حكم+تعليق+التمائم+في+الإسلام

  • Uploaded by: hefz quran
  • 0
  • 0
  • April 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View حكم+تعليق+التمائم+في+الإسلام as PDF for free.

More details

  • Words: 2,771
  • Pages: 5
‫إعانة‬ ‫السلم‬ ‫كتابه‪ :‬ف‬ ‫في التمائم‬ ‫الفوزانتعليق‬ ‫قال العلمة صالح حكم‬

‫حكم السلم ف تعليق التمائم‬

‫المستفيد‪:‬‬

‫« قوله‪ " :‬التّوَلَة "‪ :‬بكسر التاء وفتح الواو‪" ،‬شيء يصنعـونه‪،‬‬ ‫يزعمون أنه يبب الرأة إل زوجها‪ ،‬والرجل إل امرأته"‪.‬‬ ‫هذا يسمونه‪ " :‬الصرف والعطف" وهو سحر؛ قال سبحانه‬

‫مـا هـي التمائم ؟‬ ‫« الَتمِيمَة‪ :‬خرزات تعلّق على الولد يتّقون با العي‪ ،‬وكذلك‬ ‫ما شابها من كل ما يُعلّق من الرزات وغيها من الُرُوز‬ ‫لجُب فهذا ليس باص بالرز‪ ،‬وإنا هذا التفسي لبيان نوع‬ ‫وا ُ‬ ‫من أنواع العلّقات‪ ،‬ومنهم من يعلّق النعل على الباب‪ ،‬ويعل‬ ‫وجه النعل مقابلً للشخص الت‪ ،‬أو على السيارة‪ ،‬ويظنون أن‬ ‫هذه الشياء تدفع عنهم شر السد‪ ،‬وكل هذا من أمور‬ ‫الاهلية » ا‪.‬ه‪.‬‬

‫َ‬ ‫وتعال‪َ { :‬‬ ‫ما‬ ‫ن ِ‬ ‫مو َ‬ ‫فيَت َ َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫عل ّ ُ‬ ‫ر ُ‬ ‫يُ َ‬ ‫ء‬ ‫مْر ِ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫قو َ‬ ‫ه بَي ْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ف ِّ‬ ‫ه} فهو سحر يفرّق وَيجْمع؛ لنه عمل شيطان‪،‬‬ ‫ج ِ‬ ‫و ِ‬ ‫وَز ْ‬ ‫َ‬

‫يعمل أشياء تنفّر النسان من النسان‪ ،‬أو الرجل من زوجته‪ ،‬أو‬ ‫الزوجة من زوجها‪ ،‬وهو من عمل الشياطي »‪ .‬ا‪.‬ه‪.‬‬ ‫روى البخاري ومسلم عن أبي بشير النصاري رضي‬ ‫الله عنه أنه كان مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بعض‬

‫من كتاب‪ :‬إعانة المستفيد‪ /‬للعلمة‪ :‬صالح الفوزان‪.‬‬

‫ما حكم تعليق التمائم ؟‬

‫أسفاره فأرسل رسولً أن‪{ :‬ل يبقيّ ف رقبة بعي قلدة من‬

‫حكمها أنا شرك بال عز وجل‪.‬‬

‫وتر‪ ،‬أو قلدة إل قُطِعت}‪.‬‬

‫فعن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى‬ ‫الله عليه وسلم أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن‬

‫قال العلمة صالح الفوزان في كتابه‪ :‬إعانة‬ ‫المستفيد‪:‬‬

‫واحد‪ ،‬فقالوا يا رسول ال‪ :‬بايعت تسعة وأمسكت عن هذا !‬

‫« كانوا ف الاهلية يعلقون القلئد على رقاب البل يعتقدون أن‬ ‫ذلك يدفع عنها العي والضرر‪ ،‬والنب صلى ال عليه وسلم أراد‬ ‫أن يزيل هذه العادة الاهلية‪ ،‬ويقرر التّوحيد‪.‬‬

