Qassas Al Anbiya2 02

  • December 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View Qassas Al Anbiya2 02 as PDF for free.

More details

  • Words: 4,454
  • Pages: 31
‫قصص النبياء‬ ‫الجزء الثانى‬ ‫إعداد‬ ‫جنات عبد العزيز دنيا‬ ‫المادة العلمية ملخصة من‬ ‫‪http//:www.alnoor.info/Prophets‬‬

‫‪1‬‬

‫رتبت أسماء النبياء عليهم‬ ‫السلم وفقا للتسلسل الزمني‬ ‫في إرسالهم لقوامهم‬ ‫آدم عليه السلم‬

‫‪2‬‬

‫شيث‬

‫لوط‬

‫ذو الكفل‬

‫يوشع بن نون‬

‫عزير‬

‫إدريس‬

‫إسماعيل‬

‫يونس‬

‫داود‬

‫زكريا‬

‫نوح‬

‫إسحق‬

‫شعيب‬

‫سليمان‬

‫يحي‬

‫هود‬

‫يعقوب‬

‫أنبياء أهل القرية‬

‫إلياس‬

‫عيسى‬

‫صالح‬

‫يوسف‬

‫موسى‬

‫اليسع‬

‫إبراهيم‬

‫أيوب‬

‫هارون‬

‫محمد عليه الصلة والسلم‬

‫هذا هو الجزء الثانى ويبدء من موسى عليه السلم‬

‫موسى عليه السلم – ‪1‬‬ ‫‪:‬قال تعالى فى سورة القصص‬

‫ح ْينَا إِلَى أُمّ مُوسَى َأ ْ‬ ‫ن‬ ‫وَأَوْ َ‬ ‫أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَ َليْهِ فَأَلْقِيهِ‬ ‫فِي ا ْليَمّ َولَ تَخَافِي َولَ تَحْ َزنِي‬ ‫ِإنّا رَادّوهُ إِ َل ْيكِ وَجَاعِلُوهُ ِمنَ‬ ‫الْمُرْسَلِينَ(‪)7‬‬ ‫بعد أن ولد موسى خافت عليه أمه من‬ ‫فرعون أوحى إليها ال أن تضعه في‬ ‫صندوق وتلقيه في النهر ‪ .‬حملت مياه‬ ‫النيل هذا الصندوق إلى قصر فرعون ‪.‬‬ ‫أحبته آسيا امرأة فرعون ‪ .‬شاء ال‬ ‫أن يرسل إليه أمه لترضعه ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫أنبياء ال‬

‫تربى موسى فى بيت فرعون أعظم تربية ‪ .‬كبر‬ ‫موسى كان يعلم أنه ليس إبنا لفرعون ‪ ،‬إنما هو‬ ‫واحد من بني إسرائيل ‪ .‬كان يرى كيف يضطهد‬ ‫رجال فرعون وأتباعه بني إسرائيل ‪.‬دخل المدينة‬ ‫على حين غفلة من أهلها فوجد رجل من أتباع‬ ‫فرعون وهو يقتتل مع رجل من بني إسرائيل ‪،‬‬ ‫وأزاح بيده الرجل الظالم فقتله ولم يكن يقصد أن‬ ‫يقتل نفسا‪ .‬وأرسلت عناية ال إليه بالرجل‬ ‫المؤمن وجاء من أقصى المدينة مسرعا ونصح‬ ‫موسى بالخروج من مصرلن المصريين ينوون‬ ‫قتله ‪ .‬خرج موسى من مصر على عجل ‪.‬‬ ‫وصاحبته عناية ال في الطريق الصحراوي من‬ ‫مصر إلى مدين ‪.‬‬

‫موسى عليه السلم ‪2 -‬‬

‫أنبياء ال‬

‫دخل مدين وجد امرأتان فسقى لهما الغنم وعلم أن أباهما شيخ كبير ‪ .‬تزوج موسى‬ ‫بعد ذلك إحدى ابنتى الشيخ ‪ .‬قال بعض المفسرين أنه النبى شعيب ‪ .‬واتفق الشيخ‬ ‫مع موسى على أن يستأجره عشر سنين ‪ .‬فلما انتهت العشر سنوات أراد ال له أن‬ ‫يعود الى مهبط رأسه ‪.‬‬ ‫خرج موسى مع أهله تاه فى الصحراء ووقف موسى حائرا ثم رفع رأسه فشاهد‬ ‫نارا عظيمة تشتعل عن بعد‪ .‬قال لهله ‪ :‬أني رأيت نارا هناك ‪ .‬ذهب فى اتجاه‬ ‫النارعله يجد طريق ‪ ،‬واقترب موسى من النار ‪ .‬ناداه ربه عز وجل ( يَا مُوسَى‬ ‫ستَمِعْ لِمَا يُوحَى *‬ ‫ختَ ْرتُكَ فَا ْ‬ ‫طوًى وَأَنا ا ْ‬ ‫ِإنّي أَنَا َربّكَ فَاخْلَعْ َن ْع َليْكَ ِإنّكَ بِا ْلوَادِ الْمُقَدّسِ ُ‬ ‫ِإ ّننِي َأنَا الُّ لَ إِلَهَ إِلّ َأنَا فَاعْبُ ْدنِي وَأَقِمِ الصّلةَ لِ ِذكْرِي * إِنّ السّاعَةَ آ ِتيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا‬ ‫ع ْنهَا مَنْ لَ ُيؤْمِنُ ِبهَا وَا ّتبَعَ َهوَاهُ َفتَرْدَى‬ ‫ص ّدنّكَ َ‬ ‫سعَى * فَل َي ُ‬ ‫ِلتُجْزَى ُكلّ نَفْسٍ بِمَا تَ ْ‬ ‫( سورة طه ‪. - 13)16‬‬ ‫‪4‬‬

‫موسى عليه السلم ‪3 -‬‬

‫أنبياء ال‬

‫أيده ال بمعجزتين ‪ -‬معجزة العصا التى تتحول فجأة إلى ثعبان عظيم ومعجزة يده‬ ‫التى تخرج بيضاء من غير سوء – ثم أمره أن يذهب إلى فرعون ليدعوه إلى ال‬ ‫برفق ولين‪ ،‬وأن يخرج بني إسرائيل من مصر‪ .‬وتوسل إلى ال أن يكون أخوه‬ ‫هارون معه ‪.‬‬ ‫رجع موسى الى أهله وانحدر بهم قاصدا مصر‪ .‬فى مصر واجه موسى فرعون بلين‬ ‫ورفق كما أمره ال ‪ ،‬ألقى موسى عصاه فتحولت إلى ثعبان هائل يتحرك بسرعة ثم‬ ‫أدخل يده في جيبه وأخرجها فإذا هي بيضاء كالقمر‪ .‬جمع فرعون السحرة ‪ .‬رمى‬ ‫السحرة بعصيهم وحبالهم فإذا المكان يمتلئ بالثعابين فجأة رفع موسى عصاه‬ ‫فوقعت المعجزة وتحولت العصا إلى حية‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫موسى عليه السلم ‪4 -‬‬

