The Socialist #36 جريدة الاشتراكي

  • Uploaded by: Hossam el-Hamalawy
  • 0
  • 0
  • May 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View The Socialist #36 جريدة الاشتراكي as PDF for free.

More details

  • Words: 15,539
  • Pages: 16
‫نشرة غير دورية تصدر عن مركز الدراسات االشتراكية‪ ،‬صوت التيار االشتراكي الثوري في مصر‪www.e-socialists.net ،‬‬

‫العدد (‪ )36‬أغسطس ‪2009‬‬

‫السعر‪ 1 :‬جنيه‬

‫ا فتتا حية‬ ‫يوم ال يشبه البارحة‬ ‫في األول من أغسطس ‪ 2009‬تكون عشرون‬ ‫عاما كاملة قد مرت على اعتصام عمال الحديد‬ ‫والصلب‪ ،‬واالقتحام الوحشي للشركة‪ ،‬وفض‬ ‫االعتصام السلمي بإطالق الرصاص الحي على‬ ‫العمال‪ ،‬واستشهاد العامل عبد الحي السيد‬ ‫حسن‪ .‬وسنة وراء األخرى مرت ذكرى االعتصام‬ ‫واالقتحام‪ ،‬والعبارة اليائسة تتردد «م��ا أشبه‬ ‫اليوم بالبارحة»‪ .‬حتى جاءت ذكرى الشهيد عبد‬ ‫الحي أخيراً في يوم ال يشبه البارحة‪.‬‬ ‫ف��ال��ي��وم ت��أت��ي ذك���رى االع��ت��ص��ام ال���ذي قرر‬ ‫العمال فيه سحب الثقة من اللجنة النقابية‪،‬‬ ‫التي وقفت ضدهم‪ ،‬وتجاهلت البيروقراطية‬ ‫النقابية رأي العمال كالعادة‪ ،‬والحركة العمالية‬ ‫تتحدى التنظيم النقابي الحكومي بأولى‬ ‫نقابتها المستقلة‪ ،‬التي ولدت من رحم إضراب‬ ‫الضرائب العقارية‪ .‬تصفع الحركة العمالية اليوم‬ ‫البيروقراطية النقابية ألول مرة‪ ،‬وتصفح التنظيم‬ ‫النقابي المتهالك ردا على عقودا من العمالة‬ ‫والتواطؤ ضد مصالح العمال ونضالهم‪ .‬اليوم‬ ‫يأتي األول من أغسطس والحركة العمالية‬ ‫تجمع نضاالتها المتفرقة تحت لواء واحد‪ ،‬عبر‬ ‫توحد ق��ي��ادات النضال العمالي ف��ي ‪ 13‬موقع‬ ‫ساخن في اللجنة التحضيرية للعمال‪ ،‬من أجل‬ ‫رفع الحد األدنى لألجر‪ ،‬وبناء النقابات المستقلة‬ ‫و الوقوف ضد اضطهاد المناضلين العماليين‪،‬‬ ‫وحماية الحريات النقابية‪.‬‬ ‫ج��اء أخ��ي��را ال��ي��وم ال���ذي يعلن فيه العمال‬ ‫إض��راب��ه��م ع��ن ال��ع��م��ل‪ ،‬وي��رف��ع��ون مطالبهم‪،‬‬ ‫ويستمرون في اإلضراب أليام وأسابيع‪ ،‬دون أن‬ ‫تقتحم مصفحات النظام أسوار الشركات‪ ،‬ودون‬ ‫أن يطلق قواته المسعورة على العمال‪.‬ستطاع‬ ‫العمال أن ينتزعوا حقهم في اإلضراب‪،‬ورفع‬ ‫المطالب‪،‬وتشكلت ل��ج��ان التفاوض‪،‬وجلس‬ ‫ال��ع��م��ال ب��ن��دي��ة أم���ام ال��م��س��ؤول��ي��ن وأصحاب‬ ‫العمل‪،‬ليدافعوا عن حقوقهم‪ ،‬وال��ي��وم تسعى‬ ‫ق��ي��ادات النضال العمالي لنقل نضال العمال‬ ‫خطوة أوسع باالنتقال من المطالب المصنعية‬ ‫المباشرة إل��ى مطالب أوس��ع وأع��ل��ى‪ ،‬تخص‬ ‫جماهير العمال في كل مصر‪.‬‬ ‫تحصد اليوم الحركة العمالية المناضلة ليس‬ ‫فحسب ن��ت��اج نضالها ف��ي ال��س��ن��وات الثالث‬ ‫األخيرة‪ ،‬ولكن حصاد تضحيات أجيال من العمال‬ ‫الذين واجهوا ببطولة بطش أنظمة مستبدة‪،‬‬ ‫ظلت تقمع بوحشية نضال العمال على مر‬ ‫العقود‪ ،‬في حلوان‪ ،‬والمحلة‪ ،‬وكفر الدوار‪ ،‬وشبرا‪،‬‬ ‫واإلسكندرية‪.‬‬ ‫تثأر الطبقة العاملة اليوم الستشهاد عبد‬ ‫الحي السيد حسن‪ ،‬ال��ذي ق��دم حياته ثمناً‬ ‫ليوم تعيشه الطبقة العاملة مسلحة بحقها في‬ ‫اإلضراب والتنظيم النقابي المستقل‪ ،‬وألجيال‬ ‫دفعت الثمن من حريتها‪.‬‬ ‫جاء اليوم الذي ال يشبه البارحة‪ ،‬تحقق جزء‬ ‫يسيراً م��ن األم���ل‪ ،‬وانفتح طريقا ط��وي�لا من‬ ‫النضال‪.‬‬

‫البريد ‪ ..‬طنطا للكتان‬ ‫السكة الحديد ‪ ..‬العامرية للغزل‬ ‫المحلة ‪ ..‬الترسانة البحرية‬ ‫¯¯‬

‫مصر تتنفس احتجاجات‬

‫¯¯اقرأ في هذا العدد‪ :‬أبو عيطة‪ :‬عن الحد األدنى لألجور (ص‪ ،)7‬كمال‬ ‫خليل‪ :‬عن ثورة يوليو(ص‪ ،)16‬مقتل مروة الشربيني (ص‪ ،)12‬عن‬ ‫المقاومة العراقية (ص‪ ،)11‬اتساع موجة فصل الصحفيين(ص‪.)5‬‬

‫أجندة‬

‫اللجنة التحضيرية تطلق حملة الحد األدنى لألجور‬ ‫مصطفى بسيوني‬ ‫ف��ي ال��ن��دوة ال��ت��ي نظمتها اللجنة‬ ‫التحضيرية للعمال ي��وم الجمعة ‪17‬‬ ‫يوليو الماضي‪ ،‬بمقر مركز الدراسات‬ ‫االشتراكية‪ ،‬لمناقشة قضية الحد األدنى‬ ‫ل�لأج��ور‪ ،‬تحدث الخبير االقتصادي‪،‬‬ ‫بمركز األهرام للدراسات االستراتيجية‪،‬‬ ‫أح��م��د سيد النجار ش��ارح �اً األسس‬ ‫االقتصادية للمطالبة بالحد األدنى‬ ‫لألجور‪ ،‬معتبرا أنه لو اعتبرنا أن الحد‬ ‫األدن��ى ألجر عامل التراحيل في مصر‬ ‫عام ‪ 1952‬هو المستوى الموضوعي‪ ،‬رغم‬ ‫تواضعه الشديد فإنه يساوي باألسعار‬ ‫الحالية ‪ 1370‬جنية شهرياً‪ ،‬وهو أدنى‬ ‫معيار يمكن األخذ به على اإلطالق‪ ،‬لو‬ ‫تجاهلنا أيضاً ض��رورة تحرك المجتمع‬ ‫طوال هذه الفترة‪ .‬وفند النجار الحجة‬ ‫التي تقول أن انخفاض أج��ور العمال‬ ‫المصريين راجعة النخفاض إنتاجية‬ ‫العامل المصري‪ ،‬وعرض البيانات التي‬ ‫تكذب تلك الدعاوى قائل‪ :‬إن إنتاجية‬ ‫العامل المصري في الفترة من ‪ 1980‬إلى‬ ‫‪ 1985‬كانت ‪ 3670‬دوالر سنوياً‪ ،‬و ارتفعت‬ ‫إلى ‪ 5960‬في الفترة (‪ ،)1995 – 1990‬بينما‬ ‫انخفضت األجور في نفس الفترات من‬

‫‪ 2220‬دوالراً سنويا إلى ‪ 1860‬دوالراً‪ ،‬وهو ما‬ ‫يعني أن األجر ينخفض على الرغم من‬ ‫زيادة اإلنتاجية وليس العكس‪.‬‬ ‫اعتبر النجار أن تجاهل المطالبة‬ ‫برفع الحد األدنى لألجور لعقود طويلة‪،‬‬ ‫واالكتفاء بالمطالبة باألجور المتغيرة‬ ‫والبدالت جعل فجوة األجر تتسع بشكل‬ ‫رهيب‪ ،‬وسيصبح من الصعب الوصول‬ ‫لحد أدنى حقيقي مكافئ للحد األدنى‬ ‫الذي كان معموال به حتى السبعينات‪،‬‬ ‫وربما يكون ‪ 1200‬مطلب معقول حالياً‬ ‫رغم تواضعه‪ ،‬على أن يزيد سنويا بمعل‬ ‫التضخم الحقيقي ويعاد فيه النظر كل‬ ‫ث�لاث سنوات‪ .‬وأوض��ح النجار ضرورة‬ ‫وضع حد أقصى لألجر المتغير‪ ،‬بحيث‬ ‫ال يزيد على مثل األجر األساسي حتى‬ ‫تضيق الفجوة بين األجور العليا والدنيا‪،‬‬ ‫ويكون للكبار مصلحة في المطالبة‬ ‫برفع األجر األساسي‪ ،‬الفتاً النظر إلى‬ ‫أن نسبة األجر األساسي للمتغير في‬ ‫الموازنة العامة للدولة أقل من ‪ ،%20‬وهو‬ ‫ما يفتح باب الفساد والمحسوبية‪.‬‬ ‫في تعليقه على ما يقال من صعوبة‬ ‫تدبير الموارد لزيادة األجور‪ ،‬قال النجار‬ ‫أنه فيما يتعلق بالقطاع الخاص يجب‬ ‫تطبيق درجة من العدالة فيما يتعلق‬

‫بتقسيم ناتج العمل‪ ،‬و قال إن االدعاء‬ ‫الدائم بالخسارة والتعثر تكذبه الثروات‬ ‫المتراكمة‪ ،‬وأوض��ح أن نسبة الدخول‬ ‫المتحققة م��ن العمل إل��ى الدخول‬ ‫المتحققة من التملك في مصر أصبحت‬ ‫حاليا ‪ %20‬و ‪ .%80‬بعد أن كانت في‬ ‫الثمانينات ‪ %49‬و ‪ %51‬على التوالي‪.‬‬ ‫أما فيما يتعلق بالحكومة فإن إعادة‬ ‫تسعير الغاز المصدر ألسبانيا وإسرائيل‬ ‫واألردن ليصبح بالسعر العالمي‪،‬‬ ‫بدال من سعره الحالي‪ ،‬الذي يساوي‬ ‫خُمس السعر العالمي‪ ،‬سيوفر ‪15‬‬ ‫مليار جنيه ترفع األج��ور بنسبة ‪،%90‬‬ ‫وبيع الغاز والمازوت والكهرباء لشركات‬ ‫األسمنت بالسعر العالمي‪ ،‬والتي هي‬ ‫نفسها تبيع إنتاجها في مصر بأعلى من‬ ‫السعر العالمي سيوفر عشرة مليارات‬ ‫أخرى‪ ،‬كما دعا النجار إلى تغيير النظام‬ ‫الضريبي وفرض ضرائب تصاعدية على‬ ‫الدخل‪ ،‬وع��دم المساواة في الشريحة‬ ‫الضريبية بين من يحقق دخل ‪ 40‬ألف‬ ‫جنيه سنوياً‪ ،‬ومن يحقق دخل ‪ 40‬مليون‬ ‫جنيه‪ ،‬وأك��د النجار أن نظام الشرائح‬ ‫التصاعدية معمول بها في كافة الدول‬ ‫الرأسمالية‪ ،‬ومن الطبيعي أن أصحاب‬ ‫المصانع والمؤسسات هم األكثر استفادة‬

‫من البنية األساسية والطرق والمرافق‬ ‫لذا ينبغي أن تكون مساهمتهم فيها‬ ‫أعلى عن طريق الضرائب‪.‬‬ ‫كما أكد النجار أن النضال من أجل‬ ‫ح��د أدن���ى ل�لأج��ور يجب أن يرتبط‬ ‫بالنضال ض��د سيطرة رج��ال األعمال‬ ‫على الحكم‪ ،‬والذين يوجهون القرارات‬ ‫السياسية واالقتصادية لتحقيق أرباح‬ ‫أعلى لمشاريعهم‪.‬‬ ‫تحث في الندوة يسري بيومي النائب‬ ‫بالبرلمان عن اإلخوان المسلمين معتبرا‬ ‫أن معركة الحد األدنى لألجور يجب أن‬ ‫يدعمها الجميع‪ ،‬وتقف كل القوى ورائها‪،‬‬ ‫وأن المجلس القومي لألجور مطالب‬ ‫بالقيام بدوره الذي أسس من أجله‪.‬‬ ‫في حين أكد كمال أبو عيطة نقيب‬ ‫الضرائب العقارية أن التنظيم النقابي‬ ‫الرسمي لن يناضل مع العمال من أجل‬ ‫الحد األدنى لألجور‪ ،‬سيقف في الغالب‬ ‫ضدهم كالعادة‪ ،‬ويجب أن يمتلك العمال‬ ‫أسلحتهم ونقاباتهم المستقلة‪ ،‬حملة‬ ‫الحد األدنى لألجور التي تطلقها اللجنة‬ ‫التحضيرية اآلن هي خطوة على طريق‬ ‫توحيد مطالب العمال وحركتهم وبناء‬ ‫تنظيماتهم المستقلة‪.‬‬

‫في ندوة بالمركز‪:‬‬

‫مروة الشربيني ‪ ..‬شهيدة الحجاب أم ضحية العنصرية!‬ ‫تحت ه��ذا ال��ع��ن��وان‪ ،‬عقد مركز‬ ‫ال����دراس����ات االش��ت��راك��ي��ة ندوته‬ ‫األس��ب��وع��ي��ة‪ ،‬وك���ان المتحدثون؛‬ ‫د‪.‬أحمد رام��ي‪ ،‬القيادي في حركة‬ ‫األخ���وان المسلمين وعضو نقابة‬ ‫ال��ص��ي��ادل��ة‪ ،‬والصحفي الجزائري‬ ‫ياسين تماللي‪ ،‬ود‪ .‬رباب المهدي‪،‬‬ ‫عضو مركز الدراسات االشتراكية‪.‬‬ ‫قال د‪ .‬رامي‪ ،‬وكان أول المتحدثين‪،‬‬ ‫إن مروة الشربيني تعد «شهيدة»‬ ‫حيث ماتت دون دينها‪ ،‬وأن الحادث‪،‬‬ ‫وإن كان فردياً‪ ،‬فقد ارتكبه شخص‬ ‫هو إفراز مجتمع عنصري‪ ،‬ضد مروة‪،‬‬ ‫التي «لم تنهزم حضاريا‪ ،‬ولم تتبنَ‬ ‫ن��م��وذج�اً حياة ل��م تتربى عليه»‪.‬‬ ‫وأشار رامي إلى أن األمن المصري‬ ‫لم يفرض أي نوع من القيود على‬ ‫مظاهرات التنديد بالحادث‪ ،‬ألنها‬ ‫ليست موجهة ض��ده‪ ،‬كما استنكر‬ ‫رام����ي م��وق��ف ج��م��ع��ي��ات حقوق‬ ‫اإلن��س��ان‪ ،‬س���واء ف��ي مصر أو في‬ ‫الخارج‪ ،‬التي لم تحرك ساكناً‪.‬‬ ‫وص��ف ياسين تماللي الحادث‬ ‫بأنه جريمة عنصرية‪ ،‬وأن العنصرية‬ ‫ض��د المسلمين ظ��اه��رة شائعة‪،‬‬ ‫ف��ي ال��وق��ت ال��ح��ال��ي‪ ،‬ح��ت��ى في‬ ‫الصين‪ ،‬وتسا َءل كيف يحدث ذلك‬ ‫ف��ي دول ت��دع��ي رعايتها لحقوق‬ ‫اإلن��س��ان‪ ،‬ولكن العنصرية ليست‬ ‫بظاهرة جديدة‪ ،‬بل ترجع بجذورها‬ ‫إل��ى ال��ح��روب الصليبية‪ ،‬ث��م إلى‬ ‫االستعمار الغربي‪ ،‬الذي تبنى‪ ،‬وقام‪،‬‬

‫¯¯‪2‬‬

‫على أساس إيديولوجية عنصرية‪،‬‬ ‫ك��ان��ت أح��ي��ان��ا ت��ق��وم ع��ل��ى أسس‬ ‫بيولوجية مزعومة‪ ،‬وهي تُمارَس‬ ‫ضد المغاربة المهاجرين لفرنسا‪،‬‬ ‫منذ نصف قرن‪ ،‬ولكنها اتخذت في‬ ‫العقد األخير طابعًا دينياً‪ .‬ووصف‬ ‫تماللي رد فعل اإلدارة األلمانية بأنه‬ ‫كان فاترًا‪ .‬لكنه أنكر االستعمال‬ ‫السياسي للحادث‪ ،‬حيث ظهرت‬ ‫دعوات على شبكة اإلنترنت تدعو‬ ‫البنات للتمسك بالحجاب‪« ،‬حتى‬ ‫لو كان الثمن القتل»‪ ،‬وإدانة للسفور‪،‬‬ ‫وعلق ياسين بأنه مع حق التحجب‪،‬‬ ‫لكنه أيضا ضد ف��رض الحجاب أو‬ ‫ف��رض ت��أدي��ة ال��ص�لاة‪ ،‬كما يحدث‬ ‫في السعودية وإيران‪ ،‬مثال‪ .‬وأضاف‪،‬‬ ‫أنه بينما لقي هذا الحادث كل هذا‬ ‫االهتمام‪ ،‬هناك الكثير من المهاجرين‬ ‫الفقراء في مدن الضواحي األوروبية‬ ‫ي��ق��ت��ل��ون‪ ،‬وال أح���د ي��ذك��ره��م أحد‬ ‫مجرد الذكر‪ .‬وانتقد تماللي فكرة‬ ‫«االن��ه��زام الحضاري»‪ ،‬مشيرا إلى‬ ‫أن مناضالت الثورة الجزائرية‪ ،‬لم‬ ‫يكن محجبات‪ ،‬ولم يتحجبن طوال‬ ‫حياتهن‪ .‬وأخيرا أكد تماللي على‬ ‫أنه بالرغم من أن العنصرية هي‬ ‫نتاج لحضارة أوروبية‪ ،‬فال يجب أن‬ ‫نصف الثقافية األوروبية بأنها ثقافة‬ ‫عنصرية‪ ،‬فالحضارة اإلسالمية في‬ ‫أوج ازده��اره��ا‪ ،‬كانت هناك تجارة‬ ‫عبيد‪ ،‬رغم تحريمها دينياً‪ ،‬فال يجب‬ ‫تعميم الحكم بسبب هذه الظاهرة‪،‬‬

‫دون الرجوع على أسباب وجودها‪.‬‬ ‫أردف تماللي أن مصالح‬ ‫ ‬ ‫الطبقات الحاكمة‪ ،‬التي يسيطر‬ ‫عليها اليمين ال��م��ت��ط��رف‪ ،‬تلعب‬ ‫ع��ل��ى وت���ر ال��ع��ن��ص��ري��ة‪ ،‬م��ؤك��دا أن‬ ‫العنصرية بعد‪ ، 2001‬لم تتطور تطورًا‬ ‫تلقائيًا في المجتمعات األوروبية‬ ‫واألمريكية‪ ،‬ولكن اإلدارة األمريكية‪،‬‬ ‫اختلقت لها عدوا جديدًا بعد انهيار‬ ‫االتحاد السوفيتي‪ ،‬ثم عملت على‬ ‫التهويل من هذا الخطر‪ ،‬لتعميق‬ ‫م��ع��اداة اإلس��ل�ام‪ ،‬وه��ي تستخدم‬ ‫مجموعة من الخبراء ليسوا على‬ ‫دراي��ة حقيقية بالمسلمين‪ ،‬بل ال‬ ‫يعرفون لغات البلدان اإلسالمية‪،‬‬ ‫العربية والفارسية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬واألهم‬ ‫أنهم يتعاملون مع «اإلسالم» ككل‬ ‫ث��اب��ت ع��ب��ر ال��ت��اري��خ‪ ،‬وه���ي نظرة‬ ‫ال تُمكن م��ن فهم المجتمعات‬ ‫اإلسالمية األصلية‪ ،‬وال مجتمعات‬ ‫المهاجرين ف��ي أوروب����ا‪ .‬واختتم‬ ‫ياسين حديثه بقوله أن الغرب‬ ‫يكيل بمكيالين‪ ،‬ولو أن شابا يهوديا‬ ‫قد تعرض لالغتيال لم تكن القضية‬ ‫ستعالج على النحو نفسه‪ .‬ولكن‬ ‫االزدواجية موجودة في بلداننا أيضا‪،‬‬ ‫التي تعاني من العنصرية الدينية‬ ‫والمذهبية‪ ،‬فنفس من يطالبون‬ ‫بحرية بناء المساجد في أوروبا‪ ،‬هم‬ ‫من يحرمون أتباع الديانات األخرى‬ ‫من أداء شعائرهم‪.‬‬ ‫ ‬

‫أم���ا رب����اب ال��م��ه��دي ف��ق��د كان‬ ‫مدخل حديثها بالتركيز على أن‬ ‫«م��روة» هي ام��رأة‪ ،‬في منطقة تعج‬ ‫بالمهاجرين والطلبة األجانب‪ ،‬لم‬ ‫يتم استهدافهم‪ ،‬وأن هناك تسليع‬ ‫للمرأة‪ ،‬واستغاللها كأيقونة‪ ،‬عالوة‬ ‫على استغالل الحجاب كرمز ديني‬ ‫وثقافي أيضا‪ .‬ولكن على الجانب‬ ‫اآلخر هناك نفس منطق التسليع‪،‬‬ ‫واستغالل القضية‪ ،‬ليس من جانب‬ ‫ال��ت��ي��ارات اإلسالمية وح��س��ب‪ ،‬بل‬ ‫نجد ذل��ك م��ن ال��ن��ظ��ام المصري‪،‬‬ ‫الذي لم يقدم حتى واجب العزاء‪،‬‬ ‫لآلالف من ضحايا العبارة المنكوبة‪،‬‬ ‫أو للمهاجرين الشبان الذين غرقوا‬ ‫خ�لال محاولة البحث ع��ن لقمة‬ ‫عيش‪ ،‬بل نجد المؤسسة الدينية‬ ‫الرسمية تخرج بفتوى تحرمهم‬ ‫حتى من اعتبارهم «شهداء»! أكدت‬ ‫د‪ .‬رب��اب أن الحجاب أصبح رمزا‬ ‫ثقافيا‪ ،‬وليس دينيًا وحسب‪ ،‬كما‬ ‫أنه تزامن مع صعود بؤر لمقاومة‬ ‫اإلمبريالية تحمل راي��ة إسالمية‪،‬‬ ‫مثل حزب اهلل وحماس‪ ،‬فالعنصرية‬ ‫مرتبطة بالسياسات االستعمارية‪،‬‬ ‫التي تستخدم إلى جانب ترسانتها‬ ‫الحربية‪ ،‬ترسانة إعالمية‪ .‬وذكرت‬ ‫م��ث��ال ع��ل��ى ذل���ك أن م��ج��ل��ة دير‬ ‫شبيجل األل��م��ان��ي��ة‪ ،‬اع��ت��رف��ت أنه‬ ‫ل��و ح��دث العكس كانت التغطية‬ ‫والتناول سيختلف كلياً‪ .‬‬

‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬

‫تقارير وأخبار‬

‫أجبروا إالدارة على االستجابة لمطالبهم‬

‫محمد الخولي‬

‫انتصار جديد لعمال السكة الحديد‬

‫مساواتهم بزمالئهم العاملين‬ ‫في هيئة السكة الحديد‪ ،‬والذين‬ ‫حقق عمال صيانة عربات النوم‪ ،‬يعملون معهم في نفس ظروف‬ ‫ب��ش��رك��ة م��ح��م��ود ع��ب��د السالم العمل‪ ،‬عمال صيانة عربات النوم‬ ‫لصيانة ع��رب��ات ال��ن��وم‪ ،‬والتابعة بالسكة الحديد‪.‬‬ ‫للهيئة العامة للسكة الحديد‪،‬‬ ‫منذ اليوم األول العتصامهم‬ ‫انتصاراً‪ ،‬بعد أن تمسكوا بموقفهم‪،‬‬ ‫وأصروا علي استمرارهم باالعتصام عرف العمال أن انتصارهم سيأتي‬ ‫واإلضراب عن العمل لحين تنفيذ بالتمسك مع بعضهم البعض‪،‬‬ ‫مطالبهم ورفضهم فض االعتصام وحدوا صفوفهم اتفقوا علي موعد‬ ‫واإلضراب‪ ،‬رغم كل ضغوط األمن اإلض��راب‪ ،‬وعلى مكان االعتصام‪،‬‬ ‫عليهم ‪ ،‬ورفضوا كل محاوالت فض تجمعوا في ورش الفرز بالقاهرة‪،‬‬ ‫االعتصام إال بعد تنفيذ مطالبهم‪ ،‬وأبلغوا بعض الصحف وتوكلوا‬ ‫والتي نفذ بعضها بالفعل‪ ،‬وكان علي وحدتهم وقوتهم‪ ،‬و بدءوا‬ ‫ال��ع��م��ال ح���ددوا مطالبهم منذ ف��ي االعتصام ‪ ،‬ف��ي ال��ي��وم األول‬ ‫ال��ي��وم األول إلض��راب��ه��م‪ ،‬وهي لم يحضر لهم أي مسئول سوى‬ ‫صرف العالوات االجتماعية ألعوام رجال الشرطة‪ ،‬حاولوا ترهيبهم‪،‬‬ ‫‪ 2001‬و‪ 2002‬و‪ ،2003‬وص��رف المكافأة ووص�������ل ال���ح���د إل���ي محاولة‬ ‫السنوية بواقع شهرين من الراتب ال���ش���رط���ة في ال��ي��وم الثاني‬ ‫األساسي كل عام‪ ،‬وكذلك صرف لالعتصام فض االعتصام بالقوة‪،‬‬ ‫ب��دل واجبه للعمال المسافرين اعتدت الشرطة عليهم بالضرب‪،‬‬ ‫علي ال��ق��ط��ارات‪ ،‬وتحديد قيمة إال أنهم أص��روا علي استمرارهم‬ ‫مكافأة نهاية الخدمة‪ ،‬واحتساب في االعتصام واإلضراب عن العمل‪،‬‬ ‫ساعات العمل اإلضافية‪ ،‬كما ينص ومع تعنت األمن‪ ،‬و إصرار العمال‬ ‫عليها قانون العمل‪ ،‬وعودة العمال علي االستمرار في االعتصام‪،‬‬ ‫المفصولين فصل تعسفي‪ ،‬وأيضا ط��ل��ب األم���ن م��ن ال��ع��م��ال أن‬

