L'imam Et Le Muazzin

  • October 2019
  • PDF

This document was uploaded by user and they confirmed that they have the permission to share it. If you are author or own the copyright of this book, please report to us by using this DMCA report form. Report DMCA


Overview

Download & View L'imam Et Le Muazzin as PDF for free.

More details

  • Words: 33,165
  • Pages: 78
‫‪1‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫المام و‬ ‫المؤذن‬ ‫مؤتـــمن((‬

‫المام ضــــــامن والمــــؤذن‬ ‫اللهم ارشد الئمة واغفر للمؤذنين ))‬

‫تأليف‬ ‫فؤاد بن عبد العزيز الشلهوب‬

‫‪2‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫مقدمة‬ ‫المد ل رب العالي‪ ،‬والصلة والسلم على إمام التقي‪ ،‬ممد بن عبد ال‪ ،‬صلى ال‬ ‫وبعد‪:‬‬ ‫عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيا إل يوم الدين ‪.‬‬ ‫فهذا كتاب أردت فيه بيان الحكام الت تم الؤذن والمام‪ ،‬واجتهدت فيه بقدر طاقت ف‬ ‫جع سنة النب صلى ال عليه وسلم الواردة ف أمر المامة والتأذين ‪ .‬وأسأل ال التوفيق‬ ‫والسداد ف القول والعمل‪ ،‬كما نسأله العلم النافع والعمل الصال ‪ ،‬إنه ول ذلك والقادر‬ ‫عليه ‪ ،‬وصلى ال وسلم وبارك على نبينا ممد وعلى آله وصبحه وسلم ‪ ،‬والمد ل رب‬ ‫العالي ‪.‬‬

‫وكتبه ‪:‬‬ ‫فؤاد بن عبد العزيز الشلهوب‬

‫‪3‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫أو ًل ‪ :‬الحكام الت تتعلق بالؤذن والذان ‪:‬‬ ‫الذان هو العلم؛ قال ال تعال ‪ { :‬وأذان من ال ورسوله } أي أعلمٌ ‪ .‬فالعلم بالذان دليلٌ‬ ‫على دخول وقت الصلة‪ ،‬والدعاء إل شهود الماعة لظهار شعية عظيمة من شعائر السلم‬ ‫وهي الصلة ‪.‬‬

‫ولقد ورد ف الذان فض ٌل عظيم‪ ،‬فهنيئا لن قام به‪ ،‬وأدى أمانته ‪ .‬قال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬لو‬ ‫يعلم الناس ما ف النداء والصف الول ث ل يدوا إل أن يستهموا عليه لستهموا ‪ ) ...‬الديث‬ ‫(‪ . )1‬وقال صلى ال عليه وسلم لب سعيد الدري‪ ( :‬إن أراك تب الغنم والبادية‪ ،‬فإذا كنت ف‬ ‫غنمك‪ -‬أو باديتك‪ -‬فأذنت بالصلة فارفع صوتك بالنداء‪ ،‬فإنه ل يسمع مدى صوت الؤذن‬ ‫جن ول إنس و ل شيء إل شهد له يوم القيامة ) ( ) ‪ .‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬الؤذنون‬ ‫‪2‬‬

‫أطول الناس أعناقا يوم القيامة ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫ولقد دعا صلى ل عليه وسلم بالغفرة للمؤذني‪ ،‬فقال عليه الصلة والسلم ‪ ( :‬المام ضامن‪،‬‬ ‫والؤذن مؤتن‪ ،‬اللهم ارشد الئمة ‪ ،‬واغفر للمؤذني ) ( ) ‪ .‬فهنيئا لن دعا له رسول ال صلى ال‬ ‫‪4‬‬

‫عليه وسلم بالغفرة ! ‪.‬‬ ‫‪ -1‬صفات الؤذن ‪.‬‬ ‫يشترط ف الؤذن أن يكون مسلما‪ ،‬عاقلً‪ ،‬ذكرا‪ ،‬أمينا‪ ،‬عالا بالوقت ‪ .‬فل يصح من كافر‪ ،‬ول‬ ‫منون‪ ،‬ول من امرأة لنا ليست من يشرع لا الذان‪ ،‬سواء كان أذانا للرجال‪ ،‬أو لبنات جنسها‪،‬‬ ‫أو لنفسها‪ ،‬فإن ذلك ل يعهد ف زمن النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ول ف زمن أصحابه رضي ال‬ ‫عنهم‪ ،‬ول من بعدهم ‪ .‬ويشترط أن يكون الؤذن أمينا‪ ،‬فهو أميٌ على وقت الصلة والصيام‪ ،‬وهو‬ ‫أمي على عورات الناس حيث كان الؤذنون‪-‬قديا‪ -‬يؤذنون من على النائر وكانت تشرف على‬ ‫بيوت الناس وملتم ‪ .‬وف الديث أنه صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬المام ضامن‪ ،‬والؤذن مؤتن‪،‬‬ ‫اللهم ارشد الئمة ‪ ،‬واغفر للمؤذني ) ( ) ‪ .‬ويشترط ف الؤذن أن يكون عالا بالوقت‪ ،‬أي أوقات‬ ‫‪5‬‬

‫الصلوات؛ وذهب بعض أهل العلم بأن العلم بالوقت ليس شرطا ف الؤذن‪ ،‬فإن ابن أم مكتوم كان‬ ‫رجلً أعمى وكان ل يؤذن حت يقال له أصبحت أصبحت‪ .‬أي أن له من يعلمه بدخول الوقت ‪.‬‬

‫‪. 1‬رواه البخاري(‪ ،(615‬ومسلم (‪(932‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪(609‬‬ ‫‪. 3‬رواه مسلم (‪(387‬‬ ‫‪. 4‬رواه أحمد (‪ ،(7778‬والترمذي(‪ ،(207‬وأبو داود(‪ (517‬وصحح اللباني الحديث عند الترمذي وأبي داود ‪.‬‬ ‫‪. 5‬رواه أحمد (‪ ،(7778‬والترمذي(‪ ،(207‬وأبو داود(‪ (517‬وصحح اللباني الحديث عند الترمذي وأبي داود ‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫وف زماننا هذا يعتمد الؤذنون والناس على التقوي الذي يصدر من جهات تعتن بتحديد أوقات‬ ‫الصلوات‪ ،‬فخف المل على الؤذني ‪.‬‬ ‫مسألة‪ :‬لو كان عند مؤذن تقويان بينهما فرق يصل إل خس دقائق‪ ،‬وكل التقويي صادر من جهة‬ ‫تعتن بتحديد أوقات الصلوات وتتحرى الدقة فيه ؟‬

‫الواب‪ :‬إذا اختلف تقويان وكل منهما صادر عن عارف بعلمات الوقت‪ ،‬فإننا نقدم التأخر ف كل‬ ‫الوقات؛ لن الصل عدم دخول الوقت‪ ،‬مع أن كل من التقويي صادر عن أهلٍ‪ ،‬وقد نص‬ ‫الفقهاء‪-‬رحهم ال‪ -‬على مثل هذا فقالوا‪ :‬لو قال لرجلي ارقبا ل الفجر‪ ،‬فقال أحدها‪ :‬طلع الفجر‪،‬‬ ‫وقال الثان‪ :‬ل يطلع؛ فيأخذ بقول الثان‪ ،‬فله أن يأكل ويشرب حت يتفقا بأن يقول الثان‪ :‬طلع‬ ‫الفجر ‪ .‬أما إذا كان أحد التقويي صادرا عن أعلم وأوثق فإنه يُقدم ‪.‬اهـ ‪. ) ( .‬‬ ‫ويستحب أن يكون الؤذن حسن قوي الصوت؛ قوي الصوت حت يُسمع أذانه‪ ،‬وحسن الصوت لنه‬ ‫أرق لسامعه ‪ .‬وف وقتنا هذا منّ ال علينا بكبات الصوت الت تبلغ صوت الؤذن إل أماكن بعيدة‬ ‫ويؤخذ هذا الستحباب من قول رسول ال صلى ال عليه وسلم لعبد ال بن زيد بن عبد ربه الذي‬ ‫‪1‬‬

‫أُري الذان ف منامه‪ ( :‬إنا لرؤيا حق إن شاء ال فقم مع بلل فألقه عليه ما رأيت فليؤذن به‪ ،‬فإنه‬ ‫أندى صوتا منك‪ ..‬الديث ) ( ) ‪ .‬والصوت الندي أي الرفيع ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫مسألة ‪ :2‬هل يصح أذان الصب الميز ( ) ؟‬ ‫‪3‬‬

‫الواب‪ :‬من أهل العلم من قال ل يعتد بأذان الصب الميز‪ ،‬لن الذان مشروع للعلم‪ ،‬و ل يصل‬ ‫العلم بقول الصب الميز لنه ل يقبل خبه ول روايته‪ ،‬وهذا قياسٌ منهم على الفاسق ‪ .‬وذهب‬ ‫آخرون إل العتداد بأذان الصب الميز‪ ،‬منهم ‪ :‬عطاء والشعب وابن أب ليلي والشافعي ‪ .‬وروى ابن‬ ‫النذر ‪ ،‬بإسناده عن عبد ال بن أب بكر بن أنس قال‪ :‬كان عمومت يأمرونن أن أؤذن لم وأنا‬ ‫غلمٌ‪ ،‬ول أحتلم‪ ،‬وأنس بن مالك شاهدٌ ول ينكر ذلك ‪. ) ( .‬‬ ‫وتوسط آخرون فقالوا‪ :‬إن أذن معه غيه فل بأس‪ ،‬وإن ل يكن معه غيه فإنه ل يعتمد عليه‪ ،‬إل إذا‬ ‫كان عنده بالغ عاقل عارف بالوقت ينبهه عليه ‪ .‬وهذا هو الصواب ‪.‬اهـ ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫مسألة ‪ :3‬لو تشاح أو اختلف اثنان فأكثر على الذان‪ ،‬كل منهم يريد أن يؤذن‪ .‬فما العمل حينئذ ؟‬ ‫الواب‪ :‬ينظر ف أحسنهم وأرفعهم صوتا‪ ،‬ومعرفة بالوقت‪ ،‬وأكثرهم أمانة ‪ .‬فإن تساووا ف ذلك‬ ‫أُقرع بينهم ‪ .‬وقد رغب النب صلى ال عليه وسلم ف البادرة إل الذان ولو بالقتراع فقال عليه‬ ‫الصلة والسلم ‪ ( :‬لو يعلم الناس ما ف النداء والصف الول ث ل يدوا إل أن يستهموا عليه‬ ‫‪. 1‬الشرح الممتع على زاد المستقنع ‪ .‬للشيخ محمد بن عثيمين (‪ (63-2/62‬ط‪ .‬مكتبة العبيكان ‪.‬‬ ‫‪. 2‬رواه أحمد (‪ (16166‬واللفظ له ‪ ،‬ورواه الترمذي(‪ ،(189‬وأبو داود(‪. (499‬‬ ‫‪ . 3‬الصبي المميز من بلغ سبعاً إلى البلوغ ‪.‬‬ ‫‪. 4‬المغني لبن قدامة ‪ (2/68( .‬ط ‪ .‬دار عالم الكتب ‪1419 .‬هـ‬ ‫‪ . 5‬الشرح الممتع ‪ ،‬لبن عثيمين (‪(2/86‬‬

‫‪5‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫لستهموا ‪ ) ...‬الديث (‪ . )1‬وقد فعل ذلك سعد بن أب وقاص رضي ال عنه‪ ،‬فإنه لا كانت وقعة‬ ‫القادسية ‪ ،‬وأصيب الؤذن‪ ،‬تشاح أناس ف الذان واختلفوا‪ ،‬فأقرع بينهم سعد رضي ال عنه ( ) ‪.‬‬ ‫وهذا ممول على أنم تساووا ف الشروط الواجب توفرها ف الؤذن ولذلك أقرع بينهم ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫تنبيه ‪ :‬يرم أخذ الجرة على الذان والقامة‪ ،‬والراد بأخذ الجرة أي يعقد على الذان والقامة عقد‬

‫إجارة ‪ .‬فعن عثمان بن العاص رضي ال عنه قال ‪ :‬إن من آخر ما عهد إل رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم أن ‪ ( :‬اتذ مؤذنا ل يأخذ على أذانه أجرا) قال أبو عيسى‪ :‬حديث عثمان حديث حسن‬ ‫صحيح‪ .‬والعمل على هذا عند أهل العلم‪ :‬كرهوا أن يأخذ الؤذن على الذان أجرا‪ ،‬واستحبوا‬ ‫للمؤذن أن يتسب ف أذانه ( ) ‪ .‬وعلة التحري أن الذان والقامة عبادة ل يوز أخذ الجرة عليها‪.‬‬ ‫ولكن يرزق للمؤذن من بيت مال السلمي‪ ،‬لن الاجة داعية إل ذلك‪ ،‬وإل تعطلت الساجد‪،‬‬ ‫وينبغي أن يقدم التطوع إن كان أهلً للقيام بوظيفة الذان ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫تنبيه آخر ‪ :‬ليس للمؤذن مكانا مصصا ف السجد يتنب فل يلس فيه إل الؤذن‪ ،‬كما يفعل ف‬

‫كثي من الساجد اليوم‪ ،‬ومن سبق إل مكان فهو أحق به‪ ،‬والول بالؤذني أن ل يتخذوا مكانا‬ ‫راتبا خلف المام حت ل يظن أنه سنة تتبع ‪ .‬قال الشيخ ممد بن إبراهيم –رحه ال‪ :-‬الذان ليس‬ ‫وجوده ف السجد شرطا بل كان أصل الذان خارج السجد‪ ،‬وكون الؤذن له مكان مصوص ف‬ ‫السجد هذا ليس مشروعا‪ ،‬ول أن يتص بكان دون مكان ‪ .‬إنا يقيم ف مكانه بشرطه إذا كان فيه‬ ‫سهولة‪ .‬أما كونه مكانا راتبا فليس له أصل‪ ،‬بل تسوهل بذلك‪ ،‬ولكون البادرة تصل بالقامة والعلم‬ ‫بالمام ‪ .‬وإذا كان كذلك فينبغي أن يلف [ أي ‪ :‬ينتقل] الؤذن عن مكانه حت يعرف الناس أن هذا‬ ‫ليس من السنة ف شيء‪ .‬نعم هو جائز‪ ،‬لكن ينبه على أنه ليس بسنة ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -2‬أوقات الصلوات ‪.‬‬ ‫الصل ف الواقيت حديث إمامة جبيل عليه السلم لحمد صلى ال عليه وسلم ‪ .‬قال صلى ال عليه‬

‫وسلم ‪ ( :‬أمن جبيل عليه السلم عند البيت مرتي فصلى ب الظهر حي زالت الشمس وكانت‬ ‫قدر الشراك‪ ،‬وصلى ب العصر حي كان ظله مثله‪ ،‬وصلى ب ـ يعن الغرب ـ حي أفطر‬ ‫الصائم‪ ،‬وصلى ب العشاء حي غاب الشفق‪ ،‬وصلى ب الفجر حي حرم الطعام والشراب على‬

‫الصائم‪ ،‬فلما كان الغد صلى ب الظهر حي كان ظله مثله‪ ،‬وصلى ب العصر حي كان ظله مثليه‪،‬‬

‫‪. 1‬رواه البخاري(‪ ،(615‬ومسلم (‪(932‬‬ ‫‪ . 2‬ذكر ذلك البخاري بعد ترجمة ‪ :‬باب الستهام في الذان ‪ .‬كتاب الذان ‪ .‬قال ابن حجر‪ :‬وقد وصله سيف بن عمر في الفتوح‬ ‫والطبري من طريقه عنه ‪( ...‬فتح الباري ‪(2/114‬‬ ‫‪ . 3‬رواه الترمذي(‪ (209‬وقال اللباني في صحيح الترمذي ‪ :‬صحيح ‪ .‬ورواه النسائي (‪ (648‬وغيرهما ‪.‬‬ ‫‪. 4‬فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (‪(2/124‬‬

‫‪6‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫وصلى ب الغرب حي أفطر الصائم‪ ،‬وصلى ب العشاء إل ثلث الليل‪ ،‬وصلى ب الفجر فأسفر‪ ،‬ث‬ ‫التفت إل فقال‪ :‬يا ممد هذا وقت النبياء من قبلك‪ ،‬والوقت ما بي هذين الوقتي ) ( )‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫أ‪ -‬صلة الظهر ‪ :‬ووقتها يبدأ من زوال الشمس حت يصي ظل كل شيء مثله‪ ،‬وتعجيل صلة الظهر‬ ‫أفضل للحاديث المرة بفعل الصلة ف أول وقتها‪ ،‬ولكن قد تؤخر صلة الظهر إذا كان الر شديدا‬ ‫فتؤخر طلبا لبودة الو ‪ .‬فعن أب ذر الغفاري رضي ال عنه قال ‪ :‬كنا مع النب صلى ال عليه وسلم‬ ‫ف سفر‪ ،‬فأراد الؤذن أن يؤذن للظهر‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ ( :‬أبرد ) ‪.‬ث أراد أن يؤذن‬

‫فقال له‪ ( :‬أبرد ) ‪.‬حت رأينا فء التلول‪ ،‬فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ ( :‬إن شدة الر من فيح‬ ‫جهنم‪ ،‬فإذا اشتد الر فأبردوا بالصلة ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ب‪ -‬صلة العصر‪ :‬ووقتها يبدأ من مصي كل ظل مثله ‪ ،‬حت يصي ظل كل شيء مثليه ‪ .‬وف‬ ‫حديث عبد ال بن عمر رضي ال عنهما ما يدل على أن آخر وقت العصر ما ل تصفر الشمس‪ ،‬فعن‬

‫عبد ال بن عمرو رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪... ( :‬ووقت العصر ما ل‬ ‫تصفر الشمس ) الديث ( ) ‪ .‬والمع بي الديثي مكن بأن يقال ‪ :‬بأن النب صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪3‬‬

‫ابتدأ صلة العصر عند مصي ظل كل شيء مثليه‪ ،‬وانتهى عند اصفرار الشمس‪ ،‬وذلك مكن ف وقت‬ ‫الشتاء عندما يكون وقت العصر قصيا ( ) ‪ .‬قال ممد بن عثيمي ‪ :‬وسواء صح هذا المع أم ل‬ ‫‪4‬‬

‫يصح فإن الخذ بالزائد متعي‪ ،‬لن الخذ بالزائد أخ ٌذ بالزائد والناقص‪ ،‬والخذ بالناقص إلغاء للزائد‪.‬‬ ‫وعليه فنقول‪ :‬وقت العصر إل اصفرار الشمس ‪.‬اهـ ( ) ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫ت‪ -‬صلة الغرب ‪ :‬وقتها من مغيب الشمس إل مغيب المرة ف السماء‪ ،‬ووقتها يتراوح بي‬ ‫ساعة وربع إل ساعة ونصف وثلث دقائق تقريبا بعد الغروب (‪ . )5‬والسنة تعجيل صلة الغرب‬ ‫وعدم تأخيها‪ ،‬ويكون ذلك بقدار الوضوء بعد الذان وأداء ركعتي ونو ذلك‪.‬‬

‫ث‪ -‬صلة العشاء ‪ :‬من مغيب الشفق حت نصف الليل ‪ .‬كما جاء ف حديث عبد ال بن عمرو بن‬ ‫العاص قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ووقت العشاء إل نصف الليل) ( ) ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫ويستحب تأخي صلة العشاء إل ثلث الليل مال يشق على الناس ‪ ،‬فعن عائشة رضي ال عنها قالت‬ ‫‪ :‬أعتم النب ذات ليلة‪ .‬حت ذهب عامة الليل‪ ،‬وحت نام أهل السجد ث خرج فصلى‪ .‬فقال‪ ( :‬إنه‬

‫لوقتها لول أن أشق على أمت ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪. 1‬رواه أبو داود (‪ (393‬وقال اللباني في صحيح أبي داود ‪ ( :‬حسن صحيح ( ‪.‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪(539‬‬ ‫‪. 3‬رواه مسلم (‪(612‬‬ ‫‪ . 4‬انظر ‪ :‬الشرح الممتع (‪(130-2/129‬‬ ‫‪ . 5‬الشرح الممتع (‪(2/130‬‬ ‫‪ . 6‬رواه مسلم (‪(612‬‬ ‫‪. 7‬رواه مسلم (‪(638‬‬

‫‪7‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫(فائدة)‪ :‬ف حديث جابر بن عبد ال ف بيان أوقات الصلوات قال ‪ ( :‬والعشاء أحيانا وأحيانا‪ :‬إذا‬ ‫رآهم اجتمعوا عجل‪ ،‬وإذا رآهم أبطئوا أخر ) ( ) ‪ .‬فصلة العشاء يُراعى فيها تكثي الماعة‬ ‫‪1‬‬

‫فيستحب النتظار إذا تأخروا‪ ،‬على أن ل يشق ذلك على من حضر السجد‪.‬‬ ‫ج‪ -‬وقت صلة الفجر ‪ :‬من طلوع الفجر الثان وهو البياض المتد من الشمال إل النوب ( ) ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫حت طلوع الشمس ‪ .‬وتعجيل صلة الفجر وإيقاعها ف أول وقتها أفضل ‪.‬‬ ‫‪ -3‬الذان قبل الوقت وبعده ‪.‬‬ ‫ينبغي على الؤذن أن يتهد ف إيقاع الذان ف وقته الحدد‪ ،‬فإن أذن قبل الوقت ث تبي له أن وقت‬ ‫الصلة ل يدخل بعد‪ ،‬فعليه أن يعيد الذان بعد دخول وقتها ‪.‬‬ ‫أما إن تأخر الؤذن عن الذان ف وقته‪ ،‬فإن كان أهل السجد يسمعون أذان غيه فل يؤذن‪ ،‬وإل لزمه‬ ‫الذان ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-4‬هل يلزم الطهارة للذان ؟‬ ‫يستحب للمؤذن أن ل يؤذن إل أن يكون متطهرا من الدث الصغر‪ ،‬ول يب عليه؛ فإن أذن وهو‬ ‫متلبس بالدث الصغر صح أذانه‪ ،‬وذلك أن ألفاظ الذان دون مرتبة ألفاظ القرآن‪ ،‬والحدث حدثا‬ ‫أصغر يباح له قراءة القرآن عن ظهر قلب‪.‬‬ ‫والدث الكب كذلك ل يب التطهر منه للذان‪ ،‬فإن النب صلى ال عليه وسلم –كما قالت‬ ‫عائشة‪ :-‬كان يذكر ال على كل أحيانه ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫وليس مع من اشترط الطهارة للذان حجة أو مستمسك إل حديث أب هريرة رضي ال عنه عند‬ ‫الترمذي والبيهقي ‪ ( :‬ل يؤذن إل متوضئ ) ( ) ‪ .‬قال عنه ابن حجر‪ :‬ف إسناده ضعف ( ) ‪ .‬وف‬ ‫الغن قال ‪ :‬رواه الترمذي‪ ،‬وروي موقوفا على أب هريرة ‪ ،‬وهو أصح من الرفوع ( ) ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪5‬‬

‫‪7‬‬

‫‪-5‬هيئة الؤذن عند الذان ‪.‬‬ ‫من السنة أن يكون أداء الؤذن للذان من قيام‪ ،‬لقوله صلى ال عليه وسلم ف حديث عبد ال بن‬ ‫ل ينادي بالصلة ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫عمر ‪ ... :‬فقال عمر‪ :‬أول تبعثون رج ً‬ ‫‪. 1‬رواه البخاري(‪(560‬‬ ‫‪. 2‬ويمكن رؤية هذا البياض‪ ،‬لمن كان بعيداً عن أنوار المدن ‪.‬‬ ‫‪ . 3‬انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪ . (6/75،78‬ط ‪ .‬دار العاصمة ‪.‬‬ ‫‪ . 4‬رواه مسلم (‪(373‬‬ ‫‪. 5‬رواه الترمذي(‪(200‬‬ ‫‪. 6‬فتح الباري (‪(2/135‬‬ ‫‪(2/68(. 7‬‬

‫‪8‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫( يا بلل‪ ،‬قم فناد بالصلة ) ( ) ‪ .‬وعليه أكثر أهل العلم فإنم ل يوزون أذان القاعد إل من علة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ورخص أهل العلم الذان للمسافر ماشيا كان أو راكبا‪ ،‬وكان ابن عمر‪-‬رضي ال عنهما‪ -‬يؤذن‬ ‫على راحلته ث ينل ويصلي‪ .‬وإذا أبيح فعل النافلة على الراحلة‪ ،‬كان الذان من باب أول ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ومن السنة أن يستقبل الؤذن القبلة ببدنه حال أذانه‪ ،‬قال ابن النذر ‪ :‬أجع أهل العلم على أن من‬

‫السنة أن تُستقبل القبلة بالذان ( ) ‪ .‬ويستحب أن يعل إصبعيه ف أذنيه‪ ،‬لديث عون بن أب‬ ‫‪3‬‬

‫جحيفة عن أبيه قال‪ ( :‬رأيت بللً يؤذن ويدور ( ) ‪ ،‬ويُتبع فاه ها هنا ‪ ،‬وها هنا‪ ،‬وإصبعاه ف‬ ‫أذنيه‪ )...‬الديث ( )‪ .‬وفائدة وضع الصبع وهي السبابة ف الذن أنه أقوى وأرفع لصوت الؤذن‪،‬‬ ‫وكذلك لو رآه أصم أو أحد من بعيد لعلم أنه يؤذن ‪ .‬وف الثر السابق أيضا سنة اللتفات بالوجه‬ ‫يينا وشا ًل باليعلتي‪ .‬فيقول حي على الصلة مرتي يلتفت ف كل مرة بوجهه جهة اليمي دون‬ ‫استدارة البدن‪ ،‬ث ينادي بـ حي على الفلح مرتي يلتفت ف كل مرة بوجهه جهة الشمال دون‬ ‫استدارة البدن ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫( تنبيه ‪ :‬الكمة من اللتفات يينا وشا ًل إبلغ الدعوين من على اليمي وعلى الشمال‪ ،‬وبناءً على‬

‫ذلك ‪ :‬ل يلتفت من أذّن بكب الصوت؛ لن الساع يكون من "السماعات" الت ف النارة؛ ولو‬ ‫التفت لضعف الصوت؛ لنه ينحرف عن " الخذة" ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -6‬صفة الذان والقامة ‪.‬‬ ‫للذان صفتان‪ ،‬الول أذان بلل بن رباح‪-‬رضي ال عنه‪ ،-‬والثان أذان أب مذورة‪-‬رضي ال‬ ‫عنه‪ . -‬وكلها صحيح ثابت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬والعمل بما من السنة‪ ،‬ولكن‬ ‫ينبغي مراعاة أحوال الناس السامعي‪ ،‬فإن كانوا أهل علم ومعرفة بالذان‪ ،‬فيستحب فعل هذا مرة‪،‬‬ ‫وهذا مرة ‪ .‬وإن كان غي ذلك‪ ،‬ويُخشى منه التشويش على الناس‪ ،‬فل ينبغي للمؤذن أن يعمل بسنة‬ ‫تؤدي إل مفسدة ‪.‬‬ ‫أ‪ -‬فأذان بلل‪-‬رضي ال عنه‪ : -‬ورد ف قصة الرؤيا الت أُريها عبد ال بن زيد رضي ال عنه‬

‫قال‪ :‬لا أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بالناقوس يعمل ليضرب به للناس لمع الصلة طاف ب‬ ‫وأنا نائم رجل يمل ناقوسا ف يده فقلت يا عبد ال أتبيع الناقوس قال وما تصنع به فقلت ندعو به‬ ‫إل الصلة قال أفل أدلك على ما هو خي من ذلك فقلت له بلى قال فقال تقول ال أكب‪ ،‬ال أكب‪،‬‬ ‫‪. 1‬رواه البخاري(‪(604‬‬ ‫‪ . 2‬انظر‪ :‬المغني (‪ ، (83-2/82‬وحاشية ابن قاسم على الروض المربع (‪ ،(1/439‬الوسط لبن المنذر (‪(46-3/45‬‬ ‫‪ . 3‬الوسط في السنن والجماع والختلف ‪ (3/28( .‬ط دار طيبة ‪.‬‬ ‫‪ . 4‬قال الحافظ بن حجر‪ :‬فأما قوله ( ويدور( فهو مدرج في رواية سفيان عن عون ‪ ...‬انظر كلم الحافظ عن إدراج هذه اللفظة في‬ ‫( فتح الباري ‪ .2/136‬حديث ‪.( 634‬‬ ‫‪. 5‬رواه الترمذي(‪ (197‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ ،‬وصححه اللباني في كتابه صحيح الترمذي ‪ .‬وهو عند البخاري برقم(‪ (634‬دون‬ ‫وضع الصبع في الذن ‪.‬‬ ‫‪. 6‬الشرح الممتع ‪ .‬لبن عثيمين (‪(2/72‬‬

‫‪9‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫ال أكب‪ ،‬ال أكب‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬أشهد أن ممدا رسول ال‪ ،‬أشهد‬ ‫أن ممدا رسول ال‪ ،‬حي على الصلة‪ ،‬حي على الصلة‪ ،‬حي على الفلح‪ ،‬حي على الفلح‪ ،‬ال‬ ‫أكب‪ ،‬ال أكب‪ ،‬ل إله إل ال ‪.‬‬ ‫قال ث استأخر عن غي بعيد ث قال وتقول إذا أقمت الصلة ال أكب‪ ،‬ال أكب‪ ،‬أشهد أن ل إله‬ ‫إل ال‪ ،‬أشهد أن ممدا رسول ال‪ ،‬حي على الصلة‪ ،‬حي على الفلح‪ ،‬قد قامت الصلة‪ ،‬قد قامت‬ ‫الصلة‪ ،‬ال أكب‪ ،‬ال أكب‪ ،‬ل إله إل ال‪ .‬فلما أصبحت أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫فأخبته با رأيت فقال‪( :‬إنا لرؤيا حق إن شاء ال فقم مع بلل فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه‬ ‫أندى صوتا منك ) فقمت مع بلل فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به قال‪ :‬فسمع ذلك عمر بن الطاب‬ ‫وهو ف بيته فخرج ير رداءه ويقول والذي بعثك بالق يا رسول ال لقد رأيت مثل ما رأى فقال‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ( فلله المد ) ( )‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ب‪ -‬وصفة أذان أب مذورة‪-‬رضي ال عنه‪ : -‬قال[أبو مذورة]‪ :‬خرجت ف نفر فكنا ببعض‬ ‫طريق حني مقفل رسول ال صلى ال عليه وسلم من حني فلقينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف‬ ‫بعض الطريق فأذن مؤذن رسول ال صلى ال عليه وسلم بالصلة عند رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم فسمعنا صوت الؤذن ونن عنه متنكبون فظللنا نكيه ونزأ به فسمع رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم الصوت فأرسل إلينا حت وقفنا بي يديه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أيكم الذي‬ ‫سعت صوته قد ارتفع ) فأشار القوم إل وصدقوا فأرسلهم كلهم وحبسن فقال‪ ( :‬قم فأذن‬ ‫بالصلة ) فقمت فألقى علي رسول ال صلى ال عليه وسلم التأذين هو بنفسه قال‪ ( :‬ال أكب‪ ،‬ال‬ ‫أكب‪ ،‬ال أكب‪ ،‬ال أكب‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬أشهد أن ممدا رسول‬ ‫ال‪ ،‬أشهد أن ممدا رسول ال‪ ،‬ث قال ارجع فامدد صوتك‪ ،‬ث قال قل‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪،‬‬ ‫أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬أشهد أن ممدا رسول ال‪ ،‬أشهد أن ممدا رسول ال‪ ،‬حي على الصلة‪،‬‬ ‫حي على الصلة‪ ،‬حي على الفلح‪ ،‬حي على الفلح‪ ،‬ال أكب‪ ،‬ال أكب‪ ،‬ل إله إل ال ‪ ) .‬ث‬ ‫دعان حي قضيت التأذين فأعطان صرة فيها شيء من فضة فقلت‪ :‬يا رسول ال مرن بالتأذين بكة‬

‫فقال‪ ( :‬أمرتك به) فقدمت على عتاب بن أسيد عامل رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة فأذنت‬ ‫معه بالصلة عن أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫وأما القامة ‪:‬‬ ‫‪ . 1‬رواه أبو داود(‪ (499‬قال اللباني في صحيح أبي داود‪" :‬حسن صحيح" ‪ .‬ورواه أحمد(‪ ،(16043‬وابن ماجة(‪ ،(706‬والترمذي(‬ ‫‪ ،(189‬والدارمي(‪(1187‬‬ ‫‪ . 2‬رواه مسلم(‪ ،(379‬والنسائي(‪ (632‬واللفظ له وقال عنه اللبان في صحيح النسائي‪" :‬حسن صحيح "‪ .‬ورواه أبو داود(‪ ،(500‬وابن‬ ‫ماجة(‪ ،(708‬وأحمد(‪ ،(14955‬والدارمي(‪.(1196‬‬

‫‪10‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫فعلى ما ذكرنا ف حديث عبد ال بن زيد بن عبد ربه رضي ال عنه قال ‪ ... ( :‬ث استأخر عن‬ ‫غي بعيد ث قال وتقول إذا أقمت الصلة ال أكب‪ ،‬ال أكب‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬أشهد أن ممدا‬ ‫رسول ال‪ ،‬حي على الصلة‪ ،‬حي على الفلح‪ ،‬قد قامت الصلة‪ ،‬قد قامت الصلة‪ ،‬ال أكب‪ ،‬ال‬ ‫أكب‪ ،‬ل إله إل ال ‪ )...‬الديث ( ) ‪.‬‬ ‫وذهب أبو حنيفة إل أن القامة مثل الذان ويزيد القامة مرتي‪ ،‬وذهب مالك إل أن القامة‬ ‫عشر كلمات‪ ،‬كما ف حديث عبد ال بن زيد؛ تقول‪ :‬قد قامت الصلة مرة واحدة ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫قال ابن خزية ‪ :‬الصحيح ما رواه ممد بن عبد ال بن زيد عن أبيه ‪ ( :‬ث استأخر غي كثي‪ ،‬ث‬ ‫قال مثل ما قال ‪ ،‬وجعلها وترا‪ ،‬إل أنه قال ‪ :‬قد قامت الصلة‪ ،‬قد قامت الصلة ) ‪ .‬وهذه زيادة‬ ‫بيان يب الخذ با‪ ،‬وتقدي العمل بذه الرواية الشروحة‪ .‬وأما خب أب مذورة ف تثنية القامة‪ ،‬فإن‬ ‫ثبت كان الخذ بب عبد ال بن زيد أول؛ لنه أذان بلل‪ ،‬وقد بينا وجوب تقديه ف الذان‪ ،‬فكذا‬ ‫ف القامة‪ ،‬وخب أب مذورة متروك بالجاع ف الترجيع ف القامة‪ .‬اهـ ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫تنبيه‪ :‬يزيد الؤذن ف أذان صلة الفجر خاصة ( الصلة خي من النوم‪ ،‬الصلة خي من النوم)‬

‫مرتي آخر الذان بعد اليعلتي ‪ ،‬وقبل التكبي ‪ .‬جاء ذلك مصرحا به ف حديث أب مذورة –الت‬ ‫ذكره‪. -‬‬ ‫مسألة ‪ :‬لو غلط الؤذن فنقص جلة أو أكثر من جل الذان‪ ،‬ث ل يعلم إل بعد انقضاء الذان‬ ‫فهل يعيد الذان أم ماذا يفعل؟ ولو أذن مؤذن ث عرض له شيء من مرض أو إغماء ول يكمل‬ ‫الذان‪ ،‬فهل يوز لغيه أن يكمله ؟‬

‫الواب ‪ ( :‬نعم يعيد الذان‪ ،‬لن الذان الذي وقع منه مالف للمشروع من جهة نقصه لكن‬

‫إذا انتبه للنقص أو نبه عليه ف الال قبل طول الدة أتى با ترك وما بعده ) ( ) ‪ .‬أما من أذن ث عرض‬ ‫له عذر منعه من إكمال الذان‪ ،‬فيجوز لغيه أن يكمله‪ ،‬ولو أعاده من أوله فل حرج عليه ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫فائدة ‪ :‬ل ينبغي ول يستحب للمؤذن أن ييب نفسه‪ ،‬بعد ذكر جل الذان‪ ،‬فما يصل‬ ‫للمؤذن من الفضل بالذان ل يدركه الجيب ( ) ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -7‬صفة الترجيع ف الذان ‪.‬‬ ‫صفة الترجيع الوارد ف أذان أب مذورة ‪:‬هو أن يعمد الؤذن إل ذكر الشهادتي مرتي مرتي‬ ‫بصوت منخفض يسمع نفسه‪ ،‬ث يعود ويرفع بما صوته ‪ .‬يوضح ذلك حديث أب مذورة ف قصة‬ ‫‪. 1‬سبق تخريجه ‪.‬‬ ‫‪. 2‬انظر‪ :‬المغني ‪(2/58( :‬‬ ‫‪ . 3‬المغني (‪(60-2/59‬‬ ‫‪ . 4‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(6/64‬‬ ‫‪ . 5‬انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(6/65‬‬ ‫‪ . 6‬انظر‪ :‬فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (‪(2/136‬‬

‫‪11‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫تعلمه الذان من رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬قلت يا رسول ال علمن سنة الذان ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫فمسح على مقدم رأسي وقال ‪ ( :‬تقول ال أكب‪ ،‬ال أكب‪ ،‬ال أكب‪ ،‬ال أكب‪ :‬ترفع با صوتك ‪،‬‬ ‫ث تقول‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬أشهد أن ممدا رسول ال‪ ،‬أشهد أن‬ ‫ممدا رسول ال‪ :‬تفض با صوتك‪ ،‬ت ترفع بالشهادة أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬أشهد أن ل إله إل‬ ‫ال‪ ،‬أشهد أن ممدا رسول ال‪ ،‬أشهد أن ممدا رسول ال‪ ،‬حي على الصلة ‪ ،‬حي على‬ ‫الصلة ‪ ،‬حي على الفلح‪ ،‬حي على الفلح ‪ .‬فإن كان صلة الصبح قلت ‪ :‬الصلة خي من‬ ‫النوم ‪ ،‬الصلة خي من النوم‪ ،‬ال أكب‪ ،‬ال أكب‪ ،‬ل إله إل ال ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -8‬هل يفرد الؤذن لفظ التكبي أم يثنيه ؟ ‪.‬‬ ‫وبعن آخر هل يقف الؤذن بعد كل تكبية ويأخذ نفسا‪ ،‬أم يصل كل تكبية بالت تليها‪،‬‬ ‫ويأخذ نفسا بعد كل تكبيتي ؟‬ ‫الواب‪ :‬الذي عليه عمل كثي من الناس اليوم أنم يقرنون بي كل تكبيتي‪ ،‬فيقولون ‪ :‬ال‬ ‫أكب ال أكب ‪ .‬ث يقفون ‪ .‬وبه قال كثي من أهل العلم وتسكوا بتعليم عمر بن الطاب رضي ال‬

‫عنه الذان الناس وهو على النب‪ ،‬فقال رضي ال عنه ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا‬ ‫قال الؤذن‪ :‬ال أكب ال أكب‪ .‬فقال أحدكم ‪ :‬ال أكب ال أكب‪ .‬ث قال‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪.‬‬ ‫قال أشهد أن ل إله إل ال ‪ ) ...‬الديث ( ) ‪ .‬قالوا‪ :‬الديث يدل على أن الؤذن يقرن بي كل‬ ‫‪2‬‬

‫تكبيتي واستدلوا بديث أنس رضي ال عنه قال‪ ( :‬فأمر بلل أن يشفع الذان ويوتر القامة)( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫قال ابن حجر‪ :‬قال النووي ‪ :‬ولذا يستحب أن يقول الؤذن كل تكبيتي بنفس واحد ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫وذهب آخرون إل أن السنة هي إفراد لفظ التكبي ف الذان‪ ،‬وأن الؤذن يقف بعد كل‬

‫تكبيه‪ ،‬واستدلوا بديث تعليم النب صلى ال عليه وسلم الذان أبا مذورة‪ ،‬حيث ألقى عليه الذان‬ ‫ول يقل له اقرن بي كل تكبيتي‪ ،‬مع أنه كان ف مقام التعليم ‪ .‬وردوا على الستدلل بديث تعليم‬ ‫عمر بن الطاب رضي ال عنه الناس الذان على النب‪ ،‬أن عمر بن الطاب ساق الذان ليعلم الناس‬ ‫إجابة الؤذن‪ ،‬ول يرد بيان صفة الذان ‪ .‬وقالوا‪ :‬ل تصرف الحاديث الصحيحة الصرية ف تعليم‬ ‫الذان‪ ،‬عن ظاهرها‪ ،‬والصل الذي يوافق الشروعية‪ ،‬بأداء كل جلة من جل الذان بنفس واحد‪ ،‬ل‬

‫‪. 1‬رواه أبو داود (‪ (500‬وقال اللباني في صحيح أبي داود ‪ ( :‬صحيح ( ‪.‬‬ ‫‪. 2‬رواه مسلم (‪(385‬‬ ‫‪. 3‬رواه البخاري(‪(606‬‬ ‫‪. 4‬فتح الباري(‪..(2/99‬‬