‫أنبياء ال‬

‫وحدثت المفاجأة وهى استسلم السحرة لرب العالمين رب موسى وهارون ‪ .‬وغضب‬ ‫فرعون وبدأ التآمر على موسى ومن آمن معه ‪ .‬أوحي ال إلى موسى أن يخرج من‬ ‫مصر مع بني إسرائيل ‪ ،‬حشد فرعون جيشا عظيما ليدرك موسى وقومه ‪ ،‬وصل‬ ‫فرعون إلى البحر شاهد في البحر طريقا يابسا يشقه نصفين فأمر جيشه بالتقدم ‪.‬‬ ‫حتى أصدر ال أمره ‪ ،‬فانطبقت المواج على فرعون وجيشه وماتوا جميعا ‪ .‬ونجا‬ ‫موسى ومن معه ‪.‬‬ ‫انتهت المرحلة الولى من مهمة موسى عليه السلم ‪ ،‬وهي تخليص بني إسرائيل‬ ‫من حياة الذل والتعذيب على يد فرعون وجنده والسير بهم إلى الديار المقدسة‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫موسى عليه السلم ‪5 -‬‬

‫أنبياء ال‬

‫موعد موسى لملقاة ربه ‪ :‬كانت فترة العداد ثلثين ليلة‪ ،‬أضيف إليها عشر‪ .‬طلب‬ ‫موسى أن يرى ال عز وجل فرد عليه رب العزة (‪ ...‬قَالَ لَن تَرَانِي َولَـكِنِ انظُرْ ِإلَى‬ ‫ج َعلَهُ َدكّا وَخَرّموسى‬ ‫جلّى َربّهُ لِلْجَ َبلِ َ‬ ‫سوْفَ تَرَانِي فَلَمّا تَ َ‬ ‫ستَقَرّ َمكَانَهُ فَ َ‬ ‫الْجَ َبلِ َفإِنِ ا ْ‬ ‫صعِقًا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ) (العراف ‪. )143‬‬ ‫َ‬ ‫أعطاه ال التوراه ‪ .‬إنحدر موسى من قمة الجبل وهو يحمل ألواح التوراة‪ ،‬تبين أن‬ ‫هناك رجل من بنى إسرائيل يدعى السامرى أخذ حلى النساء وصنع منها تمثال‬ ‫لعجل وقال للقوم هذا إلهكم وإله موسى وصدقه القوم ووقف هارون وسط قومه‬ ‫وراح يعظهم فلم يفلح ‪ .‬إنحدر موسى عائدا لقومه وألقى ألواح ‪ .‬ونهر أخاه هارون‬ ‫بعنف على تهاونه ‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫موسى عليه السلم ‪6 -‬‬

‫أنبياء ال‬

‫ولكن هارون أفهمه أنه إنما خشي لو قاومهم بعنف أن يثير بينهم قتال وأن القوم‬ ‫استضعفوه وكادوا يقتلونه حين قاومهم ‪.‬‬ ‫استأنف موسى عليه السلم جهاده في ال ‪ ،‬وقرأ ألواح التوراة على قومه ‪ ،‬أمرهم‬ ‫في البداية أن يأخذوا بأحكامها بقوة وعزم ‪.‬‬ ‫اختيار سبعين رجل لميقات ال ‪ :‬أمر موسى بني إسرائيل أن يستغفروا ال ويتوبوا‬ ‫إليه‪ ..‬دنا موسى من الجبل‪ .‬وكلم ال تعالى موسى‪ ،‬وسمع السبعون موسى وهو يكلم‬ ‫ربه‪ .‬ولعل معجزة كهذه تكون كافية لحمل اليمان إلى القلوب مدى الحياة ‪.‬‬ ‫غير أن السبعين المختارين لم يكتفوا بما استمعوا إليه من المعجزة‪ .‬إنما طلبوا رؤية‬ ‫ال تعالى ‪ .‬قالوا سمعنا ونريد أن نرى ‪ .‬قال القوم لموسى ‪:‬‬ ‫جهْرَةً ) ‪ .‬قام موسى يدعو ربه ويناشده أن‬ ‫حتّى نَرَى الَّ َ‬ ‫( يَا مُوسَى لَن ّنؤْمِنَ لَكَ َ‬ ‫يعفو عنهم ويرحمهم ‪ ،‬وأل يؤاخذهم بما فعل السفهاء منهم ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫موسى عليه السلم ‪7 -‬‬

‫أنبياء ال‬

‫نزول المن والسلوى‪ :‬سار موسى بقومه في سيناء‪ .‬وأدركتهم رحمة ال فساق‬ ‫إليهم المن والسلوى وظللهم الغمام ‪ .‬والمن مادة يميل طعمها إلى الحلوة وتفرزها‬ ‫بعض أشجار الفاكهة‪ .‬وساق ال إليهم السلوى‪ ،‬وهو نوع من أنواع الطيور يقال‬ ‫إنه (السمان)‪ .‬وحين اشتد بهم الظمأ إلى الماء‪ ،‬وسيناء مكان يخلو من الماء ‪،‬‬ ‫ضرب لهم موسى بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا من المياه ‪ .‬وكان‬ ‫بنو إسرائيل ينقسمون إلى ‪ 12‬سبطا‪ .‬فأرسل ال المياه لكل مجموعة‪ .‬ورغم هذا‬ ‫الكرام والحفاوة ‪ ،‬احتج قوم موسى بأنهم سئموا من هذا الطعام ‪ ،‬واشتاقت‬ ‫نفوسهم إلى البصل والثوم والفول والعدس ‪ ،‬وكانت هذه الطعمة أطعمة مصرية‬ ‫تقليدية‪ .‬وهكذا سأل بنو إسرائيل نبيهم موسى أن يدعو ال ليخرج لهم من الرض‬ ‫هذه الطعمة ‪ .‬وعاد موسى ينبههم كيف أنهم يتبطرون على خير الطعام وأكرمه ‪،‬‬ ‫ويريدون بدله أدنى الطعام ‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫موسى عليه السلم ‪8 -‬‬