‫يغيروا مكان االعتصام ورفض واحد‪ ،‬ووعدهم زغلول أيضا بعودة‬ ‫العمال أيضاً‪ ،‬إال أن األمن استخدم زميلهم الذي فصلته اإلدارة فصل‬ ‫القوة مع العمال‪ ،‬ونقلهم إجبارياً تعسفياً‪.‬‬ ‫من مكانهم إلى مكان أخر‪ ،‬داخل‬ ‫ال��ورش بعيدا عن البوابة‪ ،‬التي أك��د زغ��ل��ول لهم أن المكافأة‬ ‫كان العمال يعتصمون بجوارها وساعات العمل اإلضافي واحتساب‬ ‫في اليوم األول‪ ،‬وألن األم��ن هو أيام العمل اإلضافي ستضاف إلي‬ ‫ال��م��ت��ح��ك��م األول واألخ���ي���ر في المرتب ب��دأ م��ن الشهر القادم‬ ‫السكة الحديد فكان هو المفاوض وق��ال العمال لالشتراكي بأن‬ ‫الرئيسي مع العمال‪ ،‬واختفت إدارة زغلول وعدهم علي مسئوليته‬ ‫الشركة والنقابة العامة للعاملين الشخصية أن يتم إرس��ال باقي‬ ‫بالسكة الحديد‪ ،‬وحتى الهيئة مطالبهم إلي وزارة القوة العاملة‬ ‫العامة للسكة الحديد اختفت هي للبت في قانونيتها‪ ،‬وأكد أنه إذا‬ ‫أق��رت بحقهم فيها فسوف تنفذ‬ ‫األخرى‪،‬‬ ‫فوراً‪ .‬عمال صيانة عربات النوم في‬ ‫كالعادة تولى اللواء سعد زغلول شركة محمود عبد السالم لصيانة‬ ‫مدير شرطة النقل والمواصالت ق��ط��ارات ال��ن��وم‪ ،‬والبالغ عددهم‬ ‫التفاوض مع العمال‪ ،‬وأبلغهم بأن قرابة ال‪ 500‬عامل أك��دوا أن فض‬ ‫الشركة وافقت علي صرف شهر االعتصام ال يعني أنهم تنازلوا‬ ‫مكافأة للعمال‪ ،‬و وسيتم احتساب باقي المطالب‪ ،‬وأنهم سيعاودون‬ ‫س��اع��ة العمل اإلض��اف��ي بساعة االعتصام مرة أخرى‪ ،‬إذا اكتشفوا أن‬ ‫ونصف‪ ،‬بعد أن كانت تحسبها زغلول يخدعهم ويضحك عليهم‪،‬‬ ‫إدارة الشركة بساعة فقط‪ ،‬وكذلك لفض االعتصام فحسب‪ ،‬وأشاروا‬ ‫ستعامل العمال الذين يعملون إلي أنهم جاهزون لالعتصام مرة‬ ‫أيام اإلجازات الرسمية ــ الجمعة أخرى‪ ،‬إذ لم تنفذ كل مطالبهم‪.‬‬ ‫أيام األعياد ـ بيومين بدال من يوم‬

‫سحبت ‪ 500‬مليون جنيه على المكشوف‬ ‫وأدوية منتهية الصالحية قيمتها ‪ 7‬ماليين جنية‬

‫جهاز المحاسبات يحذر من انهيار المصرية لتجارة األدوية‬ ‫ح��ذر تقرير للجهاز المركزي‬ ‫للمحاسبات من انهيار الشركة‬ ‫المصرية لتجارة األدوي���ة‪ .‬حيث‬ ‫أك��د التقرير أن الشركة تعاني‬ ‫اختال ًال‪ ،‬ومخالفات مالية‪ ،‬وإدارية‪،‬‬ ‫تهدد بانهيارها‪ ،‬مشيراً إل��ى أن‬ ‫الشركة تسحب على المكشوف‬ ‫م��ن ال��ب��ن��وك‪ ،‬بفوائد تصل إلى‬ ‫‪ ،% 12,5‬بسبب عدم توافر سيولة‬ ‫نقدية لديها‪ .‬وأكد التقرير أن قيمة‬ ‫السحب على المكشوف لتوريد‬ ‫أدوية الكبد وحدها بلغت في العام‬ ‫المالي األخير ‪ 500‬مليون جنية‪ ،‬وأن‬ ‫الشركة اضطرت لتحرير كمبياالت‬ ‫بقيمة ‪ 75،8‬مليون جنيه لموردي‬ ‫األدوي����ة‪ ،‬بعد أن رف��ض��ت وزارة‬ ‫الصحة والجهات التابعة لها سداد‬ ‫ديونها للشركة‪ ،‬والبالغة نحو‬ ‫‪ 270‬مليون جنية‪ .‬أتهم التقرير‬ ‫مسئولي الشركة بالتقاعس عن‬ ‫تحصيل ‪ 45‬مليون جنيه مستحقة‬ ‫ل��دي ع��دد م��ن ال��م��وردي��ن‪ ،‬وأكد‬ ‫ع��دم تحصيل ه��ذه المديونيات‬

‫االشتراكي اغسطس ‪2009‬‬

‫المتراكمة منذ سنوات طويلة يعد‬ ‫إهداراً للمال العام‪.‬‬ ‫أش��ار التقرير إل��ى وج��ود أدوية‬ ‫منتهية ال��ص�لاح��ي��ة بالشركة‬ ‫تتجاوز قيمتها ‪ 7‬ماليين جنية‪،‬‬ ‫منها أدوي��ة مستوردة بقيمة ‪1.2‬‬ ‫مليون جنية‪ ،‬فسدت في المطار‬ ‫بسبب سوء التخزين‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى أدوي��ة قيمتها ‪ 2‬مليون جنيه‬ ‫ان��ت��ه��ت ص�لاح��ي��ت��ه��ا‪ ،‬وم���ا زال��ت‬ ‫موجودة بالمخازن‪ ،‬وأدوي��ة أخرى‬ ‫قيمتها ‪ 1.2‬مليون جنيه انتهت‬ ‫صالحيتها خالل الفترة من يوليو‬ ‫‪ 2008‬وحتى فبراير ‪ ،2009‬تم إعدامها‬ ‫إلى جانب ‪ 12‬مليونا و‪ 262‬علبة لبن‬ ‫أطفال «بيبي زان» قيمتها ‪15،2‬‬ ‫مليون جنيه صدر قرار بالتحفظ‬ ‫عليها في مايو ‪ ،2008‬إلعدام ‪ 11‬ألفا‬ ‫و‪ 67‬علبة منها‪ ،‬وحتى اآلن لم يتم‬ ‫اإلعدام‪.‬‬ ‫أكد التقرير أن مسئولي الشركة‬ ‫خ��ال��ف��وا ال��ش��روط الفنية‪ ،‬التي‬ ‫تضمنها ع��دد م��ن المناقصات‪،‬‬

‫خاصة البند رقم «‪ »21‬من كراسة‬ ‫ال��ش��روط الفنية ف��ي المناقصة‬ ‫العامة لتوريد ألبان األطفال للعام‬ ‫المالي ‪ ،2009/2008‬والبالغ قيمتها‬ ‫‪ 170،5‬مليون جنية‪ ،‬حيث نص‬ ‫ع��ل��ى ض����رورة ت��ج��زئ��ة الكميات‬ ‫المطلوبة م��ن أل��ب��ان األطفال‪،‬‬ ‫لضمان استمرارية توافر األلبان‬ ‫المدعمة في األسواق‪.‬‬ ‫ي��ذك��ر أن م��وظ��ف��ي الشركة‬ ‫‪ -1400‬قد نظموا اعتصاماً بمقر‬‫الشركة في شهر فبراير الماضي‪،‬‬ ‫للتصدي لمخططات بيع الشركة ‪،‬‬ ‫واستطاعوا عبر اعتصامهم الطويل‬ ‫إجبار الشركة القابضة لألدوية على‬ ‫التراجع عن مخططاتها‪ .‬والطريف‬ ‫أن اللجنة النقابية بالشركة التي‬ ‫يترأسها محمد وهب اهلل‪ ،‬الذي هو‬ ‫ذاته رئيس النقابة العامة للعاملين‬ ‫بالتجارة‪ ،‬حاولت بعد انتصار العمال‬ ‫أن تنسب لها الفضل في التراجع‬ ‫المؤقت عن مخططات البيع‪.‬‬ ‫وم��ن جهة أخ��رى اتهم أعضاء‬

‫مجلس إدارة ال��ن��ق��اب��ة العامة‬ ‫للعاملين بالتجارة رئيسها محمد‬ ‫وه���ب اهلل‪ ،‬ب��اس��ت��غ�لال نفوذه‪،‬‬ ‫وسلطاته كرئيس للنقابة‪ ،‬وقيامه‬ ‫باالستيالء على أم��وال النقابة‪،‬‬ ‫وال��ت��ص��رف فيها على متطلباته‬ ‫الشخصية‪ ،‬خالل الدورة النقابية‬ ‫الماضية‪ .‬وقاموا مؤخرا بتقديم‬ ‫مذكرة إلى رئيس اتحاد العمال‬ ‫طالبوه فيه بسرعة التحقيق في‬ ‫كل تلك المخالفات‪ ،‬وعزل رئيس‬ ‫النقابة من منصبه‬ ‫‪.‬‬ ‫وأك��د بعض أعضاء النقابة أن‬ ‫إهدار أموال النقابة نتج عنه جفاف‬ ‫مالي وتوقف معظم أنشطتها‪،‬‬ ‫وبلغت ال��دي��ون المستحقة لها‬ ‫على صندوق النقابة قرابة ‪800‬‬ ‫ألف جنية‪ ،‬مخالفا بذلك ميثاق‬ ‫الشرف األخالقي للعمل النقابي‪،‬‬ ‫وال�لائ��ح��ة ال��م��ال��ي��ة للمنظمات‬ ‫النقابية المنظمة للصرف من‬ ‫أموال النقابات العمالية‪.‬‬

‫‪¯¯3‬‬

‫تقارير وأخبار‬

‫غزل المحلة على صفيح ساخن‬ ‫مشاكل بالجملة تواجه العاملين‬ ‫بشركة مصر بالمحلة الكبرى‪ ،‬أقسام‬ ‫عديدة عمالها على صفيح ساخن‪،‬‬ ‫ال��ت��وت��ر أم��ت��د لكي يصل إل��ى خفر‬ ‫الشركة‪ ،‬عمال مصنع الماليات‪ ،‬ومئات‬ ‫العمال المنتظرين لحركة الترقيات‪،‬‬ ‫هدا باإلضافة إلى العمال المحالين‬ ‫إلى المعاش الذين صحوا على مصيبة‬ ‫حكم قضائي يقضي بضرورة دفع آالف‬ ‫الجنيهات وطردهم من مساكنهم‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى المشاكل التي تعج‬ ‫بها األقسام يترقب كل عمال الشركة‪،‬‬ ‫‪ 24‬أل��ف ع��ام��ل‪ ،‬ال��م��ك��اف��أة السنوية‬ ‫التي تقررها إدارة الشركة خاصة مع‬ ‫اقتراب مواسم العيد ورمضان ودخول‬ ‫ال��م��دارس‪ ،‬ويحل موعد صرفها في‬ ‫شهر أغسطس الجاري‪.‬‬ ‫الشركة من جهتها تحاول امتصاص‬ ‫غضب العمال عبر الحديث عن قرب‬ ‫انعقاد انتخابات مجلس اإلدارة وهو‬ ‫مطلب عمالي قديم‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫اعتزامها ص��رف ‪ 45‬يوما للعمال في‬ ‫منتصف شهر أغسطس قبل دخول‬ ‫شهر رمضان‪.‬‬ ‫رابطة العاملين بالغزل والنسيج‬ ‫أص���درت بيانا ت��ن��اول��ت فيه أوض��اع‬ ‫ال��ش��رك��ة حصلت االش��ت��راك��ي على‬ ‫نسخة منه جاء فيه ‪:‬‬ ‫لقد ق��ررت الشركة القابضة في‬ ‫اجتماعها ال���دوري بالمفوض العام‬ ‫إثارة المشاكل مرة أخرى‪ ،‬وذلك بإقرار‬

‫ماهي نور المصري‬

‫ص��رف األرب���اح وال��ح��واف��ز الجماعية‬ ‫و بطريقة (‪ 45‬يوم في ‪45 ، 2009/8/15‬‬ ‫يوم في ‪ ، 2009/9/15‬المتبقي كله بعد‬ ‫انعقاد الجمعية العمومية)‪ ،‬وهو ما‬ ‫يعني تكرار مشكالت األعوام السابقة‪،‬‬ ‫فنحن ف��ي ش��ه��ور (رم��ض��ان‪ -‬عيد‪-‬‬ ‫مدارس)‪ ،‬مما يستوجب على الشركة‬ ‫القابضة‪ ،‬واألمن مراعاة رد فعل العمال‪،‬‬ ‫حتى ال يحدث كما حدث في األعوام‬ ‫السابقة‪ ،‬ويكفي األمن حاليا مشاكل‬ ‫معاشات المستعمرة‪ ،‬ومشاكل خفر‬ ‫الشركة‪ ،‬ومشاكل مصنع الماليات‪،‬‬ ‫وغيرهم حتى ال يلوموا غير أنفسهم‬ ‫بعد ذلك‪.‬‬ ‫نريد نحن عمال وع��ام�لات غزل‬ ‫المحلة النهوض بها من خالل رئيس‬ ‫مجلس إدارة ناجح ‪،‬وظ���روف عمل‬ ‫ج��ي��دة‪ ،‬ب��دال م��ن المفوض الحالي‬ ‫الفاشل‪ ،‬والماكينات الصيني‪ .‬ولذلك‬ ‫نطالب العمال بأن يكونوا قوة واحدة‬ ‫منظمة ومؤثرة لشركتهم‪ ،‬أو ًال ولنيل‬ ‫حقوقهم المنهوبة‪ ،‬ثانيا فحصولكم‬ ‫على حقوقكم مرهون بقدرتكم على‬ ‫االستمرار بالمطالبة بها‪ ( ،‬فالمصيبة‬ ‫ل��م تعد ف��ي ظلم األش����رار لنا بل‬ ‫أصبحت في صمت األخيار منا )‪.‬‬ ‫األرباح والحوافز كانت قبل اإلضراب‬ ‫‪ 163‬يوم منهم ‪ 89‬جنيه حوافز ثابتة‬ ‫كل عام‪ .‬ثم أصبحت األرباح والحوافز‬ ‫الجماعية بعد اإلضراب ‪ 135‬يوم على‬ ‫األساسي فشعرنا بزيادتها‪.‬‬

‫الترسانة البحرية ووهم المعاش المبكر‬

‫شركة الترسانة البحرية باإلسكندرية ‪ ...‬اسم‬ ‫ربما يبدو معروفاً للمهتمين بالتاريخ المصري‬ ‫الحديث‪ ،‬و للمهتمين بالحركة السياسية المصرية‬ ‫في سبعينات القرن العشرين‪ .‬ففي يوم ‪ 18‬يناير‬ ‫عندما انتفض الجماهير بسبب قرارت السادات‬ ‫الخاصة بالدعم ‪ ,‬كان أول من تحرك في مدينة‬ ‫اإلسكندرية هم عمال الترسانة البحرية أيماناً‬ ‫منهم أنهم بصناعتهم لقطع األسطول المصري‪،‬‬ ‫و يحمون مصر م��ن ال��ع��دو ال��خ��ارج��ي‪ ،‬و لكن‬ ‫بأنفسهم سيحمون الشعب من العدو الداخلي‬ ‫من السياسات المضطهدة للفقراء و الكادحين‪.‬‬ ‫تلك كانت الصورة في السبعينات و لكن‬ ‫ ‬ ‫ماذا حدث بعد أكثر من ‪ 32‬سنة من نضال عمال‬ ‫الترسانة‪.‬‬ ‫وهم المعاش المبكر‬ ‫حوالي ‪ 3600‬عامل من عمال الترسانة البحرية –‬ ‫منذ عام ‪ -1996‬قاموا بتسوية معاشهم‪ ،‬قبل السن‬ ‫القانوني‪ ،‬لإلحالة على المعاش بسبب الوعود‪،‬‬ ‫بأن كل فرد سيحصل على مبلغ سيساعده على‬ ‫الحياة و سيأمن لهم معيشة كريمة ‪.‬‬ ‫تقدم العمال باستقاالتهم‪ ،‬و هم يشعرون أنهم‬ ‫أمنوا ألنفسهم و أبنائهم حياة كريمة‪ ،‬ولكنهم‬ ‫فوجئوا بأن الشركة القابضة لم تضمِّ العالوات‬ ‫المقرَّرة‪ ،‬و لم تحتسب المقابل النقدي لبدل طبيعة‬ ‫العمل‪ ،‬منسوبًا إلى أجورهم األساسية بعد زيادة‬ ‫هذه العالوات المضمومة منذ ‪١٩٩٢/١١/١‬م‪ ،‬و ليس‬ ‫هذا فحسب بل لم تعطهم سوى عشر حقوقهم‬ ‫المادية‪ .‬و تبقى لهم ‪ 20‬مليون جنيه عند الشركة‬

‫¯¯‪4‬‬

‫وه���ذا م��ع��ن��اه‪ :‬ف��ي ح��ال��ة تحقيق‬ ‫الشركة للمكاسب (يتم صرف ‪ 135‬يوم‬ ‫للعاملين‪ +‬نسبة تحددها الجمعية‬ ‫العمومية بعد انعقادها)‬ ‫‪ .‬في حالة تحقيق الشركة للخسارة‬ ‫(يتم صرف ‪ 135‬يوم للعاملين فقط)‪.‬‬ ‫أي إن��ه في ح��ال تحقيق الشركة‬ ‫للمكاسب أو الخسارة فسوف يتم‬ ‫ص��رف ‪ 135‬ي��وم على األس��اس��ي في‬ ‫الحالتين دون تأثرهم بمكسب أو‬ ‫خسارة ‪.‬‬ ‫وال يهمنا في ذلك اإلشاعات التي‬ ‫تلف الشركة وال نعرف لها مصدر‪ ،‬مثل‬ ‫انتخابات مجلس اإلدارة في شهر‬ ‫سبتمبر (وحقيقة هو أح��د مطالبنا‬ ‫ولكن هناك أولويات )‪.‬‬

‫الترقيات في هذا الشهر (وهو ما ال‬ ‫يتعارض مع صرف األرب��اح والحوافز‬ ‫الجماعية )‪.‬‬ ‫زيادة األرباح والحوافز الجماعية ‪( % 5‬‬ ‫وهو ما يقرره انعقاد الجمعية العمومية‬ ‫فقط‪ ،‬وليس أحد‪ ،‬وفي حالة تحقيق‬ ‫الشركة أرباح نريد ‪ 163‬يوم على شامل‬ ‫المرتب كما كنا نأخذ سابقا‪ ،‬أو ‪228‬‬ ‫يوما على األساسي كغزل شبين)‪.‬‬ ‫ولذلك فطلباتنا هي ‪ :‬عدم إثارة‬ ‫العمال باالستجابة لمطالب عمال‬ ‫المعاشات‪ ،‬وخفر الشركة‪ ،‬ومصنع‬ ‫ال��م�لاي��ات‪ 135 ،‬ي��وم أرب���اح وحوافز‬ ‫جماعية دفعة واحدة قبل رمضان‪.‬‬

‫القابضة للنقل البري و البحري‪ ،‬التي كانت تابعة المستحقين للمعاش‬ ‫لها شركة الترسانة البحرية‪ ،‬قبل أن تنتقل لتكون‬ ‫تحت اإلدارة المباشرة لوزارة الدفاع‪ ،‬مما يعنى أن ‪ 70‬وقفة و ماذا بعد‪:‬‬ ‫على الرغم من أن العمال انتهجوا الطريق‬ ‫ينطبق على عمالها وصف العاملين بالمنشآت‬ ‫العسكرية‪ ،‬و يكونوا تابعين من الناحية القانونية القانوني كأساس لتحركهم‪ ،‬إال أنهم قاموا بعمل‬ ‫إلى المحاكم العسكرية‪ ،‬مما يعنى قمع مؤكد ألي وقفات احتجاجية وصلت إلى ‪ 70‬وقفة احتجاجية‬ ‫شخص يفكر في التحرك في ذلك المصنع‪ ،‬الذي أمام الشركة القابضة للنقل البري و البحري في‬ ‫شارع فؤاد ‪ ,‬و ديوان عام محافظة اإلسكندرية و‬ ‫شهد تحركات قوية جداً في السبعينات ‪.‬‬ ‫أمام شركة الترسانة البحرية نفسها ‪ .‬و تشكلت‬ ‫وفود لمقابلة رئيس مجلس اإلدارة اللواء محمد‬ ‫القانون هو الحل ‪:‬‬ ‫قرر العمال المحالون على المعاش أن يتجهوا يوسف و الذي كان كل مرة يستقبلهم استقبال‬ ‫إلى القضاء حتى يأخذوا حقوقهم‪ ،‬و بالفعل تم سيئ و يستعين باألمن ‪.‬‬ ‫رغم الوقفات االحتجاجية الـ‪ 70‬للعمال المحاليين‬ ‫الحكم لهم بحكم من هيئة التحكيم رقم ‪ ٣‬لسنة‬ ‫‪ ٢٠٠١‬عمال كُلي‪ ،‬من محكمة استئناف اإلسكندرية‪ ،‬على المعاش‪ ،‬إال أنه هناك أخطاء عديدة قللت‬ ‫بأحقيتهم في ضمِّ العالوات المقرَّرة‪ ،‬واحتساب من فرص نجاحهم‪ ،‬منها أن من يحضر الوقفات‬ ‫المقابل النقدي لبدل طبيعة العمل‪ ،‬منسوبًا ال يتعدى المائتين برغم عدد المتضررين حوالي‬ ‫إلى أجورهم األساسية بعد زيادة هذه العالوات ‪ ،3600‬ال توجد خطة لتحركاتهم حيث ال يوجد‬ ‫المضمومة منذ ‪١٩٩٢/١١/١‬م‪ ،‬ورف��ض��ت محكمة برنامج تصعيدي لضمان نيل مستحقاتهم التي‬ ‫استئناف اإلسكندرية كذلك في ‪2004/11/1‬م دعوى أيدها القضاء ‪ .‬التزامهم الدائم بأوامر رجال األمن‪،‬‬ ‫االستشكال المقدَّمة من الشركة لوقف تنفيذ التي دائماً تطالبهم بإنهاء الوقفات‪ .‬و أيضاً عدم‬ ‫وجود تنسيق بين هؤالء وزمالئهم العاملين داخل‬ ‫الحكم ‪.‬‬ ‫ث��م ن��ال��وا حكم م��ن محكمة النقض – أعلى الشركة‪ ،‬الذين إذا تضامنوا معهم سيشكلون قوة‬ ‫هيئة قضائية مصرية‪ -‬بأحقيتهم في نيل باقي ضغط كبيرة‪،‬‬ ‫أن م��ا يحدث لعمال الترسانة البحرية هو‬ ‫مستحقاتهم التي تصل إلى ‪ 20‬مليون جنية‪ ،‬لكن‬ ‫اللواء محمد يوسف‪ ،‬رئيس مجلس إدارة الشركة عبرة و عظة لكل العمال الذين يفكرون في فكرة‬ ‫القابضة للنقل البري و البحري تعلل أو ًال بأنه ال المعاش المبكر‪ ،‬فعلى الرغم من أن الحياة صعبة‬ ‫يوجد أموال تكفي لسداد مستحقات العمال‪ ،‬على و التكاليف غالية‪ ،‬إال أن فكرة أخذ حفنة من آالف‬ ‫الرغم من أنه في العقد الذي بين الشركة القابضة لحل المشاكل هي فكرة غير صحيحة‪ ،‬فأن األموال‬ ‫و وزارة الدفاع هناك بند لمستحقات العمال يصل تتبخر في شهور معدودة‪ ،‬هذا إذا تم الحصول‬ ‫إلى ‪ 26‬مليون جنية‪ .‬ثم بعد صدور حكم محكمة عليها من األساس‪.‬‬ ‫النقض تعلل بعدم وج��ود كشوف حصر أسماء‬ ‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬

‫تحقيقات‬

‫الصحفيون غير النقابيين الوقود الحقيقي‬ ‫لماكينة الصحافة في مصر‬

‫المحررون الفقراء في الشارع‬ ‫رضوان آدم‬

‫“احنا اتفصلنا من الجورنان من‬ ‫غير سبب ‪ ،‬في يوم‪ ،‬بعد تغطية أحد‬ ‫خبر في الشارع ‪ ،‬جاء رئيس القسم ‪،‬‬ ‫وكلمنا كأننا عبيد في مزرعته ‪ ،‬وقال‬ ‫لنا يال يا جماعة روحوا ‪ ،‬أنتوا في إجازة‬ ‫دائمة ‪ ،‬ولما سألناه يعني أية ؟ ‪ .‬قال لنا‪:‬‬ ‫أحنا فصلناكم وما لكمش حق عندنا‬ ‫وال باطل ‪.‬ولما رفضنا نمشي قال لنا‬ ‫بكل ب��رود ‪ :‬رئيس التحرير شايط‪،‬‬ ‫ومش عايز دوشة ‪ ،‬يال مع السالمة‬ ‫‪ ،‬مش عايزين غلبة ‪ ،‬وبعدين اللي‬ ‫مش عاجبة يروح يقدم فينا شكوى‬ ‫ألوباما «‪!.‬‬ ‫هكذا تحدث ‪ 24‬محرر ومحررة في‬ ‫صحيفة «المسائية»‪ ،‬في ‪ 18‬يوليو‬ ‫الماضي‪ ،‬لجريدة االشتراكي‪.‬‬ ‫هذه حكاية صغيرة من حكاوي الفصل‬ ‫التعسفي‪ ،‬التي هبت على معظم‬ ‫الصحف‪ ،‬في الفترة األخيرة ‪ ،‬سواء‬ ‫القومية التي يديرها المجلس األعلى‬ ‫للصحافة ‪ ،‬ويرأس تحريرها موظفون‬ ‫لدى أجهزة األمن والحزب الحاكم‪ ،‬أ‬ ‫و الصحف الخاصة التي يملكها رجال‬ ‫أعمال ‪ ،‬وي��رأس تحريرها صحفيون‬ ‫أث���ري���اء‪ ،‬يحصلون ع��ل��ى عشرات‬ ‫اآلالف من الجنيهات ‪ .‬والسطور التي‬ ‫قرأتموها هي سيناريو متكرر لحاالت‬ ‫فصل عشرات الصحفيين الفقراء‪ ،‬في‬ ‫صحف الفجر‪ ،‬واألهالي‪ ،‬وصوت األمة‪،‬‬ ‫والغد‪ ،‬والوطني اليوم‪ ،‬وغيرها ‪ .‬وفي‬ ‫آخر كل حكاية نصل إلى الشارع الذي‬ ‫يجمع المفصولين جميعا على رصيف‬

‫واحد ‪! .‬‬ ‫نقابة بال فاعلية‬ ‫في مواجهة ظ��روف عمل قاسية‪،‬‬ ‫وصحفيون م��ق��ه��ورون ف��ي مواجهة‬ ‫إدارات صحف متجبرة ‪ .‬ونقابة غائبة‬ ‫‪ ،‬وقانون نقابة بالطبع أشبه بورق‬ ‫التواليت ‪ .‬فالغريب أن القانون ‪96‬‬ ‫‪ 1996‬ينص في مادته‬ ‫ل��س��ن��ة‬ ‫السابعة عشر‪ « :‬على أن��ه ال تجوز‬ ‫إحالة أي صحفي إلى اللجنة الثالثية‬ ‫قبل إخطار مجلس نقابة الصحفيين‪،‬‬ ‫ك��ت��اب��ة‪ ،‬ب��األس��ب��اب‪ ،‬وم��ن��ح النقابة‬ ‫فرصة زمنية للتوفيق بين الصحفي‬ ‫ومؤسسته ‪ .‬ورغم أن النص حاسم‬ ‫وواض��ح إال أنه ال يطبق وال يجد من‬ ‫يطبقه ويدافع عنه ‪.‬‬ ‫بعد إق���رار ق��ان��ون العمل الموحد‬ ‫ال���ذي ح���وّل اللجنة الثالثية إلى‬ ‫خماسية‪ ،‬بإضافة عنصرين قضائيين‬ ‫إليها‪ ،‬ال يزال الصحفيون يمثلون في‬ ‫هذه اللجنة بواسطة ممثل المنظمة‬ ‫النقابية العمالية المفترض جهله‬ ‫بعالقات العمل الصحفية‪ ،‬وليس من‬ ‫خالل نقابة الصحفيين المسئولة عن‬ ‫شئون المهنة وعالقات العمل!‬ ‫صحفيين فوق وصحفيين تحت‬ ‫هنا يكمن جوهر الصراع‪ ،‬داخل‬ ‫ال��ص��ح��ف ال��خ��اص��ة والمؤسسات‬ ‫القومية ‪ .‬ال��ص��راع ال��ذي يفرز وقائع‬ ‫طرد وفصل محررين فقراء‪ ،‬ال يملكون‬ ‫سوى مهارتهم وكفائتهم المهنية ‪،‬‬ ‫ويبقى في صدارة المشهد صحفيين‬ ‫أغنياء في التكييف ‪ ،‬تندهش أنهم‬ ‫يكتبون م��ق��االت ن��اري��ة ع��ن الفساد‬ ‫واالستغالل ‪ ،‬وهم يملكون كل شيء‬ ‫‪ :‬رؤس��اء تحرير يقبضون بعشرات‬ ‫اآلالف‪ ،‬وه��م متواطئون م��ع مالك‬

