كيف يجب علينا أن نفسر القرآن الكريم للعــــلمة المــــحدث محمد ناصر الدين اللباني رحمه الله تعالى
مقدمة الناشر :إن الحمد ل ,نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بال من شرور أنفسنا ,ومن سيئات أعمالنا من يهده ال فل مضل له ,ومن يضلل فل هادي له ,وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ,وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . أما بعد فهذه رسالة ( كيف يجبُ علينا أن نفسر القران الكريم ؟ ) وأصلها أسئلة أُلقيت على الشيخ محمد ناصر الدين اللباني رحمه ال تعالى ,فأجاب عنها مسجلةً ,ثم فُرغت وطبعت في أوراق ,وقدمت للشيخ رحمه ال تعالى ,فقرأها وعلق عليها بخط يده . وقد رأت المكتبة السلمية في عمان أن تنشرها اليوم لتعم بها الفائدة ,ولينتشر علىُ الشيخ رحمه ال ,وليؤجر عليها في قبره رحمه ال . وهي على صغر حجمها عظيمة الفائدة كبيرة النفع للمة السلمية بأسرها ,إذ إنها توضح الصول والقواعد التي يجب علينا أن ننهجها إذا أردنا أن نفسر القران الكريم بالطريقة الصحيحة التي يرضاها ربنا تبارك وتعالى ,والتي شرعها على لسان نبيه صلى ال عليه وسلم ,ثم اتبعها من بعده خير هذه المة :صحابته ,ثم التابعون لها بإحسان رضي ال عنهم أجمعين . كما أن فيها على صغر حجمها الشيء الكثير من القواعد العامة التي تهم كل مسلم يريد أن يكون من الفرقة الناجية ,والتي يجب عليه أن يتمسك ويعمل بها حتى تقوده إلى الطريق الصحيح , كقاعدة ( كلما أُحييت سنة أُميتت سنة ) وغيرها من تلك القواعد النورانية التي فتح ال بها على الشيخ رحمه ال وغفر له ,فقد كان واسع العلم والمعرفة بشريعة السلم وبسنة رسولنا صلى ن آ َمنُوا ِمنْكُ ْم وَالّذِينَ أُوتُوا الْ ِعلْمَ َدرَجَاتٍ ... ال عليه وسلم وصدق ربنا إذ يقول ( َ ...يرْفَعِ الُّ الّذِي َ )-المجادلة ... 11رحم ال الشيخ ,وجزى القائمين على نشر علمه من بعده خيرًا ,ونفع بهذا العلم كل مسلم أطلع عليه . الناشر عمان في 4ذي الحجة 1420هـ
سؤال : 1فضيلة الشيخ ! قرأت في كتاب صغير حديث ًا يقول ( خذ من القران ما شئت لما شئت ) فهل هذا الحديث صحيح ؟ أفيدونا جزاكم ال خيراً . الجواب :هذا الحديث ( خذ من القران ما شئت لما شئت )( )1حديث مشتهر على بعض اللسنة ولكنه –مع السف الشديد -من تلك الحاديث التي ل أصل لها في السنة ,ولذلك فل يجوز روايته ونسبته إلى النبي صلى ال عليه وسلم . ثم ذا المعنى الواسع الشامل ل يصخ ول يثبت مطلقاً في شريعة السلم ( :خذ من القران ما شئت لما شئت ) فمثل إن أنا جلست في عقر داري ,ول أعمل في مهنتي وصنعتي ,وأطلب الرزق من ربي أن ينزله علي من السماء لني اخذ من القران لهذا ! من يقول هذا ؟! هذا كلم باطل ,ولعله من وضع أولئك الصوفية الكسالى الذين طُبعوا على الجلوس والسكن فيما يسمونها بالرباطات ,ينزلون فيها وينتظرون رزق ال ممن يأتيهم به من الناس ,عملً أن هذا ليس من طبيعة المسلم ,لن النبي صلى ال عليه وسلم قد ربى المسلمين جميعاً على علو الهمة ,وعلى عزة النفس ,فقال عليه الصلة والسلم ( اليدُ العليا خير من اليد السفلى ,فاليد العليا هي المنفقة ,واليد السفلى هي السائلة )(. )2 ويُعجبني بهذه المناسبة مما كنت قرأته فيما يتعلق ببعض الزهاد من الصوفية – ول أطيل في ذلك ,فقصصهم كثيرة وعجيبة -: زعموا أن أحدهم خرج سائحاً ضارباً في الرض بغير زاد ,فوصل المر إلى أنه كاد أن يموت جوعاً ,فبدت له من بعيد قرية ,فأتى إليها ,وكان اليوم يوم الجمعة ,وهو بزعمه خرج متوكلً على ال ,فلكيل ينقض بزعمه توكله المزعوم ,لم يظهر شخصه للجمهور الذي في المسجد , وإنما انطوى على نفسه تحت المنبر ,لكيل يشعر به أحد ,لكنه كان يحدث نفسه لعل أحدًا يُحس به ,وهكذا خطب الخطيب خطبته ,وهو لم يُصل مع الجماعة ! فبعد أن انتهى المام من الخطبة والصلة ,وبدأ الناس يخرجون زرافات ووحداناً من أبواب المسجد ,حتى شعر الرجل بأن المسجد كاد يخلو من الناس ,وحينئذٍ تُقفل البواب ,ويبقى وحيداً في المسجد من غير طعام ول شراب ,فلم يسعه إل أن يتنحنح ليثبت وجوده للحاضرين ,فالتفت بعس الناس ,فوجدوه قد تحول كأنه عظم من الجوع والعطش ,فأخذوه وأغاثوه . وسألوه :من أنت يا رجل ؟! قال :أنا زاهد متوكل على ال . قالوا :كيف تقول :متوكل على ال ,وأنت كدت أن تموت ؟! ولو كنت متوكلً على ال لما سألت ,ولما نبهت الناس إلى وجودك بالنحنحة ,حتى تموت بذنبك ؟! هذا مثال إلى ما يؤدي به مثلُ هذا الحديث ( خذ من القران ما شئت لما شئت ) . والخلصة :أن هذا الحديث ل أصل له . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شيْءٍ َفصّ ْلنَا ُه تَ ْفصِيلً )] السراء سؤال : 2فضيلة الشــيخ ! يقول القـرانيون :قال تعالى ( وَ ُك ّل َ شيْءٍ )]النعام ...