‫‪12‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫يصرف هذا الظاهر‪ ،‬والصل؛ لستنباط من نص آخر ل يُسق لتعليم الذان‪ ،‬وإنا سيق لتعليم إجابة‬ ‫الؤذن ‪.‬اهـ ( ) ‪.‬‬ ‫قلت‪ :‬المر فيه سعة ‪ ،‬فمن أذن بتثنية التكبي أو بإفراده فالذان صحيح ومزئ إن شاء ال ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫وإنا الغرض بيان الفعل الوافق للسنة ‪ .‬قال ابن قاسم ‪ :‬قال الشيخ‪ -‬أي شيخ السلم بن تيمية‪: -‬‬ ‫ومن الناس من يعل التكبيات الربع جلتي‪ ،‬يعرب التكبية الول ف الوضعي‪ ،‬وهو صحيح عند‬ ‫جيع سلف المة وعامة خلفها‪ ،‬سواء ربع ف أوله أو ثناه ‪.‬اهـ ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -9‬الترسل ف الذان والدر ف القامة ‪.‬‬ ‫الترسل ‪ :‬هو التأن والتمهل ‪ .‬والدر‪ :‬هو السراع وقطع التطويل ‪ .‬فالذان يناسبه الترتيل والتأن‬ ‫والتمهل ورفع الصوت حت يتحقق منه إعلم الغائبي ‪ .‬أما القامة فيناسبها السراع وعدم التطويل‪،‬‬ ‫فهي إعلم للحاضرين بإقامة الصلة وإرادة الشروع فيها ‪.‬‬ ‫‪ -10‬اللحن والتلحي ف الذان ‪.‬‬ ‫التلحي ف الذان‪ :‬هو التطريب‪ ،‬وإيقاعه على لن "النغام الوسيقية"‪ ،‬وهذا مرم ‪ ،‬فإن الذان‬ ‫عبادة‪ ،‬والتلحي الشابه " للنغمات الوسيقية" استخفافا بذه العبادة‪ ،‬فل يصح ول يزئ الذان‬ ‫اللحن على هيئة الغان ‪ .‬قال عمر بن العزيز –رحه ال‪ -‬لؤذن أذن فطرب ف أذانه ‪ :‬أذّن أذانا‬ ‫سحا وإل فاعتزلنا ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫أما اللحن ف الذان ‪ :‬فهو إيقاع بعض جل الذان مالفا به القواعد العربية ‪ .‬ومن اللحن ما يغي‬ ‫العن فل يصح الذان عندئذ‪ ،‬ومن اللحن ما ل يغي العن فيصح مع الكراهة ‪.‬‬

‫قال ممد بن إبراهيم –رحه ال‪.. :-‬ث التمديد الزائد عن الطلوب ف الذان ما ينبغي‪ ،‬فإن أحال‬ ‫العن فإنه يبطل الذان‪ ،‬حروف الد إذا أُعطيت أكثر من اللزم فل ينبغي‪.‬حت الركات إذا مدت إن‬ ‫أحالت العن ل يصح وإل كره‪ .‬وبعض الؤذني يد الواو من النوم‪ .‬حرف الد هو الواو فتعطى حقها‬ ‫من الد ول تد كثيا‪ .‬أما النون فل مد فيها ‪. ) ( ...‬‬ ‫‪4‬‬

‫وقال الزركشي – رحه ال‪ : -‬ليتحرز من أغلط يستعملها الؤذنون ‪:‬‬ ‫أحدها‪ :‬مد المزة من أشهد فيخرج من الب إل الستفهام ‪.‬‬ ‫ثانيها‪ :‬مد الباء من أكب فينقلب العن إل جع كَبَر وهو الطبل ‪.‬‬

‫‪ . 1‬تصحيح الدعاء ‪ .‬لبكر عبد ال أبو زيد ‪ .‬ص ‪ . 389‬ط‪ .‬دار العاصمة ‪ .‬وقد أطال الشيخ بكر حفظه ال في تقرير هذه المسألة لثبات‬ ‫أن السنة في الذان هو إفراد التكبير ل تثنيتها ‪ .‬وإليه ذهب ابن قاسم –رحمه ال – في حاشيته على الروض المربع (‪(1/439‬‬ ‫‪. 2‬حاشية الروض المربع ‪ .‬لبن قاسم (‪(1/439‬‬ ‫‪ . 3‬صحيح البخاري ‪ /‬كتاب الذان ‪ /‬باب ‪ :‬رفع الصوت بالنداء ‪ .‬فتح الباري (‪(2/104‬‬ ‫‪ . 4‬فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (‪(2/125‬‬

‫‪13‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫ثالثها‪ :‬الوقف على إله ويبتدئ‪ :‬إل ال‪ .‬فربا يؤدي إل الكفر ‪.‬‬ ‫رابعها‪ :‬إدغام الدال من ممد ف الراء من رسول‪ ،‬وهو لن خفي عند القراء ‪.‬‬ ‫خامسها‪ :‬أن [ل] ينطق بالاء من الصلة فيصي دعاءً إل النار‪ .‬ذكر هذه المسة صاحب التذكرة‪.‬‬ ‫سادسها‪ :‬أن يفتح الراء ف أكب الول أو يفتحها ويسكن الثانية ‪.‬‬ ‫سابعها‪ :‬مد اللف من اسم ال ومن الصلة والفلح‪ ،‬فإن مده مدا زائدا على ما تكلمت به العرب‬ ‫لن‪ .‬قال أبو الفتح عبد الواحد بن السي الغرب‪ :‬الزيادة ف حرف الد واللي على مقدارها لكنة‬ ‫وخطأ ‪.‬‬ ‫ثامنها‪ :‬قلب اللف هاءَ من ال ‪ ...‬اهـ ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -11‬جواز اتاذ مؤذني فأكثر للمسجد الواحد ‪.‬‬ ‫يتضح ذلك من قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن بللً يؤذن بليل‪ ،‬فكلوا واشربوا حت ينادي ابن‬ ‫أم مكتوم) ( ) ‪ .‬قال ابن حجر‪ :‬واستدل به على جواز اتاذ مؤذني ف السجد الواحد‪ ،‬قال ابن‬ ‫‪2‬‬

‫دقيق العيد‪ :‬وأما الزيادة على الثني فليس ف الديث تعرض له‪ .‬انتهى‪ .‬ونص الشافعي على جوازه‬ ‫ولفظه‪ :‬ول يضر إن أذن أكثر من اثني ‪ ..‬اهـ ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫مسالة ‪ :‬إذا أقام أحد الصلي الصلة غي الؤذن‪ ،‬فهل تصح صلتم ؟‬ ‫الواب ‪ :‬إذا أقام أحد الصلي الصلة غي الؤذن فذلك جائز والصلة صحيحة‪ ،‬إل أن الفضل‬ ‫أن يتول القامة من تول الذان ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -12‬الؤذن أملك بالذان‪ ،‬والمام أملك بالقامة ‪.‬‬ ‫ل يفتقر أذان الؤذن إل أذن المام‪ ،‬فهو مؤتن على الوقت‪ ،‬وهو أملك بالذان‪ ،‬وعليه درج السلف‪،‬‬ ‫فإن الؤذني كانوا يرفعون الذان ول يؤثر عنهم طلب الذن من أئمتهم ‪.‬‬ ‫والقامة من شأن المام فهو الذي يأمر بإقامتها‪ ،‬أو يضع علمة للمؤذن يعرف با الؤذن موعد إقامة‬ ‫الصلة كأن يقول له إذا رأيتن داخلً السجد فأقم الصلة‪ ،‬كفعل النب صلى ال عليه وسلم‪ .‬فعن‬

‫جابر بن سرة رضي ال عنه قال‪ :‬كان مؤذن رسول ال صلى ال عليه وسلم يُمهل؛ فل يقيم حت‬

‫إذا رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم قد خرج؛ أقام الصلة حي يراه ( ) ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪. 1‬معجم المناهي اللفظية ‪ :‬لبكر أبو زيد ص ‪ . 51‬ط دار العاصمة ‪.‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪(617‬‬ ‫‪ . 3‬فتح الباري (‪(2/120‬‬ ‫‪. 4‬فتاوى اللجنة الدائمة (‪(6/77‬‬ ‫‪. 5‬رواه الترمذي(‪ (202‬وقال‪ :‬حسن صحيح ‪ ،‬وقال اللباني ‪ :‬حسن صحيح ‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫تنبيه ‪ :‬يعمد بعض الصلي إل التشغيب ف السجد وإثارة الماعة على المام‪ ،‬والتضييق على الؤذن‬ ‫بإقامة الصلة دون إذن المام‪ ،‬ول شك أن هذا الفعل مفسدته متحققة‪ ،‬فهو يوغر الصدور ويلب‬ ‫الضغائن والحقاد‪ .‬وعلى من سلك هذا السبيل أن يتوب إل ال‪ ،‬وأن المام إنا وضع لقامة شعية‬ ‫من أعظم الشعائر‪ ،‬ول يوز الفتيات عليه‪ ،‬فالمام أملك بالقامة وأحق با ‪ .‬والواجب على المام‬ ‫أن يعل لماعة السجد وقتا معلوما –ويكون يسيا‪ -‬لو تأخر عنه فتقام الصلة‪ ،‬حت ل يشق‬ ‫عليهم‪ .‬وهو من باب الرفق بالرعية‪ ،‬وأبلغ ف قطع التنازع بي أهل السجد ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬ ‫‪ -13‬إذا غاب المام أو تأخر ول يستخلف فإن الؤذن يقدم الفضل فيهم ‪.‬‬ ‫عن سهل بن سعد الساعدي‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذهب إل بن عمرو بن عوف‬ ‫ليُصلح بينهم‪ .‬فحانت الصلة‪ ،‬فجاء الؤذن إل أب بكر‪ .‬فقال أتصلي بالناس فأقيم ؟ قال ‪ :‬نعم‬ ‫‪..‬الديث ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ساق النووي‪-‬رحه ال‪ -‬الفوائد الستنبطة من حديث سهل بن سعد فقال ‪[.. :‬فيه] أن المام إذا‬ ‫تأخر عن الصلة تقدم غيه إذا ل يف فتنة وإنكار من المام‪ ،‬وفيه أن القدم نيابة عن المام يكون‬ ‫أفضل القوم وأصلحهم لذلك المر وأقومهم به‪ ،‬وفيه أن الؤذن وغيه يعرض التقدم على الفاضل وأن‬ ‫الفاضل يوافقه ( ) ‪ .‬قلت‪ :‬وبذا يُعلم خطأ بعض الؤذني لتقدمه بالصلة على من هم أفضل منه‪ ،‬إذا‬ ‫غاب المام ول يستخلفه ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫تنبيه‪ :‬ينبغي للمام أن يعل للمؤذن ولماعة السجد وقتا معلوما لقامة الصلة‪ ،‬فإن تأخر هو عن‬ ‫الوعد الحدد دقائق معدودة‪ ،‬فإنم يقيمون الصلة ويصلون‪ .‬ول ينبغي للمام أن يجر على الؤذن‬ ‫ويشق عليه أن ل يقيم الصلة حت يأت‪ .‬ث هو يتأخر كثيا ويوقع الؤذن وجاعة السجد ف‬ ‫حرج‪ ،‬وكثي من النازعات الت تكون ف الساجد بسبب تكرار تأخر المام عن وقت إقامة الصلة‪،‬‬ ‫فتنشأ على إثرها النازعات‪.‬‬ ‫‪ -14‬هل تقوم اللت التسجيل مقام الؤذن ف العلم عن دخول وقت الصلة؟ ‪.‬‬ ‫ل تقوم اللت التسجيل ونوها مقام الؤذن ف العلم عن دخول الوقت‪ ،‬وذلك لفقدان تلك‬

‫اللت إل شروط ل بد توفرها لصحة الذان ومنها النية ‪ .‬قال الشيخ ممد بن إبراهيم ‪ :‬وللذان‬ ‫شروط منها "النية" ولذا ل يصح من النائم والسكران والجنون لعدم وجود النية؛ والنية أن ينوي‬ ‫الؤذن عند أدائه الذان أن هذا الذان لذه الصلة الاضرة الت دخل وقتها‪ .‬ومن أين للسطوانات‬ ‫أن تؤدي هذه العان السامية؛ وقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا حضرت الصلة فليؤذن لكم‬ ‫‪ . 1‬رواه البخاري(‪ ،(684‬ومسلم (‪(421‬‬ ‫‪. 2‬شرح صحيح مسلم للنووي (‪ (4/120‬حديث ‪421 :‬‬

‫‪15‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫أحدكم) متفق عليه‪ .‬فهل السطوانة تعتب كواحد من السلمي‪ .‬والقيقة أننا نستنكر استبدال الذان‬ ‫بالسطوانات؛ وننكر على من أجاز مثل هذا لا تقدم‪ ،‬ولنه يفتح على الناس باب التلعب بالدين‪،‬‬

‫ودخول البدع على السلمي ف عباداتم وشعائرهم‪ ،‬وقد قال ال تعال ‪ { :‬وما آتاكم الرسول‬

‫فخذوه وما ناكم عنه فانتهوا } وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من أحدث ف أمرنا هذا ما ليس منه‬ ‫ل ليس عليه أمرنا فهو رد ) ( ) ‪.‬‬ ‫فهو رد) وف رواية ‪ ( :‬من عمل عم ً‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -15‬الذان لصلة المعة ‪.‬‬ ‫عن السائب بن يزيد –رضي ال عنه‪ -‬قال ‪ ( :‬كان النداء يوم المعة أوله إذا جلس المام على‬ ‫النب على عهد النب صلى ال عليه وسلم وأب بكر وعمر رضي ال عنهما‪ .‬فلما كان عثمان‬ ‫رضي ال عنه –وكثر الناس‪ -‬زاد النداء الثالث على الزوراء ) ( ) ‪ .‬هذا الديث بي أن الذان‬ ‫‪2‬‬

‫لصلة المعة كان على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وعلى عهد أب بكر وعمر بن الطاب‬ ‫رضي ال عنهما‪-‬أذانا واحدا عندما يدخل المام ويلس قبل الشروع ف الطبة‪ ،‬ولا كثر الناس رأى‬ ‫عثمان بن عفان –رضي ال عنه‪ -‬أن الاجة داعية إل إحداث أذان ينبه الناس إل قرب دخول المام‬ ‫ليتركوا أعمالم وسوقهم والستعداد للصلة‪ ،‬وجعل عثمان بن عفان رضي ال عنه مكان الذان‬ ‫(بالزوراء) وهو مكان قرب سوق الدينة ( ) ‪ ،‬وهو أبلغ ف حصول الطلوب ‪ .‬وسي أذانا ثالثا‬ ‫‪3‬‬

‫بالنسبة لذان صلة المعة وإقامتها‪ ،‬فإن القامة ف الشرع يسمى أذانا‪ .‬قال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬‬ ‫بي كل أذاني صلة ) قالا ثلثا‪ .‬قال ف الثالثة ( لن شاء) ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫تنبيه ‪ :‬ل يقال إن عثمان بن عفان ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬أحدث ف دين ال وابتدع عبادة ل يشرعها ال‬ ‫ول رسوله صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وإنا يقال إن عثمان خليفة راشد له سنة متبعة‪ ،‬لقوله صلى ال عليه‬ ‫وسلم ‪ ... ( :‬فعليكم بسنت وسنة اللفاء الهديي الراشدين تسكوا با‪ ،‬وعضوا عليها‬ ‫بالنواجذ‪ ) ..‬الديث ( ) ‪ .‬ث إن فعل عثمان رضي ال عنه‪ -‬هذا كان بحضر كثي من الصحابة ول‬ ‫‪5‬‬

‫ينكروا عليه‪ ،‬فكان ذلك دللة على رضاهم با صنع ‪.‬‬ ‫‪ -16‬هل يؤذن لصلة العيد والستسقاء والكسوف ؟ ‪.‬‬ ‫ل يؤذن ول يقام لصلت العيد والستسقاء‪ ،‬والثابت عنه صلى ال عليه وسلم أنه كان يبدأ بالصلة‬ ‫ث الطبة ف صلت العيد والستسقاء‪ ،‬وعليه فعل السلف‪ ،‬فعن ابن عباس وجابر بن عبد ال قال ‪:‬‬ ‫‪. 1‬فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (‪(2/111‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪(912‬‬ ‫‪. 3‬يدل لذلك الحديث الذي اخرجه مسلم في صحيحه ‪ .‬عن أنس بن مالك رضي ال عنه أن نبي ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه‬ ‫بالزوراء (قال ‪ :‬والزوراء بالمدينة عند السوق والمسجد فيما ثمة( دعا بقدح فيه ماء‪ ...‬الحديث ( ح ‪(15/34 -]2279 [:‬‬ ‫‪. 4‬رواه البخاري (‪ ، (624‬و مسلم (‪ (838‬واللفظ له ‪.‬‬ ‫‪. 5‬رواه أبو داود (‪ (3851‬وقال اللباني في صحيح أبي داود ‪ :‬صحيح ‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫(ل يكن يؤذن يوم الفطر ول يوم الضحى ) ( ) ‪ .‬وعن أب إسحاق قال ‪ :‬خرج عبد ال بن يزيد‬ ‫‪1‬‬

‫النصاري وخرج معه الباء بن عازب وزيد بن أرقم رضي ال عنهم فاستسقى‪ ،‬فقام بم على رجليه‬ ‫على غي منب‪ ،‬فاستغفر ث صلى ركعتي يهر بالقراءة‪ ،‬ول يؤذن ول يقم‪ .‬قال أبو إسحاق‪ :‬ورأى‬

‫عبد ال بن زيد النب صلى ال عليه وسلم ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫أما صلة الكسوف ‪ :‬فإنه ل يؤذن ول يقام لا؛ بل ينادى لا ( الصلة جامعة) ‪ ،‬لورود المر به من‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬فعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ ( :‬أن الشمس خسفت على‬ ‫عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فبعث مناديا بالصلة جامعة ‪ )...‬الديث ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -17‬الذان للصلتي الجموعتي ‪.‬‬ ‫إذا جع بي صلتي لجل السفر‪ ،‬أو لعلة من مطر ونوه‪ ،‬فإنه يؤذن للول ‪ ،‬ويقام لكل صلة‪.‬‬ ‫يتضح هذا جليا من حديث جابر رضي ال عنه ف بيان صفة حج النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فإنه قال‬

‫ف جعه صلى ال عليه وسلم للظهر والعصر ف عرفة ‪ ( :‬ث أذن ‪.‬ث أقام فصلى الظهر‪ ،‬ث أقام‬

‫فصلى العصر )‪ ،‬وف جعه صلى ال عليه وسلم بي الغرب والعشاء بزدلفة‪ ،‬قال جابر رضي ال عنه‬ ‫‪ ( :‬فصلى با الغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتي ) ( ) ‪ .‬قال النووي ف ذكر فوائد حديث جابر‬ ‫‪4‬‬

‫‪ :‬وفيه أن الامع بي الصلتي يصلي للول أو ًل وأنه يؤذن للول وأنه يقيم لكل واحدة‬ ‫منهما‪...‬اهـ ( ) ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -18‬الذان للصلة الفائتة ‪.‬‬ ‫الصلة الفائتة هي الت خرج وقتها‪ ،‬فهل يؤذن ويقام لا؟ أم ما ذا يفعل با ؟ ‪ .‬وف قصة نوم النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم وأصحابه ف السفر عن صلة الفجر بيان لذلك ‪ .‬فعن أب قتادة رضي ال عنه‬

‫قال ‪ :‬سرنا مع النب صلى ال عليه وسلم ليلةً‪ ،‬فقال بعض القوم‪ :‬لو عرّست ( ) بنا يا رسول ال‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫قال ‪ ( :‬أخاف أن تناموا عن الصلة ) فقال بللٌ‪ :‬أنا أوقظكم‪ .‬فاضطجعوا‪،‬وأسند بللٌ ظهره إل‬ ‫راحلته فغلبته عيناه فنام‪ .‬فاستيقظ النب صلى ال عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫( يا بلل أين ما قلت؟ ) قال‪ :‬ما أُلقيت على نومةٌ مثلها قط‪ .‬قال‪ ( :‬إن ال قبض أرواحكم حي‬

‫‪. 1‬رواه البخاري(‪(960‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪(1022‬‬ ‫‪. 3‬رواه البخاري(‪(1066‬‬ ‫‪. 4‬رواه مسلم (‪.(1218‬‬ ‫‪ . 5‬صحيح مسلم بشرح النووي (‪(8/146‬‬ ‫‪ . 6‬التعريس هو النوم آخر الليل ‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫شاء‪ ،‬وردها عليكم حي شاء‪ .‬يا بلل قم فأذن بالناس بالصلة) ‪ .‬فتوضأ‪ ،‬فلما ارتفعت الشمس‬ ‫وابياضت قام فصلى ( ) ‪.‬فتبي بذا الديث أن الصلة الفائتة الت ذهب وقتها أنه يؤذن ويقام لا ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -19‬من بدع الذان ‪.‬‬ ‫من بدع الذان‪ :‬ال ستعاذة والب سملة ق بل الشروع ف الذان ‪ .‬قالت اللج نة الدائ مة‪ :‬ل نعلم‬ ‫أصلً يدل على مشروعية التعوذ والبسملة قبل الذان ل بالنسبة للمؤذن ول من يسمعه‪ ،‬وقد ثبت عن‬ ‫رسول ال صلى عليه وسلم أنه قال ‪ ( :‬من عمل عملً ليس عليه أمرنا فهو رد) وف رواية ‪ ( :‬من‬ ‫أحدث ف أمرنا ما ليس منه فهو رد ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ومـن بدع الذان‪ :‬زيادة( حيّ على خيـ العمـل )أو( أشهـد أن عليا ول ال )أو (حيّ على‬ ‫عترة ممد) أو( حيّ على خي العتر )وهذه الزيادات ل يصح منها شيء ‪،‬وما ورد فيها إما ضعيف ل‬ ‫يعول عليه‪ ،‬أو مراسيل ل تقاوم ما صح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وما عليه عمل السلمي‬ ‫(‪.)3‬‬

‫ومن بدع الذان‪ :‬رفع الصوت بالصلة على النب صلى ال عليه وسلم بعد الذان‪ ،‬وذلك أن‬ ‫الوارد عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ذلك الصلة على النب صلى ال عليه وسلم وسؤال ال‬

‫لنبينا الوسيلة دون رفع الصوت با ‪ .‬فعن عبد ال بن عمرو بن العاص ‪ ،‬أنه سع النب يقول‪ ( :‬إذا‬ ‫سعتم الؤذن فقولوا مثل ما يقول‪ ،‬ث صلوا علي‪ ،‬فإنه من صلى علي صلة صلى ال عليه با‬

‫عشرا‪ ،‬ث سلوا ال ل الوسيلة‪ ،‬فإنا منلة ف النة ل تنبغي إل لعبد من عباد ال‪،‬وأرجو أن أكون‬ ‫أنا هو‪ ،‬فمن سأل ل الوسيلة حلت له الشفاعة ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫ومن بدع الذان ‪ :‬تنبيه الؤذن الناس بالخذة ( اليكرفون) بقوله ‪ :‬الصلة ‪ ،‬أو صلوا ‪ .‬قبل‬ ‫الذان‪ .‬ث يشرع ف الذان‪.‬وهذا الفعل غي مشروع وف الذان كفاية وغنية عن التذكي بالصلة‬ ‫‪.‬‬

‫(‪)5‬‬

‫ومن بدع الذان‪ :‬قول الجيب ( أقامها ال وأدامها) إذا قال الؤذن ‪ ( :‬قد قامت الصلة ) ‪.‬‬ ‫وهذا الذكر ل يشرع لنه ل يثبت صحته عن العصوم صلى ال عليه وسلم‪ .‬وف أحد أجوبة اللجنة‬ ‫الدائمة للبحوث العلمية والفتاء قالت‪ :‬الصل ف العبادات التوقيف وأل يعبد ال إل با شرع‪ ،‬ول‬ ‫يثبت عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال حينما سع القامة‪ :‬أقامها ال وأدامها‪ ،‬ولكن روى أبو‬ ‫داود ف سننه ذلك عنه من طريق ضعيف قال‪ :‬حدثنا سليمان بن داود العتكي حدثنا ممد بن ثابت‬ ‫‪ . 1‬رواه البخاري(‪(595‬‬ ‫‪. 2‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(6/98‬‬ ‫‪. 3‬انظر‪ :‬تصحيح الدعاء‪ .‬لبكر أبو زيد ‪ .‬ص ‪379-378‬‬ ‫‪. 4‬رواه مسلم (‪(800‬‬ ‫‪. 5‬انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة ‪(80-06/79‬‬

‫‪18‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫حدثن رجل من أهل الشام عن شهر بن حوشب عن أب أمامة‪ ،‬أو عن بعض أصحاب النب صلى ال‬ ‫عليه وسلم أن بللً أخذ ف القامة فلما أن قال‪ ( :‬قد قامت الصلة) قال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫( أقامها ال وأدامها)‪ .‬وسبب ضعفه‪ :‬أن ف سنده رجلً مبهما‪ ،‬والرجل البهم ل يتج به‪ .‬وبذلك‬ ‫يتبي أن قول أقامها ال وأدامها عند قول القيم (قد قامت الصلة) غي مشروع لعدم ثبوته عنه صلى‬ ‫ال عليه وسلم‪ ،‬وإنا الفضل أن يقول من سع القامة مثل قول القيم‪ ،‬لنا أذان‪ ،‬وقد قال النب صلى‬ ‫ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا سعتم الؤذن فقولوا مثل ما يقول ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪(6/93( . 1‬‬

‫‪19‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫ثانيا ‪ :‬الحكام الت تتعلق بالمام والمامة ‪:‬‬ ‫المامة من الوظائف الدينية‪ ،‬بل هي من أشرف الوظائف الدينية‪ ،‬وإمام الصلة‪ ،‬إمامٌ يقيم للناس‬ ‫صلتم الت هي من أحسن ما يعمل الناس ‪ ،‬ومعلم يرشد الناس إل ما ينفعهم ف دينهم ودنياهم‪،‬‬ ‫ومفتٍ يوضح للناس أحكام الشريعة‪ ،‬بسب ما عنده من العلم‪ ،‬إل غي ذلك من وظائف المامة ‪.‬‬ ‫ووظيفة المام تتطلب صبا على أذى الناس وكلمهم‪ ،‬وحبسا للنفس عن قضاء بعض الوائج‪،‬‬ ‫وتتطلب حكمة ف التعامل مع جاعة السجد ‪ .‬وفيما يأت نذكر بعضا من الحكام الت تم المام‪،‬‬ ‫بسب ما تيسر لنا جعه ‪ .‬وهي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الول بإمامة الصلة ‪.‬‬ ‫الصل فيه حديث أب مسعود النصاري رضي ال عنه‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬‬ ‫يؤم القوم أقرؤهم لكتاب ال‪ ،‬فإن كانوا ف القراءة سواء‪ ،‬فأعلمهم بالسنة‪ ،‬فإن كانوا ف السنة‬ ‫سواء‪ ،‬فأقدمهم هجرة‪ ،‬فإن كانوا ف الجرة سواء فأقدمهم سلما‪ .‬ول يؤمن الرجل ف سلطانه‪،‬‬ ‫ول يقعد على تكرمته إل بإذنه ) قال الشج ف روايته ‪ ( :‬مكان سلما) سنا ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫فإذا حضر جاعة وأرادوا الصلة‪ ،‬أو أريد الفاضلة بي أشخاص لختيار إمام يؤمهم بالصلة‪،‬‬ ‫فيفاضل بينهم على الترتيب الوارد ف حديث أب مسعود رضي ال عنه‪ ،‬فيقدم القرأ؛ والقرأ هو‬ ‫الكثر جعا للقرآن‪ ،‬لقوله صلى ال عليه وسلم ف حديث عمرو بن أب سلمة لا وفدوا على النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم وأرادا أن ينصرفوا‪ ،‬قالوا لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬من يؤمنا؟ قال ‪:‬‬ ‫( أكثركم جعا للقرآن) أو ( أخذا للقرآن ) ‪ ..‬الديث ( ) ‪ .‬فإن تساووا ف جع القرآن قُدم الجود‬ ‫قراءة ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫فإن تساووا ف القراءة قدم بعد ذلك العلم بالسنة‪ ،‬لقوله صلى ال عليه وسلم ‪( :‬فإن كانوا ف‬

‫القراءة سواء‪ ،‬فأعلمهم بالسنة)‪ .‬فإن اجتمع فقيهان قارئان أحدها أعلم بالسنة‪ ،‬والخر أكثر قرآنا‬ ‫وأجود تلوةً؛ قُدم القرأ على العلم بالسنة لظاهر حديث النب صلى ال عليه وسلم‪ .‬وإن اجتمع‬ ‫فقيهان أحدها أعلم بأحكام الصلة‪ ،‬والخر أعلم فيما سوى أحكام الصلة قُدم العلم بأحكام‬ ‫الصلة‪ ،‬لن علمه يؤثر ف تكميل الصلة بلف الخر ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫فإن تساووا ف العلم بالسنة‪ ،‬قُدم القدم هجرة لقوله صلى ال عليه وسلم ‪( :‬فإن كانوا ف السنة‬

‫سواء‪ ،‬فأقدمهم هجرة) ‪ .‬والراد بالجرة؛ هي الجرة من بلد الشرك إل بلد السلم‪ ،‬فلو أسلم‬ ‫‪. 1‬رواه مسلم (‪(]290[673‬‬ ‫‪. 2‬رواه أبو داود(‪ (587‬وقال اللباني في صحيح أبي داود (صحيح( برقم ‪ . 548‬وأخرجه البخاري معلقاً في كتاب المغازي ‪ .‬باب ‪ :‬وقال الليث حدثني‬ ‫يونس ‪. ..‬‬ ‫‪ . 3‬انظر ‪ :‬المغني (‪(15-3/14‬‬

‫‪20‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫مشركي ث هاجرا إل بلد السلم‪ ،‬فإنه يقدم ف المامة القدم هجرة‪ ،‬لنه أسبق إل الي ومعرفة‬ ‫أمور الشرع‪ ،‬هذا بعد تساويهما ف القراءة والعلم بالسنة‪.‬‬ ‫فإن تساووا ف الجرة؛ كأن يكونا هاجرا جيعا‪ ،‬أو ل تكن ث هجرة‪ ،‬قُدم القدم إسلما أو الكب‬ ‫سنا‪ ،‬لقوله صلى ال عليه وسلم ‪( :‬فإن كانوا ف الجرة سواء فأقدمهم سلما)‪ .‬وف رواية‪ ( :‬مكان‬ ‫سلما) سنا ‪ .‬وف حديث مالك بن الويرث رضي ال عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم ‪ ( :‬ارجعوا إل أهليكم‪ .‬فأقيموا فيهم‪ ،‬وعلموهم‪ ،‬ومروهم‪ ،‬فإذا حضرت الصلة فليؤذن‬ ‫لكم أحدكم‪ .‬ث ليؤمكم أكبكم) ( ) وقوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ث ليؤمكم أكبكم) مبن على‬ ‫‪1‬‬

‫أنم استووا ف القراءة والعلم بالسنة والجرة والسلم‪.‬‬ ‫فالقدم إسلما فيه سبق إل الي والعلم بالقراءة والسنة‪ ،‬والكب سنا فيه رعاية لق الكبي‪ ،‬والشرع‬ ‫جاء بتوقي الكبي وتقديه على الصغي‪ ،‬فعن ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬ ‫‪ ( :‬أران أتسوك بسواك فجاءن رجلن أحدها أكب من الخر‪ ،‬فناولت السواك الصغر منهما‪،‬‬

‫فقيل ل‪:‬كب‪ ،‬فدفعته إل الكب منهما ) ( ) ‪ .‬والحاديث ف تقدي الكبي على الصغي كثية وف ما‬ ‫‪2‬‬

‫هاهنا كفاية ‪.‬‬

‫فإن تساووا ف الصال الذكورة ف الديث نُظر إل أتقاهم وأورعهم‪ ،‬فإن تساووا ف التقى‪ ،‬أُقرع‬

‫بينهم؛ والقرعة سبيل شرعي إل فض التنازع عند الشاحة‪ ،‬وهي مذكورة ف القرآن وف السنة؛ ففي‬ ‫القرآن ف قصة زكريا عليه السلم وتنازعهم أيهم يكفل مري عليها السلم قال تعال ‪ { :‬ذلك من‬ ‫أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلمهم أيهم يكفل مري وما كنت لديهم إذ‬ ‫يتصمون } ( ) ‪ .‬وف السنة قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬لو يعلم الناس ما ف النداء والصف‬ ‫‪3‬‬

‫الول ث ل يدوا إل أن يستهموا عليه لستهموا ‪ ) ...‬الديث (‪ . )4‬وقد مر معنا أن سعد بن أب‬ ‫وقاص رضي ال عنه أقرع بي أناس تشاحوا ف الذان ‪ .‬قال بعض أهل العلم‪ :‬والمامة أول ( ) ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫مسألة‪ :‬كيف ياب عن تقدي النب صلى ال عليه وسلم لب بكر للصلة بالسلمي ف مرض موته‪،‬‬ ‫مع أن هناك ف الصحابة من هو أقرأ منه ؟‬

‫الواب‪ :‬قال ابن قدامة‪ :‬قيل لب عبد ال[ أي‪:‬أحد بن حنبل]‪:‬حديث النب صلى ال عليه وسلم ‪( :‬‬ ‫مروا أبا بكر يصلي بالناس)‪.‬أهو خلف حديث أب مسعود ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬إنا قوله لب بكر –عندي‪-‬‬

‫‪. 1‬رواه مسلم (‪(674‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪(246‬‬ ‫‪ . 3‬سورة آل عمران (‪(44‬‬ ‫‪. 4‬رواه البخاري(‪ ،(615‬ومسلم (‪(932‬‬ ‫‪. 5‬انظر‪ :‬المغني (‪(3/16‬‬

‫‪21‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫(يصلي بالناس) للخلفة‪ ،‬يعن أن الليفة أحق بالمامة‪ ،‬وإن كان غيه أقرأ منه‪ ،‬فأمر النب صلى ال‬ ‫عليه وسلم أبا بكر بالصلة يدل على أنه أراد استخلفه ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫تنبيه‪ :‬ف قوله صلى ال عليه وسلم ‪...( :‬فإن كانوا ف الجرة سواء فليؤمهم أكبهم سنا‪.‬ول تؤمن‬ ‫الرجل ف أهله ول ف سلطانه‪ .‬ول تلس على تكرمته ف بيته‪ ،‬إل أن يأذن لك‪ ،‬أو بإذنه ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫دليلٌ على أن الرجل ف داره أو مله أول بإمامة الصلة من غيه‪ ،‬ولو كان غيه أقرأ وأفقه ‪ .‬فإن أذن‬ ‫لغيه بإمامة الصلة جاز له ذلك‪ ،‬وإن كان القدم مفضولً‪ ،‬فالق لصاحب البيت يقدم من شاء ‪.‬‬ ‫والول لصاحب البيت أن يقدم القرأ والعلم بالسنة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬من تصح إمامته ومن ل تصح ‪.‬‬ ‫أ‪ -‬إمامة الصب ‪ :‬الصب هو من بلغ سبع سني إل البلوغ ‪ .‬فإن كان الصب يعقل الصلة‪،‬‬ ‫ويسن القراءة‪ ،‬جازت إمامته ‪ .‬والدليل على صحة إمامته قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬يؤم القوم‬ ‫أقرؤهم لكتاب ال ) ( ) ‪ .‬وعن ابن عمرو بن سلمة رضي ال عنه قال‪ :‬كان ير علينا الركبان‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫فنتعلم منهم القرآن‪ ،‬فأتى أب النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فقال‪ ( :‬ليؤمكم أكثركم قرآنا) فجاء أب‬ ‫فقال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ ( :‬ليؤمكم أكثركم قرآنا) فنظروا‪ ،‬فكنت أكثرهم‬ ‫قرآنا‪ ،‬فكنت أؤمهم وأنا ابن ثان سني ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫ب‪ -‬إمامة الرأة ‪ .‬تصح إمامة الرأة للنساء‪ ،‬ول يوز لا أن تؤم الرجال‪ ،‬ولو كانوا من‬

‫مارمها‪ .‬ويشترك ف ذلك الفرض والنفل‪ .‬فقد روى أبو داود‪ ...‬عن أم ورقة بنت عبد ال بن‬ ‫الارث‪ ،‬قال‪ :‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يزورها ف بيتها‪ ،‬وجعل لا مؤذنا يؤذن له‪،‬‬ ‫وأمرها أن تؤم أهل دارها ( ) ‪ .‬والراد بأهل دارها النساء منهن‪ .‬وكانت عائشة وأم سلمة رضي ال‬ ‫‪5‬‬

‫عنهن‪ ،‬يفعلن ذلك‪ .‬وإن صلت امرأة بنساء جاعة وقفت ف وسطهن‪ ،‬وإن كانت الأمومة واحدة‬ ‫وقفت عن يي من تؤمها ( ) ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫ت‪ -‬إمامة العبد والول‪ :‬تصح إمامة العبد والول‪ ،‬وذلك ( أن الرق ح ٌق ثبت عليه‪ ،‬فلم ينع‬ ‫صحة إمامته كالدين‪ ،‬ولنه من أهل الذان للرجال يأت الصلة على الكمال‪ ،‬فكان له أن يؤمهم‬ ‫كالر ) ( ) ‪ .‬ولنا قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬يؤم القوم أقرؤهم لكتاب ال ) ‪ .‬فعم ول‬ ‫‪7‬‬

‫‪. 1‬المغني لبن قدامة (‪(3/14‬‬ ‫‪. 2‬رواه مسلم (‪ 673‬م ‪( ]291[2‬‬ ‫‪ . 3‬رواه مسلم (‪(637‬‬ ‫‪. 4‬رواه النسائي(‪ (761‬وقال اللباني في صحيح النسائي ‪ :‬صحيح ‪ .‬وعند البخاري(‪ (692‬من حديث ابن عمر ما يشير إلى أن عمرو بن‬ ‫سلمة كان يؤمهم بالصلة إذ ذاك‪.‬‬ ‫‪. 5‬رواه أبو داود (‪ (592‬وقال اللباني في صحيح أبي داود ‪ :‬حسن ‪ .‬برقم (‪(553‬‬ ‫‪. 6‬انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(7/390‬‬ ‫‪. 7‬المغني ‪(3/27( :‬‬

‫‪22‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫يصص‪ ،‬وعن هشام بن عروة عن أبيه‪ ،‬أن ذكوان أبا عمرو وكان عبدا لعائشة‪ ،‬زوج النب صلى‬ ‫ال عليه وسلم‪ ،‬فأعتقته عن دبر منها‪ ،‬كان يقوم يقرأ لا ف رمضان ( ) ‪ .‬وأخرج عبد الرزاق ف‬ ‫‪1‬‬

‫مصنفه قال‪ :‬وصلى ابن مسعود‪ ،‬وحذيفة‪ ،‬وأبو ذر وراء أب سعيد مول أب أسيد‪،‬وهو عبدٌ ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ث‪ -‬إمامة العمى والصم والخرس ‪ :‬تصح إمامة العمى لفعل النب صلى ال عليه وسلم‪،‬‬ ‫واستخلفه لبن أم مكتوم على أهل الدينة ‪ .‬فعن أنس رضي ال عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه‬ ‫وسلم‪ ،‬استخلف ابن أم مكتوم يؤم الناس‪ ،‬وهو أعمى ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫أما إمامة الصم ‪ :‬فقد ذهب بعض أهل العلم إل صحة إمامة الصم وقالوا‪:‬هو كالعمى فصممه ل‬ ‫يل بشيء من أفعال الصلة‪ ،‬ول يصحح بعض أهل العلم صحة إمامته وقالوا‪ :‬إن الصمم ينع من‬ ‫إصلح الصلة إذا سهى فيها فإنه ل يكن تنبيهه بتسبيح ول إشارة ( ) ‪.‬‬ ‫قالت اللجنة الدائمة ف سؤال عن إمامة فاقد السمع والبصر معا؛ وهل توز صلته وراء إمام لكونه‬ ‫ل يسمع ول يبصر‪ : -‬يصلي جاعة مأموما ف الصف‪ ،‬ويضبط أعمال صلته من ركوع وسجود‬ ‫ونوها بركات من بانبه ف الصف‪ ،‬وعلى ول أمره ومن حوله أن ينبهوه للصلة‪ ،‬وتصح إمامته‪،‬‬ ‫والول أل يؤم؛ لئل يسهو فيشق تنبيهه ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫وأما إمامة الخرس ‪ :‬فإنا ل تصح لعدم قدرة الخرس على التيان بركن القراءة‪ ،‬فل تصح إمامته‪.‬‬ ‫ج‪ -‬إمامة ولد الزنا ‪ :‬تصح إمامة ولد الزنا إذا سلم دينه‪ ،‬وكثي من أهل العلم يصححون إمامته‪،‬‬ ‫وكره مالكٌ أن يُتخذ إماما راتبا‪ ،‬والعلة عنده أنه يكون معرضا لكلم الناس والطعن فيه‪ ،‬فيتأثون‬