‫التي أصبح دورها منع الصحفيون من‬ ‫االلتحاق بها‪ ،‬وعلى القانون المنشود‬ ‫أن يجبر إدارات الصحف على تحديد‬ ‫فترة لتعيين الصحفيين‪ ،‬تتراوح من ‪6‬‬ ‫أشهر إلى عام‪ ،‬وذلك عن طريق وضع‬ ‫آلية حقيقية لمراقبة الصحف‪ ،‬وحصر‬ ‫أسماء الصحفيين فيها بطريقة دورية‪،‬‬ ‫باإلضافة ل��ض��رورة التعامل م��ع عقد‬ ‫العمل واألرشيف الصحفي باعتبارهما‬ ‫المسوغان الرئيسيان للقيد في‬ ‫النقابة‪ ،‬دون الحاجة لخطاب رئيسي‬ ‫التحرير ومجلس اإلدارة‪ ،‬والذي أصبح‬ ‫سيفا مسلطا على رقاب الصحفيين‪،‬‬ ‫خاصة في الصحف المستقلة ‪.‬‬

‫الصحف ‪ ،‬ورؤس���اء مجالس إدارات‬ ‫ورؤس����اء تحرير م��ؤس��س��ات قومية‬ ‫يحصلون غالبا على مئات اآلالف‬ ‫من الجنيهات ‪ ،‬هم وحاشيتهم من‬ ‫مرتزقة اإلعالنات والموظفين ‪ .‬وهنا‬ ‫يمارس الطرف األق��وى ال��ذي يملك‬ ‫المال وأدوات العمل ‪ ،‬والنفوذ ‪ ،‬سلطته‬ ‫على الطرف األضعف ‪ ،‬من المحررين‬ ‫الذين ال يجدون من يدافع عنهم ‪،‬‬ ‫سواء في نقابة الصحفيين‪ ،‬أو داخل‬ ‫المؤسسة الصحفية ‪ .‬وي��زداد تسلط‬ ‫الطرف األق��وى في هذه المعادلة مع‬ ‫غياب نقابة الصحفيين‪ ،‬التي ترعى‬ ‫مصالح الطرف األقوى‪ ،‬وتعبر عنه في‬ ‫مقابل جمعية عمومية غائبة ومشتتة‬ ‫لمواجهة شالل الفصل التعسفي‬ ‫‪ ،‬ال تضغط على مجلس النقابة ‪ ،‬وال‬ ‫تتجمع إال في مناسبات عرض فيلم الذي يجرف معه مستقبل الصحفيين‬ ‫سينمائي أو مسرحي داخ��ل مبنى الشبان فإنه من الضروري ‪ ،‬وحتما ‪،‬‬ ‫أن يكون هناك ضغط مستمر من‬ ‫النقابة ‪.‬‬ ‫الجمعية العمومية للصحفيين إلجبار‬ ‫هذا كله دافع لنا للبحث عن طريق مجلس النقابة على أن يقوم بدوره‬ ‫جديد‪ ،‬يحفظ للصحفيين حقوقهم في إنقاذ الصحفيين ‪ ،‬وصرف إعانة‬ ‫ووحدتهم‪ ،‬ويرعى مصالحهم‪ ،‬وهو مادية فورية لهم‪ ،‬حتى عودتهم إلى‬ ‫طريق ال يمكن أن تسير فيه الجماعة أعمالهم ‪ ،‬ومحاسبة رؤساء التحرير‬ ‫الصحفية إال بوحدتها على مطالب المسئولين عن فصل الزمالء في كل‬ ‫محددة‪ ،‬تتمثل في تعديل قانون نقابة الصحف ‪ ،‬وتفعيل االقتراح الذي قدمه‬ ‫الصحفيين‪ ،‬الذي عفي عليه الزمن‪ ،‬الزميل أحمد النجار ‪ ،‬عضو مجلس‬ ‫فما يحتاجه الصحفيون حالياً‪ ،‬هو نقابة الصحفيين بفرض رسم إعانة‬ ‫قانون جديد للنقابة‪ ،‬يحميهم من فقر وبطالة قدره مائة جنيه سنويا‪،‬‬ ‫تجبر إدارات الصحف‪ ،‬ويضع قواعد على كل أعضاء النقابة‪ ،‬على أن يتم‬ ‫جديدة للقيد في النقابة‪ ،‬بحيث ينقذ تحصيله منهم عند تجديد بطاقات‬ ‫الصحفيين من قهر إدارات الصحف العضوية‪ ،‬بحيث تستخدم حصيلته‬ ‫في تقديم إعانات للصحفيين الفقراء‬ ‫لهم‪،‬‬ ‫والمفصولين والمتعطلين رغما عنهم‬ ‫الصحفيون غير النقابيين أصبحوا ‪ ،‬كبداية لخلق حالة تضامنية بين‬ ‫اآلن هم ال��وق��ود الحقيقي لماكينة أبناء مهنة واح��دة تتعرض لتوحش‬ ‫الصحافة ف��ي م��ص��ر‪ ،‬ورغ���م ذل��ك ال رأس المال ‪.‬‬ ‫ي��ج��دون م��ن يحميهم أو يمنحهم‬ ‫فرصة أفضل في االنضمام للنقابة‪،‬‬

‫مستعينين بجهاز أمن الدولة‬

‫العامرية للغزل والنسيج تفصل عمال وتجبر آخرين على تقديم طلبات المعاش المبكر‬ ‫روقية إبراهيم‬

‫أجهضت اللجنة النقابية وقفة‬ ‫جديدة لعمال شركة العامرية للغزل‬ ‫والنسيج‪ ،‬بعد أن أحالت عدد من‬ ‫قيادات الشركة النقابية للتحقيق‪،‬‬ ‫وفصل اثنان منهم‪ ،‬وإجبار عدد على‬ ‫تقديم استقاالت وطلبات المعاش‬ ‫ال��م��ب��ك��ر‪ ،‬وب��ع��د إج����راء تحقيقات‬ ‫موسعه معهم بمقر جهاز أمن الدولة‬ ‫باإلسكندرية‪ .‬وذلك بعد أن شرعوا‬ ‫في تدشين حملة جديدة‪ ،‬وشحذ‬ ‫همم العمال للوقوف أمام اإلدارة التي‬ ‫االشتراكي اغسطس ‪2009‬‬

‫تعمدت تخريب المصنع‪ ،‬وجمدت‬ ‫العمل بـــ‪ %60‬من وحدات المصنع‪،‬‬ ‫البالغ عدد عمالها حوالي ‪4000‬عامالً‪.‬‬ ‫فضال عن قيام اإلدارة بإعادة تقسيم‬ ‫واردي العمل إلى ثالث ورديات‪ ،‬رغم‬ ‫أن طاقة العمل تكفى لعدد ‪ 2‬وردية‬ ‫فقط‪ ،‬خصوصا بعد انتشار «البطالة‬ ‫المقنعة»‪ ،‬حسب وص��ف العمال‪،‬‬ ‫بعد أن قامت الشركة بتخفيض‬ ‫معدالت إنتاجيتها إلى الربع تقريباً‪،‬‬ ‫متأثرة بذلك الركود الذي أصاب كل‬ ‫الصناعات المصرية‪ ،‬وخصوصا قطاع‬ ‫الغزل والنسيج‪.‬‬ ‫كذلك قام عمال الشركة بتوزيع‬

‫بياناً بالشركة رداً على تجاهل إدارة‬ ‫الشركة لمطالبهم‪ ،‬التي حصرها‬ ‫البيان في صرف بدل و جبة‪ ،‬ال يقل‬ ‫عن ‪ 90‬جنية‪ ،‬بد ًال من ‪ 30‬جنية‪ ،‬و ضم‬ ‫العالوات الخاصة لجميع العاملين‬ ‫بالشركة‪ ،‬و صرف بدل طبيعة عمل‬ ‫ال تقل عن‪ %35‬من األجر األساسي‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى صرف بدل وردية يصل‬ ‫إلى‪ %30‬على األجر األساسي‪.‬‬ ‫أشار البيان إلى أن تلك المطالب‬ ‫كانت جزء من مطالب إض��راب ‪25‬‬ ‫مايو ‪ ،2008‬و الذي كانت مطالبه فك‬ ‫العشرة أي��ام المجمدة منذ أعوام‪،‬‬ ‫وهي نسبة الحوافز الشهرية التي‬

‫قامت إدارة الشركة بتجميدها خالل‬ ‫الـــ ‪ 18‬عام السابقة‪ ،‬كما طالب البيان‬ ‫ب��زي��ادة حافز اإلن��ت��اج إل��ى ‪ 100‬جنية‬ ‫شهريا ‪.‬‬ ‫و أك��د البيان أن��ه ف��ى ظ��ل ادارة‬ ‫المهندس محمد إلهامي عبد المنعم‬ ‫للشركة‪ ،‬تم تخفيض العمالة بنسبة‬ ‫ال إلى‬ ‫‪ %50‬لتنقص من ‪ 8000‬آالف عام ً‬ ‫‪ 4000‬عامالً‪ ،‬كما طالب البيان بتغيير‬ ‫رئيس مجلس اإلدارة الحالي لفشله‬ ‫ف��ي إدارة الشركة و ح��ل مشاكل‬ ‫العمال و بيع أصول الشركة‬

‫‪¯¯5‬‬

‫تقارير وأخبار‬

‫اضرابهم دخل شهره الثالث ‪..‬وحركة التضامن تتصاعد‬

‫طنطا للكتان تواصل نضالها ضد الخصخصة والفساد‬ ‫ال��ع��م��ال ق����رروا م��واص��ل��ة مشوار‬ ‫ال��ت��ح��دي ح��ت��ى ي��ت��م االستجابة‬ ‫لمطالبهم‪ ،‬بعودة المفصولين عن‬ ‫العمل م��رة أخ���رى‪ ،‬وص��رف العالوة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وص��رف حافز اإلنتاج‪،‬‬ ‫ورفع بدل الوجبة‪.‬‬ ‫شهدت أن األي��ام القليلة الماضية‬ ‫حركة لجمع توقيعات على عريضة‬ ‫وقع عليها كل عمال الشركة‪ ،‬بما فيها‬ ‫أعضاء اللجنة النقابية تطالب بعودة‬ ‫الشركة مرة أخرى إلى قطاع األعمال‪.‬‬ ‫وهو ما يمنح المعركة أبعاداً سياسية‬ ‫بامتياز‪ ،‬حيث تعد هذه الخطوة ضربة‬ ‫لحكومة المستثمرين‪ ،‬التي بشرت‬ ‫العمال بالخصخصة‪ ،‬فلم يجنوا سوى‬ ‫العلقم‪ .‬وأعلن العمال رفضهم لنظام‬ ‫العبودية ال��ذي يمارس عليهم من‬ ‫قبل عبد اإلل��ه الكعكى‪ ،‬المستثمر‬ ‫السعودي‪ ،‬وطالبوا بمنع تملك أي‬ ‫مستثمر عربي‪ ،‬وخاصة السعوديين‬ ‫للمنشآت التجارية فى مصر‪ ،‬كما‬ ‫طالبوا بطرد المستثمر السعودي‪،‬‬ ‫ليس من الشركة فحسب‪ ،‬ولكن‬ ‫من مصر‪ ،‬بشكل كامل‪ ،‬هذا باإلضافة‬ ‫إلى تزايد سخط العمال من عجز‬ ‫ال��ح��ك��وم��ة على إل���زام المستثمر‬ ‫السعودي بأي قانون أو اتفاق‪ .‬وبات‬ ‫لسان حالهم يقول ‪« :‬الكل في خدمة‬ ‫المستثمر‪...‬والعمال ليس لهم سوى‬ ‫أنفسهم»‪.‬‬ ‫وعلى صعيد أخ��ر تزايد النشاط‬ ‫التضامني مع حركة العمال المضربين‪،‬‬ ‫بداية من الوفود التي قامت بزيارة‬ ‫ال��ش��رك��ة‪ ،‬م����رورا ب��إص��دار عشرات‬ ‫البيانات‪ ،‬انتهاء بعقد مؤتمرات الدعم‬ ‫والتأييد‪ ،‬والتي كان أبرزها المؤتمر‬ ‫ال���ذي نظمته لجنة التضامن مع‬ ‫عمال طنطا للكتان منذ أسبوعين‪،‬‬

‫واستضافه حزب التجمع‪.‬‬ ‫الكلمة الوحيدة التي باتت على‬ ‫لسان كافة العمال‪ ،‬بعد أن فقدوا‬ ‫األمل في المفاوضات‪ ،‬التي تجريها‬ ‫وزارة القوى العاملة مع إدارة الشركة‪،‬‬ ‫هي التصعيد والمزيد من التصعيد‪،‬‬ ‫وف���ي ه���ذا ال��س��ي��اق ت��ؤك��د قيادات‬ ‫عمالية ‪ :‬نمنح الفرصة لوزيرة القوى‬ ‫العاملة لكي تستكمل مفاوضاتها‬ ‫مع إدارة الشركة‪ ،‬وهي تنتهي في‬ ‫نهاية شهر يوليو ال��ج��اري‪ ،‬و نفكر‬ ‫على سبيل المثال في احتالل شارع‬ ‫حسين ح��ج��ازي‪ ،‬واالع��ت��ص��ام أمام‬ ‫مجلس ال���وزراء‪ ،‬وفي قطع الطريق‬ ‫السريع أس���وة بعمال أب��و السباع‬ ‫في المحلة‪ ،‬وفي تنظيم وقفات في‬ ‫أم��اك��ن مهمة‪ .‬وي��ق��ول عامل قيادي‬ ‫النقابة العامة تعلن موافقتها على كل‬ ‫التحركات‪ ،‬التي نقترحها حتى اليوم‪،‬‬ ‫فقد تورطت معنا في األمر‪ ،‬ولم تكن‬ ‫تعتقد إن الحكومة ستبيعها إلى هذه‬ ‫الدرجة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن العمال‬ ‫ليسوا على استعداد لفض اإلضراب‬ ‫إال بعد االستجابة لمطالبهم‪.‬‬ ‫قال عامل ‪ ،‬رفض ذكر أسمه ‪:‬غياب‬ ‫األم��ان ‪ ،‬وعدم االستقرار هو عنوان‬ ‫إدارة الشركة منذ أن تم بيعها ‪ ،‬بأقل‬ ‫من ‪ %20‬من ثمنها الحقيقي‪ ،‬وبعد أن‬ ‫كنا نمني أنفسنا بأن أوضاعنا سوف‬ ‫تتحسن بعد خصخصة الشركة‪،‬‬ ‫التي تملك ‪ 7‬مصانع‪ ،‬وتبلغ مساحتها‬ ‫‪ 73‬فدان‪ ،‬استيقظنا على كابوس»‪.‬‬ ‫ويضيف آخر ‪ :‬اإلدارة الجديدة أشاعت‬ ‫الخوف وسط العمال‪ ،‬عبر سياسة‬ ‫الفصل والنقل ودس الجواسيس‪،‬‬ ‫وه��ذا اإلض��راب هو فرصتنا األخيرة‪،‬‬ ‫وسنسعى ألن يكون مفتوحا»‪.‬‬ ‫وتساءل أخر‪ « :‬لماذا لم تتحرك‬

‫الحكومة طيلة الفترة الماضية وتركتنا‬ ‫فريسة للمستثمر السعودي‪ ،‬الذي‬ ‫أوق��ف التعيينات تماما‪ ،‬واعتمدت‬ ‫على العقود‪ ،‬وبات شعاره المال فوق‬ ‫الجميع‪ .‬وأعلن – ف��وق ه��ذا ‪ -‬أكثر‬ ‫م��ن م��رة أن��ه غير معني بالقانون‬ ‫ال��م��ص��ري بشكل علني وملموس‬ ‫ال يقبل اللبس‪ .‬فقد ق��ام بفصل ‪9‬‬ ‫عمال فصال تعسفياً من بينهم ‪ 2‬من‬ ‫أعضاء اللجنة النقابية‪ ،‬وامتنع عن‬ ‫تنفيذ الحكم القضائي الصادر بعودة‬ ‫أحد هؤالء العمال المفصولين‪ .‬وبما‬ ‫أنه تجاهل الحكم القضائي مرة‪ ،‬فما‬ ‫من شك أنه يعتزم تجاهل األحكام‬ ‫القضائية‪ ،‬التي قد تصدر في صالح‬ ‫بقية العمال‪ ،‬كما تجاهل الكعكي‬ ‫اتفاقية العمل الجماعي‪ ،‬التي وقعها‬ ‫بعد اإلضراب السابق للعمال‪ ،‬وامتنع‬ ‫عن تنفيذ بنودها‪ ،‬التي وقع عليها‬ ‫تحت ضغط إضراب العمال‪.‬‬ ‫كنتيجة مباشرة لعجز الحكومة‬ ‫ع��ن ف���رض اح��ت��رام ال��ق��ان��ون على‬ ‫المستثمرين‪ ،‬فقد ب���دأت تسعى‬ ‫ب��دأب حثيث لتضغط على العمال‬ ‫من أجل فض اإلضراب‪ ،‬لكي تخرج‬ ‫من الوضع المحرج‪ ،‬ومن مأزق العجز‬ ‫العلني‪ .‬فقد ضغط محافظ الغربية‬ ‫على اللجنة النقابية بالشركة‪ ،‬لكي‬ ‫يعلنوا فض اإلض���راب‪ ،‬لكن اللجنة‬ ‫النقابية رفضت ذل��ك‪ ،‬وأك���دوا على‬ ‫الوعد الذي سبق وقطعه على نفسه‬ ‫بحل مشاكل العمال‪ .‬أيضاً‪ ،‬قامت‬ ‫قوات األمن بإجهاض مسيرة العمال‬ ‫من مقر الشركة إلى مقر المحافظة‪،‬‬ ‫في الوقت الذي استضافت فيه وزارة‬ ‫االستثمار ممثلي الكعكي‪ ،‬الذي‬ ‫اتهموا العمال بتكبيدهم خسائر‪،‬‬ ‫ولوحوا ب��أن “المناخ في مصر غير‬

‫م��ش��ج��ع ل�لاس��ت��ث��م��ار”‪ .‬باختصار‪،‬‬ ‫“ضربني وبكى‪ ..‬سبقني واشتكى”‪.‬‬ ‫ال��س��ؤال ال��ذي يطرح نفسه ‪ :‬لماذا‬ ‫تستمع الحكومة لشكوى الكعكي وال‬ ‫تستمع لشكاوى العمال التي سبق‬ ‫وأن اعترفت بأحقيتهم؟‬ ‫يذكر أن العاملين بالشركة أعلنوا‬ ‫إض��راب��ه��م م��ن��ذ ‪ ٣١‬م��اي��و الماضي‪،‬‬ ‫للمطالبة ب��ص��رف ال��ح��واف��ز على‬ ‫أساسي رات��ب ‪ ٢٠٠٨‬ب��د ًال من ‪،٢٠٠٣‬‬ ‫وص���رف األرب����اح ال��م��ت��راك��م��ة لهم‪،‬‬ ‫والتي لم تصرف منذ بيع الشركة‬ ‫للمستثمر السعودي‪ ،‬وزي���ادة بدل‬ ‫الوجبة الغذائية من ‪ ٣٢‬جنيها إلى ‪٩٠‬‬ ‫جنيهًا‪ ،‬أسوة بجميع شركات الغزل‬ ‫والنسيج‪ ،‬وص��رف ال��ع�لاوة الدورية‬ ‫بنسبة ‪ %٧‬من األجر األساسي‪ ،‬التي‬ ‫لم يتم صرفها منذ عام ‪ ،٢٠٠٣‬وإعادة‬ ‫زمالئهم المفصولين‪.‬‬ ‫إن ان��ت��ص��ار ع��م��ال طنطا للكتان‬ ‫حتى ولم يحققوا كل مطالبهم يعد‬ ‫خطوة مهمة على طريق فضح عملية‬ ‫الخصخصة والنهب ومقاومتها من‬ ‫جهة‪ ،‬وتوضيح مدي تأثر دار المسنين‬ ‫ات��ح��اد ال��ع��م��ال س��اب��ق��ا‪ -‬بالضغط‬‫العمالي من أسفل ‪ ،‬وخاصة النقابة‬ ‫العامة للغزل والنسيج‪.‬‬ ‫هذا االنتصار يحتاج إلى مزيد من‬ ‫التضامن العمالي والسياسي‪ .‬هذا‬ ‫باإلضافة إلى أهمية أن تتحول قضية‬ ‫طنطا للكتان إل��ى أن تصبح قضية‬ ‫محافظة الغربية‪ ،‬كلها بكل فئاتها‬ ‫الكادحة‪ .‬فلنناضل من اج��ل حركة‬ ‫شعبية للتضامن مع طنطا للكتان‬ ‫في مطالبها‪.‬‬

‫بيان اللجنة التحضيرية للعمال‬

‫ال سعــودي ‪ ..‬وال يابـــــاني ‪ ..‬شركـة طنطا راجعة تــــــاني‬ ‫استمراراً للحركة االحتجاجية العمالية‪ ،‬التي‬ ‫بدأت منذ ثالث سنوات‪ ،‬احتجاجاً علي تدني‬ ‫األجور‪ ،‬ونتائج سياسات الخصخصة المدمرة‪ ،‬التي‬ ‫انتهجها النظام منذ بداية التسعينات‪ ،‬كبيع شركات‬ ‫القطاع العام‪ ،‬وقطاع األعمال إل��ى مستثمرين‬ ‫عرب أجانب‪ ،‬وانعكاس ذلك علي حقوق العاملين‪،‬‬ ‫من قيام المستثمرين بتشريدهم‪ ،‬وتخفيض‬ ‫أج��وره��م‪ ،‬وحقوقهم االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬ ‫واضطهاد العناصر النقابية المناضلة‪ ،‬وفصل العديد‬ ‫منهم‪ ،‬إلخضاع العاملين للنظام الجديد‪ ،‬وهي‬ ‫سياسات كان لها نتائجها المدمرة علي العاملين‪،‬‬ ‫والمحفزة لحركاتهم االحتجاجية في ذات الوقت‪،‬‬ ‫وحركة عمال طنطا للكتان ال تنفصل عن كل ذلك‪،‬‬ ‫فشركة طنطا للكتان كانت إحدى شركات قطاع‬ ‫األعمال العام‪ ،‬ووقت بيعها للمستثمر السعودي‬ ‫عام ‪ ،2005‬ومن وقتها وهناك هجوم علي حقوق‬ ‫ومكتسبات العاملين‪ ،‬من إنهاء نسبة األرباح‪،‬‬ ‫التي كان يحصل عليها العاملين‪ ،‬وتوقف صرف‬

‫العالوة الدورية‪ ،‬المنصوص عليها في القانون‪،‬‬ ‫وعدم صرف حوافز اإلنتاج علي آخر أساسي‪ ،‬ظل‬ ‫يصرف علي أساسي‪ 2003،‬قبل انتقال الشركة من‬ ‫القطاع العام إلى إدارة المستثمر السعودي ‪.‬‬ ‫إال أن المالحظ في إضراب طنطا للكتان هذه‬ ‫المرة‪ ،‬وال��ذي يقف وراءه بال ادن��ي شك عمال‬ ‫مناضلون‪ ،‬فالنقابة العامة للغزل والنسيج هي التي‬ ‫وعت ونظمت هذا اإلضراب‪ ،‬هذا القرار لم يكن‬ ‫ليعبر أبداً عن الموقف الحقيقي للنقابة العامة‬ ‫من إض��راب العاملين‪ ،‬فالنقابة العامة هي ذاتها‬ ‫وقفت ضد إضراب العاملين العام الماضي‪ ،‬وقامت‬ ‫اإلدارة بفصل ‪ 9‬من العاملين بينهم نقابيين من‬ ‫نفس النقابة‪ ،‬ولم تحرك ساكناً‪ ،‬إال أن الموقف‬ ‫يختلف هذا العام‪ ،‬فالنقابة العامة للغزل تحاول‬ ‫توظيف اإلض����راب لتحسين ص��ورت��ه��ا وص��ورة‬ ‫االتحاد العام أمام منظمة العمل الدولية‪ ،‬وكذلك‬ ‫وهو األهم بالنسبة لالتحاد‪ ،‬وقطع الطريق علي‬ ‫ظهور النقابات المستقلة‪.‬‬

‫الجنة التحضيرية للعمال تعلن أنها ستناضل‬ ‫إلى جانب العمال في مواقعهم المختلفة‪ ،‬لكي‬ ‫ينتصروا في معاركهم‪ ،‬وتتضامن مع عمال شركة‬ ‫طنطا للكتان في مطالبهم العادلة‪ ،‬وعلي األخص‬ ‫حقهم في ‪:‬‬ ‫ف��س��خ ال��ع��ق��د ال��م��ب��رم م��ع المستثمر‬ ‫‪ -1‬‬ ‫السعودي‪ ،‬وعودة الشركة لقطاع األعمال العام ‪.‬‬ ‫‪ -2‬ص��رف الحوافز علي أساسي ع��ام ‪2008‬‬ ‫بدال من عام ‪.2003‬‬ ‫‪ -3‬صرف األرباح العاملين المتوقف صرفها‬ ‫منذ العام ‪ 2005‬وحتى اآلن‪.‬‬ ‫‪ -4‬زي��ادة بدل الوجبة من ‪ 32‬جنية إلى ‪90‬‬ ‫جنية أسوة بجميع الشركات الغزل‪.‬‬ ‫‪ -5‬صرف العالوة الدورية بنسبة ‪ %7‬علي‬ ‫األساسي‪.‬‬ ‫عاش نضال عمال الكتان‬ ‫يوليو ‪2009‬‬ ‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬

‫اشتباك‬

‫اربط أجرى باألسعار‬ ‫اصل العيشة مرة مرار‬ ‫كمال ابو عيطة‬

‫شعار تردد في مصر طوال أربعين‬ ‫عاماً‪ ،‬تبنته الحركة الوطنية التقدمية‬ ‫في السبعينات‪ ،‬وظل يتناقل حتى‬ ‫تبنته اغلب االحتجاجات االجتماعية‬ ‫األخيرة‪ ،‬وفي القلب منها الضرائب‬ ‫العقارية‪ ،‬والشعار يعبر عن كل من‬ ‫يعمل بأجر في مصر‪ ،‬وتبناه معهم‬ ‫كثير من المنتمين للحركة الوطنية‬ ‫والتقدمية‪.‬‬ ‫ربط األجر باإلنتاج‬ ‫شعار ربط األجر باألسعار جاء رداً‬ ‫على شعار تبناه الطرف القوي في‬ ‫عالقة العمل‪ ،‬صاحب العمل‪ ،‬حيث‬ ‫تبنى هذا الطرف شعار «ربط األجر‬ ‫ب��اإلن��ت��اج»‪ ،‬وه��و شعار مضلل يلقى‬ ‫بعبء زيادة اإلنتاج على كاهل العمال‪،‬‬ ‫الطرف الضعيف في عالقة العمل‪.‬‬ ‫علما ب��أن زي��ادة اإلن��ت��اج ال يحكمها‬ ‫عنصر ق��وة العمل وح��ده بل تعتمد‬ ‫على عوامل أخرى كثيرة‪.‬‬ ‫فمثال كيف يستطيع العامل زيادة‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬وهو يعمل على ماكينة انتهى‬ ‫عمرها االف��ت��راض��ي‪ ،‬أو يعمل على‬ ‫ماكينة تحتاج إلى إحالل وتجديد‪.‬‬ ‫مثال آخر في شركات قطاع األعمال‬ ‫ال��ع��ام‪ ،‬ال��ت��ي ت���دار اآلن بسياسية‬ ‫«التخسير»‪ ،‬أي تعمد اإلدارة خسارة‬ ‫الشركة تمهيدا لبيعها‪ ،‬كيف يستطيع‬ ‫العامل أن يزيد اإلنتاج في مثل هذه‬ ‫الوضع؟‬ ‫أما العاملين في الضرائب العقارية‬ ‫كيف يستطيعوا أن يزيدوا الحصيلة‬ ‫ف��ي ظ��ل تشريعات ع��رج��اء تعفي‬ ‫اكثر مما تربط؟ تعفي القادر وتربط‬ ‫بالضريبة غير القادر‪ ،‬ثم إذا ما ربط‬ ‫ال��ق��ادر من أصحاب النفوذ –مراكز‬ ‫القوى‪ -‬في هذا الزمان وهى ذاتها‬ ‫مراكز النفوذ والسلطة وهى مراكز‬ ‫ال��ف��س��اد ‪ .‬ك��ي��ف يستطيع موظف‬ ‫بسيط أن ي��واج��ه الحتيان الكبار‪،‬‬ ‫الذين انتشروا اآلن‪ ،‬وامتلكوا األرض‬ ‫والبحر‪ ،‬وحتى عنان السماء ؟‬ ‫كيف يستطيع موظف بسيط أن‬ ‫يخترق حصونهم الحصينة ويتخطى‬ ‫الحواجز األمنية العامة والخاصة‬ ‫المفروضة حول المستوطنات التي‬ ‫يعيشون فيها؟ إن أي محاولة منه‬ ‫ستؤدى إلى إيذائه وإيذاء رؤسائه‪ ،‬وال‬ ‫يستطيع أن يفعل شيئاً‪ ،‬إال أن يشكو‬ ‫الواد ألبوه !‬ ‫كل ما سبق وغيره‪ ،‬شعار ربط األجر‬ ‫باإلنتاج‪ ،‬شعار ظالم للطرف الضعيف‪،‬‬ ‫في عالقة العمل‪« ،‬العمال»‪ ،‬وينتصر‬ ‫للطرف القوى‪ ،‬أصحاب العمل‪.‬‬ ‫من الطبيعي أن نرفع في مواجهة‬ ‫ذل��ك شعار «رب��ط األج��ر باألسعار»‪،‬‬ ‫ال��ش��ع��ار ال���ذي ظ��ل ي��ق��رع مسامع‬ ‫الجماهير‪ ،‬والمخبرين‪ ،‬والمرشدين‪،‬‬ ‫والمسئولين‪ ،‬طبعاً هذا الشعار وجد‬ ‫متنفساً في القانون رق��م ‪ 12‬لسنه‬ ‫‪ ، 2003‬حيث نص على إنشاء مجلس‬ ‫قومي لألجور واألسعار تكون مهمته‬ ‫عمل التوازن بين األجور واألسعار‪,‬‬ ‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬

