موقفنا من الشيعة راغب السرجاني

  • Uploaded by: abosohaila
  • 0
  • 0
  • May 2020
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View موقفنا من الشيعة راغب السرجاني as PDF for free.

More details

  • Words: 2,737
  • Pages: 7
‫يتفنّنس بعسض العلمييسن فسي إيهام المسسلمين أن قاصسمة الظهسر هسي فتسح ملفّ الشيعسة‪ ،‬على أسساس أن‬ ‫سنّة وشيعة‪ ،‬وأن الحديث عن هذه المشكلة سيقسّم المّة السلمية إلى نصفين‪.‬‬ ‫المسلمين ُ‬ ‫وهذا الكلم خطأ من وجهين‪..‬‬ ‫أمما الول فهمو أن الشيعمة ل يمثلون ممن كيان الممة السملمية إل ‪ %11‬فقمط (‪ 150‬مليونًا على مسمتوى‬ ‫العالم)‪ ،‬ومن الظلم البيّن للمة السلمية أن تتنازل عن ثوابتها من أجل الحفاظ على بقاء هذا العدد القليل‬ ‫داخمل الكيان المسملم دون أن يُطالب هؤلء الشيعمة باللتزام بضوابمط الممة السملمية العَقَ ِديّةم والخلقيمة‬ ‫والتاريخية والسياسية‪.‬‬ ‫وأما الوجه الثاني فهو ما ذكرناه في مقالنا السابق "خطر الشيعة" من أن الفتنة ليست نائمة ونحن نحاول‬ ‫إيقاظها‪ ،‬ولكن واقع المر أنّ الفتنة مشتعلة‪ ،‬بل شديدة الشتعال‪ ،‬وآثارها تغلي في أكثر من بقعة من بقاع‬ ‫العالم السملمي‪ ،‬وفمي مقدمتهما العراق‪ ،‬فمما الذي يجمب أن نفعله ونحمن نشاهمد هذا النزيمف المسمتمر لدماء‬ ‫المسمملمين الس ّمنّة هناك‪ ،‬وهذا التضييممع السممافر لمقدّرات دولة كممبيرة‪ ،‬وهذا العداد الواضممح لتهديممد بلد‬ ‫أخرى قريبة وبعيدة من دولة إيران الشيعية؟!‬ ‫إننمما نتكلم لنفهممم جذور المشكلة‪ ،‬ومِن ثَم يمكممن عندهمما أن نطرح حلولً منطقيممة‪ ،‬أممما بدون درايممة للنشأة‬ ‫والجذور والمفاهيم والمناهج والهداف والطموحات‪ ،‬فكيف لنا أن نتبرع برأي لحل المشكلة؟‪..‬‬ ‫ولقمد أبرزنما فمي مقالنما السمابق طرفًا ممن خطمر الشيعمة المعاصمرين على حاضمر الممة السملمية‪ ،‬وذكرنما‬ ‫على وجه التحديد خمسة أمور خطيرة يكفي كل واحد منها كمبرر لفتح هذا الملف‪ ،‬وبقوة‪ ..‬وهذه المور‬ ‫الخمسة هي‪:‬‬ ‫أولً‪ :‬الهجوم المسمتمر ممن الشيعمة على الصمحابة‪ ،‬حتمى صمار هذا الممر وكأنمه همو السماس فمي الديمن‬ ‫عندهم‪ ،‬وهو بغض ظاهرٌ جليّ تجاوز الحدود‪ ،‬حتى إننا في موقعنا اللكتروني نتلقى بشكل دائم تعليقات‬ ‫تفيممض بالكراهيممة والجحود مممن الشيعممة على المقالت الخاصممة بم م "أبسسي بكسسر وعمسسر وعثمان"‪ ،‬وعلى‬ ‫المقالت الخاصمة بعموم الصمحابة‪ ،‬فمجرّد رؤيمة اسمم صمحابي يمثّلم للشيعمة حسماسية كمبيرة‪ ،‬وردّ فعلٍ‬ ‫عنيمف‪ ،‬فكيمف السمكوت على مثمل هذا التجنمي؟! وذكرنما أن السمكوت عمن هذه الرذائل همو تضييمع للديمن ل‬ ‫يجوز لنا أن نفعله‪.‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬خطر التشيّع في بلد العالم السلمي‪ ،‬سواء التشيع المباشر وتغيير العقيدة‪ ،‬أم انتشار الفكر الشيعي‬ ‫دون معرفة أن هذا يعني التشيع‪.‬‬ ‫سنّة في العراق‪.‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬إزهاق أرواح اللف المؤلفة من أهل ال ّ‬