‫أنبياء ال‬

‫السير باتجاه بيت المقدس ‪ :‬سار موسى بقومه في اتجاه بيت المقدس ‪ .‬أمر‬ ‫موسى قومه بدخولها وقتال من فيها والستيلء عليها‪.‬‬ ‫قاسى موسى من قومه ‪ ،‬وعانى عناء عظيما ‪ ،‬رفض بنو إسرائيل القتال ‪ .‬وقالوا‬ ‫لموسى ‪ :‬إن فيها قوما جبارين ‪ ،‬ولن ندخلها حتى يخرج منها هؤلء ‪ .‬قالوا‬ ‫عدُونَ ) ‪.‬‬ ‫كلمتهم الشهيرة‪ ( :‬فَاذْهَبْ أَنتَ وَ َربّكَ فَقَاتِل ِإنّا هَا ُهنَا قَا ِ‬ ‫وبهذه النفسية حكم ال عليهم بالتيه‪ .‬وكان الحكم يحدد أربعين عاما كاملة‪ ،‬وقد‬ ‫قدر أن يموت موسى عليه السلم قبل أن يدخل بنو إسرائيل الرض التي كتب ال‬ ‫عليهم دخولها ‪ .‬مات هارون قبل موسى بزمن قصير‪ .‬واقترب أجل موسى عليه‬ ‫السلم وكان لم يزل في التيه‪ .‬قال يدعو ربه ‪ :‬رب أدنني إلى الرض المقدسة‬ ‫رمية حجر ‪ .‬أحب أن يموت قريبا من الرض التي هاجر إليها و حث قومه عليها‪.‬‬ ‫ولكنه لم يستطع ‪ ،‬ومات في التيه ‪ .‬ودفن عند كثيب أحمر‪.‬‬ ‫قال محمد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬لما أسري بي مررت بموسى وهو قائم يصلي‬ ‫في قبره عند الكثيب الأحمر‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫بعض القصص التي حدثت لموسى وقومه ‪9 -‬‬ ‫موسى والعبد الصالح ‪ -‬أ‬

‫أنبياء ال‬

‫حتّى‬ ‫لم يحدد لنا القرآن الكريم زمان ومكان وقوعها ‪ .‬قال تعالى ‪َ :‬وإِذْ قَالَ مُوسَى لِ َفتَاهُ لَ َأبْ َرحُ َ‬ ‫ضيَ حُقُبًا (‪( )60‬الكهف) ‪ .‬تمضي القصة بغير أن تحدد لك سطورها مكان‬ ‫َأبْلُغَ مَجْمَعَ ا ْلبَحْرَ ْينِ َأوْ أَمْ ِ‬ ‫وقوع الحداث ‪ ،‬ول زمانه‪ ،‬يخفي السياق القرآني أيضا اسم أهم أبطالها‪ ..‬يشير إليه الحق تبارك‬ ‫عبَا ِدنَا آ َت ْينَاهُ رَحْمَةً ِمنْ عِن ِدنَا َوعَلّ ْمنَاهُ مِن لّ ُدنّا عِلْمًا) هو عبد أخفى السياق‬ ‫وتعالى بقوله‪( :‬عَبْدًا ّمنْ ِ‬ ‫القرآني اسمه‪ ..‬هذا العبد هو الذي يبحث عنه موسى ليتعلم منه‪.‬‬ ‫قام موسى خطيبا في بني إسرائيل ‪ ،‬يدعوهم إلى ال ويحدثهم عن الحق ‪ ،‬سأله أحد المستمعين من‬ ‫بني إسرائيل ‪ :‬هل على وجه الرض أحد أعلم منك يا نبي ال؟ قال موسى مندفعا ‪ :‬ل‪ ..‬جاءه جبريل‬ ‫‪ ،‬عليه السلم ‪ ،‬يقول له‪ :‬إن ل عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك‪ .‬انطلق موسى ‪ -‬طالب العلم –‬ ‫ومعه فتى ‪ ،‬حدثتنا السنة المطهرة ان الفتى هو يوشع ابن نون والعبد الصالح هو الخضر عليه‬ ‫السلم ‪ .‬حمل الفتى حوتا في سلة‪ ..‬انطلقا بحثا عن العبد الصالح العالم (الخضر ) وليست لديهم أي‬ ‫علمة على المكان الذي يوجد فيه ‪ .‬وصل الإثنان إلى صخرة جوار البحر‪ ..‬رقد موسى واستسلم‬ ‫للنعاس ‪ ،‬وبقي الفتى ساهرا‪..‬‬ ‫‪11‬‬

‫بعض القصص التي حدثت لموسى وقومه ‪10 -‬‬ ‫موسى والعبد الصالح ‪ -‬ب‬

‫أنبياء ال‬

‫ألقت الرياح إحدى المواج على الشاطئ فأصاب الحوت رذاذ فدبت فيه الحياة وقفز‬ ‫سبِيلَهُ فِي ا ْلبَحْرِ سَرَبًا)‪ ..‬وكان تسرب الحوت إلى البحر علمة‬ ‫خذَ َ‬ ‫إلى البحر‪ ( ..‬فَاتّ َ‬ ‫أعلم ال بها موسى لتحديد مكان لقائه بالرجل الحكيم الذي جاء موسى يتعلم منه ‪.‬‬ ‫وصل موسى إلى المكان الذي تسرب منه الحوت وهناك وجدا رجل طلب منه‬ ‫علَى أَن تُ َعلّمَنِ مِمّا عُلّمْتَ رُشْدًا ) قال الخضر‬ ‫موسى أن يتبعه ‪َ ( ،‬هلْ َأ ّت ِبعُكَ َ‬ ‫لموسى ‪ -‬عليهما السلم ‪ -‬إن هناك شرطا يشترطه لقبول أن يصاحبه موسى ويتعلم‬ ‫منه هو أل يسأله عن شيء حتى يحدثه هو عنه‪ ..‬فوافق موسى على الشرط ‪.‬‬ ‫وانطلقا ‪ .‬انطلق موسى مع الخضر يمشيان على ساحل البحر‪ ..‬مرت سفينة ‪،‬‬ ‫فطلب الخضر من أصحابها أن يحملوهما‪ ،‬وفوجئ موسى حين رست السفينة‬ ‫وغادرها أصحابها وركابها أن الخضر بدأ يخرق السفينة فاستنكر موسى هذا الفعل‬ ‫ش ْيئًا إِمْرًا)‬ ‫جئْتَ َ‬ ‫‪ .‬فاندفع موسى يقول للعبد الصالح ( قَالَ أَخَرَ ْق َتهَا ِل ُتغْرِقَ أَهْ َلهَا لَ َقدْ ِ‬ ‫‪12‬‬