‫بسببه‪ .‬والدلة الشرعية وآثار السلف تؤيد من صحح إمامة ولد البغي ‪ .‬قال صلى ال عليه وسلم ‪( :‬‬ ‫يؤمكم أقرؤكم لكتاب ال) ‪ .‬وقالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬ليس عليه من وزر أبويه شيء‪ ،‬وقد‬ ‫قال ال تعال ‪ { :‬ول تزر وازرة وزر أخرى } ( ) ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫ح‪ -‬إمامة القاعد ‪ .‬أولً وقبل كل شيء ينبغي للمام إن عرض له مرض يعجزه عن القيام أن‬ ‫يستخلف من يصلي بم من قيام‪ ،‬حت يرج من اللف ف صحة إمامة القاعد‪ ،‬ولن الصلة من‬ ‫قيام أكمل ‪ .‬وخلف أهل العلم ف هذه السألة مبنية على الحاديث الصحيحة الواردة ف هذا الباب‬ ‫والت ظاهرها التعارض ‪ .‬ونن –إن شاء ال‪ -‬نسوق لك هذه الحاديث ث نبي طريق المع بينها ‪.‬‬ ‫فعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم الؤمني رضي ال عنها قالت ‪ :‬صلى رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم ف بيته وهو شاكٍ‪ ،‬فصلى جالسا وصلى وراءه قومٌ قياما‪ ،‬فأشار إليهم أن اجلسوا‪ ،‬فلما‬ ‫‪ . 1‬موطأ مالك (‪ (107‬ط ‪.‬دار الكتاب العربي ‪.‬‬ ‫‪. 2‬باب‪ :‬إمامة العبد (‪(2/394‬‬ ‫‪. 3‬رواه أبو داود (‪ (595‬وقال اللباني في كتابه صحيح أبي داود ‪ :‬حسن صحيح ‪ .‬برقم(‪(555‬‬ ‫‪. 4‬انظر‪ :‬المغني (‪(3/29‬‬ ‫‪. 5‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(7/386‬‬ ‫‪. 6‬انظر‪ :‬المغني (‪ ،(3/72‬و فتح الباري(‪(217-2/216‬‬

‫‪23‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫انصرف قال‪ ( :‬إنا جُعل المام ليؤت به‪ ،‬فإذا ركع فاركعوا‪،‬وإذا رفع فارفعوا‪ ،‬وإذا صلى جالسا‬ ‫فصلوا جلوسا ) ( ) ‪ .‬والديث الخر حديث عبيد ال بن عبد ال بن عتبة عن عائشة رضي ال‬ ‫‪1‬‬

‫عنها ف ذكره خروج النب صلى ال عليه وسلم ف مرض موته إل الناس وهم يصلون خلف أب بكر‬ ‫رضي ال عنه‪ -‬قالت ‪ ( ... :‬ث إن النب صلى ال عليه وسلم وجد من نفسه خفةً‪ ،‬فخرج بي‬ ‫رجلي‪-‬أحدها العباس‪ -‬لصلة الظهر‪ ،‬وأبو بكر يصلي بالناس‪ ،‬فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر‪،‬‬ ‫فأومأ إليه النب صلى ال عليه وسلم أن ل يتأخر‪ ،‬قال‪ :‬أجلسان إل جنبه‪ ،‬فأجلساه إل جنب أب‬ ‫بكر‪ ،‬قال‪ :‬فجعل أبو بكر يصلي وهو يأت بصلة النب صلى ال عليه وسلم والناس بصلة أب‬ ‫بكر والنب صلى ال عليه وسلم قاعد ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫فحديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬فيه صلة النب صلى ال عليه وسلم‬

‫قاعدا وأمره لن خلفه باللوس فعلً وقولً؛ فعلً لا أشار إليهم بيده أن اجلسوا‪ ،‬وقو ًل ‪ ( :‬وإذا‬ ‫صلى جالسا فصلوا جلوسا )‪.‬‬ ‫وحديث عبيد ال بن عبد ال بن عتبة عن عائشة رضي ال عنها‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫صلى بأصحابه ف مرض موته وهو قاعد‪ ،‬وأبو بكر والصحابة خلفه قياما ‪.‬‬ ‫فذهب بعض أهل العلم إل الخذ بصلته بالناس ف مرض موته وجواز صلة من خلفه قياما‪ ،‬لنه‬ ‫ناسخٌ لنه التأخر ‪ .‬وذهب آخرون إل المع بي الحاديث الت ظاهرها التعارض‪ ،‬وقالوا إعمال‬ ‫الديثي أول من طرح أحدها ‪ .‬والمع هنا مكن؛ بأن يقال‪ :‬إذا ابتدأ المام الصلة من جلوس‬

‫وجب على من خلفه أن يصلي جالسا‪ ،‬وعليه ينل قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬وإذا صلى جالسا‬ ‫فصلوا جلوسا )‪ .‬وإذا ابتدأ المام الصلة قائما ث عرض له أمر أجلسه‪ ،‬أت الأمون صلتم من قيام‪،‬‬ ‫كما هو الال لا ابتدأ أبو بكر الصلة من قيام‪ ،‬ث أمهم النب صلى ال عليه وسلم الصلة وهو‬ ‫جالس ‪ .‬وبذا يصل المع‪ ،‬وتعمل الحاديث كلها ول يهمل بعضها ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫خ‪ -‬إمامة اللحان ‪ .‬اللحَن ‪( :‬بفتح الاء) هو الطأ ف العراب ‪ .‬وهو تغيي الركات‪ ،‬سواء‬

‫كان تغييا صرفيا أو نويا ( ) ‪ .‬واللحن على نوعي؛ لنٌ يغي العن‪ ،‬ولنٌ ل يغي العن‪ .‬وهناك‬ ‫تقسيم آخر معتب ف القراءة ف الصلة‪ ،‬وهو اللحن بفاتة الكتاب‪ ،‬والقسم الخر اللحن فيما سوى‬ ‫فاتة الكتاب ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫فإن كان المام يلحن ف فاتة الكتاب لنا يغي العن فل تصح إمامته إل بثله ؛ كقول‪ ( :‬أَهدنا‬ ‫الصراط الستقيم) بفتح هزة اهدنا‪ .‬فل شك أن هذا لنا يغي العن‪ ،‬فبالفتح‪ ،‬يكون العن أَهدنا‪ :‬من‬ ‫‪. 1‬رواه البخاري(‪(688‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري (‪(687‬‬ ‫‪ . 3‬انظر ‪ :‬المغني (‪ ،(64-60 /3‬وفتح الباري (‪ ، (212-2/203‬والشرح الممتع لبن عثيمين (‪(238-4/229‬‬ ‫‪ . 4‬انظر ‪ :‬لسان العرب (‪ (13/381‬مادة‪:‬لحن ‪ .‬و الشرح الممتع لبن عثيمين (‪(4/247‬‬

‫‪24‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫إهداء الدية ‪ .‬وبمزة الوصل؛ يكون العن اهدنا‪ :‬من الداية وهي الدللة والتوفيق ‪.‬وكذا لو قال ‪:‬‬ ‫( إياكِ نعبد) بكسر الكاف‪ ،‬أو قال ‪ ( :‬صراط الذين أنعمتُ) بضم التاء من أنعمتَ؛ فإن هذا كله‬ ‫ل ٌن شديد يغي العن ويل بقراءة الفاتة ويفسد الصلة ‪ .‬و إن كان المام يلحن ف فاتة الكتاب‬ ‫لنا ل يغي العن فتصح إمامته‪ ،‬كقول‪ ( :‬إياكَ نعبَد ) بفتح الباء من نعبد‪ ،‬أو قول‪ ( :‬إياك نستعيَ)‬ ‫بفتح النون من نستعي ‪ .‬فهو وإن كان لنٌ‪ ،‬إل أنه ل يغي العن‪ ،‬إل أنه ل ينع صحة إمامة ذلك‬ ‫القارئ ‪ .‬وليعلم أنه ل يوز قراءة الفاتة بلحن يغي العن أو ل يغيه‪ ،‬وإنا الكلم هنا على صحة‬ ‫إمامة من يلحن فيها من عدمها ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫وأما إن كان المام يلحن كثيا ف غي فاتة الكتاب صحة إمامته مع الكراهة‪ .‬قال ف الغن ‪:‬‬ ‫تكره إمامة اللحان‪ ،‬الذي ل ييل العن‪ ،‬نص عليه أحد‪ .‬وتصح صلته بن ل يلحن؛ لنه أتى بفرض‬ ‫القراءة‪ ،‬فإن أحال العن ف غي الفاتة‪ ،‬ل ينع صحة صلته‪ ،‬ول الئتمام به‪ ،‬إل أن يتعمده‪ ،‬فتبطل‬ ‫صلتما ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫تتمة ‪ :‬ل تصح إمامة من يبدل حرفا بآخر إل بثله‪ ،‬كاللتغ‪ ،‬كإبدال الراء باللم فيقول ‪ :‬المد ل‬ ‫لب العالي ‪ .‬وتصح إمامة (الفأفاء) و ( التمتام) مع الكراهة ‪ .‬والفأفاء ‪ :‬هو الذي يكرر حرف‬ ‫الفاء ‪ ،‬والتمتام‪:‬هوا لذي يكرر حرف التاء ‪.‬‬

‫د‪ -‬إمامة من به سلس البول ‪ :‬سلس البول هو عدم القدرة على إمساك البول‪ ،‬فهو يرج بغي‬

‫اختيار من الصاب به ‪ .‬فهل تصح إمامته ؟ قالت اللجنة الدائمة‪ :‬من به سلس بول أو نوه صلته ف‬ ‫نفسه صحيحة لقوله تعال ‪ { :‬فاتقوا ال ما استطعتم } قوله ‪ { :‬ل يكلف ال نفسا إل وسعها }‪،‬‬ ‫وقول النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) ‪ .‬وف صحة صلة من‬ ‫ائتم به من الصحاء خلف‪ ،‬والراجح‪ :‬الصحة‪ ،‬لكن الول أن يؤم الناس غيه من الصحاء خروجا‬ ‫من اللف ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫ذ‪ -‬إمامة الفاسق ‪ .‬الفاسق‪ :‬هو كل من خرج عن طاعة ال بفعل كبية دون الكفر‪ ،‬أو‬ ‫بالصرار على صغية ( ) ‪ .‬والتعي على الناس أنم ل يكنون الفساق من إمامتهم بالصلة‪ ،‬فإن‬ ‫الصلة خي موضوع‪ ،‬وأشرف عبادة بعد توحيد ال‪ ،‬فوجب التحري فيمن يقيم لم الصلة‪.‬‬ ‫أما صحة الصلة خلف الفاسق ففيه قولي لهل العلم‪ ،‬الراجح منهما صحة الصلة خلف الفاسق‪،‬‬ ‫لدليل شرعي‪ ،‬وفعل جاعة من الصحابة‪ .‬أما الدليل‪ :‬فعن أب ذر رضي ال عنه قال ‪ :‬قال ل رسول‬ ‫‪4‬‬

‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬يف أنت إذا كانت عليك أمراء يؤخرون الصلة عن وقتها‪ ،‬أو ييتون‬

‫‪. 1‬انظر‪ :‬الشرح الممتع (‪(249-4/248‬‬ ‫‪(4/32(. 2‬‬ ‫‪ . 3‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(393-7/392‬‬ ‫‪. 4‬الشرح الممتع لبن عثيمين (‪(4/216‬‬

‫‪25‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫الصلة عن وقتها؟ ) قال قلت‪ :‬فما تأمرن ؟ قال ‪ ( :‬صل الصلة لوقتها‪ .‬فإن أدركتها معهم‬ ‫فصل‪ .‬فإنا لك نافلة ) ( ) ‪ .‬وعن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬ ‫‪1‬‬

‫– أي‪ :‬ف أئمة الور‪ ( : -‬يصلون لكم‪ ،‬فإن أصابوا فلكم‪ ،‬وإن أخطأوا فلكم وعليهم) ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫وأما فعل الصحابة ‪ :‬فقد كان ابن عمر رضي ال عنهما يصلي خلف الجاج‪ ،‬وصلى بعض‬ ‫الصحابة خلف الوليد بن عقبة وقد شرب المر‪.‬‬ ‫قالت اللجنة الدائمة وأما حكم الصلة خلفه [خلف إمام يشرب الدخان]‪ :‬فإن كان يترتب على ترك‬ ‫الصلة وراءه فوات صلة المعة أو الماعة أو حدوث فتنة وجبت الصلة وراءه؛ تقديا لخف‬ ‫الضررين على أشدها‪ ،‬وإن كان ترك بعض الناس للصلة خلفه ل يشى منه فوات جعة ول جاعة‬ ‫ول ضرر وإنا يترتب على عدم الصلة خلفه زجره وكفه عن شرب الدخان‪ :‬وجب ترك الصلة‬ ‫خلفه؛ ردعا له‪ ،‬وحلً له على ترك ما حرم ال عليه‪ ،‬وذلك من باب إنكار النكر‪ ،‬وإن كان ل‬ ‫يترتب على ترك الصلة خلفه مضرة ول فوات جعة ول جاعة و ل يزدجر بترك الصلة وراءه‬ ‫فالفضل أن يتحرى الصلة وراء من ليس مثله ف الفسق والعصية‪ ،‬وذلك أت لصلته وأحفظ لدينه‬ ‫( ) ‪ .‬قلت‪ :‬وبتأمل فتوى اللجنة الدائمة يتبي لك عظيم فقه الصحابة رضي ال عنهم ف الصلة‬ ‫خلف أئمة الور ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫ر‪ -‬إمامة البتدع ‪ .‬البدعة إما أن تكون مكفرة أو غي مكفرة‪ .‬فالبدعة الكفرة كمن يستغيث‬ ‫بغي ال‪ ،‬أو يذبح لغي ال‪ ،‬أو يدعو غي ال ‪ .‬والبدعة غي الكفرة كالتلفظ بالنية‪ ،‬ونوها ‪.‬‬ ‫فل يصلى خلف إمام مبتدع يكفر ببدعته لنه كافر‪ ،‬ومن صلى فعليه إعادة الصلة ‪ .‬ويُتقى من ل‬ ‫يكفر ببدعته‪ ،‬إل أن يُلجأ لذلك‪ ،‬فإن صلى خلف من ل يكفر ببدعته فصلته صحيحة‪ .‬فعن عبيد ال‬ ‫بن عدي بن خيار ‪ ( :‬أنه دخل على عثمان رضي ال عنه وهو مصورٌ فقال‪ :‬إنك إمام عامة‪،‬‬

‫ونزل بك ما ترى‪ ،‬ويُصلي لنا إمام فتنة ونتحرج‪ .‬فقال‪ :‬الصلة أحسن ما يعمل الناس‪ ،‬فإذا‬ ‫أحسن الناس فأحسن معهم‪ ،‬وإذا أساءوا فاجتنب إساءتم ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫قال ابن رجب‪ :‬وفرقت طائفةٌ بي البدع الغلظة وغيها‪ .‬فقال أبو عبيد‪ -‬فيمن صلى خلف الهمي‬ ‫أو الرافضي‪ :-‬يعيدُ‪ ،‬ومن صلى خلف قدري أو مرجئ أو خارجيّ‪ :‬ل آمره بالعادة ‪ .‬وكذلك‬

‫المام أحد قال‪ -‬ف الصلة خلف الهمية‪ :-‬إنا تعاد؛ والهمي عنده‪ :‬من يقول‪ :‬القرآن ملوق؛‬ ‫فإنه كافر أو يقف ول يقول ملوق ول غي ملوق ‪ .‬ونص على أنه تعاد الصلة خلفه‪ ...‬وقال‪ - :‬ف‬ ‫الوارج إذا تغلبوا على بلد‪ : -‬صلى خلفهم‪ .‬وقال مرة‪ :‬يصلي خلفهم المعة‪ ،‬صلى ابن عمر‬ ‫‪. 1‬رواه مسلم(‪(648‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪(694‬‬ ‫‪. 3‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(7/372‬‬ ‫‪. 4‬رواه البخاري(‪(695‬‬

‫‪26‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫خلف ندة الروري‪ .‬وقال‪ -‬ف الرافضي الذي يتناول الصحابة‪ :-‬ل يُصلى خلفه ‪ .‬وقال‪ -‬فيمن‬ ‫يقدم عليا على أب بكر وعمر‪ -‬إن كان جاهلً ل علم له فصلّى خلفه‪ :-‬فأرجو أن ل يكون به‬ ‫بأسٌ‪ ،‬وإن كان يتخذه دينا فل تصلي خلفه ‪ .‬وقال ف الرجئ – وهو من ل يُدخل العمال ف‬ ‫اليان‪ :-‬إن كان داعيا فل تصلي خلفه‪ .‬وقال‪ -‬ف الصلة خلف أهل الهواء ‪ :-‬إذا كان داعية أو‬ ‫ياصم ف بدعته فل يُصلى خلفه‪ ،‬وإل فل بأس‪.‬‬ ‫وهذا ممولٌ على البدع الت ل يُكفّر صاحبها‪ .‬فأما ما يكفر صاحبه‪ :‬فتعاد الصلة خلفه‪ -‬كما تقدم‬ ‫‪ .‬اهـ ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -3‬مسائل تتعلق بصلة الأموم خلف من يكون إماما ‪.‬‬ ‫أ‪ -‬اقتداء الفترض بالتنفل ‪ .‬الفترض هو من يصلي الفريضة‪ ،‬والتنفل هو من يصلي النافلة‪.‬‬ ‫والصل ف مسألة اقتداء الفترض بالتنفل هو حديث جابر بن عبد ال رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كان‬ ‫معاذ بن جبل يصلي مع النب صلى ال عليه وسلم ث يرجع فيؤم قومه‪...‬الديث ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫والديث يدل على أن معاذ بن جبل رضي ال عنه كان يصلي مع النب صلى ال عليه وسلم‬ ‫الفريضة‪ ،‬ث يذهب إل قومه ويصلي بم العشاء‪ ،‬فتكون له نافلة‪ ،‬ولقومه فريضة‪ .‬ول يُظن بعاذ‬ ‫رضي ال عنه أن ينوي غي الفريضة مع رسول ال صلى ال عليه وسلم وف مسجده‪ ،‬حيث الصلة‬ ‫فيه بألف صلة‪ ،‬والمام رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ول يضر اختلف نية الأموم عن نية المام‪،‬‬ ‫فإن العول عليه ف القتداء هي الفعال ل النيات‪ ،‬وحديث النب صلى ال عليه وسلم يدل عليه؛ قال‬

‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إنا جُعل المام ليؤت به‪ ،‬فإذا ركع فاركعوا‪،‬وإذا رفع فارفعوا‪ ،‬وإذا صلى‬ ‫جالسا فصلوا جلوسا )‬

‫(‪. )3‬‬

‫وكذلك صلة النب صلى ال عليه وسلم بأصحابه صلة الوف‪،‬‬

‫فعن جابر بن عبد ال –رضي ال عنهما‪ ( :-‬أن النب صلى ال عليه وسلم صلى بطائفة أصحابه‬ ‫ركعتي‪ ،‬ث سلم‪ ،‬ث صلى بآخرين أيضا ركعتي‪ ،‬ث سلم ) ( ) ‪ .‬ولذا يوز اقتداء من يصلي‬ ‫‪4‬‬

‫العشاء بإمام يصلي التراويح ‪.‬‬

‫ب‪ -‬اقتداء التوضئ بإمام متيمم ‪ .‬يوز اقتداء الأموم التوضئ بإمام متيمم‪ ،‬وذلك أن التيمم‬

‫بديل شرعي للماء عند عدمه أو العجز عنه‪ ،‬قال تعال ‪ { :‬وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء‬ ‫أحد منكم من الغائط أو لمستم النساء فلم تدوا ماءً فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم‬ ‫وأيديكم منه } ( ) ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪. 1‬فتح الباري لبن رجب الحنبلي ‪ .‬مكتبة الغرباء الثرية (‪(191-6/190‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪(701‬‬ ‫‪. 3‬رواه البخاري(‪(688‬‬ ‫‪. 4‬رواه النسائي(‪ ،(1552‬وقال اللباني في صحيح النسائي‪ ( :‬صحيح ( برقم (‪(1461‬‬ ‫‪ . 5‬سورة المائدة (‪(6‬‬

‫‪27‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫ت‪ -‬الئتمام بالأموم ‪ .‬وصورة السألة‪ :‬أن يصلي مسبوق مع إمامه‪ ،‬ث يسلم المام ويقوم ذلك‬ ‫السبوق ليأت با فاته‪ ،‬فهل يوز أن يكون هذا الأموم الذي قام لتام صلته إماما ؟ وهل يصح‬ ‫القتداء بالأموم ؟‬ ‫إذا كان الأموم قد أدرك بعض الركعات مع المام ث قام بعد سلم إمامه ليتم ما بقي عليه من الصلة‬ ‫فلمن يريد أن يصلي معه أن يقتدي به على الصحيح من أقوال الفقهاء‪ ،‬وذهب بعضهم كالنفية‬ ‫والالكية إل أنه ل يصح القتداء بن قام ليقضي ما بقي عليه بعد سلم إمامه‪ ،‬والسألة اجتهادية‪،‬‬ ‫حيث ل يرد فيها نص صريح ‪.‬اهـ ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ث‪-‬الئتمام بالنفرد ‪ .‬وصورة السألة ‪ :‬أن يرم مسلم بصلة نافلة أو تية السجد‪ ،‬ث يأت آخر‬

‫ليصلي معه الفريضة‪ ،‬ويصي هذا النفرد إماما له ‪ .‬فهل يوز مثل ذلك ؟‬ ‫يوز ف أصح قول العلماء أن يأت الفترض بالتنفل وأن يأت كذلك بن أحرم وحده‪ ،‬ول ينبغي لن‬ ‫دخل معه أحد ف الصلة ليأت به أن يرده‪ ،‬فقد ثبت أن ابن عباس رضي ال عنه جاء إل رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم وهو يصلي وحده ليلً فقام عن يساره فأداره عن يينه وصلى به‪ ،‬وثبت أن معاذا‬ ‫رضي ال عنه كان يصلي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم العشاء ث يذهب فيصلي بقومه تلك‬ ‫الصلة‪ ،‬ول ينكر عليه النب صلى ال عليه وسلم ذلك ‪ ...‬اهـ ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ج‪ -‬إمامة من يرسل يديه ف الصلة ‪ .‬إرسال اليد ف الصلة هو عدم قبضهما عند القيام ف‬ ‫الصلة وبعد الرفع من الركوع‪ .‬والصل قبض اليدي ووضعها على الصدر أو تت الصدر‪ ،‬ومن‬ ‫خالف وصلى مرسلً يديه إماما كان أو مأموما؛ صحت صلته‪ ،‬فقبض اليدين وإرسالما من سنن‬ ‫الصلة ل تبطل الصلة بتركه‪ .‬ومن ائتم بإمام يرسل يديه ول يقبضهما صحت صلته‪.‬‬ ‫‪ -4‬جواز أخذ الجر على المامة ‪ .‬المامة من الوظائف الدينية الشريفة‪ ،‬فهي وظيفة أخذ با النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون‪ ،‬وغيهم من أهل الفضل والعلم‪ .‬وينبغي لن كان أه ً‬ ‫ل‬ ‫للمامة أن يتسب الي ويقوم با‪ ،‬فيقيم للناس صلتم مقتديا برسول ال صلى ال عليه وسلم ف‬ ‫أفعاله وأقواله‪ ،‬ومعلما للناس الي‪ ،‬وآمرا بالعروف وناهيا عن النكر ‪.‬‬ ‫ويوز للمام أن يأخذ أجرا من بيت مال السلمي‪ ،‬أو من متبع؛ وذلك أن المام قد حبس نفسه‪،‬‬ ‫وعطل بعض مصاله‪ ،‬لجل الصلة بالناس‪ ،‬والمام التبع الذي ل يأخذ أجرا‪ ،‬أعظم لجره‪ .‬وف‬ ‫ك ٍل خي إذا قام بوظيفة المامة خي قيام ‪.‬‬ ‫أما المام الشارط‪ ،‬فهو إمام سوء‪ .‬والمام الشارط‪ :‬هو الذي يقول ل أصلي لكم شهر كذا إل‬

‫بكذا وكذا ‪ .‬قال أبو داود ‪ :‬سعت أحد –رحه ال‪ -‬سئُل عن إمام قال‪ :‬أصلي بكم رمضان بكذا‬

‫‪ . 1‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(7/395‬‬ ‫‪. 2‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العملية والفتاء (‪(7/401‬‬

‫‪28‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫وكذا درها‪ .‬قال‪ :‬أسأل ال العافية‪ ،‬من يصلي خلف هذا ؟‪ .‬وروي عنه أنه قال‪ :‬ل تصل خلف من‬ ‫ل يؤدي الزكاة‪ ،‬ول تصل خلف من يُشارط‪ ،‬ول بأس أن تدفعوا إليه من غي شرط ‪.‬اهـ ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫تنبيه ‪ :‬المام ولؤذن سواء ف جواز أخذ الجر على المامة والذان ‪.‬‬ ‫‪ -5‬موقف المام ف الصلة ‪.‬‬ ‫أ‪ -‬علو المام على الأمومي ‪ .‬ل بأس أن يعلو المام على الأمومي ف الصلة‪ ،‬ولكن يراعى أن‬ ‫يكون العلو يسيا بقدار ذراع فأقل‪ ،‬والجة فيه؛ فعل النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فعن سهل بن سعد‬ ‫رضي ال عنه‪ -‬ف سياق ذكره لقصة صنع النب للنب صلى ال عليه وسلم‪ -‬قال ‪ :‬ث رأيت رسول‬ ‫ال صلى ال عليه وسلم صلى عليها‪ ،‬وكب وهو عليها‪ ،‬ث ركع وهو عليها‪ ،‬ث نزل القهقرى‬ ‫فسجد ف أصل النب ث عاد‪ .‬فلما فرغ أقبل على الناس فقال‪ ( :‬أيها الناس‪ ،‬إنا صنعت هذا‬ ‫لتأتوا‪ ،‬ولتعلموا صلت ) ( )‪ .‬وقلنا أن العلو بقدار ذراع؛ لن درجات منب رسول ال صلى ال‬ ‫‪2‬‬

‫عليه وسلم قريبا من الذراع ‪ .‬قال علي بن الدين ‪ :‬سألن أحد عن حديث سهل بن سعد‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫إنا أردت أن النب صلى ال عليه وسلم كان أعلى من الناس‪ .‬فل بأس أن يكون المام أعلى من‬

‫الناس بذا الديث‪ .‬وقال الشافعي‪ :‬اختار للمام الذي يُعلم من خلفه أن يصلي على الشيء الرتفع‪،‬‬ ‫فياه من خلفه‪ ،‬فيقتدون به ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫ب‪ -‬موقف الأموم من المام إن كان واحدا (‪ . )4‬الأموم إن كان واحدا ذكرا رجلً أو صبيا‬ ‫ميزا‪ ،‬فمكانه عن يي المام‪ ،‬فعن ابن عباس رضي ال عنه قال ‪ ( :‬بتّ ف بيت خالت ميمونة‬ ‫فصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم العشاء‪ ،‬ث جاء فصلى أربع ركعات‪ ،‬ث نام‪ ،‬ث قام‪ ،‬فجئت‬ ‫فقمت عن يساره فجعلن عن يينه‪ )...‬الديث ( ) ‪ .‬ففي هذا الديث أن مكان الأموم الواحد عن‬ ‫‪5‬‬

‫يي إمامه‪ ،‬وأن الأموم إذا أحرم بالصلة عن يسار المام‪ ،‬فعلى المام أن يديره إل جهة اليمي كما‬ ‫فعل النب صلى ال عليه وسلم‪.‬‬ ‫وإن كان الأموم امرأة؛ جعلها المام خلفه‪ ،‬لديث أنس رضي ال عنه قال ‪ :‬أن رسول ال صلى‬ ‫ال عليه وسلم صلى به وبأمه أو خالته‪ ،‬قال‪ :‬فأقامن عن يينه‪ ،‬وأقام الرأة خلفنا ( ) ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫ب‪ -‬موقف الأمومي من المام ‪ .‬الثنان فما فوق جاعة‪ ،‬وموقفهم ف الصلة خلف المام‬ ‫يدل لذلك حديث أنس رضي ال عنه‪ :‬أن جدته مليكة دعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪ . 1‬المغني (‪(3/20‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪(917‬‬ ‫‪ . 3‬المغني (‪(3/47‬‬ ‫‪ . 4‬هذا المبحث وبعض المباحث التي تليها‪ ،‬تعلقها بالمأموم أكثر من تعلقها بالمام‪ ،‬وإنما آثرنا التعرض لها‪ ،‬لن المام يحتاج إلى‬ ‫معرفة الحكام التي تتعلق بالمأمومين‪ ،‬ولجل هذا المعنى ذكرناها ‪.‬‬ ‫‪. 5‬رواه البخاري(‪(697‬‬ ‫‪. 6‬رواه مسلم(‪(660‬‬

‫‪29‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫لطعام صنعته‪ .‬فأكل منه ث قال‪ ( :‬قوموا فأصلي لكم) قال أنس بن مالك‪ :‬فقمت إلىحصي لنا‬ ‫قد اسود من طول ما لبس‪ .‬فنضحته باء‪ .‬فقام عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬وصففت أن‬ ‫واليتيم وراءه ‪ ،‬والعجوز من ورائنا‪...‬الديث ( ) ‪ .‬وف حديث جابر الطويل قال جابر ‪ :‬ث جئت‬ ‫‪1‬‬

‫فقمت عن يسار رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فأخذ بيدي فأدارن حت أقامن عن يينه‪ .‬ث‬ ‫جاء جبار بن صخر فتوضأ‪ .‬ث جاء فقام عن يسار رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬فأخذ رسول‬ ‫ال صلى ال عليه وسلم بأيدينا جيعا‪ .‬فدفعنا حت أقامنا خلفه‪ ...‬الديث ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫أما الديث الذي رواه مسلم‪ ،‬عن السود وعلقمة‪ .‬قال‪ :‬أتينا عبد ال بن مسعود ف داره‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫أصلى هؤلء خلفكم ؟ فقلنا‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فقوموا فصلوا‪ .‬فلم يأمرنا بأذان ول إقامة‪ .‬قال وذهبنا‬ ‫لنقوم خلفه‪ .‬فأخذ بأيدينا فجعل أحدنا عن يينه والخر عن شاله‪...‬الديث ( ) ‪ .‬قال النووي‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫وهذا مذهب ابن مسعود وصاحبيه‪ ،‬وخالفهم جيع العلماء من الصحابة فمن بعدهم إل الن فقالوا‪:‬‬ ‫إذا كان مع المام رجلن وقفا صفا لديث جابر وجبار بن صخر ‪. ) ( ...‬‬ ‫‪4‬‬

‫وإن صلى الأموم الواحد رجلً أو صبيا ميزا خلف الصف‪ ،‬ل تصح صلته‪ ،‬لنهي النب صلى ال‬ ‫عليه وسلم أن يصلي النفرد خلف الصف‪ .‬فعن علي بي شيبان‪-‬رضي ال عنه‪ -‬قال ‪ :‬خرجنا حت‬ ‫قدمنا على النب صلى ال عليه وسلم فبايعناه‪ ،‬وصلينا خلفه‪ ،‬قال‪ :‬ث صلينا وراءه صلة أخرى‪،‬‬ ‫فقضى الصلة‪ ،‬فرأى رجلً فردا يصلي خلف الصف‪ ،‬قال‪ :‬فوقف عليه نب ال صلى ال عليه وسلم‬

‫حت انصرف قال‪ ( :‬استقبل صلتك‪ ،‬ل صلة للذي خلف الصف ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫والتعي ف حق الفذ إن دخل السجد ووجد الصف أو الصفوف قد اكتملت‪ ،‬أن يتهد ف الدخول ف‬ ‫الصلة من خلل فرجة بالصف‪ ،‬فإن ل يتمكن تقدم وصلى عن يي المام‪ ،‬فإن ل يتمكن‪ ،‬انتظر حت يأت‬

‫من يصافه ف الصف‪ ،‬فإن ل يأت أحد حت انقضت صلة الماعة‪ ،‬صلى لوحده أو مع جاعة أخرى‪ ،‬ول‬ ‫إث عليه لنه اتقى ال ما استطاع؛ لقوله تعال ‪ { :‬فاتقوا ال ما استطعتم }‪ .‬وقوله صلى ال عليه‬ ‫وسلم ‪( :‬ما نيتكم عنه فاجتنبوه‪ ،‬وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم ) ( ) الديث ‪ .‬وقابل هذا‬ ‫‪6‬‬

‫القول؛ قولٌ آخر لبعض أهل العلم‪ ،‬قالوا‪:‬من ل يد فرجة ف الصف ول يتمكن من الصلة عن يي‬ ‫المام؛ فإنه يصلي وحده خلف الصف وصلته صحيحة لقوله تعال ‪ {:‬فاتقوا ال ما استطعتم } ‪.‬‬ ‫والراجح‪ :‬هو عدم صحة صلة النفرد خلف الصف‪ ،‬والدليل الذي تسك به الجيزون لصحة‬ ‫صلته خلف الصف دلي ٌل عامٌ‪ ،‬ل يقاوم الدلة الصرية الصحيحة الاصة ف هذه السألة‪ .‬ث يقال ف‬ ‫‪. 1‬رواه مسلم (‪(658‬‬ ‫‪ . 2‬رواه مسلم (‪(3010‬‬ ‫‪. 3‬رواه مسلم(‪(534‬‬ ‫‪. 4‬شرح مسلم للنووي (‪(5/14‬‬ ‫‪. 5‬رواه ابن ماجة (‪ (1012‬وقال اللباني في صحيح بن ماجة ‪ :‬صحيح ‪ .‬برقم ‪829‬‬ ‫‪. 6‬رواه مسلم (‪(1337‬‬

‫‪30‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫الواب عن دليلهم‪ ،‬بأن الذي ل يد فرجة ف الصف‪ ،‬ول يتمكن من الصلة عن يي المام‪ ،‬ث‬ ‫ترى أن يأت أحد ليقوم معه ف الصف حت انتهت الصلة‪ ،‬ث صلى مع جاعة أخرى أو صلى‬ ‫وحده‪ .‬يقال له ‪ :‬بأنه قد اتقى ال ما استطاع‪ ،‬وجع بي الدلة ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫تنبيه‪ :‬قد يعمد بعض الناس إل جذب رجل من الصف إذا ل يد فرجة‪ .‬وهذا الفعل فيه مالفة من‬ ‫جهتي؛ الهة الول‪ :‬أن جذب شخص من الصف القدم فيه تفويت فضيلة الصف التقدم على‬ ‫الجذوب‪ ،‬وفيه إذهاب لشوع ذلك الجذوب‪ ،‬وفيه تعدي عليه فقد ل يرضي بذلك ‪ .‬الهة‬ ‫الثانية‪ :‬أن ف جذب شخص من الصف القدم إحداث فرجة ف ذلك الصف‪ ،‬والصلي أُمر بسد‬ ‫اللل ‪.‬‬ ‫‪ -6‬تسوية الصفوف عند إقامة الصلة ‪ .‬الراد بتسوية الصفوف‪ ،‬اعتدال القائمي با على ست‬ ‫واحد‪ ،‬أو يراد با سد اللل الذي ف الصف ( )‪ .‬والسنة أن يتهد الأمومون ف إقامة الصف‬ ‫واللصقة‪ ،‬ول يتقدم أحدهم على الخر‪ ،‬والزاق النكب بالنكب والكعب بالكعب‪ .‬وقد كان النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم إذا أقيمت الصلة يقبل بوجهه على أصحابه ويأمرهم بإقامة الصف وتسويته‪،‬‬ ‫وسد اللل؛ بل إن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يتهد ف ذلك فكان يسوي الصفوف بيده‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ويسح على الناكب مبالغة منه ف إقامة الصف وتسويته‪ .‬قال أنس رضي ال عنه ‪ ( :‬أقيمت الصلة‬

‫فأقبل علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم بوجهه فقال‪ :‬أقيموا صفوفكم‪ ،‬وتراصوا‪...‬الديث )‬ ‫( ) ‪ .‬وكان يقول صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬استووا ول تتلفوا‪ ،‬فتختلف قلوبكم) ( ) ‪ ،‬وكان‬ ‫‪4‬‬

‫‪3‬‬

‫يقول‪ ( :‬سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تام الصلة ) ( ) ‪ ،‬وكان يقول عليه الصلة‬ ‫‪5‬‬

‫والسلم ‪ ( :‬أتوا الصفوف‪ ، ) ( ) ...‬وكان يقول‪ ( :‬أقيموا الصف ف الصلة‪ ،‬فإن إقامة الصف‬ ‫‪6‬‬

‫من تام الصلة) ( ) ‪ ،‬وكان يقول عليه الصلة والسلم ‪ ( :‬أقيموا الصفوف‪ ،‬وحاذوا بي الناكب‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫وسدوا اللل‪ ،‬ولينوا بأيدي إخوانكم ( )‪ ،‬ول تذروا فرجات للشيطان‪ ، ) ()..‬وكان يقول صلى‬ ‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫ال عليه وسلم ‪ ( :‬رصوا الصفوف‪ ،‬وقاربوا بينها‪ ،‬وحاذوا بالعناق‪. ) ( )...‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ . 1‬انظر ‪ :‬المغني (‪ ،(50-3/49‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪ ،(10-8/6‬الشرح الممتع ل بن عثيمين (‪(274-4/268‬‬ ‫‪. 2‬فتح الباري(‪(2/242‬‬ ‫‪. 3‬رواه البخاري(‪(719‬‬ ‫‪. 4‬رواه مسلم(‪(432‬‬ ‫‪ . 5‬رواه مسلم(‪(433‬‬ ‫‪. 6‬رواه مسلم(‪(434‬‬ ‫‪. 7‬رواه مسلم (‪(435‬‬ ‫‪ . 8‬قال أبو داود ‪ :‬ومعنى لينوا بأيدي إخوانكم‪ :‬إذا جاء رجل إلى الصف فذهب يدخل فيه‪ ،‬فينبغي أن يلين له كل رجل منكبيه حتى يدخل في الصف(‬ ‫عون المعبود ‪ (2/259‬ط‪ .‬دار الكتب العلمية ‪.‬‬

‫‪. 9‬رواه أبو داود(‪ (666‬وقال اللباني في صحيح أبي داود ‪ :‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪. 10‬رواه أبو داود (‪ (667‬وقال اللباني في صحيح أبي داود‪ :‬صحيح ‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫والراد من سرد ألفاظ النب صلى ال عليه وسلم المرة بإقامة الصف وتسويته‪ ،‬هو معرفة اهتمامه‬ ‫صلى ال عليه وسلم بإقامة الصفوف وتسويتها‪ ،‬ث القتداء به ف ذلك ‪.‬‬ ‫تتمة ‪ :‬يستحب للمام أن يتوسط الصف‪ ،‬ولو كان أحد جانب الصف أطول من الخر فل بأس به‪.‬‬ ‫ول يكره للمام أن يصلي بي السواري‪ ،‬وإنا مُنع منه الأمومون لنه يقطع الصف‪ ،‬إل أن يتاج إل‬ ‫الصلة بي السواري لضيق بالسجد‪ ،‬أو كان عدد الصلي قليل والسواري ل تقطع الصف( )‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ويستحب أن يلي المام أهل الفضل والعلم‪ ،‬وكبي القوم‪ ،‬لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬ليلن منكم‬ ‫أولو الحلم والنهى‪ )...‬الديث ( ) ‪ .‬وهذا الديث يث فيه النب صلى ال عليه وسلم أهل الفضل‬ ‫‪2‬‬

‫وأهل العلم‪ ،‬وأهل الرأي إل أن يكونوا خلف المام‪ ،‬ليذكروه إذا نسى‪ ،‬وليخلفوه ف المامة إذا‬ ‫عرض له عارض‪ .‬وليس العن أن يترك مكا ٌن خلف المام للعلماء أو لهل الفضل ونوهم‪ ،‬و ل أن‬ ‫يطرد عنه من سبق إليه ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫ويب مباعدة صفوف النساء عن صفوف الرجال قدر المكان؛ لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬خي‬ ‫صفوف الرجال أولا‪ ،‬وشرها آخرها‪ ،‬وخي صفوف النساء آخرها‪ ،‬وشرها أولا ) ( ) ‪ .‬وهذا ما‬ ‫‪4‬‬

‫إذا كانت صفوف النساء خلف صفوف الرجال‪ ،‬أما إذا تيزت الصفوف وكان النساء ف منأى عن‬ ‫الرجال كما هو واقع كثي من الساجد اليوم‪ ،‬فخي صفوف النساء أولا وشرها آخرها‪ ،‬لنتفاء العلة‪،‬‬ ‫وهي قرب النساء من الرجال وخشية الفتتان بن وبم ( ) ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪-7‬جواز الفصل بي القامة والصلة ‪ .‬ل بأس أن يفصل بي القامة والشروع ف الصلة‪ ،‬ولو‬ ‫كان الفصل طويلً؛ إذا كان لعارض أو حاجة معتبة‪ ،‬ولنا ف ذلك أدلة صحيحة عن رسول ال صلى‬

‫ال عليه وسلم‪ .‬الول‪ :‬حديث أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬أُقيمت الصلة وعُدلت الصفوف‬