‫رابعًا‪ :‬التهديمد المباشمر بالسميطرة العسمكرية والسمياسية والقتصمادية على دولة العراق‪ ،‬وخدممة المصمالح‬ ‫المريكية بهذا التوجّه‪.‬‬ ‫خامسسًا‪ :‬التهديمد المباشمر لدول المنطقمة غيمر العراق‪ ،‬وذكرنما أمثلة ممن تهديمد الشيعمة للمارات والبحريمن‬ ‫والسمعودية‪ ،‬ول ندري همل المصملحة همي السمكوت حتمى تضيمع هذه البلد؟ أم الحركمة اليجابيمة السمريعة‬ ‫لحفظ أمنها وأمانها؟‬ ‫كانت هذه أمور خمسة فصّلنا في الحديث عنها في مقالنا السابق "خطر الشيعة"‪ ،‬وندعو ال ُقرّاء إلى قراءة‬ ‫هذا المقال بشيممء مممن التركيممز لخطورتممه‪ ،‬كممما ندعوهممم إلى قراءة المقاليْن السممابقيْن له‪ ،‬وهممما "أصسسول‬ ‫الشيعة" و"سيطرة الشيعة"؛ حتى نأخذ فكرة كاملة عن الموضوع‪.‬‬ ‫لكن هل هذه المور الخمسة هي كل شيء؟!‬ ‫والجابة المؤسفة‪ :‬ل!‬ ‫فخطورة الشيعة أكبرُ من ذلك‪ ،‬ومراجعةُ التاريخ تثبت أن تدهور الوضاع قد يكون أبعدَ من التخيّل‪ ،‬فلقد‬ ‫احتمل العُبيديّون الشيعمة السمماعيلية مصمر‪ ،‬وظلوا أكثمر ممن مائتمي سمنة متصملة‪ ،‬وهمو شيمء لم يكمن أكثمر‬ ‫المتشائمين يتوقعه‪ ،‬لكنه حدث كما نعلم‪ ،‬ومن هنا كان التنبيه على هذه الخطورة أمرًا لزمًا وحتميّا‪.‬‬ ‫ولنكمل الن معًا ما ذكرناه من أخطارٍ للشيعة في زماننا المعاصر‪..‬‬ ‫سادسًا‪ :‬التقارب اليراني السوري وخطورته‪..‬‬ ‫يظهر لنا بوضوح التقارب الشديد بين إيران وسوريا‪ ،‬ووجه الخطورة في ذلك هو الوضع الخطير الذي‬ ‫صيْريين (المعروفين بالعلويّين)‪ ،‬وهم ينتمون‬ ‫تعيشه سوريا‪ ،‬حيث تُحكم منذ ما يقرُب من أربعين سنة بالنّ َ‬ ‫إلى مؤسمّس مذهبهمم أبمي شعيمب محممد بمن نُصمَير البصمريّ (ت ‪270‬همم)‪ ،‬الذي ادّعَى النبوة‪ ،‬والذي ادعمى‬ ‫ن عليّا هو ال ‪-‬تعالى ال عما يقولون علوّا كبيرًا‪.-‬‬ ‫أّ‬ ‫وممع أن طائفمة النّصمَيريين فمي سموريا ل تمثمل أكثمر ممن ‪ %10‬ممن السمكان إل أنهمم يسميطرون على الحكمم‬ ‫تمامًا‪ ،‬ويفتحون المجال واسعًا للتشيّع في الدولة‪ ،‬ومِن ثَم فاتصال ما يسمّى بالهلل الشيعي من إيران إلى‬ ‫العراق إلى سموريا إلى لبنان‪ ،‬يمثمل حاجزًا خطيرًا فمي الممة السملمية يعزل شرقهما عمن غربهما‪ ،‬وينذر‬ ‫بتوسّع قد ل نتخيل أبعاده‪.