‫بعض القصص التي حدثت لموسى وقومه ‪11 -‬‬ ‫موسى والعبد الصالح ‪ -‬ج‬

‫أنبياء ال‬

‫صبْرًا) ‪ ،‬فيعتذر موسى ( قَالَ لَ‬ ‫ستَطِيعَ مَعِيَ َ‬ ‫ويقول الخضر ( قَالَ أَ َلمْ أَ ُقلْ ِإنّكَ لَن تَ ْ‬ ‫ُتؤَاخِ ْذنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَ تُرْهِ ْقنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ) ‪.‬‬ ‫سارا معا‪ ..‬فمرا على حديقة يلعب فيها الصبيان‪ ..‬حتى إذا تعبوا من اللعب انتحى‬ ‫كل‬ ‫واحد منهم ناحية واستسلم للنعاس‪ ..‬فوجئ موسى بأن العبد الرباني يقتل غلما‪..‬‬ ‫فيثور موسى سائل عن الجريمة التي ارتكبها هذا الصبي ليقتله هكذا‪ ..‬يعاود العبد‬ ‫الرباني تذكيره بأنه أفهمه أنه لن يستطيع الصبر عليه ‪ ،‬فرد موسى ( قَالَ إِن سَ َأ ْلتُكَ‬ ‫عَن شَيْءٍ َبعْدَهَا فَلَ ُتصَاحِ ْبنِي َقدْ َب َلغْتَ مِن لّ ُدنّي عُذْرًا ) ‪.‬‬ ‫ومضى موسى مع الخضر‪ ..‬فدخل قرية نفذ ما معهما من الطعام ‪ ،‬فاستطعما أهل‬ ‫القرية فأبوا أن يضيفوهما‪ ..‬وجاء عليهما المساء وأوى الإثنان إلى خلء فيه جدار‬ ‫يكاد يهم بالسقوط‪ ..‬وفوجئ موسى بأن الرجل العابد ينهض ليقضي الليل كله في‬ ‫إصلح الجدار وبنائه من جديد‪..‬‬ ‫‪13‬‬

‫بعض القصص التي حدثت لموسى وقومه ‪12 -‬‬ ‫موسى والعبد الصالح ‪ -‬د‬

‫أنبياء ال‬

‫ويندهش موسى من تصرف رفيقه ومعلمه ‪ ،‬إن القرية بخيلة‪ ،‬ل يستحق من فيها‬ ‫هذا العمل المجاني ( قَالَ َلوْ شِئْتَ َلتّخَذْتَ عَ َليْهِ أَجْرًا )‪ ..‬لقد حذر العبد الرباني‬ ‫موسى من مغبة السؤال ‪.‬‬ ‫جاء دور التفسير الن ‪ :‬إن أصحاب السفينة سيعتبرون خرق سفينتهم مصيبة‬ ‫جاءتهم ‪ ،‬بينما هي نعمة فهناك ملك ظالم يصادر كل السفن الموجودة غصبا‪ ،‬ثم‬ ‫يفلت هذه السفينة التالفة المعيبة ‪ .‬وبذلك يبقى مصدر رزق أصحابها كما هو‪ ،‬فل‬ ‫يموتون جوعا‪ .‬أيضا سيعتبر والد الطفل المقتول وأمه أن كارثة قد دهمتهما‬ ‫غير أن موته يمثل بالنسبة لهما رحمة عظمى ‪ ،‬فإن ال سيعطيهما بدل منه غلما‬ ‫يرعاهما في شيخوختهما ول يرهقهما طغيانا وكفرا كالغلم المقتول ‪.‬‬ ‫أما الجدار الذي أتعب نفسه بإقامته بدون أجر‪ ،‬كان يخبئ تحته كنزا لغلمين يتيمين‬ ‫ضعيفين في المدينة‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫بعض القصص التي حدثت لموسى وقومه ‪13 -‬‬ ‫موسى والعبد الصالح – هـ‬

‫انتهى الدرس واختفى هذا العبد الصالح‪..‬‬ ‫إل أن موسى تعلم من صحبته درسين مهمين ‪:‬‬ ‫تعلم أل يغتر بعلمه في الشريعة‪ ،‬فهناك علم الحقيقة‪.‬‬ ‫وتعلم أل يتجهم قلبه لمصائب البشر‪ ،‬فربما تكون‬ ‫رحمة و إنقاذ وراء الحزن والموت ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫أنبياء ال‬

‫بعض القصص التي حدثت لموسى وقومه ‪14 -‬‬ ‫قصة البقرة‬

‫أنبياء ال‬

‫قصة البقرة ‪ :‬وجد قتيل ‪ ،‬ولم يعرفوا قاتله‪ ،‬فلجئوا لموسى ليسأل ربه فأمره ال‬ ‫تعالى أن يجعل القوم يذبحوا بقرة‪ .‬أخذوا يتساءلون عن شكلها وأوصافها وفى كل‬ ‫مرة يجيبهم ‪ ،‬وبدءوا بحثهم عن بقرة بالصفات التى حددها لهم ‪.‬‬ ‫أخيرا وجدوها عند يتيم فاشتروها وذبحوها‪ .‬وأمسك موسى جزء من البقرة وضرب‬ ‫به القتيل فنهض من موته‪ .‬سأله موسى عن قاتله فحدثهم عنه ( وقيل أشار إلى‬ ‫القاتل فقط من غير أن يتحدث ) ثم عاد إلى الموت‪ .‬وشاهد بنو إسرائيل معجزة‬ ‫إحياء الموتى أمام أعينهم ‪ ،‬إستمعوا بآذانهم إلى إسم القاتل ‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫هارون عليه السلم‬ ‫قال تعالى فى سورة‬ ‫الفرقان ‪َ :‬ولَقَدْ آ َتيْنَا‬ ‫جعَ ْلنَا‬ ‫مُوسَى ا ْل ِكتَابَ وَ َ‬ ‫َمعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا‬ ‫* (‪)35‬‬

‫‪17‬‬

‫أنبياء ال‬

‫بال لنه كان فصيحا ومتحدثا ‪ ،‬استخلفه موسى‬ ‫على قومه عندما ذهب للقاء ال فوق جبل‬ ‫الطور‪ .‬ولكن حدثت فتنة السامري الذي حول بني‬ ‫إسرائيل إلى عبادة عجل من الذهب له خوار ‪،‬‬ ‫فدعاهم هارون إلى الرجوع لعبادة ال بدل من‬ ‫العجل ولكنهم استكبروا فلما رجع موسى ووجد‬ ‫ما آل إليه قومه عاتب هارون عتابا شديدا ‪.‬‬ ‫مات هارون قبل موسى بزمن قصير‪.‬‬

