.‬‬ ‫اسم فعل أمر‪ :‬كصَ ْه بمعنى‪ :‬اسكتْ‪ ،‬وآمي َ‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الول ‪-‬‬ ‫فى الفعل ) ضمن العنوان ( التقسيم الثاني للفعل )‬ ‫ينقسم الفعل إلى صحيح‪ ،‬ومعتلّ‪.‬‬ ‫فالصحيح‪ :‬ما خلت أصوله من أحرف العلّة‪ ،‬وهى اللف‪ ،‬والواو‪ ،‬والياء‪ ،‬نحو‪ :‬كَتَب وجَلس‪.‬‬ ‫ثم إنّ حرف العلة إن سكن وانفتح ما قبله يسمى لَيّنا‪ ،‬ك َثوْب وسَيْف‪ ،‬فإن جانسه ما قبله من‬ ‫الحركات يسمى مدّا‪ ،‬كقال يقُول قِيل؛ فعلى ذلك ل تنفك اللف عن كونها حرف علة‪ ،‬ومدّ‪ ،‬ولين؛‬ ‫لسكوِنها وفتح ما قبلها دائمًا‪ ،‬بخلف أختيها‪.‬‬ ‫والمعتلّ‪ :‬ما كان أحد أصوله حرف عِلة‪ ،‬نحو‪ :‬وجد‪ ،‬وقال‪ ،‬وسعى‪.‬‬ ‫ولكل من الصحيح والمعتل أقسام‪:‬‬ ‫أقسام الصحيح‬ ‫ينقسم الصحيح إلى سالم‪ ،‬ومضعّف‪ ،‬ومهموز‪.‬‬ ‫فالسالم‪ :‬ما سلمت أصوله من أحرف العلة والهمزة‪ ،‬والتضعيف‪ ،‬كضرب ونصر وقعد وجلس‪،‬‬ ‫عكْس‪.‬‬ ‫ن يكون كل سالم صحيحًا‪ .‬ول َ‬ ‫فإِذ ْ‬ ‫والمضعّف‪ :‬ويقال له الصمّ لشدته‪ ،‬ينقسم إلى قسمين‪:‬‬ ‫مضعّف الثلثىّ ومزيده‪ ،‬ومضعف الرباعىّ‪ .‬فمضعف الثلثىّ ومزيده‪ :‬ما كانت عينه ولمه من‬ ‫جنس واحد‪ ،‬نحو فرّ‪ ،‬ومدّ‪ ،‬وامتدّ‪ ،‬واستمدّ‪ ،‬وهو محل نظر الصرفىّ‪ .‬ومضعف الرباعىّ‪ :‬ما‬ ‫سعَسَ‪َ ،‬وقَ ْل َقلَ‪.‬‬ ‫كانت فاؤه ولمه الولى من جنس‪ ،‬وعينه ولمه الثانية من جنس‪،‬كزلزلَ‪ ،‬وَعَ ْ‬ ‫والمهموز‪ :‬ما كان أحد أصوله همزة‪ ،‬نحو أخذ‪ ،‬وسأل‪ ،‬وقرأ‪.‬‬ ‫أقسام المعتلّ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ينقسم المعتل إلى مثال‪ ،‬وأجوف‪ ،‬وناقص‪ ،‬ولفيف‪.‬‬ ‫سمّى بذلك لنه يماثل الصحيح فى عدم إعلل ماضيه‪.‬‬ ‫فالمثال‪ :‬ما اعتلت فاؤه‪ ،‬نحو وَعَ َد وَيَسَر‪ ،‬و ُ‬ ‫والجوف‪ :‬ما اعتلت عينه‪ ،‬نحو قال وباع‪ .‬وسمى بذلك لخلوّ جوفه؛ أى وسطه من الحرف‬ ‫الصحيح‪ .‬ويسمى أيضًا ذا الثلثة؛ لنه عند إسناده لتاء الفاعل‪ ،‬يصير معها على ثلثة أحرفٍ‪،‬‬ ‫ت وبعت‪ ،‬فى قال وباع‪.‬‬ ‫كقُل ُ‬ ‫س ّمىَ بذلك لنقصانه‪ ،‬بحذف آخره فى بعض‬ ‫والناقص‪ :‬ما اعتلّت لمه‪ ،‬نحو غزا ورمى‪ .‬و ُ‬ ‫ت وَ َرمَت‪ .‬ويسمى أيضًا ذا الربعة؛ لنه عند إسناده لتاء الفاعل يصير معها‬ ‫التصاريف‪ ،‬كغَ َز ْ‬ ‫على أربعة أحرف‪ ،‬نحو غَزَ ْرتُ وَ َرمَ ْيتُ‪.‬‬ ‫واللفيف قسمان‪:‬‬ ‫سمّى بذلك لكون الحرف الصحيح فارقًا‬ ‫َمفْروق‪ :‬وهو ما اعتلت فاؤه ولمه‪ ،‬نحو وفى ووقى‪ .‬و ُ‬ ‫بين حر َفىْ العلة‪.‬‬ ‫سمّى بذلك لقتران حرفَى العلة‬ ‫طوَى وَ َروَى‪ .‬و ُ‬ ‫ومَقْرون‪ :‬وهو ما اعتلت عينُه ولمُه‪ ،‬نحو َ‬ ‫بعضهما ببعض‪.‬‬ ‫وهذه التقاسيم التى جرت فى الفعل‪ ،‬تجرى أيضا فى السم‪ ،‬نحو شْمس‪ ،‬ووجه‪ ،‬وَ ُيمْن‪ ،‬و َقوْل‪،‬‬ ‫حىّ‪ ،‬وَأمْر‪ ،‬وبئر‪ ،‬ونبأ‪ ،‬وَجَدّ‪ ،‬وبلبل‪.‬‬ ‫جوّ‪ ،‬وَ َ‬ ‫وسيف‪ ،‬ودلو‪ ،‬وظَبْى‪َ ،‬ووَحْى‪ ،‬وَ َ‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الول ‪-‬‬ ‫فى الفعل ) ضمن العنوان ( التقسيم الثالث للفعل‪ :‬بحسب التجرّد والزيادة وتقسيم كلّ )‬ ‫ينقسم الفعل إلى‪ :‬مجرّد ومزيد‪.‬‬ ‫فالمجرد‪ :‬ما كانت جميع حروفه أصلية‪ ،‬ل يسقط حرف منها فى تصاريف الكلمة بغير علّة‪.‬‬ ‫والمزيد‪ :‬ما زِيد فيه حرف أو أكثر على حروفه الصلية‪.‬‬ ‫والمجرد قسمان‪ :‬ثُلثىّ ورباعىّ‪.‬‬ ‫والمزيد قسمان‪ :‬مَزيد الثلثىّ‪ ،‬ومزيد الرباعىّ‪.‬‬ ‫[المجرد الثلثى]‬ ‫أما الثلثىّ المجرد‪ :‬فله باعتبار ماضيه فقط ثلثة أبواب؛ لنه دائمًا مفتوح الفاء‪ ،‬وعينه إما أن‬ ‫تكون مفتوحة‪ ،‬أو مكسورة‪ ،‬أو مضمومة‪ ،‬نحو‪ :‬نصَ َر َوضَ َربَ َوفَتحَ‪ ،‬ونحو‪ :‬كَرُم‪ ،‬ونحو‪ :‬فَرِح‬ ‫وحَسِب‪.‬‬ ‫وباعتبار الماضى مع المضارع له ستة أبواب؛ لن عين المضارع إما مضمومة‪ ،‬أو مفتوحة‪ ،‬أو‬ ‫مكسورة‪ ،‬وثلثة فى ثلثة بتسعة‪ ،‬يمتنع كسر العين فى الماضى مع ضمها فى المضارع‪ ،‬ويمتنع‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ضم العين فى الماضى مع كسرها أو فتحها فى المضارع‪ ،‬فإذن تكون أبواب الثلثى ستة‪.‬‬ ‫الباب الول‪َ :‬فعَل َي ْفعُل‬ ‫بفتح العين فى الماضى وضمها فى المضارع‪ ،‬كَ َنصَرَ يَ ْنصُر‪ ،‬و َقعَدَ َيقْعُدُ وَأَخَذَ يَ ْأخُذُ‪ ،‬وَبَرَأَ يَبْرُؤ‪،‬‬ ‫وقال يقُول‪ ،‬وَغَزَ َيغْزُو‪ ،‬ومَرّ َيمُرّ‪.‬‬ ‫الباب الثانى‪َ :‬فعَل َي ْفعِل‬ ‫بفتح العين فى الماضى وكسرها فى المضارع‪ ،‬كضَ َربَ َيضْرِب‪ ،‬وَجَلَسَ يَجْلِسُ‪َ ،‬ووَعَدَ يعد‪ ،‬وباع‬ ‫طوِى‪ ،‬وف ّر يفِرّ‪ ،‬وأتى يأتى‪ ،‬وجاء يجئ‪ ،‬وأبَر النخل‬ ‫طوَى ي ْ‬ ‫يبيع‪ ،‬ورمَى يرمِى‪ ،‬ووَقى يقِى‪ ،‬وَ َ‬ ‫يأبِره‪ ،‬وَهَنَأ َيهْنِئ‪ ،‬وََأوَى يَأوِى‪َ ،‬ووَأَى يَئ‪ ،‬بمعنى وعد‪.‬‬ ‫الباب الثالث‪َ :‬فعَل َي ْفعَل‬ ‫بالفتح فيهما‪ ،‬كفتح يفتَح‪ ،‬وذهَب يذهَب‪ ،‬وَسعَى يسعَى‪َ ،‬و َوضَع يضَع‪ ،‬وَيفَع يَ ْيفَعُ‪َ ،‬ووَهَل َيوْهَل‪،‬‬ ‫وَأَلَهَ يألَه‪ ،‬وَسأَل يَسأل‪َ ،‬وقَرَأ َيقْرَأ‪.‬‬ ‫وكل ما كانت عينه مفتوحة فى الماضى والمضارع‪ ،‬فهو حَلْقى العين أو اللم وليس كل ما كان‬ ‫حلقيًا كان مفتوحًا فيهما‪ .‬وحروف الحلق ستة‪ :‬الهمزة والهاء والحاء والخاء والعين والغين‪.‬‬ ‫وما جاء من هذا الباب بدون حرف حَلْقىّ فشاذّ‪ ،‬كأَبَى يأْبَى‪ ،‬وَهَلكَ يهْلَك‪ ،‬فى إحدى لغتيه‪ ،‬أو مِن‬ ‫تداخل اللغات‪ ،‬كركَن ي ْركَن‪َ ،‬وقَلَى يقْلَى‪ :‬غير فصيح‪ .‬وَبَقى يبقَى‪ :‬لغة طّيئ‪ ،‬والصل كسر العين‬ ‫فى الماضى‪ ،‬ولكنهم قلبوه فتحة تخفيفًا‪ ،‬وهذا قياس عندهم‪.‬‬ ‫الباب الرابع‪َ :‬فعِل َي ْفعَل‬ ‫بكسر العين فى الماضى‪ ،‬وفتحها فى المضارع‪ ،‬كفرِحَ يفرَح‪ ،‬وعلِم يَعلَم‪َ ،‬ووَجِل يوْجَل‪ ،‬وَيَبِسَ‬ ‫ضىَ يرضىَ‪َ ،‬وقَ ِوىَ َي ْقوَى‪،‬‬ ‫عوِر َي ْعوَر‪ ،‬و َر ِ‬ ‫يَيْبَس‪ ،‬وخاف يَخاف‪ ،‬وهاب يَهاب‪ ،‬وغَيِد َيغْيَد‪ ،‬وَ َ‬ ‫عضّ َي َعضّ وأمِنَ يأمَن‪ ،‬وَسَ ِئمَ يَسْأم‪ ،‬وصَدِئ َيصْدأ‪.‬‬ ‫جىَ يوْجَى‪ ،‬وَ َ‬ ‫َووَ ِ‬ ‫ويأتى من هذا الباب الفعال الدالّة على الفرح وتوابعه‪ ،‬والمتلء وَالخُ ْلوّ‪ ،‬واللوان والعيوب‪،‬‬ ‫غضِب‬ ‫والخلق الظاهرة‪ ،‬التى تذكر لتحلية النسان فى الغَزَل‪ :‬كفرِح وط ِربَ‪ ،‬وبَطِر وَأَشِر‪ ،‬وَ َ‬ ‫عمِشَ‬ ‫حمِر وسَِودَ‪ ،‬وكَعوِ َر وَ َ‬ ‫ى وَهَيِم‪ ،‬وك َ‬ ‫وَحزِن‪ ،‬وكشبع وَ َر ِوىَ وَسكِر‪ ،‬وكعطِش وظمِئ‪ ،‬وصَ ِد َ‬ ‫جهِرَ‪ ،‬وكغَيِ َد وَهَ ِيفَ وََل ِمىَ‪.‬‬ ‫وَ‬ ‫الباب الخامس‪َ :‬فعُل َي ْف ُعلُ‬ ‫سلُ‪ ،‬وَلؤُمَ‬ ‫سلَ يَأْ ُ‬ ‫سمَ َيوْسُمُ‪ ،‬وَيمُنَ يَ ْيمُنُ‪ ،‬وأَ ُ‬ ‫بضم العين فيهما‪ ،‬كشَ ُرفَ يَشْ ُرفُ وحَسُنَ يَحْسُنُ‪ ،‬ووَ ُ‬ ‫يَ ْلؤُمُ‪ ،‬وجَ ُرؤَ يَجْ ُرؤُ‪ ،‬وسَ ُروَ يَسْرُو‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ولم يرد من هذا الباب يائىّ العين إل لفظة هَ ُيؤَ‪ :‬صار ذا هيئة‪ .‬ول يائىّ اللم وهو متصرف إل‬ ‫ضعّفًا إل قليلً‪ ،‬كشَرُرْت مُثَّلثَ الراء‪ ،‬ولَبُبْت‪ ،‬بضم العين‬ ‫َن ُهوَ‪ ،‬من الّنهْية بمعنى العقل‪ ،‬ول ُم َ‬ ‫ب بفتح العين ل غير‪.‬‬ ‫وكسرها‪ ،‬والمضارع تََل ّ‬ ‫وهذا الباب للوصاف الخِلْقية‪ ،‬وهى التى لها ُمكْث‪.‬‬ ‫ولك أن تحوّل كل فعل ثلثىّ إلى هذا الباب‪ ،‬للدللة على أن معناه صار كالغريزة فى صاحبه‪.‬‬ ‫وربما استعملت أفعال هذا الباب للتعجّب‪ ،‬فتنسلخ عن الحدَث‪.‬‬ ‫الباب السادس‪َ :‬فعِل َي ْفعِل‬ ‫بالكسر فيها‪ ،‬كحسِب يحسِب‪ ،‬ونِعم ينعِم‪ .‬وهو قليل فى الصحيح‪ ،‬كثير فى المعتلّ‪ ،‬كما سيأتى‪:‬‬ ‫تنبيهات‬ ‫الول‪ :‬كل أفعال هذه البواب تكون متعدية‪ ،‬ولزمة‪ ،‬إل أفعال الباب الخامس‪ ،‬فل تكون إل‬ ‫لزمة‪ .‬وأما " َرحُبَتْك الدارُ" فعلى التوسع‪ ،‬والصل َرحُ َبتْ بك الدارُ‪ ،‬والبواب الثلثة الولى‬ ‫تسمى دعائم البواب‪ ،‬وهى فى الكثرة على ذلك الترتيب‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬أن َفعَل المفتوح العين‪ ،‬إن كان أوّله همزة أو واوًا‪ ،‬فالغالب أنه من باب ضرب‪ ،‬كأسَر‪،‬‬ ‫يأسِر وأتَى‪ ،‬يأتِى ووعد يعِد‪ ،‬ووزَن يزِن‪ .‬ومن غير الغالب‪ :‬أخَذ وأكل ووَهَل‪.‬‬ ‫وإن كان مُضاعفا فالغالب أنه من باب نصر‪ ،‬إن كان متعدّيا‪ ،‬كمَدّه َي ُمدّه‪ ،‬وصدّه يصُدّه‪.‬‬ ‫خفّ‪ ،‬وشذّ يشِذّ‪ ،‬بالذال المعجمة‪.‬‬ ‫خفّ ي ِ‬ ‫ومن باب ضرب‪ ،‬إن كان لزما‪ ،‬ك َ‬ ‫الثالث‪ :‬مما تقدم من المثلة تعلم‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن المضاعَف‪ :‬يجئ من ثلثة أبواب‪ :‬من باب َنصَر‪ ،‬وضَرَب‪ ،‬وفَرِحَ‪ ،‬نحو سرّه يسرّه‪ ،‬وفرّ‬ ‫يفِرّ‪ ،‬وعضّهُ ي َعضّه‪.‬‬ ‫‪ -2‬ومهموز الفاء‪ :‬يجئ من خمسة أبواب‪ :‬من باب نصر‪ ،‬وضرب‪ ،‬وفتح‪ ،‬وفرِح‪ ،‬وشَرُف‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫أخذ يأخُذ‪ ،‬وأسَرَ يأسِر‪ ،‬وأَهَب يأ َهبُ‪ ،‬وأمِنَ يَأمَن‪ ،‬وأسُل يأسُل‪.‬‬ ‫‪ -3‬ومهموز العين‪ :‬يجئ من أربعة أبواب‪ :‬من باب ضرب‪ ،‬وفتح‪ ،‬وفرح‪ ،‬وشَرُف‪ ،‬نحو‪ :‬وأى‬ ‫يَئى‪ ،‬وسأل يسأل‪ ،‬وس ِئمَ يسأم‪ ،‬وَلؤُم يَ ْلؤُم‪.‬‬ ‫‪ -4‬ومهموز اللم‪ :‬يجئ من خمسة أبواب‪ :‬من باب نصر‪ ،‬وضرب‪ ،‬وفتح‪ ،‬وفرح‪ ،‬وشَرُف‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫بَرَأَ يبرُؤ‪ ،‬وهَنَأ يهنئ‪ ،‬وقرَأ يقرَأ‪ ،‬وصدئ َيصْدَأ‪ ،‬وجرُؤ ويجرُؤ‪.‬‬ ‫‪ -5‬والمثال يجئ من خمسة أبواب‪ :‬من باب ضرب‪ ،‬وفتح‪ ،‬وفرح‪ ،‬وشَرُف‪ ،‬وحسِب‪ ،‬نحو‪ :‬وعَد‬ ‫يعِد‪ ،‬ووَهِل َيوْهَل‪َ ،‬ووَجِل َيوْجَل‪َ ،‬ووَسُم يوسُم‪َ ،‬ووَرِث يرِث‪ .‬وقد ورد من باب نصر لفظة واحدة‬ ‫فى لغة عامرية وهى وَجَدَ يَجُد‪ .‬قال جرير‪:‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫*لو شِ ْئتِ قد َنقَعَ الفؤادُ بشَرْبَةٍ * َت َدعُ الحوَائِمَ ل َيجِدْنَ غَلِيل*‬ ‫ُر ِوىَ بضم الجيم وكسرها‪ .‬يقول لمحبوبته‪ :‬لو شئت قد َروِى الفؤادُ بشرية من ريقك‪ ،‬تترك‬ ‫الحوَا ِئمَ‪ ،‬أى العِطاش‪ ،‬ل َيجِدن حرارة العطش‪.‬‬ ‫‪ -6‬والجوف‪ :‬يجئ من ثلثة أبواب‪ :‬من باب َنصَر‪ ،‬وضرب‪ ،‬وفرِح‪ ،‬نحو‪ :‬قال يقول‪ :‬وباع‬ ‫عوِرَ يَعوَر‪ ،‬إل أن شرطه أن يكون فى الباب الول واويّا‪ ،‬وفى‬ ‫يبيع‪ ،‬وخاف يخاف‪ ،‬وَغَيِد َيغْيَد‪ ،‬و َ‬ ‫الثانى يائيًا‪ ،‬وفى الثالث مطلقًا‪ ،‬وجاء طال يطول فقط من باب شرُف‪.‬‬ ‫‪ -7‬والناقص‪ :‬يجئ من خمسة أبواب‪ :‬من باب نصر‪ ،‬وضرب‪ ،‬وفتح‪ ،‬وفرح‪ ،‬وشرف‪ .‬نحو‪:‬‬ ‫دعا‪ ،‬ورمى‪ ،‬وسعَى‪ ،‬ورضىَ‪ ،‬وس ُروَ‪ .‬ويشترط فى الناقص من الباب الول والثانى‪ ،‬ما اشترط‬ ‫فى الجوف منهما‪.‬‬ ‫‪ -8‬واللفيف المفروق‪ :‬يجئ من ثلثة أبواب‪ :‬من باب ضرب‪ ،‬وفرح‪ ،‬وحسب‪ .‬نحو‪َ :‬وفَى يفِى‪،‬‬ ‫جىَ َيوْجَى‪ ،‬ووِلىَ يَلِى‪.‬‬ ‫وو ِ‬ ‫ى يقْوَى‪ ،‬ولم يرد‬ ‫‪ -9‬واللفيف المقرون‪ :‬يجئ من بابى ضرب‪ ،‬وفرح‪ .‬نحو‪ :‬روَى ي ْروِى‪ ،‬وق ِو َ‬ ‫يائىّ العين واللم إل فى كلمتين من باب فرح‪ ،‬هما عَ ِيىَ‪ ،‬وَحَ ِيىَ‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬الفعل الجوف‪ ،‬إن كان باللف فى الماضى‪ ،‬وبالواو فى المضارع‪ ،‬فهو من باب نصر‪،‬‬ ‫كقال يقول‪ ،‬ما عدا طال يطول‪ ،‬فإِنه من باب شرُف‪ .‬وإن كان باللف فى الماضى وبالياء فى‬ ‫المضارع‪ ،‬فهو من باب ضرب كباع يبيع‪ .‬وإن كان باللف أو بالياء أو بالواو فيهما‪ ،‬فهو من‬ ‫باب فرح‪ ،‬كخاف يخاف‪ ،‬وغَيد َيغْيَد‪ ،‬وعور يَعوَر‪.‬‬ ‫والناقص إن كان باللف فى الماضى وبالواو فى المضارع‪ ،‬فهو من باب نصر‪ ،‬كدعا يدعو‪.‬‬ ‫وإن كان باللف فى الماضى وبالياء فى المضارع‪ ،‬فهو من باب ضرب‪ ،‬كرمى يرمى‪.‬‬ ‫وإن كان باللف فيهما‪ ،‬فهو من باب فتح‪ ،‬كسعَى يسعَى‪.‬‬ ‫وإن كان بالواو فيهما‪ ،‬فهو من باب شَرُف كسَ ُروَ ويسرُو‪.‬‬ ‫وإن كان بالياء فيهما‪ ،‬فهو من باب حسِب‪ ،‬كولىِ يلِى‪.‬‬ ‫ضىَ يرضَى‪.‬‬ ‫وإن كان بالياء فى الماضى وبالَلف فى المضارع‪ ،‬فهو من باب فرح‪ ،‬كر ِ‬ ‫الخامس‪ :‬لم يرد فى اللغة ما يجب كسر عينه فى الماضى والمضارع إل ثلثََة عَشَ َر فعلً‪ ،‬وهى‪:‬‬ ‫وثِقَ به‪ ،‬ووجِد عليه؛ أى حزِن‪ ،‬وورِث المال‪ ،‬وورِع عن الشبهات‪ ،‬وورِك؛ أى اضطجع‪ ،‬وورِم‬ ‫الجُرح‪ ،‬ووَ ِرىَ المخ؛ أى اكتنز‪ ،‬ووَعِق عليه؛ أى عَجِل‪ ،‬و َوفِق أمرَه؛ أى صادفه موافقًا‪ ،‬ووقِه له؛‬ ‫ى المرَ‪ ،‬و َومِقَ؛ أى أحبّ‪.‬‬ ‫أى سمع‪ ،‬ووكِم؛ أى اغتمّ‪ ،‬ووِل َ‬ ‫وورَد أحد عشر فعل‪ُ ،‬تكْسَر عينها فى الماضى‪ ،‬ويجوز الكسر والفتح فى المضارع‪ ،‬وهى بَئِس‪،‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫بالباء الموحدة‪ ،‬وحسِب‪َ ،‬ووَبِق؛ أى هلك‪َ ،‬ووَحِمتِ الحُبْلَى‪ ،‬ووحِرَ صد ُرهُ‪َ ،‬ووَغِر؛ أَى اغتاظ‬ ‫فيهما‪ ،‬وولِ َغ الكلب‪ ،‬وولِه‪ ،‬وو ِهلَ اضطرب فيهما‪ ،‬ويَئِسَ منه‪ ،‬ويبِسَ الغصن‪.‬‬ ‫السادس‪ :‬كون الثلثى على وزن معين من الَوزان الستة المتقدمة سماعىّ‪ ،‬فل يعتمد فى معرفتها‬ ‫على قاعدة‪ ،‬غير أنه يمكن تقريبه بمراعاة هذه الضوابط‪ ،‬ويجب فيه مراعاة صورة الماضى‬ ‫والمضارع معًا‪ ،‬لمخالفة صورة المضارع للماضى الواحد كما رأيت‪ ،‬وفى غيره تراعى صورة‬ ‫الماضى فقط؛ لن لكل ماض مضارعًا ل تختلف صورته فيه‪.‬‬ ‫السابع‪ :‬ما بُنِى من الفعال مطلقًا للدللة على الغلبة فى المفاخرة‪ ،‬فقياس مضارعة ضمّ عينُه‪،‬‬ ‫كَسَا َبقَنِى زيد ٌفسبقتُه‪ ،‬فأنا أسبقُهُ‪ ،‬ما لم يكن وَا ِوىّ الفاء‪ ،‬أو يائىّ العين أو اللم‪ ،‬فقياس مضارعه‬ ‫كسر عينه‪ ،‬كواثبته َفوَثَبْتُه‪ ،‬فأنا أثِبه‪ ،‬وبايعته فبِعته‪ ،‬فأنا أبيعه‪ ،‬وراميته فرمَيْته‪ ،‬فأنا أرمِيه‪.‬‬ ‫أوزان الرباعىّ المجرّد وملحقاته‬ ‫للرباعىّ المجرّد وزن واحد‪ ،‬وهو فعلل‪ ،‬كدحرج يدحرج‪ ،‬وَدَرْبَخ يدربخ‪ .‬ومنه أفعال نحتتها‬ ‫العرب من مركبات‪ ،‬فتحفظ ول يقاس عليها‪ ،‬كبس َملَ‪ :‬إذا قال‪ :‬بسم ال‪ ،‬وحوقل إذا قال‪ :‬ل حول‬ ‫ج ْعفَل إذا قال‪:‬‬ ‫ول قوة إِل بال‪ ،‬وطَلْبَق إذا قال‪ :‬أطال ال بقاءك‪ ،‬و َد ْمعَزَ إذا قال‪ :‬أدام ال عزك‪ ،‬و َ‬ ‫جعلنى ال فداءك‪.‬‬ ‫ومحلقاته سبعة‪:‬‬ ‫الول‪َ :‬فعَْللَ‪ ،‬كجلبَبَه؛ أى ألبسه الجلباب‪.‬‬ ‫جوْرب‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬فوْعل‪ ،‬كجوربه؛ أى ألبسه ال َ‬ ‫الثالث‪ :‬ف ْعوَل‪ ،‬كرَ ْهوَك فى مِشيته؛ أى أسرع‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬فَ ْيعَل‪ ،‬كَبَيْطرَ؛ أى أصلح الدواب‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬فعْ َيلَ‪ ،‬كشَرْ َيفَ الزرعَ‪ .‬قطع شِريافه‪.‬‬ ‫السادس‪ :‬فعْلَى‪َ ،‬كسَ ْلقَى‪ :‬إذا استلقى على ظهره‪.‬‬ ‫السابع‪ :‬فعنَلَ‪ ،‬كقلنسه‪ :‬ألبسه القلنسوة‪.‬‬ ‫واللحاق‪ :‬أن تزيد فى البناء زيادة‪ ،‬لتلحقه بآخرَ أكثر منه‪ ،‬فيتصرف تصرفه‪.‬‬ ‫أوزان الثلثىّ المزيد فيه‬ ‫الفعل الثلثىّ المزيد فيه ثلثة أقسام؛ ما زيد فيه حرف واحد‪ ،‬وما زيد فيه حرفان‪ ،‬وما زيد فيه‬ ‫ثلثة أحرف‪ .‬فغاية ما يبلغ الفعل بالزيادة ستة‪ ،‬بخلف السم‪ ،‬فإنه يبلغ بالزيادة سبعة؛ لِثقل الفعل‪،‬‬ ‫وخِفة السم‪ ،‬كما سيأتى‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫فالذى زيد فيه حرف واحد‪ ،‬يأتى على ثلثة أوزان‪:‬‬ ‫الول‪َ :‬أ ْفعَل‪ ،‬كأكرم وأولَى‪ ،‬وأعطى‪ ،‬وأقام‪ ،‬وآتى‪ ،‬وآمن‪ ،‬وأقرّ‪.‬‬ ‫علَ‪ ،‬كقاتل‪ ،‬وآخذ‪ ،‬ووالى‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬فا َ‬ ‫الثالث‪َ :‬ف ّعلَ بالتضعيف‪ ،‬كفرّح‪ ،‬وزكىّ‪َ ،‬ووَلّى‪ ،‬وَبرّأ‪.‬‬ ‫والذي زيد فيه حرفان يأتى على خمسة أوزان‪:‬‬ ‫الول‪ :‬انفعَلَ‪ ،‬كانكسر‪ ،‬وانشقّ‪ ،‬وانقاد‪ ،‬وانمحى‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬افتعلَ‪ ،‬كاجتمع‪ ،‬واشتقّ‪ ،‬واختار‪ ،‬وادّعَى‪ ،‬واتصل‪ ،‬واتقى‪ ،‬واصطبر‪ ،‬واضطرب‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬ا ْف َعلّ كاحمرّ‪ ،‬واصفرّ‪ ،‬واعورّ‪ .‬وهذا الوزْن يكون غالبًا فى اللوان والعيوب‪ ،‬وندر فى‬ ‫عوَى‪.‬‬ ‫ل الروضُ‪ ،‬ومنه ارْ َ‬ ‫غيرهما‪ ،‬نحو‪ :‬ا ْر َفضّ عَرَقا‪ ،‬واخض ّ‬ ‫طهّر‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬تف ّعلَ‪ ،‬كتعلّم وتزكّى‪ ،‬ومنه اذّكر وا ّ‬ ‫علَ كتباعَ َد وتَشاوَرَ‪ ،‬ومنه تبارك وتعالى‪ ،‬وكذا اثّاقل‪ ،‬وادّارك‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬تَفا َ‬ ‫والذى زيد فيه ثلثة أحرف يأتى على أربعة أوزان‪:‬‬ ‫الول‪ :‬استفعلَ‪ ،‬كاستخرج‪ ،‬واستقام‪.‬‬ ‫عشْبه‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬ا ْفعَوعَلَ‪ ،‬كاغدودَنَ الشعر‪ :‬إذا طال‪ ،‬واعشوشب المكان‪ :‬إذا كثر ُ‬ ‫شهْبته‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬ا ْفعَالّ كاحمارّ واشهابّ‪َ :‬قوِيَت حُمرته و ُ‬ ‫الرابع‪ :‬ا ْف َع ّولَ كاجلوّذ‪ :‬إذا أسرع‪ ،‬واعَلوّطَ‪ :‬أى تعلق بعنق البعير فركبه‪.‬‬ ‫أوزان الرباعىّ المَزِيد فيه وملحقاته‬ ‫ينقسم الرباعىّ المزيد فيه إلى قسمين‪ :‬ما زيد فيه حرف واحد‪ ،‬وما زيد فيه حرفان‪ ،‬فالذى زيد‬ ‫فيه حرف واحد ووزن واحد‪ ،‬وهو تفَعللَ كتدحرجَ‪.‬‬ ‫والذى زيد فيه حرفان وزنان‪:‬‬ ‫الول‪ :‬افعنَللَ كاحرنجم‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬افعَللّ كاقشعرّ‪ ،‬واطمأنّ‪.‬‬ ‫والملحق بما زيد فيه حرف واحد يأتى على ستة أوزان‪:‬‬ ‫الول‪ :‬تفعلَلَ‪ ،‬كتجَلببَ‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬تفعولَ‪ ،‬كترْ َهوَك‪.‬‬ ‫الثالث‪ُ :‬تفَ ْيعَل‪ ،‬كتشيطَنَ‪.‬‬ ‫الرابع‪َ :‬ت َفوْعَل‪ ،‬كتجوْربَ‪.‬‬ ‫الخامس‪َ :‬ت َم ْفعَل‪ ،‬كتمسكنَ‪.‬‬ ‫السادس‪َ :‬ت َفعْلَى‪ ،‬كتسلقى‪.‬‬ ‫والملحق بما زيد فيه حرفان‪ ،‬وزنان‪:‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫سسَ‪.‬‬ ‫الول‪ :‬افعنَللَ‪ ،‬كاقعن َ‬ ‫والثانى‪ :‬افعنلَى‪ ،‬كاستلقى‪.‬‬ ‫سسَ إحدى لميه زائدة لللحاق‪ ،‬بخلف احرنجم‪،‬‬ ‫والفرق بن وزْ َنىِ احرنجمَ واقعنسَس‪ ،‬أن اقعن َ‬ ‫فإنهما فيه أصليتان‪.‬‬ ‫تنبيهان‪:‬‬ ‫الول‪ :‬ظهر لك مما تقدم أن الفعل باعتبار مادته أربعة أقسام‪ :‬ثُلثىّ‪ ،‬ورُباعىَ‪ ،‬وخُماسىّ‪،‬‬ ‫سكَنات‪ :‬سبعة وثلثون بابًا‪.‬‬ ‫وسُداسى‪ .‬وباعتبار هيئته الحاصلة من الحركات وال ّ‬ ‫الثانى‪ :‬ل يلزم فى كل مجرّد أن يستعمل له مَزِيد‪ ،‬ول فى كل مَزِيد أن يستعمل له مُجَرّد‪ ،‬ول‬ ‫فيما اس ُت ْعمِل فيه بعضُ المَزيدات‪ ،‬أن يستعمل فيه البعضُ الرابع الخر‪ ،‬بل المَدار فى كل ذلك‬ ‫على السّماع‪ .‬ويُسْتثنى من ذلك الثلثىّ اللزم‪ ،‬فتطرد زيادة الهمزة فى أوله للتعدية‪ ،‬فيقال فى‬ ‫ذهب‪ :‬أذهب‪ ،‬وفى خرج‪ :‬أخرج‪.‬‬ ‫فصل فى معانى صيغ الزوائد‬ ‫‪-1‬أ ْف َعلَ‬ ‫تأتى لعدّة معان‪:‬‬ ‫الول‪ :‬التّعدية‪ ،‬وهى تصيير الفاعل بالهمزة مفعولً‪ ،‬كأقمت زيدا‪ ،‬وأقعدته وأقرأته‪ .‬الصل‪ :‬قام‬ ‫زيد وقعد وقرأ‪ ،‬فلما دخلت عليه الهمزة صار زيد مُقاما ُم ْقعَدا ُمقْرَأ‪ ،‬فإذا كان الفعل لزمًا صار‬ ‫بها متعديًا لواحد‪ ،‬وإذا كان متعديا لواحد صار بها متعديا لثنين‪ ،‬وإذا كان متعديًا لثنين‪ ،‬صار‬ ‫بها متعديًا لثلثة‪ .‬ولم يُوجد فى اللغة ما هو متعدّ لثنين‪ ،‬وصار بالهمزة متعديًا لثلثة‪ ،‬إلّ رَأى‬ ‫وَعَلِم‪ ،‬كرأى وعلم زيدٌ بكرا قائمًا‪ ،‬تقول‪ :‬أرَ ْيتُ أو أعلمتُ زيدًا بكرًا قائمًا‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬صيرورة شئٍ ذا شئٍ‪ :‬كألبنَ الرجلُ وأتمرَ وأفلسَ‪ :‬صار ذا لبَن وتمْر وفُلُوس‪.‬‬ ‫ق وأصبحَ وأمسى‪ ،‬أى دخل فى الشأم‪،‬‬ ‫الثالث‪ :‬الدخول فى شئ‪ :‬مكانًا كان أو زمانًا‪ ،‬كأشأم وأعر َ‬ ‫والعراق‪ ،‬والصباح‪ ،‬والمساء‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬السّلْب والزالة‪ :‬كأَقذيتُ عينَ فلن‪ ،‬وأعجمتُ الكتابَ‪ :‬أى أزلتُ القَذَى عن عينه‪ ،‬وأزلتُ‬ ‫عجْمة الكتاب بنقطه‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬مصادفة الشئ على صفة‪ :‬كأحمدت زيدًا‪ :‬وأكرمته‪ ،‬وأبخلته‪ :‬أي صادفته محمودًا‪ ،‬أو‬ ‫كريمًا أو بخيلً‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫جتْ هند؛ أى استحق الزرع الحَصاد‪ ،‬وهند الزّواج‪.‬‬ ‫السادس‪ :‬بالستحقاق‪ ،‬كأحصَدَ الزرع‪ ،‬وأ ْزوَ َ‬ ‫السابع‪ :‬التعريض‪ ،‬كأرهنت المتاع وأ َبعْتُهُ؛ أى عرّضته للرهن والبيع‪.‬‬ ‫الثامن‪ :‬أن يكون بمعنى استفعل‪ ،‬كأعظمته؛ أى استعظمته‪.‬‬ ‫التاسع‪ :‬أن يكون مطاوعًا لفعّل بالتشديد‪ ،‬نحو‪ :‬فطّرته فأفطر‪ .‬وبشّرْته فأبشر‪.‬‬ ‫حفْره‪.‬‬ ‫العاشر‪ :‬التمكين‪ ،‬كأحفرته النهر؛ أى مكنته من َ‬ ‫وربما جاء المهموز كاصله‪ :‬كسَرَى وأسْرَى‪ ،‬أو أعنى عن أصله لعدم وروده‪ ،‬كأفلح‪ :‬أى فاز‪.‬‬ ‫ضتُ‬ ‫وندر مجئ الفعل متعديًا بل همزة‪ ،‬ولزمًا بها‪ ،‬كنَسَ ْلتُ ريش الطائر‪ ،‬وأنسلَ الريشُ‪ ،‬وع َر ْ‬ ‫ش َعتِ‬ ‫الشئ‪ :‬أظهرته‪ ،‬وأعرض الشئُ‪ :‬ظهر‪ ،‬وكَبَ ْبتُ زيدًا على وجهه‪ ،‬وأكبّ زيد على وجهه‪ ،‬وقَ َ‬ ‫الريحُ السحاب‪ ،‬وأقشعَ السحابُ‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫ش َعتْ وَتجَّلتِ*‬ ‫*كما أَبْ َر َقتْ ق ْومًا عِطاشًا غَمامةٌ * فلما رأوْها َأقْ َ‬ ‫علَ‬ ‫‪ -2‬فَا َ‬ ‫يكثر استعماله فى معنيين‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬التشارُك بين اثنين فأكثر‪ ،‬وهو أن يفعل أحدهما بصاحبه فعلً‪ ،‬فيقابله الخر بمثله‪،‬‬ ‫وحينئذ فيُ ْنسَب للبادئ نسبة الفاعلية‪ ،‬وللمقابل نسبة المفعولية‪ .‬فإذا كان أصل الفعل لزمًا صار‬ ‫بهذه الصيغة متعديًا‪ ،‬نحو ماشيته والصل‪ :‬مَشَيت ومشى‪.‬‬ ‫وفى هذه الصيغة معنى المغالبة‪ ،‬ويُ َدلّ على غَلَبة أحدهما‪ ،‬بصيغة َفعَل من باب َنصَر‪ ،‬ما لم يكن‬ ‫واوىّ الفاء‪ ،‬أو يائى العين أو اللم‪ ،‬فإِنه يُ َدلّ على الغلبة من باب ضَرَب كما تقدم‪ ،‬ومتى كان‬ ‫"فعَلَ" للدللة على الغلبة كان متعديًا‪ ،‬وإن كان أصله لزمًا‪ ،‬وكان من باب نصر أو ضرب على‬ ‫ما تقدم من أىّ باب كان‪.‬‬ ‫وثانيهما‪ :‬المُوالة‪ ،‬فيكون بمعنى أفعل المتعدّى‪ ،‬كـ"واليت" الصوم وتابعته‪ ،‬بمعنى أوليتُ‪ ،‬وأتبعتُ‬ ‫بعضَه بعضًا‪.‬‬ ‫وربما كان بمعنى ف ّعلَ المضعف للتكثير‪ ،‬كضاعفت الشئ وضعّفته‪.‬‬ ‫وبمعنى ف َعلَ‪ ،‬كدافع ودَفع‪ ،‬وسافر وسفَر‪.‬‬ ‫وربما كانت المفاعلة بتنزيل غير الفعل منزلته‪ ،‬كـ{يُخادعون ال}‪ ،‬جعلت معاملتهم ل بما انطوت‬ ‫عليه نفوسهم من إخفاء الكفر‪ ،‬وإظهار السلم‪ ،‬ومجازاته لهم‪ ،‬مخادعة‪.‬‬ ‫‪َ -3‬ف ّعلَ‬ ‫يكثر استعمالها فى ثمانيةٍ معانٍ‪ ،‬تُشارك أ ْف َعلَ فى اثنين منها‪ ،‬وهما التعدية‪ ،‬كقوّمتُ زيدا وقعّدته‪،‬‬ ‫والزالة‪ ،‬كجَرّبتُ البعيرَ وقشّ ْرتُ الفاكهة‪ ،‬أى أزلت جَربه‪ ،‬وأزلت قشره‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫وتنفرد بستة‪:‬‬ ‫طوَفان‪ ،‬أو فى المفعول‪ ،‬كـ{غّل َقتِ‬ ‫طوّف‪ :‬أكثر الجَولن وال ّ‬ ‫جوّل‪ ،‬و َ‬ ‫أولها‪ :‬التكثير فى الفعل‪ ،‬ك َ‬ ‫البواب}‪ ،‬أو فى الفاعل‪ ،‬كمّو َتتِ الِبلُ وب ّر َكتْ‪.‬‬ ‫وثانيها‪ :‬صيرورة شئ شبه شئٍ‪ ،‬كقوّس زيدٌ‪ ،‬وحَجّر الطين؛ أى صار شبه القوس فى النحناء‬ ‫والحجر فى الجمود‪.‬‬ ‫سقْت زيدًا‪ ،‬أو كفّرْته‪ :‬نسبته إلى الفسق‪ ،‬أو الكفر‪.‬‬ ‫وثالثها‪ :‬نسبة الشئ إلى أصل الفعل‪ ،‬كف ّ‬ ‫ورابعها‪ :‬التوجّه إلى الشئ‪ ،‬كش ّر ْقتُ‪ ،‬أو غرّبت‪ :‬توجهت إلى الشرق‪ ،‬أو الغرب‪.‬‬ ‫وخامسها‪ :‬اختصار حكاية الشئ‪ ،‬كهلّل وسبّح ولَبّى وَأمّن‪ :‬إذا قال ل إله إل ال‪ ،‬وسبحان ال‪،‬‬ ‫ولَبّيْك‪ ،‬وآمين‪.‬‬ ‫وسادسها‪ :‬قبول الشئ‪ ،‬كشفّعت زيدًا‪ :‬قبلت شفاعته‪.‬‬ ‫ى وتوَلّى وفكّر وتفكّر‪ .‬وربما أغنى عن أصله لعدم‬ ‫وربما ورد بمعنى أصله‪ ،‬أو بمعنى تفعّل‪ ،‬كول ّ‬ ‫وروده‪ ،‬كعَيّره إذا عابه‪ ،‬وعجّزت المرأة‪ :‬بلغت السن العالية‪.‬‬ ‫‪-4‬ا ْن َف َعلَ‬ ‫يأتى لمعنى واحد‪ ،‬وهو المطاوعة‪ ،‬ولهذا ل يكون إل لزمًا‪ ،‬ول يكون إل فى الفعال العلجية‪.‬‬ ‫ويأتى لمطاوعة الثلثى كثيرا‪ ،‬كقطعته فانقطع‪ ،‬وكسرته فانكسر؛ ولمطاوعة غيره قليل‪ ،‬كأطلقته‬ ‫فانطلق‪ ،‬وعدّلته ‪ -‬بالتضعيف ‪ -‬فانعدل‪ ،‬ولكونه مختصا بالعِلجيات‪ ،‬ل يقال‪ :‬علّمته فانعلم‪ ،‬ول‬ ‫فهّمته فانفهم‪.‬‬ ‫والمطاوعة‪ :‬هى قبول تأثير الغير‪.‬‬ ‫‪ -5‬افتعل‬ ‫اشتهر فى ستة معانٍ‪:‬‬ ‫أحدها‪ :‬التخاذ‪ ،‬كاختتم زيد‪ ،‬واختدم‪ :‬اتخذ له خاتمًا‪ ،‬وخادمًا‪.‬‬ ‫وثانيهما‪ :‬الجتهاد والطلب‪ ،‬كاكتسب‪ ،‬واكتتب‪ ،‬أى اجتهد وطلب الكسب والكتابة‪.‬‬ ‫وثالثها‪ :‬التشارك‪ ،‬كاختصم زيد وعمرو‪ :‬اختلفا‪.‬‬ ‫ورابعها‪ :‬الظهار‪ ،‬كاعتذر واعتظم‪ ،‬أى أظهر العُذر‪ ،‬والعَظَمة‪.‬‬ ‫وخامسها‪ :‬المبالغة فى معنى الفعل‪ ،‬كاقتدر وارتدّ‪ ،‬أى بالغ فى القدرة والرّدة‪.‬‬ ‫وسادسها‪ :‬مطاوعة الثلثىّ كثيرًا‪َ ،‬كعَدَلته فاعتدل‪َ ،‬وجَمعته فاجتمع‪.‬‬ ‫وربما أتى مطاوعًا للمضعّف ومهموز الثلثى‪ ،‬كقرّبته فاقترب‪ ،‬وأنصفته فانتصف‪ .‬وقد يجئ‬ ‫بمعنى أصله‪ ،‬لعدم وروده‪ ،‬كارتجل الخطبة‪ ،‬واشتمل الثوب‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫‪-6‬ا ْف َعلّ‬ ‫ض واعورّ‬ ‫يأتى غالبًا المعنى واحد‪ ،‬وهو قوة اللون أو العيب‪ ،‬ول يكون إل لزمًا‪ ،‬كاحم ّر وابي ّ‬ ‫عمَشُه‪.‬‬ ‫عوَرُه و َ‬ ‫واعمشّ‪ :‬قويت حمرته وبياضُه و َ‬ ‫‪َ -7‬ت َفعّل‬ ‫تأتى لخمسة معان‪:‬‬ ‫أولها‪ :‬مطاوعة فعّل مضعف العين‪ ،‬كنبّهته فتنبه‪ ،‬وكسّرته فتكَسّر‪.‬‬ ‫وثانيها‪ :‬التخاذ‪ ،‬كتوسّد ثوبه‪ :‬اتخذه وسادة‪.‬‬ ‫وثالثها‪ :‬التكلف‪ ،‬كتصبّر وتحلّم‪ :‬تكلّف الصبر والحلم‪.‬‬ ‫ورابعها‪ :‬التجنّب‪ ،‬كتحرّج وتهجّد‪ :‬تجنب الحَرَج والهُجود‪ ،‬أى النوم‪.‬‬ ‫وخامسها‪ :‬التدريج‪ ،‬كتجرّعت الماء‪ ،‬وتحفّظت العلم؛ أى شربت الماء جرْعة بعد أخرى‪ ،‬وحفظت‬ ‫العلم مسألة بعد أخرى‪ .‬وربما أغنت هذه الصيغة عن الثلثىّ‪ ،‬لعدم وروده‪ ،‬كتكلّمَ وَتصدّى‪.‬‬ ‫علَ‬ ‫‪َ -8‬تفَا َ‬ ‫اشتهرت فى أربعة معان‪:‬‬ ‫ل فى اللفظ مفعولً فى المعنى‪ ،‬بخلف‬ ‫أولها‪ :‬التشريك بين اثنين فأكثر‪ ،‬فيكون كل منهما فاع ً‬ ‫علَ المتقدم متعديًا لثنين‪ ،‬صار بهذه الصيغة متعديًا لواحد‪ ،‬كجاذب‬ ‫علَ المتقدم‪ ،‬ولذلك إذا كان فا َ‬ ‫فا َ‬ ‫زيد عَمرًا ثوبًا‪ ،‬وتجاذب زيد وعمرو ثوبًا‪ .‬وإذا كان متعديًا لواحد صار بها لزمًا‪ ،‬كخاصم زيد‬ ‫عمرا وتخاصم زيد وعمرو‪.‬‬ ‫وثانيها‪ :‬التظاهر بالفعل دون حقيقته‪ ،‬كتَنَاوَ َم وتغافل وتعامى؛ أى أظهر النوم والغفلة والعمى‪،‬‬ ‫وهى منتفية عنه‪ ،‬وقال الشاعر‪:‬‬ ‫*ليسَ الغَ ِبىّ بسيّدٍ فى قومِهِ * لكنّ سيّدَ َقوْمِهِ المتغابى*‬ ‫وقال الحريرى‪:‬‬ ‫شدِ فى أنحائِهِ ومقاص ِدهِ*‬ ‫*ولما تَعامَى الدهرُ وهو أبو الوَرَى * عن الرّ ْ‬ ‫ح ْذوُ وَالِده*‬ ‫حذُو الفتَى َ‬ ‫عمَى * ول غَ ْروَ أن يَ ْ‬ ‫*تعامَ ْيتُ حتى قِيلَ إنى أخو َ‬ ‫وثالثها‪ :‬حصول الشئ تدريجًا‪ ،‬كتزايد النيلُ‪ ،‬وتواردت البل؛ أى حصلت الزيادة والورود‬ ‫بالتدريج شيئًا فشيئًا‪.‬‬ ‫علَ‪ ،‬كباعدته فتباعد‪.‬‬ ‫ورابعها‪ :‬مطاوعة فا َ‬ ‫‪-9‬اسْ َتفْ َعلَ‬ ‫كثر استعمالها فى ستة معان‪:‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫أحدها‪ :‬الطلب حقيقة كاستغفرت ال‪ :‬أى طلبت مغفرته‪ ،‬أو مجازًا كاستخرجت الذهب من المعدن‪،‬‬ ‫سمّيت الممارسة فى إخراجه‪ ،‬والجتهاد فى الحصول عليه طلبًا‪ ،‬حيث ل يمكن الطلب الحقيقى‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وثانيها‪ :‬الصّيْروة حقيقة‪ ،‬كاستحجر الطين‪ ،‬واستحصن ال ُمهْرُ‪ :‬أى صار حَجَرا وَحِصانا‪ ،‬أو مجازًا‬ ‫كما فى المَثَل‪" :‬إن البُغاثَ بِأ ْرضِنا يَسْتَنْسِرُ"‪.‬‬ ‫أى يصير كالنّسر فى القوة‪ .‬وال ُبغَاث‪ :‬طائر ضعيف الطيران‪ ،‬ومعناه‪ :‬إن الضعيف بأرضنا يصير‬ ‫قويا‪ ،‬لستعانته بنا‪.‬‬ ‫وثالثها‪ :‬اعتقاد صفة الشئ‪ ،‬كاستحسنتُ كذا واستصوبته‪ ،‬أى اعتقدت حسنه وصوابه‪.‬‬ ‫ورابعها‪ :‬اختصار حكاية الشئ كاسترجع‪ ،‬إذا قال‪{ :‬إنا ل وإنا إليه راجعون}‪.‬‬ ‫وخامسها‪ :‬القوة‪ ،‬كاسْتُهتِ َر واستكبر‪ :‬أى قوى هِتْرُه وكبره‪.‬‬ ‫وسادسها‪ :‬المصادفة‪ ،‬كاستكرمت زيدًا أو استبخلته‪ :‬أى صادفته كريمًا أو بخيلً‪.‬‬ ‫وربما كان بمعنى أف َعلَ‪ ،‬كأجاب واستجاب‪ ،‬ولمطاوعته كأحكمته فاستحكم‪ ،‬وأقمته فاستقام‪.‬‬ ‫شوْشَب المكانُ يدل على زيادة‬ ‫ثم إنّ باقى الصيغ تدل على قوة المعنى زيادةً عن أصله‪ ،‬فمثلً اع َ‬ ‫عُشْبه أكثر من عَشب‪ ،‬واخشوشَنَ يدلّ على قوة الخشونة أكثر من خَشُن‪ ،‬واحمارّ يدل على قوة‬ ‫حمِر واحمرّ‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫اللون‪ ،‬أكثر من َ‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الول ‪-‬‬ ‫فى الفعل ) ضمن العنوان ( التقسيم الرابع للفعل‪ :‬بحسب الجمود والتصرف )‬ ‫ينقسم الفعل إلى جامد ومتصرف‪:‬‬ ‫فالجامد‪ :‬ما لزم صورةً واحدة‪ ،‬وهو إما أن يكون ملزمًا للمضىّ كليس من أخوات كان‪ ،‬وكرب‬ ‫من فعال المقاربة‪ ،‬وعَسَى وَحَ َرىَ واخلولق من أفعال الرجاء‪ ،‬وأنشأ وطفِق‪ ،‬وأخذ وجعل وعَلِق‪،‬‬ ‫من أفعال الشروع‪ ،‬و ِنعْمَ وحَبّذَا فى المدح‪ ،‬وبئس وساء فى الذم‪ ،‬وخل وعدا وحاشا فى الستثناء‪،‬‬ ‫ب وتعلّمْ‪ ،‬ول ثالث لهما‪.‬‬ ‫على خلف فى بعضها‪ ،‬وإما أن يكون ملزمًا للمرية‪ ،‬كه ْ‬ ‫والمتصرف‪ :‬مال يُلزم صُورةً واحدة‪ ،‬وهو إما أن يكون تامّ التصرف‪ ،‬وهو يأتى منه الماضى‬ ‫والمضارع والمر‪ ،‬كنصر ودحرَج‪ ،‬أو ناقصه وهو ما يأتى منه الماضى والمضارع فقط‪ ،‬كزال‬ ‫يزَال‪ ،‬وبرِحَ يبْرَحُ‪ ،‬وفَتِئ َيفْتأ‪ ،‬وانفك ينفكّ‪ ،‬وكاد يكاد‪ ،‬وأوشك يُوشِك‪.‬‬ ‫فصل فى تصريف الفعال بعضها من بعض‬ ‫كيفية تصريف المضارع من الماضى‪ :‬أن يُزاد فى أوله أحد أحرف المضارعة‪ ،‬مضمومًا فى‬ ‫الرّباعىّ كيُدحرج‪ ،‬مفتوحًا فى غيره كيكتب وينطلق ويستغفر‪.‬‬ ‫ت فاؤه‪ ،‬وحرّكت عينه بضمة أو فتحة أو كسرة‪ ،‬حسبما يقتضيه‬ ‫سكّ َن ْ‬ ‫ثم إن كان الماضى ثلثيا‪ُ ،‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫نصّ اللغة‪ ،‬كينصُر ويفتَح ويضرِب‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬وإن كان غير ثلثىّ‪ ،‬بقى على حاله إن كان‬ ‫مبدوءًا زائدة‪ ،‬كيتشارك ويتعلم ويتدحرج‪ ،‬وإل كُسر ما قبل آخره‪ ،‬ك ُيعَظّم ويقاتِل‪ ،‬وحذفت الهمزة‬ ‫الزائدة فى أوله إن كانت ك ُيكْرِم ويَسْتَخرج‪.‬‬ ‫ك و َتعَلّمْ‪ ،‬فإن‬ ‫وكيفية تصريف المر من المضارع‪ :‬أن يُحذَف حرف المضارعة‪َ ،‬كعَظّم وتشا َر ْ‬ ‫ق وَاستغفِرْ‪.‬‬ ‫كان أول الباقى ساكنًا زِيدَ فى أوله همزة‪ ،‬كانصُر وفتَحْ واضرِبْ‪ ،‬وَأكرمْ وانطِل ْ‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الول ‪-‬‬ ‫فى الفعل ) ضمن العنوان ( التقسيم الخامس للفعل‪ :‬من حيث التعدى واللزوم )‬ ‫ينقسم الفعل إلى متعدّ‪ ،‬ويسمى مُتجاوِزًا‪ ،‬وإلى لزم ويسمى قاصِرًا‪ .‬فالمتعدى عند الطلق‪ :‬ما‬ ‫يُجاوز الفاعل إلى المفعول به بنفسه‪ ،‬نحو حفظ محمد الدرس‪ .‬وعلمته أن تتصل به هاء تعود‬ ‫على غير المصدر‪ ،‬نحو زيد ضربه عمرو‪ ،‬وأن يصاغ منه اسم مفعول تامّ؛ أى غير مقترن‬ ‫بحرف جَرّ أو ظرف‪ ،‬نحو‪ :‬مضروب‪.‬‬ ‫وهو على ثلثة أقسام‪:‬‬ ‫ما يتعدى إلى مفعول واحد‪ :‬وهو كثير‪ ،‬نحو‪ :‬حفظ محمد الدرس‪ ،‬وفهم المسألة‪.‬‬ ‫وما يتعدى إِلى مفعولين‪ :‬إِما أن يكون أصلهما المبتدأ والخبر‪ ،‬وهو ظنّ وأخواتها‪ ،‬وإمَا ل‪ ،‬وهو‬ ‫أعطى وأخواتها‪.‬‬ ‫وما يتعدى إلى ثلثة مفاعيل‪ :‬وهو باب أعلم وأرى‪.‬‬ ‫واللزم‪ :‬ما لم يجاوز الفاعل إِلى المفعول به‪ ،‬كقعد محمد‪ ،‬وخرج على‪.‬‬ ‫وأسباب تعدى الفعل اللزم أصالةً ثمانيةٌ‪:‬‬ ‫الول‪ :‬الهمزة كأكرم زيدٌ عمرا‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬التضعيف كفرّحت زيدا‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬زيادة ألف المفاعلة‪ ،‬نحو‪ :‬جالس زيد العلماء‪ ،‬وقد تقدمت‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬زيادة حرف الجرّ‪ ،‬نحو‪ :‬ذهبت ِبعَلىّ‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬زيادة الهمزة والسين والتاء‪ ،‬نحو‪ :‬استخرج زيد المال‪.