[38ويقول الرسول صلى ال ن َ ب مِ ْ طنَا فِي ا ْل ِكتَا ِ ... [12وقال تـعالى ( مَا َفرّ ْ عليه وسلم ( إن هذا القران طرفه بيد ال ,وطرفه بأيديكم ,فتمسكوا به ,فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بهده أبداً )( . )3نرجو من فضيلتكم التعليق على ذلك . شيْءٍ )]النعام , [38فهذه الية إنما تعني ن َ ب مِ ْ طنَا فِي ا ْل ِكتَا ِ الجواب :أما قوله تعالى ( مَا َفرّ ْ الكتاب هُنا :اللوح المحفوظ ,ول تعني :القران الكريم . شيْءٍ َفصّ ْلنَا ُه تَ ْفصِيلً )] السراء , [12فإذا ضممتم إلى القران الكريم ما أما قوله تعالى ( وَ ُك ّل َ تقدم بيانه آنفا ,فحينئذٍ يتم أن ال عز وجل قد فصل كل شيء تفضيلً ,لكن بضميمة أخرى , فإنكم تعلمون أن التفصيل قد يكون تارة بالجمال ,بوضع قواعد عامة يدخل تحتها جزئيات ل يمكن حصرها لكثرتها ,فبوضع الشارع الحكيم لتلك الجزئيات الكثيرة قواعد معروفة ظهر معنى الية الكريمة ,وتارة التفصيل وهو المتبادر من هذه الية ,كما قال عليه الصلة والسلم ( ما ت شيئاً مما نهاكم ال عنه إل وقد نهيتكم تركتُ شيئاً مما أمركم ال به إل وقد أمرتكم به ,ول ترك ُ عنه )(. )4 فالتفصيل إذاً تارة يكون بالقواعد التي ل تدخل تحتها جزئيات كثيرة ,وتارة يكون بالتفصيل لمفردات عبادات وأحكام تفصيلً ل يحتاج إلى الرجوع إلى قاعدة من تلك القواعد . ومن القواعد التي ل يدخل تحتها فرعيات كثيرة –وتظهر بها عظمة السلم وسعة دائرة السلم في التشريع –قوله صلى ال عليه وسلم على سبيل المثال : ( ل ضرر ول ضرار )( ... )5وقوله عـليه السلم ( كل مـسكر خمر ,وكل خـمر حرام )(... )6 وقوله عليه السلم ( كل بدعة ضللة ,وكل ضللة في النار )(. )7 هذه قواعد وكليات ل يفوتها شيء مما يتعلق بالضرر بالنفس أو الضرر بالمال في الحديث الول ,وما يتعلق بما يُسكر كما في الحديث الثاني ,سواء كان المسكر مستنبطاً من العنب –كما هو المشهور -أو من الذرة ,أو من أي مادة من المواد الخرى ,فما دام لنه مُسكر فهو حرام . كذلك في الحديث الثالث :ل يمكن حصر البدع لكثرتها ,ول يمكن تعدادها ومع ذلك فهذا الحديث – مع إيجازه -يقول بصراحة ( وكل بدعة ضللة ,وكل ضللة في النار ) . هذه تفصيل لكن بقواعد . وأما الحكام التي تعرفونها ,فهي مفصلة بمفردات جاء ذكرها في السنة على الغالب ,وأحياناً ل فهي مذكورة في القران الكريم . كأحكام الرث مث ً
أما الحديث الذي جاء ذكره ,فهو حديث صحيح ,فالعمل به هو الذي بإمكاننا أن نتمسك به , وكما جاء في الحديث ( تركت فيكم أمرين ,لن تضلوا ما تمسكتم بهما :كتاب ال ,وسنة رسوله )(. )8 فالتمسك بحبل ال – الذي هو بأيدينا -إنما هو العـمل بالسنة المُفـصلة للقران الكريم . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سؤال : 3هناك من يقول :إذا عارض الحديث آية من القران ,فهو مردود مهما كانـت درجة صحـته ,وضرب مثالً لـذلك بحديث ( إن الميت ليُعـذب ببكاء أهله عليه )( , )9واحتج بقول خرَى )]فاطر , [18فكيف على عائشة في ردها الحديث بقول ال عزوجل ( وَ َل َتزِ ُر وَا ِزرَ ٌة ِوزْرَ ُأ ْ يُرد على من يقول ذلك ؟ الجواب :رد هذا الحديث هو من مشاكل رد السنة بالقران وهو يدل على انحراف ذلك الخط . أما الجواب عن هذا الحديث – وأخص به من تمسك بحديث عائشة رضي ال عنها فهو : *أو ًل :من الناحية الحديثية :فإن هذا الحديث ل سبيل لرده من الناحية الحديثية اثنين : أ – أن جاء بسند صحيح عن ابن عمر رضي ال عنهما . ب – أنه ابن عمر رضي ال عنه لم يتفرد به ,بل تابعه على ذلك عمر بن الخطاب وهو وابنه لم يتفردا به ,فقد تابعهما المغيرة ن شُعبة ,وهذا مما يحضرني في هذه الساعة بأن هذه الروايات عن هؤلء الصحابـــة الثلثة رضي ال عنهـم فـي الصحيحين . أما لو أن الباحث بحث يحثاً خاصاً في هذا الحديث فيسجد له طرقاً أخرى ,وهذه الحاديث الثلثة كلها أحاديث صحيحة السانيد فل تُرد بمجرد دعوى التعارض مع القران الكريم . *ثاني ًا :من الناحية التفسيرية :فإن هذا الحديث قد فسره العلماء بوجهين : الوجه الول :أن هذا الحديث إنما ينطبق على الميت الذي كان يعلم في قيد حياته أن أهله بعد موته سيرتكبون مخالفات شرعية ,ثم لم ينصحهم ولو يوصهم أن ل يبكوا عليه ,لن البكاء يكون سبباً لتعذيب الميت . و – ال – التعريف في لفظ ( الميت ) هنا ليست للستغراق والشمول ,أي :ليس الحديث بمعنى أن كل ميت يُعذب ببكاء أهله عليه ,وإنما – ال -هنا للعهد ,أي :الميت الذي ل ينصح بأل يرتكبوا بعد وفاته ما يخالف الشرع ,فهذا الذي يعذب ببكاء أهله عليه ,أما من قام بواجب النصيحة ,وواجب الوصية الشرعية بأل ينوحوا عليه ,وأل يأتوا بالمنكرات التي تُفعل خاصة في هذا الزمان ,فإنه ل يُعذب وإذا لم يُوص لم ينصح عُذب .