‫لكن هذا المولد قدر له أن يولد ميتاً‪،‬‬ ‫الن المجلس لم يقيم بدوره حتى‬ ‫تاريخه‪ ،‬وعلى الرغم من مرور أكثر‬ ‫من ست سنوات على إنشائه‪.‬‬ ‫إال أن أعضاء هذا المجلس نراها‬ ‫على ش��اش��ات التلفزيون تتبادل‬ ‫االت��ه��ام��ات‪ ،‬ويلقى ك��ل ط��رف على‬ ‫األط���راف األخ���رى بمسئولية عدم‬ ‫الوصول لحد آدني لألجور واألسعار‪،‬‬ ‫يتماشى والمتغيرات التي حدثت‬ ‫نتيجة االرتفاع الجنوني في األسعار‬ ‫وثبات األج��ور‪ .‬أو زيادتها بنسب ال‬ ‫تتماشى مع ال��زي��ادات الرهيبة في‬ ‫األسعار‪.‬‬ ‫الحد األدنى لألجور‬ ‫من هنا لم يعد أمامنا من سبيل‬ ‫س��وى أن تتجمع ك��اف��ة الحركات‬ ‫االجتماعية لتتمترس خلف شعار‬ ‫رب���ط األج����ر ب���األس���ع���ار‪ ،‬وم���رادف���ه‬ ‫الموضوعي اآلن زي��ادة الحد األدنى‬ ‫لألجور‪ ،‬بديال عن سعي كل فئة وراء‬ ‫مكاسب ضيقة‪ ،‬مثل العمل لزيادة‬ ‫الحافز أو األرباح أو بدل الوجبة أو بدل‬ ‫طبيعة العمل‪ ،‬أو غيرها من المطالب‬ ‫الفئوية الضيقة‪ ،‬التي ال تهم إال قطاع‬ ‫واح��د‪ ،‬هذه المكاسب الضيقة حتى‬ ‫لو تم االستجابة لها لن تشبع‪ ،‬وال‬ ‫تغنى من ج��وع‪ .‬حيث تأتى زيادة‬ ‫األسعار لتلتهما وتقضى عليها‪.‬‬ ‫لذلك هناك ض��رورة لتوحد خلف‬ ‫مطلب رفع الحد األدنى لألجر بنفس‬ ‫نسب زي���ادة األس��ع��ار التي طرأت‪،‬‬ ‫مع ضبط السوق والحد من ارتفاع‬ ‫األسعار‪.‬‬ ‫وي���رى البعض أن ال��ح��د األدن��ى‬ ‫لألجر يجب أال يقل عن ‪ 1200‬جنية‪،‬‬ ‫وأرى أن الحد األدنى لألجر والمعاش‬ ‫يجب أال يقل عن ‪ 2700‬جنية‪ ،‬استناداً‬ ‫لآلتي ‪-:‬‬ ‫‪ – 1‬سله السلع والخدمات الالزمة‬ ‫لمعيشة الحد األدنى تتكلف في اقل‬

‫تكاليفها هذا المبلغ‪.‬‬ ‫‪ – 2‬أن معدالت الزيادة في األسعار‬ ‫تأخذ ذات النسبة‪ ،‬والحسبة مستندة‬ ‫إلى سلعتين‪ ،‬هما اللحمة والفول‪،‬‬ ‫حيث أن معدالت الزيادة السلعتين‬ ‫يؤديان إلى نفس الرقم ‪ 2700‬جنية‪.‬‬ ‫هيا بنا نعمل من أجل رفع الحد‬ ‫األدنى لألجور لكل من يعمل بأجر‬ ‫في مصر‪ .‬وبما أننا في عالم ومجتمع‬ ‫ال يحترم إال القوة‪ ،‬فأن اتحادنا خلف‬ ‫ه��ذا الطلب سيمثل ق��وة حقيقية‬ ‫لتحقيق المطلب‪ ،‬حيث أن انفراد‬ ‫لا في موقعه بمطالب متواضعة‬ ‫ك� ً‬ ‫خاصة لن يحل األزمة‪ ،‬وال يقول قائل‬ ‫من أين سندبر تكلفة الزيادة؟ الن‬ ‫مصادر التمويل موجودة‪ ،‬تحت أيدينا‪،‬‬ ‫وتبدأ بتعديل نسب توزيع الدخل‬ ‫القومي توزيعاً عادلاً يحل المشكلة‬ ‫‪ .‬فأنا عندما دخلت سوق العمل منذ‬ ‫ثالثين عاماً كان نصيب األجور من‬ ‫الدخل القومي النصف‪ ،‬وهذا النصف‬ ‫كان يوزع بشكل عادل أو اقرب الي‬ ‫العدالة‪.‬‬ ‫اليوم انخفض نصيب األج��ر في‬ ‫الدخل القومي ليصل إلى الربع‪ ،‬وهذا‬ ‫الربع ال يتم توزيعه بشكل عادل‪،‬‬ ‫على أي ن��ح��و‪ ،‬حيث سيتأثر ‪%20‬‬ ‫من العاملين ب ‪ %81‬من هذا الربع‪،‬‬ ‫ويترك األغلبية‪ ،%80 ،‬تتصارع حول‬ ‫الــ‪ %19‬الباقية‪ ،‬هذه األرق��ام الصادقة‪،‬‬ ‫إذا ما عدلت تفي بمصادر تمويل رفع‬ ‫الحد األدنى لألجور وحدها‪.‬‬ ‫لن أتحدث عن المصادر األخرى‬ ‫المتمثلة ف��ي الحد م��ن اإلعفاءات‬ ‫الممنوحة للمستثمرين األجانب‬ ‫والمصريين‪ .‬كما يمكن إلغاء عقود‬ ‫ال��غ��از وال��ب��ت��رول الموقعة م��ع العدو‬ ‫الصهيوني‪ ،‬وما توفره من زيادة السعر‬ ‫لـــ‪ 9‬أضعاف بيعه إلسرائيل‪ ،‬وفقا‬ ‫للسعر العالمي‪ ،‬مما يعني مصادر‬ ‫جديدة ورهيبة‪ ،‬تفي بموارد وزيادة‬ ‫الحد األدنى لألجور‪.‬‬

‫دولة ماما وبابا‬ ‫كلمة أخ��ي��رة‪ ،‬ردد رئيس ال��وزراء‬ ‫نظيف ذات مره عبارة «الدولة لم تعد‬ ‫بابا وماما وان��ور وج��دى»‪ ،‬بما يعنى‬ ‫تخلى الدولة عن دوره��ا التاريخي‬ ‫في حماية المجتمع‪ ،‬وأنا مع سيادته‬ ‫فيما قال‪ ،‬وما قاله يؤدى إلى موقف‬ ‫واح��د ال بديل عنه‪ ،‬وهو أن الدولة‬ ‫اآلن صاحب عمل‪ ،‬أو أح��د أصحاب‬ ‫العمل‪ ،‬وعلى كل من يعمل في جهاز‬ ‫في الدولة في قطاع أعمالها العام أال‬ ‫يتخلى عن حقه في األج��ر العادل‪،‬‬ ‫وبعيدا عن الشعارات‪ ،‬و»متقولش‬ ‫أي��ة أدي��ت��ن��ا م��ص��ر‪ ،‬ق��ول ه��ان��دي أية‬ ‫لمصر»‪ ،‬لن نترك كل مليم واحد‬ ‫من حقوقنا‪ ،‬قاعدة األجر مقابل العمل‬ ‫تسرى على الجميع‪ ،‬أياً كان صاحب‬ ‫العمل‪ ،‬زمان أيام كانت الدولة بابا و‬ ‫ماما كنا نتبرع ونتطوع‪ ،‬و مانقولش‬ ‫أية أدتنا مصر‪ ،‬ألن الدولة كانت تبنى‬ ‫المصانع وتساعد ح��رك��ات التحرر‬ ‫الوطني‪ ،‬وتبني الوحدات اإلنتاجية‪،‬‬ ‫وتؤمن بعض حقوق العاملين‪ ،‬وهذا‬ ‫في أيام الدولة المنتجة والمتدخلة‪،‬‬ ‫أما في أيامكم السوداء‪ ،‬أيام الدولة‬ ‫التاجرة‪ ،‬أيام حكومة رجال األعمال‪،‬‬ ‫فلن نتنازل لكم عن مليم واحد من‬ ‫حقنا‪ ،‬األجر مقابل العمل‪ ،‬وعلى قد‬ ‫فلوسكم‪ ،‬وان زدتم زدنا‪.‬‬ ‫ليُرفع من اآلن شعار رفع الحد‬ ‫األدنى لألجور‪ ،‬وليتردد شعار «اربط‬ ‫أج��ري باألسعار اص��ل العيشة مره‬ ‫مرار»‪ ،‬ولنطلق هذا الشعار ليدور في‬ ‫مصر كلها‪ ،‬ليوحد كل من يعمل باجر‪،‬‬ ‫تجمعنا حول هذا المطلب سيتحول‬ ‫إلى قوه قادرة على تنفيذه‪.‬‬ ‫ع��اش��ت وح��دت��ن��ا‪ ،‬ع��اش��ت وح��ده‬ ‫المعذبون في األرض‪ ،‬ولنبدأ الطريق‬ ‫قبل أن نتحول إلى عمال تراحيل‪.‬‬

‫تقارير وأخبار‬

‫واحد من الناس‬

‫هشام فؤاد‬ ‫« التغيير يصنعه الناس‬ ‫العاديون‪ ،‬ملح األرض‪ ،‬الذين‬ ‫يقضون معظم أوقاتهم سعياً‬ ‫وراء لقمة العيش‪ ،‬ال تشغلهم‬ ‫ك��ث��ي��را ج��ل��س��ات المثقفين‬ ‫والسياسيين‪ ،‬التي ال تنتهي‪،‬‬ ‫‪..‬أحمد فاروق الموظف بالبريد‬ ‫واحد من هؤالء»‪.‬‬ ‫عندما اشتعل إضراب البريد‬ ‫ف��ي ك��ف��ر ال��ش��ي��خ ف��ي شهر‬ ‫مايو الماضي‪ ،‬كان فاروق في‬ ‫اإلستاد يتفرج على مباراة كرة‬ ‫قدم‪ ،‬وبعدها قرأ عن اإلضراب‬ ‫في الصحف‪ ،‬وعرف أن زمالئه‬ ‫ي��ك��اف��ح��ون م��ن أج���ل حياة‬ ‫كريمة‪ ،‬فقرر أن يركب القطار‬ ‫المتجه إلى كفر الشيخ‪.‬‬ ‫ف��اروق المبتسم دوم��ا تم‬ ‫نقله الشهر الماضي من مقر‬ ‫عمله في رمسيس إلى مدينة‬ ‫ال��س�لام عقاباً ل��ه‪ ،‬كما قال‬ ‫المحقق على حضور مؤتمر‬ ‫بنقابة الصحفيين «مناهضاً»‬ ‫للهيئة البريد‪ ،‬يضحك فاروق‬ ‫قائال ‪ :‬لن أدعي البطولة وأقول‬ ‫إن النقل لم يفرق معي‪ ،‬فقد‬ ‫تأثرت مالياً‪ ،‬خاصة أن مكان‬ ‫النقل يبعد عن مقر إقامتي‬ ‫ب ‪ 55‬كيلو‪ ،‬ولكني لن أبيع‬ ‫زمالئي‪ ،‬وأتخلى عن مطالب‬ ‫‪ 52‬ألف موظف‪ ،‬تحت ضغط‬ ‫نقلي إل��ى مدينة ال��س�لام ‪،‬‬ ‫ويضحك ساخراً ‪ :‬يمكن لو‬ ‫نقلت إلى أسوان أبدأ أفكر!‬ ‫وي��ض��ي��ف ف�����اروق ‪ :‬قبل‬

‫البوسطجي أحمد فاروق‬ ‫التحقيق استدعاني مسئول‬ ‫كبير في الهيئة‪ ،‬وقال‪ :‬أطلب‬ ‫ت�لاق��ي‪ ،‬ويومها ك��ان اللعب‬ ‫ع��ل��ى ال��م��ك��ش��وف‪ ،‬وعندما‬ ‫رفضت الرشوة أدرك��ت إنني‬ ‫منقول ‪ ...‬منقول‪ ،‬وعلى فكرة‬ ‫لست وح��دي ال��ذي أتعرض‬ ‫الضطهاد فهناك آخرين ‪.‬‬ ‫اح��م��د ف���اروق ل��م يتجاوز‬ ‫الثالثين ع��ام��ا‪ ،‬وعلى وش‬ ‫خطوبة كما يقول‪ ،‬خطيبتي‬ ‫وأهلها أعجبوا بمواقفي‪ ،‬وهو‬ ‫ما زادني إصراراً على التمسك‬ ‫بها لتكون شريكة حياتي‪.‬‬ ‫يستعرض ف��اروق مشواره‬ ‫ف��ي الهيئة قائال ‪ :‬ل��م يتم‬ ‫تثبيتي في الهيئة سوى بعد‬ ‫إضراب بمركز الحركة استمر‬ ‫لمدة أرب��ع��ة أي���ام‪ ،‬ع��ام ‪،2007‬‬ ‫تعرضنا خالله لكافة أشكال‬ ‫القمع من تهديدات أمنية‪،‬‬ ‫وقطع لألنوار‪ ،‬وغلق لدورات‬ ‫المياه‪ ،‬وقبلها كنا ننظم وقفات‬ ‫احتجاجية‪ .‬ومن يومها أدركت‬ ‫أن الحقوق تنتزع وال تمنح‪،‬‬ ‫وإن النصر يأتي عبر العمل‬ ‫الجماعي ‪.‬‬ ‫يشير فاروق‪« :‬أن أوضاع البلد‬ ‫المتدهورة‪ ،‬وانتشار الظلم‪،‬‬ ‫وبلطجة إسرائيل‪ ،‬دفعتني‬ ‫م���رات ع���دي���دة لالشتراك‬ ‫في المظاهرات‪ ،‬التي كانت‬ ‫تندلع لسبب أو آلخر‪ ،‬ولكني‬ ‫لم أج��د حزبا سياسيا يعبر‬ ‫عني»‪ ،‬ويضيف ‪ :‬في الجامعة‬ ‫لم أكن زعيما طالبياً‪ ،‬ولكني‬ ‫شاركت في مظاهرات الداعمة‬ ‫ل�لان��ت��ف��اض��ة الفلسطينية‪،‬‬

‫وعندما ج���اءت االنتخابات‬ ‫الرئاسية األخ��ي��رة‪ ،‬التحقت‬ ‫بحملة أيمن نور زعيم حزب‬ ‫الغد ‪ .‬غير أن الرياح أتت بما‬ ‫ال تشتهي السفن‪،‬عندها‬ ‫ق��ررت االنسحاب في هدوء‪،‬‬ ‫واالت��ج��اه م��رة إل��ى التعليم‪،‬‬ ‫حيث التحقت بكلية الحقوق‬ ‫جامعة أسيوط‪.‬‬ ‫يضيف فاروق‪« :‬لكني هذه‬ ‫ال��م��رة متفائل بجد بحركة‬ ‫موظفي البريد‪ ،‬فاليوم توجد‬ ‫اللجنة العليا لموظفي البريد‪،‬‬ ‫التي تنظم حركة الموظفين‪،‬‬ ‫وتضم ‪ 8‬محافظات‪ ،‬وتتوسع‪،‬‬ ‫بعد أن أطلقت كفر الشيخ‬ ‫ال��ش��رارة ‪ ،‬كما إن التضامن‬

‫ال���دول���ي ي��رف��ع م��ن روحنا‬ ‫المعنوية‪ ،‬ويثبت الموظفين»‪.‬‬ ‫ي��ل��خ��ص ف�����اروق دواف��ع��ه‬ ‫ل�لاش��ت��ب��اك ب��ال��ح��رك��ة في‬ ‫ال��رق��ي ب��ال��ب��ري��د والموظف‬ ‫ال��ب��ري��دي‪ ،‬وتحسين أوضاع‬ ‫جميع العاملين بالهيئة بال‬ ‫استثناء‪ ،‬وأخيرا تكوين نقابة‬ ‫ب��ري��د مستقلة ل��ل��دف��اع عن‬ ‫الموظفين‪.‬‬ ‫ال يكتفي ف��اروق بالدفاع‬ ‫ع���ن م��وظ��ف��ي ال��ب��ري��د‪ ،‬بل‬ ‫امتدت نشاطه إلى المطالبة‬ ‫بأجر ع��ادل لكل عمال مصر‪،‬‬ ‫وات���ح���اد ع���ام مستقل لكل‬ ‫العاملين باجر‪ ،‬ولذلك يقول‬ ‫ف��اروق «ق��ررت االنضمام إلى‬

‫اللجنة التحضيرية للعمال‪... ،‬‬ ‫‪ ،‬فاتحادنا معاً كقيادات عمالية‬ ‫من مواقع مختلفة كالضرائب‬ ‫العقارية‪ ،‬والمحلة‪ ،‬والسكة‬ ‫ال��ح��دي��د‪ ،‬وغيرها يشعرني‬ ‫ب��ال��دفء‪ ،‬فلست بمفردي‪،‬‬ ‫وبوحدتنا نستطيع أن نحقق‬ ‫المستحيل‪ ،‬وأدعو كل زمالئي‬ ‫بالبريد إلى االنضمام إلينا‪.‬‬ ‫أخيراً ‪ ..‬فاروق الذي تم نقله‬ ‫هو وعدد من زمالئه ما يزال‬ ‫صامداً وقابضاً على الجمر‪،‬‬ ‫ولكن أال يستحق منا جميعا‬ ‫أن نتضامن معه حماية له ‪،‬‬ ‫ولحركة موظفي البريد‪ ،‬بل‬ ‫ولحركة التغيير في مصر ‪.‬‬

‫نقابة البريد فى بريطانيا تتضامن مع عمال بريد مصر‬ ‫انتهت جلسة االجتماع الموسع‬ ‫لنقابة عمال البريد واالتصاالت في‬ ‫بريطانيا‪ ،‬والذى ضم مئات المندوبين‪،‬‬ ‫مطلع شهر يوليو‪ ،‬إلى قرار بوضع‬ ‫ح��رك��ة ع��م��ال ال��ب��ري��د المصريين‪،‬‬ ‫والعمل على دعمها وحشد التضامن‬ ‫لصالحها على جدول أعمالها‪ ،‬في‬ ‫كل االجتماعات القادمة‪ ،‬بحسب‬ ‫ما أكد السكرتير العام «بيلي هايز»‬ ‫خ�ل�ال ذات ال��ج��ل��س��ة مضيفا ‪« :‬‬ ‫سوف تعمل النقابة على حشد أكبر‬ ‫تضمن ممكن‪ ،‬على مستوى نقابات‬ ‫البريد في العالم لدعم عمال البريد‬ ‫المصريين‪ ،‬فيما يتعرضون له‪ ،‬ولن‬ ‫يتوقف الدعم عند رسائل التضامن‬ ‫ورسائل االحتجاج‪ ،‬ولكن سنعمل‬ ‫على اتخاذ مواقف فعالة ومؤثرة‪،‬‬ ‫وس��ن��ع��ت��ب��ر م��ع��رك��ة ع��م��ال البريد‬ ‫المصريين جزء من معركتنا‪ ،‬ألنهم‬ ‫بالفعل يخضون نفس المعركة‪،‬‬ ‫ولكن في ظروف أصعب»‬

‫وكانت نقابة البريد واالتصاالت‬ ‫بلندن قد وجهت الدعوة لعضو مركز‬ ‫ال���دراس���ات االش��ت��راك��ي��ة مصطفى‬ ‫البسيونى إللقاء كلمة حول قضية‬ ‫عمال البريد في مصر‪ ،‬والتي تلقى‬ ‫اهتماما كبيراً ب��األوس��اط النقابية‬ ‫والعمالية بإنجلترا‪.‬‬ ‫عُرض باالجتماع مطالب حركة‬ ‫عمال البريد المصريين من مايو ‪،2009‬‬ ‫في المساواة مع العاملين في شركة‬ ‫المصرية لالتصاالت‪ ،‬التابعة لوزارة‬ ‫االتصاالت‪ ,‬وتعيين العمال المؤقتين‪،‬‬ ‫ث��م النضال ال���ذي خ��اض��ه العمال‬ ‫والمالحقة األمنية واإلداري���ة‪ ،‬التي‬ ‫تعرضوا لها وموقف التنظيم النقابي‬ ‫الرسمي المعادى إلضرابهم‪.‬‬ ‫ك���ان اج��ت��م��اع ن��ق��اب��ة العاملين‬ ‫بالبريد واالتصاالت قد جاء لمناقشة‬ ‫تطور معركة عمال البريد بانجلترا‬

‫ضد سياسة فصل العمال‪ .‬صحيح‬ ‫أن المعركة اليوم متفجرة في لندن‪،‬‬ ‫ولكننا سننطلق إلى كافة المناطق‪،‬‬ ‫ونحن مستعدون للمواجهة إلى‬ ‫أبعد م��دى‪ ،‬سنوسع نطاق عملنا‬ ‫وسنضيق الخناق على حزب العمال‬ ‫الحاكم‪ ،‬وال أرى أمل في التعامل مع‬ ‫اإلدارة الحالية‪ ،‬ويجب أن تذهب هذه‬ ‫اإلدارة وسوف نخوض هذه المعركة‬ ‫للنهاية»‬

‫ضد سياسات خصخصة البريد وقد‬ ‫تحدث في البداية بيلي هايز سكرتير‬ ‫عام النقابة ً‬ ‫قائل‪:‬ا «إننا نحارب في‬ ‫معركة مصيرية ض��د الخصخصة‪،‬‬ ‫والتي ستعني فصل أعداد كبيرة من‬ ‫عمال البريد‪ ،‬ولقد انتصرنا حتى اآلن‪،‬‬ ‫وتمكنا من تعطيل تلك المشاريع‪،‬‬ ‫ولكن حملتنا ال زال أمامها الكثير‬ ‫لتنجزه‪ .‬وأض��اف في الفترة سوف‬ ‫نكثف من أنشطتنا‪ ،‬ونوسع دائرة‬ ‫الحركة لتشمل كل إنجلترا‪ ،‬وسوف‬ ‫يخوض عمال البريد في انجلترا‬ ‫نعطي بيتر ماندلسون ـ رئيس هيئة‬ ‫البريد ـ درساً فال تهتموا اليوم بكالم معركة ضد هيئة البريد « رويال ميل»‪،‬‬ ‫اإلدارة اهتموا فحسب بمطالبكم»‪ .‬بسبب توجهها إلح�لال ماكينات‬ ‫حديثة محل العمال‪ ،‬و من المقرر أن‬ ‫ث���م ت���ح���دث داف وارد نائب ينظم العمال إضراباً يوم الجمعة ‪24‬‬ ‫السكرتير العام للنقابة قائال‪ « :‬تحية يوليو ضمن سلسلة من اإلضرابات‬ ‫إل��ى جميع عمال البريد ومندوبي تهدف لتوسيع نطاق المعركة‪.‬‬ ‫النقابة في لندن‪ ،‬يجب أن تفخروا‬ ‫لكونكم القاطرة التي تجر ورائها‬ ‫جميع مناطق البريد في إنجلترا‪،‬‬ ‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬

‫تقارير وأخبار‬

‫اللجنة العليا لموظفي البريد ‪ ..‬خطوة مهمة ‪ ..‬ومشوار طويل‬ ‫هشام فؤاد‬ ‫شكلت اللجنة العليا لموظفي‬ ‫البريد وف��دا لمقابلة رئيس الهيئة‬ ‫ي��وم ‪ 20‬يوليو‪ .‬ونجحت في حشد‬ ‫ما يقرب من ‪ 300‬موظفاً من تسع‬ ‫محافظات‪ .‬وعلى م��دي الشهرين‬ ‫الماضيين حشدت اللجنة ما يقرب‬ ‫من ألف موظفاً حضروا مؤتمرين في‬ ‫نقابة الصحفيين‪ ،‬لعرض مطالب‬ ‫الموظفين على ال��رأي ال��ع��ام‪ ،‬إلى‬ ‫جانب إصدارها ألربع بيانات تعبر‬ ‫عن أحالم وأوجاع موظفي البريد‪.‬‬ ‫اللجنة التي تضم تسع محافظات‬ ‫تعد خ��ط��وة إيجابية نحو توحيد‬ ‫جهود الموظفين ‪ 52-‬ألف موظف‪-‬‬ ‫ال��م��ن��ت��ش��ري��ن ف���ي ك���اف���ة أن��ح��اء‬ ‫الجمهورية للمطالبة بحقوقهم‪ ،‬وذلك‬ ‫بعد أن أطلقت محافظة كفر الشيخ‬ ‫الشرارة األولى لحركة احتجاج البريد‬ ‫بإضرابها‪ ،‬في مايو الماضي‪.‬‬ ‫غير إن نجاح اللجنة في تحقيق‬ ‫أهدافها وانتزاع مطالب الموظفين‬ ‫يستدعى بداية التعرف على الخبرات‬ ‫ال��ت��ي تقدمها ال��ت��ج��ارب المماثلة‬ ‫الناجحة كالضرائب العقارية‪ .‬ومن‬ ‫واق��ع اقترابي من تجربة الضرائب‬ ‫العقارية أود أن أط��رح على قيادات‬ ‫حركة البريد مجموعة من الدروس‬ ‫المستفادة علهم يرونها مفيدة‪ ،‬علما‬ ‫ب��أن لكل تجربة خصوصيتها‪ ،‬فال‬ ‫ت��وج��د روش��ت��ة ج��اه��زة تصلح لكل‬ ‫حركة ‪.‬‬

‫أوال ‪:‬التوسع الرأسي واألفقي‬ ‫على اللجنة أن تعمل بكل قوتها‬ ‫لكي تتحول لجان المحافظات التسع‬ ‫إل��ى لجان حقيقية‪ ،‬لها مندوبين‬ ‫في كل مكتب وك��ل مركز‪ ،‬وهؤالء‬ ‫المندوبين عليهم أن يختاروا ممثلاً‬ ‫عنهم أو أثنين من المندوبين‪ .‬وهي‬ ‫خطوة تحققت بالفعل حتى اآلن في‬ ‫ثالث محافظات‪ .‬ولكنها ينبغي أن‬ ‫تمتد إلى باقي المحافظات‪ ،‬فقاعدية‬ ‫وجماهيرية اللجان‪ ،‬في المحافظات‬ ‫ش��رط أساسي للنجاح واالنتصار‪،‬‬ ‫وإلى جانب دلك ينبغي السعي إلى‬ ‫الوصول إلى مناطق جديدة‪.‬‬ ‫ثانيا ‪..‬القيادة الجماعية‬ ‫فالفردية هي أس ال��ب�لاء‪ ،‬وأحد‬ ‫أه���م ع��وام��ل ال��ف��ش��ل‪ ،‬فعلينا أن‬ ‫نتجنبها حتى ال تتحول اللجنة إلى‬ ‫صراعات فردية بين أفراد تفسدهم‬ ‫الفضائيات ووس��ائ��ل اإلع�ل�ام‪ ،‬وأن‬ ‫نكون مدركين تماما إن من بيننا‬ ‫من سيكمل المشوار إلى نهايته‪،‬‬ ‫وآخرون سيتخلون عنا في منتصف‬ ‫الطريق‪ ،‬وآخرين ستنجح تهديدات‬ ‫أو إغراءات اإلدارة في استمالته‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التسلح بالمعرفة‬ ‫فإدراك مطالبنا وعدالتها أحد أهم‬ ‫شروط النجاح‪ ،‬وعلينا طول الوقت‬ ‫أن نبادر باالقتراحات والمطالب التي‬ ‫نستطيع الدفاع عنها‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬النفس الطويل واالستعداد‬ ‫للتضحية‬ ‫فالمعركة لن يتم حسمها بين يوم‬