‬‬ ‫السادس‪ :‬ال ّتضْمين النحوى‪ ،‬وهو أن تُشْرَب كلمةٌ لزمة معنى كلمة متعدية‪ ،‬لتتعدى تعديتها‪ ،‬نحو‬ ‫ضمّن تعزموا معنى ت ْنوُوا‪ ،‬فعُ ّدىَ تعديته‪.‬‬ ‫جلَهُ} ُ‬ ‫عقْ َدةَ النّكاحِ حَتّى يَبْلُغَ الكِتَابُ أَ َ‬ ‫{ َولَ َتعْ ِزمُوا ُ‬ ‫السابع‪ :‬حذف حرف الجرّ توسعًا‪ ،‬كقوله‪:‬‬ ‫*تُمرّونَ الدّيارَ ولم َتعُوجوا * كلمُكم عَلىّ ِإذَنْ حَرَامُ*‬ ‫شهِدَ الُ أَنّ ُه لَ إلَه إلّ هُو}‪َ{ ،‬أوَعَجِبْ ُتمْ أَنْ جَاءكُمْ ِذكْرٌ‬ ‫ن وَأنْ‪ ،‬نحو قوله تعالى‪َ { :‬‬ ‫ويطّرد حذفه مع أ ّ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫مِنْ رَ ّبكُمْ}‪.‬‬ ‫الثامن‪ :‬تحويل اللزم إلى باب َنصَرَ لقصد المغالبة‪ ،‬نحو‪ :‬قاعَدته فقعدته فأنا أقعُدُه‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬ ‫والحق أن تعدية الفعل سماعية‪ ،‬فما سُم َعتْ تعديته بحرف ل يجوز تعديته بغيره‪ ،‬وما لم تسمع‬ ‫تعديته ل يجوز أن ُيعَدّى بهذه السباب‪ .‬وبعضهم جعل زيادة الهمزة فى الثلثى اللزم لقصد‬ ‫تعديته قياسًا مطردًا‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬ ‫وأسباب لزوم الفعل المتعدّى أصالةً خمسةٌ‪:‬‬ ‫الول‪ :‬التّضمين‪ ،‬وهو أن تُشْ َربَ كلمةٌ متعدية معنى كلمة لزمة‪ ،‬لتصير مثلها‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫ضمّن يخالف معنى يَخْرُج‪ ،‬فصار لزمًا مثله‪.‬‬ ‫{فَلْ َيحْذَرِ الّذِينَ يُخَاِلفُونَ عَنْ َأمْ ِرهِ} ُ‬ ‫الثانى‪ :‬تحويل الفعل المتعدى إلى َفعُل بضم العين‪ ،‬لقصد التعجب والمبالغة‪ ،‬نحو‪ :‬ضَرُبَ زيدٌ؛ أى‬ ‫ما أضْرَبْه!‬ ‫الثالث‪ :‬صيرورته مطاوعًا‪ ،‬ككسرْتُه فانكسر‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬ضعف العامل بتأخيره‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬إِنْ كُنْتُمْ للِرّؤيَا َتعْبُرونَ}‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬الضرورة‪ ،‬كقوله‪:‬‬ ‫سقِى الّضجيعَ بِبَارِدٍ بَسّامِ*‬ ‫*تَبََلتْ ُفؤَا َدكَ فى المَنَامِ خَرِي َدةٌ * تَ ْ‬ ‫سقِيهِ ريقًا باردًا‪.‬‬ ‫أى تَ ْ‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الول ‪-‬‬ ‫فى الفعل ) ضمن العنوان ( التقسيم السادس للفعل‪ :‬من حيث بناؤه للفاعل أو المفعول )‬ ‫ى للفاعل‪ ،‬ويُسمّى معلومًا‪ ،‬وهو ما ذُكرَ معه فاعله‪ ،‬نحو‪ :‬حفِظ محمد الدرس‪.‬‬ ‫ينقسم الفعل إلى مبن ّ‬ ‫حفِظ الدرس‪.‬‬ ‫ى للمفعول‪ ،‬ويسمى مجهولً‪ ،‬وهو ما حُذفَ فاعله وأنيب عنه غيره‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬ ‫وإلى مبن ّ‬ ‫وفى هذه الحالة يجب أن تغيّر صورة الفعل عن أصلها‪ ،‬فإن كان ماضيًا غير مبدوء بهمزة وصلٍ‬ ‫ول تاء زائدة‪ ،‬وليست عينه ألفا‪ ،‬ضُمّ أولُه وكُسرَ ما قبل آخره ولو تقديرًا‪ ،‬نحو‪ :‬ضُرِب علىّ‪،‬‬ ‫ورُدّ المبيع‪ .‬فإن كان مبدوءًا بتاء زائدة‪ ،‬ضُ ّم الثانى مع الولّ‪ ،‬نحو‪ُ :‬تعُلّمَ الحساب‪ ،‬وتقُو ِتلَ مع‬ ‫زيد‪ .‬وإن كان مبدوءًا بهمزة وصل ضُمّ الثالث مع الول نحو‪ :‬انطُلق بزيد‪ ،‬واسْتُخرج المعدن‪.‬‬ ‫وإن كانت عينه ألفا قلبت ياء‪ ،‬وكُسر أوله‪ ،‬بإخلص الكسر‪ ،‬أو إشمامه الضم‪ ،‬كما فى قال وباع‬ ‫واختار وانقاد‪ ،‬تقول‪ :‬بِيع الثوب‪ ،‬وقيل القول‪ ،‬واخْتِيرَ هذا‪ ،‬وانْقِيد له‪ .‬وبعضهم يُبْقى الضم‪ ،‬ويقلب‬ ‫اللف واوًا‪ ،‬كما فى قوله‪:‬‬ ‫*لَ ْيتَ‪ ،‬وهل ينفعُ شيئًا لَ ْيتُ‪ * ،‬ليتَ شَبَابا بُوعَ فاشترَ ْيتُ*‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫وقوله‪:‬‬ ‫ش ْوكَ ول تُشَاكُ*‬ ‫*حُو َكتْ عَلَى نِيرَيْنِ إِذْ ُتحَاكُ * تَخْتَ ِبطُ ال ّ‬ ‫ُروِيا بإخلص الكسر‪ ،‬وبه مع إشمام الضم‪ ،‬وبالضم الخالص‪ :‬وتُنْسب اللغة الخيرة لبنى َفقْعسٍ‬ ‫وَدُبَيْر‪ ،‬وادّعى بعضهم امتناعها فى انفعل وافتعل‪ .‬هذا إذا َأمِنَ اللبس‪ .‬فإِن لم يؤمَن‪ُ ،‬كسِر أول‬ ‫الجوف الواوىّ‪ ،‬إن كان مضارعه على يفُعل بضم العين‪ ،‬كقول العبد‪ :‬سِمت؛ أى سامنى‬ ‫سوْم‪ ،‬مع أن فاعله غيره‪ ،‬وضُ ّم أول الجوف اليائىّ‪،‬‬ ‫المشترى‪ ،‬ول تضمّه ليهامه أنه فاعل ال ّ‬ ‫وكذا الواوىّ‪ ،‬إن كان مضارعه على يفعَل‪ ،‬بفتح العين‪ ،‬نحو‪ :‬بُعتُ‪ :‬أى باعنى سيدى‪ ،‬ول ُيكْسَرُ‪،‬‬ ‫خ ْفتُ بضم الخاء؛ أى أخافنى الغير‪.‬‬ ‫ليهامه أنه فاعل البيع‪ ،‬مع أن فاعله غيره‪ ،‬وكذا ُ‬ ‫وأوجب الجمهور ضمّ فاء الثلثىّ المضعف‪ ،‬نحو‪ :‬شُدّ َومُدّ‪ ،‬والكوفيون أجازوا الكسر‪ ،‬وهى لغة‬ ‫بنى ضَبّة‪ ،‬وقد قُ ِرئَ {ه ِذهِ ِبضَاعَتُنَا رِدّت إلينا} {ولو رِدّوا َلعَادوا ِلمَا ُنهُوا عَ ْنهُ} بالكسر فيهما‪،‬‬ ‫وذلك بنقل حركة العَين إلى الفاء‪ ،‬بعد توهم سلْب حركتها‪ ،‬وجوّز ابن مالك والشمامَ فى المضعف‬ ‫أيضًا حيث قال‪:‬‬ ‫حبّ)*‬ ‫حوِ َ‬ ‫*( َومَا لِبَاعَ قَد يُرَى لِنَ ْ‬ ‫ضمّ أوله‪ ،‬وفتح ما قبل آخره ولو تقديرًا‪ ،‬نحو‪ُ :‬يضْ َربُ عَِلىّ‪ ،‬ويُرَدّ المبيع‪.‬‬ ‫وإن كان مضارعًا ُ‬ ‫فإن كان ما قبل آخر المضارع مدّا‪ ،‬كيَقول ويبيع‪ ،‬قُلب ألفا‪ ،‬كيُقال‪ ،‬ويُباع‪.‬‬ ‫ول يُبْنى الفعل اللزم للمجهول إل مع الظرف أو المصدر المتصرفين المختصين أو المجرور‬ ‫جمْعة‪َ ،‬و ُوقِفَ أمام المير‪ ،‬وجُلس جلوسٌ‬ ‫الذى لم يلزم الجارّ له طريقة واحدة‪ ،‬نحو‪ :‬سِيرَ يومُ ال ُ‬ ‫حسن‪ ،‬وفُرِح بقدوم محمد‪ ،‬بخلف اللزم حالة واحدة‪ ،‬نحو‪ :‬عندَ‪ ،‬وإِذَا‪ ،‬وسُبْحَانَ‪ ،‬و َمعَاذَ‪.‬‬ ‫ى للمجهول‪ ،‬منها‪ :‬عُ ِنىَ فلن بحاجتك؛ أى اهتمّ‪.‬‬ ‫تنبيه‪ :‬ورد فى اللغة عدة أفعال على صورة المبن ّ‬ ‫سلّ‪ :‬أصابه السّل‪.‬‬ ‫حمّى‪ .‬و ُ‬ ‫وَزُ ِهىَ علينا؛ أى تكبّرَ‪َ .‬وفُلِجَ‪ :‬أصابه الفالِج‪ ،‬وحُمّ‪ :‬استحرّ بدنه من ال ُ‬ ‫شىَ‪ ،‬والخبر‪:‬‬ ‫غِ‬ ‫وجُنّ عقله‪ :‬استتر‪ .‬وغُمّ الهِلل‪ :‬احتجب‪ .‬وغُمّ الخبرُ‪ :‬استعجم‪ .‬وأُغمِى عليه‪ُ :‬‬ ‫ش وتحيّر‪ .‬وامتُقِع أو ان ُتقِع لَونُهُ‪ :‬تغيّر‪.‬‬ ‫استعجم‪ .‬وشُ ِدهَ‪ :‬دَهِ َ‬ ‫وهذه الفعال ل تنفك عن صورة المبنىّ للمجهول‪ ،‬ما دامت لزمة‪ ،‬والوصف منها على مفعول‪،‬‬ ‫كما يُفهم من عباراتهم‪ ،‬وكأنهم لحظوا فيها وفى نظائرها أن تنطبق صورة الفعل على الوصف‪،‬‬ ‫فأتَوا به على ُفعِل بالضم‪ ،‬وجعلوا المرفوع بعده فاعل‪.‬‬ ‫عدّة أفعال مبنية للمفعول فى الستعمال الفصيح‪ ،‬وللفاعل نادرًا أو شذوذًا‪ ،‬وهذه‬ ‫ووردت أيضا َ‬ ‫مرفوعها يكون بحسب البنية‪ ،‬فمن ذلك ب ِهتَ الخص ُم و َبهُت‪ ،‬كفرح وكَرُم‪ ،‬وَهُ ِزلَ وهَزَلَهُ المرض‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫طلّ َدمُه وَطلّه‪ ،‬وَرُ ِهصَت الدابة‬ ‫عكَه‪ ،‬وَ ُ‬ ‫عكَ َووَ َ‬ ‫خىَ ونَخَاه‪ ،‬من النّخوة‪ ،‬وَ ُزكِ َم وَ َز َكمَهُ ال‪َ ،‬ووُ ِ‬ ‫ونُ ِ‬ ‫حجَر‪ ،‬ونُتِجت الناقة ونَتجَها أهلُها‪ ..‬إلى آخر ما جاء من ذلك‪ ،‬وعدّه اللغويون من باب‬ ‫وَرَهصَها ال َ‬ ‫عُ ِنىَ‪.‬‬ ‫وعلقة هذا المبحث باللغة أكثر منها بالصرف‪.‬‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الول ‪-‬‬ ‫فى الفعل ) ضمن العنوان ( التقسيم السابع للفعل‪ :‬من حيث كونه مؤكدا أو غير مؤكد )‬ ‫ينقسم الفعل إلى مؤكّد‪ ،‬وغير مؤكد‪.‬‬ ‫ن وَلَ َيكُوننْ مِنَ الصّاغِرِينَ}‪.‬‬ ‫فالمؤكّد‪ :‬ما لحقته نون التوكيد‪ .‬ثقيلة كانت أو خفيفة‪ ،‬نحو‪{ :‬لَ ُيسْجَنَ ّ‬ ‫سجَنُ‪ ،‬ويكون‪.‬‬ ‫وغير المؤكد‪ :‬ما لم تلحقه‪ ،‬نحو‪ :‬يُ ْ‬ ‫فالماضى ل يؤكّد مطلقًا‪ ،‬وأما قوله‪:‬‬ ‫سعْ ُدكِ لو رح ْمتِ مُتَيّما * لولكِ لم يكُ للصّبابة جَانِحا*‬ ‫*دامَنّ َ‬ ‫فضرورةٌ شاذة‪ ،‬سهّلَها ما فى الفعل من معنى الطلَب‪ ،‬فعومل معاملة المر‪.‬‬ ‫كما شذ توكيد السم فى قول ُرؤْبة بن العجّاج‪:‬‬ ‫شهُودَا)*‬ ‫حضِروا ال ّ‬ ‫*(أقَائِلنّ أ ْ‬ ‫والمر يجوز توكيده مطلقًا‪ ،‬نحو‪ :‬اكْتُبَنّ واجْ َتهِدَنْ‪.‬‬ ‫وأما المضارع فله ست حالت‪:‬‬ ‫الولى‪ :‬أن يكون توكيده واجبًا‪ .‬الثانية‪ :‬أن يكون قريبًا من الواجب‪ .‬الثالثة‪ :‬أن يكون كثيرًا‪.‬‬ ‫الرابعة‪ :‬أن يكون قليلً‪ .‬الخامسة‪ :‬أن يكون أقلّ‪ .‬السادسة‪ :‬أن يكون ممتنعًا‪.‬‬ ‫‪ -1‬فيجب تأكيده إذا كان مُثْبَتًا‪ ،‬مستقبلً‪ ،‬فى جواب قسمَ‪ ،‬غي َر مفصول من لمه بفاصل‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ل لكِيدَنّ أصْنَا َمكُمْ}‪ .‬وحينئذٍ يجب توكيده باللم والنون عند البصريين‪ ،‬وخُُلوّه من أحدهما‬ ‫{وَتَا ِ‬ ‫شاذ أو ضرورة‪.‬‬ ‫‪ -2‬ويكون قريبًا من الواجب إذا كان شرطًا لنِ المؤكّدَة بما الزائدة‪ ،‬نحو‪{ :‬وَِإمّا تَخَافَنّ مِنْ َقوْمٍ‬ ‫صوْما}‪.‬‬ ‫خِيَا َنةً}‪{ ،‬فَِإمّا َنذْهَبَنّ ِبكَ}‪{ ،‬فَإمّا تَرَيِنّ مِنَ الْ َبشَرِ أحَدا َفقُولِى إنّى نَذَ ْرتُ لِلرّحْمنِ َ‬ ‫َومِن تَرْك توكيده قوله‪:‬‬ ‫جدْنِى غيرَ ذى جِ َدةٍ * فمَا التّخَلّى عَنِ الخلّنِ مِنْ شِ َيمِى*‬ ‫*يا صَاحِ ِإمّا تَ ِ‬ ‫وهو قليل فى النثر‪ ،‬وقيل يختص بالضرورة‪.‬‬ ‫‪ -3‬ويكون كثيرًا إذا وقع بعد أداة طلب‪ :‬أمْرٍ‪َ ،‬أوْ َنهْى‪َ ،‬أوْ دُعَاءٍ‪ ،‬أو عَ ْرضٍ‪ ،‬أو تمنّ‪ ،‬أو استفهام‪،‬‬ ‫نحو‪ :‬لَيَقومن زيد‪ ،‬وقوله تعالى‪:‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫عمّا َي ْعمَلُ الظّاِلمُونَ}‪ ،‬وقول خِرْنِق بنت َهفّان‪:‬‬ ‫{ َولَ تَحْسَبَنّ الَ غَافِلً َ‬ ‫سمّ العُداةِ وآ َفةُ الجُزُرِ*‬ ‫*ل يَ ْب َعدَن قومى الّذِينَ هُمُ * ُ‬ ‫وقول الشاعر‪:‬‬ ‫ن بوَعْدٍ غيْرَ ُمخِْلفَةٍ * كما عهِدْ ُتكِ فى أيّامِ ذِى سََلمِ*‬ ‫*هلّ تمُنّ ْ‬ ‫وقوله‪:‬‬ ‫*فَلَيْ َتكِ َيوْمَ المُلْ َتقَى ترَيِننّى * ِل َكىْ تْعَلمِى أنّى امْ ُرؤٌ ِبكَ هَا ِئمُ*‬ ‫وقوله‪:‬‬ ‫*أفَ َبعْدَ كِنْ َدةَ َت ْمدَحَنّ قَبِيلَ*‬ ‫‪ -4‬ويكون قليل إذا كان بعد ل النافية‪ ،‬أو ما الزائدة‪ ،‬التى لم ُتسْبق بإنِ الشرطية‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫{وَا ّتقُوا فِتْ َن ًة لَ ُتصِيبَنّ الّذِينَ ظََلمُوا مِ ْنكُم خَاصّةً}‪ .‬وإنما ُأكّد مع النافى‪ ،‬لنه يشبه أداة النهى‬ ‫صورةً‪ ،‬وقوله‪:‬‬ ‫شكِيرُها*‬ ‫عضَةٍ ما يَنْبُتَنّ َ‬ ‫ت منهُمْ سيّدٌ سَرَقَ ابُْنهُ * َومِنْ ِ‬ ‫*إذا ما َ‬ ‫وكقول حاتم‪:‬‬ ‫جمَعُ َمغْنَما*‬ ‫ك وَا ِرثٌ * إَذا نَالَ مما ك ْنتَ تَ ْ‬ ‫حمَدَ ّن َ‬ ‫*قليلً به ما َي ْ‬ ‫شمَل الواقعة بعد " ُربّ" كقول جَذِيمةَ البرش‪:‬‬ ‫وما زائدة فى الجميع‪ ،‬و َ‬ ‫*رُ ّبمَا أ ْوفَ ْيتُ فى عَلَمٍ * ت ْر َفعَنْ ثوْبى شَمالتُ*‬ ‫ب معنًى‪ ،‬وخصّه بعضُهم بالضرورة‪.‬‬ ‫ى الفعل بعد ُر ّ‬ ‫وبعضهم منعها بعدها‪ ،‬لمض ّ‬ ‫‪ -5‬ويكون أقل إذا كان بعد "لَم" وبعد أداة جزاء غير "إمّا"‪ ،‬شرطا كان المؤكد أو جزاء‪ ،‬كقوله فى‬ ‫وصف جَبَل‪:‬‬ ‫حسَبُهُ ا ْلجَاهل ما لَم َيعْلَما * شيخا عَلَى كُ ْرسِيّهِ ُم َعمّما*‬ ‫*يَ ْ‬ ‫أى يعلمن‪،‬‬ ‫وكقوله‪:‬‬ ‫*مَنْ تَ ْثقَفَنْ منهم فليْس بآئبٍ * أبدا وقَ ْتلُ بنى قُتَيْ َبةَ شَافى*‬ ‫وقوله‪:‬‬ ‫*و َمهْمَا تَشَأْ منه فزارةُ تمْ َنعَا"*‬ ‫أى تمنعَنْ‪.‬‬ ‫ط الواجب‪ ،‬ولم يكن مما سبق‪ ،‬بأن كان فى جواب قسم منفىّ‪،‬‬ ‫‪ -6‬ويكون ممتنعًا إذا انتفتْ شرو ُ‬ ‫ولو كان النافى مقدرًا‪ ،‬نحو‪" :‬تال ل يذهبُ العُرْف بين ال والناس"‪ ،‬ونحو قوله تعالى‪{ :‬تَالِ َتفْتَأ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫تَ ْذكُرُ يُوسُف} أى ل تفتأ‪ .‬أو كان حالً‪ :‬كقراءة ابن كثير‪{ :‬لقْسِمُ بِ َيوْمِ ا ْلقِيَامَةِ}‪ .‬وقول الشاعر‪:‬‬ ‫ف قولً ول ي ْفعَلُ*‬ ‫ض كلّ ام ِرئٍ * يزخر ُ‬ ‫*يمينًا لبغِ ُ‬ ‫س ْوفَ ُيعْطِيكَ‬ ‫حشَرُونَ}‪ ،‬ونحو‪{ :‬وَلَ َ‬ ‫أو كان مفصول من اللم‪ ،‬نحو‪{ :‬وَلَئِن مُتّ ْم أوْ قُتِلْتُ ْم للِى الِ تُ ْ‬ ‫رَ ّبكَ فَتَ ْرضَى}‪.‬‬ ‫حكْمُ آخِ ِر الفعل المؤكّد بنون التوكيد‬ ‫ُ‬ ‫إذا لحقت النون بالفعل‪ -1 :‬فإن كان مسندًا إلى اسم ظاهر‪ ،‬أو إلى ضمير الواحد المذكر‪ ،‬فُتِحَ‬ ‫آخره لمباشرة النون له‪ ،‬ولم يحذف منه شئ‪ ،‬سواء كان صحيحًا أو معتلً‪ ،‬نحو "لَيَ ْنصُرَنّ زيد‪،‬‬ ‫سعَيَنّ" بردّ لم الفعل إلى أصلها‪.‬‬ ‫وَلَيَقضِيَنّ‪ ،‬وَلَ َيغْ ُزوَنّ‪ ،‬وَلَيَ ْ‬ ‫حذِفت نون الرفع فقط‪،‬‬ ‫‪ -2‬وإن كان مسندًا إلى ضمير الثنين‪ ،‬لم ُيحْ َذفْ أيضًا من الفعل شئ‪ ،‬و ُ‬ ‫لتوالى المثال‪ ،‬وكُسِرَت نون التوكيد‪ ،‬تشبيهًا لها بنون الرفع‪ ،‬نحو لَتَ ْنصُرَانّ يا زيدان‪ ،‬وَلَتَقضِيانّ‪،‬‬ ‫سعَيانّ‪.‬‬ ‫ولَتغزُوَانّ‪ ،‬وَلَتَ ْ‬ ‫‪ -3‬وإن كان مسندًا إلى واو الجمع‪ ،‬فإن كان صحيحًا حذفت نون الرفع لتوالى المثال‪ ،‬وواو‬ ‫الجمع للتقاء الساكنين‪ ،‬نحو‪ :‬لَتَنصُرنّ يا قوم‪.‬‬ ‫وإن كان ناقصًا وكانت عين الفعل مضمومة أو مكسورة‪ ،‬حذفت أيضًا لم الفعل زيادة على ما‬ ‫ن وَلَتَقضُنّ يا قوم‪ ،‬بضم ما قبل النون فى المثلة الثلثة‪ ،‬للدللة على المحذوف‪،‬‬ ‫تقدم‪ ،‬نحو‪ :‬لَ َتغْزُ ّ‬ ‫فإن كانت العين مفتوحة‪ ،‬حُذفت لم الفعل فقط‪ ،‬وبقى فتح ما قبلها‪ ،‬وحرّكت واو الجمع بالضمة‪،‬‬ ‫س َعوُنّ‪.‬‬ ‫ن وَلَتَ ْ‬ ‫شوُ ّ‬ ‫نحو‪ :‬لَ َتخْ َ‬ ‫وسيأتى الكلم على ذلك فى الحذف للتقاء الساكنين‪ ،‬إن شاء ال تعالى‪.‬‬ ‫‪ -4‬وإن كان مسندًا إلى ياء المخاطبة‪ ،‬حذفت الياء والنون‪ ،‬نحو‪ :‬لتَ ْنصُرِنّ يا دعدُ‪ ،‬ول َتغْزِنّ‬ ‫ولتَ ْرمِنّ‪ ،‬بكسر ما قبل النون‪ ،‬إل إذا كان الفعل ناقصًا‪ ،‬وكانت عينه مفتوحة‪ ،‬فتبقى ياء المخاطبة‬ ‫سعَيِنّ ولتَخْشَيِنّ يا دَعدُ‪.‬‬ ‫محركة بالكسر‪ ،‬مع فتح ما قبلها‪ ،‬نحو‪ :‬ل َت ْ‬ ‫‪ -5‬وإن كان مسندًا إلى نون الناث‪ ،‬زيدت ألف بينها وبين نون التوكيد‪ ،‬وكسرت نون التوكيد‪،‬‬ ‫سعَيْنَانّ‪ ،‬ول َتغْزُونَانّ‪ ،‬ولَت ْرمِينَانّ‪.‬‬ ‫لوقوعها بعد اللف‪ ،‬نحو‪ :‬لتَنصُرْنانّ يا نسوة ولتَ ْ‬ ‫سعَيَنّ‪ .‬ونحو‪:‬‬ ‫والمر مثل المضارع فى جميع ذلك‪ ،‬نحو‪ :‬اضربَنّ يا زيد‪ ،‬واغ ُزوَنّ وا ْرمِيَنّ وا ْ‬ ‫ن واقضُنّ‪ ،‬ونحو‪:‬‬ ‫ن وارمِيانّ واسعِيانّ‪ .‬ونحو‪ :‬اضرُبنّ يا زيدون واغْزُ ّ‬ ‫اضْرِبانّ يا زيدانِ واغزِوا ّ‬ ‫س َعوُنّ‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫شوُنّ وا ْ‬ ‫خَ‬ ‫اْ‬ ‫* وتختص النون الخفيفة بأحكام أربعة‪:‬‬ ‫حدّه‪ ،‬فل‬ ‫الول‪ :‬أنها ل تقع بعد اللف الفارقة بينها وبين نون الناث؛ للتقاء الساكنين على غير َ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫خشَيْنانْ‪.‬‬ ‫تقول ا ْ‬ ‫الثانى‪ :‬أنها ل تقع بعد ألف الثنين‪ ،‬فل تقول‪ :‬ل تضْرِبانْ يا زيدان‪ ،‬لما تقدم‪.‬‬ ‫ونقل الفارسىّ عن يونس إجازته فيهما‪ ،‬ونظّرَ له بقراءة نافع‪{ :‬ومَحياىْ}‪ ،‬بسكون الياء بعد اللف‪.‬‬ ‫سعْ ِدىّ‪:‬‬ ‫الثالث‪ :‬أنها تُحذف إذا وليها ساكن‪ ،‬كقول الضبط بن قُربع ال ّ‬ ‫طعَهْ*‬ ‫ص القَرِيبَ إِنْ قَ َ‬ ‫ل * وأق ِ‬ ‫صلَ الْحَ ْب َ‬ ‫ن َو َ‬ ‫صلْ حِبالَ البَعيدِ إِ ْ‬ ‫* َف ِ‬ ‫عّلكَ أَنْ * تَ ْركَعَ َي ْومًا والدّهْرُ قد َر َفعَه*‬ ‫ن الفقيرَ َ‬ ‫*ول ُتهِي َ‬ ‫أى ل تهينَنّ‬ ‫س َفعًا}‪،‬‬ ‫الرابع‪ :‬أنها ُت ْعطَى فى الوقف حكم التنوين‪ ،‬فإِن وقعت بعد فتحة قلبت ألفًا‪ ،‬نحو‪{ :‬لن ْ‬ ‫و{ليكُونًا}‪ ،‬ونحو‪:‬‬ ‫*وإِيّاكَ وَالميْتَاتِ ل َتقْرَبَ ّنهَا * ول تعبُدِ الشّيْطانَ وال فاعْبُدَا*‬ ‫وإن وقعت بعد ضمة أو كسرة حُذِفت‪ ،‬ورُدّ ما حذف فى الوصل لجلها‪ .‬تقول فى الوصل‬ ‫اضرُبنّ يا قوم‪ ،‬واضرِبنّ يا هند‪ ،‬والصل‪ :‬اضْرِبُون واضْرِبِينْ‪ ،‬فإذا وقفتَ عليها حذفت النون‪،‬‬ ‫لشبهها بالتنوين‪ ،‬فترجع الواو والياء؛ لزوال الساكنين‪ ،‬فتقول‪ :‬اضربوا‪ ،‬واضربى‪.‬‬ ‫تتمة‬ ‫فى حكم الفعال عند إسنادها إلى الضمائر ونحوها‬ ‫‪ -1‬حكم الصحيح السالم‪ :‬أنه ل يدخله تغيير عند اتصال الضمائر ونحوها به‪ ،‬نحو كتبتُ‪ ،‬وكتَبُوا‪،‬‬ ‫وكتَبَتْ‪.‬‬ ‫‪ -2‬وحكم المهموز‪ :‬كحكم السالم‪ ،‬إل أن المر من أخَ َذ وأَكلَ‪ ،‬تحذف همزته مطلقًا‪ ،‬نحو خُذْ‬ ‫سلْ بَنِى‬ ‫وكُلْ‪ ،‬ومن أمر وسأل فى البتداء‪ ،‬نحو مُرُوا بالمعروف‪ ،‬وا ْن َهوْا عن المنكر‪ ،‬ونحو { َ‬ ‫إسْرَائِيلَ}‪ .‬ويجوز الحذف وعدمه إذا سُبقا بشئ‪ ،‬نحو قلت له‪ :‬مُرْ‪ ،‬أو ا ْؤمُرْ‪ ،‬وقلت له‪ :‬سلْ‪ ،‬أو‬ ‫اسأل‪.‬‬ ‫وكذا تحذف همزة رأى‪ ،‬أى عين الفعل من المضارع والمر‪ ،‬كيرى ورَه‪ ،‬الصل‪ :‬يَرْأَى‪ ،‬نُقلت‬ ‫حركة الهمزة إلى ما قبلها‪ ،‬ثم حذفت للتقائها ساكنة مع ما بعدها‪ ،‬والمر محمول على المضارع‪.‬‬ ‫وتحذف همزة أرَى‪ ،‬أى عينه أيضًا فى جميع تصاريفه‪ ،‬نحو أرَى وَيُرى وأرِه‪.‬‬ ‫وإذا اجتمعت همزتان فى أول الكلمة وسكنت ثانيتهما‪ ،‬أبدلت مدا من جنس حركة ما قبلها‪ ،‬كما‬ ‫سيأتى‪.‬‬ ‫‪ -3‬حكم المضعف الثلثى ومزيده‪ :‬يجب فى ماضيه الدغام‪ ،‬نحو‪ :‬مدّ واستمدّ‪ ،‬ومدّوا واستمدوا‪،‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ما لم يتصل به ضمير رفع متحرك‪ ،‬فيجب الفك‪ ،‬نحو مَ َد ْدتُ‪ ،‬والنسوة َمدَدْن‪ ،‬واستمددت‪ ،‬والنسوة‬ ‫استمددن‪.‬‬ ‫ويجب فى مضارعه الدغام أيضًا‪ ،‬نحو يَ ُردّ ويستردّ‪ ،‬ويردّون ويستردون‪ ،‬ما لم يكن مجزومًا‬ ‫بالسكون‪ ،‬فيجوز المران‪ ،‬نحو‪ :‬لم يَرُدّ ولم يَ ْردُدْ‪ ،‬ولم يستردّ ولم يسترددْ‪ ،‬وما لم تتصل به نون‬ ‫النسوة‪ ،‬فيجب الفك‪ ،‬نحو‪ :‬يَر ُددْن ويستر ِددْن‪ .‬بخلف ما إذا كان مجزومًا بغير السكون‪ ،‬فإِنه كغير‬ ‫المجزوم‪ ،‬تقول‪ :‬لم يردّوا‪ ،‬ولم يستردّوا‪.‬‬ ‫والمر كالمضارع المجزوم فى جميع ذلك نحو ُردّ يا زيدُ واردُدْ‪ ،‬واست ِردّ واسترددْ‪ ،‬وار ُددْن‬ ‫واسترددْن يا نسوة‪ ،‬وردّوا واستردّوا‪.‬‬ ‫‪ -4‬حكم المثال‪ :‬قد تقدم أنه إما يائىّ الفاء‪ ،‬أو واويّها‪.‬‬ ‫فاليائىّ‪ :‬ل يُحذف منه فى المضارع شئ‪ ،‬إل فى لفظين حكاهما سيبويه‪ ،‬وهما يَسرَ البعيرُ يَسِرُ‪،‬‬ ‫كوعَدَ َيعِدُ‪ ،‬من ال َيسْر كالضّرْب‪ :‬أى اللين والنقياد‪ ،‬ويَئِسَ يَئِسُ فى لغة‪.‬‬ ‫والواوىّ‪ :‬تحذف فاؤه من المضارع‪ ،‬إذا كان على وزن "يفعِل" بكسر العين وكذا من المر؛ لنه‬ ‫فرعه‪ ،‬نحو وعَد يعِد عِدْ‪ ،‬وَوَزَنَ يَزِنُ زِنْ‪ .‬وأما إذا كان يائيًا كيَنَعَ يَيْنع‪ ،‬أو كان واويًا‪ ،‬وكان‬ ‫مضارعه على وزن يفعُل بضم العين‪ ،‬نحو َوجُه َيوْجُه‪ ،‬أو على وزن َي ْفعَل بفتحها نحو وجِل‬ ‫َيوْجَل‪ ،‬فل يُحْذف منه شئ‪ .‬وسُمع‪ :‬يا جَل ويَيْجَل‪ .‬وشذّ‪ :‬يَدَع‪ ،‬ويَزَع‪ ،‬ويَذَر‪ ،‬ويَضع‪ ،‬وَيقَع‪ ،‬ويَلَعُ‪،‬‬ ‫ويَلَغ‪ ،‬و َيهَب‪ ،‬بفتح عينها‪ ،‬وقيل ل شذوذ‪ ،‬إذ أصلها على وزن يفعِل بكسر العين‪ ،‬وإنما فتحت‬ ‫لمناسبة حرف الحلق‪ ،‬وُحمِل يذَر على َيدَع‪.‬‬ ‫أما الحذف فى يَطأ ويَسَعُ فشا ّذ اتفاقًا‪ ،‬إذ ماضيهما مكسور العين‪ ،‬والقياس فى عين مضارعه‬ ‫الفتح‪.‬‬ ‫وأما مصدر نحو وَعَ َد َووَزَنَ‪ ،‬فيجوز فيه الحذف وعدمه‪ ،‬فتقول‪ :‬وعد يعد عِ َد ًة َووَعْدًا‪َ ،‬ووَزَن‬ ‫يزن زِنَة َووَزنًا‪ ،‬وإذا حذفت الواو من المصدر عوّضت عنها تاء فى آخره‪ ،‬كما رأيت‪ ،‬وقد‬ ‫تحذف شذوذا‪ ،‬كقوله‪:‬‬ ‫*إِن الخليطَ َأجَدّوا البَيْن فانجرَدُوا * وأخلفوك عِدَ المرِ الذى وَعَدُوا*‬ ‫حشَة بالمهملة للرض الموحِشة‪ ،‬وجِهة للمكان المتجّهِ‬ ‫وشذ حذفُ الفاء فى نحو رِقة‪ :‬للفضة‪ ،‬و ِ‬ ‫إليه‪ ،‬لنتفاء المصدرية عنها‪.‬‬ ‫‪ -5‬حكم الجوف‪ :‬إن أعِلّت عينه‪ ،‬وتحركت لمه‪ ،‬ثبتت العين‪.‬‬ ‫وإن سكنت بالجزم‪ ،‬نحو‪ :‬لم يقل‪ ،‬أو بالبناء فى المر‪ ،‬نحو‪ُ :‬قلْ‪ ،‬أو لتصاله بضمير رفع متحرّك‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫فى الماضى‪ ،‬حُذفت عينه‪ ،‬وذلك فى الماضى‪ ،‬بعد تحويل فعَلَ بفتح العين إلى فعُل بضمها إن كان‬ ‫أصل العين واوًا كقال‪ ،‬وإلى فعِل بالكسر إن كان أصلها ياء كباع‪ ،‬وتنقل حركة العين إلى الفاء‬ ‫ت وَ ِب ْعتُ‪،‬‬ ‫فيهما‪ ،‬لتكون حركة الفاء دالة على أن العين واو فى الوّل‪ ،‬وياء فى الثانى‪ ،‬تقول‪ :‬قُ ْل ُ‬ ‫بالضم فى الوّل‪ ،‬والكسر فى الثانى‪ ،‬بخلف مضموم العين ومكسورها‪ ،‬كطال وخافَ‪ ،‬فل تحويل‬ ‫خ ْفتُ‪ ،‬بالضم فى الوْل‪،‬‬ ‫ت وَ ِ‬ ‫فيهما‪ ،‬وإنما تنقل حركة العين إلى الفاء‪ ،‬للدللة على البِنية‪ ،‬تقول‪ :‬طُ ْل ُ‬ ‫والكسر فى الثانى‪.‬‬ ‫هذا فى المجرّد‪ ،‬والمزيدُ مثله فى حذف عينه إن سكنت لمه‪ ،‬وَأَعِلّت عينه بالقلب‪ ،‬كأقمت‬ ‫واستقمت‪ ،‬واخترت وانقدت‪ .‬وإن لم تعلّ العين لم تحذف‪ ،‬كقاوَ ْمتُ‪َ ،‬وقَ ّو ْمتُ‪.‬‬ ‫‪-6‬حكم الناقص‪ :‬إذا كان الفعل الناقص ماضيًا‪ ،‬وأسند لواو الجماعة‪ ،‬حذفَ منه حرف العلة‪،‬‬ ‫س َعوْا‪،‬‬ ‫سعَى‪َ :‬‬ ‫وبقى فتحُ ما قبله إن كان المحذوف ألفًا‪ ،‬ويضم إن كان واوا أو ياء‪ ،‬فتقول فى نحو َ‬ ‫ضىَ‪ :‬سَرُوا وَرَضُوا‪.‬‬ ‫وفى سَ ُر َو وَ َر ِ‬ ‫وإذا ُأسْنِد لغير الواو من الضمائر البارزة‪ ،‬لم يحذف حرف العلة‪ ،‬بل يبقى على أصله‪ ،‬وتقلب‬ ‫اللف واوا أو ياء تبعًا لصلها إِن كانت ثالثة‪ ،‬فتقول فى نحو سَ ُروَ‪ :‬سَرُونَا‪ .‬وفى َرضِىَ‪ :‬رضِينا‪،‬‬ ‫وفى غزا ورمى‪ :‬غَ َزوْنا وَ َرمَيْنا‪ ،‬وَغَ َزوَا وَرَميا‪ .‬فإن زادت على ثلثة قلبت ياء مطلقًا‪ ،‬نحو‬ ‫أعْطَ ْيتُ واستعطيت‪ .‬وإذا لحقت تاء التأنيث ما آخِره ألف حذفت مطلقًا‪ ،‬نحو َر َمتْ‪ ،‬وأعطت‪،‬‬ ‫واستعطت‪ ،‬بخلف ما آخره واو أو ياء‪ ،‬فل يحذف منه شئ‪.‬‬ ‫وأما إذا كان مضارعًا‪ ،‬وأسند لواو الجماعة أو ياء المخاطبة‪ ،‬فيحذف حرف العلة‪ ،‬ويفتح ما قبله‬ ‫إن كان المحذوف ألفًا‪ ،‬كما فى الماضى‪ ،‬ويؤتى بحركة مجانسة لواو الجماعة‪ ،‬أو ياء المخاطبة‪،‬‬ ‫سعَيْن يا هند‪ ،‬وفى نحو‬ ‫س َعوْنَ‪ ،‬وتَ ْ‬ ‫إن كان المحذوف واوًا أو ياء‪ ،‬فتقول فى نحو يسعَى‪ :‬الرجال يَ ْ‬ ‫يغزُو ويرمى‪ :‬الرجال يغزُون ويرمُون‪ ،‬وتغزِين وترمين يا هند‪.‬‬ ‫وإذا أسند لنون النسوة لم يحذف حرفُ العلة‪ ،‬بل يبقى على أصله‪ ،‬غير أن اللف تقلب ياء‪ ،‬فتقول‬ ‫فى نحو يغزو ويرمى‪ :‬النساء يغزُون ويرمِين‪ ،‬وفى نحو يسعَى‪ :‬النساء يسعَيْن‪.‬‬ ‫وإذا أسند للف الثنين لم يحذَف منه شئ أيضًا‪ ،‬وتقلب اللف ياء‪ ،‬نحو الزيدان يغ ُزوَان ويرميان‬ ‫وَيسعَيان‪.‬‬ ‫سعَيَا‪ ،‬وَاغْزُوا‪،‬‬ ‫والمر كالمضارع المجزوم‪ ،‬فتقول‪ :‬اغزُ‪ ،‬وارمِ‪ ،‬وَاسعَ‪ ،‬وَاغْ ُزوَا‪ ،‬وَا ْرمِيَا‪ ،‬وَا ْ‬ ‫سعَواْ‪.‬‬ ‫وَا ْرمُوا‪ ،‬وَا ْ‬ ‫‪ -7‬حكم اللفيف‪ :‬إن كان مفروقًا‪ ،‬فحكم فائه مطلقًا حكم فاء المثال‪ ،‬وحكم لمه حكم لم الناقص‪،‬‬ ‫طوِ‪ ...‬إلى‬ ‫كوقَى‪ .‬تقول‪َ :‬وقَى َيقِى ِقهْ‪ ،‬وإن كان مقرونًا‪ :‬فحكمه حكم الناقص‪ ،‬كطوى يطوِى ا ْ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫آخره‪.‬‬ ‫جهًا‪:‬‬ ‫عشَ َر وَ ْ‬ ‫تنبيه ‪ -‬يتصرف الماضى باعتبار اتصال ضمير الرفع به إلى ثلثَةَ َ‬ ‫اثنان للمتكلم نحو‪َ :‬نصَ ْرتُ‪ ،‬نصرنا‪.‬‬ ‫وخمسة للمخاطب نحو‪ :‬نصرتَ‪ ،‬نصرتِ‪ ،‬نصرتما‪ ،‬نصرتُم‪ ،‬نصرتُنّ‪.‬‬ ‫وستة للغائب نحو‪ :‬نصرَ‪ ،‬نصرَا‪ ،‬نصرُوا‪ .‬نص َرتْ‪ ،‬نصرَتَا‪ ،‬نصرْنَ‪.‬‬ ‫وكذا المضارع‪ ،‬نحو أنصرُ‪ ،‬ننصُر‪ .‬تنصُر يا زيد‪ ،‬تنصُران يا زيدان‪ ،‬أو يا هندان‪ ،‬تنصُرون‪،‬‬ ‫تنصرين‪ ،‬تنصُرْنَ‪ .‬ينصُر‪ ،‬ينصُران‪ ،‬ينصرُون‪ ،‬هند تنصرُ‪ ،‬الهندان تنصران‪ ،‬النسوة يَنْصرن‪.‬‬ ‫ومثله المبنى للمجهول‪.‬‬ ‫ويتصرف المر إلى خمسة‪ :‬انصُرْ‪ ،‬انصرَا‪ ،‬انصُرُوا‪ ،‬ا ْنصُرى‪ ،‬انصُرْنَ‪.‬‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثانى ‪-‬‬ ‫فى الكلم على السم ) ضمن العنوان ( التقسيم الول للسم من حيث التجرد والزيادة )‬ ‫ينقسم السم إلى مجرّد ومزيد‪ ،‬والمجرد إلى ثُلثىّ‪ ،‬ورُباعىّ‪ ،‬وخماسىّ‪.‬‬ ‫(‪ -)1‬فأوزان الثلثىّ المتفق عليها عشْرة‪:‬‬ ‫سهْل‪.‬‬ ‫سهْم و َ‬ ‫‪َ -1‬فعْل‪ :‬بفتح فسكون‪ ،‬ك َ‬ ‫‪َ -2‬فعَل‪ :‬بفتحتين‪ :‬ك َقمَر وبَطَل‪.‬‬ ‫حذِر‪.‬‬ ‫‪َ -3‬فعِل‪ :‬بفتح فكسر‪ ،‬ككَتِف‪ ،‬و َ‬ ‫‪َ -4‬فعُل‪ :‬بفتح فضم‪ ،‬ك َعضُد وَيقُظ‪.‬‬ ‫حمْل و ِنكْس‪.‬‬ ‫‪ِ -5‬فعْل‪ :‬بكسر فسكون‪ ،‬ك ِ‬ ‫‪ِ -6‬فعَل‪ :‬بكسر ففتح‪َ ،‬كعِنَب وزِيمَ‪ :‬أى متفرق‪.‬‬ ‫‪ِ -7‬فعِل‪ :‬بكسرتين‪ :‬كإِبِل وبِلِز أى ضخمة‪ ،‬وهذا الوزن قليل‪ ،‬حتى ادّعى سيبويه أنه لم يرد منه‬ ‫إل إِبل‪.‬‬ ‫‪ُ -8‬فعْل‪ :‬بضم فسكون‪ ،‬كقُفْل وحُلْو‪.‬‬ ‫حطَم‪.‬‬ ‫‪ُ -9‬فعَل‪ :‬بضم ففتح‪ ،‬كصُرَد و ُ‬ ‫‪ُ -10‬فعُل‪ :‬بضمتين‪ ،‬كعُنُق‪ ،‬وناقة سُرُح‪ :‬أى سريعة‪.‬‬ ‫وكانت القسمة العقلية تقتضى اثنى عشر وزنًا‪ ،‬لَن حركات الفاء ثلثة وهى الفتح والضم‬ ‫والكسر‪ ،‬ويجرى ذلك فى العين أيضًا‪ ،‬ويزيد السكون‪ ،‬والثلثة فى الربعة باثنى عشرة‪َ .‬يقِلّ‬ ‫" ُفعِل" بضم فكسر‪ ،‬كدُئِل‪ :‬اسم لدويْبة‪ ،‬أو اسم قَبيلة؛ لن هذا الوزن ُقصِد تخصيصه بالفعل المبنى‬ ‫للمجهول‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫وأما " ِفعُل" بكسر فضم‪ ،‬فغير موجود‪ ،‬وذلك لعسر النتقال من كسر إلى ضم‪ .‬ويُجاب عن قراءة‬ ‫سمَاءِ ذَاتِ الحِبُك} بكسر فضم‪ ،‬بأنه مِن تداخل اللغتين فى جزأىِ الكلمة‪ ،‬إذ يقال حُبُك‬ ‫بعضهم‪{ :‬وَال ّ‬ ‫بضمتين‪ ،‬وحِبِك بكسرتين‪ ،‬فالكسر فى الفاء من الثانية‪ ،‬والضم فى العين من الولى‪ .‬وقيل كُسِرَت‬ ‫الحاء إتباعًا لكسرة تاء "ذات"‪.‬‬ ‫ثم إن بعض هذه الوزان قد يُخفّف‪ ،‬فنحو كَتِف‪ ،‬يخفف بإسكان العين فقط أو به مع كسر الفاء‪.‬‬ ‫خفّف أيضًا مع هذين بكسرتين فيكون فيه أر َبعُ لغات كفخذ‪ .‬ومثل‬ ‫وإذا كان ثانيه حرف حلق‪ُ ،‬‬ ‫عضُد وإِبِل وعُنُق‪ ،‬يخفّف بإِسكان العين‪.‬‬ ‫شهِد‪ ،‬ونحو َ‬ ‫السم فى ذلك الفعل ك َ‬ ‫(‪ -)2‬وأوزان السم الرباعى المجرّد المتفق عليها خمسة‪:‬‬ ‫‪َ -1‬فعْلَل‪ :‬بفتح أوله وثالثه وسكون ثانيه‪ ،‬كجَعفر‪.‬‬ ‫‪َ -2‬و ِفعْلِل‪ :‬بكسرهما وسكون ثانيه كزِبْرِج للزينة‪.‬‬ ‫‪ -3‬و ُفعْلُل‪ :‬بضمهما وسكون ثانيه‪ ،‬كبُرْثُنٍ ِل َمخْلب السد‪.‬‬ ‫‪ -4‬و ِف َعلّ‪ :‬بكسر ففتح مشدّدة ك ِقمَطْر‪ ،‬لوعاء الكتب‪.‬‬ ‫‪ -5‬و ِفعْلَل‪ :‬بكسر فسكون ففتح كدِرْهَم‪.‬‬ ‫جخْدَب‪ :‬اسم للسد‪.‬‬ ‫وزاد الخفش وزن " ُفعْلَل" بضم فسكون ففتح‪ ،‬كَ ُ‬ ‫جخْدُب بالضم‪ .‬والصحيح أنه أصل‪ ،‬ولكنه قليل‪.‬‬ ‫وبعضهم يقول‪ :‬إنه فرع ُ‬ ‫(‪ -)3‬وأوزان الخماسىّ أربعة‪:‬‬ ‫‪َ -1‬فعَلّل‪ :‬بفتحات‪ ،‬مُشدد اللم الولى‪ ،‬كسفرجل‪.‬‬ ‫حمَرِش للمرأة العجوز‪.‬‬ ‫‪ -2‬و َفعْلَِللٌ‪ :‬بفتح أوله وثالثه‪ ،‬وسكون ثانيه‪ ،‬وكسر رابعه‪َ ،‬كجَ ْ‬ ‫‪ -3‬و ِفعْللّ‪ :‬بكسر فسكون ففتح‪ ،‬مشدد اللم الثانية كقِرْطعب‪ :‬للشئ القليل‪.‬‬ ‫عمِل‪ ،‬وهو الشئ القليل‪.‬‬ ‫‪ -4‬و ُفعَلّل‪ :‬بضم ففتح فتشديد اللم الولى مكسورة كقُذَ ْ‬ ‫تنبيه ‪ -‬قد علمت مما تقدم أن السم المتمكن ل تقل حروفه الصلية عن ثلثة‪ ،‬إل إذا دخله‬ ‫الحذف‪ ،‬كـ‪ :‬يد‪ ،‬ودم‪ ،‬وعدة‪ ،‬وسه‪ ،‬وأن أوزان المجرد منه عشرون‪ ،‬أو أحد وعشرون‪ ،‬كما‬ ‫تقدم‪.‬‬ ‫(‪ -)4‬وأما المزيد فيه فأوزانه كثيرة‪ ،‬ول يتجاوز بالزيادة سبعة أحرف‪ ،‬كما أن الفعل ل يتجاوز‬ ‫بالزيادة ستة‪ .‬فالسم الثلثى الصول المزيد فيه نحو اشهيباب‪ ،‬مصدر اشهابّ‪.‬‬ ‫والرباعى الصول‪ :‬المزيد فيه نحو احرنجام‪ ،‬مصدر احرنجمت البل إذا اجتمعت‪.‬‬ ‫والخماسى الصول‪ :‬ل يزاد فيه إلّ حرف مَدّ قبل الخر أو بعده نحو‪ :‬عضرفوط‪ ،‬مهمل‬ ‫الطرفين‪ ،‬بفتحتين بينهما سكون مضموم الفاء‪ :‬اسم لدويبة بيضاء‪ ،‬وقبعثرى‪ ،‬بسكون العين وفتح‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ما عداها‪ :‬اسم للبعير الكثير الشعر‪.‬‬ ‫وأما نحو خندريس اسم للخمر‪ ،‬فقيل إنه رباعى مزيد فيه‪ ،‬فوزنه فنعليل‪ ،‬والوْلى الحكم بأصالة‬ ‫النون‪ ،‬إذ قد ورد هذا الوزن فى نحو برقعيد‪ :‬لبلد‪ ،‬ودردبيس‪ :‬للداهية‪ ،‬وسلسبيل‪ :‬اسم للخمر‪،‬‬ ‫ولِعينٍ فى الجنة‪ ،‬قيل معرّب‪ ،‬وقيل عربى منحوت من سلس سبيله‪ ،‬كما فى "شفاء العليل"‪.‬‬ ‫وبالجملة فأوزان المزيد فيه تبلغ ثلث مئة وثمانية‪ ،‬على ما نقله سيبويه‪ ،‬وزاد بعضهم عليها نحو‬ ‫الثمانين‪ ،‬مع ضعف فى بعضها وسيأتى إن شاء ال تعالى‪ ،‬فى باب الزيادة‪ ،‬قانونٌ به يعرف‬ ‫الزائد من الصلى‪.‬‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثانى ‪-‬‬ ‫فى الكلم على السم ) ضمن العنوان ( التقسيم الثانى للسم‪ :‬من حيث الجمود والشتقاق )‬ ‫ينقسم السم إلى جامد ومشتق‪.‬‬ ‫حدَث‪ ،‬أو معنى من غير ملحظة صفة‪ ،‬كأسماء‬ ‫فالجامد‪ :‬ما لم يؤخذ من غيره‪ ،‬ودلّ عَلَى َ‬ ‫الجناس المحسوسة‪ ،‬مثل رجُل وشجَر وبقَر‪ .‬وأسماء الجناس المعنوية‪ ،‬كنصْر و َفهْم وقيام وقعود‬ ‫وضَوْء ونُور وزَمان‪.‬‬ ‫والمشتق‪ :‬ما أخِذَ من غيره‪ ،‬ودل على ذات‪ ،‬مع ملحظة صفة‪ ،‬كعالِم وظريف‪ .‬ومن أسماء‬ ‫الجناس المعنوية المصدرية يكون الشتقاق‪ ،‬ك َفهِم من الفهم‪ ،‬ونصرَ من النصر‪.‬‬ ‫وندر الشتقاق من أسماء الجناس المحسوسة‪ ،‬كأورقت الشجار‪ ،‬وأسبعت الرض‪ :‬من الوَرَق‬ ‫ستَ الدواء‪ :‬من ال َعقْرب‪ ،‬والنّرجِس‪ ،‬والفُلْفُل‪ ،‬أى‬ ‫والسّبُع‪ ،‬وكعقْرَبْتُ الصّدْغ‪ ،‬وفَ ْلفَلَت الطعام‪ ،‬ونَرْجَ ْ‬ ‫جعلت شعر الصدغ كالعقرب‪ ،‬وجعلت الفلفل فى الطعام‪ ،‬والنرجس فى الدواء‪.‬‬ ‫والشتقاق‪ :‬أخذ كلمة من أخرى‪ ،‬مع تناسب بينهما فى المعنى وتغيير فى اللفظ‪ .‬وينقسم إلى ثلثة‬ ‫أقسام‪ :‬صغير‪ ،‬وهو ما اتحدت الكلمتان فيه حروفًا وترتيبًا‪ ،‬كعلم من العلم‪ ،‬وفهم من الفهم‪ .‬وكبير‪:‬‬ ‫وهو ما اتحدتا فيه حروفًا ل ترتيبًا‪ ،‬كجبذ من الجَذْب‪ .‬وأكبر‪ :‬وهو ما اتحدتا فيه فى أكثر‬ ‫الحروف‪ ،‬مع تناسب فى الباقى ك َنعَقَ من ال ّنهْق‪ ،‬لتناسب العين فى المخرج‪.‬‬ ‫وأهم الَقسام عند الصرفىّ هو الصغير‪.‬‬ ‫حدَث فقط‪ ،‬بخلف الفعل‪،‬‬ ‫وأصل المشتقات عند البصريين‪ :‬المصدر‪ ،‬لكونه بسيطًا‪ ،‬أى يَدُل على ال َ‬ ‫فإنه َي ُدلّ عَلَى الحدث والزمن‪ .‬وعند الكوفيين‪ :‬الصل الفعل‪ ،‬لن المصدر يجئ بعده فى‬ ‫التصريف‪ ،‬والذى عليه جميع الصّرْفيين الوّل‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ويُشتق من المصدر عشرة أشياء‪ :‬الماضى‪ ،‬والمضارع‪ ،‬والمر‪( ،‬وقد تقدمت) واسم الفاعل‪ ،‬واسم‬ ‫المفعول‪ ،‬والصفة المشبهة‪ ،‬واسم التفضيل‪ ،‬واسما الزمان والمكان‪ ،‬واسم اللة‪.‬‬ ‫ب والمصغر‪ .‬وكل يحتاج إلى البيان‪.‬‬ ‫ويلحق بها شيئان‪ :‬المنسو ُ‬ ‫ال َمصْدَر‬ ‫قد علمتَ أن أبنية الفعل ثُلثية‪ ،‬ورُباعية‪ ،‬وخُماسية‪ ،‬وسُداسية؛ ولكل بناء منها مصدر‪.‬‬ ‫مصادر الثلثىّ‬ ‫[القياسى]‬ ‫قد تقدم أن للماضى الثلثىّ ثلثةَ أوزان‪َ :‬ف َعلَ بفتح العين‪ ،‬ويكون متعدّيًا كضربه‪ ،‬ولزمًا كقعد‪،‬‬ ‫َو َفعِلَ‪ :‬بكسر العين‪ ،‬ويكون متعديًا أيضًا ك َفهِم الدرس‪ ،‬ولزمًا كرضِىَ‪َ ،‬و َف ُعلَ‪ :‬بضم العين‪ ،‬ول‬ ‫يكون إل لزمًا‪.‬‬ ‫‪ - 2 ، 1‬فأما َفعَل بالفتح‪َ ،‬و َفعِل بالكسر المتعدّيان‪ ،‬فقياس مصدرهما‪َ :‬فعْل‪ ،‬بفتح فسكون‪ ،‬كضَرَب‬ ‫ضَرْبا‪ ،‬وَرَدّ رَدّا‪َ ،‬و َفهِمَ َف ْهمًا‪ ،‬وََأمِنَ أمْنا إل إن دل الول على حِرفة‪ ،‬فقياسه فِعالة بكسر أوّله‪،‬‬ ‫كالخِياطة والحِياكة‪.‬‬ ‫ج ِوىَ جَوى‪،‬‬ ‫‪ -3‬وأما َفعِل بكسر العين القاصر‪ ،‬فمصدرُه القياسىّ‪َ :‬فعَل بفتحتين‪ ،‬كفرِح فَرَحا وَ َ‬ ‫شلّ شَلَل؛ إل إن دل على حِرفة أو وِلية‪ .‬فقياسه‪ :‬فِعالة‪ ،‬بكسر الفاء‪ ،‬كوَِلىَ عليهم وِلية‪ .‬أو دلّ‬ ‫وَ َ‬ ‫حمْرة‪ ،‬أو كان علجًا ووصفُه على‬ ‫حمِر ُ‬ ‫حوّة‪ ،‬وَ َ‬ ‫حوِى ُ‬ ‫على لون‪ ،‬فقياسه‪ُ :‬فعْلة‪ ،‬بضم فسكون كَ َ‬ ‫فاعل‪ ،‬فقياسه‪ ،‬ال ُفعُول‪ ،‬بضم الفاء‪ ،‬كأزِف الوقت أزُوفًا‪ ،‬وقدم من السفر قُدُومًا‪ ،‬وصعِد فى السّلّم‬ ‫صعُودًا‪.‬‬ ‫والدّرَج ُ‬ ‫‪ -4‬وأما ف َعلَ بالفتح اللزم فقياس مصدره‪ :‬فُعول‪ ،‬بضم الفاء‪ ،‬كقعدَ قعودًا‪ ،‬وجلس جلوسًا‪ ،‬ونهض‬ ‫نهوضًا‪ ،‬ما لم تعتلّ عينه‪ ،‬وإل فيكون على َفعْل بفتح فسكون كَسَيْر‪ ،‬أو ُفعَال كقيام‪ ،‬أو فعالة‬ ‫جمَحَ‬ ‫ل على امتناعٍ‪ ،‬وإل فقياس مصدره فِعال بالكسر‪ ،‬كأبَى إباءً‪ ،‬ونَفَر نِفارًا‪ ،‬و َ‬ ‫كنياحة‪ .