‬‬ ‫سابعًا‪ :‬هناك أمر خطير جدّا يحتاج منا إلى وقفة حاسمة الن‪ ،‬ول‬ ‫يجوز لذلك أن نؤجّلم الحديمث عمن هذا الملف إلى وقمت آخمر‪ ،‬وهمو أحمدي نجاد الرئيس اليراني الشيعي‬ ‫فتنمة المسملمين السّمنّة برموز الشيعمة الكمبرى‪ ،‬وخاصمة زعيمم حزب ال اللبنانمي حسسن نصسر ال‪ ،‬ورئيمس‬ ‫إيران أحمدي نجاد‪ .‬وليس من جدال أن المواقف المعلنة من هذيْن الرمزين تمثّل فتنة لكثير من المسلمين‬ ‫ال سّنة‪ ،‬خاصةً في ظل غياب رموز موازية من زعماء الدول السلمية‪ ،‬والمحسوبين على ال سّنة! ووجه‬ ‫الفتنة هو النجاح الذي حققه كل واحد منهما في قضيته‪ ،‬سواء في قضية حرب اليهود في حالة حزب ال‪،‬‬ ‫سنّة‬ ‫أو قضية بناء الدولة كما هي حالة الزعيم اليراني‪ .‬ومن هنا وجب علينا أن نلفت أنظار المسلمين ال ّ‬ ‫أن تحقيمق النجاح فمي قضيمة ممن القضايما ل يعنمي صمحة العقيدة‪ ،‬وسملمة المنهمج‪ ،‬ومِن ثَم فل يمكمن أن‬

‫نتغاضى عن كل شيء لكون الرجل قد حقق نجاحًا في أمرٍ ما‪ ،‬حتى لو كان عظيمًا‪ ،‬ول ننسى أن الدولة‬ ‫العبيدية الشيعية الخبيثة قد حققت نجاحات عسكرية وسياسية أكبر من نجاحات إيران وحزب ال عشرات‬ ‫س ّنيّا‬ ‫أو مئات المرات‪ ،‬ومع ذلك فنحن ل يمكن أن نتخذها قدوةً‪ ،‬بل إننا ل نتخذ زعيمًا علمانيّا ‪ -‬ولو كان ُ‬ ‫ل وتوازنًما وشمولً فممي‬ ‫ قدو ًة ومثلً؛ لننمما نؤمممن أن القائد السمملمي القدوة هممو القائد الذي يحقممق تكام ً‬‫مجالت العقيدة والخلق والعلم والعمل‪ ،‬ويكون جهاده في سبيل ال‪ ،‬ونصر ًة لدين ال الصحيح‪ ،‬وإرساءً‬ ‫للشريعة السلمية دون تحريف وتبديل‪.‬‬ ‫ودعوني أوجّه رسالة إلى الذين يحلمون بأن يح ُكمُهم زعيمٌ شيعيٌ‪،‬‬ ‫ولو كان معتدلً‪ ،‬أقول لهممم‪ :‬هممل سممتقبلون عندهمما اليمان بالئمممة حسسن نصسر ال الزعيسم الشيعسي وقائد‬ ‫الثني عشر الذين يدعون إليهم هؤلء؟ وهل سنقبل عندها بالتخلي حزب ال‬ ‫عن تاريخ الصحابة ومذاهبنا الفقهية وكتب ال سّنة التي نثق بها؟ وهل نتوقع عند زعامة أحدهم أن تصبح‬ ‫مناهج التعليم على طريقتنا أم على طريقة الشيعة؟!‬ ‫لقد أقام إسماعيل الصفويّ دولة قوية جدّا في إيران‪ ،‬وبناها بشكل باهر من حيث الدارة والتنظيم‪ ،‬ولكن‬ ‫ماذا فعل بهذه الدولة حين اكتملت معالمها؟! راجعوا مقال " سيطرة الشيعة" لتعلموا كيف استغلّ قوته في‬ ‫ضرب الدولة العثمانيمة فمي ظهرهما‪ ،‬وفمي تشييمع أهمل العراق‪ ،‬وفمي التحاد ممع البرتغالييمن ضمد السّمنّة‬ ‫العثمانيين‪.‬‬ ‫إن السلم ‪ -‬يا إخواني وأخواتي ‪ -‬جملة واحدة‪ ..‬ل يجوز لنا أن نأخذ منه جانبًا ونترك آخر‪ ..