‫يوشع بن نون عليه السلم‬

‫أنبياء ال‬

‫ورد أنه الفتى الذي صاحب موسى للقاء الخضر‪ .‬وهو النبي الذي أخرج ال على‬ ‫يديه بني إسرائيل من صحراء سيناء ‪ ،‬وحاربوا أهل فلسطين وانتصروا عليهم ‪.‬‬ ‫خرج يوشع بن نون ببني إسرائيل من التيه‪ ،‬بعد أربعين سنة ‪ ،‬وقصد بهم الرض‬ ‫المقدسة‪ .‬صدر المر اللهي لبني إسرائيل أن يدخلوا المدينة سجدا‪ .‬أي راكعين‬ ‫مطأطئي رءوسهم شاكرين ل عز وجل لما من به عليهم من الفتح ‪ .‬أمروا أن‬ ‫يقولوا حال دخولهم ‪( :‬حِطّةٌ)‪ ..‬بمعنى حط عنا خطايانا التي سلفت‪ ،‬وجنبنا الذي تقدم‬ ‫من آبائنا‪ .‬إل أن بني إسرائيل خالفت ما أمرت به ‪ ،‬فدخلوا الباب متعالين متكبرين ‪،‬‬ ‫وبدلوا قول غير الذي قيل لهم‪ ..‬فأصابهم عذاب من ال بما ظلموا‪.‬‬ ‫لم تكن هذه الجريمة هي أول جرائم بني إسرائيل ول آخر جرائمهم ‪ ،‬فقد عذبوا‬ ‫رسلهم كثيرا بعد موسى ‪ ،‬وتحولت التوراة بين أيديهم إلى قراطيس يبدون بعضها‬ ‫ويخفون كثيرا حسبما تقتضي الحوال ‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫داود عليه السلم‬ ‫‪:‬قال تعالى‬ ‫َفهَزَمُوهُمْ بِإِ ْذنِ الِّ وَقَتَلَ دَاوُدُ‬ ‫جَالُوتَ وَآتَاهُ الُّ الْمُ ْلكَ‬ ‫‪....‬وَالْحِكْمَةَ َوعَلّمَهُ مِمّا يَشَاء‬ ‫البقرة – ‪) ) 251‬‬ ‫زاد طغيان بني إسرائيل ‪ ،‬وتتالت الهزائم‬ ‫عليهم ‪ ،‬حتى أنهم أضاعوا التابوت‪ .‬وكان‬ ‫في التابوت بقية من اللواح التي أنزلها‬ ‫ال على موسى‪ ،‬وعصاه‪ ،‬وأمورا آخرى ‪.‬‬ ‫كان بنو إسرائيل يأخذون التابوت معهم‬ ‫في معاركهم لتحل عليهم السكينة ويحققوا‬ ‫‪ .‬النصر‬ ‫‪19‬‬

‫أنبياء ال‬

‫رايته كي نقاتل في سبيل ال ونستعيد أرضنا ومجدنا‪ .‬قال‬ ‫نبيهم‪ :‬إن ال اختارطالوت ملكا عليكم‪ .‬قالوا‪ :‬ما هي آية‬ ‫ملكه؟ قال لهم نبيهم ‪ :‬يسترجع لكم التابوت تجمله الملئكة‬ ‫‪..‬ووقعت هذه المعجزة‪ ..‬وعادت إليهم التوراة يوما‬ ‫ثم تجهز جيش طالوت ‪ ،‬وبرز جالوت في دروعه الحديدية‬ ‫وسلحه ‪ ،‬وهو يطلب أحدا يبارزه‪ ..‬وخاف منه جنود طالوت‬ ‫جميعا‪ ..‬وهنا برز من جيش طالوت راعي غنم صغير هو داود‬ ‫‪.‬كان داود مؤمنا بال ‪ ،‬وتقدم داود فأصاب جالوت فقتله‬ ‫بعد فترة أصبح داود عليه السلام ملكا لبني إسرائيل‪ ،‬وآتاه‬ ‫ال جمال الصوت‪ ،‬فكان عندما يسبّح ‪ ،‬تسبح الجبال والطيور‬ ‫معه ‪ ،‬والناس ينظرون ‪ .‬آتاه ال العلم والحكمة وألن له‬ ‫الحديد ‪ ،‬كان عبدا خالصا ل شكورا يصوم يوما ويفطر يوما‬ ‫أنزل ال عليه الزبور وقد أوتي ملكا عظيما وأمره ال أن‪.‬‬ ‫يحكم بالعدل ‪.‬‬

‫سليمان عليه السلم‬ ‫قال تعالى فى سورة النمل ‪:‬‬ ‫جنّ والنس‬ ‫سلَيْمَانَ جُنُودُهُ ِمنَ الْ ِ‬ ‫وَحُشِرَ لِ ُ‬ ‫وَالطّيْرِ َفهُمْ يُو َزعُونَ * حَـتّى إِذا أ َتوْا‬ ‫علَى وَادِ النّ ْملِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَ ّيهَا النّ ْملُ‬ ‫َ‬ ‫سلَيْمَانُ‬ ‫خلُوا مَسَكِنَكُمْ ل يَحْطِمَنّكُمْ ُ‬ ‫ا ْد ُ‬ ‫وَجُنُودُهُ َوهُمْ ل يَشْعُرُونَ * َفتَبَسّمَ ضَاحِكًا‬ ‫مّن َق ْولِهَا وَقَالَ رَبّ َأوْ ِزعْنِي َأنْ أَشْكُرَ‬ ‫ي وََأنْ‬ ‫علَى وَالِدَ ّ‬ ‫ي وَ َ‬ ‫علَ ّ‬ ‫نِعْمَ َتكَ الّتِي أَنْعَمْتَ َ‬ ‫خلْنِي بِ َرحْمَتِك فِي‬ ‫أَعْ َملَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَ ْد ِ‬ ‫عِبَا ِدكَ الصّالِحِينَ( ‪) 19 – 17‬‬

‫آتاه ال العلم والحكمة وعلمه منطق‬ ‫الطير والحيوانات وسخر له الرياح‬ ‫والجن ‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫أنبياء ال‬

‫على والده داود بأن ألن له الحديد ‪ .‬وقد استفاد سليمان‬ ‫من النحاس المذاب فائدة عظيمة في الحرب والسلم‪.‬‬ ‫وكان جيشه مكون من ‪ :‬البشر‪ ،‬والجن ‪ ،‬والطيور‪ ،‬فكان‬ ‫يعرف لغتها ‪ ،‬وكان له قصة مع الهدهد حيث أخبره أن‬ ‫هناك مملكة باليمن يعبد أهلها الشمس من دون ال ‪.‬‬ ‫فبعث سليمان إلى ملكة سبأ يطلب منها اليمان ولكنها‬ ‫أرسلت له الهدايا فطلب من الجن أن يأتوا بعرشها فلما‬ ‫جاءت ووجدت عرشها آمنت بال ‪.‬‬ ‫هيكل سليمان‪ :‬من العمال التي قام بها سليمان – عليه‬ ‫السلم ‪ -‬إعادة بناء المسجد القصى الذي بناه يعقوب من‬ ‫قبل ‪ .‬وبنى بجانب المسجد القصى هيكل عظيما كان‬ ‫مقدسا عند اليهود – ول زالوا يبحثون عنه إلى اليوم ‪.‬‬