هذا التفصيل هو الذي يجب أن نفهمه من التفسير الول لكثير من العلماء المعروفين والمشهورين ,كالنووي وغيره ,وإذا عرفنا هذا التفصيل ,وضح أل تعارض بين هذا الحديث خرَى )]فاطر ,[18إنما يظهر التعارض فيما لو فُهم أن وبين قوله تعالى ( وَ َل َت ِزرُ وَا ِزرَ ٌة ِو ْزرَ أُ ْ – ال – في لفظ ( الميت ) إنما هي للستغراق والشمول ,أي :كل ميت يُعذب ,حينئذٍ يُشكل الحديث ويتعارض مع الية الكريمة ,أما إذا عرفنا المعنى الذي ذكرناه آنفا ,فل تعارض ول إشكال ,لن الذي يُعذب إنما يُعذب بسبب عدم قيامه بواجب النصح والوصية ,هذا الوجه الول مما قيل في تفسير هذا الحديث لدفع التعارض . أما الوجه الثاني :فهو الذي ذكره شيخ السلم ابن تيمية رحمه ال في بعض مصنفاته ,أن العذاب هنا ليس عذاباُ في القبر ,أو عذاباً في الخرة ,وإنما هو بمعنى التألم وبمعنى الحزن , أي :إن الميت إذا سمع بكاء أهله عليه ,أسف وحزن لحزنهم هم عليه . هكذا قال شيخ السلم ابن تيمية ,وهذا لو صح لستأصل شأفة الشبهة . لكني أقول :أن هذا التفسير يتعارض مع حقيقتين اثنتين لذلك ل يسعنا إل أن نعتمد على التفسير الول للحديث : الحقيقة الولى :أن في حديث المغيرة بن شعبة رضي ال عنه الذي أشرت إليه آنفا زيادة تبين أن العذاب ليس بمعنى التألم ,وإنما هو بمعنى العذاب المتبادر ,أي :عذاب النار ,إل أن يعفو ك ِبهِ َويَغْ ِف ُر مَا دُونَ َذلِكَ شرَ َ ن ُي ْ ال تبارك وتعالى ,كما هو صريح قوله عزوجل ( إِنّ الَّ َل يَغْ ِفرُ أَ ْ ن َيشَاءُ )]النساء , [48ففي رواية المغيرة قال ( إن الميت ليُعذب ببكاء أهله يوم القيامة ) , ِلمَ ْ فهذا صريح بأن الميت يُعذب بسبب بكاء أهله عليه يوم القيامة ,وليس في القبر ,وهو الذي فسره ابن تيمية باللم والحزن . الحقيقة الخرى :هي أن الميت إذا مات ل يحس بشيء يجري من حوله ,سواء أكان هذا الشيء خيراً أو شراً – كما تدل عليه أدلة الكتاب والسنة – اللهم إل في بعض المناسبات التي جاء ذكرها في بعض الحاديث ,إما كقاعدة لكل ميت ,أو لبعض الموات ,حيث أسمعهم ال عزوجل بعض الشيء الذي يتألمون به . فمن الول :الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي ال تعالى عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ( إن العبد إذا وضع في قبره ,وتولى عنه أصحابه –حتى إنه سمع قرع نعالهم – أتاه ملكان )( , )10ففي هذا الحديث الصحيح إثبات سمع خاص للميت في وقت دفنه ,وحين ينصرف الناس عنه ,أي :في الوقت الذي يُجلسه الملكان أُعيدت الروح إليه ,فهو في هذه الحالة يسمع قرع النعال ,فل يعني الحديث بداهة أن هذا الميت وكل الموات تُعاد إليهم أرواحهم ,وأنهم يظلون يسمعون قرع النعال المـارة بين القبور إلى يوم يبـعثون! ل . إنما هذا وضعٌ خاص وسماع خاص من الميت ,لنه أُعيدت روحه إليه ,وحينئذٍ لو أخذنا بتفسير ابن تيمية رحمه ال ,وسعنا دائرة إحساس الميت بما يجري حوله ,سواءً عند نشعه قبل دفنه ,
أو بعد وضعه في قبره ,ومعنى ذلك :أن يسمع بكاء الحياء عليه و وهذا يحتاج إلى نص ,وهو مفقود .هذا أولً . وثاني ًا :بعض نصوص الكتاب والسنة الصحيحة تدل على أن الموتى ل يسمعون ,وهذا بحث طويل ,ولكني سأذكر حديثاً واحدًا ,وأنهي الجواب عن السؤال وهو قول النبي صلى ال عليه وسلم ( إن ل ملئكة سياحين في الرض يبلغوني عن أمتي السلم )( , )11وقوله ( سياحين ) أي :طوافين على المجالس ,فكلما صلى مسلم على النبي صلى ال عليه وسلم ,فهناك ملك موكل يوصل السلم من ذاك المسلم إلى النبي صلى ال عليه وسلم ,فلو كان الموات يسمعون ,لكان أحق هؤلء الموات أن يسمع هو نبينا صلى ال عليه وسلم ,لما فضله ال تبارك وتعالى , وخصه بخصائص على كل النبياء والرسل والعالمين ,فلو كان أحدٌ يسمع لكان النبي صلى ال عليه وسلم ثم لو كان النبي صلى ال عليه وسلم يسمه شيئا بعد موته ,لسمع صلة أمته عليه . ومن هنا تفهمون خطأ – بل ضلل – الذين يستغيثون ليس بالنبي صلى ال عليه وسلم بل وبمن دونه ,سواء كانوا رسل أو أنبياء أو صالحين ,لنه لو استغاثوا بالرسول عليه الصلة والسلم عبَادٌ َأ ْمثَاُلكُمْ )]العراف ن مِنْ دُونِ الِّ ِ ن تَ ْدعُو َ لما سمعهم ,كما هو صريح القران ( إِنّ الّذِي َ سمَعُوا دُعَاءَ ُكمْ )]فاطر [14إلى آخر الية . ن تَدْعُوهُمْ َل َي ْ , [194و ( إِ ْ إذا فالموتى من بعد موتهم ل يسمعون ,إل ما جاء النص في قضية خاصة – كما ذكرت آنفا – من سماع الميت قرع النعال ,وبهذا ينتهي الجواب عن هذا السؤال . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سؤال : 4إذا كانت المسجلة مفتوحةً على القرآن الكريم ,وبعض الحاضرين ل يستمعون بسبب أنهم مشغولون بالكلم ,فما حكم عدم الستماع ؟ وهل يأثم أحد من الحاضرين أو الذي فتح المسجلة ؟ الجواب :الجواب عن هذه القضية يختلف باختلف المجلس الذي يُتلى فيه القران من المُسجلة ,فإن كان المجلس مجلس علم وذكر وتلوة قران ,فيجب –والحالة هذه – الصغاء التام ,ومن ستَمِعُوا َلهُ لم يفعل فهو آثم ,لمخالفته بقول ال تبارك وتعالى في القران ( وَإِذَا ُق ِرئَ الْ ُقرْآنُ فَا ْ وََأ ْنصِتُوا َلعَلّ ُك ْم ُترْحَمُونَ )]العراف . [ 204 أما إذا كان المجلس ليس مجلس علم ول ذكر ول تلوة قران ,وإنما مجلس عادي ,كأن يكون إنسان يعمل في البيت ,أو يدرس أو يطالع ,ففق هذه الحالة ل يجوز فتح آلة التسجيل ,ورفع صوت التلوة بحيث يصل إلى الخرين الذين هم ليسوا مكـلفين بالسـماع ,لنهم لم يجـلسـوا له , والمسؤول هو الذي رفع صوت المسجلة وأسمع صوتها للخرين ,لنه يُحرجُ على الناس , ويحملهم على أن يسمعوا للقران في حالة هم ليسوا مستعدين لها (*) . وأقرب مثال على هذا :أن أحدنا يمر في الطريق ,فيسمع من السمان ,وبائع الفلفل ,الذي يبيع أيضاً هذه الشرطة المُسجلة ( الكاسيتات ) فقد مل صوت القران ,وأينما ذهبت تسمع هذا
