Randy

  • November 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Randy as PDF for free.

More details

  • Words: 2,711
  • Pages: 1
‫‪12‬‬

‫العدد ‪ 2275‬الجمعة ‪ 28‬نوفمبر ‪ 2008‬الموافق ‪ 30‬ذو القعدة ‪ 1429‬هـ‬

‫‪Friday 28 November 2008, Issue No. 2275‬‬

‫‪[email protected]‬‬

‫تستقبل «{» رسائل ومقاالت القراء الواردة إليها وتنشرها في «كشكول» أو صفحات أخرى مع االحتفاظ بحق تحرير وتعديل المواد قبل نشرها بما يتالءم مع ضوابط وأسلوب الكتابة المعتمدة لديها‪.‬‬ ‫للمراسلة‪ :‬كشكول‪ ،‬صحيفة {‪ ،‬ص‪.‬ب ‪ ،31110‬المنامة‪ ،‬مملكة البحرين فاكس ‪ - 17 596900‬البريد اإللكتروني ‪[email protected]‬‬ ‫‪www.alwasatnews.com‬‬

‫[ انتقل إلى رحمة اهلل تعالى يوسف حسين علي حجاب‪ ،‬والد كلٍّ‬ ‫من‪ :‬حسن وعون وإبراهيم والحر ويعقوب‪ ،‬عن عمر ناهز ‪ 93‬عاماً‪.‬‬ ‫تُقبل التعازي للرجال في مأتم السادة في قرية المالكية‪ ،‬وللنساء في‬ ‫مأتم بن حسان في المنطقة نفسها‪.‬‬