‫فقال‪{ :‬إنّ عليه تيمة} فأدخل يده فقطعها‪ ،‬فبايعه وقال‪{ :‬من‬ ‫تعلّق تيمة فقد أشرك}‪ .‬رواه أحد والاكم‪ .‬ورواته ثقات ‪.‬‬ ‫وعن زينب امرأة عبد الله بن مسعود ‪-‬‬ ‫رضي الله عنه ‪ -‬قالت ‪:‬‬

‫ففيه دليل على منع هذا الشيء من أي نوع كان؛ سواء كان من‬ ‫وتَر أو من غيه‪ ،‬ما دام أن القصود منه عقيدة فاسدة‪ ،‬حت ولو‬ ‫كان من السّيور‪ ،‬أو من اليوط‪ ،‬أو من الرز‪ ،‬أو من غي ذلك ‪،‬‬ ‫كل قلدة يُقصد با هذا القصد الشركي فهي منوعة‪.‬‬

‫إن عبد ال رأى ف عنقي خيطا فقال‪ :‬ما هذا ؟ قلت ‪ :‬خيط‬ ‫رقي ل فيه‪ ،‬قالت‪ :‬فأخذه ث قطعه‪ ،‬ث قال‪ :‬أنتم آل عبد ال‬ ‫لغنياء عن الشرك؛ سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬

‫يقول‪{ :‬إن الرّقى والتمائم والـّتوَلَة شرك}‪ .‬رواه أحد وأبو‬

‫{إلّ ُقطِعت} هذا فيه إزالة النكر‪ ،‬ولسيّما إذا كان هذا النكر‬

‫داود‪.‬‬

‫ف العقيدة‪ ،‬فإن إزالته متأكّدة‪.‬‬

‫قال المام ابن باز في مجموع الفتاوى‪ /‬الجزء‬ ‫التاسع ‪:‬‬

‫وليست القلئد هي الت تدفع الضرر أو تلب النفع ‪.‬‬ ‫وليست سببا ف ذلك‪ ،‬وإنا هذا بيد ال سبحانه وتعال »‪ .‬ا‪.‬ه‪.‬‬

‫« وقد أوضح أهل العلم أن الراد بالرقى النهي عنها‪ :‬الرقى الت‬ ‫ل يعرف معناها‪ ،‬أو بأساء الن‪ ،‬أو بأساء مهولة‪.‬‬ ‫أما الرقى باليات القرآنية والدعية الشرعية فإنا مشروعة ول‬ ‫بأس با لقول النب صلى ال عليه وسلم‪{:‬ل بأس بالرقى ما ل‬ ‫تكن شركا}‪ .‬أخرجه مسلم ف صحيحه‪.‬‬ ‫وقد ثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه لا اشتكى رقاه جبيل‬ ‫عليه السلم بقوله‪{:‬بسم ال أرقيك من كل شيء يؤذيك‪،‬‬ ‫ومن شر كل نفس أو عي حاسد ال يشفيك‪ ،‬بسم ال‬ ‫أرقيك}‪.‬‬ ‫ويكرر ذلك ثلثا » ا‪.‬ه‪.‬‬

‫هل تعليق التمائم شر ٌ‬ ‫ك أكبر أم شرك‬ ‫أصغر؟‬ ‫قال العلمة صالح الفوزان في كتابه‪ :‬إعانة‬ ‫المستفيد‪:‬‬

‫« فإن قلت‪ :‬ما نوع هذا الشرك؟‪ ،‬هل هو الشرك الكب؟‬ ‫نقول‪ :‬فيه تفصيل‪:‬‬ ‫إن كان يرى أنا تقيه من دون ال فهذا شـرك أكب‪.‬‬ ‫وإن كان يعتقد أنا سبب فقط والواقي هو ال سبحانه وتعال‬ ‫فهذا شرك أصغر؛ لن ال ل يعل هذه الشياء سببا »‪ .‬ا‪.‬ه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫وإياك أن تستهي بالشرك الصغر؛ فإن ذنبه أكب من الكبائر‬

‫أجل توقّي الرض‪ ،‬والنب صلى ال عليه وسلم أخب أنا تلب‬ ‫الرض‪ ،‬وذلك ظاهر ف الذين يتعاطون هذه الشياء؛ تدهم دائما‬ ‫ف قَلَق وف خوف‪.‬‬