‫إلياس عليه السلم‬ ‫قال تعالى فى سورة الصافات ‪:‬‬ ‫سلِينَ* إِذْ قَالَ‬ ‫وَِإنّ ِإلْيَاسَ لَ ِمنْ الْمُرْ َ‬ ‫لِ َقوْمِهِ أل تَتّقُونَ * أَتَدْعُونَ بَعْل‬ ‫سنَ الْخَا ِلقِينَ * الَّ رَبّكُمْ‬ ‫وَتَذَرُونَ أَحْ َ‬ ‫وَرَبّ آبَائِكُمُ الَ ّولِينَ * فَكَذّبُوهُ َفإِنّهُمْ‬ ‫لَ ُمحْضَرُونَ* إل عباد ال المخلصين‬ ‫(‪)128 - 123‬‬

‫أرسل إلى أهل بعلبك غربي دمشق‬ ‫فدعاهم إلى عبادة ال وأن يتركوا‬ ‫عبادة صنم لهم كانوا يسمونه بعل ‪.‬‬ ‫قال ابن عباس إن الياس هو عم‬ ‫اليسع ‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫أنبياء ال‬

‫الكفر بك والعبادة لغيرك ‪ ،‬فغير ما بهم من نعمتك ‪:‬‬ ‫( اللهم فأمسك عليهم المطر) ‪ ،‬فحبس ال عنهم ثلث‬ ‫سنين ‪ ،‬حتى هلكت الماشية والشجر‪ ،‬وجهد الناس جهداً‬ ‫شديداً ‪ ،‬أما الياس فكان يأتيه رزقه حيث كان ‪.‬‬ ‫قال لبني إسرائيل إذا تركتم عبادة الصنام دعوت ال أن‬ ‫يفرج عنكم فأخرجوا أصنامهم ومحدثاتهم فدعا ال لهم ‪،‬‬ ‫ففرج عنهم وأعانهم ‪ ،‬فحييت بلدهم ولكنهم لم يرجعوا‬ ‫عما كانوا عليه ولم يستقيموا ‪ .‬فلما رأي إلياس منهم دعا‬ ‫ربه أن يقبضه إليه فقبضه ورفعه‪.‬‬ ‫فلما توفي إلياس عليه السلم أوحي ال تعالى إلى أحد‬ ‫الأنبياء واسمه اليسع عليه السلم ليقوم في بنى إسرائيل‬ ‫‪ ،‬فيدعوهم إلى عبادة ال الواحد القهار‪.‬‬

‫اليسع عليه السلم‬ ‫قال تعالى فى سورة النعام ‪:‬‬ ‫َوإِسْمَاعِيلَ وَا ْليَسَعَ وَيُونُسَ‬ ‫وَلُوطاً وَ ُكلّ فضّ ْلنَا عَلَى‬ ‫الْعَالَمِينَ (‪) 86‬‬

‫من العبدة الخيار ‪ .‬ورد ذكره في‬ ‫التوراة كما ذكر في القرآن مرتين ‪،‬‬ ‫ويذكر أنه أقام من الموت إنسانا‬ ‫كمعجزة‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫أنبياء ال‬

‫جاء في تاريخ الطبري حول ذكر نسبه أنه اليسع بن أخطوب‬ ‫‪ ،‬ويقال أنه ابن عم إلياس النبي عليهما السلم‪ .‬قام بتبليغ‬ ‫الدعوة بعد انتقال إلياس إلى جوار ال ‪.‬‬ ‫وقد كثرت في زمانه الحداث والخطايا وكثر الملوك‬ ‫الجبابرة فقتلوا النبياء وشردوا المؤمنين فوعظهم اليسع‬ ‫وخوفهم من عذاب ال ولكنهم لم يأبهوا بدعوته ‪.‬إندفع إلى‬ ‫الخروج كراهية لهم لعدم إيمانهم ‪..‬‬ ‫ثم توفاه ال وسلط على بني إسرائيل من يسومهم سوء‬ ‫العذاب كما قص علينا القرآن الكريم‪.‬‬

‫عزير عليه السلم‬ ‫قال تعالى فى سورة التوبة ‪:‬‬ ‫وَقَالَتِ الْيَهُو ُد عُزَيْرٌ ا ْبنُ الِّ وَقَالَتِ‬ ‫النّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ الِّ َذلِكَ‬ ‫َق ْولُهُمْ ِبأَ ْفوَا ِههِمْ يُضَاهِئُونَ َقوْلَ‬ ‫الّذِينَ كَفَرُوا ِمنْ قَبْلُ قَا َتلَهُمُ الُّ أَنّى‬ ‫ُيؤْفَكُونَ (‪) 30‬‬

‫من أنبياء بني إسرائيل ‪ ،‬أماته ال مائة‬ ‫عام ثم بعثه ‪.‬‬ ‫مرت اليام على بني إسرائيل في‬ ‫فلسطين ‪ ،‬وانحرفوا كثيرا عن منهج ال‬ ‫عز وجل ‪ .‬فأراد ال أن يجدد دينهم ‪،‬‬ ‫فبعث ال تعالى إليهم عزيرا‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫أنبياء ال‬

‫أمر ال سبحانه وتعالى عزيرا أن يذهب إلى قرية‪.‬‬ ‫فذهب إليها فوجدها خرابا ‪.‬‬ ‫فأماته ال مئة عام ‪ ،‬ثم بعثه ‪ ،‬فاستيقظ عزير من نومه‬ ‫فأرسل ال له ملكا في صورة بشر‪( :‬قَالَ كَمْ لَبِثْتَ)‪ .‬فأجاب‬ ‫عزير‪ ( :‬قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَ ْعضَ َيوْمٍ )‬ ‫فرد الملك‪ ( :‬قَالَ بَل لّبِثْتَ مِئَ َة عَامٍ ) ‪ ،‬ويعقب الملك‬ ‫( فَانظُرْ ِإلَى طَعَا ِمكَ وَشَرَا ِبكَ لَمْ يَتَسَنّهْ وَانظُرْ ِإلَى حِمَا ِركَ)‬ ‫ثم بين له الملك السر في ذلك ( َولِنَجْ َع َلكَ آيَةً لّلنّاسِ) ‪ .‬نظر‬ ‫عزير للحمار فرأى عظامه تتحرك فتتجمع فاكتمل الحمار‬ ‫أمام عينيه ‪،‬‬ ‫ثم خرج إلى القرية ‪ ،‬فرآها قد عمرت وامتلت بالناس ‪.‬‬ ‫فأخذ يعلمهم التوراة ويجددها لهم ‪ ،‬وأحبوه حبا شديدا‬ ‫وقدّسوه للعجاز الذي ظهر فيه ‪ ،‬حتى وصل تقديسهم له‬ ‫أن قالوا عنه أنه ابن ال ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ الّ ) ‪.‬‬ ‫ول زالوا يعتقدون بهذا إلى اليوم ‪.‬‬