‬قال تعالى‪:‬‬ ‫خلُوا فِي السّملْ ِم كَافّةً} [البقرة‪ .]208 :‬فإذا أردنما أن نتخمذ قدوة فلتكمن متكاملة‪ ،‬وإنْم‬ ‫{يَا َأيّهَا الّذِينَم َآ َمنُوا ادْ ُ‬ ‫نقُص منها شيء فل يمكن أن يكون هذا الشيء هو جانب العقيدة والمفاهيم‪ ،‬وإلّ فالعاقبة ستكون وخيمة‪،‬‬ ‫والضرر بالغًا‪.‬‬ ‫ثامنًا‪ :‬للسف الشديد فإن روايات الشيعة قد تسرّبت بشكل شنيع في كتب التاريخ‪ ،‬ونحن إذا أردنا أن نقرأ‬ ‫التاريمخ‪ ،‬ونسمتفيد بمه‪ ،‬فإنّه يلزمنما أن ننقحمه ممما أصمابه ممن تزويمر وتحريمف‪ ،‬وهذه مهمّةم ضروريمة‪،‬‬ ‫ل القرون‪،‬‬ ‫وواجب أساسي‪ ،‬وإلّ ضاعت من بين أيدينا ثرواتٌ هائلة‪ ،‬بل وشوّهت سيرُ خي ِر النّاس‪ ،‬وأفض ُ‬ ‫وبداية الطريق أن نفهم خطورة الشيعة على كتب التاريخ‪ ،‬ومِن ثَم تنقية هذه الكتب من رواياتهم المزوّرة‪،‬‬ ‫ثمم اسمتنباط الدروس وال ِعبَر بعمد التأكّدم ممن صمحة الروايات‪ ..‬ولكمي أنبّه على خطورة هذا المور فإننمي‬ ‫قمتُ بإحصاء الروايات الواردة في شرح قصة موقعة صفين في تاريخ الطبري فوجدتها ‪ 113‬رواية‪ ،‬ثم‬ ‫صمُعقت عندمما وجدت أن ‪ 99‬روايمة منهما عبارة عمن روايات شيعيسة حاقدة ل تهدف إل لتشويمه الصمحابة‪،‬‬ ‫وهذه الروايات هي التي يتناقلها الشيعة‪ ،‬وكذلك المتأثرون بأفكارهم من جهلة العلميين المحسوبين على‬ ‫سنّة‪ ،‬وحُجّتهم بأن الروايات موجودة في تاريخ الطبري‪ ،‬وهو من علماء السّنة الفذاذ‪ ،‬لكنهم ل ينظرون‬ ‫ال ّ‬ ‫إلى السمند الذي ذكره الطمبري‪ ،‬وحتمى لو نظروا إليمه فهمم ل يعرفون هذه السمماء ول يدرون عنهما شيئًا؛‬ ‫ومممن ثَمّ وجممب تنقيممة كتممب التاريممخ مممن روايات الشيعممة حتممى يقرأ الناس مُ تاريممخ المّمممة مممن مصممادره‬ ‫الصحيحة‪.‬‬ ‫تاس سعًا‪ :‬ل ينظممر كثي ٌر مممن الناس إلى الواجممب الذي علينمما تجاه الشيعممة! فهممل مممن الحكمممة أن نترك مائة‬ ‫وخمسمين مليونًا ممن البشمر يعتقدون هذه العتقادات الفاسمدة دون أن ننبههمم إلى خطورة مما همم عليمه ممن‬ ‫أفكار ومعتقدات؟!‬

‫أل يحتاج هؤلء إلى تعليمم وتوضيمح وأمرٍ بالمعروف ونهيٍم عمن المنكمر؟! ألن يكون هناك سمؤال لنما يوم‬ ‫القياممة مِنْم ربّ العالميمن عمن موقفنما عندمما رأينما ممن يديمن بالمعتقدات التمي أشرنما إلى بعضهما فمي مقال‬ ‫"أصول الشيعة"؟!‬ ‫لقمد أرسمل إلينما بعمض الشيعمة تعليقات على هذه المقالت يتوجهون فيهما إلى ال بأن يعاقبنمي بأن يحشرنمي‬ ‫ممع أبسي بكسر وعمسر!! وممع سمعادتي بأنّم هناك ممن يتمنمى لي أن أُحشمر ممع أبسي بكسر وعمسر إل أننمي كنمت‬ ‫حزينًا جدّا عليهمم حيمث جعلوا ممن أنفسمهم أعدا ًء لهذيْن العملقيْن الجبليمن اللذيمن اصمطفاهما ربّ العالميمن‬ ‫لصحبة سيد المرسلين ‪ ..r‬إنني أشعر أنه من ألزم واجبات الدعاة