‬وما لم يد ّ‬ ‫جِماحًا‪ ،‬وأبق إباقًا‪.‬‬ ‫جوَلَنا‪ ،‬وَغَلَى غَلَيانًا‪ .‬أو على داء‪ :‬فقياسه‬ ‫أو على تقلّب‪ :‬فقياس مصدره‪ :‬فعَلن‪ ،‬بفتحات‪ ،‬كجال َ‬ ‫حلَ رحيلً‪ ،‬و َذمَل َذمِيل‪ .‬أو على‬ ‫فُعال بالضم َكمَشَى بطنُه ُمشَاء‪ .‬أو على سير فقياسه‪َ :‬فعِيل‪ ،‬كر َ‬ ‫صهَل الفرس‬ ‫صوت فقياسه‪ :‬الفُعال بالضم‪ ،‬والفَعيل‪ ،‬كصَرَخَ صُراخًا‪ ،‬وَعوَى الكلب عُواء‪ ،‬و َ‬ ‫صَهيلً‪ ،‬وَ َنهَقَ الحمار َنهِيقًا‪ ،‬وزَأر السد زَئيًرا‪.‬‬ ‫أو على حرفة أو وِلية‪ :‬فقياس مصدره فِعالة بالكسر‪ ،‬ك َتجَر تِجارة‪ ،‬وَعرَف على القوم عِرَاقة‪ :‬إذا‬ ‫تكلم عليهم‪ ،‬وسفَر بينهم سِفارة‪ :‬إذا أصلح‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫‪ -5‬وأما َفعُل بضم العين فقياس مصدره‪ :‬فعولة‪ ،‬كصعُب الشئ صُعوبة‪ ،‬وعذُب الماء عذوبة‪،‬‬ ‫وفعالة بالفتح‪ ،‬كبلُغ بَلغة‪ ،‬و َفصُحَ َفصَاحة‪ ،‬وصَرُح صرَاحة‪.‬‬ ‫[السماعى]‬ ‫وما جاء مخالفًا لما تقدّم فليس بقياسى‪ ،‬وإنما هو سماعىّ‪ ،‬يُحفظ ول يُقاس عليه‪.‬‬ ‫حسْبانا‪ ،‬وشكر شكْرا‪،‬‬ ‫فمن الول‪ :‬طََلبَ طَلَبًا‪ ،‬ونَ َبتَ نَبَاتًا‪ ،‬وك َتبَ كِتابًا‪ ،‬وحَرَس حِراسةً‪ ،‬وحَسَب ُ‬ ‫عصَى‬ ‫غفْرانا‪ ،‬و َ‬ ‫وَذكر ِذكْرا‪ ،‬وكَتَمَ كِتْمانا‪ ،‬وكَ ِذبَ كَذِبا‪ ،‬وغَلَب غَلَبة‪ ،‬وَحَمى حِماية‪ ،‬وَغَفَرَ ُ‬ ‫عِصيانا‪ ،‬وقَضَى َقضَاء‪ ،‬وَهَدَى ِهدَاية‪ ،‬وَرَأى رُؤية‪.‬‬ ‫سمِن سِمنَا‪َ ،‬وقَوىَ ُقوّة‪َ ،‬وقَبِل قَبُول‪ ،‬وَرَحِم‬ ‫ومن الثانى‪َ :‬ل ِعبَ لعِبا‪ ،‬و َنضِج ُنضْجَا‪ ،‬وك َرهِ كَرَاهِية‪ ،‬وَ َ‬ ‫حمَة‪.‬‬ ‫رَ ْ‬ ‫جمُل جَمال‪.‬‬ ‫حسْنا‪ ،‬وَحَلُمَ حِلْما‪ ،‬وَ َ‬ ‫حسُنَ ُ‬ ‫ومن الثالث‪ :‬كَرُم كرَما‪ ،‬وعَظُمَ عِظمَا‪َ ،‬ومَجُد َمجْدا‪ ،‬وَ َ‬ ‫مصادر غير الثلثى‬ ‫لكل فعل غير ثلثىّ مصدرٌ قياسىّ‪:‬‬ ‫‪ -1‬فمصدر فعّل بتشديد العين‪ :‬التفعيل‪ ،‬كطهّر تطهيرًا‪ ،‬ويسّر تيسيرًا‪ .‬هذا إذا كان الفعل صحيح‬ ‫اللم‪ .‬وأما إذا كان معتلّها فيكون على وزن ت ْفعِلة بحذف ياء التفعيل‪ ،‬وتعويضها بتاء فى الخر‪،‬‬ ‫كزكىّ تزكِية‪ ،‬وربّى تربية‪ .‬وندر مجئ الصحيح على تفعلة‪ ،‬كجرّب تجربة‪ ،‬وذكّر تذكِرة‪ ،‬وبصّر‬ ‫تبصِرَة وفكّر تفكرة‪ ،‬و َكمّل تكمِلة‪ ،‬وفرّق َتفْرِقة‪ ،‬وكرّم َتكْرِمة‪ .‬وقد يعامل مهموز اللم معاملة‬ ‫معتلها فى المصدر‪ ،‬كَبَرّأَ تبرئة‪ ،‬وَجَزّأَ تجزئة‪ ،‬والقياس تبريئًا وتجزيئًا‪.‬‬ ‫وزعم أبو زيد أن ورُود "ت ْفعِيل" فى كلم العرب مهموزًا أكثر من " َتفْعِلة" فيه‪ ،‬وظاهر عبارة‬ ‫سيبويه يفيد القتصار على ما سُمع‪ ،‬حيث لم يرد منه إل نَبّأ تنبيئًا‪.‬‬ ‫‪ -2‬ومصدر أ ْف َعلَ‪ :‬الفعال كأكرم إكرامًا‪ ،‬وأحسن إحسانًا‪ ،‬هذا إذا كان صحيح العين‪ ،‬أما إذا كان‬ ‫معتلّها‪ ،‬فتنقل حركتها إلى الفاء‪ ،‬وتقلب ألفا لتحركها بحسب الصل‪ ،‬وانفتاح ما قبلها بحسب الن‪،‬‬ ‫ثم تحذف الَلف الثانية للتقاء الساكنين‪ ،‬كما سيأتى‪ ،‬وتعوّض عنها التاء كأقام إقامَة‪ ،‬وأناب إنابة‪،‬‬ ‫وقد تحذف التاء إذا كان مضافًا‪ ،‬على ما اختاره ابن مالك‪ ،‬نحو {وإقام الصلة}‪ .‬وبعضهم يحذفها‬ ‫مطلقًا‪ .‬وقد يجئ على فعال‪ ،‬بفتح الفاء‪ ،‬كأنبت نَباتًا‪ ،‬وأعطى عَطاء‪ ،‬ويُسَمونه حينئذ اسم مصدر‪.‬‬ ‫صلٍ قياسية كانطلق واقتدر‪ ،‬واصطفى واستغفر‪ ،‬أن ُيكْسَر‬ ‫‪ -3‬وقياس مصدر ما أوله همز ُة َو ْ‬ ‫ثالث حرف منه‪ ،‬ويزاد قبل آخره ألف‪ ،‬فيصير مصدرًا‪ ،‬كانطلق واقتدار‪ ،‬واصطفاء واستغفار‪،‬‬ ‫فخَرَج نحو اطّاير واطّيّر‪ ،‬فمصدرهما التّفاعُل التّفعّل‪ ،‬لعدم قياسية الهمزة‪ .‬وإن كان اسْ َت ْف َعلَ معتلّ‬ ‫عمِل فى مصدر "أ ْف َعلَ" معتل العين‪ ،‬كاستقام استقامة‪ ،‬واستعاذ استعاذة‪.‬‬ ‫عمِل فى مصدره ما ُ‬ ‫العين ُ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫‪ -4‬وقياس مصدر ما ُب ِدئَ بتاء زائدة‪ :‬أن يضم رابعه‪ ،‬نحو َتدَحْرَجَ َتدَحْرُجا‪ ،‬وَتَشَيْطنَ َتشَيْطُنا‪،‬‬ ‫جوْربُا‪ ،‬لكن إذا كانت اللم ياءً كُسِر الحرف المضموم‪ ،‬ليناسب الياء‪ ،‬كتوانَى توانِيًا‪،‬‬ ‫جوْ َربَ َت َ‬ ‫وَتَ َ‬ ‫وتغالَى تغالِيًا‪.‬‬ ‫سوَس وسوسة‪،‬‬ ‫‪ -5‬وقياس مصدر َفعْلَل وما ألحق به‪َ :‬فعْلَلَة‪ ،‬كدَحرج َدحْرجة وَزَلْزَل زَلْزَلة‪ ،‬وو ْ‬ ‫وبيطَر بيطَرة‪ ،‬وفِعْلل بكسر الفاء‪ ،‬إن كان مضاعفًا‪ ،‬نحو زَلْزَل زِلزال‪ ،‬ووسوس وِسواسًا؛ وهو‬ ‫فى غير المضعف سَماعىّ كسَرْ َهفَ سِرْهافا‪ ،‬وإن فُتِحَ أول مصدر المضاعف‪ ،‬فالكثير أن يُراد به‬ ‫سوِس‪.‬‬ ‫سوَاسِ} أى الموَ ْ‬ ‫اسم الفاعل نحو قوله تعالى‪{ :‬مِنْ شَ ّر الوَ ْ‬ ‫علَ‪ :‬الفِعال بالكسر وال ُمفَاعلة‪ ،‬كقاتل قتالً ومُقاتلة‪ ،‬وخاصم خِصامًا‬ ‫‪ -6‬وقياس مصدر فا َ‬ ‫ومُخاصمة‪ .‬وما كانت فاؤه ياء من هذا الوزن يمتنع فيه الفِعال‪ ،‬كياسَرَ مُياسرة‪ ،‬ويامَنَ مُيامنة‪.‬‬ ‫هذا هو القياس‪.‬‬ ‫وما جاء على غير ما ذكر فشاذّ نحو كَذّا ِكذّابا‪ ،‬والقياس تكذيبا‪.‬‬ ‫وكقوله‪:‬‬ ‫شهَْل ٌة صَبِيّا*‬ ‫*باتَ يُنَزّى دَ ْل َوهُ تَنْزِيّا * كما تُنَزّى َ‬ ‫حمّل‪ .‬وترامَى‬ ‫حمّال بكسر التاء والحاء وتشديد الميم‪ ،‬والقياس تَ َ‬ ‫حمّل تِ ِ‬ ‫والقياس‪ :‬تَنْزية‪ .‬وقولهم‪َ :‬ت َ‬ ‫حوْقل‬ ‫القوم ِرمّيّا‪ ،‬بكسر الراء والميم مشددة‪ ،‬وتشديد الياء‪ ،‬وآخره مقصور‪ .‬والقياس‪ :‬ترَامِيا‪ .‬و َ‬ ‫شعْرِيرَة‪ ،‬بضم ففتح فسكون‪:‬‬ ‫ح ْوقَلة‪ ،‬واقشعرّ جلده قُ َ‬ ‫الرجل حِيقَالً‪ :‬ضعف عن الجماع‪ ،‬والقياس َ‬ ‫أى أخذته الرّعدة‪ ،‬والقياس اقْشعرارًا‪.‬‬ ‫فائدة ‪ -‬كلّ ما جاء على زنة تفعال فهو بفتح التاء‪ ،‬إل تِبْيان‪ ،‬وتِلْقاء‪ ،‬والتّنضال‪ ،‬من المناضلة‪،‬‬ ‫وقيل هو اسم‪ ،‬والمصدر بالفتح‪.‬‬ ‫تنبيهات‬ ‫الول‪ :‬يصاغ للدللة على المَرة من الفعل الثلثة مصدر على وزن " َفعْلةَ" بفتح فسكون‪ ،‬كجلس‬ ‫ج ْلسَة‪ ،‬وأكل أكْلَة‪ .‬وإذا كان بناء مصدره الصلى بالتاء‪ ،‬فيُ َدلّ على المرة بالوصف‪ ،‬كَرَحِم رَحْمة‬ ‫واحدة‪.‬‬ ‫ويُصاغ منه للدللة على الهيئة مصدر على وزن " ِفعْلَة" بكسر فسكون‪ ،‬كجلس جِلْسة‪ ،‬وفى‬ ‫الحديث‪" :‬إذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة"‪ .‬وإذا كانت التاء فى مصدره الصلى ُدلّ على الهيئة بالوصف‪،‬‬ ‫كنَشَدَ الضالّة نِشْدة عظيمة‪.‬‬ ‫والمرة من غير الثلثى‪ ،‬بزيادة التاء على مصدره كانطلقة‪ ،‬وإن كانت التاء فى مصدره ُدلّ‬ ‫عمّة‪،‬‬ ‫خمْرة و ِنقْبة و ِ‬ ‫عليها بالوصف‪ ،‬كإقامة واحدة‪ .‬ول يُبْنى من غير الثلثى مصدر للهيئة‪ ،‬وشذ ِ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫من اختمرت المرأة‪ ،‬وانتقبت‪ ،‬وتعمّم الرجل‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬عندهم مصدر يقال له "المصدر الميمى"‪ ،‬لكونه مبدوءً بميم زائدة‪.‬‬ ‫ويصاغ من الثلثى على وزن َم ْفعَل‪ ،‬بفتح الميم والعين وسكون الفاء‪ ،‬نحو‪ :‬مَ ْنصَر و َمضْرَب‪ ،‬ما‬ ‫لم يكن مثالً صحيح اللم‪ ،‬تحذف فاؤه فى المضارع كوَعَد‪ ،‬فإنه يكون على زنة َم ْفعِل‪ ،‬بكسر‬ ‫العين‪ ،‬كموعِد وموضِع‪ .‬وشذّ من الول‪ :‬المرجِع والمَصِير‪ ،‬والمعرِفة‪ ،‬والمقدِرة‪ ،‬والقياس فيها‬ ‫الفَتْح‪ .‬وقد وردت الثلثة الولى بالكسر‪ ،‬والخير مثلّثًا‪ ،‬فالشذوذ فى حالتى الكسر والضم‪.‬‬ ‫ومن غير الثلثى‪ :‬يكون على زنة اسم المفعول‪ ،‬ك ُمكْرَم‪ ،‬و ُمعَظّم‪ ،‬ومُقام‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬يصاغ من اللفظ مصدر‪ ،‬يقال له المصدر الصناعى‪ ،‬وهو أن يُزاد على اللفظة يا مشددة‪،‬‬ ‫وتاء التأنيث‪ ،‬كالحرية‪ ،‬والوطنية‪ ،‬والنسانية‪ ،‬والهمَجِية‪ ،‬والمَدَنية‪.‬‬ ‫اسم الفاعل‪:‬‬ ‫هو ما اشْ ُتقّ من مصدر المبنى للفاعل‪ ،‬لمن وقع منه الفعل‪ ،‬أو تعلق به‪.‬‬ ‫وهو من الثلثى على وزن فاعِل غالبًا‪ ،‬نحو ناصر‪ ،‬وضارب‪ ،‬وقابل‪ ،‬ومادّ‪ ،‬وواق‪ ،‬وطاوٍ‪،‬‬ ‫وقائل‪ ،‬وبائع‪ .‬فإن كان فعله أجوف ُمعَلّ قلبت ألفه همزة‪ ،‬كما سيأتى فى العلل‪.‬‬ ‫ومن غير الثلثى على زِنَة مضارعه‪ ،‬بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة‪ ،‬وكَسر ما قبل‬ ‫سهَب‪،‬‬ ‫سهَب فهو ُم ْ‬ ‫الخر‪ ،‬كمُدَحرِج َومُنْطلِق َومُستخرِج‪ ،‬وقد شذّ من ذلك ثلثة ألفاظ‪ ،‬وهى‪ :‬أ ْ‬ ‫حصَن‪ ،‬وألفج بمعنى أفلس فهو ملْفَج‪ ،‬بفتح ما قبل الخر فيها‪ .‬وقد جاء من أفعل‬ ‫ن فهو ُم ْ‬ ‫وأحصَ َ‬ ‫على فاعِل‪ ،‬نحو أعشب المكان فهو عاشِب‪ ،‬وأورَس فهو وارس‪ ،‬وأيفع الغلم فهو يافع‪ ،‬ول يقال‬ ‫فيها مُ ْفعِل‪.‬‬ ‫صيغ المبالغة‪:‬‬ ‫حدَث‪ ،‬إلى أوزان خمسة مشهورة‪،‬‬ ‫حوّل صيغة "فاعل" للدللة على الكثرة والمبالغة فى ال َ‬ ‫وقد تُ َ‬ ‫وتسمى صِيغ المبالغة‪ ،‬وهى‪َ :‬فعّال‪ :‬بتشديد العين‪ ،‬كأكّال وشرّاب‪ .‬ومِفعال‪ :‬كمِنحار‪َ .‬و َفعُول‪:‬‬ ‫كغَفُور‪َ .‬و َفعِيل‪ :‬كسميع‪ .‬و َفعِل‪ :‬بفتح الفاء وكسر العين كحذِر‪.‬‬ ‫سكّير‪.‬‬ ‫سمِعت ألفاظ للمبالغة غير تلك الخمسة‪ ،‬منها ِفعّيل‪ :‬بكسر الفاء وتشديد العين مكسورة ك ِ‬ ‫وقد ُ‬ ‫ومِ ْفعِيل‪ :‬بكسر فسكون ك ِمعْطير‪َ ،‬و ُفعَلَة‪ :‬بضم ففتح‪ ،‬ك ُهمَزَة وُلمَزة‪ .‬وفاعُول‪ :‬كفاروق‪ .‬وفُعال‬ ‫طوّال وكُبار‪ ،‬بالتشديد أو التخفيف‪ ،‬وبهما قرئ قوله‬ ‫بضم الفاء وتخفيف العين أو تشديدها‪ ،‬ك ُ‬ ‫تعالى‪َ { :‬و َمكَرُوا مَكرا كُبّارا}‪.‬‬ ‫وقد يأتى "فاعل" مرادًا به اسم المفعول قليلً‪ ،‬كقوله تعالى‪{ :‬فى عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} أى مَرْضية‪،‬‬ ‫وكقول الشاعر‪:‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫*دعِ المكارمَ ل ترحلْ لبغْيتها * واقعد فإنك أنت الطاعمُ الكاسى*‬ ‫أى المطعوم المكسىّ‪ .‬كما أنه قد يأتى مُرادًا به النسب‪ ،‬كما سيأتى‪.‬‬ ‫وقد يأتى فعيل مرادًا به فاعِل‪ ،‬كقدير بمعنى قادر‪ .‬وكذا َفعُول بفتح الفاء‪ ،‬كغفور بمعنى غافر‪.‬‬ ‫اسم المفعول‬ ‫وهو ما اشْتُق من مصدر المبنى للمجهول‪ ،‬لمن وقع عليه الفعل‪.‬‬ ‫وهو من الثلثى على زنة "مَ ْفعُول" كمنصور‪ ،‬وموعود‪ ،‬و َمقُول‪َ ،‬ومَبِيع‪َ ،‬ومَ ْرمِىّ‪َ ،‬ومَ ْو ِقىّ‪،‬‬ ‫طوُوى‪ ،‬كما سيأتى فى‬ ‫ط ِوىّ‪ .‬أصل ما عدا الولين َم ْقوُوْل‪َ ،‬ومَبْيُوع‪ ،‬ومَ ْرمُوى‪ ،‬و َموْقوىّ‪َ ،‬ومَ ْ‬ ‫َومَ ْ‬ ‫باب العلل‪.‬‬ ‫وقد يكون على وزن فَعيل كقَتيل وجريح‪ ،‬وقد يجئ مفعول مرادًا به المصدر‪ ،‬كقولهم‪ :‬ليس لفلن‬ ‫عقْل وَعلِم‪.‬‬ ‫َمعْقُول‪ ،‬وما عنده مَعلوم‪ :‬أى َ‬ ‫وأما من غير الثلثىّ‪ ،‬فيكون كاسم فاعله‪ ،‬لكن بفتح ما قبل الخِر‪ ،‬نحو ُمكْرَم‪َ ،‬و ُمعَظّم‪َ ،‬ومُسْتَعان‬ ‫به‪.‬‬ ‫ب َومُتَحَابّ‪ ،‬فصالح لسمَى الفاعل والمفعول‪ ،‬بحسب‬ ‫صبّ َومُحَا ّ‬ ‫وأما نحو مُخْتار َو ُمعْتَ ّد ومُ ْن َ‬ ‫التقدير‪.‬‬ ‫ول يصاغ اسم المفعول من اللزم إل مع الظرف أو الجار والمجرور أو المصدر‪ ،‬بالشروط‬ ‫المتقدمة فى المبنىّ للمجهول‪.‬‬ ‫الصفة المشَبّهةُ باسم الفاعل‬ ‫هى لفظ َمصُوغ من مصدر اللزم‪ ،‬للدللة على الثّبوت‪.‬‬ ‫ويغلب بناؤها من لزم باب فرح‪ ،‬ومن باب شرُف‪ ،‬ومن غير الغالب‪ ،‬نحو‪ :‬سيّد ومَيّت‪ :‬من ساد‬ ‫يسود ومات يموت‪ ،‬وَشيْخ‪ :‬من شاخ يشيخ‪.‬‬ ‫وأوزانها الغالبة فيها اثنا عشر وزنًا‪:‬‬ ‫اثنان مختصان بباب فَرِح‪ ،‬وهما‪:‬‬ ‫‪" -1‬أ ْفعَل" الذى مؤنثه "فعْلء"‪ .‬كأحمرَ وحمراء‪.‬‬ ‫‪ -2‬و" َفعْلن" الذى مؤنثه " َفعْلىَ"‪ ،‬كعطشان وعطشى‪.‬‬ ‫وأربعة مختصة بباب شَرُف‪ ،‬وهى‪:‬‬ ‫‪َ " -1‬فعَل" بفتحتين‪ ،‬كحسَن وبَطَل‪.‬‬ ‫‪" -2‬و ُفعُل" بضمتين كجُنُب‪ ،‬وهو قليل‪.‬‬ ‫‪ -3‬و" ُفعَال" بالضم‪ ،‬كشُجاع وفُرات‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫حصَان‪ ،‬وهى العفيفة‪.‬‬ ‫‪ -4‬و" َفعَال" بالفتح والتخفيف‪ ،‬كرجل جَبَان‪ ،‬وامرأة َ‬ ‫وستة مشتركة بين البابين‪:‬‬ ‫ضخُم بالضم‪.‬‬ ‫ط وضَخْم‪ .‬الول‪ :‬من سَبِط بالكسر والثانى‪ :‬من َ‬ ‫‪" -1‬فعْل" بفتح فسكون‪ ،‬كسَ ْب ٍ‬ ‫صفِر بالكسر‪ ،‬والثانى‪ :‬من مَلُح بالضم‪.‬‬ ‫صفْر ومِلْح‪ ،‬الول‪ :‬من َ‬ ‫‪ -2‬و" ِفعْل" بكسر فسكون‪ :‬ك ِ‬ ‫‪ -3‬و" ُفعْل" بضم فسكون‪ ،‬كحُ ّر وصُلْب‪ .‬الوّل‪ :‬من حَرّ‪ ،‬أصله حَرِ بالكسر‪ ،‬والثانى من صَلُب‬ ‫بالضم‪.‬‬ ‫‪ -4‬و" َفعِل" بفتح فكسر‪ ،‬كفَرِح ونَجِس‪ .‬الول‪ :‬من فرِح بالكسر‪ ،‬والثانى‪ :‬من َنجُس بالضم‪.‬‬ ‫‪ -5‬و"فاعِل"‪ :‬كصاحب وطاهر‪ .‬الول‪ :‬من صَحِب بالكسر‪ ،‬والثانى‪ :‬من طهرُ بالضم‪.‬‬ ‫‪ -6‬و" َفعِيل" كبخيل وكريم‪ .‬الول‪ :‬من بَخِل بالكسر‪ ،‬والثانى‪ :‬من كَرُم بالضم‪ .‬وربما اشترك‬ ‫"فاعِل" و " َفعِيل" فى بناء واحد‪ ،‬كماجد ومجيد‪ ،‬ونابه ونبيه‪.‬‬ ‫شكُس بفتح فضم‪ ،‬لسيّئ الخلُق‪.‬‬ ‫وقد جاءت على غير ذلك‪ ،‬ك َ‬ ‫ويطرّد قياسُها من غير الثلثى على زنة اسم الفاعل إذ أريد به الثبوت كمعتدِل القامة‪ ،‬ومنطَلِق‬ ‫حوّل فى الثلثى إلى زنة "فاعِل" إذا أريد بها التجدّد والحدوث‪ :‬نحو زيد‬ ‫اللسان‪ ،‬كما أنها قد تُ َ‬ ‫شاجِعٌ أمسِ‪ ،‬وشارِف غدًا‪ ،‬وحاسِن وجههُ‪ ،‬لستعمال الغذية الجيدة والنظافة مثلً‪.‬‬ ‫تنبيهان‪:‬‬ ‫الول‪ :‬بالتأمل فى الصفات الواردة من باب فرِح‪ ،‬يُعلَمْ أن لها ثلثة أحوال باعتبار نسبتها‬ ‫لموصوفها‪ :‬فمنها ما يحصُل ويُسْرع زواله‪ ،‬كالفرَح والطرَب‪ .‬ومنها ما هو موضوع على البقاء‬ ‫والثّبوت‪ ،‬وهو دائر بين اللوان‪ ،‬والعيُوب‪ ،‬والحِلَى‪ ،‬كا ْلحُمرة‪ ،‬والسّمرة‪ ،‬والْحُمق‪ ،‬وال َعمَى‪،‬‬ ‫والغَيَد‪ ،‬والهَيَف‪ .‬ومنها ما هو فى أمور تحصل وتزول‪ ،‬لكنها بطيئة الزوال‪ ،‬كالرّى والعَطَش‪،‬‬ ‫والجوع والشّبَع‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬قد ظهر لك مما تقدم أن "فعِيل" يأتى مصدرًا‪ ،‬وبمعنى فاعِل‪ ،‬وبمعنى مفعول‪ ،‬وصفة‬ ‫مشبهة‪ .‬ويأتى أيضًا بمعنى مُفاعِل‪ ،‬بضم الميم وكسر العين‪ ،‬كجليس وسَمير‪ ،‬بمعنى مُجالس‬ ‫ومُسامر‪ ،‬وبمعنى مُ ْفعَل بضم الميم وفتح العين‪ ،‬كحَكيم بمعنى ُمحْكم‪ ،‬وبمعنى ُم ْفعِل‪ ،‬بضم الميم‬ ‫وكسر العين‪ ،‬كبديع بمعنى مُبْدِع‪ ،‬فإذا كان فعيل بمعنى فاعِل أو مُفاعِل‪ ،‬أو صفة مشبهة‪ ،‬لحقته‬ ‫تاء التأنيث فى المؤنث‪ ،‬نحو رَحيمة‪ ،‬وشريفة‪ ،‬وجليسة‪ ،‬ونديمة‪ ،‬وإن كان بمعنى مفعول‪ ،‬استوى‬ ‫فيه المذكر والمؤنث إن تبع موصوفه‪ :‬كرجل جَرِيح وامرأة جريح‪ ،‬وربما دخلته الهاء مع التبعية‬ ‫خصْلة حميدة‪.‬‬ ‫للموصوف‪ ،‬نحو صفة ذميمة‪ ،‬و َ‬ ‫وسيأتى ذلك فى باب التأنيث إن شاء ال تعالى‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫اسم التفضيل‬ ‫‪ -1‬هو السم ال َمصُوغ من المصدر للدللة على أن شيئين اشتركا فى صفة‪ ،‬وزاد أحدهما على‬ ‫الخر فى تلك الصفة‪.‬‬ ‫‪ -2‬وقياسه‪ :‬أن يأتى على "أ ْفعَل" كزيد أكرم من عمرو‪ ،‬وهو أعظم منه‪ .‬وخرج عن ذلك ثلثة‬ ‫حبّ‪ ،‬نحو خيرٌ منه‪ ،‬وشرّ منه‪ ،‬وقولُه‪:‬‬ ‫ألفاظ‪ ،‬أ َتتْ بغير همزة‪ ،‬وهى خَيْرٌ‪ ،‬وشَرٌ‪ ،‬و َ‬ ‫شىْءٍ إلى النسان ما مُ ِنعَا)*‬ ‫حبّ َ‬ ‫*(و َ‬ ‫وحذفت همزتين لكثرة الستعمال‪ ،‬وقد ورد استعمالهُنّ بالهمزة على الصل كقوله‪:‬‬ ‫*(بللُ خيرُ النّاسِ وابنُ الخْيَرِ)*‬ ‫وكقراءة بعضهم‪{ :‬سَ َيعَْلمُونَ غَدا مَنِ ا ْل َكذّابُ الشَرّ} بفتح الهمزة والشين‪ ،‬وتشديد الراء‪ ،‬وكقوله‬ ‫ب العمال إلى ال َأ ْد َومُها وإن َقلّ"‪ .‬وقيل‪ :‬حذفها ضرورة فى الخير‪،‬‬ ‫صلى ال عليه وسلم‪" :‬أح ّ‬ ‫وفى الولين؛ لنهما ل فعل لهما‪ ،‬ففيهما شذوذان على ما سيأتى‪:‬‬ ‫‪ -3‬وله ثمانية شروط‪:‬‬ ‫الول‪ :‬أن يكون له ِفعْل‪ ،‬وشذ مما ل فعل له‪ :‬كهو َأ ْقمَنُ بكذا؛ أى أحق به‪ ،‬وأَلصّ من شِظاظ‪،‬‬ ‫بَ َنوْه منْ قولهم‪ :‬هو لِص أى سارق‪.‬‬ ‫خصَرُ من غيره‪ ،‬منِ "اخْ ُتصِر" المبنى للمجهول‪،‬‬ ‫الثانى‪ :‬أن يكون الفعل ثلثيًا‪ ،‬وشذ‪ :‬هذا الكلم أ ْ‬ ‫ففيه شذوذ آخر كما سيأتى‪ ،‬وسُمع "هو أعطاهم للدراهم‪ ،‬وأولهم للمعروف‪ ،‬وهذا المكان أقفر من‬ ‫غيره" وبعضهم جوّز بناءَه من أفعل مطلقًا‪ ،‬وبعضهم جوزه إن كانت الهمزة لغير النقل‪.‬‬ ‫عسَى وَلَيْسَ‪ ،‬فليس له أفعل تفضيل‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬أن يكون الفعل متصرفًا‪ ،‬فخرج نحو‪َ :‬‬ ‫الرابع‪ :‬أن يكون حَدَثُهُ قابلً للتفاوت‪ :‬فخرج نحو‪ :‬مات وفَنِى‪ ،‬فليس له أفعل تفضيل‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬أن يكون تامّا‪ ،‬فخرجت الفعال الناقصة؛ لَنها ل تدل على الحدث‪.‬‬ ‫ل يكون مَنفيّا‪ ،‬ولو كان النفى لزمًا‪ .‬نحو‪" :‬ما عاج زيد بالدواء" أى ما انتفع به‪ ،‬لئل‬ ‫السادس‪ :‬أ ّ‬ ‫يلتبس المنفىّ بالمثبت‪.‬‬ ‫ل يكون الوصف منه على أ ْفعَل الذى مؤنثه َفعْلء‪ ،‬بأن يكون دالّ على لون‪ ،‬أو عيب‪،‬‬ ‫والسابع‪ :‬أ ّ‬ ‫أو حِلْية؛ لن الصيغة مشغولة بالوصف عن التفضيل‪ .‬وأهل الكوفة يصوغونه من الفعال التى‬ ‫الوصف منها عَلَى أ ْفعَل مطلقًا‪ ،‬وعليه دَرَجَ المتنّبى يخاطب الشيب‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫*أ ْبعَد َبعِ ْدتَ بياضًا ل بياضَ لَهُ * لنت أسودُ عَيْنِى مِنَ الظَّلمِ*‬ ‫ضىّ فى شرح الكافية‪ :‬ينبغى المنع فى العيوب واللوان الظاهرة‪ ،‬بخلف الباطنة‪ ،‬فقد‬ ‫وقال ال َر ِ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫حمَقُ منه‪.‬‬ ‫ن وأ ْ‬ ‫يُصاغ من مصدرِها‪ ،‬نحو فلن أبْلَهُ من فلن‪ ،‬وأَرْعَ ُ‬ ‫والثامن‪ :‬ألّ يكون مبنيًا للمجهول ولو صورةً‪ ،‬لئل يلتبس بالتى من المبنى للفاعل‪ ،‬وسُمع شذوذًا‬ ‫ى بمعنى تكبر‪،‬‬ ‫خصَرُ من غيره‪ ،‬مِن زُ ِه َ‬ ‫ش َغلُ مِنْ ذَاتِ النّحْيَيْن" وكلمٌ أ ْ‬ ‫هو "أزْهَى مِنْ دِيك"‪ ،‬و"أ ْ‬ ‫شغِل‪ ،‬واخْ ُتصِرَ‪ ،‬بالبناء للمجهول فيهن‪ ،‬وقيل‪ ،‬إن الول قد ورد فيه زَهَا يَزْهو‪ ،‬فإِذنْ ل شُذُوذَ‬ ‫وُ‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫‪ -4‬ولسم التفضيل باعتبار اللفظ ثلث حالت‪:‬‬ ‫الولى‪ :‬أن يكون مجرّدًا من أل والِضافة‪ ،‬وحينئذ يجب أن يكون مفردًا مُذكرًا‪ ،‬وأن ُيؤْتَى بعده‬ ‫حبّ إِلىَ أبِينَا مِنّا}‪ ،‬وقوله‪ُ { :‬قلْ إِنْ‬ ‫ِبمِنْ جا ّر ًة للمفضّل عليه‪ ،‬نحو قوله تعالى‪{ :‬لَيُوسُف وَأخُوهُ أ َ‬ ‫شوْنَ كَسَادَهَا‬ ‫جكُم وَعَشِيرَ ُتكُ ْم وَأ ْموَالٌ اقْتَرَفتُموهَا وَتِجَا َرةٌ تَخْ َ‬ ‫خوَا ُنكُم وَأ ْزوَا ُ‬ ‫كَانَ آبا ُؤكُ ْم وَأَبْنَا ُؤكُ ْم وَإِ ْ‬ ‫ل وَرَسُولِهِ}‪.‬‬ ‫حبّ ِإلَ ْيكُمْ مِنَ ا ِ‬ ‫َومَسَاكِنُ تَ ْرضَوْ َنهَا َأ َ‬ ‫وقد تُحذَف مِنْ َومَدْخُولُها نحو‪{ :‬وَالخ َرةُ خَيْ ٌر وَأ ْبقَى} وقد جاء الحذف والثبات فى‪{ :‬أَنَا أكْثَرُ‬ ‫ل وَأعَزّ َنفَرا}‪.‬‬ ‫مِ ْنكَ مَا ً‬ ‫الثانية‪ :‬أن يكون فيه ألْ‪ ،‬فيجب أن يكون مطابقًا لموصوفه‪ ،‬وََألّ ُيؤْتَى معه ِبمِن‪ ،‬نحو محمد‬ ‫الفضلُ‪ ،‬وفاطمة ال ُفضْلى‪ ،‬والزيدان الفضلن‪ ،‬والزيدون الفضلون‪ ،‬والهِنْدات الفُضْلَيات‪ ،‬أو‬ ‫ال ُفضّلُ‪.‬‬ ‫وأما التيان معه بمن مع اقترانه بأل فى قول العشى‪:‬‬ ‫حصًى * وإِنما الع ّزةُ للكاثر*‬ ‫ستُ بالكْثَرِ مِ ْنهُمْ َ‬ ‫*وَلَ ْ‬ ‫ن "مِنْ" متعلقة بأكثر نكرة محذوفة‪ ،‬مُ ْب َدلً من أكثر الموجودة‪.‬‬ ‫فخُرّج على زيادة "أل" أو أ ّ‬ ‫الثالثة‪ :‬أن يكون مضافا‪.‬‬ ‫فإن كانت إضافته لنكرة‪ ،‬التُزم فيه الفراد والتذكير‪ ،‬كما يُلْزمان المجرّد‪ ،‬لستوائهما فى التنكير‪،‬‬ ‫ولزمت المطابقةُ فى المضاف إليه‪ ،‬نحو الزيدان أفضل رجلين‪ ،‬والزيدون أفضلُ رِجال‪ ،‬وفاطمة‬ ‫أفضل امرأة‪ .‬وأما قوله تعالى‪َ { :‬ولَ َتكُونُوا أ ّولَ كَافِرٍ بِهِ} فعلى تقدير موصوف محذوف؛ أى أول‬ ‫فريق‪.‬‬ ‫جعَلْنَا فى ُكلّ قَرْيَةٍ‬ ‫وإن كانت إضافته لمعرفة‪ ،‬جازت المطابق ُة وعدمُها‪ ،‬كقوله تعالى‪َ { :‬وكَذِلكَ َ‬ ‫أكَابِرَ مُجْ ِرمِيهَا}‪ ،‬وقوله‪{ :‬وَلَ َتجِدَ ّنهُم أحْ َرصَ النّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} بالمطابقة فى الول‪ ،‬وعدمها فى‬ ‫الثانى‪.‬‬ ‫‪ -5‬وله باعتبار المعنى ثلث حالت أيضا‪:‬‬ ‫الولى‪ :‬ما تقدم شرحه‪ ،‬وهو الدللة على أن شيئين اشتركا فى صفة‪ ،‬وزاد أحدهما على الخر‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬أن يُرادَ به أن شيئًا زاد فى صفة نفسه‪ ،‬على شئ آخر فى صفته فل يكون بينهما وصف‬ ‫خلّ‪ ،‬والصيفُ أحرّ من الشتاء‪ .‬والمعنى‪ :‬أن العسل زائد فى‬ ‫مشترك‪ ،‬كقولهم‪ :‬العسلُ أحْلَى من ال َ‬ ‫خلّ فى حُموضته‪ ،‬والصيف زائد فى حره‪ ،‬على الشتاء فى برده‪.‬‬ ‫حلوته على ال َ‬ ‫الثالثة‪ :‬أن يراد به ثبوت الوصف لمحلّه‪ ،‬من غير نظر إلى تفضيل‪ ،‬كقولهم‪" :‬الناقصُ والشَجّ‬ ‫أعدل بنى مَرْوان"؛ أى هما العادلن‪ ،‬ول عدلَ فى غيرهما‪ ،‬وفى هذه الحالة تجب المطابقة وعلى‬ ‫هذا يُخَرّج قولُ أبى ُنوَاس‪:‬‬ ‫علَى أ ْرضٍ من الذّ َهبَ*‬ ‫صغْرَى وكُبْرَى من فَقاقِعها * حَصبْاءُ دُرّ َ‬ ‫ن ُ‬ ‫*كأ ّ‬ ‫صغْرى وفاصلة كُبْرَى‪ .‬وبذلك يندفع القول‬ ‫أى صغيرة وكبيرة‪ ،‬وهذا كقول العَرُوضيَين‪ :‬فاصلة ُ‬ ‫بلحن أبى نواس فى هذا البيت‪ ،‬اللهمّ إل إذا عُلِم أن مراده التفضيل‪ ،‬فيقال إذ ذاك بلحنه؛ لنه كان‬ ‫يَلْزمه الفراد والتذكير‪ ،‬لعدم التعريف‪ ،‬والضافة إلى معرفة‪.‬‬ ‫[التعجب]‬ ‫تنبيهان‪:‬‬ ‫الول‪ :‬مِ ْثلُ اسمِ التفضيل فى شروطه فِعلُ التعجب‪ ،‬الذى هو انفعال النفس عند شعورها بما خفى‬ ‫سببه‪.‬‬ ‫وله صيغتان‪ :‬ما أ ْفعَله‪ ،‬وأف ِعلْ به‪ ،‬نحو ما أحسَنَ الصدقَ! وأحسِنْ به! وهاتان الصيغتان هما‬ ‫المبوّب لهما فى كُتُب العربية‪ ،‬وإن كانت صيغُه كثيرة‪ ،‬من ذلك قوله تعالى‪{ :‬كَ ْيفَ َتكْفُرُونَ بِالِ‬ ‫وكُنْتُمْ َأ ْموَاتا فَأحْيَاكُمْ}! وقوله عليه الصلة والسلم‪" :‬سُبْحَانَ الِ! إِنّ ال ُم ْؤمِنَ لَ يَ ْنجَسُ حَيّا ول‬ ‫مَيّتا"! وقولهم‪ :‬لِ د ّرهُ فارسا!‪.‬‬ ‫وقوله‪* :‬يا جارَتَا ما أ ْنتِ جا َرهْ!*‬ ‫ح ّولَ إلى صورة‬ ‫حسْن‪ ،‬ثم أريد التعجب من حسنه‪ ،‬فَ ُ‬ ‫وأصل أحسِنْ بزيد! أحسَنَ زيدٌ؛ أى صار ذا ُ‬ ‫صيغة المر‪ ،‬وزيدت الباء فى الفاعل‪ ،‬لتحسين اللفظ‪.‬‬ ‫وأما ما أ ْفعَلَه! فإن "ما"‪ :‬نكرة تامة‪ ،‬وَأفْعلَ‪ :‬فعل ماض‪ ،‬بدليل لحاق نون الوقاية فى نحو‪ :‬ما‬ ‫أحوجنى إلى عفو ال‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬إذا أردت التفضيل أو التعجب مما لم يستوف الشروط‪ ،‬فأت بصيغة مستوفية لها‪ ،‬واجعل‬ ‫المصدر غير المستوفى تمييزا لسم التفضيل‪ ،‬ومعمولً لفعل التعجب‪ ،‬نحو فلن أشدّ استخراجا‬ ‫شدِدْ باستخراجه‪.‬‬ ‫للفوائد‪ ،‬وما أشدّ استخراجه‪ ،‬وَأَ ْ‬ ‫اسما الزمان والمكان‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫‪ -1‬هما اسمان َمصُوغان لزمان وقوع الفعل أو مكانه‪.‬‬ ‫‪ -2‬وهما من الثلثىّ على وزن‪" :‬مَ ْفعَل" بفتح الميم والعين‪ ،‬وسكون ما بينهما‪ ،‬إن كان المضارع‬ ‫سعَى‪،‬‬ ‫مضمومَ العين‪ ،‬أو مفتوحَها‪ ،‬أو معتلّ اللم مطلقا‪ ،‬كمَ ْنصَر‪ ،‬ومَ ْذهَب‪ ،‬ومَ ْرمَى‪َ ،‬و َم ْوقَى‪َ ،‬ومَ ْ‬ ‫ومَقام‪َ ،‬ومَخَاف‪َ ،‬ومَ ْرضَى‪.‬‬ ‫وعلى " َم ْفعِل" بكسر العين‪ ،‬إن كانت عين مضارعه مكسورة‪ ،‬أو كان مثالً مطلقا فى غير معتل‬ ‫جلَ‬ ‫اللم‪ ،‬كمجلِس‪ ،‬ومَبِيع‪ ،‬ومَوْعِد‪ ،‬ومَيْسِر‪َ ،‬و َموْجِل‪ .‬وقيل إن صحت الواو فى المضارع‪َ ،‬كوَ ِ‬ ‫َيوْجَل‪ ،‬فهو من القياس الوّل‪.‬‬ ‫ومن غير الثلثىّ‪ :‬على زنة اسم مفعوله‪ ،‬ك ُمكْرَم ومُستخْرَج ومُسْتَعان‪.‬‬ ‫ومن هذا ُيعَْلمْ أن صيغة الزمان والمكان والمصدر الميمىّ واحدة فى غير الثلثىّ‪ ،‬وكذا فى بعض‬ ‫أوزان الثلثى‪ ،‬والتمييز بينهما بالقرائن‪ ،‬فإن لم توجد قرينة‪ ،‬فهو صالح للزمان‪ ،‬والمكان‪،‬‬ ‫والمصدر‪.‬‬ ‫‪ -3‬وكثيرا ما يُصاغ من السم الجامد اسم مكان على وزن "مَ ْفعَلة"‪ ،‬بفتح فسكون ففتح‪ ،‬للدللة‬ ‫سدَة‪َ ،‬ومَسْبَعة‪ ،‬ومَبْطَخَة‪ ،‬ومَقْثَأة‪ :‬من السد‪ ،‬والسبُع‪،‬‬ ‫على كثرة ذلك الشئ فى ذلك المكان‪ ،‬كمأ َ‬ ‫والبطّيخ‪ ،‬والقِثّاء‪.‬‬ ‫سمِعت ألفاظ بالكسر وقياسها الفتح‪ ،‬كالمسجِد‪ :‬للمكان الذى بُنى للعبادة وإن لم ُيسْجَد فيه‪،‬‬ ‫‪ -4‬وقد ُ‬ ‫سقِط‪ ،‬والمَفْرِق‪ ،‬والمَحْشِر‪ ،‬والمَجْزِر‪،‬‬ ‫سكِن‪ ،‬والمَنْسِك‪ ،‬والمَنْبِت‪ ،‬والمَ ْرفِق‪ ،‬والمَ ْ‬ ‫والمَطْلِع‪ ،‬والمَ ْ‬ ‫سكَن‪َ ،‬ومَنْسَك‪َ ،‬و َمفْرَق‪َ ،‬ومَطْلَع‪.‬‬ ‫والمَظِنّة‪ ،‬والمَشْرِق‪ ،‬وَال َمغْرِب‪ .‬وسمع الفتح فى بعضها‪ ،‬قالوا‪ :‬مَ ْ‬ ‫جمِع بالكسر‪.‬‬ ‫وقد جاء من المفتوح العين‪ :‬ال َم ْ‬ ‫قالوا‪ :‬الفتح فى كلّها جائز وإن لم ُيسْمع‪.‬‬ ‫صفِىّ فى [الوسيلة]‪ :‬هذا إذا لم يكن اسم المكان مضبوطًا‪،‬‬ ‫قال أستاذنا المرحوم الشيخ حسين الم ْر َ‬ ‫وإل صح الفتح‪ ،‬كقولك اسجُدْ َمسْجَد زيد َت ُعدْ عليكَ ب َركَتُه‪ ،‬بفتح الجيم؛ أى فى الموضع الذى سجَد‬ ‫فيه‪ .‬وقال سيبويه‪ :‬وأما موضع السجود فالمسجَد‪ ،‬بالفتح ل غير‪( .‬ا هـ)‪ .‬فكأنه أوجب الفتح فيه‪.‬‬ ‫اسم اللة‬ ‫‪ -1‬هو اسم َمصُوغٌ من مصدر ثلثىّ‪ ،‬لِما وقع الفعل بواسطته‪.‬‬ ‫‪ -2‬وله ثلثة أوزان‪ِ :‬مفْعال‪ ،‬ومِفْعل‪ ،‬و ِم ْفعَلة‪ ،‬بكسر الميم فيها‪ ،‬نحو مِفتاح‪ ،‬ومِنشار‪ ،‬ومِقراض‪،‬‬ ‫صفَاة‪ ،‬وقيل‪ :‬إن الوَزْن الخير فرع ما قبله‪.‬‬ ‫ومِحْلَب‪َ ،‬ومِبْرَد‪َ ،‬ومِشْرَط‪َ ،‬و ِمكْنَسة‪َ ،‬و ِمقْرَعة‪َ ،‬و ِم ْ‬ ‫سعُط‪َ ،‬ومُنْخُل‪َ ،‬ومُ ْنصُل‪َ ،‬ومُ ُدقّ‪َ ،‬ومُدْهُن‪َ ،‬و ُمكْحُلَة‪َ ،‬ومُحْ ُرضَة‪،‬‬ ‫وقد خرج عن القياس ألفاظ‪ ،‬منها مُ ْ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫بضم الميم والعين فى الجميع‪.‬‬ ‫وقد أتى جامدًا على أوزان شَتّى‪ ،‬ل ضابط لها‪ ،‬كالفأس‪ ،‬والقَدُوم‪ ،‬والسّكين وَهَُلمّ جَرّا‪.‬‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثانى ‪-‬‬ ‫فى الكلم على السم ) ضمن العنوان ( التقسيم الثالث للسم من حيث كونه مؤكدا أو غير‬ ‫مؤكد )‬ ‫‪ -1‬ينقسم السم إلى مذكر ومؤنث‪ :‬فالمذكر كرجل‪ ،‬وكتاب‪ ،‬وكرسىّ‪ .‬والمؤنث نوعان‪ :‬حقيقىّ‪،‬‬ ‫وهو ما دلّ على ذات حِرّ‪ ،‬كفاطمة وهند‪ .‬ومجازىّ‪ ،‬وهو ما ليس كذلك‪ ،‬كأذُن‪ ،‬ونار‪ ،‬وشمس‪.‬‬ ‫ويُستدل على تأنيثه‪ :‬بضمير المؤنث أو إشارته‪ ،‬أو لحوق تاء التأنيث فى الفعل‪ ،‬نحو‪ :‬هذه الشمس‬ ‫رأيتها طلعتْ‪ ،‬أو ظهور التاء فى تصغيره كأذَينة‪ ،‬أو حذفها من اسم عدده كثلث آبار‪.‬‬ ‫‪ -2‬وينقسم المؤنث إلى‪:‬‬ ‫لفظىّ‪ :‬وهو ما ُوضِع لمذكّر وفيه علمة من علمات التأنيث‪ ،‬كطلحة وزَكريّاء والكُفُرّى‪.‬‬ ‫وإلى َمعْ َن ِوىّ‪ ،‬وهو ما كان علما لمؤنث وليس فيه علمة‪ ،‬كَمرْيم وهند وزينب‪.‬‬ ‫سمّى‬ ‫ى ومعنوىّ‪ :‬وهو ما كان علما لمؤنث وفيه علمة‪ ،‬كفاطمةَ‪ ،‬وسَ ْلمَى‪ ،‬وعاشُوراء‪ُ ،‬م َ‬ ‫وإلى لفظ ّ‬ ‫به مؤنث‪.‬‬ ‫‪ -3‬ولكون المذكر هو الصل‪ ،‬لم ُيحْتج فيه إلى علمة‪ ،‬بخلف المؤنث‪ ،‬فله علمتان‪.‬‬ ‫الولى‪ :‬التاء‪ .‬وتكون ساكنة فى الفعل‪ ،‬نحو قامت هند‪ ،‬ومتحركة فيه‪ ،‬نحو هى تقوم‪ ،‬وفى السم‪،‬‬ ‫نحو صائمة وظريفة‪.‬‬ ‫وأصل وضع التاء فى السم‪ :‬للفرق بين المذكر والمؤنث‪ ،‬فى الوصاف المشتقة المشتركة بينهما‪،‬‬ ‫فل تدخل فى الوصف المختص بالنساء‪ ،‬كحائضٍ‪ ،‬وحائل‪ ،‬وفارِك‪ ،‬وثَيّب‪ ،‬ومُرْضِع‪ ،‬وعانِس‪ .‬أما‬ ‫دخولها على الجامد المشت َركِ معناه بينهما‪ ،‬فسماعىّ‪ ،‬كرجل ورَجُلة‪ ،‬وإنسان وإنسانة‪ ،‬وَفتَى وفتاة‪.‬‬ ‫وَيُستثنى من دخولها فى الوصف المشترك خمسةُ ألفاظ‪ ،‬فل تدخل فيها‪:‬‬ ‫أحدها‪َ " :‬فعُول" بمعنى فاعل‪ ،‬كرجل صَبور وامرأة صَبور‪ ،‬ومنه { َومَا كَا َنتْ أمّك َبغِيّا} أصله‬ ‫بَغويًا‪ :‬اجتمعت الواو والياء‪ ،‬وَسُبقت إحداهما بالسكون‪ ،‬فقلَبت الواو ياء‪ ،‬وأدغمتا‪ ،‬وقلبت الضمة‬ ‫كسرة‪ .‬وما قيل من أنه لو كان على زنة َفعُول لقيل‪َ :‬ب ُغوّا ك َن ُهوّ‪ ،‬مردود بأن َنهُوا شاذّ‪ ،‬فى قولهم‬ ‫رجل َن ُهوّ عن المنكر‪ .‬وأما قولهم امرأة ملولة‪ ،‬فالتاء فيه للمبالغة‪ ،‬إذ يقال أيضًا رجل مَلولة‪ ،‬وأما‬ ‫سوّغه الحمل على صديقة‪ .‬وإذا كان " َفعُول" بمعنى مفعول‪ ،‬لحقته التاء‪ ،‬نحو جمل‬ ‫عَ ُدوّة فشاذّ‪ ،‬و َ‬ ‫ركوب‪ ،‬وناقة ركوبة‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ثانيها‪َ " :‬فعِيل" بمعنى مفعول إن تَبِع موصوفه‪ ،‬كرجل جَريح‪ ،‬وامرأة جريح‪ ،‬فإن كان بمعنى‬ ‫فاعل‪ ،‬أوْ لم يَتْبَع موصوفه‪ ،‬لحقته‪ ،‬كامرأة رحيمة‪ ،‬ورأيت قَتيلة‪.‬‬ ‫ثالثها‪" :‬مِفعال" ك ِمهْذار‪ ،‬وشذّ‪ :‬ميقانة‪.‬‬ ‫سمِع حذفها على القياس‪.‬‬ ‫رابعها‪" :‬مِ ْفعِيل" ك ِمعْطِير‪ ،‬وشذ مِسْكينة‪ .‬وقد ُ‬ ‫خامسها‪ِ " :‬م ْفعَل"‪ :‬ك ِمغْشَم‪.‬‬ ‫وقد تُزاد التاء‪ :‬لتمييز الواحد من جنسه‪ ،‬كلبِن ولَبِنَة‪ ،‬وتمرْ وَتمرْة‪ ،‬ونمْل ونمْلة‪ ،‬فل دليل فى الية‬ ‫الكريمة على تأنيث النملة‪ .‬ولعكسه فى كَ ْم ٍء َو َكمْأة‪ .‬وللمبالغة‪ ،‬كراوية‪ .‬ولزيادتها كـ‪ :‬علّمة‪.‬‬ ‫ولتعويض فاء الكلمة كعِدة‪ ،‬أوعينها كإقامة‪ ،‬أو لمها كسَنَة‪ ،‬أو َمدّة كَتزكية‪.‬‬ ‫ج ِمىّ‪ ،‬نحو‪ :‬كَيَْلجَة فى كَيْلَج‪ :‬اسم لِمكيال‪ .‬وتزاد فى الجمع عِوضا عن ياء النسب فى‬ ‫ولتعريب ال َع َ‬ ‫مفرده‪ ،‬كأشاعثة وأزراقة‪ ،‬ولمجرد تكثير البِنية‪ ،‬كقرْيَ ٍة وَغرْفة‪ ،‬أو لللحاق بمفرد‪ ،‬كصيارفة‪،‬‬ ‫لللحاق بكراهية‪.‬‬ ‫العلمة الثانية‪ :‬اللف‪ .‬وهى قسمان‪ :‬مفردة‪ ،‬وهى المقصورة‪ ،‬كحُ ْبلَى وَبُشْرَى‪ ،‬وغير مفردة‪ ،‬وهى‬ ‫التى قبلها ألف‪ ،‬فتقلب هى همزة‪ ،‬كحمراء وَعَذراء‪.‬‬ ‫وللمقصورة أوزان‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫شعَبَى‪ .‬قال جرير‪:‬‬ ‫ُفعَلَى‪ :‬بضم ففتح‪ ،‬نحو أرَبَى‪ :‬للدّاهية‪ ،‬وأ َدمَى‪ :‬لموضع‪ ،‬وكذا ُ‬ ‫شعَبَى غَرِيبًا * أَُل ْؤمًا ل أبا َلكَ وَاغْتِرَابا*‬ ‫حلّ فى ُ‬ ‫*أَعَبْدا َ‬ ‫َو ُفعْلَى‪ :‬بضم فسكون‪ ،‬ك ُب ْهمَى لنبت‪ ،‬وَحُبْلَى صفة‪ ،‬وبُشْرَى مصدرًا‪.‬‬ ‫َو َفعَلَى‪ :‬بفتحات‪ ،‬كبَرَدَى‪ ،‬اسم لنهر‪ ،‬قال حسان‪:‬‬ ‫سلِ*‬ ‫صفّقُ بالرّحيقِ السّلْ َ‬ ‫ن وَرَدَ البريصَ عليْهمُ * بَ َردَى ُي َ‬ ‫سقُونَ مَ ْ‬ ‫*يَ ْ‬ ‫شكَى‪ :‬للناقة السريعة‪.‬‬ ‫وَحَيَدَى‪ :‬للحمار السريع فى مشيه‪ ،‬وبَ َ‬ ‫جوَى مصدرًا‪ ،‬وشَ ْبعَى صفةً‪.‬‬ ‫َو َفعْلَى‪ :‬بفتح فسكون كمَ ْرضَى جمعًا‪ ،‬وَنَ ْ‬ ‫و ُفعَالَى‪ :‬بالضم والتخفيف‪ ،‬كَحُبَارَى‪ ،‬لطائر‪ ،‬وسُكارَى‪ :‬جمعًا‪ ،‬وَعُلدَى‪ :‬صفة للشديد من البل‪.‬‬ ‫س ّمهَى‪ :‬للباطل‪.‬‬ ‫و ُفعّلى‪ :‬بضم ففتح العين المشددة‪ ،‬ك ُ‬ ‫َو ِفعَلّى‪ :‬بكسر ففتح‪ ،‬فلم مشددة‪ ،‬كسِ َبطْرَى‪ :‬لمِشية فيها تبختُر‪.‬‬ ‫حجَلة بفتحات‪ :‬اسم لطائر‪ ،‬وظِرْبَى‪ ،‬جمع ظَرِبان‪ ،‬بفتح‬ ‫َو ِفعْلَى‪ :‬بكسر فسكون نحو حِجْلى‪ ،‬جمع َ‬ ‫فكسر‪ :‬اسم ل ُدوَيْبَة مُنتنة الرائحة‪ .‬ولم يوجد فى اللغة جمع على هذا الوزن إل هذان اللفظان‬ ‫وَ ِذكْرى مصدرًا‪ .‬وهذا الوزن إن لم يكن جمعًا ول مصدرًا‪ ،‬فإن لم ينوّن فألفه للتأنيث‪ ،‬كقِسمة‬ ‫ضِيْزَى؛ أى جائزة‪ ،‬وإن نوّن‪ ،‬فألفه لللحاق‪ ،‬نحو عِزْهى‪ :‬لمن ل يلهو‪ ،‬وإن ُنوّن عند بعض ولم‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ينون عند آخرين‪ ،‬ففيه وجهان‪ ،‬ك َذفَزًى ِلعَظمٍ خلف أذن البعير‪.‬‬ ‫حثّ‪.‬‬ ‫َ ِفعّيَلىَ‪ :‬بكسرتين‪ ،‬مشدد العين‪ ،‬نحو ِهجّيرَى‪ :‬للهذيان‪ ،‬وحِثّيثَى‪ :‬مصدر َ‬ ‫َو ُفعُلّى‪ :‬بضمتين مشدد اللم كحُذُرّى‪ :‬من الحَذَر‪ ،‬و( ُكفُرّى)‪ :‬اسم لوعاء الطّلْع‪.‬‬ ‫َو ُفعّيلى‪ :‬بضم ففتح العين مشددة كُلغّيْزَى‪ :‬للغز‪ ،‬وخُلّ ْيطَى‪ :‬للختلط‪.‬‬ ‫حضّارى‪ :‬لطائر‪.‬‬ ‫شقّارى‪ :‬لنبتين‪ ،‬و ُ‬ ‫َو ُفعّالى‪ :‬بضم ففتح العين المشددة كخُبّازَى و ُ‬ ‫وللممدودة أوزان‪ .‬منها‪:‬‬ ‫َفعْلء‪ :‬بفتح فسكون كصحراء‪ :‬اسمًا‪ ،‬ورَغْباء‪ :‬مصدرًا‪ ،‬وطَرْفاء‪ :‬جمعًا فى المعْنى‪ ،‬وحَمرَاء‪:‬‬ ‫صفة لمؤنث أ ْفعَل‪ ،‬وَهطْلء‪ :‬صفة لغيره‪ ،‬كديمة هَطْلء‪.