‫وليلة‪ ،‬وعلى القيادة أن تستطيع أن‬ ‫ت��وازن بين رغبات مناطق متقدمة‬ ‫وقوية في التحرك السريع‪ ،‬وبين‬ ‫أهمية التوسع في المحافظات من‬ ‫جهة‪ ،‬وبين أهمية تحقيق مطالب‬ ‫ول��و جزئية‪ ،‬عندها سيشعر عمال‬ ‫البريد ب��أن م��ن يستطيع تحقيق‬ ‫المطالب ال��ص��غ��ي��رة‪ ،‬يستطيع أن‬ ‫يحقق المطالب الكبيرة‪ ،‬فيلتفوا‬ ‫حول اللجنة‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬االنتماءات السياسية ‪:‬‬ ‫موظفو البريد ‪ ،‬كالعقارية وغيرهم‬ ‫‪ ،‬ينتمون إل��ى ت��ي��ارات سياسية‬ ‫متباينة بداية من اليسار إلى األخوان‬ ‫المسلمين م��رورا بالوطني‪ ،‬وأعداد‬ ‫واسعة ليست منتمية إلى أي فصيل‬ ‫‪ ،‬إدراك هده الحقيقة مهم‪ ،‬واألهم‬ ‫أن ن��درك أن التباين في الموقف‬ ‫السياسي ال يجب أن ينسينا أبدا‬ ‫وحدة المصلحة والهدف‪ ،‬وإننا ينبغي‬ ‫أن نوظف االن��ت��م��اءات السياسية‬ ‫لخدمة الحركة وليس العكس‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬االستقاللية‬ ‫لجنة موظفي البريد ينبغي أن‬ ‫تكون لجنة مستقلة عن كافة اللجان‬ ‫واألح����زاب السياسية‪ ،‬الموظفون‬ ‫يجتمعوا معا ل��ي��أخ��ذوا قراراتهم‪،‬‬ ‫وعلى اللجان التي تريد أن تشارك‬ ‫أن تتفاعل عبر جلسات واسعة‬ ‫يحضرها الموظفين وغيرهم‪ ،‬ولكن‬ ‫االستقاللية ش��رط مهم حتى ال‬ ‫تضيع معالم اللجنة وتتحول تدريجيا‬

‫إلى لجنة لها طبيعة مختلفة‪.‬‬ ‫ولكن هدا ال يعنى بطيعة الحال‬ ‫أال تكون اللجنة منفتحة على كل‬ ‫الراغبين في المساندة والدعم‪ ،‬من‬ ‫لجان عمالية‪ ،‬أو أح��زاب سياسية‪،‬‬ ‫ولكن ينبغي أن يكون هناك خطا‬ ‫فاصلاً واضحاً بين حركة الموظفين‪،‬‬ ‫وبين حركتهم مع اللجان والقوى‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫سابعا‪ :‬قوة الحركة‬ ‫لن تكون الحركة واحدة في كافة‬ ‫المحافظات‪ ،‬لوجود ظروف متباينة‪،‬‬ ‫ف��ال��ض��رائ��ب ال��ع��ق��اري��ة على سبيل‬ ‫المثال كانت قوية في محافظتين‬ ‫ف��ق��ط ف��ي ال��ب��داي��ة ه��م��ا الدقهلية‬ ‫والجيزة‪ ،‬ونجحت في حشد خمسة‬ ‫آالف موظف‪ .‬وبعدها اندمجت معهم‬ ‫باقي المحافظات على فترات‪ ،‬وكانت‬ ‫آخ��ر محافظة انضمت إليهم هي‬ ‫محافظة القاهرة‪ ،‬رغم إنها المحافظة‬ ‫األكبر عددا‪.‬‬ ‫وأخ��ي��را ول��ي��س أخ���را يستطيع‬ ‫موظفو البريد االنتصار في المعركة‪،‬‬ ‫وتحسين أوضاعهم المعيشية‪ ،‬ورفع‬ ‫مرتباتهم‪ ،‬كما تم في العقارية‪ ،‬إذا‬ ‫استطاعوا تعبئة خمسة آالف موظفاً‬ ‫من وسط ‪ 52‬ألف موظف‪ ،‬يكونوا هم‬ ‫النواة التي ستنجح في جذب غالبية‬ ‫الموظفين حولهم‪ ،‬ويومها فقط يحق‬ ‫لهم أن يأملوا في تشكيل تنظيم‬ ‫نقابي مستقل‪ ،‬فالنقابة تولد من‬ ‫قلب اإلضرابات المنتصرة ‪.‬‬

‫وقفة احتجاجية لموظفي البريد للمطالبة برفع األجور‬ ‫«بالروح والدم ‪..‬رزق عيالنا‬ ‫أهم‪....‬اسألونا أية عايزين ‪:‬‬ ‫رفع أجور العاملين ‪..‬وتثبيت‬ ‫المؤقتين‪..‬وإلغاء الجزاءات ‪..‬‬ ‫واإلض���راب م��ش��روع مشروع‬ ‫‪ ..‬ضد الفقر وض��د الجوع ‪..‬‬ ‫وع��اوزي��ن نقابة ح��رة ‪..‬دي‬ ‫العيشة بقت م��رة «‪ ،‬هذه‬ ‫الهتافات وغيرها ردده���ا ما‬ ‫يقرب من ‪ 300‬موظف بالبريد‬ ‫احتشدوا يوم ‪ 20‬يوليو‪ ،‬أمام‬ ‫البوابة الرئيسية لهيئة البريد‬ ‫بالعتبة من الساعة الحادية‬ ‫ع��ش��ر ظ��ه��را ح��ت��ى الثالثة‬ ‫والنصف عصراً‪.‬‬ ‫وقال قيادي باللجنة العليا‬ ‫لموظفي البريد أن الموظفين‬ ‫آت���وا م��ن ت��س��ع محافظات‪،‬‬ ‫ب��اع��ت��ب��اره��م وف����د يمثل‬ ‫زمالئهم‪ ،‬لتقديم عريضة إلى‬ ‫رئيس الهيئة ع�لاء فهمي‪،‬‬ ‫الذي رفض مقابلتهم‪ ،‬وأضاف‬ ‫ت��ق��دم��ن��ا ب��ع��ري��ض��ة تحوي‬ ‫مطالبنا وهي ‪ :‬رفع مستوى‬ ‫معيشة العاملين بالبريد برفع‬ ‫أجورهم للحد الذي تتساوى‬ ‫معه بأجور العاملين بالشركة‬ ‫المصرية لالتصاالت‪ ،‬التابعة‬ ‫ل�����ذات ال��������وزارة‪ ،‬وتثبيت‬ ‫العاملين المؤقتين (‪ 5‬آالف‬ ‫موظف)‪ ،‬وإلغاء الئحة التقارير‬ ‫السنوية لما فيها من إجحاف‬ ‫للعاملين‪ ،‬وت��س��وي��ة حالة‬

‫الموظفين الحاصلين على‬ ‫مؤهالت أثناء الخدمة‪ ،‬ووقف‬ ‫جميع التحقيقات واإلجراءات‬ ‫المتعسفة‪ ،‬والتي تتخذ ضد‬ ‫العاملين بالمناطق بسبب‬ ‫مطالبتهم بحقوقهم‪.‬‬ ‫م��ن جهته رف��ض رئيس‬ ‫الهيئة أو نائبه مقابلة وفد‬ ‫الموظفين‪ ،‬مشيراً إل��ى أن‬ ‫الوفد غير شرعي‪ ،‬وال يعبر‬ ‫عن جموع الموظفين‪ ،‬كما إن‬ ‫مطالبه غير شرعية‪ ،‬وهو ما‬ ‫رد عليه الموظفين بالهتاف‪،‬‬ ‫«إي��رادات��ن��ا راح��ت فين‪ ،‬ردوا‬ ‫علينا يا مسئولين‪ ،‬هم يركبوا‬ ‫طيارات ‪ ..‬وإحنا نموت في‬ ‫األتوبيسات»‬ ‫كما وجهوا هتافاتهم إلى‬ ‫وزير االتصاالت «يا طارق يا‬ ‫كامل واقفين على الساللم و‬ ‫يا أحمد يا نظيف واقفين على‬ ‫الرصيف»‪.‬‬ ‫ب��ذل��ت ع��ن��اص��ر مباحث‬ ‫البريد جهدا جباراً لتخريب‬ ‫وقفة الموظفين‪ ،‬ومنع موظفي‬ ‫ال��ق��اه��رة م��ن االن��ض��م��ام إلى‬ ‫زمالئهم عبر ع��دة وسائل‪،‬‬ ‫حيث أجبرت عناصر اإلدارة‬ ‫الموظفين على الخروج من‬ ‫أبواب فرعية‪،‬أثنين ‪ -‬أثنين‪.‬‬ ‫وانتشروا حول الوقفة إلرهاب‬ ‫أي موظف بالقاهرة‪ ،‬يريد‬ ‫االنضمام إل��ى زم�لائ��ه‪ .‬كما‬

‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬

‫ت��م إغ�ل�اق ال��م��ك��ات��ب على‬ ‫الموظفين لمنع نزولهم إلى‬ ‫زمالئهم‪ ،‬خاصة بعد أن تعالت‬ ‫هتافات الموظفين‪« :‬يا قاهرة‬ ‫ضموا علينا ‪ ..‬يا زمايلنا‪ ..‬أنتوا‬ ‫معانا وال علينا»‪.‬‬ ‫ك��م��ا ق���ام رئ��ي��س الهيئة‬ ‫قبل موعد الوفد بيوم واحد‬ ‫بإصدار قرار ينص على زيادة‬ ‫بدل طبيعة العمل بمقدار ‪15‬‬ ‫بالمائة ف��ي حالة الحصول‬ ‫على تقرير جيد‪.‬‬ ‫من جهتها اعتبرت اللجنة‬ ‫العليا ف��ي بيان لها موافقة‬ ‫الهيئة على ‪ % 15‬أولى خطوات‬

‫اللجنة نحو اقتناص موافقات‬ ‫م���ن اإلدارة ع��ل��ى مطالب‬ ‫العاملين‪ ،‬ولكنها ليست كافية‪،‬‬ ‫وش��ددت على إنها ستواصل‬ ‫النضال من أجل تحقيق كافة‬ ‫مطالب العاملين‪ ،‬وقالت أنها‬ ‫ستتخذ إج��راءات مضادة في‬ ‫حال استمرار اتخاذ إجراءات‬ ‫تعسفية ضد العاملين ‪.‬‬ ‫وقال قيادي باللجنة العليا‬ ‫وصلنا مطالبنا للرأي العام‪،‬‬ ‫وسنعود قريبا إل��ى رئيس‬ ‫ال��ه��ي��ئ��ة‪ ،‬ول��ك��ن ه���ذه المرة‬ ‫ليس بوفد‪ ،‬ولكن بحشود‬ ‫من الموظفين يستطيعون‬

‫انتزاع مطالبهم‪ ،‬في حال عدم‬ ‫االستجابة لهم واستمرار‬ ‫ال��ت��ع��س��ف‪ .‬ون�����دد برفض‬ ‫المسئولين بالهيئة فتح‬ ‫ح��وار مع قيادات الموظفين‪،‬‬ ‫مشيرا إلى إن هناك حالة من‬ ‫اإلفالس التام ‪.‬‬ ‫كان الموظفون قد رفضوا‬ ‫التفاوض مع أمين عام النقابة‬ ‫العامة للبريد‪ ،‬ورددوا هتافات‬ ‫تندد بموقف النقابة وتخاذلها‬ ‫منها ‪« :‬تسقط نقابة البريد‬ ‫‪ ..‬يسقط نصر عبد الحميد‪،‬‬ ‫رئيس النقابة‪ ،‬وعاوزين نقابة‬ ‫جديدة بقينا على الحديدة»‪.‬‬

‫عربي ودولى‬

‫نق ً‬ ‫ال عن الصحف اإلسرائيلية‬

‫محمد حسني‬

‫مرور الغواصة لم يكن األول ولن يكون األخير‬

‫في مطلع شهر يوليو عبرت‬ ‫ال��غ��واص��ة اإلس��رائ��ي��ل��ي��ة‪ ،‬من‬ ‫ط��راز دولفين‪ ،‬قناة السويس‪،‬‬ ‫في طريق عودتها إل��ى البحر‬ ‫المتوسط‪ ،‬وذل��ك بعد رحلتها‬ ‫إلى ميناء إيالت ضمن مناورات‬ ‫إسرائيلية في البحر األحمر‪،‬‬ ‫تمت الشهر الماضي‪ .‬تم تدعيم‬ ‫ق���وات األم���ن بالقناة بمائتي‬ ‫جندي‪ ،‬مع تعطيل الحركة في‬ ‫ك��وب��ري ال��س�لام‪ ،‬والمعديات‪،‬‬ ‫كما ت��م تعطيل الصيد تماما‬ ‫خالل الساعات الثماني لمرور‬ ‫الغواصة في القناة‪.‬‬ ‫أنكر المسئولون المصريون‬ ‫في البداية الحادث‪ ،‬ثم نقلت‬ ‫صحف مصرية عنهم إنهم ال‬ ‫يؤكدون التحركات العسكرية‬ ‫وال ينفونها‪ .‬وأن إدارة القناة‬ ‫ال تعلن ع��ن تحركات القطع‬ ‫الحربية المارة بقناة السويس‪،‬‬ ‫س��واء كانت إسرائيلية أو غير‬ ‫إسرائيلية‪ ،‬وأن قناة السويس‬ ‫ملتزمة باتفاقية القسطنطينية‬ ‫الموقعة ع��ام ‪ 1888‬الخاصة‬ ‫بعبور القطع ال��ح��رب��ي��ة‪ ،‬لكل‬ ‫ال��دول ما ع��دا التي تكون في‬ ‫حالة حرب مع مصر‪ .‬وأنه ليس‬ ‫هناك أي «تعاون عسكري بين‬

‫مصر وإسرائيل»‪ ،‬وأن القاهرة‬ ‫«ل��م ول��ن تقدم أي تسهيالت‬ ‫لوجيستية إل��ى إسرائيل من‬ ‫أجل الهجوم على إيران»‪.‬‬ ‫ثم عاد مسئولون في هيئة‬ ‫قناة السويس للتصريح بأن‬ ‫«مصر فحصت الغواصة النووية‬ ‫اإلسرائيلية دولفين‪ ...‬و إن كل‬ ‫القطع الحربية ال��ن��ووي��ة يتم‬ ‫فحصها بمعرفة خبراء الطاقة‬ ‫الذرية المصريين أن الغواصة‬ ‫رافقتها قطع حربية مصرية‬ ‫خالل عبورها من القناة‪ ،‬وتم‬ ‫ات��خ��اذ ن��ف��س إج����راءات عبور‬ ‫القطع الحربية األخ��رى‪ ،‬ووفقاً‬ ‫للمادة الخامسة‪ ،‬من معاهدة‬ ‫السالم المصرية‪-‬اإلسرائيلية‪،‬‬ ‫الموقعة عام‪،1979‬‬ ‫«تتمتع السفن اإلسرائيلية‬ ‫وال��ش��ح��ن��ات ال��م��ت��ج��ه��ة من‬ ‫إسرائيل وإليها بحق المرور الحر‬ ‫في قناة السويس ومداخلها في‬ ‫كل من خليج السويس والبحر‬ ‫األبيض المتوسط‪ ،‬وفقا ألحكام‬ ‫اتفاقية القسطنطينية لعام‬ ‫‪ 1888‬المنطبقة على جميع‬ ‫الدول»‪ .‬‬ ‫ج���دي���ر ب���ال���ذك���ر أن�����ه في‬ ‫أغ��س��ط��س‪ ، 2008‬عبرت القناة‬ ‫غ��واص��ة وب��ارج��ة أمريكيتين‪،‬‬ ‫بمصاحبة زورقين إسرائيليين‪،‬‬

‫ح��ي��ن��ه��ا‪ ،‬ق��م��ت ه��ي��ئ��ة قناة‬ ‫السويس بتشديد اإلج��راءات‬ ‫األمنية ومنع المالحة‪ ،‬وتكثيف‬ ‫القبضة األمنية على المناطق‬ ‫السكنية المطلة على القناة‪.‬‬ ‫ل��م تقم المصادر الرسمية‬ ‫اإلس��رائ��ي��ل��ي��ة ب��ن��ش��ر أخ��ب��ار‬ ‫الغواصة‪ ،‬لكنها عملت على نقل‬ ‫الخبر عبر عناصر أمنية إلى‬ ‫وكالة رويتر‪ ،‬ليتم تناقله بعد‬ ‫ذل��ك‪ ،‬وقد علقت مصادر أمنية‬ ‫إسرائيلية‪ ،‬بعد ذلك بقولها‪»:‬‬ ‫إنه تحذير إليران‪ ،‬بأن إسرائيل‬ ‫ق��ادرة على ال��م��رور‪ ،‬دون أدنى‬ ‫مشكلة‪ ،‬في قناة السويس‪ ،‬في‬ ‫طريقها إلى الخليج ‪ ،‬وأن هناك‬ ‫تعاون بين تل أبيب والقاهرة‪،‬‬ ‫ب��ك��ل م���ا ي��ت��ع��ل��ق ب��األخ��ط��ار‬ ‫المشتركة على المنطقة‪.‬‬ ‫البارجة اإلسرائيلية «حانيت‪-‬‬ ‫ال��ح��رب��ة» ك��ان��ت ق���د عبرت‬ ‫ق��ن��اة السويس خ�لال الشهر‬ ‫الماضي‪ ،‬في رحلتها األولى بعد‬ ‫«تعافيها» من جراء إصابتها على‬ ‫سواحل بيروت‪ ،‬في حرب لبنان‬ ‫‪ ،2006‬جراء قصف مقاتلي حزب‬ ‫اهلل لها‪ .‬وق��د أذاع التلفزيون‬ ‫اإلسرائيلي تصويرًا احتفاليًا‬ ‫لعملية اإلب��ح��ار‪ .‬حانيت من‬ ‫(سَعَر‪-‬العاصفة‪،)5‬‬ ‫م��ودي��ل‬ ‫تحمل صواريخ مضادة للطائرات‪،‬‬

‫وصواريخ مضادة للغواصات‪ ،‬كما‬ ‫قامت البارجة اإلسرائيلية إيالت‬ ‫بالرحلة نفسها‪ .‬وق��د عبرت‬ ‫ال��ق��ن��اة‪ ،‬خ�لال ال��ع��ام الحالي‪،‬‬ ‫ست سفن إسرائيلية‪ ،‬بينها‬ ‫ثالث حربية‪ ،‬والعدد يصل على‬ ‫‪ 308‬خ�لال السنوات الخمس‬ ‫الماضية‪.‬‬ ‫ذكر مسئول في الجيش‪ ،‬أن‬ ‫الغواصة عبرت طافية‪ ،‬ولم تجر‬ ‫أية محاوالت إلخفاءها‪.‬‬ ‫وأن المناورة مخطط لها منذ‬ ‫شهور‪ ،‬وقد علقت مصادر مقربة‬ ‫ل�لاس��ت��خ��ب��ارات اإلسرائيلية‬ ‫ب��ق��ول��ه��ا‪ :‬إن م�����رور غ��واص��ة‬ ‫إسرائيلية يستلزم بالضرورة‬ ‫م��واف��ق��ة ال��س��ل��ط��ات المصرية‬ ‫مسبقا‪ ،‬وأن مرور غواصة تحمل‬ ‫سالح نووي يستلزم بال شك‬ ‫ت��ص��دي��ق أع���ل���ى س��ل��ط��ة في‬ ‫القاهرة‪.‬‬ ‫ن��ق��ل��ت ص��ح��ي��ف��ة معاريف‬ ‫اإلسرائيلية عن مئير داجان‪،‬‬ ‫رئ��ي��س ال���م���وس���اد‪ ،‬ق��ول��ه إن‬ ‫السعودية ستغض الطرف عن‬ ‫مرور طائرات حربية إسرائيلية‬ ‫في مجالها الجوي‪ ،‬في طريقها‬ ‫ل��ض��رب إي����ران‪ ،‬وأن ذل��ك تم‬ ‫حسب مباحثات سرية‪ ،‬أنكرتها‬ ‫السعودية‪ .‬وذك��رت الصحيفة‪،‬‬ ‫أن االتصاالت لم تنقطع بين‬

‫مسئولين إسرائيليين رفيعي‬ ‫المستوى‪ ،‬بينهم رئيس الوزراء‬ ‫السابق إيهود أول��م��رت‪ ،‬وبين‬ ‫نظرائهم السعوديين‪.‬‬ ‫وقد علق جون بلتون‪ ،‬سفير‬ ‫ال���والي���ات ال��م��ت��ح��دة السابق‬ ‫ب���األم���م ال��م��ت��ح��دة‪ ،‬أن ق���ادة‬ ‫األنظمة العربية‪ ،‬وإن لم يعلنوا‪،‬‬ ‫فإنهم سيسمحون للطائرات‬ ‫اإلسرائيلية بالمرور في مجالهم‬ ‫الجوي‪ ،‬وبعدها سوف يعلنون‬ ‫إدانتهم للهجوم على منصات‬ ‫األمم المتحدة‪.‬‬ ‫ذك���رت م��ص��ادر م��ق��رب��ة من‬ ‫االستخبارات اإلسرائيلية أنه‬ ‫هناك محور مصري‪-‬إسرائيلي‪-‬‬ ‫س��ع��ودي‪ ،‬متحالفا ضد إي��ران‪،‬‬ ‫بل وال ترضيه سياسة أوباما‬ ‫ت��ج��اه إي����ران‪ ،‬وأن زي���ارة عمر‬ ‫س��ل��ي��م��ان إلس��رائ��ي��ل ف���ي‪-22‬‬ ‫‪23‬أبريل الماضي‪ ،‬لم تكن من‬ ‫أجل الشأن الفلسطيني‪ ،‬ولكن‬ ‫سليمان التقى وق��ادة األجهزة‬ ‫األمنية اإلسرائيلية‪ ،‬الموساد‪،‬‬ ‫وشعبة االستخبارات العسكرية‪،‬‬ ‫والشاباك (جهاز األم��ن العام)‪،‬‬ ‫وبحثوا موضوعات إيران وسوريا‬ ‫وحزب اهلل وحماس‪ ،‬وتنسيقهم‬ ‫ف��ي منطقة ال��ش��رق األوس��ط‪،‬‬ ‫وردود أفعالهم في حالة ضرب‬ ‫إسرائيل إليران‪.‬‬

‫الصومال ‪ :‬أخوة األمس أعداء اليوم‬

‫أكثر م��ن ألفي قتيل‪ ،‬وأك��ث��ر من‬ ‫‪204‬أل����ف ن���ازح حتى اآلن‪ ،‬محصلة‬ ‫حلقة جديدة من السلسلة الدامية‬ ‫المتواصلة في الصومال‪ .‬منذ مايو‬ ‫الماضي اندلعت المواجهات بين‬ ‫جماعة «شباب المجاهدين» و حكومة‬ ‫شيخ أحمد شيخ شريف‪ ،‬التي وصلت‬ ‫إلى السلطة‪ ،‬في ‪31‬يناير ‪ ،2009‬وقد‬ ‫وصلت قوات»شباب المجاهدين»‪،‬‬ ‫خالل األيام القليلة الماضية‪ ،‬إلى ‪2‬كم‬ ‫من القصر الرئاسي‪ ،‬في مقديشو‪.‬‬ ‫أع��ل��ن ال��رئ��ي��س الصومالي حالة‬ ‫الطوارئ‪ ،‬وأيد دعوة رئيس البرلمان‬ ‫ل��دول ال��ج��وار‪ ،‬إثيوبيا ع��دو األمس‪،‬‬ ‫بالتدخل‪ .‬وقد قام شيخ شريف ووزراءه‬ ‫وبعض أعضاء البرلمان بارتداء الزي‬ ‫العسكري‪ ،‬وق��د نفى شيخ شريف‬ ‫تدخل قوات أجنبية‪ ،‬بينما قوات حفظ‬ ‫السالم اإلفريقية تعمل في الصومال‬ ‫منذ ‪ ،2007‬وه��ي من ق��وات أوغندية‬ ‫وروان��دي��ة‪ ،‬وقد نقلت وك��االت األنباء‬ ‫دخول ‪300‬عنصر من القوات اإلفريقية‪،‬‬ ‫مدعمين بدبابات وآليات عسكرية‪،‬‬ ‫يقودها الجنرال األوغندي فرانسيس‬ ‫أوك��ي��ل��و‪ ،‬ال��ذي أعلن أن العمليات‪،‬‬ ‫التي من المفترض أن هدفها حماية‬ ‫المنشآت الحيوية‪ ،‬لن تتوقف عند‬ ‫حد صد هجوم «المتمردين» على‬ ‫الحكومة المؤقتة‪ ،‬بل ستالحقهم‪.‬‬ ‫تقوم القوات الحكومية واإلفريقية‬

‫¯¯‪10‬‬

‫بقصف ومهاجمة أي موقع تشك في‬ ‫وجود مسلحين فيه‪ ،‬مما أدى الرتفاع‬ ‫متزايد في الضحايا المدنيين‪.‬‬ ‫أعلنت الحكومة أنها استطاعت‬ ‫دحر «المتمردين»‪ ،‬في المقابل أعلن‬ ‫قائد ق��وات «ش��ب��اب المجاهدين»‪،‬‬ ‫شيخ ط��اه��ر أوي���س‪ ،‬أن القتال لم‬ ‫يؤد بعد إلى حسم الموقف‪ ،‬وأعلن‬ ‫مواصلة القتال حتى انسحاب أية‬ ‫قوات أجنبية‪.‬‬ ‫كان مجلس األمن قد أصدر قراراً‬ ‫ب��دع��م ال��ح��ك��وم��ة االن��ت��ق��ال��ي��ة‪ .‬كما‬ ‫أعلن األمين العام لمنظمة المؤتمر‬ ‫اإلسالمي أكمل الدين إحسان أوغلو‪،‬‬ ‫عن مساندة الحكومة الصومالية ضد‬ ‫«اإلرهابيين»‪ .‬أما الواليات المتحدة‪،‬‬ ‫فقد أعلنت على لسان المتحدث‬ ‫باسم خارجيتها‪ ،‬إيان كيلي‪ ،‬الشهر‬ ‫ال��م��اض��ي‪ ،‬بأنها س��ت��زود الحكومة‬ ‫الصومالية بالسالح ‪ ،‬والتدريب في‬ ‫معسكرات بجيبوتي‪ .‬وف��ي الصدد‬ ‫نفسه‪ ،‬أعلنت فرنسا أنها ستعجل‬ ‫بتدريب ‪ 500‬عنصر صومالياً‪ ،‬كان‬ ‫من المزمع تدريبهم في أغسطس‬ ‫على أراض��ى جيبوتي‪ ،‬التي تتركز‬ ‫فيها قاعدة فرنسية م��ن‪ 2900‬جندياً‪،‬‬ ‫ويأتي التعجيل‪ ،‬بعد قيام «شباب‬ ‫المجاهدين» صباح الثالثاء ‪ 14‬يوليو‬ ‫باختطاف اثنين منه المستشارين‬ ‫األمنيين الفرنسيين‪.‬‬

