تسمح تولعني؟ بقلم :أحمد نصر الشناوي @كابتن..معاك كبريت؟! ل!@ول ولعة؟! يا إلهي!..كأنما يظن -الحمق -أنني لو امتلكت أيا منهما فسأكون مستعدا لمساعدته على ما عزم عليه!..ماذا لو كان موته في هذه اللفافة (على حسن طالعي) بالذات؟! هل أحمل دمه أمام الله؟! كنت أسير يوما بجوار صديق مدخن ،والواقع أنني لم أتوقف عن سلقه بلساني تلميحا وتصريحا كلما سنحت لي الفرصة ولم أجد من يقوم بهذه المهمة عني..فجأة: تسمح تولع لي؟توقفت لشاهد إحدى مهارات المدخنين العجيبة..وهي عملية إشعال سيجارة بسيجارة..وكانت فرصة عظيمة لشاهد مهارة جديدة أضيفها إلى سجل مهاراتهم؛ وكانت أيضا فرصة ممتازة لتأنيبه" :هل كنت تقوى على حمل ذنبك وحدك يا مسكين لتحمل ذنبه أيضا؟!" لماذا يؤنبني الناس على لحيتي ول يجد هو من يؤنبه على ذنب؟!..هذا ليس عدل! صديق آخر (مدخن أيضا) يسير برفقتي؛ يتوقف أمام إحدى المقاهي ويوجه حديثه لمدخن الشيشة" :ممكن أولع؟"..أفكر" :ومستعجل على روحك ليه؟!" يومئ الرجل باليجاب" :تفضل"..يكشف صديقي عن الفحم لشاهد أيضا كيف يشعل اللفافة بالفحم!..فن له أصول! وه -من غرفة المدخنين، رفيقا سفر جالسان في القطار المكيف بعد أن عاد أحدهما -لت ّ وقد خلع رفيقه حذاءه ليريح قدميه فنظر إليه منزعجا" :هل لبست حذاءك؟..أل تشم رائحة جواربك؟!" أفكر" :سبحان الله في طبعك يا أخي!..الذبابة -من أقذر الكائنات في مقاييسنا كبشر -ل تحتمل رائحة الدخان الذي كنت تدفعه إلى رئتيك منذ قليل..والذي تؤذينا برائحته الن..غريب أنه يتوجب على صديقك أن يحتمل رائحتك ول تقبل أنت أن تحتمل رائحة جواربه (وهي هينه بالمقارنة إلى الدخان ،واسأل الذبابة إن لم تصدقني) " جلس الدكتور محمد كمال يوما مع صديق لي مدخن..والدكتور محمد كمال هو أحد النقابيين النشطين في نقابة الطباء بالسكندرية ،وهو رجل رياضي وله نشاط في محاربة التدخين..فقال له بعد شرح لبرز أضرار التدخين: دعنا نسمي الشياء بأسمائها يا بني..ماذا لو شربت الزرنيخ فقتلك بعد ساعة؟ أو دخنت السجائر فقتلتك بعد سنوات؟ ..إن المدة ل تنفي عنها كونها سما! (أعتقد أنه من السهل على أي واحد لم يحضر الشرح المسهب لضرار التدخين أن يستنكر هذه الجملة..لكن يكفي أن أخبركم أن صديقي قد أقره على ما قال فورا) سأله الدكتور :أتعلم يا بني ما هو أذكى حيوان؟! أجاب صديقي قائل :هو القرد.. أجابه الدكتور :بل هو الدرفيل..أخبرني الن..عندما يكون النسان هو الكائن الوحيد الذي كرمه الله تعالى بالعقل ،ثم يكون تصرفه مع أصدقائه بأن يقدم لهم السم (اتفقنا على تسمية السجائر باسمها)؛ فيقدم السم لمن يحب مبتسما ومسرورا؛ فإذا استجد بينهما خصومة منع عنه السم..سيشربه وحده! أين هذا العقل؟! إسمح لي..فالدرفيل سيكون أذكى بكثير من إنسان هذا سلوكه!