والعلماء أن يشرحوا لهؤلء خطورة ما‬ ‫هم عليه‪ ،‬فل شكّ أن فيهم المنصف الذي إنْ وصلت إليه المعلومةُ الصحيحة فإنه سيقبل الحق مهما واجه‬ ‫من صعوبات‬ ‫عاشرًا‪ :‬مَن يدافمع عمن السّمنّة المسماكين الذيمن يعيشون فمي إيران‬ ‫الن؟! همل تدرون مما عددهمم؟! إنهمم يصملون إلى عشريمن مليونًا! إعدام علماء السنة في إيران‬ ‫أي يمثلون ما يقرب من ‪ %30‬من السكان‪ ،‬ومع ذلك فليس هناك وزير واحد منهم في الحكومة اليرانية‪،‬‬ ‫وعددهمم فمي البرلمان أقمل ممن ‪ ،%10‬ويجاهمد مليون سُمنّي فمي العاصممة طهران لنشاء مسمجد واحمد لهمم‬ ‫لكنهمم فشلوا فمي ذلك حتمى الن‪ ،‬فضلً عمن القممع المباشمر لكمل المطالبيمن بالحقوق‪ ،‬وقمد وصمل القممع إلى‬ ‫تدميمر المسماجد السّمنّية‪ ،‬وممن أشهمر هذه الحوادث تدميمر مسسجد الشيسخ فيسض فمي خراسمان سمنة ‪1994‬م‪/‬‬ ‫ب من السّنة اعتصموا‬ ‫‪1414‬هم[‪ ،]1‬ثم تدمير المسجد الجامع بولية بلوشستان مع قتل أكثر من مائتي شا ّ‬ ‫بالمسجد احتجاجًا على تدمير مسجد الشيخ فيض[‪.]2‬‬ ‫سنّة في إيران ل تتوافق مع‬ ‫وغنيّ عن الذكر والبيان أن مناهج التعليم التي ي ْدرُسها عشرون مليونًا من ال ّ‬ ‫عقائد السّنة ومبادئهم‪ ،‬إنما هي على أفكار الشيعة وبدعهم‪.‬‬ ‫إنهما ‪ -‬للسمف الشديمد ‪ -‬أزممة كمبيرة يعيشهما السمّنة فمي إيران‪ ،‬وكلنما‬ ‫يرى أنهم ل بواكي لهم‪ ،‬فهل نسكت جميعًا عن مشاكلهم ومشاكل تدمير مساجد أهل السنة‬ ‫السّنة في العراق‪ ،‬أم نتكلم لعلّ ال ‪ U‬أن يوقظ قلبًا يستطيع أن يفعل شيئًا؟!‬ ‫إن هذه هي بعض أخطار الشيعة التي تظهر لنا‪ ..‬فتلك عشرة كاملة!‬ ‫هل يرى إخواني وأخواتي أن من الحكمة أن نسكت؟!‬ ‫همل يرى المتعقّلون ممن المحلليمن أنّم أضرارَ الكلم أكمبرُ ممن أضرار الواقمع الذي نعيشمه بالفعمل‪ ،‬والذي‬ ‫عدّدنا في هذا المقال والمقال الذي قبله‪ ،‬عشرة منها؟!‬ ‫ومممع ذلك فليممس الهدف مممن وراء هذه المقالت أن نحمممل سمملحًا‪ ،‬ونواجممه بممه شيعممة إيران أو العراق أو‬ ‫سموريا أو لبنان‪ ..‬وليمس الهدف ممن هذه المقالت أن نسمتنتج أن خطمر الشيعمة أكمبر ممن خطمر اليهود‪ ..‬إنمما‬ ‫نهدف من هذه المقالت أن نفهم الوضاع على حقيقتها‪ ،‬وعندها يتفق العقلء من أهل ال سّنة على الموقف‬ ‫حكَ َم والنسب بعد معرفة الحقائق‪..‬‬ ‫ال ْ‬