الصوت ,فهل هؤلء الذين يمشون في الطريق – كل في سبيله – هم مكلفون أن ينصتوا لهذا القران الذي يُتلى في غير محله ؟! ل ,وإنما المسؤول هو هذا الذي يُحرجُ على الناس , ويسمعهم صوت القران ,إما للتجارة أو للفات نظر الناس ,ونحو ذلك من المصالح المادية , فإذاً هم يتخذون القران من جهةٍ مزامير – كما جاء في بعض الحاديث( , )12ثم هم يشترون بآيات ال ثمناً قليلً في أسلوب آخر غير أسلوب اليهود والنصارى الذين قال ال عزوجل في لّ ثَ َمنًا َقلِيلً )]التوبة .[9 ش َت َروْا بِآيَاتِ ا ِ حقهم في هذه الية ( ا ْ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ خيْرُ ا ْلمَا ِكرِينَ )]آل لّ وَالُّ َ سؤال : 5إن ال عزوجل يُخبر عن نفسه فيقول ( َومَ َكرُوا َومَ َكرَ ا ُ عمران , [54فربما يضيق عقل بعض الناس عن فهم هذه الية على ظاهرها ,وبما أننا لسنا بحاجة للتأويل ,فكيف يكون ال خير الماكرين ؟! الجواب :المسألة سهلة بفضل ال ,وذلك لننا نستطيع أن نعرف أن المكر – من حيث هو مكر- ل يوصف دائماً وأبدُا بأنه شر ,كما إنه ل يوصف دائما وأبدا بأنه خير ,فرُب كافر يمكر بمسلم , لكن هذا المسلم كيس فطن ليس مغفل ول غبيا ,فهو متنبه لمكر خصمه الكافر ,فيعامله على نقيض مكره هو ,بحيث تكون النتيجة أن هذا المسلم بمكره الحسن قضى على الكافر بمكره السيئ ,فهل يقال :إن هذا المسلم حينما مكر بالكافر تعاطى أمرًا غير مشروع ؟ ل أحد يقول هذا . ومن السهل أن تفهموا هذه الحقيقة من قوله علــيه الصلة والسلم ( الـحرب خدعة )(, )13 فالذي يقالُ في الخدعة يُقال في المكر تمام ًا ,فمخادعة المسلم لخيه المسلم حرام ,لكن مخادعة المسلم للكافر عدو ال وعدو رسوله هذا ليس حراماً ,بل هو واجب ,كذلك مكر المسلم بالكافر الذي يريد المكر به –بحيث يبطل هذا المسلم مكر الكافر -هذا مكر حسن ,وهذا إنسان وذاك إنسان . فماذا نقول بالنسبة لرب العالمين القادر العليم الحكيم ؟ خ ْيرُ ا ْلمَا ِكرِينَ ) ,فحينما وصف ربنا عزوجل ها هو يبطل مكر الماكرين جميعاً لذلك قال ( وَالُّ َ خ ْيرُ نفسه بهذه الصفة ؟ قد لفت نظرنا بأن المكر حتى من البشر ليس دائماً ,لنه قال ( وَالُّ َ ا ْلمَا ِكرِينَ ) فهناك ماكر بخير ,وماكر بشر ,فمن مكر بخير لم يُذم ,وال عزوجل كما قال ( وَالُّ خ ْيرُ ا ْلمَا ِكرِينَ ) . َ وباختصار أقول :كل ما خطر ببالك فال بخلف ذلك ,فإذا توهم النسان أمراً ل يليق بال , فليعلم رأساً أنه مخطئ ,فهذه الية هي مدح ل عزوجل ,وليس فيها أي شيء ل يجوز نسبته إلى ال تبارك وتعالى . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ن يُ ْق َب َل مِ ْنهُ )]ال عمران غ ْيرَ ا ِلْسْلَمِ دِينًا فَلَ ْ ن َيبْتَغِ َ سؤال : 6كيف نوفق بين هاتين اليتين ( َومَ ْ لّ وَا ْل َيوْمِ ن بِا ِ ن آمَ َ ن وَالنّصَارَى مَ ْ ن آمَنُوا وَالّذِينَ هَادُوا وَالصّابِئُو َ , [85وقوله تعالى ( إِنّ الّذِي َ ح َزنُونَ )]المائدة [69؟ عَل ْيهِ ْم وَلَ هُ ْم يَ ْ خ ْوفٌ َ ع ِملَ صَالِحًا فَلَ َ خرِ َو َ الْ ِ الجواب :ل تعارض بين اليتين كما يوهم السؤال ,وذلك لن آية السلم هي بعد أن تَبلُغً دعوةُ عَل ْيهِمْ وَلَ ُهمْ خ ْوفٌ َ السلمِ أولئك القوام الذين وصفهم ال عزوجل في الية الثانية ( َفلَ َ حزَنُونَ ) وذكر منهم الصابئة ,والصابئة حينما يذكرون يسبق إلى الذهن أن المقصود بهم : يَ ْ عُباد الكواكب لكنهم –في الحقيقة -كل قوم وقعوا في الشرك بعد أن كانوا من أهل التوحيد فالصابئة كانوا موحدين ,ثم عرض لهم الشرك وعبادة الكواكب ,فالذين ذُكروا في هذه الية هم المؤمنون منهم الموحدون ,فهؤلء قبل مجيء دعوة السلم هم كاليهود والنصارى ,وهم ذُكروا أيضاً في نفس السياق الذي ذُكر فيه الصابئة فهؤلء مَنْ كان منهم متمسك ًا بدينه في زمانه ح َزنُونَ ) . خ ْوفٌ عَ َل ْيهِ ْم وَلَ هُ ْم يَ ْ ,فهو من المؤمنين ( فَلَ َ ولكن بعد أن بعث ال عزوجل محمداً عليه الصلة والسلم بدين السلم ,وبلغت دعوة هذا السلم أولئك الناس من يهود ونصارى وصابئة ,فل يقبل منه إل السلم . غ ْيرَ ا ِلْسْلَمِ دِينًا ) أي :بعد مجيء السلم على لسان الرسول عليه ن يَ ْبتَغِ َ إذاً قوله تعالى ( َومَ ْ الصلة والسـلم ,وبلوغ دعوة السلم إليه ,فل يُقبل منه إل السـلم . وأما الذين كانوا قبل بعثة الرسول عليه الصلة والسلم بالسلم ,أو الذين قد يوجدون اليوم ن بلغتهم محرفةً عن على وجه الرض ولم تبلغهم دعوة السلم أو بََل َغ ْتهُمْ دعوةُ السلم ولك ْ أساسها وحقيقتها ,كما ذكرتُ في بعض المناسبات عن القاديانيين –مثلً -الذين انتشروا في أوربا وأمريكا يدعون إلى السلم لكن هذا السلم الذين يدعون إليه ليس من السلم في شيء , لنهم يقولون بمجيء أنبياء بعد خاتم النبياء محمد عليه الصلة والسلم ,فهؤلء القوام –من الوربيين والمريكيين الذين دعوا إلى السلم القادياني ,ولم تبلغهم دعوة السلم الحق – على قسمين : عَل ْيهِمْ وَلَ ُهمْ خ ْوفٌ َ *قسم منهم على دين سابق وهم متمسكون به ,فعلى ذلك تحمل آية ( َفلَ َ حزَنُونَ ) . يَ ْ *وقسم انحرف عن هذا الدين –كما هو شأن كثير من المسلمين اليوم –فالحجة قائمة عليهم . أما من لم تبلغهم دعوة السلم مطلق ًا –سواء بعد السلم أو قبله , -فهؤلء لهم معاملة خاصة في الخرة ,وهي أن ال عزوجل يبعث إليهم رسو ًل يمتحنهم -كما امتحن الناس في الحياة الدنيا – فمن استجاب لذلك الرسول في عرصات يوم القيامة وأطاعه دخل الجنة ,ومن عصاه دخل النار(. )14 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ن يَفْ َقهُو ُه وَفِي آذَا ِنهِ ْم وَ ْقرًا )]النعام َ , [25يشُم جعَ ْلنَا عَلَى قُلُو ِبهِمْ أَ ِك ّنةً أَ ْ سؤال : 7قال تعالى ( وَ َ البعض من هذه الية رائحة الجبر ,فما رأيكم في ذلك ؟ الجواب :هذا الجعـل هو جع ٌل كوني ,ولفهم هذا لبد من شرح مـعنى الرادة اللهية ,فالرادة اللهية تنقسم إلى قسمين ( :إرادة شرعية ,وإرادة كونية ) . والرادة الشرعية :هي كل ما شرعه ال عزوجل لعباده ,وحضهم على القيام به من طاعات وعبادات على اختلف أحكامها ,من فرائض إلى مندوبات ,فهذه الطاعات والعبادات يريدها تبارك وتعالى ويُحبها . وأما الرادة الكونية :فهي قد تكون تارة مما لم يشرعها ال ,ولكنه قدرها وهذه المارة إنما ن يَقُولَ َلهُ ُكنْ َفيَكُونُ )] ش ْيئًا َأ ْ سُميت بالرادة الكونية اشتقاقاً من قوله تعالى ( ِإنّمَا َأمْرُهُ ِإذَا َأرَا َد َ ش ْيئًا ) اسم نكرة يشمل كل شيء ,سواء أكان طاعة أو معصية ,وإنما يكون ذلك يس , [82فــ ( َ بقوله تعالى ( كُنْ ) ,أي بمشيئته وقضائه وقدره ,فإذا عرفنا هذه الرادة الكونية – وهي أنها تشمل كل شيء ,سواء أكان طاعة أو كان معصية – فل بد من الرجوع بنا إلى موضوع القضاء ن يَفْ َقهُوهُ َوفِي آذَانِهِ ْم وَ ْقرًا ) ,معناه أن علَى ُقلُوبِهِمْ أَ ِك ّنةً َأ ْ والقدر ,لن قوله تعالى ( وَجَ َع ْلنَا َ هـــــذا الـذي قــــــال له ( كُنْ ) جعله أمرًا مُقدراً كائن ًا لبد منه ,فكل شيء عند ال عزوجل بقدر ,وهذا أيض ًا يشمل الخير والشر ,ولكن ما يتعلق منه بنا نحن الثقلين –النس والجن المكلفين المأمورين من ال عزوجل -أن ننظر فيما نقوم نحن به ,إما أن يكون بمحض إرادتنا واختيارنا , وإما أن يكون رغماً عنا ,وهذا القسم الثاني ل يتعلق به طاعة ول معصية ,ول يكون عاقبة ذلك جنة ول ناراً ,وإنما القسم الول هو الذي عليه تدور الحكام الشرعية ,وعلى ذلك يكون جزاء النسان الجنة أو النار ,أي :ما يفعله النسان بإرادته ,ويسعى إليه بكسبه واختياره هو الذي يحاسب عليه ,إنْ كان خيراً فخير ,وإن كان شرًا فشر . وكون النسان مختاراً في قسم كبير من أعماله ,فهذه حقيقة ل يمكن المجادلة فيها شرعاً ول عقلً . أما شرعاً :فنصوص الكتاب والسنة متواترة في أمر النسان بأن يفعل ما أمر به ,وفي أن يترك ما نُهي عنه ,وهذه النصوص أكثر من أن تذكر . أما عقلً :فواضح لكل إنسان متجرد عن الهوى والغرض بأنه حينما يتكلم ,حينما يمشي ,حينما يأكل ,حينما يشرب ,حينما يفعل أي شيء ,مما يدخل في اختياره ,فهو مختار في ذلك غير مضطر إطلق ًا ,وأنا شئتُ أنْ أتكلم الن ,فليس هناك أحد يجبرني على ذلك بطبيعة الحال , ولكنه مقدر ,ومعنى كلمي هذا مع كونه مقدراً ,أي أنه مقدر مع اختياري لهذا الذي أقوله وأتكلم به ,ولكن باستطاعتي أن أصمت لبين لمن كان في شك مما أقول أني مختار في هذا الكلم .
إذاُ ,فاختيار النسان –من حيث الواقع -أمر ل يقبل المناقشة والمجادلة ,وإل فالذي يجادل في مثل هذا إنما هو يسفسط ويشكك في البدهيات ,وإذا وصل النسان إلى هذه المرحلة انقطع معه الكلم . إذاً فأعمال النسان قسمان :اختيارية ,و اضطرارية . والضطرارية :ليس فيها كلم ,ل من الناحية الشرعية ول من الناحية الواقعية ,والشرع يتعلق بالمور الختيارية ,فهذه هي الحقيقة ,وإذا ركزناها في أذهاننا ,استطعنا أن نفهم الية السابقة جعَ ْلنَا عَلَى قُلُو ِبهِمْ أَ ِك ّنةً ) وهذا الجعل كوني ,ويجب أن نتذكر الية السابقة ( ِإنّمَا َأمْرُهُ ِإذَا ( وَ َ ن يَقُولَ َلهُ ُكنْ َفيَكُونُ ) أن الرادة ههنا إرادة كونية ,ولكن ليس رغماُ عن هذا الذي ش ْيئًا أَ ْ َأرَا َد َ جعل ال على قلبه أكنه . مثال من الناحية المادية :أن النسان حينما يُخلق إنما يُخلق ولحمه غض طري ,ثم إذا كبر وكبر يقسو لحمه ويشتد عظمه ولكن الناس ليسوا كلهم سواءً ,فهذا مثلً إنسان منكب على نوع من الدراسة والعلم ,فهذا ماذا يقوى فيه ؟ يقوى عقله ؟ ويقوى دماغه من الناحية التي هو ينشغل بها ,ويَنصب بكل جهده عليها ,ولكن من الناحية البدنية جسده ل يقوى ,وعضلته ل تنمو . والعكس بالعكس تمام ًا :فهذا شخص منصب على الناحية المادية ,فهو في كل يوم يتعاطى تمارين رياضية –كما يقولون اليوم -فهذا تشتد عضلته ,ويقوى جسده ,ويصبح له صورة كما نرى ذلك أحياناً في الواقع ,وأحياناً في الصور ,فهؤلء البطال مثلُ تصبح أجسادهم كلها عضلت ,فهل هو خُلق هكذا ,أم هو اكتسب هذه البنية القوية ذات العضلت الكثيرة ؟ هذا شيء وصل إليه هو بكسبه واختياره . ذلك هو مثل النسان الذي يضل في ضلله وفي عناده ,وفي كفره وجحوده ,فيصل الران ,إلى هذه الكنة التي يجعلها ال عزوجل على قلوبهم ؟ ل بفرض من ال واضطرار من ال لهم , وإنما بسبب كسبهم واختيارهم ,فهذا هو الجعل الكوني الذي يكسبه هؤلء الكفار ,فيصلون إلى هذه النقطة التي يتوهم الجُهال أنها فُرضت عليهم ,والحقيقة أن ذلك لم يُفرض عليهم وإنما ذلك بما كسبت أيديهم ,وأن ال ليس بظلمٍ للعبيد . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سؤال : 8ما حكم تقبيل المصحف ؟ الجواب :هذا مما يدخل – في اعتقادنا – في عموم الحاديث التي منها ( إياكم ومحدثات المور , فإن كل محدثة بدعة ,وكل بدعة ضللة )( , )15وفي حديث آخر ( كل ضللة في النار )(, )16 فكثير من الناس لهم موقف خاص من مثل هذه الجزئية ,يقولون :وماذا في ذلك ؟! ما هو إل إظهار تبجيل وتعظيم القران ,ونحن نقول صدقتم ليس فيه إل تبجيل وتعظيم القران الكريم ! ولكن تُرى هل هذا التبجيل والتعظيم كان خافياً على الجيل الول -وهم صحابة الرسول صلى ال