‫“إنا هلل وإنا إليه راجعون”‬

‫فوضى مرورية‬ ‫[ نعارك يومنا‪ ...‬ويعاركنا‪...‬‬ ‫جماعات من البشر تأتي وترحل‪ ...‬كما نختنق من هؤالء‪...‬‬ ‫وهؤالء‪ ...‬متى ينتهي هذا العناء!‪.‬‬ ‫شارع هنا‪ ...‬وضجيج هناك‪...‬‬ ‫تمر الساعات بطيئة‪ ...‬متثاقلة‪ ...‬كسولة‪ ...‬آه‪ ...‬أخيراً‪...‬‬ ‫تنفسنا الصعداء‪...‬‬ ‫نمط ش��ارع م��زدح��م اعتدنا على تعايشه معنا ك��ل ي��وم‪...‬‬ ‫ننغمس في أرصفته‪ ...‬طرقاته‪ ...‬ممراته الضيقة‪...‬‬ ‫بالمناسبة‪ ...‬أنا هنا ال أتحدث عن زحام الطرقات وحده‪...‬‬ ‫ب��ل ع��ن ال��ف��وض��ى ال��م��روري��ة ال��ت��ي ه��ي أش��ب��ه بالبحر ال��ذي‬ ‫يتالطم أمواجه‪ ...‬أو أقرب ما تكون إلى أفالم الرعب‪...‬‬ ‫يتسلل إل��ى جسدنا ال��م��رض‪ ...‬وتعلو لدينا نسبة السكر‬ ‫والضغط وك��ل ش��يء م��ن قبل أرواح فوضوية تسرح وتمرح‬ ‫بالطرقات!‪ ...‬يتسببون في ارتباكية حواسنا‪ ...‬وبالمقابل‬ ‫لديهم قدرة خارقة في استخدام بعض الحواس في آن واحد‪...‬‬ ‫ف��ت��راه يتحدث ف��ي ال��ه��ات��ف وي��دخ��ن وي��أك��ل أو ي��ش��رب قهوته‬ ‫الصباحية على رواء‪ ...‬متناسي ًا أن عليه أن يصب جل اهتمامه‬ ‫على الطريق‪...‬‬ ‫ويمكنني أن أضع كل تلك البنود تحت مسمى «الالمباالة»‪...‬‬ ‫ففي مسيرتك اليومية يمكن أن تصادف ألوان ًا مختلفة من‬ ‫الناس‪ ...‬وتمرق عليك مشاهد متكررة أشبه بشريط يعاد كل‬ ‫ي��وم‪ ...‬فالبعض ال يعي معنى األدب أو ال��ذوق االجتماعي‪...‬‬ ‫يدخلون عليك بسياراتهم من ش��وارع أخ��رى ويرمقونك بكل‬ ‫وقاحة كما لو أن األحقية المطلقة لهم‪ ...‬والبعض ال يكترث‬ ‫بالتقيد بالمسار المخصص للسير‪ ...‬ف��ت��راه بكل وحشية و‬ ‫«همجية» يصعد الرصيف متخطي ًا السيارات بسرعة خارقة‬ ‫وع��ن��د وص��ول��ه ل��ن��ه��اي��ة ال��م��ط��اف ت���راه ي��س��دد ن��ظ��رات بريئة‬ ‫لصاحب السيارة يستأذنه بالدخول أو ال يبالي من األساس‬ ‫ويقطع طريقك رغ��م�� ًا ع��ن��ك‪ ...‬واألده���ى م��ن ذل��ك عندما تسير‬ ‫ف��ي م��س��ارك الصحيح وت��ف��اج��أ ب��س��ي��ارة تسير عكس الطريق‬ ‫الصحيح فتصطدم بها وأول ما يفعله ذلك السائق هو الترجل‬ ‫م��ن سيارته ملتفت ًا ن��ح��وك‪ ...‬يحدقك بنظرة غضب ويصرخ‬ ‫هاتفاً‪( :‬خير‪ ...‬ما تشوف)!‬ ‫وم����اذا ع��س��اك أن ت��ف��ع��ل ح��ي��ن ت��رك��ن س��ي��ارت��ك ف��ي م��واق��ف‬ ‫السيارات أو في بقعة مخصصة لها في ال��ش��وارع العامة‪...‬‬ ‫وتخرج لترى سيارة أح��د المستهترين واقفة خلف سيارتك‬ ‫ ويكون في ذلك الوقت قد ترجل مسرع ًا دون أن يكلف نفسه‬‫ف��ي ال��ب��ح��ث وال���وق���وف ف��ي م��وض��ع م��خ��ص��ص ليقتني بعض‬ ‫احتياجاته من بقالة أو صيدلية مجاورة ‪ -‬وقد تنتظر ساعة‬ ‫أو أك��ث��ر أو أق���ل‪ ...‬وم��ا أن ت���راه وتعاتبه حتى ي��رد عليك بكل‬ ‫وق��اح��ة‪( :‬ال��دن��ي��ا م��ا ط��ارت ي��ا أخ���ي)‪ ...‬أو أن تصعد سيارتك‬ ‫وتدير المحرك قاصداً بذلك لفت انتباه ذلك المستهتر ليبعد‬ ‫سيارته‪ ...‬فتراه من خلف زجاج المحل يلوح لك هاتفاً‪( :‬انتظر‬ ‫لحظة)‪ ...‬والبعض اآلخر «يطنش» نهائي ًا ضارب ًا إياك عرض‬ ‫الحائط‪ ...‬وال يأبه بك لحين إنجازه غرضه على مضض‪.‬‬ ‫ت���رى م��ت��ى ن��ج��د ال��ش��ع��ور بالمسئولية واالن��ض��ب��اط؟! إل��ى‬ ‫أي م��دى سنظل ن��واج��ه حماقات بعض السائقين؟!‪ ...‬وإل��ى‬ ‫أي ح��د سترتفع نسبة ال��ذي��ن يستهترون باألنظمة ومشاعر‬ ‫اآلخرين؟!‪...‬‬ ‫ومهما صادفت وأنت تنتقل بين األزقة والشوارع من تخلف‬ ‫وقلة وع��ي وع��دم م��ب��االة‪ ...‬ف�لا تندهش أو تستغرب‪ ...‬فأنت‬ ‫تسير في طرقات كل ما بها ممكن وجائز ومتوقع حدوثه‪.‬‬