‫فهو أكب من الزنا ومن الغيبة والنميمة ‪...‬‬ ‫قال العلمة صالح الفوزان‪:‬‬

‫« فالشرك الصغر أكب من الكبائر؛ لن العاصي ‪ -‬وإن كانت‬ ‫كبائر‪ -‬إذا ل تكن شركا فل تل بالعقيدة‪ ،‬وأما الشرك‬ ‫الصغر فإنه يُخل بالعقيدة »‪.‬‬ ‫وقال ‪ -‬حفظه الله‪:-‬‬

‫{فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا}‪.‬‬ ‫أي‪ :‬لو مات ول يتب منها ما أفلح أبدا‪.‬‬

‫فهذا فيه دليل على أن الشرك ل يُغفر‪ ،‬حت ولو كان شركا‬

‫أصغر يعذّب به‪ ،‬وإن كان ل يعذب تعذيب الشرك الشرك‬

‫« قال ابن مسعود‪ " :‬لن أحلف بال كاذبا أحب إل من أن‬

‫الكـب؛ فل يلّد ف النار‪ ،‬لكن يعذّب با بقدره » ‪.‬ا‪.‬ه‪.‬‬

‫أحلِف بغيه صادقا " الكذب حرام‪ ،‬وكبية من كبائر‬

‫قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه لكتاب‬ ‫التوحيد‪:‬‬

‫الذنوب‪ ،‬ولكنه أسهل من اللف بغي ال؛ لن اللف بغي ال‬ ‫شــرك‪ ،‬واللف بال كاذبا مرّم ومعصية‪ ،‬ولكنه دون‬ ‫الشرك؛ لن الشرك أكب الكبائر‪ ،‬وسيّئة الكذب أخف من‬ ‫سيّئة الشرك »‪ .‬ا‪.‬ه‪.‬‬

‫« وقد قال العلماء ف قوله صلى ال عليه وسلم‪{:‬انزعها فإنا ل‬ ‫تزيدك إل وهنا}‬ ‫يعن‪ :‬لو كان فيها أثر فإن أثرها الضرار بدنيّا وروحيا ونفسيا‬ ‫لنا تُضعف الروح والنفس عن مقابلة الوهن والرض‪ ،‬فيكون‬ ‫تعلقه بتلك اللقة أو اليط سببا ف حصول الضعف‪.‬‬

‫هـل للتمائم أثر في دفع الضر وجلب النفع؟‬

‫صين أن النبي صلى الله عليه‬ ‫عن عمران بن ُ‬ ‫ح َ‬ ‫رأى رجلً ف يده حلقة من صُفر‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫وسلم‬

‫قوله‪{ :‬فإنا ل تزيدك إل وهنا}‪ :‬وهذا حال كل من أشرك؛‬

‫{ما هذه ؟} قال‪ :‬من الواهنة!! قال‪{ :‬انزعها فإنا ل تزيدك‬

‫فإن شركه يره من ضرر إل ضرر أكثر منه‪ ،‬وإن ظن أنه ف‬ ‫انتفاع »‪ .‬ا‪.‬ه‪.‬‬

‫إل وهنا؛ فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا} رواه‬ ‫أحد‪.‬‬

‫وعن عقبة بن عامر مرفوعا ً إلى النبي صلى الله‬ ‫عليه وسلم‪:‬‬

‫الصُفر‪ :‬النحاس‪.‬‬ ‫الواهِنة‪ :‬مرض يَهِن السم ويطرحه ويُضعف قواه‪.‬‬

‫{من تعلق تيمة فل أتّ ال له‪ ،‬ومن تعلق وَ ْدعَة فل ودَع ال‬ ‫له}‪ .‬رواه أحد‪ ،‬والاكم وقال‪ :‬صحيح السناد‪ ،‬وأقره الذهب‪.‬‬