‬‬ ‫وأ ْفعِلء‪ :‬بفتح فسكون‪ ،‬مثلّث العين‪ ،‬مخفّف اللم‪ ،‬كأربِعاء لليوم المعروف‪.‬‬ ‫و ُفعْلُلء‪ :‬بضمتين بينهما ساكن‪ ،‬كقُ ْرفُصاء‪ :‬لهيئة مخصوصة فى القُعود‪.‬‬ ‫وفاعُولء‪ :‬كتاسوعاء وعاشوراء‪ :‬للتاسع والعاشر من المحرّم‪.‬‬ ‫جحْر اليربوع‪.‬‬ ‫وفاعِلء‪ :‬بكسر العين كقاصِعاء ونافقاء‪ :‬لبا َبىْ ُ‬ ‫و ِفعْلِياء‪ :‬بكسرتين بينهما سكون‪ ،‬مخفّف الياء‪ :‬ككِبْرياء‪.‬‬ ‫َو ُفعَلء‪ :‬بفتح العين‪ ،‬وتثليث الفاء‪ :‬كج َنفَاء بفتحات‪ :‬لموضع‪ ،‬وسِيَرَاء‪ ،‬بكسر ففتح‪ :‬لثوبِ خزّ‬ ‫مخطّط‪ ،‬و ُنقَساء‪ ،‬بضم ففتح‪.‬‬ ‫وفُ ْنعُلء‪ :‬بضمتين بينهما سكون‪ :‬كخُنفساء‪ :‬للحيوان المعروف‪.‬‬ ‫و َفعِيلء‪ :‬بفتح فكسر‪ ،‬كقَرِيثاء بالثاء المثلثة‪ :‬لنوع من التمر‪.‬‬ ‫ومَفْعولء‪ :‬كمَشْيوخاء‪ :‬جمع شيخ‪.‬‬ ‫سكْرى وصَحْراء‪،‬‬ ‫ومما تقدم عُلِم أن هناك أوزانًا مشتركة بينهما‪ ،‬وهى‪َ :‬فعْلى‪ ،‬بفتح فسكون‪ ،‬كَ َ‬ ‫جمَزَى‪ :‬لسرعة العدْو‪ ،‬وجَ َنفَاء‪ :‬لموضع‪،‬‬ ‫و ُفعَلى‪ :‬بضم ففتح كَأرَبَى وحُنَفاء‪ ،‬و َفعَلى‪ ،‬بفتحاتٍ َك َ‬ ‫جفَلى‪ :‬للدعوة العامة‪ ،‬وأرْ َبعَاء‪ :‬لليوم المعروف‪.‬‬ ‫وََأ ْفعَلَى‪ :‬بفتح فسكون ففتح‪ ،‬كَأ ْ‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثانى ‪-‬‬ ‫فى الكلم على السم ) ضمن العنوان ( التقسيم الرابع لللسم‪ :‬من حيث كونه منقوصا‪ ،‬أو‬ ‫مقصورا‪ ،‬أو ممدودا‪ ،‬او صحيحا )‬ ‫‪ -1‬ينقسم السم إلى منقوص‪ ،‬ومقصور‪ ،‬وممدود‪ ،‬وصحيح‪.‬‬ ‫فالمنقوص‪ :‬هو "السم ال ُمعْرَب الذى آخره ياء لزمة مكسورٍ ما قبلها"‪ ،‬كالداعِى والمنادى‪ ،‬فخرج‬ ‫ضىَ‪ ،‬وبالمعرب‪ :‬المبنىّ كالذى‪ ،‬وبالذى آخرُه ياءٌ‪ :‬المقصورُ‪ ،‬وبلزمةٍ‪ :‬السماءُ‬ ‫بالسم‪ :‬الفعلُ ك َر ِ‬ ‫الخمسة فى حالة الجرّ‪ ،‬وبمكسورٍ ما قبلها‪ :‬نحو ظّبْى و َرمْى‪ ،‬فإنه ملحق بالصحيح‪ ،‬لسكون ما قبل‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫يائه‪.‬‬ ‫والمقصور‪ :‬هو "السم ال ُمعْرَب الذى آخره ألف لزمة"‪ ،‬كالهُدَى والمصطفَى‪ ،‬فخرج بالسم‪ :‬الفعل‬ ‫والحرف‪ ،‬كدَعَا وإلى‪ ،‬وبالمعرَب‪ :‬المبنىّ‪ ،‬كأنا وهذا وبما آخره ألفٌ‪ :‬المنقوصُ‪ ،‬وبلزمِه‪:‬‬ ‫السماءُ الخمسة فى حالة النصب‪ ،‬والمثنى فى حالة الرفع‪.‬‬ ‫والممدود‪ :‬هو "السم المعرب الذى آخِ ُرهُ همزةٌ تلى ألفًا زائدة" كَصحراء وحمراء‪.‬‬ ‫والصحيح‪ :‬ما عدا ذلك‪ ،‬كرجل وكتاب‪.‬‬ ‫‪ -2‬وكل من المقصور والممدود‪ :‬قياسىّ‪ ،‬وهو موضع نظر الصرفىّ‪ ،‬وسماعىّ‪ ،‬وهو موضع‬ ‫نظر الّل َغوِىّ‪ ،‬الذى يَسْردُ ألفاظ العرب‪ ،‬ويضع معانيها بإِزائها‪.‬‬ ‫فالمقصور القياسىّ‪ :‬هو كل اسم معتلّ اللم‪ ،‬له نظيرٌ من الصحيح‪ ،‬ملتَزَمٌ فتحُ ما قبل آخره‪.‬‬ ‫جوَى وال َهوَى وال َعمَى‪،‬‬ ‫وذلك كمصدر الفعل المعتلّ اللم‪ ،‬الذى على وزن ف ِعلَ‪ ،‬بفتح فكسر‪ ،‬كال َ‬ ‫فإنه نظي ُر الفَرَحِ والشَ ِر والطّرَب‪ .‬وك ِفعَل بكسر ففتح‪ ،‬فى جمع ِفعْلة‪ ،‬بكسر فسكون‪ .‬و ُفعَل‪ ،‬بضم‬ ‫ففتح‪ ،‬فى جمع ُفعْلة‪ ،‬بضم فسكون‪ ،‬نحو فِرْية وفِرًى‪ ،‬ومِرْيَة ومِرًى‪ ،‬ومُدْيَة ومُدًى‪ ،‬وزُبْيَة وزُبًى؛‬ ‫فإن نظيرهما قِرَب بالكسر‪ ،‬وقُرَب بالضم‪ ،‬فى جمع قِرْبة بالكسر وقُرْبَة بالضم‪.‬‬ ‫ى ومُسْتَدْعًى فإن نظيره ُمكْرَم‬ ‫وكذا كل اسم مفعولٍ معتل اللم‪ ،‬زائد على الثلثة‪ ،‬ك ُمعْط ً‬ ‫ومستخْرَج‪.‬‬ ‫وكذا أفعل صيغة تفضيل كالقْصَى‪ ،‬أو لغيره كالعمى‪ ،‬ونظيرهما من الصحيح البع ُد والعمش‪.‬‬ ‫وكذا ما كان جمعا ل ُفعْلَى أنثى أفعل‪ ،‬كالدّنيا والدّنا‪ .‬ونظيره الخْرَى والخَر‪ .‬وكذا ما كان من‬ ‫أسماء الجناس دالً على الجمعية بالتجرد من التاء‪ ،‬على وزن َفعَل بفتحتين‪ ،‬وعلى الوحدة بالتاء‪،‬‬ ‫كحَصاة وحصًى‪ ،‬ونظيره مَدْرَة ومَدَر‪.‬‬ ‫سعًى‪ ،‬ونظيرُه َمذْهَب‬ ‫وكذا ال َم ْفعَل مدلولً به على مصدر أو زمان أو مكان‪ ،‬نحو مَ ْلهًى ومَ ْ‬ ‫ومَسْرَح‪.‬‬ ‫والممدود القياسىّ‪ :‬كل اسم معتل اللم له نظير من الصحيح الخِر‪ ،‬مُلْتَ َزمٌ فيه زيادة ألف قبل‬ ‫آخره‪.‬‬ ‫عوَى ارْعِواء‪ ،‬وابتغَى ابْتِغاء‪ ،‬واستقصى استقصاء‪،‬‬ ‫وذلك كمصدر ما أوّلُ ُه همزة وصل‪ ،‬نحو ارْ َ‬ ‫فإن نظيرها من الصحيح‪ :‬احمرّ احمرارًا‪ ،‬واقتدر اقتدارًا‪ ،‬واستخرج استخراجًا‪.‬‬ ‫ل فعل معتلّ اللم يوازن أ ْف َعلَ‪ ،‬كأعْطَى إعطاءً‪ ،‬وأملَى إملء فإن نظيره من‬ ‫وكذا مصْدَ ُر ك ّ‬ ‫الصحيح أكرم إكرامًا‪ ،‬وأحسن إحسانًا‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫وكذا كل ما كان مفردًا لفْعِلة‪ ،‬ككِساء وأكْسِية‪ ،‬ورِداء وأردية‪ ،‬فإن نظيره من الصحيح حمارٌ‬ ‫حمِرة‪ ،‬وسلحٌ وأسِلحَة‪.‬‬ ‫وأ ْ‬ ‫وكذا كل مصدر ل َفعَل بفتحتين دالً على صوت أو داء‪ ،‬كالرّغاء‪ :‬لصوت البعير‪ ،‬وَالثّغاء‪ :‬لصوت‬ ‫الشاة‪ ،‬فإِن نظيره الصّراخ‪ ،‬وكالمُشاء‪ ،‬فإن نظيره الزّكام‪.‬‬ ‫والسماعىّ منهما ما فقد ذلك النظير‪.‬‬ ‫فمن المقصور سماعًا‪ :‬الفتَى‪ :‬واحد الفِتْيان‪ ،‬والْحِجا؛ أى العقل‪ ،‬والسّنا؛ أى الضّوء‪ ،‬والثّرَى؛ أى‬ ‫التراب‪.‬‬ ‫ومن الممدود سماعا الثّراء بالفتح‪ :‬لكثرة المال‪ ،‬وا ْلحِذاء بالكسر‪ :‬للنعل‪ ،‬والفُتاء بالضم‪ :‬لحداثة‬ ‫السنّ‪ ،‬والسّناء بفتح السين‪ :‬للشرف‪.‬‬ ‫وقد أجمعوا على جواز قصر الممدود للضرورة‪ ،‬كقوله‪:‬‬ ‫سفَرْ*‬ ‫*ل بدّ من صَ ْنعَا وإِن طالَ ال ّ‬ ‫واختلفوا فى مدّ المقصور؛ فمنعه البصريون‪ ،‬وأجازه الكوفيون‪ ،‬وحُجتهم قول الشاعر‪:‬‬ ‫*سَ ُيغْنِينى الّذِى أَغْنَاكَ عَنّى * فل فقْرٌ يَدُو ُم وَل غِنَاءُ*‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثانى ‪-‬‬ ‫فى الكلم على السم ) ضمن العنوان ( التقسيم الخامس لللسم من حيث كونه مفردا‪ ،‬أو مثنى‪،‬‬ ‫أو مجموعا )‬ ‫ينقسم السم إلى مفرد‪ ،‬ومثنى‪ ،‬ومجموع‪.‬‬ ‫فالمفرد‪ :‬ما دل على واحدٍ‪ ،‬كرجل وامرأة وقلم وكتاب‪ .‬أو هو ما ليس مُثَنّى ول مجموعا‪ ،‬ول‬ ‫ملحقًا بهما‪ ،‬ول من السماء الخمسة المبينة فى النحو‪.‬‬ ‫والمثنى‪ :‬ما دل على اثنين ُمطْلقا‪ ،‬بزيادة ألف ونون‪ ،‬أو ياء ونون‪ ،‬كرجلن وامرأتان‪ ،‬وكتابان‬ ‫وقلمان‪ ،‬أو رجلين وامرأتين وكتابين وقلمْين‪ ،‬فليس منه كِل‪ ،‬وكِلْتا‪ ،‬واثنان‪ ،‬واثنتان‪ ،‬و َزوْج‪،‬‬ ‫شفْع؛ لن دللتها على الثنين ليست بالزيادة‪.‬‬ ‫وَ َ‬ ‫وشرط السم الذى يراد تثنيته‪:‬‬ ‫أن يكون مفردًا‪ ،‬فل يُثنّى المجموع ول المثنّى‪ ،‬بأن يُقال رجلنان وزيدونان‪.‬‬ ‫وأن يكون معرَبا‪ ،‬وَأما اللذان وَهذان‪ ،‬فليسا بمُثَنّيَيْن‪ ،‬وكذا مؤنثهما‪ ،‬وَإنما هما على صُورة المثنى‪.‬‬ ‫عمَر؛‬ ‫وأن يكونا م ّتفِقين فى اللفظ والوزن والمعنى‪ ،‬فل يقال ال ُعمَران بضم ففتح فى أبى بكر و ُ‬ ‫عمَر؛ لعدم التفاق فى الوزن‪ ،‬ول‬ ‫عمْر ٍو وَ ُ‬ ‫لعدم التفاق فى اللفظ‪ ،‬ول ال َعمْران‪ ،‬بفتح فسكون فى َ‬ ‫العَينان فى الباصرة والجارية؛ لعدم التفاق فى المعنى‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫علَميته‪.‬‬ ‫وأن يكون مُ َنكّرًا‪ ،‬فل يُثنى العَلَم باقيًا على َ‬ ‫وأن يكون له ُممَاثل‪ ،‬فل يُثَنّى الشمس والقمر؛ لعدم المماثلة‪ ،‬وقولهم‪ :‬ال َقمَران للشمس والقمر‬ ‫تغليبٌ‪.‬‬ ‫سىّ‪.‬‬ ‫وألّ يستغنى بتثنية غيره عنه‪ ،‬فل يُثنى سَواء‪ ،‬للستغناء عن تثنيته بتثنية ِ‬ ‫[الجمع]‬ ‫‪ -3‬والجمع ينقسم إلى ثلثة أقسام‪ :‬مذكّر سالم‪ ،‬ومؤنثٍ سالم‪ ،‬وجمع تكسير‪.‬‬ ‫فجمع المذكر السالم‪ :‬هو لفظ دل على أكثر مِن اثنين‪ ،‬بزيادة واو ونون‪ ،‬أو ياء ونون‪ ،‬كالزيدون‬ ‫والصالحون‪ ،‬والزيدين والصالحين‪.‬‬ ‫والمفرد الذى ُيجْمع هذا الجمعَ‪ :‬إما أن يكون جامدًا أو مشتقًا‪ ،‬ولكلٍ شروط‪:‬‬ ‫فيُشترط فى الجامد‪ :‬أن يكون عَلَما لمذكّر عاقل‪ ،‬خاليًا من التاء‪ ،‬ومن التركيب‪ ،‬فل يقال فى‬ ‫رجل‪ :‬رجلون لعدم العلمية‪ ،‬ول فى زينب‪ :‬زينبون؛ لعدم التذكير‪ ،‬ول فى "لحق" (علَم لفرس)‪:‬‬ ‫لحقون؛ لعدم العقل‪ ،‬ول فى طَلْحة‪ :‬طَلْحتون؛ لوجود التاء‪ ،‬ول فى سيبويه‪ :‬سِيْ َبوَ ْيهُون؛ لوجود‬ ‫التركيب‪.‬‬ ‫ويشترط فى المشتق‪ :‬أن يكون صفة لذكر عاقل‪ ،‬خالية من التاء‪ ،‬ليست على وزن أفعل الذى‬ ‫مؤنثه َفعْلء‪ ،‬ول َفعْلن الذى مؤنثه َفعْلَى‪ ،‬ول مما يستوى فيه المذكر والمؤنث‪ ،‬فل يقال فى‬ ‫مُ ْرضِع‪ :‬مُرْضعون‪ ،‬لعدم التذكير‪ ،‬ول فى نحو "فارهٍ" صفة فَرَس‪ :‬فارِهون؛ لعدم العقل‪.‬‬ ‫لمَتُون؛ لوجود التاء‪.‬‬ ‫ول فى علّمة‪ :‬عَ ّ‬ ‫ول فى نحو أحمر‪ :‬أحمرون؛ لمجيئه على وزن أفعل الذى مؤنثه فعلء‪ ،‬وشذ قولُ حكيم العور‬ ‫بن عَياش الكَلْبىّ‪:‬‬ ‫ن وَأَحمرِينَا*‬ ‫سوَدِي َ‬ ‫*فما وُجِ َدتْ نساءُ بنى تميم * حَلئلَ أَ ْ‬ ‫عطْشَانون؛ لكونه على َفعْلن الذى مؤنثه َفعْلَى‪.‬‬ ‫عطْشانَ‪َ :‬‬ ‫ول فى نحو َ‬ ‫عدْل وصَبُور وجَرِيح‪ :‬عَدْلون‪ ،‬وصَبُورون‪ ،‬وحَرِيحون؛ لستواء المذكر والمؤنث‬ ‫ول فى نحو َ‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫وجمع المؤنث السالم‪ :‬ما دل على أكثر مِن اثنين‪ ،‬بزيادة ألف وتاء على مفرده‪ ،‬كفاطمات‬ ‫وزينبات‪.‬‬ ‫وهذا الجمع يَنقاس‪:‬‬ ‫فى جميع أعلم الناث‪ ،‬كزينب وهند ومريم‪ .‬وفى كل ما خُتم بالتاء مطلقا كفاطمة وطلحة‪.‬‬ ‫ويستثنى من ذلك امرأة‪ ،‬وشاة‪ ،‬وقُلَة بالضم والتخفيف‪ :‬اسم ُلعْبة‪ ،‬وأمَة؛ لعدم ورودها‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫وفى كل ما لحقته ألف التأنيث مطلقًا‪ :‬مقصورة أو ممدودة‪ ،‬كسَلْمى وَحُبْلَى وصحراء وحسناء‪.‬‬ ‫ويستثنى من ذلك َفعْلء مؤنث أ ْفعَل‪ ،‬و َفعْلَى مؤنث َفعْلن‪ ،‬فل يجمعان هذا الجمع‪ ،‬كما ل يجمع‬ ‫مذكرهما جمع مذكر سالما‪ ،‬وفى مصغر غير العاقل كجُبيل وَدُرَيْهم‪ ،‬وفى وصفه أيضًا‪ ،‬كشامخ‬ ‫صفة جَبَل‪ ،‬ومعدودٍ صفة يوم‪.‬‬ ‫وفى كل خُماسىّ لم يُسْمع له جمع تكسير‪ ،‬كسُرَادِق وَحمّام وإصْطَبل‪.‬‬ ‫سجِلّت وأ ّمهَات‪.‬‬ ‫وما سوى ذلك فمقصور على السماع‪ ،‬كسموات و ِ‬ ‫كيفية التثنية‬ ‫[الصحيح]‪ :‬إذا كان السم الذى تريد تثنيته صحيحًا‪ ،‬أو منزلً منزلة الصحيح‪ ،‬كرَجل وامرأة‪،‬‬ ‫وظبى ودَلوْ‪ ،‬زِدتَ اللف والنون‪ ،‬أو الياء والنون‪ ،‬بدون عمل سواها فتقول‪ :‬رجلن‪ ،‬وامرأتان‪،‬‬ ‫ودلوان‪ ،‬وظَبْيان‪.‬‬ ‫[المنقوص]‪ :‬وإذا كان منقوصًا محذوف الياء كقاضٍ وداعٍ‪ ،‬رَددتَها فى التثنية‪ ،‬فتقول‪ :‬قاضيان‬ ‫وداعيان‪.‬‬ ‫[المقصور]‪ :‬وإذا كان مقصورًا‪ ،‬وتجاوزتْ ألفُه ثلثةً‪ ،‬قلبتها ياءً كحُبْلَى ومستدعَى‪ ،‬فتقول‪ :‬حُبلَيان‬ ‫خوْزَلى‪.‬‬ ‫ومستدعَيَان‪ .‬وشذّ‪َ :‬قهْقَران وَخوْزلن بالحذف‪ ،‬فى تثنية َق ْهقَرى وَ َ‬ ‫وكذا ُتقْلب ألفه ياء إذا كانت ثالثة مبدلة منها‪ ،‬كفَتَيان وَرَحَيَان فى فَتًى ورحى‪ ،‬فرارًا من التقاء‬ ‫الساكنين لو بقيت‪ ،‬وحذَرا من التباس المفرد بالمثّنى حال إضافته لياء المتكلم لو حُذفت‪ .‬وش ّذ فى‬ ‫ح َموَان بالواو‪.‬‬ ‫حمًى ِ‬ ‫ِ‬ ‫وكذا إذا كانت غير مبدلة وأميلتْ‪ ،‬كمتى عَلمًا‪ ،‬فتقول فى تثنيته‪ :‬مَتَيان‪.‬‬ ‫عصَوان وقفوان‪ ،‬وش ّذ فى‬ ‫وتقلب ألف المقصور واوًا إذا كانت مبدلة منها كعصًا َو َقفًا‪ ،‬فتقول‪َ :‬‬ ‫رِضا‪َ :‬رضَيان بالياء‪ ،‬مع أنه واوىّ‪.‬‬ ‫وكذا تقلب وَاوا إذا كانت غير مبدلة ولم ُت َملْ‪ ،‬كََلدَى و"إذا" مسمّى بهما‪ ،‬فتقول‪َ :‬ل َدوَانِ وَإ َذوَان‪.‬‬ ‫[الممدود]‪ :‬وإذا كان ممدودًا‪ ،‬فيجب إبقاء همزته إن كانت أصلية‪ ،‬كقرّاءان و ُوضّاءَان‪ ،‬فى تثنية‬ ‫قرّاء و ُوضّاء‪ ،‬الول الناسك‪ ،‬والثانى وضئ الوجه‪ .‬ويجب قلبهما واوا‪ ،‬إن كانت للتأنيث‪،‬‬ ‫كحمراوان وصحراوان‪ ،‬فى حمراء وصحراء‪ .‬وقال السيرافى‪ :‬إذا كان قبل ألف التأنيث واو‪،‬‬ ‫وجب تصحيح الهمزة‪ ،‬لئل يجتمع واوان ليس بينهما إل ألف‪ ،‬كعشواء‪ ،‬فتقول‪ :‬عشواءان‪،‬‬ ‫حمْرايان بالياء‪ ،‬وخُ ْنفُسان وعاشوران وقُ ْرفُصان‪ ،‬بالحذف‪،‬‬ ‫والكوفيون يجيزون الوجهين فيها‪ ،‬وشذ َ‬ ‫فى تثنية خُ ْنفُساء وعاشوراء‪ ،‬وقُ ْرفُصاء‪ .‬وإذا كانت همزته بدلً من أصل‪ ،‬جاز فيه التصحيح‬ ‫والقلب‪ ،‬ولكن التصحيح أرجح‪ ،‬ككساء وَحياء أصلهما‪ :‬كِساو وَحَيَاى‪ ،‬فتقول‪ :‬كساوان وَحَياوان‪،‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫أو كساءان َوحَيَاءان‪.‬‬ ‫وإذا كانت همزته لللحاق‪ ،‬كعِلْباء و ُقوْباء بالموحدة‪ ،‬زيدت الهمزة فيهما‪ ،‬لللحاق بقِرْطاس‬ ‫وقُرْناس‪ ،‬بضم فسكون‪ ،‬وهو أنف الجبل‪ ،‬ترجّح القلب على التصحيح‪ ،‬فتقول‪ :‬علباوان َوقُوباوان‪،‬‬ ‫أو عِلباآن وقُوباآن‪ .‬وقيل‪ :‬التصحيح فيه أرجح‪.‬‬ ‫كيفية جمع السم جمع مذكر سالم‬ ‫[الصحيح]‪ :‬إذا كان السم المراد جمعه صحيحًا زيدت الواو والنون‪ ،‬أو الياء والنون عليه بدون‬ ‫عمل سواها‪.‬‬ ‫[المنقوص]‪ :‬وإذا كان منقوصًا حذفت ياؤه‪ ،‬وضُمّ ما قبل الواو‪ ،‬وكسر ما قبل الياء‪ ،‬فتقول‪:‬‬ ‫القاضُون والداعُون‪ ،‬أو القاضِين والداعِين‪ ،‬أصلهما القاضِيون والداعِيُون والقاضِيينَ والداعِيين‪.‬‬ ‫وسيأتى سبب الحذف فى الْتقاء الساكنين‪.‬‬ ‫[المقصور]‪ :‬وإن كان السم مقصورًا حذفت ألفه‪ ،‬وأبقيت الفتحة للدللة عليها‪ ،‬نحو‪{ :‬وأنتمُ‬ ‫ط َفوِين‪.‬‬ ‫ن وال ُمصْ َ‬ ‫طفَيْنَ}‪ ،‬أصلهما‪ :‬العَْلوُوْ َ‬ ‫العَْلوْنَ} {وَإ ّنهُمْ عِ ْندَنَا َلمِنَ ال ُمصْ َ‬ ‫حمْراءَ‬ ‫[الممدود]‪ :‬وحكم الممدود فى الجمع‪ ،‬حكمه فى التثنية‪ ،‬فتقول فى ُوضّاء‪ :‬وُضّاءُون‪ ،‬وفى َ‬ ‫حمْراوُون‪ ،‬ويجوز الوجهان فى نحو‪ :‬عِلْباء وكِساء عَلَمين لمذكر‪.‬‬ ‫عَلمًا لمذكر‪َ :‬‬ ‫ومما تقدم تعلم أن أولُو‪ ،‬وعالَمون‪ ،‬وَأرَضون‪ ،‬وسِنُون‪ ،‬وبَنُون‪ ،‬وثُبون‪ ،‬وعِزُون‪ ،‬وأهْلُون‪،‬‬ ‫وعِشْرُون وبابه‪ ،‬ليست من جمع المذكر السالم‪ ،‬وإنما هى ملحقة به‪.‬‬ ‫كيفية جمع السم جمع مؤنث سالما‬ ‫إذا كان المفرد بل تاء‪ ،‬كزينب ومَرْيَم‪ ،‬زدتَ عليه اللف والتاء‪ ،‬بدون عمل سواها‪ ،‬فتقول‪:‬‬ ‫زَينبات ومَرْيَمات‪.‬‬ ‫طفَيات‪ ،‬ومتَيَات‪ :‬فى‬ ‫وإذا كان مقصورًا‪ :‬عومل معاملته فى التثنية‪ ،‬فتقول‪ :‬فَتَيَات‪ ،‬وحُبْلَيات‪ ،‬و ُمصْ َ‬ ‫عصَوات‪ ،‬وإذَاوَات‪ ،‬وإَلوَات‪ ،‬فى‬ ‫فتىً‪ ،‬وحُ ْبلَى‪ ،‬ومصطفَى‪ ،‬ومَتَى "مسمّى بها مُؤنث"‪ ،‬وتقول‪َ :‬‬ ‫عصا وإذا وإلى "مسمّى بها مُونّث"‪.‬‬ ‫وكذا إن كان ممدودًا أو منقوصًا‪ ،‬فتقول‪ :‬صَحْرَاوات َوقُرّاءات‪ ،‬وعِلْبَاوَات‪ ،‬أو علباءات‪،‬‬ ‫وكساءات أو كساوات‪ .‬وتقول فى قاض "مسمى به مؤنثٌ"‪ :‬قاضيات‪.‬‬ ‫وإذا كان المفرد مختومًا بالتاء زائدة كانت كفاطمة وخديجة‪ ،‬أو عوضًا من أصل‪ ،‬كأخْت وبنْت‬ ‫خوَات‪ ،‬وعِدَات‪.‬‬ ‫حذِفت منه فى الجمع‪ ،‬فتقول‪ :‬فاطمات‪ ،‬وخديجات‪ ،‬وبَنات‪ ،‬وأ َ‬ ‫وعِدة‪ُ ،‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ومتى كان المفرد اسمًا ثلثيًا‪ ،‬سالم العين ساكنها‪ ،‬مؤنثًا‪ ،‬سواءٌ ختم بتاء أو ل‪ ،‬جاز فى عين‬ ‫جمعه المؤنث الفتحُ‪ ،‬والتسكينُ‪ ،‬وإتباع العين للفاء‪ ،‬إل إن كانت الفاء مفتوحة‪ ،‬فيتعين التباع‪،‬‬ ‫وأما قول بعض العُذْريين‪:‬‬ ‫شىّ َيدَانِ*‬ ‫طقْ ُتهَا * َومَا لِى بِ َزفْرَاتِ ا ْلعَ ِ‬ ‫حمّ ْلتُ َزفْرَاتِ الضّحَى فأَ َ‬ ‫*وَ ُ‬ ‫بتسكين فاء زَفرات‪ :‬فضرورة‪.‬‬ ‫أو كانت ل ُم مضمومِ الفاء ياءً ك ُدمْية‪ ،‬أو لمُ مكسورها واوًا كَذِروة‪ ،‬فيمتنع التباع‪ ،‬فنحو دَعْد‬ ‫جمْل وبُسْرة بالضم‪ ،‬وهِند وكِسْرة بالكسر‪،‬‬ ‫جفْنة بفتح فائهما‪ ،‬يتعين فيه الفتح فى الجمع‪ ،‬ونحو ُ‬ ‫وَ َ‬ ‫يجوز فيه الثلث‪ ،‬ونحو ُدمْية بالضم‪ ،‬وذِرْوة بالكسر‪ ،‬يمتنع فيه التباع‪ ،‬وشذ جِرِوات‪ ،‬بكسر‬ ‫الراء‪.‬‬ ‫أما الصفة كضخمة‪ ،‬أو الرباعىّ كزينب‪ ،‬أو معتل العين كجُور‪ ،‬أو مضعفها كجنة بتثليث الجيم‪،‬‬ ‫أو متحركها كشجرة فل تتغير فيها حالة العين فى الجمع‪.‬‬ ‫جمع التكسير‬ ‫هو ما دلّ على أكثر من اثنين بتغيير صورة مفرده‪ ،‬تغييرًا مقدرًا كفُلْك‪ ،‬بضم فسكون‪ ،‬للمفرد‬ ‫والْجمع‪ ،‬فزنته فى المفرد كزنة ُقفْل‪ ،‬وفى الجمع كزنة أسْد‪ ،‬وكهِجان لنوع من البل‪ ،‬ففى المفرد‬ ‫ككتاب‪ ،‬وفى الجمع كرِجال‪ .‬أو تغييرًا ظاهرًا‪ ،‬إما بالشكل فقط‪ ،‬كأُسْد بضم فسكون‪ ،‬جمع أسدَ‬ ‫بفتحتين‪ .‬وإما بالزيادة فقط‪ ،‬كصِنوان‪ ،‬فى جمع صِنو بكسر فسكون فيهما‪ .‬وإما بالنقص فقط‪،‬‬ ‫كتُخَم فى جمع ُتخَمة بضم ففتح فيهما‪ .‬وإما بالشكل والزيادة كرِجال بالكسر‪ ،‬فى جمع رَجل بفتح‬ ‫فضم‪ .‬وإما بالشكل والنقص َككُتب بضمتين‪ .‬فى جمع كتاب بالكسر‪ .‬وإما بالثلثة‪ ،‬كغِلمان بكسر‬ ‫فسكون‪ ،‬فى جمع غلم بالضم‪.‬‬ ‫أما التغير بالنقص والزيادة دون الشكل‪ ،‬فتقضيه القسمة العقلية‪ ،‬ولكن لم يوجد له مثال‪.‬‬ ‫وهذا الجمع عامّ فى العقلء وغيرهم‪ ،‬ذكورًا كانوا أو إناثًا‪ .‬وأبنيته سبعة وعشرون‪ ،‬منها أربعة‬ ‫للقِلة‪ ،‬والباقى للكثرة‪.‬‬ ‫والْجمعان قيل إنهما مختلفان مبدأ وغاية‪ ،‬فالقلة‪ :‬من ثلثة إلى عشرة‪ ،‬والكثرة‪ :‬من أحد عشر إلى‬ ‫ما ل نهاية له‪ .‬وقيل‪ :‬إنهما متفقان مبدأ ل غاية‪ ،‬فالقلة‪ :‬من ثلثة إلى عشرة‪ .‬والكثرة‪ :‬من ثلثة‬ ‫إلى ما ل نهاية له‪.‬‬ ‫وإنما تعتبر القلة فى نكرات الْجموع‪ ،‬أما معارفها بأل أو الضافة فصالحة للقلة والكثرة‪ ،‬باعتبار‬ ‫الجنس أو الستغراق‪ ،‬وقد ينوب أحدهما عن الخر وضعًا‪ :‬بأن تضع العرب أحد البناءين صالحًا‬ ‫للقلة والكثرة‪ ،‬ويستغنون به عن وضع الخر‪ ،‬فيستعمَل مكانه بالشتراك المعنوىّ ل مجازًا‪،‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ويسمى ذلك بالنيابة وضعًا‪ ،‬كأرْجُل‪ ،‬بفتح فسكون فضم‪ ،‬فى جمع رِجْل بكسر فسكون‪ ،‬وكرجال‬ ‫بكسر ففتح‪ ،‬فى جمع رَجُل بفتح فضم‪ ،‬إذ لم يضعوا بناء كثرة للوّل‪ ،‬ول قِلّة للثانى‪ ،‬فإنْ وُضع‬ ‫بناءان للفظ واحد‪ ،‬كأفلس وفلوس‪ ،‬فى جمع فَلْس بفتح فسكون‪ ،‬وأ ْث ُوبُ وثياب‪ ،‬فى جمع ثوْب‪،‬‬ ‫فاستعمال أحدهما مكان الخر يكون مجازًا‪ ،‬كإطلق أفْلس على أحَدَ عشر‪ ،‬وفُلُوس على ثلثة‪،‬‬ ‫ويسمى بالنيابة استعمالً‪.‬‬ ‫جموع القِلّة‬ ‫الول‪ :‬أ ْفعُل‪ ،‬بفتح فسكون فضم‪ :‬ويطرّد فى‪:‬‬ ‫‪ -1‬كل اسم ثلثى صحيح الفاء والعين ولم يضاعَف‪ ،‬على وزن َفعْل‪ ،‬بفتح فسكون‪ ،‬ككلْب‬ ‫ظبٍ‪ ،‬ودَلْو وأَ ْدلٍ‪ .‬وما كان من هذا النوع واوىّ اللم أو يائيها‪ ،‬تكسر عينه فى‬ ‫وأكْلُب‪ ،‬وظَبْى وأ ْ‬ ‫الجمع‪ ،‬وتحذف لمه‪ ،‬كما سيأتى‪ :‬فى العلل‪.‬‬ ‫وشذ‪ :‬أوْجُه‪ ،‬وأ ُكفّ‪ ،‬وأعْيُن‪.‬‬ ‫وأ ْثوُب‪ ،‬وأسْيُف فى قوله‪:‬‬ ‫شهَبَا*‬ ‫ستُ أ ْثوُبا * حتّى اكْ َتسَى الرّأْسُ قناَعا أ ْ‬ ‫*لكُل دَهَرٍ قد لَبِ ْ‬ ‫وقوله‪:‬‬ ‫*كأ ّنهُمْ أسْ ُيفٌ بِيضٌ َيمَانِيَةٌ * عضْبٌ َمضَارِبُها باقٍ بهَا الثُرُ*‬ ‫‪ -2‬وفى اسم رباعىّ مؤنّث بل علمة‪ ،‬قبل آخره مدّ‪ ،‬كذراع وأذرع‪ ،‬ويمين وأيمن‪ ،‬وشذ أ ْف ُعلٌ‬ ‫فى مكانٍ‪ ،‬وغُرابٍ‪ ،‬وشهابٍ‪ ،‬من المذكر‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬أ ْفعَال‪ ،‬بفتح فسكون‪.‬‬ ‫حمْل بكسر‬ ‫ويكون جمعًا لكل ما لم يَطرّد فيه أ ْف ُعلٌ السابق‪ ،‬كثوب وأثواب‪ ،‬وسيف وأسياف‪ ،‬و ِ‬ ‫فسكون وأحمال‪ ،‬وصُلْب بضم فسكون وأصلب‪ ،‬وباب وأبواب‪ ،‬وسبَب بفتحتين وأسباب‪ ،‬وكَتِف‬ ‫عضُد بفتح فضم وأعضاد‪ ،‬وجُنُب بضمتين وأجناب‪ ،‬ورُطَب بضم ففتح‬ ‫بفتح فكسر وأكتاف‪ ،‬و َ‬ ‫وأرطاب‪ ،‬وإبِل بكسرتين وآبال‪ ،‬وضِلَع بكس ٍر ففتح وأضلع‪ ،‬وشذ أفراخ فى قول الحُطيئة‪:‬‬ ‫غبِ الحواصلِ ل ماءٌ ول شجَرُ*‬ ‫*ماذا تقولُ لفرَاخٍ بذى مَرَخٍ * زُ ْ‬ ‫ضعْنَ‬ ‫حمَالِ أجَُلهُنّ أنْ َي َ‬ ‫حمْل‪ ،‬بفتح فسكون‪ ،‬فى قوله تعالى‪{ :‬وَأولتُ ال ْ‬ ‫كما شذّ أحمال جمع َ‬ ‫حمَْلهُنّ}‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الثالث‪ :‬أ ْفعِلَة‪ ،‬بفتح فسكون فكسر‪.‬‬ ‫ويطرّد فى كل اسم مذكرّ رُباعىّ قبل آخره مدّ‪ ،‬كطعام وأطعمة‪ ،‬ورغيف وأرغفة‪ ،‬وعمود‬ ‫وأعمدة‪ ،‬وَيُلْتزَم فى ِفعَالٍ‪ ،‬بفتح أوله أو كسره‪ ،‬مضعّف اللم أو معتلها‪ ،‬كَبَتَاتٍ وأبِتّة‪ ،‬وزِمام‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫وأَ ِزمّة‪ ،‬وقِباء وأقبية‪ ،‬وكِساء وأكِسية‪ ،‬ول يُجمعان على غيره إل شذوذًا‪.‬‬ ‫الرابع‪ِ :‬فعْلة‪ ،‬بكسر فسكون‪.‬‬ ‫ولم يطرّد فى شئ‪ ،‬بل سمع فى ألفاظ‪ ،‬منها شِيخة جمع شيخ‪ ،‬وثِيْرة جمع ثوْر‪ ،‬وفِتية جمع فَتًى‪،‬‬ ‫ى َوصَبِيّة‪ ،‬وغِلْمة جمع غُلم‪ ،‬و ثِنْية جمع ثُ ْنىِ بضم الول أو كسره‪ ،‬وهو الثانى‬ ‫وصِبْية جمع صَ ِب ّ‬ ‫فى السيادة‪.‬‬ ‫ولعدم اطراده قيل إنه اسم جمع ل جمع‪.‬‬ ‫جموع الكثرة‬ ‫الول‪ُ :‬فعْل‪ ،‬بضم فسكون‪:‬‬ ‫حمْر بضم فسكون‪ ،‬فى جمع أحمر وحمراء‪.‬‬ ‫وينقاس فى أ ْف َعلَ ومُؤنّثِه َفعْلء صِفتين‪ ،‬ك ُ‬ ‫ويكثر فى الشعر ضم عينه إن صحت هى ولمه ولم يضعّف‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫جلِ*‬ ‫*وَأ ْنكَرَتْنِى َذوَاتُ العْيُنِ النّ ُ‬ ‫عمْى وغُرّ فل ُيضَم لعتلل العين فى‬ ‫ض وَ ُ‬ ‫بضم الجيم جمع َنجْلء‪ :‬أى واسعة‪ ،‬بخلف نحو بي ٍ‬ ‫الول‪ ،‬واللم فى الثانى‪ ،‬والتضعيف فى الثالث‪.‬‬ ‫وكما يكون جمعًا ل ْفعَل الذى مؤنثه َفعْلء‪ ،‬يكون جمعًا أيضًا لفعل الذى ل مؤنث له أصلً‪،‬‬ ‫كأ ْكمَر لعظيم ال َكمَرَة‪ ،‬وآدَر بالمد لعظيم الخُصية‪ ،‬وكذا لفَعلء الذى ل أفعل له كَرَتْقاء‪.‬‬ ‫الثانى‪ُ :‬فعُل‪ ،‬بضمتين‪:‬‬ ‫غفُر‪ ،‬وصَبور وصُبُر‪ .‬وفى كل اسم رُباعىّ‬ ‫ويطّرد فى وصف على َفعُول بمعنى فاعل‪ ،‬كغفور و ُ‬ ‫جمَاع مؤخّر الرأس‪،‬‬ ‫قبل آخره مدّ‪ ،‬صحيح الخِر‪ ،‬مذكرًا‪ ،‬كان أو مؤنثًا‪ ،‬كقَذَال بالفتح‪ ،‬وجمع ِ‬ ‫عمُد‪.‬‬ ‫حمُر‪ ،‬وكُرَاع بالضم وكُرُع‪ ،‬وقضيب و ُقضُب‪ ،‬وَعمود و ُ‬ ‫وقُذُل‪ ،‬وحِمار وَ ُ‬ ‫ل يكون مض ّعفًا َمدّته ألف‪.‬‬ ‫ويشترط فى مفرده أيضًا أ ّ‬ ‫سوْك جم َعىْ سِوار وسِواك‪ ،‬وإل جاز‬ ‫سوْر و ُ‬ ‫ثم إن كانت عين هذا الْجمع واوًا وجب تسكينُها‪ ،‬كَ ُ‬ ‫ضمها وتسكينها‪ ،‬نحو ُقذُل بضمتين‪ ،‬وقُذْل بالسكون‪ ،‬وسُيُل بضمتين‪ ،‬وسِيْل بكسر فسكون‪ ،‬جمع‬ ‫سَيال‪ :‬اسم شجر له شوك‪ ،‬لكن إن سكنت الياء وجب كسر ما قبلها‪ ،‬نظير بِيْض فى جمع أبيض‪.‬‬ ‫الثالث‪ُ :‬فعَل بضم ففتح‪:‬‬ ‫ويطرد فى اسم على ُفعْلة بضم فسكون‪ ،‬وفى ُفعْلى بضم فسكون أنثى أفعل‪ ،‬كغُرْفة ومُدْية وحُجّة‪.‬‬ ‫صغَر وكُبَر‪ .‬وشذّ فى ُبهْمة بضم‬ ‫صغْرَى‪ ،‬وكُبْرَى‪ ،‬فتقول فيها‪ :‬غُرَف‪ ،‬ومُدًى‪ ،‬وحُجَج‪ ،‬و ُ‬ ‫وك ُ‬ ‫فسكون‪ ،‬وصف للرجل الشجاع‪ُ :‬بهَم‪ ،‬كما شذ جمع ُرؤْيا بضم الوّل‪ ،‬و َنوْبة وقَرْية بفتح أوّلهما‪،‬‬ ‫ولِحْيَة بكسره‪ ،‬وتُخَمة بضم ففتح‪ ،‬على ُفعَل‪ ،‬للمصدرية فى الوّل‪ ،‬وانتفاء ضم الفاء فى الثلثة‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫بعده‪ ،‬وفتح عين الخير‪.‬‬ ‫الرابع‪ِ :‬فعَل‪ ،‬بكسر ففتح‪:‬‬ ‫ويطّرد فى اسمٍ على ِفعْلة بكسر فسكون‪ ،‬كحِجّة وحِجج‪ ،‬وكِسْرة وكِسَر‪ ،‬وفِرْية‪ ،‬وهى الكذب‪،‬‬ ‫ى وَلُحًى بضمه‪ ،‬كما سمع فى ُفعْلة بضم فسكون‪:‬‬ ‫سمِع فى حِلية ولِحْيَة بكسر أوّلهما‪ :‬حُل ً‬ ‫وفِرًى‪ .‬و ُ‬ ‫صوَر‪.‬‬ ‫ِفعَل بكسر ففتح‪ ،‬كصُورة و ِ‬ ‫الخامس‪ُ :‬فعَلَة‪ ،‬بضم ففتح‪:‬‬ ‫ض وقضاة‪ ،‬وَرَامٍ ورُماة‪ ،‬وغاز وغُزَاة‪.‬‬ ‫ويطّرد فى وصفِ عاقلٍ على وزن فاعل معتل اللم‪ ،‬كقا ٍ‬ ‫السادس‪َ :‬فعَلة‪ ،‬بفتحات‪:‬‬ ‫سحَرة‪ ،‬وبائع وباعة‪ ،‬وصائغ‬ ‫ويطّرد فى وصف مذكر عاقل صحيح اللم ككاتب وكَتَبة‪ ،‬وساحر و َ‬ ‫ضمّت فاء الولى‪ ،‬للفرق‬ ‫وصاغَة‪ ،‬وبارّ وبَرَرة‪ ،‬وبعضهم يجعل هذه الصيغة أصل سابقتها‪ ،‬وإنما ُ‬ ‫بين صحيح اللم ومعتلها‪.‬‬ ‫السابع‪َ :‬فعْلَى‪ ،‬بفتح فسكون ففتح‪:‬‬ ‫ويطّرد فى وصفٍ دالّ على هلك‪ ،‬أو توجّع‪ ،‬أو تشتّت‪ ،‬بزنة َفعِيل‪ ،‬نحو قتيل وقَتْلَى‪ ،‬وجريح‬ ‫وجَرْحَى‪ ،‬وأسير وأسْرَى‪ ،‬ومريض ومَرْضَى‪.‬‬ ‫أو زنة َفعِل بفتح فكسر‪ ،‬ك َزمِن و َزمْنَى‪ ،‬أو زنة فاعل‪ ،‬كهالك وهَ ْلكَى‪ ،‬أو زنة فَ ْيعِل بفتح فسكون‬ ‫طشَى‪.‬‬ ‫حمْقى‪ ،‬أو زنة َفعْلن‪ ،‬كعطشان وعَ ْ‬ ‫ق وَ َ‬ ‫فكسر‪ ،‬كميت و َموْتَى‪ ،‬أو زنة أفعَل كأحمَ َ‬ ‫الثامن‪ِ :‬فعَلَة‪ ،‬بكسر ففتح‪:‬‬ ‫وهو كثير فى ُفعْل بضم فسكون اسمًا صحيح اللم‪ ،‬كقُرْط وقِرَطة‪ ،‬ودُرْج ودِرَجة‪ ،‬وكُوز و ِكوَزة‪،‬‬ ‫و ُدبّ ودِبَبة‪ .‬وقلّ فى اسم صحيح اللم على َفعْل بفتح فسكون‪ :‬كغَرْد (بالغين المعجمة لنوع من‬ ‫الكمأة) وغِرَدَة‪ ،‬أو بكسر فسكون‪ :‬كقِرْد وقِرَدة‪.‬‬ ‫التاسع‪ُ :‬فعّل‪ ،‬بضم الول‪ ،‬وتشديد الثانى مفتوحًا‪:‬‬ ‫حىْ اللم‪ ،‬كراكع وراكعة‪ ،‬وصائم وصائمة‪،‬‬ ‫ويطّرد فى وصف على وزن فاعل وفاعلة صحي َ‬ ‫صوّم‪ .‬وندر فى معتلها كغازٍ وغُزّى‪ ،‬كما ندر فى فَعيلة وفُعَلء بضم‬ ‫تقول فى الجمع‪ُ :‬ركّع و ُ‬ ‫ففتح‪ ،‬كخَريدة وخُرّد‪ ،‬ونُفَسَاء ونفّس‪.‬‬ ‫العاشر‪ُ :‬فعّال‪ ،‬بضم الول‪ ،‬وفتح الثانى مشدّدًا‪.‬‬ ‫ويطّرد كسابقه فى وصف على فاعل‪ ،‬فيقال‪ :‬صائم وصوّام‪ ،‬وقارئ وقرّاء‪ ،‬وعاذل وعُذّال‪ ،‬وندر‬ ‫فى وصف على فاعلة‪ ،‬كصُدّاد فى قول القُطامىّ‪:‬‬ ‫*أ ْبصَارُهُنّ إلى الشّبّانِ مائلةٌ * وقد أَراهُنّ عنى غيْ َر صُدّادِ*‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫كما ندر فى المعتل‪ ،‬كغازٍ وغُزّاء‪ ،‬وسارٍ وسُرّاء‪.‬‬ ‫الحادى عشر‪ِ :‬فعَال‪ ،‬بكسر ففتح مخففا‪ :‬ويطّرد فى ثمانية أنواع‪:‬‬ ‫الول والثانى‪َ :‬فعْل و َفعْلة بفتح فسكون‪ ،‬اسمين أو وصفين‪ ،‬ليست عينهما ول فاؤهما ياء‪ ،‬مثل‬ ‫صعْبة وصِعاب‪ ،‬وتُبدل واوُ المفرد ياء فى الجمع‪ ،‬ك َثوْب وثِياب‪،‬‬ ‫كلْب وكلْبة وكِلب‪ ،‬وصعْب و َ‬ ‫جدْى يُرْبط فى زُبْية‬ ‫وندر فيما عينه أو فاؤه الياء منهما‪ ،‬كضيْف وضِياف‪ ،‬و َيعْر ويِعار‪ ،‬وهو ال َ‬ ‫السد‪.‬‬ ‫الثالث والرابع‪َ :‬فعَل و َفعَلة‪ ،‬بفتحتين اسمين صحيحى اللم‪ ،‬ليست عينهما ولمهما من جنس‪ ،‬نحو‬ ‫جمَل وجِمال‪ ،‬و َرقَبة ورِقاب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الخامس‪ِ :‬فعْل‪ ،‬بكسر فسكون اسمًا كقِدْح َوقِداح‪ ،‬وذِئْب وَذِئاب‪ ،‬و ِنهْى‪ ،‬وهو الغدير‪ ،‬ونِهاء‪.‬‬ ‫جبّ وجِباب‪.‬‬ ‫السادس‪ُ :‬فعْل‪ ،‬بضم فسكون اسمًا غير واوىّ العين‪ ،‬ول يائىّ اللم‪ ،‬ك ُرمْح ورِماح و ُ‬ ‫السابع والثامن‪ :‬فَعيل وفَعيلة‪َ ،‬وصْفىَ باب كَرُم‪ ،‬صحيحى اللم‪ ،‬كظريف وظريفة وَظِراف‪ .‬وتلزم‬ ‫هذه الصغية فيما عينه واو من هذا النوع‪ ،‬فل ُيجْمع على غيرها‪ ،‬كطويل وطويلة وطِوال‪.‬‬ ‫وشاعت أيضًا فى كل وصف على َفعْلن بفتح فسكون للمذكر‪ ،‬و َفعْلَى للمؤنث‪ ،‬وفُعلن بضم‬ ‫خمْصان‬ ‫غضْبَى وغِضاب‪ ،‬وعطْشان وعطْشَى وعِطاش‪ ،‬وك ُ‬ ‫فسكون له و ُفعْلنة لها‪ ،‬ك َغضْبان و َ‬ ‫خمْصانة وخِماص‪.‬‬ ‫وُ‬ ‫الثانى عشر‪ُ :‬فعُول‪ ،‬وبضمتين‪:‬‬ ‫ويطّرد فى اسم على َفعِل‪ ،‬بفتح فكسر‪ ،‬ككَبِد وكُبُود‪َ ،‬ووَعِل ووُعُول‪ ،‬و َنمِر ونُمور‪.‬‬ ‫وفى َفعْل اسما ثلثيًا ساكن العين‪ ،‬مثلث الفاء‪ ،‬نحو َكعْب وكعُوب‪ ،‬وَجُنْد وَجُنُود‪ ،‬وضِرْس‬ ‫َوضُرُوس‪.‬‬ ‫ويشترط أن ل تكون عين المفتوح أو المضموم واوا كحوض وحُوت‪ ،‬ول لم المضموم ياء‬ ‫كمُدْى‪ .‬وشَذّ فى ُنؤْى‪ :‬وهى الحفرة تُجعل حول الخباء‪ ،‬لوقايته من السيل نِ ِئىّ‪ ،‬ول مضعفا كخُف‪.‬‬ ‫ويُحفظ فى َفعَل بفتحتين كأسَد وأسود‪ ،‬وذكَرَ وذُكور‪ ،‬وَشجَن‪ ،‬وهو الحزن‪ ،‬وشُجون‪.‬‬ ‫الثالث عشر‪ِ :‬فعْلن‪ ،‬بكسر فسكون‪:‬‬ ‫ويَطّرد فى اسم على فُعالٍ بالضم‪ ،‬كغُراب وغِرْبان‪ ،‬وغُلَم وغِلمان‪ ،‬أو ُفعَل بضم ففتح كصُرَد‬ ‫وصِرْدان‪ .‬وبه يُسْ َتغْنَى عن أفعال فى جمع هذا المفرد‪ .‬أو ُفعْل بضم الفاء أو فتحها واوىّ العين‬ ‫الساكنة‪ ،‬كحُوت وَحِيتان‪ ،‬وكُوز َوكِيزان وتاج وَتِيجان‪ ،‬ونار وَنِيران‪ .‬وَقلّ فى نحو‪ :‬غَزَالِ‬ ‫غِزلن‪ ،‬وفى خروف خِرْفان‪ ،‬وفى ِنسْوة نِسْوان‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫الرابع عشر‪ُ :‬فعْلن بضم فسكون‪.‬‬ ‫ظهْر وَظهْران‪ ،‬وَ َبطْن وَبُطْنان‪ ،‬أو على َفعَل بفتحتين‬ ‫وَيكثر فى اسم على َفعْل بفتح فسكون‪ ،‬ك َ‬ ‫صحيح العين وَليست هى ولمه من جنس واحد‪ ،‬كذكَر و ُذكْران‪ ،‬وَحَمل بالمهملة‪ ،‬وهو ولد الضأن‬ ‫حمْلن‪ ،‬أو على فَعيل كقضيب و ُقضْبان‪ ،‬وغَدِير وغُدْران‪ .‬و َقلّ فى نحو‪ :‬راكب ُركْبان‪،‬‬ ‫الصغير و َ‬ ‫وفى أسْود سُودَان‪.‬‬ ‫الخامس عشر‪ُ :‬فعَلء‪ ،‬بضم ففتح ممدودًا‪.‬‬ ‫ويطّرد فى وصف مذكر عاقل‪ ،‬على زنة فعيل بمعنى فاعل‪ ،‬غير مضعّف ول معتل اللم‪ ،‬ول‬ ‫واوىّ العين‪ ،‬نحو كرِيم وكُرَماء‪ ،‬وبخيل وبُخلء‪ ،‬وظريف وظُرَفاء‪ .‬وشَذّ أسيرٌ وأسَرَاء‪ ،‬وقَتِيلٌ‬ ‫وُقتَلء؛ لنهما بمعنى مفعول‪.‬‬ ‫سمِع‪ ،‬وأليم بمعنى ُمؤْلم‪ ،‬تقول فيهما‪ :‬سُمعاء‬ ‫أو بمعنى ُم ْفعِل‪ ،‬بضم فسكون فكسر‪ ،‬كسميع بمعنى مُ ْ‬ ‫وألَماء‪ ،‬أو بمعنى مُفاعِل‪ ،‬كخُلطاء وَجُلَساء‪ ،‬فى خَلِيط بمعنى مُخَالِط‪ ،‬وَجَلِيس بمعنى مجالِس‪ :‬أو‬ ‫جهَلء‪ .‬وشَذّ‪ :‬شُجَعاء فى‬ ‫ل على معنى كالغريزة‪ ،‬كصالح وصُلَحاء‪ ،‬وجاهِل و ُ‬ ‫على زِنة فاعل دا ً‬ ‫سمْح‪ ،‬وَخَُلفَاء فى خليفة؛ لنها ليست على َفعِيل ول فاعل‪.‬‬ ‫سمَحاء فى َ‬ ‫شُجاع‪ ،‬وجُبناء فى جَبَان‪ ،‬و ُ‬ ‫السادس عشر‪ :‬أ ْفعِلء‪ ،‬بفتح فسكون فكسر‪:‬‬ ‫ويَطّرد فى ُمفْرد سابقه الول‪ ،‬وهو فعيل‪ ،‬لكِنْ بشرط أن يكون معتلّ اللم أو مضعفًا‪ ،‬كغنىّ‬ ‫وأغنياء‪ ،‬ونبىّ وأنبياء‪ ،‬وشديد وأشِدّاء‪ ،‬وعزيز وأعِزّاء‪ ،‬وهو لزم فيهما‪ .‬وشذ فى َنصِيب‬ ‫أ ْنصِباء‪ ،‬وفى صديق أصْدقاء‪ ،‬وفى هَيّن أَ ْهوِناء؛ لنها ليست معتلة اللم ول مضعفة‪.‬‬ ‫السابع عشر‪ :‬فَواعِل‪:‬‬ ‫ويطّرد فى فاعِلةٍ اسمًا أو صِفة‪ ،‬كناصية ونواص‪ ،‬وكاذبة وكواذب‪ ،‬وفى اسم على َفوْعَل‪ ،‬بفتح‬ ‫فسكون ففتح‪ ،‬أوْ َفوْعَلة بفتح الول والثالث وسكون ما بينهما‪ .‬أو فاعِل بفتح العين أو كسرها‪،‬‬ ‫صوْمعة وصوامع‪ ،‬وخاتَم وخواتِم‪ ،‬وكاهِل وكواهل‪ .‬أو فاعِل بكسر العين‬ ‫جوْهَر وجواهر‪ ،‬و َ‬ ‫كَ‬ ‫وصفًا لمؤنث‪ ،‬كحائض وحوائض‪ ،‬وحامل وحوامل؛ أو لمذكر غير عاقل كصاهلٍ وصواهل‪،‬‬ ‫س بمعنى خاضع‪َ :‬نوَاكس‪ ،‬وفى هاِلكٍ‪:‬‬ ‫وشاهقٍ وشواهق‪ .‬وشذ فى فارسٍ‪ :‬فوَارس‪ ،‬وفى ناك ٍ‬ ‫َهوَالك‪ .‬ويطرد أيضًا فى فاعِلءَ‪ ،‬بكسر العين والمدّ‪ ،‬كقاصِعا َء َوقَواصِع‪ ،‬ونافقا َء و َنوَافق‪.‬‬ ‫الثامن عشر‪َ :‬فعَائل‪ ،‬بالفتح وكسر ما بعد اللف‪:‬‬ ‫ى مؤنث‪ ،‬ثالثه مَدّة‪ ،‬سواء كان تأنيثه بالتاء أو باللف مطلقا‪ ،‬أو بالمعنى‪ ،‬كسحابة‬ ‫ويطرد فى رُباع ّ‬ ‫وسحائب‪ ،‬ورسالة ورسائل‪ ،‬وصحيفة وصحائف‪ ،‬وذُؤابة وذوائب‪ ،‬وحَلوبة وحلئب‪ ،‬وشِمال‬ ‫بالكسر‪ ،‬وشَمال بالفتح‪ :‬ريح تهب من جهة القطب الشمالىّ‪ ،‬وشَمائل‪ ،‬وَعجُوز وعَجائز‪ ،‬وسعيد‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫علم امرأة وسعائد‪ ،‬وحَبَاَئر‪ ،‬وجَلُولء‪ :‬قرية بفارس‪ ،‬وجَلئل‪.‬‬ ‫ويُشْتَرَط فى ذى التاء من هذه المثلة‪ :‬السميةُ‪ ،‬إلّ فَعيلة‪ ،‬فيشترط فيها أل تكون بمعنى مفعولة‪،‬‬ ‫وشذ ذَبيحة وذبائح‪ .‬وندر فى َوصِيد‪ :‬وهو اسم للبيت أو فنائه‪َ :‬وصَائد‪ ،‬وفى جزُور‪ :‬جزائر‪ ،‬وفى‬ ‫سماء‪ ،‬اسم للمطر‪ :‬سمائى‪.‬‬ ‫التاسع عشر‪َ :‬فعَالِى‪ ،‬بفتح أوله وثانيه وكسر رابعه‪.‬‬ ‫العشرون‪َ :‬فعَالَى‪ ،‬بفتح أوله وثانيه ورابعه‪.‬‬ ‫وهاتان الصيغتان تشتركان فى أشياء‪ ،‬وينفرد كل منهما فى أشياء‪.‬‬ ‫فتشتركان فى َفعْلء اسمًا كصَحْراء‪ ،‬أو صفة ل مذكر لها كعذراء‪ ،‬وفى ذى اللف المقصورة‬ ‫للتأنيث كحبلَى‪ ،‬أو اللحاق‪ ،‬ك ِذفْرًى بكسر الول‪ :‬اسم للعظم الشاخص خلْف أذُن الناقة‪ ،‬وألفه‬ ‫لللحاق بدرهم‪ ،‬وعَ ْلقًى بفتح الول‪ :‬اسم لنبت‪ ،‬فتقول فى جمعها صحارٍ وصحارَى‪ ،‬وعَذارٍ‬ ‫ل وَحَبَالَى‪ ،‬وذَفا ٍر وَذَفارَى‪ ،‬وعَلقٍ وعَلقَى‪.