‫سارة خليل لطف اهلل‬

‫محاضرة األمل المثيرة‪ ...‬محاضرة راندي األخيرة‬ ‫[ قلة هم مَ ن ينير هذه الكرة األرضية‪ ،‬وتضيئ هذا العالم المظلم‬ ‫بالفقر والقهر والجشع والجهل والقتل‪ ،‬ومنهم كان راندي باوش أستاذ‬ ‫علوم الحاسوب في جامعة كارنيجي ميلون في ال��والي��ات المتحدة‬ ‫األميركية‪ ،‬وحاصل على عدة شهادات ومناصب عالمية وجوائز كثيرة‬ ‫في مجال علوم الحاسوب‪ .‬له الكثير من األبحاث المهمة في مجال تفاعل‬ ‫اإلنسان مع اآللة (‪.)HCI‬‬ ‫محطة الـ «ايه بي سي» (‪ )ABC‬صنفته من أفضل ‪ 3‬شخصيات في‬ ‫العام ‪ .2007‬ومجلة ال»ت��اي��م��ز» وضعته من أفضل ‪ 100‬شخصية‬ ‫مؤثرة حول العالم‪ .‬شخصية هادئة بسيطة متواضعة مرحة شجاعة‬ ‫قوية ومثابرة‪.‬‬ ‫أكثرنا سمع عن قصة أليس في بالد العجائب التي تخوض تجارب‬ ‫مختلفة ومغامرات شيقة‪ ،‬لكن في خيال راندي فإنها تحولت من قصة‬ ‫إلى طريقة وفلسفة تعليم الطالب لغات البرمجة عن طريق اللعب وعمل‬ ‫أفالم متحركة وألعاب‪ .‬هو أيض ًا من مؤسسي مركز التقنية الترفيهية‬ ‫في جامعة كارنيجي ميلون الذي اشتهر وافتتح فروع ًا خارج أميركا‬ ‫وأصبح طالبه يتلقون عروض ًا حتى قبل تخرجهم‪.‬‬ ‫قبل عامين تم تشخيصه بمرض سرطان البنكرياس وقبل العام‬ ‫تقريب ًا أعطى محاضرة اسمها (المحاضرة األخيرة)‪ .‬ومع تطور حالته‬ ‫قال له األطباء أن أمامه ‪ 3‬إلى ‪ 6‬أشهر للحياة‪ ،‬ورحل يوم الجمعة في ‪25‬‬ ‫يوليو‪ /‬تموز ‪ 2008‬عن ‪ 47‬عاماً‪.‬‬ ‫المحاضرة األخيرة التي كانت بعنوان (الوصول الحقيقي ألحالم‬ ‫طفولتك)‪ ،‬إذ يطلب من األساتذة الكبار ع��ادة أن يلقوا تلك المحاضرة‬ ‫ويجيبوا على تساؤالت من مثل (ما الذي ستخبره للعالم إذا علمنا أن‬ ‫هذه هي محاضرتك األخيرة؟ وما الذي ستفعله في هذا العالم لو كانت‬ ‫لديك فرصة أخيرة؟ وما هي وصيتك وميراثك للعالم؟)‪.‬‬ ‫المحاضرة األخيرة لم تكن من أجل ذرف الدموع وإستدرار الشفقة‬ ‫وال��ع��ط��ف (ف��ق��د ك��ان أرب��ط��ه��م ج��أش��اً)‪ ،‬لكنها م��ن أج��ل تحفيز الطالب‬ ‫واألساتذة من أجل االستمرار في المشاريع بدونه‪ .‬كانت كشريط حياته‬ ‫بدءاً من طفولته وأحالمها‪ ،‬ومروراً بالصعوبات التي واجهته وكيفية‬ ‫التغلب عليها‪ .‬بلهجة متفائلة ومضحكة تنقلت ما بين عروض بارعة‬ ‫ولمحات م��ن علوم الحاسوب وتعليم الهندسة‪ ،‬ونصائح ع��ن فتح‬ ‫أبواب التعاون ما بين التخصصات المختلفة‪ ،‬والعمل ضمن مجموعات‬ ‫والتواصل مع بقية الناس‪.‬‬ ‫راندي كان يعلم أن برحيله سيضعف بعضهم‪ ،‬ويستسلم آخرون‪،‬‬ ‫فما فائدة العمل إن كان صاحب الحلم رحل؟ كأنه قرأ قوله تعالى‪« :‬وما‬ ‫محمد إال رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على‬ ‫أعقابكم» (آل عمران ‪ .)144‬لذلك كانت المحاضرة دافع ًا للجميع كي‬ ‫يتحركوا‪ .‬راندي تعلم من السائل يسأل‪ ،‬ماذا لو قامت القيامة وفي يدي‬ ‫بذرة ماذا أفعل بها؟ قيل له أحرثها وقد حرثها‪.‬‬ ‫راندي كان يقول للحضور بلغة إيمانية عالية‪« :‬إذا لم أب ُد حزين ًا فأنا‬ ‫آسف إلحباطكم» وفي موضع آخر كان يتكلم عن نصيحة مديره أن يقول‬