‫قال العلمة صالح الفوزان في كتابه‪ :‬إعانة‬ ‫المستفيد‪:‬‬

‫قال العلمة صالح الفوزان في كتابة إعانة المستفيد‪:‬‬

‫« الواهنة‪ :‬مرض يصيب اليد‪ ،‬يسمى عند العرب بالواهنة‪،‬‬ ‫وكان من عادتم لبس اللْقة من أجل توقّي هذا الوجع‬ ‫يزعمون أن هذه اللْقة تدفع هذا الوجع !!‪.‬‬

‫« قوله‪{ :‬من َتعَلّق} أي‪ :‬من علّق هذا الشيء على جسمه‪ ،‬أو‬ ‫علّق قلبه به‪ ،‬واعتقد فيه أنه ينفعه أو يضره من دون ال عز وجل‪.‬‬ ‫وقوله‪{:‬فل أت ال له} هذا دعاء من النب صلى ال عليه وسلم‬ ‫بأن ل يتم له أموره‪ ،‬ويعكس مقصوده عليه‪ ،‬والرسول صلى ال‬ ‫عليه وسلم ماب الدعوة‪ ،‬فهذه الدعوة تتناول كل من علّق على‬ ‫لجُب والروز والتمائم يريد با‬ ‫نفسه أو على غيه شيئا من ا ُ‬ ‫كف الشر عنه إل يوم القيامة‪.‬‬

‫فقال النب صلى ال عليه وسلم‪{ :‬انزعها}‪.‬‬ ‫النـزع معناه‪ :‬الرفع بشدّة‪ ،‬أي‪ :‬ارفعها مسرعا بنـزعها‬ ‫ونشيطا ف رفعها‪ ،‬ل تتوان‪ ،‬ف تركها على جسمك؛ لنا‬ ‫مظهر شرك ‪ -‬والعياذ بال‪ -‬ففيه البادرة بإزالة مظاهر الشرك‪،‬‬ ‫وأن النسان ل يتوان ف تركه‪.‬‬ ‫ث علّل‬

‫إلّ أن يتوب إل ال عزّ وجلّ؛ فمن تاب تاب ال عليه‪.‬‬

‫ما ف بقائها عليه من الضرر‪ ،‬قال‪{ :‬فإنا ل تزيدك‬

‫ومن ل يتب‪{:‬فل أت ال له} يعن‪ :‬ل أت ال له أمره ومقصوده‬ ‫بل أصابه بعكس ما يريد من الضرر والشر والوف والقلق‪.‬‬ ‫ولذا تدون من يعلق هذه الشياء من أكثر الناس خوفا وها‬ ‫وحزنا وضعفا وخَوْرا‪ ،‬بعكس الوحّدين العتمدين على ال؛‬

‫إلّ وهنا} إل ضعفا‪ ،‬فالوهن معناه‪ :‬الضعف والرض‪.‬‬ ‫فهذا فيه دليـل على أن لبس هذه الشياء كاللْقة ونوها‬ ‫بقصد دفع الضرر أنه يسبّب عكس القصود ‪ ،‬فإنه لبسها من‬ ‫‪2‬‬

‫يكله إل حلقة من صُفر‪ ،‬أو خيط‪ ،‬أو إل تيمة؛ يَ ِكلُه إل من‬ ‫اعتقد فيه‪.‬‬ ‫فهذا فيه خطر عظيم‪ ،‬وفيه حثٌ على أن يعلق النسان قلبه بال‬ ‫عز وجل‪ ،‬وأن يعتقد أنه ل ينفع إل ال‪ ،‬ول يضـر إل ال‪ ،‬ول‬ ‫يشفي إل ال‪ ،‬ول يرزق إل ال‪ ،‬ول يعطي ول ينع إل ال‬ ‫يتوكل على ال مع أخذه السباب الباحة الت جعلها ال أسبابا‬ ‫كالدواء الباح‪ ،‬وغي ذلك من السباب الباحة‪ ،‬لكن القلب‬ ‫يتعلق بال »‪ .‬ا‪.‬ه‪.‬‬

‫فتجدونم أقوى الناس عزية وأقوى الناس عملً‪ ،‬وتدونم ف‬ ‫أمن واستقرار وانشراح الصدور؛ لنم يؤمنون بال عز وجل‬ ‫وحده‪ ،‬ويعلقون آمالم بال عز وجل‪.‬‬