‫زكريا عليه السلم‬ ‫قال تعالى فى سورة مريم ‪:‬‬ ‫يَا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشّ ُركَ بِ ُغلَمٍ اسْمُهُ‬ ‫َيحْيَى لَمْ نَجْعَل لّهُ مِن قَ ْبلُ سَمِيّا *‬ ‫قَالَ رَبّ أَنّى يَكُونُ لِي غُلمٌ‬ ‫وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ َبلَغْتُ‬ ‫ِمنَ الْكِبَ ِر عِتِيّا (‪)8 - 7‬‬

‫كان لعمران زوجة ل تلد‪ ..‬فتمنت على‬ ‫ال أن تلد‪ ..‬نذرت ل أن يكون إبنها‬ ‫خادما للمسجد طوال حياته ‪ ،‬يتفرغ‬ ‫لعبادة ال وخدمة بيته ‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫أنبياء ال‬

‫وضعت زوجة عمران بنتا ‪.‬‬ ‫كان عمران قد مات قبل ولدة مريم‪..‬‬ ‫قال زكريا‪ :‬أكفلها أنا‪ ..‬هي قريبتي‪ ..‬زوجتى هي خالتها‪..‬‬ ‫وأنا نبي هذه المة وأولكم بها ‪.‬‬ ‫اتفقوا على إجراء قرعة ‪ ،‬وجاءت القرعة على زكريا‬ ‫وكفلها زكريا ‪.‬‬ ‫وبدأ زكريا يخدم مريم ‪ ،‬ويربيها ويكرمها حتى‬ ‫كبرت‪ ..‬كان لها محراب تتعبد فيه كلما دخل عليها‬ ‫المحراب وجد عندها رزقا ‪.‬‬ ‫كان زكريا شيخا عجوزا ‪ ،‬دعا ال أن يرزقه ذرية‬ ‫صالحة فوهب له يحيى الذي خلفه في الدعوة‬ ‫لعبادة ال الواحد القهار‪.‬‬

‫يحيى عليه السلم‬ ‫قال تعالى فى سورة آل عمران ‪:‬‬ ‫لئِكَةُ وَ ُهوَ قَائِمٌ ُيصَلّي‬ ‫َفنَا َدتْهُ الْ َم َ‬ ‫فِي الْمِحْرَابِ َأنّ الَّ ُيبَشّ ُركَ‬ ‫حيَى مُصَدّقًا بِكَلِمَةٍ ِمنَ الِّ‬ ‫ِبيَ ْ‬ ‫وَسَيّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيّا ِمنَ‬ ‫الصّالِحِينَ (‪)39‬‬ ‫يذكر العلماء فضل يحيي ‪ ،‬حين‬ ‫سلم ال عليه يوم ولد ويوم يموت‬ ‫ويوم يبعث حيا‪ .‬كان يحيي‬ ‫معاصرا لعيسى وقريبه من جهة‬ ‫الم ‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫أنبياء ال‬

‫جاء لأبيه زكريا بعد عمر طال حتى يئس الشيخ من‬ ‫الذرية‪ .‬وكان يحيي يطعم الحيوانات والطيور من‬ ‫طعامه رحمة بها ‪ ،‬ويبقى هو بغير طعام‪ ..‬أو يأكل‬ ‫من أوراق الشجر أو ثمارها‪ .‬فلما صار صبيا صدر‬ ‫له المر أن يأخذ الكتاب بقوة ‪ ،‬بمعنى أن يدرس الكتاب‬ ‫بإحكام ‪ ،‬كتاب الشريعة‪ .‬خرج إلى الناس وأمرهم أن‬ ‫يعبدوا ال وحده ل شريك له وأمرهم بالصلة والصيام ‪.‬‬ ‫كان أحد ملوك ذلك الزمان طاغية ‪ ،‬وكان الفساد منتشرا‬ ‫في بلطه‪ .‬وكان الملك يريد الزواج من إبنة أخيه ‪ ،‬لكن‬ ‫يحيى عليه السلم أعلن أمام الناس تحريم زواج البنت‬ ‫من عمّها حتى يعلم الناس أن هذا انحراف‪ .‬دخل جنود‬ ‫الملك على يحيى وهو يصلي في المحراب وقتلوه وقدموا‬ ‫رأسه على صحن للملك ‪ ،‬فقدّم الصحن إلى الفتاه‬ ‫وتزوجها بالحرام ‪.‬‬

‫عيسى عليه السلم ‪1 -‬‬ ‫قال تعالى فى سورة مريم ‪:‬‬ ‫وَاذكُر فِى الكِتَابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن‬ ‫أَه ِلهَا مَكَاناً شَرقِياً * فَاتخَذَت مِن دُونِهِم‬ ‫حجَاباً َفأَرسَلنَا ِإلَيهَا رُوحَنَا فَتَمَثلَ َلهَا‬ ‫ِ‬ ‫بَشَراً سَوِياً * قَالَت إِني َأعُوذُ بِالرحمَـنِ‬ ‫مِنكَ إِن كُنتَ تَقِياً * قَالَ إِنمَا أَنَا رَسُولُ‬ ‫رَبكِ لهَبَ َلكِ غُلماً زَكِياً * قَالَت أنى‬ ‫يَكُونُ لِى غُلمٌ وَلَم يَمسَسنِى بَشَرٌ َولَم َأكُ‬ ‫علَى هَينٌ‬ ‫ك هُ َو َ‬ ‫بَغِياً * قَالَ كَذ ِلكَ قَالَ رَب َ‬ ‫َولِنَج َعلَ ُه ءايَةً للناسِ وَرَحمَةً منا وَكَانَ‬ ‫أَمراً مقضِياً (‪)21 - 16‬‬