‫للحضور عن أهمية أن يستمتع اإلنسان في حياته بالعمل الذي يقوم به‪،‬‬ ‫يقول‪»:‬أستطيع أن أقول لهم ذلك‪ ،‬ولكن سأكون كالسمكة التي تحاضر‬ ‫عن أهمية الماء! ال أعرف كيف ال أستمتع‪ ،‬أنا أموت وأنا أستمتع وأمزح‪،‬‬ ‫وسأبقى كذلك آلخر يوم في حياتي‪ ،‬ألنه ال توجد طريقة أخرى»‪.‬‬ ‫رفضت جامعة براون قبوله للدراسة بها لكنه أعاد المحاولة حتى‬ ‫تم قبوله‪ .‬وبعد تخرجه رفضت جامعة كارنيجي ميلون قبوله أيض ًا‬ ‫للدراسات العليا‪ ،‬ول��م يتوقف بل ع��اود الكرة حتى تم قبوله‪ ،‬بل تم‬ ‫تعيينه الحق ًا في جامعة كارنيجي ميلون التي أعطته الفرصة ليحقق‬ ‫فيها أكثر أحالمه واهتماماته‪.‬‬ ‫في صغره زار ديزني الند‪ ،‬وبد ًال عن تركيز كل فكره واستمتاعه على‬ ‫األلعاب‪ ،‬كان يفكر‪ ،‬كيف أصنع أشياء كهذه؟ فبعد تخرجه من جامعة‬ ‫كارنيجي ميلون أرس��ل شهادته وطلبه لوالت ديزني لكن ج��اءه الرد‬ ‫بالرفض أيضاً‪ .‬هنا لم يتوقف أيضاً‪ ،‬فالحواجز مصنوعة من أجل هدف‪.‬‬ ‫ك��ان ينظر للصعوبات كتحديات يجب أن يكبر وينهض بها وليست‬ ‫إليقافه‪ ،‬بل هي لمنع من ال يمتلك الجدية في التحرك والعمل والوصول‪،‬‬ ‫كأنه يقول‪« :‬ولو أرادوا الخروج ألعدوا له عدة» (التوبة ‪.)46‬‬ ‫لم يولد ران��دي وقد علم الغيب ليستكثر من الخير‪ ،‬كان يعمل بجد‬ ‫وق��وة وإرادة‪ .‬كان يخبر والدته بصعوبة إح��دى المواد في الجامعة‪،‬‬ ‫فقالت له‪« :‬في مثل عمرك‪ ،‬كان والدك يقاتل األلمان في الحرب العالمية‬ ‫ال��ث��ان��ي��ة»‪ .‬ه��ذه الكلمات جعلت م��ن التحديات ال��ت��ي تواجهه دواف��ع‬ ‫للتحرك فهو في أسوأ األح��وال لن يتلقى رصاصة طائشة أو يموت من‬ ‫العطش أو التعذيب‪.‬‬ ‫يؤمن ران��دي بأنه لو يأخذ اإلنسان عُ شر الطاقة التي يصرفها في‬ ‫التذمر ويوجهها نحو حل المشكلة‪ ،‬فإنه سيتفاجأ بالحلول الممكنة‪.‬‬ ‫يذكر قصة إحداهن التي وقعت في قروض متزايدة‪ ،‬ولمعالجة الضغوط‬ ‫ال��ت��ي واجهتها أخ���ذت دروس ي��وغ��ا ك��ل أس��ب��وع‪ .‬بعد ف��ت��رة أخ��ذ ينظر‬ ‫لقروضها‪ ،‬وكيف أنها لو صرفت وقتها في عمل إضافي بد ًال من اليوغا‬ ‫لدفعت قروضها كاملة‪ .‬وبالفعل أخذت النصيحة وعملت بها ودفعت‬ ‫قروضها كاملة وع��اش��ت حياة أه��دأ وأج��م��ل‪ .‬لذلك يجب ح��ل المرض‬ ‫(القروض) قبل األعراض (الضغوط)‪.‬‬ ‫يدعو اآلباء الكتشاف اإلبداعات في أبنائهم‪ ،‬ف َيدَعوهم مث ًال للرسم‬ ‫على جدران غرفهم‪ ،‬وتلوينها باأللوان التي يريدون‪ .‬وهي ربما طريقة‬ ‫طبيعية في سن معينة إلبداء الرأي واالكتشاف‪ ،‬ومنعها قد يكون سبب ًا‬ ‫في امتالء شوارع الحكومات القمعية بالكتابات على الجدران؟! وهو ما‬ ‫فعله راندي ولم يغضب منه والداه‪ ،‬بل كان يسجل المعادالت الرياضية‬ ‫ويرسم‪.‬‬ ‫التعليم فن وعلم ال يتقنه كل من حصل على شهادة جامعية‪ .‬في إحدى‬ ‫الفصول أعطي طالب من تخصصات مختلفة واجب ًا لمدة أسبوعين‪،‬‬ ‫وجاء الطالب بمشاريع جديدة قد يستغرق عملها فص ًال كامالً‪ ،‬فرجع‬ ‫إليهم وقال‪« :‬كان عملكم جيداً‪ ،‬لكني أعرف أنكم تستطيعون أن تفعلوا‬ ‫أفضل»‪ .‬وبالفعل ما كان منهم إال أن أبدعوا أكثر فأكثر‪ .‬من المهم تشجيع‬