‫وال يكفيهم سبحانه وتعال‪ُ { :‬‬ ‫ق ْ‬ ‫ي‬ ‫ل َ‬ ‫ح ْ‬ ‫سب ِ َ‬ ‫َّ‬ ‫علَيه يتوك َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ن}‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وكِّلُو َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الل ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫وك َّ ْ‬ ‫علَى‬ ‫ل َ‬ ‫و َ‬ ‫من يَت َ َ‬ ‫ويقول سبحانه‪َ { :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه إ ِ َّ‬ ‫ه َ‬ ‫غ‬ ‫ه‬ ‫ه بَال ِ ُ‬ ‫الل ّ ِ‬ ‫سب ُ‬ ‫و َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل َ‬ ‫ه لِك ُ ِّ‬ ‫ع َ‬ ‫ء‬ ‫ي ٍ‬ ‫ر ِ‬ ‫ج َ‬ ‫د َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫أ ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫م ِ‬ ‫َ‬ ‫دراً }‪.‬‬ ‫ق ْ‬

‫قال الشيخ‪ :‬صالح آل الشيخ في شرحه لكتاب‬ ‫التوحيد‪:‬‬

‫وقوله‪{ :‬ومن تعلق وَ ْدعَة فل وَدَع ال له}‬

‫« {من تعلق شيئا وُكِلَ إليه} فإذا تعلق العبد تيمة ُوكِـل إليها‬

‫الوَدْع‪ :‬شيء يُستخرج من البحر‪ ،‬يشبه الصّدف‪ ،‬يعلقونه على‬ ‫صدورهم أو على أعناقهم أو على دوابم يتّقون به العي‪.‬‬

‫فما ظنك بن ُوكِل إل خِرقة ‪ ،‬أو إل خرز ‪ ،‬أو إل حدْوة حصان‬ ‫أو إل شكل حيوان ‪ ،‬ونو ذلك !!! ل شك أن خسارته أعظم‬ ‫السارة » ‪ .‬ا‪.‬ه‪.‬‬

‫{فل وَ َدعَ ال له} أي‪ :‬ل تركه ف َدعَةٍ وسكون وراحة‪ ،‬بل‬

‫حكم تعليق التمائم من القرآن‬ ‫خعي ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬أنه‬ ‫روى وكيع عن إبراهيم الن َّ َ‬ ‫" كانوا يكرهون التّمائم كلها؛ من القرآن وغي‬ ‫قال‪:‬‬

‫سلّط عليه الموم والحزان والوساوس والعداء؛ حت يصبح‬ ‫ف قلق وهم وغم دائم‪ ،‬وهذا دعاء من الرسول صلى ال عليه‬ ‫وسلم بأن يسلب ال راحته واستقراره وأمنه‪ ،‬ويصبح ف خوف‬ ‫وهم وقلق دائم ‪ ،‬ياف من كل شيء ‪ ،‬إل أن يتوب إل ال‪.‬‬

‫القرآن"‪.‬‬

‫قال العلمة صالح الفوزان في كتابه‪ :‬إعانة‬ ‫المستفيد‪:‬‬

‫وفي رواية للمام أحمد‪{ :‬من تعلّق َتمِيمَة فقد أشرك}‬ ‫هذه فيها زيادة على دعاء الرسول ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ال‪-‬‬ ‫عليه بأنه قد أشرك‪ ،‬فهذا تصيبه مصيبتان‪ :‬مصيبة دعوة الرسول‬ ‫صلى ال عليه وسلم عليه‪ ،‬والصيبة الثانية ف عقيدته؛ وهي أنه‬ ‫قد أشرك بال عزّ وجلّ باتاذ هذا الشيء »‪ .‬ا‪.‬ه‪.‬‬