‬‬ ‫وعَذَارَى‪ ،‬وَحَبَا ٍ‬ ‫وتنفرد "الفَعالِى" بكسر اللم فى أشياء‪ :‬منها فَعلة بفتح فسكون‪ ،‬ك َموْماة‪ :‬اسم للفلة الواسعة التى‬ ‫سعْلة‪ ،‬اسم لخبث الغِيلن‪ ،‬و ِفعْلِية بكسرتين بينهما سكون مخفف‬ ‫ل نبات بها‪ ،‬و ِفعْلة بالكسر ك ِ‬ ‫شعَر كنخالة الدقيق‪ ،‬أو ما يتطاير من زَغَب القُطْن والريش؛‬ ‫الياء كهِبْرية‪ ،‬وهو ما يعلق بأصول ال ّ‬ ‫و َفعْلُوة بفتح فسكون فضم كعَر ُقوَة‪ ،‬اسم للخَشبَة المعترِضة فى فم الدلو‪ ،‬وما حذف أوّلُ زائديه‬ ‫كحبنطًى‪ :‬اسم لعظيم البطن‪ ،‬وقَلَنْسُوة لما يُلْبَس على الرأس‪ ،‬وبَُلهْنِيَة‪ ،‬بضم ففتح فسكون فكسر‪:‬‬ ‫سعَة العيش‪ ،‬وحُبَارَى بضم الول‪ ،‬تقول فى جمعها‪َ :‬موَامٍ‪ ،‬وسَنعَالٍ‪ ،‬وهَبَارٍ‪ ،‬وَعَرَاقٍ‪،‬‬ ‫اسم لِ ِ‬ ‫وَحَبَاطٍ‪َ ،‬وقَلَسٍ‪ ،‬وَبَلهٍ‪ ،‬وَحَبارٍ‪.‬‬ ‫ن وغضْبان‪ ،‬أو على َفعْلَى بالفتح‬ ‫وينفرد "ال َفعَالَى" بفتح اللم فى وصف على َفعْلن‪ ،‬كعطشا َ‬ ‫غضَابَى‪ .‬والراجح فيهما ضم الفاء كسُكارى‪.‬‬ ‫غضْبَى‪ ،‬تقول فى الجمع‪ :‬عَطَاشَى وَ َ‬ ‫كعطْشَى وَ َ‬ ‫ويحفظ المفتوح اللم فى نحو حَبِط بفتح فكسر وَحَبَاطَى‪ ،‬ويتيم ويَتَامَى وَأيّم‪ ،‬وهى الخالية من‬ ‫طهَارَى‪ ،‬فى قول امرئ القيس‪:‬‬ ‫الزوج وأيَامَى‪ ،‬وطاهِر و َ‬ ‫عوْف طَهارَى نقِيّةٌ*‬ ‫*ثيابُ بنى َ‬ ‫وفى شاةٍ رئيسٍ‪ :‬إذا أصيب رأسها‪ ،‬ورآسَى‪ .‬ويُحفظ المضموم فى نحو قديم وقُدَامى‪ ،‬وأسير‬ ‫وأسارَى‪.‬‬ ‫الحادى والعشرون‪َ :‬فعَالِىّ‪ ،‬بفتحتين وكسر اللم وتشديد الياء‪:‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ويطرد فى كل ثلثى ساكن العين‪ ،‬زيد فى آخره ياء مشدّدة‪ ،‬ليست متجدّدة للنسب‪ ،‬ككُرسىّ‬ ‫سىّ‪ ،‬وَبَخا ِتىّ‪ ،‬وقمَا ِرىّ‪،‬‬ ‫سىَ َك َمهْ ِرىّ‪ ،‬تقول فى جمعها‪ :‬كرا ِ‬ ‫وبُخْتىّ َو ُقمْرِىّ‪ ،‬بالضم‪ ،‬أو لنسب تُنُو ِ‬ ‫َو َمهَارِىّ‪ .‬والفرق أن ياء النسب يدل اللفظ بعد حذفها على معنى بخلف ياء نحو كرسىّ‪ ،‬إذ يختل‬ ‫طىّ فى قُِبطىّ لن ياءه للنسب‪ ،‬والقِبط‪ :‬نصارَى‬ ‫اللفظ بعد سقوطه ول يكون له معنى‪ ،‬وشذّ قَبَا ِ‬ ‫ى وَظَرَابىّ‪ ،‬وليسا جمعًا لنسىّ‬ ‫حفَظ فى إنسان‪ ،‬وَظربان بفتح فكسر‪ ،‬إذ قد سمع أناس ّ‬ ‫مصر‪ .‬و ُي ْ‬ ‫سمِع فى‬ ‫وَظِرْبىّ بل أصلهما‪ :‬أناسينُ وضرابينُ‪ ،‬قلبت النون فيهما ياء‪ ،‬وأدغمت الياء فى الياء‪ .‬وَ ُ‬ ‫ى َوصَحَا ِرىّ‪.‬‬ ‫عَذْراء وَصحْراء تقول فيهما‪ :‬عذَا ِر ّ‬ ‫الثانى والعشرون‪َ :‬فعَاِللُ‪:‬‬ ‫عىّ المجرّد ومزيده‪ ،‬وكذا فى الْخماسىّ المجرّد ومزيده‪ ،‬فتقول فى ج ْعفَر وبُرْثُن‬ ‫ويطرد فى الرّبا ِ‬ ‫حذِف الخامس‬ ‫وَزبْرِج‪ :‬جعافِر‪ ،‬وَبَرَاثِن‪ ،‬وزَبارِج‪ .‬أما الخماسىّ فإن لم يكن رابعه يشبه الزائد‪ُ ،‬‬ ‫سفَارِج‪ ،‬وإن أشبه الزائد فى اللفظ أو المخرَج فأنت بالخيار بين حذفه وحذف‬ ‫سفَرْجل‪ ،‬تقول فيه‪َ :‬‬ ‫كَ‬ ‫الخامس‪ ،‬فتقول فى نحو خَدَرْنَق بوزن سفَرْجل‪ ،‬اسم للعنكبوت‪ ،‬وفى فرزدق بوزنه أيضًا‪ :‬خَدَارِقُ‬ ‫خدَارِنُ‪ ،‬وفَرَازِقُ أو فرازدُ؛ إذ النون فى الول من حروف الزيادة‪ ،‬والدال فى الثانى تشبه التاء‬ ‫أو َ‬ ‫عىّ نحو مُ َدحْرِج‪ :‬دَحارِج بحذف الزائد‪ ،‬إل إذا كان ما قبل‬ ‫فى المخرج‪ ،‬وتقول فى مزيد الرّبا ِ‬ ‫الخر لِينا فل ُيحْذَف‪ ،‬ثم إن كان اللين ياءً صحّ‪ ،‬كقنديل وقناديل‪ ،‬وإن كان ألفا أو واوًا قلب ياء‬ ‫نحو سِرْداح‪ ،‬وهى الناقة الشديدة‪ ،‬وعصفور‪ ،‬فتقول فيهما‪ :‬سراديح وعصافير‪ ،‬وفى مزيد‬ ‫الخماسى‪ :‬يحذف الخامس مع الزائد‪ ،‬فتقول فى قِ ْرطَبُوس بكسر القاف‪ :‬للناقة الشديدة‪ ،‬وبالفتح‪:‬‬ ‫للداهية‪َ ،‬وقَ َبعْثَرًى‪ :‬قراطِب وقباعِث‪.‬‬ ‫الثالث والعشرون‪ :‬شِبْه َفعَالِل‪:‬‬ ‫وهو ما ماثله عَ َددًا وهيئة‪ ،‬وإن خالفه زِنة‪ ،‬وذلك كمفاعِل‪ ،‬وفوَاعِل‪ ،‬وفياعِل‪ ،‬وأفاعِلة‪ .‬ويطرّد فى‬ ‫سكْرَى‪ ،‬فإن لها‬ ‫مزيد الثلثى غير ما تقدم من نحو أحمر‪ ،‬وسكران‪ ،‬وصائم‪ ،‬ورام‪ ،‬وباب كُبْرَى وَ َ‬ ‫ف وَعَلْقى‪،‬‬ ‫جوْهَ ٍر َوصَيْرَ ٍ‬ ‫ل ومَسْجدٍ وَ َ‬ ‫حذَف الزائد إن كان واحدًا‪ ،‬كأفض َ‬ ‫جموعَ تكسير تقدمت ول يُ ْ‬ ‫بل يُحذَف ما زاد عليه‪ ،‬سواء كان واحدًا كما فى نحو منطلق‪ ،‬أو اثنين كما فى نحو مستخرج‪،‬‬ ‫ى ولفظا كالميم‪ ،‬فيقال‪ :‬مَطالِق َومَخارج‪ ،‬ل نَطَالق‬ ‫و ُيؤْثَر بالبقاء ما له مزِيّة على الخر‪ ،‬معن ً‬ ‫وسَخَارِج أو َتخَارِج‪ ،‬لفضْل الميم‪ ،‬بتصدّرها‪ ،‬ودللتها على معنى يختص بالسماء؛ لنها تدلّ‬ ‫على اس َمىْ الفاعل والمفعول‪ ،‬وكالهمزة والياء مصدّرتين فى نحو ألنَدد وَيَلَ ْندَد للشديد الخصومة؛‬ ‫لنهما فى موضعين يقعان فيه دالّين على معنى كأقوم ويقوم‪ ،‬فتقول فى جمعها‪ :‬ألَ ّد وَيَلَدّ‪ ،‬أو‬ ‫لفظًا فقط‪ :‬كالتاء فى نحو استخراج‪ ،‬تقول فى جمعه‪ :‬تَخَارِيج بإبقاء التاء؛ لنها ل ُتخْرِج الكلمة‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫سخَاريج‪ ،‬إذ‬ ‫عن عدم النظير‪ ،‬بل لها نظير نحو تَبَاريح وتماثيل وتصاوير‪ ،‬بخلف السين لو قلت َ‬ ‫ل وجود لسفاعيل‪ .‬وكالواو فى نحو حَيْزَبُون للعجوز‪ ،‬فإن بقاءها يغنى عن حذف غيرها‪ ،‬وهو‬ ‫عصْفور‪ ،‬بخلف ما لو حذفتها وأبقيت‬ ‫الياء‪ ،‬فتقول فى جمعه‪ :‬حَزَابِين‪ ،‬بقلب الواو يا ًء كما فى ُ‬ ‫الياء‪ ،‬وقلت‪ :‬حَيَازِبْن بسكون الموحدة قبل النون‪ ،‬فإن حذفها ل يغنى عن حذف غيرها‪ ،‬إذ ل يلى‬ ‫ألف التكسير ثلث إل وأوسطهن ساكن معتلّ‪ .‬فيلجئك ذلك إلى حذف المثناة التحتية‪ ،‬حتى يحصل‬ ‫مفاعل‪ ،‬فتقول‪ :‬حَزَابِن‪ .‬فإن لم يكن لحد الزائدَين مزية على الخرَ‪ .‬فأنت بالخيار فى حذف أيهما‬ ‫شئت‪ ،‬كنونَىْ‪ :‬سَرَ ْندَى‪ :‬للسريع فى أموره والشديد‪ .‬وعَلَنْدَى للغليظ وألفيهما‪ .‬فتقول‪ :‬سرانِد‪،‬‬ ‫وعلند بحذف اللف‪ ،‬وسراد وعلدٍ بحذف النون‪ .‬وكذا حَبَ ْنطَى لعظيم البطن‪ .‬تقول فيه‪ :‬حَبانِطٍ‬ ‫وَحَبَاطٍ‪ ،‬بقلب اللف ياءً‪ ،‬ثم‬ ‫جوَارٍ؛ لن كلتا الزيادتين لللحاق بسفرجل؛ فتكافأتا‪.‬‬ ‫ُي َعلّ إعلل َ‬ ‫خاتمة تشتمل على عدة مسائل‬ ‫الولى‪ :‬يجوز تعويض ياءً قبل الطّرف مما حذف‪ ،‬سواء كان المحذوف أصلً أو زائدًا‪ .‬فتقول فى‬ ‫سفَرْجَل َومُنْطَلِق‪ :‬سفاريج َومَطاليق‪ .‬وأجاز الكوفيون زيادتها فى مماثل مَفَاعِل‪ .‬وحذفها من مماثل‬ ‫مفاعيل‪ ،‬فتقول فى جَعافر‪ :‬جعافير وفى عصافير‪ :‬عصافِر‪ .‬ومن الول‪{ :‬وََلوْ أ ْلقَى َمعَاذِيرَه} ومن‬ ‫الثانى‪{ :‬وَعِن َدهُ َمفَاتِحُ ا ْلغَ ْيبِ}‪ .‬وأما َفوَاعل فل يقال فيه‪ :‬فواعيل إل شذوذًا كقول زهير بن أبى‬ ‫سُلمى‪:‬‬ ‫سوَابِيغُ بِيضٌ ل يُخَ ّر ُقهَا النّ ْبلُ*‬ ‫*َ‬ ‫الثانية‪ :‬كلّ ما جرى على الفعل‪ :‬مِن اسَمىْ الفاعل والمفعول‪ ،‬وأوله ميم‪ ،‬فبابه التصحيح ول‬ ‫ُيكَسّر‪ ،‬لمشابهته الفعل لفظًا ومعنى‪ ،‬وجاءَ شذوذًا فى اسم مفعول الثلثى من نحو ملعون‪،‬‬ ‫وميمون‪ ،‬ومَشْئوم‪ ،‬ومكْسور‪َ ،‬ومَسلوخة‪ :‬ملعين‪ ،‬وميامين‪ ،‬ومشائيم‪ ،‬ومكاسير‪ ،‬ومَسَاليخ‪ .‬وجاء‬ ‫أيضًا فى ُم ْفعِل‪ .‬بضم الميمْ وكسر العين من المذكر‪ ،‬كمُوسِر َومُفْطِر‪ :‬مياسي ُر ومفاطِير‪ ،‬كما جاء‬ ‫فى ُم ْفعَل بفتح العين كمنكَر‪ :‬مناكِير‪.‬‬ ‫وأما إذا كان ُم ْفعِل بكسر العين‪ ،‬مختصًا بالناث‪ ،‬فإنه ُيكَسّر كمُ ْرضِع َومَرَاضِع‪.‬‬ ‫جمْع الجمع‪ ،‬كما تدعو إلى تثنيته‪ ،‬فكما يقال فى جماعتين من الجمال‬ ‫الثالثة‪ :‬قد تدعُو الحاجة إلى َ‬ ‫لتٌ‬ ‫أو البيوت جِمالن وبَيُوتان‪ .‬تقول أيضًا فى جماعات منها‪ :‬جمالت وبَيُوتات‪ .‬ومنه {كَأنّهُ جِما َ‬ ‫صُفْر} وإذا قصِد تكسير مُكسّر نظر إلى ما يشاكله من الحاد‪ ،‬فكيسّر بمثل تكسيره‪ ،‬كقولهم فى‬ ‫أعْبُد‪ :‬أعابد‪ ،‬وفى أسلحة‪ :‬أسالح‪ ،‬وفى أقوال‪ :‬أقاوِيل‪ ،‬شَبّهوها بأسْود وأساودِ‪ ،‬وأجْرِدة وأجارد‪،‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫وإعصار وأعاصير‪ ،‬وقالوا فى ُمصْران جمع َمصِير‪َ :‬مصَارِينُ‪ .‬وفى غِرْبان‪ :‬غَرَابِينُ‪ .‬تشبيهًا‬ ‫بسلطين وسَراحين‪ .‬وما كان على زِنة مَفاعل أو مفاعيل‪ ،‬فإنه ل ُيكَسّر لنه ل نظير له فى‬ ‫جمَع تصحيحًا‪ ،‬كقولهم فى َنوَاكِس وأيامِن‪ :‬نواكِسُون‬ ‫حمَل عليه‪ ،‬ولكنه قد يُ ْ‬ ‫الحاد‪ ،‬حتى يُ ْ‬ ‫صوَاحِبَاتُ يُوسُف"‪.‬‬ ‫ن َ‬ ‫وأيامنون‪ ،‬وفى خرائد وصواحِب‪ :‬خَرَائِدَات َوصَواحبات‪ ،‬ومنه "إنكُنّ لنت ّ‬ ‫ع ّوضًا عن الياء المحذوفة‪ ،‬كقنادِلة فى قناديل‪،‬‬ ‫الرابعة‪ :‬قد تلحق التاء صيغة منتهى الجموع‪ :‬إما ِ‬ ‫وإما للدللة على أن الْجمع للمنسوب ل للمنسوب إليه‪ ،‬كأشاعثَة وأزارقة ومَهالبة‪ ،‬فى جمع أشعثىّ‬ ‫ق َومُهّلبَ‪ ،‬وإما للحاق الجمع بالمفرد‪ ،‬كصيارفة‬ ‫ى و ُمهَلّبىّ‪ ،‬نسبة إلى أشعَث وازر َ‬ ‫وأزرق ّ‬ ‫ف وَصيْقَل‪ ،‬لِلحاقهما بطواعية وكراهية‪ ،‬وبها يصير الجمع منصرفًا بعد أن‬ ‫وصياقلة‪ ،‬جمع صيْ َر ٍ‬ ‫كان ممنوعًا من الصرف‪ .‬وربما تلحق التا ُء بعضَ صيغ الجموع لتأكيد التأنيث اللحق له كحجارة‬ ‫وعُمومة وخُئولة‪.‬‬ ‫الخامسة‪ :‬المركبات الضافية التى جُعلت أعلمًا تُجمع أجزاؤها ال َولُ كما تُثّنى‪ ،‬فتقول‪ :‬عبْدَا ال‬ ‫حجّة‪ ،‬وأ ْذوَاء أو ذوات‪ .‬وما كان كابن عِرس وابن آوَى‬ ‫وعبْدَان ل وعِباد ال‪ ،‬وَذَوو ال َقعْدة وال ِ‬ ‫وابنِ لَبُون‪ ،‬يقال فى جمعه‪ :‬بنات عِرس‪ ،‬وبنات آوى‪ ،‬وبنات لَبُون‪ .‬والمركبات المَ ْزجِية‪،‬‬ ‫والمركبات السنادية‪ ،‬والمثنى‪ ،‬والجمع‪ ،‬إذا جعلت أعلمًا ل تُثَنّى ول تجمع‪ ،‬بل ُيؤْتَى بذو مثناةً‬ ‫أو مجموعة‪ ،‬بحسب الحاجة‪ ،‬فتقول‪َ :‬ذوَا َبعْلَ َبكّ أو أذْواء سِي َبوَيْه وذوو سِيبَويَه وذَوو زَيْدِين‪.‬‬ ‫السادسة‪ :‬مما تقدم علمتَ أن للجمع صيغًا مخصوصة‪ ،‬وقد ي ُدلّ على معنى الجمعية سواها‪،‬‬ ‫ويسمى اسم الجمع‪ ،‬أو اسم الجنس الجمعىّ‪.‬‬ ‫والفرق بين الثلثة‪ ،‬مع اشتراكها فى الدللة على ما فوق الثنين‪ :‬أن اسم الجنس الجمعىّ‪ :‬هو ما‬ ‫يتميز عن واحده‪ :‬إما بالياء فى الواحد‪ ،‬نحو رومىّ ورُوم‪ ،‬وتُ ْر َكىّ وتُرْك‪ ،‬وزَنجىّ وزَنِج‪ ،‬وإما‬ ‫بالتاء فى الواحد غالبًا‪ ،‬ولم يلتزم تأنيثه نحو تمرة وتمر‪ ،‬وكلمة وكلم‪ ،‬وشجرة وشجر‪ ،‬ويقل كونها‬ ‫جبْءِ‪ ،‬والكَ ْمءِ‪ .‬وبعضهم يجعل الواحد منها ذا‬ ‫فى غير الواحد‪ .‬والمحفوظ منه جَبْأة و َكمْأة‪ :‬لجنس ال َ‬ ‫جمْع‪ ،‬كَتُخَم و ُتهَم‪ ،‬فى تُخَمة وتُهمَة‪،‬‬ ‫التاء على القياس‪ ،‬فإن التُ ِزمَ تأنيثه بأن عُومِل معاملة المؤنث فَ َ‬ ‫خ ٌم وَ ُتهَمٌ‪.‬‬ ‫إذ تقول‪ :‬هى أو هذه تُ َ‬ ‫وأن اسم الَجمع ما ل واحد له من لفظه‪ ،‬وليس على وزن خاص بالْجموع أو غالب فيها‪ ،‬كقوم‬ ‫ورهط‪ ،‬أوْ لهُ واحد لكنه مخالف لوزان الْجمع‪ ،‬كركْب وصَحْب‪ ،‬جمع راكب وصاحب‪ ،‬وكغَزِىّ‪.‬‬ ‫بوزن غَ ِنىّ‪ :‬اسم جمع غازٍ‪ ،‬أوْ له واحد وهو موافق لها‪ ،‬لكنه مساوٍ للواحد فى النسب إليه‪ :‬نحو‬ ‫رِكاب‪ ،‬على وزن رِجال‪ ،‬اسم جمع ركوبة‪ ،‬تقول فى النسب إليه‪ :‬رِكابىّ‪ ،‬والجمع كما سيأتى ل‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫سبُ إليه على لفظه إل إذا جرى مجرى العلم‪ ،‬أو ُأ ْهمِل واحده‪ ،‬وهذا ليس واحدًا منهما‪ ،‬فليس‬ ‫يُنْ َ‬ ‫بجمع‪.‬‬ ‫وأن الْجمع ما عدا ذلك‪ ،‬سواء كان له واحد من لفظه كرجال‪ ،‬أو لم يكن‪ ،‬وهو على وزن خاص‬ ‫بالْجموع‪ ،‬كأبابيل‪ :‬لجماعات الطير‪ ،‬وعَباديد‪ :‬للفِرَق من الناس والخيل‪ ،‬أو غالب فى الْجمع‬ ‫كأعراب‪ ،‬فإنه جمع واح ُدهُ ُمقَدّرٌ‪.‬‬ ‫جمْع‬ ‫جعَلْنَا لِ ْلمُ ّتقِينَ إمَاما} أوْ ل‪ ،‬كأفراس َ‬ ‫وسواء توافق المفرد والْجمع فى الهيئة‪ ،‬كفُلْك وإمام‪{ ،‬وَا ْ‬ ‫فَرَس‪.‬‬ ‫وعندهم اسم جنس إفرادىّ‪ ،‬وهو ما يصدُق على القليل والكثير‪ ،‬كعسل ولبن وماء وتراب‪.‬‬ ‫التصغير‬ ‫وهو لغة‪ :‬التقليل‪ ،‬واصطلحا‪ :‬تغيير مخصوص يأتى بيانه‪ ،‬وقد سبق أنه من الملحق بالمشتقات؛‬ ‫لنه وصف فى المعنى‪.‬‬ ‫وفوائده‪ :‬تقليل ذات الشئ أو كميته‪ ،‬نحو‪ :‬كليب ودريهمات‪ .‬وتحقير شأنه‪ ،‬نحو‪ :‬رُجَيل‪ .‬وتقريب‬ ‫زمانه أو مكانه‪ ،‬نحو‪ :‬قُبَيل العصر‪ ،‬و ُبعَيد المغرب‪ ،‬وفُوَيق الفَرْسخ‪ ،‬وتُحَ ْيتَ البَرِيد‪ .‬أو تقريب‬ ‫صدَيّقى أو تعظيمه نحو قول أوْس بنِ حَجَر‪:‬‬ ‫مَنزلته نحو ُ‬ ‫* َفوَيْقَ جُبَ ْيلٍ شامخِ الرّأس لم تكُن * لِتبُْلغَهُ حتّى َت ِكلّ وَ َت ْعمَلَ*‬ ‫وزاد بعضهم التمليح نحو‪ :‬بُنَية وحُبيب‪ ،‬فى بنت وحبيب‪ ،‬وكلها ترجع للتحقير والتقليل‪.‬‬ ‫وشرط المصغر‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن يكون اسمًا‪ ،‬فل يصغر الفعل ول الحرف‪ ،‬وشذ قوله‪:‬‬ ‫شدَنّ لنَا * مِن َهؤْليّاءِ بَيْنَ الضّالِ والسّلَمِ*‬ ‫*يا ما أميْلِحَ غِزْلنَا َ‬ ‫ن وك ْيفَ‬ ‫ضمَرات ول المُبْهمَات‪ ،‬ول مَ ْ‬ ‫ل يكون متوغل فى شبه الحرف‪ ،‬فل تصغر الم ْ‬ ‫‪ -2‬وأ ّ‬ ‫ونحوهما‪ ،‬وتصغيرهم لبعض الموصولت وأسماء الشارة شاذّ‪ ،‬كما سيأتى‪.‬‬ ‫شعَيب؛ لنه على صيغته‪،‬‬ ‫‪ -3‬وأن يكون خاليًا من صيغ التصغير وشبهها فل يصغّر نحو ُكمَيت وَ ُ‬ ‫ول نحو ُمهَ ْيمِن َومُسَيْطِر؛ لنهما على صيغة تشبهه‪.‬‬ ‫‪ -4‬وأن يكون قابل للتصغير‪ ،‬فل تصغر السماء المعظمة كأسماء ال تعالى وأنبيائه وملئكته‪،‬‬ ‫ل وبعض‪ ،‬ول أسماء الشهور والسبوع على رأى‬ ‫وعظيم وجسيم‪ ،‬ول جمع الكثرة‪ ،‬ول ك ّ‬ ‫سيبويه‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫وأبنيته ثلثة‪ُ :‬فعَيل‪ ،‬و ُفعَ ْيعِل‪ ،‬و ُفعَ ْيعِيل‪ ،‬كفُلَيْس‪َ ،‬ودُرَيْهم‪ ،‬وَدُنَيْنِير‪ ،‬وضع هذه المثلة الخليل‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬عليها بُنِيت معاملة الناس‪.‬‬ ‫والوزن بها اصطلح خاص بهذا الباب‪ ،‬لجل التقريب‪ ،‬وليس على الميزان الصرفىّ‪ ،‬أل ترى أن‬ ‫سفَيرج‪ :‬وزنها الصرفى أفَ ْيعِل‪َ ،‬ومُفَيْعل‪َ ،‬وفُعَيْلِل‪ ،‬وأما التصغير فهو ُفعَيْعل‬ ‫نحو أحَ ْيمِر َومُكَيْرم وَ ُ‬ ‫فى الجميع‪.‬‬ ‫والصل فى تلك البنية " ُفعَيْل" وهو خاص بالثلثىّ‪ ،‬ول بد من ضم الوّل ولو تقديرًا‪ ،‬وفتح ثانيه‪،‬‬ ‫واجتلب ياء ثالثة ساكنة‪ ،‬تسمّى ياء التصغير‪.‬‬ ‫وَيُقْتَصر فى الثلثى على تلك العمال الثلثة‪ ،‬فليس نحو ُلغَيْرىّ‪ :‬للّعز‪ ،‬وَ ُزمّيل للجبان تصغيرا‪،‬‬ ‫لسكون ثانيهما‪ ،‬وكون الياء ليست ثالثة‪.‬‬ ‫وإن كان المصغر متجاوزًا الثلثة احتيج إلى زيادة عمل رابع‪ ،‬وهو كسر ما بعد ياء التصغير‪،‬‬ ‫وهو بناء " ُفعَ ْيعِل" كجعيفِر فى جعفر‪.‬‬ ‫ثم إن كان بعد المكسور حرف لِين قبل الخِر‪ :‬فإن كان ياء بقى كقنديل‪ ،‬فتقول فيه قُنَيْديِل‪ ،‬وإلّ‬ ‫قلب إليها‪ ،‬كمصيبيح وعُصيفير‪ .‬فى مصباح وعصفور‪ ،‬وهو بناء " ُفعَيْعِيل"‪.‬‬ ‫ويُ َتوَصّل إلى هذين البناءين بما ُت ُوصّل به إلى بناء فَعالِل وفَعاليل فى التكثير من الحذف وجوبًا‪،‬‬ ‫سفَيْرِج‪ ،‬وفُريزِد‬ ‫أو تخييرًا‪ ،‬فتقول فى سفرجَل وفَرزدق‪ ،‬ومستخرج‪ ،‬وألندد‪ ،‬ويلندد‪ ،‬وحَيزبون‪ُ :‬‬ ‫أَوفُريزِق‪ ،‬ومُخَيْرِج‪ ،‬وألَيّد‪ ،‬وَيُلَيّد‪ ،‬وحُزيبين‪ .‬وفى سرندى‪ ،‬وعلندى‪ ،‬سُريْنِد وعُليْند‪ ،‬أو سُرَيْد‬ ‫وَعُلَيْدٍ‪ ،‬مع إعللهما إعلل قاضٍِ‪.‬‬ ‫سفِيرج‬ ‫حذِف‪ ،‬يجوز هنا أيضًا‪ ،‬فتقول‪ُ :‬‬ ‫وكما جاز فى التكسير تعويضُ ياء قبل الخِر مما ُ‬ ‫سفَارِج وسفَاريج‪ ،‬ول يمكن زيادتها فى تكسي ِر وتصغيرِ نحو‬ ‫وسفيريج‪ ،‬كما قلت فى التكسير‪َ :‬‬ ‫احرنجام مصدر احرنجم؛ لشتغال محلها بالياء المنقلبة عن اللف فى المفرد‪.‬‬ ‫وما جاء فى بابى التصغير والتكسير مخالفا لما سبق فشّاذٌ‪ ،‬مثاله فى التكسير جمعهم مكانًا على‬ ‫أمكن‪ ،‬ورهْطًا وكُراعًا على أراهط وأكارع‪ ،‬وباطل وحديثًا على أباطيل وأحاديث‪ ،‬والقياس‪:‬‬ ‫أ ْمكِنة‪ ،‬وأرْهُط أو ُرهُوط‪ ،‬وأكرعة‪ ،‬وبواطل‪ ،‬وأحدثة‪ .‬ومثاله فى التصغير تصغيرهم َمغْرِبا‬ ‫وعشاء على ُمغَيْرِبان وعُشَيّان‪ ،‬وإنسانًا وَلَيْلَة‪ ،‬على أنَ ْيسِيان ولُيَيْلِيَة‪ ،‬ورَجُل على ُروَيْجل‪ ،‬وصِبْية‬ ‫شىّ‪،‬‬ ‫عشَيْشية‪ ،‬والقياس‪ُ :‬مغَيْرب‪ ،‬وعُ َ‬ ‫وَغِلْمة وَبَنون على أصَيْبِية‪ ،‬وأغيلمة‪ ،‬وَأبَيْنون‪ ،‬وعَشية على ُ‬ ‫وأُنَيْسين‪ ،‬ولُيَيْلة‪ ،‬وَرُجَيل‪ ،‬وصُبَية‪ ،‬وغُلَيْمة‪ ،‬وبَنُيّون وَعُشَيّة‪ .‬وقيل إن هذه اللفاظ مما استغنى فيها‬ ‫بتكسي ٍر وتصغير مهمل‪ ،‬عن تكسي ٍر وتصغيرٍ مستعمَل‪.‬‬ ‫ويستثنى من كسر ما بعد ياء التصغير‪ ،‬فيما تجاوز الثلثة‪ :‬ما قبل علمة التأنيث كشجرة وحُبْلى‪،‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫وما قبل ال َمدّة الزائدة قبل ألف التأنيث كحمراء‪ ،‬وما قبل ألف أفعال‪ ،‬كأجمال وأفراس‪ ،‬وما قبل‬ ‫ألف َفعْلن الذى ل يُجمع على فعالين‪ ،‬كسكران وعثمان‪ ،‬فيجب فى هذه المسائل بقاء ما بعد ياء‬ ‫التصغير على فتحه للخفة‪ ،‬ولبقاء أِلفَىْ التأنيث وما يشبههما فى منع الصرف‪ ،‬وللمحافظة على‬ ‫حمَيراء‪ ،‬وأجيمال‪ ،‬وأفيراس‪ ،‬وسُكيران‪ ،‬وعُثيمان؛ لنهم لم‬ ‫الجمع‪ ،‬فتقول‪ :‬شُجَيرة وحُبَيلى‪ ،‬و ُ‬ ‫يجمعوها على َفعَالين كما جمعوا عليه سِرْحانا وسُلطانا‪ ،‬ولذا تقول فى تصغيرهما‪ :‬سُرَيْحين‬ ‫وسُلَيْطين‪ ،‬لعدم منع الصرف بزيادتهما‪ ،‬فلم يبالوا بتغييرهما تصغيرًا وتكسيرًا‪.‬‬ ‫ويستثنى من التوصل إلى بِنَا َءىْ ُفعَ ْيعِل وفعَ ْيعِيل‪ ،‬بما يُتَوصّل به إلى بناء مَفاعل ومفاعيل‪ ،‬عِ ّدةُ‬ ‫مسائل جاءت على خلف ذلك‪ ،‬لكونها مختَتَمة بشئ مقدّر انفصاله‪ ،‬والتصغير وارد على ما قبله‪.‬‬ ‫والمقدر النفصال هو ما وقع بعد أربعة أحرف‪ :‬من ألف تأنيث ممدودة كقُرفُصاء‪ ،‬أو تائه‬ ‫كحَنْضلة‪ ،‬أو علمة نسَب كعَبْقَ ِرىّ‪ ،‬أو ألف ونون زائدتين‪ ،‬كزعْفران وجُ ْلجُلن‪ ،‬أو علمتَى تثنية‪،‬‬ ‫كمسِلمَيْن ومُسلِمان‪ ،‬أو علمتى جمع تصحيح المذكر والمؤنث‪ ،‬كجعفَرِين وجعفرون ومسلمات‪ ،‬أو‬ ‫ى المضاف والمَزْجىّ‪ ،‬فهذه كلها يخالف تصغيرها تكسيرها‪ ،‬تقول فى التصغير‪ :‬قُرَ ْيفِصاء‪،‬‬ ‫عَجُ َز ِ‬ ‫جعَيفرون‪،‬‬ ‫جعَ ْيفِرينَ أو ُ‬ ‫جلَيجِلن ومُسَيْلمَين أو مُسَيْلمان‪ ،‬و ُ‬ ‫وحُنَيظلة‪ ،‬وعُبَيقِرىّ‪ ،‬وزُعَيفران‪ ،‬و ُ‬ ‫ومُسَيْلِمات‪ ،‬وُأمَيْرِئ القيس وَ ُبعَيْلَ َبكّ‪ ،‬وتقول فى تكسيرها‪ :‬قرافِص‪ ،‬وحناظل‪ ،‬وعباقر‪ ،‬وزَعافر‪،‬‬ ‫وجلجل؛ إذ ل لبس فى حذف زائدها تكسيرًا‪ ،‬بخلف التصغير؛ لللتباس بتصغير المجرد منها‪.‬‬ ‫وإذا أتت ألف التأنيث المقصورة رابعة‪ ،‬ثبتت فى التصغير‪ ،‬فتقول فى حُبْلى‪ :‬حُبَيْلَى‪ ،‬وتُحذف‬ ‫السادسة والسابعة كَُلغَيزَى‪ :‬للغز‪ ،‬وبَرْدَرايا‪ :‬لموضع‪ ،‬فتقول‪ُ :‬لغَ ْيغِيز وبُرَيْدِر‪ ،‬وكذا الخامسة إن لم‬ ‫تُسبق بمدة كقَ ْرقَرى‪ :‬لموضع‪ :‬تقول فيها قُرَ ْيقِر‪ ،‬وإن سُبِقت بمدة خُيّرْت بين حذفها وحذف ألف‬ ‫التأنيث‪ ،‬كحبارى‪ :‬لطائر‪ ،‬وقُريْثا لِتمر‪ ،‬فتقول‪ :‬حُبَيّر أو حُبيْرى‪ ،‬وقُرَيّث أو قُرَيْثَا‪.‬‬ ‫واعلم أن التصغير يردّ الشياء إلى أصولها‪:‬‬ ‫فإِن كان ثانى السم المصغر لينًا منقلبًا عن غيره‪ ،‬يُرَدّ إلى ما انقلب عنه‪ .‬سواء كان واوًا منقلبة‬ ‫ياء أو ألفا‪ ،‬نحو‪ :‬قيمة ماء‪ ،‬تقول فيهما‪ُ :‬قوَيْمة و ُموَية؛ وإذ أصلهما‪ :‬قوْمة ومَوَه‪ ،‬بخلف ثانى‬ ‫نحو‪ :‬م ّتعِدّ‪ ،‬فإنه غير لين‪ ،‬فيصغّر على مُتَيْعد‪ ،‬وبخلف ثانى "آدم" فإنه منقلب عن غير لين‪،‬‬ ‫فيقلب واوًا كاللف الزائدة من نحو ضارب‪ ،‬والمجهولة من نحو صاب وعاج‪ ،‬فتقول فيها‪ :‬أوَيْدِم‪،‬‬ ‫عوَيْج‪ .‬وأما تصغيرهم عيدًا على عُيَيْد‪ ،‬مع أنه من ال َعوْد فشاذّ‪ ،‬دعاهم إليه‬ ‫صوَيب و ُ‬ ‫وضُوَيرب‪ ،‬و ُ‬ ‫خوف اللتباس بالعُود أحد العواد‪.‬‬ ‫أو كان يا ًء منقلبة واوًا أو ألفًا‪ ،‬كموقن وناب‪ ،‬تقول فيهما‪ :‬مُيَ ْيقِن ونُييب‪ ،‬إذ أصلهما مُ ْيقِن ونَيْب‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫أو كان همزة منقلبة ياء كذِيب‪ ،‬تقول فيه‪ :‬ذؤيب‪ .‬أو كان أصله حرفًا صحيحًا غير همزة‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫دنينير فى دينار‪ ،‬إذ أصله دِنّار‪ ،‬بتشديد النون‪.‬‬ ‫ويجرى هذا الحكم فى التكسير الذى يتغير فيه شكل الحرف الول‪ ،‬كموازين وأبواب وأنياب‬ ‫بخلف نحو قِيَم ودِيَم‪.‬‬ ‫وإن حذف بعض أصول السم‪ ،‬فإن بقى على ثلثة كشاكٍ وقاض‪ ،‬لم يُرَدّ إليه شئ‪ ،‬بل تقول‪:‬‬ ‫شوَيْكيًا وقويضيًا نصبًا‪ ،‬وإل ُردّ‪ ،‬نحو " ُكلْ َوخُذ‬ ‫ك وقويضٍ‪ ،‬بكسر آخره منوّنا‪ ،‬رفعًا وجرًا‪ ،‬و ُ‬ ‫شُو ْي ٍ‬ ‫ل وَبِعْ بحذف العين أعلمًا‪ ،‬ونحو‪ :‬يد ودم‪ ،‬بحذف لمهما‪ ،‬ونحو‪:‬‬ ‫وَعِدْ" بحذف الفاء فيها‪َ ،‬ومُذْ َوقُ ْ‬ ‫قِه وفِه وشِه‪ ،‬بحذف الفاء واللم‪ ،‬وَ َرهْ بحذف العين أعلمًا أيضًا‪ ،‬فتقول فى تصغيرها‪ :‬أكَيل‪،‬‬ ‫ى وَ ُد َمىّ‪ ،‬برد اللم‪ ،‬وَ ُو َقىّ وَ ُو َفىّ‬ ‫وَأخَيذ‪ ،‬ووعَيد‪ ،‬بردّ الفاء‪ ،‬ومُنَيذ َو ُقوَيل وَبُيَيع‪ ،‬برد العين‪ ،‬ويُ َد ّ‬ ‫َووُشَىّ‪ ،‬برد الفاء واللم‪ ،‬وَرُأىّ‪ ،‬برد العين واللم‪.‬‬ ‫ضعّف أو زيدت عليه ياء‪ ،‬فيقال‪ :‬بُليْل أو بَُلىّ‪،‬‬ ‫أما العَلم الثّنَائىّ الوضع‪ .‬فإن صح ثانيه ك َبلْ وهلْ‪ُ ،‬‬ ‫وهُلَيل أو هَُلىّ‪ ،‬وإل وجب تضعيفه قبل التصغير‪ ،‬فيقال فى َل ْو وما وكَى أعلمًا‪َ :‬ل ّو وكَىّ‪ ،‬بتشديد‬ ‫الخير‪ ،‬وماء‪ ،‬بزيادة ألف للتضعيف وقلب المزيدة همزة؛ إذ ل يمكن تضعيفها بغير ذلك‪ ،‬وتصغر‬ ‫ى َو ُموَيه‪ ،‬إل أن هذا لمه‬ ‫ى وَحُ َي ّ‬ ‫ى ومُ َوىّ‪ ،‬كما يقال‪ُ :‬د َو ّ‬ ‫تصغير دوّ وحىّ وماء‪ ،‬فيقال‪ :‬لُوىّ وكُ َي ّ‬ ‫هاء‪ ،‬ف ُردّ إليها‪.‬‬ ‫وإن صغّر الخالى من علمة التأنيث‪ ،‬الثلثىّ أصل وحال‪ ،‬كدار وسن وأُذن وعين‪ ،‬أو أصلً‪:‬‬ ‫كيد‪ ،‬أو مآل فقط كحُبْلَى وحمراء‪ ،‬إذا أريد تصغيرهما تصغير ترخيم كما سيأتى‪ ،‬وكسماء مطلقًا‪،‬‬ ‫أى ترخيما وغيره‪ ،‬لحقته التاء إن أمن اللبس‪ ،‬فتقول‪ُ :‬دوَيْرة‪ ،‬وسُنَينة‪ ،‬وعُيَيْنَة‪ ،‬وأذَيْنة‪ ،‬ويُدَية‪،‬‬ ‫سمَ َيىّ بثلث‬ ‫سمَية‪ ،‬وأصله ُ‬ ‫وحُبَيلة‪ ،‬وحُميرة‪ ،‬وفى غير الترخيم حُبَيلىَ وحُميراء كما سلف‪ ،‬و ُ‬ ‫ياءات‪ ،‬الولى للتصغير‪ ،‬والثانية بدل المدة‪ ،‬والثالثة بدل الهمزة المنقلبة عن الواو؛ لنه من سما‬ ‫سمّيت به مذكرًا حذفت التاء‪ ،‬فتقول‪ :‬سُمىّ‪ ،‬لتذكير‬ ‫يسمو‪ ،‬حُذفت منه الثالثة لتوالى المثال‪ ،‬ولو َ‬ ‫مسمّاه‪ ،‬وأما نحو شجر وبقَر فل يصغّر بالتاء؛ لئل يلتبس بالمفرد‪ ،‬وذلك عند من أنّثهما‪ ،‬وأما عند‬ ‫من ذكرّهما فل إشكال‪ ،‬وكذا نحو زينب وسُعاد لتجاوزهما الثلثة‪ ،‬فيقال فيهما‪ :‬زُيَينب‪ ،‬وسُعيّد‬ ‫بتشديد الياء‪.‬‬ ‫وشذ حذف التاء فيما ل لبس فيه‪ ،‬كحرْب و َذوْد وَدِرْع و َنعْل ونحوها‪ ،‬مع ثلثيتها‪ ،‬واجتلبها فيما‬ ‫زاد على الثلثة‪ ،‬كوُرَيّئَة وأمَيّمة‪ ،‬بياءين مدغمتين‪ ،‬الولى للتصغير‪ ،‬والثانية بدل المدة‪َ ،‬وقُدَيديمة‪،‬‬ ‫بياءين بينهما دال‪ :‬الولى للتصغير‪ ،‬والثانية بدل المدة‪ ،‬تصغير وراء‪ ،‬وأمام‪ ،‬وقُدّام‪.‬‬ ‫[تصغير الترخيم]‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫واعلم أن عندهم تصغيرًا يسمى تصغير الترخيم‪ ،‬ول وزن له إل ُفعَيْل َوفُعَ ْيعِل؛ لنه عبارة عن‬ ‫تصغير السم بعد تجريده من الزائد‪.‬‬ ‫حمَيد فى جامد‬ ‫فيصغر الثلثىّ الصول على فعَيْل‪ ،‬مجرّدًا من التاء‪ ،‬إن كان مسماه مذكرًا‪ ،‬ك ُ‬ ‫حمّودة‪ ،‬ول التفات إلى اللبس ثِقةً بالقرائن‪ ،‬وإل فبالتاء‬ ‫ومحمود ومحمد وأحمد وحمّاد وحمدان و َ‬ ‫كحُبَيلة وسويدة فى حبلى وسوداء‪ ،‬إل الوصف المختص بالنساء كحائض وطالق‪ ،‬فيقال فى‬ ‫تصغيرهما‪ :‬حُيَيْض وطُلَيْق من غير تاء؛ لكونه فى الصل وصف مذكر‪ ،‬أى شخص حائض أو‬ ‫طالق‪ ،‬فإن صغّرتهما لغير ترخيم‪ ،‬قلت‪ :‬حُويّض بشدّ الياء‪ ،‬وطُويلِق‪ ،‬بقلب ألفهما واوًا‪ ،‬لنها ثانية‬ ‫زائدة‪.‬‬ ‫وأما الرباعىّ‪ :‬فيصغر على ُفعَ ْيعِل كقُرَيْطِس وَعُصيفر فى قِرطاس وعُصفور‪ ،‬ويصغر إبراهيم‬ ‫سمَ ْيعِيل‪ ،‬أو على أبَيْرَه وأسَ ْيمَع‪،‬‬ ‫سمَيْع‪ ،‬ولغير ترخيم على بُرَ ْيهِيم و ُ‬ ‫وإسماعيل ترخيما على بُرَيْه و ُ‬ ‫على الخلف فى أن الهمزة أو الميم واللم أوْلى بالحذف‪ .‬ول يختص تصغير الترخيم بالعلم‪،‬‬ ‫على الصحيح‪.‬‬ ‫تنبيهان‪:‬‬ ‫الول‪ :‬تقدم أنه ل يصغر جمع على مثال من أمثلة الكثرة‪ ،‬لمنافاة التصغير للكثرة‪ ،‬وأجاز‬ ‫الكوفيون تصغير ماله نظير فى الحاد كرُغْفان‪ ،‬فإنه نظير عثمان‪ ،‬فيقال فى تصغيره‪ :‬رُغَيفان‪.‬‬ ‫فمن أراد تصغير جمعٍ ردّه إلى مفرده وصغّره‪ ،‬ثم يجمعه جمع مذكر إن كان لمذكر عاقل‪ ،‬وجمع‬ ‫مؤنث إن كان لمؤنث أو لغير عاقل‪ ،‬كقولك فى غلمان وجوا ٍر وَدَرَاهم‪ :‬غُلَيّمون أو غُلَ ّيمِين‪،‬‬ ‫جوَيْريات وَدُرَيهمات‪.‬‬ ‫وُ‬ ‫وأما اسم الجمع واسم الجنس الجمعى فيُصغران‪ ،‬لشبههما بالواحد‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬ل يُصغر إل المتمكن كما سبق‪ ،‬ول يصغر من غيره إل أربعة‪:‬‬ ‫‪ -1‬أفعل فى التعجب‪.‬‬ ‫‪ -2‬والمزْجىّ ولو عدديا عند من بناه‪.‬‬ ‫‪ -3‬و "ذا" و "تا" ومثناهما وجمعهما‪.‬‬ ‫‪ -4‬والذى والتى كذلك‪.‬‬ ‫وحكمها‪ :‬أن تصغير أفعل والمزجىّ كالمتكن فى هيئته‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬بخلف الشارة والموصول‪،‬‬ ‫فيترك أولهما على حاله‪ :‬مِن فتحٍ‪ ،‬كذا والذى‪ ،‬أو ض ّم كأولَى‪ ،‬ويزاد فى آخِر غير المثنى ألف‪،‬‬ ‫فتقول‪ :‬ذيا وتيا‪ ،‬ومنه قول رؤْبة الراجز‪:‬‬ ‫*أو تحلِفى بِرَ ّبكِ ا ْلعَِلىّ * أنّى أبُو ذَيّالِك الصّ ِبيّ*‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫وذَيّان وَتَيّان وأولَيّا‪ ،‬وَاللّذَيَا وَاللّتَيَا وَاللّذَيان واللّتَيان واللّذَيّين مطلقًا‪ ،‬بفتح الياء المشددة أو كسرها‪،‬‬ ‫أو اللّذَيّون فى حالة الرفع‪ ،‬بضم الياء أو فتحها‪ ،‬على الخلف بين سيبويه والخفش‪ ،‬وَاللّتيات جمع‬ ‫اللّتيا‪ ،‬يغنى عن تصغير اللئى واللتى عند سيبويه‪ ،‬وصغّرهما الخفش بقلب اللف واوًا وحذف‬ ‫لمهما وهى الياء الخيرة‪ .‬وتقلب الهمزة ياء فى اللئى‪ ،‬فيقال‪ :‬اللّويَا وَالّلوَيْتا‪ .‬وضم لم اللّذيا‬ ‫واللتيا لغةٌ‪ ،‬كما فى التسهيل‪ ،‬خلفًا للحرِيرىّ فى "دُرّة الغواص"‪ .‬وإنما ساغ تصغير الشارة‬ ‫والموصول؛ لنهما يوصفان ويوصف بهما‪ ،‬والتصغير وصف فى المعنى ولذا مُنِع عمل اسم‬ ‫الفاعل مصغرًا‪ ،‬كما مُنع موصوفًا‪.‬‬ ‫النّسَب‬ ‫وسماه سيبويه‪ :‬الضافة‪ ،‬وابن الحاجب‪ :‬النّسبة بكسر النون وضمها‪ ،‬بمعنى الِضافة؛ أى الضافة‬ ‫المعكوسة‪ ،‬كالِضافة الفارسية‪.‬‬ ‫ح ْك ِمىّ‪.‬‬ ‫ويحدث به ثلث تغييرات‪ :‬لفظىّ‪ ،‬ومعنوىّ‪ ،‬و ُ‬ ‫فالول‪ :‬زيادة ياء مشددة فى آخر السم مكسور ما قبلها‪ ،‬لتدل على نسبته‪ ،‬إلى المجرد منها‪،‬‬ ‫ى وعراقىّ‪.‬‬ ‫منقولً إعرابه إليها‪ ،‬كمصرىّ‪ ،‬وشام ّ‬ ‫والثانى‪ :‬صيرورته اسمًا للمنسوب‪.‬‬ ‫والثالث‪ :‬معاملته معاملة الصفة المشبهة فى رفعه الظاهر والمضمر باطراد‪ ،‬كقولك‪ :‬زيد قرشىّ‬ ‫أبوه‪ ،‬وأمه مصريّة‪.‬‬ ‫ويحذف لتلك الياء ستة أشياء فى الخِر‪:‬‬ ‫الول‪ :‬الياء المشددة الواقعة بعد ثلثة أحرف‪ ،‬سواء كانت زائدة ككرسىّ أو للنسب كشافعىّ‪،‬‬ ‫كراهية اجتماع أربع ياءات‪ .‬ويقدرّ حينئذ أن المنسوب والمنسوب إليه مع الياء المجددة للنسب‪،‬‬ ‫سمّى بهما مذكر‪ ،‬ثم نسب‬ ‫ى وكراسىّ إذا ُ‬ ‫غيرُهما بدونها‪ ،‬ولهذا التقدير ثمرة تظهر فى نحو بَخا ِت ّ‬ ‫إليه‪ ،‬فإنه قبل النسب ممنوع من الصرف؛ لوجود صيغة منتهى الجموع‪ ،‬نظرًا لما قبل التسمية‪،‬‬ ‫س ّمىَ‬ ‫فإن الياء من بِنْية الكلمة‪ ،‬وبعد النسب يصير مصروفًا لزوال صيغة الجمع بياء النسب‪ .‬وإن ُ‬ ‫به مؤنث‪ ،‬فيكون ممنوعًا من الصرف‪ ،‬ولكن للعلمية والتأنيث المعنوىّ‪ .‬والفصح فى نحو مَرمىّ‬ ‫مما إحدى ياءيه زائدة حذفهما‪ ،‬وبعضهم يحذف الولى‪ ،‬ويقلب الثانية واوًا‪ ،‬لكن بعد قلبها ألفًا‪،‬‬ ‫لتحركها وانفتاح ما قبلها؛ فتقول على الول‪ :‬مرمىّ‪ ،‬وعلى الثانى‪ :‬مَ ْرمَوىّ‪.‬‬ ‫ح أولهما‪ ،‬وردّها إلى الواو إن كانت‬ ‫طىّ مما وقعتا فيه بعد حرف واحد فت ُ‬ ‫ى وَ َ‬ ‫حّ‬ ‫ويتعين فى نحو َ‬ ‫ى وَحَيَوىّ‪.‬‬ ‫الواو أصلها‪ ،‬وقلبُ الثانية واوًا كطَوو ّ‬ ‫خ ْلوَتِىّ فى‬ ‫الثانى‪ :‬تاء التأنيث‪ ،‬تقول فى النسبة إلى مكة‪ :‬مكىّ‪ ،‬وقول العامة‪ :‬خليفتِىّ فى خليفة‪ ،‬و َ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫خَلْوة َلحْن‪ ،‬والصواب خََل ِفىّ وخَ ْل ِوىّ‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬اللف خامسة فصاعدًا مطلقًا‪ ،‬أو رابعة متحركًا ثانى كلمتها‪ :‬فالولى ألف التأنيث‬ ‫كحُبارى‪ :‬لطائر‪ ،‬أو اللحاق‪ :‬كحَبَرْكىَ مُ ْلحَق بسفرجل‪ :‬للقُراد‪ ،‬أو المنقلبة عن أصل كمصطفى‬ ‫ى وَحَبَ ْر ِكىّ ومصطفىّ‪ .‬والثانية‪ :‬ألف التأنيث خاصةً‬ ‫من الصفوة‪ ،‬تقول فى النسبة إليها‪ :‬حُبَا ِر ّ‬ ‫جمَ ِزىّ‪.‬‬ ‫كجمَزَى‪ :‬للحمار السريع‪ ،‬تقول فى النسبة إليه َ‬ ‫فإن سكن ثانى كلمتها جاز حذفها وقلبها واوًا سواء كانت للتأنيث كحُبْلى‪ ،‬أو لللحاق كعَ ْلقًى‪ ،‬اسم‬ ‫لنبت‪ ،‬فإنه ملحق بجعفر‪ ،‬أو منقلبة عن أصل كَم ْلهًى من اللهو‪ ،‬تقول فيها‪ :‬حُبِْلىّ أو حُبَْل ِوىّ‪،‬‬ ‫ى أو مَ ْل َه ِوىّ‪ .‬والقلب أحسن من الحذف‪ ،‬ويجوز زيادة ألف بين اللم‬ ‫وعَلْ ِقىّ أو عَ ْلقَ ِوىّ‪ ،‬ومَ ْلهِ ّ‬ ‫والواو نحو‪ :‬حُبْل ِوىّ‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬ياء المنقوص خامسة كالمعتدى‪ ،‬أو سادسة كالمستعْلِى‪ ،‬تقول فيهما‪ :‬المعت ِدىّ والمستعِلىّ‪.‬‬ ‫ضوِى‪ ،‬والحذف أرجح‪ .‬وأما الثالثة‬ ‫ى والقا َ‬ ‫ضّ‬ ‫أما الرابعة كالقاضى فكألف نحو مَ ْلهًى‪ ،‬تقول‪ :‬القا ِ‬ ‫ى وَشّ َذ ِوىّ‪ ،‬كما تقول‬ ‫ج ِو ّ‬ ‫عصًى‪ ،‬تقول‪ :‬شَ َ‬ ‫كالشجى والشذِى فيجب قلبها واوًا‪ ،‬كألف نحو فَتى و َ‬ ‫ص ِوىّ‪ ،‬ول تقلب الياء واوًا إل بعد قلبها ألفًا‪ ،‬ويُتَوصَل لذلك بفتح ما قبلها‪ ،‬كما سبق فى‬ ‫ع َ‬ ‫فَ َت ِوىّ و َ‬ ‫مَ ْرمِىّ‪.‬‬ ‫حتَ عينه فى النسب‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫وإذا نسَ ْبتَ إلى َفعِل‪ ،‬مكسور العين‪ ،‬مثلث الفاء‪ ،‬ك َنمِر ودُئِل وَإبِل‪ ،‬فتَ ْ‬ ‫ى وَإبَلىّ‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬يجوز فى نحو إبل إبقاء الكسرة إتباعا‪.‬‬ ‫نمرىّ‪ ،‬و ُدؤَلِ ّ‬ ‫الخامس والسادس‪ :‬علمتا التثنية وجمع تصحيح المذكر عََلمَيْن إذا أعربا بالحروف‪ ،‬تقول‪ :‬زَيْدىّ‬ ‫فى النسب إلى زيدانِ وزيدُونَ‪ .‬وأما من أجرى المثنى عََلمًا مجرى سَلْمان فى المنع من الصرف‬ ‫غسْلين‪ ،‬فى لزوم الياء‬ ‫للعلمية وزيادة اللف والنون‪ ،‬فيقول‪ :‬زَ ْيدَانى‪ ،‬ومن أجرى المذكر مجرى ِ‬ ‫والعراب على النون منونة‪ ،‬يقول فيه‪ :‬زَيْدِي ِنىّ‪ ،‬ومن جعله كهارونَ فى المنع من الصرف‬ ‫للعلمية وشبه العُجمة مع لزوم الواو‪ ،‬أو كعُرَبُون فى لزومها منونًا‪ ،‬أو كالماطرونَ‪ :‬اسم قرية‬ ‫بالشام فى لزومها وتقدير الِعراب عليها‪ ،‬وفتح النون للحكاية‪ ،‬يقول فى الجميع‪ :‬زَ ْيدُو ِنىّ‪.‬‬ ‫أما جمع المؤنث السالم‪ ،‬فنحو تَمرات جمعًا‪ ،‬ينسب إلى مفرده ساكن الميم‪ ،‬وعلمَا مفتوحها‪ ،‬سواء‬ ‫حُكى أو مُنع‪ ،‬وذلك للفرق بين النسب إليه مفردًا وجمعًا‪ ،‬وأما نحو ضَخْمات فألفه كألف حُبْلى‬ ‫بجامع الوصفية‪ .‬ويجب الحذف فى ألف هذا الجمع خامسةً فصاعدًا‪ ،‬سواء كان من الجموع‬ ‫ى وَسُرادِقىّ‪.‬‬ ‫القياسية كمسلمات‪ ،‬أو الشاذة كسُرادقات‪ ،‬تقول‪ :‬فيها مُسْل ِم ّ‬ ‫ويجب حذف ستة أخرى متصلة بالخِر‪:‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ى وهينىّ‪ ،‬بخلف‬ ‫أحدها‪ :‬الياء المكسورة المدغم فيها مثلها‪ ،‬فيقال فى نحو طيّب وَهَيّن‪ :‬طَيْب ّ‬ ‫خىّ‬ ‫المفتوحة كهبيّخ للغلم الممتلئ‪ ،‬ما لم يكن بعد المكسورة ياء ساكنة ك ُمهَيّيم‪ ،‬تقول‪ :‬هَبَيّ ِ‬ ‫و ُمهَيّي ِمىّ‪ ،‬ومُهَيّي ِمىّ تصغيرها ِمهْيَام‪ ،‬مِفْعال من هام على وجهه‪ :‬إذا ذهب من العشق‪ ،‬أو من هام‬ ‫إذا عطِش‪ ،‬أو مُهوّم‪ ،‬اسم فاعِل من َهوّمَ الرجلُ‪ :‬هز رأسه من النّعاس‪ ،‬تحذف الواو الولى‪ ،‬ثم‬ ‫توضع ياء التصغير‪ ،‬فيصير ُمهْيوم‪ ،‬فَ ُيعَلّ على مُهيم‪ ،‬إتباعًا لقاعدة اجتماع الواو والياء وسبْقِ‬ ‫حبّ‪ ،‬فإِذا نسب إلى المصغّر زيدت‬ ‫إحداهما بالسكون‪ ،‬فيشتبه حينئذ باسم الفاعل المكبر من هَيّمه ال ُ‬ ‫ياء‪ ،‬لمنع الشتباه‪ ،‬ومثله مصغر مُهيّم المذكور‪ ،‬وشذّ طا ِئىّ فى طَيّئ‪ ،‬إل إذا قيل بحذف الياء‬ ‫الولى‪ ،‬وقلب الثانية ألفًا‪.