‫الطالب وإعطاؤهم الوقت للتعلم‪ ،‬وعدم تقييدهم بكتاب ثابت وبوقت‬ ‫حازم في كل األحيان‪.‬‬ ‫ران��دي لم ينجز من دون إدارة وتنظيم وقته‪ .‬في يوم ذهب للتسوق‬ ‫وقرر من الزحمة أن يدفع لوحده باستخدام الجهاز المخصص لذلك‪،‬‬ ‫ولكن الجهاز قرر أن يخرج رصيدين بـ‪ 16‬دوالراً‪ ،‬فيقول‪« :‬عندي خياران‪،‬‬ ‫إما أن أضيع ‪ 15‬دقيقة في شرح ومَ لء استمارات وأحصل على ‪ 16‬دوالر‬ ‫أو أجني ‪ 15‬دقيقة‪ ،‬فاخترت الثاني!»‪ .‬يقول‪« :‬كل ما تملك من هذه الحياة‬ ‫هو الوقت‪ ،‬الوقت يجب أن يدار كالمال‪ ،‬ويجب تقسيم األهداف الكبيرة‬ ‫لخطوات صغيرة‪ ،‬قبل أن نجد أننا نملك منه أقل مما نتصور بكثير»‪.‬‬ ‫من المهم أن يدرك اإلنسان قيمة دقات قلبه ولحظات حياته‪ ،‬فيعيش‬ ‫أجواءها ويحسم قراراتها بد ًال عن أن تلهيه أهواؤها وتشتته زخارفها‬ ‫وتضيعه غرورها وتجرفه أمواجها وتدمره أعاصيرها وتدفنه أحزانها‪،‬‬ ‫«رب ارج���ع���ون»‪ ،‬ويجعل م��ن ث��وان��ي��ه ودقائقه‬ ‫فيصحو قبل لحظة ِّ‬ ‫وساعاته مشاريع أمل وميادين عمل‪ ،‬وأن تكون على أهبة االستعداد‬ ‫للرحيل في أية لحظة وأي يوم باطمئان ورضى‪.‬‬ ‫عندما نكبر وتزرع من حولنا القوانين والنظريات والفلسفات التي‬ ‫وج��دت من أج��ل تقييد الناس ووأد تساؤالتهم وكبت أفكارهم ودهس‬ ‫إبداعاتهم‪ ،‬فإما أن تستمر ويموت ال��ن��اس‪ ،‬أو أن تُكسر من أج��ل بقاء‬ ‫الناس والمستقبل‪ .‬كأن ران��دي سمع غاندي يقول لشعبه‪« :‬إنهضوا‬ ‫أيها العبيد‪ ،‬فإنكم ال ترونهم كباراً إال وأنتم ساجدون»‪ ،‬فأخذ ينشد ثورة‬ ‫الطين ألحمد مطر‪:‬‬ ‫وضعوني في إناء‬ ‫ثم قالوا لي‪ :‬تأقلم‬ ‫وأنا لست بماء‬ ‫أنا من طين السماء‬ ‫وإذا ضاق إنائي بنموّ ي‬ ‫يتحطم!‬ ‫خيروني‬ ‫بين موت وبقاء‬ ‫بين أن أرقص فوق الحبل‬ ‫أو أرقص تحت الحبل‬ ‫فأخترت البقاءْ‬ ‫قلت‪ :‬أُعدم‪.‬‬ ‫فاخنقوا بالحبل صوت الببغاءْ‬ ‫وأمِ دّوني بصمت أبدي يتكلم‬ ‫مدير الجامعة أعلن بعد المحاضرة أن الجامعة ستقوم ببناء جسر‬ ‫يربط مبنى علوم الحاسوب باآلداب‪ ،‬وتسميته باسم راندي‪ ،‬كنوع من‬ ‫الشكر لجهود راندي الواضحة في ربط التخصصات ببعضها بعضاً‪.‬‬ ‫رح��ل��ة ح��ي��اة ممتعة عاشها ران���دي‪ ،‬ل��م تكن مفروشة ب��ال��ورود وال‬ ‫بالرياحين‪ ،‬فمن ال يتهيّب صعود الجبال ال يعش أبداً ما بين الحفر‪.‬‬