‫« إبراهيم النخعي أحد الئمة من التابعي‪.‬‬ ‫وقوله‪" :‬يكرهون التمائم كلها من القرآن وغي القرآن"‪:‬‬ ‫أي‪ :‬كان كبار التابعي من أصحاب ابن مسعود ل يفصّلون ف‬ ‫التّمائم‪ ،‬بل كانوا يكرهونا عموما ‪ ،‬فالراجح هو ‪ :‬تري تعليق‬ ‫التّمائم ‪ ،‬ولو كانت من القرآن؛ فالصحيح ‪ :‬النع‪ ،‬والشيخ عبد‬ ‫الرحن بن حسن‪ ،‬وقبله الشيخ سليمان بن عبد ال رجّحا منعه‬

‫{من تعلق شيئا وُكِلَ إليه}‪.‬‬

‫وذلك لثلثة أمور‪:‬‬

‫وعن عبد الله بن ع ُكَيْم أن النبي صلى الله عليه‬ ‫وسلم قال‪:‬‬

‫قال العلمة الفوزان‪{ « :‬من تعلّق شيئا}‪ :‬سواءً قلدة‪،‬‬

‫المر الول‪ :‬عموم النهي‪ ،‬ول يَرِد دليل يصّص ذلك‪.‬‬

‫أو َتمِيمَة‪ ،‬أو حِرْزا من الُرُوز‪ ،‬أو خيطا ‪ ،‬أو حلقة ؛ يعن‪:‬‬ ‫علّق قلبه بشيء ‪ -‬أيّ شيء ‪ -‬يظن أنه ينفع ويضر ‪.‬‬

‫المر الثان‪ :‬سدّ الوسيلة الُفضية إل الشرك؛ لننا إذا أجزنا تعليق‬ ‫القرآن انفتح الباب لتعليق غيه‪.‬‬

‫{وُكِل إليه}‪َ :‬و َكلَه ال إل ما تعلق به‪ ،‬وهذه عقوبة من ال‬

‫المر الثالث‪ :‬أن تعليق القرآن يعرّضه للمتهان؛ لنه يعلّق على‬

‫سبحانه وتعال‪ ،‬وإهانة له من ال سبحانه وتعال؛ لن ال إذا‬

‫الصبيان‪ ،‬والصبيان ل يتجنبون النجاسة أو الدخول ف مواضع‬ ‫القاذورات‪ ،‬وكذلك الُهّال ل يترمون القرآن كما ينبغي‪ ،‬ول‬ ‫يتنبّهون لذلك‪ ،‬وما كان سببا لتعريض القرآن للمتهان فهو‬ ‫مرم‪.‬‬

‫تلى عنه ووكله إل غيه هلك‪.‬‬ ‫أما من توكل على ال عز وجل وحده فإن ال سبحانه وتعال‬ ‫يتول أمره‪ ،‬أما من اعتقد بغيه فإنه يَ ِكلُهُ إليه ويتخلى عنه؛‬ ‫‪3‬‬

‫ومع السف أن بعض الناس اتذوا من العبادات نوعا من التبك‬ ‫فقط؛ مثل ما يشاهد من أن بعض الناس يسح الركن اليمان‬ ‫ويسح به وجه الطفل وصدره‪ ،‬وهذا معناه أنم جعلوا مسح‬ ‫الركن اليمان من باب التبك ل التعبد‪ ،‬وهذا جهل‪ ،‬وقد قال‬ ‫عمر ف الجر‪ " :‬إن أعلم أنك حجر ل تضر ول تنفع‪ ،‬ولول أن‬ ‫رأيتُ رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬يُقبّلك ما قبلتك »‪.‬‬ ‫ا‪.‬ه‪.‬‬

‫وقوله‪" :‬يكرهون" أي يرّمون؛ لن الكراهة عند السلـف‬ ‫يريدون با التحري‪.‬‬ ‫فكلم " إبراهيم" هذا يؤيد ترجيح النع مطلقا؛ ولن هذا قول‬ ‫عبد ال بن مسعود وتلميذه من أئمة التابعي؛ أن التمائم ل‬ ‫تفصيل فيها‪ ،‬حت ولو كانت من القرآن‪ ،‬ل تُعلق على الرقاب‬ ‫على شكل حروز‪ ،‬أو على شكل رقاع‪ ،‬أو على شكل أكياس‬ ‫تعبأ بالوراق الكتوب فيها ويسمونا خطوطا أو عزائم‪ ،‬هذا‬ ‫ل يوز‪ ،‬وإن كان من القرآن‪ ،‬ول تعلق على السيارات أو‬ ‫الدران لن هذا وسيلة إل الشرك‪.‬‬ ‫ولنه ل يرد دليل على جوازه‪.‬‬