‫قياما‪ ،‬فخرج إلينا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فلما قام ف مصله ذكر أنه جنبٌ فقال لنا‪:‬‬ ‫( مكانكم) ث رجع فاغتسل‪ ،‬ث خرج إلينا ورأسه يقطر‪ ،‬فكب وصلينا معه ( ) ‪ .‬والثان‪:‬حديث‬ ‫‪6‬‬

‫أنس رضي ال عنه قال‪ :‬أقيمت الصلة‪ ،‬فعرض للنب صلى ال عليه وسلم رجل فحبسه بعدما‬ ‫أقيمت الصلة‪ .‬وف رواية‪ :‬أقيمت الصلة والنب صلى ال عليه وسلم يناجي رجلً ف جانب‬ ‫السجد‪ ،‬فما قام إل الصلة حت نام القوم ( ) ‪ .‬فالحاديث السابقة مصرحة بأن المام إذا عرض له‬ ‫‪7‬‬

‫‪ . 1‬انظر‪ :‬المغني (‪(3/60‬‬ ‫‪. 2‬رواه مسلم (‪(432‬‬ ‫‪ . 3‬انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(18-8/16‬‬ ‫‪. 4‬رواه مسلم(‪(440‬‬ ‫‪. 5‬انظر‪ :‬شرح النووي على صحيح مسلم (‪(4/133‬‬ ‫‪. 6‬رواه البخاري(‪(275‬‬ ‫‪ . 7‬رواه البخاري(‪(643 ، 642‬‬

‫‪32‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫شيء ألأه إل عدم الشروع ف الصلة بعد إقامتها‪ ،‬فإن له أن يشتغل باجته إن كانت ذا بال‪ ،‬ث‬ ‫يقيم الصلة بعد أن يفرغ منها‪ ،‬وإن كان لغي حاجة كُره له ذلك ‪.‬‬ ‫‪-8‬استخلف المام إذا نابه شيء ‪ .‬قد يطرأ للمام عذرٌ ينعه من شهود الماعة والصلة بم‪،‬‬ ‫والول أن يستخلف المام أفضل من يقوم بإمامة الناس‪ ،‬وحديث عائشة رضي ال عنها ف مرض‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يشهد له‪ ،‬قالت ‪ ... :‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫( ضعوا ل ماء ف الخضب) ‪ .‬فقعد فاغتسل‪ ،‬ث ذهب لينوء فأُغمي عليه‪،‬ث أفاق فقال‪ ( :‬أصلى‬ ‫الناس ؟ ) فقلنا‪ :‬ل‪ ،‬هم ينتظرونك يا رسول ال‪ -‬والناس عكوفٌ بالسجد ينتظرون النب صلى‬ ‫ال عليه وسلم لعشاء الخرة‪ -‬فأرسل النب صلى ال عليه وسلم إل أب بكر بأن يصلي بالناس‪،‬‬ ‫فأتاه الرسول فقال‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم يأمرك أن تصلي بالناس‪ .‬فقال أبو بكر‪-‬‬ ‫ل رقيقا‪ -‬يا عمر صل بالناس‪ ،‬فقال له عمر‪ :‬أنت أحق بذلك‪ .‬فصلى أبو بكر تلك‬ ‫وكان رج ً‬ ‫اليام ‪ )...‬الديث ( ) ‪ .‬قال ابن حجر‪ :‬واستدل بذا الديث على أن استخلف المام الراتب إذا‬ ‫‪1‬‬

‫اشتكى أول من صلته بم قاعدا‪ ،‬لنه صلى ال عليه وسلم استخلف أبا بكر ول يصل بم قاعدا‬ ‫غي مرة واحدة ( ) ‪ .‬وقال النووي‪ :‬ومنها[ أي ومن فوائد الديث] ‪ :‬أن المام إذا عرض له عذر‬ ‫‪2‬‬

‫عن حضور الماعة استخلف من يصلي بم وأنه ل يستخلف إل أفضلهم ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫أما إن عرض للمام ف صلته ما يستوجب خروجه منها‪ ،‬كأن يصيبه الدث‪ ،‬أو يصاب برعاف‬ ‫يبه على ترك الصلة‪ ،‬أو يتذكر حدثا أصغر أو أكب؛ فإنه يلزمه الروج من الصلة‪ ،‬وليقل أتوا‬ ‫صلتكم‪ ،‬أو يأخذ بيد أحدهم ويستحب أن يكون أفضلهم ويقدمه للصلة بم؛ كما فعل عمر بن‬ ‫الطاب رضي ال عنه‪ ،‬فإنه لا طُعن وهو ف الصلة أخذ بيد عبد الرحن بن عوف فقدمه‪ ،‬فأت بم‬ ‫الصلة ( ) ‪.‬قال ابن قدامة وكان ذلك بحضر من الصحابة وغيهم ول ينكره منكر‪ ،‬فكان إجاعا‬ ‫‪4‬‬

‫( )‪ .‬وإن صلى المام ث علم بنجاسة ف ثوبه أو نعله بعد انقضاء الصلة؛ فصلته صحيحة ول‬ ‫‪5‬‬

‫إعادة عليه‪ ،‬وإن علم با أثناء الصلة‪ ،‬فإن أمكنه إزالة النجاسة وهو ف صلته أزالا وأت الصلة‪،‬‬ ‫وإن ل يكنه انصرف منها وأت الأمومون صلتم ( ) ‪ .‬فعن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال‪:‬‬ ‫‪6‬‬

‫( صلى بنا رسول ال ذات يوم‪ ،‬فلما كان ف بعض صلته خلع نعليه فوضعهما عن يساره فلما‬ ‫رأى الناس ذلك خلعوا نعالم‪ ،‬فلما قضى صلته قال‪ :‬ما بالكم ألقيتم نعالكم؟ قالوا‪ :‬رأيناك‬ ‫‪. 1‬رواه البخاري(‪ ،(687‬ومسلم(‪(418‬‬ ‫‪. 2‬فتح الباري(‪(2/206‬‬ ‫‪. 3‬شرح صحيح مسلم (‪(4/115‬‬ ‫‪ . 4‬البخاري(‪(3700‬‬ ‫‪ . 5‬المغني (‪(2/507‬‬ ‫‪ . 6‬انظر‪ :‬الشرح الممتع (‪(4/244‬‬

‫‪33‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫ألقيت نعليك فألقينا نعالنا‪ ،‬فقال رسول ال ‪ :‬إن جبيل أتان فأخبن أن فيهما قذرا أو قال‪ :‬أذى‬ ‫فألقيتهما‪ ،‬فإذا جاء أحدكم إل السجد فلينظر ف نعليه‪ ،‬فإن رأى فيهما قذرا أو قال أذى‬ ‫فليمسحهما‪ .‬وليصل فيهما ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫وإن انصرف المام من صلته ول يستخلف‪ ،‬فإن الأمومي باليار‪ ،‬إن شاءوا قدموا أحدهم للصلة‬ ‫بم‪ ،‬أو صلوا فرادى وأتوا لنفسهم ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫مسألة ‪ :‬إذا أحدث المام أو تذكر حدثا أثناء قراءة الفاتة‪ ،‬ث استخلف‪ ،‬فهل يلزم من قام مقامه أن‬ ‫يعيد الفاتة أو يكمل من حيث وقف المام ؟‬ ‫الواب‪ :‬إذا مات المام أو انتقض وضوؤه أثناء الصلة جاز لواحد من خلفه من الأمومي أن يتم لم‬ ‫الصلة ويبدأ قراءة الفاتة من أولا‪ ،‬وله أن يبدأ القرآن من حيث انتهى المام‪ ،‬إذا كان المام الثان‬ ‫قرأ ما سبق أن قرأه الول ف أصح قول العلماء ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -9‬استحباب اتاذ السترة ‪ .‬يستحب للمام أن يضع بي يديه شيء يستره يصلي إليه‪ ،‬كجدار‪،‬‬ ‫وإن كان ف أرض فضاء ركز عصا‪ ،‬أو نصب حربة أو عنة ( ) أو عرض البعي وصلى إليه‪ ،‬أو جعل‬ ‫‪4‬‬

‫رحله أمامه فصلى إليه ‪ .‬فعن ابن عمر رضي ال عنهما‪ -‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ( :‬كان‬ ‫إذا خرج يوم العيد أمر بالربة فتوضع بي يديه فيصلي إليها والناس وراءه‪ ،‬وكان يفعل ذلك ف‬ ‫السفر‪ ،‬فمن ث اتذها المراء ) ( ) ‪ .‬وعن أب جحيفة رضي ال عنه‪ ( :‬أن النب صلى ال عليه‬ ‫‪5‬‬

‫وسلم صلى بم بالبطحاء‪ -‬وبي يديه عنة‪ -‬الظهر ركعتي والعصر ركعتي‪ )...‬الديث ( ) ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫وعن سهل بن سعد رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كان بي مصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وبي‬ ‫الدار مر الشاة) ( ) ‪ .‬وقال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا وضع أحدكم بي يديه مثل مؤخرة‬ ‫‪7‬‬

‫الرحل‪ ،‬فليصل و ليبال من مر وراء ذلك )‬

‫(‪)8‬‬

‫وعن ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم‪:‬‬

‫( كان يصلي إل بعيه ) ( ) ‪ .‬فالحاديث متمعة على استحباب اتاذ السترة لفظ صلة المام‬ ‫‪9‬‬

‫وصلة من خلفه‪ ،‬فإن سترة المام سترة لن خلفه‪ ،‬فإذا وضع المام سترة بي يديه قدر ذراع كما‬ ‫جاء ف الديث‪ ( :‬مثل مؤخرة الرحل)‪ ،‬ث مرّ إنسان أو شيء من وراء السترة‪ ،‬أو مرّ بي الصف‬ ‫الول والمام‪ ،‬أو بي الصفوف‪ ،‬فإنه ل يقطع صلة المام ول صلة الأمومي‪ .‬يدل لذلك‬ ‫‪. 1‬رواه أحمد (‪(3/521( ،(11622‬‬ ‫‪. 2‬انظر‪ :‬المغني (‪ ،(2/507‬والشرح الممتع (‪(4/243‬‬ ‫‪ . 3‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(7/394‬‬ ‫‪ . 4‬العنزة‪ :‬عصا أقصر من الرمح لها سنان‪ ،‬وقيل هي الحربة القصيرة ‪ (.‬فتح الباري ‪(1/304‬‬ ‫‪. 5‬رواه البخاري(‪(494‬‬ ‫‪ . 6‬رواه البخاري(‪(495‬‬ ‫‪. 7‬رواه البخاري(‪(496‬‬ ‫‪. 8‬رواه مسلم(‪(499‬‬ ‫‪. 9‬رواه أبو داود (‪ (692‬وقال اللباني في صحيح أبي داود ‪ :‬صحيح (‪(641‬‬

‫‪34‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫حديث ابن عباس رضي ال عنهما‪ -‬قال ‪ :‬أقبلتُ راكبا على أتا ٍن وأنا يومئذ قد ناهزت الحتلم‪،‬‬ ‫ورسول ال صلى ال عليه وسلم يُصلي بالناس بن إل غي جدار‪ ،‬فمررت بي يدي الصف‪،‬‬ ‫فنلت وأرسلت التان ترتع ودخلت ف الصف‪ ،‬فلم ينكر ذلك علي أحد ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫فأفاد الديث السابق أن السترة غي واجبة؛ بل مستحبة‪ ،‬لقول ابن عباس رضي ال عنه ‪ :‬إل غي‬ ‫جدار ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ويستحب الدنو من السترة كثيا لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا صلى أحدكم إل سترة فليدن‬ ‫منها ل يقطع الشيطان عليه صلته ) ( ) ‪ .‬وعن سهل ابن سعد رضي ال عنه قال ‪ ( :‬وكان بي‬ ‫‪3‬‬

‫مقام النب صلى ال عليه وسلم وبي القبلة مر عن ) ( ) ‪ .‬وكثي من أهل العلم استحب أن يكون‬ ‫‪4‬‬

‫الدنو من السترة بقدار ثلثة أذرع فما دون ‪.‬‬ ‫ومت ما عرض للمام شيء يريد أن ير بينه وبي سترته منعه وحال بينه وبي ذلك‪ ،‬فعن أب عمرو‬ ‫قال ‪ ( :‬هبطنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم من ثنية أذاخر‪ ،‬فحضرت الصلة‪ -‬يعن فصلى‬ ‫إل جدار‪ -‬فاتذه قبلة ونن خلفه‪ ،‬فجاءت بمة تر بي يديه‪ ،‬فما زال يدارئها حت لصق بطنه‬ ‫بالدار‪ ،‬ومرت من ورائه ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫مسألة ‪ :‬من ل يد سترة من جدار أو عصا أو نوها‪ ،‬فهل له أن يط ف الرض خطا يكفيه عن‬ ‫اتاذ السترة ؟‬ ‫الواب‪ :‬اختلف العلماء ف مشروعية خط الصلي خطا أمامه يكون سترة له ف صلته وف الجتزاء‬ ‫بذلك إذا ل يد عصا‪ ،‬فقال به سعيد بن جبي والوزاعي وأحد‪ ،‬وأنكره مالك والليث وأبو حنيفة‪،‬‬ ‫وقال الشافعي بالط وهو ف العراق‪ ،‬وقال وهو بصر‪ :‬ل يط خطا إل أن يكون فيه سنة تتبع‪،‬‬ ‫ومنشأ اللف ف ذلك اختلفهم ف صحة الديث الوارد فيه‪ ،‬وهو ما رواه المام أحد وأبو داود‬ ‫وابن ماجة عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ ( :‬إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء‬ ‫وجهه شيئا فإن ل يد فلينصب عصا‪ ،‬فإن ل يد معه عصا فليخط خطا ول يضره ما مر بي يديه)‬ ‫فصححه أحد وابن الدين وابن حبان والبيهقي‪ ،‬قال الافظ ف البلوغ ‪ :‬ول يصب من زعم أنه‬ ‫مضطرب بل هو حسن‪ ،‬وضعفه سفيان بن عيينة والشافعي والبغوي وغيهم‪ ،‬فلم يتزئوا بالط ف‬ ‫السترة للصلة‪ ،‬والقول الول أول وأصح‪ ،‬للحديث الذكور ( ) ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪. 1‬رواه البخاري(‪(493‬‬ ‫‪ . 2‬انظر‪ :‬كلم الحافظ ابن حجر في الستنباط من قول ابن عباس ( إلى غير جدار( أن صلة النبي صلى ال عليه وسلم لم تكن إلى‬ ‫سترة ( فتح الباري ‪.(1/681‬‬ ‫‪ . 3‬رواه أبو داود (‪ (695‬وقال اللباني ‪ :‬صحيح (‪(643‬‬ ‫‪. 4‬رواه أبو داود (‪ ،(696‬وقال اللباني ‪ :‬صحيح (‪(644‬‬ ‫‪ . 5‬رواه أبو داود ‪ ،(0708‬وقال اللباني في صحيح أبي داود ‪ :‬حسن صحيح (‪(652‬‬ ‫‪. 6‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(81-7/80‬‬

‫‪35‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫‪ -10‬إساع المام التكبي لن خلفه ‪ .‬يب على المام أن يسمع من خلفه التكبي وغيه‪ ،‬حسب‬ ‫ما يقتضيه القام‪ ،‬وكلما كان عدد الصلي أكثر‪ ،‬احتاج معه إل رفع صوته أكثر ليبلغ صوته عامتهم‪،‬‬ ‫وليحصل القتداء به ف أفعال الصلة‪ .‬فإن عجز عن إيصال التكبي إل من خلفه شُرع أن يبلغ أحد‬ ‫من الأمومي صوته‪ ،‬يدل لذلك حديث عائشة رضي ال عنها ف قصة مرض موته صلى ال عليه‬

‫وسلم‪ ،‬قالت ‪ ... ( :‬وخرج النب صلى ال عليه وسلم يهادى بي رجلي‪ ،‬كأن أنظر إليه يط‬

‫برجليه الرض‪ ،‬فلما رآه أبو بكر ذهب يتأخر‪ ،‬فأشار إليه أن صل‪ ،‬فتأخر أبو بكر رضي ال عنه‪،‬‬ ‫وقعد النب صلى ال عليه وسلم إل جنبه وأبو بكر يُسمع الناس التكبي ) ( ) ‪ .‬ومت ما وصل‬ ‫‪1‬‬

‫صوت المام إل الأمومي سواء كان جهوري الصوت‪ ،‬أو باستخدام مكبات الصوت‪ ،‬فإنه ل‬ ‫يُشرع اتاذ مبلغ يُسمع الناس تكبي المام‪ ،‬فإن النب صلى ال عليه وسلم ل يتخذ مبلغا يسمع الناس‬ ‫تكبيه‪ ،‬إل لا ضعف ف مرضه الذي مات فيه ‪.‬‬ ‫‪-11‬تكبية الحرام‪ ،‬وتكبيات النتقال‪ .‬تكبية الحرام ركنٌ ل تنعقد الصلة إل به‪ ،‬سواءٌ تُرك‬ ‫سهوا أو عمدا ‪ .‬وتكون بلفظ ( ال أكب) ول يزئ غيها‪ ،‬فل تنعقد الصلة بـ ( ال أعظم ) أو (‬ ‫ال أجل )‪ .‬لن العبادات توقيف‪ ،‬ل يوز الحداث فيها؛ ث إن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪،‬‬ ‫واللفاء الراشدون‪ ،‬والصحابة الكرام‪ ،‬والتابعي‪ ،‬ومن سلك سبيلهم من أهل العلم والفضل‪ -‬ل يعهد‬ ‫عنهم أنم أخلوا بلفظ التكبي ولو مرة واحدة‪ .‬فعلم أن لفظ التكبي ل يوز الخلل به‪ ،‬و لتنعقد‬ ‫الصلة إل به ‪.‬‬ ‫أما تكبيات الصلة عند النتقال من ركن إل آخر‪ ،‬فيؤتى با حال النتقال من ركن إل آخر‪ ،‬ويدل‬ ‫عليه حديث أب هريرة رضي ال عنه أنه قال ‪ ( :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا قام إل‬ ‫الصلة يكب حي يقوم‪ ،‬ث يكب حي ركع‪ ،‬ث يقول ‪ :‬سع ال لن حده حي يرفع صلبه من‬ ‫الركعة‪ ،‬ث يقول وهو قائم‪ :‬ربنا لك المد ‪ ...‬ث يكب حي يهوي‪ ،‬ث يكب حي يرفع رأسه‪ ،‬ث‬ ‫يكب حي يسجد‪ ،‬ث يكب حي يرفع رأسه‪ ،‬ث يفعل ذلك ف الصلة كلها حت يقضيها‪ ،‬ويكب‬ ‫حي يقوم من الثنتي بعد اللوس ) ( ) ‪ .‬قال ابن حجر‪ :‬قال النووي‪ :‬فيه دليل على مقارنة التكبي‬ ‫‪2‬‬

‫للحركة وبسطه عليها‪ ،‬فيبدأ بالتكبي حي يشرع ف النتقال إل الركوع‪ ،‬ويده حت يصل إل حد‬ ‫الراكع‪ .‬انتهى‪ .‬قال ابن حجر‪ :‬ودللة هذا اللفظ على البسط الذي ذكره غي ظاهره ( ) ‪ .‬قلت‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫ولعل ف قول أب هريرة ف الديث السابق‪ ( :‬حي يقوم‪..‬حي ركع‪..‬حي يرفع )إشارة إل بسط التكبي‬ ‫ومده حت يصل إل الركن الذي يليه‪ ،‬قالت اللجنة الدائمة ‪ :‬الشروع ف التكبيات ف الصلة عند‬ ‫‪ . 1‬رواه البخاري(‪(712‬‬

‫‪. 2‬رواه البخاري(‪(789‬‬ ‫‪. 3‬فتح الباري(‪(2/318‬‬

‫‪36‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫النتقال من ركن إل ركن أن يكون التكبي بينهما‪ ،‬فيبدأ التكبي عند بداية النتقال من الركن إل‬ ‫ناية النتقال منه ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫مسألة ‪ :‬يعمد بعض الئمة ف الصلة إل التفريق بي صوت التكبي عند التشهد الول والخي دون‬ ‫سائر التكبيات‪ ،‬من أجل أن ينتبه الأمومون إل أنه موضع جلوس وتشهد ل قيام‪ ،‬وحت ل يصل‬ ‫قيام لبعضهم فهل يشرع مثل هذا ؟‬ ‫الواب‪ :‬الصل هو عدم التمييز بي التكبيات ف الصلة‪ ،‬ونن ل نعلم دليلً شرعيا يدل على‬

‫التمييز‪ ،‬وتكبيات الصلة‪ ،‬من العبادات؛ والعبادات مبنية على التوقيف‪ ،‬ومن ادعى التمييز بينهما‬ ‫فهو مطالب بالدليل‪ ،‬ولكن ل نعلم حرجا ف التمييز من أجل الصلحة الت ذكرت عملً بعمومات‬ ‫الدلة الشرعية الدالة على فضل التيسي والتسهيل والعانة على الي ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-12‬هل يهر المام بـ ( بسم ال الرحن الرحيم) قبل الفاتة ؟‪ .‬مسألة اختلف أهل العلم فيها؛‬ ‫هل يهر المام بالبسملة قبل الفاتة على اعتبار أنا آية من الفاتة؟ أم يُسر با على اعتبار أنا آية‬ ‫مستقلة للفصل بي السور‪ ،‬وتييزا بينها وبي آيات الفاتة ؟ ‪ .‬والواب عن هذه السألة يكون بعد‬ ‫تأمل الحاديث والثار الواردة فيها‪ ،‬منها حديث أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم قال‪ ( :‬قال ال تعال ‪ :‬قسمت الصلة بين وبي عبدي نصفي‪ .‬ولعبدي ما سأل‪ .‬فإذا‬ ‫قال العبد‪ :‬المد ل رب العالي ‪ )...‬الديث ( ) ‪ .‬وف الديث القدسي أن ال تبارك وتعال قسم‬ ‫‪3‬‬

‫الصلة –أي‪ :‬الفاتة‪ -‬بينه وبي عبده نصفي‪ ،‬ث ابتدأ ال بذكر ( المد ل رب العالي ) ول يذكر‬ ‫البسملة‪ .‬وهو دليل صحيح صريح على أن البسملة ليست من الفاتة ‪ .‬ومنها ‪ :‬حديث أنس رضي‬ ‫ال عنه ‪ ( :‬أن النب صلى ال عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي ال عنهما كانوا يفتتحون الصلة‬ ‫بالمد ل رب العالي ) وعند مسلم ‪ ( :‬صليت مع رسول ال‪ ،‬وأب بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‪ ،‬فلم‬ ‫أسع أحدا منهم يقرأ بسم ال الرحن الرحيم ) وعند النسائي‪ ( :‬فلم أسع أحدا منهم يهر بـ‬ ‫{ بسم ال الرحن الرحيم } ) (‪ . )4‬فبينت هذه الدلة وغيها ما ل نذكرها‪ ،‬أنه ل يُجهر بالبسملة‬ ‫ف الصلة‪ ،‬وتمل أدلة من أوجب قراءة ( بسم ال الرحن الرحيم ) ف الصلة على أنا سُمعت من‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يقرأ با سرا‪ ،‬لقول أب قتادة ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم كان يسمعهم الية أحيانا ف صلة الظهر ( ) ‪ .‬وكما نقل الصحابة بعض السور الت كان‬ ‫يقرأ با النب صلى ال عليه وسلم ف الصلوات السرية‪ ،‬وقد تقدم ذكرُ شيء من ذلك‪ .‬وعلى الصلي‬ ‫‪5‬‬

‫‪ . 1‬انظر ‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(7/18‬‬ ‫‪ . 2‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(7/19‬‬ ‫‪. 3‬رواه مسلم(‪(395‬‬ ‫‪ . 4‬رواه البخاري(‪ ،(743‬ومسلم (‪،(399‬والنسائي (‪ (871‬وقال اللباني في صحيح النسائي ‪ :‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪ . 5‬تقدم تخريجه ‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫إماما أو مأموما أو منفردا أن يقرأ بـ ( بسم ال الرحن الرحيم )سرا جعا بي الدلة‪ ،‬وخروجا‬ ‫من اللف ‪.‬‬ ‫‪ -13‬جهر المام بآمي ‪ .‬يهر المام بآمي؛ ومعن آمي‪ :‬أي اللهم استجب‪ .‬وف التأمي فضل‬ ‫عظيم‪ ،‬فإذا قرأ المام فاتة الكتاب‪ ،‬وقال ‪ { :‬ول الضالّي } يقول المام‪ :‬آمي‪ ،‬وتقول اللئكة‪:‬‬

‫آمي‪ ،‬ويقول الأموم‪ :‬آمي ‪ .‬فعن أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ ( :‬إذا‬ ‫أمن المام فأمنوا‪ ،‬فإنه من وافق تأمينه تأمي اللئكة غُفر له ما تقدم من ذنبه ) ( ) ‪ .‬وعن وائل بن‬ ‫‪1‬‬

‫حجر رضي ال عنه قال ‪ :‬سعت النب صلى ال عليه وسلم قرأ ‪ { :‬غي الغضوب عليهم ول‬ ‫الضالّي} فقال‪ ( :‬آمي ) ومد با صوته ( ) ‪ .‬وعن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال‬ ‫‪2‬‬

‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا قال المام { غي الغضوب عليهم ول الضالّي } فقولوا‪ :‬آمي ‪ .‬فإن‬ ‫اللئكة تقول‪ :‬آمي‪ ،‬وإن المام يقول آمي‪ ،‬فمن وافق تأمينه تأمي اللئكة‪ ،‬غُفر له ما تقدم من‬ ‫ذنبه ) ( ) ‪ .‬قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬فمن وافق تأمينه) الراد بالوافقة هنا‪ ،‬الوافقة ف الزمان‬ ‫‪3‬‬

‫والقول‪ ،‬وهذا الوضع الوحيد ف الصلة الذي يقترن فيه قول الأموم مع قول إمامه‪ ،‬أما سائر أقوال‬ ‫الأموم وأفعاله فيأت با بعد إمامه ‪ .‬وعلى المام أن ل يتأخر عن قول آمي بعد { ول الضالّي } إل‬ ‫مقدار ما يتراد النفس وهي سكتة لطيفة؛ كي ل يُحرم الأموم أجر موافقة اللئكة‪ ،‬لن اللئكة توافق‬ ‫المام ف التأمي‪ ،‬ومن وافق المام فقد وافق اللئكة‪ ،‬ومن وافق اللئكة غفر له ما تقدم من ذنبه –‬ ‫إن شاء ال‪ . -‬قال ابن حجر‪ :‬وفيه [أي‪ :‬حديث إذا أمن المام فأمنوا‪]...‬فضيلة المام لن تأمي‬

‫المام يوافق تأمي اللئكة‪ ،‬ولذا شرعت للمأموم موافقته ( ) ‪.) ( ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪ -14‬هدي النب صلى ال عليه وسلم ف القراءة ف الصلوات ‪.‬‬ ‫أ‪ -‬القراءة ف صلة الفجر ‪ .‬يستحب التطويل بالقراءة ف صلة الفجر‪ ،‬وهو أكثر فعل النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فعن أب برزة السلمي رضي ال عنه قال‪ ... :‬ويصلي الصبح فينصرف‬ ‫الرجل فيعرف جليسه‪ .‬وكان يقرأ ف الركعتي أو إحداها ما بي الستي إل الائة ( ) ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫وقرأ صلى ال عليه وسلم ف الفجر بسورة الطور‪ ،‬فعن أم سلمة رضي ال عنها قالت‪ :‬شكوت إل‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أشتكي فقال‪ ( :‬طوف من وراء الناس وأنت راكبة) فطفت‬ ‫ورسول ال صلى ال عليه وسلم حينئذ يصلي إل جنب البيت وهو يقرأ { والطور وكتاب‬ ‫‪. 1‬رواه البخاري(‪(780‬‬ ‫‪. 2‬رواه الترمذي(‪ . (248‬قال الترمذي‪ :‬حديث‪ ،‬وائل بن حجر حديث حسن ‪ .‬وقال اللباني في صحيح الترمذي‪ :‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪. 3‬رواه النسائي(‪ (888‬وقال اللباني في صحيح النسائي ‪ :‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪. 4‬فتح الباري(‪(2/310‬‬ ‫‪ . 5‬انظر‪ :‬المغني (‪ ،(164-2/160‬وتصحيح الدعاء لبكر أبو زيد (ص ‪(205-204‬‬ ‫‪. 6‬رواه البخاري(‪(771‬‬

‫‪38‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫مسطور } ( ) ‪ .‬وبينت الرواية الخرى أن الراد بتلك الصلة هي صلة الصبح‪ ،‬قالت أم سلمة‪ :‬فقال‬ ‫‪1‬‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪(:‬إذا أقيمت صلة الصبح فطوف على بعيك والناس يصلون‪. ) ()..‬‬ ‫‪2‬‬

‫وصلى عليه الصلة والسلم الصبح بسورة ( ق )‪ ،‬فعن جابر بن سرة رضي ال عنه قال‪ :‬إن النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم كان يقرأ ف الفجر بق والقرآن الجيد‪ ،‬وكانت صلته بعد تفيفا ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫وقرأ صلى ال عليه وسلم ف الفجر بسورة التكوير‪ ،‬فعن عمرو بن الريث رضي ال عنه قال‪:‬‬

‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ ف الفجر ‪ { :‬إذا الشمس كورت } ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫وقرأ صلى ال عليه وسلم ف الفجر بالعوذتي؛ فعن عقبة بن عامر رضي ال عنه‪ :‬أنه سأل النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم عن العوذتي‪ ،‬قال عقبة‪ :‬فأمنا بما رسول ال صلى ال عليه وسلم ف صلة‬ ‫الفجر ( ) ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫وصلى النب صلى ال عليه وسلم الصبح بالؤمني‪ ،‬فعن عبد ال بن السائب رضي ال عنه قال ‪:‬‬ ‫صلى لنا النب صلى ال عليه وسلم الصبح بكة‪ ،‬فاستفتح سورة الؤمني‪ ،‬حت جاء ذكر موسى‬ ‫وهارون‪ ،‬أو ذكر عيسى أخذت النب صلى ال عليه وسلم سعلة‪ ،‬فركع ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫وكان يقرأ صلى ال عليه وسلم ف صلة الصبح من يوم المعة بـ ( آل ‪ .‬تنيل السجد ) ف‬ ‫الركعة الول ‪ ،‬وبـ ( هل أتى على النسان ) ف الركعة الثانية ‪ .‬فعن ابن عباس رضي ال عنه قال‬ ‫‪ :‬إن النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬كان يقرأ ف صلة الصبح‪ ،‬يوم المعة‪ ( :‬آل ) تنيل السجدة‪ ،‬و‬ ‫( هل أتى على النسان) ( ) ‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫والراد من تتبع ما ورد عنه صلى ال عليه وسلم ف قراءته ف صلة الصبح‪ ،‬هو التأسي به صلى ال‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬وبيان أن الغالب ف صلة الصبح هو التطويل‪.‬‬

‫ب‪ -‬القراءة ف صلة الظهر والعصر ‪ .‬كان من هديه صلى ال عليه وسلم ف صلة الظهر أنه‬

‫كان يطولا أحيانا‪ ،‬فعن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال ‪ ( :‬لقد كانت صلة الظهر تقام‪،‬‬ ‫فيذهب الذاهب إل البقيع‪ ،‬فيقضي حاجته ث يتوضأ‪،‬ث يأت ورسول ال صلى ال عليه وسلم ف‬ ‫الركعة الول‪ ،‬ما يطولا ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫ووصف قيامه صلى ال عليه وسلم ف الركعتي الوليي من صلة الظهر بقدر ثلثي آية‪ ،‬والخريي‬ ‫على النصف من ذلك‪ ،‬والركعتي الوليي من صلة العصر قدر الركعتي الخريي من صلة الظهر‪،‬‬ ‫‪. 1‬رواه البخاري(‪(1619‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪(1626‬‬ ‫‪. 3‬رواه مسلم (‪(458‬‬ ‫‪. 4‬رواه النسائي(‪ (911‬وقال اللباني ‪ :‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪. 5‬رواه النسائي(‪ (912‬وقال اللباني ‪ :‬صحيح‬

‫‪. 6‬رواه مسلم(‪(455‬‬ ‫‪. 7‬رواه النسائي(‪ (916‬وقال اللباني‪ :‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪. 8‬رواه مسلم(‪(454‬‬

‫‪39‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫والركعتي الخريي من صلة العصر على النصف من ذلك ‪ .‬فعن أب سعيد الدري رضي ال عنه ‪:‬‬ ‫( أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقرأ ف صلة الظهر ف الركعتي الوليي ف كل ركعة قدر‬ ‫ثلثي آية‪ ،‬وف الخريي قدر خس عشرة آية‪ ،‬أو قال نصف ذلك‪ ،‬وف العصر ف الركعتي‬ ‫الوليي ف كل ركعة قدر قراءة خس عشرة آية‪ ،‬وف الخريي قدر نصف ذلك ) ( ) ‪ .‬وف رواية‬ ‫‪1‬‬

‫أخرى؛ قدر أبو سعيد الدري قيامه صلى ال عليه وسلم ف الركعتي الوليي من صلة الظهر قدر‬ ‫سورة آل تنيل السجدة‪ ،‬وف الركعتي الخريي على النصف من ذلك‪ ،‬والعصر ف الركعتي الوليي‬ ‫على قدر نصف سورة آل تنيل السجدة‪ ،‬وف الركعتي الخريي على النصف من ذلك‪ .‬ومن العلوم‬ ‫أن عدد آيات سورة ( آل تنيل السجدة)؛ ثلثون آية فتطابقت الروايتان ف العن واختلفت ف‬ ‫اللفاظ ( ) ‪.‬‬ ‫وكان صلى ال عليه وسلم يقرأ ف الظهر والعصر بـ ( السماء ذات البوج ) ‪ ( ،‬والسماء‬ ‫‪2‬‬

‫والطارق) وما شابهما من هذه السور ‪ .‬فعن جابر بن سرة رضي ال عنه قال ‪ ( :‬أن رسول ال‬

‫صلى ال عليه وسلم كان يقرأ ف الظهر والعصر بـ { السماء ذات البوج } ‪ ،‬و { والسماء‬ ‫والطارق } وشبههما ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫وقرأ صلى ال عليه وسلم ف الظهر بـ ( والليل إذا يغشى) وف العصر مثل ذلك ‪ .‬فعن جابر بن سرة‬ ‫رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يقرأ ف الظهر { والليل إذا يغشى } وف‬ ‫العصر نو ذلك ‪ ،‬وف الصبح بأطول من ذلك ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫مسألة ‪ :‬قد يُشكل على بعض الناس‪ ،‬أن صلت الظهر والعصر من الصلوات السرية‪ ،‬فكيف علم‬ ‫الصحابة بقراءة النب صلى ال عليه وسلم لتلك السور ؟‬

‫الواب ‪ :‬يتبي ذلك بديث قتادة رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يقرأ ف‬ ‫الركعتي الوليي من صلة الظهر بفاتة الكتاب وسورتي‪ ،‬يطول ف الول ويقصر ف الثانية ‪،‬‬ ‫ويُسمع الية أحيانا‪ ...‬الديث ) ( ) ‪ .‬فقوله رضي ال عنه ‪ ( :‬ويُسمع الية أحيانا) فيه دليل على‬ ‫‪5‬‬

‫أن النب صلى ال عليه وسلم كان يهر ببعض اليات ويسمع أصحابه الية واليتي ونوها‪،‬‬ ‫فحفظوا ما سعوا منه ف تلك الصلوات ‪.‬‬ ‫ت‪ -‬القراءة ف صلة الغرب ‪ .‬الحفوظ عنه صلى ال عليه وسلم ف القراءة ف صلة الغرب‪،‬‬ ‫أنه قرأ فيها بسورة العراف وهي من السبع الطوال‪ ،‬وقرأ فيها بسورة الطور وهي من طوال الفصل‪،‬‬ ‫‪. 1‬رواه مسلم (‪ 452‬م‪( 1/‬‬ ‫‪. 2‬انظر‪ :‬مسلم بشرح النووي‪ ،‬الحديث رقم ‪(452( :‬‬ ‫‪. 3‬رواه الترمذي(‪ (307‬وقال ‪ :‬حديث جابر بن سمرة حديث حسن صحيح ‪ .‬وقال اللباني في صحيح الترمذي‪ :‬حسن صحيح ‪.‬‬ ‫‪. 4‬رواه النسائي(‪ (937‬وقال اللباني‪ :‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪. 5‬رواه البخاري(‪(759‬‬

‫‪40‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫وقرأ فيها بسورة الرسلت وهي من أوساط الفصل‪ ،‬وأثر عند ابن حبان عنه صلى ال عليه وسلم من‬ ‫حديث ابن عمر أنه قرأ فيها بسورة البينة ( ) ‪ .‬فعن عائشة رضي ال عنها‪ ( :‬أن رسول ال صلى ال‬ ‫‪1‬‬

‫عليه وسلم قرأ ف صلة الغرب بسورة العراف‪ ،‬فرقها ف ركعتي ) ( ) ‪ .‬وعن جبي بن مطعم‬ ‫‪2‬‬

‫رضي ال عنه قال ‪ ( :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ ف الغرب بالطور ) ( ) ‪ .‬وعن‬ ‫‪3‬‬

‫ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬إن أم الفضل سعته وهو يقرأ { والرسلت عرفا } فقالت ‪ ( :‬يا‬ ‫بن لقد ذكرتن بقراءتك هذه السورة إنا لخر ما سعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ‬ ‫با ف الغرب ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫قال الترمذي ‪ :‬روي عن عمر أن كتب إل أب موسى؛ أن اقرأ ف الغرب بقصار الفصل‪ .‬وروي عن‬ ‫أب بكر الصديق أنه قرأ ف الغرب بقصار الفصل‪ .‬قال‪ :‬وعلى هذا العمل عند أهل العلم ‪ .‬به يقول‬ ‫ابن البارك وأحد وإسحاق‪ .‬وقال الشافعي‪ :‬وذكر عن مالك أنه كره أن يقرأ ف صلة الغرب‬ ‫بالسور الطوال نو ( الطور) و ( الرسلت)‪ ،‬قال الشافعي‪ :‬ل أكره ذلك؛ بل أستحب أن يُقرأ بذه‬ ‫السور ف صلة الغرب ( ) ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫وجاع القول ف القراءة ف صلة الغرب‪ :‬أن ما ثبت عنه صلى ال عليه وسلم وواظب عليه من‬

‫القراءة ف الغرب وغيه فهو يستحب‪ ،‬وما ثبت عنه صلى ال عليه وسلم انه قرأ به ول يواظب عليه‪،‬‬ ‫فل كراهة فيه ( ) ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫تنبيه ‪ :‬من أراد من الئمة القيام بالسنة‪ ،‬والقراءة بسورة العراف ف صلة الغرب‪ ،‬فلياعي النصوص‬ ‫الشرعية الخرى ف الرفق بالأمومي‪ ،‬وعدم الشقة عليهم‪ .‬وهل هم من يؤثرون تطويله بم أم ل ‪.‬‬ ‫وال أعلم ‪.‬‬

‫ث‪ -‬القراءة ف صلة العشاء ‪ .‬ما حفظ عنه صلى ال عليه وسلم بالقراءة ف صلة العشاء‪ ،‬أنه‬

‫قرأ فيها بسورة التي‪ ،‬فعن الباء رضي ال عنه قال ‪ ( :‬سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ‬ ‫{ والتي والزيتون } ف العشاء‪ ،‬وما سعت أحدا أحسن صوتا منه أو قراءة ) ( ) ‪ .‬وعن بكر بن‬ ‫‪7‬‬

‫أب رافع قال ‪ ( :‬صليت مع أب هريرة العتمة‪ ،‬فقرأ { إذا السماء انشقت } فسجد‪ ،‬فقلت‪ :‬ما‬ ‫هذه ؟ قال‪ :‬سجدت با خلف أب القاسم صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فل أزال أسجد با حت ألقاه )‬ ‫( ) ‪ .‬وف هذا الثر القراءة بسورة النشقاق بالعشاء والسجدة با ‪ .‬وعن أب بريدة رضي ال عنه‬ ‫‪8‬‬

‫‪ . 1‬انظر‪ :‬فتح الباري (‪(2/290‬‬ ‫‪. 2‬رواه النسائي(‪ (947‬وقال اللباني في صحيح النسائي‪ :‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪ . 3‬رواه البخاري(‪(765‬‬ ‫‪. 4‬رواه البخاري(‪(763‬‬ ‫‪ . 5‬سنن الترمذي‪ :‬كتاب الصلة ‪ ،‬باب ما جاء في القراءة في المغرب ‪.‬‬ ‫‪ . 6‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪(2/290‬‬ ‫‪. 7‬رواه البخاري(‪(769‬‬ ‫‪. 8‬رواه البخاري(‪(768‬‬

‫‪41‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫قال‪ ( :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ ف العشاء الخرة بـ { الشمس وضحاها }‬ ‫ونوها من السور ) ( ) ‪ .‬قال الترمذي‪ :‬وروي عن عثمان بن عفان أنه كان يقرأ ف العشاء بسور‬ ‫‪1‬‬