‫حامد الحوري‬

‫انتهاك السواحل‪ ...‬اغتصاب على الطريق العام!‬ ‫[ في العادة أن تتم جرائم االغتصاب في أماكن‬ ‫مهجورة أو معزولة أو من وراء أبواب مغلقة‪ .‬المهم‬ ‫بعيداً عن أعين الرقباء‪ ،‬أما جريمة االغتصاب التي‬ ‫نحن بصدد الحديث عنها‪ ،‬فهي تتم في وضح النهار‬ ‫وتحت مرأى ومسمع جميع أفراد المجتمع ومن دون‬ ‫أدنى حياء أو خجل أو وازع من ضمير‪.‬‬ ‫إنه اغتصاب على قارعة الطريق ومن دون لباس‬ ‫يواري السوأة ولو بمقدار ورقة التوت!‬ ‫إنه اغتصاب لساحل الدير وبحر الدير‪ ،‬بل قل إنه‬ ‫لسواحل البحرين‪ ،‬إنه اغتصاب لتاريخ‪ ،‬واغتصاب‬ ‫ألرزاق الناس‪ ،‬واغتصاب لبسمة األطفال وفرحتهم‪،‬‬ ‫َف‬ ‫واغ��ت��ص��اب ألم��ل ال��ش��ب��اب وتطلعاتهم‪ ،‬لقد عَ ���ر َ‬ ‫سكان هذه المنطقة البحر ورافقوه آلالف السنين‪،‬‬ ‫اختلطت حياتهم بحياته وامتزجت آمالهم وآالمهم‬ ‫بكل مكوناته‪ ،‬دخ��ل في تفاصيل حياتهم اليومية‬ ‫وأمثالهم وحكاياتهم الشعبية‪ ،‬إنه الصديق الحميم‬ ‫والخل الوفي الذين يشهدون عملية قتله وإعدامه‪.‬‬ ‫لقد كانت لسكان هذه المنطقة ‪ -‬منطقة الدير ‪-‬‬ ‫جزيرة اسمها «خصيفة» كانت مكان ًا للراحة وموقع ًا‬ ‫ل��ل��رح�لات‪ ،‬وك����ان (ال���ح���دّاق���ة) ي��ق��ص��دون��ه��ا لصيد‬ ‫(السبيطية)‪ ،‬وك��ان البحارة يجمعون الحشائش‬ ‫من شمالها وشرقها‪ ،‬وكنت ت��رى في ح��االت الجزر‬ ‫وباألخص في أيام الصيف مجموعات تتحلق حول‬ ‫الجوجب (الكوكب) الواقع إل��ى الجنوب الشرقي‬ ‫من خصيفة لشرب الماء العذب الفرات‪ ،‬وكنا نشاهد‬ ‫اآلالف من طيور النورس وه��ي تتجمع جنوب هذه‬

‫الجزيرة في أيام الشتاء لتحتمي من الرياح‪ ،‬كانت‬ ‫مناظر جميلة تدخل البهجة والسرور على النفس‬ ‫فتنسيها متاعب الحياة ولو إلى حين‪ ،‬كل ذلك حرمنا‬ ‫منه!‬ ‫إن م��ا ج���رى وي��ج��ري ق��د ط���ال م��ه��اج��ع ال��ط��ي��ور‬ ‫ومواطن األسماك‪ ،‬إنه اغتصاب ووأد لخيرات هذه‬ ‫المنطقة وتدمير للبيئة البحرية بجميع حلقاتها‪،‬‬

‫وكأن هؤالء القوم قدت قلوبهم من صخر وانتزعت‬ ‫منهم الرحمة وصموا آذانهم واستغشوا ثيابهم عن‬ ‫كل مناشدة ونداء‪ ،‬فالمهم أن تمتلئ الجيوب وتزداد‬ ‫األرص��دة في المصارف ولتذهب السواحل والبحار‬ ‫ومن عليها وماعليها إلى الجحيم‪.‬‬ ‫إنها جريمة ال تعادلها جريمة إال أنها بال عقاب‬ ‫وك��أن القانون ال يجرم من يستولي على السواحل‬

‫والبحار ويدمر البيئة!‬ ‫قد يحاسب ويعاقب صاحب سيارة ألقى بعض‬ ‫مخلفات عند أح��د ال��س��واح��ل ‪ -‬إن بقيت سواحل‬ ‫ بينما يغض الطرف عن كل ما سلف ذكره من دمار‬‫واغتصاب للسواحل‪.‬‬ ‫لقد تناولت صحافتنا المحلية هذه األيام موضوع‬ ‫محاولة رشوة وزير البلديات‪ ،‬وأن المحكمة حكمت‬ ‫ع��ل��ى ال��م��دان ب��ال��رش��وة بالسجن ل��م��دة ‪ 3‬س��ن��وات‬ ‫وغ���رام���ة ق��دره��ا ‪ 5‬آالف دي��ن��ار م��ع م���ص���ادرة مبلغ‬ ‫ال��رش��وة وق��دره ‪ 14500‬دينار بحريني ومصادرة‬ ‫علبتي الحلوى‪.‬‬ ‫إنها خطوة تستحق اإلكبار واإلش��ادة‪ ،‬فالرشوة‬ ‫عندما تتفشى في أي مجتمع تضيع الحقوق وتفسد‬ ‫الضمائر‪ ،‬وليت هذه األحكام والعقوبات تطال كل‬ ‫المرتشين وخاصة من تصل رشاواهم إلى الماليين‪.‬‬ ‫وليت العقوبات تطال من ابتلعوا أراض وسواحل‬ ‫بعشرات الكيلومترات وقيمتها تصل إل��ى مئات‬ ‫الماليين‪ .‬أليست هذه صورة من أكثر صور الفساد‬ ‫بشاعة؟‬ ‫إن��ه��ا مَ ��ظ�� َل��م��ة ك��ب��رى وس��ي��ح��اس��ب ك��ل م��ن ش��ارك‬ ‫فيها بالفعل أو بالموافقة أو بالصمت‪ ،‬وها هو حبل‬ ‫المشنقة يلتف حول عنق الساحل بانتظار إعطاء‬ ‫اإلش��ارة لسحب الكرسي ليسقط هذا الساحل جثةً‬ ‫هامد ًة وليكون شاهداً على جريمة اغتصاب على‬ ‫الطريق العام‪.‬‬