‫ن يتطوع بإبداء الرأي في كثير من المشاكل المعقدة‪ ،‬ل يعرف شيئًا البتّة عن القضية التي‬ ‫إن المليين ممّ ْ‬ ‫يتكلم فيهما‪ ،‬إنمما يتكلم ممن منطلق العاطفمة فقمط‪ ،‬ويسمطّر أحلممه على أنهما حقائق سميتجه المخلصمون إلى‬ ‫تطبيقها‪.‬‬ ‫إذن بعد هذه المعلومات الدامية‪ ،‬ما هو موقفنا من ملف الشيعة؟!‬ ‫أولً‪ :‬يرى جمهور العلماء أن عموم الشيعممممة الثنممممي عشريممممة‬ ‫مسمملمون‪ ،‬ولكنهممم مسمملمون منحرفون مبتدعون‪ ،‬ومِمن ثَمم فإنهممم بدع ومنكرات الشيعة‬ ‫يُجرون عليهممم أحكام السمملم بشكممل عام مممن حيممث التزاوج والميراث والدفممن والقضاء والطعام وسممائر‬ ‫المعاملت‪ ،‬ومممن ثَم أيضًا يُسمممح لهممم بالحممج والعمرة ودخول الراضممي المقدسممة المحرّمممة على غيممر‬ ‫المسلمين‪ ،‬لكن كل هذا ل يلغي شدة النحراف الذي هم عليه‪ ،‬والذي يحتاج إلى إصلح وتقويم‪ ،‬بل يحتاج‬ ‫إلى أحكام وقوانين‪ ،‬وهذا مجال أسهم فيه علماء المة بكثيرٍ من التفصيلت ليس المجال يسمح بشرحها‪.‬‬ ‫ويرى جمهور العلماء أيضًمما أن هناك ممممن طوائف الشيعمممة ممممن َيكْفُممر‪ ،‬وعلى رأس هذه الطوائف مثلً‬ ‫السماعيلية والنّصَيرية وغير ذلك من المذاهب الملحدة‪.‬‬ ‫ثانيًسا‪ :‬بناء على هذا النحراف الشديممد الذي تعانيممه المناهممج الشيعيممة فإننمما نسممتطيع أن نقطممع باسسستحالة‬ ‫التقريممب العقائدي والفقهمي بينهمم وبيمن المسملمين السمّنة؛ فالشيعةُ ليسمت مذهبًا ممن المذاهمب كمما يعتقممد‬ ‫ب بين الطريق المستقيم وبين النحراف ما هو‬ ‫البعض‪ ،‬إنما هي انحراف عن الطريق المستقيم‪ ،‬وأيّ تقري ٍ‬ ‫إل انحراف أيضًا ولكن بدرجة أقل‪ ،‬وهذا ليس مقبولً البتّة في الشريعة السلمية‪ ،‬وهل يعني التقريب أن‬ ‫ب بعمض الصمحابة دون غيرهمم؟ وهمل يعنمي التقريمب اليمان ببعمض الئممة الثنمي عشمر دون‬ ‫نقبمل بسم ّ‬ ‫غيرهم؟ وهل يعني التقريب الخذ عن البخاري ومسلم وترك الترمذي وأبي داود؟ وهل يعني التقريب أن‬ ‫ل زواج المتعة في بعض الظروف؟ وهل يعني التقريب التغاضي عن اضطهاد بعض ال سّنة في إيران‬ ‫نح ّ‬ ‫والعراق ولبنان وسوريا‪ ،‬وعدم التغاضي عن اضطهاد آخرين؟‬ ‫إن الطريق ‪ -‬يا إخواني وأخواتي ‪ -‬مسدودٌ مسدود!!‬ ‫الدكتور مصطفى السباعي‬ ‫وأيّ محاولت للتقريمب العقائدي والفقهمي بيمن الشيعمة والسمّنة مما همي إل محاولت لتبديمل الديمن وتحريفمه‪،‬‬ ‫وهذا مما ل ينبغمي أن نسمعى إليمه‪ ..‬وليراجمع الجميمع مواقمف العلماء الذيمن سمعوا إلى التقريمب فمي فترة ممن‬ ‫فترات حياتهمم ثمم اكتشفوا اسستحالة ذلك ممع كثرة المحاولت‪ ،‬ولعلّنما نخمص بالذكمر هنما العلّممة السموري‬ ‫الكممبير الدكتور مصسسطفى السسسباعي رحمممه ال‪ ،‬والذي أعلن فممي كتابممه "السممنة ومكانتهمما فممي التشريممع‬ ‫السلمي" فشل كل هذه المحاولت‪ ،‬بل قال بالحرف الواحد‪ ..." :‬كأن المقصود من دعوة التقريب‪ ،‬هي‬ ‫تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة!!"[‪ ،]3‬كما سار في نفس الطريق ووصل إلى نفس النتيجة العلّمة‬ ‫الجليل الدكتور يوسف القرضاوي حفظه ال‪.‬‬