‬‬ ‫حفّى‪،‬‬ ‫ثانيها‪ :‬ياء َفعِيلة بفتحٍ فكسر‪ ،‬صحيح العين غير مضعّفها‪ ،‬كحنيفة وح َن ِفىّ‪ ،‬وصحيفة وصَ َ‬ ‫بحذف التاء ثم الياء‪ ،‬ثم قلب كسرة العين فتحة‪ ،‬وشذ‪ :‬سَلِيقىّ‪ ،‬منسوبًا إلى سَلِيقة فى قوله‪:‬‬ ‫ح ِوىّ يَلُوكُ لِسانَهُ * وَلكِنْ سَلِيقىّ أقُولُ فَأعْ ِربُ*‬ ‫ستُ بِنَ ْ‬ ‫*وَلَ ْ‬ ‫عمِيرة كلْب‪ ،‬وسَلِيمة الزد‪ ،‬نطقوا بالول‪ ،‬للتنبيه على الصل‬ ‫عمِيرىّ وسَلِي ِمىّ‪ ،‬فى َ‬ ‫كما شذ‪َ :‬‬ ‫عمِيرة غير كلْب‪ ،‬وسَلِيمة غير الزد‪.‬‬ ‫المرفوض‪ ،‬وبالخيرين له‪ ،‬وللتفرقة بين َ‬ ‫طوِيلىّ‪ ،‬وجَلِيلىّ‪.‬‬ ‫أما معتل العين كطويلة‪ ،‬أو مضعّفها كجليلة‪ ،‬فل تحذف ياؤهما‪ ،‬تقول فيهما‪َ :‬‬ ‫جهَيْنة َوقُرَيْظة‪ ،‬تقول فى النسبة إليهما‪:‬‬ ‫ثالثها‪ :‬ياء ُفعَيْلة بضم الفاء‪ ،‬وفتح العين‪ ،‬غير مضعفتها‪ ،‬ك ُ‬ ‫ظىّ بحذف التاء‪ ،‬ثم الياء‪ ،‬وعُيَ ِنىّ َو ُق َو ِمىّ‪ ،‬فى عُيَيْنة و ُقوَيمة كذلك‪ ،‬مع بقاء ضم الفاء؛‬ ‫ى َوقُرَ َ‬ ‫جهَ ِن ّ‬ ‫ُ‬ ‫إذ ل يترتب عليها إعلل العين‪ .‬وشذّ‪ُ :‬ردَيْنِى فى ُردَيْنة‪ ،‬ول يجوز الحذف فى نحو قُلَيلة؛ لن‬ ‫العين مضعّفة‪.‬‬ ‫رابعها‪ :‬واو َفعُولة‪ ،‬بفتح الفاء‪ ،‬صحيحة العين‪ ،‬غي َر مضعفتها‪ ،‬كشَنُوءَة؛ تقول فيه على مذهب‬ ‫سيبويه والجمهور‪ :‬شَنَ ِئىّ‪ ،‬بحذف التاء‪ ،‬ثم الواو‪ ،‬ثم قلب الضمة فتحة‪ .‬ومَن قال‪ :‬شَ َن ِوىّ بالواو‪،‬‬ ‫قال فيها‪ :‬شَ ُنوّة‪ ،‬بشد الواو‪ .‬وذهب الخفش إلى حذف التاء فقط‪ ،‬وغي ُرهُ إلى حذف الواو مع التاء‬ ‫فقط‪ .‬وأما نحو َقوُولة َومَلُولة‪ ،‬فل حذْف فيهما غير التاء؛ للعتلل فى الول‪ ،‬والتضعيف فى‬ ‫الثانى‪.‬‬ ‫خامسها‪ :‬يا َفعِيل‪ ،‬بفتحٍ فكسر‪ ،‬يائىّ اللم أو واويها‪ ،‬كغَ ِنىّ وعَِلىّ‪ ،‬تحذف الياء الولى‪ ،‬ثم تقلب‬ ‫ى وَعََلوِىّ‪.‬‬ ‫الكسرة فتحة‪ ،‬ثم تقلب الياء الثانية ألفًا‪ ،‬ثم تقلب اللف واوًا‪ ،‬فتقول‪ :‬غَ َن ِو ّ‬ ‫صىّ‪ .‬تحذف الياء الولى‪ ،‬ثم تقلب الثانية ألفًا‪ ،‬ثم‬ ‫سادسها‪ :‬ياء ُفعَيل‪ ،‬بضم ففتح‪ ،‬المعتلّ اللم كقُ َ‬ ‫عقَيل‪ ،‬ولم يحذف منهما‬ ‫ص ِوىّ‪ ،‬فإن صحت لم فعِيل و ُفعَيل‪ ،‬كعَقيل و ُ‬ ‫تقلب اللف واوًا‪ ،‬فتقول‪ُ :‬ق َ‬ ‫شىّ‪ ،‬و ُهذَِلىّ‪.‬‬ ‫شئ‪ ،‬وشذّ فى ثَقيف‪ ،‬وقُرَيش‪ ،‬وهُذَيل‪َ :‬ثقَفىّ‪ ،‬وقُرَ ِ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫وحكم همزة الممدود هنا كحكمها فى التثنية‪ ،‬فتسلم إن كانت أصل‪ ،‬كقُرّا ِئىّ فى قُرّاء‪ ،‬ومنهم من‬ ‫ى وصَحْرَا ِوىّ‪ ،‬فى حمراء‬ ‫حمْرَا ِو ّ‬ ‫يقلبها واوًا‪ ،‬والجود التصحيح‪ .‬وتقلب واوًا إن كانت للتأنيث ك َ‬ ‫وصحراء‪ ،‬وشذّ قلبها نونا فى صَنْعانىّ و َبهْرانِىّ‪ ،‬نسبة إلى صَنْعاء اليمن وَ َبهْرَاء اسم قَبيلة من‬ ‫قُضاعة‪ ،‬وبعض العرب يقول‪ :‬صَنْعا ِوىّ وَ َبهْرَاوىّ على الصل‪.‬‬ ‫ويُخيّرُ فيها إن كانت لللحاق كعلباء‪ ،‬أو بدلً من أصل ككساء‪ ،‬فتقول‪ :‬عِلْبائى أو عِلْباوىّ‪،‬‬ ‫وكسائىّ أو كساوىّ‪.‬‬ ‫طىّ‪ :‬فى بَرَقَ نحره‪ ،‬وتأبّطَ شَرّا‪ .‬أو مَزْجِيا‬ ‫وَيُنْسَب إلى صدر العَلمَ المركّب إسناديّا‪ ،‬كبَ َر ِقىّ‪ ،‬وتأبّ ِ‬ ‫ك َبعِْلىّ َو َمعْ ِدىّ فى بعْلَ َبكّ َومَعْدِ يكَ ِربَ‪ .‬وهذا هو القياس فيه مطلقًا‪ ،‬سواء كان صحيح الصدر أو‬ ‫سبُ إلى‬ ‫معتله‪ .‬وبعضهم يعامل المعتلّ معاملة المنقوص‪ ،‬فيقول فى َمعْدِ يكرب‪َ :‬معْ َد ِوىّ‪ .‬وقيل يُ ْن َ‬ ‫عجُزه‪ ،‬فتقول‪َ :‬ب ّكىّ َوكَرَبِىّ‪ .‬وقيل‪ :‬إليهما مُزال تركيبهما‪ ،‬فتقول‪َ :‬بعِْلىّ َب ّكىّ‪َ ،‬و َمعْ ِدىّ كَرَ ِبىّ؛‬ ‫وعليه قولُه‪:‬‬ ‫*تَ َزوّجْتُها رَامِيّة هُ ْرمُزيّةً * ِب َفضْلَة مَا أَعْطَى المِيرُ مِنَ الرّ ْزقِ*‬ ‫فى النسبة إلى "رامَ هُ ْرمُزَ" وقيل إلى المركب غير مزال تكريبه‪ ،‬تقول بعْلَب ّكىّ ومَعْدِيكَربىّ‪ .‬وقيل‪:‬‬ ‫حضْ َر َموْت‪.‬‬ ‫ى و َمعْد ِكىّ‪ ،‬كما تقول‪ :‬حضْ َر ِمىّ فى َ‬ ‫ب إلى " َفعَْللٍ" مُنْتَحَتَا منهما‪ ،‬تقول َبعْلَ ِب ّ‬ ‫س ُ‬ ‫يُنْ َ‬ ‫ومثل الِسنادى أيضًا الضافىّ كامرئ القيس‪ ،‬تقول فيه امْرِئى أو مَرَئىّ‪ ،‬والثانى أفصح عند‬ ‫سيبويه‪ ،‬وعليه قول ذى ال ّرمّة يهجو امرأ القيس‪:‬‬ ‫سهِ إِبَةً وَعَارَا*‬ ‫شبّ له بَنَاتٌ * عقَدْنَ برأ ِ‬ ‫*إذا المَرَ ِئىّ َ‬ ‫وقول ذى الرّمة‪:‬‬ ‫*يعُدّ النّاسِبُون إِلَى تمِيمٍ * بُيُوتَ المجدِ أرْ َبعَةً كِبَارَا*‬ ‫حوَارَا*‬ ‫ج منهُمُ المَرَئىّ َلغْوا * كما ألغَ ْيتَ فى الدّيَةِ الْ ُ‬ ‫*ويخرُ ُ‬ ‫ويُسْتثنى من المركب الضافىّ ما كان كُنية‪ ،‬كأبى بكر وأم كلثوم‪ ،‬أو مع ّرفًا صدرُه بعجزه‪ ،‬كابن‬ ‫عمَ ِرىّ‪.‬‬ ‫ى وَ ُ‬ ‫ى وكُلْثُومِ ّ‬ ‫عمر وابن الزّبير‪ ،‬فإنك تَنْسُب إلى عَجُزه‪ ،‬فتقول‪ :‬بكْ ِر ّ‬ ‫شهَِلىّ‪ ،‬دفعًا للّبس‪.‬‬ ‫وألحق بهما ما خِيف فيه لَبْس‪ ،‬كقولهم فى عبد مَناف‪ :‬مَنَا ِفىّ‪ ،‬وعبد الشهل‪ :‬أ ْ‬ ‫ش ِمىّ‪ :‬فى تيم اللّت‪ ،‬وعبد‬ ‫سىّ‪ ،‬وعبْ َ‬ ‫سىّ‪ ،‬وعَ ْبقَ ِ‬ ‫وشذّ فيه‪َ " :‬فعْلَلٌ" السابق‪ ،‬كتَ ْيمَِلىّ وعَبْدَ ِرىّ‪ ،‬ومَرْقَ ِ‬ ‫شمْس‪ .‬ومن الخير قول بعد يغُوث‬ ‫الدار‪ ،‬وامرئ القيس ابن جحْر الكِنْ ِدىّ‪ ،‬وعبد القيس‪ ،‬وعبد َ‬ ‫الحارثىّ‪:‬‬ ‫شمِيّة * كأَن َلمّ تَرَى قَبْلِى أسيرا يَمانِيَا*‬ ‫حكُ مِنّى شَيْخَةٌ عَبْ َ‬ ‫*وَ َتضْ َ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫خ وَعِضةٍ‬ ‫سبَ إلى ما حُ ِذ َفتْ لمه‪ ،‬فإن جُبر فى التثنية وجمعِ التصحيح بردّها‪ ،‬كأبٍ وَأ ٍ‬ ‫وَإذا نُ ِ‬ ‫عضَهات وسَنَهات‪ ،‬وجب ردّ المحذوف‬ ‫عضَوات وَسَ َنوَاتِ‪ ،‬أو ِ‬ ‫خوَانِ و ِ‬ ‫ن وَأ َ‬ ‫وَسَنَةٍ‪ ،‬تقول فيها‪ :‬أ َبوَا ِ‬ ‫ضهِىّ وسَ َن ِهىّ‪ .‬وإن لم يُجبَر فيهما جاز‬ ‫ع َ‬ ‫ض ِوىّ وسَ َن ِوىّ‪ ،‬أو ِ‬ ‫ع َ‬ ‫خ ِوىّ و ِ‬ ‫فى النسب‪ ،‬فتقول‪ :‬أ َب ِوىّ وأ َ‬ ‫ش َفوِى إل إن كانت‬ ‫غ َد ِوىّ و َ‬ ‫ش ِفىّ‪ ،‬أو َ‬ ‫شفَةٍٍ‪ ،‬تقول فيهما‪ :‬غَ ِدىّ و َ‬ ‫المران فى النسب‪ ،‬نحو غَ ٍد وَ َ‬ ‫شوْ ِهىّ‪،‬‬ ‫عينه معتلة فيجب جَبْره‪ ،‬كَ َذ َو ِوىّ فى ذِى وذَات‪ ،‬بمعنى صاحب وصاحبة‪ ،‬وشَا ِهىّ أو َ‬ ‫شوْهة‪ .‬ويجوز المران فى يدٍ ودمٍ عند من ل يَرُدّ لمَهما فى‬ ‫بسكون الواو فى شاة‪ ،‬أصلها‪َ :‬‬ ‫التثنية‪ ،‬ووجب الردّ عند من يردها‪ ،‬فتقول على الول‪ :‬يَ ِدىّ أو َي َد ِوىّ‪ ،‬و َد ِمىّ أو د َم ِوىّ‪ ،‬وعلى‬ ‫الثانى‪ :‬يَ َد ِوىّ وَ َد َم ِوىّ ل غير‪.‬‬ ‫عوّض عنها تاء تأنيث ل تنقلب هاء فى الوقف‪ ،‬حذَفت تاؤه‪،‬‬ ‫وإذا نُسِب إلى ما حُذِفت لمه‪ ،‬و ُ‬ ‫ى وَأُخْ ِتىّ‪ ،‬ببقاء التاء‪ ،‬محتجّا بأن التاء‬ ‫خ ِوىّ فى بِنْت وَأخْت‪ ،‬ويونس يقول‪ :‬بِنْ ِت ّ‬ ‫فتقول‪ :‬بَ َن ِوىّ وأ َ‬ ‫لغير التأنيث؛ لن ما قبلها ساكن صحيح‪ ،‬ول يُسَكن ما قبل تاء التأنيث إل إن كان معتل كفتاة‪،‬‬ ‫وبأن تاءها ل تُبْدل هاء فى الوقف‪ .‬وكل ذلك مردود بصيغة الجمع‪ ،‬إذ تقول فيهما‪ :‬بَنَات‬ ‫خوَات‪ ،‬بزيادة ألف وتاء‪ ،‬وحذف التاء الصلية‪.‬‬ ‫وأ َ‬ ‫صفّى‪ ،‬وتُردّ لمعتلها كشِيَة‪ ،‬تقول‬ ‫ىو ِ‬ ‫ول تُ َردّ الفاء لما صحت لمه‪ ،‬كعِدَة وصِفَة‪ ،‬تقول فيهما‪ :‬عِ ِد ّ‬ ‫ش ِوىّ‪ ،‬بكسر الواو‪ ،‬وفتح الشين‪ ،‬أو وِشْ ِيىّ‪ ،‬بكسرتين بينهما شين ساكنة‪.‬‬ ‫فيه‪ :‬وَ َ‬ ‫وإذا نُسِب إلى محذوف العين‪ ،‬وهو قليل فى كلمهم‪ ،‬فإن صحت لمه ولم يكن مضعّفًا‪ ،‬لم يجبَر‬ ‫ى ومُ ِذىّ‪ ،‬ل‪ :‬سَ َت ِهىّ ومُنْ ِذىّ‪ .‬وإن كان‬ ‫سهِ ّ‬ ‫بردّ المحذوف‪ ،‬كسَه َومُذْ‪ ،‬مسمّى بهما‪ ،‬فتقول منهما‪َ :‬‬ ‫مضعفًا ك ُربَ بحذف الباء الولى‪ ،‬مخفف ُربّ إذا سمى به‪ ،‬فإنه يجبر برد المحذوف‪ ،‬فيقال‪ :‬رُ ّبىّ‪.‬‬ ‫ومثل المضعّف فى وجوب الرد‪ :‬معتلّ اللم كا ْلمُرِى‪ ،‬اسم فاعل أرَى‪ ،‬وكيَرَى مضارع رَأى‬ ‫مسمّى بهما‪ ،‬فتقول فيهما‪ :‬ا ْلمُرْئى‪ ،‬واليَرْئىّ‪ ،‬بفتح الياء‪ ،‬وسكون أو فتح الراء‪ ،‬على الخلف بين‬ ‫سيبويه والخفش‪ ،‬من إبقاء حركة فاء الكلمة بعد الرد‪ ،‬أو عدم إبقائها‪.‬‬ ‫ضعّفت ثانيه إن كان معتل‪ ،‬فتقول فى َل ْو وكىْ مُسمّى بهما‪َ :‬لوّ‬ ‫وإذا نَسَبْت إلى الثّنائى وضعًا‪َ ،‬‬ ‫ى أو ل ِوىّ‪،‬‬ ‫ى وكَ ْي ِوىّ‪ ،‬ولئ ّ‬ ‫وكَىّ بالتشديد‪ ،‬وتقول فى ل عَلَما‪" :‬لء" بالمدّ‪ ،‬وفى النسب إليها‪َ :‬ل ّو ّ‬ ‫ى أو كِسا ِوىّ‪،‬‬ ‫كما تقول فى النسب إلى الدوّ وهو الفلة‪ ،‬والحىّ‪ ،‬والكساء‪ :‬د ّوىّ وحَ َي ِوىّ وكِسائ ّ‬ ‫وأنت فى الصحيح بالخيار‪ ،‬نحو‪ :‬كم‪ ،‬فتقول‪َ :‬كمِىّ بالتخفيف‪ ،‬أو َكمّى بالتضعيف‪.‬‬ ‫وينسب إلى الكلمة الدالة على جماعة على لفظها إن كانت اسم جمع‪ ،‬كقومىّ ورهطىّ‪ :‬فى قوم‬ ‫شجَرىّ فى شجر‪ ،‬أو جمع تكسير ل واحد له‪ ،‬كأبابيلىّ فى أبابيل‪ ،‬أو عَلمًا‬ ‫ورهط‪ ،‬أو اسم جنس ك َ‬ ‫كَبَساتينىّ‪ ،‬نِسبة إلى البساتين‪ ،‬عَلَم على قرية من ضواحى مصر‪ ،‬أو جاريا مجرى العلم‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫كأنصارىّ‪ ،‬أو يتغير المعنى إذا نُسب لمفرده كأعرابىّ‪.‬‬ ‫خاتمة‬ ‫قد ُيسْتغنى عن ياء النسب غالبًا بصوغ "فاعِلٍ" مقصودًا به صاحب كذا‪ ،‬كطاعم‪ ،‬وكاسٍ‪ ،‬ولبن‪،‬‬ ‫وتامرٍ‪ .‬ومنه قول الحطيئة يهجو الزبرقان بن بدر‪:‬‬ ‫*دعِ المكارِمَ ل تَ ْرحَل لبُغيتها * وا ْقعُدْ فإ ّنكَ أ ْنتَ الطّاعِمُ الكاسِى*‬ ‫أى ذُو طعام وكُسْوة‪.‬‬ ‫وقوله‪:‬‬ ‫ع ْمتَ * أنكَ لبنٌ فى الصيف تَامِرْ*‬ ‫*وَغَررْتَنى وَزَ َ‬ ‫أى ذُو لبن وتمر‪.‬‬ ‫أو بصوغ "فعّال" بفتح الفاء وتشديد العين‪ ،‬مقصودًا به ا ْلحِ َرفُ‪ ،‬ك َنجّار وعطّار وبَزّاز؛ أى‬ ‫طعِم وَلَبِن؛ أى صاحب طعامٍ‬ ‫محترف بالنّجارة والعِطارة والبزارةِ‪ ،‬أو بصوغ " َفعِل" بفتح فكسر‪ ،‬ك َ‬ ‫ولبن‪ .‬ومنه قوله‪:‬‬ ‫ل وَلكِنْ أبْ َتكِرْ*‬ ‫ى ولكنّى َنهِرْ * ل أدْلجُ اللّ ْي َ‬ ‫ستُ بِلَيِْل ّ‬ ‫*لَ ْ‬ ‫وتصاغ نادرًا على وزن " ِمفْعال" كمِعطار؛ أى ذى عِطر‪َ " ،‬ومِ ْفعِيل" كفرس مِحْضير؛ أى ذى‬ ‫حضْر‪ ،‬بضم فسكون‪ ،‬وهو الجرى‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ى و َفوْقانىّ وتحتانىَ‪ ،‬بزيادة اللف‬ ‫شعْرَا ِن ّ‬ ‫وما خرج عما تقدّم فى النسب فشاذّ‪ ،‬كقولهم‪َ :‬رقَبا ِنىّ و َ‬ ‫والنون‪ :‬لعظيم الرّقبة‪ ،‬والشعْر‪ ،‬وِلفَوق‪ ،‬وتحت‪ ،‬ومَ ْروَ ِزىّ فى مَرْو‪ ،‬بزيادة الزاى‪ ،‬وَأ َم ِوىّ بفتح‬ ‫الهمزة فى أمَيّة بضمها‪ ،‬وَ ُدهْ ِرىّ بالضم‪ :‬للشيخ الكبير فى الدهر بالفتح‪ ،‬وبَ َد ِوىّ‪ ،‬بحذف اللف‪ ،‬فى‬ ‫البادية‪ ،‬وَجَلُوِلىّ وحَرو ِرىّ‪ ،‬بحذف اللف والهمزة‪ ،‬فى جَلُولء‪ ،‬قرية بفارس‪ ،‬وحَرُوراء قرية‬ ‫بالكوفة‪.‬‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثالث ‪-‬‬ ‫فى أحكام تعم السم والفعل ) ضمن العنوان ( فصل‪ :‬فى حروف الزيادة‪ ،‬ومواضعها‪ ،‬وأدلتها )‬ ‫اعلم أن الزيادة فى الكلمة عن الفاء والعين واللم‪ :‬إمّا أن تكون لفادة معنى‪ ،‬كفرّح بالتشديد من‬ ‫فرح‪ ،‬وإمّا للحاق كلمةٍ بأخرى‪ ،‬كإلحاق قُرْدُد (اسم جبل) بجعفر‪ ،‬وجَلْ َببَ ِبدَحْرَجَ‪.‬‬ ‫ثم هى نوعان‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬ما يكون بتكرير حرف أصلى للحاق أو غيره‪ ،‬وذلك إما أن يكوت بتكرير عين مع‬ ‫عقَنْقَل‪ ،‬بمهملة وقافين بينهما ساكن مفتوح ما‬ ‫التصال‪ ،‬نحو َقطّع‪ ،‬أو مع النفصال بزائد‪ ،‬نحو‪َ :‬‬ ‫عداه‪ :‬للكثيب العظيم من الرمل‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫أو بتكرير لم كذلك‪ ،‬نحو جلْ َببَ وجِلْباب‪ ،‬أو بتكرير فاء وعين مع مباينة اللم لهما‪ ،‬نحو‬ ‫مَ ْرمَرِيس‪ ،‬بفتح فسكون ففتح فكسر‪ :‬للداهية‪ ،‬وهو قليل‪ .‬أو بتكرير عين ولم مع مباينة الفاء‪ ،‬نحو‬ ‫حمَح بوزن سفَرْجَل‪ :‬للشديد الغليظ‪ .‬وأما مكرر الفاء وحدها كقَرقَف وسُندس‪ ،‬أو العين‬ ‫صمَ ْ‬ ‫َ‬ ‫سمْسِم فأصلىّ‪ ،‬فلو‬ ‫المفصولة بأصل‪ ،‬كحَدْرد بزنة جعفر اسم رجل‪ ،‬أو العين والفاء فى رُباعىّ ك ِ‬ ‫س َم ْعمَعٍ‪ :‬لصغير الرأس‪ ،‬حُكم بزيادة‬ ‫ح وَ َ‬ ‫حمَ ٍ‬ ‫صمَ ْ‬ ‫ىك َ‬ ‫تكرر فى الكلمة حرفان وقبلهما حرف أصل ٌ‬ ‫ل الصول)‪.‬‬ ‫الضعفين الخرين (لكون الكلمة استوفت بما قبلهما أق ّ‬ ‫ثانيهما‪ :‬ما ل يكون بتكرير حرف أصلىّ‪ ،‬وهذا ل يكون إل من الحروف العشرة‪ ،‬المجموعة فى‬ ‫قولك‪" :‬سألتمونيها"‪ .‬وقد جمعها ابن مالك فى بيت واحد أربع مرّات‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫سهِيلُ*‬ ‫ن وَتَ ْ‬ ‫سلِيمٌ‪ ،‬تَلَ َيوْمَ أ ْنسِهِ * ِنهَا َيةُ مَسْئُولٍ‪ ،‬أمَا ٌ‬ ‫*هَنَا ٌء وَتَ ْ‬ ‫وقد تكون الزيادة واحدة‪ ،‬وثنْتين‪ ،‬وثلثا‪ ،‬وأربعا‪.‬‬ ‫ومواضعها أربعة؛ لنها إما قبل الفاء‪ ،‬أو بين الفاء والعين‪ ،‬أو بين العين واللم‪ ،‬أو بعد اللم‪ ،‬ول‬ ‫يخلو إذا كانت متعددةً من أن تقع متفرقة أو مجتمعة‪.‬‬ ‫فالواحدة قبل الفاء نحو‪ :‬أصبع وأكرم‪.‬‬ ‫وبين الفاء والعين‪ ،‬نحو‪ :‬كاهل‪ ،‬وضارب‪.‬‬ ‫وبين العين واللم نحو‪ :‬غَزال‪.‬‬ ‫وبعد اللم كحُبْلَى‪.‬‬ ‫والزيادتان المتفرّقتان بينهما الفاء‪ ،‬نحو‪ :‬أجادل‪.‬‬ ‫وبينهما العين‪ :‬كعاقول‪.‬‬ ‫وبينهما اللم‪ :‬نحو ُقصَيْرَى؛ أى الضلَع القصيرة‪.‬‬ ‫وبينهما الفاء والعين‪ :‬نحو إعصار‪.‬‬ ‫وبينهما العين واللم‪ :‬نحو‪ :‬خَيْزَلَى‪ ،‬وهى مِشية فيها تثاقل‪.‬‬ ‫جفَلَى للدعوة العامة‪.‬‬ ‫وبينهما الفاء والعين واللم‪ ،‬نحو‪ :‬أ ْ‬ ‫والمجتمعتان قبل الفاء‪ :‬نحو‪ :‬منطلق‪.‬‬ ‫وبين الفاء والعين‪ ،‬نحو‪ :‬جواهر‪.‬‬ ‫وبين العين واللم‪ ،‬نحو‪ :‬خُطّاف‪.‬‬ ‫وبعد اللم نحو‪ :‬عِلباء‪.‬‬ ‫والثلث المتفرقات‪ ،‬نحو‪ :‬تماثيل‪.‬‬ ‫والمجتمعة قبل الفاء‪ ،‬نحو‪ :‬مستخرج‪.‬‬ ‫وبين العين واللم‪ ،‬نحو‪ :‬سَلليم‪.‬‬ ‫وبعد اللم نحو‪ :‬عنفوان‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫واجتماع ثنتين وانفراد واحدة‪ ،‬نحو‪ :‬أ ْف ُعوَان‪.‬‬ ‫والربع المتفرقات‪ ،‬نحو‪ :‬احميرار‪ ،‬مصدر احمارّ‪ ،‬ول توجد الربع مجتمعة‪.‬‬ ‫وأدلة الزيادة تسعة‪:‬‬ ‫الول‪ :‬سقوط بعض الكلمة من أصلها‪ ،‬كألف ضارب‪ ،‬وألف وتاء َتضَا َربَ من الضرب‪ ،‬فما عدا‬ ‫حكْمه الزيادة‪.‬‬ ‫الضاد والراء والباء‪ُ :‬‬ ‫الثانى‪ :‬سقوط بعض الكلمة من فرع‪ ،‬كنُو َنىْ سُنبْل وحَنْظل‪ ،‬من أسبل الزرع‪َ ،‬وحَظِلت البل؛ أى‬ ‫خرج سُنْبُل الزرع‪ ،‬وتأذت البِل من أكل الحنظل‪ ،‬فنونهما زائدة؛ لسقوطها من الفرعين‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬لزوم خروج الكلمة عن أوزان نوعها لو حكمنا بأصالة حروفها‪ ،‬كنونى نَ ْرجِس‪ ،‬بفتح‬ ‫فسكون فكسر‪ ،‬وهُنْدَلِع بضم فسكون ففتح فكسْر‪ :‬لبقلة‪ ،‬وتاءى تَ ْنضُب‪ ،‬بفتح فسكون فضم‪ :‬اسم‬ ‫شجر‪ ،‬وتَنْفُل بفتح فسكون فضم‪ :‬لولد الثعلب؛ لنتفاء هذه الوزان فى الرّباعىّ المجرّد‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬التكلم بالكلمة رباعية مرة وثلثية أخرى مَثَل‪ ،‬كأيْطل (بفتحتين بينهما ساكن)‪ ،‬وإطْل‬ ‫(بكسر فسكون أو بكسرتين)‪ :‬للخاصرة‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬لزوم عدم النظير فى نظير الكلمة التى اعتبرتها أصلً‪ ،‬كتُ ْتفُل بضمتين بينهما ساكن‪،‬‬ ‫فإنه وإن لم يترتب عليه عدم النظير لوجود ُفعْلُل كبُرْثُن‪ ،‬لكن يترتب ذلك فى نظير تلك الكلمة‪،‬‬ ‫وهى تَ ْتفُل المفتوحة التاء فى اللغة الخرى‪ ،‬إذ ل وجود "لفَعْلُل" بفتح فضم بينهما سكون‪ ،‬فثبوتُ‬ ‫زيادة التاء فى لغة الفتح لعدم النظير‪ ،‬دليلٌ على زيادتها فى لغة الضم‪ ،‬والصل التحاد‪.‬‬ ‫ل على معنى‪ ،‬كأحرف المضارعة وألفِ اسم الفاعل‪.‬‬ ‫السادس‪ :‬كون الحرف دا ً‬ ‫السابع‪ :‬كونه مع عدم الشتقاق فى موضع يلزم فيه زيادته مع الشتقاق‪ ،‬كالنون ثالثة ساكنة غير‬ ‫مدغمة‪ ،‬بعدها حرفان‪ ،‬كوَرَنْتَل (بفتحات‪ ،‬بينهما نون ساكنة)‪ :‬للداهية‪ ،‬وشَرَنْبَث (بزنته)‪ :‬للغليظ‬ ‫عصَ ْنصَر (بفتح المهملت وسكون النون)‪ :‬اسم جبل؛ لنها فى موضع ل‬ ‫الكفين والرجلين‪ ،‬و َ‬ ‫حفَلة‪ ،‬وهى لذى‬ ‫جْ‬ ‫تكون فيه مع المشتق إل زائدة‪ ،‬كجَحَنفل (بزنته أيضًا) وهو الغليظ الشفة‪ ،‬من ال َ‬ ‫الحافر كالشفة للنسان‪.‬‬ ‫الثامن‪ :‬وقوعه منها فى موضع تغلب زيادته فيه مع المشتق‪ ،‬كهمزة أرْنب وأفكَل‪ ،‬بفتحتين بينهما‬ ‫ساكن‪ :‬للرّعْدة‪ ،‬لزيادتها فى هذا الموضع مع المشتق‪ ،‬كأَحمر‪.‬‬ ‫التاسع‪ :‬وجوده فى موضع ل يقع فيه إل زائدًا‪ ،‬كنونات حِنْطَأوٍ‪ ،‬بكسر فسكون ففتح فسكون‪:‬‬ ‫لعظيم البطن‪ ،‬وكنْتأو (بزنته)‪ ،‬لعظيم اللحية‪ ،‬وَسِ ْندَأو َوقِنْدَأو بزنة ما تقدم‪ :‬لخفيفها‪.‬‬ ‫وزاد بعضهم عاشرًا ‪ -‬وهو الدخول فى أوسع البابين‪ ،‬عند لزوم الخروج عن النظير فيهما‪ ،‬نحو‬ ‫كَ َنهْبُل‪( ،‬بفتحتين فسكون فضم)‪ :‬شجر عظيم‪( ،‬وقد تفتح باؤه)‪ ،‬فزنته بتقدير أصالة النون‪َ " :‬فعَلّل"‪،‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫وبتقدير زيادتها "فَ َنعْلُل" وكلهما مفقود‪ ،‬غير أن أبنية المزيد أكثر‪ ،‬فيصار إليه‪.‬‬ ‫[حروف الزيادة]‬ ‫[اللف]‬ ‫ويحكم بزيادة اللف‪ :‬متى صاحبت أكثر من أصلين‪ ،‬كضارب وعماد‪ ،‬وحبلى‪.‬‬ ‫[الواو]‬ ‫ويحكم بزيادة الواو‪ :‬متى صحبت أكثر من أصلين ولم تتصدر‪ ،‬ولم تكن كلمتها من باب سمسم‪،‬‬ ‫كمحمود وبويع‪ ،‬بخلف نحو‪ :‬سوط‪ ،‬و "وَرَنْتَل" و "وعوعة"‪.‬‬ ‫[الياء]‬ ‫ويحكم بزيادة الياء‪ :‬متى صحبت أكثر من أصلين‪ ،‬ولم تتصدر سابقةً أكثَر من ثلثة أصول‪ ،‬ولم‬ ‫تكن كلمتها من باب سمسم‪ ،‬كيضرب فعل‪ ،‬ويرمع اسمًا‪ ،‬بخلف نحو‪ :‬بيت‪ ،‬ويؤيؤ لطائر‪،‬‬ ‫ويستعور بزنة فعللول‪ ،‬كعضرفوط‪ :‬اسم لدويبة‪.‬‬ ‫[الميم]‬ ‫ويحكم بزيادة الميم‪ :‬متى سبقت أكثَر من أصلين‪ ،‬ولم تلزم فى الشتقاق‪ ،‬كمحمود‪ ،‬ومسجد‪،‬‬ ‫ومنطلق‪ ،‬ومفتاح بخلف نحو‪َ :‬مهْ ِد َومِرْعِز (بكسرتين بينهما سكون)‪ :‬اسم لما لن من الصوف‪،‬‬ ‫فَإنّهم قالوا‪ :‬ثوب ممرعز فأثبتوها فى الشتقاق‪ ،‬واستدلوا بذلك على أصالتها‪ ،‬خلفًا لسيبويه القائل‬ ‫بزيادتها‪.‬‬ ‫[الهمزة]‬ ‫ويحكم بزيادة الهمزة‪ :‬مصدّرةً متى صحبت أكثر من أصلين‪ ،‬ومتأخرةً بشرط أن تُسبق بألف‬ ‫مسبوقة بأكثر من أصلين كأحفظ فعلً‪ ،‬وأفضل اسمًا مشتقًا‪ ،‬وإصبع اسمًا جامدًا‪ ،‬وأفلُس جمعًا‪،‬‬ ‫وكحمراء وصحراء‪.‬‬ ‫[النون]‬ ‫ويحكم بزيادة النون‪ :‬متطرفةَ إن كانت مسبوقة بألف مسبوقة بأكثر من أصلين‪ ،‬كسكران‬ ‫وغضبان‪ ،‬ومتوسطة بين أربعة أحرف إن كانت ساكنة غير مضعفة كغضنفر وقرنفل‪ ،‬أو كانت‬ ‫من باب النفعال كانطلق ومنطلق‪ ،‬أو بدأتْ المضارعَ‪.‬‬ ‫[التاء والسين]‬ ‫ويحكم بزيادة التاء‪ :‬فى باب التفعّل كالتدحرج‪ ،‬والتفاعل كالتعاون‪ ،‬والفتعال كالقتراب‪،‬‬ ‫والستفعال كالستغراب والستغفار‪ ،‬وهو الموضع الذى يحكم فيه بزيادة السين‪ .‬أو كانت التاء فى‬ ‫التفعيل أو التفعلل‪ ،‬أو كانت للتأنيث كقائمة‪ ،‬أو بدأت المضارعَ‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫سمَاعًا فى نحو ملكوت وجبروت ورَهَبُوت وعنكبوت‪.‬‬ ‫وتزاد التاء َ‬ ‫وتزاد السينَ سماعًا فى قُدمُوس بزنة عصفور لللحاق به‪.‬‬ ‫[الهاء واللم]‬ ‫وزيادة الهاء واللم قليلة‪ :‬ومثّلوا للهاء بقولهم أهراق فى أراق‪ ،‬وبأمهات فى جمع أم‪ .‬ومَن مثّل‬ ‫لها بهاء السكت ُردّ عليه بكونها كلمة مستقلة‪ .‬ومثّلوا للّم بطيسل وزيدل وعبدل‪ ،‬والصل طيس‬ ‫وهو الكثير‪ ،‬وزيد وعبد‪ ،‬ومن مثّل لها بلم ذلك وتلك‪ ،‬رُدّ عليه بردّ هاء السكت‪.‬‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثالث ‪-‬‬ ‫فى أحكام تعم السم والفعل ) ضمن العنوان ( فصل‪ :‬فى همزة الوصل )‬ ‫همزة الوصل‪ :‬هل التى يُتوصل بها إلى النطق بالساكن‪ ،‬وتسقط عند وصل الكلمة بما قبلها‪.‬‬ ‫حمْيَر‪ ،‬ول فى فعل مُضارع مطلقًا‪ ،‬ول فى‬ ‫ول تكون فى حرف غير ألْ‪ ،‬ومثلها أمْ فى لغة ِ‬ ‫ماضى ثلثى كأمَر وأخذ‪ ،‬أو رُباعىّ كأكرم وأعطى‪ ،‬بل فى الخماسىّ كانطلق واقتدر‪ ،‬والسّداسىّ‬ ‫كاستخرج واحرنجم‪ ،‬وأمرهما‪ ،‬وأمر الثلثىّ الساكنُ ثانى مضارعه لفظًا كاضرب‪ ،‬بخلف نحو‪:‬‬ ‫َهبْ وعِ ْد و ُقلْ‪ .‬ول فى اسمٍ إل فى مصادر الخماسىّ والسداسىّ‪ ،‬كانطلق واستخراج‪.‬‬ ‫ستٌ‪ ،‬وابنٌ‪ ،‬وابنُم‪ ،‬وابنة‪ ،‬وامْ ُرؤٌ‪ ،‬وامرَأة‪ ،‬واثْنان‪،‬‬ ‫سمٌ وا ْ‬ ‫وفى عشرة أسماء مسموعة‪ ،‬وهى‪ :‬ا ْ‬ ‫واثْنتان‪ ،‬وا ْيمُنُ المختصة بالقسم‪ ،‬وما عدا ذلك فهمزته همزة قطع‪.‬‬ ‫ويجب فتحُ همزة الوصل فى أل‪ ،‬وضمّها فى نحو انطُلِق واستُخْرِج مبنيين للمجهول‪ ،‬وأمر‬ ‫جعِلت كسرة عينه‬ ‫خلْ واكتُب‪ .‬بخلف امْشُوا وا ْقضُوا مما ُ‬ ‫الثلثى المضموم العين أصالة‪ ،‬كاد ُ‬ ‫ضمة لمناسبة الواو‪ ،‬فتكسر الهمزة بخلف عكسه‪ ،‬مما جعلت ضمة العين فيه كسرة لمناسبة‬ ‫الياء‪ ،‬كاغزِى‪ ،‬فيترجح الضم على الكسر‪ ،‬كما يترجح الفتح على الكسر فى ا ْيمُن وايم‪ ،‬والكسر‬ ‫على الضم فى اسم‪ ،‬ويجوزان مع الشمام فى نحو اختار وانقاد مبنيين للمجهول‪.‬‬ ‫ويجب الكسر فيما بقى من السماء العشرة‪ ،‬والمصادر‪ ،‬والفعال‪.‬‬ ‫وتُحذف لفظًا ل خطّاّ إن سُبقت بكلم‪ ،‬ولفظًا وخطّا فى "ابن" مسبوق بعلَم وبعده علَم‪ ،‬بشرط كونه‬ ‫صف ًة للول‪ ،‬والثانى أبًا له‪ ،‬ما لم يقع أول السطر‪ ،‬وفى {بسم ال الرحمن الرحيم}‪ ،‬قال بعض‬ ‫الشعراء مشيرًا إلى ذلك‪.‬‬ ‫*أفى الحق أن يُعطى ثلثون شاعرًا * ويُحْرَمُ ما دُون الرضا شاعرٌ مِثْلى*‬ ‫عمْرا بواو مَزيدة * وضُويق "باسم ال" فى ألفِ الوصلِ*‬ ‫*كما سامحوا َ‬ ‫وإن وقعت بعد همزة استفهام‪ ،‬فإِن كانت مكسورة حذفت نحو‪{ :‬أتخذناهم سخريا}‪{ ،‬أستغفرت‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫لهم}‪ ،‬أبنك هذا؟ أسمك على؟ بخلف ما إذا كانت مفتوحة فإنها تبدل ألفًا‪.‬‬ ‫سهّل نحو‪{ :‬آل أذن لكم؟}‪.‬‬ ‫وقد تُ َ‬ ‫كما تحذف همزة "أل" خطّا ولفظًا إذا دخلت عليها اللم الحرفية‪ ،‬سواء كانت للجر‪ ،‬أو لم القسم‬ ‫والتوكيد‪ ،‬أو الستغاثة‪ ،‬أو للتعجب نحو قوله تعالى‪{ :‬للفقراء والمساكين}‪{ ،‬وإنه للحق من ربك}‪،‬‬ ‫وللخرة خير لك من الولى}‪.‬‬ ‫وكقول الشاعر‪:‬‬ ‫*يا للرجال عليكم حملتى حسبت*‬ ‫ونحو‪ :‬يا للماء والعشب‪ .‬ول تحقق مطلقا إل فى الضرورة‪ ،‬كقوله‪:‬‬ ‫*أل ل أرى إثنين أحسن شيمةً * على حدثان الدهر منى ومن جملِ*‬ ‫العلل والبدال‬ ‫العلل‪ :‬هو تغيير حرف العلة للتخفيف‪ ،‬بقلبه‪ ،‬أو إسكانه‪ ،‬أو حذفه‪ ،‬فأنواعه ثلثة‪ :‬القلب‪،‬‬ ‫والسكان‪ ،‬والحذف‪.‬‬ ‫ج ْعلُ مطلق حرف مكان آخر‪ .‬فخرج باإِطلق العلل بالقلب؛ لختصاصه‬ ‫وأما البدال‪ :‬فهو َ‬ ‫بحروف العلة؛ فكل إعلل يقال له‪ :‬إبدال ول عكس؛ إذ يجتمعان فى نحو‪ :‬قال ورمى‪ ،‬وينفرد‬ ‫البدال فى نحو اصْطَبَر وادّكر‪ .‬وخرج بالمكان العوض‪ ،‬فقد يكون فى غير مكان المعوض منه‪.‬‬ ‫كتاءَى عِدَة واستقامة‪ ،‬وهمزتى ابن واسم‪ .‬وقال الشمونى‪ :‬قد يُطْلق البدال على ما يعُم القلب‪،‬‬ ‫إل أن البدال إزالة‪ ،‬والقلب إحالة‪ ،‬والحالة ل تكون إل بين الشياء المتماثلة‪ ،‬ومن َثمّ اختص‬ ‫بحروف العلة والهمزة؛ لنها تقاربها بكثرة التغيير‪.‬‬ ‫واعلم أن الحروف التى تبدل من غيرها ثلثة أقسام‪:‬‬ ‫‪ -1‬ما يُبدل إبدالً شائعًا للدغام‪ ،‬وهو جميع الحروف إل اللف‪.‬‬ ‫‪ -2‬وما يبدل إبدالً نادرا‪ ،‬وهو ستة أحرف‪ :‬الحاء‪ ،‬والخاء‪ ،‬والعين المهملة‪ ،‬والقاف‪ ،‬والضاد‪،‬‬ ‫والذال المعجمتانِ‪ ،‬كقولهم فى ُوكْنة‪ ،‬وهى بيت القَطَا فى الجبل‪ُ :‬وقْنة‪ ،‬وفى أغْنّ‪ :‬أخَنّ‪ ،‬وفى رُبَع‪:‬‬ ‫جضْد‪ ،‬وفى تلعثمَ‪ :‬تَلعْذَم‪.‬‬ ‫غطَر‪ ،‬وفى جَلْد‪َ :‬‬ ‫رُبح‪ ،‬وفى خَطَر‪َ :‬‬ ‫وما يُبدل إبدالً شائعًا لغير إدغام‪ ،‬وهو اثنان وعشرون حرفًا يجمعها قولك "لجد صرف شكس‬ ‫أمن طى ثوب عزته"‪ .‬والضرورىّ منها فى التصريف تسعة أحرف‪ ،‬يجمعها قولك‪" :‬هَدَ ْأتُ‬ ‫مُوطِيا"‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫وما عداها فإبداله غير ضرورىّ فيه‪ ،‬كقولهم فى أصَيْلن‪ :‬تصغير أصْلن بالضم‪ ،‬على ما ذهب‬ ‫إليه الكوفيون‪ ،‬جمع أصيل‪ ،‬أو هو تصغير أصيل‪ ،‬وهو الوقت بعد العصر‪ :‬أصَيْلل‪ ،‬وفى‬ ‫اضطجع إذا نام‪ :‬ا ْلطَجع‪ ،‬وفى نحو علىّ (عََلمًا) فى الوقف أو ما جرى مجراه‪ :‬علِجّ بإِبدال النون‬ ‫لمًا فى الول‪ ،‬والضاد لمًا فى الثانى‪ ،‬والياء جيمًا فى الثالث‪.‬‬ ‫قال النابغة‪:‬‬ ‫جوَابًا َومَا بالرّبْع مِنْ أحَدِ*‬ ‫* َوقَ ْفتُ فِيها أصَيْلَلً أسَا ِئُلهَا * أعْ َيتْ َ‬ ‫وقال منظور بن حَبّة السدى فى ذئب‪:‬‬ ‫طجَعْ*‬ ‫*َلمّا رَأى أن لدَعَهْ وَل شِ َبعْ * مَالَ إلىَ أرْطَاةِ ح ْقفٍ فَالْ َ‬ ‫وقال آخر‪:‬‬ ‫طعِمانِ اللّحْمَ بِالعَشِجّ*‬ ‫عوَ ْيفٌ وَأبو عَلِجّ * المُ ْ‬ ‫*خالِى ُ‬ ‫ج َعجَة قُضاعة‪ .‬واشترط بعضهم فيها أن تكون الجيم‬ ‫يريد أبا علىّ والعشىّ‪ ،‬وتسمّى هذه اللغة عَ ْ‬ ‫طلِق‪ ،‬مستدلً بقول بعض أهل اليمن‪:‬‬ ‫مسبوقة بعين‪ ،‬كما فى البيت‪ ،‬وبعضهم يُ ْ‬ ‫*ل هُمّ إن كنت قبلتَ حِجّتِجْ*‬ ‫*فل يزالُ شاحِجٌ يأتِيكَ بِجْ*‬ ‫*أ ْقمَرُ َنهّاتٌ يُنَزّى َوفْرَتِجْ*‬ ‫(أ) العلل فى الهمزة‬ ‫‪ -1‬تقلب الياء والواو همزة وجوبا فى أربعة مواضع‪:‬‬ ‫الول‪ :‬أن تتطرفا بعد ألف زائدة كسماء وبناء‪ ،‬أصلهما سَما ٌو وبِناىٌ‪ ،‬بخلف نحو‪ :‬قال‪ ،‬وباع‪،‬‬ ‫وإداوة‪ ،‬وهى المطْهرة‪ ،‬وهداية؛ لعدم التطرف‪ ،‬ونحو دَلْو وَظَبْى؛ لعدم تقدم اللف‪ ،‬ونحو آية‬ ‫ورايةٍ؛ لعدم زيادتها‪.‬‬ ‫وتشاركهما فى ذلك اللف‪ ،‬فإنها إذا تطرفت بعد ألف زائدة أبدلت همزة‪ ،‬كحمراءَ‪ ،‬إذ أصلها‬ ‫حمْرَى كسَكرَى‪ ،‬زيدت ألف قبل الخر للمدّ‪ ،‬كألف كتاب‪ ،‬فقلبت الخيرة همزة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الثانى‪ :‬أن تقعا عينًا لسم فاعلِ ِف ْعلٍ أعِلّتا فيه‪ ،‬نحو قائل وبائع‪ ،‬أصلهما قاوِل وبايع‪ ،‬بخلف نحو‬ ‫ن فهو عايِنَ‪ ،‬وعَوِ َر فهو عاوِر؛ لن العين لما صحّت فى الفعل‪ ،‬خوف اللباس بعان وعار‪،‬‬ ‫عَيِ َ‬ ‫صحت فى اسم الفاعل تبعًا للفعل‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬أن تقعا بعد ألف "مَفَاعل" وشِبِهه‪ ،‬وقد كانتا مَدتين زائدتين فى المفرد‪ ،‬كعجوز وعجائز‪،‬‬ ‫وصحيفة وصحائف‪ ،‬بخلف نحو قَسْور‪ ،‬وهو السد‪ ،‬وقساوِر؛ لن الواو ليست بمدة‪ ،‬ومَعِيشة‬ ‫ومعايِش؛ لن المدة فى المفرد أصلية‪ ،‬وش ّذ فى مُصيبة مصائب‪ ،‬وفى مَنارة منائر بالقلب‪ ،‬مع‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫أصالة المدة فى المفرد‪ ،‬وسهّله شَبَه الصلىّ بالزائد‪.‬‬ ‫وتشاركهما فى ذلك الحكم اللْفُ‪ ،‬كرِسالَة ورسائل‪ ،‬وقلَدة وقلئد‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬أن تقعا ثانيتى لينين بينهما ألف "مفَاعِل"‪ ،‬سواء كان اللّينان ياءين‪ ،‬كنيائف جمع نيّف‪ ،‬وهو‬ ‫الزائد على العِقد‪ ،‬أو واوين‪ ،‬كأوائل جمع أوّل‪ ،‬أو مختلفين‪ ،‬كسيائد جمع سيّد‪ ،‬أصله سيود‪ ،‬وأما‬ ‫ط َه ِوىّ‪:‬‬ ‫قول جَنْدَل بن المُثَنّى ال ّ‬ ‫*وكَحّل العينين بِال َعوَاوِرِ*‬ ‫من غير قلب؛ فلن أصله بالعواوير كطواويس‪ ،‬وقد تقدم جواز حذف ياء "مفاعيل"‪ ،‬ولذا صُحّح‪.‬‬ ‫وتختص الواو بقلبها همزة إذا تصدرت قبل واوٍ متحركة مطلقًا‪ ،‬أو ساكنة متأصلةِ الواوية‪ ،‬نحو‬ ‫أواصل وأواق‪ ،‬جمعَىْ واصلة وواقية‪.‬‬ ‫ومنه قول ُمهَ ْلهِل‪:‬‬ ‫ك الوَاقِى*‬ ‫ى وقَاَلتْ * يَا عَدِيّا لقَ ْد َوقَ ْت َ‬ ‫*ضَرَ َبتْ صَدْ َرهَا إِل ّ‬ ‫لوَلُ‪.‬‬ ‫ونحو الولى أثنى الوّل‪ ،‬وكذا جمعها‪ :‬وهو ا َ‬ ‫ى و َنوَ ِوىّ‪ ،‬فى النسبة إلى هَوىّ وَنَوىّ‪ ،‬لعدم التصدر‪َ ،‬ووُ ْو ِفىَ َو ُووْعِدَ مجهولين؛‬ ‫بخلف نحو َه َو ِو ّ‬ ‫لعدم تأصل الثانية‪.‬‬ ‫وتبدل الهمزة من الواو جوازًا فى موضعين‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬إذا كانت مضمومة ضمًا لزمًا غير مشددة‪ ،‬كوُجوه وأجوُه‪ ،‬ووُقوت وأقوت‪ :‬فى جمع‬ ‫وجه ووقت‪ ،‬وأ ْدوُرْ وأ ْدؤُر‪ ،‬وأ ْنوُر وأ ْنؤُر‪ :‬جمعى دار ونار‪ ،‬وقَئُول وصئول‪ :‬مبالغة فى قائل‬ ‫ضلَ‬ ‫سوُا الفَ ْ‬ ‫وصائل‪ ،‬فخرجت ضمة العراب‪ ،‬نحو هذا دلُو‪ ،‬وضمةُ التقاء الساكنين‪ ،‬نحو { َولَ تَ ْن َ‬ ‫بَيْ َنكُم}‪ ،‬وخرج بـ "غير مشدّدةٍ"‪ .‬نحو التعوّذ والتجوّل‪.‬‬ ‫ثانيهما‪ :‬إذا كانت مكسورة فى أول الكلمة‪ ،‬كإشاح وإفادة وإسادة‪ ،‬فى وِشاح‪ ،‬ووِفادة ووِسادة‪.‬‬ ‫وتبدل الهمزة من الياء جوازًا إذا كانت الياء بعد ألف‪ ،‬وقبل ياء مشدّدة‪ ،‬كغائىّ ورائىّ‪ :‬فى النسبة‬ ‫لغاية وراية‪.‬‬ ‫وجاءت الهمزة بدلً من الهاء فى ماء‪ ،‬بدليل تصغيره على مويه‪ ،‬وجمعه على أمواه‪.‬‬ ‫(ب) فصل فى عكس ما تقدم‬ ‫وهو قلب الهمزة ياء أو واوًا‪ ،‬ول يكون ذلك إل فى بابين‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬باب الجمع الذى على زنة "مفَاعِل"‪ ،‬إذا وقعت الهمزة بعد ألف‪ ،‬وكانت تلك الهمزة‬ ‫عارضة فيه‪ ،‬وكانت لمه همزة أو واوًا أو ياء‪ .‬فخرج باشتراط عروض الهمزة المرَائِى‪ :‬فى‬ ‫جمع مِرْآة؛ فإن الهمزة موجودة فى المفرد‪ ،‬وبالخير سلمةُ اللم‪ ،‬فى نحو صحائف وعجائز‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ورسائل‪ ،‬فل تغير الهمزة فيما ُذكِر‪ .‬والذى استوفى الشروط يجب فيه عملن‪ :‬قلب كسر الهمزة‬ ‫فتحة‪ ،‬ثم قلب الهمزة ياء فى ثلثة مواضع‪ ،‬وواوًا فى موضع واحد‪ .‬فالتى تقلب ياء يشترط فيها‬ ‫أن تكون لم الواحد همزة‪ ،‬أو ياء أصلية‪ ،‬أو واوًا منقلبة ياء‪ ،‬والتى تقلب واوًا يشترط فيها أن‬ ‫تكون لم الواحد واوًا ظاهرة فى اللفظ‪ ،‬سالمة من القلب ياء‪.‬‬ ‫فهذه أربعة مواضع تحتاج إلى أربعة أمثلة‪:‬‬ ‫‪ -1‬مثال ما لمه همزة‪ :‬خطايا جمع خطيئة‪ ،‬أصلها خَطَايئ‪ ،‬بياء مكسورة هى ياء المفرد‪ ،‬وهمزة‬ ‫خطَائئ‬ ‫بعدها هى لمه‪ .‬ثم أبدلت الياء المسكورة همزة‪ ،‬على حد ما تقدم فى صحائف‪ ،‬فصار َ‬ ‫بهمزتين‪ ،‬ثم الهمزة الثانية ياء؛ لن الهمزة المتطرفة إثر همزة تقلب ياء مطلقًا‪ ،‬فبعد المكسورة‬ ‫أولى‪ ،‬ثم قلبت كسرة الهمزة الولى فتحة للتخفيف‪ ،‬كما فى المدارَى والعذارَى‪ ،‬ثم قلبت الياء ألفًا‪،‬‬ ‫لتحركها وانفتاح ما قبلها‪ ،‬فصار خَطاءًا بألفين بينهما همزة‪ ،‬والهمزة تشبه اللف‪ ،‬فاجتمع شبه‬ ‫ثلث ألفات‪ ،‬وذلك مستكرَه‪ ،‬فأبدلت الهمزة ياء‪ ،‬فصار خطايا‪ ،‬بعد خمسة أعمال‪.‬‬ ‫‪ -2‬ومثال ما لمه ياء أصلية‪ :‬قضايا جمع قضية‪ ،‬أصلها قضايى بياءين أبدلت الياء الولى همزة‪،‬‬ ‫على ما تقدم فى نحو صحائف‪ ،‬فصار قضا ِئىُ‪ ،‬قلبت كسرة الهمزة فتحة‪ ،‬ثم الياء ألفا‪ ،‬فصار‬ ‫قضاءًا‪ ،‬ثم قلبت الهمزة المتوسطة ياء‪ ،‬لما تقدّم‪ ،‬فصار قضايا‪ ،‬بعد أربعة أعمال‪.‬‬ ‫‪ -3‬ومثال ما لمه واوٌ قلبت ياء فى المفرد‪َ :‬مطِيّة‪ ،‬إذ أصلها مَطِ ْيوَة من المَطا‪ ،‬وهو الظهر‪ ،‬أو‬ ‫من المَطْو وهو المدّ‪ ،‬اجتمعت الواو والياء وسُبقت إحداهما بالسكون‪ ،‬فقلبت الواو ياء وأدغمتا‪،‬‬ ‫كما فى سيّد وميّت‪ ،‬وجمعها مطايا‪ ،‬وأصلها‪ :‬مَطا ِيوُ‪ ،‬قلبت الواو ياء‪ ،‬لتطرّفها إثر كسرة‪ ،‬فصار‬ ‫مَطا ِيىُ‪ ،‬ثم قلبت الياء الولى همزة كما تقدّم‪ ،‬ثم أبدلت الكسرة فتحة‪ ،‬فصار َمطَا َءىُ‪ ،‬ثم الياء ألفا‪،‬‬ ‫ثم الهمزة المتوسطة ياء‪ ،‬فصار مطايا بعد خمسة أعمال‪.‬‬ ‫‪ -4‬ومثال ما لمه واو ظاهرة سلمت فى المفرد‪ :‬هِرَاوَة‪ ،‬وهى العصا‪ ،‬وجمعها هَرَاوَى‪ ،‬أصلها‬ ‫هَرَا ِئوُ‪ .‬وذلك أن ألف المفرد قلبت فى الجمع همزة‪ ،‬كما فى رسالة ورسائل‪ ،‬فصار هرائوُ‪ ،‬ثم‬ ‫أبدلت الواو ياء‪ ،‬لتطرّفها إثر كسرة‪ ،‬فصار هَرَائىُ ثم فتحت كسرة الهمزة‪ ،‬فصار هَرَا َءىُ‪ ،‬ثم‬ ‫قلبت الياء ألفا‪ ،‬لتحركها وانفتاح ما قبلها‪ ،‬فصار هراءَا‪ ،‬بهمزة بين ألفين‪ ،‬ثم قلبت الهمزة واوًا‪،‬‬ ‫ليتشاكل الجمع مع المفرد‪ ،‬فصار هَرَاوَى بعد خمسة أعمال‪.