‫إبراهيم حسن إبراهيم‬

‫نرجس البناء فقيدة التعليم‪ ...‬إلى جنة الخلد!‬ ‫[ ف��ي صبيحة أح��د األي ��ام ذه �ب��تُ إل��ى مجلس ع ��زاء؛ لتقديم‬ ‫ال�ت�ع��ازي أله��ل ف�ق�ي��دة التعليم ال�م��رب�ي��ة ال�ف��اض�ل��ة ن��رج��س مهدي‬ ‫ال�ب�ن��اء‪ ،‬معلّمة م��ادة ال��ري��اض�ي��ات ب�م��درس��ة الحنينية االبتدائية‬ ‫ل�ل�ب�ن��ات‪ ،‬ال�ت��ي ان�ت�ق�ل��ت إل��ى ع��ال��م اآلخ ��رة ب�ع��د وض�ع�ه��ا ل��ول�ي��ده��ا‪،‬‬ ‫ورحلت من هذه الدنيا بنفس راضية مرضية‪ ،‬وقد نقل في األثر‬ ‫(ال�م��رأة إذا توفيت بعد والدت�ه��ا لها أجرالشهيد ‪ ،‬ولكنها تغسل‬ ‫وت�ك�ف��ن )‪،‬وال �ف �ق �ي��دة ن��ال��ت ال��رح�م��ة وال�م�غ�ف��رة اإلل�ه�ي��ة وال �ج��زاء‬ ‫األوف� ��ر‪ ،‬أل ّن �ه��ا ف��ارق��ت ال �ح �ي��اة ب�ع��د ال� ��والده‪ ،‬ل��م أس�ت�ط��ع إخ�ف��اء‬ ‫مشاعري اإلنسانية أم��ام هذا الحدث المؤلم ال��ذي حبس العَ بْرة‬ ‫في ص��دري عندما كنت أق� ّدم التعازي ألهلها وذويها واح��د ًا تلو‬ ‫اآلخ��ر‪ ،‬ولكن ق� ْل��تُ ف��ي نفسي ال أدري أجئت ألق��دم لهم التهاني‬ ‫بالمنزلة الرفيعة التي نالتها‪ ،‬أم أعزّ يهم بفقدها الذي كان صعبا‬ ‫عليهم ‪ ،‬وظللت ط��وال ال�ط��ري��ق استحضر تلك الشخصية التي‬ ‫ع��رف��ت سماتها بعد مماتها م��ع األس��ف الشديد ول��م أعرفها في‬ ‫حياتها على رغ��م تتبعي للشأن ال�ت��رب��وي‪ ،‬م��ن خ�لال م��ا سمعته‬ ‫م��ن األخ ج��اس��م ال �م �ح��اري‪ ،‬ال��ذي ك��ان ي�ت�ح� ّدث ك�ث�ي��را وب��إط�ن��اب‬ ‫وبحرقة شديدة وحسرة كبيرة عنها و عن نشاطاتها المتنوّ عة‬ ‫وخلقها الرفيع ‪ ،‬وأسلوبها التربوي المتميّز وإنسانيتها العالية‬ ‫ال��ذي يعجز ال�ل�س��ان ع��ن وص�ف�ه��ا ب��دق��ة ك�م��ا ي �ق��ول‪ ،‬ك��ان��ت معلّمة‬