‫من أوساط الفصل‪ ،‬نو سورة النافقي وأشباهها ‪ .‬وروي عن أصحاب النب صلى ال عليه وسلم‬ ‫والتابعي أنم قرأوا بأكثر من هذا وأقل‪ ،‬فكان المر عندهم واسع ف هذا ( ) ‪ .‬قلت‪ :‬وعلى هذا‬ ‫عمل الناس اليوم؛ فإنم ل يلتزمون ف العشاء بقدر معي ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫فائدة ‪ :‬الفصل ثلثة أقسام‪ ...‬منه طِوال‪ ،‬ومنه قصار‪ ،‬ومنه وسط ‪ .‬فمن { ق } إل { عم } هذا‬ ‫هو الطوال ‪ .‬ومن { عم } إل { الضحى } أوساط ‪ .‬ومن { الضحى } إل آخره قصار وسى‬

‫مفصلً لكثرة فواصله‪ ،‬لن سوره قصية ( ) ‪ .‬قال النووي ‪ :‬وأما اختلف قدر القراءة ف الصلوات‬ ‫‪3‬‬

‫فهو عند العلماء على ظاهره قالوا‪ :‬فالسنة أن يقرأ ف الصبح والظهر بطوال الفصل وتكون الصبح‬ ‫أطول‪ ،‬وف العشاء والعصر بأوساطه‪ ،‬وف الغرب بقصاره ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫مسألة ‪ :‬هل يوز أن يقرأ ف الصلة بقراءات متلفة‪ ،‬كأن يقرأ قوله تعال ‪ { :‬مالك يوم الدين }‬ ‫{ ملك يوم الدين } ف ركعة واحدة ؟ ‪.‬‬ ‫الواب‪ :‬الثابت عنه صلى ال عليه وسلم أنه ما كان يقرأ ف صلته ل ف الفاتة ول ف غيها بكلمة‬ ‫من القرآن بقراءتي متلفتي فيما نعلم ول ينقل ذلك عن خلفائه الراشدين ول عن أحد من صحابته‬ ‫رضوان ال عليهم أجعي‪ ،‬ول ينبغي فعل ذلك‪ ،‬ومن فعله واستمر عليه فقد ابتدع ف الدين مال‬

‫يشرعه ال ول رسوله‪ ،‬وخالف بفعله هذا قوله عليه الصلة والسلم ‪ ( :‬من أحدث ف أمرنا هذا‬

‫ل ليس عليه أمرنا فهو رد ) أما الصلة فصحيحة‬ ‫ماليس منه فهو رد ) وف رواية ‪ ( :‬من عمل عم ً‬ ‫()‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫مسألة ‪ :2‬هل يوز للمام أن يقرأ القرآن برواية ورش عن نافع‪ ،‬لقوم يقرأون القرآن برواية حفص‬ ‫عن عاصم ونو ذلك ؟‬ ‫الواب‪ :‬القراءة برواية ورش عن نافع صحيحة معتبة ف نفسها لدى علماء القراءات‪ ،‬لكن القراءة‬ ‫با لن ل يعهدها‪ ،‬بل عهد غيها‪ -‬كالقراءة برواية حفص مثلً‪ -‬تثي بلبلة ف نفوس الأموموين‪،‬‬ ‫فتترك القراءة با لذلك‪ ،‬أما إذا كان القارئ با ف صلته منفردا فيجوز‪ ،‬لعدم الانع ( ) ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -15‬القراءة من أول السورة وأوسطها وآخرها‪ ،‬والمع بي السورتي‪ ،‬وتفريق السورة على‬ ‫الركعتي‪ ،‬وتكرار السورة الواحدة‪ .‬كل ذلك جائز ‪ .‬فل حرج على المام إن قرأ من أول‬ ‫‪ . 1‬رواه الترمذي (‪ (309‬وقال‪ :‬حديث حسن ‪ .‬وقال اللباني في صحيح الترمذي‪ :‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪ . 2‬سنن الترمذي ‪ .‬كتاب الصلة ‪ .‬باب ماجاء في القراءة في صلة العشاء ‪.‬‬ ‫‪ . 3‬الشرح الممتع لبن عثيمين (‪(75-3/74‬‬ ‫‪ . 4‬شرح صحيح مسلم للنووي (‪(4/145‬‬ ‫‪. 5‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(6/394‬‬

‫‪ . 6‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العملية والفتاء (‪(4/26‬‬

‫‪42‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫السورة أو من وسطها أو من أواخرها‪ ،‬فإن ذلك داخل ف ما تيسر من القرآن‪ .‬ول بأس إن كرر‬ ‫المام السورة ف الركعتي؛ سواء كان ناسيا أو عامدا‪ ،‬لوقوع ذلك من رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم‪ ،‬فعن معاذ بن عبد ال الهن قال‪ :‬أن رجلً من جهينة أخبه‪ :‬أنه سع النب صلى ال عليه‬ ‫وسلم يقرأ ف الصبح { إذا زلزلت الرض } ف الركعتي كلتيهما‪ ،‬فل أدري! أنسي رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أم قرأ ذلك عمدا ( ) ‪ .‬وجواب الحتمال الذي أورده الراوي أن يقال‪ :‬مقام‬ ‫‪1‬‬

‫النب صلى ال عليه وسلم ف الصلة ونوها من العبادات مقام تشريع‪ ،‬ولو فعل ذلك ناسيا‪ ،‬لنبه على‬ ‫ذلك رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم‪ ،‬فلما ل يفعل عُلم أنه تشريع‪ ،‬وأنه صلى ال‬ ‫عليه وسلم فعل ذلك لبيان الواز ( ) ‪ .‬ويوز المع بي سورتي ف ركعة واحدة أو تفريقها على‬ ‫ركعتي‪ ،‬لديث حذيفة رضي ال عنه ف صلته ليلة مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫(صليت مع النب صلى ال عليه وسلم ذات ليلة‪ ،‬فافتتح البقرة‪ ،‬فقلت‪ :‬يركع عند الائة‪ ،‬ث‬ ‫مضى‪ ،‬فقلت‪ :‬يصلي با ف ركعة‪ ،‬فمضى‪ ،‬فقلت يركع با‪ ،‬ث افتتح النساء فقرأها‪،‬ث افتتح آل‬ ‫عمران فقرأها ‪ )...‬الديث ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫تتمة ‪ :‬قال البخاري ‪ :‬ويُذكر عن عبد ال بن السائب ( قرأ النب صلى ال عليه وسلم الؤمنون ف‬ ‫الصبح‪ ،‬حت إذا ذكر موسى وهارون أو ذكر عيسى أخذته سعلة فركع ) ‪ .‬وقرأ عمر ف الركعة‬ ‫الول بائة وعشرين آية من البقرة‪ ،‬وف الثانية بسورة من الثان‪ .‬وقرأ الحنف بالكهف ف الول‬ ‫وف الثانية بيوسف أو يونس‪ .‬وذكر أنه صلى مع عمر رضي ال عنه الصبح بما ‪ .‬وقرأ ابن مسعود‬ ‫بأربعي آية من النفال‪ ،‬وف الثانية بسورة من الفصل‪ .‬وقال قتادة‪ -‬فيمن يقرأ بسورة واحدة ف‬ ‫ركعتي‪ :-‬كلٌ كتاب ال ( ) ‪ .‬قلت ‪ :‬والغرض من إيراد هذه الثار بيان أن كل ذلك جائز والمر‬ ‫‪4‬‬

‫واسع ف هذا الباب ول المد؛ ولكن قراءة سورة أو سورتي ف ركعة أفضل من قراءة قدرها من‬

‫طويلة‪ ،‬نص عليه بعض أهل العلم وأخذوا ذلك من حديث أب قتادة قال ‪ ...( :‬وكان يقرأ ف‬ ‫العصر بفاتة الكتاب وسورتي ‪ )...‬الديث ( ) ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -16‬ال سنة تطو يل الرك عة الول وتق صي الثان ية ‪ .‬جاءت ال سنة بتطو يل القراءة ف الرك عة‬ ‫الول وتقصي الثانية‪ ،‬يدل عليه حديث أب قتادة قال ‪ ( :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يقرأ ف‬ ‫الركعتي الوليي من صلة الظهر بفاتة الكتاب وسورتي يطول ف الول ويقصر ف الثانية‪ ،‬ويُسمع‬ ‫‪. 1‬رواه أبو داود(‪ (816‬وقال اللباني في صحيح أبي داود ‪ :‬حسن (‪(730‬‬ ‫‪ . 2‬انظر‪ :‬الشرح الممتع (‪(77-3/76‬‬ ‫‪. 3‬رواه مسلم (‪(772‬‬ ‫‪ . 4‬كتاب الذان ‪ ،‬باب الجمع بين السورتين في الركعة ‪ .‬والقراءة بالخواتيم‪ ،‬وسورة قبل سورة‪ ،‬وبأول سورة ‪.‬‬ ‫السائب موصول عند مسلم برقم (‪(455‬‬ ‫‪. 5‬رواه البخاري(‪ ، (759‬وانظر ‪ :‬شرح النووي على صحيح مسلم (‪(4/145‬‬

‫وأثر عبد ال بن‬

‫‪43‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫الية أحيانا‪ ،‬وكان يقرأ ف العصر بفاتة الكتاب وسورتي‪ ،‬وكان يطول ف الركعة الول من صلة‬ ‫الصبح ويقصر الثانية ) ( ) ‪ .‬قال عطاء ‪ :‬إن لحب أن يطول المام الركعة الول من كل صلة حت‬ ‫‪1‬‬

‫يكثر الناس ( ) ‪ .‬قال ابن الوزي ‪ :‬قوله ‪ ( :‬يطول ف الركعة الول ) دليل على استحباب تطويل‬ ‫‪2‬‬

‫الول من كل صلة‪ ،‬كيف وقد قال‪ :‬كان‪ ،‬وهي إخبار عن دوام الفعل‪ ،‬والعلة فيه أن يلحق من سع‬ ‫القامة ول يتأهب ( ) ‪ .‬ويشكل على هذا أنه ثبت عنه صلى ال عليه وسلم الداومة على قراءة سبح‬ ‫‪3‬‬

‫ا سم ر بك العلى ف الرك عة الول ‪ ،‬و ف الرك عة الثان ية ب ل أتاك حد يث الغاش ية‪ ،‬مع أن سورة‬ ‫(الغاشية) أطول من سورة (العلى) ما يستلزم أن الركعة الثانية تكون أطول من الول‪ .‬فعن النعمان‬

‫بن بشي‪-‬رضي ال عنه‪ -‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ ( :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم يقرأ ف العيدين وف المعة بسبح اسم ربك العلى وهل أتاك حديث الغاشية ‪ .‬قال ‪ :‬وإذا‬ ‫اجتمع العيد والمعة ف يوم واحد يقرأ بما أيضا ف الصلتي ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫والواب عن هذا الشكال أن يقال‪ :‬الفرق بي سورة سبح باسم ربك العلى والغاشية؛ فرق يسي‬ ‫ل يرم العادة الضطردة ع نه صلى ال عل يه و سلم ف تطو يل الرك عة الول وتق صي الثان ية‪ ،‬وعل يه‬ ‫فالطول اليسي ما يتسامح فيه ‪.‬‬ ‫‪ -17‬سكتات المام ‪ .‬للمام ف صلته سكتتان؛ الول عند افتتاحه الصلة‪ ،‬وفيه حديث أب‬ ‫هريرة رضي ال عنه أنه قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا كب ف الصلة سكت‬ ‫هنية قبل أن يقرأ ‪ .‬فقلت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬بأب أنت وأمي ! أرأيت سكوتك بي التكبي والقراءة‪،‬‬ ‫ما تقول ؟ قال ‪ ( :‬أقول ‪ :‬اللهم باعد بين وبي خطاياي كما باعدت بي الشرق والغرب‪ .‬اللهم‬ ‫نقن من الذنوب والطايا كما ينقى الثوب البيض من الدنس‪ .‬اللهم اغسلن من خطاياي بالثلح‬ ‫والاء والبد ) ( ) ‪ .‬وأما السكتة الثانية فهي بعد النتهاء من القراءة وقبل الركوع؛ فيستحب‬ ‫‪5‬‬

‫الوقوف قليلً بقدار ما يتراد النفس‪ ،‬حت ل تتصل القراءة بالتكبي ( ) ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -18‬تطويل الصلة وتفيفها ‪ .‬الصل ف الصلة هو التخفيف مراعاة لحوال الناس‪ ،‬فإن فيهم‬ ‫الكبي والضعيف وذا الاجة‪ ،‬والمام الفطن هو الذي يعلم حال من خلفه من الأمومي‪ ،‬وهل يؤثرون‬ ‫ل قال ‪ :‬وال يا رسول ال إن لتأخر عن‬ ‫تطويله أم ل ‪ .‬فعن أب مسعود رضي ال ‪ :‬أن رج ً‬ ‫صلة الغداة من أجل فلن ما يطيل بنا‪ .‬فما رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف موعظة أشد‬ ‫‪. 1‬رواه البخاري(‪(759‬‬ ‫‪ . 2‬فتح الباري (‪ (2/285‬والثر رواه عبد الرزق في مصنفه ‪.‬‬ ‫‪. 3‬كشف المشكل عن حديث الصحيحين (‪ (2/142‬ط‪ .‬دار الوطن ‪.‬‬ ‫‪ . 4‬رواه مسلم(‪(878‬‬ ‫‪. 5‬رواه مسلم (‪(598‬‬ ‫‪ . 6‬انظر‪ :‬المغني (‪(2/169‬‬

‫‪44‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫غضبا منه يومئذ‪ .‬ث قال‪ ( :‬إن منكم منفرين‪ ،‬فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز‪ ،‬فإن فيهم الضعيف‬ ‫والكبي وذا الاجة ) ( ) ‪ .‬وعن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪( :‬‬ ‫‪1‬‬

‫إذا صلى أحدكم للناس فليخفف‪ ،‬فإن منهم الضعيف‪ ،‬والسقيم‪ ،‬والكبي ‪ .‬وإذا صلى أحدكم‬ ‫لنفسه فليطول ما شاء ) ( ) ‪ .‬وعن أنس بن مالك رضي ال عنه‪ ،‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫( إن لدخل ف الصلة وأنا أريد إطالتها‪ ،‬فأسع بكاء الصب‪ ،‬فأتوز ف صلت ما أعلم من شدة‬ ‫وجد أمه من بكائه ) ( ) ‪ .‬قال النووي ‪ :‬قال العلماء‪ :‬كانت صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪3‬‬

‫تتلف ف الطالة والتخفيف باختلف الحوال‪ ،‬فإذا كان الأمومون يؤثرون التطويل ول شغل هناك‬ ‫له ول لم طول‪ ،‬وإذا ل يكن كذلك خفف‪ ،‬وقد يريد الطالة ث يعرض ما ينقضي التخفيف كبكاء‬ ‫الصب ونوه‪ ،‬وينضم إل هذا أنه قد يدخل ف الصلة ف أثناء الوقت فيخفف‪ ،‬وقيل‪ :‬إنا طول ف‬ ‫بعض الوقات وهو القل وخفف ف معظمها‪ ،‬فالطالة لبيان جوازها والتخفيف لنه أفضل‪. ) ( ...‬‬ ‫‪4‬‬

‫قلت ‪ :‬ومت علم المام أن من خلفه يؤثرون تطويله لسن تلوته وجودتا‪ ،‬فل ينبغي له أن يبخل‬ ‫عليهم ‪.‬‬

‫تنبيه ‪ :‬ل يقال أطال الصلة‪ ،‬لن تعاهد سنة ممد صلى ال عليه وسلم الت كان يداوم عليها‪،‬‬ ‫كالقيام بسورة أل تنيل السجدة‪ ،‬وسورة هل أتى على النسان ‪ .‬ف صلة الصبح من يوم المعة ‪.‬‬ ‫ولقد بوب البخاري ف كتاب الذان بقوله‪ :‬باب الياز ف الصلة وإكمالا‪ ،‬ث ساق أثر أنس رضي‬

‫ال عنه ‪ ( :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يوجز الصلة ويكملها ) ( ) ‪ .‬وعلق الافظ عليه بقوله‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫مناسبة حديث أنس للترجة من جهة أن من سلك طريق النب صلى ال عليه وسلم ف الياز والتام‬ ‫ل يشكى منه تطويل ( ) ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ -19‬العتدال ف أركان الصلة وتفيفها مع التمام ‪ .‬فيه حديث الباء بن عازب رضي ال عنه‬ ‫قال ‪ ( :‬كان ركوع النب صلى ال عليه وسلم وسجوده وإذا رفع رأسه من الركوع وبي‬ ‫السجدتي قريبا من السواء ) وعند مسلم ‪ ( :‬رمقت الصلة مع ممد صلى ال عليه وسلم‪،‬‬ ‫فوجدت قيامه فركعته‪ ،‬فاعتداله بعد ركوعه‪ ،‬فسجدته‪ ،‬فجلسته بي السجدتي‪ ،‬فسجدته‪،‬‬ ‫فجلسته ما بي التسليم والنصراف‪ ،‬قريبا من السواء ) ( ) ‪ .‬قال ابن حجر‪ :‬وأجاب بعضهم عن‬ ‫‪7‬‬

‫حديث الباء أن الراد بقوله ‪ ( :‬قريبا من السواء ) ليس أنه كان يركع بقدر قيامه وكذا السجود‬ ‫‪. 1‬رواه البخاري(‪(702‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪(703‬‬ ‫‪. 3‬رواه البخاري(‪(709‬‬ ‫‪. 4‬شرخ مسلم للنووي (‪(4/145‬‬ ‫‪ . 5‬رواه البخاري(‪(706‬‬ ‫‪. 6‬فتح الباري(‪(236-2/235‬‬ ‫‪ . 7‬رواه البخاري(‪ ،(801‬ومسلم (‪(471‬‬

‫‪45‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫والعتدال؛ بل الراد أن صلته كانت قريبا معتدلة فكان إذا أطال القراءة أطال بقية الركان‪ ،‬وإذا‬ ‫أخفها أخف بقية الركان ‪ .‬فقد ثبت أنه قرأ ف الصبح بالصافات وثبت ف السنن عن أنس أنم‬ ‫حزروا ف السجود قدر عشر تسبيحات فيحمل على أنه قرأ بدون الصافات اقتصر على دون العشر‪،‬‬ ‫وأقله كما ورد ف السنن أيضا ثلث تسبيحات ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫مسألة ‪ :‬إذا أحس المام بدخول شخص أو أشخاص إل السجد وهو راكع‪ ،‬فهل يستحب له‬ ‫انتظارهم حت يدركوا الركعة‪ ،‬أو ل ينتظر رعاية لق الأمومي وخشية التطويل عليهم ؟‬

‫الواب ‪ :‬هذه مسألة يقدرها المام‪ ،‬فإن كان ف انتظاره للداخل تطويلً ومشقة على الأمومي فإنه‬ ‫ل ينتظر ول يطل الركوع؛ وإن كان انتظار المام يسيا وليس فيه مشقة على من خلفه؛ استحب له‬ ‫النتظار ليدرك الداخل الركوع والركعة ‪ .‬ودليل عدم انتظار الداخل الحاديث المرة بتخفيف‬ ‫الصلة ودفع الشقة عن الصلي – وقد سبق ذكر بعضها‪ . -‬ودليل استحباب انتظار الداخل ليدرك‬ ‫الركعة‪ ،‬قوله صلى ال عليه وسلم‪ ( :‬إن لدخل ف الصلة وأنا أريد إطالتها‪ ،‬فأسع بكاء الصب‪،‬‬ ‫فأتوز ف صلت ما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه )‬

‫(‪. )2‬‬

‫قالوا‪ :‬إذا كان النب صلى ال عليه‬

‫وسلم توز ف صلته لجل بكاء الصب ووجد أمه عليه‪ ،‬مع تصريه بأنه يرغب ف إطالتها‪ .‬فإن‬ ‫تطويلها لجل أن يدركها الت إليها أول ‪ .‬قال ابن حجر‪... :‬إذا جاز التخفيف لاجة من حاجات‬ ‫الدنيا‪ ،‬كان التطويل لاجة من حاجات الدين أجوز ( ) ‪ .‬وقال المام أحد‪ :‬ينتظره ما ل يشق على‬ ‫‪3‬‬

‫من خلفه ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -20‬هل يقول المام ربنا ولك المد مع الأموم ؟‪ .‬هذه السألة شبيهة بسألة تأمي المام‪ ،‬ففي‬ ‫الفاتة المام داعٍ والأموم يؤمن‪ ،‬وف الرفع من الركوع‪ ،‬المام يقول‪ :‬سع ال لن حده‪ ،‬والأموم‬ ‫يقول‪ :‬ربنا ولك المد ‪ .‬وهذا من الناحية العقلية قول منطقي وله حظ من النظر؛ ولكن إذا جاءت‬ ‫السنة الصرية الصحيحة بأمر فإنه ل يعدل إل غيه‪ ،‬وإذا جاء نر ال بطل نر معقل ‪ .‬وف السألتي‬ ‫السابقتي ثبت بالدلة الصرية الصحيحة‪ ،‬أن المام يؤمن وإن كان هو الداعي‪ ،‬وأنه يقول ربنا ولك‬ ‫المد‪ ،‬وإن كان هو الذي طلب التحميد بقوله ‪ :‬سع ال لن حده ‪ .‬فعن أب هريرة رضي ال عنه‬ ‫قال ‪ ( :‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم – حي يرفع رأسه يقول ‪ :‬سع ال لن حده‪ ،‬ربنا‬ ‫ولك المد ‪ )...‬الديث ( ) ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ . 1‬فتح الباري(‪(338-2/337‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪(709‬‬ ‫‪. 3‬فتح الباري(‪ ، (2/238‬وإلى هذا ذهب ابن الجوزي في كتابه كشف المشكل من حديث الصحيحين (‪(2/148‬‬ ‫‪. 4‬المغني (‪(3/78‬‬ ‫‪. 5‬رواه البخاري(‪(804‬‬

‫‪46‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫فائدة ‪ :‬جاء لفظ المد بعد الرفع من الركوع على أربع صيغ‪ ( :‬ربنا ولك المد) ‪ ( ،‬ربنا لك‬ ‫المد) ‪ ( ،‬اللهم ربنا ولك المد) ‪ ( ،‬اللهم ربنا لك المد ) ‪.‬‬

‫الول‪ :‬عن أنس رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ (:‬إنا جعل المام ليؤت به‬ ‫فإذا صلى قائما فصلوا قياما فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سع ال لن حده‬

‫فقولوا ربنا ولك المد ‪ . ..‬الديث ) ( ) ‪ .‬والثانية‪ :‬عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪1‬‬

‫أنه قال ‪ ( :‬إنا جعل المام ليؤت به فل تتلفوا عليه فإذا ركع فاركعوا وإذا قال سع ال لن حده‬ ‫فقولوا ربنا لك المد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجعون وأقيموا‬ ‫الصف ف الصلة فإن إقامة الصف من حسن الصلة ) ( ) ‪ .‬والثالثة‪ :‬عن أب هريرة –أيضا‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫قال‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬إذا قال سع ال لن حده قال‪ ( :‬اللهم ربنا ولك المد‪..‬‬ ‫الديث )‬

‫(‪. )3‬‬

‫والصيغة الرابعة ‪ :‬حديث أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه‬

‫وسلم قال‪ ( :‬إذا قال المام سع ال لن حده فقولوا اللهم ربنا لك المد فإنه من وافق قوله قول‬ ‫اللئكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) ( ) ‪ .‬ويستحب للمام وللمنفرد والأموم أن ينوع بي هذه اللفاظ‬ ‫‪4‬‬

‫لثبوتا‪ ،‬فيأت بذا مرة‪ ،‬وباللفظ الخر مرة ليحصل له كمال القتداء بالنب صلى ال عليه وسلم ‪،‬‬ ‫وال أعلم ‪.‬‬ ‫‪ -21‬قنوت النوازل‪ .‬القنوت يطلق على معان‪ ،‬والراد به هنا الدعاء ف الصلة ف مل مصوص‬ ‫من القيام ( ) ‪ .‬فإذا أصابت السلمي نازلة كوباء حل بم‪ ،‬أو قحط عام أصابم‪ ،‬أو عدو داههم‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫فإنه يُشرع للمسلمي القنوت ف صلواتم‪ ،‬السرية والهرية‪ ،‬فعن أنس قال ‪ ( :‬كان القنوت ف‬

‫الغرب والفجر ) ( ) ‪ .‬وعن أب سلمة بن عبد الرحن ‪ ( :‬أنه سع أبا هريرة يقول ‪ :‬وال لقربن‬ ‫‪6‬‬

‫بكم صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فكان أبو هريرة يقنت ف الظهر‪ ،‬والعشاء الخرة‪،‬‬ ‫وصلة الصبح‪ .‬ويدعو للمؤمني‪ ،‬ويلعن الكفار ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫والقنوت يكون قبل الركوع بعد الفراغ من القراءة‪ ،‬وبعد الركوع‪ ،‬ثبت عنه صلى ال عليه وسلم‬ ‫هذا وهذا ( ) ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ . 1‬رواه البخاري(‪ ،(689‬ومسلم(‪(411‬‬ ‫‪ . 2‬رواه البخاري(‪(722‬‬ ‫‪ . 3‬رواه البخاري (‪(795‬‬ ‫‪ . 4‬رواه البخاري(‪ ،(796‬ومسلم (‪. (409‬‬ ‫‪. 5‬فتح الباري(‪(2/568‬‬ ‫‪. 6‬رواه البخاري(‪(1004‬‬ ‫‪. 7‬رواه مسلم(‪ ,(676‬وعند أحمد في المسند من حديث ابن عباس القنوت في صلة العصر (‪(1/301‬‬ ‫‪ . 8‬انظر‪ :‬البخاري(‪ ،(1001‬ومسلم (‪(677‬‬

‫‪47‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫ويدعو المام با يناسب النازلة‪ ،‬ل بالدعاء الذي علمه النب صلى ال عليه وسلم السن ف قيام الليل‬ ‫‪ :‬اللهم اهدن فيمن هديت ‪ ..‬وإنا يدعو با يناسب ما حل بم ‪ .‬فعن أب هريرة رضي ال عنه ‪:‬‬ ‫أن النب صلى ال عليه وسلم قنت بعد الركعة ف صلته شهرا ‪ .‬إذا قال ‪ ( :‬سع ال لن حده)‬ ‫يقول ف قنوته ‪ ( :‬اللهم أنج الوليد بن الوليد‪ ،‬اللهم أنج سلمة بن هشام ‪ ،‬اللهم أنج عياش بن‬ ‫أب ربيعة‪ ،‬اللهم أنج الستضعفي من الؤمني ‪ ،‬اللهم اشدد وطأتك على مضر‪ ،‬اللهم اجعلها‬ ‫عليهم سني كسن يوسف ) ( ) ‪ .‬وعن خفاف بن إياء رضي ال عنه قال ‪ :‬ركع رسول ال صلى‬ ‫‪1‬‬

‫ال عليه وسلم ث رفع رأسه فقال ‪ ( :‬غفار غفر ال لا‪ ،‬وأسلم سالها ال‪ ،‬وعصية عصت ال‬ ‫ل وذكوان) ‪..‬الديث ( ) ‪ .‬وبتأمل دعاء النب صلى ال‬ ‫ورسوله‪ ،‬اللهم العن بن ليان‪ ،‬والعن رع ً‬ ‫‪2‬‬

‫عليه وسلم ف النوازل‪ ،‬يتبي أنه دعا بعدما رفع رأسه من الركوع مباشرة بدعوات تص النازلة ول‬ ‫يقدم لا بالمدلة والصلة على رسوله صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وكذلك بعد الفراغ من الدعاء وقع‬ ‫ساجدا مباشرة ول يتم دعائه‪ ،‬كما يفعل بعض الئمة اليوم ‪.‬‬ ‫‪ -22‬سجود التلوة ف الصلة للمام ‪ .‬يسن للمام والنفرد والأموم إذا مر بآية سجدة أن يسجد‬ ‫با‪ .‬فعن أب رافع قال‪ ( :‬صليت مع أب هريرة العتمة فقرأ { إذا السماء انشقت } فسجد‪ .‬فقلت‬ ‫له‪ .‬قال ‪ :‬سجدتُ خلف أب القاسم صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فل أزال أسجد با حت ألقاه ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫وهي من السنن الستحبة إن شاء المام سجد با وإن شاء ل يسجد‪ .‬ولكن ينبغي ف الصلة السرية‬ ‫أن يراعى حال الأمومي‪ ،‬وهل سجود المام يؤدي إل التشويش عليهم أم ل ‪ .‬فإن الناس ف الصلة‬ ‫السرية ل يعلمون ما ذا يقرأ إمامهم‪ ،‬فإذا سجد للتلوة‪ ،‬فإنم سيبادرون إل التسبيح ظنا منهم أنه‬ ‫سهى ف صلته‪ ،‬وقد يتدارك المام هذا التشويش بأن يرفع صوته بالية الت فيها سجدة ليعلم من‬ ‫كان خلفه أنه سيسجد با‪ ،‬وعلى كل حال إن كان سجود المام ف الصلة السرية يؤدي إل‬ ‫التشويش على الأمومي فل يقرأ بآية فيها سجدة‪ ،‬أو يقرأ با ول يسجد ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫وإن قرأ السجدة ف الصلة ف آخر السورة‪ ،‬فإن شاء سجد‪ ،‬ث قام فقرأ شيئا من القرآن ث ركع‪،‬‬ ‫وإن شاء سجد‪ ،‬ث قام فركع من غي قراءة‪.‬نص عليه أحد ‪ .‬وهذا قول ابن مسعود والربيع بن خثيم‪،‬‬ ‫وإسحاق ‪. ) ( ..‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪. 1‬رواه مسلم(‪(675‬‬ ‫‪. 2‬رواه مسلم(‪ 679‬م ‪(1‬‬ ‫‪. 3‬رواه البخاري(‪(766‬‬ ‫‪ . 4‬انظر‪ :‬الشرح الممتع (‪(4/103‬‬ ‫‪. 5‬المغني (‪(2/369‬‬

‫‪48‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫تنبيه ‪ :‬يقتصر بعض الصلي على التيان بقول ‪ ( :‬اللهم لك سجدت وبك آمنت وعليك‬ ‫توكلت‪ ، )..‬وهذا خطأ؛ فإن الشروع ف سجود التلوة وغيها هو قول‪ ( :‬سبحان رب العلى )‬ ‫ث إن زاد على ذلك بعض ما ورد فهو حسن ( ) ‪.‬‬ ‫فائدة ‪ :‬جاءت السنة ببعض الدعية يستحب لن سجد سجود التلوة‪ ،‬أن يأت با بعد قول‪:‬‬ ‫( سبحان رب العلى)‪ ،‬وهي ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫( اللهم احطط عن با وزرا‪ ،‬واكتب ل با أجرا‪ ،‬واجعلها ل عندك ذخرا ) وعند الترمذي‬ ‫بزيادة‪ ( :‬وتقبلها من كما تقبلتها من عبدك داود ) ( ) ‪ .‬ومنها‪ ( ،‬سجد وجهي لن خلقهُ وشقّ‬ ‫‪2‬‬

‫سعه وبصره بوله وقوته )‬

‫(‪.)3‬‬

‫ومنها ‪ ( :‬اللهم لك سجدت‪ ،‬وبك آمنت‪ ،‬ولك أسلمت‪ ،‬سجد‬

‫وجهي للذي خلقه وصوره وشق سعه وبصره‪ ،‬تبارك ال أحسن الالقي ) (‪. )4‬‬ ‫‪ -23‬بكاء المام ف الصلة هل يفسدها ؟‪ .‬بكاء المام وغي المام ف الصلة ل يفسدها فهو‬ ‫ليس من جنس الكلم‪ ،‬وهي رقة تأخذ القلب عند القراءة وعند تذكر النة أو النار‪ ،‬أو غي ذلك من‬ ‫العان‪ ،‬والغالب أنا تصل من غي اختيار الصلي ‪ .‬وقد ثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه بكى ف‬

‫صلته‪ ،‬فعن عبد ال بن الشخي رضي ال عنه قال‪ :‬أتيت النب صلى ال عليه وسلم وهو يصلي‪،‬‬

‫ولوفه أزيز كأزيز الرجل‪ -‬يعن‪ :‬يبكي‪ . ) ( -‬قال البخاري‪ :‬قال عبد ال بن شداد‪ :‬سعت نشيج‬ ‫‪5‬‬

‫عمر وأنا ف آخر الصفوف يقرأ { إنا أشكو بثي وحزن إل ال } ( ) ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫فائدة ‪ :‬إذا عرض للمام أمر ينعه من إتام القراءة‪ ،‬جاز له الركوع‪ ،‬يدل عليه حديث عبد ال بن‬ ‫السائب رضي ال عنه قال‪ ( :‬قرأ النب صلى ال عليه وسلم الؤمنون ف الصبح‪ ،‬حت إذا جاء ذكر‬ ‫موسى وهارون أو ذكر عيسى أخذته سعلة فركع ) ( ) ‪ .‬فإذا أصاب المام شيء منعه من إتام‬ ‫‪7‬‬

‫القراءة كسعال متواصل‪ ،‬أو بكاء شديد أعجزه عن إكمال القراءة‪ ،‬جاز له الركوع ( ) ‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ -24‬هل يرجع المام إل قول من خلفه ف السهو ‪ .‬إذا نُبه المام إل سهو ف صلته‪ ،‬فهو بي‬ ‫حالي‪ :‬أحدها‪ :‬أن يزم بصواب نفسه؛ أي أنه متأكد أنه ل يسهو ف صلته‪ ،‬وف هذه الالة ل‬ ‫يرجع إل قول من ذكّره ونبهه ‪ .‬والثان‪ :‬أن ل يزم بصواب نفسه‪ ،‬وف هذه الالة يلزمه الرجوع إن‬ ‫كان الذي سبح به( أي قال‪ :‬سبحان ال) اثنان فأكثر‪ ،‬فيلزمه الرجوع كقصة ذي اليدين‪ ،‬فعن أب‬ ‫‪ . 1‬انظر‪ :‬تصحيح الدعاء ‪ .‬لبكر أبو زيد (ص ‪(293‬‬ ‫‪ . 2‬رواه الترمذي(‪ ،(3424‬وابن ماجه(‪ (1053‬واللفظ له‪ ،‬وقال اللباني في صحيح ابن ماجة‪" :‬حسن"‪ .‬برقم(‪(1062-872‬‬ ‫‪ . 3‬رواه أبو داود (‪ (1414‬واللفظ له‪ ،‬وصححه اللباني في صحيح أبي داود‪ :‬برقم(‪ ، (1255‬ورواه أحمد(‪،(23502‬والنسائي(‪(1129‬‬ ‫‪ . 4‬رواه مسلم(‪ ،(771‬وأحمد(‪(805‬‬ ‫‪. 5‬رواه النسائي(‪ (1156‬وقال اللباني في صحيح النسائي ‪ :‬صحيح ‪ .‬وقال ابن حجر في الفتح ‪ :‬رواه أبو داود والنسائي والترمذي في‬ ‫الشمائل وإسناده قوي ‪ 0‬فتح الباري (‪.(2/242‬‬ ‫‪ . 6‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الذان‪ .‬باب إذا بكى المام في الصلة ‪ (.‬فتح الباري ‪(2/241‬‬ ‫‪. 7‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الذان‪ .‬باب الجمع بين السورتين في الركعة‪ ( ...‬فتح الباري ‪ ،(2/298‬وهو عند مسلم (‪(455‬‬ ‫‪ . 8‬انظر‪ :‬فتح الباري(‪(2/757‬‬

‫‪49‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫هريرة رضي ال عنه ‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم انصرف من اثنتي‪ ،‬فقال له ذو اليدين‪:‬‬ ‫أقصرت الصلة أم نسيت يا رسول ال ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬أصدق ذو‬ ‫اليدين؟ ) فقال الناس‪ :‬نعم ‪ .‬فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم فصلى اثنتي أخرييي‬

‫‪)1(...‬‬

‫الديث‪ .‬وإن كان السبح واحدا فإن غلب على ظنه صدقه أخذ بقوله وإل فل يرجع ‪ .‬أما إذا‬ ‫تعارض قول من خلفه؛ كأن يلس المام فيقول أحدهم ( سبحان ال) ولا قام قال الخر ‪:‬‬ ‫( سبحان ال)؛ ففي هذه الالة يرجع المام إل ما ف نفسه ويبن عليه ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -25‬السهو ف الصلة ‪ .‬السهو والغفلة من طبيعة البشر‪ ،‬والنب صلى ال عليه وسلم وهو أكمل‬ ‫البشر سهى ف صلته‪ ،‬وقال بعدما سهى ف صلته ‪ ( :‬إنا أنا بشر مثلكم‪ ،‬أنسى كما تنسون‪ ،‬فإذا‬ ‫نسيت فذكرون‪ )...‬الديث ( ) ‪ .‬و يشرع سجود السهو إذا سهى الصلي فزاد ف صلته أو أنقص‬ ‫‪3‬‬

‫منها أو شك فيها ‪ ،‬وهو واجب ف كل سهو يبطل عمده الصلة‪ .‬والسنن ل يشرع لا سجود سهو‪،‬‬ ‫أما الواجبات والركان فيجب التيان بسجود السهو ف آخر الصلة؛ ويزيد الركن أنه ل بد التيان‬ ‫بالركن الذي أخل به الصلي‪ ،‬على تفصيل يأت – إن شاء ال‪ . -‬وسوف نذكر ف هذا البحث ‪-‬إن‬ ‫شاء ال‪ -‬الحوال الت سهى فيها رسول ال صلى ال عليه وسلم ف صلته وكيف سجوده فيها‪،‬‬ ‫ونذكر الحاديث الت قيلت ف هذا الباب ‪.‬‬ ‫أ‪ -‬الزيادة ف الصلة ‪ .‬والعول عليه ف هذا الباب حديث عبد ال بن مسعود رضي ال عنه ‪:‬‬ ‫( أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى الظهر خسا‪ ،‬فقيل له‪ :‬أزيد ف الصلة ؟ فقال ‪ :‬وما‬ ‫ذاك ؟ قال‪ :‬صليت خسا‪ ،‬فسجد سجدتي بعد ما سلم ) ( ) ‪ .‬وف الديث أن رسول ال صلى ال‬ ‫‪4‬‬

‫عليه وسلم زاد ركعة ناسيا فلما ذُكّر‪ ،‬سجد للسهو ث سلم ‪ .‬ومثله حديث ذو اليدين‪ ،‬فعن أب‬

‫هريرة رضي ال عنه ‪ ( :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم انصرف من اثنتي‪ ،‬فقال له ذو اليدين‬ ‫أقصرت الصلة أم نسيت يا رسول ال ؟ ‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ (( :‬أصدق ذو‬ ‫اليدين ؟ )) ‪ .‬فقال الناس‪ :‬نعم ‪ .‬فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم فصلى اثنتي أخريي‪ ،‬ث‬ ‫سلم‪ ،‬ث كب فسجد مثل سجوده أو أطول ث رفع ) ( ) ‪ .‬والتبادر للذهن أن رسول ال صلى ال‬ ‫‪5‬‬

‫عليه وسلم قد أنقص من صلته‪ ،‬وليس المر كذلك‪ ،‬فإن سجود السهو هنا لكون النب صلى ال‬ ‫عليه وسلم قد أتى بسلم ف أثناء الصلة فكان زائدا ف الصلة‪ ،‬فسجد النب صلى ال عليه وسلم‬ ‫بعد السلم ‪.‬‬ ‫‪. 1‬رواه البخاري(‪(714‬‬ ‫‪ . 2‬انظر‪ :‬الشرح الممتع لبن عثيمين (‪(347-3/344‬‬ ‫‪. 3‬رواه البخاري(‪(401‬‬ ‫‪. 4‬رواه البخاري(‪(1226‬‬ ‫‪. 5‬رواه البخاري(‪(1228‬‬

‫‪50‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫والسجود بعد السلم عند الزيادة ف الصلة هو مذهب مالك‪ ،‬والزن وأبو ثور من الشافعية‪،‬وهو‬ ‫اختيار شيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬وقواه ابن عبد الب‪ ،‬وذهب إليه جع من أهل العلم ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫مسألة ‪ :‬إمام قام إل خامسة‪ ،‬ونبهه الأمومون‪ ،‬فلم يرجع إل قولم‪ ،‬فماذا يلزم الأموم والمام ‪.‬‬ ‫الواب‪ :‬إذا تيقن المام صواب نفسه فليس عليه سجود سهو ول يوز له الرجوع إل قول من سبح‬ ‫به لعتقاده خطأهم ‪ .‬وأما الأموم الذي تيقن أن المام زاد ركعة‪-‬مثلً‪ -‬فل يوز له أن يتابعه عليها‪،‬‬ ‫وإذا تابعه عالا بالزيادة‪ ،‬وعالا بأنه ل توز التابعة بطلت صلته ‪ .‬أما من ل يعلم أنا زائدة فإنه‬ ‫يتابعه‪ ،‬وكذلك من ل يعلم الكم ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫مسألة ‪ : 2‬رجل صلى بقوم‪-‬الظهر مقصورة‪ -‬وهو مسافر ‪ ،‬ث قام إل الثالثة‪ ،‬وتذكر أنه يصلي بم‬ ‫الصلة مقصورة‪ ،‬فماذا يلزمه ؟‬