عليه وسلم -وكذلك أتباعهم وكذلك أتباع التابعين من بعدهم ؟ ل شك أن الجواب سيكون كمال قال علماء السلف :لو كان خيراُ لسبقونا إليه . هذا شيء ,والشيء الخر :هل الصل في تقبيل شيء ما الجواز أم الصل المنع ؟ هنا ل بد من إيراد الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحهما ليتذكر من شاء أن يتذكر , ويعرف بُعد المسلمين اليوم عن سلفهم الصالح ,وعن فقههم ,وعن معالجتهم للمور التي قد تحدث لهم . ذاك الحديث هو :عن عباس بن ربيعة قال :رأيت عمر بن الخطاب رضي ال عنه يُقبل الحجر ( يعني :السود ) ويقول ( إني لعلم أنك حجر ل تضر ول تنفع ,فلول أني رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يُقبلك ما قبلتُك )( , )17وما معنى هذا الكلم من هذا الفاروق :لول أني رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يُقبلك ما قبلتك ؟! . إذاً ,لماذا قبل عمرُ الحجر السود ,وهو كما جاء في الحديث الصحيح ( الحجر السود من الجنة )( )18؟! فهل قبله بفلسفة صادرة منه ,ليقول كما قال القائل بالنسبة لمسألة السائل :إن هذا كلم ال ونحن نقبله ؟! هل يقول عمر :هذا حجر أثر من آثار الجنة التي وُعد المتقون فأنا أُقبله ,ولست بحاجة إلى نص عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ليبين لي مشروعية تقبيله ؟! أم يعاملُ هذه المسألة الجزئية كما يريد أن يقول بعض الناس اليوم بالمنطق الذي نحن ندعو إليه , ونسميه بالمنطق السلفي ,وهو الخلص في اتباع الرسول عليه الصلة والسلم ,ومن استن بسنته إلى يوم القيامة ؟ هكذا كان موقف عمر ,فيقول :لول أني رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يُقبلك لما قبلتك . إذاُ الصل في هذا التقبيل أن نجري فيه على سنة ماضية ,ل أن نحكم على المور – كما أشرنا آنفا – فنقول :هذا حسن ,وماذا في ذلك ؟! اذكروا معي موقف زيد بن ثابت كيف تجاه عرض أبي بكر وعمر عليه] في[( )19جمع القران لحفظ القران من الضياع ,لقـد قال :كيف تفعـلون شيئاً ما فعله رسول ال صلى ال عـليه وسلم ؟! فليس عند المسلمين اليوم هذا الفقه في الدين إطلقاً . إذا قيـل للمقبـل للمصـحف :كيـف تفعـل شيئاً لم يفعله رسـول ال صـلى ال عليـه وسـلم ؟! واجهـك بأجوبة غريبة عجيبة جدًا ,منها :يا أخي ! وماذا في ذلك ؟! هذا فيه تعظــيم للـقران ! فــقل له : يا أخي ! هذا الكل ُم يعاد عليك :وهل الرسول صلى ال عليه وسلم كان ل يُعظم القران ؟ ل شك أنـه كان يعظـم القران ,ومـع ذلك لم يُقبله ,أو يقولون :أنـت تنكـر علينـا تقبيـل المصـحف ! و هـا أنـت تركـب السـيارة ,وتسـافر بالطيارة وهذه أشياء مـن البدعـة ؟! يأتـي الرد على مـا سـمعتم أن البدعة التي هي ضللة ,إنما ما كان منها في الدين . أما في الدنيا ,فكما ألمحنا آنفا أنه قد تكون جائزة ,وقد تكون محرمة إلى آخره ,وهذا الشيء معروف ,ول يحتاج إلى مثال .
فالرجل يركب الطيارة ليسافر إلى بيت ال الحرام للحج ,ل شك أنه جائز ,والرجل الذي يركب الطيارة ليسافر إلى بلد الغرب ويحُج إليه ,ل شك أن هذه معصية ,وهكذا . أما المور التعبدية التي سئُـل عنها السائل :لماذا تفعل ]هذا[( )20؟ قال التقرب إلى ال ! فأقول :ل سبيل إلى التقرب إلى ال تبارك وتعالى إل بما شرع ال ,ولكني أريد أن أُذكر بشيء وهو – في اعتقادي – مهم جدا لتأسيس ودعم هذه القاعدة ( كل بدعة ضللة ) ,ل مجال لستحسان عقلي بتاتاً . يقول بعض السلف :ما أُحدثت بدعة إل و أُميتت سنةٌ . وأنا ألمس هذه الحقيقة لمس اليد بسبب تتبعي للمحدثات من المور ,وكيف أنها تخالف ما جاء عن الرسول عليه الصلة والسلم في كثير من الحيان . وأهل العلم والفضل حقاً إذا أخذ أحدهم المصحف ليقرأ فيه ,ل تراهم يُقبلونه ,وإنما يعملون بما فيه ,وأما الناس – الذين ليس بلعواطفهم ضوابط – فيقولون :وماذا في ذلك ؟! ول يعلمون بما فيه ! فنقول :ما أحدثت بدعة إل وأميتت سنة . ومثل هذه البدعة بدعة أخرى :نرى الناس – حتى الفُساق منهم الذين ل زال في قلوبهم بقية إيمان -إذا سمعوا المؤذن قاموا قياماً ! وإذا سألتهم :ما هذا القيام ؟! يقولون :تعظيما ل عزوجل ! ول يذهبون إلى المسجد ,يظلون يلعبون بالنرد والشطرنج ونحو ذلك ,ولكنهم يعتقدون أنهم يعظمون ربنا بهذا القيام ! من أين جاء هذا القيام ؟! جاء طبعاً من حديث موضوع ل أصل له وهو ( إذا سمعتم الذان فقوموا )(. )21 هذا الحديث له أصل ,لكنه حُرف من بعض الضعفاء أو الكذابين ,فقال ( قوموا ) بدل ( قولوا ) واختصر الحديث الصحيح ( إذا سمعتم الذان ,فقولوا مثل ما يقول ,ثم صلوا علي )22() ..الخ الحديث ,فانظروا كيف أن الشيطان يُزين للنسان بدعة ]بدعته[( , )23ويقنعه في نفسه بأنه مؤمن يُعظم شعائر ال ,والدليل أنه إذا أخذ المصحف يُقبله ,وإذا سمع الذان يقوم له ؟! لكن هل هو يعمل بالقران ؟ ل يعمل بالقران ! مثلً قد يُصلي ,لكن هل ل يأكل الحرام ؟ هل ل يأكل الربا ؟ هل ل يُطعم الربا ؟ هل ل يُشيع بين الناس الوسائل التي يزدادون بها معصية ل ؟ هل ؟ هل ؟ أسئلة ل نهاية لها ,لذلك نحن نقف فيما شرع ال لنا من طاعات وعبادات ,ول نزيد عليها حرفاً واحداً ,لنه كما قال عليه الصلة والسلم ( ما تركت شيئاً مما أمركم ال به إل وقد أمرتكم به )( , )24وهذا الشيء الذي أنت تعمله ,هل تتقرب به إلى ال ؟ وإذا كان الجواب :نعم .فهات النص عن الرسول عليه الصلة والسلم .الجواب :ليس هناك نص .إذا هذه بدعة ,ولكل بدعة ضللة وكل ضللة في النار . ول يُشْكلن على أحد فيقول :إن هذه المسألة بهذه الدرجة من البساطة ,مع ذلك فهي ضللة وصاحبها في النار ؟!