‫وتربوية بمعانيها الراقية على رغم ما تعانيه من مرض السكلر‬ ‫ال��ذي ك��ان السبب ف��ي وف��ات�ه��ا كما ن�ت�ص��وّ ر‪،‬وي�ض�ي��ف المحاري‬ ‫قائال‪ :‬الفقيدة لم تحجّ م نفسها في حدود مدرستها‪ ،‬بل كان لها‬ ‫وج��ود في مساحات تربوية وتعليمية واس�ع��ة‪ ،‬وكانت تشارك‬ ‫ف��ي مختلف ال�ف�ع��ال�ي��ات ال�ت��رب��وي��ة والتعليمية ال�ت��ي ت�ق��ام خ��ارج‬ ‫سور المدرسة‪ ،‬كانت الفقيدة تتمتع بحس مُ رهف قلّ نظيره‪ ،‬ما‬ ‫جعلها محل اهتمام الكثيرين‪ ،‬وإنجازاتها التربوية والتعليمية‬ ‫ب��ارزة ويشهد بجدوتها التربويون ‪ ،‬كانت وفاتها مفاجأة غير‬ ‫متوقعة لمحبيها‪ ،‬فلهذا رأينا مختلف رجاالت التربية والتعليم‬ ‫ج��اؤوا لتقديم تعازيهم إلى أهل الفقيدة وذويها ‪ ،‬ورأينا رئيس‬ ‫استشارية المعلمين عبدالغني الشويخ ونائبه في مجلس العزاء‬ ‫كأنّهما م��ن ذوي الفقيدة ‪ ،‬كيف ال والفقيدة تركت لها بصمات‬ ‫واضحة في أعمال االستشارية‪ ،‬كما علمت أنّها هي التي صممت‬ ‫شعار االستشارية‪ ،‬الفقيدة كانت مُ بدعة في اتجاهات متنوعة ‪،‬‬ ‫وكانت طموحة على رغم قصر عمرها المهني ال��ذي لم يتجاوز‬ ‫الثماني سنوات‪ ،‬في هذه المرة لن نتح ّدث عن عدد ضحايا هذا‬ ‫المرض في الشهور الماضية ال��ذي ف��اق ك��لّ التوقعات‪ ،‬بطبيعة‬ ‫الحال هذا األمر يمكن أنْ تبحث فيه وزارة الصحة بكلّ تفاصيله‬ ‫وح�ي�ث�ي��ات��ه‪ ،‬وم��ا ه��و دور وزارة ال�ص�ح��ة ف��ي ال �ش��أن ال��ذي رم��لّ‬

‫الكثيرين م��ن ال��رج��ال وأي�ت��م الكثيرين م��ن األب�ن��اء ؟ ليس ه��ذا ما‬ ‫أردنا الحديث فيه في هذه المساحة‪ ،‬ما أردنا الحديث فيه‪ ،‬فقيدة‬ ‫التعليم ‪ ،‬كيف ال‪ ،‬وهي التي تميّزت باإلخالص والتفاني والجد‬ ‫والمثابرة في عملها وكانت تمثل لتلميذاتها القدوة الصالحة ‪،‬‬ ‫ولهذا ذهلن وبكين عليها عند سماعهنّ خبر وفاتها‪ ،‬ولم يصدقن‬ ‫أنّ معلمتهنّ المحبوبة لديهنّ لن تأتي إليهنّ مرة أخرى‪ ،‬وإدارة‬ ‫المدرسة وزميالتها م��ن المعلّمات ع� ّب��رن ع��ن حزنهنّ على فقد‬ ‫ه��ذه المعلمة الكبيرة بإخالقها والمتميزة بأسلوبها التربوي‬ ‫مع تلميذاتها وزميالتها والقديرة في تدريسها ‪ ،‬فكانت بحسب‬ ‫م��ا عبّر عنها بأنّها المثال الطيّب ال��ذي يحتذى ب��ه ف��ي المجالين‬ ‫التربوي والتعليمي ‪ ،‬نقول إن اإلنسانية أذرف��ت دموعها على‬ ‫قبرها‪ ،‬ونعتها ومن حقها ذلك‪ ،‬وال أحد يستطيع أنْ يعتب عليها‬ ‫أو ينتقدها في ذلك‪ ،‬ومن حقها أن تتحسر عليها ‪ ،‬كيف ال‪ ،‬وهي‬ ‫التي أدمت القلوب وأدمعت عيون كلّ مَ نْ عرفها ومَ نْ لم يعرفها‬ ‫‪ ،‬نسأل اهلل جلّت قدرته أنْ يتغمّ دها برحمته الواسعة ويجعلها في‬ ‫المقام المحمود‪ ،‬وأنْ يسكنها الفسيح من جنته‪ ،‬وأنْ يلهم أهلها‬ ‫وذوي �ه��ا وزم�ي�لات�ه��ا وصديقاتها ومحبيها وتلميذاتها الصبر‬ ‫والسلوان ‪.‬‬

‫سلمان سالم‬

Related Documents

Randy
November 2019 29
Randy
November 2019 28
Randy Pang Resume
April 2020 11
Ahk Randy (hapal).docx
December 2019 34