‬‬ ‫وشذ من هذا الباب قوله‪:‬‬ ‫*"حَتّى أزِيرُوا المَنَائِيا"*‬ ‫غفِر لى خَطَائئى" والقياس خطاياى‪ ،‬وهَدَاوَى جمع هَدية‪ ،‬والقياس هدايا‪.‬‬ ‫والقياس المنايا‪ ،‬و "اللهم ا ْ‬ ‫ثانيهما‪ :‬باب الهمزتين الملتقيين فى كلمة واحدة‪ ،‬والتى ُت َعلّ هى الثانية؛ لن الثقل ل يحصل إل‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫بها‪ ،‬فل تخلو الهمزتان‪ :‬إما أن تكون الولى متحركة والثانية ساكنة‪ ،‬أو بالعكس‪ ،‬أو تكونا‬ ‫متحركتين‪.‬‬ ‫فإن كانت الولى متحركة والثانية ساكنة‪ ،‬أبدلت الثانية من جنس حركة الولى‪ ،‬نحو آمنت أومِنُ‬ ‫إيمانًا‪ ،‬والصل‪ :‬أأمَنْت أ ْؤمِن إئمَانا‪ ،‬وشذّ قراءة بعضهم "إئْل ِفهِم" بتحقيق الهمزة الثانية‪.‬‬ ‫وإن كانت الولى ساكنة والثانية متحركة‪ ،‬ول تكونان إل فى موضع العين أو اللم‪ ،‬فإِن كانتا فى‬ ‫موضع العين‪ ،‬أدْغمت الولى فى الثانية‪ ،‬نحو سَآل مبالغة فى السؤال‪ ،‬ولل ورآس‪ ،‬فى النسب‬ ‫لبائع اللّؤلؤ والرّءوس‪.‬‬ ‫وإن كانتا فى موضع اللم‪ ،‬أبْدِلت الثانية ياء مطلقًا‪ ،‬فتقول فى مثال " ِقمَطْر" مِن قرأ‪ :‬قِرَأى‪ ،‬وفى‬ ‫سفَرجَل منه‪ :‬قَرَأيَأ‪.‬‬ ‫مثال‪َ :‬‬ ‫وإن كانتا متحركتين‪ ،‬فإن كانتا فى الطّرَف أو كانت الثانية مكسورة أبدلت ياء مطلقًا‪ .‬وإن لم تكن‬ ‫طَرفًا وكانت مضمومة‪ :‬أبدلت واوًا مطلقا‪ ،‬وإن كانت مفتوحة‪ ،‬فإن انفتح ما قبلها أو انضم أبدلت‬ ‫واوًا‪ ،‬وإن انكسر أبدلت ياء‪.‬‬ ‫ويجوز فى‪ :‬نحو رَأس وُلؤْم وبِئْر‪ ،‬إبقاؤها وقلبها من جنس حركة ما قبلها وفى نحو‪ :‬وضوء‬ ‫ومجئ‪ ،‬يجوز إبقاؤها وقلبها من جنس ما قبلها مغ الدغام‪.‬‬ ‫‪ -2‬العلل فى حروف العلة‬ ‫(أ) قلب اللف والواو ياء‬ ‫تقلب اللف ياء فى مسألتين‪:‬‬ ‫الولى‪ :‬أن ينكسِر ما قبلها‪ ،‬كما فى تكسير وتصغير نحو‪ :‬مصباح ومفتاح‪ ،‬تقول فيهما‪ :‬مصابيح‬ ‫ومفاتيح‪َ ،‬و ُمصَيْبيح و ُمفَيتيح‪.‬‬ ‫الثانية‪ :‬أن تقع تالية لياء التصغير‪ ،‬كقولك فى غلم‪ :‬غُلَيّم‪.‬‬ ‫وتقلب الواو ياء فى عشرة مواضع‪:‬‬ ‫ع ِفىَ مبنيًا للمجهول‪ .‬والغازِى والداعِى؛‬ ‫ضىَ َو َق ِوىَ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫أحدها‪ :‬أن تقع بعد كسرة فى الطرف‪ ،‬ك َر ِ‬ ‫سوَة‪ :‬جمع سواء‪.‬‬ ‫سوَا ِ‬ ‫شجِية وَأكْسِيَة وغازِية وعُرَيْقِيَة‪ :‬تصغير عَ ْر ُقوَة؛ وشذّ َ‬ ‫أو قبل تاء التأنيث ك َ‬ ‫أو قبل اللف والنون الزائدتين‪ ،‬كقولك فى مثال قَطِران‪ ،‬بفتح فكسر‪ ،‬من الغزو‪ :‬غَزِيان‪.‬‬ ‫ثانيهما‪ :‬أن تقع عينًا لمصدر فعلٍ أعِلّت فيه‪ ،‬وقبلها كسرة‪ ،‬وبعدها ألف كصِيام وقيام وانقِياد‬ ‫واعتِياد‪ ،‬فخرج نحو سِوار وسِواك‪ ،‬بكسر أولهما؛ لنتفاء المصدرية‪ ،‬وَلِواذ وجِوار؛ لعدم إعلل‬ ‫عوَدَا‪ ،‬لعدم اللف فيها‪ ،‬وراح َروَاحا‬ ‫ح َولً‪ ،‬وعاد المريضَ ِ‬ ‫عين الفعل فى لوَذَ وجاوَرَ‪ ،‬وحال ِ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ج َعلَ ال ال َكعْبَةَ الب ْيتَ الحَرَامَ قِيمًا‬ ‫لعدم الكسر‪ ،‬وقلّ العلل فيما عَدِم اللف‪ ،‬كقراءة بعضهم‪َ { :‬‬ ‫لِلنّاس}‪ .‬وشذّ التصحيح مع استيفاء الشروط فى قولهم‪ :‬نَارَت الظّبية تَنُور ِنوَارا‪ ،‬بكسر النون‪ ،‬أى‬ ‫نفرت‪ ،‬وشار الدابةَ شِوارًا بالكسر‪ :‬راضها‪ ،‬ول ثالث لهما‪.‬‬ ‫ثالثها‪ :‬أن تكون عينًا لجمع صحيح اللم‪ ،‬وقبلها كسرة‪ ،‬وهى فى مفرده إما معتلّة‪ ،‬كدار ودِيار‪،‬‬ ‫حوَج بالواو فى حاجة‪.‬‬ ‫وحِيلة وحِيَل‪ ،‬ودِيمة ودِيَم‪ ،‬وقِيمة وقِيَم‪ ،‬وشذّ ِ‬ ‫حوْض‬ ‫وإما شبيهة بالمعَلّة‪ ،‬وهى الساكنة‪ ،‬بشرط أن يليها فى الجمع ألف‪ ،‬كسوط وسِياط‪ ،‬و َ‬ ‫وحِياض‪ ،‬وروض ورِياض‪ .‬فإن عُ ِدمَت اللف صحت الواو‪ ،‬نحو كُوز و ِكوَزة‪ ،‬وشذ ثِيرة جمع‬ ‫طوِيل وطوال‪ ،‬وشذ العلل فى قول أنَ ْيفِ بن زَبّانَ النّ ْبهَانّى‬ ‫َثوْر‪ .‬وكذا إن تحركت فى مفرده‪ ،‬ك َ‬ ‫الطّائى‪:‬‬ ‫ن ال ُقمَا َءةَ ذلّةٌ * وَأنّ أعِزّاء الرّجَال طِيَالُها*‬ ‫*تَبَيّنْ لِى أ ّ‬ ‫جوَاء‪ ،‬بكسر الفاء‬ ‫جوّ‪ ،‬فيقال فيهما‪ِ :‬روَاء و ِ‬ ‫علّت لمُ المفرد‪ ،‬كجمع رَيّان و َ‬ ‫وتسْلم الواو أيضا إن أ ِ‬ ‫وتصحيح العين‪ ،‬لئل يتوالى فى الجمع إعللن‪ :‬قَ ْلبُ العين ياء‪ ،‬وقلبُ اللم همزة‪.‬‬ ‫ت وزكّيْتُ‪َ ،‬و ُمعْطَيان ومُزكّيان‪،‬‬ ‫عطَ ْي ُ‬ ‫رابعها‪ :‬أن تقع طَرَفا‪ ،‬ورابعة فصاعدًا بعد فتح‪ ،‬نحو أ ْ‬ ‫بصيغة اسم المَفعول‪ ،‬حملوا الماضى المزيد على مضارعه‪ ،‬واسم المفعول على اسم الفاعل‪.‬‬ ‫خامسها‪ :‬أن تقع متوسطة إثر كَسْرة‪ ،‬وهى ساكنة مفردة‪ ،‬كميزان‪ ،‬ومِيقات‪ ،‬فخرَج نحو صِوان‪،‬‬ ‫سوَار‪ ،‬لتحرك الواو فيها‪ ،‬ونحو اجِْلوّاذ‪ ،‬وهو إسراع البل فى السير‪ ،‬واعِْلوّاط‬ ‫وهو وِعاء الشئ‪ ،‬و ِ‬ ‫وهو التعلق بعنق البعير بقصد الركوب؛ لن الواو فيهما مكررة ل مفردة‪.‬‬ ‫سادسها‪ :‬أن تكون الواو لمًا ِل ُفعْلَى "بضم فسكون" وصفا‪ ،‬نحو الدّنيا والعُلْيا‪ .‬وقول الحجازيين‬ ‫حوَذَ وال َقوَد‪ ،‬إذ‬ ‫ال ُقصْوَى شاذ قياسًا‪ ،‬فصيحٌ استعمالً‪ ،‬نُبّه به على أن الصل الواو‪ ،‬كما‪ :‬اسْتَ ْ‬ ‫القياس العلل‪ ،‬ولكنه نُبّه به على الصل‪ ،‬وبنو تميم يقولون‪ :‬ال ُقصْيَا على القياس‪ .‬فإن كانت‬ ‫" ُفعْلَى" اسمًا لم ُتغَيّر كحُ ْزوَى‪ :‬لموضع‪.‬‬ ‫سابعها‪ :‬أن تجتمع هى [أى‪ :‬الواو] والياء فى كلمة‪ ،‬والسابق منهما متأصل ذاتا وسكونا‪ ،‬نحو سيّد‬ ‫ى وََلىّ‪ ،‬مَصدَرَى طويت ولويت‪ ،‬فخرج نحو يدعو ياسر‪ ،‬ويرمى واقد‪ ،‬لكون كل‬ ‫ومَيّت‪ ،‬وط ّ‬ ‫منهما فى كلمة‪ ،‬ونحو طويل وغيور‪ ،‬لتحرك السابق‪ ،‬ونحو ديوان‪ ،‬إذ أصله ِدوّان "بشد الواو"‬ ‫علَ‪ ،‬ونحو َق ْوىَ "بفتح فسكون" فخفف َقوِىَ "بالكسر" للتخفيف‪ .‬وشذّ‬ ‫وبُويع‪ ،‬إذ أصل الواو ألف فا َ‬ ‫التصحيح مع استيفاء الشروط َكضَيْونٍ للسّنّور الذكر‪ ،‬ويوم أ ْيوَمُ‪ :‬حصلت فيه شدّة‪ ،‬وعَوَى الكلب‬ ‫عوْية‪ ،‬ورجاء بن حَ ْيوَة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ضىّ و َم ْقوِىّ‬ ‫ثامنها‪ :‬أن تكون الواو لم " َم ْفعُول" الذى ماضيه على " َفعِل" بكسر العين‪ ،‬نحو مَ ْر ِ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ن الفعل مفتوحة صحت الواو‪ ،‬كمدع ّو ومغزوّ‪ .‬وشذ العلل فى قول عبدِ‬ ‫عليه‪ ،‬فإِن كانت عي ُ‬ ‫يغوثَ الحارثىّ من الجاهليين‪:‬‬ ‫*وقد عَِل َمتْ عِرْسِى مُلَ ْيكَةُ أننى * أنَا اللّ ْيثُ َمعْدِيًا عََلىّ وعادِيا*‬ ‫ى وَدِِلىّ َوقِفىّ‪ ،‬ويقل فيه التصحيح؛ نحو أ ُبوّ‬ ‫صّ‬ ‫تاسعها‪ :‬أن تكون لم " ُفعُول" بضم الفاء جمعا‪ ،‬كعِ ِ‬ ‫جوّ‪ :‬جمع نَجو‪ ،‬وهو السحاب الذى هَراق ماءه‪ ،‬وأما المفرد فالكثر‬ ‫خوّ‪ :‬جمعى‪ :‬أب وأخ‪ ،‬ونُ ُ‬ ‫وأ ُ‬ ‫فيه التصحيح‪ ،‬كعُُلوّ وعُ ُتوّ‪ ،‬ويقلّ فيه العلل‪ ،‬نحو عَتَا الشيخ عِتِيّا‪ :‬إذا كَبر‪ ،‬وقسا قلبه قِسِيّا‪.‬‬ ‫عاشرها‪ :‬أن تكون عينًا "ل ُفعّل" بضم الفاء وتشديد العين‪ ،‬جمعًا صحيح اللم‪ ،‬غير مفصولة منها‪،‬‬ ‫كصُيّمَ وزُيّم‪ ،‬والكثر تصحيحه‪ ،‬كصُوّم و ُنوّم‪ .‬ويجب تصحيحه إن أعلت اللم‪ ،‬لئل يتوالى‬ ‫صوّام و ُنوّام‪ ،‬وشذ قول‬ ‫غوّى؛ جمعى شاوٍ وغاوٍ‪ ،‬أو فصلت من العين‪ ،‬نحو ُ‬ ‫شوّى و ُ‬ ‫إعللن‪ ،‬ك ُ‬ ‫ذى ال ّرمّة‪:‬‬ ‫*ألَ طَرقَتْنَا مَيّةُ ابْنَةُ مُنْذِر * فما أرّقَ النّيّا َم إل كَلمُها*‬ ‫(ب) قلب اللف والياء واوًا‬ ‫ضوَيْرِب‪.‬‬ ‫‪ -1‬وتقلب اللف واوًا‪ :‬إذا انضم ما قبلها كبُويِع وضُورِب و ُ‬ ‫‪ -2‬وتقلب الياء واوًا‪ :‬إن كانت الياء ساكنة مفردة مضمومًا ما قبلها فى غير جمع‪ ،‬كمُوقِنٍ‬ ‫ن وَيُوسِر‪ .‬فخرج بساكنة نحو‪ :‬هُيَام‪ ،‬وبمفردة نحو‪ :‬حُيّض جمع حائض‪ ،‬وبـ‬ ‫َومُوسِر‪ ،‬و َي ُوقِ ُ‬ ‫"مضمومًا ما قبلها"‪ :‬ما إذا كان مفتوحًا أو مكسورًا أو ساكنا‪ ،‬وبغير جمع‪ :‬ما إذا كانت فيه كبيض‬ ‫وهِيم‪ ،‬جمعى أبيض وبيضاء‪ ،‬وأهيم وهيماء‪ .‬ويجب فى هذه الحالة قلب الضمّة كسرة‪.‬‬ ‫ضوَ‪ ،‬أو كان‬ ‫وكذا تقلب الياء واوًا إذا انضم ما قبلها‪ ،‬وكانت لم " َف ُعلَ" بفتح فضم ك َن ُهوَ الرجل َو َق ُ‬ ‫ما هى فيه مختومًا بتاء بنيت الكلمة عليها‪ ،‬كأن َتصُوغ من الرمْى مثل مقْدُرة‪ ،‬فإنك تقول‪:‬‬ ‫مَ ْر ُموَة‪ .‬أو كانت هى لم اسم ختم بألف ونون مزيدتين‪ ،‬كأن تصوغ من الرْمى أيضًا مثل سَ ُبعَان‪،‬‬ ‫بفتح فضم‪ :‬اسم موضع‪ ،‬فإنك تقول‪َ :‬رمُوان‪.‬‬ ‫وكذا تقلب واوًا إن كانت لمًا "ل َفعْلَى‪ ،‬بفتح الفاء" اسمًا ل صفة‪ ،‬كَ َتقْوَى وَشَ ْروَى‪ ،‬وهوَ المثل‪،‬‬ ‫سعْيا‪ :‬لمكان‪ ،‬وَرَيّا‪ :‬للرائحة‪ ،‬وكذا إن كانت الياء عينًا "لفُعْلَى‪ ،‬بضم‬ ‫َوفَتْوى‪ .‬وشذّ التصحيح فى َ‬ ‫الفاء" اسمًا كطُوبى‪ ،‬أو صفة جارية مجرى السماء‪ ،‬وكانت مؤنث أفعل‪ ،‬كطُوبى وكُوسَى‬ ‫س وَأخيْرَ‪ ،‬فإن كانت " ُفعْلَى" صفة محضة‪ ،‬وجب تصحيح الياء‪،‬‬ ‫ب وَأكْيَ َ‬ ‫خوْرَى‪ ،‬مؤنثات‪ :‬أطْ َي َ‬ ‫وَ ُ‬ ‫سمَة ضِيزَى} أى جائزة‪ ،‬ومِشْيَة حِ ْيكَى؛ أى يتحرّك فيها‬ ‫وقلب الضمة كسرة‪ ،‬ولم يسمع منه إل {قِ ْ‬ ‫المَ ْنكِبان‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬إن كانت " ُفعْلَى" وصفا‪ :‬فإن سلمت الضمة قلبت الياء واوًا‪ ،‬وإن قلبت‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫كسرة بقيت الياء‪ ،‬فتقول‪ :‬الطّوبَى وَالطّيبَى‪ ،‬والضّوقَى والضّيقى‪ ،‬والكوسَى والكِيْسَى‪.‬‬ ‫(ج) قلب الواو والياء ألفًا‬ ‫تقلب الواو والياء ألفا بعشرة شروط‪:‬‬ ‫الول‪ :‬أن يتحركا‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬أن تكون الحركة أصلية‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬أن يكون ما قبلها مفتوحًا‪.‬‬ ‫الرابع‪ :‬أن تكون الفتحة متصلة فى كلمتيهما‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬أن يتحرك ما بعدهما إن كانتا عينين‪ ،‬وألّ يقع بعدهما ألف ول ياء مشددة إن كانتا‬ ‫لمين‪ ،‬فخرج بالول القول والبيع لسكونهما‪ ،‬وبالثانى جَيَل و َتوَم "بفتح أولهما وثانيهما" مخففى‬ ‫جَيْأل وتَوءَم "بفتح فسكون ففتح فيهما" الول اسم للضّبُع‪ ،‬والثانى للود يولد معه آخر‪ .‬وبالثالث‬ ‫سوَر‪" ،‬بالكسر فى الوّلَيْن والضم فى الثالث"‪ ،‬وبالرابع ضربَ واقَد‪ ،‬وكتبَ‬ ‫ال ِعوَض والحِيَل وال ّ‬ ‫خوَرْنَق‪ :‬اسم قصر بالعراق؛ لسكون ما بعدهما‪ ،‬وَ َرمَيَا وغَ َزوَا‬ ‫طوِيل و َ‬ ‫يَاسر‪ ،‬وبالخامس بَيَان و َ‬ ‫عصَران؛ لوجود اللف‪ ،‬وعََل ِوىّ وفَ َت ِوىّ؛ لوجود ياء النسب المشدّدة‪.‬‬ ‫َوفَتَيان و َ‬ ‫السادس‪" :‬ألّ تكونا عينًا ِل َف ِعلَ بكسر العين" الذى الوصف منه على أفعل‪ ،‬كهَيِف فهو أهْيَف‪ ،‬وعَوِر‬ ‫عوَر‪ .‬وأما إذا كان الوصف منه على غير أفعل‪ ،‬فإنه ُي َعلّ‪ ،‬كخاف وهاب‪.‬‬ ‫فهو أ ْ‬ ‫السابع‪ :‬ألّ تكونا عينًا لمصدر هذا الفعل‪ ،‬كالهَيف وهو ضُمور البطن‪ ،‬وال َعوَر‪ ،‬وهو فقد إحدى‬ ‫العينين‪.‬‬ ‫الثامن‪ :‬ألّ تكون الواو عينًا لفتعل الدال على التشارك فى الفعل‪ ،‬كاجْتَورُوا وَاشْ َتوَروا‪ ،‬بمعنى‬ ‫تجاوروا وتشاوروا‪ ،‬فإن لم يدل على التشارك وجب إعلله‪ ،‬كاخْتَان بمعنى خان‪ ،‬واختار بمعنى‬ ‫خار‪ .‬وأما الياء فل يشترط فيها عدم الدللة على ذلك‪ ،‬ولذلك أعِّلتْ فى استافوا‪ :‬بمعنى تسايفوا؛‬ ‫أى تضاربوا بالسيوف‪ ،‬لقربها من اللف فى المخرج‪.‬‬ ‫حتِ الولى‬ ‫صّ‬ ‫التاسع‪ :‬ألّ تكون إحداهما متلوّة بحرف يستحق هذا الِعلن‪ .‬فإن كانت كذلك َ‬ ‫وأعلّت الثانية‪ ،‬نحو الحَيَا والهوَى‪ ،‬وربما عكسوا بتصحيح الثانية وإعلل الولى‪ ،‬كآية أصلها أيَيَة‬ ‫كقَصَبة‪ ،‬تحركت الياء وانفتح ما قبلها‪ ،‬فقلبت ألفًا فصار آية‪ .‬وإلى ذلك أشار ابن مالك بقوله‪:‬‬ ‫عكْسٌ قد َيحِقّ*‬ ‫ل وَ َ‬ ‫حقّْ * صُحّح أوّ ٌ‬ ‫للُ اسْتُ ِ‬ ‫*وَإِنْ لَحَ ْرفَيْنِ ذا الع َ‬ ‫ل تكونا عينين لما آخره زيادة مختصة بالسماء‪ ،‬كاللف والنون‪ ،‬وألف التأنيث‪ ،‬نحو‬ ‫العاشر‪ :‬أ ّ‬ ‫صوَرَى اسم محل‪ ،‬والحَيَدَى‪ :‬وصف للحمار الحائد عن‬ ‫جوَلن والهَ َيمَان مصدرىْ جَالَ وهَامَ‪ ،‬وال ّ‬ ‫ال َ‬ ‫ظله‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫*وش ّذ العلل فى‪ :‬ماهان وداران‪ ،‬والصل‪َ :‬موَهان وَدَورَان‪ ،‬بفتحات فيهما‪.‬‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثالث ‪-‬‬ ‫فى أحكام تعم السم والفعل ) ضمن العنوان ( فصل‪ :‬فى فاء الفتعال وتائه )‬ ‫‪ -1‬إذا كانت فاء الفتعال واوًا أصلية‪ ،‬أبْدِلت تاء‪ ،‬وأدْغمت فى تاء الفتعال‪ ،‬وكذا ما َتصَرّف‬ ‫منه‪ ،‬نحو ا ّتعَد وَاتّصل واتّسَر‪ ،‬من الوعد والوصل واليُسر‪ ،‬وإن كانت الياء أو الواو بدلً من‬ ‫همزة‪ ،‬فل يجوز إبدالها تاء‪ ،‬وإدغامها فى تاء الفتعال‪ ،‬فى نحو إيتَزَر؛ لن الياء ليست أصلية‪،‬‬ ‫ونحو أوتمن من المن؛ لن الواو ليست أصلية‪ .‬وشذ فى "افتعل" من الكل ا ّت َكلَ‪.‬‬ ‫‪ -2‬وإذا كانت فاؤه صادًا‪ ،‬أو ضادًا‪ ،‬أو طاء‪ ،‬أو ظاء‪ ،‬وتسمى أحرف الطباق‪ ،‬وجب إبدال تائه‬ ‫طاء فى جميع التصاريف‪ ،‬فتقول فى "افتعل" من الصبر‪ :‬اصطبر‪ ،‬ول يجوز فى الفصيح الدغام‪،‬‬ ‫ومن الضرب‪ :‬اضطرب‪ ،‬بل إدغام أيضا‪ ،‬وجاء قليل اصّلح واضّرب‪ ،‬بقلب الثانى إلى الوّل‪ ،‬ثم‬ ‫طهّر‪ ،‬وفى هذه الحالة يجب الِدغام لجتماع المثلين‪،‬‬ ‫الدغام‪ ،‬وتقول من الطّهر "بالطاء المهملة"‪ :‬ا ّ‬ ‫وسكون أوّلهما‪ .‬ومن الظلم (بالمعجمة) اظْطُلم‪ ،‬بمعجمة ف ُمهْمَلة‪ .‬ويجوز لك فيه ثلثة أوجه‪:‬‬ ‫إظهار كل منهما على الصل‪ ،‬وإبدال الظاء معجمة طاء مهملة مع الدغام‪ ،‬فتقول‪ :‬اطّلم بالمهملة‪.‬‬ ‫وإبدال الطاء المهملة ظاء والدغام أيضًا‪ ،‬فتقول‪ :‬اظّلم‪ .‬وقد ُروِى قول زُهَيْر يمدح هَرِمَ بن‬ ‫سِنان‪:‬‬ ‫جوَادُ الّذِى ُي ْعطِيكَ نَائِلَهُ * ع ْفوًا‪ ،‬ويُظْلَمُ أحيَانًا فَ َيظّلِمُ*‬ ‫* ُهوَ ال َ‬ ‫ظطَلِم بالظهار‪.‬‬ ‫ظلِمُ بتشديد المعجمة‪ ،‬ويَ ْ‬ ‫فَيَطِّلمُ بتشديد المهملة‪ ،‬وَيَ ّ‬ ‫‪ -3‬وإذا كانت فاؤه دالً‪ ،‬أو ذالً أو زايًا‪ ،‬أبْدِلت تاؤه دالً مُهملة‪ ،‬فتقول فى "افْتَعلَ" من دان‪ :‬ادّان‬ ‫بالبدال والدغام‪ ،‬لوجود المثلين وسكون أوّلهما‪ ،‬ومن زَجَر ا ْزدَجَر‪ ،‬بل إدغام‪ ،‬ومن ذكر اذْدكَر‪.‬‬ ‫ولك فى هذا المثال ثلثة الوجه المتقدمة فى اظطلم‪ ،‬فتقول اذْدكَر وَادّكر وَاذّكر‪َ .‬وقُرِئ شاذا‬ ‫{فهل من مُ ّدكِر} بالذال المعجمة والدغام‪.‬‬ ‫صمُون‪.‬‬ ‫صمُون} أى َيخْ َت ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫وسمع إبدال تاء الفتعال صادًا مع الدغام‪ ،‬وعليه قراءة {و ُهمْ يَ ِ‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثالث ‪-‬‬ ‫فى أحكام تعم السم والفعل ) ضمن العنوان ( فصل‪ :‬فى إبدال الميم من الواو‪ ،‬والنون )‬ ‫‪ -1‬تُ ْبدَل الميم من الواو وجوبًا فى "فم"‪ ،‬إذا لم يضف إلى ظاهر أو مضمر؛ ودليل ذلك تكسيره‬ ‫على أفواه‪ ،‬والتكسير يَ ُردّ الشياء إلى أصولها‪ ،‬وربما َبقِىَ البدال مع الضافة‪ ،‬كقوله صلى ال‬ ‫ح المسك" وقول ُرؤْبة‪:‬‬ ‫عليه وسلم‪" :‬لَخُلُوف فم الصائمِ أطيب عندَ الِ من ري ِ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ن وفى البَحْرِ َفمُه*‬ ‫* ُيصْبحُ ظمآ َ‬ ‫‪ -2‬ومن النون‪ ،‬بشرط سكونها ووقوعها قبل باء من كلمتها أو من غيرها‪ ،‬نحو قوله تعالى‪{ :‬إذ‬ ‫شقَاهَا} وقوله‪{ :‬مَن بَعثَنَا مِنْ مَ ْر َقدِنَا}؟‪.‬‬ ‫انْ َب َعثَ أ ْ‬ ‫وأبدلت الميم من النون شذوذًا فى قول ُرؤْبة‪:‬‬ ‫ضبِ البَنَامِ*‬ ‫*يا هَالَ ذات المنطِقِ ال ّتمْتَا ِم * وكفك المخ ّ‬ ‫أصله البنان‪.‬‬ ‫سوَدُ قَاتِنٌ‪ :‬أى قاتم‪ ،‬بإبدال الميم نونا‪.‬‬ ‫وجاء العكس كقولهم‪ :‬أ ْ‬ ‫العلل بالنقل‬ ‫ل ويَبيع‪،‬‬ ‫تُ ْنقَلُ حركة المعتل إلى الساكن الصحيح قبله‪ ،‬مع بقاء المعتل إن جانس الحركة‪ ،‬كيقُو ُ‬ ‫أصلها َيقْوُل كَيَ ْنصُر‪ ،‬ويَبْيِع كيضْرِب‪ ،‬وإل قَِلبَ حرفا يجانسها‪ ،‬كيَخاف ويُخيف‪ ،‬أصلهما َيخْوف‬ ‫خوِف ك ُيكْرم‪.‬‬ ‫كيعْلم‪ ،‬ويُ ْ‬ ‫عوّق‪ ،‬وبَيّنَ‪ ،‬بالتشديد فيهما‪ ،‬كما يمتنع أيضًا إن كان‬ ‫ويمتنع النقل إن كان الساكن معتلً‪ ،‬كبايع‪ ،‬وَ َ‬ ‫حوَى‬ ‫سوَدّ‪ ،‬أو معتل اللم نحو‪ :‬أ ْ‬ ‫فعلَ تعجب‪ ،‬نحو ما أبيَنَه وأقوَمه‪ ،‬أو كان مضعّفًا‪ ،‬نحو‪ :‬ابْ َيضّ وا ْ‬ ‫وأهوى‪.‬‬ ‫وينحصر العلل بالنقل فى أربعة مواضع‪:‬‬ ‫الول‪ :‬الفعل المعتل عينًا كما مُثّل‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬السم المشبه للفعل المضارع وزنًا فقط‪ ،‬بشرط أن يكون فيه زيادة يمتاز بها عن الفعل‪،‬‬ ‫كالميم فى َمفْعَل‪ ،‬أو زيادة ل يمتاز بها‪ ،‬فالول كمَقام ومَعاش‪ ،‬أصلهما‪َ :‬مقْوَم َو َمعْيَش على زنة‬ ‫ن َومَرْيَم فشاذّان‪ ،‬والقياس‪ :‬مَدَان َومَرَام‪ .‬وعند المبرد ل شذوذ؛‬ ‫مَذْهب‪ ،‬فنقلوا وقلبوا‪ .‬وأما مَدْيَ َ‬ ‫لبه يَشْترط فى َم ْفعَل أن يكون من السماء المتصلة بالفعال‪ .‬والثانى‪ :‬كأن تَبْنى من البيع أو‬ ‫القول اسمًا على زنة "تِحِْلئِ"‪ ،‬بكسرتين بينهما ساكن‪ ،‬وآخره همزة‪ :‬اسم للقشر الذى على الديم‪،‬‬ ‫مما يلى منبِت الشعر‪ ،‬فإنك تقول‪ :‬تِبيِع وتِقِيل‪ ،‬بكسرتين متواليتين‪ ،‬بعدهما ياء فيهما‪ ،‬فإن أشبهه‬ ‫فى الوزن والزيادة نحو أبيض وأسود‪ ،‬خالفه فيهما نحو مِخْيَط‪ ،‬وجب التصحيح‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬المصدر الموازن للفعال والستفعال‪ ،‬نحو إقوام واستقوام‪ .‬ويجب حذف إحدى اللفين بعد‬ ‫القلب؛ للتقاء الساكنين‪ ،‬وهل المحذوف الولى أو الثانية؟ خِلف‪ ،‬والصحيح أنها الثانية‪ ،‬لقربها‬ ‫حذَف كأجاب إجابًا‪ ،‬وخصوصًا‬ ‫من الخِر‪ ،‬ويؤتى بالتاء عوضًا عنها‪ ،‬فيقال‪ :‬إقامة‪ ،‬استقامة‪ ،‬وقد تُ ْ‬ ‫سمِع‪ .‬وورد تصحيح إفعال واستفعال‬ ‫عند الضافة‪ ،‬نحو‪{ :‬وإقامِ الصّلة}‪ ،‬ويقتصر فيه على ما ُ‬ ‫وفروعهما‪ ،‬نحو أعوَل إعوال‪ ،‬واستحوذ اس ِتحْواذا‪ ،‬وهو إذن سماعىّ أيضًا‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫الرابع‪ :‬صيغة "م ْفعُول" كمقُول ومَبِيع‪ ،‬بحذف أحد المدّين فيهما‪ ،‬مع قلب الضمة كسرة فى الثانى‪،‬‬ ‫لئل تنقلب الياء واوًا‪ ،‬فيلتبس الواوى باليائىّ وبنو تميم تصحح اليائىّ‪ ،‬فيقولون مَبْيوع ومَدْيون‬ ‫ومَخْيُوط‪ ،‬وعليه قول العبّاس ابن مِرْداس السَُل ِمىّ‪:‬‬ ‫*قد كان َق ْو ُمكَ يَحْسِبُو َنكَ سَيّدًا * وَِإخَالُ أنّك سَيّدٌ َمغْيُونُ*‬ ‫وعلى ذلك لغة عامة المصريين‪ ،‬فى قولهم‪ :‬فلن مَدْيُون لفلن‪.‬‬ ‫سمِع‪ :‬ثوب َمصْوُون‪ ،‬وفرس َم ْقوُود‪ ،‬وقول‬ ‫صحّح بعض العرب شيئًا من ذوات الواو‪ ،‬فقد ُ‬ ‫وربما َ‬ ‫َمقْوُول‪ ،‬ورمِسْك مَ ْدوُوف؛ أى مبلول‪.‬‬ ‫العلل بالحذف‬ ‫الحذف قسمان‪ :‬قياسىّ‪ :‬وهو ما كان لعلة تصريفية سوى التخفيف؛ كالستثقال والتقاء الساكنين‪.‬‬ ‫غيرُ قياسىّ‪ :‬وهو ما ليس لها‪ ،‬ويقال له الحذف اعتباطًا‪.‬‬ ‫فالقياسىّ يدخل فى ثلث مسائل‪:‬‬ ‫الولى‪ :‬تتعلق بالحرف الزائد فى الفعل‪.‬‬ ‫والثانية‪ :‬تتعلق بفاء الفعل المثال ومصدره‪.‬‬ ‫والثالثة‪ :‬تتعلق بعين الفعل الثلثى‪ ،‬الذى عينه ولمه من جنس واحد‪ ،‬عند إسناده لضمير الرفع‬ ‫المتحرك‪.‬‬ ‫المسألة الولى‪ :‬إذا كان الماضى على وزن "أ ْفعَلَ" فإِنه يجب حذف الهمزة من مضارعه‬ ‫حمِل غيره عليه‪ ،‬نحو‬ ‫صفَيْه‪ ،‬ما لم تُبدل‪ ،‬كراهة اجتماع الهمزتين فى المبدوء بهمزة المتكلم‪ ،‬و ُ‬ ‫وو ْ‬ ‫أكرَ َم و ُيكْرِم و ُنكْرِم و ُتكْرِم و ُمكْرِم و ُمكْرَم؛ وش ّذ قولُه‪:‬‬ ‫ل لِنْ يُؤكْ َرمَا*‬ ‫*"فإنّهُ أ ْه ٌ‬ ‫فلو أبْدلت همزة "أ ْف َعلَ" هاءً‪ ،‬كَهرَاقَ فى أراق‪ ،‬أو عينًا كعَ ْن َهلَ البلَ‪ :‬لغة فى أ ْنهََلهَا‪ ،‬أى سقاها‬ ‫َنهَل‪ ،‬لم تحذف‪ ،‬وتفتح الهاء والعين فى جميعِ تصاريفهما‪.‬‬ ‫وأما المسألةُ الثانية‪ :‬فقد تقدمت فى حكم المثال‪ ،‬فارجع إليها إن شئت‪.‬‬ ‫والمسألة الثالثة‪ :‬متى كان الفعل الماضى ثلثيًا مكسور العين‪ ،‬وكانت هى ولمه من جنس واحد‪،‬‬ ‫جاز لك فيه عند إسناده للضمير المتحرّك ثلثة أوجه؛ التمام‪ ،‬وحذف العين منقولة حركتها للفاء‪،‬‬ ‫ظ ْلتُ بحذف اللم الولى‪ ،‬ونقل حركتها لما قبلها‪ ،‬وظَلْت‪،‬‬ ‫وغير منقولة‪ ،‬كظَِللْت بالتمام‪ ،‬و ِ‬ ‫ستُ‪،‬‬ ‫ستُ فى أحْسَ ْ‬ ‫حْ‬ ‫محذوف اللم بدون نقل‪ ،‬فإن زاد على ثلثة تعين التمام‪ ،‬نحو أقررت‪ ،‬وشذّ أ َ‬ ‫كما يتعين التمام لو كان ثلثيًا مفتوح العين‪ ،‬نحو حَلَ ْلتُ‪ ،‬وشذ‪َ :‬ه ْمتُ فى َه َم ْمتُ‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫وأما إن كان الفعل المكسور العين مضارعًا أو أمرًا اتصل بنون نسوة‪ .‬فيجوز فيه الوجان الوّلن‬ ‫ن َوقِرْنَ‪ ،‬لنه لما اجتمع مثلن وأوّلهما مكسور‪ ،‬حسُن الحذف‬ ‫ن وَيَقِرْنَ‪ ،‬واقْرِرْ َ‬ ‫فقط‪ ،‬نحو َيقْرِرْ َ‬ ‫كالماضى‪ ،‬قال تعالى‪َ { :‬وقِرْنَ في بُيُو ِتكُنّ} فإِن كان أولُ المثلين مفتوحًا كما فى لغة قرِرت أقَرّ‬ ‫بالكسر فى الماضى‪ ،‬والفتح فى المضارع‪ ،‬قلّ النقل‪ ،‬كقراءة نافع وعاصم { َوقَرْنَ في بُيُو ِتكُنّ}‪.‬‬ ‫وأما القسم الثانى من القياسىّ‪ ،‬وهو الحذف للتقاء الساكنين‪ ،‬فسيأتى له باب مستقل إن شاء ال‪.‬‬ ‫ى وَ َد َمىٌ‪ ،‬والواو من نحو اسم وابن‬ ‫وأما غير القياسىّ فكحذف الياء من نحو ي ٍد ودمٍ‪ ،‬أصلهما يَ َد ٌ‬ ‫سطَاع‪ ،‬أصله‬ ‫ش َفوٌ‪ ،‬والهاء من نحو است‪ ،‬أصله سَتَةٌ‪ ،‬والتاء من نحو ا ْ‬ ‫س ْموٌ وَبَ َنوٌ و َ‬ ‫شفَة‪ ،‬أصلها‪ِ :‬‬ ‫وَ‬ ‫استطاع فى أحد وجهين‪.‬‬ ‫الدغام‬ ‫بسكون الدال وشدّها‪ .‬والولى عبارة الكُوفيين‪ ،‬والثانية عبارة البصريين‪ ،‬وبها عَبّر سيبويه‪ .‬وهو‬ ‫لغةً‪ :‬الدخال‪.‬‬ ‫واصطلحًا‪ :‬التيان بحرفين ساكن فمتحّرك‪ ،‬من مَخْرج واحد بل فصل بينهما‪ ،‬بحيث يرتفع‬ ‫اللسان وينحطّ بهما دفعة واحدة‪ ،‬وهو باب واسع؛ لدخوله فى جميع الحروف‪ ،‬ما عدا اللف اللينة‪،‬‬ ‫ولوقوعه فى المتماثلين والمتقاربين‪ ،‬فى كلمة وفى كلمتين‪.‬‬ ‫وينقسم إلى ممتنع‪ ،‬وواجب‪ ،‬وجائز‪.‬‬ ‫عكِس وكان الول هاء‬ ‫‪ -1‬فمن الممتنع ما إذا تحرك أولُ المثلين وسكن الثانى‪ ،‬نحو ظَلِلْت‪ ،‬أو ُ‬ ‫سكت‪ ،‬نحو {مَالِ َيهْ * هََلكَ عَنّي سُ ْلطَانِيَهْ}؛ لن الوقف مَ ْن ِوىّ‪ ،‬وقد أدغمها ورْش على ضعف‪ ،‬أو‬ ‫كان مَدّة فى الخر‪ ،‬كيدعو واقد‪ ،‬و ُيعْطى ياسر‪ ،‬لفوات الغرض المقصود وهو المد‪ ،‬أو كان همزة‬ ‫مفصولة من فاء الكلمة‪ ،‬كلم يقْرَأ أحد‪ .‬والحقّ أن الدغام هنا ردئ‪ ،‬أو تحركا وفات الدغام‬ ‫غرض اللحاق‪ ،‬كقَرْ َد ٍد وَجَلْ َببَ‪ ،‬أو خِ ْيفَ اللبس بزنة أخرى‪ ،‬نحو دُرَر كما سيأتى‪:‬‬ ‫سكَن أولُ المثلين وتحرَك الثانى‪ ،‬ولم يكن الول مدّا ول همزة مفصولة من الفاء‬ ‫‪ -2‬ويجب إذا َ‬ ‫ظ وَسآل ورَآس‪ ،‬بزنة َفعّال‪ ،‬وكذا إذا تحركا معًا بأحد عشر شرطًا‪.‬‬ ‫كما تقدم‪ ،‬نحو جدّ وح ّ‬ ‫حبّ‪ ،‬أصلها َمدَ َد بالفتح‪ ،‬ومَِللَ بالكسر‪ ،‬وحَبُب بالضم‪ ،‬وأما‬ ‫أحدها‪ :‬أن يكونا فى كلمة كم ّد و َملّ و َ‬ ‫إذا كانا فى كلمتين‪ ،‬فيكون الدغام جائزا‪ ،‬نحو‪{ :‬جعل لَكم}‪.‬‬ ‫ثانيها‪ :‬أل يتصدّر أحدهما ك َددَن وهو اللهو‪.‬‬ ‫جسّسٍ جمع جاسّ‪.‬‬ ‫ثالثها‪ :‬أل يتّصل بمدغم كَ ُ‬ ‫رابعها‪ :‬ألّ يكونا فى وزن مُلْحَق بغيره كقَردَد‪ :‬لجبل‪ ،‬فإنه ملحق بجعفر‪ ،‬وجَلْ َببَ فإنه ملحق‬ ‫بدحرجَ‪ ،‬واقعنسَسَ فإنه ملحق باحرنجم‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫خامسها وسادسها وسابعها وثامنها‪ :‬ألّ يكونا فى اسم على وزن " َف َعلٍ" بفتحتين كطَلَل‪ :‬وهى ما‬ ‫بقى من آثار الديار‪ ،‬أو " ُف ُعلٍ" بضمتين كذُلُل جمع ذَلول‪ :‬ضد الصعْب‪ ،‬أو " ِفعَلٍ" بكسر ففتح كَِلمَم‬ ‫جمع ِلمّة‪ :‬وهى الشعر المجاوز شحمة الذن‪ ،‬أو " ُفعَل" بضم ففتح كدُرَر جمع دُرة‪ :‬وهى اللؤلؤة‪.‬‬ ‫فإن تصدر أو اتصل بمدغم‪ ،‬أو كان الوزن ملحقًا‪ ،‬أو كان فى اسم على زنة‪َ :‬فعَل‪ ،‬أو ِفعَل‪ ،‬أو‬ ‫ُفعُل‪ ،‬أو ُفعَل‪ ،‬امتنع الدغام‪.‬‬ ‫خصُص أبِى واك ْففِ الشر‪.‬‬ ‫الشرط التاسع‪ :‬أل تكون حركة إحداهما عارِضة‪ ،‬كا ْ‬ ‫ى وَعَ ِيىَ‪.‬‬ ‫ل يكونا ياءين لَزَما تحريك ثانيهما‪ ،‬كح ِي َ‬ ‫العاشر‪ :‬أ ّ‬ ‫الحادى عشر‪ :‬ألّ يكونا تاءين فى "افتعل" كاستتر‪ ،‬واقتتل‪.‬‬ ‫‪ -3‬وفى الصور الثلث الخيرة يجوز الدغام والفك‪.‬‬ ‫كما يجوز أيضًا فى ثلثٍ أخَر‪:‬‬ ‫إحداها‪ :‬أولَى التاءين الزائدتين فى أول المضارع‪ ،‬نحو تَ َتجَلّى وتتعلم‪ .‬وإذا أدغمتَ جئت بهمزة‬ ‫وصل فى الول‪ ،‬للتمكن من النطق‪ ،‬خلفًا لبن هشام فى توضيحه‪ ،‬حيثُ رَدّ على ابن مالك وابنه‬ ‫حجّة فى اللغة العربية‪ ،‬تقول فى إدغام نحو‬ ‫بعدم وجود همزة وصل فى أول المضارع ولكنهما ُ‬ ‫اسْتَتر واقتتل‪ :‬سَتّر وقَتّل ويُسَتّر سِتّارا‪ ،‬بنقل حركة التاء الولى للفاء‪ ،‬وإسقاط همزة الوصل‪ ،‬وهو‬ ‫خماسىّ‪ ،‬بخلف نحو سَتّر بالتضعيف كفعّل‪ ،‬فمصدره التفعيل‪ ،‬وتقول فى نحو تَ َتجَلّى‪ ،‬وتَ َتعَلم‪:‬‬ ‫اتّجَلى‪ ،‬وَا ّتعَلّم‪.‬‬ ‫وإذا أرادت التخفيف فى البتداء‪ ،‬ح َذ ْفتَ إحدى التاءين وهى الثانية‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬نَارا تََلظّى}‪،‬‬ ‫{وَلقَدْ كُنْتُم َتمَ ّنوْنَ ال َم ْوتَ}‪.‬‬ ‫ح َذفُ النون الثانية من المضارع أيضًا‪ ،‬وعليه قراءة عاصم {وكَذاِلكَ ُنجّى ال ُمؤْمِنِين} أصله‬ ‫وقد تُ ْ‬ ‫نُنَجّى بفتح الثانى‪.‬‬ ‫ثانيتها وثالثتها‪ :‬الفعل المضارع المجزوم بالسكون‪ ،‬والمر المبنىّ عليه‪ ،‬نحو {مَنْ يَرْ َتدِد مِنكُمْ عَنْ‬ ‫ضضْ‬ ‫غ ُ‬ ‫دِينِه} ُيقْرَأ بالفك‪ ،‬وهو لغة الحجازيين‪ ،‬والدغام‪ ،‬وهو لغة التيميين‪ ،‬ونحو قوله تعالى‪{ :‬وَا ْ‬ ‫مِن صَوتِكَ}‪ ،‬وقول جَرير يهجو الراعىَ النّميرىّ الشاعر‪:‬‬ ‫* َف ُغضّ الط ْرفَ إنكَ مِنْ ُنمَيْرٍ * فَلَ َكعْبًا بَل ْغتَ وَل كِلَبَا*‬ ‫وقد تقدّم ذلك فى حكم المضعّف‪ .‬والتزموا فك "أ ْفعَل" فى التعجب‪ ،‬نحو أحْ ِببْ بزيد‪ ،‬وَأشْ ِددْ بِبَيَاضِ‬ ‫وَجه المُتقِين‪ ،‬وَإدغامَ هلُمّ لثقلها بالتركيب‪ ،‬ولذا التزموا فى آخرها الفتحَ‪ ،‬ولم يجيزوا فيها ما‬ ‫أجازوه فى نحو رُدّ وَشُدّ‪ ،‬من الضم للتباع‪ ،‬والكسر على أصل التخلص من التقاء الساكنين‪ ،‬فهما‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫مُستثنيان من فعل المر‪ ،‬واستثناؤهما منه فى الول بحسب الصورة؛ لنه فى الحقيقة ماض‪ ،‬وفى‬ ‫الثانى على لغة تميم؛ لنه عندهم فعلُ أمْرٍ غي ُر متصرّف تلحقه الضمائر‪ ،‬بخلف الحجازيين‪ ،‬فإنه‬ ‫شهَدَا َءكُم}‪.‬‬ ‫عندهم اسمُ ِف ْعلِ أمر ل يلحقه شئ‪ ،‬وبلغتهم جاء التنزيل‪ .‬قال تعالى‪{ :‬هَلُمّ إلَيْنَا}‪{ ،‬هَلُمّ ُ‬ ‫تنبيه‬ ‫غمَ حرف مدّ‪ ،‬وجب تحريكه بما يناسبه‪ ،‬نحو َردّوا وَرُدّى وَرُدّا؛ وإذا وليه هاء غائبة‬ ‫إذا وِلىَ المد َ‬ ‫ف وَلِيَتْه‪ ،‬ويجب الضم إذا وليه هاء غائب‪ ،‬خلفًا لثعلب‪ .‬وأما‬ ‫وجب فتحه‪ ،‬لخفاء الهاء‪ ،‬فكأن الل َ‬ ‫إذا وليه ساكن أو لم يله شئ فيثلث آخره فى المضارع المجزوم والمر‪ ،‬إذا كان مضمو َمىْ الفاء‪،‬‬ ‫ض َوفَرّ‪ ،‬ففيه‬ ‫ع ّ‬ ‫نحو رُدّ القوم‪ .‬ولم َي ُغضّ الطّرف‪ .‬فإذا كانا مفتوحى الفاء أو مكسوريها نحو َ‬ ‫وجهان فقط‪ :‬الفتح والكسر‪ ،‬على خلف فى بعض ذلك بين البصريين والكوُفيين‪.‬‬ ‫وإذا اتصل المدغَم بضمير رفع متحرّك وجب فك الدغام‪ ،‬نحو { َنحْنُ خََلقْناهُم وَشَ َددْنَا أسْ َرهُمْ}‪.‬‬ ‫وقد ُي َفكّ شذوذا فى غير ذلك‪ ،‬نحو أِللَ السّقاء؛ أى تغيّرت رائحته‪ ،‬وفى الضرورة‪ ،‬نحو قول أبى‬ ‫جِلىّ‪:‬‬ ‫النجم العِ ْ‬ ‫*"الحمدُ لِلّهِ ا ْلعَلىّ الجَْللِ*‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( الباب الثالث ‪-‬‬ ‫فى أحكام تعم السم والفعل ) ضمن العنوان ( فصل‪ :‬فى إدغام المتقاربين )‬ ‫ن التقاربَ ينقسم إلى تقارب فى المَخْرج‪ ،‬وتقارب فى الصفة‪ ،‬لزم أن نُبين أ ّولً مَخارج‬ ‫‪ -1‬حيث إ ّ‬ ‫عشَرَ تقريبًا‪:‬‬ ‫الحروف وصفاتها‪ ،‬ليكون الطالب على بصيرة‪ ،‬فنقول‪ :‬مخارج الحروف أربعة َ‬ ‫‪ -1‬أقصى الحلق‪ :‬لللف‪ ،‬والهمزة‪ ،‬والهاء‪.‬‬ ‫سطُه‪ :‬للحاء‪ ،‬والعين المهملتين‪.‬‬ ‫‪ -2‬وو َ‬ ‫‪ -3‬وأدناه‪ :‬للخاء والغين المعجمتين‪.‬‬ ‫‪ -4‬وأقصى اللسان مع ما فوقه من الحنك‪ :‬للقاف والكاف‪.‬‬ ‫‪ -5‬ووسطه مع ما فوقه من الحَنَك‪ :‬للجيم والشين‪.‬‬ ‫‪ -6‬وإحدى حافتيه مع ما يليه من الضراس‪ :‬للضاد‪.‬‬ ‫‪ -7‬وما دون طرَفه إلى منتهاه مع ما فوقه من الحَنَك‪ :‬للم‪ ،‬فمَخرَج اللم قريب من الضاد‪ ،‬وهى‬ ‫أوسع الحروف مخرجًا‪.‬‬ ‫‪ -8‬وللراء من اللسان وما فوقه ما يليهما‪ ،‬فهى أخرج من اللم‪.‬‬ ‫‪ -9‬وللنّون ما يليه من الخَ ْيشُوم‪ ،‬وهو أقصى النف‪.‬‬ ‫‪ -10‬وللطاء والدال المهملتين والتاء المثناة طرفُه‪ ،‬مع أصول الثنايا العليا‪ ،‬وهى السنان المتقدمة‪،‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ثِنْتان من أعلى‪ ،‬وثنتان من أسفل‪.‬‬ ‫‪ -11‬وطرفه مع الثنايا للصاد‪ ،‬والزاى‪ ،‬والسين‪.‬‬ ‫‪ -12‬وطرفه مع طرف الثنايا‪ :‬للظاء‪ ،‬والذال‪ ،‬والثاء المثلثة‪.‬‬ ‫سفْلى مع طرف الثنايا العليا‪ :‬للفاء‪.‬‬ ‫‪ -13‬وباطن الشفة ال ّ‬ ‫‪ -14‬وما بين الشفتين‪ :‬للباء‪ ،‬والميم‪ ،‬والواو‪.‬‬ ‫جهْر‪ ،‬و َهمْس‪ ،‬ورَخاوة‪ ،‬وشدة‪ ،‬وتوسّط بينهما‪ ،‬وإطباق‪ ،‬وانفتاح‪ ،‬واستعلء‪ ،‬واستِفال‪،‬‬ ‫وصفاتها‪َ :‬‬ ‫وذَلقة‪ ،‬وإصمات‪ ،‬وصَفِيِر‪ ،‬ولين‪.‬‬ ‫‪ -1‬فالمجهور‪ :‬ما ينحصر جَرْى ال ّنفَس مع تحركه لقوّته‪ ،‬وقوّة العتماد عليه فى مَخْرجه‪ ،‬فل‬ ‫يخرج إل بصوت َق ِوىّ‪ ،‬يمنع ال ّنفَس من الجرى معه‪.‬‬ ‫‪ -2‬والمهموس‪ :‬بخلفه‪ ،‬وحروفه مجموعة فى قوله‪" :‬فَحَثّهُ شخصٌ س َكتَ"‪ .‬وما عداها فهو‬ ‫المجهور‪.‬‬ ‫‪ -3‬والشديد‪ :‬ما ينحصر جَرْى الصوت عند إسكانه‪ .‬وأحرفه‪" :‬أج ُدكَ َقطّ ْبتَ"‪.‬‬ ‫جدْ"‪.‬‬ ‫طبُ ُ‬ ‫ومن هذه الحرف خمسة تسمى أحرف القَلْقَلة‪ ،‬إذا كانت ساكنة‪ ،‬وهى‪" :‬قُ ْ‬ ‫‪ -4‬والرّخو‪ :‬ضدّه‪ .‬الذى بينهما ما ل يتمّ له النحصار ول الجرى‪ ،‬وأحرفه‪" :‬لم يروِعنا"‪.‬‬ ‫‪ -5‬والمطبَق‪ :‬ما ينطبق معه اللسان على الحنك‪ ،‬فينحصر الصوت بين اللسان وما يحاذيه من‬ ‫الحَنَك‪ .‬وأحرفه‪ :‬الصاد‪ ،‬والضاد‪ ،‬والطاء‪ ،‬والظاء‪.‬‬ ‫‪ -6‬والمنفتح‪ :‬بخلفه‪.‬‬ ‫‪ -7‬والمستعلِى‪ :‬ما يرتفع به اللسان إلى الحَنَك‪ .‬وأحرفه أحرف الطباق‪ ،‬والخاء والغين‬ ‫المعجمتان‪ ،‬والقاف‪.‬‬ ‫‪ -8‬والمُسْ َت ِفلُ‪ :‬ما عداها‪.‬‬ ‫‪ -9‬والذّلقة‪ :‬الفصاحة والخِفة فى الكلم‪ .‬وحروفها‪" :‬مُرْ بِنَفل"‪ .‬ولخفة أحرفها ل يخلو رُباعىّ أو‬ ‫ى لثقلهما من أحدها إل نادرا‪ ،‬كالعسجد‪ ،‬وهو الذهب‪ ،‬والزّهْزَقة‪ ،‬بزايين مفتوحتين‪ ،‬بينهما‬ ‫خُماس ّ‬ ‫هاء ساكنة‪ ،‬وهى شدة الضّحِك‪.‬‬ ‫صمَتة‪ :‬ما عداها‪.‬‬ ‫‪ -10‬وال ُم ْ‬ ‫صفِير‪ :‬الزاى‪ ،‬والسين‪ ،‬والصاد‪.‬‬ ‫‪ -11‬وأحرف ال ّ‬ ‫‪ -12‬وأحرف اللين‪ :‬اللف‪ ،‬والواو‪ ،‬والياء‪.‬‬ ‫والقياس فى إدغام ما يدغم من تلك الحروف‪ :‬قَلْب الول إلى الثانى‪ ،‬ل العكس‪ ،‬إل إذا دعا الحال‬ ‫لذلك‪ ،‬نحو ا ّدكَ َر وَا ّذكَر‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫‪ -2‬ولدغام الحروف المتقاربة فى بعضها ثلثة أحكام‪ :‬الوُجوب‪ ،‬والمتناع‪ ،‬والجواز‪.‬‬ ‫فالوجوب فى لم التعريف مع أحد الحروف الشمسية‪ ،‬وهى‪ :‬التاء‪ ،‬والثاء‪ ،‬والدال‪ ،‬إلى الظاء‪،‬‬ ‫واللم‪ ،‬والنون‪.‬‬ ‫وفى اللم الساكنة غيرَها مع الراء‪ ،‬نحو {بَل ّر َف َعهُ الُ}‪.‬‬ ‫وفى النون الساكنة مع ستة‪ :‬أربعة فيها بِغنّة‪ ،‬وهى أحرف "ينمو"‪ ،‬واثنان بل غُنّة‪ ،‬وهما اللم‬ ‫والراء‪ .‬وتقلب ميما الباء كما تقدّم‪ ،‬وتظهر مع حروف الحلق‪ ،‬وتختفى مع الباقى‪ ،‬فلها خمس‬ ‫حالت‪:‬‬ ‫شفَر" فيما يقاربها؛ لن استطالة الضاد‪ ،‬ولين الياء والواو‪،‬‬ ‫والمتناع فى إدغام أحرف "ضَ ِوىَ مِ ْ‬ ‫وغُنّة الميم‪ ،‬و َتفَشّى الشين والفاء‪ ،‬وتكرار الراء‪ ،‬تزول مع الدغام‪ ،‬وإدغام نحو سيّد و َمهْ ِدىّ ل‬ ‫يَرِد؛ لن العلل جعلهما مثلين‪.‬‬ ‫والجواز فيما عدا ذلك‪ ،‬نحو إدغام النون المتحركة فى حرف من حروف "يرملون"‪ .