‫الواب‪ :‬هذه السألة تنبن على اعتقاد هذا الصلي‪ ،‬فإن كان يعتقد أن صلة السفر ل تكون إل‬

‫مقصورة ‪-‬كمذهب أب حنيفة وأهل الظاهر‪ -‬وجب عليه الرجوع‪ .‬و إن كان يعتقد أن صلة السفر‬ ‫يوز فيها القصر ويوز فيها التام‪ ،‬فهو مي بي إتام صلته‪ ،‬وبي الرجوع‪ .‬وف مسألتنا هذه من‬ ‫دخل الصلة وهو ينوي القصر با ث قام إل ثالثة فالول له الرجوع والسجود للسهو بعد السلم‪،‬‬ ‫وال أعلم ( ) ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫تنبيه ‪ :‬إذا صلى إمامٌ أو غيه صلة رباعية وسلم من اثنتي أو ثلث‪ ،‬ث طال الفصل ول يتذكر إل‬ ‫بعد مدة طويلة عرفا؛ فإنه والالة هذه يعيد الصلة‪ ،‬وإن تذكر النقص ف وقت قريب‪ ،‬أو نبهه‬ ‫الأمومون كما ف حديث ذي اليدين فإنه يفعل ف صلته كما بينا آنفا ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬النقص ف الصلة ‪ .‬النقص ف الصلة إما أن يكون نقص ف الركان‪ ،‬أو نقص ف‬

‫الواجبات‪ .‬فأما نقص الركان‪ ،‬فإن كان ف تكبية الحرام فإنا ل تنعقد ‪ .‬وإن كان النقص ف‬ ‫ركن غي تكبية الحرام ‪ .‬فلها أحوال ‪:‬‬

‫( الال الول‪ :‬إن ذكره قبل أن يصل إل مله وجب عليه الرجوع ‪ [ .‬مثاله‪ :‬رجل صلى ونسي‬ ‫الركوع‪ ،‬ث لا وقع ساجدا تذكر أنه ل يركع؛ فحينئذ يب عليه الرجوع إل ركن الركوع الذي‬ ‫تركه مادام أنه ل يصل إل ركوع الركعة الخرى] ‪.‬‬ ‫الال الثانية‪ :‬إن ذكره بعد أن وصل إل مله فإنه ل يرجع؛ لنه لو رجع ل يستفد شيئا‪ ،‬وتقوم‬ ‫الثانية مقام الت قبلها ‪.‬‬

‫‪ . 1‬انظر ‪ :‬فتح الباري(‪ (3/113‬والشرح الممتع (‪(3/343‬‬ ‫‪. 2‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(7/128‬‬ ‫‪ . 3‬انظر ‪ :‬الشرح الممتع لبن عثيمين (‪(344-3/343‬‬

‫‪51‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫الال الثالثة‪ :‬إن ذكره بعد السلم فإن كان من ركعة قبل الخية أتى بركعة كاملة‪ ،‬وإن كان من‬ ‫الخية أتى به وبا بعده فقط‪ ،‬ول يلزمه أن يأت بركعة كاملة ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫أما النقص ف الواجبات ‪ :‬كترك التشهد الول‪ ،‬أو ترك التسبيح ف الركوع‪ ،‬أو التسبيح ف السجود‪،‬‬ ‫فيلزم التارك له سجود السهو جبا للنقص ‪ .‬ودليله حديث عبد ال بن بُحينة رضي ال عنه أنه قال ‪:‬‬ ‫( صلى لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ركعتي من بعض الصلوات‪ ،‬ث قام فلم يلس‪ ،‬فقام‬ ‫الناس معه‪ ،‬فلما قضى صلته ونظرنا تسليمه كب قبل التسليم‪ ،‬فسجد سجدتي وهو جالس‪ ،‬ث‬ ‫سلم ) ( ) ‪ .‬ومن نسى واجبا من واجبات الصلة كالتشهد الول فإنه ل يلو من ثلث حالت‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫أيضا‪: -‬‬

‫الال الول‪ :‬أن يذكر التشهد الول بعد أن ينهض وقبل أن يستتم قائما‪ ،‬فعليه أن يلس ويتشهد‪،‬‬ ‫ث يسجد للسهو ف آخر صلته قبل السلم ‪.‬‬ ‫الال الثانية‪ :‬أن يذكر التشهد الول بعد أن يستتم قائما وقبل أن يشرع ف القراءة‪ ،‬ففي هذه الالة‬ ‫ل يرجع إل جلوسه‪ ،‬ويلزمه سجود للسهو ف آخر صلته وقبل السلم ‪.‬‬

‫الال الثالثة‪ :‬أن يذكر التشهد الول بعد أن شرع ف قراءة الركعة الت قام إليها‪ ،‬وهنا يرم عليه‬ ‫الرجوع واللوس للتشهد الول؛ بل يكمل صلته ويسجد للسهو ف آخر الصلة وقبل السلم ‪.‬‬ ‫ت‪-‬الشك ف الصلة ‪ .‬الشك غي العتب أو ما يسمى بالوهم؛ هذا ل عبة به‪ ،‬وكذلك الشك‬ ‫بعد الفراغ من الصلة‪ ،‬ل عبة به ما ل يتيقن الصلي أنه زاد أو نقص ف صلته ‪.‬‬

‫والشك ف الصلة قد يكون بترجيح‪ ،‬وقد يكون بل ترجيح‪ .‬فإذا شك مصل ف صلته هل صلى‬

‫اثنتي أو ثلثا‪ ،‬وكان غالب ظنه أنه صلى ثلثا‪ ،‬فإنه يبن على غالب ظنه وتريه‪ ،‬فيجعلها ثلثا‪ ،‬وف‬ ‫آخر صلته يسلم ث يسجد للسهو ويسلم ‪ .‬يدل عليه حديث عبد ال بن مسعود رضي ال عنه قال‬ ‫‪ :‬صلى لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ..‬فلم سلم قيل له‪ :‬يا رسول ال أحدث ف الصلة‬ ‫شيء؟ قال ‪ :‬وما ذاك؟ قالوا‪ :‬صليت كذا وكذا‪ .‬فثن رجليه‪ ،‬واستقبل القبلة وسجد سجدتي ث‬ ‫سلم‪ .‬فلما أقبل علينا بوجهه قال‪ (( :‬إنه لو حدث ف الصلة شيء لنبأتكم به‪ ،‬ولكن إنا أنا بشر‬ ‫مثلكم‪ ،‬أنسى كما تنسون‪ ،‬فإذا نسيت فذكرون‪ ،‬وإذا شك أحدكم ف صلته فليتحر الصواب‪،‬‬ ‫فليتم عليه ث ليسلم‪ ،‬ث يسجد سجدتي‬

‫)) (‪)3‬‬

‫‪.‬‬

‫ومن شك ف صلته ول يترجح عنده شيء؛ فإنه يبن على اليقي؛ وهو القل ث يسجد للسهو قبل‬ ‫السلم‪ ،‬ث يسلم ‪ .‬وفيه حديث أب سعيد الدري رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم ‪ ( :‬إذا شك أحدكم ف صلته فلم يدر كم صلى ؟ ثلثا أم أربعا؟ فليطرح الشك وليب‬ ‫‪ . 4‬الشرح الممتع لبن عثيمين (‪(376-3/375‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪(1224‬‬ ‫‪. 3‬رواه البخاري(‪(401‬‬

‫‪52‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫على ما استيقن ‪ .‬ث يسجد سجدتي قبل أن يسلم‪ ،‬فإن كان صلى خسا شفعن له صلته‪ ،‬وإن‬ ‫كان صلى إتاما لربع‪ ،‬كانتا ترغيما للشيطان ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫واللصة ‪ :‬أن سجود السهو يكون إما لنقص ف الصلة‪ ،‬أو للزيادة فيها‪ ،‬أو للشك فيها ‪ .‬فمن‬ ‫أنقص من صلته شيئا سجد قبل السلم‪ ،‬ومن زاد ف صلته شيئا سجد بعد السلم‪ ،‬ومن شك ف‬ ‫صلته مع تري وترجيح‪ ،‬فيسجد بعد السلم‪ ،‬ومن شك ف صلته ول يترجح عنده شيء فإنه يبن‬ ‫على اليقي وهو القل وليسجد قبل السلم‪ .‬وغالب مسائل سجود السهو تدور حول هذه الحوال‬ ‫الربعة – وال أعلم ‪.-‬‬ ‫ث‪-‬صفة سجود السهو ‪ .‬سجود السهو قبل السلم أو بعده ل يتلفان‪ ،‬فهما سجدتان يكب لا‬

‫ف السجود وعند الرفع منهما‪ ،‬وذلك ف آخر الصلة بعد التشهد وقبل السلم‪ ،‬وإن كان مل سجود‬ ‫السهو بعد السلم فإن الصلي يسلم ث يسجد سجدت السهو ث يسلم‪ ،‬سلما آخر يتم با صلته‪.‬‬ ‫ففي إحدى روايات حديث ذو اليدين قال ‪ ... ( :‬فصلى ركعتي ث سلم‪ ،‬ث كب فسجد مثل‬ ‫سجوده أو أطول‪ ،‬ث رفع رأسه فكب‪ ،‬ث وضع رأسه فكب فسجد مثل سجوده أو أطول‪ ،‬ث رفع‬ ‫رأسه وكب ) ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫مسألة ‪ :‬هل يتشهد الصلي مرة أخرى‪ ،‬بعد سجدت السهو ؟‬ ‫الواب‪ :‬إذا كان مل سجود السهو قبل السلم فل يشرع التشهد مرة أخرى‪ ،‬وإن كان مل‬ ‫سجود السهو بعد السلم؛ ففيه خلف لثار وردت عند أب داود والترمذي والاكم من طريق‬ ‫أشعث عن ممد بن سيين‪ ...‬من حديث عمران بن حصي ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم صلى بم‬ ‫فسها‪ ،‬فسجد سجدتي ث تشهد ث سلم ‪ .‬قال ابن حجر‪ :‬وضعفه البيهقي وابن عبد الب وغيها‬

‫ووهوا رواية أشعث لخالفته غيه من الفاظ عن ابن سيين‪ ،‬فإن الحفوظ عن ابن سيين ف حديث‬ ‫عمران ليس فيه ذكر التشهد ‪ ...‬قال الافظ‪ :‬فصارت زيادة أشعث شاذة‪ ،‬ولذا قال ابن النذر‪ :‬ل‬ ‫أحسب التشهد ف سجود السهو يثبت ‪ ...‬وقال‪ -‬أي‪ :‬ابن حجر ‪ :‬وقد ورد ف التشهد ف سجود‬ ‫السهو عن ابن مسعود عند أب داود والنسائي‪ ،‬وعن الغية عند البيهقي وف إسنادها ضعف‪. ) ( ...‬‬ ‫والراجح ف هذه السألة‪ :‬عدم مشروعية التشهد بعد سجدت السهو ل قبل السلم ول بعده (‪. )4‬‬ ‫‪3‬‬

‫مسألة ‪ : 2‬مصل نسي التشهد الول‪ ،‬وف آخر صلته نسي أن يسجد للسهو فما ذا يلزمه ؟‬

‫‪. 1‬رواه مسلم(‪(571‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪(1229‬‬ ‫‪. 3‬فتح الباري(‪ (3/119‬بتصرف يسير ‪.‬‬ ‫‪. 4‬انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة (‪(7/148‬‬

‫‪53‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫الواب‪ :‬إن طال الفصل كأن خرج الصلي من السجد أو تذكر ف بيته‪ ،‬فإنه يسقط عنه سجود‬ ‫السهو‪ ،‬وإن كان الفصل قصياً سجد للسهو ث سلم ‪ .‬ول يقال مثل ذلك لن ترك ركنا من أركان‬ ‫الصلة‪ ،‬فإن الركن ل بد أن يؤتى به (‪. )1‬‬

‫مسألة ‪ : 3‬إذا قام مسبوق لكمال صلته‪ ،‬وعند قيامه سجد إمامه للسهو الذي مله بعد الصلة‪،‬‬ ‫فماذا يلزم السبوق‪ ،‬هل يرجع ويسجد مع إمامه أم ماذا يفعل ؟‬ ‫الواب‪ :‬إذا قام الأموم لتام ما فاته من صلته مع إمامه‪ ،‬فقد انفصل عن صلة إمامه ول يرجع‪،‬‬

‫ويبقى عليه سجود للسهو يأت به ف آخر صلته ‪ .‬أما إذا تكن الأموم من السجود مع المام قبل أن‬ ‫يقوم فعليه متابعة المام ( ) ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ج‪ -‬ما يقوله الصلي ف سجود السهو ‪ .‬يقول ف سجدت السهو وسجود التلوة ما يقوله ف‬

‫سجود الصلة‪ ،‬ومن ذلك قول ( سبحان رب العلى) يكررها ثلثا أو أكثر والواجب مرة‪،‬‬ ‫ويستحب أن يقول فيهما ( اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت‪ ،‬اللهم اغفر ل ذنب كله‬ ‫دقه وجله وأوله وآخره وعلنيته وسره‪ ،‬سبحانك اللهم ربنا وبمدك اللهم اغفر ل ) ويشرع له‬ ‫أيضا أن يقول‪ ( :‬سبوح قدوس رب اللئكة والروح) ويدعو فيهما أيضا با أحب من الدعوات‬ ‫الطيبة كما يدعو ف سجود الصلة (‪. )3‬‬ ‫‪ -26‬انصراف المام من الصلة ومكثه ف مصله بعد الفراغ منها ‪ .‬النصراف من الصلة يكون‬ ‫بعد السلم منها‪ ،‬وبعد أن يقول المام الذكر الوارد عنه صلى ال عليه وسلم ‪ :‬استغفر ال‪ ،‬استغفر‬ ‫ال‪ ،‬استغفر ال ‪ .‬اللهم أنت السلم ومنك السلم تباركت يا ذا اللل والكرام‪ ،‬ث يلتفت ويقبل‬ ‫بوجهه نو الصلي ‪ .‬وما يفعله بعض الناس عندما يؤم بالصلي ث ينصرف من صلته ويعل جنبه‬ ‫الين للمأمومي فهذا خطأ ومالف للسنة‪ .‬فعن سرة بن جندب رضي ال عنه قال ‪ ( :‬كان النب‬

‫صلى ال عليه وسلم إذا صلى صلة أقبل علينا بوجهه ) (‪. )4‬‬ ‫أما انصرافه صلى ال عليه وسلم من صلته فقد جاءت متنوعة‪ ،‬فقد ثبت عنه صلى ال عليه وسلم‬ ‫من حديث ابن مسعود –رضي ال عنه‪ -‬أنه كان ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬ينصرف عن يساره ‪ :‬فعن‬

‫عبد ال بن مسعود‪-‬رضي ال عنه قال‪ ( :‬ل يعل أحدكم للشيطان شيئا من صلته يرى أن حقا‬

‫عليه أن ل ينصرف إل عن يينه لقد رأيت النب صلى ال عليه وسلم كثيا ينصرف عن يساره )‬ ‫(‪ . )5‬وثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه انصرف عن يينه‪ ،‬فعن السدي قال سألت أنسا كيف‬ ‫‪ . 1‬انظر‪ :‬الشرح الممتع (‪(398-3/397‬‬ ‫‪ . 2‬انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة (‪(128-7/127‬‬ ‫‪. 3‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(149-7/148‬‬ ‫‪. 4‬رواه البخاري(‪(845‬‬ ‫‪. 5‬رواه البخاري(‪ ،(852‬ومسلم(‪(707‬‬

‫‪54‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫أنصرف إذا صليت عن يين أو عن يساري؟ قال‪ ( :‬أما أنا فأكثر ما رأيت رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم ينصرف عن يينه ) (‪. )1‬‬ ‫والمع بي الديثي أن يقال‪ :‬إن كلً من الصاحبي حدث با رأى ‪ ،‬فابن مسعود حدث با رآه‪،‬‬ ‫وأنس حدث با رآه‪ ،‬وصدقا –رضي ال عنهما‪ ،-‬فيكون للمام العمل بذا وهذا وكله سنة ‪.‬‬ ‫أما مكث المام ف مصله فليس له حدٌ يصار إليه‪ ،‬إل أن يكون بالسجد نساء يصلي خلف المام‪،‬‬ ‫فيستحب للمام أن يكث قدرا يسيا حت ينصرف النساء إل بيوتن لئل يتلط الرجال بالنساء ‪.‬‬

‫فعن أم سلمة رضي ال عنها ( أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا سلم يكث ف مكانه يسيا )‬ ‫قال ابن شهاب‪ :‬فنرى‪ -‬وال أعلم – لكي ينفذ من ينصرف من النساء (‪ . )2‬وقالت أم سلمة ‪:‬‬

‫( كان – أي‪ :‬رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ -‬يسلم فينصرف النساء فيدخلن بيوتن من قبل‬ ‫أن ينصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم) (‪. )3‬‬ ‫تنبيه ‪ :‬إطالة قعود المام بعد السلم مستقبل القبلة أكثر من الستغفار ثلثا ‪ ،‬وقول ‪ :‬اللهم أنت‬ ‫السلم ومنك السلم‪ ،‬تباركت يا ذا اللل والكرام ‪ .‬فيه ماذير وهي ‪:‬‬ ‫أولً‪ :‬أنه خلف السنة ‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حبس الناس؛ لن الأمومي منهيون أن ينصرفوا قبل انصراف المام‪ ،‬فإذا بقي مستقبل القبلة‬ ‫كثيا حبس الناس‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أنه قد يظن من خلفه أنه يتذكر شيئا نسيه ف الصلة‪ ،‬فيتبك الأموم ف هذا (‪. )4‬‬ ‫مسألة‪ :‬هل يشرع للمام أن يتطوع ف مكانه الذي صلى فيه الفريضة ؟‬ ‫الواب‪ :‬قال البخاري ‪ :‬ويُذكر عن أب هريرة رفعه ‪ :‬ل يتطوع المام ف مكانه ‪[ .‬قال البخاري‪]:‬‬ ‫ول يصح ‪ .‬قال الافظ وذلك لضعف إسناده واضطرابه ‪ .)5( .‬ونص أحد على كراهية تطوع المام‬ ‫ف مكانه بعد الكتوبة‪ ،‬وقال ‪ :‬كذا قال علي بن أب طالب (‪ . )6‬والعلة ف كراهية تطوع المام ف‬ ‫مكانه بعد الكتوبة‪ ،‬هو خشية التباس المر على الناس‪ ،‬فقد يُظن أن المام سهى ف صلته وقام ليأت‬ ‫با سهى فيه‪ ،‬فيلتبس المر عليهم ‪.‬‬ ‫‪ -27‬إذا علم المام‪-‬بعد انقضاء صلته‪ -‬أن عليه ناسة أو به حدث فماذا يفعل؟‪ .‬إذا صلى‬ ‫المام أو غيه وعلى بدنه أو ثوبه أو نعله ناسة‪ ،‬ول يعلم با إل بعد انقضاء الصلة‪ ،‬فإن الراجح‪ ،‬بل‬ ‫‪. 1‬رواه مسلم (‪(708‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪(849‬‬ ‫‪. 3‬رواه البخاري(‪(850‬‬ ‫‪. 4‬الشرح الممتع لبن عثيمين (‪(306-4/305‬‬ ‫‪. 5‬البخاري(‪ ، (848‬وكلم الحافظ‪ ،‬في فتح الباري(‪(2/390‬‬ ‫‪. 6‬المغني (‪(258-2/257‬‬

‫‪55‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫الصحيح من قول العلماء أن صلته صحيحة ول إعادة عليه‪ ،‬والعول عليه ف هذا الباب حديث أب‬ ‫سعيد الدري رضي ال عنه قال ‪ :‬بينما رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي بأصحابه‪ ،‬إذ خلع‬ ‫نعليه فوضعهما عن يساره‪ ،‬فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالم‪ ،‬فلما قضى رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم صلته قال ‪ ( :‬ما حلكم على إلقاء نعالكم ؟ ) قالوا‪ :‬رأيناك ألقيت نعليك فألقينا‬ ‫نعالنا‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن جبيل عليه السلم أتان فأخبن أن فيهما‬ ‫قذرا ) وقال‪ ( :‬إذا جاء أحدكم إل السجد فلينظر‪ :‬فإن رأى ف نعليه قذرا‪ ،‬أو أذى فليمسحه‬ ‫وليصل فيهما ) (‪ . )1‬وأخذ هذا الكم من فعله عليه الصلة والسلم‪ ،‬حيث أمضى جزءً من صلته‬ ‫ونعله حاملة للذى‪ ،‬فلما أُخب‪،‬خلع نعليه‪ ،‬وأكمل صلته‪ ،‬ول يعد ذلك الزء الذي مضى حال‬ ‫التلبس بالذى ‪.‬‬ ‫أما إن صلى المام بماعة‪ ،‬وهو مدث؛ الدث الصغر أو الكب‪ ،‬ول يعلم هو ول الأمومون‬ ‫بذلك حت انقضت الصلة‪ ،‬فصلة من خلفه صحيحة‪ ،‬وعلى المام إعادة الصلة‪ ،‬وذهب بعض أهل‬ ‫العلم إل أن المام والأمومون يعيدون الصلة كلهم‪ ،‬والصحيح وجوب إعادة الصلة على المام‬ ‫وحده‪ .‬قال ابن قدامة ينصر هذا القول ‪ ... :‬ولنا‪ ،‬إجاع الصحابة رضي ال عنهم‪ ،‬روي أن عمر‬ ‫رضي ال عنه صلى بالناس الصبح ث خرج إل الرف‪ ،‬فأهراق الاء‪ ،‬فوجد ف ثوبه احتلما‪ ،‬فأعاد‬ ‫ول يعد الناس‪ ،‬وعن ممد بن عمرو بن الصطفى الزاعي‪ ،‬أن عثمان بن عفان‪-‬رضي ال عنه‪ -‬صلى‬ ‫بالناس صلة الفجر‪ ،‬فلما أصبح وارتفع النهار فإذا هو بأثر جنابة‪ ،‬فقال‪ :‬كَبُرت وال‪ ،‬كَبُرت وال‪،‬‬ ‫فأعاد الصلة ول يأمرهم أن يعيدوا‪ .‬وعن علي أنه قال‪ :‬إذا صلى النب بالقوم فأت بم الصلة آمره‬ ‫أن يغتسل ويعيد‪ ،‬ول آمرهم أن يعيدوا‪ .‬وعن ابن عمر أنه صلى بم الغداة‪ ،‬ث ذكر أنه صلى بغي‬ ‫وضوء‪ ،‬فأعاد ول يعيدوا‪ ،‬رواه كله الثرم‪ .‬وهذا ف مل الشهرة ول ينقل خلفه‪ ،‬فكان إجاعا‪.)2(..‬‬ ‫‪ -28‬الصلة الت خرج وقتها‪ ،‬يشرع لا الماعة ‪ .‬وهذه السألة مفترضة ف أناس عرض لم أمر‬ ‫منعهم من إقامة الصلة ف وقتها حت خرج ودخل وقت الصلة الخرى‪ ،‬أو طائفة ضُرب عليهم‬ ‫النوم فخرج وقت الصلة الاضرة ‪ .‬وكلُ ذلك وقع لرسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬فالول قصة‬ ‫غزوة الندق؛ فعن جابر بن عبد ال رضي ال عنه‪ :‬أن عمر بن الطاب‪-‬رضي ال عنه‪ -‬جاء يوم‬ ‫الندق بعدما غربت الشمس‪ ،‬فجعل يسب كفار قريش قال‪ :‬يا رسول ال ما كدت أصلي العصر‬ ‫حت كادت الشمس أن تغيب‪ .‬قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬وال ما صليتها ) ‪ .‬فقمنا إل‬ ‫بطحان فتوضأ للصلة وتوضأنا لا‪ ،‬فصلى العصر بعد ما غربت الشمس‪ ،‬ث صلى بعدها الغرب‬ ‫‪. 1‬رواه أبو داود(‪ (650‬وقال اللباني في صحيح أبي داود ‪ :‬صحيح برقم (‪ .(605‬وانظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة (‪(401-7/400‬‬ ‫‪. 2‬المغني (‪(505-2/504‬‬

‫‪56‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫(‪ . )1‬قال الافظ بن حجر ‪ :‬وقد وقع ف رواية الساعيلي ما يقتضي أنه صلى ال عليه وسلم صلى‬ ‫بم أخرجه من طريق يزيد بن زريع عن هشام بلفظ ‪ ( :‬فصلى بنا العصر ) (‪ . )2‬والثانية ‪ :‬حديث‬ ‫أب قتادة رضي ال عنه قال ‪ :‬سرنا مع النب صلى ال عليه وسلم ليلةً‪ ،‬فقال بعض القوم‪ :‬لو‬ ‫عرّست ( ) بنا يا رسول ال‪ .‬قال ‪ ( :‬أخاف أن تناموا عن الصلة ) فقال بللٌ‪ :‬أنا أوقظكم‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫فاضطجعوا‪،‬وأسند بللٌ ظهره إل راحلته فغلبته عيناه فنام‪ .‬فاستيقظ النب صلى ال عليه وسلم‬ ‫وقد طلع حاجب الشمس‪ ،‬فقال‪ ( :‬يا بلل أين ما قلت؟ ) قال‪ :‬ما أُلقيت على نومةٌ مثلها قط‪.‬‬ ‫قال‪ ( :‬إن ال قبض أرواحكم حي شاء‪ ،‬وردها عليكم حي شاء‪ .‬يا بلل قم فأذن بالناس‬ ‫بالصلة) ‪ .‬فتوضأ‪ ،‬فلما ارتفعت الشمس وابياضت قام فصلى‪ .‬وعند أحد ‪ :‬ث أمرهم فانتشروا‬ ‫لاجتهم ‪ ،‬وتوضأ فارتفعت الشمس فصلى بم الفجر‬

‫(‪.)4‬‬

‫‪ -29‬تمل المام للجمعة ‪ .‬يستحب للمام أن يتجمل‪ ،‬ويلبس أحسن ما يد‪ ،‬فالمعة عيد‬ ‫السبوع ‪ .‬وما ورد ف استحباب تمل المام يوم المعة ولبس أحسن ما يد‪ ،‬حديث ابن عمر‬ ‫رضي ال عنه قال ‪ :‬إن عمر بن الطاب رأى حلة سياء عند باب السجد‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال لو‬ ‫اشتريت هذه فلبستها يوم المعة وللوفد إذا قدموا عليك ‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫‪ ( :‬إنا يلبس هذه من ل خلق له ف الخرة ) ‪ ...‬الديث (‪ . )5‬وف الديث إقرار النب صلى ال‬ ‫عليه وسلم لعمر بن الطاب أن المعة يستحب التجمل لا‪ ،‬وإنا أنكر على عمر لبس هذا النوع من‬ ‫اللبسة‪ ،‬فاللة السياء‪ ،‬هي الرير‪ ،‬والشرع حرمها على الرجال ‪.‬‬ ‫‪ -30‬وقت المعة ‪ .‬الثار الواردة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وعن صحابته من بعده‪،‬‬ ‫جلها يشي إل أنم كانوا يواظبون على صلة المعة إذا زالت الشمس؛ ومن ذلك حديث أنس بن‬

‫مالك رضي ال عنه ‪ ( :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان يصلي المعة حي تيل الشمس ) (‪. )6‬‬ ‫وعن سلمة بن الكوع رضي ال عنه قال‪ :‬كنا نمع مع رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا زالت‬ ‫الشمس ث نرجع نتتبع الفيء (‪. )7‬‬ ‫قال ابن حجر‪ :‬روى ابن أب شيبة من طريق سويد بن غفلة أنه صلى مع أب بكر وعمر حي زالت‬ ‫الشمس‪ ،‬إسناده قوي‪ ،‬وف الوطأ عن مالك بن أب عامر قال‪ :‬كنت أرى طنفسة لعقيل بن أب طالب‬ ‫‪. 1‬رواه البخاري(‪(596‬‬ ‫‪. 2‬فتح الباري (‪(2/84‬‬ ‫‪ . 3‬التعريس هو النوم آخر الليل ‪.‬‬ ‫‪ . 4‬رواه البخاري(‪ .(595‬وأحمد (‬ ‫‪. 5‬رواه البخاري(‪(886‬‬ ‫‪. 6‬رواه البخاري(‪(904‬‬ ‫‪. 7‬رواه مسلم (‪(860‬‬

‫‪57‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫تطرح يوم المعة إل جدار السجد الغرب‪ ،‬فإذا غشيها ظل الدار خرج عمر‪ ،‬إسناده صحيح ‪ .‬وهو‬ ‫ظاهر ف أن عمر كان يرج بعد زوال الشمس (‪. )1‬‬ ‫‪ -31‬سلم المام على الأمومي إذا صعد النب واستقبل الناس واللوس بعده‪ .‬يسن للمام إذا‬ ‫دخل السجد وصعد النب واستقبل الناس أن يسلم عليهم ث يلس‪ ،‬جاء ذلك مصرحا به ف حديث‬ ‫جابر بن عبد ال رضي ال عنه ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا صعد النب سلم (‪. )2‬‬ ‫وكان ابن الزبي إذا عل النب سلم‪ ،‬وفعله عمر بن عبد العزيز‪ ،‬وبه قال الوزاعي والشافعي (‪ . )3‬فإذا‬ ‫سلم المام على الأمومي جلس‪ ،‬فإذا شرع الؤذن ف الذان استحب له متابعة الؤذن ‪ .‬فعن سهل بن‬ ‫حنيف قال ‪ :‬سعت معاوية بن أب سفيان وهو جالس على النب أذان الؤذن قال‪ :‬ال أكب ال‬

‫أكب‪ ،‬قال معاوية‪ :‬ال أكب ال أكب‪ .‬قال ‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬فقال معاوية‪ :‬وأنا ‪ .‬قال‪:‬‬ ‫أشهد أن ممدا رسول ال‪ ،‬فقال معاوية‪ :‬وأنا ‪ .‬فلما أن قضى التأذين‪ ،‬قال‪ :‬أيها الناس‪ ،‬إن سعت‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم على هذا الجلس –حي أذن الؤذن‪ -‬يقول ما سعتم من من‬ ‫مقالت (‪. )4‬‬ ‫‪ -32‬الطبة من قيام ‪ .‬الشروع ف حق المام أن تكون خطبته من قيام‪ ،‬وهو فعل النب صلى ال‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬وفعل اللفاء الراشدين‪ ،‬ول يفظ عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ول عن خلفائه‬ ‫أنم خطبوا المعة وهم جلوس‪ ،‬فدل على أن الواجب ف خطبة المعة أن تكون من قيام‪.‬‬ ‫فعن ابن عمر رضي ال عنه قال ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يطب المعة قائما‪ ،‬ث‬ ‫يلسن ث يقوم ‪ ،‬كما تفعلون اليوم (‪ . )5‬وعن جابر بن سرة رضي ال عنه ‪ :‬أن رسول ال صلى‬ ‫ال عليه وسلم كان يطب قائما‪ ،‬ث يلس‪ ،‬ث يقوم فيخطب قائما‪ .‬فمن نبأك أنه كان يطب‬ ‫جالسا فقد كذب ‪ .‬فقد‪ ،‬وال ! صليت معه أكثر من ألفي صلة (‪ . )6‬وعن أب عبيدة عن كعب‬ ‫بن عجرة؛ قال‪:‬دخل السجد وعبد الرحن بن أم الكم يطب قاعدا ‪ .‬فقال‪ :‬انظروا إل هذا‬ ‫البيث يطب قاعدا‪ .‬وقال ال تعال ‪ { :‬وإذا رأوا تارة أو لوا انفضوا إليها وتركوك قائما }‬

‫(‪)7‬‬

‫‪ .‬قال ابن قدامة‪ :‬فأما إن قعد لعذر‪ ،‬من مرض‪ ،‬أو عجز عن القيام‪ ،‬فل بأس‪ ،‬فإن الصلة تصح من‬ ‫القاعد العاجز عن القيام (‪. )8‬‬ ‫‪ . 1‬فتح الباري(‪(2/450‬‬ ‫‪. 2‬رواه ابن ماجة (‪ (1119‬وقال اللباني في صحيح ابن ماجة ‪ :‬حسن‪(917( .‬‬ ‫‪. 3‬المغني لبن قدامة (‪(3/161‬‬ ‫‪. 4‬رواه البخاري(‪(914‬‬ ‫‪ . 5‬رواه البخاري (‪ (920‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪(861‬‬ ‫‪. 6‬رواه مسلم (‪ 862‬م ‪(1‬‬ ‫‪. 7‬رواه مسلم(‪(864‬‬ ‫‪. 8‬المغني (‪(3/172‬‬

‫‪58‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫فائدة ‪ :‬يُسن للخطيب أن يتجه تلقاء وجهه‪ ،‬فل يتجه لليمي أو لليسار‪ ،‬بل يكون أمام الناس؛ لنه‬ ‫إن اته إل اليمي أضر بأهل اليسار‪ ،‬وإن اته إل اليسار أضر بأهل اليمي‪ ،‬وإن اته تلقاء وجهه ل‬ ‫يضر بأحد‪ ،‬والناس هم الذين يستقبلونه مع المكان (‪. )1‬‬ ‫‪ -33‬اللوس بي الطبتي ‪ .‬يسن للمام أن يلس بي الطبتي‪ ،‬جلسة خفيفة لتتميز الطبة‬ ‫الول عن الثانية‪ ،‬ول يوجبها بعض أهل العلم‪ ،‬لورود آثار عن بعض الصحابة كعلي بن أب طالب‬ ‫والغية بن شعبة وأب بن كعب أنم خطبوا المعة ول يلسوا بي الطبتي ‪ .‬والكمل والوافق لال‬ ‫النب صلى ال عليه وسلم أن يلس المام بي الطبتي جلسة خفيفة ليستريح فيها ‪ .‬وف اللوس‬ ‫بي الطبتي إشارة إل إياب القيام للخطيب ‪.‬‬ ‫‪ -34‬قصر الطبة من السنة ‪ .‬يستحب ف حق المام يوم المعة أن يقصر خطبته ويطيل صلته‪،‬‬ ‫لمره صلى ال عليه وسلم وفعله ‪ .‬فعن جابر بن سرة رضي ال عنه قال‪ :‬كنت أصلي مع رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم فكانت صلته قصدا‪ ،‬وخطبته قصدا (‪ . )2‬وعن عمار بن ياسر قال ‪ :‬سعت‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ ( :‬إن طول صلة الرجل‪ ،‬وقصر خطبته‪ ،‬مئنة من فقهه‪،‬‬ ‫فأطيلوا الصلة وأقصروا الطبة‪ ،‬وإن من البيان لسحرا ) (‪ . )3‬وعن جابر بن سرة السوائي‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل يطيل الوعظة يوم المعة‪ ،‬إنا هن كلمات يسيات (‪. )4‬‬ ‫وجعل النب صلى ال عليه وسلم قصر الطبة علمة على فقه المام‪ ،‬فإن القلل من الكلم أوعى‬ ‫لفظ الطبة والحاطة بضمونا‪ ،‬وعدم السآمة واللل ‪ .‬وإن أطيلت الطبة أحيانا لمور اقتضت‬ ‫ذلك فإنه ل يرج المام من كونه فقيها ‪.‬‬ ‫ويذهب بعض الطباء إل إطالة الطبة دائما ‪ ،‬متجي أن الزمن والوقت اليوم ينبغي فيه التفصيل‬ ‫الذي يستلزم التطويل ‪ .‬وأقول‪ :‬إن حال الناس اليوم أقل صبا وأشد تذمرا من ذي قبل‪ .‬ولو اعتن‬ ‫ذلك المام بمع كلمات موجزة‪ ،‬ونافعة‪ ،‬مدعمة بالدليل من الكتاب والسنة‪ ،‬وأقوال السلف؛ لكان‬ ‫ف ذلك خ ٌي كثيٌ‪ ،‬والي كل الي ف اتباع الدي النبوي؛ صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪.‬‬ ‫مسألة ‪ :‬هل يصح أن يطب المام يوم المعة‪ ،‬بواضيع تاه الياة ؟‬ ‫الواب‪ :‬للخطيب أن يبي ف خطبة المعة وف دروسه وماضراته ما تتاجه المة من العارف‬ ‫والعلوم النافعة‪ ،‬وأن يعال أمراض الشعب‪ ،‬ويل مشاكلهم قدر استطاعته‪ ،‬بالكمة والوعظة السنة‪،‬‬ ‫سواء سي ذلك سياسية أو خطبة جعة أوتعليما أو إرشادا‪ ،‬وما كان يترتب عليه من كلمه فتنة أو‬ ‫‪. 1‬الشرح الممتع لبن عثيمين (‪(5/64‬‬ ‫‪. 2‬رواه مسلم (‪(866‬‬

‫‪. 3‬رواه مسلم (‪(869‬‬ ‫‪. 4‬رواه أبو داود (‪(1107‬وقال اللباني في صحيح أبي داود ‪ :‬حسن ‪(979(.‬‬

‫‪59‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫مفسدة راجحة على ما يقصد من الصلحة أو مساوية لا ترك الديث فيه إيثارا للمصلحة الراجحة‪،‬‬ ‫أو حذرا من وقوع ما ل تمد عقباه (‪. )1‬‬ ‫تنبيه ‪ :‬ليحذر المام من إيراد السرائيليات الت ل أصل لا‪ ،‬أو الحاديث الضعيفة مع عدم التنبيه إل‬ ‫ضعفها‪ ،‬وف القرآن والحاديث الصحيحة من الواعظ والذكر والعلم النافع غنية عن السرائيليات‬ ‫والحاديث الضعيفة –ول المد‪. -‬‬ ‫‪ -35‬كلم المام للرجل وقت الطبة ‪ .‬من الثابت ف الشرع أن الناس مأمورون بالنصات‬ ‫ومرم عليهم الكلم حال الطبة‪ ،‬لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إذا قلت لصاحبك يوم المعة ‪:‬‬ ‫أنصت – والمام يطب‪ -‬فقد لغوت ) (‪ . )2‬ومعن لغا‪ :‬أي حُرم فضيلة يوم المعة‪ ،‬أو أجر يوم‬ ‫المعة (‪ . )3‬أما المام فيجوز له مكالة آحاد الناس لصلحة معينة ‪ .‬ودليل ذلك حديث جابر رضي‬

‫ال عنه قال ‪ :‬دخل رجلٌ يوم المعة والنب صلى ال عليه وسلم يطب فقال‪ ( :‬أصليت ؟ ) قال‬

‫‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ ( :‬فصل ركعتي ) (‪ . )4‬وعن ابن عمر رضي ال عنهما ‪ :‬أن عمر بن الطاب بينما هو‬ ‫قائم ف الطبة يوم المعة إذ دخل رجل من الهاجرين الولي من أصحاب النب صلى ال عليه‬ ‫وسلم ‪ ،‬فناداه عمر ‪ :‬أيةُ ساعة هذه ؟ قال ‪ :‬إن شُغلت فلم أنقلب إل أهلي حت سعت التأذين‪،‬‬ ‫فلم أزد على أن توضأت‪ .‬فقال‪ :‬والوضوء أيضا؟ وقد علمت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫كان يأمر بالغسل (‪ . )5‬والديث والثر فيهما أن كلم المام كان لصلحة متحققة‪ ،‬فجاز كلم‬ ‫المام للرجل يوم المعة‪ ،‬و ل ينقص ذلك من أجر جعته‪ ،‬لنه مأذون فيه ‪.‬‬

‫فوائد ‪ :‬الول‪ :‬إذا عطس الأموم والمام يطب فإنه يمد ال سرا‪ ،‬ول يوز لن سعه أن يشمته‪،‬‬ ‫وإذا عطس المام وحد ال وجب على من سعه أن يشمته ‪ .‬الثانية‪ :‬إذا صلى المام على النب صلى‬ ‫ال عليه وسلم فإن الأموم يصلي على النب صلى ال عليه وسلم ف نفسه‪ ،‬وكذلك إذا ذُكرت النة‬

‫فسألا الأموم‪ ،‬أو ذكرت النار فاستعاذ منها الأموم‪ ،‬فإنه يذكر ذلك كله ف نفسه ‪ .‬الثالثة‪ :‬إذا سلم‬

‫الداخل إل السجد يوم المعة والمام يطب فإنه ل يرد عليه السلم‪ ،‬ويوز الرد بالشارة ‪ .‬ومن‬ ‫سلم عليك ف الطبة الول فإنك ترد عليه ف جلسة المام بي الطبتي‪ ،‬وإذا سلم عليك ف الطبة‬ ‫الثانية فإنك ترد عليه بعد النتهاء من الطبة الثانية ‪ .‬ومن صافحك وأنت تستمع للخطيب يوم‬ ‫المعة‪ ،‬فإنك تصافحه بيدك ول تتكلم (‪. )6‬‬ ‫‪. 1‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(231-8/230‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪(934‬‬ ‫‪. 3‬انظر‪ :‬فتح الباري(‪ (2/481‬و الشرح الممتع (‪(5/107‬‬ ‫‪. 4‬رواه البخاري(‪(931‬‬ ‫‪. 5‬رواه البخاري(‪(878‬‬ ‫‪ . 6‬انظر فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء ( ‪ (8/235،243،246‬والشرح الممتع لبن عثيمين (‪(5/109‬‬