‫ثالثًسا‪ :‬ل ينبغممي أن نقممف عنممد مرحلة النكار على عقائد الشيعممة‬ ‫ومناهجهممم‪ ،‬بممل ينبغممي أن نحص مّن أهممل الس مّنة بالعلم النافممع الذي الدكتور يوسف القرضاوي‬ ‫يحفظهممم مممن السممقوط فممي هاويممة المعتقدات الفاسممدة‪ ،‬وعلى العلماء والدعاة أن ينشطوا بشكممل كممبير فممي‬

‫تعريف أهل السنة بدينهم الصحيح‪ ،‬وقصة الرسول ‪ r‬والصحابة الجِلّء‪ ،‬كما ينبغي أن نستفيد من التراث‬ ‫التاريخممي الهائل الذي تمتلكممه المممة‪ ،‬وليعلم الجميممع أن المّة التممي ل تُحسممن قراءة تاريخهمما لن تسممتطيعَ‬ ‫صياغة مستقبلها‪.‬‬ ‫رابعًا‪ :‬ل بُ ّد أيضًا ألّ نخجل أو نخاف من طرح الشّبهات التي يثيرها الشيعة هنا وهناك‪ ،‬ول ينبغي لنا أن‬ ‫نضمع رءوسمنا فمي التراب ظنّام منما أنّم السمكوت عمن الكلم فمي ملف الشيعمة سميخرسُ اللسمنة‪ ،‬بمل ل بُ ّد أن‬ ‫نتكلم فيه وبشجاعة؛ فالمسألة مسألة عقيدة‪ ،‬والقضية قضية تقويم انحراف‪ ،‬وتعديل سلوك‪ ،‬ومن هنا فيجب‬ ‫علينا طرح القضايا التاريخية المعقّدة التي َيلِجُ فيها الشيعة بضراوة‪ ،‬وأن نشرح هذه القضايا من منظورنا‬ ‫سنّة لل البيت‪ ،‬وتقديرهم لهم‪ ،‬وأن الوهم الذي يسيطر‬ ‫حبّ أهل ال ّ‬ ‫السلمي الصحيح‪ .‬كما يجب توضيح ُ‬ ‫به الشيعة على أذهان الناس من كونهم يعظّمون أهل البيت بشكل أكبر هو وهمٌ كاذب‪ ،‬وإلّ فكيف يرضى‬ ‫آل بيت رسول ال ‪ r‬بتحريف منهج رسول ال ‪r‬؟!‬ ‫خام سًا‪ :‬ينبغي أيضًا أن نتوجّه إلى الشيعة بالدعوة الصادقة والنصيحة المخلصة‪ ،‬أن يعودوا إلى التحقيق‬ ‫العلمي النزيه ليقرءوا تاريخهم وعقائدهم؛ ليتب ّينُوا أن سند الروايات عندهم في غاية الضعف والنقطاع‪،‬‬ ‫وأن الكثيمر ممن مناهجهمم وأفكارهمم قمد وُضعمت فمي القرن الثالث الهجري‪ ،‬ولم يكمن لهما أصملٌ قبمل ذلك‪.‬‬ ‫ونحن على يقين أن المخلص منهم سيهديه ال ‪ U‬إلى الطريق القويم‪ ،‬وما ذلك على ال بعزيز‪.‬‬ ‫سسسادسًا‪ :‬على الدول العربيممة والسمملمية‪ ،‬بممل على الجاليات المسمملمة فممي البلد الغربيممة‪ ،‬أن تَحْ َذرَ حذرًا‬ ‫شديدًا ممن خطورة التشيّعم الذي ينممو بشكمل متزايمد‪ .‬وكمما وضّحنما فإن هذا التشيّعم همو انحراف عمن جادّة‬ ‫الصمواب‪ ،‬وممن هنما كان ينبغمي النتباه الشديمد لهذا الممر‪ ،‬خاصمةً فمي البلد التمي تتعرض للتشيّعم بشكمل‬ ‫مكثف مثل البحرين والمارات والسعودية والردن‪.