‬ونحو التاء‬ ‫والثاء والدال والذال والطاء والظاء بعضها فى بعض‪ ،‬أو فى الزاى والسين والصاد‪ ،‬كأن تقول‪:‬‬ ‫سكَت ثّابِت أو دارم أو ذاكر أو طالب أو ظافر أو زيد أو سالم أو صابر‪ ،‬أو تقول‪ :‬لبث تّاجر أو‬ ‫دارم‪ ...‬إلخ‪ ،‬أو تقول‪ :‬حقد تاجر أو دارم‪.‬‬ ‫التقاء الساكنين‬ ‫‪ -1‬إذا التقى ساكنان فى كلمة أو كلمتين‪ ،‬وجب التخلص منهما‪ :‬إما بحذف أولهما‪ ،‬أو تحريكه‪ ،‬ما‬ ‫لم يكن على حَدّه‪ ،‬كما سيأتى‪:‬‬ ‫فيجب إن كانا فى كلمة حذف الوّل لفظًا وخطّا إذا كان مدة‪ ،‬سواء كان الثانى جزءًا من الكلمة أو‬ ‫ن ول َتغْزُنّ يا رجال‪ .‬وأنتِ‬ ‫كالجزء منها‪ ،‬نحو ُقلْ وبِع وَخف‪ ،‬ونحو‪ :‬أنتم تغزُون وتقضُون‪ ،‬ولَتَ ْرمُ ّ‬ ‫ن وَلَتَغزِن يا هند‪ ،‬ويُحذف لفظًا ل خطّا إن كانا فى كلمتين؛ وكان الوّل‬ ‫ترمِين وتغْزِينَ‪ ،‬ولتَ ْرمِ ّ‬ ‫مدة أيضًا‪ ،‬نحو يغزو الجيش‪ ،‬ويرمى الرجل‪ ،‬و "ر ْكعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدّنْيَا َومَا فِيهَا"‪ ،‬و {أطِيعُوا‬ ‫اللّه وَأطِيعُوا الرّسُولَ وَأولِي المْرِ مِ ْنكُمْ}‪.‬‬ ‫ويجب تحريكه إن لم يكن مدة إل فى موضعين‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬نون التوكيد الخفيفة‪ ،‬فإنها تُحذف إذا وليها ساكن كما تقدم‪.‬‬ ‫ن مضافٍ إلى علَم‪ ،‬نحو‪ :‬محمدُ بن عبد ال والتحريك إمّا‬ ‫ثانيهما‪ :‬تنوين العلَم الموصوفِ باب ٍ‬ ‫بالكسر على أصل التخلص من التقاء الساكنين‪ ،‬وهو الكثر‪ ،‬وإما بالضم وجوبًا عند بعضهم فى‬ ‫موضعين‪:‬‬ ‫ضعّف المتصل به هاء الغائب‪ ،‬ومضارعُه المجزوم‪ ،‬نحو رُ ّدهُ ولم يَ ُردّه‪،‬‬ ‫الول‪ :‬أمر الم َ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫والكوفيون يجيزون فيه الفتح والكسر أيضًا‪ ،‬كما تقدم فى الدغام‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬ميم جماعة الذكور المتصلة بالضمير المضموم‪ ،‬نحو {كُ ِتبَ عَلَ ْي ُكمُ الصّيَامُ} و {َلهُمُ الْبُشْرَى}‬ ‫ضلَ‬ ‫سوُا ا ْلفَ ْ‬ ‫شوُا ال‪{ ،‬وَل تَ ْن َ‬ ‫خَ‬ ‫ويترجح الضم على الكسر فى واو الجماعة المفتوح ما قبلها‪ ،‬نحو‪ :‬ا ْ‬ ‫بَيْ َنكُم} لخفة الضمة على الواو‪ ،‬بخلف الكسرة‪.‬‬ ‫ويجوز الضم والكسر على السواء‪ :‬فى ميم الجماعة المتصلة بالضمير المكسور‪ ،‬نحو ِب ِهمُ اليوم‪،‬‬ ‫وفيما ضمّ التالى لثانيهما أصلىّ‪ ،‬وإن كسر للمناسبة‪ ،‬نحو‪ :‬قالتُ اخْرُج‪ ،‬وقالتُ اغزِى‪ ،‬و{أنُ‬ ‫سكُم أوُِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَا ِركُم}‪.‬‬ ‫اقْتُلُو?اْ أ ْنفُ َ‬ ‫وأما الفتحُ وجوبًا‪ :‬وذلك فى تاء التأنيث إذا وليها ألف الثنين‪ ،‬نحو قالتا‪ ،‬وفى نون مِن الجارة إذا‬ ‫ن ال‪ ،‬ومِنَ الكتاب‪ ،‬بخلفها مع غير أل‪ ،‬فالكسر أكثر‪ ،‬نحو مِنَ‬ ‫دخلت على ما فيه أل‪ ،‬نحو مِ َ‬ ‫ابْنِك‪ ،‬وفى أمر المضعف المضموم العين‪ ،‬ومضارعه المجزوم مع ضمير الغائبة‪ ،‬نحو رُدّها ولم‬ ‫يرُدّها‪ .‬وأجاز الكوفيون فيه الضم والكسر أيضًا‪ ،‬كما تقدم فى الدغام‪.‬‬ ‫ويترجح الفتح على الكسر فى نحو {ال?م? * اللّهُ}‪ .‬ويجوز الفتح والكسر على السواء فى‬ ‫مضموم العين من أمر المضعف ومضارعه سوى ما مر‪.‬‬ ‫‪ -2‬ويغتفر التقاء الساكنين فى ثلثة مواضع‪:‬‬ ‫الول‪ :‬إذا كان أول الساكنين حرف لين‪ ،‬وثانيهما مدغما فى مثله‪ ،‬وهما فى كلمة واحدة‪ ،‬نحو‬ ‫خوَيصّة‪ .‬و ُتمُوْدّ الحبل‪.‬‬ ‫{ َولَ الضّالّين} ومادّة‪ ،‬ودابّة‪ ،‬و ُ‬ ‫الثانى‪ :‬ما ُقصِد سرده من الكلمات‪ ،‬نحو جِ ْيمْ مِيْمْ‪ ،‬قافْ‪ ،‬وَواوْ‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬ما وُقف عليه من الكلمات‪ ،‬نحو قالْ‪ ،‬وزيْدْ‪ ،‬وثْوبْ‪ ،‬وبكْرْ‪ ،‬وَعمْرْو‪ ،‬إل أن ما قبل آخره‬ ‫حرف صحيح‪ ،‬يكون التقاء الساكنين فيه ظاهريا فقط‪ ،‬وفى الحقيقة أن الصحيح محرك بكسرة‬ ‫مختلسة جدًا‪ .‬وأما ما قبل آخره حرف لين‪ ،‬فالتقاء الساكنين فيه حقيقىّ‪ ،‬لمكانه وإن ثقُلَ‪ .‬وأخف‬ ‫اللين فى الوقف‪ :‬اللف‪ ،‬ثم الواو والياء مدّين‪ ،‬ثم اللّينان بل مدّ‪ ،‬ك َثوْب وبَيْت‪.‬‬ ‫المالة‬ ‫وتسمى الكسر‪ ،‬والبطح‪ ،‬والضجاع‬ ‫هى لغةً‪ :‬مصدر أمَ ْلتُ الشئَ إمالة‪ :‬عَدَلْت به إلى غير الجهة التى هو فيها‪ .‬واصطلحًا‪ :‬أن تذهب‬ ‫بالفتحة إلى جهة الياء‪ ،‬إن كان بعدها ألف كالفتى‪ ،‬وإلى جهة الكسرة إن لم يكن ذلك‪ ،‬كنعمِة‬ ‫وبسحِر‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫وأصحابها‪ :‬بنو تميم‪ ،‬وأسَد‪ ،‬وقَيْس‪ ،‬وعامة نجد‪ ،‬ول يُميل الحجازيون إل قليلً‪.‬‬ ‫ولها أسباب وموانع‪.‬‬ ‫فأسبابها سبعة‪:‬‬ ‫أحدها‪ :‬كون اللف مبدلة من ياء متطرفة حقيقةً‪ :‬كالفَتى‪ ،‬واشتَرَى؛ أو تقديرًا‪ :‬كفتاة؛ لتقدير‬ ‫انفصال تاء التأنيث‪ ،‬ل نحو باب؛ لعدم التطرف‪.‬‬ ‫ل وَسَجَى‪،‬‬ ‫ثانيها‪ :‬كون الياء تخلُفها فى بعض التصاريف‪ ،‬كألف مَ ْلهًى‪ :‬وَأرْطَى‪ ،‬وَحُبْلَى وَغَزَا وَتَ َ‬ ‫جىَ‪.‬‬ ‫سِ‬ ‫لقولهم فى تثنيتها‪ :‬م ْلهَيان‪ ،‬وَأرْطَيَان‪ ،‬وَحُبْلَيَان‪ ،‬وفى بناء الباقى للمجهول‪ :‬غُ ِزىَ‪ ،‬وَتُِلىَ‪ ،‬وَ ُ‬ ‫ع وكالَ‬ ‫ثالثها‪ :‬كون اللف مبدلة من عين ِفعْل يئول عند إسناده للتاء إلى لفظ فِلْت بالكسر‪ ،‬كبا َ‬ ‫وهابَ وكادَ وماتَ‪ ،‬إذ تقول‪ِ :‬ب ْعتُ‪ ،‬وكِ ْلتُ‪ ،‬وهِ ْبتُ‪ ،‬وكِ ْدتُ‪ِ ،‬ومِتّ‪ ،‬على لغة من كسر الميم‪،‬‬ ‫بخلف نحو‪ :‬طالَ‪.‬‬ ‫رابعها‪ :‬وقوع اللف قبل الياء‪ ،‬كبا َيعْته وسايَرْته‪.‬‬ ‫خامسها‪ :‬وقوعها بعد ياء متصلة أو منفصلة بحرف أو حرفين أحدهما الهاء‪ ،‬نحو عِيان وشَيْبان‪،‬‬ ‫ودخلْت بيْتها‪.‬‬ ‫سادسها‪ :‬وقوع اللف قبل كسرة مباشرة كسالِم‪ ،‬أو بعدها منفصلةً منها بحرف ككِتاب‪ ،‬أو بحرفين‬ ‫كلهما متحرّك‪ ،‬وثانيهما هاء‪ ،‬وأولهما غير مضموم‪ ،‬كيريد أن يضرِبَها‪ ،‬دون‪ :‬هو يضربُها‪ ،‬أو‬ ‫شمْلل‪ ،‬أو بهذين وبالهاء‪ :‬كدرْهَماك‪.‬‬ ‫أوّلهما ساكن‪ :‬ك ِ‬ ‫سابعها‪ :‬إرادة التناسب بين كلمتين أميلت إحداهما لسبب متقدّم‪ ،‬كإمالة {وَالضّحَى}‪ ،‬فى قراءة أبى‬ ‫سجَى" و "قََلىَ"؛ لن ألف الضّحَى ل تمال‪ ،‬إذ هى منقلبة عن واو‪.‬‬ ‫عمرو‪ ،‬لمناسبة‪َ " :‬‬ ‫ويمنعها شيئان‪:‬‬ ‫أحدهما‪ :‬الراء بشرط كونها غير مكسورة‪ ،‬وأن تكون متصلة باللف قبلها كراشد‪ ،‬أو بعدها نحو‬ ‫هذا الجِْدار‪ ،‬وبنيت الجِْدَار‪ ،‬وبعضهم جعل المؤخّرة المفصولة بحرف ككافر‪ ،‬كالمتصلة‪ .‬وأل‬ ‫يُجاور اللفَ راءٌ أخرى‪ ،‬فإن جاورتها أخرى لم تمنع الولى‪ ،‬نحو‪{ :‬إنّ البْرَارَ}‪.‬‬ ‫ثانيهما‪ :‬حروف الستعلء السبعة‪ ،‬وهى‪ :‬الخاء‪ ،‬والغين‪ ،‬والصاد‪ ،‬والضاد‪ ،‬والطاء‪ ،‬والظاء‪،‬‬ ‫ل يكون مكسورًا‪ .‬فخرج نحو طِلَب وغِلَب‬ ‫والقاف متقدمة أو متأخرة‪ .‬ويشترط فى المتقدم منها أ ّ‬ ‫وَخِيام‪ .‬وأن يكون متصلً باللف‪ ،‬أو منفصلً عنها بحرف واحد‪ ،‬كصالح‪ ،‬وضامن‪ ،‬وطالب‪،‬‬ ‫وظالم‪ ،‬وغالب‪ ،‬وخالد‪ ،‬وقاسم‪ ،‬وكغنائم‪ .‬وألّ يكون ساكنًا بعد كسرة‪ ،‬فخرج نحو مِصباح‬ ‫علَى أ ْبصَارِ ِهمْ} و {إذْ‬ ‫وإصلح ومِطواع‪ .‬وأل يكون هناك راء مكسورة مجاورة‪ ،‬فخرج نحو {وَ َ‬ ‫هُما فِي ا ْلغَارِ}‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ويشترط فى المتأخر التصال أو النفصال بحرف أو حرفين كساخِر وخاطِب‪ ،‬وكنافِخ وناعِق‪،‬‬ ‫وكمواثيق ومناشيط‪.‬‬ ‫تنبيهات‬ ‫الول‪ :‬شرط المالة التى يكفّها المانع ألّ يكون سببها كسرة مقدّرة كخاف‪ ،‬فإن ألفه منقلبة عن‬ ‫واو مكسورة‪ ،‬ول ألفًا منقلبةً عن ياء كطاب‪ ،‬فسبب إمالة الول الكسرة المقدرة‪ .‬والثانى الياء التى‬ ‫انقلبت ألفًا‪ ،‬لن السبب المقّدر هنا أقوى من السبب الظاهر؛ لن الظاهر إما متقدّم على اللف‪،‬‬ ‫كالكسرة فى كتاب‪ ،‬والياء فى بيان‪ ،‬أو متأخر عنها نحو‪ :‬غانم وبايع‪ ،‬والذى فى نفس اللف أقوى‬ ‫من الثنين‪ ،‬ولذلك ُأمِيلَ نحو طابَ وخافَ‪ ،‬مع تقدّم حرف الستعلء‪ ،‬وحاق وزاغ مع تأخره‪.‬‬ ‫الثانى‪ :‬سبب المالة ل يؤثر إل إذا كان مع الممال فى كلمة؛ لن عدم المالة هو الَصل‪ ،‬فيصار‬ ‫إليه بأدنى شئ‪ ،‬فل يمال نحو "لزيد مال"؛ لوجود اللف فى كلمة‪ ،‬والكسرة فى كلمة‪.‬‬ ‫وأما المانع فيؤثر مطلقًا؛ لنه ل يصار إلى المالة التى هى غير الصل إل بسبب قوىّ‪ ،‬فل تُمال‬ ‫ألف كتاب‪ ،‬من نحو "كتاب قاسم"؛ لوجود حرف الستعلء‪ ،‬وإن كان منفصلً‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬تمال الفتحة قبل حرف من ثلثة‪:‬‬ ‫أحدها‪ :‬اللف وقد تقدّمت‪ .‬وشرطها أل تكون الفتحة فى حرف‪ ،‬ول فى اسم يشبه‪ ،‬إذ فى المالة‬ ‫نوع تصرف‪ ،‬والحرف وشبهه برئ منه‪ ،‬فل تمال فتحة إلّ‪ ،‬ول علَى‪ ،‬ول إلى‪ ،‬مع السبب‬ ‫المقتضى فى كلّ‪ ،‬وهو الكسرة فى الول‪ ،‬والرجوع إلى الياء فى الثانى‪ ،‬وكلهما فى الثالث‪.‬‬ ‫واستثْ َنوْا من ذلك ضميرى "ها" و "تا" فقد أمالوهما عند سبق الكسرة أو الياء؛ لكثرة استعمالها‪.‬‬ ‫ثانيها‪ :‬الراء‪ ،‬بشرط كونها مكسورة‪ ،‬وكون الفتحة فى غير ياء‪ ،‬وكونهما متصلتين‪ ،‬نحو "من‬ ‫ن عمرو"‪ ،‬بخلف نحو‪ :‬أعوذ بال مِنَ الغِيَر‪ ،‬ومن‬ ‫الكبر"‪ ،‬أو منفصلتين بساكن غير ياء‪ ،‬نحو "مِ ْ‬ ‫قبح السّيَر‪ ،‬ومن غيرك‪.‬‬ ‫ثالثها‪ :‬هاء التأنيث فى الوقف خاصة‪ ،‬كرحمة ونعمة‪ ،‬شبهوا هاء التأنيث بألفها؛ لتفاقهما فى‬ ‫المخرج والمعنى والزيادة والتطرف والختصاص بالسماء‪ ،‬وأمال الكسائى قبل هاء السكت نحو‬ ‫{كتابيَه}‪ ،‬ومنعها بعضهم‪ ،‬وهو الصحّ‪.‬‬ ‫مسائل للتمرين‬ ‫التمرين‪ :‬مصدر مرّنه على كذا‪ ،‬مأخوذ من قولهم‪ :‬مَرَنَ على الشئ مُرونًا َومَرَانة‪ :‬إذا اعتاده‬ ‫واستمر عليه‪ ،‬وهو هنا بمعنى تعويد الطالب تطبيق المسائل على القواعد الصرفية التى علمها‪.‬‬ ‫وكثيرًا ما يقولون‪ :‬المطلوب أن تَبْ ِنىَ من كذا لفظًا بزنة كذا‪ ،‬فيجب أن نبحث أ ّولً عن معنى هذه‬ ‫العبارة‪ ،‬حتى يعملَ سامعها بمقتضاها‪ ،‬فنقول‪:‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫إنهم قد اختلفوا فى ذلك على أقوال‪ :‬أصحها هو أن المعنى‪ :‬صُغ من لفظ ضرب مثلً ما هو بزنة‬ ‫جعفر‪ ،‬بمعنى أن تعمل فى هذه الزنة الفرعية ما يقتضيه القياس‪ ،‬من القلب أو الحذف أو الدغام‬ ‫مثلً‪ ،‬إن كان فى هذه الزنة الفرعية أسباب تقتضيها‪.‬‬ ‫فإذا كان فى الصل حرف زائد مثلً‪ ،‬فل خلف فى أن يُزاد مثله فى الفرع إل إذا كان الحرف‬ ‫عوَض عن أصل‪،‬‬ ‫الزائد عوضًا عن حرف فى الَصل‪ ،‬كما فى نحو اسم‪ ،‬فإن همزة الوصل فيه ِ‬ ‫هو لم الكلمة أو فاؤها‪ ،‬ففيه خلف‪ ،‬وإذا حصل قلب فى الصل‪ ،‬فل خلف فى حصوله فى‬ ‫ضبَ‪.‬‬ ‫الفرع‪ ،‬فإِذا أردنا أن نبنى من الضرب مثالً بزنة أيِسَ قلنا َر ِ‬ ‫عمِل به‪ ،‬كما إذا لزم عليه لبس أو ثقَل‪ ،‬لرفض‬ ‫وإن وُجِ َد فى الفرع ما يقتضى عدم الدغام مثل‪ُ ،‬‬ ‫العرب ذلك فى كلمهم‪ ،‬وإن كلمهم‪ ،‬وإن وُجد فى الَصل سبب إعلل لحرف لم يوجد فى‬ ‫الفرع‪ ،‬فل خلف فى أنه ل يقلَب فى الفرع‪ ،‬فيقال على وزن أوائل من القتل‪ :‬أقَاتِل‪.‬‬ ‫تنبيه‬ ‫يجوز عند سيبويه أن يصاغ على وزن ثبت فى كلم العرب وإن لم ينطقوا به الفرع المطلوب‪،‬‬ ‫فيصح أن يصاغ من ضرب على زنة شَرَنْبَث‪ ،‬فيقال‪ :‬ضرنبب مع أنهم لم ينطقوا به‪ .‬ول محذور‬ ‫فيما قاله سيبويه؛ إذ الغرض التمرين فقط‪ ،‬ول يقال‪ :‬إنه يلزم إثبات صيغ لم تنطق بها العرب فى‬ ‫كلمهم‪ .‬وأما نحو جالينوس وميكائيل فل يصاغ على زنتهما؛ لعدم ثوبتهما فى كلمهم‪.‬‬ ‫تطبيق‬ ‫‪ -1‬إذا أردت أن تصوغ من باع وقال على وزن عنسل بمهملتين مفتوحتين‪ ،‬بينهما نون ساكنة‪:‬‬ ‫للناقة السريعة‪ ،‬قلتَ فيه "بَنْيَع َوقَنْوَل" بل إدغام‪ ،‬مع أن هنا حرفين متقاربين؛ لنه يشترط فى‬ ‫إدغام المتقاربين ألّ يحصل لبس‪ ،‬ووجه اللبس هنا أنك لو أدغمت لقلت‪َ :‬قوّل وَبَيّع‪ ،‬فيلتبسان‬ ‫بمضعّفى‪ .‬قال وباع‪.‬‬ ‫‪ -2‬وإذا أردت أن تصوغ من قال وباع بوزن "قِنْفَخْر بكسر فسكون ففتح فسكون‪ :‬للرجل العظيم‬ ‫ل وبِنْيَعّ بل إدغام‪ ،‬مع أن هنا حرفين متقاربين‪ ،‬هما النون والواو‪ ،‬والنون والياء‪،‬‬ ‫الجثة" قلت‪ :‬قِ ْن َو ّ‬ ‫حذرًا من أن يلتبس بنحو عِ ْلكَدّ‪ ،‬ومعناه البعير الغليظ‪ ،‬فل يُدْرَى‪ :‬أهو مثله‪ ،‬أو مثل قِ ْنفَخْرٍ وأدغم؟‬ ‫جعَنْلَل‪ ،‬فإنك‬ ‫جعَل على وزن جَحَ ْنفَل‪ ،‬فل تقول كسَنْرَر ولَ َ‬ ‫ول يجوز أن تصوغ من نحو كَسَرَ وَ َ‬ ‫ى الصول‪.‬‬ ‫إن لم تدغم حصل الثقل‪ ،‬وإن أدغمتَ التبس بنحو سفَرجَل‪ ،‬فيظن أنه خماس ّ‬ ‫ح ِوىّ‪ ،‬بضم ففتح فكسر فياء‬ ‫‪ -3‬وإذا قيل كيف تَبنى من نحو ضرّب مضعّف العين على زنة ُم َ‬ ‫ح ِوىّ اسم فاعل منسوب إليه‪ ،‬من قولهم حَيّى‬ ‫ى ل ُمضَرَبِىّ‪ .‬وذلك أن لفظ ُم َ‬ ‫مشددة‪ ،‬قلت‪ُ :‬مضَرّ ِب ّ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ح ِوىّ قبل النسب مُحيّى بثلث ياءات‪ ،‬على وزن‬ ‫بثلث ياءات‪ ،‬أدغمت الولى فى الثانية‪ ،‬فأصل مُ َ‬ ‫مُطرّز‪ ،‬فللنسب إليه يلزم حذف الياء الخيرة‪ ،‬كما تحذف من نحو المشترى‪ ،‬ثم حذف إحدى‬ ‫حوِيّا‪ ،‬وحيث أن هذه‬ ‫الياءين الباقيتين‪ ،‬وقلب الخرى واوًا‪ ،‬وفتح ما قبلها‪ ،‬فيصير بعد النسب مُ َ‬ ‫السباب الموجبة للتغيير فى الصل لم توجد فى الفرع‪ ،‬الذى هو ُمضَرّ ِبىّ نُطقَ به على حاله؛ أى‬ ‫ح ِوىّ لو لم يحصل فيه تغيير‪.‬‬ ‫على زنة مُ َ‬ ‫‪ -4‬وإذا قيل‪ :‬صُغ من "آءة" اسم شجرة أو ثمرة‪ ،‬على زنُة مُسْطار‪ :‬اسم للخمر‪ ،‬قلت‪ :‬مُسْتآة ل‬ ‫مُسْآة؛ لنه ل يحذف من الفرع إل ما اقتضاه فى نفسه‪ ،‬ل بالنظر إلى أصله‪ ،‬إذ أصلهُ مُسْ َتطَار‪،‬‬ ‫من "ط ى ر"‪ ،‬ولو قدّر أنه من "س ط ر" لقيل ُمؤْواء‪.‬‬ ‫‪ -5‬وإذا قيل كيف نَبْنِى من "وَأيْت" بزنة كوكب‪ ،‬حال كون المصوغ مخففًا مجموعًا جمع سلمة‪،‬‬ ‫مضافًا إلى ياء المتكلم؟ قلت فيه "أ ِوىّ" بفتح فكسر‪ ،‬فياء مشددة مفتوحة‪ .‬وذلك أنك أوّل تبنى من‬ ‫وأى بزنة كوكب فتقول‪َ " :‬ووْأى" ثم يعلّ إعلل فتًى‪ ،‬فيقال َووْأىً‪ .‬فإذا خففتَ همزته بنقل حركتها‬ ‫إلى ما قبلها‪ ،‬قلت فيه‪" :‬ووًى" بزنة فتًى‪ ،‬ثم تقلب الواو الولى همزة‪ ،‬فيصير أوًى‪ ،‬وجوّز بعضهم‬ ‫عدم القلب‪ .‬فإذا جمعته جمع سلمة‪ ،‬قلت فيه‪ :‬أ َووْنَ كفَ َتوْنَ‪ .‬فإِذا أضفته إلى ياء المتكلم قلت‪:‬‬ ‫أ َووْىَ‪ ،‬ثم تقلب الواو الثانية ياء‪ ،‬وتدغم فى الياء‪ ،‬وتكسِر الواو الولى لمناسبة الياء‪ ،‬فيصير أ ِوىّ‪.‬‬ ‫‪ -6‬وإذا قيل‪ :‬كيف تبنى من "وأيت" بزنة أبْلُم‪ ،‬وهو خوص ال ُمقْل؟ قلت فيه‪" :‬أوْءٍ" بضم أوله‪،‬‬ ‫علّ إعلل قاض‪ ،‬فصار أوْءٍ‪.‬‬ ‫وذلك لن أصله أوْؤىٌ‪ ،‬ثم أ ِ‬ ‫‪ -7‬وإذا قيل صُغ من "أوَيْتَ" بزنة أبْلُم؟ قلت فيه‪" :‬أوّ" أصله‪" :‬أؤ ُوىٌ" قلبت الهمزة الثانية واوًا‪،‬‬ ‫علّ إعلل قاض فصار أوّ‪.‬‬ ‫وأدغم المثلن‪ .‬ثم أ ِ‬ ‫‪ -8‬وإذا قيل كيف تبنى من "وأ ْيتُ" بزنة ِإوَزّة؟ قلت‪" :‬إيئاة" بهمزة فياء فهمزة‪ .‬وذلك لن أصل‬ ‫إوزة‪ :‬إوْزَزَة‪ ،‬فحينئذ يكون أصل إيئَاة‪ :‬إوْ أيَة‪ ،‬بهمزة مكسورة‪ ،‬فواو ساكنة‪ ،‬فهمزة مفتوحة‪ ،‬فياء‬ ‫مفتوحة‪ .‬قلبت واوه ياء؛ لوقوعها إثر كسرة‪ ،‬فصار إيْأيَة‪ ،‬ثم قلبت الياء الثانية ألفًا لتحركها‬ ‫وانفتاح ما قبلها‪ ،‬فصار إيئَاة كسِعلة‪.‬‬ ‫‪ -9‬وإذا بنيت من "أوَيت" مثل إوزّة قلت‪" :‬إيّاة" بهمزة مكسورة فياء مشددة‪ .‬وذلك لن أصله‬ ‫إ ْثوَيَة‪ .‬أما الهمزة الولى فهى زائدة‪ ،‬وأما الثانية فهى فاء الكلمة‪ ،‬وأما الواو فهى عينها‪ ،‬ولوقوع‬ ‫الهمزة الثانية إثر كسرة تقلب ياء‪ ،‬ثم يقال‪ :‬اجتمعت الواو والياء‪ ،‬وسبقت إحداها بالسكون‪ ،‬قلبت‬ ‫الواو ياء وأدغمتا‪ .‬وحينئذ اجتمعت ثلث ياءات‪ ،‬قلبت الخيرة ألفًا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها‪،‬‬ ‫فصار إيّاة‪.‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫‪ -10‬وإذا قيل‪ :‬كيف تَبْنى من قال وباع بزنة "عَنْكبوت"؟ قلت‪ :‬بَ ْي َععُوت و َقوْلَلوت‪ ،‬ل بنْ َيعُوت‬ ‫ضعْف‪.‬‬ ‫وقَنْوَلُوت؛ لن الصحيح أن النون ل تزاد ثانية ساكنة إل ب َ‬ ‫‪ -11‬وإذا قيل كيف تبنى من " ِب ْعتُ" على زنة اطمأن؟ قلت‪" :‬ابْ َيعَعّ" بإدغام العين الثانية فى الثالثة‪،‬‬ ‫بعد نقل حركتها إلى العين الولى‪.‬‬ ‫‪ -12‬وإذا قيل كيف تبنى من قال على زنة "اغْدوْدَن" مبنيا للمعلوم؟ قلت‪" :‬ا ُقوْ ّولَ" بإدغام الواو‬ ‫الثانية فى الثالثة وجوبًا‪.‬‬ ‫‪ -13‬وإذا قيل‪ :‬كيف تبنى من قال وباع بزنة "اغْدوْدَن" مبنيا للمجهول؟ قلت‪" :‬ا ْقوُووِل وابْيُويِع"‬ ‫بل إدغام وجوبًا؛ لن الواو الثانية فى ا ْقوُ ْووِل‪ ،‬والواو فى ابيويِع حرفا مدّ زائدان‪ ،‬فل إدغام‬ ‫فيهما‪.‬‬ ‫‪ -14‬وإذا قيل‪ :‬كيف تبنى من " َق ِوىَ" بزنة "بيقور"‪ ،‬وهو اسم جمع البقرة؟ قلت فيه‪" :‬قَ ّيوّ" بياء‬ ‫مشدّدة مضمومة‪ ،‬فواو مشددة‪ .‬والصل‪" :‬قَ ْي ُووْرٌ" قلبت الواو الولى ياء لجتماعها مع الياء‪،‬‬ ‫وسبق إحداهما بالسكون‪ ،‬وأدغمتا‪ ،‬ثم أدغمت الواو الثانية فى الثالثة‪ ،‬ولم تقلبا ياءين مع وقوعهما‬ ‫طرَفا؛ لن لذلك مواضع قد تقدم ذكرها‪ ،‬وليس هذا منها‪ .‬ولم تنقل حركة العين التى هى الواو‬ ‫الولى إلى ما قبلها‪ ،‬كما فى مَبْيوع‪ ،‬لن العين ل تعلّ إذاكانت هى واللم حَر َفىْ علة‪ ،‬سواء أعِلّت‬ ‫اللم كما فى " َق ِوىَ" أو لم تعلّ كما فى َه ِوىَ‪.‬‬ ‫وعلى هذا القياس يكون التمرين‪.‬‬ ‫الوقف‬ ‫‪ -1‬هو قطع النطق عند آخر الكلمة‪ ،‬ويقابله البتداء الذى هو عمل‪ .‬فالوقف استراحة عن ذلك‬ ‫العمل‪ .‬ويتفرّع عن قصد الستراحة فى الوقف ثلثة مقاصد‪ :‬فيكون‪ ،‬لتمام الغرض من الكلم‪،‬‬ ‫ولتمام النظم فى الشعر‪ ،‬ولتمام السجع فى النثر‪.‬‬ ‫وهو إما اختيارىّ (بالياء المثناة من تحت)‪ :‬أى ُقصِد لذاته‪ ،‬أو اضطرارىّ عند قطع ال ّنفَس‪ .‬أو‬ ‫ى (بالموحدة)‪ ،‬أى ُقصِد لختبار شخص هل يحسن الوقف على نحو بِمَ و "أل يا سجدوا" و‬ ‫اختبار ّ‬ ‫{أم ما اشتملت عليه أرحام النثيين} أول؟ والول‪ :‬إما استثباتى‪ ،‬وهو ما وقع فى الستثبات‪،‬‬ ‫والسؤال المقصود به تعيين مبهم‪ ،‬نحو مَنُو‪ ،‬وأيّونْ؟ لمن قال‪ :‬جاءنى رجل أو قوم‪ .‬وإما إنكارىّ‬ ‫لزيادة مدة النكار فيه‪ ،‬وهو الواقع فى سؤال مقصود به إنكار خبر‪ ،‬أو كون المر على خلف ما‬ ‫ُذكِر‪ .‬وحينئذ فإِن كانت الكلمة منونة كسر التنوين‪ ،‬وتعينت الياء مدة‪ ،‬نحو أزَيدُنِيه بضم الدال‪،‬‬ ‫وأزيدَنِيه بفتحها‪ ،‬وأزيدِنِيه بكسرها‪ ،‬وكسر النون فى الجميع‪ ،‬لمن قال‪ :‬جاء زيدٌ‪ ،‬أو رأيتُ زيدًا‪،‬‬ ‫عمَرُوه وأعَمرُوه‬ ‫أو مررت بزيد‪ .‬وإن لم تكن منونة أتى بالمدّ من جنس حركة آخر الكلمة‪ ،‬نحو أ ُ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫حذَامِ‪.‬‬ ‫عمَر‪ ،‬ومررت ب َ‬ ‫عمَرُ‪ ،‬ورأيتُ ُ‬ ‫وأعمرَاه‪ ،‬وأحَذَامِيه‪ ،‬لمن قال جاء ُ‬ ‫وإما تذكّ ِرىّ‪ ،‬وهو المقصود به تذكر باقى اللفظ‪ ،‬فيؤتى فى آخر الكلمة َبمّدة مجانسة لحركة‬ ‫آخرها‪ ،‬كقال‪ ،‬ويقولوُا‪ ،‬وفى الدّارِى‪.‬‬ ‫ى كالوقف فى قول جرير‪:‬‬ ‫وإما ترنم ّ‬ ‫*أقّلى الّلوْمَ عا ِذلَ والعتابَنْ*‬ ‫وإما غير ذلك وهو المقصود هنا‪.‬‬ ‫‪ -2‬والتغييرات الشائعة فى الوقف سبعة أنواع‪ ،‬نظمها بعضهم فقال‪:‬‬ ‫شمَامُ وَالْبَ َدلُ*‬ ‫ن وَيَتْ َب ُعهَا التـ * ـضعيف وَال ّروْمُ وَال ْ‬ ‫ح ْذفٌ وَإسْكا ٌ‬ ‫* َنقْل وَ َ‬ ‫فيُبدّل تنوين السم بعد فتحه ألفا‪ ،‬كرأيتُ زيدًا‪ ،‬وفَتى‪ ،‬ونحو و ْيهَا وَإ ْيهَا بكسر الهمزة‪ ،‬وكذلك تبدل‬ ‫ح ِذفَ لجلها فى الوقف كما تقدّم‪ ،‬وش ّبهُوا "إذنْ" بالمنوّن‪ ،‬فأبدلوا‬ ‫نون التوكيد الخفيفة ألفًا‪ ،‬وَيّرَدّ ما ُ‬ ‫نونها ألفا فى الوقف مطلقًا‪ ،‬وبعضهم يقف عليها بالنون مطلقًا‪ ،‬لشبهها بأنْ ولنْ‪ ،‬وبعضهم يقف‬ ‫عمِلت‪.‬‬ ‫عليها باللف إن أ ْلغِيت‪ ،‬وبالنون إن أ ْ‬ ‫ويُوقَف بعد غير الفتحة بحذف التنوين‪ ،‬وإسكان الخر‪ ،‬كهذا زيدْ‪ ،‬ومررت بزيدْ‪ ،‬ومطلقا عند‬ ‫ربيعة‪ .‬وأما الزد فتقلبه واوًا بعد الضم‪ ،‬وياء بعد الكسر‪ ،‬فيقولون‪ :‬جاء زيدُو‪ ،‬ومررت بزيدِى‪.‬‬ ‫وإن وقف على هاء الضمير حذفت صلته‪ ،‬أى َمدّته‪ ،‬بعد غير الفتح‪ ،‬نحو به وله‪ ،‬إل فى‬ ‫الضرورة كقول رُؤبة‪:‬‬ ‫سمَا ُؤهُ*‬ ‫* َو َمهْمَهٍ ُمغْبَ ّرةٍ أ ْرجَا ُوهُ * كأنّ َلوْنَ أَ ْرضِهِ َ‬ ‫بخلف نحو‪ِ :‬بهَا ومنْها‪ ،‬فتبقى الصلة‪ ،‬وقد تحذف على قلة‪ ،‬كقوله‪" :‬وبالكرامة ذات أكرمكم ال‬ ‫يَهْ"‪.‬‬ ‫أراد‪ :‬بِها‪ ،‬فحذف اللف‪ ،‬وسكّن الهاءَ‪ ،‬بعد نقل حركتها إلى ما قبلها‪.‬‬ ‫وَإِذا وُقف على المنقوص ثبتت ياؤه إذا كان محذوف الفاء‪ ،‬كما إذا سَميت بمضارع نحو‪َ :‬وفَى‪:‬‬ ‫تقول‪ :‬هذا يَفى‪ ،‬أو كان محذوف العين‪ ،‬كما إذا سميت باسم الفاعل مِن‪ :‬رأى‪ ،‬فإنك تقول هذا‬ ‫س ِمعْنَا‬ ‫مُرِى؛ إذ لو حذفت اللم منهما لكان إِجحافًا‪ ،‬وكان إذا كان منصوبًا منوّنا نحو‪{ :‬رَبّنَا إنّنَا َ‬ ‫مُنَادِيا}‪ ،‬أو غير منوّن مقرونًا بأل‪ ،‬نحو {كَلّ إذَا بََل َغتِ التّرَا ِقىَ} فإن كان غير منصوب جاز‬ ‫الثبات والحذف‪ ،‬ولكن يترجح فى المنوّن الحذف‪ ،‬نحو هذا قاض‪ ،‬ومررت بقاض‪ ،‬وقرأ ابن‬ ‫كثير‪َ { :‬ومَا َلهُمْ مِنْ دو ِنهِ مِن وَالِى} وفى غير المنوّن يترجّح الثبات‪ ،‬كهذا القاضِى‪ ،‬ومررت‬ ‫بالمنادِى‪ ،‬وقرأ الجمهور‪{ :‬الكَبِيرُ المُ َتعَالُ}‪.‬‬ ‫ويوقف على هاء التأنيث بالسكون‪ ،‬نحو فاطمة‪ ،‬وعلى غيرها من المتحرك بالسكون فقط‪ ،‬أو مع‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫الرّوم‪ ،‬وهو إخفاء الصوت بالحركة‪ ،‬والشارة إليها ولو فتحة‪ ،‬بصوت خفىّ‪ ،‬ومنعه الفَرّاءُ فيها‪،‬‬ ‫شفَتين‪ ،‬والشارة بهما إلى الحركة بدون صوت‪ ،‬ويختص بالمضموم‪ ،‬ول‬ ‫أو الشمام‪ ،‬وهو ضَمّ ال َ‬ ‫يُدركه إل البصير؛ أو التضعيف‪ ،‬نحو هذا خالدّ‪ ،‬وهو يضربّ‪ ،‬بتشديد الحرف الخير‪ ،‬وهى لغة‬ ‫سعْدية‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ل يكون الموقوف عليه همزة كرِشاء‪ ،‬ول ياء كالراعى‪ ,‬ول واوا‬ ‫وشرط الوقف بالتضعيف أ ّ‬ ‫كيغزو‪ ،‬ول ألفًا كيخشى‪ ،‬ول واقعًا إثر سكون كزيد وبكر‪ ،‬أو مع نقل حركة الحرف الموقوف‬ ‫صوْا بِالصّبْرِ}‪ ،‬بكسر الباء‪ ،‬وسكون الراء‪ ،‬بشرط أن‬ ‫عليه إلى ما قبله‪ ،‬كقراءة بعضهم‪{ :‬وَ َتوَا َ‬ ‫يكون ما قبل الخر ساكنا غير متعذر‪ ،‬ول مستثقل تحريكه‪ ،‬وألّ تكون الحركة فتحة‪ ،‬وأل يؤ ّدىَ‬ ‫النقل إلى عدم النظير‪ .‬فخرج نحو جعفر‪ ،‬لتحرك ما قبله‪ ،‬ونحو إنسان ويشدّ‪ ،‬لن اللف والمدغم‬ ‫علْم؛ لنه ل‬ ‫ل يقبلن الحركة‪ ،‬ويقولٌ ويبيعُ‪ ،‬لستثقال الضمة إثر كسرة أو ضمة‪ ،‬ونحو هذا ِ‬ ‫يوجد ِفعُل بكسر فضم فى العربية‪ .‬والشرطان الخيران مختصان بغير المهموز‪ ،‬فيجوز النقل فى‬ ‫خبَء} وإِن كانت الحركة فتحة‪ ،‬وفى نحو‪ :‬هذه ِردُءْ‪ ،‬وإن أدى إلى عدم النظير؛‬ ‫نحو { ُيخْرجُ ال َ‬ ‫لنهم يغتفرون فى الهمزة مال يغتفرون فى غيرها‪.‬‬ ‫ويوقف على ياء التأنيث بدون تغيير إن كانت فى حرف‪ :‬كَ ُث ّمتْ وَرُبّتْ‪ ،‬أو فى فعل‪ :‬كقامت‪ ،‬أو‬ ‫ت وبِ ْنتْ‪ .‬وجاز إبقاؤها على حالها وقلبها هاء‪ ،‬إن كان قبلها حركة‬ ‫خ ْ‬ ‫اسم وقبلها ساكان صحيح‪ :‬كأ ْ‬ ‫شجَ َرةْ‪ ،‬أو ساكن معتلّ‪ ،‬كصلةْ ومسلماتْ‪ ،‬ويترجح إبقاؤها فى الجمع وما سمى به منه‪،‬‬ ‫كَ َثمَ َرةْ وَ َ‬ ‫تحقيقًا أو تقديرًا‪ ،‬وفى اسمه كمسلمات وَأذْرِعاتْ وه ْيهَآتْ‪ ،‬فإنها فى التقدير جمع هَ ْيهَيَ ٍة كقَلْقَلَة‪،‬‬ ‫سمّى بها الفعل‪ ،‬ونحو أولتْ‪ .‬ومن الوقف بالبدال قولهم‪ :‬كيف الخوةُ والخواهْ‪ ،‬وقولهم‪َ " :‬دفْنُ‬ ‫البناهْ‪ ،‬من المكْرُماهْ" وقُ ِرئَ {هَ ْيهَاهْ} هَ ْيهَاهْ‪ .‬ومن الوقف بتركه وقف بعضهم بالتاء فى قوله تعالى‪:‬‬ ‫{إِنّ شَجَ َرتْ} وقولِه‪:‬‬ ‫صمَتْ * وكادتِ الْحُ ّرةُ أنْ تُدْعى أمَت*‬ ‫*كانَت نُفوس القومِ عنْدَ الغَ ْل َ‬ ‫وَيُوقف بهاء السكت جَوازًا على الفعل المعلّ لما بحذف آخره‪ ،‬نحو لم َيغْ ُزهْ ولم تَ ْرمِهْ‪ ،‬ولم‬ ‫خشَهْ‪ .‬وتجب الهاء إن بقى على حرف واحد‪ ،‬نحو قِهْ‪ ،‬وعِهْ‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬وكذا إذا بقى على‬ ‫يَ ْ‬ ‫حرفين أحدهما زائد‪ ،‬نحو لم َيقِهْ‪ ،‬ولم ي ِعهْ‪ .‬ورُدّ بلَمْ أكْ‪ ،‬ومَنْ َتقْ‪ ،‬بدون هاء عند إرادة الوقف‪.‬‬ ‫عمّهْ‪ .‬ويجب إن ج ّرتْ‬ ‫ويترجح الوقف بها على ما الستفهامية المجرورة بالحرف‪ ،‬نحو ِلمَهْ‪ ،‬وَ َ‬ ‫جئَ مَه‪ .‬وعلى كلّ فيجب حذف ألفها فى الجر مطلقًا‪ .‬وأما قولُ حسان رضى ال‬ ‫باسم‪ ،‬نحو‪ :‬مَ ِ‬ ‫عنه‪:‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫*عَلَى ما قامَ يَشْ ُتمُنِى لَئِيمٌ * كخِنْزِيرٍ تمَ ّرغَ فى تُرَابِ*‬ ‫بإثبات اللف‪ ،‬فضرورة‪.‬‬ ‫وقال الشاطبىّ‪ :‬حذف اللف ليس بلزم‪ ،‬فيما جرت باسم‪ ،‬فيجوز مَجِئ‪ِ :‬بمَا جِ ْئتَ؟ ولكن الجود‬ ‫الحذف‪.‬‬ ‫وكذا يُو َقفُ بها على كلّ كلمة مبنية على حركة بناء لزمًا‪ ،‬وليست فعلً ماضيا‪ ،‬نحو ُهوَ و ِهىَ‬ ‫وياء المتكلم عند من فتحهن فى الوصل‪ ،‬وكيفَ‪ ،‬وثَمّ‪ ،‬ولحاقها لهذا النوع جائز مستحسن‪ .‬فل‬ ‫ى المضموم‪ ،‬ول ما ُقطِع لفظه عن الضافة‪ ،‬كقبلُ وبعدُ؛ ول العددَ‬ ‫تلحَق اسم "ل" ول المناد ِ‬ ‫المر ّكبَ كخمسةَ عشر‪ ،‬لشبه حركاتها بحركات العراب‪ ،‬لعُروضها عند المقتضى‪ ،‬وزوالها عند‬ ‫عدمه‪ ،‬فيقال فى الوقف على ُهوَ‪ُ :‬ه َوهْ‪ ،‬قال حسان‪:‬‬ ‫*إذَا مَا تَرَعْ َرعَ فِينَا ا ْلغُلمُ * فَما إنْ ُيقَالُ لَهُ مَنْ ُه َوهْ*‬ ‫ف وثُمّ‪ :‬كيفَه‪ ،‬وثمّهْ‪ .‬وفى غلمىَ‬ ‫وفى ِهىَ‪ :‬هِ َيهْ؛ ومنه قوله تعالى‪َ { :‬ومَا أدْرَاكَ مَاهِيَهْ} وفى كي َ‬ ‫وكتابىَ‪ :‬غلميَهْ‪ ،‬وكتابيَهْ‪ .‬قال تعالى‪{ :‬فَأمّا مَنْ أوتىَ كِتَابهُ بِ َيمِيِنِه فَ َيقُولُ هاؤُمُ اقْ َرءُوا كِتَابِ َيهْ}‪ .‬وال‬ ‫أعلم‪.‬‬ ‫وصلى ال على سيدنا محمد النبىّ المىّ وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫قال المؤلف حفظه ال‪:‬‬ ‫وكان الفراغ من تبييضه يوم الثنين‪ ،‬لعشر خلت من شوّال عامَ أحَدَ عشَرَ بعد ثلثمائة وألفٍ‬ ‫هجرية (‪ 1311‬هـ)‪ ،‬على صاحبها أفضل الصلة وأزكى التحية‪.‬‬ ‫النصوص الواردة في ( شذا العرف في فن الصرف ‪ /‬أحمد ) ضمن الموضوع ( تفاريظ الكتاب )‬ ‫قرّظ هذا الكتاب الطلع عليه بعض العلماء الفاضل‪ ،‬فأحببنا إثبات تقاريظهم‪ ،‬اعترافا بفضلهم‪،‬‬ ‫وشكرا لعملهم‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫قال حضرة الستاذ الجليل‪ ،‬والشاعر النائر النبيل‪ ،‬رئيس التصحيح بالمطبعة الميرية سابقا‪،‬‬ ‫المرحوم الشيخ طه َقطَرِيّة‪ ،‬مقرّظا ومؤرّخا عام طبعه الول‪:‬‬ ‫ظ َمتْ عََلىّ به لُستاذى َيدُ*‬ ‫ظفِرتْ يَدُ * ع ُ‬ ‫*العِلْمُ أَحسَنُ ما بهِ َ‬ ‫ى وَال َموْرِدُ*‬ ‫*رُوحِى فِدا لمعلّمٍ تحيا به رُوحِى وَيَحْسُنُ َمصْدَ ِر َ‬ ‫لوْحَدُ*‬ ‫باَ‬ ‫*وَيَطُبّنى من داءِ جهلِى بالّذِى * َيعْيَا بصنعتِهِ الطبي ُ‬ ‫صعَدُ*‬ ‫*العلمُ ب ْيتٌ والمعلمٌ سُلّمٌ * من أَيْنَ تَ ْرقَى الب ْيتَ ل ْولَ ال ِم ْ‬ ‫غصْنُ الشّبِيبَةِ َأمْلَد*‬ ‫حقّا فأَنت به عَ َرفْـ * تَ الحَقّ إِذْ ُ‬ ‫*فاعْ ِرفْ له َ‬ ‫ل وَيَ ْنفَدُ*‬ ‫*والعلم إن أَنص ْفتَ ل تعْ ِدلْ به * عَرَضا من الدنيا يَزُو َ‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫*وَاعْمذِرْ بَنِى الدّنْيَا فإِنّ زُيُو َفهَا * جادتْ بِأَعْيُ ِنهِ ْم وَزَافَ الجَيّدُ*‬ ‫ش َهوَاتِ َتقْلِيدا َلهُمْ * َفمِنَ ال َبهَائِمِ ما تَرَاهُ ُيقَلّدُ*‬ ‫*ل َتطُْلبِ ال ّ‬ ‫*يا جامِعا لِ ْلمَالِ يُدْنَى سَيّدا * من غير بَ ْذلٍ أَيْنَ مِ ْنكَ السّو َددُ*‬ ‫ج ُمدُ َكفّهُ ل َب ْمجُدُ*‬ ‫*المجدُ َموْقوفٌ عَلَى َكفٍ نَدٍ * مَنْ كَانَ يَ ْ‬ ‫ن وَ َيفْسُدُ*‬ ‫سبِ العلومِ مُنَزّها * لل ّنفْس عَنْ خُلُقٍ َيشِي ُ‬ ‫*فان َهضْ ِإلَى كَ ْ‬ ‫جفِدُ*‬ ‫شهْمٌ‪ .‬سيّدٌ * تسعَى لخدمته المُلُوكُ وَ َت ْ‬ ‫*فإِذَا َفعَ ْلتَ فأَ ْنتَ َ‬ ‫ح َمدُ"*‬ ‫*ن ّمتْ بهِ َأ ْوصَافُهُ الغُرّا كما * نَمّ "الشّذَا فينا بفضلك "أَ ْ‬ ‫*هذا لكتاب غنيمة الصّ ْر ِقىّ من * َزمَن به "دار العلوم" تُشَيّدُ*‬ ‫*لم َألْقَ أطْ َيبَ من "شَذَا العَرف" الذى * أ ْهدَى إلينا ذا الهمامُ المجدُ*‬ ‫سكُوا * بمدادهِ وبهِ إلى الصّرْف اهْتَدُوا*‬ ‫*يا قومُ دو َنكُمُ الشّذَا فَ َتمَ ّ‬ ‫*وبه افْ ِرقُوا بين الصّحيح وما بدا * فيه اعتلل وهو منه ُمجَرّدُ*‬ ‫*وبه ثقوا‪ ،‬وله اسمعوا قول‪ ،‬وعُوا * وإذا قضى أمْرا فل تتَ َردّدُوا*‬ ‫ش َهدُوا*‬ ‫شمْس ضاحيةً عليها فا ْ‬ ‫*فمباحِث التصريف قد أضْحَت به * كال ّ‬ ‫شمْلً فأصل الجمع هذا المفردُ*‬ ‫*ل َت ْعجَبُوا للصّ ْرفِ مُجتمعا به * َ‬ ‫علَى أبوابِهِ * َتصْدُرْ أخى عنها وأنت مُ َزوّدُ*‬ ‫غبْ إِليه وقف َ‬ ‫*فار َ‬ ‫ح َمدُ*‬ ‫*وكأننى بفتًى تع ّرضَ سائلً * من ذا الذى تُثْنى عليه وت ْ‬ ‫شذَاهُ أح َمدُ أح َمدُ*‬ ‫*بال خبّرْنى‪ ،‬فقلت مؤرخا‪ * :‬مَنْ فاحَ طيبُ َ‬ ‫سنة ‪1312‬هـ ‪53 53 100 21 89 90‬‬ ‫‪2‬‬ ‫وقال التقىّ النفىّ‪ ،‬الورع الذكىّ‪ ،‬مَحْتِد الكمال الستاذ الفاضل الشيخ على غَزَال‪ ،‬المدرس بالزهر‬ ‫المعمور‪ ،‬رحمه ال‪:‬‬ ‫بسم ال الرحمن الرحيم‬ ‫الحمد ل وحْدَه‪ ،‬والصلة والسلم على من ل نبىّ بعده‪ ،‬وعلى آله وأصحابه‪ ،‬وجميع أحبابه‪.‬‬ ‫وبعدُ‪ :‬فقد اطلعت على الكتاب الموسوم "بشذا العرف‪ ،‬فى فن الصرف"‪ ،‬الذى ألفه العالم الفاضل‪،‬‬ ‫والهمام الكامل‪ ،‬الشيخ أحمد الحملوىّ‪ ،‬فوجدته كتابا بديعا‪ ،‬لكثرة فوائده‪ ،‬وتحرير مقاصده‪ ،‬مع‬ ‫حسَن مُ ْتقَن‪،‬‬ ‫سهولة عباراته‪ ،‬ولطف إشاراته‪ ،‬وقد احتوى على مهمات هذا الفن‪ ،‬مع تحرير َ‬ ‫فجزَى ال مؤلفه أحسن الجزاء‪ ،‬ونفع بالمؤلّف والتأليف‪ ،‬إنه سميع للدعاء آمين‪.‬‬ ‫وصلى ال على سيدنا محمد النبىّ المىّ‪ ،‬وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫شذا العرف فى فن الصرف‬ ‫مكتبة مشكاة السلمية‬ ‫ظهَر المجد‪ ،‬الستاذ الشيخ سليمان العبْد‪ ،‬المدرس بالزهر‬ ‫وقال العلمة الفاضل‪ ،‬العالم العامل‪ ،‬مَ ْ‬ ‫المعمور‪ ،‬ومدرسة دار العلوم الخديوية سابقا‪ ،‬رحمه ال‪:‬‬ ‫بسم ال الرحمن الرحيم‪.‬‬ ‫حتَ إيماننا‪ ،‬وخلّصته من شوائب العتلل‪،‬‬ ‫نحمدُك يا مصدَر السماء والفعال‪ ،‬سبُحانك صَحّ ْ‬ ‫ظلّ إنعامك الوارف‪،‬‬ ‫ونُثْنِى عليك‪ ،‬صَ َر ْفتَ قلوبنا إلى التحلّى بحِلية المعارف‪ ،‬وأسبغت علينا ِ‬ ‫و ُنصَلّى ونسلّم على سيد العرب والعجم‪ ،‬أفصحِ من نطق بالضاد من حروف ال ُم ْعجَم‪ ،‬سيدنا‬ ‫ومولنا محمد‪ ،‬المشهور فى المصحف الولى بأحمد‪ ،‬والداعى إلى الصراط المستقيم والمنهج‬ ‫الَحمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه ما تحلى جيد الزمان العاطل‪ ،‬بوجود العلماء الَفاضل‪.‬‬ ‫ل الفُرَص‪ ،‬بمطالعة الكتابة المسمى "شذا‬ ‫وبعد‪ ،‬فإِنه لما زالت عن قلبى ال ُغصَص‪ ،‬ونالت ُبغْيتى أج ّ‬ ‫العرف‪ ،‬فى فن الصرف"‪ ،‬فوجدته سِفرا كالعَروس تشتاق إليه جميع النفوس‪ ،‬و ُيخْجِل قُسّ‬ ‫الفصاحة بفصاحته‪ ،‬ويرينا نهج البلغة ببلغته‪ ،‬فصرت أستخرج من بحاره الدّرَرَ‪ ،‬وأشكر فضل‬ ‫جامعه‪ ،‬حيث انتقى فيه أحسن الغُرَر‪ ،‬فما زال يُبْدى من بُرْج سعود قِرطاسه بدورا وشموسا‪،‬‬ ‫ويدير علينا من خمر لذة معانيه كُئوسا‪ ،‬فاز من كان جليسا له‪ ،‬فإنه لم يُرَ فى فنه مجموعا عادلَه‪،‬‬ ‫فلذلك أرّخته‪ ،‬ولحسنه قَرّظْته‪ ،‬فقلت‪:‬‬ ‫*كتابٌ كبدر التّمّ حُسنا فإنه * يضئ بأنوارٍ عُجَابٍ غَرَا ِئبِ*‬ ‫لبُ من كلّ جا ِنبِ*‬ ‫سوَاهُ فى المحاسِنِ وال َبهَا * وسُرّت به الط ّ‬ ‫* َففَاقَ ِ‬ ‫َوقَلّدَ جيدَ الدهرِ جامعُه به * قل ِئدَ فَخْرٍ من أجلّ المنَا ِقبِ*‬ ‫ل مؤرّخا * شذا العرفِ نبراسٌ بديعُ المطاِلبِ*‬ ‫*ومن طِيبِ مَبْنَاهُ أقو ُ‬ ‫سنة ‪133 86 313 1382 1894‬‬ ‫فلله د ّر مؤلفه الذى ُر ِف َعتْ له بين العلماء العْلم‪ ،‬وسجَدت له طوعا القلم‪ ،‬العالم العامل‪،‬‬ ‫واللوذعىّ الكامل‪ ،‬الذى هو فى الشعر والنثر‪ ،‬وأعمال القلم‪ ،‬أشهر من نار على عَلَم‪ ،‬من هو لكل‬ ‫فضل وكمالٍ راوِى‪ ،‬حضرة الشيح أحمد الحملوِى‪ ،‬حفظه ال‪.‬‬

Related Documents

Shaadh Sarf
November 2019 6
Sarf
June 2020 8
Sarf Ilmi
June 2020 11
Ilm Sarf
November 2019 19