‫سوار لعلج الروماتيزم‬ ‫حكم لبس ال ِّ‬ ‫سئل المام ابن باز ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬عن حكم ذلك‬ ‫فأجاب‪:‬‬

‫« الذي أرى ف هذه السألة هو ترك السورة الذكورة‪ ،‬وعدم‬ ‫استعمالا سدا لذريعة الشرك‪ ،‬وحسما لادة الفتنة با واليل إليها‪،‬‬ ‫وتعلق النفوس با‪ ،‬ورغبةً ف توجيه السلم بقلبه إل ال سبحانه‬ ‫ثقةً به‪ ،‬واعتمادا عليه واكتفاءً بالسباب الشروعة العلومة‬ ‫إباحتها بل شك‪ ،‬وفيما أباح ال ويسّر لعباده غُـنْيـة عما حرم‬ ‫عليهم‪ ،‬وعما اشتبه أمره‪ ،‬وقد ثبت عن النب صلى ال عليه وسلم‬

‫ولنه تعريض للقرآن للمتهان والبتذال؛ كما سبق‪.‬‬ ‫وف هذا دليل على بعد السلف عما يدش العقيدة »‪ .‬ا‪.‬ه‪.‬‬

‫قال المام محمد العثيمين ‪:‬‬

‫« قال بعض أهل العلم من السلف واللف إن تعليق‪ -‬التمائم‬ ‫من القرآن ‪ -‬مرم؛ وذلك لن مثل هذه المور ل يوز إثباتا‬ ‫إل بدليل من الكتاب والسنة‪ ،‬وليس ف الكتاب والسنة دليل‬ ‫على أن تعليق القرآن يكون نافعا لصاحبه‪ ،‬وإنا ينفع من يقرأه؛‬

‫أنه قال‪{ :‬من اتقى الشبهات فقد استبأ لدينه وعرضه‪ ،‬ومن‬ ‫وقع ف الشبهات وقع ف الرام‪ ،‬كالراعي يرعى حول المى‬

‫ب أَنَزلْنَاهُ إِلَي ْ َ‬ ‫ك‬ ‫وقد قال ال‪{:‬كِتَا ٌ‬ ‫مبَاَر ٌ‬ ‫ولِيَتَذَكََّر‬ ‫ك ل ِّيَدَّبَُّروا ْ آيَات ِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ب}‬ ‫أولوا اللبَا ِ‬

‫يوشك أن يرتع فيه} وقال صلى ال عليه وسلم‪{ :‬دع ما‬ ‫يَريبُك إل ما ل يريبك} ول ريب أن تعليق السورة الذكورة‬ ‫يشبه ما تفعله الاهلية ف سابق الزمان‪ ،‬فهو إما من المور‬ ‫الحرمة الشركية‪ ،‬أو من وسائلها‪ ،‬وأقل ما يقال فيه أنه من‬ ‫الشتبهات‪ ،‬فالوْل بالسلم والحوط له أن يترفع بنفسه عن‬ ‫ذلك‪ ،‬وأن يكتفي بالعلج الواضح الباحة‪ ،‬البعيد عن الشبهة‪،‬‬ ‫هذا ما ظهر ل ولماعة من الشايخ والدرسي‪.‬‬ ‫واسأل ال عز وجل أن يوفقنا وإياكم لا فيه رضاه »‪ .‬ا‪.‬ه‪.‬‬

‫فنيْل البكة من القرآن إنا يكون على حسب ما جاءت به‬ ‫الشريعة‪ ،‬وهذا القول هو القول الراجح‪ ،‬أنه ل يوز أن تُعلق‬ ‫التمائم من القرآن على الصدر‪ ،‬ول أن تُجعل تت الوسادة وما‬ ‫أشبه ذلك‪ ،‬ومن أراد أن يستشفي بالقرآن فليستشفي به على‬ ‫حسب ما جاءت به السنة »‪ .‬ا‪.‬ه‪.‬‬