‫‪60‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫‪-36‬دعاء المام ف الطبة ‪ .‬يستحب للمام أن يدعو ف خطبة المعة‪ ،‬وقد ثبت عنه صلى ال‬ ‫عليه وسلم أنه دعا للمؤمني والؤمنات ‪ .‬فيدعو المام للمؤمني والؤمنات‪ ،‬ويسأل ال صلح أحوال‬ ‫السلمي‪ ،‬ويدعو لكام السلمي بالصلح والتوفيق والداية‪ ،‬وإن خص المام سلطان بلدهم بالدعاء‬ ‫بالتوفيق والصلح والداية جاز ذلك ‪ .‬لن ف صلح إمام السلمي صلح للعباد والبلد ‪ .‬وكذلك‬ ‫يشرع تأمي الأمومي على ذلك الدعاء (‪. )1‬‬ ‫‪ -37‬هل توز إمامة غي من أدى المعة ؟‪ .‬كانت السنة الشهورة عنه صلى ال عليه وسلم ف‬ ‫المعة‪ ،‬الطبة بالناس والصلة بم‪ ،‬ول يفظ عنه صلى ال عليه وسلم غي ذلك‪ ،‬وعليه فعل اللفاء‬ ‫الراشدين كانوا يتولون الطبة والصلة‪ ،‬ول يعهد عنهم الخلل به‪ .‬وأمرنا أن نصلي كما صلى النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬صلوا كما رأيتمون أصلي )‪ .‬ولكن لو خطب رجل ث نابه شيء من حدث‬ ‫أو مرض ونو ذلك‪ ،‬ث صلى بم آخر‪ ،‬جاز ذلك وصلتم صحيحة ‪ .‬وإن كان بغي عذر صحت‬ ‫صلتم‪ ،‬وكان فعلهم خلف سنة النب صلى ال عليه وسلم (‪ . )2‬قال ابن قدامة‪ :‬والسنة أن يتول‬ ‫الصلة من يتول الطبة؛ لن النب صلى ال عليه وسلم كان يتولها بنفسه‪ ،‬وكذلك خلفاؤه من‬ ‫بعده‪ ،‬وإن خطب رجلٌ وصلى آخر لعذر جاز‪ .‬نص عليه أحد‪ .‬ولو خطب أمي فعُزل وول غيه‪،‬‬ ‫فصلى بم‪ ،‬فصلتم تامة‪ .‬نص عليه؛ لنه إذا جاز الستخلف ف الصلة الواحدة للعذر‪ ،‬ففي الطبة‬ ‫مع الصلة أول‪ .‬وإن ل يكن عذرٌ‪ ،‬فقال أحد‪ ،‬رحه ال‪ :‬ل يعجبن من غي عذر‪. ) ( ...‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -38‬القراءة ف صلة المعة ‪ .‬كا نت سنته صلى ال عل يه وسلم ف صلة الم عة أن يقرأ ف‬ ‫الركعة الول بـ ( سبح اسم ربك العلى) ‪ ،‬وف الركعة الثانية بـ ( هل أتاك حديث الغاشية ) ‪.‬‬ ‫وقد يقرأ ف الركعة الول بسورة المعة وف الركعة الثانية بسورة (النافقون) ‪.‬‬

‫ف عن النعمان بن بش ي‪-‬ر ضي ال ع نه‪ -‬قال‪ ( :‬كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يقرأ ف‬

‫العيدين وف المعة بسبح اسم ربك العلى وهل أتاك حديث الغاشية ‪ .‬قال ‪ :‬وإذا اجتمع العيد‬ ‫والمعة ف يوم واحد يقرأ بما أيضا ف الصلتي ) (‪. )4‬‬ ‫وعن ابن أب رافع قال‪ ( :‬استخلف مروان أبا هريرة‪-‬رضي ال عنه‪ -‬على الدينة وخرج إل‬ ‫مكة‪ ،‬فصلى لنا أبو هريرة المعة‪ ،‬فقرأ بعد سورة المعة ف الركعة الخرة إذا جاءك النافقون‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فأدركت أبا هريرة‪-‬رضي ال عنه‪ -‬حي انصرف‪ .‬فقلت له‪ :‬إنك قرأت بسورتي كان علي‬ ‫بن أب طالب‪-‬رضي ال عنه‪ -‬يقرأ بما بالكوفة‪ .‬فقال‪ :‬أبو هريرة‪-‬رضي ال عنه‪ -‬إن سعت‬ ‫‪. 1‬انظر‪ :‬المغني (‪ ،(3/181‬وفتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(8/233‬‬ ‫‪. 2‬انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(237-8/236‬‬

‫‪. 3‬المغني (‪(178-3/177‬‬ ‫‪ . 4‬رواه مسلم(‪(878‬‬

‫‪61‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ بما يوم المعة ) (‪ . )1‬ويوز أن يقرأ المام ف صلة المعة‬ ‫بغي ما ورد عنه صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫مسألة ‪ :‬هل يشرع تلوة آيات أو سورة تتناسب مع موضوع الطبة ؟‬ ‫الواب‪ :‬ر تب ال نب صلى ال عل يه و سلم ف قراءة صلة الم عة ثلث سنن‪:‬قراءة سورت الم عة‬ ‫والنافقون‪ ،‬أو سورت المعة والغاشية‪ ،‬أو سبح والغاشية ‪ .‬وقد فشى ف عصرنا العدول من بعضهم‬ ‫عن هذا الشروع إل ما يراه المام من آيات‪ ،‬أو سور القرآن الكري‪ ،‬متناسبا مع موضوع الطبة‪.‬‬ ‫وهذا التحري ل يؤثر عن النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ول يعرف عن سلف المة‪ ،‬فالتزام ذلك بدعة‪،‬‬ ‫وهكذا ق صد العدول عن الشروع إل سواه على سبيل الت سنن‪ ،‬ف يه ا ستدراك على الشرع‪ ،‬وه جر‬ ‫للمشروع‪ ،‬واستحباب ذلك‪ ،‬وإيهام العامة به‪ ،‬وال أعلم (‪. )2‬‬ ‫‪-39‬ال ستسقاء ف خط بة الم عة ‪ .‬ال ستسقاء هو طلب ال سقيا من ال ع ند ح صول الدب وقلة‬ ‫المطار ‪ .‬وما يشرع ف خطبة المعة‪ ،‬أن يدعى ال جل ف عله‪ ،‬أن يكشف ما أصاب السلمي من‬ ‫جدب وقحط‪ ،‬فيفع المام يديه ف الطبة ويدعو بدعاء السقيا ‪ .‬فعن أنس بن مالك رضي ال عنه‬ ‫ل دخل السجد يوم جعة من باب كان نو باب دار القضاء‪ -‬ورسول ال صلى ال‬ ‫قال ‪ :‬أن رج ً‬ ‫عل يه و سلم قائم ي طب‪ -‬فا ستقبل ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قائما ث قال‪ :‬يا ر سول ال‬ ‫هلكت الموال‪ ،‬وانقطعت السبل‪ ،‬فادع ال أن يغيثنا‪ .‬فرفع رسول ال صلى ال عليه وسلم يديه‬ ‫ث قال ‪ ( :‬اللهم أغثنا‪ ،‬اللهم أغثنا‪ ،‬اللهم أغثنا ) قال أنس ‪ :‬ول وال ما نرى ف السماء سحاب‬ ‫ول قزعة‪ ،‬وما بيننا وبي سلع من بيت ول دار‪ .‬قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس‪ ،‬فلما‬ ‫تو سطت ال سماء انتشرت‪ ،‬ث أمطرت‪ ،‬فل وال ما رأي نا الش مس ستا‪ ،‬ث د خل ر جل من ذلك‬ ‫الباب ف المعة – ورسول ال صلى ال عليه وسلم قائم يطب‪ -‬فاستقبله قائما فقال‪ :‬يا رسول‬ ‫ال هلكت الموال‪ ،‬وانقطعت السبل‪ ،‬فادع ال أن يسكها عنا ‪ .‬قال فرفع رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم يديه ث قال‪ ( :‬اللهم حوالي نا ول علينا‪ ،‬الل هم على الكام والظراب وبطون الودية‬ ‫ومنابت الشجر) قال ‪ :‬فأقلعت وخرجنا نشي ف الشمس ) (‪ . )3‬والديث فيه دعاء النب صلى ال‬ ‫عل يه و سلم ر به بالغوث ف خط بة الم عة‪ ،‬وف يه دعاء المام يوم الم عة بال ستصحاء إذا ك ثر ال طر‬ ‫وأتلف الزروع والموال ‪ .‬وف الديث أدب النب صلى ال عليه وسلم مع ربه؛ فإنه‪ -‬صلى ال عليه‬ ‫وسلم – ل يدعو ربه بأن تسك السماء مائها كما طلب العراب‪ ،‬بل دعا ربه أن يصرف ذلك الطر‬ ‫إل مواقع ينتفع با الناس والدواب ‪.‬‬ ‫‪. 1‬رواه مسلم(‪(877‬‬ ‫‪ . 2‬تصحيح الدعاء‪ .‬لبكر أبو زيد (ص ‪(319‬‬ ‫‪. 3‬رواه البخاري(‪(1014‬‬

‫‪62‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫فائدة ‪ :‬إذا رفع المام يديه يدعو بالسقيا ف خطبة المعة‪ ،‬فإنه يستحب للمأمومي أن يرفعوا أيديهم‬ ‫ويؤمنون على دعاء المام ‪ .‬يدل عليه حديث أنس بن مالك رضي ال عنه ف بعض طرقه قال ‪... :‬‬ ‫فر فع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يد يه يد عو‪ ،‬ور فع الناس أيدي هم م عه يدعون ‪ .‬قال‪ :‬ف ما‬ ‫خرجنا من السجد حت مطرنا ‪ ...‬الديث (‪. )1‬‬ ‫‪ -40‬هل يشرع الوعظ والتذكي بعد صلة المعة أو ينع منه ‪ .‬قال الشيخ ممد بن إبراهيم‪-‬‬ ‫رحه ال‪ :-‬وإما النع من الوعظة والتذكي بعد صلة المعة فل أعلم له أصلً؛ بل قد روي عن‬ ‫جاعة من الئمة كالشيخ تقي الدين أنه كان يقرأ الديث بعد صلة المعة‪ ،‬وكذلك يذكر الشيخ‬ ‫عبد الغن بن سرور صاحب العمدة وغيهم‪ ،‬قال المام أحد‪ :‬إذا كانوا يقرءون الكتاب يوم المعة‬ ‫على الناس بعد الصلة أعجب إل أن يسمع إذا كان فتحا من فتوح السلمي‪ ،‬أو كان فيه شيء من‬ ‫أمور السلمي‪ ،‬وإن كان إنا فيه ذكرهم فل يسمع ‪ .‬أما قبل صلة المعة فقد صرح العلماء بكراهة‬ ‫التحلق؛ لن النب صلى ال عليه وسلم نى عن اللق يوم المعة قبل الصلة ‪ .‬رواه أحد وأبو داود‬ ‫‪.‬اهـ (‪ . )2‬وقالت اللجنة الدائمة‪ -‬ف أحد أجوبتها‪ : -‬ل نعلم دليلً يصح على منع الوعظة بعد‬ ‫الصلة‪ ،‬ومعلوم أن الدواعي للقاء الوعظة تتلف بأحوال من يلقيها‪ ،‬وحاجة الناس إليها‪ ،‬وأحوال‬ ‫الئمة الذين يقومون بإلقاء الطب‪ ،‬وأما الية الت ذكرتا ‪ [-‬وهي قوله تعال ‪ { :‬فإذا قضيت‬

‫الصلة فانتشروا ف الرض } ]‪ -‬فل تتعارض مع إلقاء الوعظة‪ ،‬فمن أراد اللوس للستماع أو‬ ‫أراد الروج‪ -‬فالمر ف ذلك واسع ‪.‬اهـ (‪. )3‬‬ ‫‪ -41‬إذا وافق العيد يوم جعة ‪ .‬من صلى العيد وكان يوم جعة فإنه ل يلزمه شهود المعة؛ فإن‬ ‫ل يشهد المعة صلها ظهرا ‪ .‬فعن أب رملة الشامي قال ‪ :‬شهدت مع معاوية ابن أب سفيان وهو‬ ‫يسأل زيد بن أرقم قال‪ :‬أشهدت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم عيدين‪ ،‬اجتمعا ف يوم ؟‬ ‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فكيف صنع؟ قال ‪ :‬صلى العيد ث رخص ف المعة فقال‪ ( :‬من شاء أن يصلي‬ ‫فليصل ) (‪ . )4‬أما المام فإن شهوده لصلة العيد ل يسقط عنه شهود المعة وإقامتها لن حضر من‬ ‫صلى العيد‪ ،‬أو لن ل يصل العيد‪ ،‬لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬قد اجتمع ف يومكم هذا عيدان‪:‬‬ ‫فمن شاء أجزأه من المعة‪ ،‬وإنا ممعون ) (‪ . )5‬فقوله ‪ ( :‬وإنا ممعون) دليل على وجوبا على‬ ‫المام ‪.‬‬ ‫‪. 1‬رواه البخاري(‪(1029‬‬ ‫‪. 2‬فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (‪(3/45‬‬ ‫‪ . 3‬فتاوى اللجنة الدائمة (‪(281-8/208‬‬ ‫‪. 4‬رواه أبو داود (‪ (1070‬وقال اللباني في صحيح أبي داود ‪ :‬صحيح ‪(945( .‬‬ ‫‪ . 5‬رواه أبو داود (‪ (1073‬وقال اللباني ‪ :‬صحيح (‪(948‬‬

‫‪63‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫‪ -42‬إمامة السافر للمقيم وإمامة القيم للمسافر‪ .‬إذا أم السافر مقيمي‪ ،‬صلى بم ركعتي‪،‬‬ ‫واستحب له أن يقول بعد أن يسلم من صلته أتوا صلتكم فإنا قوم سفر ‪ :‬فعن عبد ال بن عمر‬ ‫رضي ال عنه ‪ ( :‬أن عمر بن الطاب كان إذا قدم مكة صلى بم ركعتي‪ ،‬ث يقول‪ :‬يا أهل مكة‬ ‫أتوا صلتكم فإنا قومٌ سفر ) (‪. )1‬‬ ‫وإذا أم القيم مسافرين‪ ،‬أت صلته ولزم من خلفه التام‪ ،‬أو أت المام السافر صلته‪ ،‬لزم من خلفه‬ ‫التام ‪-‬ولو كان مسافرا‪ ،ً-‬لمره صلى ال عليه وسلم بتابعة المام‪ ،‬ولن الصحابة أتوا خلف‬ ‫عثمان بن عفان بن وهم مسافرون (‪ . )2‬ولا رواه مسلم من حديث موسى بن سلمة الذل قال‪:‬‬ ‫سألت ابن عباس‪ :‬كيف أصلي إذا كنت بكة‪ ،‬إذا ل أصل مع المام‪ ،‬فقال‪ :‬ركعتي‪ .‬سنة أب‬

‫القاسم صلى ال عليه وسلم (‪ . )3‬وف قوله‪ :‬إذا ل أصل مع المام ‪ .‬دلي ٌل على أنه مستقر عندهم‬ ‫أن السافر إذا صلى خلف المام فإنه يتم صلته ‪.‬‬

‫‪ -43‬تمل المام للعيد ‪ .‬وفيه حديث عبد ال بن عمر رضي ال عنهما قال ‪ :‬أخذ عمر جبة من‬ ‫إستبق تباع ف السوق فأخذها‪ ،‬فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال ابتع‬ ‫هذه‪ ،‬تمل با للعيد والوفود‪ ،‬فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إنا هذه لباس من ل‬ ‫خلق له) ‪...‬الديث (‪ . )4‬والنكار من النب صلى ال عليه وسلم وقع على نوع اللباس وهو‬ ‫الرير‪ ،‬ول يقع على مشروعية التجمل للعيد (‪. )5‬‬ ‫‪ -44‬استحباب تقدي صلة عيد الضحى‪ ،‬وتأخي صلة عيد الفطر ‪ .‬أما تقدي صلة عيد‬ ‫الضحى ليتسع للناس وقت ذبح ضحاياهم‪ ،‬وأما تأخي صلة عيد الفطر ليتسن للناس وقت‬ ‫لخراج صدقة الفطر؛ فإن وقتها الفاضل ما بي صلة الفجر إل صلة العيد (‪. )6‬‬ ‫‪ -45‬صلة العيد قبل الطبة ‪ .‬وفيه حديث ابن عباس رضي ال عنهما قال‪ :‬أشهد على رسول‬ ‫ال صلى ال عليه وسلم لصلى قبل الطبة‪ ...‬الديث (‪ .)7‬وعن جابر بن عبد ال رضي ال عنهما‬ ‫قال‪ :‬شهدت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم الصلة يوم العيد‪ ،‬فبدأ بالصلة قبل الطبة‪ ،‬بغي‬ ‫‪ . 1‬موطأ مالك (‪ (1/109( (195‬ط‪ .‬دار الكتاب العربي ‪.‬‬ ‫‪. 2‬انظر‪ :‬المغني ‪(147-3/146‬‬ ‫‪ . 3‬حديث رقم (‪(688‬‬ ‫‪ . 4‬رواه البخاري(‪(948‬‬ ‫‪ . 5‬قال ابن حجر ‪ :‬قوله ( للعيد والوفود( تقدم في كتاب الجمعة بلفظ ( للجمعة ( بدل للعيد وهي رواية نافع‪ ،‬وهذه رواية سالم‪ ،‬وكلهما صحيح‪ ،‬وكأن‬ ‫ابن عمر ذكرهما معاً فاقتصر كل راو على أحدهما ‪.‬اهـ ‪( .‬فتح الباري ‪(2/510‬‬ ‫‪ . 6‬وقد روى الشافعي مرسل أن النبي صلى ال عليه وسلم كتب إلى عمرو بن حزم‪ :‬أن عجل الضحى‪ ،‬وأخر الفطر‪ . ..‬قال اللباني في إرواء الغليل ‪.‬‬ ‫أخرجه البيهقي (‪ (3/282‬ثم قال [ أي البيهقي] ‪ :‬هذا مرسل‪ ،‬وقد طلبته في سائر الروايات لكتابه إلى عمرو بن حزم فلم أجده ‪ ،‬قلت‪ -‬أي ‪ :‬اللباني‪: -‬‬ ‫هو مع إرساله ضعيف جداً‪ ،‬وآفته من إبراهيم هذا وهو ابن محمد بن أبي يحيى السلمي فإنه متروك كما في التقريب ‪.‬‬ ‫‪. 7‬رواه مسلم (‪ 884‬م ‪(1‬‬

‫‪64‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫أذان ول إقامة ‪ ...‬الديث (‪ . )1‬وعلى ذلك فعل اللفاء الراشدين رضي ال عنهم‪ ،‬فعن ابن عمر‬ ‫رضي ال عنهما قال ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأبا بكر وعمر‪ ،‬كانوا يصلون العيدين قبل‬ ‫الطبة (‪ . )2‬فهذه سنته صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وسنة اللفاء الراشدين من بعده ‪.‬‬ ‫‪ -46‬صفة صلة العيدين ‪ .‬السنة ف صلة العيد‪ ،‬ركعتان‪ ،‬يكب المام ف الركعة الول سبع‬ ‫تكبيات أحدها تكبية الحرام‪ ،‬وف الركعة الثانية خس تكبيات غي تكبية القيام ‪ .‬يرفع يديه مع‬ ‫ل ‪ ( :‬ال أكب )‪ ،‬ث يستفتح المام صلته ويقرأ الفاتة وسورة‪ ،‬وف الركعة الثانية‬ ‫كل تكبية قائ ً‬

‫كذلك ‪ .‬فعن عائشة رضي ال عنها‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يكب ف الفطر‬

‫والضحى‪ :‬ف الول سبع تكبيات‪ ،‬وف الثانية خسا (‪ . )3‬وعن عبد ال بن عمرو بن العاص‬ ‫رضي ال عنه قال ‪ :‬قال نب ال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬التكبي ف الفطر سبع ف الول‪ ،‬وخسٌ ف‬ ‫الخرة‪ ،‬والقراءة بعدها كلتيهما )‬

‫(‪)4‬‬

‫‪.‬‬

‫مسألة‪ :‬هل يشرع للمام والأموم ذكرٌ يقولون إثر تكبيات العيدين ؟‬ ‫الواب‪ :‬يشرع ف صلة العيدين أن يكب المام ف الركعة الول سبع تكبيات‪ ،‬الول يفتتح با‬ ‫الصلة‪ ،‬ويكب ف الركعة الثانية خس تكبيات غي تكبية القيام‪ ،‬ويرفع يديه مع كل تكبية‪ ،‬ويشرع‬ ‫له أن يمد ال ويسبحه ويكبه ويصلي على النب صلى ال عليه وسلم بي كل تكبيتي (‪ . )5‬قال‬ ‫عقبة بن عامر ‪ :‬سألت ابن مسعود عما يقوله بعد تكبيات العيد؛ قال ‪ :‬يمد ال ‪ ،‬ويثن عليه‪،‬‬ ‫ويصلي على النب صلى ال عليه وسلم (‪. )6‬‬ ‫فائدة ‪[ :‬لو] شك [المام] ف عدد التكبيات؛ بن على اليقي‪ ،‬وهو القل ‪ .‬وإن نسي التكبي الزائد‬ ‫حت شرع ف القراءة سقط؛ لنه سنة فات ملها (‪. )7‬‬ ‫‪ -47‬القراءة ف صلة الع يد ‪ .‬كان صلى ال عل يه و سلم إذا صلى العيد ين قرأ ف الول ب سورة‬ ‫(العلى) و ف الرك عة الثان ية ب سورة ( الغاش ية ) ‪ .‬و قد يقرأ ف الرك عة الول ب سورة (ق) والقرآن‬ ‫الجيد‪ ،‬وف الركعة الثانية بسورة ( القمر ) ‪.‬‬

‫‪. 1‬رواه مسلم (‪ 885‬م ‪(1‬‬ ‫‪. 2‬رواه مسلم (‪(888‬‬ ‫‪ . 3‬رواه أبو داود (‪ (1149‬وقال اللباني في صحيح أبي داود ‪ :‬صحيح ‪(1018(.‬‬

‫‪ . 4‬رواه أبو داود (‪ ،(1151‬وقال اللباني ‪ :‬حسن ‪(1020( .‬‬ ‫‪. 5‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(302-8/301‬‬ ‫‪ . 6‬رواه الثرم وحرب واحتج به أحمد ‪ .‬قال اللباني في إرواء الغليل ‪ :‬صحيح ‪.‬وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (‪. (3/37/2‬‬ ‫‪ . 7‬الملخص الفقهي ‪ .‬لصالح الفوزان (‪(1/188‬‬

‫‪65‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫فأما الول‪ :‬فقد رواها النعمان بن بشي‪-‬رضي ال عنه‪ -‬قال‪ ( :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم يقرأ ف العيدين وف المعة بسبح اسم ربك العلى‪ ،‬وهل أتاك حديث الغاشية‪ .‬قال‪ :‬وإذا‬ ‫اجتمع العيد والمعة ف يوم واحد يقرأ بما أيضا ف الصلتي ) (‪. )1‬‬ ‫وأما الثانية‪ :‬فعن عبيد ال بن عبد ال أن عمر بن الطاب سأل أبا واقد الليثي ( ما كان يقرأ به‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الضحى والفطر ؟ فقال‪ :‬كان يقرأ فيهما بق والقرآن الجيد‬ ‫واقتر بت ال ساعة وان شق الق مر ) (‪ . )2‬ولو قرأ المام بغ ي ما سبق من ال سور جاز؛ل كن القت صار‬ ‫على السنة أول ‪.‬‬ ‫‪ -48‬خط بة الع يد ‪ .‬الط بة بعد صلة الع يد من ال سنن الشهورة الثاب ته ع نه صلى ال عليه وسلم‪،‬‬ ‫لقول ابن عباس رضي ال عنهما ‪ :‬شهدت الفطر مع النب صلى ال عليه وسلم وأب بكر وعمر‬ ‫وعثمان رضي ال عنهم يصلونا بعد الطبة‪ ،‬ث يطب بعد ‪ ...‬الديث (‪ . )3‬وتفتتح خطبة العيد‪،‬‬ ‫كما تفتتح سائر الطب بالمد ل ‪ .‬قال الشيخ ممد بن إبراهيم –رحه ال‪ : -‬خطبة العيدين تفتتح‬ ‫بالمد‪ ،‬لا جاء أن النب صلى ال عليه وسلم كان يفتتح خطبه بالمد ل‪ ،‬وهذا هو اختيار الشيخ‬ ‫وتلميذه (‪ ، )4‬وهو الراجح ف الدليل ‪ .‬ويقول ابن القيم ‪ :‬إن التكبي – يعن جنسه‪ -‬ف أثناء الطبة‪،‬‬ ‫أما كونا تبتدي بذلك فل بل تبتدي بالمد كسائر الطب (‪. )5‬‬

‫تتمة ‪ :‬يستحب تصيص النساء بوعظة يوم العيد‪ ،‬لفعله صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فعن جابر بن عبد ال‬ ‫رضي ال عنهما قال‪ :‬قام النب صلى ال عليه وسلم يوم الفطر فصلى‪ ،‬فبدأ بالصلة ث خطبنا فلما‬ ‫ط ثو به يُل قي ف يه الن ساء‬ ‫فرغ نزل فأ تى الن ساء فذكر هن و هو يتو كأ على يد بلل‪ ،‬وبللٌ با س ٌ‬ ‫ال صدقة ‪ .‬قلت لعطاء‪ :‬زكاة يوم الف طر؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬ول كن صدقة يت صدقن حينئذ‪ :‬تُل قي فتخ ها‬ ‫ويلقي ‪ .‬قلت ‪ :‬أترى حقا على المام ذلك ويذكرهن؟ قال‪ :‬إنه لق عليهم‪ ،‬وما لم ل يفعلونه ؟‬ ‫(‪ . )6‬قلت ‪ :‬ولقد يسر ال لنا مكبات الصوت الت تبلغ صوت المام إل النساء بكل يسر وسهولة‪،‬‬ ‫ف ما على المام سوى ت صيص ش يء من الط بة ي عظ ب ا الن ساء ويذكر هن بال‪ ،‬وبالح سان إل‬ ‫العشي‪ ،‬وبالصدقة‪ ،‬وغي ذلك من أوجه الي ‪.‬‬ ‫‪ -49‬صفة صلة ال ستسقاء ‪ .‬هي ك صلة الع يد‪ ،‬ركعتان‪ :‬ي كب ف الول سبعا أحد ها ت كبية‬ ‫الحرام‪ ،‬ويكب ف الركعة الثانية خس تكبيات ليس منها تكبية القيام إل الركعة ‪ .‬ول يؤذن ول‬ ‫‪ . 1‬رواه مسلم (‪(878‬‬ ‫‪. 2‬رواه مسلم (‪(891‬‬ ‫‪. 3‬رواه البخاري ( ‪(979‬‬ ‫‪ . 4‬يقصد شيخ السلم بن تيمية‪ ،‬وتلميذه ابن القيم ‪.‬‬ ‫‪ . 5‬فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (‪(127-3/126‬‬ ‫‪. 6‬رواه البخاري(‪(978‬‬

‫‪66‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫يقام لا‪ ،‬وتفعل بعد وقت النهي إذا ارتفعت الشمس قدر رمح ‪ .‬ويهر المام بالقراءة لديث عباد‬ ‫بن تيم عن عمه قال ‪ :‬خرج النب صلى ال عليه وسلم يستسقي‪ ،‬فتوجه إل القبلة يدعو‪ ،‬وحول‬ ‫رداءه‪ ،‬ث صلى ركعتي‪ ،‬جهر فيهما بالقراءة (‪. )1‬‬ ‫‪ -50‬خطبة صلة الستسقاء ‪ .‬هي خطبة واحدة يطبها المام إذا صلى بالناس الستسقاء ‪ .‬وقد‬ ‫ثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه خطب قبل صلة الستسقاء‪ ،‬وثبت عنه أنه خطب بعد الصلة ‪،‬‬ ‫ويوضح ذلك ‪:‬‬

‫أ – الطبة بعد الصلة ‪:‬‬

‫عن عباد بن تيم عن عمه ‪ ( :‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج بالناس يستسقي‪ ،‬فصلى‬ ‫بم ركعتي؛ جهر بالقراءة فيها‪ ،‬وحول رداءه‪ ،‬ورفع يديه‪ ،‬واستسقى ‪ ،‬واستقبل القبلة ) (‪.)2‬‬ ‫وعن أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ ( :‬خرج نب ال يستسقي فصلى بنا ركعتي بل أذان ول إقامة‬ ‫ث خطبنا‪ ،‬ودعا ال عز وجل ) (‪. )3‬‬ ‫ب‪ -‬الطبة قبل الصلة ‪:‬‬ ‫عن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ ( :‬شكا الناس إل رسول ال صلى ال عليه وسلم قحوط الطر‪،‬‬ ‫فأمر بنب فوضع له ف الصلى ‪ ،‬ووعد الناس يوما يرجون فيه‪ ،‬قالت عائشة ‪ :‬فخرج رسول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم حي بدأ حاجب الشمس‪ ،‬فقعد على النب‪ ،‬فكب صلى ال عليه وسلم وحد‬ ‫ال عز وجل ‪ :‬ث قال ‪ (( :‬إنكم شكوت جدب دياركم واستئخار الطر عن إبان زمانه عنكم ‪،‬‬ ‫‪[ )) ...‬قالت عائشة‪ ] :‬ث أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتي ‪ ...‬الديث ) (‪. )4‬‬ ‫فائدة‪ :‬حفظ عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ف خطبة الستسقاء ‪ ( :‬إنكم شكوت جدب دياركم‬ ‫واستئخار الطر عن إبان زمانه عنكم‪ ،‬وقد أمركم ال عز وجل أن تدعوه‪ ،‬ووعدكم أن يستجيب‬ ‫لكم ) ث قال‪ { ( :‬المد ل رب العالي ‪ .‬الرحن الرحيم ‪ .‬مالك يوم الدين} ل إله إل ال يفعل‬ ‫ما يريد‪ ،‬اللهم ل إله إل أنت الغن ونن الفقراء‪ ،‬أنزل علينا الغيث‪ ،‬واجعل ما أنزلت لنا قوة‬ ‫وبلغا إل حي ) (‪. )5‬‬

‫‪. 1‬رواه البخاري(‪(1024‬‬ ‫‪ . 2‬رواه الترمذي (‪ (556‬وابن ماجه ( ‪ ، (1267‬وقال الترمذي ‪ :‬حديث عبد ال بن زيد‪ ،‬حديث حسن ‪ .‬وعلى هذا العمل عند أهل العلم ‪ ،‬وبه يقول‬ ‫الشافعي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وإسحاق ‪ .‬وقال اللباني ‪ :‬صحيح ‪ ( .‬صحيح سنن الترمذي ‪. (309-1/308‬‬ ‫‪ . 3‬أخرجه المام أحمد ‪ ،2/326‬وابن ماجه (‪ ، (1268‬والبيهقي ‪ . 3/347‬ونقل الحافظ في التلخيص (‪ : (720‬عن البيهقي في الخلفيات أنه قال ‪:‬‬ ‫رواته ثقات ‪ .‬وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه ‪ :‬إسناده صحيح ‪ ( .‬التخريج ‪ :‬انظر حاشية الشرح الممتع ‪ -5/280‬حاشية ‪ ( 2‬ط‪ .‬مؤسسة آسام ‪.‬‬ ‫‪ . 4‬رواه أبو داود ‪ (1173( :‬وقال اللباني في صحيح سنن أبي داود ‪ :‬حسن ‪ ،‬برقم (‪. (1040‬‬

‫‪ .5‬رواه أبو داود (‪ (1173‬وقال اللباني ‪ :‬حسن (‪(1040‬‬

‫‪67‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫تنبيه ‪ :‬على المام أن يراعي قاعدة درء الفاسد مقدم على جلب الصال‪ ،‬فإذا اعتاد الناس على إقامة‬ ‫خطبة الستسقاء بعد الصلة‪ ،‬فليفعل ما اعتادوا عليه‪ ،‬حت ل يشوش عليهم فكثي من العوام يهلون‬ ‫هذه السنة ‪.‬‬ ‫‪ -51‬رفع المام يديه ف الستسقاء ‪ .‬وفيه حديث أنس بن مالك رضي ال عنه قال ‪ :‬كان النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم ل يرفع يديه ف شيء من دعائه إل ف الستسقاء‪ ،‬وإنه يرفع حت يُرى بياض‬ ‫إبطيه (‪ . )1‬والراد أنه صلى ال عليه وسلم كان ل يرفع يديه بالدعاء ف الطبة‪ ،‬إل إذا دعا يستسقي‬ ‫ربه‪ ،‬وكذلك الئمة يفعلون ‪.‬‬ ‫وكان صلى ال عليه وسلم يتهد ف رفع يديه‪ ،‬كما قال أنس ‪ :‬وإنه يرفع حت يُرى بياض إبطيه‪.‬‬ ‫وكان من شدة رفعه صلى ال عليه وسلم ليديه عند الدعاء أن ظهور كفيه هي الت تلي جهة السماء‪،‬‬ ‫قال أنس –رضي ال عنه‪ : -‬أن النب صلى ال عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إل السماء‬ ‫(‪. )2‬‬

‫‪ -52‬من دعائه صلى ال عل يه و سلم ف ال ستسقاء ‪ .‬كان من دعائه صلى ال عل يه و سلم يوم‬

‫ال ستسقاء أن يقول ‪ ( :‬اللهم أغثنا ‪ ،‬الل هم أغثنا‪ ،‬الل هم أغث نا ) (‪ . )3‬وكان عل يه الصلة والسلم‬ ‫ل غيـ آ جل) (‪ . )4‬وكان يقول‬ ‫يقول‪ ( :‬اللهـم ا سقنا غيثا مُغيثا مريئا مريعا نافعا غ ي ضار‪ ،‬عاج ً‬ ‫صلى ال عليه وسلم ف دعائه ‪ ( :‬اللهم اسق عبادك وبائمك‪ ،‬وانشر رحتك‪ ،‬وأحي بلدك اليت )‬ ‫(‪. )5‬‬ ‫فائدة ‪ :‬إذا ك ثر ال طر‪ ،‬وأف سد الزروع والموال‪ ،‬سُن للمام أن ي سأل ال تو يل ال طر إل الود ية‬ ‫ومنا بت الش جر‪ ،‬ل أن يطلب من ال ر فع الطر بالكلية‪ ،‬دل يل ذلك أن العرا ب ل ا سأل ر سول ال‬ ‫صلى ال عليه وسلم أن يبس الطر عنهم‪ ،‬ل ييبه إل ما سأل بل دعا ربه صرفه إل مواقع النفع ‪.‬‬

‫فقال صـلى ال عليـه وسـيلم ‪ ( :‬اللهـم حوالينـا ول علينـا‪ ،‬اللهـم على الكام والظراب وبطون‬ ‫الودية ومنابت الشجر) (‪. )6‬‬

‫‪ -53‬من السنة تويل الرداء واستقبال القبلة عند الدعاء ‪ .‬وفيه حديث عبد ال بن زيد رضي‬ ‫ال ع نه قال ‪ ( :‬خرج ر سول ال صلى ال عل يه و سلم إل ال صلى فا ستسقى‪ ،‬وحول رداءه ح ي‬ ‫‪. 1‬رواه البخاري(‪(1031‬‬ ‫‪. 2‬رواه مسلم (‪(896‬‬ ‫‪. 3‬رواه البخاري(‪ ،(1014‬ومسلم (‪(897‬‬ ‫‪. 4‬رواه أبو داود (‪ (1169‬وقال اللباني في صحيح أبي داود ‪ :‬صحيح (‪1036‬‬ ‫‪. 5‬رواه أبو داود(‪ ،(1176‬وقال اللباني ‪ :‬حسن (‪(1043‬‬ ‫‪. 6‬رواه البخاري(‪(1014‬‬

‫‪68‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫استقبل القبلة ) ( ) ‪ .‬قال ابن قدامة ‪ :‬يستحب للخطيب استقبال القبلة ف أثناء الطبة لا روى عبد‬ ‫‪1‬‬

‫ال بن ز يد –الد يث ال سابق‪...-‬قال ‪ :‬وي ستحب أن يول رداءه ف حال ا ستقبال القبلة؛ لن ف‬ ‫حديث عبد ال بن زيد أن النب صلى ال عليه وسلم خرج يستسقي فحول إل الناس ظهره‪ ،‬واستقبل‬ ‫القبلة‪ ،‬ث حول رداءه ‪ .‬متفق عليه‪...‬قال‪ :‬وصفة تقليب الرداء‪ :‬أن يعل ما على اليمي على اليسار‪،‬‬ ‫وما على اليسار على اليمي (‪ . )2‬وقال النووي ‪ :‬وفيه‪ [-‬أي‪ :‬حديث عبد ال بن زيد]‪ -‬استحباب‬

‫تو يل الرداء ف أثنائ ها لل ستسقاء ‪...‬قال‪ :‬وذلك ح ي ي ستقبل القبلة‪ ،‬قالوا‪ :‬والتحو يل شرع تفاؤلً‬ ‫بتغي الال من القحط إل نزول الغيث والصب‪ ،‬ومن ضيق الال إل سعته (‪. )3‬‬ ‫فائدة ‪ :‬يستحب لن رزقهم ال غيثا من السماء أن يقولوا‪ ( :‬اللهم صيبا نافعا ‪ ،‬أو يقولوا‪:‬‬ ‫مطرنا بفضل ال ورحته ) ‪.‬‬ ‫فالول‪ :‬حدثت به عائشة‪-‬رضي ال عنها‪ -‬أن رسول ال ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬كان إذا‬ ‫رأى الطر‪ ( :‬قال اللهم صيبا نافعا ) (‪. )4‬‬ ‫والثان‪ :‬حدث به زيد بن خالد الهن‪-‬رضي ال عنه‪ -‬أنه قال‪ :‬صلى لنا رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم صلة الصبح بالديبية على إثر ساء كانت من الليلة‪ ،‬فلما انصرف أقبل على الناس‬ ‫فقال‪ ( :‬هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ ) قالوا‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ ( .‬قال ‪ :‬أصبح من عبادي‬ ‫مؤمن ب وكافر‪ ،‬فأما من قال‪ :‬مطرنا بفضل ال ورحته فذلك مؤمن ب وكافر بالكوكب‪ ،‬وأما‬ ‫من قال بنوء كذا وكذا فذلك كافر ب ومؤمن بالكوكب )(‪. )5‬‬ ‫‪ -54‬صفة صلة الكسوف ‪ .‬كسوف الشمس‪ ،‬أو خسوف القمر‪ :‬هو ذهاب ضوئهما أو بعضه‪.‬‬ ‫ويوز أن يقال ‪ :‬خسوف الشمس‪ ،‬وكسوف القمر‪ ،‬والول أشهر ‪ .‬والكسوف آية من آيات ال‪،‬‬ ‫يوف ال بما عباده كما جاء ف الديث (‪ . )6‬وأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ينادى لا ‪:‬‬ ‫( الصلة جامعة) (‪ . )7‬وأن يُفزع إليها عند كسوف الشمس أو خسوف القمر ‪ .‬وصفة صلة‬ ‫ل أو نارا‪ ،‬فعن‬ ‫الكسوف تتلف ف هيئتها عن باقي الصلوات؛ فهما ركعتان يُجهر فيهما بالقراءة لي ً‬ ‫عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬جهر النب صلى ال عليه وسلم ف صلة السوف بقراءته ‪...‬‬ ‫الديث (‪ . )8‬فيكب المام ويستفتح الصلة ويستعيذ‪ ،‬ث يقرأ قراءة طويلة ث يركع ركوعا طويلً‪ ،‬ث‬ ‫‪. 1‬رواه مسلم (‪(894‬‬ ‫‪ . 2‬المغني (‪ (341-3/339‬بتصرف ‪ .‬وسبق تخريج الحديث‪.‬‬ ‫‪ . 3‬شرح صحيح مسلم للنووي (‪(6/158‬‬ ‫‪ . 4‬رواه البخاري (‪(1032‬‬ ‫‪. 5‬رواه البخاري(‪ (846‬ومسلم(‪(71‬‬ ‫‪ . 6‬عند مسلم (‪ 901‬م ‪(5‬‬ ‫‪ . 7‬مسلم (‪ 901‬م ‪(3‬‬ ‫‪ . 8‬رواه البخاري(‪(1065‬‬