‬‬ ‫سسابعًا‪ :‬على المسملمين السمّنة فمي نقاط التّماسّم فمي العراق وإيران ولبنان أن يأخذوا حذرهمم‪ ،‬وأن يوحّدوا‬ ‫كلمتهم‪ ،‬وأن يتواصلوا مع إخوانهم من أهل ال سّنة في العالم السلمي‪ ،‬وأن يتكاتفوا في حماية أنفسهم من‬ ‫المخاطمر التمي يتعرضون لهما‪ ،‬وأن ينشطوا فمي الجانمب العلممي الذي يشرح حالتهمم‪ ،‬ويمبيّن أوضاعهمم‪،‬‬ ‫ويسهّل مساعدتهم‪.‬‬ ‫ثامنًا‪ :‬ل نمانع من إمكانية التعايش السلمي بين السنة والشيعة‪ ،‬وعدم تعدي طرف على طرف‪ ،‬بل عدم‬ ‫ل بيمن الطرفيمن‪ ،‬ول‬ ‫الدخول فمي المناطمق الملتهبمة ممن الصمراع الفكري والعَقَديمّ‪ ،‬على أن يكون هذا متباد ً‬ ‫يكون هذا يعني إعطاء كل الحقوق للشيعة في العراق مع تهميش السّنة‪ ،‬سوا ٌء في العراق أو إيران‪.‬‬ ‫تاسسعًا‪ :‬التقارب السمياسي بيمن بعمض الجماعات السمياسية السمنية والشيعيمة فمي بعمض المور أممر وارد‪،‬‬ ‫ولكمن ممع الحذر الشديمد ممن حدوث انهيار التقارب كمما همو المعتاد فمي التاريمخ لمثمل هذه العَلقات‪ ،‬كمما‬ ‫ينبغمي الحذر التام ممن أي تنازل عمن مبدأ عقائدي أو شرعمي فمي سمبيل هذا التقارب‪ ،‬وليكمن هذا التقارب‬ ‫مشروطًا بظروف خاصمّة‪ ،‬ومصمالح مشتركمة معينمة‪ ،‬ول يكون مطلقًا حتمى ل يُحدِث بلبلة فمي الصمف‪،‬‬ ‫واضطرابًا في الفهم‪.‬‬ ‫عاشرًا‪ :‬دعوة إلى حكام المسممملمين أن يكونوا على قدر المسمممئولية الضخممممة الملقاة على عاتقهمممم‪ ،‬فإنّ م‬ ‫المسلمين السّنة ما لجئوا إلى دعاوى التقريب‪ ،‬وما انبهروا بالمثلة الشيعية إل لغياب الحكّام المسلمين عن‬ ‫السمماحة‪ ..‬ولقممد رأينمما مدى التعاطممف الس ّمنّي مممع أردوجان فممي موقفممه مممن اليهود‪ ،‬ومممن رئيممس وزراء‬

‫الدنمارك؛ للدللة على احتياج الشارع الس ممّني لرم ٍز يقفون وراءه‪ ،‬فأسمممأل ال ‪ U‬أن يريكمممم الحمممق حقّاممم‬ ‫ويرزقكم اتّباعه‪ ،‬وأن يريكم الباطل باطلً ويرزقكم اجتنابه‪.‬‬ ‫كانت هذه هي النقطة العاشرة في رؤيتنا لهذا الملف الخطير‪ ،‬فتلك عشرة كاملة‪..‬‬ ‫وأنا على يقين أن هناك العشرات والمئات‪ ،‬بل اللف‪ ،‬من السئلة التي لم نتمكن من الشارة لها في هذه‬ ‫المقالت العاجلة‪ ،‬ولكننممما نهدف إلى فتمممح البواب فقمممط‪ ،‬وتوضيمممح الرؤيمممة‪ ،‬أمممما التفصممميل والشرح‬ ‫والسمتقصاء والحصمر‪ ،‬فإننما نحتاج إلى دراسمات وبحوث‪ ،‬نسمأل ال أن يوفّقم علماء المسملمين إلى القيام‬ ‫ن ُكلّهُ لِّ} [النفال‪.]39 :‬‬ ‫ن الدّي ُ‬ ‫ل َتكُونَ ِف ْتنَ ٌة َو َيكُو َ‬ ‫حتّى َ‬ ‫بها‪ ،‬وتبيينها لعموم الناس { َ‬ ‫حَفِظَ ال أمة السلم من كلّ سُوءٍ‪ ،‬وأنار طريقها المستقيم‪ ،‬ورزقها من الخير كله عاجله وآجله‪..‬‬ ‫ونسأل ال أن ُي ِع ّز السلم والمسلمين‪.‬‬ ‫د‪ .‬راغب السرجان‬

More Documents from "abosohaila"

May 2020 4
May 2020 3
May 2020 5
May 2020 1
May 2020 3