‫‪ .‬كانت مريم مثال للعبادة والتقوى‬ ‫‪26‬‬

‫أنبياء ال‬

‫كفلها زكريا كما سبق الحديث ‪ .‬كان زكرياعليه السلم‬ ‫كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا‪ ،‬فيسألها‬ ‫من أين لك هذا‪ ،‬فتجيب‪ :‬هُوَ ِمنْ عِندِ الّ إنّ الّ يَرْ ُزقُ مَن‬ ‫يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ‪.‬‬ ‫أتاها جبريل ونفخ عليه السلم في جيبها – الجيب هو‬ ‫شق الثوب الذي يكون في الصدر‪ -‬فحملت فورا‪.‬‬ ‫ولدت مريم ‪ ،‬نظرت إلى المسيح‪ ..‬سمعته يطلب منها أن‬ ‫تكف عن حزنها‪ ..‬ويطلب منها أن تهز جذع النخلة‬ ‫لتسقط عليها بعض ثمارها الشهية‪ ..‬فلتأكل‪ ،‬ولتشرب ‪،‬‬ ‫ولتمتلئ بالسلم والفرح ول تفكر في شيء‪..‬‬ ‫فإذا رأت من البشر أحدا فلتقل لهم أنها نذرت للرحمن‬ ‫صوما فلن تكلم اليوم إنسانا‪ ..‬ولتدع له الباقي‪..‬‬ ‫خرجت مريم إلى قومها وهى تحمل الطفل أشارت بيدها‬ ‫لعيسى‪ ..‬واندهش الناس‪ ..‬فهموا أنها صائمة عن الكلم‬ ‫وترجو منهم أن يسألوه هو كيف جاء‪.‬‬

‫عيسى عليه السلم ‪2 -‬‬

‫أنبياء ال‬

‫كبر عيسى ‪ ..‬ونزل عليه الوحي ‪ ،‬وأعطاه ال النجيل ‪ ،‬وكان عمره آنذاك ‪ -‬كما يرى الكثير‬ ‫من العلماء – ثلثون سنة‪ .‬كان رسول لبني إسرائيل فقط ‪.‬‬ ‫أيده ال بالمعجزات التالية ‪:‬‬ ‫ علمه أن يصنع من الطين شكل الطير ثم ينفخ فيه فيصبح طيرا حيّا يطير أمام أعينهم ‪.‬‬‫ أن يعالج الكمه ( وهو من ولد أعمى ) فيمسح على عينيه أمامهم فيبصر ‪.‬‬‫ أن يعالج البرص فيمسح على جسمه فيعود سليما ‪.‬‬‫ كذلك يخبرهم بما يخبئون في بيوتهم ‪.‬‬‫ كان – عليه السلم – يحيي الموتى بإذن ال ‪.‬‬‫جاء عيسى ليخفف عن بني إسرائيل‪ ،‬بإباحة بعض المور التي حرمتها التوراة عليهم عقابا لهم ‪.‬‬ ‫إل أن بني إسرائيل – مع كل هذه اليات ‪ -‬كفروا‪.‬‬ ‫طلب الحواريون من عيسى ان يطلب من ربه أن ينزل عليهم مائدة من السماء ‪ .‬استجاب ال عز‬ ‫وجل ‪ ،‬لكنه حذّرهم من الكفر بعد ذلك ‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫عيسى عليه السلم ‪3 -‬‬

‫أنبياء ال‬

‫نزلت المائدة وأكل الحواريون منها ‪ ،‬وظلوا على إيمانهم وتصديقهم لعيسى – عليه السلم ‪ -‬إل‬ ‫رجل واحد كفر بعد رفع عيسى عليه السلم ‪.‬‬ ‫لما بدأ الناس يتحدثون عن معجزات عيسى عليه السلم ‪ ،‬خاف رهبان اليهود أن يتبع الناس‬ ‫الدين الجديد فيضيع سلطانهم ‪ ،‬فذهبوا لمَلك تلك المناطق وكان تابعا للروم وقالوا له أن عيسى‬ ‫يزعم أنه مَلك اليهود ‪ ،‬وسيأخذ المُلك منك ‪ .‬فخاف المَلك وأمر بالبحث عن عيسى – عليه‬ ‫السلم ‪ -‬ليقتله‪.‬‬ ‫رفع ال عيسى أمام أعين الحواريين إلى السماء‪ .‬وأخذ اليهود الشبه وقتلوه ثم صلبوه ‪.‬‬ ‫ثم أمسك اليهود الحواريين فكفر واحد منهم ‪ .‬ثم أطلقوهم خشية أن يغضب الناس ‪.‬‬ ‫ظل الحواريون يدعون بالسر‪ .‬وظل النصارى على التوحيد أكثر من مئتين سنة ‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫محمد‬ ‫صلى ال عليه وسلم ‪1 -‬‬ ‫‪:‬قال تعالى فى سورة الحزاب‬ ‫مَا كَانَ مُحَمّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَا ِل ُكمْ وَ َلكِنْ رَسُولَ الِّ وَخَاتَمَ النّ ِبيّينَ‬ ‫وَكَانَ الُّ ِب ُكلّ شَيْءٍ عَلِيمًا ( ‪)40‬‬ ‫النبي المي العربي ‪ ،‬من بني هاشم ‪ ،‬ولد في مكة بعد وفاة أبيه عبد ال‬ ‫بأشهر قليلة ‪ .‬توفيت أمه آمنة وهو ل يزال طفل ‪ ،‬كفله جده عبد المطلب ثم‬ ‫عمه أبو طالب ‪ .‬عمل برعى الغنم لزمن ‪ .‬تزوج من السيدة خديجة بنت‬ ‫خويلد وهو في الخامسة والعشرين من عمره ‪ .‬دعا الناس إلى السلم‬ ‫واليمان بال الواحد القهار بدأ دعوته في مكة فاضطهده أهلها‬ ‫فهاجر إلى المدينة حيث اجتمع حوله عدد من النصار‬ ‫عام ‪ 622‬م فأصبحت هذه السنة بدء التاريخ الهجري ‪.‬‬ ‫توفي بعد أن حج حجة الوداع ‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫محمد‬ ‫صلى ال عليه وسلم ‪2 -‬‬ ‫بهذا النبي الكريم ختم ال سبحانه وتعالى سلسلة هداة‬ ‫البشرية من النبياء‪.‬‬ ‫ولطول سيرته العطرة والتى ل يتسع لها هذا‬ ‫‪:‬المكان نحيل إلى الرابط التالى‬ ‫‪http://saaid.net/mohamed/ns.ht‬‬ ‫‪m‬‬ ‫‪30‬‬

‫النهاية‬

‫قال تعالى فى سورة يوسف ‪ :‬لقد كان فى‬ ‫قصصهم عبرة لولى اللباب ماكان حديثا‬ ‫يفترى ولكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل‬ ‫كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ( ‪) 111‬‬ ‫( صدق ال العظيم )‬

‫‪[email protected]‬‬

‫‪31‬‬

Related Documents

Qassas Al Anbiya2 02
December 2019 5
Qassas Al Anbiya2 01
November 2019 6
Qassas Al Anbiya2 01
December 2019 9
Qasas Al Anbiya2 1
November 2019 7
Qasas Al Anbiya2 2
November 2019 8
Al 02
October 2019 7