أجاب عن هذه القضية المام الشاطبي بقوله ( كل بدعة مهما كانت صغيرة فهي ضللة ) . ول يُنظر في هذا الحكم – على أنها ضللة – إلى ذات البدعة ,وإنما يُنظر في هذا الحكم إلى المكان الذي وضعت فيه هذه البدعة ,ما هو هذا المكان ؟ إن هذا المكان هو شريعةُ السلم التي تمتْ وكملتْ ,فل مجال لحد للستدراك ببدعة صغيرة أو كبيرة ,من هنا تأتي ضللةُ البدعة ,ل لمجرد إحداثه إياها ,وإنما لنه يعطي معنى للستدراك على ربنا تبارك وتعالى وعلى نبينا صلى ال عليه وسلم . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سؤال : 9كيف يجب علينا أن نفسر القران الكريم ؟ الجواب :أنزل ال تبارك وتعالى القران الكريم على قلب رسوله محمد صلى ال عليه وسلم , ليخرج الناس من ظلمات الكفر والجـهل إلى نور السـلم ,قال تعالى ( الر ِكتَابٌ َأنْزَ ْلنَاهُ ِإَليْكَ حمِيدِ )]ابراهيم , [1وجعل صرَاطِ ا ْل َعزِيزِ الْ َ ن َر ّبهِمْ إِلَى ِ س مِنَ الظُّلمَاتِ إِلَى النّورِ بِِإذْ ِ خ ِرجَ النّا َ ِلتُ ْ رسوله صلى ال عليه وسلم مُبيناً لما في القران ,ومُفسرًا ومُوضحاً له ,قال تعالى ( وََأ ْنزَ ْلنَا س مَا نُ ّزلَ ِإَليْهِ ْم َولَعَّل ُه ْم يَتَفَ ّكرُونَ )]النحل , [44فجاءتِ السن ُة مفسرةً ِإَليْكَ الذّ ْكرَ ِل ُتبَيّنَ لِلنّا ِ ومبينةً لما في القران الكريم ,وهي وحيٌ من عند ال ,قال تعالى ( َومَا َينْطِقُ عَنِ ا ْل َهوَى * إِنْ ي يُوحَى )]النجم 3و , [4وقال النبي صلى ال عليه وسلم ( إل إني أُوتيت القران حٌ ُهوَ إِ ّل وَ ْ ومِثلهُ معه ,أل يُوشِكُ رج ٌل شبعانُ على أَريكته يقول :عليكم بهذا القران ,فما وجدتم فيه من حلل فأَلوه ,وما وجدتم فيه من حرام فحرموهُ ,وإن ما حر َم رسول ال صلى ال عليه وسلم كما حرمَ الُ )(. )25 فأو ُل ما يُفسرُ به القران الكريمُ( )26هو القران مع السنة – وهي أقوال وأفعال وتقريرات رسول ال صلى ال عليه وسلم – ثم بعد ذلك بتفسير أهل العلم ,وعلى رأسهم أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ,وفي مقدمتهم :عبدال ابن مسعود رضي ال عنه ,وذلك لقد صُحبته للنبي صلى ال عليه وسلم من جهة ,ولعنايته بسؤاله عن القران وفهمه وتفسيره من جهة أخرى ,ثم عبدال بن عباس رضي ال عنهما فقد قال ابن مسعود فيه ( إنه تُرجمان القران ) ,ثم أي صحابي من بعدهم ثبت عنه تفسير آية – ولك يكن هناك خلف بين الصحابة – نتقلى حين ذلك التفسير بالرضا والتسليم والقبول ,وإن لم يوجد وجب علينا أن نأخذ من التابعين الذين عُنوا بتلقي التفسير من أصحاب رسول ال عليه الصلة والسلم كسعيد بن جبير ,وطاووس ونحوهم ممن اشتهروا بتلقي تفسير القران عن بعض أصحاب الرسول عليه الصلة والسلم ,وبخاصة ابن عباس كما ذكرنا . وهناك – للسف -بعض اليات تُفسر بالرأي والمذهب ,ولم يأت في ذلك بيان عن النبي صلى ال عليه وسلم مباشرة ,فيستقل بعض المتأخرين في تفسيرها تطبيقاُ للية على المذهب ,وهذه مسألة خطيرة جدُا ,حيث تُسفر اليات تأييداُ للمذهب ,وعلماء التفسير فسروها على غير ما فسرها أهل ذلك المذهب .