‫شباب المجاهدين‪ :‬فصيل صومالي‬ ‫مسلح‪ ،‬يحمل إيديولوجية سلفية‬ ‫جهادية‪ ،‬كان يعد الجناح العسكري‬ ‫«للمحاكم الشرعية» بالصومال‪ ،‬ولكن‬ ‫بعد هزيمة المحاكم أم��ام القوات‬ ‫الحكومية‪ ،‬وتحالفها مع المعارضة‪،‬‬ ‫ان��ش��ق��ت «ش���ب���اب المجاهدين»‬ ‫ع��ن��ه��ا‪ .‬ي��ق��در ع��دد المقاتلين في‬ ‫«شباب المجاهدين» بـين ثالثة‬ ‫وسبعة آالف مقاتل‪ ،‬تتهمهم التقارير‬ ‫األمريكية بتلقي تدريب في إريتريا‪،‬‬ ‫وأفغانستان‪ .‬وعلى م��دار‪ 2007‬قامت‬ ‫سفينة أمريكية بقصف مواقع الحركة‬ ‫في الصومال‪ ،‬وجمدت أرصدتها في‬ ‫الواليات‪ ،‬وصنفتها ضمن المنظمات‬ ‫اإلرهابية‪.‬‬ ‫أم���ا ال��رئ��ي��س ال��ص��وم��ال��ي‪ ،‬شيخ‬ ‫شريف(‪45‬سنة)‪ ،‬فقد تلقى تعليما‬ ‫أزه���ري���ا‪ ،‬وح��ص��ل ع��ل��ى ش��ه��ادة في‬ ‫الشريعة والقانون بالجامعة الليبية‬ ‫المفتوحة‪ ،1998‬وعمل في البداية مع‬ ‫محمد ديري أمير الحرب في جوهر‪،‬‬ ‫ثم انفصل عنه‪ ،‬ك��ان شيخ شريف‬ ‫من رواد فكرة المحاكم الشرعية وأول‬ ‫رئيس لها بعد توحيدها‪ ،‬وانتخبه‬ ‫البرلمان الصومالي رئيساً للبالد في‬ ‫‪ 31‬يناير الماضي‪.‬‬ ‫اتهمت األجهزة الحكومية «شباب‬ ‫ال��م��ج��اه��دي��ن» بتلقي مساعدات‬ ‫أجنبية‪ ،‬وعرضت جثث لقتلى‪ ،‬زعمت‬

‫أنهم أفغان‪ ،‬في المقابل‪ ،‬وبالرغم من‬ ‫إعالن شيخ شريف تطبيق الشريعة‪،‬‬ ‫منذ يونيو‪ ،2006‬وحظر تداول السجائر‬ ‫والقات‪ ،‬فأنه لم يرض «المجاهدين»‪،‬‬ ‫الذين‪ ،‬اتهموا الحكومة بالتعاون مع‬ ‫المعارضة العلمانية‪ ،‬ومع األجانب‪ ،‬و‬ ‫قام «المجاهدين» بأنفسهم بتطبيق‬ ‫أحكام الشرعية‪ ،‬كان آخرها في صباح‬ ‫‪ 25‬يونيو‪ ،‬حيث قامت بقطع أيدي‬ ‫وأرجل أربعة رجال‪ ،‬التهامهم بسرقة‬ ‫أسلحة وأجهزة محمول‪.‬‬ ‫تعد تلك هي المحاولة الخامسة‬ ‫عشر لترسيخ سلطة حكومية في‬ ‫الصومال‪ ،‬منذ اإلطاحة بالديكتاتور‬ ‫سياد بري في‪ ،1991‬وقيام أمراء الحرب‬ ‫بطرد ال��ق��وات األمريكية والدولية‬ ‫ف��ي‪ .1995‬الصومال‪ ،‬ال��ذي يبلغ عدد‬ ‫سكانه ‪10‬مليون نسمة‪%85 ،‬منهم‬ ‫م��ن ال��ع��رق ال��ص��وم��ال��ي‪ ،‬والغالبية‬ ‫العظمى من السكان مسلمون‪ .‬يقدر‬ ‫عدد النازحين من الصوماليين إلى‬ ‫‪1.2‬مليون‪ .‬وقد انخفض متوسط العمر‬ ‫إلى‪46‬عام للرجال‪ ،‬و‪50‬عام للنساء‪ ،‬كما‬ ‫تصل ال��ح��االت المسجلة لإلصابة‬ ‫باإليدز ‪43‬ألف حالة ‪.‬‬ ‫ف��ي ال��ص��وم��ال أص��ب��ح األخ���وة في‬ ‫«الجهاد» أعداء‪ ،‬وأصبح العدو األجنبي‬ ‫حلي ًفا‪ .‬أمسى تطبيق الشريعة هو‬ ‫تكفير الناس‪ ،‬وقطع األطراف‪ ،‬وال عزاء‬ ‫آلالف القتلى وماليين النازحين‪.‬‬ ‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬

‫عربي ودولى‬

‫هل تولد مقاومة عراقية جديدة؟‬ ‫تامر وجيه‬ ‫ك��ان ال��ع��راق قد أصبح هو‬ ‫ال��خ��ب��ر األول ف��ي نشرات‬ ‫األخ��ب��ار منذ ‪ .2003-2002‬لكن‬ ‫ف��ي العامين األخيرين بدا‬ ‫األمر كما لو أن العالم‪ ،‬عالم‬ ‫الصحافة واإلعالم بالتحديد‪،‬‬ ‫قد فقد حماسه لما يحدث‬ ‫في هذا البلد المنكوب‪ .‬فلقد‬ ‫ت��وارى ال��ع��راق وأصبح خبرا‬ ‫روتينيا‪ ،‬غالبا ع��ن انفجار‬ ‫س��ي��ارة م��ل��غ��وم��ة‪ ،‬ال يهتم‬ ‫بسماعه إال القليلين‪ .‬فما‬ ‫الذي حدث؟‬ ‫كانت ال��والي��ات المتحدة‪،‬‬ ‫ح��ت��ى ق��ب��ل وص����ول أوب��ام��ا‬ ‫ل��ل��س��ل��ط��ة‪ ،‬ق���د ب�����دأت في‬ ‫م��راج��ع��ة س��ي��اس��ة الرئيس‬ ‫السابق جورج بوش‪ .‬بوش‬ ‫والمحافظون ال��ج��دد كانوا‬ ‫ي���رون أن الطريق للحفاظ‬ ‫ع��ل��ى ال��ه��ي��م��ن��ة األمريكية‬ ‫«ل��م��ائ��ة ع���ام ق��ادم��ي��ن» هو‬ ‫ممارسة سياسة إمبريالية‬ ‫هجومية اعتمادا على التفوق‬ ‫ال��ع��س��ك��ري ال��ك��اس��ح ال��ذي‬ ‫تتمتع به الواليات المتحدة‬ ‫األم��ري��ك��ي��ة م��ق��ارن��ة بالقوى‬ ‫الكبرى األخرى‪.‬‬ ‫فشل أمريكي‬ ‫أهم محطات تلك السياسة‬ ‫ك��ان‪ ،‬كما نعلم جميعا‪ ،‬غزو‬ ‫العراق واحتالله‪ ،‬وذلك على‬ ‫اعتبار أن العراق مهيأ أكثر‬ ‫من غيره ألن يلعب دور منصة‬ ‫االنطالق للهيمنة األمريكية‬ ‫ع��ل��ى ال��ش��رق األوس����ط ثم‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫لكن «ال��خ��ط��ة العراقية»‬ ‫فشلت فشال ذري��ع��ا‪ .‬ومن‬ ‫ثم تحول العراق من «منصة‬ ‫ل�لان��ط�لاق» إل���ى «مقبرة»‬ ‫للسياسة األمريكية التوسعية‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬استمر الخبر العراقي‬ ‫م��ت��ص��درا ل��ن��ش��رات األخبار‪،‬‬ ‫لكن هذه المرة ليس كقصة‬ ‫نجاح لإلمبريالية األمريكية‪،‬‬ ‫بل كورطة‪ ،‬ال تضاهيها ورطة‪،‬‬ ‫وقعت فيها القوة العسكرية‬ ‫الغاشمة للواليات المتحدة‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫وع���ل���ى ال��ج��ان��ب اآلخ����ر‪،‬‬ ‫اع��ت��ب��رت ال��ق��وى المناهضة‬ ‫للهيمنة األمريكية‪ ،‬عن حق‪،‬‬ ‫أن العراق هو المحور األكثر‬ ‫أهمية في السياسة العالمية‪.‬‬ ‫ف��ل��و ان���ت���ص���رت ال���والي���ات‬ ‫المتحدة ألصبح العالم كله‬ ‫معرضا لخطر انفالت العربدة‬ ‫األمريكية م��ن عقالها‪ .‬ولو‬ ‫ان��ت��ص��رت ال��م��ق��اوم��ة ألصبح‬ ‫المثل العراقي أساس تصاعد‬ ‫ح��رك��ات المقاومة والتحرر‬ ‫على اتساع العالم كله‪.‬‬ ‫لكن ما حدث في العامين‬

‫األخ��ي��ري��ن ه��و أن مقادير‬ ‫المعركة العراقية تبدلت‪.‬‬ ‫ص��ح��ي��ح أن «ال���م���غ���ام���رة‬ ‫العراقية» أضعفت الواليات‬ ‫المتحدة وعطلت مشروعها‬ ‫التوسعي‪ .‬وصحيح أن شوكة‬ ‫المحافظين الجدد تحطمت‬ ‫ع��ل��ى ال��ص��خ��رة العراقية‪.‬‬ ‫وصحيح أن التوازن الدولي‬ ‫بدأ يسمح بزيادة نفوذ القوى‬ ‫المناوئة إقليميا ودوليا‪ .‬لكن‬ ‫ك��ذل��ك صحيح أن التراجع‬ ‫األم��ري��ك��ي ف��ي ال��ع��راق لم‬ ‫يقابله انتصار لقوى المقاومة‬ ‫الشعبية أو ألي قوى تحررية‬ ‫مدعومة جماهيريا‪.‬‬ ‫ف��ي ال��ث�لاث��ي��ن م��ن شهر‬ ‫ي��ون��ي��و ال���م���اض���ي أعلنت‬ ‫الواليات المتحدة أن قواتها‬ ‫أكملت انسحابها من المدن‬ ‫ال��ع��راق��ي��ة‪ ،‬وذل���ك ف��ي إط��ار‬ ‫خ��ط��ة ان��س��ح��اب عسكري‬ ‫كامل بحلول ‪ .2011‬إذن بدأت‬ ‫الواليات المتحدة انسحابها‬ ‫م��ن ال��ع��راق بعد أن فقدت‬ ‫م��ا يقترب م��ن ‪ 4400‬جندي‬ ‫أمريكي وبعد أن أُهينت إهانة‬ ‫غير مسبوقة منذ فيتنام‪ .‬هذا‬ ‫مكسب كبير لقوى المقاومة‬ ‫في العراق وفي العالم كله‪.‬‬ ‫لكنها علينا أال ننسى أن‬ ‫ال���والي���ات ال��م��ت��ح��دة تركت‬ ‫مكانها حكومة طبقية فاسدة‬ ‫متعاونة معها تتنافس على‬ ‫كعكة الثروة العراقية مع قوى‬ ‫كردية وأخ��رى سنية أغلبها‬ ‫يتسم بالرجعية والمهادنة‬ ‫مع االحتالل‪ .‬كل ذلك بينما‬ ‫شبح الصراع الطائفي يطل‬ ‫برأسه بقوة في بلد أصبح‬ ‫االنقسام الطائفي هو أساس‬ ‫كل صراعاته السياسية‪.‬‬ ‫أخطاء المقاومة‬ ‫إذن فالذي حدث في العراق‪،‬‬ ‫إلى جانب الورطة والفضيحة‬ ‫األمريكية‪ ،‬هو تصفية سياسية‬ ‫واجتماعية‪ ،‬ناجحة إلى حد‬ ‫كبير‪ ،‬للمقاومة العراقية‪ ،‬على‬ ‫األقل مؤقتا‪.‬‬ ‫ج����زء م���ن ال��س��ب��ب في‬ ‫النجاح في تصفية األساس‬ ‫ال��س��ي��اس��ي واالج��ت��م��اع��ي‬ ‫للمقاومة هو المقاومة نفسها‪.‬‬ ‫ق��ط��اع م��ن ال��م��ق��اوم��ة كان‬ ‫منتسبا إل��ى ما أطلق عليه‬ ‫«تنظيم ال��ق��اع��دة»‪ .‬وبغض‬ ‫النظر عن صحة هذا الوصف‬ ‫من عدمه‪ ،‬إال أن المهم هو‬ ‫أن ج��زء م��ن المقاومة كان‬ ‫مكونا من ق��وى أغلبها غير‬ ‫عراقي ينتسب إلى حركات‬ ‫إسالمية غير عراقية المنشأ‪.‬‬ ‫األهم من هذا أن أيديولوجية‬ ‫تلك القوى‪ ،‬وأسلوبها‪ ،‬كان‬ ‫ع��ص��ب��وي��ا وط��ائ��ف��ي��ا بشكل‬ ‫مقيت‪ .‬وبالقطع فإن أي حركة‬

‫االشتراكي اغسطس ‪2009‬‬

‫مقاومة تخلق ع��داوة بينها‬ ‫وبين قطاعات واس��ع��ة من‬ ‫السكان‪ ،‬أو حتى ال تسعى‬ ‫ب��درج��ة ك��اف��ي��ة إل���ى كسب‬ ‫تأييدهم‪ ،‬ستخسر معركتها‬ ‫العسكرية مع االحتالل‪ .‬وهذا‬ ‫ب��ال��ض��ب��ط م��ا ح���دث‪ .‬حيث‬ ‫تحالفت قوى شعبية سنية‬ ‫عديدة ضد تنظيم القاعدة‬ ‫ف��ي ال��ع��راق وت��م��ت عملية‬ ‫ناجحة لتحجيمه‪.‬‬ ‫صعود للقوى الرجعية‬ ‫من المهم التأكيد هنا أن‬ ‫جناح «القاعدة» في المقاومة‬ ‫لم يكن يمثل كل‪ ،‬أو حتى‬ ‫أغلب‪ ،‬قوى المقاومة العراقية‪.‬‬ ‫لكن المشكلة أن باقي قوى‬ ‫المقاومة لم تكن على درجة‬ ‫م��ن ال��ت��ج��ان��س أو النضج‬ ‫السياسي والتكتيكي تسمح‬ ‫لها بعزل هذ الجناح وتحقيق‬ ‫وحدة وهيمنة للتيارات ذات‬ ‫الرؤى األكثر تقدما‪.‬‬ ‫ه���ذا ب��ال��ض��ب��ط م���ا سمح‬ ‫للتيارات الرجعية المعادية‬ ‫للمقاومة أن تلعب على هذا‬ ‫التفتت‪ ،‬وكذلك على رجعية‬ ‫وطائفية ال��ق��اع��دة‪ ،‬لتصفية‬ ‫النفوذ السياسي للمقاومة‪.‬‬ ‫ف��ش��ي��وخ ال��ق��ب��ائ��ل السنية‪،‬‬ ‫هؤالء األغنياء ذوي المصلحة‬ ‫في المهادنة مع االحتالل‪،‬‬ ‫استخدموا االستياء المتنامي‬ ‫من القاعدة في تجييش قوى‬ ‫مقاومة سنية ع��دي��دة وراء‬ ‫تحالف جزئي مع االحتالل‬ ‫هدفه تطهير المناطق السنية‬ ‫من حركة القاعدة‪ .‬وذلك ما‬ ‫نفذته أشكال تنظيمية تمت‬ ‫تسميتها بالصحوات‪.‬‬ ‫على كل األحوال‪ ،‬فقد كان‬

‫من أثر تفتت المقاومة وعدم‬ ‫نضجها‪ ،‬ومسعى البرجوازية‬ ‫السنية المحلية إلى تهدئة‬ ‫األم����ور وال���وص���ول إل���ى حل‬ ‫وسط‪ ،‬أن تم تضييق النطاق‬ ‫على المقاومة السنية وعزلها‬ ‫سياسيا واجتماعيا إلى حد‬ ‫كبير‪ .‬وعلى الجانب اآلخر‪،‬‬ ‫ت��م تحييد تيار ال��ص��در في‬ ‫إطار تطور الصراعات الطائفية‬ ‫داخل العراق‪.‬‬ ‫كانت هذه التطورات هي‬ ‫أس����اس ت���ح���ول المسألة‬ ‫العراقية من مسألة احتالل‪-‬‬ ‫مقاومة ت��دور حولها مقادير‬ ‫ال��ص��راع اإلمبريالي الدولي‬ ‫إل��ى مسألة ترتيبات أمنية‬ ‫وسياسية جوهرها هو توزيع‬ ‫ال��ح��ص��ص ب��ي��ن الطوائف‬ ‫العرقية والدينية‪ .‬وهو األمر‬ ‫ال��ذي سمح ألوب��ام��ا بتنفيذ‬ ‫س��ي��اس��ة ال���خ���روج ال��ه��ادئ‬ ‫من العراق وإعطاء األولوية‬ ‫ف���ي «ال���ح���رب األمريكية‬ ‫على اإلره��اب» ألفغانستان‬ ‫وباكستان‪ .‬وه��و ما يكشف‬ ‫عن الوجه اإلمبريالي ألوباما‪.‬‬ ‫لكن األه��م أن��ه يكشف أن‬ ‫المسعى األمريكي للهيمنة‬ ‫والتوسع‪ ،‬مهما ج��رت عليه‬ ‫م��ن ت��ع��دي�لات‪ ،‬ل��ن ينتهي‬ ‫ف��ي األج��ل القريب‪ .‬وسوى‬ ‫نشهد في األغلب مواجهة‬ ‫مهينة أخرى في أفغانستان‬ ‫وب��اك��س��ت��ان ت��س��اه��م أكثر‬ ‫وأك��ث��ر ف��ي مواصلة إضعاف‬ ‫اإلمبريالية األكبر في العالم‪.‬‬ ‫أما العراق‪ ،‬فإن قصته لم‬ ‫تنته ب��ع��د‪ ،‬ليس فقط ألن‬ ‫الواليات المتحدة لم تنسحب‬ ‫منه حتى اآلن‪ ،‬ولكن كذلك‬ ‫ألنها لو انسحبت عسكريا‬

‫ك��م��ا وع���دت ف��إن��ه��ا ستظل‬ ‫ه��ي ال��ق��وى المهيمنة عليه‬ ‫استراتيجيا وسياسيا‪ ،‬وهو‬ ‫م��ا يعني استمرار الهيمنة‬ ‫واإلخضاع بطرق أخرى أكثر‬ ‫ن��ع��وم��ة! ك��ذل��ك ف��إن القوى‬ ‫المحلية الجاثمة على صدر‬ ‫ال��ع��راق ال��ي��وم تمثل أحط‬ ‫نوع من الساسة الطبقيين‬ ‫الساعين إل��ى اقتسام ثروة‬ ‫البلد على ح��س��اب فقرائه‬ ‫ومضطهديه‪.‬‬ ‫الهيمنة بعد االنسحاب‬ ‫المعركة في ال��ع��راق‪ ،‬وإن‬ ‫تغير شكلها‪ ،‬لم تحسم بعد‪.‬‬ ‫ويبقى ال��س��ؤال الرئيسي‪:‬‬ ‫أي م��ن ال��ق��وى التي برزت‬ ‫وتبلورت مع الغزو واالحتالل‬ ‫سيسود؟ وأي شكل للدولة‬ ‫س��ي��ت��ب��ل��ور؟ وأي ع�لاق��ة مع‬ ‫اإلمبريالية ستقوم؟ اإلجابة‬ ‫على ه��ذه األس��ئ��ل��ة تحتاج‬ ‫إل��ى ميالد ح��رك��ات مقاومة‬ ‫من نوع جديد تمزج الوطني‬ ‫بالسياسي بالطبقي‪.‬‬ ‫المسألة غدا وبعد غد لن‬ ‫تكون فقط مقاومة االحتالل‪،‬‬ ‫أو الهيمنة‪ ،‬األمريكية‪ ،‬بل‬ ‫ستكون مقاومة السياسة‬ ‫الطبقية الخاضعة لإلمبريالية‬ ‫والناهبة لثروة الشعب‪ .‬ما‬ ‫يحتاجه العراق هو أن تظهر‬ ‫القوى التي تسعى‪ ،‬بالوسائل‬ ‫العسكرية‪ ،‬إلى طرد الواليات‬ ‫المتحدة وم��واج��ه��ة نفوذها‬ ‫وقواعدها‪ ،‬لكن كذلك التي‬ ‫تعبئ الشعب ضد سياسة‬ ‫ت��وزي��ع الحصص الطائفية‬ ‫بوصفها أس��اس كل إضعاف‬ ‫للفقراء ونهب لهم‪.‬‬

‫‪¯¯11‬‬

‫عربي ودولى‬

‫مقتل مروة الشربيني في عيون اليسار األلماني‬ ‫ناظلي سعدون و ديفيد بانسون‬

‫*‬

‫قصة مقتل مروة على يد هذا القاتل‬ ‫األلماني‪ ،‬ذو األصول الروسية‪ ،‬بدأت‬ ‫في أغسطس ‪ ،2008‬عندما رفض هذا‬ ‫الشخص العنصري سيئ السمعة‬ ‫إن يفسح المكان ألطفال مروة للعب‬ ‫على ارج��وح��ات‪ ،‬وف��ي نفس الوقت‬ ‫أخ��ذ ينادي على م��روة باإلسالمية‪،‬‬ ‫واإلرهابية‪ ،‬والعاهرة‪ ،‬ألنها ترتدي غطاء‬ ‫للرأس‪ ،‬هذا الشخص أحد مؤيدي‬ ‫الحزب األلماني ال��ن��ازي‪ ،‬المسمى‬ ‫الحزب الديموقراطي القومي ‪.NPD‬‬ ‫لكن م��روة‪ ،‬بخالف أغلب النساء‬ ‫المسلمات في مثل ه��ذه المواقف‪،‬‬ ‫رفضت أن يتملكها الخوف‪ ،‬سجلت‬ ‫الواقعة لدى الشرطة األلمانية‪ .‬في‬ ‫حالة المحاكمة العادلة يدان مثل هذا‬ ‫العنصري بغرامة ‪ 780‬يورو ‪ ،‬لكن هذا‬ ‫الشخص النازي طالب في المحكمة‬ ‫بعدم توقيع الغرامة‪ ،‬لكن النائب العام‬ ‫ف��رض عليه ال��غ��رام��ة‪ ،‬ألن العقوبة‪،‬‬ ‫من وجهة نظر النائب‪ ،‬خفيفة للغاية‬ ‫بالمقارنة بالدوافع العنصرية الواضحة‬ ‫في اإلهانات التي وجهها لمروة‪.‬‬ ‫عقدت الجلسة الثانية للمحاكمة‬ ‫في األول من يوليو ‪ ،2009‬قبل مقتل‬ ‫مروة بثمان عشر طعنة خالل نصف‬ ‫دق��ي��ق��ة‪ ،‬خ�لال الجلسة‪ ،‬أل��ق��ى هذا‬ ‫الشخص بكالمه النازي‪ ،‬مرة أخرى‪،‬‬ ‫على مسامع م���روة‪ ،‬مدعياً أن��ه��ا ال‬ ‫تستحق االعتذار ألن المسلمين في‬ ‫أي مكان ال مشاعر لهم‪ ،‬وال حق لهم‬ ‫في العيش في ألمانيا‪ .‬الغريب أن هذا‬ ‫الكالم لم يعد أنه إشارة خطر توجب‬ ‫اعتقاله في الحال‪ ،‬والغريب أيضاً أنه‬ ‫ل��م يتم تفتيشه مسبقاً الحتمال‬

‫مصطفى محي‬

‫حمله أسلحة‪.‬‬ ‫ال���ح���زب ال��دي��م��وق��راط��ي‬ ‫القومي جيد جداً في الهجوم‪،‬‬ ‫حيث أن واح���دة م��ن أكثر‬ ‫خططه شراً كانت عقد صلوات‬ ‫خارج المساجد‪ ،‬هذا الحزب ال‬ ‫يهاجم المسلمين وال االقليات‬ ‫األخرى فحسب‪ ،‬لكنه يهاجم‬ ‫النقابيين‪ ،‬ويهاجم الشباب‬ ‫الذين يلبسون أل��وان زاهية‪،‬‬ ‫لهم قصات شعر مميزة‪ ،‬وأي‬ ‫شخص له توجهات يسارية‬ ‫أو مناهض ل��رؤى العنصرية‪،‬‬ ‫لقد ه��دد ه��ؤالء العنصريون‬ ‫مؤخراً واحدة من قيادات حزب‬ ‫اليسار الجديد في ألمانيا‬ ‫باغتصاب بنتها الطفلة ذات‬ ‫الثالث سنوات لو ترشحت‬ ‫في االنتخابات‪.‬‬ ‫ما يجعل ه��ذه االنتهاكات‬ ‫أس��وء هي ك��ون ه��ذا الحزب‬ ‫ال��ف��اش��ي غير المحظور له‬ ‫كامل الحماية القانونية‪ ،‬لهذا وقتما‬ ‫يرغبون في عقد اجتماعات أو تنظيم‬ ‫مسيرات نجد مئات بل آالف من رجال‬ ‫الشرطة تتولى حماية هؤالء النازيون‬ ‫من غضب المناهضين للفاشية‪.‬‬ ‫أنه من المعتاد أن تحشد القوى‬ ‫المناهضة للفاشية مظاهرات أكبر‬ ‫عشرات ال��م��رات في مواجهة تلك‬ ‫التي ينظمها الفاشيون ‪ ،‬وفي الغالب‬ ‫نخطط لمنع مسيرات النازيين من‬ ‫المرور في الطرق‪ ،‬لكن حماية الشرطة‬ ‫تعطي لهم وسائل تجعل هذا المنع‬ ‫أمر نادراً ما تحقق بشكل كامل‪.‬‬ ‫ليس لألحزاب ‪ ،‬بما فيها األحزاب‬ ‫ال��ت��ي تسمى نفسها ديمقراطية‬

‫اشتراكية‪ ،‬برنامج لحماية العمال‬ ‫وعائالتهم من أثار األزمة االقتصادية‪،‬‬ ‫التي بدأت تضربنا بعنف‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ي��ل��ق��ى ه��ذا ال��وض��ع ال��م�لاي��ي��ن من‬ ‫الشعب ف��ي أح��ض��ان ال��ي��أس‪ .‬مما‬ ‫يحول قطاع من الناس إلى العنصرية‬ ‫كبديل خاطئ‪.‬‬ ‫ف��ي ج��ام��ع��ت��ن��ا‪ ،‬ف��ي فرانكفورت‪،‬‬ ‫أسسنا مجوعة نشطة تحت أسم‬ ‫«أص��دق��اء فلسطين»‪ ،‬وعقدنا عدد‬ ‫من اللقاءات‪ ،‬نخطط نحن وعدد من‬ ‫الكاتبان‪ :‬هما طالبة ف��ي جامعة‬ ‫أساتذة الجامعة الذي يروعهم بشكل‬ ‫جدي تزايد مظاهر «اإلسالم فوبيا»‪ ،‬فرانكفوت‪ ،‬و موظف بنفس الجامعة‪،‬‬ ‫(ال��خ��وف من اإلس�ل�ام)‪ ،‬حتى داخل وعضو حزب اليسار‬ ‫كلية الدراسات االجتماعية‪ ،‬لفتح باب‬

‫هندوراس‪ :‬انقالب على الطريقة الالتينية‬

‫في أواخر يونيو‪ ،‬وقبل أيام من االستفتاء‪ ،‬الذي‬ ‫كان مزمع إج��راءه في هندوراس إلتاحة الفرصة‬ ‫للرئيس هناك بأن يترشح ألكثر من فترة رئاسية‪،‬‬ ‫قام الجيش بمداهمة القصر الرئاسي واعتقال‬ ‫مانويل زياليا رئيس البالد‪ ،‬واصطحابه إلي قاعدة‬ ‫جوية عسكرية بالقرب من العاصمة وإجباره على‬ ‫مغادرة البالد‪ ،‬وقد بدا واضحاً من اللحظة األولي‬ ‫أن االنقالب مدعوم من قِبل المحكمة العليا في‬ ‫البالد ومن الكونجرس (البرلمان المحلي في‬ ‫هندوراس)‪ ،‬ففور وقوع االنقالب أعلنت المحكمة‬ ‫أن ما قام به الجيش هو تحرك قانوني تماماً‪ ،‬وأنه‬ ‫أتي لمنع زياليا من إج��راء استفتاء غير قانوني‬ ‫يسمح له بالترشح للرئاسة أكثر من مرة‪ ،‬كما قام‬ ‫البرلمان باختيار روبرتو ميشيلتي رئيساً مؤقتا‬ ‫للبالد‪.‬‬ ‫وق��د نجح زياليا وه��و خ��ارج البالد في حشد‬ ‫التأييد الدولي له‪ ،‬فقد طالبت الجمعية العامة‬ ‫لألمم المتحدة‪ ،‬عقب اجتماعها الطارئ لمناقشة‬ ‫الوضع في هندوراس‪ ،‬بأن يعود الرئيس زياليا‬