‫من مجموع فتاوى ومقالت المام بن باز‪.‬‬

‫من فتاوى نور على الدرب ‪ /‬شريط رقم‪)97( /‬‬ ‫وقال ‪ -‬رحمه الله‪ -‬في كتابه‪ :‬القول المفيد‪:‬‬

‫كما سئل عنه المام العثيمين ‪ -‬رحمه الله‪ -‬فأجاب‪:‬‬

‫« اعلم أن الدواء سبب للشفاء‪ ،‬والُسبّب هو ال تعال‪ ،‬فل سبب‬ ‫إل ما جعله ال تعال سببا‪ ،‬والسباب الت جعلها ال تعال أسبابا‬ ‫نوعان‪:‬‬

‫« وأما الط‪ :‬وهي أوراق من القرآن تمع وتوضع ف جلد‬ ‫وياط عليها ويلبسها الطفل على يده أو رقبته فظاهر الديث‬ ‫أنا منوعة ول توز‪.‬‬ ‫ومن ذلك أن بعضهم يكتب القرآن كله بروف صغية ف‬ ‫أوراق صغية‪ ،‬ويضعها ف صندوق صغي ويعلقها على الصب‪،‬‬ ‫حدَث فهو إهانة للقرآن الكري؛ لن هذا الصب‬ ‫وهذا مع أنه ُم ْ‬ ‫سوف يسيل عليه لعابه‪ ،‬وربا يتلوث بالنجاسة ويدخل به‬ ‫المام والماكن القذرة‪ ،‬وهذا كله إهانة للقرآن‪.‬‬

‫أولً‪ :‬أسباب شرعية؛ كالقرآن الكري والدعاء‪.‬‬ ‫النوع الثان‪ :‬أسباب حسية؛ كالدوية الادية العلومة عن طريق‬ ‫الشرع كالعسل‪ ،‬أو عن طريق التجارب؛ مثل كثي من الدوية‬ ‫وهذا النوع لبد أن يكون تأثيه عن طريق الباشَرة ل عن طريق‬ ‫‪4‬‬

‫الوهم واليال‪ ،‬فإذا ثبت تأثيه بطريق مباشر مسوس صح أن‬

‫يُـتّخذَ دواء يصل به الشفاء بإذن ال تعال‪.‬‬

‫أما إذا كان مرد أوهام وخيالت يتوهها الريض فتحصل له‬ ‫الراحة النفسية بناءً على ذلك الوهم واليال ويهوّن عليه الرض‬ ‫وربا ينبسط السرور النفسي على الرض فيزول فهذا ل يوز‬ ‫العتماد عليه ول إثبات كونه دواء؛ ل ينساب النسان وراء‬ ‫الوهام واليالت‪ ،‬ولذا ني عن لبس اللقة واليط ونوها‬ ‫لرفع الرض أو دفعه؛ لن ذلك ليس سببا صريا حسيا‪ ،‬وما ل‬ ‫يثبت كونه سببا شرعيا ول حسيا ل يز أن يُجعل سببا؛ فإنّ‬ ‫جعله سببا نوعٌ من منازعة ال تعال ف ملكه وإشراك‪ ،‬حيث‬ ‫شارك ال تعال ف وضع السباب لسبباتا‪.‬‬ ‫وما أظن السوار الذي أعطاه الصيدل لصاحب الروماتيزم الذي‬ ‫ذكر ف السؤال إل من هذا النوع؛ إذ ليس ذلك السّوار شرعيا‬ ‫ول حسيا تُعلم مباشرته لرض الروماتيزم؛ فل يوز للمصاب‬ ‫أن يستعمل ذلك السوار حت يعلم وجه كونه‪ .‬وال الوفق »‪.‬‬ ‫فتاوى العلج بالقرآن والسنة ‪ /‬الرقى وما يتعلق بها‪.‬‬

‫‪5‬‬

More Documents from "hefz quran"

April 2020 9
April 2020 3
April 2020 5
April 2020 4
April 2020 4
April 2020 10