سرَ مِنَ الْ ُقرْآنِ )]المزمل , [20 ويمكن أن نذكر مثالُ لذلك :قوله تبارك وتعالى ( فَا ْقرَءُوا مَا تَ َي ّ فسرته بعض المذاهب بالتلوة نفسها ,أي :الواجب من القران في الصلوات إنما هو آية طويلة أو ثلث آيات قصيرة ! قالوا هذا مع ورود الحديث الصـحيح عن الـنبي صلى ال عليه وسلم قال ( ل صلة لمن لم يقرأ بفـاتحة الكتــاب )( , )27وفي الحديث الخر ( من صلى صلة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب ,فهي خِداج ,هي خِداج ,هي خِداج غي ُر تَمام )(. )28 فقد رُدت دللة هذين الحديثين – بالتفسير المذكور للية السابقة -بدعوى أنها أطلقت القراءة , ول يجوز عندهم تفسير القران إل بالسنة المتواترة ,أي ل يجوز تفسير المتواتر إل بالمتواتر , فردوا الحديثين السابقين اعتمادًا منهم على تفسيرهم للية بالرأي أو المذهب . ما أن العلماء – كل علماء التفسير ,ل فرق بين من تقدم منهم أو تأخر – بينوا أن المقصود بالية الكريمة ( فَا ْقرَءُوا ) ,أي :فصلوا ما تيسر لكم من صلة الليل ,لن ال عزوجل ذكر هذه ن ثُُل َثيِ الّل ْيلِ َو ِنصْفَ ُه َوثُُلثَهُ ك تَقُومُ أَ ْدنَى مِ ْ ك يَعْلَمُ َأنّ َ ن َربّ َ الية بمناسبة قوله تبارك وتعالى ( إِ ّ لّ يُقَ ّدرُ الّل ْي َل وَالنّهَارَ ) إلى أن قال ( فَا ْقرَءُوا مَا َت َيسّ َر مِنَ الْ ُقرْآنِ )] ك وَا ُ ن مَعَ َ وَطَائِ َف ٌة مِنَ الّذِي َ المزمل , [20أي :فصلوا ما تيسر لكم من صلة الليل بخاصة ,وإنما يسر ال عزوجل للمسلمين أن يصلوا ما تيسر لهم من صلة الليل ,فل يجب عليهم أن يُصلوا ما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يُصلي – كما تعلمون – إحدى عشرة ركعة . هذا هو معنى الية ,وهذا في السلوب العربي من باب إطلق الجزء وإرادة الكل ,فقوله ( فَا ْقرَءُوا ) ,أي فصلوا ,فالصلة هي الكل ,والقراءة هي الجزء ,وذلك لبيان أهمية هذا الجزء غسَقِ شمْسِ ِإلَى َ في ذلك الكل ,وذلـك لقوله تبارك وتعالى في الية الخـرى ( أَقِمِ الصّلَةَ لِدُلُوكِ ال ّ جرِ ) ,أي :صلة الفجر , جرِ )]السراء [78ومعنى (ّ ُقرْآنَ الْفَ ْ جرِ إِنّ ُقرْآنَ الْ َف ْ الّل ْيلِ َو ُقرْآنَ الْ َف ْ فأطلق أيضاً هنا الجزء وأراد الكل ,هذا أسلوب في اللغة العربية معروف . ولذلك ,فهذه الية بعد أن ظهر تفسيرها من علماء التفسير دون خلف بين سلفهم وخلفهم ,لم جزْ رد الحديث الول والثاني بدعوى أنه حديث آحاد ,ول يجوز تفسير القران بحديث الحاد ! يُ لن الية المذكورة فسرت بأقوال العلماء العارفين بلغة القران ,هذا أولً ,ولن حديث النبي صلى ال عليه وسلم ل يخالف القران ,بل يفسره ويوضحه ,كما ذكرنا في مطلع هذه الكلمة , وهذا ثانياً ,فكيف و الية ليس لها علقة بموضوع ما يجب أن يقرأه المسلم في الصلة ,سواءً كانت فريضة أو نافلة ؟! أما الحديثان المذكوران آنفا ,فموضوعهما صريح بأن صلة المصلي ل تصحُ إل بقراءة الفاتحة قال ( ل صلة لمن لم يقرأ بفـاتحة الكتــاب )( , )29وفي الحديث الخر ( من صلى صلة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب ,فهي خِداج ,هي خِداج ,هي خِداج غي ُر تَمام )( , )30أي :هي ناقصة ,ومن انصرف من صلته وهي ناقصة فما صلى ,وتكون صلته حينئذٍ باطلة ,كما هو ظاهر الحديث الول . إذا تبينت لنا هذه الحقيقة ,فحينئ ُذ نطمئن إلى الحاديث التي جاءت عن النبي صلى ال عليه وسلم مروية في كتب السنة أولُ ,ثم بالسانيد الصحيحة ثاني ًا و ول نشك ول نرتاب فيها بفلسفة
الحاديث التي نسمعها في هذا العصر الحاضر ,وهي التي تقول :ل نعبأ بأحاديث الحاد مادامت لم ترِدْ في الحكام ,وإنما هي في العقائد ,والعقائد ل تقوم على أحاديث الحاد . هكذا زعموا ! وقد علمنا أن النبي صلى ال عليه وسلم أرسل معاذاً يدعو أهل الكتاب إلى عقيدة التوحيد( , )31وهو شخص واحد . ت بيانها ,وهي تتعلق بـ :كيف يجب علينا أن نفسر وفي هذا القدر كفاية بهذه الكلمة التي أرد ُ القران الكريم ؟ وصلى ال وسلم وبارك على نبينا محمد واله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين , والحمد ل رب العالمين . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الهوامش : ( )1الضعيفة – 557وقال الشيخ ابن باز رحمه ال في فتاوى نور على الدرب ل أعرف هذا الحديث ،ول أعتقد أنه صحيح، ( )2البخاري 1429واللفظ له – مسلم 1033 ( )3صحيح الترغيب والترهيب 1/93/35 ( )4الصحيحة 1803 ( )5صحيح الجامع 7517 ( )6إرواء الغليل 8/40/2373 ( )7صحيح الترغيب والترهيب – 1/92/34وصلة التراويح ص 75 ( )8مشكاة المصابيح 1/66/186 ( )9صحيح الجامع 1970 ( )10صحيح الجامع 1675 ( )11صحيح الجامع 2174 حمُونَ س َتمِعُوا َل ُه وََأ ْنصِتُوا َلعَلّكُ ْم ُترْ َ (*) وللفائدة أكثر حول تفسير هذه الية ( وَِإذَا ُق ِرئَ الْ ُقرْآنُ فَا ْ ) يرجى النظر في تفسير القرطبي ففيه كلم طيب و تفسير السعدي رحمهمها ال . ( )12الصحيحة 979 ( )13البخاري – 3030مسلم 1740 ( )14الصحيحة 2468 ( )15صحيح الترغيب والترهيب 1/92/34 ( )16صلة التراويح ص 75 ( )17صحيح الترغيب والترهيب 1/94/41 ( )18صحيح الجامع 3174 ( )19في هي إضافة من عندي ( )20نفس الشيء أضفت هذا
( )21الضعيفة 711 ( )22مسلم 384 ( )23وقد تكون الكلمة الصحيحة بدعته لكي تطابق الجملة ( )24الصحيحة 1803 ( )25تخريج المشكاة رقم 163 ( )26والشيخ اللباني يرى بخلف من يقول بأنه يجب تفسير القران بالقران أول ثم بالسنة ومن بعدها بقول الصحابي وبعدها للتابعي ويقول يجب تفسير القران بالقران والسنة ,وتجد في كتب علوم القران مثل كتاب مباحث في علوم القران و دراسات في علوم القران بخلف هذا , وتجدهم يقولون بأنه يجب تفسير القرآن بالقرآن ومن بعده بالسنة وهو مذهب ابن جرير وابن كثير وغيرهم من علماء التفسير بالمأثور رحمهم ال جميعا . ( )27صحيح الجامع 7389 ( )28صفة الصلة 97 ( )29و ( )30سبق تخريجهما ( )31البخاري – 1458مسلم 19
ول تنسونا من دوعائكم الصالح أخوكم في ال :أبوخطاب العوضي