‫¯¯‪12‬‬

‫الحوار والجدل على نطاق واسع حول‬ ‫هذا الموضوع‪ ،‬وذلك مع بداية الفصل‬ ‫الدراسي القادم‪.‬‬ ‫لقد قبلنا ال��ت��ح��دي‪ ،‬وق��د علمتنا‬ ‫التجارب أنه وقتما قرر المناهضون‬ ‫للعنصرية الهجوم‪ ،‬دائماً نجد األكثرية‬ ‫إلى جانبنا ‪ ،‬لذا ليس هناك سبب‬ ‫للتشاؤم‪.‬‬

‫لمنصبه دون أي ش��روط‪ ،‬وكذلك اتخذ االتحاد‬ ‫ال عن موقف دول أمريكا‬ ‫األوروبي موقفاً مماثالً‪ ،‬فض ً‬ ‫الجنوبية الرافضة أيضاً لالنقالب والداعمة لزياليا‪،‬‬ ‫باإلضافة إلي تعليق منظمة الدول األمريكية عضوية‬ ‫ه��ن��دوراس في المنظمة بسبب ع��دم استجابة‬ ‫حكومة االنقالب لمطالباتها بالسماح بعودة زياليا‬ ‫للسلطة‪.‬‬ ‫ميشيلتي و زياليا ينتمي ٌ‬ ‫كل منهما للحزب‬ ‫الليبرالي الحاكم نفسه‪ ،‬إال أن العالقة بين زياليا‬ ‫واألنظمة اليسارية في أمريكا الالتينية قد شهدت‬ ‫تقارباً ملحوظاً في الفترة األخيرة‪ ،‬وقد بدأ زياليا‬ ‫في العمل بشكل مشترك مع تشافيز في فنزويال‬ ‫وموراليس في بوليفيا لتشكيل تحالف اقتصادي‬ ‫وسياسي معادي للنفوذ األمريكي في القارة‪ ،‬وكان‬ ‫زياليا قد قام برفع الحد األدنى لألجور في اآلونة‬ ‫األخيرة‪ ،‬كل هذا استدعي أن يتحرك جزء من‬ ‫الطبقة الحاكمة في هندوراس لإلطاحة بزياليا‪،‬‬ ‫وإلجهاض الميل اليساري الذي كان قد بدأ يعبر‬ ‫عنه مؤخراً‪.‬‬ ‫االنقالب لم يمر في هندوراس مرور الكرام‪ ،‬فقد‬ ‫خرج اآلالف من مؤيدي الرئيس زياليا إلي الشوارع‬ ‫لإلعالن رفضهم لالنقالب‪ ،‬ودعمهم للرئيس‬

‫المخلوع‪ ،‬وقد حاولوا الوصول للمطار‪ ،‬في اليوم‬ ‫الذي حاول فيه زياليا الهبوط بطائرته في المطار‬ ‫عائداً للبالد‪ ،‬ولكنه منع من قبل الحكومة الجديدة‪،‬‬ ‫وأدت المصادمات بين الشرطة والمتظاهرين في‬ ‫ذلك اليوم إلي مقتل متظاهر وجرح العديد من‬ ‫المتظاهرين‪.‬‬ ‫الموقف في هندوراس لم يحسم بعد‪ ،‬فاألمور‬ ‫تعتمد على عوامل شتي‪ ،‬أهمها قدرة الرافضون‬ ‫لالنقالب على االستمرار في التظاهر‪ ،‬و قض‬ ‫مضاجع السلطة االنقالبية هناك وإحراجها دولياً‪،‬‬ ‫ومن ناحية أخري قدرة هذه السلطة اليمينية على‬ ‫إقناع الواليات المتحدة والدول الغربية بالتوقف عن‬ ‫دعم زياليا‪ ،‬فمهما حاولت هذه الدول واألنظمة رفع‬ ‫تهمة التضامن مع انقالب عسكري في قارة يعج‬ ‫تاريخها باالنقالبات الدموية المدعومة أمريكياً‪ ،‬إال‬ ‫أنه في نهاية المطاف‪ ،‬وإذا ما بدا أن األمور تستقر‬ ‫داخلياً في هندوراس لصالح الحكومة الجديدة‪،‬‬ ‫فأن هذه الدول سرعان ما ستبدأ في نسج عالقات‬ ‫جديدة مع سلطة االنقالب لتدعيم أقدامها في‬ ‫القارة الالتينية‪ ،‬كما جرت العادة في تلك البقعة‬ ‫من العالم‪.‬‬ ‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬

‫عربى ودولي‬

‫انتفاضة اإليجور ‪ ..‬صراع عرقي أم طبقي؟‬ ‫هيثم جبر‬ ‫حوادث القتل تحدث يوميا باآلالف‪،‬‬ ‫في أنحاء متفرقة من العالم‪ ،‬وربما‬ ‫أصبحت شيئا عاديا ومألوفا‪ ،‬لكن‬ ‫تحول واحدة منها إلى معارك واسعة‬ ‫بين مجموعات م��ن البشر على‬ ‫أس��اس االنتماء الديني أو العرقي‪،‬‬ ‫ومساندة الدولة ألحد األطراف على‬ ‫حساب اآلخر‪ ،‬هو ما ال يمكن فهمه‬ ‫أو استيعابه باالقتصار على رصد‬ ‫مالبسات الحادثة نفسها‪ ،‬لكن األمر‬ ‫هنا بالضرورة يشير إلى أبعاد أخرى‬ ‫أعمق للصراع بين هذه المجموعات‪،‬‬ ‫وع�لاق��ة ال��دول��ة ب��ه��ذا ال��ص��راع من‬ ‫حيث مصالحها‪ ،‬هكذا يمكن فهم‬ ‫المذبحة التي شهدتها الصين ضد‬ ‫أقلية اإليجور المسلمة في إقليم‬ ‫شينجيانج خالل األسابيع الماضية‪.‬‬ ‫بداية األحداث‬ ‫كانت البداية شجار عادي وقع في‬ ‫أحد المصانع بين عاملين أحدهما‬ ‫من ع��رق «ال��ه��ان» واآلخ��ر من عرق‬ ‫«اإلي��ج��ور» المسلمين‪ ،‬وك��ان مقتل‬ ‫«اإلي��ج��وري» ال��ش��رارة‪ ،‬التي أطلقت‬ ‫أعمال العنف بين الجانبين‪ ،‬تدخلت‬ ‫على أثره الشرطة الصينية ليسقط‬ ‫مئات القتلى وآالف الجرحى من‬ ‫اإليجوريين في أيام قليلة‪.‬‬ ‫منذ اندالع األحداث تعالت األصوات‬ ‫لتصور المشهد باعتباره اضطهاد‬ ‫لألقلية المسلمة م��ن قبلة دولة‬ ‫شيوعية ملحدة‪ ،‬في ترديد لنغمة‬ ‫أن اإلس�ل�ام ك��دي��ن مستهدف في‬ ‫كل مكان‪ ،‬لكن المفارقة الغريبة هنا‬ ‫أن عرق «الهان» الطرف الذي وقفت‬ ‫الدولة الصينية إلى جانبه هم أيضا‬ ‫مسلمون‪ ،‬وه��و ما يعني أن جوهر‬ ‫قضية االضطهاد ال يكمن ف��ي من‬ ‫يعتقد بأي دين‪ ،‬ولكن فيما يريد هؤالء‬ ‫المضطهدون‪ ،‬بمعنى آخر هل يقاوم‬ ‫ه��ؤالء المسلمون سياسات القمع‬ ‫واالستبداد للنظام الصيني أم ال؟‬ ‫يعيش اإليجور في إقليم شينجيانج‬ ‫غ��رب��ي الصين‪ ،‬أو م��ا اصطلح على‬ ‫تسميته بتركمستان الشرقية‪،‬‬ ‫ويبلغ عددهم ثمانية ماليين‪ ،‬إلى‬ ‫جانب حوالي المليون من األقليات‬ ‫المسلمة من آسيا الوسطى غالبيتهم‬ ‫م��ن ال��ط��اج��ي��ك وال���ك���زاخ والقرقيز‪،‬‬ ‫وك��ان اإلي��ج��ور خ��ارج نطاق سيطرة‬ ‫اإلمبراطورية الصينية معظم فترات‬ ‫التاريخ‪ ،‬ويتحدثون التركية‪ ،‬حيث‬ ‫كانوا أول أتراك تكونت لهم حروفهم‬ ‫الهجائية الخاصة ب��ه��م‪ ،‬وأول من‬ ‫حصل على التعليم منهم‪ .‬وكانوا دوما‬ ‫شعبا مستقرا مستوطنا وليسوا بدوا‪،‬‬ ‫يعيشون بشكل رئيسي على الزراعة‬ ‫والتجارة‪ ،‬وظلت ارتباطاتهم الثقافية‬ ‫بالكامل مع آسيا الوسطى المسلمة‬ ‫وليس مع الصين‪ ،‬ولم يتعرضوا للغزو‬ ‫الصيني إال بعد منتصف القرن الثامن‬ ‫االشتراكي اغسطس ‪2009‬‬

‫ال��ي��وم م��درس��ة وطنية واح���دة فقط‬ ‫لخدمة الثمانية ماليين مسلم في‬ ‫اإلقليم‪ ،‬وتسيطر الحكومة بقوة على‬ ‫تعيين جميع أئمة المساجد الذين‬ ‫تملي عليهم م��ا يقولونه‪ ،‬وهناك‬ ‫الف��ت��ات منصوبة خ��ارج ك��ل مسجد‬ ‫تحذر من دخول أي شخص للمسجد‬ ‫يقل عمره عن ‪ 18‬عاما‪ ،‬كما أنه من‬ ‫المحظور تعليم اإلسالم لألطفال في‬ ‫البيوت ويواجه اإليجوريين متاعب‬ ‫عديدة في الحصول على وظائف في‬ ‫المؤسسات الصينية بدعوى أنهم‬ ‫ال يتحدثون اللغة الصينية بشكل‬ ‫صحيح‪ .‬وهم في الغالب ممنوعون‬ ‫م��ن تعلم ال��ل��غ��ة اإلن��ج��ل��ي��زي��ة ألن‬ ‫«لغتهم الصينية ليست جيدة بما فيه‬ ‫الكفاية»‪ .‬لقد أصبحوا مواطنين من‬ ‫الدرجة الثانية في بلدهم‪ ،‬ويشعرون‬ ‫بالغضب وال��خ��وف م��ن محاوالت‬ ‫الصين القضاء عليهم ‪-‬ب��دون إراقة‬ ‫دماء‪ -‬كشعب وحضارة‪.‬‬

‫عشر‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك كان لهم‬ ‫حكامهم المحليون ويتمتعون بمقدار‬ ‫كبير م��ن الحكم ال��ذات��ي ماداموا‬ ‫يدفعون ضرائبهم ويقرون بالبيعة‬ ‫لإلمبراطور‪.‬‬ ‫أما عرق «الهان» فهم ال يتكلمون‬ ‫سوى اللغة الصينية على الرغم من‬ ‫أنهم يعتبرون أنفسهم مجموعة‬ ‫ع��رق��ي��ة منفصلة بسبب هويتهم‬ ‫الثقافية والدينية المستقلة منذ‬ ‫عصور طويلة‪ ،‬وهم موزعون في كل‬ ‫أنحاء الصين لكنهم يتركزون بشكل‬ ‫خ��اص ف��ي ال��ش��م��ال ال��غ��رب��ي قرب‬ ‫منغوليا‪ ،‬وكذلك في الجنوب الشرقي‬ ‫للبالد‪ .‬ويعود اعتناقهم لإلسالم إلى‬ ‫حوالي ألف عام على الرغم من أن‬ ‫معظمهم اعتنقه بعد ذلك‪ .‬وتعتبرهم‬ ‫بكين أقلية‪ ،‬وكثيرا ما ق��ام مسلمو‬ ‫ال��ه��ان ب��ح��رك��ات ت��م��رد ض��د سلطة‬ ‫بكين خالل القرون الماضية‪ ،‬لكنهم‬ ‫لم يطالبوا باالستقالل وذلك لسبب‬ ‫واضح وهو أنهم مبعثرون في أنحاء‬ ‫الصين‪ .‬وهناك إقليم صغير تسكنه سياسة زرع الفتن‬ ‫قام اإليجوريون بعدة ث��ورات ضد‬ ‫غالبية من الهان‪ ،‬ولذلك فإن غاية ما‬ ‫يسعى إليه هؤالء هو الحصول على سلطة بكين‪ ،‬وك��ان لهم في القرن‬ ‫العشرين دول��ت��ان مستقلتان لم‬ ‫حكم ثقافي ذاتي‪.‬‬ ‫تستمرا س��وى فترة قصيرة‪ ،‬كانت‬ ‫آخرهما في نهاية ع��ام ‪ ،1945‬وكان‬ ‫اضطهاد االقليات‬ ‫م��ث��ل ج��م��ي��ع ال��ص��ي��ن��ي��ي��ن عانى اإليجوريون يفكرون في االستقالل‬ ‫اإليجور كثيرا خالل «الثورة الثقافية» ألنهم يشكلون غالبية سكان اإلقليم‪،‬‬ ‫االستبدادية في الستينيات عندما ب��اإلض��اف��ة إل���ى ه��وي��ت��ه��م الثقافية‬ ‫دم��ر ال��رئ��ي��س م��او سيتونج جميع المتميزة‪ ،‬ودعم رغبتهم في االستقالل‬ ‫المباني الدينية والمساجد والمعابد حصول أت��راك آسيا الوسطى على‬ ‫والمباني الثقافية والنصب التذكارية استقاللهم عن موسكو بعد انهيار‬ ‫الفنية الخاصة بالديانات البوذية االتحاد السوفيتي عام ‪.1991‬‬ ‫كان النظام الصيني يعرف ذلك جيدا‪،‬‬ ‫والكونفوشيوسية والداوية واإلسالم‬ ‫والمسيحية في جميع أنحاء الصين‪ ،‬فعمد منذ ما يقرب من عشر سنوات‬ ‫واستمرت سياسة التمييز هذه ضد إلى تنفيذ سياسة جديدة بفتح الباب‬ ‫اإليجوريين إل��ى يومنا ه��ذا‪ ،‬فهناك أم��ام الصينيين م��ن ال��ه��ان للهجرة‬

‫إل��ى األقاليم الغربية‪ ،‬وب��دأ ماليين‬ ‫ال��ه��ان بالتدفق على شينجيانج‪،‬‬ ‫واالستيالء على األراض��ي الزراعية‪،‬‬ ‫وأن��ش��أوا المصانع والمدن الجديدة‬ ‫التي تسكنها غالبية من الهان‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد اكتشاف الثروات البترولية في‬ ‫اإلقليم‪ ،‬ومن الواضح أن الغرض غير‬ ‫المعلن من هذه السياسة هو «إغراق»‬ ‫اإليجور في بحر من الصينيين الهان‪،‬‬ ‫وه��ي ال��ط��ري��ق��ة األك��ث��ر فعالية في‬ ‫التعامل مع أقلية تطالب باالستقالل‪،‬‬ ‫ك��ان��ت نتيجة ه��ذه السياسية أن‬ ‫أصبح اإليجور اليوم أقل من ‪ %50‬من‬ ‫سكان شينجيانج كما أن أعدادهم‬ ‫في تراجع نسبي مستمر‪ ،‬ويسيطر‬ ‫الهان على اإلدارة واالقتصاد واألمن‬ ‫في اإلقليم وال يعطون اإليجور سوى‬ ‫هامش بسيط جدا من تلك األعمال‬ ‫باستثناء فئة صغيرة جدا من اإليجور‬ ‫الموالين‪ .‬‬ ‫هكذا زرع النظام الصيني بذور‬ ‫الفتنة الطائفية بين العرقين‪ ،‬في ظل‬ ‫السياسة التي دأب على الترويج لها‬ ‫منذ نشأته ح��ول القومية الصينية‬ ‫وتفوقها‪ ،‬حتى يمكن له السيطرة على‬ ‫القوميات‪ ،‬التي قام باحتالل أراضيها‬ ‫واالستيالء على ثرواتها‪ ،‬قسراً لصالح‬ ‫البيروقراطية الحاكمة وحلفاءها من‬ ‫الطبقة الجديدة من رجال األعمال‪ .‬هذا‬ ‫الفهم لطبيعة األزمة يضع أيدينا على‬ ‫المجرم الحقيقي في أحداث األيجور‪،‬‬ ‫انه نظام االستبداد واالستغالل‪ ،‬الذي‬ ‫يضطهد المسلمين وغيرهم من‬ ‫العرقيات‪ ،‬وربما أحداث التبت التي‬ ‫راح ضحيتها المئات من أبناء اإلقليم‬ ‫البوذيون العام الماضي مازالت قريبة‬ ‫من األذهان‪.‬‬

‫‪¯¯13‬‬

‫فنون‬

‫مايكل جاكسون الذي هزم نفسه‬ ‫نرمين نزار‬

‫تكن مشكلته مع‬ ‫مات مايكل جاكسون‪ .‬االستهالك هي‬

‫انتشر الخبر‪ ،‬بسرعة الزمن الحديث‪،‬‬

‫رغبة المنتجين‬

‫وآالت��ه‪ ،‬واتصاالته‪ ،‬ومعه انتشرت صور‬

‫والمتحكمين‬

‫ت��ك��اد ال ت��ك��ون لنفس الشخص‪ .‬من‬

‫ف�����ي ال���س���وق‬

‫األخ األصغر ذو الوجه األسمر المستدير‪ ،‬بتحويله‬ ‫واألن��ف األفطس في فرقة من خمسة ال�������ى س��ل��ع��ة‬ ‫اخ����وة‪ ،‬ث��م ش���اب ي��رق��ص ب��م��ه��ارة‪ ،‬لم استهالكية‬ ‫يشهدها عالم الترفية‪ ،‬من قبل إلى كائن‬

‫م��رب��ح��ة‪ ،‬ولكن‬

‫يشبه المخلوقات الفضائية نائما في ك��ان��ت ال��م��أس��اة ه��ي ان���ه ق��ت��ل نفسه‬ ‫كبسولة زجاجية‪ ،‬إلى رجل ابيض بأنف باستهالكه الشخصي‪ .‬عندما أنجز‬ ‫يكاد ال يوجد‪ ،‬معه ثالثة أطفال يلبسون‬

‫مايكل جاكسون اسطوانة ثريلر عام‬

‫أقنعة‪ .‬ما ال��ذي ح��دث؟ هل هي صناعة ‪ ،1982‬بشروطه هو‪ ،‬و بفديو كليب يكاد‬ ‫النجوم أو الهوس الشخصي بكل ما هو‬

‫يكون فيلم قصير‪ ،‬كان في وقتها اكبر‬

‫غريب وغير مالوف‪ ،‬الذي يسيطر على‬

‫األسطوانات مبيعاً في التاريخ‪ .‬عندما‬

‫هوليوود‪ ،‬ويمتد منها بسرعة وأخطبوطية‬

‫كتب نحن العالم ‪) )we are the world‬‬

‫إلى باقي العالم‪.‬‬

‫‪ ،‬عام ‪ 1985‬وجمع مع الينول ريتشي اكبر‬

‫في رثائها لمايكل جاكسون قالت بروك عدد من فنانين الصف األول ليسجلوا‬ ‫شيلدز انها كانت تمزحه كثيرا بأنه دخل‬

‫تلك األغنية لصالح ضحايا المجاعات في‬

‫عالم الفن متأخراً في الخامسة من عمره‪ ،‬أفريقيا‪ ،‬أو عندما أصبحت أغنيته انهم ال‬ ‫بينما كانت هي ممثلة إعالنات في عمر يكترثون ألمرنا (‪They don’t really‬‬ ‫‪ 11‬شهر فقط‪ .‬لقد كان اكثر الفنانين تأثراً ‪ ، )care about us‬التي تبدو خارج‬ ‫في تأبين مايكل جاكسون الممثلة بروك‬

‫سياق المؤسسة الترفيهية األمريكية‪،‬‬

‫شيلدز‪ ،‬ودون��ي ازم��ون الذي كان مغني حيث يقول فيها ‪:‬‬ ‫شهير في طفولته أيضاً‪ .‬تلك الطفولة‬

‫قل لي ماذا حل بحياتي‪.‬‬

‫التي رأى أنه بإمكانه استعادتها‪ ،‬إذا سكن‬

‫لدي زوجة وطفالن يحباني‪.‬‬

‫في ضيعة سماها نيفير الند‪ ،‬على اسم‬

‫أنا ضحية عنف الشرطة‬

‫عالم بيتر بان القصصي‪ ،‬وبطله الطفل‬

‫واآلن لقد سأمت‬

‫الذي ال يكبر أبدا‪ .‬لقد اعطنا بروك شيلدز‬

‫من كوني ضحية الكراهية‪.‬‬

‫المفتاح المثالي في كلمتها المؤثرة التي‬

‫ومع أن كلمات مثل تلك تتردد كثيراً‬

‫تتحدث فيها عن صديق طفولتها وليس‬

‫على لسان مغنيين في أمريكا‪ ،‬وخارجها‪،‬‬

‫عن نجم أسطوري‪.‬‬

‫إال أن���ه م��اي��ك��ل ج��اك��س��ون وح���ده كان‬

‫مشكلة مايكل جاكسون كانت مع‬

‫يملك القدرة‪ ،‬على أن يضمن مثل تلك‬

‫االس��ت��ه�لاك‪ ،‬ولكن على عكس رموز‬

‫الكلمات في ألبوم تجاري‪ ،‬يصدر عن اكبر‬

‫هوليوودية أخرى‪ ،‬مثل مارلين مونرو لم الشركات‪ ،‬ويوزع على اكبر نطاق ويذاع‬

‫¯¯‪14‬‬

‫على أهم محطات الراديو والتلفزيون‪ .‬بل‬

‫إليها المسكنات‪ ،‬التي استطاع الحصول‬

‫انه المغني األسود األول الذي تمكن من‬

‫عليها‪ ،‬بفضل أطباء وممرضات يعملون‬

‫اقتحام قناة أم تي في‪ ،‬التي لم تكن تفرد لديه سببت وفاته المفاجئة‪.‬‬ ‫مساحات من قبله ألي مغني ملون‪ .‬إذا فأن‬

‫كل ه��ذا األل��م الجسماني ألن��ه أراد‬

‫مايكل جاكسون كمغني لم يكن ضحية‬

‫تخليد نفسه في صورته الشابة‪ ،‬ثم‬

‫آلة االستهالك الفنية‪ .‬لقد هزمها بسهولة‬

‫في صورة اختلقها في خياله‪ ،‬وكان لديه‬

‫شديدة جداً بكونه ظاهرة تحتاجها تلك األموال ليفعل ذلك‪ .‬فور وفاته كثر ملئ‬ ‫اآللة وتدر عليها أموا ًال ضخمة‪.‬‬

‫الحديث عنه‪ ،‬كل وسائل األع�لام‪ ،‬عن‬

‫لقد استهلك مايكل جاكسون نفسه‪ .‬رقصاته‪ ،‬و أغانيه و فنه‪ ،‬الذي كان ضمن‬ ‫سيطرت عليه في البداية فكرة انه عابر ال��ت��ي��ارات الرئيسية ف��ي عالم الترفيه‬ ‫لألعراق‪ .‬هي فكرة تستحق التأييد إن األمريكي‪ ،‬الذي لم يكن مضطراً إلخضاعه‬ ‫كانت تعني أن عرقك ال يجب أن يكون إال لتفضيله هو الشخصي‪.‬‬ ‫له دوراً في نجاحك‪ ،‬ولكنه تجاوز تلك‬

‫بلغت ديون جاكسون حوالي النصف‬

‫الفكرة (أنكرها فيما بعد)‪ ،‬حيث رأى أنه مليار دوالراً‪ ،‬كان متوقع أن تسدد بسهولة‬ ‫من الممكن أن يمحي لون بشرته‪ ،‬وال‬

‫من ريع الحفالت‪ ،‬والتي حققت تذاكرها‬

‫يستطيع بالتالي أي شخص أن يحدد‬

‫فعال مبيعات غير مسبوقة‪ ،‬ومن ريع بيع‬

‫عرقه‪ ،‬وهو تفكير أحمق‪ ،‬وكلفه كثيراً‪ ،‬على شيء يسير من ممتلكاته التي تضمنت‬ ‫المستوى المادي والصحي‪ .‬فعرقه مخلد‬

‫حقوق جميع اغنيات البيتلز‪.‬‬

‫في الصور‪ ،‬كما انه ليس مجرد لون‪ .‬لقد‬

‫مأساة مايكل جاكسون كانت ساخرة‬

‫أثبتت التقارير الطبية التي صدرت عقب‬

‫ج��دا في الحقيقة‪ ،‬فهو قد قتل نفسه‬

‫وفاته أن المغني األس��ط��وري ك��ان اقل‬

‫ليحافظ على صورة خارجية‪ ،‬استسلم‬

‫بكثير من الوزن الطبيعي‪ ،‬لدرجة تثير‬

‫فيها لما تصور انه شروط خلوده الفني‪،‬‬

‫الشك في انه لم يكن يأكل أب��داً‪ ،‬كما وهي لن تعلق كثيراً في الذاكرة بالمقارنة‬ ‫أن عمليات التجميل التي خضع لها في‬

‫بأعماله وموسيقاه‪ ،‬التي كان له مجمل‬

‫انفه تحديداً‪ ،‬قد أفسدت انفه تماماً‪ ،‬كأداة الحرية في تشكيلها وفرضها على السوق‬ ‫مساعدة على التنفس‪ .‬تلك األمور مضافا بشروط تخصه وحده‪.‬‬

‫االشتراكي أغسطس ‪2009‬‬

‫عروض كتب‬

‫اعترافات قرصان اقتصادي‬ ‫أشرف عمر‬ ‫«إن االعتراف بالمشكلة هو أول‬ ‫خطوة في طريق حلها‪ ,‬واالعتراف‬ ‫بالخطيئة هو بداية الخالص»‪.‬‬ ‫بهذه الجملة التي ذكرها الخبير‪-‬‬ ‫القرصان‪ -‬االقتصادي جون بركنز‬ ‫ف��ي مقدمة كتابه «االغتيال‬ ‫االق��ت��ص��ادي ل�ل�أم���م»‪ ،‬لخص‬ ‫مضمون الكتاب‪ .‬الذي يعرض‬ ‫خالله اعترافاته بمشاركته في‬ ‫وضع خطط اقتصادية ‪-‬باالتفاق‬ ‫مع منظمات مالية دولية‪ -‬غرضها‬ ‫إخ��ض��اع ب��ل��دان أض��ع��ف لصالح‬ ‫السيطرة األم��ري��ك��ي��ة‪ ،‬الكتاب‬ ‫ال���ذي ن��ع��رض ل��ه ال��ي��وم يلقي‬ ‫الضوء على ممارسة نخبة رجال‬ ‫األعمال والسياسة في الواليات‬ ‫ال��م��ت��ح��دة ل��ب��ن��اء إمبراطورية‬ ‫عالمية‪ ،‬تسيطر عليها ما يسميه‬ ‫بركنز «الكوربورقراطية»؛ أي‬ ‫حكم منظومة الشركات الكبرى‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫ص���در ه���ذا ال��ك��ت��اب باللغة‬ ‫اإلنجليزية عام ‪ ،2004‬أما ترجمة‬ ‫الكتاب للعربية فجاءت أواخر‬ ‫‪ ،2008‬للمؤلف كتاب آخر صدر‬ ‫ع���ام ‪ ,2007‬ب��ع��ن��وان «التاريخ‬ ‫السري لإلمبراطورية األمريكية»‬ ‫يتناول فيه أكثر تفصيال كيف‬ ‫استطاعت الواليات المتحدة أن‬ ‫تحوّل العالم إلي إمبراطورية‬ ‫تتحكم فيها هي‪.‬‬ ‫تنبع أهمية اعترافات بركنز‪،‬‬ ‫ال��ذي ظل صامتا ط��وال حوالي‬ ‫عقدين تحت تأثيرات تهديدات‬ ‫أو رش��اوي ع��دي��دة‪ ,‬من كشف‬ ‫ال��ك��ث��ي��ر م��ن أس����رار القرصنة‬ ‫االق��ت��ص��ادي��ة وال��ف��س��اد ‪ -‬توأما‬ ‫االقتصاد الرأسمالي‪.‬‬ ‫ال�����ق�����راص�����ن�����ة‪ :‬ش���ي���اط���ي���ن‬ ‫الراسمالية‬ ‫يمكن تقسيم كتاب بركنز‬ ‫إل��ى ج��زأي��ن‪ :‬أح��ده��م��ا يعتمد‬ ‫ب��درج��ة كبيرة على تحليالت‬ ‫وآراء المؤلف في وصف أحداث‬ ‫ووقائع لم يكن طرفاً فيها‪ .‬والجزء‬ ‫اآلخ��ر واأله���م يتناول تجربته‬ ‫الشخصية في شركة «ماين»‪,‬‬ ‫تلك التجربة التي امتدت حتى‬ ‫عام ‪ ,1980‬حيث وقائع عاشها‬ ‫المؤلف وشارك في صياغتها‪.‬‬ ‫ف��ي ال��ب��داي��ة‪ ،‬يحدد المؤلف‬ ‫وظيفة ال��ق��رص��ان االقتصادي‪،‬‬ ‫الشبيه بعمل رجل المافيا‪ ،‬بأن‬ ‫يبذل ما في وسعه ليقنع دول‬ ‫العالم الثالث بقبول قروضاً‬ ‫هائلة من أجل تحسين البنية‬ ‫التحتية ‪ -‬قروض أكبر بكثير مما‬ ‫تطلبه األم��ور‪ -‬وأن يضمن أن‬ ‫مشروعات التنمية هذه ترتبط‬ ‫بعقود مع الشركات األمريكية‬ ‫مثل شركة «هوليبيرتون» أو‬ ‫«بكتل»‪ .‬وبمجرد ما تتعثر هذه‬ ‫البالد بالديون الهائلة‪ ,‬تفرض‬ ‫عليها حكومة الواليات المتحدة‬