‫‪69‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫يرفع ويقول‪:‬سع ال لن حده‪ ،‬ربنا ولك المد‪ ،‬ث يقرأ الفاتة وسورة طويلة أقل من القراءة الت‬ ‫ل (‪ ، )1‬ث يقوم إل الركعة الثانية‬ ‫قبلها‪ ،‬ث يركع ركوعا طويلً‪ ،‬ث يرفع ‪ ،‬ث يسجد سجودا طوي ً‬ ‫ويفعل فيها كفعل الركعة الول إل أن القراءة أقل من قراءته ف الركعة الول‪ .‬قالت عائشة رضي‬ ‫ال عنها ‪ :‬خسفت الشمس ف حياة النب صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فخرج إل السجد‪ ،‬فصُف‬ ‫الناس وراءه‪ ،‬فكب‪ ،‬فاقترأ رسول ال صلى ال عليه وسلم قراءة طويلة‪ ،‬ث كب فركع ركوعا‬ ‫طويلً‪ ،‬ث قال سع ال لن حده فقام ول يسجد‪ ،‬وقرأ قراءة طويلة هي أدن من القراءة الول‪ ،‬ث‬ ‫كب وركع ركوعا طويلً وهو أدن من الركوع الول‪ ،‬ث قال سع ال لن حده ربنا ولك المد‪،‬‬ ‫ث سجد‪ ،‬ث قال ف الركعة الخرة مثل ذلك فاستكمل أربع ركعات ف أربع سجدات‪ ...‬الديث‬ ‫(‪ . )2‬وعنها رضي ال عنها وعن أبيها قالت ‪ :‬كسفت الشمس على عهد رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فصلى بالناس فقام فحزرت قراءته فرأيت‪ ،‬أنه قرأ‬ ‫بسورة البقرة‪- ،‬وساق الديث‪ ،-‬ث سجد سجدتي‪ ،‬ث قام فأطال القراءة فحزرت قراءته فرأيت‬ ‫أنه قرأ بسورة آل عمران (‪. )3‬‬ ‫مسألة ‪ :‬إذا شرع المام ف صلة الكسوف‪ ،‬ث دخل وقت الفريضة‪ ،‬فماذا يفعل ؟‬ ‫الواب‪ :‬إن ضاق وقت الفريضة وجب عليه التخفيف‪ ،‬ليصليها ف الوقت‪ ،‬وإن اتسع الوقت فيستمر‬ ‫ف صلة الكسوف (‪. )4‬‬

‫فائدة‪ :‬تفعل صلة الكسوف عند كسوف الشمس‪ ،‬ولو كان ذلك الوقت؛ وقت ني‪ ،‬فإنا من‬ ‫ذوات السباب‪ .‬والنب صلى ال عليه وسلم أمر بالفزع إل الصلة عند الرؤية‪ ،‬ول يفصل‪ ،‬والقام؛‬ ‫مقام تشريع ‪ .‬فعُلم أنا تُفعل ف أي وقت وجد سببها‪ ،‬وال أعلم (‪. )5‬‬ ‫تنبيه‪ :‬ل يعتمد على الفلكيي اعتمادا كليا ف حصول الكسوف أو السوف‪ ،‬ول ينبن عليه حكم‪،‬‬ ‫ول يشرع إقامة الصلة لقولم ‪ .‬ولكن مت ما تققت رؤية الكسوف أو السوف وشاهده الناس‪،‬‬

‫شُرع لم إقامة الصلة ‪ .‬لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن الشمس والقمر ل ينكسفان لوت أحد‬ ‫ول لياته‪ ،‬ولكنهما آيتان من آيات ال ‪ ،‬فإذا رأيتموها فصلوا) (‪ . )6‬فعلق النب صلى ال عليه‬ ‫وسلم إقامة صلة الكسوف على الرؤية ‪.‬‬ ‫‪ -55‬إذا انلت الية وهم ف الصلة‪ ،‬أو قضيت الصلة ول تنجلي ‪.‬‬ ‫‪ . 1‬انظر‪ :‬البخاري (‪ (1047‬وفيه ‪ :‬فسجد سجوداً طويلً ‪ ،‬وكذلك البخاري‪ :(1051 ( :‬قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬ما سجدت سجوداً قط كان أطول منه ‪.‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪ ،(1046‬ومسلم (‪ 901‬م ‪(2‬‬ ‫‪. 3‬رواه أبو داود(‪ (1187‬وقال اللباني في صحيح أبي داود ‪ :‬حسن ‪(1049(.‬‬

‫‪. 4‬الشرح الممتع لبن عثيمين (‪(5/190‬‬ ‫‪ . 5‬انظر‪ :‬مجموع فتاوى ومقالت متنوعة للشيخ عبد العزيز بن باز (‪(41-13/39‬‬ ‫‪ . 6‬رواه البخاري(‪(1057‬‬

‫‪70‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫إذا انلى الكسوف أو السوف والناس ف صلتم‪ ،‬فإن المام يتم الصلة خفيفة‪ ،‬وذلك لن‬ ‫السبب الذي من أجله شرعت صلة الكسوف قد زال‪ ،‬والنب صلى ال عليه وسلم قد جعل لصلة‬

‫الكسوف غاية؛ وهو زوال كسوف الشمس أو خسوف القمر ‪ .‬قال صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬وإنما‬ ‫آيتان من آيات ال يريكموها فإذا خسفا فصلوا حت تنجلي ) (‪. )1‬‬ ‫أما إذا قضيت الصلة ول ينجلي الكسوف أو السوف‪ ،‬فإن الصلة ل تعاد‪ ،‬والول أن يشتغل‬

‫الناس بالدعاء وذكر ال عز وجل‪ ،‬والصدقة ‪ .‬ويؤخذ هذا من قوله صلى ال عليه وسلم ‪... ( :‬فإذا‬ ‫رأيتموها فكبوا‪ ،‬وادعوا ال‪ ،‬وصلوا‪ ،‬وتصدقوا‪ )...‬الديث (‪ . )2‬فالصلة هنا قد فُعلت‪ ،‬فيبقى‬ ‫الدعاء والتكبي والصدقة ‪.‬‬ ‫‪ -56‬الطبة بعد صلة الكسوف ‪ .‬يسن للمام أن يطب بعد صلة الكسوف‪ ،‬وقد جاءت‬ ‫السنة بذلك‪ ،‬ففي حديث عائشة رضي ال عنها قالت ‪ ... :‬ث انصرف رسول ال صلى ال عليه‬ ‫وسلم وقد تلت الشمس‪ ،‬فخطب الناس فحمد ال وأثن عليه‪ ،‬ث قال ‪ ( :‬إن الشمس والقمر من‬ ‫آيات ال‪ ،‬وإنما ل ينخسفان لوت أحد ول لياته‪ ،‬فإذا رأيتموها فكبوا‪ ،‬وادعوا ال‪،‬وصلوا‪،‬‬ ‫وتصدقوا ‪ .‬يا أمة ممد ‪ ،‬إن من أحد أغي من ال أن يزن عبده أو تزن أمته‪ .‬يا أمة ممد! وال!‬ ‫لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيا ولضحكتم قليلً‪ ،‬أل هل بلغت ؟ ) (‪ . )3‬فيذكّر المام الناس‬ ‫بعد الصلة‪ -‬ويوفهم بال‪ ،‬ويذكرهم ما حل بالمم الت قبلهم من العذاب والنكال‪ ،‬ويأمرهم‬‫بالكثار من الصلة والصدقة والدعاء والذكر ‪ .‬قال ابن باز ‪ :‬ويكفي أن يفعل ذلك وهو ف‬ ‫الصلى بعد الفراغ من الصلة (‪. )4‬‬ ‫‪ -57‬مقام المام من الرجل والرأة ف صلة النازة ‪ .‬السنة أن يقف المام ف صلة النازة عند‬ ‫رأس الرجل‪ ،‬وعند وسط الرأة ‪ .‬فعن سرة بن جندب رضي ال عنه قال‪ :‬صليت وراء النب صلى‬ ‫ال عليه وسلم على امرأة ماتت ف نفاسها‪ ،‬فقام عند وسطها (‪ . )5‬وعن أب غالب قال‪ :‬صليت مع‬ ‫أنس بن مالك على جنازة رجل‪ ،‬فقام حيال رأسه‪ ،‬ث جاءوا بنازة امرأة من قريش‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا أبا‬ ‫حزة! صلّ عليها‪ ،‬فقام حيال وسط السرير‪ ،‬فقال له العلء بن زياد‪ :‬هكذا رأيت النب صلى ال‬ ‫عليه وسلم قام على النازة مقامك منها‪ ،‬ومن الرجل مقامك منها ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فلما فرغ؛ قال‪:‬‬ ‫احفظوا (‪. )6‬‬ ‫‪ . 1‬قطعة من حديث عند مسلم رواه جابر بن عبد ال (‪(904‬‬ ‫‪. 2‬قطعة من حديث عند مسلم روته عائشة رضي ال عنها (‪ ،(901‬وانظر ‪ :‬الشرح الممتع (‪(198-5/197‬‬ ‫‪. 3‬رواه مسلم (‪(901‬‬ ‫‪ . 4‬مجموع فتاوى ومقالت متنوعة‪ .‬للشيخ عبد العزيز بن باز (‪(13/44‬‬ ‫‪. 5‬رواه البخاري(‪(1332‬‬ ‫‪. 6‬رواه الترمذي(‪ (1034‬وقال ‪ :‬حديث حسن ‪ .‬وقال اللباني في صحيح الترمذي ‪ :‬صحيح ‪.‬‬

‫‪71‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫مسألة ‪ :‬هل يُصلى على السقط ؟‬ ‫الواب‪ :‬الصواب شرعية الصلة عليه إذا سقط بعد نفخ الروح فيه وكان مكوما بإسلمه لنه ميت‬ ‫مسلم‪ ،‬فشرعت الصلة عليه كسائر موتى السلمي‪ ،‬ولا روى أحد وأبو داود والترمذي والنسائي‬ ‫عن الغية بن شعبة أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ ( :‬والسقط يصلى عليه ويُدعى لوالديه‬ ‫بالغفرة والرحة ) وإسناده حسن (‪. )1‬‬ ‫مسألة ‪ :2‬إذا اجتمعت عدة جنائز رجال ونساء وأطفال ذكور فمن يقدم ؟‬ ‫الواب‪ :‬السنة إذا اجتمعت جنائز رجال ونساء وأطفال ذكور؛ أن يكون الرجال ما يلي المام‪ ،‬ث‬ ‫الطفال الذكور‪ ،‬ث النساء ‪ .‬ويعضد هذا القول حديث عمار مول الارث بن نوفل‪ ،‬قال‪ :‬إنه شهد‬ ‫جنازة أم كلثوم وابنها‪ ،‬فجعل الغلم ما يلي المام‪ ،‬فأنكرت ذلك‪ ،‬وف القوم ابن عباس وأبو‬ ‫سعيد الدري‪ ،‬وأبو قتادة‪ ،‬وأبو هريرة‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذه السنة (‪ . )2‬قوله ‪ ( :‬هذه السنة ) أي ف‬ ‫وضع النائز فيوضع الرجال ث النساء‪ .‬وفيه دليل على أن الصب إذا صلي عليه مع امرأة كان الصب‬ ‫ما يلي المام والرأة ما يلي القبلة‪ ،‬وكذلك إذا اجتمع رجل وامرأة أو أكثر من ذلك (‪. )3‬‬

‫فائدة‪ :‬السنة أن يتقدم المام على الأمومي كما ف الصلة‪ ،‬وما يفعله كثي من الناس من الصف عن‬ ‫يي المام ل أصل له بال؛ لكن إنا يتسامح ف هذا لنم قد ل يدون مكانا ف الصفوف وليحملوه‬ ‫بسرعة‪ ،‬وإل فليس هنا سنة أن يكون بعض أهله مع المام؛ بل المر الشروع ف النائز كالمر‬ ‫الشروع ف الصلة (‪. )4‬‬ ‫‪ -58‬صفة صلة النازة ‪ .‬صلة النازة تؤدى من قيام‪ ،‬فل ركوع فيها ول سجود‪ ،‬وهي أربع‬ ‫تكبيات يرفع يديه مع كل تكبية‪ ،‬فعن جابر بن عبد ال رضي ال عنه‪ :‬أن النب صلى ال عليه‬ ‫وسلم صلى على أصحمة النجاشي فكب أربعا (‪ . )5‬فيكب التكبية الول ث يستعيذ‪ ،‬ويبسمل‪،‬‬ ‫ويقرأ الفاتة‪ ،‬فعن عبد ال بن عوف قال‪ :‬صليت خلف ابن عباس رضي ال عنهما على جنازة‬ ‫فقرأ بفاتة الكتاب‪ .‬قال‪ :‬لتعلموا أنا سنة (‪ . )6‬ول يذكر دعاء الستفتاح لعدم ورود شيء من‬ ‫ذلك ف صلة النازة‪ ،‬ول يقرأ بعد الفاتة بشيء ‪ .‬قال ابن قدامة‪ :‬قال أبو داود‪ :‬سعت أحد يُسأل‬ ‫عن الرجل يستفتح الصلة على النازة بسبحانك اللهم وبمدك؟ قال‪ :‬ما سعت ‪.‬قال ابن النذر‪:‬‬ ‫كان الثوري يستحب أن يستفتح ف صلة النازة‪ ،‬ول نده ف كتب سائر أهل العلم‪ ،‬وقد روي‬ ‫‪ . 1‬تعليق الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه ال‪ -‬على كتاب فتح الباري (‪ (3/240‬حاشية رقم (‪(2‬‬ ‫‪. 2‬رواه أبو داود(‪ (3193‬وقال اللباني في صحيح أبي داود‪ :‬صحيح ‪(2734( .‬‬ ‫‪ . 3‬عون المعبود في شرح سنن أبي داود (‪(8/336‬‬ ‫‪. 4‬فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (‪(3/190‬‬ ‫‪. 5‬رواه البخاري (‪(1334‬‬ ‫‪. 6‬رواه البخاري(‪(1335‬‬

‫‪72‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫عن أحد مثل قول الثوري؛ لن الستعاذة فيها مشروعة‪ ،‬فسن فيها الستفتاح‪ ،‬كسائر الصلوات‪.‬‬ ‫ولنا‪ ،‬أن صلة النازة شرع فيها التخفيف‪ ،‬ولذا ل يقرأ فيه بعد الفاتة بشيء‪.)1( ..‬‬ ‫ث يرفع يديه ويكب التكبية الثانية‪ ،‬ويصلي على النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬ث يرفع يديه ويكب‬ ‫التكبية الثالثة‪ :‬ويدعو لنفسه وللمسلمي وللميت‪ ،‬ولموات السلمي ‪ .‬ث يرفع يديه ويكب‬ ‫التكبية الرابعة‪ ،‬ويقف قليلً‪ ،‬وبعض أهل العلم يقول‪ :‬ليس بعد التكبية الرابعة دعاء ول ذكر‪ ،‬وهي‬ ‫وقفة بسيطة ويسلم بعدها‪ ،‬وذهب بعضهم إل أنه يستحب أن يدعو بعد التكبية الرابعة با يتيسر له‬ ‫من الدعاء كقوله‪ :‬ربنا آتنا ف الدنيا حسنة وف الخرة حسنة وقنا عذاب النار‪ ،‬وغي ذلك ‪ .‬ث‬

‫يسلم تسليمة واحدة عن يينه ‪ ،‬قال ابن قدامة‪ :‬السنة أن يُسلم على النازة تسليمة واحدة‪ .‬قال‬ ‫أحد‪-‬رحه ال‪ -‬التسليم على النازة تسليمة واحدة‪ ،‬عن ستة من أصحاب النب صلى ال عليه‬ ‫وسلم‪،‬وليس فيه اختلف إل عن إبراهيم‪ .‬وروى تسليمة واحدة عن علي‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وابن‬ ‫عباس‪،‬وجابر‪ ،‬وأب هريرة‪ ،‬وأنس بن مالك‪،‬وابن أب أوف‪ ...‬اهـ (‪. )2‬‬ ‫مسألة ‪ :‬هل يقتصر ف تكبيات صلة النازة على أربع فقط ‪ ،‬أم يوز الزيادة عليها ؟‬ ‫الواب‪ :‬ثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه كب على النازة أربع تكبيات كما ف حديث أب هريرة‬ ‫رضي ال عنه‪ -‬قال‪ ( :‬نعى النب صلى ال عليه وسلم إل أصحابه النجاشي ث تقدم فصفوا خلفه‬‫ف كب أربعا ) (‪ .)3‬وثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه كب على جنازة خس تكبيات لديث عبد‬ ‫الرحن بن أب ليلى قال‪ :‬كان زيد[بن أرقم]‪-‬رضي ال عنه‪ -‬يكب على جنائزنا أربعا وإنه كب على‬ ‫جنازة خسا فسألته فقال‪ ( :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يكبها ) (‪. )4‬‬ ‫قال ا بن عثيم ي‪ :‬وله الزيادة [أي عن أر بع ت كبيات] إل خ س‪ ،‬وإل ست‪ ،‬وإل سبع‪ ،‬وإل‬ ‫ثان‪ ،‬وإل تسع كل هذا ورد‪ ،‬لكن الثابت ف صحيح مسلم إل خس‪ ،‬ولذا ينبغي للئمة أحيانا أن‬ ‫يكبوا على النازة خس مرات إحياءً للسنة (‪.)5‬‬ ‫فائدة ‪ :‬قال صلى ال عل يه و سلم ‪ ( :‬إذا صليتم على اليت فاخلصوا له الدعاء ) (‪ . )6‬وهو من‬ ‫تام الخوة اليانيـة الدينيـة‪ ،‬أن يلص فـ الدعاء للمسـلم اليـت‪ ،‬وتسـأل له الغفرة والفوز بالنـة‬ ‫والنجاة من النار‪ ،‬وغي ذلك من الدعاء ‪ .‬وخي ما يتلفظ به السلم ف دعائه لخيه هو ما أُثر عنه‬ ‫صلى ال عليه وسلم ف هذا القام؛ وقد حُفظ عنه صلى ال عليه وسلم أدعية قالا ف هذا الوطن ‪.‬‬ ‫‪ . 1‬المغني (‪(3/410‬‬ ‫‪. 2‬المغني (‪(3/418‬‬ ‫‪ . 3‬رواه البخاري(‪ ،(1318‬ومسلم(‪(951‬‬ ‫‪ . 4‬رواه مسلم(‪(957‬‬ ‫‪ . 5‬الشرح الممتع (‪ . (429-5/427‬واعلم أنه ما زاد عن أربع تكبيرات في صلة الجنازة هي آثار موقوفة ‪ .‬فعلي بن أبي طالب –رضي ال عنه‪-‬‬ ‫صلى على سهل بن حنيف –رضي ال عنه‪ -‬بست تكبيرات ‪ .‬اخرجه الطحاوي (‪ . (1/287‬وصلى علي بن أبي طالب –رضي ال عنه‪ -‬أيضاَ –على‬ ‫أبي قتادة –رضي ال عنه‪ -‬بسبع تكبيرات ‪ ( .‬الطحاوي ‪ . (1/287‬انظر حاشية الشرح الممتع (‪(5/428‬ط‪ .‬موسسة آسام ‪.‬‬

‫‪ . 6‬رواه أبو داود (‪ (3199‬وقال اللباني ‪ :‬حسن (‪(2740‬‬

‫‪73‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫فمن ذلك قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬اللهم اغفر ليّنا وميتنا‪ ،‬وصغينا وكبينا‪ ،‬وذكرنا وأنثانا‪،‬‬ ‫وشاهد نا وغائب نا‪ ،‬الل هم من أحيي ته م نا فأح يه على اليان‪ ،‬و من توفي ته م نا فتو فه على ال سلم‪،‬‬ ‫اللهم ل ترمنا أجره‪ ،‬ول تضلنا بعده ) (‪ . )1‬ومنها قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬اللهم إن فلن بن‬ ‫فلن‪ ،‬ف ذمتك‪ ،‬فقه فتنة القب) وف رواية‪ ( :‬ف ذمتك وحبا جوارك فقه من فتنة القب‪ ،‬وعذاب‬ ‫النار‪ ،‬وأنت أهل الوفاء والمد‪ ،‬اللهم فاغفر له وارحه إنك أنت الغفور الرحيم ) (‪ . )2‬ومنها قوله‬ ‫صلى ال عل يه و سلم ‪ ( :‬الل هم اغ فر له وارح ه‪ ،‬وا عف ع نه وعا فه‪ ،‬وأكرم نزله‪ ،‬وو سع مدخله‪،‬‬ ‫واغسله باء وثلج وبرد‪ ،‬ونقه من الطايا‪ ،‬كما ينقى الثوب البيض من الدنس‪ ،‬وأبدله دارا خيا‬ ‫من داره‪ ،‬وأهلً خيا من أهله‪ ،‬وزوجا خيا من زوجه‪ ،‬وقه عذاب القب‪ ،‬وعذاب النار) (‪. )3‬‬ ‫‪ -59‬الصلة على الغائب ‪ .‬عن جابر بن عبد ال رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬ ‫و سلم ‪ ( :‬مات اليوم عبدٌ ل صال ‪ .‬أ صحمة) فقام فأم نا و صلى عل يه ‪ ..‬و ف روا ية ‪ ( :‬إن أخا‬ ‫لكم قد مات‪ ،‬فقوموا فصلوا عليه ) قال‪ :‬فقمنا فصفنا صفي (‪ . )4‬وف الديث مشروعية الصلة‬ ‫على السلم الغائب ‪ .‬واختلف أهل العلم ف السلم اليت الغائب الذي يُصلى عليه‪ ،‬على أقوال‪ ،‬منها‬ ‫قولي مشهورين‪ :‬الول‪ :‬أنه يُصلى على كل مسلم غائب مات ف بلد ول يُصلى عليه‪ ،‬وهو اختيار‬ ‫شيخ السلم بن تيمية ‪ .‬والقول الثان‪ :‬أنه يصلى على السلم الذي فيه غناء ومنفعه للمسلمي‪ ،‬إما‬ ‫بعلمه أو باله أو بهاده ونو ذلك ‪ .‬وهذا اختيار كثي من العلماء العاصرين وغي العاصرين (‪. )5‬‬ ‫مسألة ‪ :‬هل يوز لمام الامع أن يصلي علىكل ميت يُدعى إليه ؟‬ ‫الواب‪ :‬الصلة على النازة فرض كفاية‪ ،‬إذا أداها البعض سقطت عن الباقي‪ ،‬وعلى هذا ل يتعي‬ ‫على إمام الامع الصلة علىكل ميت يدعى إل الصلة عليه‪ ،‬إل إذا ل يوجد غيه‪ ،‬ولكن الي له‬ ‫أن يصلي على ما يدعى إليه من النائز إن تيسر له ذلك‪ ،‬ليكسب الجر (‪. )6‬‬ ‫‪ -60‬القراءة من ال صحف ف صلة التراو يح ‪ .‬ل بأس أن يقرأ المام من ال صحف ف النافلة دون‬ ‫الفريضة ‪ .‬قال ابن قدامة‪ :‬قال أحد ‪ :‬ل بأس أن يصلي بالناس القيام وهو ينظر إل الصحف‪ .‬قيل له‬ ‫‪ :‬ف الفريضة ؟ قال ‪ :‬ل‪ ،‬ل أسع فيه شيئا‪ ...‬وقال ابن قدامة ‪-‬ينصر القول بواز القراء ف الصحف‬ ‫ف النافلة دون الفرض ‪ -‬قال ‪ :‬ولنا أن عائشة كان يؤمها عب ٌد لا من الصحف‪ .‬رواه الثرم وابن أب‬ ‫داود ‪ ،‬وقول الزهري‪ :‬كان خيارنا يفعلونه‪ ،‬ولنه نظر إل موضع معي‪،‬فلم تبطل الصلة به‪.)7(..‬‬ ‫‪ . 1‬رواه أبو داود (‪ (3201‬وقال اللباني ‪ :‬صحيح (‪(2741‬‬ ‫‪. 2‬رواه أبو داود(‪ ،(3202‬وقال اللباني‪ :‬صحيح (‪(2742‬‬ ‫‪. 3‬رواه مسلم (‪ 963‬م ‪ ، ( 2‬والنسائي(‪ (1874‬وقال اللباني ‪ :‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪. 4‬رواه مسلم (‪ 952‬م ‪952 ، 1‬م ‪(2‬‬ ‫‪ . 5‬انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪ ،(8/418‬والشرح الممتع (‪(348-5/347‬‬ ‫‪ . 6‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء (‪(399-8/398‬‬ ‫‪ . 7‬المغني (‪ (281-2/280‬بتصرف ‪.‬‬

‫‪74‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫‪ -61‬دعاء المام ف صلة التراويح ‪ .‬يتلف الئمة ف دعائهم ف صلة التراويح أو صلة التهجد‪،‬‬ ‫متغنـ ‪..‬إل ‪ .‬فمـن هـو على الادة‪،‬‬ ‫مـا بيـ مطول ومقصـر‪ ،‬ومتغـن بالدعاء بأعذب اللان وغيـ ٍ‬ ‫وأقرب إل سنة النب صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وسوف نستعرض بإياز بعض السائل الت يتاج تنبيه‬ ‫المام إليها وهي كالتال ‪:‬‬ ‫أولً ‪ :‬أن ل يص المام الدعاء لنفسه دون من خلفه؛ بل يشملهم بالدعاء بصيغة المع‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬إذا كان الدعاء من أدعية القرآن‪ ،‬فيلتزم المام بالفاظ القرآن ‪.‬‬ ‫ثالثا ً‪ :‬ل ينبغي التطريب والتحلي والتمطيط ف الدعاء‪ ،‬حت يشابه الغان ‪.‬‬ ‫رابعا ‪ :‬اجتناب اختراع أدعية‪ ،‬والتيان بغرائب اللفاظ‪ ،‬والتفنن فيها ‪.‬‬ ‫خامسا ً‪ :‬البتعاد عن الدعية الت وردت بآثار ضعيفة‪ ،‬وف صحيح الدعاء غنيه وكفاية ‪.‬‬ ‫سادسا ‪:‬البتعاد عن السجع‪ ،‬وتشقيق العبارات ف الدعاء ‪.‬‬ ‫سابعا ‪:‬ت نب التطو يل على الناس‪ ،‬فإن التطو يل ي ل الناس‪ ،‬ويو قع كث ي من هم ف الرج‪ .‬و قد أن كر‬ ‫النب صلى ال عليه وسلم على معاذ بن جبل لا أطال القراءة ف صلة الفريضة ! ‪ ،‬فما بالك بن‬ ‫أطال القيام بدعاء ‪ ،‬وف صلة النافلة (‪. )1‬‬ ‫‪ -62‬صلة الوف ‪ .‬شرعت صلة الوف عندما ياف الرء على نفسه‪ ،‬أو الناس على أنفسهم من‬ ‫أي عدو كان‪ ،‬فإذا خاف السلم أو السلمون على أنفسهم من عدوٍ وخشي خروج وقت الصلة‬ ‫فإ نه تشرع صلة الوف‪ .‬وهذه ال صلة جاءت على صفات متنو عة قال ا بن الق يم‪ :‬قال المام‬ ‫أحد‪ :‬كلّ حد يث يُروى ف أبواب صلة الوف‪ ،‬فالع مل به جائز ‪ .‬وقال‪ :‬ستة أوجه أو سبعة‪،‬‬ ‫تروى في ها‪ ،‬كل ها جائزة (‪ . )2‬و سوف ن سوق ما يضر نا من صفات صلة الوف‪ ،‬ليت سن للمام‬ ‫معرفتها‪ ،‬والعمل با عند الاجة‪ ،‬وهي ‪:‬‬ ‫الصفة الول‪:‬‬

‫و هي الذكورة ف قوله تعال‪ { :‬وإذا كنت في هم فأقمت ل م الصلة فلتقم طائفة منهم معك‬ ‫وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى ل يصلوا فليصلوا معك‬ ‫وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم … الية } (‪. )3‬‬ ‫وعن عبد ال بن عمر‪-‬رضي ال عنهما‪ -‬قال‪ ( :‬غزوت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫قبل ند فوازينا العدو فصاففنا لم‪ ،‬فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي لنا فقامت طائفة‬ ‫م عه ت صلي وأقبلت طائ فة على العدو‪ ،‬ور كع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ب ن م عه و سجد‬ ‫‪ . 1‬انظر ‪ :‬تصحيح الدعاء لبكر أبو زيد ( ص ‪ ، 46‬ص ‪(478-469‬‬ ‫‪ ( . 2‬زاد المعاد ‪(1/531‬‬ ‫‪ . 3‬النساء (‪(102‬‬

‫‪75‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫سجدتي‪ ،‬ث انصرفوا مكان الطائفة الت ل تصل‪ ،‬فجاءوا فركع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫بم ركعة وسجد سجدتي‪ ،‬ث سلم فقام كل واحد منهم فركع لنفسه ركعة وسجد سجدتي )‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫وبيانا كالتال‪:‬‬ ‫‪-1‬تُصلي طائفة مع المام ركعة كاملة والطائفة الخرى تكون ف اتاه العدو ترس ‪.‬‬

‫‪ -2‬تن صرف الطائ فة الول ب عد قيام ها من الرك عة الول بدون أن ت سلم(‪ ،)2‬وتذ هب ف‬ ‫مكان الطائفة الخرى‪ ،‬وتأت الطائفة الثانية وتقوم مقامها ف الصلة‪.‬‬ ‫‪-3‬تصلي الطائفة الثانية مع المام الركعة الثانية ث يسلم المام‪ ،‬وتقوم الطائفة وتأت بالركعة‬ ‫الثانية وتسلم‪ ،‬وأما الطائفة الول فتأت بالركعة الثانية بعد سلم المام ‪.‬‬ ‫الصفة الثانية‪:‬‬ ‫عن جابر بن عبد ال‪-‬رضي ال عنهما‪ -‬قال‪ ( :‬شهدت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬ ‫صلة الوف‪ ،‬فصفنا صفي صف خلف رسول ال صلى ال عليه وسلم والعدو بيننا وبي القبلة‪،‬‬ ‫فكب النب صلى ال عليه وسلم وكبنا جيعا‪ ،‬ث ركع وركعنا جيعا‪ ،‬ث رفع رأسه من الركوع‬ ‫ورفعنا جيعا‪ ،‬ث اندر بالسجود والصف الذي يليه وقام الصف الؤخر ف نر العدو‪ ،‬فلما قضى‬ ‫النب صلى ال عليه وسلم السجود وقام الصف الذي يليه اندر الصف الؤخر بالسجود وقاموا‪،‬‬ ‫ث تقدم الصف الؤخر وتأخر الصف القدم‪ ،‬ث ركع النب صلى ال عليه وسلم وركعنا جيعا‪ ،‬ث‬ ‫رفع رأسه من الركوع ورفعنا جيعا‪ ،‬ث اندر بالسجود والصف الذي يليه الذي كان مؤخرا ف‬ ‫الركعة الول وقام الصف الؤخر ف نور العدو‪ ،‬فلما قضى النب صلى ال عليه وسلم السجود‬ ‫والصف الذي يليه اندر الصف الؤخر بالسجود فسجدوا‪ ،‬ث سلم النب صلى ال عليه وسلم‬ ‫وسلمنا جيعا … الديث ) (‪. )3‬‬ ‫وبيانا كالتال‪ - :‬وهنا ما إذا كان العدو بينك وبي القبلة ‪.-‬‬ ‫ل القبلة ويصف من معه صفي ‪.‬‬ ‫‪-1‬يقوم المام مستقب ً‬ ‫‪ -2‬يكب المام ويكبون معه جيعا ويركعون جعيا‪ ،‬ويرفعون جيعا‪.‬‬ ‫‪ -3‬يسجد المام وتسجد معه الصف الول فقط ويبقى الصف الثان واقفا ف نر العدو ‪.‬‬ ‫‪ -4‬يقوم المام ويقوم الصف الول ث يسجد الصف الثان ويكمل سجوده ‪.‬‬ ‫‪ -5‬يقوم الصف الثان بعد إكماله الركعة ويل مل الصف الول‪ ،‬ويتأخر الصف الول إل‬ ‫مل الصف الثان‪ .‬أي‪ :‬التبادل ف الصفوف ‪.‬‬ ‫‪. 1‬رواه البخاري(‪ (942‬ومسلم(‪(839‬‬

‫‪ . 2‬انظر البخاري(‪(4535‬‬ ‫‪ . 3‬رواه مسلم (‪(840‬‬

‫‪76‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫‪ -6‬ث يركعون جيعا الصف الذي تقدم والصف التأخر مع المام‪ ،‬وكذا يرفعون جعيا ‪.‬‬ ‫‪ -7‬ث يسجد المام بالصف الذي تقدم ويلس للتشهد الخي ‪.‬‬ ‫‪ -8‬ث يسجد الصف الذي تأخر ويكمل ما فاته من الركعة ويتابع المام ف تشهده ‪.‬‬ ‫‪ -9‬ث يسلم المام ويسلمون جيعا ‪.‬‬ ‫الصفة الثالثة‪:‬‬ ‫وعن صال بن خوات عمن شهد رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم ذات الرقاع صلى صلة‬

‫الوف‪ ( :‬أن طائفة صفت معه وطائفة وجاه العدو‪ ،‬فصلى بالت معه ركعة‪ ،‬ث ثبت قائما وأتوا‬

‫لنفسهم‪ ،‬ث انصرفوا فصفوا وجاه العدو‪ ،‬وجاءت الطائفة الخرى فصلى بم الركعة الت بقيت‬ ‫من صلته‪ ،‬ث ثبت جالسا وأتوا لنفسهم‪ ،‬ث سلم بم ) (‪. )1‬‬ ‫وبيانا كالتال‪:‬‬ ‫‪-1‬تصف طائفة مع المام‪ ،‬والطائفة الخرى ترس ف قبالة العدو ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تصلي الطائفة الول مع المام ركعة كاملة‪ ،‬ث يقومون للركعة الثانية ‪.‬‬ ‫‪ -3‬يثبت المام قائما ف الركعة الثانية‪ ،‬وتكمل الطائفة الول صلتا وتسلم ‪.‬‬ ‫‪-4‬تذهب الطائفة الول مل الطائفة الثانية ترس‪،‬وتأت الطائفة الثانية وتدخل مع المام ف‬ ‫الركعة الثانية ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ت صلي الطائ فة الثان ية الرك عة الثان ية مع المام ث ي سلم‪ ،‬فتقوم الطائ فة الثان ية وتك مل‬ ‫صلتا وتسلم ‪.‬‬

‫الصفة الرابعة‪:‬‬

‫…وعن جابر‪-‬رضي ال عنه‪ -‬قال‪ ( :‬كنا مع النب صلى ال عليه وسلم بذات الرقاع‪ ،‬فإذا‬ ‫أتينا على شجرة ظليلة تركناها للنب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فجاء رجل من الشركي وسيف النب‬ ‫صلى ال عليه وسلم معلق بالشجرة فاخترطه فقال‪ :‬تافن ؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فمن ينعك من ؟‬ ‫قال‪ :‬ال ‪ .‬فتهدده أصحاب النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأقيمت الصلة فصلى بطائفة ركعتي‪،‬‬ ‫ثـ تأخروا‪ ،‬وصـلى بالطائفـة الخرى ركعتيـ‪ ،‬وكان للنـب صـلى ال عليـه وسـلم أربـع وللقوم‬ ‫ركعتان…الديث) (‪. )2‬‬ ‫وبيانا كالتال‪:‬‬ ‫‪-1‬يصلي المام بالطائفة الول ركعتي ث ينصرفون ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تذهب الطائفة الول وترس مل الطائفة الثانية ‪.‬‬ ‫‪. 1‬رواه البخاري(‪ (4130‬واللفظ له‪ ،‬ورواه مسلم(‪(841‬‬ ‫‪. 2‬رواه البخاري(‪ ، (4137‬ومسلم(‪(843‬‬

‫‪77‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫‪ -3‬تأت الطائفة الثانية ويصلي بم المام ركعتي ث يسلم بم‪ ،‬فيكون للمام أربع ركعات‬ ‫ولكل طائفة ركعتي ‪.‬‬ ‫الصفة الامسة‪:‬‬ ‫و عن جابر بن ع بد ال –ر ضي ال عنه ما‪ ( :-‬أن ال نب صلى ال عل يه و سلم صلى بطائ فة‬ ‫أصحابه ركعتي‪ ،‬ث سلم‪ ،‬ث صلى بآخرين أيضا ركعتي‪ ،‬ث سلم ) (‪. )1‬‬ ‫وبيانا كالتال‪:‬‬ ‫‪-1‬يصلي المام بالطائفة الول ركعتي ث يسلم بم ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تذهب الطائفة الول وتأت الطائفة الخرى ملها ‪.‬‬ ‫‪ -3‬يصلي المام بالطائفة الثانية ركعتي ث يسلم بم ‪.‬‬ ‫الصفة السادسة ‪:‬‬ ‫و عن ا بن عباس‪-‬ر ضي ال عنه ما‪ -‬أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ‪ ( :‬صلى بذي َقرَد‪،‬‬ ‫و صف الناس خل فه صفي‪ ،‬صفا خل فه‪ ،‬و صفا موازي العدو‪ ،‬ف صلى بالذ ين خل فه رك عة‪ ،‬ث‬ ‫انصرف هؤلء‪ ،‬إل مكان هؤلء‪ ،‬وجاء أولئك فصلى بم ركعة‪ ،‬ول يقضوا ) (‪. )2‬‬ ‫وبيانا كالتال‪:‬‬ ‫‪-1‬يصف المام باتاه القبلة ويصف خلفه صفي‪ :‬الول منهما يكون خلفه‪ ،‬والثان يكون‬ ‫باتاه العدو ‪.‬‬ ‫‪ -2‬يصلي بالصف الذي خلفه ركعة ث ينصرفون إل مكان الطائفة الت بوازاة العدو‪.‬‬ ‫‪ -3‬تأت الطائفة الت كانت باتاه العدو وتصلي معه الركعة الثانية ‪.‬‬ ‫فيكون للمام ركعتي‪ ،‬ولكل طائفة ركعة ‪.‬‬ ‫‪ -63‬المع بي الصلتي ‪ .‬وفيه حديث ابن عباس رضي ال عنه قال ‪ ( :‬صلى رسول ال صلى‬ ‫ال عليه وسلم الظهر والعصر جيعا‪ ،‬والغرب والعشاء جيعا ف غي خوف ول سفر ) ‪ ...‬قال‬ ‫سعيد‪ :‬فقلت لبن عباس ‪ :‬ما حله على ذلك ؟ قال ‪:‬أراد أن ل يرج أمته‪ .‬وف رواية ‪ ( :‬جع‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بي الظهر والعصر‪ ،‬والغرب والعشاء بالدينة‪ ،‬ف غي خوف ول‬ ‫مطر ) (‪ . )3‬والعذار الت تباح المع بي الصلتي الامل عليها الشقة‪ ،‬والشريعة جاءت برفع‬ ‫الرج‪ ،‬ولذلك يباح المع بي الصلتي للمسافر وللمريض ومن ف معناه؛ كالستحاضة‪ ،‬ومن به‬ ‫سلس بول‪ ،‬أو رعاف دائم‪ ،‬وغي ذلك ‪ .‬ويباح المع بي الصلتي للحاضرة إن أصابم ريح باردة‬ ‫‪. 1‬رواه النسائي(‪ ،(1552‬وقال اللباني في صحيح النسائي‪ ( :‬صحيح ( برقم (‪(1461‬‬ ‫‪ . 2‬رواه النسائي(‪ ،(1533‬وقال اللباني في صحيح النسائي‪ ( :‬صحيح ( برقم ( ‪(1442‬‬

‫‪ . 3‬رواه مسلم (‪(706 ،705‬‬

‫‪78‬‬ ‫المام والمؤذن‬

‫أو مطر شديد ‪ .‬قال ف اللخص ‪ :‬قال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ‪ :‬يوز المع للوحل‬ ‫الشديد والريح الشديدة الباردة ف الليلة الظلماء ونو ذلك‪ ،‬وإن ل يكن الطر نازلً ف أصح قول‬ ‫العلماء‪ ،‬وذلك أول من أن يصلوا ف بيوتم‪ ،‬بل ترك المع مع الصلة ف البيوت بدعة مالفة للسنة؛‬ ‫إذ السنة أن تصلى الصلوات المس ف الساجد جاعة‪ ،‬وذلك أول من الصلة ف البيوت باتفاق‬ ‫السلمي‪ ،‬والصلة جعا ف الساجد أول من الصلة ف البيوت مفرقة باتفاق الئمة الذين يوزون‬ ‫المع؛ كمالك والشافعي وأحد ‪ .‬اهـ (‪. )1‬‬ ‫قلت‪ :‬وبعض الئمة‪-‬هداه ال‪ -‬تساهل ف المع بي الصلتي لعلة الطر‪ ،‬فتراه يمع بي الصلتي‬

‫بجرد أن يرى الطر نازلً ولو ل تكن هناك مشقة‪ ،‬وفيه إيقاع صلة ف غي وقتها‪ ،‬وقد يأث المام‪،‬‬ ‫ويبوء بإث من صلى خلفه؛ وال أعلم ‪.‬‬ ‫والمد ل الذي بنعمته تتم الصالات‪ ،‬وصلى ال وسلم وبارك على نبينا ممد وعلى آله وصحبه‬ ‫وسلم ‪.‬‬

‫‪ . 1‬الملخص الفقهي للشيخ صالح الفوزان (‪(166-1/165‬‬

Related Documents

L'imam Et Le Muazzin
October 2019 25
Muazzin Muda
December 2019 18
Le Verbe Et Le Symbole
June 2020 31
Le Corbeau Et Le Renard
November 2019 52
Le Cod Et Le Coi
August 2019 43
Le Cerveau Et Internet.pdf
October 2019 22