‫ووك��االت المنح المتحالفة معها‬ ‫شروطها السياسية مثل‪ :‬كاتخاذ‬ ‫مواقف محددة داخل مؤسسات‬ ‫األمم المتحدة أو السيطرة على‬ ‫موارد معينة في البلد المعين أو‬ ‫قبول التواجد العسكري بها‪.‬‬ ‫تعد اإلك��وادور نموذجاً للبالد‬ ‫التي ورطها «بركنز» وزمالؤه‬ ‫م��ن ق��راص��ن��ة االق��ت��ص��اد‪ ,‬في‬ ‫قروض ضخمة ومن ثم دفعوها‬ ‫لإلفالس‪ ,‬فخالل ثالث عقود‬ ‫ارتفع حد الفقر من ‪ 50‬إلى ‪%70‬‬ ‫من السكان‪ ،‬وزادت البطالة من‬ ‫‪ 15‬إلي ‪ ،%70‬وأصبحت اإلكوادور‬ ‫تخصص قرابة ‪ %50‬من ميزانيتها‬ ‫ل��س��داد ال��دي��ون‪ .‬حتى أصبح‬ ‫الحل الوحيد أمامها‪ ,‬للتخلص‬ ‫من ديونها‪ ,‬هو بيع غاباتها إلي‬ ‫شركات البترول األمريكية‪ .‬وهذا‬ ‫ما حدث بالفعل‪ .‬فأصبح من بين‬ ‫كل ‪ 100‬دوالراً من عائدات النفط‬ ‫الخام‪ ,‬تتحصل شركات البترول‬ ‫األمريكية على ‪ 75‬دوالر‪ ,‬أما الـــ‬ ‫‪ 25‬دوالر المتبقية فتذهب ثالثة‬ ‫أرباعها لسداد ال��دي��ون لصالح‬ ‫أمريكا‪ .‬وفي النهاية يتبقى ‪2,5‬‬ ‫دوالر فقط للنفقات االجتماعية‬ ‫كالصحة والتعليم ودعم الفقراء‪.‬‬ ‫يؤكد المؤلف أنه تمت مؤامرات‬ ‫عديدة شبيه بنموذج اإلكوادور‬ ‫باالتفاق مع المؤسسات المالية‬ ‫الدولية المانحة‪ ,‬إلخضاع الدول‬ ‫الفقيرة ألصحاب المليارات في‬ ‫الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫يؤكد الكاتب أن عدد القراصنة‬ ‫ف���ي ت���زاي���د م��س��ت��م��ر‪ ،‬ه���ؤالء‬ ‫الموظفون الذين يتبخترون في‬ ‫ممرات مكاتب شركات مثل ‪:‬‬ ‫مونسانتو‪ ,‬جنرال اليكتريك‪,‬‬ ‫نايكي‪ ,‬ج��ن��رال م��وت��ورز‪ ,‬وول‬ ‫م��ارت‪ ،‬حيث يتواجدون تقريبا‬ ‫في جميع االحتكارات الكبيرة في‬ ‫العالم‪ ،‬هؤالء القراصنة المرتزقة‬ ‫يتقاضون أج��وراً تفوق الخيال‪،‬‬ ‫بسبب قدراتهم في نصب أفخاخ‬ ‫لثروات الدول الفقيرة‪ ،‬وتقديمها‬ ‫كقرابين «للكوربورقراطية» التي‬ ‫يخدمونها‪.‬‬ ‫السيطرة االيديولوجية‪:‬‬ ‫يطلق بركنز مصطلحاً «‬ ‫ال��ك��ورب��ورق��راط��ي��ة» على ذلك‬ ‫االرتباط األخطبوطي بين اإلدارة‬ ‫األمريكية والشركات والبنوك‬ ‫الكبرى‪ ،‬في إطار منظومة‪ ،‬تسعى‬ ‫إلى تقسيم العالم إلي مناطق‬ ‫اقتصادية نوعية تخدم كل منها‬ ‫على ح��دا أغ���راض الشركات‬ ‫األم��ري��ك��ي��ة ( ح��ي��ث الخليج‬ ‫العربي للنفط‪ ،‬وأمريكا الوسطى‬ ‫والكاريبي للعمالة الرخيصة‪،‬‬ ‫أما الصين فلتجميع المنتجات‪،‬‬ ‫وغيرها ‪ ،)...‬حيث تستخدم‬ ‫تلك المنظومة قوتها المالية‬ ‫والسياسية م��ن أج��ل تدعيم‬ ‫فكرة اإلمبراطورية العالمية‪ ،‬ومن‬ ‫أجل السيطرة األيدلوجية على‬

‫االشتراكي اغسطس ‪2009‬‬

‫المدارس واإلعالم والنقابات أو‬ ‫األحزاب الصفراء‪.‬‬ ‫وف��ي ه��ذا اإلط���ار يمكن ذكر‬ ‫العديد من األمثلة‪ :‬منها برنامج‬ ‫«ال���غ���ذاء م��ن أج���ل ال��س�لام»‪،‬‬ ‫ه���ذا ال��ب��رن��ام��ج ال����ذي يدعم‬ ‫الشركات الزراعية األمريكية‪،‬‬ ‫و يرسخ اعتماد اآلخرين على‬ ‫الغذاء األمريكي‪ ,‬وهناك خطط‬ ‫ريجان إلنقاذ شركة «كريسلر‬ ‫للسيارات» و»بنك كونتيننتال‬ ‫ال��ي��ن��وي»‪ ,‬وت��روي��ج ب��وش األب‬ ‫بيع السالح عند نهاية الحرب‬ ‫الباردة‪.‬‬ ‫يعرض جون بركنز أن الهدف‬ ‫من السيطرة األيدلوجية توجيه‬ ‫وضبط األفكار والمشاعر بحيث‬ ‫يقتصر دور رج��ل الشارع على‬ ‫كونه مستهلكاً أو متفرجاً وال‬ ‫ك��ون��ه م��ش��ارك �اً ‪ .‬وق���د تمكن‬ ‫أص��ح��اب المصالح األمريكية‬ ‫م��ن السيطرة على المواطن‬ ‫العادي من خالل «غسيل مخه»‬ ‫باستخدام الميديا الموجهة‪ .‬كما‬ ‫أن استخدام اللغة أمر في غاية‬ ‫األهمية لتطويع استراتيجية‬ ‫النهب وتغليفها ف��ي مفاهيم‬ ‫«ال��ح��ك��م ال��رش��ي��د» و»تحرير المنتخب ديمــقــراطياً تطبيق‬ ‫التجارة وحقوق المستهلك»‪ ,‬وأن برنامج لإلصالح الزراعي‪ ،‬يهدد‬ ‫الحروب التي تخوضها الواليات مصالح شركة «يونايتد فروت»‬ ‫المتحدة تهدف ألغراض نبيلة‪ .‬األمريكية‪ ,‬قامت السي‪.‬آي‪.‬ايه‬ ‫وال غ��راب��ة ف��ي أن يستخدم بتدبير انقالب ضده واستبداله‬ ‫ريجان تعبير مثل «امبراطورية بيميني متطرف‪« :‬كارلوس‬ ‫الشر»‪ ,‬ليستخدم بوش االبن أرماس»‪.‬‬ ‫في السبعينات كان االنقالب‬ ‫ب��ع��د ح��وال��ي ع��ق��دي��ن تعبير‬ ‫ع��ل��ى «س���ل���ف���ادور الليندي»‬ ‫مشابه‪« :‬محور الشر»‪.‬‬ ‫المنتخب ديمقراطياً في شيلي‬ ‫واستبداله بالجنرال الديكتاتور‬ ‫التدخل والسيطرة العسكرية‪:‬‬ ‫ي��ت��ح��دث ال��م��ؤل��ف بلسان اليميني «بيونيشيه»عام ‪.1973‬‬ ‫القراصنة‪« :‬لو فشلنا ستدخل في يوليو ‪ 1981‬تم اغتيال «عمر‬ ‫الساحة فصيلة أكثر شراً‪ .‬فصيلة توريخوس»‪ ،‬رئيس بنما‪ ،‬في‬ ‫ندعوها فصيلة الثعالب‪ .‬هؤالء ح��ادث طائرة مدبر‪ ،‬ألن��ه تجرأ‬ ‫هم رجال األعمال القذرة الذين على رفض الهيمنة األمريكية‪،‬‬ ‫ال غنى عنهم لمن يحكمون وأراد فرض سيطرة بالده على‬ ‫عبر التاريخ‪ .‬انهم دائما هناك ث��روات��ه��ا الطبيعية‪ .‬وف���ي كل‬ ‫في الظل‪ ,‬وإذا ظهروا ستسقط هذه التجارب انقلبت الواليات‬ ‫رؤوس رؤس��اء دول أو يموتون المتحدة على الديمقراطية‬ ‫نفسها؛ فال ديمقراطية حقيقية‬ ‫في حوادث عنيفة»‪.‬‬ ‫يوضح المؤلف أن��ه وزم�لاءه في ظل سيطرة «اليد الخفية‬ ‫القراصنة االقتصاديين لم يكونوا للسوق»‪ ،‬التي ال تستطيع أن‬ ‫أب���داً مطلقي اليد ف��ي إخضاع تعمل دون «القبضة الحديدية‬ ‫ث���روات ب��ل��دان ال��ع��ال��م‪ ,‬خاصة للقوة العسكرية»‪.‬‬ ‫أم��ا عن التدخــل العسكري‬ ‫أمريكا الالتينية‪ ,‬لالستثمارات‬ ‫األمريكية‪ .‬فأحياناً كانت تصعد المباشر فيقــول الكــاتب ‪« :‬إن‬ ‫ح��ك��وم��ات ذات ت��وج��ه أو ميل ح��دث وفشل ه��ؤالء الثعالب‪,‬‬ ‫يساري‪ ،‬ترفض الخضوع أمام ستعود النماذج القديمة للظهور‬ ‫«الملياردير األمريكي المسلح»‪ ,‬على ال��س��ط��ح؛ عندما يفشل‬ ‫وفي هذه الحالة يتم االستعانة الثعالب ف��ان شباباً أمريكيين‬ ‫ب��م��ن ي��س��م��ي��ه��م ال��ق��رص��ان‪ :‬يرسلون ليقتلوا ويُقتلوا»‪ .‬وهو‬ ‫ال��ث��ع��ال��ب؛ وه���ؤالء ه��م الذين ما حدث بالفعل في أفغانستان‪,‬‬ ‫يدبرون االغتياالت‪ ،‬و يدعمون ال���ع���راق‪( ،‬ال���ذي ي��ع��دد بركنز‬ ‫االنقالبات العسكرية للحفاظ أهميتها‪ ،‬حيث النفط و المياه‬ ‫ع��ل��ى أف��ض��ل وض���ع الستقرار والموقع االستراتيجي والسوق‬ ‫الواسعة)‪ ,‬وك��اد أن يحدث في‬ ‫االستثمار األمريكي‪.‬‬ ‫األمثلة على ه��ذا السياسة فنزويال لوال المأزق األمريكي‬ ‫كثيرة‪ ,‬ففي الخمسينات عندما في العراق‪ ,‬وأفغانستان‪.‬‬ ‫ق��رر «أرب��ن��ز» رئيس جواتيماال‬

‫أزمة فساد أم أزمة نظام‪:‬‬ ‫لعل اعترافات بركنز‪ ،‬وكذلك‬ ‫ندمه الشديد‪ ،‬ال��ذي يخصص‬ ‫له الكثير من الصفحات‪ ،‬وأيضاً‬ ‫ال���ص���راخ ع��ل��ى ح��ط��ام العالم‬ ‫ال��رأس��م��ال��ي ال���ذي ش���ارك في‬ ‫صياغته ‪ ,‬يذكرنا بندم «جوزيف‬ ‫اقتصاديي‬ ‫ستيجليتز»‪-‬كبير‬ ‫ال��ب��ن��ك ال���دول���ي ‪ -‬ف��ي كتابه‬ ‫«ضحايا العولمة» الصادر عام‬ ‫‪ ,2002‬الذي دعا فيه إلي «عولمة‬ ‫رشيدة» عن طريق درجة أكبر‬ ‫من الحيادية لدى المؤسسات‬ ‫المالية الدولية»‪ .‬لقد ساهم‬ ‫ال منهما‪ ،‬بطريقته الخاصة‪ ،‬في‬ ‫كُ‬ ‫هذه الفوضى العالمية‪.‬‬ ‫ل��ق��د ق�����ام ب��رك��ن��ز وقبله‬ ‫ستيجليتز بمراجعة سياسية‪/‬‬ ‫اق��ت��ص��ادي��ة‪ ،‬ت��ب��رأ م��ن خاللها‬ ‫ع��ن كثير م��ن أف��ك��اره��م��ا‪ ،‬بل‬ ‫واستنكروها أيضاً‪ .‬واآلن جاء دور‬ ‫المزيد من الخبراء االقتصاديين‬ ‫ل��ل��ق��ي��ام ب��م��راج��ع��ات شبيهة‪،‬‬ ‫خاصة م��ع األزم���ة االقتصادية‪،‬‬ ‫بعد تبنيهم اطروحات من نوع‬ ‫إع��ادة االعتبار ل��دور الدولة في‬ ‫االق��ت��ص��اد‪ ،‬وض����رورة حمالت‬ ‫التأميم الجزئية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬لكن‬ ‫تأتي كل هذه االط��روح��ات في‬ ‫إطار إنقاذ الرأسمالية نفسها‪.‬‬ ‫رغم إعالن التوبة الذي قدمه‬ ‫المؤلف‪ ،‬إال أنه يحاول تصوير‬ ‫أزم��ات العالم الرأسمالي على‬ ‫أنها نتاج تلك األفعال السيئة‬ ‫الصادرة من هذا القرصان أو ذاك‪,‬‬ ‫بينما الحقيقة أنه لوال االقتصاد‬ ‫الرأسمالي القائم على الربح‪،‬‬ ‫والمنافسة الشرسة‪ ،‬وفوضى‬ ‫اإلن��ت��اج‪ ،‬لما ك��ان لمثل هؤالء‬ ‫المرتزقة الفاسدين مكاناً‪.‬‬

‫‪¯¯15‬‬

‫نشرة غير دورية يصدرها‬ ‫مركز الدراسات االشتراكية‬ ‫صوت التيار االشرتاكي الثوري يف‬ ‫مصر‪ ،‬تتلخص أسس االشرتاكية‬ ‫التي نتبناها يف‪:‬‬ ‫• النظام الرأسمالي مبني على‬ ‫الرأسماليني‬ ‫ثروة‬ ‫االستغالل‪:‬‬ ‫مصدرها عرق العمال‪ ،‬والفقر مصدره‬ ‫سيطرة النظام القائم على أولوية‬ ‫األرباح على البشر‪.‬‬

‫أغسطس ‪2009‬‬

‫عفواً‪ :‬الجيش ال يصنع ثورة !‬

‫• إصالح الرأسمالية مستحيل‪:‬‬ ‫الليربالية الجديدة قضت على‬ ‫الجزئي‪،‬‬ ‫اإلصالح‬ ‫إمكانية‬ ‫والرأسمالية املعاصرة املأزومة ال‬ ‫تقدم إصالحات بل ترفع معدالت‬ ‫النهب‪.‬‬ ‫• الثورة الجماهريية ضرورية‪:‬‬ ‫التغيري املنشود ال يمكن أن يتم‬ ‫بيد أقلية‪ ،‬بل بالنضال الجماهريي‬ ‫الجماعي الديمقراطي‪.‬‬ ‫• الطبقة العاملة هي الطبقة‬ ‫القائدة‪ :‬الطبقة الوحيدة القادرة على‬ ‫قيادة املظلومني إىل النصر هي الطبقة‬ ‫العاملة‪ ،‬التي تضم كل العاملني بأجر‬ ‫الخاضعني الستغالل وسلطة رأس‬ ‫املال‪.‬‬ ‫• الدولة العمالية هي الهدف‪:‬‬ ‫الدولة التي نرتضيها دولة ال‬ ‫يحكمها الرأسماليون أو ممثلوهم‪،‬‬ ‫وإنما دولة يقرر فيها الكادحون‪ ،‬من‬ ‫خالل مجالسهم القاعدية املنتخبة‪،‬‬ ‫مصريهم ومستقبلهم‪.‬‬ ‫• الثورة تحرر كل املضطهدين‪:‬‬ ‫الثورة العمالية تحرير شامل من‬ ‫االضطهاد القومي والعرقي والديني‬ ‫والجنسي‪.‬‬ ‫• ال توجد اشرتاكية يف بلد واحد‪:‬‬ ‫النظام الرأسمالي سلسلة واحدة‬ ‫البد من تحطيمها كلها‪ ،‬واألممية‬ ‫الثورية هي الرد على مخططات‬ ‫مجالس إدارة العالم يف قمة الثمانية‬ ‫ومنظمة التجارة العاملية‪.‬‬ ‫• الحزب العمالي ضروري‪ :‬تحتاج‬ ‫املعركة ضد الظلم إىل توحيد‬ ‫الطبقة العاملة يف حزب ثوري‬ ‫يقودها إىل النصر‪.‬‬

‫شارك يف حلقات نقاش‬ ‫مركز الدراسات االشرتاكية‬ ‫‪ 7‬شارع مراد‪ ،‬ميدان الجيزة‪.‬‬ ‫موقع املركز على االنرتنت‬ ‫‪www.e-socialists.net‬‬ ‫تابع أخبار ونشاطات املركز‪:‬‬ ‫‪esocialists.jaiku.com‬‬ ‫‪vimeo.com/esocialists‬‬ ‫‪twitter.com/eSocialists‬‬ ‫‪delicious.com/eSocialists‬‬

‫‪www.flickr.com/groups/e-socialists‬‬

‫كمال خليل‬ ‫بالرغم من المكاسب واإلصالحات‬ ‫االج��ت��م��اع��ي��ة‪ ،‬وال��ت��ي اس��ت��ف��اد منها‬ ‫الماليين من الشعب المصري‪ ،‬من‬ ‫العمال والفالحين والموظفين‪ ،‬وبالرغم‬ ‫من المناخ الوطني‪ ،‬الذي ساد في العهد‬ ‫الناصري بالعداء لالستعمار العالمي‬ ‫والصهيونية‪ ،‬فإن نظام ‪ 23‬يوليو ‪1952‬‬ ‫بمصادرته الحريات السياسية والنقابية‬ ‫أرتكب جريمة بحق جماهير الشعب‬ ‫المصري‪ ،‬حيث كانت اإلصالحات علوية‬ ‫بقرار من القائد‪ ،‬ومواجهة الصهيونية‬ ‫واالستعمار علوية بقرار من القائد‪ ،‬لقد‬ ‫كانت جريمة إعدام العامالن في كفر‬ ‫الدوار مصطفى خميس ومحمد بقري‬ ‫‪ ،‬في أغسطس ‪ ،1952‬بعد شهر واحد‬ ‫ال على سياسة‬ ‫من حركة الضباط‪ ،‬دلي ً‬ ‫العسكر تجاه العمال‪ ،‬وكأنهم يقولون‪:‬‬ ‫«ال��م��ك��اس��ب واإلص�ل�اح���ات بقرار‬ ‫علوي منا‪ ،‬وليس بحركة من أسفل‬ ‫منكم‪ ،‬حتى لو كانت حركتكم غير‬ ‫موجهة ضدنا‪ ،‬وموجهة ضد رأس المال‬ ‫المستغل» !!!‬ ‫ب��ال��رغ��م م��ن أن ق��وان��ي��ن اإلص�لاح‬ ‫ال���زراع���ي‪ ،‬ال��ت��ي ط��ب��ق��ت ف��ي العهد‬ ‫الناصري‪ ،‬كانت مكسباً إصالحياً هاماً‬ ‫لمئات اآلالف من الفالحين المصريين‪،‬‬ ‫حيث تم توزيع أراضي على الفالحين‪،‬‬ ‫لكنهم لم يحصلوا على أية عقود ملكية‬ ‫لتلك األراضي‪ ،‬رغم أنهم سددوا ثمن‬ ‫األراض��ي على أقساط ط��وال عشرات‬ ‫السنيين‪ ،‬وحينما تم رف��ع الحراسة‬ ‫عن ممتلكات اإلقطاعيين السابقين‪،‬‬ ‫سنت قوانين تلو قوانين لهذا الغرض‪،‬‬ ‫بدأ طرد الفالحين من أراضيهم‪ ،‬في‬ ‫س��ران��دو‪ ،‬وبهوت‪ ،‬ودك��رن��س‪ ،‬وغيرها‪،‬‬ ‫وأمام المحاكم لم يكن لديهم سندات‬ ‫ملكية‪ ،‬وتخلت عنهم هيئة اإلصالح‬ ‫الزراعي‪ ،‬تمتع الفالحون باألرض حينما‬ ‫أصدر القائد والزعيم قوانين لإلصالح‬ ‫الزراعي‪ ،‬وبموت القائد تبخرت القوانين‪،‬‬

‫وطرد الفالحين من األرض‪.‬‬ ‫ح��دث ال��ش��يء نفسه ف��ي القطاع‬ ‫العام الصناعي‪ ،‬حيث حاز العمال على‬ ‫مكاسب إصالحية عديدة‪ ،‬لكن بموت‬ ‫القائد والزعيم تغيرت القوانين‪ ،‬وتم‬ ‫بيع القطاع ال��ع��ام‪ ،‬وداس���ت عجالت‬ ‫الخصخصة الماليين‪ ،‬من كل زاوية‪،‬‬ ‫وفي كل شيء‪.‬‬ ‫فالقائد ال��ذي أمم المصانع هو من‬ ‫أمم التنظيم النقابي للعمال‪ ،‬وصادر‬ ‫حرياتهم‪ ،‬وجرم حق اإلض��راب‪ ،‬وحطم‬ ‫أية تنظيمات سياسية أو نقابية للعمال‪،‬‬ ‫وحرم الفالحين من تشكيل اتحادات‬ ‫حرة للدفاع عن مصالحهم‪.‬‬ ‫القائد ص��ادر حرية اجتماع وتنظيم‬ ‫الجماهير‪ ،‬والعسكر هم البرج العاجي‬ ‫لصناعة ال��ق��رار‪ ،‬وال دور لشيء أسمه‬ ‫الجماهير‪ ،‬دوره��م الوحيد هو مباركة‬ ‫القرار العلوي‪ ،‬وتنفيذ األوام��ر العليا‪:‬‬ ‫وصدق أمل دنقل حينما أنشد ‪:‬‬ ‫ُد ُ‬ ‫عيت للميدان !‬ ‫أنا الذي ما ذقت لحم الضان‬ ‫أنا الذي ال حول لي أو شان‬ ‫ُ‬ ‫أقصيت عن مجالس الفتيان‬ ‫أنا الذي‬ ‫أدعى إلى الموت ‪..‬‬ ‫ولم أدع إلى المجالسة!!)‬ ‫الشيء نفسه في مواجهة الصهيونية‬ ‫واالستعمار‪ ،‬مجرد قرارات علوية‪ ،‬تالها‬ ‫تحرك الجيوش النظامية‪ ،‬وال مجال‬ ‫لتنظيم الجماهير في حرب شعبية‪،‬‬ ‫فكانت هزيمة ‪ 5‬يونيو ‪ ،1967‬وكانت‬ ‫نكبة توقيع كامب ديفيد في ‪ ،1978‬ثم‬ ‫معاهدة االستسالم في ‪:1979‬‬ ‫قلت لكم مرارا‬ ‫إن الطوابير التي تمر‬ ‫في استعراض عيد الفطر و الجالء‬ ‫(فتهتف النساء في النوافذ انبهار ًا)‬ ‫ال تصنع انتصار ًا‪.‬‬

‫إن م��ا ح��دث ط��وال الستون العام‬ ‫الماضية يثبت ص��دق المقولة التي‬ ‫تقول‪« :‬يا ميت ندامة على أمة ثورتها‬ ‫يعملها الجيش»‪.‬‬ ‫رغم أنني أعرف أن «لو» تفتح عمل‬ ‫الشيطان‪ ،‬و أن كلمة «لو» ال محل لها‬ ‫من اإلعراب اآلن‪ ،‬لكنني مضطر لقولها‪،‬‬ ‫وملعون أبو الشيطان‪ « :‬لو استمرت‬ ‫الحركة الشعبية ف��ي األربعينيات‪،‬‬ ‫واتسعت موجات اإلض��راب��ات‪ ،‬واتسع‬ ‫تمرد الفالحين في كفر نجم وبهوت‬ ‫وغيرها‪ ،‬و سارت حركة الكفاح المسلح‬ ‫ضد اإلنجليز في طريقها‪ ،‬الذي بدأته‬ ‫في أوائل الخمسينات‪ ،‬وتعمق الطريق‬ ‫الذي بدأه الطلبة والعمال في «اللجنة‬ ‫التحضيرية للطلبة والعمال»‪ ،‬وتعمق‬ ‫مجرى النضال الشعبي‪ ،‬ولو لم يتم‬ ‫قطع الطريق عليه‪ ،‬لكان حال الجماهير‬ ‫والتاريخ في مصر مختلف كل االختالف‪،‬‬ ‫ول��ش��ق ال��ت��اري��خ م��ج��رى آخ��ر مجرى‬ ‫النضال من أسفل‪ ،‬مجرى القرارات التي‬ ‫تنبع من القاعدة الجماهيرية‪ ،‬مجرى‬ ‫استقالل الحركة الجماهيرية‪ ،‬وعدم‬ ‫تبعتها للعسكر»‬ ‫لكن بد ًال من أن نفتح عمل الشيطان‬ ‫تعالوا نقول‪:‬‬ ‫إن ‪ 23‬يوليو تحتاج اآلن لثورة جديدة‪،‬‬ ‫والثورة الجديدة والتغيير الزم يكون من‬ ‫أسفل‪ ،‬من تحت‪ ،‬من قلب الجماهير‪،‬‬ ‫مش من العسكر‪ ،‬أما تعليق اآلمال على‬ ‫تحرك الجنراالت‪ ،‬ورج��ال المخابرات‪،‬‬ ‫والصراعات في كواليس السلطة يبقى‬ ‫خيبة ‪ ،‬خيبة كبيرة ق��وي‪ ،‬هذا الوهم‬ ‫الموجود في ذهن البعض‪ ،‬إذا حدث‬ ‫فمعناه أن تفقد الحركة الجماهيرية‬ ‫استقاللها‪ ،‬بل ربما تفقد وجودها ذاته‪،‬‬ ‫حيث ال يمكن أن تدخل كلمة «جيش»‬ ‫في جملة شعبية مفيدة‪ ،‬إال إذا قلنا‪:‬‬ ‫«تجيش تقتلني»‪.‬‬

Related Documents

Socialist Fight
June 2020 6
Socialist Fight
June 2020 5
Socialist Examined
December 2019 10
Socialist Resistance
November 2019 20
36
November 2019 53

More Documents from ""

Air Coil Inductors
May 2020 7
Affiliate Treasures
April 2020 22
December 2019 11
May 2020 1